السبت، 12 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2972 du 12.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

حــرية و إنـصاف:عادل العوني و محمدعمار و لطفي الورغي يواصلون إضرابهم عن الطعام حــرية و إنـصاف:اختطاف الشاب معاذ بن محمد الشيخ علي حــرية و إنـصاف:اعتقال مجموعة جديدة في بنعروس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وجمعية حقيقة-عمل:حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!( اليوم الحادي عشر)   حــرية و إنـصاف:الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية بعث لجنة وطنية للتضامن مع محمد عمار وعادل العوني الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: منع اجتماع الرابطة ” من أجـل الدفـاع عن حقـوق أهالـي الحـوض المنجمـي” الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنســــــــان-  فرع جندوبة: بيـــــــــــــــان إمضاءات في العريضة الوطنية حول الحوض المنجمي المؤتمر من أجل الجمهورية : برقية تضامن مع فريق قناة الحوار التونسي حزب العمال الشيوعي التونسي: بيان شبكة الصحافة العربية: مجموعات معنية بحرية الصحافة تثير مسألة الإنشغالات التونسية مع الرئيس الفرنسي يو بي أي: بن علي يشارك في قمة باريس حول الإتحاد من أجل المتوسط وات: كلمـــــة رئيـــــس الدولــــــة فـــــي يـــــوم العلـــــــم – المراهنة على العلم والعمل والاستثمار في المعرفة والذكاء جريدة الوطن: الخوصصة في تونس:  ماذا يحدث لو انعدم ما يمكن عرضه للبيع؟ موقع كلمة : الإذاعة والتلفزة: أزمة الأعوان تتواصل موقع كلمة : بوليس يعذّب وقضاء يتعقرب موقع كلمة : أسف أممي لأداء العدالة التونسية الصباح: أمام محكمة الاستئناف بالعاصمة – قتل من غرّر بابنته وتسبّب في حملها وهو متزوج وأب الصباح: في باجة الجنوبية – بسبب شكوكه يذبح زوجته الشابة أمام رضيعته الصباح: بكل هدوء:بعد أحداث العنف التي شهدها ملعب رادس – هل من حوار وطني شجاع وجاد حول مسألة الشباب والعنف؟ عندما تصبح ‘الأجيال’ سلعة للبيع و مفردها جل و حينما يكتب التلميذ ‘اذ وصلنا للهنشير تنطرت العجلة متاع التركتور’!!!؟ د.عميرة علية الصغير: التعليـم الفرنسي والنخبـة في تونـس: 1881- 1987 تحديـــــث أم تعقيــــــد؟ سويس إنفو:كمال الجندوبي: المنظمات الحقوقية: “الإتحاد من أجل المتوسط” سيكرس تهميش المجتمع المدني الحياة: موسى يطالب بتوسيع الاتحاد من اجل المتوسط لاحتواء دول عربية غير متوسطية الاتحاد الدولي للصحفيين: الصحفيون العرب يخططون لعقد مؤتمر اقليمي حول الصحافة الأخلاقية ألأخضر الوسلاتي : اضــــــــــــــــــــــــــــــــــــراب زهير الشرفي: البحث والدراسة قبل الإذاعة والإعلام علـــــي شرطــــــــــــــاني: أين حركة فتح وأين رجالها ؟ (3/2) بسام خلف: أزمة المثقف الليبرالي العربي (1)


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 


 أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12/07/2008 الموافق ل 9 رجب 1429

عادل العوني و محمدعمار و لطفي الورغي يواصلون إضرابهم عن الطعام

 
يواصل السادة عادل العوني و محمد عمار و لطفي الورغي اضرابهم عن الطعام الذي بدؤوه يوم 13 جوان 2008 بالنسبة للسيدين عادل العوني و محمد عمار و يوم 03 جويلية 2008 بالنسبة للطفي الورغي و قد بدت أثار الإعياء على وجوههم و زار اليوم السبت 12/07/2008 وفد من منظمة حرية و انصاف المضربين الثلاثة يتكون من خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي لمواساتهم و الوقوف على حالتهم الصحية و تكونت يوم أمس  لجنة وطنية لمساندتهم. و حرية و إنصاف التي سبق لها أن وقفت إلى جانب المضربين  تدعم كل الجهود و المبادرات التي من شأنها المساعدة على تحقيق مطالبهم المشروعة. و تدعوا السلطات أن تتعامل مع الموضوع بجدية و ايجابية خاصة و انه يتعلق بحياة مواطنين لا تتعدى طلباتهم الحقوق الدنيا لأي مواطن في أية دولة متحضرة. تشد على أيدي المضربين و تعبر عن بالغ انشغالها لوضعهم الصحي المتدهور  عن المكتب التنفيذي للمنظمة رئيس المنظمة الاستاذ محمد النوري  

 أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12/07/2008 الموافق ل 9 رجب 1429

اختطاف الشاب معاذ بن محمد الشيخ علي

 

 
وقع صباح اليوم السبت 12/07/2008  اختطاف الشاب معاذ بن محمد الشيخ علي طالب أصيل منزل جميل من ولاية بنزرت من إحدى صيدليات المدينة من طرف البوليس السياسي. و الى حد كتابة هذه الأسطر لم يطلق سراحه و لا تعلم عائلته مكان أو أسباب اعتقاله. عن المكتب التنفيذي للمنظمة رئيس المنظمة الاستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12/07/2008 الموافق ل 9 رجب 1429

اعتقال مجموعة جديدة في بنعروس

 

 
مثل اليوم السبت 12 جويلية 2008 أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببنعروس كل من حمزة الدريدي و بلال بودير و حمزة الحمزاوي تحت طائلة قانون الإرهاب غير الدستوري علما بأنه وقع اعتقال المجموعة يوم 4/7/2008 . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr action – Verité Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   Email. info@verite-action.org                                       تونس في 12 جويلية 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة “مساجين العشريتين ” :                           من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                        ( اليوم الحادي عشر)

                                                  

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ ” سياسة القتل البطيء ” .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا ” الموت البطيء ”  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء ” مساجين العشريتين ” ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم ..    عن الجمعيـة الدولية                             action – Verité  لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                              الرئيـــــــــس            الأستاذة             صفوة عيسى               سعيدةالعكرمي     
 

–  بشير بن قدور بن حمادي اللواتي  10

أحكام مكررة حصيلتها .. 47 سنة سجنا ..! – المهنة  لحام صحي بمصنع الفولاذ     – تاريخ الولادة  29 /07 /1950  جعفر اللواته بنزرت – الحالة الصحية  3امراض  ضغط الدم فوق 18   ضيق التنفس( الربؤ) عدم انتظام دقات القلب تاريخ دخول السجن    أكتوبر 1991      الحكم 47 سنة      وهومن ضحايا الاحكام المتكررة وحرم من حقه في اتصال القضاء ولم تجد شكاوي العائلة ولا مجهودات الجمعيات الحقوقية الى حد الان نفعا لانصافه ورفع المظلمة المسلطة عليه متزوج و له 6 أبناء العنوان منزل بورقيبة جعفر اللواتي بنزرت السجن الحالي    مصحة السجن المدني بالناظور صحبة 15 سجينا السجون التي مر بها    سجن 9 افريل(تونس ) + الهوارب (القيروان) +صفاقس +المسعدين (سوسة) + المهدية +برج الرومي (بنزرت ) +سوسة +القصرين  +حربوب (قابس) +سيدي بوزيد  + قفصة +مرناق +الناظور للمراسلة و المساندة : بشير بن قدور بن حمادي اللواتي  ، مصحة السجن المدني بالناظور ، بنزرت ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!                      

حملة الإفراج عن ” مساجين العشريتين “


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12/07/2008 الموافق ل 9 رجب 1429

الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية

 

 
أصدرت الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني تقريرا مفصلا عن الأسيرات الفلسطينيات و أوضاعهن في السجون الاسرائيلية و افاد التقرير ان عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال بلغ 79 أسيرة، منهن 56 صدرت أحكام مختلفة بحقهن، و18 أسيرة موقوفات من بينهن : * الأسيرة سعاد الشيوخي من القدس معتقلة بتاريخ 3/2/2007 وعمرها 21 سنة، وتم التجديد الإداري لها آخر مرة بتاريخ 4/2/2008 لمدة 6 شهور وتنتهي المدة في 2/8/2008. ولم تعقد لها جلسة استئناف وهذا التجديد الإداري الثالث لها كل مدة كانت 6 شهور وتعقد محكمتها في محكمة القدس المركزية. * الأسيرة منى حسين قعدان من عرابة جنين معتقلة بتاريخ 1/8/2007 عمرها 35 سنة، تنتهي مدة التجديد الإداري الأخير التي صدرت بحقها لمدة 2 شهر  في 19/4/2008 تم التجديد لها مرة أخرى لمدة 3 شهور مع العلم أن هذا التجديد الإداري الثالث للأسيرة، الأول 6 شهور والثاني 2 شهر والأخير 3 شهور. * الأسيرة د. مريم محمود صالح من رام الله (عضو مجلس تشريعي) معتقلة بتاريخ 12/11/2007 عمرها 55 سنة، وقضت مدة شهر في التحقيق ولم يحسبوا الشهر من الإداري وبعد إنهاء التحقيق حولت للحكم الإداري لمدة 3 شهور ثم لجأ محامي الأسيرة للمحكمة العليا، وحصل على قرار بعدم التجديد لها أكثر من 3 أشهر إداري، وصدر قرار بعد ذلك بثلاث شهور جدد تنتهي المدة في 15/6/2008. ( تم تحريرها في الوقت المذكور ) * الأسيرة نورا محمد الهشلمون من الخليل، معتقلة بتاريخ 7/9/2007 بتاريخ 12/3/2008 ينتهي التجديد الإداري الأخير لها، حيث كان الاتفاق مع اللجنة التي اجتمعت بها لفك إضرابها السابق على أساس عدم التجديد لها مجددا، وزوجها معتقل إداري في النقب منذ 24 شهرا يدعى محمد سامي الهشلمون. وقد تم التجديد لها لمدة 6 شهور بتاريخ 13/3/2008، وبدأت الأسيرة بخوض إضراب عن الطعام ووضعت بالعزل الانفرادي في سجن الشارون ثم تم نقلها إلى عزل الرملة على اثر ذلك خاضت الأسيرات إضرابا ليوم واحد تضامنا معها، نقلت الأسيرة بعد ذلك إلى مشفى الرملة لتدهور وضعها الصحي، ونادي الأسير الفلسطيني يعمل على متابعة وضعها القانوني لدى المحكمة العليا، وهي أم لستة أولاد أكبرهم عمره 15 سنة وأصغرهم 3 سنوات ويعيشون في كنف جدتهم والدة أبيهم الأسير أيضا. والأسيرة تعاني من وضع صحي صعب بسبب إضرابها عن الطعام احتجاجا على التعسف معها، واعتبر زوج الأسيرة الأسير سامي الهشلمون التجديد الأخير للأسيرة بمثابة عقاب لها خاصة انه أول مرة يجدد لها لمدة 6 شهور، وهذا التجديد السابع للأسيرة ومؤخرا لجأ محامي الأسيرة جميل الخطيب للمحكمة العليا لوضع حد لمسألة الاعتقال الإداري للأسيرة فما كان منهم إلا عرض صفقة على الأسيرة إما إبعادها مع أولادها إلى الأردن أو إبقائها بالاعتقال (اعتقال مفتوح) حسب ما ذكرت الأسيرة لمحامية نادي الأسير، وموضوع الإبعاد سبق وعرض على الأسيرة في بداية اعتقالها ورفضته. وقد رفضت الأسيرة الهشلمون قرار الإبعاد، وأفادت بأنها لن تتنازل عن موقفها وإن معنوياتها عالية ولن تخضع لهم، وعلى إثر ذلك تم نقل زوجها من سجن النقب حيث كان يستطيع الاتصال بذويه والاطمئنان على أولاده إلى سجن ريمون، حيث قطعوا كل وسائل الاتصال بالأم والأب، وذكرت خالة الأسيرة وجدة الأولاد وأم الأسير سامي أن أولادها كلهم مرضوا جراء سماعهم الخبر. ومن الجدير ذكره، أن مدة الإداري الأخير للأسيرة ينتهي في 11/6/2008 والأسيرة تبلغ من العمر 35 سنة وفصيلها جهاد إسلامي. * الأسيرة هنية عبد الرحمن يوسف أبو شملة من بلدة يعبد بجنين، معتقلة بتاريخ 3/3/2008 عمرها 47 سنة، وقد كانت تعمل مرافقة لمسنة في أراضي الـ48، وهي تعاني من مرض في المعدة والغدة الدرقية تم التحقيق معها بشكل مكثف ووضعها على جهاز كشف الكذب وحكمها إداري لمدة ستة شهور وفي جلسة الاستئناف تم التأكيد على نفس المدة وتنهي مدة الإداري في 1/9/2008  وحاليا هي بقسم 11 في سجن هاشارون. و5 آخريات يقضين أحكاما إدارية من بينهن: * الأسيرة الزهرة هبة اسعد خليل النتشة من الخليل اعتقلت بتاريخ 5/11/2007 وهي مواليد 28/7/1990، ومازالت موقوفة ولها جلستا محكمة في 1/9  و 8/9 2008، والأسيرة حاليا موجودة في سجن الشارون قسم 12. * الأسيرة الزهرة آيات محمد عبد الرحمن دبابسة من الخليل اعتقلت بتاريخ 21/1/2007 ومواليد 28/12/1992، وصدر حكم بحقها لمدة 3 سنوات بتاريخ 19/5/2008 والأسيرة موجودة حاليا في سجن هاشارون قسم 11. * الأسيرة الزهرة منتهى يعقوب محمد الخطيب من نابلس اعتقلت بتاريخ 21/3/2008 ومواليد 14/6/1990، وصدرت بحقها لائحة اتهام ومازالت موقوفة ولها جلسة محكمة بتاريخ 18/6/2008، وحاليا موجودة في سجن هاشارون قسم 11. * الأسيرة الزهرة عفاف محمد جمعة بطيخ من القدس اعتقلت بتاريخ 5/2/2008 ومواليد 12/4/1991، مازالت موقوفة ولها جلسة محكمة في 21/6/2008 وموجودة حاليا في سجن هالشارون قسم 11. * الأسيرة الزهرة صمود خليل احمد علي عبد الله من رام الله اعتقلت بتاريخ 16/4/2008 ومواليد 30/8/1991، ومازالت موقوفة وموجودة حاليا في سجن هالشارون، ولها جلسة في 2/6/2008. وقد وصل عدد الأسيرات الفلسطينيات المريضات في سجون الاحتلال أمراض جدية الى 29 أسيرة وهن: ايمان محمد غزاوي، لطيفة محمد أبو ذراع، أمل فايز جمعه، سناء عيسى عمرو، زهور عبد الكريم حمدان، عادلة حسن جوابرة، عائشة محمد عبيات، شيرين فايق عبد الرحمن، هالة حسني جبر، وفاء سمير البس، هيام سالم وهدان، شيرين فتحي الحج حسين، اسماء يوسف البطران، إسراء إبراهيم عمارنة، سعاد عاطف الشيوخي، روضة إبراهيم حبيب، ورود ماهر قاسم، نهلة موسى بدر، مريم محمود علي صالح، أمنة جواد منى، نورا  محمود الهشلمون، شيرين محمد خليل حسن، نيفين خليل أبو دقة، آيات رسمي مطلق قيسي، هنية عبد الرحمن أبو شمله، مها قاسم العرضه، سونا محمود الراعي والأسيرة منى حسين قعدان. والأسيرات اللواتي انهين محكوميتهن منذ بداية عام 2008 وتم الإفراج عنهن أو تم التحقيق معهن وأفرج عنهن هم حسب المدخل على قاعدة بيانات الأسيرات في نادي الأسير الفلسطيني كالتالي: * الاسيرة المحررة شفاء عدنان قدسي من طولكرم أفرج عنها في 10/1/2008 بعد قضاء مدة ست سنوات حكم، والأسيرة المحررة ناريمان محمد احمد الرواشده من الخليل أفرج عنها في 10/1/2008 بعد قضاء 33 شهر حكم. * الأسيرة المحررة تغريد محمد إبراهيم السعدي من سخنين أفرج عنها في 15/1/2008 بعد قضاء 6 سنوات حكم، والأسيرة المحررة ربا محمود حلمي طليب من سلفيت أفرج عنها في 16/1/2008 بعد قضاء سنة حكم. * الاسيرة المحررة أحلام قاسم محمد قميز من طولكرم أفرج عنها في 27/1/2008 بعد قضاء 10 شهور إداري و 5 شهور قضية، والأسيرة المحررة رانية وليد محمد دياب من جنين أفرج عنها في 4/2/2008 بعد قضاء 5 سنوات حكم. * الأسيرة المحررة ثورية مرشد شلاش من جنين أفرج عنها في 8/2/2008 بعد قضاء 6 سنوات حكم، والأسيرة المحررة دعاء عدنان الحج حسين من نابلس أفرج عنها في 27/2/2008 بعد قضاء 18 شهر حكم. * الأسيرة المحررة غادة احمد عيسى الطيطي من الخليل أفرج عنه في 8/3/2008 بعد قضاء 6 سنوات ونصف حكم، والأسيرة المحررة جيهان فؤاد الحيح من رام الله أفرج عنها في 25/3/2008 بعد قضاء سنة و 3 شهور حكم. * الأسيرة المحررة فتنة طارق سليم الكخن أفرج عنها في 13/4/2008 بعد قضاء  سنتين ونصف حكم، والأسيرة المحررة فايزة ذيب حسين فودة من عكا أفرج عنها في 16/4/2008 بعد قضاء سنتين ونصف موقوفة. * الأسيرة المحررة فاطمة هاني فايز الحاج من نابلس أفرج عنها في 17/4/2008 بعد قضاء 55 شهر حكم، والأسيرة المحررة رانية علي جبارين من رام الله أفرج عنها من سجن هالشارون في 8/5/2008 لتقضي باقي محكوميتها بالبيت الأمن حتى شهر 10/2008. * الأسيرة المحررة مها حسين عواد نابلس أفرج عنها 20/5/2008 بعد قضاء 3 سنوات ونصف حكم، والأسيرة المحررة لينا ياسر احمد حدايدة من طولكرم أفرج عنها بتاريخ 21/5/2008 بعد قضاء 3 سنوات و نصف حكم. * الأسيرة المحررة هنادي سمير كنعان اعتقلت في شهر 27/3/2008 وأفرج عنها بعد شهرين في التحقيق من الجلمة، والأسيرة المحررة نوال السعدي من جنين اعتقلت في 28/4/2008 وأفرج عنها بعد 18  يوم قضتهم في تحقيق الجلمة، والاسيرة المحررة أحلام جوهر من نابلس اعتقلت لمدة شهر تحقيق في الجلمه وتم الإفراج عنها و إبعادها للأردن. و بعض الأسيرات اللواتي يحتفظن بأولادهن معهن وهن: * الأسيرة خوله محمد الزيتاوي من سلفيت، وهي معتقلة منذ 25/1/2007 ومحكومة على خلفية قضية أمنية لمدة ثلاث  سنوات وهي أم لطفلتين الأولى سلسبيل وتبلغ من العمر 3 سنوات والثانية غادة والموجودة مع والدتها في السجن والطفلة ستتم السنتين من عمرها في 13/7/2008، وبحسب القانون الإسرائيلي ستفصل الطفلة عن والدتها. وقالت الوحدة القانونية في تقريرها أنه بفصل الطفلة عن أمها الأسيرة سيزيد من الام الأم التي تعتبر وجود ابنتها معها يسهل ويخفف عليها قسوة السجن والسجان خاصة إن الطفلة غادة متعلقة بها جدا وهي لا تعرف احدا من الناس إلا أمها وباقي الأسيرات اللواتي تعيش معهن وتعودت عليهن، وكذلك حال العديد من الأسيرات اللواتي سبق وذكرن ‘إن فراق غادة ليس فقط لامها بل فراق لنا كلنا لأننا تعودنا عليها ونحبها وتخفف بوجودها معنا قسوة حياتنا في السجن’. يذكر أن زوج الأسيرة جاسر أبو عمر أيضا معتقل في سجن مجدو ومحكوم لمدة 45 شهر، والطفلة سلسبيل تعيش في كنف عمتها، وأهل الأسيرة خوله جميعهم في الكويت ولا احد يزورها، وهي تناشد كل المؤسسات والقلوب الرحيمة للحيلولة دون فصل ابنتها عنها. * الأسيرة فاطمة يونس الزق من غزة، معتقلة منذ 20/5/2007، ومازالت موقوفة على خلفية قضايا أمنية، وعندما اعتقلت لم تكن تعلم أنها حامل وأجريت لها الفحوصات اللازمة في السجن، وتبين أنها حامل وتم متابعتها بشكل مكثف بالزيارات من قبل محامي نادي الأسير الفلسطيني من لحظة معرفة بأنها حامل، واستطاع محامي النادي الحصول على قرار من إدارة السجن بأن تضع مولودها دون إن يتم تقييد قدميها أو يديها كما حدث مع  أسيرات سابقات. ووضعت الأسيرة مولودها بتاريخ 17/1/2008 في السجن واسمه يوسف، مع العلم إن الأسيرة أم أيضا لثمانية أولاد آخرين أكبرهم محمود 20 سنة، أصغرهم يوسف شهرين ونصف ويعيشون في كنف والدهم. وتفتقر الأم الأسيرة وطفلها لزيارة الأهل كونهم يعيشون في غزة، فزوج الأسيرة وباقي أولادها لم يروا أخوهم الصغير أو أمهم منذ لحظة اعتقالها. والأسير الطفل مع والدته يفتقر لأبسط مقومات الإحساس بطفولته لا يوجد عنده العاب ليلعب بها فقط محاط بجدران السجن ووالدته وباقي الأسيرات وزوجها وأولادها يتمنوا دوما من كل قلبهم إن يروا والدتهم و أخيهم الصغير. كما أفاد التقرير أن عدد الأسيرات في سجن ‘هشارون’ بقسميه 11 و12 يبلغ 75 أسيرة، وفي سجن الجلمة يوجد 3 أسيرات وهن آمنة منى من القدس وعبير عمرو من الخليل وعائشة عبيات من بيت لحم، وأسيرة واحدة في عزل سجن الرملة وهي مريم طرابين من أريحا. الأوضاع المعيشية للأسيرات الفلسطينيات: مياه الشرب: تعاني الأسيرات من انعدام المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي حيث تنتشر الإمراض، والالتهابات ناتجة عن استخدام المياه الملوثة والتي لم يتم صيانتها منذ سنوات. انتشار الحشرات والقوارض: تكثر الحشرات والقوارض وتنتشر في غرف السجن وفي حاجيات الأسيرات ومخزون الطعام لديهن دون القيام بإجراءات وقائية أو مكافحة لهذا الانتشار من قبل إدارة السجن. سوء التغذية: تعاني الأسيرات من إهمال إدارة السجن لتغذية الأسيرات من حيث الكم والنوع وتشكو الأسيرات من سوء الطعام وسوء إعداده والنقص في الوجبات، وسيطرة الجنائيين على المطبخ وسطوتهم في إدارته بالتواطؤ مع إدارة مصلحة السجون وفرض نوعيات طعام غير لائقة. الرعاية الطبية: تشكوا الأسيرات من حالات الإهمال الطبي وسوء المتابعة وانعدام الفحص المخبري وغياب الطواقم الطبية المختصة بالأمراض النسائية وانتشار الالتهابات مجهولة المصدر، ما يعرض العديد من الأسيرات لمخاطر جسيمة بسلامتهن الصحية، كما إن العلاجات التي تصرف للأسيرات ليست ذا فعاليات علاجية. التفتيش المفاجئ والعاري: تقوم إدارة السجن بالقيام بعمليات تفتيش مفاجئ وليلي ومتكرر دون مبررات حقيقية ويتم إخضاع الأسيرات للتفتيش الجسدي المهين وفي بعض الحالات التفتيش العاري، دون أدنى احترام الخصوصية والكرامة الإنسانية. العزل الانفرادي: تعاني الأسيرات من سياسة العزل والحبس الانفرادي والتنقلات التعسفية دون أدنى مبرر اوسبب ذا معنى وهو ما يؤثر في التواصل الإنساني بين الأسيرات فيما بينهن أو التأثير على مواعيد الزيارات العائلية وانتظامها، وما يؤثر على الوضع النفسي والعقلي للأسيرات. الكنتينة: تعاني الأسيرات من انعدام انتظام الكنتينة المرسلة من وزارة شؤون الأسرى ،وما ارتبط بها من اتفاقية مع مصلحة السجون بتحديد شركة لتوريد احتياجات الأسيرات حيث أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد ومحدودية نوعيتها وكميتها، وتجاوزها في أحيان كثيرة للاحتياجات الحقيقية للأسيرات، واستمرار تذرع إدارة السجن بالاتفاق لفرض إرادتها على عمليات الشراء. التعليم: على خلفية قيام إدارة السجن بمنع تقديم بعض امتحانات التوجيهي أدى ذلك إلى حرمان الأسيرات من فرصة استكمال التحصيل العلمي الأكاديمي مما يؤثر في مستقبلهم الأكاديمي. الحرمان الثقافي: تعاني الأسيرات من افتقارهن للكتب والمجلات العلمية والثقافية، ومحدودية النوعية والكمية، وصيانتها دوريا ما يؤثر في الثقافة العامة وسهولة الانتهال منها. إجراءات تعسفية في الزيارة العائلية: عمدت إدارة السجن إلى انتهاج أشكال من التعسف منها الحرمان من لقاء الأبناء الأطفال، والإهانة قبل الزيارة والتفتيش العاري قبل الزيارة وما يرتبط من تصرفات لا إنسانية بحق ذوي الأسيرات وما يتعرضون له من سب وإهانة للكرامة الإنسانية.والحرمان من الزيارة كعقاب فردي وجماعي، والمنع الأمني لذوي الأسير و حرية و إنصاف 1)      تدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين و سياسته الممنهجة لاستئصال شعب بأكمله و تعتبر أن ما تتعرض له الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال من الإيقاف الإداري و الإبعاد و الإهمال الصحي و التفتيش المفاجئ و تعرية الأسيرات و الأطفال و العزل الانفرادي و الحرمان من مواصلة التحصيل العلمي و الإجراءات التعسفية في الزيارة العائلية هو جزء من محاولة يائسة لإخضاع شعب كامل للهيمنة الإسرائيلية. 2)      تدعو كل أحرار العالم للعمل على تحرير الأسيرات الفلسطينيات و وضع حد لكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل و تعتبر أن هذا الصمت هو جريمة نكراء ضد الإنسانية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بمكتب قضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم الأستاذ حاتم الفقيه


 كل الحقوق ،،، لكل الناس

بعث لجنة وطنية للتضامن مع محمد عمار وعادل العوني

تونس في 11 جويلية 2008 مع  إصرارهما على مواصلة الإضراب عن الطعام الذي إنطلقا فيه منذ يوم  13 جوان 2008  تزداد يوما بعد يوم الحالة الصحية للسجينين السياسيين السابقين محمد عمار وعادل العوني تدهورا وخطورة .  فالسيد محمد عمار المولود في 27/2/1956 ( متزوج وأب لولد  16 سنة وبنت 18 سنة ) قضى في السجن 14 سنة كاملة ( 1992 ــ فيفري 2006 ) في حين أن السيد عادل العوني المولود في 21/4/1969  ( متزوج وأب لولد 3 سنوات وبنت 3 أشهر ) قضى في السجن ثمانية أعوام ( 1992 ــ 1999 ) من أجل إتهامهما بالإنتماء إلى حركة النهضة  ويعاني كل واحد منهما  أمراضا مزمنة من مخلفات فترة السجن الطويلة  وهما إلى حد هذه الساعة محرومان من حقهما في العمل والعلاج رغم ما بذلاه من جهد وما قاما به من مساع لدى معتمد المنطقة والمسؤولين بجهة الملاسين أين يقطنان مما اظطرهما الى المخاطرة بحياتيهما  والدخول في  اضراب مفتوح عن الطعام دفاعا عن عائلتيهما ولابلاغ صوتيهما . · ايمانا منا بعدالة مطالب المضربين محمد عمار وعادل العوني ولان العمل والعلاج من الحقوق الاساسية التي تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الانسان  ويكفلها الدستور التونسي · شعور ا منا بالمسؤولية تجاه ما يتهدد حياة المضربين من مخاطر حقيقية  بعد تقدمهما في فترة الاضراب في ظروف قاسية  وفي غياب اي متابعة طبية           ) مايناهز الشهر(                        · مساهمة منا في البحث عن حلول منصفة لمطالب  المضربين والتي نراها ممكنة  حفاظا على حياتهما  وتجاوزا لحالة الاضراب عن الطعام التي نقدر انها لا تخدم احدا  . نعلن نحن الممضين اسفله عن تكوين لجنة وطنية  للتضامن مع محمد عمار  وعادل العوني  والتي تبقى مفتوحة امام كل من يرغب في الانضمام اليها  .   الامضاءات   السيدة حليمة داود                 فنانة  تونسية              ناشطة خقوقية السيد المختار اليحياوي           قاضي سابق              رئيس مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة السيد مالك كفيف                  طبيب                     عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن    حقوق الانسان السيد شوقي الطبيب               محام                      رئيس المنظمة  العربية للمحامين الشباب وعضو الهيئة الوطنية للمحامين سابقا ورئيس الجمعية التونسية للمحامين الشبان سابقا السيد عبد اللطيف البعيلي         استاذ                      عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
السيد على بن سالم                 متقاعد                    رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان السيد احمد صديق                  محام                      عضو هيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين    السيد خليل الزاوية                 طبيب                     عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عنحقوق النسان السيدة اسيا بالحاج سالم            محامية                    ناشطة حقوقية السيدة  ليلى بن محمود             محامية                   عضوة الهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامينالشبان سابقا السيدة  سعاد القوماسي             استاذة                     نا شطة حقوقية السيد  محمدعبو                     محام                      عضو المكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة  السيد خالد الكريشي                محام                       عضوالهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامين الشبان السيد محمد القوماني               استاذ                       عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان السيد الهادي المناعي               محام                       عضو المجلس الوطني للحريات  السيد هشام القرفي                  محام                       ناشط حقوقي السيد رشيد النجار                  متقاعد                      عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد لطفي العمدوني               طالب                       عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين      السياسيين                                                       السيد نجيب حسني                  محام                        عضو المكتب التنفيدي لمركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة  السيد  عادل المسعود               محام                         ناشط حقوقي السيد نور الدين البحيري           محام                         عضو المكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة السيد لطفي الحيدوري              صحفي                      عضو المجلس الوطني للحريات السيد سليم البلغوثي                 استاذ                          ناشط حقوقي
للاتصال بالمضربين       عادل العوني     +21623306930      محمد عمار      23048159 +216


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان
 تونس في 11 جويلية  2008  

منع اجتماع الرابطة ” من أجـل الدفـاع عن حقـوق أهالـي الحـوض المنجمـي”

 
منعت السلطة  الاجتمـاع التضامني مع أهالي الحوض المنجمي بولاية قفصة الذي دعت له الهيئــة المديــرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم الجمعة 11 جويلية 2008 بداية من الساعة السادسة مساء بالمقر المركزي للرابطة   وقد قررت الهيئة المديرة الدعوة لهذا الاجتماع التضامني  إثر الايقافات والمحاكمات التي تلت التحركات الاحتجاجية الأخيرة بالحوض المنجمي وما صاحبها من انتهاكات واعتداءات على الموقوفين والملاحقين وذويهم بما في ذلك انتهاك الحق في الحرمة الجسدية والحق في المحاكمة العادلة. وقد تم هذا المنع بوضع حواجز بمداخل الانهج المِؤدية للمقر وقطع حركة مرور السيارات والمترجلين بواسطة العشرات من أعوان الأمن السياسي الذي اعترضوا الضيوف وأعضاء الفروع القريبة والبعيدة الذين حضر عدد هام منهم. كما حاول اعوان الامن منع بعض اعضاء الهيئة المديرة والفروع الجلوس في احد المقاهي القريبة.   إن الهيئــة المديــرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تدين مرة أخرى هذه الاعتداءات غير المقبولة على الحق في الاجتماع السلمي ضد الرابطة وتذكر أن هذا المنع يطال بصفة سافرة ومتواصلة جميع مقراتها منذ شهر سبتمبر 2005 تدعو السلطة لرفع هذا الحصار الجائر واللاقانوني فورا وتنبهها أن الربطيات والرابطيون لن يتخلوا عن ممارسة هذا الحق الأساسي. عن الهيئــةالمديــرة  الرئيـــس  المختــار الطريفــي  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنســــــــان-  فرع جندوبة:
 
جندوبة في 11/07/2008 بيـــــــــــــــان  
 
تعرض السيد المولدي الزوابي عضو جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدميومراسل قناة الحوار التونسي الى إعتداء من طرف ثلاث اعوان تابعين لمنطقة الحرس الوطني بجندوبة وهم : ــ منير الحمدي رئيس مركز بوعوان بصفته وشخصه ــ الناصر الهذلي رئيس مركز فرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بجندوبة ومرافقه العون علي بصفتهما وشخصهما وكل من سيكشف عنه البحث   وحصل الإعتداء يوم الإربعاء 09/07/2008 على الساعة العاشرة ليلا . اذ التحق به الاعوان المذكورين حين كان متواجدا بضيعة على ملك احد الخواص بجهة بوسالم وأمروه بتسليمهم آلة  تصوير كاميرا كان يحملها معه ؛ وأمام رفضه الإستجابة لطلبهم لعدم تسليمه وثيقة في اثبات حجز الآلة ؛ نقله الأعوان المذكورين الى مركز الحرس الوطني ببوسالم ؛ ثم الى وجهة خارج المنطقة العمرانية ( منطقة العشايشية ببوسالم ) اين انزلوه عنوة من سيارتهم بعد أن اعتدوا عليه بالعنف وافتكوا منه الكاميرا وأغراض أخرى منها هاتفه  الجوال وتركوه على تلك الحالة وغادروا المكان . وفي تلك الأثناء التحق به الأستاذ سعيد المشيشي المحامي عضو فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ( الذي تم إعلامه بالواقعة والموقع من طرف السيد الهادي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة عن حقوق الإنسان والأستاذ رابح الخرايفي المحامي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي ) ونقله الى مدينة بوسالم بواسطة سيارته حيث التحق بهما السيدان الهادي بن رمضان ورابح الخرايفي . وتحول إثر ذلك السيد المولدي الزوابي الى مستشفى بوسالم أين عرض نفسه على طبيب الصحة العمومية الذي سلمه شهادة طبية في الأضرار العالقة ببدنه من جراء العنف الذي تعرض له مع منحه راحة عن العمل ب 7 ايام . ان فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان : ــ يندد بهذا الإعتداء الشنيع الذي تعرض له السيد المولدي الزوابي من قبل اعوان الحرس الوطني . ــ يطالب الفرع بفتح تحقيق جدي ونزيه في ما حدث وتحميل مرتكبي الإعتداء مسؤولية ما اقترفوه من أفعال . ـــ ويجدد الفرع تأكيده على ضرورة رفع الحصار عن النشطاء الحقوقيين والإعلاميين وتمسك الفرع بحرية التعبير والإعلام والنشاط الجمعياتي المستقل .    عن هيئة الفرع  الرئيس  الهادي بن رمضان


إمضاءات في العريضة الوطنية حول الحوض المنجمي

– جهة القيروان – نحن الممضين على هذه العريضة ، وبعد متابعتنا للأحداث الأليمة التي جدت بالحوض المنجمي بولاية قفصة منذ شهر جانفي 2008 وما نتج عنها من ضحايا وموقوفين وللطريقة التي جوبه بها أهالي المنطقة العزل المطالبين بحقهم وحق أبنائهم في الشغل والحياة لكريمة: 1-   نعبر عن تعاطفنا مع مواطنينا في الحوض المنجمي في مطالبتهم بحقهم المشروع في الشغل الذي هو عنوان الكرامة الإنسانية. 2-   نؤكد أن أحداث الحوض المنجمي تعكس في جوهرها أزمة التنمية الجهوية غير المتوازنة في بلادنا . وهي أزمة لا تقتصر على الحوض المنجمي فحسب بل تشمل تقريبا جل الجهات والمناطق الداخلية من البلاد. 3-   نؤكد ايضا ان تتحمل الدولة دورها التنموي خاصة في الجهات الداخلية التي لم تستكمل بعد مقومات التنمية الذاتية، علما وان هذا الدور لا يمكن أن يكون من خلال سن القوانين المشجعة على الاستثمار الخاص في هذه الجهات فحسب بل وخاصة من خلال خلق بنية تحتية وبعث مشاريع تنموية عمومية مهيكلة ورافدة ذات قدرة تشغيلية ومردود اقتصادي يضمن ديمومة هذه المشاريع. 4-   نعتبر أن معالجة مشاكل التنمية وما ينتج عنها من ردود فعل اجتماعية شعبية لا يكون بالمقاربة الأمنية وإطلاق النار على المتظاهرين وسقوط الضحايا والإيقافات التي تزيد في تأجيج الغضب الشعبي والتصعيد غير محمود العواقب ، بل تكون من خلال فتح حوار تشارك فيه كل الأطراف الوطنية في كنف الشفافية والمصارحة والمساءلة التي تهدف إلى التشخيص المشترك للمشاكل والاستشراف الجماعي للحلول بما يحقق العدل والإنصاف بين كافة الجهات والشرائح في مجتمعنا. 5-   نطالب تمهيدا للحوار المنشود بإطلاق سراح كل النقابيين وكل الموقوفين عامة من الحوض المنجمي وإيقاف التتبعات العدلية ضدهم وبفتح تحقيق مستقل عن ظروف موت بعض الأشخاص الذين شاركوا في مسيرات الاحتجاج السلمية منذ شهر جانفي المنصرم وكذلك نطالب برفع حالة الحصار المضروب على مدينة الرديف وعودة الجيش إلى ثكناته ومباشرة الحوار مع كل الفعاليات المعنية دون إقصاء. الاسم الصفة   

الاسم

الصفة

1.     مصطفى العزعوزي

2.     عبد القادر ميغري

3.     عبد الوهاب الميغري

4.     الحسين العربي

5.     نورالدين جاءبالله

6.     حمادي بوسنينة

7.     محمد الصغير الرابحي

8.     بشير العباسي

9.     علي الرابحي

10.                       البرني شقران

11.                       رضوان الفطناسي

12.                       نورالدين حجاج

13.                       المولدي الرمضاني

14.                       جوهر الوسلاتي

15.                       ساسي الدغماني

16.                       عبد الجليل الرمضاني

17.                       ابراهيم السبوعي

18.                       سالم ملاط

19.                       فرحات الفطناسي

20.                       فتحي الجوادي

21.                       عبد المجيد الثابتي

22.                       رابح مالوش

23.                       توفيق القداح

24.                       الحبيب المهدواني

25.                       محسن الشهايبي

26.                       سامي بن يوسف

27.                       علي مزروعي

28.                       الحبيب غويل

29.                       ابراهيم العويشي

30.                       مبروك البحروني

31.                       حسين العقرباوي

32.                       ابراهيم الهادفي

33.                       حسين الناوي

34.                       بلقاسم الرمضاني

35.                       محمد شامخي

36.                       عبد القادر عزعوزي

37.                       كمال الهادفي

38.                       فرج الخماري

39.                       الحسين الخليفي

40.                       عثمان السالمي

41.                       محمود العكرمي

42.                       محمد الصالحي

43.                       الحبيب الجبنوني

44.                       عبد الرحمان الكلبوسي

45.                       محمد الجربي

46.                       نورالدين مستور

47.                       عبد الحميد سالمي

48.                       محمد الغريبي

49.                       علي المسعودي

50.                       الحبيب المهدواني

51.                       المنجي اللطيف

52.                       المنير خليفي

53.                       محسن خليفي

54.                       فائزة بعزاوي

55.                       سناء الرايس

56.                       البرني العايدي

57.                       عبد الله العيادي

58.                       عبد العزيز السعودي

59.                       عبد الباسط الخميلي

60.                       جمال الشريف

61.                       منصور البكوش

62.                       عبد الرحمان الحامدي

63.                       صالح سعيداني

64.                       عبد الرحمان الدبوسي

65.                       كمال العبداوي

66.                       محمد السعودي

67.                       محمد الطيب الهمامي

68.                       عبد الحميد الديواني

69.                       منصف الطريفي

70.                       محمد النوري

71.                       علي الزايري

72.                       محمد مجاهد

73.                       حسن النصري

74.                       عثمان الكعبي

75.                       المنجي الشامخي

76.                       مختار العفلي

77.                       خميس همادي

78.                       السيد السبوعي

79.                       محسن الحامدي

80.                       الياس بن عبد السميع

81.                       بشير الشمنقي

82.                       محسن خليفي

83.                       احمد الطويلي

84.                       مسعود الرمضاني

85.                       شكري السافي

86.                       رشيد الهنداوي

87.                       المعز الوهايبي

88.                       عادل بدرة

89.                       حمدة الحامدي

90.                       حسونة الفطناسي

91.                       كمال السبوعي

92.                       عبد العزيز السبري

93.                       الحبيب البحروني

94.                       المعز السبري

95.                       الازهر التيمومي

96.                       محمد الطاهر الشامخي

97.                       حسن الخرداني

98.                       محمد الفارسي

99.                       عزالدين السعيدي

100.                  عبد اللطيف الرمضاني

101.                  خليفة الفتايتي

102.                  طارق المسعي

103.                  الشاذلي اليعقوبي

104.                  الهاشمي عطي

105.                  علي البعزاوي

106.                  المنجي الهمامي

107.                  صلاح الدين السالمي

 

 

 

 

معلم

معلم

معلم

موظف

موظف

معلم

استاذ

تقني مخبر

طبيب

استاذ

استاذ

معلم

معلم

استاذ

استاذ

قيم

معلم

معلم

موظف

موظف

موظف

موظف

نقابي ورابطي

نقابي – فلاحة

نقابة القيميين

نقابة التعليم الثانوي

نقابة البلدية

ممرض

الاتحاد المحلي بالوسلاتية

عملة التربية- الوسلاتية

الفرع الجامعي للقيميين

عضو مكتب تنفيذي للاتحاد الجهوي

نقابة الصحو بحفوز

عامل

عامل

موظف

عامل

عامل

عامل

عامل

عامل

عامل

قيم

تقني سامي

المغازة العامة

الفلاحة

الفلاحة

الفلاحة

الصحة

الفلاحة

التاطير والارشاد

قطاع خاص

قطاع خاص

الصحة

النسيج

التعليم الثانوي

كاتب عام نقابة الفلاحة

معلم متقاعد

النقابة الاساسية – تعليم اساسي

استاذ

معلم

استاذ

معلم

تقني سامي

استاذ

نقابة العملة

استاذ

متفقد تعليم ثانوي

معلم

مرشد تربوي

قيم

عامل

موظف

معلم

معلم

موظف

عامل

معلم تطبيق

معلم

قيم اول

عامل

عامل

قيم

استاذ

مراقب بشركة النقل

عضو بالاتحاد الجهوي للشغل.

استاذ

استاذ

استاذ

قيم اول

معلم

استاذ نقابي

فني سامي

استاذ

استاذ

استاذ

معلم

استاذ

استاذ

استاذ

استاذ

استاذ

استاذ

استاذ

تاجر

استاذ

معلم

 


الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان

دعـــــــــــــــــــــــوة  

تجسيما لقرار المجلس الجهوي المنعقد اليوم 07 جويلية 2008، فان الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان يدعو كافة النقابيين الى حضور التجمع مساندة لاهالي الحوض المنجمي، وذلك يوم الاحد 13 جويلية 2008 على الساعة العاشرة صباحا بدار الاتحاد الجهوي.
القيروان في 07 جويلية 2008 عن المكتب التنفيذي الكاتب العام الناصر العجيلي


 

المؤتمر من أجل الجمهورية

 برقية تضامن مع فريق قناة الحوار التونسي  

 
أتقدم إليكم باسمي الشخصي وباسم مناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية بأسمى عبارات المساندة والتضامن على إثر الحملة القمعية الشرسة التي تتعرض لها قناتكم الهادفة ومراسلوكم الشجعان الذين غطوا بكل صدق ومهنية التحركات الشعبية الأخيرة بمنطقة الحوض المنجمي والذين دأبوا منذ أشهر على تغطية أخبار الحريات في البلاد.  
ونعتقد جازمين أن هذه الهجمة الشرسة إنما تهدف الى إخماد صوت هذا المنبر الحر الذي صار يزعج السلطة ويفضح قمعها من داخل البلاد. لذلك ندعو مناضلينا ومناضلي كل الأحزاب والجمعيات الوطنية للالتفاف حول هذا المكسب الوطني والتجند للدفاع عنه في مواجهة آلة القمع التي أتت على أغلب مكتسبات شعبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية. والسلام عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي باريس في 12 جويلية 2008

حزب العمال الشيوعي التونسي: بيــــــــــــــــــــــــان  
 
أصدرت السلطات الأمنيّة بقفصة يوم السبت 5 جويلية الجاري بطاقتي تفتيش في حق كلّ من عمار عمروسيّة، مناضل حزب العمال الشيوعي التونسي والسجين السياسي السابق في عهدي بورقيبة (1986-1987) وبن علي (2002)، والفاهم بوكدّوس، مراسل قناة “الحوار التونسي” والسجين السياسي السابق الذي حوكم من أجل نشاطه النقابي الطلابي عام 1994 ومن أجل الانتماء إلى حزب العمال الشيوعي التونسي عام 1999. وتؤكد مصادر حقوقيّة أنّ سعي السلطة إلى إيقاف عمّار عمروسيّة لا يستند إلى أيّ حجّة قانونيّة عدا كونه عبّر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي عن مساندته للمطالب المشروعة للأهالي وعن وقوفه إلى جانب أبنائهم المعتقلين وتنديده بما تعرّضوا له من تعذيب وتنكيل ومحاكمات جائرة، كما عبّر عن شجبه لإطلاق النار على المواطنين العزل وقتل الشاب الحفناوي المغزاوي الذي كان الضحيّة الرابعة منذ انطلاق الأحداث. أمّا الفاهم بوكدّوس، فتؤكـّد نفس المصادر أنّ تتبّعه راجع إلى سبب واحد وهو تغطيته للأحداث بصفته مراسلا لقناة “الحوار التونسي” وكشفه لمعاناة الأهالي وفضح ما تعرضوا له من تنكيل ونهب من قوات البوليس، وهو ما لم تكن السلطة ترغب فيه حتى تغطي على الجرائم التي ارتكبها أعوانها. إنّ السلطة بعد إيقاف العشرات من الشبان ثمّ النقابيّين والنشطاء الذين أطـّروا الحركة ومن بينهم عدنان الحاجي والطيّب بن عثمان والبشير العبيدي وعادل جيّار وغانم الشرايطي والأخوان طارق وهارون الحلايمي وحفناوي بن عثمان وغيرهم، وجّهت عصا القمع إلى الذين ساندوا المطالب المشروعة للأهالي أو أوصلوا الحقيقة للرأي العامّ. إنّ حزب العمّال الشيوعي التونسي إذ يؤكـّد وقوفه الدائم إلى جانب أهالي الحوض المنجمي وفريانة (القصرين) ومطالبهم المشروعة، يجدّد مطالبته بما يلي: 1- إطلاق سراح كافة الموقوفين دون قيد أو شرط وإيقاف التتبّعات ضدّهم وضدّ الملاحقين ومن بينهم عمّار عمروسيّة والفاهم بوكدّوس. 2- إيقاف المجرمين الحقيقيّين من موظفي الدولة المسؤولين عن أعمال القمع والقتل والتعذيب والنهب والتخريب التي تعرّض لها المواطنون في منطقة الحوض المنجمي وخصوصا بمدينة الرديّف. 3- الاستجابة المباشرة لمطالب الأهالي الخاصة بالشغل وتنمية الجهة ومحاسبة المسؤولين عن الفساد والمحسوبيّة. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 9 جويلية 2008
(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسيبتاريخ 12 جويلية 2008)


 

بن علي يشارك في قمة باريس حول الإتحاد من أجل المتوسط

تونس / 12 يوليو-تموز / يو بي أي: يزور الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غدا الأحد العاصمة الفرنسية للمشاركة في قمة الإتحاد من أجل المتوسط التي دعا إليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال الناطق الرسمي بإسم الرئاسة التونسية اليوم السبت إن بن علي سيتوجه غدا إلى فرنسا بدعوة من ساركوزي للمشاركة في قمة “مسار برشلونة الإتحاد من أجل المتوسط”. ومن المقرر أن تبدأ غدا في باريس هذه القمة التي ستتواصل أعمالها ليوم واحد بحضور رؤساء ورؤساء حكومات أكثر من أربعين دولة من الإتحاد الأوروبي والبحر المتوسط،وذلك في إطار مشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه ساركوزي. وسيشارك في هذه القمة قادة الدول العربية المتوسطية،وكذلك أيضا موريتانيا،بينما تقاطعها ليبيا التي أعلن زعيمها العقيد معمر القذافي رفضه لمشروع الإتحاد من اجل من المتوسط،ووصفه بالمخيف وبحقل ألغام. وينتظر أن يتم في هذه القمة الإعلان رسميا عن إطلاق هذا المشروع الذي مازال يثير حوله الكثير من الجدل داخل الصف العربي،كذلك في تركيا،حيث لا تخفي بعض الدول العربية خشيتها من أن يتحول هذا الإتحاد إلى بوابة واسعة للتطبيع مع إسرائيل،فيما ترى تركيا أن يغلق الباب أمام انضمامها للإتحاد الأوروبي.
المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 12 جويلية 2008

 

كلمـــــة رئيـــــس الدولــــــة فـــــي يـــــوم العلـــــــم المراهنة على العلم والعمل والاستثمار في المعرفة والذكاء

 

 
قرطاج (وات) ـ أكرم الرئيس زين العابدين بن علي في موكب أشرف عليه صباح امس الجمعة بمناسبة يوم العلم الاسرة التربوية والجامعية والمتفوقين من التلاميذ والطلبة في امتحانات اخر السنة المدرسية والجامعية وحضرته السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية. وتميز هذا الموكب الذي ضم رجالات التربية والثقافة والاعلام وكفاءات علمية وطنية في الخارج بتسلم رئيس الدولة جائزة المجمع الدولي للرياضة بافريقيا من قبل السيد دياميل فاي رئيس المجمع والسيدة حسيبة بولمرقة رئيسة لجنة الجائزة وذلك تقديرا للعناية الخاصة التي يوليها سيادة الرئيس للشباب والرياضة والتربية والحركة الاولمبية ولما وفره لهذه القطاعات من بنية أساسية متطورة جعلت من تونس أنموذجا ومثالا في المحافل الرياضية والاولمبية على الصعيدين القاري والدولي.    وألقى الرئيس زين العابدين بن علي بهذه المناسبة كلمة ابرز فيها تماسك النظام التربوي والتعليمي في تونس وحسن مسايرته للمعايير الدولية وجدارته بالتنويه الذي حظي به في تقرير منتدى دافوس الاخير الذي رتب البلاد من حيث جودة المنظومة التربوية في مقدمة الدول العربية والافريقية وفي المركز الثاني عشر عالميا مؤكدا ان لا شيء يمكن ان يعوض محدودية الامكانيات الطبيعية للبلاد غير المراهنة على العلم والعمل والاستثمار في المعرفة والذكاء.    واعرب رئيس الدولة عن الاعتزاز بما سجلته تونس من نتائج مدرسية وجامعية مشرفة داعيا الى مزيد الاعتناء بتدريس اللغات واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطوير هذا التدريس والارتقاء بمكتسبات التلاميذ الى مستوى المعايير السائدة اليوم في العالم دعما لتشغيلية خريجي المنظومة التربوية والتكوينية.    واعلن سيادة الرئيس في هذا الصدد عن جملة من القرارات تتصل بالخصوص باحداث الهيئة الوطنية لتقويم التكوين المهني وتحسين جودة التكوين واتخاذ الاجراءات الضرورية لتوسيع طاقة التكوين بالمدارس التحضيرية للمراحل الهندسية وتمكين حاملي الاستاذيات العلمية والتكنولوجية من دخول مدارس المهندسين حسب شروط ومقاييس محددة. كما اذن باعادة هيكلة الاقطاب التكنولوجية واتخاذ الاجراءات التشريعية اللازمة لتحويل صبغة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث والمؤسسات العمومية للبحث العلمي الى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية.   وتولى رئيس الدولة بعد ذلك تقليد عدد من رجال التربية والتعليم العالي وسام الاستحقاق الوطني بعنوان «قطاع التربية والعلم» تقديرا لاعمالهم وجهودهم في مجالات نشاطهم وتكريما للاسرة التربوية والجامعية في هذه المناسبة الوطنية الهامة.    ثم أسند سيادة الرئيس جائزة رئيس الجمهورية للبحث العلمي والتكنولوجيا بعنوان سنة 2008 الى «مخبر الاحياء الدقيقة والجزئيات الحيوية».   كما أكرم المؤسسات التعليمية التي نشطت لجان صيانتها باسنادها جائزة رئيس الجمهورية في مجال الصيانة بعنوان سنة 2008.   واثر ذلك تولى الرئيس زين العابدين بن علي تسليم جوائز رئيس الجمهورية للمتفوقين والمتفوقات في مختلف امتحانات الشهادات الوطنية وذلك تكريما واحتفاء بالمجتهدين المتميزين من التلاميذ والطلبة في سائر المدارس والمعاهد والجامعات التونسية.    وقد حضر هذا الموكب الوطني النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين ومفتي الجمهورية وأعضاء الديوان السياسي للتجمع وأعضاء الحكومة. كما دعي لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد كبير من اطارات التربية والتعليم.   وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس زين العابدين بن علي:   «بسم الله الرحمان الرحيم    أيها السادة والسيدات   أجدد اللقاء بكم في هذه المناسبة المتميزة التي دابنا فيها على الاحتفال بيوم العلم تقديرا لاسرة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وتكريما لابنائنا الناجحين والمتفوقين في مختلف الشهائد العلمية.    واذ أهنىء كل من سنشملهم بعد حين بالاوسمة والجوائز فاني أشير الى أن الاحتفال بيوم العلم هو مناسبة وطنية متجددة نؤكد من خلالها الاهمية التي نوليها لمواردنا البشرية ودوام الاحاطة بها والاستثمار فيها والمراهنة عليها باعتبارها ثروتنا الاعظم ورصيدنا الابقى لتأمين مسيرة بلادنا نحو التقدم والازدهار.    وأشكر بهذه المناسبة السيد دياميل فاي رئيس المجمع الدولي للرياضة بافريقيا على اسناده الي «درع أفضل سياسة تنموية للمنشات الرياضية بافريقيا» متوجها اليه والى السيدة حسيبة بولمرقة رئيسة اللجنة المسندة لهذه الجائزة بخالص الشكر والامتنان مقدرا مبادرتهما حق قدرها ومكبرا ما جاء في كلمة السيد دياميل فاي من لطف المشاعر نحو تونس وقيادتها ومن ثناء على مسيرتها وانجازاتها.    أيها السادة والسيدات   يحق لنا جميعا أن نعتز بما سجلته بلادنا من نتائج مدرسية وجامعية مشرفة حيث ارتفعت نسب الارتقاء بمختلف مراحل التعليم وتدعمت صفوف المحرزين على شهادات التخرج وازداد عدد الناجحين بامتياز مما يؤكد تماسك نظامنا التربوي والتعليمي وحسن مسايرته للمعايير الدولية وجدارته بالتنويه الذي حظي به في تقرير منتدى دافوس الاخير الذي رتب بلادنا من حيث جودة المنظومة التربوية في مقدمة الدول العربية والافريقية وفي المركز الثاني عشر عالميا.    كما أن تونس استطاعت أن تنجز قبل الآجال معظم الاهداف المرسومة لبرامج الامم المتحدة بخصوص «التربية للجميع» و«بأهداف الالفية من أجل التنمية» و«عشرية الامم المتحدة لمحو الامية».    أيها السادة والسيدات   ان حذق لغة ثانية أو أكثر هو كسب ثمين للمتعلم وقيمة مضافة لتكوينه وثقافته من شأنها أن تفتح له آفاقا واسعة للشغل وفرصا عديدة للتواصل مع الغير. لذلك ندعو دعما لتشغيلية خريجي منظومتنا التربوية والتكوينية الى مزيد الاعتناء بتدريس اللغات والى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطوير هذا التدريس والارتقاء بمكتسبات التلاميذ فيه الى مستوى المعايير السائدة اليوم في العالم.   وحرصا منا على تطوير تشغيلية الشباب ندعو أيضا الى مراجعة منظومة التوجيه المدرسي بصفة جذرية في سياق تجدد المهن والمهارات والاختصاصات وذلك حتى نحكم الملاءمة بين نوعية التكوين ومتطلبات التنمية والتشغيل ولا نزج بأبنائنا في مسارات تعليمية محدودة الآفاق.    واذ عملنا في السنوات الاخيرة على تنويع الشعب واستحداث المسالك في معظم الاختصاصات فقد آن الاوان اليوم لترشيد عملية التوجيه المدرسي وتوعية التلاميذ وأوليائهم بأهمية الاقبال على مهن المستقبل ومتطلبات سوق الشغل حسب قدرات كل تلميذ واستعداداته الشخصية.    وقد سعينا الى أن تظل الجسور مفتوحة دائما بين مختلف مراحل التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي كي نوفر المزيد من فرص التخصص أمام المتعلمين ولا سيما المنتمين منهم لقطاع التكوين المهني.    ولما كان ضمان الجودة عنصرا محوريا في هذا الاصلاح فاننا نأذن باحداث الهيئة الوطنية لتقويم التكوين المهني ونوصي بأن تضم خبراء ومهنيين قادرين على متابعة مردود المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة واقتراح الآليات والاجراءات الكفيلة بتحسين جودة التكوين وتحقيق التطابق بين حاجيات المؤسسة الاقتصادية وسوق الشغل.    أيها السادة والسيدات   ستدرك جامعاتنا في مطلع نوفمبر القادم سنتها الخمسين. وهي مناسبة سانحة لاستعراض التطورات العميقة والانجازات الكبرى التي سجلتها طوال هذه المدة خصوصا بعد أن هيأنا لها الظروف المناسبة لرسم أهدافها واصلاح هياكلها والتصرف في شؤونها واكتساب المرجعية العلمية التي تليق بها وطنيا واقليميا ودوليا.    واذ ننتظر في الخماسية المقبلة أن يرتفع الطلب على التحصيل العلمي بالمؤسسات الخاصة وأن يزداد المشهد الجامعي ثراء وتنوعا فاننا ندعو الباعثين والمستثمرين الى توفير الطاقات المالية لاحداث مؤسسات لها من الموارد ما يساعد على مواجهة مقتضيات المنافسة المنتظرة نتيجة فتح قطاع الخدمات أمام الاستثمارات الاجنبية.    وتواصلا مع ما كنا أمرنا به منذ ثلاث سنوات في مجال تحويل نظام الشهادات الوطنية الجامعية الى نظام «إمد» الذي يتم التدرج فيه من الاجازة الى الماجستير فالدكتوراه فاننا نأذن بالشروع مع بداية سنة 2009 في وضع التصورات المتعلقة بتجسيم المرحلة الثانية من الاصلاح باعتماد الماجستير اثر تخرج الدفعة الاولى من حاملي شهادة الاجازة.    وقد تمت المصادقة على تأهيل ما يزيد على 990 اجازة جديدة بين سنتي 2006 و2008 شملت 696 مسلكا بالمؤسسات العمومية للتعليم العالي و294 مسلكا بالمؤسسات الخاصة.   واذ نسجل بارتياح بلوغ الاجازات التطبيقية نسبة 70 في المائة من الاجازات المؤهلة فاننا نثني على ما تم تحقيقه في مستوى البناء المشترك لعدد مهم من الاجازات التطبيقية في اطار الشراكة بين الجامعيين والمهنيين.    وانطلاقا من هذا الخيار الجوهري نأذن بتعزيز التكوين بالماجستير المهني في مجالات هادفة تمكن من اكتساب تقنيات جديدة تساعد على تطوير القدرات المهنية لخريجي التعليم العالي وذلك بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وصندوق 21/21.   ودعما لكفاءاتنا العلمية والتكنولوجية المتنامية نأذن باتخاذ الاجراءات الضرورية لتوسيع طاقة التكوين بالمدارس التحضيرية للمراحل الهندسية وتمكين حاملي الاستاذيات العلمية والتكنولوجية من دخول مدارس المهندسين حسب شروط ومقاييس محددة.    أيها السادة والسيدات   لقد جعلنا من قطاع البحث العلمي والتجديد التكنولوجي سندا أساسيا للتنمية بفضل ما وفرناه له من كفاءات بشرية وحوافز مالية ساعدته على تحقيق عدة نتائج ايجابية.    وسعيا الى اكساب هذا القطاع المزيد من النجاعة والتطور ندعو الى اعادة النظر في تنظيم مخابر البحث وطرق تسييرها وفق معايير ومؤشرات تضمن انسجامها مع أولويات البحث الوطنية وتفتحها على محيطها العالمي.    أما بخصوص انجاز الاقطاب التكنولوجية فاننا نأذن باعادة هيكلتها من خلال دفع الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في مجال البحث العلمي ومصادر الانتاج واحداث شركات للتصرف بمشاركة البنوك والمؤسسات ذات العلاقة.    وسنواصل دعم انفتاح مؤسسات البحث على المحيط الاقتصادي وذلك باتخاذ الاجراءات التشريعية اللازمة لتحويل صبغة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث والمؤسسات العمومية للبحث العلمي الى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية طبقا لشروط ومقاييس يقع ضبطها للغرض.    أيها السادة والسيدات   اننا لا ندخر جهدا في العناية بأسرة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وفي الاحاطة بأجيالنا الصاعدة في المدارس والمعاهد والجامعات وفي مراكز التكوين والبحث.    ويقيني أن المربين والمكونين والاساتذة والباحثين والتلاميذ والطلبة يقدرون جميعا ما تبذله المجموعة الوطنية من مجهودات وتضحيات في سبيل الارتقاء بمردود مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا الى أعلى المستويات اذ لا شيء يمكن أن يعوض محدودية الامكانيات الطبيعية لبلادنا غير المراهنة على العلم والعمل والاستثمار في المعرفة والذكاء.    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».   سلسلة من القرارات الرئاسية   * الدعوة في اطار دعم تشغيلية خريجي المنظومة التربوية والتكوينية الى مزيد الاعتناء بتدريس اللغات والى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطوير هذا التدريس والارتقاء بمكتسبات التلاميذ فيه الى مستوى المعايير السائدة اليوم في العالم.    * دعوة الى مراجعة منظومة التوجيه المدرسي بصفة جذرية في سياق تجدد المهن والمهارات والاختصاصات بهدف احكام الملاءمة بين نوعية التكوين ومتطلبات التنمية والتشغيل وتجنب الزج بالتلاميذ الدارسين في مسارات تعليمية محدودة الآفاق.    * احداث الهيئة الوطنية لتقويم التكوين المهني تضم خبراء ومهنيين قادرين على متابعة مردود المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة واقتراح الآليات والاجراءات الكفيلة بتحسين جودة التكوين وتحقيق التطابق بين حاجيات المؤسسة الاقتصادية وسوق الشغل.   * دعوة الباعثين والمستثمرين الى توفير الطاقات المالية لاحداث مؤسسات تعليم خاصة لها من الموارد ما يساعد على مواجهة مقتضيات المنافسة المنتظرة نتيجة فتح قطاع الخدمات أمام الاستثمارات الاجنبية.   * الشروع مع بداية سنة 2009 في وضع التصورات المتعلقة بتجسيم المرحلة الثانية من اصلاح نظام الشهادات الوطنية الجامعية «امد» باعتماد الماجستير اثر تخرج الدفعة الاولى من حاملي شهادة الاجازة.   * تعزيز التكوين بالماجستير المهني في مجالات هادفة تمكن من اكتساب تقنيات جديدة تساعد على تطوير القدرات المهنية لخريجي التعليم العالي وذلك بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وصندوق 21/21    * اتخاذ الاجراءات الضرورية لتوسيع طاقة التكوين بالمدارس التحضيرية للمراحل الهندسية وتمكين حاملي الاستاذيات العلمية والتكنولوجية من دخول مدارس المهندسين حسب شروط ومقاييس محددة.    * الدعوة الى اعادة النظر في تنظيم مخابر البحث وطرق تسييرها وفق معايير ومؤشرات تضمن انسجامها مع أولويات البحث الوطنية وتفتحها على محيطها العالمي.    * اعادة هيكلة الاقطاب التكنولوجية من خلال دفع الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في مجال البحث العلمي ومصادر الانتاج واحداث شركات للتصرف بمشاركة البنوك والمؤسسات ذات العلاقة.   ·       اتخاذ الاجراءات التشريعية اللازمة لتحويل صبغة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث والمؤسسات العمومية للبحث العلمي الى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية طبقا لشروط ومقاييس يقع ضبطها للغرض.   (المصدر: جريدة الصباح (يومية- تونس) بتاريخ 12 جويلية 2008)

الخوصصة في تونس:  ماذا يحدث لو انعدم ما يمكن عرضه للبيع؟

 

 
إعداد: نور الدين المباركي   رغم النداءات السياسية والنقابية للتمسك بالقطاع العام والتراجع عن خيار الخوصصة الذي تنتهجه الدولة منذ سنوات… فإن هذه النداءات مازالت لم تلق صداها ومازالت الدولة تفوّت في المؤسسات العمومية لفائدة القطاع الخاص (المحلي والأجنبي). الأكيد أن للدولة مبرراتها في انتهاج هذا الخيار والتمسك به… والأكيد أيضا أن للأحزاب السياسية والهياكل النقابية الرّافضة للخوصصة مبرراتها التي تجعلها تتمسك بالقطاع العام وتدعو للحفاظ عليه وتدعيمه.. وبين مبررات الدولة ومبررات الرافضين للخوصصة هناك مساحة واسعة من النقاش كان من المفروض أن تتم في مستويات معينة وتشارك فيها كافة الأطراف…  ويقدم كل طرف برهانه وحجّته… هذا النقاش لم يتم وما حصل هو مواقف وآراء تنتشر هنا وهناك… نعتقد أنه حان الوقت لتنظيمها وتأطيرها خاصة في ظل ما يوصف بالتحديات التي تواجه بلادنا (ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار المواد الأساسية والتشغيل… الخ). هذه التحديات لا يمكن عزلها عن خيار الخوصصة الذي تنتهجه الحكومة منذ نحو عشرين سنة. ونعتقد أن هذا النقاش يجب أن يتم على قاعدة جملة من الأسئلة منها: –   هل ساهمت خوصصة المؤسسات العمومية في توفير مواطن الشغل؟ –   من المستفيد من الخوصصة؟ وعدّة أسئلة أخرى نعتقد أن البحث عن إجابات لها، أصبح اليوم أكثر من ضرورة. ما الخوصصة… وماهي مبرّراتها؟ ثمّة عدّة تعريفات للخوصصة أهمها أن “الخوصصة هي زيادة الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في ملكية وتشغيل وإدارة الوحدات الإنتاجية في المجتمع، بغرض تحسين الكفاءة الإنتاجية لهذه الوحدات، بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. ويتضمن هذا المفهوم مبررات اللجوء إلى الخوصصة وهو “خدمة أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.وحسب خبراء البنك الدولي وصندوق التقد الدولي فإن الدول لكي “تتجنب مصاعب خدمة ديونها ومشكلات ميزان مدفوعاتها فإنها تحتاج لإعادة هيكلة اقتصادياتها، حتى تتمكن من رفع تشغيل وتخصيص مواردها ويلزم ذلك مجموعة من السياسيات النقدية والمالية، مع برنامج للتكيّف الهيكلي تأتي الخوصصة من أهم مكوناتها.” وبالنسبة لتونس فقد حدد القانون رقم 9 لعام 1989 الذي صادق عليه مجلس النواب الخوصصة كالتالي: “التخلي أو تبادل الأسهم أو السندات التي تملكها الدولة وإدماج أو ضم أو انفصال المنشئات التي تملك الدولة فيها مساهمة مباشرة في رأسمالها والتخلي عن كل عنصر من مكونات الأصول من شأنه أن يستعمل كوحدة استغلال مستقلة في منشأة تمتلك الدولة فيها مساهمة مباشرة في رأس المال”. ومثلت التحولات العالمية وضرورة الانخراط فيها مبررات أساسية لانخراط تونس في عملية خوصصة المؤسسات العمومية.هذه المبررات (دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير مواطن الشغل والانخراط في منظومة التحولات العالمية) تحتاج في حقيقة الأمر إلى عملية تمحيص وتدقيق حتى لا تبقى مجرد شعارات دعائية. فدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الخوصصة يفهم منه أن مؤسسات القطاع العام أصبحت تمثل عبئا على عملية التنمية وبالتالي وجب خوصصتها.. وهذا يدفع للسؤال لماذا أصبحت هذه المؤسسات كذلك؟ لقد بني اقتصاد البلاد في جانب كبير منه على القطاع العام الذي مثل أكبر حاضن للتشغيل وساهم في تقدم الاقتصاد وإذا فشلت بعض مؤسسات القطاع العام فإن البحث يجب أن يكون في إدارتها وتسييرها والتصرف في مواردها وليس في فشل القطاع العام عموما.أما الانخراط في التحوّلات العالمية ومواكبتها فلا أحد يرفض ذلك.. لكن هذا الانخراط ستكون نتائجه سلبية إذ تم على قاعدة توصيات ووصفات البنوك العالمية  (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) لأن هذه البنوك لا تبحث في نهاية الأمر إلا عن مصالح الذين يقفون وراءها ويسطرون سياستها العالمية. الخوصصة ومواطن الشغلهل ساهمت خوصصة المؤسسات العمومية في توفير مواطن الشغل؟ هذا سؤال مركزي نعتقد أن الإجابة عنه ضرورية، ومن المهم أن تقدم الدولة إجابة واضحة عنه. نقول هذا رغم أن الأرقام المتوفرة من مصادر رسمية وأخرى غير رسمية تشير تراجع إحداثات التشغيل في تونس منذ الدخول في خيار الخوصصة، خاصة في القطاعات التي تعرضت إلى الخوصصة: بل إن هذه القطاعات تراجعت نسبتها في الناتج الداخلي الخام:    

القطاع

التشغيل %

الناتج الداخلي الخام%

 

1993

2003

1993

2004

الفلاحة

26

23

18

16

الصناعة

34

22

34

29

  المصدر: تقرير البنك المركزي ( تونس 1993-  2003 – 2004  ) وإلى جانب ذلك فإن عديد الأرقام تشير إلى ظاهرة أخرى وهي تسريح العمال الذين يصل عددهم حسب بعض الأرقام إلى 10 آلاف سنويا بين 2002 و2004.من المستفيد من الخوصصة؟الدولة مستفيدة من عملية الخوصصة لأنها تستغل جزء من عائدات الخوصصة لتسديد ديونها الخارجية… لكن وإلى جانب ذلك فإن أصحاب رأسمال هم أكثر المستفيدين والأجراء والعمال أكبر المتضررين. تقول بعض الأرقام أنه منذ تطبيق “الاختيارات الليبرالية للدولة التونسية منذ أواخر الثمانينات ارتفعت مداخيل أصحاب رؤوس الأعمال بنحو 5% (بين 1983 و1999) أما بالنسبة للأجراء فإن نصيبهم من الناتج الداخلي الخام تراجع بنحو 4%. القطاع العمومي مازال أكبر حاضن للتشغيلرغم توجه الدولة نحو خوصصة المؤسسات العمومية فإن القطاع العام في تونس مازال يمثل أكبر حاضن للتشغيل مقارنة بالقطاع الخاص فمثلا:  تشغل الشركة التونسية للكهرباء والغاز 9485 عون قار وألف عون في إطار المناولة. يشغل الديوان الوطني للبريد 8677 قار و932 في إطار المناولة. يشغل الديوان الوطني للتطهير 5200 عون.  تشغل شركة فسفاط قفصة 5219 عون قار و1873 في إطار المناولة.  تشغل الشركة الوطنية للسكك الحديدية 4825 عون قار و50 في إطار المناولة. حصة الرأسمال الأجنبي في عمليات الخوصصة حسب أرقام شبه رسمية تمثل حصة الرأسمال الأجنبي من مداخيل الخوصصة فيما بين 1987 إلى فيفري 2005 ما قيمته 1770 مليون دينار  وهو ما يساوي 74% من مجموع المداخيل… أما إذا اقتصر الأمر على المؤسسات التي تجاوز سعرها 10 مليون دينار فإن حصة الرأسمال الأجنبي ترتفع إلى 95%. ويحتل الرأسمال الأوروبي مرتبة الصدارة بنحو 43% من مداخيل الخوصصة (…) وتميزت السنوات الأخيرة بتطور ملحوظ للرأسمال الأوروبي  وخاصة البرتغالي والإسباني والفرنسي والإيطالي،حيث حصلت شركة secil البرتغالية على مصنع الإسمنت بقابس وشركة umpor البرتغالية على إسمنت جبل الوسط وشركة uniland الإسبانية على شركة إسمنت النفيضة وشركة colacem الإيطالية على مصنع الإسمنت الصناعي التونسي، وشركة eranax السويسرية على شركة المرافق في الصحراء دروس من الخوصصة – إن دور الخوصصة جزء لا يتجزأ من نموذج الانفتاح الليبرالي حيث الكل مرتبط. فقاعدة هذا النموذج هي تمكن البلدان التي اختارته من إنماء صادراتها لكنها بحاجة لأجل ذلك إلى استيراد أكثر مما يعمق عجزها الخارجي ولتغطية هذا العجز يجب جذب الرأسمايل وأحد أبسط الوسائل هو بيع عدد من المنشئات العمومية. – الخوصصة سيرورة سرعان ما تتأزم ففور انعدام ما يمكن عرضه للبيع يتوقف تدخل الرساميل ويدخل النموذج في أزمة. – الخوصصة تستهدف المنشآت التي تسير بشكل جيد في حين تترك للدولة تلك التي تسير بشكل سيء وتكلف كثيرا وذلك حسب الشعار “خوصصة الأرباح وتشريك الخسارة” – يشكل منطق الخوصصة عنصر لا استقرار اجتماعي… إنها فعالية قصيرة الأمد   المصدر:  جريدة الوطن ( الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ) بتاريخ 11 جويلية 2008


الإذاعة والتلفزة: أزمة الأعوان تتواصل

 
الصحبي صمارة يستمرّ منذ الاثنين المنقضي التحرّك الاحتجاجي الذي يشنّه أعوان الإذاعة والتلفزة من تقنيين وصحفيين بحمل الشارة الحمراء. ويبلغ عدد هؤلاء الأعوان الذين يحملون صفة متعاون 420 عونا يطالبون بتسوية أوضاعهم المهنية والمتمثلة في: ـ استخلاص أجورهم المتخلّدة بذمة المؤسسة إذ منهم من لم يحصل على راتبه طيلة سنتي 2006 و 2007. ـ تمكينهم من حقّهم في التغطية الاجتماعية خصوصا وأنهم يعملون في مؤسسة عمومية. ـ توضيح ارتباطهم بعملهم وفق صيغة قانونية سواء عن طريق الترسيم أو عن طريق التعاقد للخروج من وضعية المتعاون الهشّة.هذا وقد هدّد الأعوان بالاعتصام بأستديو 9 المعدّ لبثّ النشرة الإخبارية الرسمية وإيقاف بثّها إذا استمرّت الإدارة في تجاهلهم. وللتذكير فإنّ أعوان الإذاعة والتلفزة يعيشون منذ سنوات عديدة وضعا مهنيا صعبا رغم أنّ البعض منهم تجاوزت فترة عمله 7 سنوات ولم يتمتّع إلى حدّ الآن بحقوقه الدنيا في الأجر ولا في التغطية الاجتماعية وقد افتتحوا السنة الحالية بجملة من الاعتصامات والتحرّكات التي دعّمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلاّ أنّ إدارة المؤسسة وضعت شروطا للتفاوض معهم فيما يتعلّق بأجورهم حيث طلب من العديد منهم التخلّي عن مستحقّاته فيما يتعلّق بأجور سنتي 2006 و2007 مقابل استخلاص رواتب العام الحالي كما حاولت الإدارة فرض صيغة عقد معهم تتضمن انتهاكا للحقوق الدنيا للأعوان متضمّنة بنودا للعمل بالقطعة وحسب الحاجة مع المحافظة على أحقية الإدارة بالتخلّي عن خدماتهم متى شاءت وقد رفض الأعوان هذه الصيغة للعقد مطالبين بتعامل جدّي معهم يحترم قوانين الشغل ويمكنهم من حقوقهم حقوقهم. (المصدر: موقع مجلة كلمة الألكترونية بتاريخ 6 جويلية 2008)

بوليس يعذّب وقضاء يتعقرب

 عبد الرؤوف العيادي أحيلت مجموعة من شباب مدينة المتلوي يومي 13 و14 جوان الجاري على قضاء ابتدائية قفصة بتهم “تعطيل الجولان وهضم جانب موظف عمومي بالقول ورمي مواد صلبة على أملاك الغير وإحداث الهرج والتشويش” علما أنّ المدينة المذكورة شهدت طيلة حوالي خمسة أشهر تحركات سلمية للمطالبة بالشغل والعيش الكريم. في كلتا القضيتين 3130 و3102 لم نشعر أنّنا بصدد محاكمة وإنّما هي منازلة استغرقتها جولات من المصايحة والمصارخة والمنازعة انخرط فيها الحاضرون بالجلسة التي غصّت بأعوان البوليس السياسي. وإلى مثل هذه الحال تنقلب الأمور عندما يتخلى القضاء عن دوره في تطبيق القانون ومراعاة الحقوق ويصبح همّه أوّلا وأخيرا هو المسارعة بنطق حكم الإدانة وإنزال العقوبة، فلا الكشف عن الحقيقة يعنيه ولا تقصّي الوقائع عند تنفيذ التعليمات يلهيه. ومن سعى في إرضاء الأمير صمّت أذنه عن تنفيذ نداء الضمير.   الجولة 1 قبل دخول قاعة الجلسة اصطدم المحامون بأعوان البوليس الذين كانوا يسدّون مدخل المحكمة بأعداد غفيرة مانعين العائلات وبعض النشطاء بالجهة من حضور المحاكمة فتعالت أصوات المحامين والعائلات بالاحتجاج على هذا المنع وحصل احتكاك وتدافع بينهم وبين البوليس الذي يسميه العامة “الحاكم” وهكذا بدأ الصراع منذ الجولة الأولى بين حاكم ومحكوم بعصا الحاكم الآدمية وآلته القمعية. الجولة 2 بمجرد التحاقهم بالقاعة طلب المحامون من رئيس المحكمة الإذن لأهالي المتهمين بالدخول وحضور المحاكمة احتراما لشرط العلانية إلاّ أنّه عارض بأنّ سلطته لا تتجاوز حدود القاعة وأنّه لا دخل له فيما يجري خارجها. وسرعان ما طرح شركا خاصا به ويقتضي أن يغادر القاعة على الفور المحامون الذين يحملون شارة حمراء بالساعد الأيسر تعبيرا منهم عن الاحتجاج على أعمال التعذيب الوحشي التي طالت منوّبيهم، ملاحظا أنّ السياسة (هكذا !) تمارس خارج المحكمة. وثار جدل صاخب حول حرية التعبير ونظامية الزي ولم يفض إلى اقتناع أحدهما بموقف الآخر إلاّ أنّ القاضي اضطرّ لمراجعة موقفه في طرد المحامين المذكورين وذلك بأن صرّح بأنّه لن يقبل نيابتهم في الملف وأنّه سيتجاهل وجودهم ! وكان أثناء ذلك الجدل يخاطبهم “بالسيد” عوض “الأستاذ” إنكارا منه لصفتهم. ولم يمنع ذلك لسان الدفاع من التوجه إلى القاضي بالقول: إنّك إذن على نقيض الموقف المندد بالتعذيب وإنّك تسعى لعدم الكشف عن الحقيقة. وهو ما جعله ينفجر غضبا ويعتبر ذلك تجاوزا في حقه وصاح وضرب بيده على الخشب حتى شعر الجميع بأنّ عذاب الكلمة أشد وقعا من عذاب السياط، لا تأكل لحما ولا تسيل دما وإنّما تصنع معنى وتزن بميزان القيم وزنا. الجولة 3 بدأ الاستنطاق بعد أن أمر المتهمين بالموقوف. وليس الاستنطاق عند البعض سوى تضييق للخناق وسعي للإبقاء على “الحقيقة” التي صنعت في ظلمة الأنفاق وصون ما لفق بالأوراق من اعترافات انتزعت في ظروف لم يسمح للمتهمين التفصيل فيها، وليس الإيجاز في هذا المقام من الإعجاز وإنّما من التعجيز وفرض الاختصار إنّما أريد منه تضبيب الصورة وتهوين بشاعتها لتصبح مجرد تجاوز بسيط، هذا إن ثبت طبعا. لذلك رفض القاضي عند إملائه لتصريحات المتهم على كاتب الجلسة –مخالفة منه لقانون الإجراءات الذي يجعل من تحرير محضر الجلسة مهمة كاتب الجلسة دون غيره- أن يعتبر التعذيب تعذيبا وإنّما هو “إكراه” دون إتيان على وسائل ولا اسم فاعل. وحصل تصايح من جديد حول نزاهة الناقل الذي علّل موقفه بأنّ المحاضر التي هو بها مقيّد لم تتناول وقائع التعذيب. وتعالت الأصوات من جميع الجهات حتى ممن تسلل من العائلات لتشارك في الجولة، وصاحت أمّ أو أخت: “يضربوا فيهم حتى ماضي ساعة من الليل، يتداولوا عليهم، لحمهم سيور سيور، غمضولهم عيونهم” وأعقبتها ثانية: “شوفو روسهم، اللي ما يحلّش البيبان يرموا عليه القنابل المسيلة للدموع”. وتدخلت ثالثة: “في المركز يتهان، في الدار يتهان، وين الأمان ؟… في القبر ؟ ولّينا في غزّة. زوز نساء هامْلين، أشكون باش يوكّلنا ؟” ولم يجْد صياح القاضي وتهديده في إسكاتهنّ. ومغالب الحق مغلوب ومكابر البرهان بالجهل موسوم.   الجولة 4 الجولة الرابعة بدأت بعد رفض المحكمة إنهاء الاستنطاق عبر تمكين المحامين من توجيه أسئلة لمنوّبيهم عن طريقها، إذ توجه القاضي فجأة إلى نائبي القائمين بالحق الشخصي نيابة عن وزارة الداخلية المتضررة ! وسألهم عن طلباتهم فأجاب أحدهم أنّه يطلب حفظ الحق وهو ما أملاه القاضي على كاتب الجلسة بأمانة. عندها رأى بعض لسان الدفاع أنّ الكيل قد طفح بالتجاوز حتى أنّه لم يبق من القانون حد ولا حاجز، دعوة مدنيّة تقبل على صيغتها الشفوية ! وتعالى الصياح والاحتجاج ورُدّ عليه بالتهديد والوعيد ولم يُجد توسط السيد العميد في إيقاف خيار التصعيد إذ سارع القاضي برفع الجلسة وفي القلوب حسرة على ما آل إليه القضاء من تدهور وسوء آراء.  حسرتي على بلدي وعلى ابن بلدي وهو بين بوليس يعذّب وقضاء يتعقرب ! فلا أمان ولا عدل ميزان.   الجولة صفر بعد تغيّب عن قاعة الجلسة دام حوالي الساعة من الزمن، تردّد خلالها العميد على مكتب رئيس المحكمة ومكتب وكيل الجمهورية عادت المحكمة لتنتصب وليتلقى المحامون قرارها الذي جرى الإعلام به مسبقا من السيد العميد، بتأخير النظر في القضيّة ليوم 4 جويلية 2008 وتمكين القائم بالحق الشخصي من “تصحيح قيامه”. ماذا عساها أن تضيف جولة المرافعة طالما أنّ الحصيلة تساوي صفرا. تسلسلت الأصفار منذ عقدين كاملين، قضاء لا يفصل النزاع ولا يقطع الخصومة وإنّما يبقي عليها، فضاء المحكمة تطرح فيه القضية مبدئيا للنظر والفصل فتتحول إلى منازعة بسبب رفض المحكمة تقصّي الحقيقة في ما يتعلق بظروف تحرير المحاضر والأعمال التي يأتيها البوليس واستبعاد القواعد الإجرائية ضمانا لاستمرار العنف والترويع. ما نشهده هو تعطيل ذاتي لدور القاضي فنتج عنه تراكم الجرائم واستمرار العنف والترهيب وهو ما ينذر بتفاقم العنف والعنف المضاد. بوليس يقترف الجرائم وهو مطمئن آمن من كل مساءلة أو تتبع، نزل حكمه على الفريق الذي اصطحبته في السفر إلى قفصة فقام في غفلة منه بدس كمية من التراب في محرك السيارة التي ركبناها تشفيا وترهيبا. وما كان لصناعة الجريمة الرسمية أن تزهر لو كان للقضاء صناعة ! والله أعلم.  (المصدر: موقع مجلة كلمة الألكترونية بتاريخ 6 جويلية 2008


أسف أممي لأداء العدالة التونسية

 

أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن خيبة أملها لعدم جدية الحكومة التونسية في متابعة شكوى في التعذيب رفعها ناشط حقوقي. وقالت المفوضية في وثيقة مؤرخة في 30 ماي المنقضي إنّ الحكومة التونسية لم تبلغها بأية إجراءات اتخذت بخصوص الشكوى التي رفعها السيد علي بن سالم حول تعرضه للتعذيب. واتخذ مكتب المفوضية هذا الموقف خلال انعقاد الدورة الأربعين للجنة مناهضة التعذيب الأممية الشهر الماضي. وكان المناضل علي بن سالم (75 سنة) أحد مؤسسي المجلس الوطني للحريات ورئيس فرع رابطة حقوق الإنسان قد رفع شكوى إلى الأمم المتحدة بمساعدة المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بجينيف بخصوص تعرضه للتعذيب في مركز شرطة المنار بأحد أحياء العاصمة تونس سنة 2000. وتوجه إلى الهيئات الأممية خمس سنوات إثر ذلك بعد أن استنفد كل إجراءات التقاضي في تونس دون أن يتم التحقيق في القضية. واستند السيد بن سالم في شكواه إلى الاتفاقية الدولية ضد التعذيب وجميع ضروب المعاملات القاسية التي وقعت عليها الحكومة التونسية. وقد تم قبول هذه الشكوى من قبل المنظمة الأممية التي راسلت الحكومة التونسية في 7 نوفمبر الماضي لتقصي نتائج التحقيق في الدعوى المذكورة. وعبّرت لجنة مناهضة التعذيب عن انشغالها لحصول اعتداءات جديدة على السيد علي بن سالم حتى بعد مخاطبة المنظمة الأممية للحكومة التونسية. وحثّت اللجنة السلطات التونسية على موافاتها بشكل عاجل بآخر المعلومات عن مآل شكوى السيد علي بن سالم والردّ على ادعاءاته الأخيرة بخصوص ملاحقات واعتداءات جديدة عليه. نشرة لطفي حيدوري في دهاليز, 2008/07/06 (المصدر: موقع مجلة كلمة الألكترونية بتاريخ 6 جويلية 2008)


أمام محكمة الاستئناف بالعاصمة قتل من غرّر بابنته وتسبّب في حملها وهو متزوج وأب

 

احيل مؤخرا على أنظار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس ملف قضية قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار وكانت ابتدائية تونس قضت بسجن المتهم مدة 20 عاما غير انه طعن فيه وحسب الوقائع فإن المتهم وهو في العقد السادس من عمره علم أن ابنته وهي في الثلاثين من عمرها وتعاني من بعض الأمراض النفسية حامل فاستاء كثيرا ومازاد الأمر سوءا انه علم ان الخباز الذي اعتبره صديقا له خاصة انه تربطه به علاقة جوار ومتزوج واب هو من غرر بابنته واستدرجها مستغلا سذاجتها وبقاءها بمفردها بدكان والدها المعد لبيع المواد الغذائية بجهة سيدي حسين ولما ظهرت عليها بوادر الحمل تنكر لها فحز ذلك في نفس والدها كثيرا خاصة بعد انجابها لمولودة، ولما كانت ترقد بالمستشفى بعد الوضع قرر الأب الانتقام لابنته فارسل ابنه الى موزع الخبز وطلب منه ان يحضر بمنزله لانه مريض وعليه نقله الى المستشفى فلم يتردد صديقه وسارع اليه فوجده مستلقيا على ظهره فطلب منه الاقتراب منه ولما اقترب استل سكينا من تحت وسادته كان اعدها من قبل وانهال بها طعنا على جسد موزع الخبز الى ان خارت قواه وسقط غارقا في دمائه وبعد ذلك خرج القاتل وطلب من أفراد عائلته مساعدته على نقل الجثة من المنزل ثم القى بها تحت شجرة زيتون ونادى على افراد عائلته وطلب منهم الحضور لاخذ جثة ابنهم ثم سلم نفسه بعد ذلك للسلطات الامنية.   وكان المتهم اعترف خلال مراحل البحث والمحاكمة في طورها الابتدائي حيث اكد على انه ليس نادما لاسيما وانه لم يجد خيارا اخر امامه.   وقد احيل المتهم مؤخرا على محكمة الاستئناف بتونس فقررت تاجيل محاكمته الى السنة القضائية المقبلة.   مفيدة (المصدر: جريدة الصباح (يومية- تونس) بتاريخ 12 جويلية 2008)

في باجة الجنوبية: بسبب شكوكه يذبح زوجته الشابة أمام رضيعته

 

يعكف رجال الحرس الوطني بباجة الجنوبية بالبحث في جريمة قتل تعرضت لها امرأة متزوجة تبلغ من العمر 28 ربيعا. وتفيد أطوار هذه الجريمة أن المجني عليها متزوجة من المظنون فيه الذي يقاربها في السن ولها ابنة رضيعة وقد سارت الأمور بينهما في بداية مشوار حياتهما الزوجية بشكل طبيعي لكن في الفترة التي سبقت مقتل الزوجة كثرت المشاكل بسبب الشك الذي أصبح يسيطر على تفكير شريك حياتها في خصوص سيرتها فقررت في النهاية التوجه الى منزل والديها حتى يثوب الى رشده ويعود الى الجادة لكنه التحق بها وقام بذبحها بعد أن سدد لها عدة طعنات كانت كافية لاخماد أنفاسها الى الأبد وبعد ذلك نقل الرضيعة الى منزل والديه ثم قــــــــام بتسليــــم نفسه.   وتم اعلام ممثل النيابة العمومية بالجريمة وبعد المعاينات اللازمة أذن بعرض جثة الهالكة على التشريح لمعرفة أسباب الوفاة وتم الاحتفاظ بالمظنون فيه من أجل قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد.   نبيل النفزي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية- تونس) بتاريخ 12 جويلية 2008) 


بكل هدوء:بعد أحداث العنف التي شهدها ملعب رادس هل من حوار وطني شجاع وجاد حول مسألة الشباب والعنف؟

بقلم: صالح عطية مع إطلالة أحداث العنف في أحد ملاعبنا، تطالعنا بعض المقالات الصحفية والتصريحات من هنا وهناك، بأن ما جرى ليست سوى “أعمال معزولة”، وأنها من “فئة منحرفة وماردة عن القانون”، بل إن البعض لا يتردد في وصفها بـ”المجموعات التي لا صلة لها بهذا النادي أو ذاك”، وأنها “فئة من الجماهير المحسوبة على الرياضة”، بل إن الاندية التي تورطت جماهيرها في أحداث العنف تلك، سرعان ما تصدر البيانات (الجاهزة دوما)، تندد فيها بما حصل، وتنسب تلك الاعمال بدورها، إلى “فئة مخلة بالاخلاق الرياضية التي لا تمت للرياضة بصلة”.. وهكذا تصدر البيانات من دوائر رياضية مسؤولة، تستنكر وتعرب عن الاسف لما حصل، وتطالب “بضبط النفس”، وتدعو إلى “احترام الميثاق الرياضي”، وإلى الوقوف “وقفة حازمة وصارمة” إزاء هذه “الظواهر الشاذة عن رياضتنا”، كما توصف من قبل البعض.. إنها ذات التعبيرات التي تتكرر في كل مرة مع بروز أحداث عنف في هذا الملعب أو ذاك، حيث تنتهي تلك الاحداث بمحاكمات وقضايا وزوبعة كبيرة، سرعان ما تخف بمجرد أن يأتي موعد كروي جديد وحاسم، لتطل هذه “الفئة الشاذة” برأسها من جديد، وترتكب نفس الحماقات.. وتتحرك في المقابل الجهات المعنية بالرياضة والجمعيات لتعيد على مسامعنا نفس التعبيرات، وذات الاوصاف في بيانات تكاد تكون نسخا مطابقة للاصل.. إنها في الواقع، أشبه بـ”طاحونة الشيء المعتاد”، فالجميع جاهزون لنفس الخطاب ولذات البيانات والتصريحات النارية والغاضبة، بل ولنفس الادوار القديمة..  
* * * * لن نناقش هنا “المواجهة الامنية” لتلك الاحداث، فهذا من باب تحصيل حاصل لمواجهة أعمال العنف ووضع حدّ لها، لان الامر يتعلق بهيبة الدولة ومؤسساتها ومكاسب المجموعة الوطنية التي ضحت الكثير من أجل أن تتوصل إلى هذه المنجزات الهامة في الحقل الرياضي.. لكن السؤال الاساسي الذي يجدر طرحه في هذا السياق هو: إلى متى نظل نغمس رؤوسنا في التراب، ونكرر نفس الخطاب الذي برهنت الايام والاشهر الماضية، أنه لا يؤثر في هذه “الفئة” أو تلك من “الفئات الشاذة”، التي تتكرر أفعالها و”جرائمها” عقب كل مباراة حاسمة، سواء كان مسرحها العاصمة أو ضواحيها أو أحد الملاعب داخل الجمهورية، وسواء تعلق الامر بالبطولة المحترفة الاولى أو البطولات السفلى، على غرار ما حصل في قابس والفحص وسوسة وصفاقس وبنزرت وغيرها؟.. واللافت للنظر، أن هذه الفئة تتجدد في كل مرة، وكأنها تتناسل من مباراة إلى أخرى، مقدّمة إجابة لاصحاب “البيانات الجاهزة”، بأنها موجودة ومستمرة في دورها التخريبي، مهما كانت الاتهامات التي ستوجه إليها والاوصاف التي ستنعت بها.. * * * *
لم يعد ممكنا بعد ما حصل السبت الماضي في رادس، وقبله في أماكن مختلفة من البلاد، الاكتفاء بنفس الخطاب والادوار والآليات التي باتت معروفة.. إننا بحاجة إلى خطاب جديد، وتعامل مختلف مع ظاهرة العنف في الملاعب التونسية، لا تستثني “المعالجة الامنية” التي تبقى ضرورية، إنما تنفذ إلى عمق المشكل، من خلال فتح الموضوع لنقاش مستفيض وحوار وطني عميق، يؤسس لمقاربة جديدة في التعامل مع شباب الملاعب، ليس بصفته “حالة شاذة”، وإنما بوصفه جزءا من المجتمع وإشكالاته وأمراضه وقضاياه وتطلعاته، بل إن هذا الحوار لا بد أن يطرح التساؤلات المهمة التي يخجل البعض أو ربما يخشى من طرحها، على غرار: لماذا يلجأ الشباب إلى العنف في ملاعب كرة القدم بهذا الشكل المفزع؟ بالطبع لا يمكن الاطمئنان إلى ما يتردد بشأن الاخطاء التحكيمية، على اعتبار أنها تحصل في كل ملاعب العالم، بل هي حصلت خلال السنوات الماضية في ملاعبنا وتحصل دائما، من دون أن تؤدي إلى أعمال عنف مشابهة وبهذه الكثافة.. هل يمكن أن نستثني تداعيات البطالة والخصاصة والتهميش الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يشعر به شبابنا، من الدائرة الكبيرة لفهم أسباب الظواهر العنفية؟ أين التأطير الذي هو من واجبات الاندية وخلايا الانصار الموزعين هنا وهناك في أنحاء كثيرة من البلاد؟ ثم هل كان خيار تهجير الشباب عن العمل السياسي، وبالتالي عن المشاركة في الشأن العام، الخيار الاسلم الذي اختارته الحكومة خلال السنوات العشرين الماضية على الاقل؟ هل يمكن فصل أحداث العنف عما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي؟ وهل يمكن التعامل مع أحداث العنف هذه وغيرها، خارج حالة الاحتقان التي يعاني منها الشباب في البلاد؟ وإلى أي مدى يمكن تفسير هذه الحالة خارج أسبابها “الاقتسياجوية” (كلمة ابتكرها مفكر عراقي، وهي تختزل الابعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للظاهرة)؟؟ ما الذي يحمل شابا على ممارسة عنف بهذه الصبغة التخريبية، ومن دون احترام لجهود وأموال وإمكانيات ونضالات أجيال عديدة منذ استقلال البلاد، لكأن هذا الشباب يقتصّ لنفسه من شيء غير مفهوم، ومن مسؤولية أي حوار وطني، أن يطرح هذا الاشكال بجرأة وشجاعة ليكشف ملابسات مثل هذا السلوك العدواني؟؟ وقبل ذلك وبعده، ألم يعد المطلوب اليوم، صياغة مشروع ثقافي جديد يعيد ترتيب العلاقة بين شبابنا والمجتمع والدولة والمستقبل؟؟ أليس التوقيت مناسبا لطرح مشروع التحديث الذي ولجته النخب التونسية منذ خمسينات القرن المنقضي وتبنته الدولة الوطنية لاحقا وإلى الان، للمراجعة الجادة، بعيدا عن أي غرور أو مكابرة ايديولوجية أو سياسية أو غيرها؟؟ وأخيرا وليس آخرا، ما قيمة استشارة وطنية للشباب إذا لم تطرح مثل هذه الموضوعات للنقاش مع شبابنا، خصوصا الشباب الذي يوجد خارج الاطر المدرسية والجامعية؟؟ إن أحداث العنف تطرح أكثر من تحد أمام المجموعة الوطنية، بمسؤوليها في الحكومة، ونخبها وإعلامييها ومسيّسيها وأحزابها وجمعياتها الرياضية ومكونات المجتمع المدني، فهي قضية مجتمع ومصير ومستقبل وليست بالامر الهين إطلاقا.. فهل من معالجة شجاعة لهذا الملف الاخطر والاعقد في تاريخ البلاد؟؟ (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جويلية 2008)  

لا للاقصـــــــــــــاء  
 
كان من المفترض أن تحضر “الصباح” وشقيقتها “لوطون” أمس لقاء بمقر الوزارة الأولى جمع السيد محمد الغنوشي الوزير الأول بمديري ورؤساء تحرير وسائل الإعلام الوطنية وذلك بعد أن تلقى رئيسا تحرير الصحيفتين دعوة عن طريق وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين للمشاركة في اللقاء،، ولكن لدى وصول الزميلين إلى قاعة الاجتماع فوجئا بتغييب جريدة “لوطون” حيث لم يخصص سوى مكان لـ”الصباح” فكان أن انسحب الزميلان خصوصا بعد الرد غير المنطقي من قبل مسؤولين في الوزارة الأولى يفترض أنهما معنيان بالاعداد لهذا اللقاء الإعلامي. ويمثل تغييب ” لوطون ” إقصاء لهذه الصحيفة ومسا من عراقة مؤسسة “دار الصباح” التي لا يمكن لأي كان أن يشك في مكانتها في المشهد الإعلامي ودورها في مختلف مراحل تاريخ البلاد منذ انخراطها بهدي من مؤسسها المرحوم الحبيب شيخ روحه في العمل النضالي من أجل استقلال تونس وبناء الدولة الحديثة وخوض معركة التنمية . إن التعامل بمكيالين مع “دار الصباح” بدعوى أنه لا يمكن لأية مؤسسة إعلامية أن تشارك بجميع صحفها لا مبرر له خصوصا أن مؤسستي التلفزة والإذاعة ومؤسسة صحفية أخرى كانت حاضرة “كلها” . ستبقى “دار الصباح” رغم كل شيء تؤدي واجبها استنادا إلى الثوابت التي صاغها مؤسسها إلى جانب ما يتمتع به أبناؤها من مدير عام وصحفيين وفنيين وإداريين من حس وطني لما فيه خير تونس وتقدمها. الصباح (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جويلية 2008)  

التعليـم الفرنسي والنخبـة في تونـس: 1881- 1987 تحديـــــــــــــــث أم تعقيـــــــــــــــد؟

 
بقلــم: د.عميرة علية الصغير

إنّ غاية هذه الورقة هي إثارة بعض الأسئلة وطرح مجموعة من الاستفهامات أكثر من تقديم أجوبة في إشكاليّة طرحت ولازالت مطروحة في تونس وغيرها من الدول المغاربية خاصة وهي مسألة تأثيرات التعليم الفرنسي في النخب المحليّة وأبعاد ذاك التكوين في بناء شخصية المتعلمين بالفرنسية على مستوى الأفراد كذوات وعلى مستوى المجموعة كنخبة خاصة تلك التي آلت إليها مقاليد السلطة وقيادة بلدانها بعد استقلالها ومدى تبعات ذاك التعليم في تشكيل مجتمعات ودول الإستقلال وادراجها في نسق الحداثة أو الإخلال بذلك ويمتد زمن التأمل في الإشكالية المطروحة من 1881 إلى 1987 أي على مرحلتين الأولى وهي مرحلة تكوّن النخبة المعنية أي زمن الحماية (1881-1956) والثانية أي مرحلة اختبار النخبة في الحكم (1956-1987) وسوف نتطرق لهذه المسالة في ثلاث نقاط. I- حصيلة التعليم الفرنسي لفترة الحماية. II- نخبة التعليم الفرنسي في السلطة وجهد التحديث. III – حصيلة التحديث في تونس: نظرة تقييمية .
I حصيلة التعليم الفرنسي لفترة الحماية امتدت فترة الحماية على تونس كما هو معلوم 75 سنة وكانت حصيلة التعليــم الفــرنسي رغــم ضــآلة نسبــة التّمــدرس التي لم  تتعدّ 41% هامة وخطيرة من حيث عدد المتعلمين وخاصة من حيث الثقافة التي تلقّاها المتعلمون في الفرنسية ومن حيث تشكيل رؤاهم وشخصياتهم ولأنّ الورقة ليست غايتها دراسة قضايا التعليم ولا المدارس زمن الحماية فإننا نستحضر هنا بعض المعطيات الدّالة فحسب والتي يقتضيها توضيح الإشكالية المطروحة. نذكر أن التعليم في اللغة الفرنسية بالنسبة للتونسيين كان تحت الحماية يتم طبعا بالمدرسة الصادقية أساسا والتي كانت تدرّس باللغتين والمدرسة العلوية (1884) ثم في المدارس الفرنكوعربية بالنسبة إلى الابتدائي وفي كلّ من كلّيجات  صفاقس وسوســة وبنزرت بالنسبة  للثانوي وبعض المدارس التابعة للجمعيات الرهبانيّة (Les congrégations) وبصورة أقل في المدارس الفرنسية وخاصة بمعهدي كارنو للذّكور وأرموند فاليار للبنات. وإن كنّا نفتقد الى إحصاء شامل لعدد التلاميذ التونسيّين الذين مرّوا بالتعليم العصري وتعلّموا في اللغتين الفرنسية والعربية أو الفرنسية فقط فإننا نعرف مثلا أنّه بين 1927 و1954 تحصل 1170 تونسيا على الباكلوريا(2) وأنّه تمكن طيلة الفترة الإستعمارية 1570 طالبا تونسيا من مواصلة دراستهم بالجامعة الفرنسية(3) مما يعطينا تقريبا حوالي 6 أو 7 ألاف تلميذ تونسي تعلّموا حتى مستوى القسم النهائي طيلة الفترة المعنية وهي عيّنة هامة كان لها دور أساسي ليس فقط في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بل وخاصة في الكفاح الوطني وتكريس الكيان مع ثنائية غريبة سوف نعود إليها. بالنسبة إلى هؤلاء التلامذة والطلبة المدرسّيين (يقابلهم الزيتونيون) لم تكن اللغّة الفرنسية الأداة فقط للتحصّل على علم أو التخصّص فيه بل كانت كأية لغة مغنية وحاملة لقيم وتصوّرات وتمثلات تهمّ الحاضر وتهمّ التاريخ والمستقبل. وإن كنّا واعين  بأن بناء شخصيّة المتعلّم وتحديد توجّهاتها لا يعودان فقط إلى ما يتلقّاه في المدرسة بل كذلك لمؤثّرات أخرى نعود إليها لاحقا فانّ مقاعد التعليم تبقى الأهم في تكوينه. وإن كان جلّ التــلامذة والطلبــة التونسيين فــي الفتــرة الاستعمــارية كمــا ذكــرنا تلقّوا تعليما مزدوجا أو أكملته مؤسّسات مثل الخلدونية (1896) أو جمعيّة قدماء الصادقية (1905) ممّا عدّل من تأثير التعليم الفرنسي فإن هذا التعليم كان تأثيره أكبر لما كان ولا زال يتمتع به من رأسمال اعتباري كبير من التقدير والاحتفاء كجزء من قوّة دولة عظمى وكوجه من وجوه الحضارة العصرية وكأداة ومنفذ يمكّنان المتعلم من احتلال مكان مرموق تحت سماء الحماية. ومهما كان اختصاص الدّارس في الثانوي وخاصة في التعليم العالي من أدب إلى طبّ وقانون وهندسة وعلوم وصيدلة فانه يرجّح أنّه قد اطلع ضمن البرامج الرّسمية وفي اطار مطالعاته على مؤلفات ونصوص رموز الأدب والفكر الفرنسي أو الغربي عامة شأن منتاني، رابلي، اورازم، شكسبير، منتسكيو، فولتار، موليار، فيكتور هيقو، جيل فارن، قيستاف فلوبار، الكسندار ديما، تلستوي، انطول فرانس، الفراد دومسي… وكذلك على أعلام الفلسفة اليونانية القديمة وفلاسفة عصر الأنوار والتيارات المعاصرة كالوجوديّة وغيرها(4) وتعرف الطلبة التونسيون على أعلامها من أفلاطون إلى برقسون وسارتر وغيرهم. كما كان تأثير الأساتذة في التعليم الثانوي أو العالي جليّا في بناء شخصية المتعلمين التونسيين وفي اختياراتهم وتخصّصاتهم وحتى ميولاتهم وهو ما يشهد به هؤلاء ذاتهم ومن الأساتذة الذين تتردد أسماؤهم عندهم نذكر ليفي بروفنسال، لويس ماسنيون ، رجيس بلاشار، جورج ديما، ألبار كمي، شارل بلاّ، جون لاروك، جون دراش، بيار جورج شولي، قسطون باشلار،فلسيان شلاّي، موريس ديفرجي… ولايخفى دور المعلم في توجيه المتعلم اذ علاوة على المادة المعرفية والعلمية المقدمة من الأساتذة ودرجة التزام الحياد وواجب  الفصل بين انتماءاتهم ومادة درسهم فانّه لامحالة سوف تتسرب المنظومات القيميّة والرؤى المعياريّة للحضارات والبشر من هؤلاء للمتلقّين من طلبتهم وإن كانت لنا شهادات عدّة خاصة من تلامذة الثانوي من صور للعنصرية و السلوكات المتعالية لبعض الأساتذة أو الإداريين تجاه تلامذتهم التونسيين فإن القاعدة كانت غير ذلك اذ كان هؤلاء الأساتذة في غالبيتهم ملتزمين بضوابط المهنة من الحياد والفصل بين انتماءاتهم والمادة التي يدرّسونها. وفي الواقع كما أسلفنا الملاحظة إنّ تكوين المتعلمين التونسيين زمن الحماية لم يقتصر على المدرسة أو الجامعة فان قنوات أخرى كثيرة كان لها دور في تشكيل وعيهم وبناء شخصيتهم من مطالعة الصحف الوطنية والتقدميّة وغيرها وما توفره المكتبات المتنوعة من مادّة للمطالعة وما تقدّمه الجمعيات المختلفة من تأطير فكري وسياسي لروّادها ومنخرطيها شأن “جمعية قدماء الصادقية” “والخلدونية” و”الشبيببة المدرسية” (1932) والإتحاد العام لطلبة تونس (1953) وفي فرنسا شأن “جمعية طلبة شمال افريقيا المسلمين (1927) وجمعية الثقافة العربية” (1928) “ونادي المثقفين الأهالي لشمال افريقيا بباريس”Le Foyer des intellectuels indigènes nord – africain à Paris  أو كذلك الأحزاب والنقابات والجمعيات الفرنسية التي خطا كثير من التونسيين خطواتهم الأولى ضمنها شأن الحزب الشيوعي أو الحزب الاشتراكي الفرنسي أو الجمعيات الماسونيّة أوالنقابية كالكنفدرالية العامة للشغل (CGT) أو رابطة الدفاع عن حقوق الانسان.  إنّ هذه القنوات المختلفة للتكوين والتأطير خلقت لامحالة عند المتعلمين التونسيين وعيا بالهوّة الفاصلة بين واقع وطنهم وما وصلت اليه الدول الغربية من تقدم وبعثت عند البعض وليس الكل إرادة تغيير الواقع والثورة عليه وانخراط النشطين منهم في مختلف التنظيمات والأحزاب الوطنية وبالخصوص في  الحزب الحر الدستوري الجديد وقادوها في مقارعة الإستعمار لكن في الآن ذاته كانت إرادة التحرر والانعتاق وتأصيل الذات والدفاع عن الهويّة عندهم على خلفية من القناعات والأحكام المعياريّة المستعارة من الثقافة الغالبة أي ثقافة المستعمر والتي كانت ترادف في ذهن هؤلاء التمدّن والحضارة والتقدم والعلم والحرية… وبهذا الفكر والوجدان والكيان المتمرد على واقع التردّي للمجتمع التونسي سوف تنطلق النّخبة التي  آلت اليها مقاليد الحكم في دولة الإستقلال سنة 1956 عازمة على بناء واقع مغاير لحاقا بركب الحضارة شعاره الأصالة والمعاصرة والتمدّن وهنا نصل الى المحور الثاني من هذه المداخلة في مساءلة تلك النخبة عن مدى صدقيّتها ودرجة نجاحها في مشروعها التحديثي.
II- نخبة التعليم الفرنسي في السلطة وجهد التحديث. نذكر هنا انّ الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ الاستقلال حتى نهاية حكم بورقيبة سنة 1987 كانت في معظمها من خرّيجي التعليم العصري وأساسا من الجامعة الفرنسية حتى وان تكوّن البعض بعد 1956 في تونس فمثلا على مجموع  137 وزيرا من  وزراء بورقيبة نجد منهم 124 اتمّوا تعليمهم العالي(5) ونظرا لمركزية بورقيبة في نظام الحكم طيلة عهده وعودة القرارات الكبرى لقراره هو في الأخير حتى أنّ  أعضاءه في جهاز الحكم والدّولة كانوا أتباعا عن قناعة فعلية باختيارات الزعيم أو تضمينا على المناصب وحتى التكنوقراط من رجال الإقتصاد والمالية والإدارة والصّحة والتعليم… كان لهم نفس التكوين والتوجّه فإن منطق السياسة العامة للدولة سوف يكون مطبوعا بفكر بورقيبة وبرؤيته. هذه الطبقة السياسية سوف تدخل البلاد في تحولات هامّة على مستوى الدّولة والمجتمع وعلى مستوى البنى الاقتصادية والثقافية انطلاقا من قناعاتها الحداثيّة التي حصلت لها من تعليمها الفرنسي ومن احتكاكها بالعالم المتقدم ومن صراعها مع المستعمر هذه التحوّلات غيّرت وجه البلاد فعلا ووضعتها في طريق الحداثة على عدّة أصعدة حتى وإن اختلف المحللون في تقييم حقيقة تلك الحداثة وعمقها أوتباعدوا في تحديد المسؤول عنها أهي النّخبة الحاكمة أم المنطق الملزم للتبعيّة للرأسمال العالمي. على كلّ تحوّل الاقتصاد التونسي منذ الاستقلال في  ثلاثين سنة من اقتصاد يعتمد الأرض والمناجم من بنى ماقبل رأسمالية في أغلبها الى اقتصاد تطوّرت فيه قوى الإنتاج وتعصّرت أساليب العمل وتنوعت أنشطته  ودخلت عليه قطاعات حديثة من صناعة وسياحة وخدمات والأهم إنّ الإنتاج الوطني زاد وتحسّنت معدّلاته حتى وإن بقي اقتصادا تابعا ويعاني من المديونية والهشاشة. ولم يحدث ذاك التحول في المستوى الاقتصادي إلا لما انجزته دولة الاستقلال من ثورة في مستوى التعليم حيث وصلت المخصّصات لهذا القطاع ربع الميزانية العامة للبلاد وشمل التعليم حوالي 90% من النّشء من الجنسين وتنوّعت اختصاصاته ومستوياته وتعصّرت أساليب التدريس ومواده واحتل العلم والعقل مكانة هامة فيها رغم التردّد والتراجع النسبي منذ أوساط السبعينات عن هذا المنحى في غرس قيم العقل والتنوير خاصة في مواد العلوم الإنسانية تحت غطاء التّعريب وفي الحقيقة لتجفيف منابع الفكر اليساري الذي سرى ينتقد السائد ويعارض الحكم الفردي وتبعاته فغذى النّظام بذلك منابع الفكرالأصولي والدّيني والذي بدأ يستهوي شرائح واسعة في المجتمع خاصة منذ الثمانينات من القرن الماضي كنتيجة لذاك التوجّه وخاصة كتعبير على أزمة مجتمعية مركبّة عناصرها داخلية ودولية (الثورة الايرانية، المدّ الاسلامي القادم من الشرق العربي ودعم الحكومات النّفطية…). وطبعا صاحبت تلك التحولات الاقتصادية والتعليمية تحولات في مستوى المجتمع والثقافة عامة منها ما أرادته تلك النخبة ذات التكوين الفرنسي ومنها ما كان نتيجة حتمية لارتباط تونس اقتصاديا وحضاريا بالغرب عامة وبفرنسا خاصة ولعلّ أهم مظهر لذلك على الصعيد المجتمعي تلك المكانة التي صارت عليها المرأة في تونس زمن بورقيبة حيث اخترقت المجال العام كمتعلمة ومشتغلة ورياضية ومسؤولة وإن لم ترتق الى درجة المساواة الفعلية مع الرجل فان سلسلة من القوانين والإجراءات وخاصة “مجلة الأحوال الشخصية” الصادرة سنة 1956 منحتها أهليّة وحرّية كبرى (منع تعدّد الزوجات، حق طلب الطلاق، حق الانتخاب والترشح…) وعلى صعيد الثقافة العامة للمجتمع أدّى انتشار التعليم وحملات التوعية والترشيد الى تراجع معالم “التخلف الثقافي” من جهل وأميّة وعادات وتقاليد تكرّس الجمود والإستلاب والتفريط في المصير كالتسليم باطلاقية القدر والإيمان بالطّرقية والشعوذة والسّحر .. كما عملت النخبة الحاكمة على تجاوز واخفات كثير من الأطر والمؤسسات الماقبل حداثية كالعروشية والقبيلة والعصبيّات الجهويّة والحضرية بين البلدية والأفاقية… وعلى المستوى الحياة العامة اخترقت قيم وأنماط العيش ونماذج الاستهلاك المأخوذة عن الغرب كامل المجتمع التونسي تقريبا حسب درجات الثراء والتموقع الإنتمائي للأفراد أو العائلات تلك القيم وذاك الأنموذج الذي تبنّته نخبة التعليم الفرنسي الحاكمة وعملت على غرسه على أنه أنموذج الحداثة والطريق للخروج من التخلف واللحاق بركب المدنيّة والحضارة. في جانب آخر شملت التحوّلات الحداثية ميادين أخرى لا يسمح المجال هنا بالتفصيل فيها كالتنظيم الإداري والقضائي والعسكري والعمراني وأسست تلك الاصلاحات على أسس وقواعد مستوحاة من النظم الفرنسية بالخصوص. أما في المستوى السياسي وهو الأهم في تقديرنا لتحكّمه في المستويات الأخرى، فقد منحت النخبة البورقيبيّة دولة الإستقلال كلّ سمات أوواجهات الدولة الحديثة والعصرية من إعلان الجمهورية سنة 1957 ووضع دستور للبلاد سنة 1959 أقرّ فصل السلط وضمن الحرّيات الأساسية ومنح التونسيين حق الانتخاب والترشح وأصبحت السيادة حسب هذا النظام السياسي الجديد بيد الشعب وتقوم  السّلطة فيه كما تقتضيه كل الأنظمة الحديثة على التعاقد وعلى المواطنة. هذا بصورة مبتسرة حصيلة الجهد التحديثي الذي جدّ على يد نخبة التعليم العصري مدّة الثلاثين سنة من حكم بورقيبة وهو ليس بالمستهان لكن العمل الأهم في نظرنا يبقى البحث في حقيقة هذا التّحديث وفي مدى نجاحه وبأية نظرة تمّ.
III – حصيلة التّحديث في تونس : نظرة تقييميّة. نشير أوّلا أنه من باب التّجنّي على التاريخ لو افترضنا أنّه يمكن تحديث بلد ما في ظرف ثلاثين سنة وحتى خمسين سنة في الوقت الذي استغرق فيه زمن التّحديث في البلدان الغربيّة قرونا وما زال ثمّ أنّ التّحديث ليس عمليّة تكتمل في زمن معيّن بل هو سيرورة يعتريه ما يعتري التاريخ البشري عامّة، لأنّه أحد صوره، من تسرّع أو توان ومن قفزات إلى الأمام أو نكوص. ثانيا إنّه في زمن العولمة وهيمنة النّظام الرأسمالي الإمبريالي أصبح من المستحيل تقريبا في الدّول التّابعة شأن تونس أن تنجز فيها مشاريع ما تحديثيّة أو دونها دون الخضوع لقوانين العولمة وبتعبير آخر تفقد الإرادة الداخلية من حريتها لصالح الإرادة الخارجية وبالتالي يصبح نجاح أو فشل أيّة سياسات لا تتحمّله الطّبقات الحاكمة المحليّة لوحدها إذ هي تفعل في التّاريخ بما تسمح به القوى المتمكّنة في العالم. وفي ما يخصّ تونس نعتقد أنّ التّحولات التّحديثية التي جّدت منذ استقلال البلاد والتي قادتها النّخبة السياسيّة العصريّة فيها الكثير من الجوانب التّحديثية الحقيقيّة وخاصة منها المتعلّقة بالجوانب الماديّة للحياة بينما نقدّر أن فشلها كان كبيرا في التّحديث الثقافي والسياسي. وبالفعل قد تغيّر الوجه العام للبلاد في المدن والقرى وتطوّرت البنى التّحتيّة والعمرانيّة وتنوّعت كما ذكرنا سابقا الأنشطة الاقتصادية وارتقى إنتاجها ومردودها وتأطيرها العلمي والفنّي غير أنّه لم يحدث نقل فعلي للتكنولوجيا ولا تحكّم في العلم والمعرفة ولا تحصين فعلي للاقتصاد الوطني حسب رأي أهل الاختصاص من الاقتصاديّين. لكن على علاّت تلك التّحوّلات فإنّ حياة النّاس عامّة تحسّنت (الغذاء، الصّحة، التّعليم، الترفيه…) لكن مع تفاوت واضح بين الطّبقات وبين الجهات. وفي المستوى الثقافي العام للمجتمع لئن دخلت قيم جديدة تهمّ السّلوكيات ونمط العيش والاستهلاك تحاكي الجاري في البلدان الغربيّة وتراجعت من حيّز الوجود الإجتماعي كثير من العادات والتّقاليد فإنّنا نشكّ أنّه وقع انقلاب فعلي في وعي المجتمع أو زرعت فيه قيم الحداثة أو أصبح يعيش على هديها شأن قيم الفرد والمواطنة والحريّة والعقل واستقلال الإرادة أو تحرّر العقل من الإدراك الميتافيزيقي للعالم وللطّبيعة ولا نظن كذلك أنّ رؤية التّونسي تغيّرت على ما كانت عليه رؤية أجداده لمسائل عديدة كقضايا المصير الإنساني والوجود والسّعادة والمرأة والرّجل والعمل والزّمن… فالذي حدث في تقديرنا هو أنّ الثقافة التّقليدية تراجعت في مظاهرها السّلوكيّة لتفسح المجال للسّلوكيات وأنماط العيش الجديدة لكن البنية الذهنيّة والعقليّة للمجتمع بقيت هي ذاتها تلاءمت وتوافقت مع الجديد ولم تحدث ارتجاجات أو عمليّات نقض للقديم وتبنّي للجديد الحديث إلاّ عند القلّة من النّخبة المعزولة التي لا تمثل وزنا فاعلا في المجتمع. ويبقى تجلّي غياب التّحديث في المستوى السياسي كممارسة للسّلطة وكثقافة سياسيّة البرهان الصاّرخ على فشل النّخبة العصرية في الحكم، إنّ كلّ ما كنّا بسطناه ويقدّم على أنّه تحديث سياسي (إعلان النّظام الجمهوري، إعلان الدستور، إقرار الحرّيات، إقرار السيادة العامة، فصل السّلط، الانتخابات…) ما هو في الواقع إلاّ واجهة عصريّة لاستبداد شرقي في ثوب حديث(6) إذ كان  الحكم حتى سنة 1987 حكما فرديّا استبداديّا رهينة قائد “ميغالومان” أخضع لجهاز الدّولة ولجهاز الأمن والحزب الأوحد البلاد والعباد على نقيض كل معرّفات الحكم الحداثي فلا وجود للمواطن الذي يختار الحاكم ويحاسبه بحرّية ولا وجود للحرّيات المعرّفة للمواطنة (من حرّية التّعبير إلى حريّة التّنظيم) وليس هنالك مؤسسة فعليّة ولا فصل للسّلط… فانعدام الدّيمقراطية المعرّفة للحداثة السياسيّة كانت سمة حكم بورقيبة حيث كانت الدّولة كالغول يلتهم المجتمع ويتحكّم في كل الجمعيّات والمنظّمات ويدولن الدّين ورجاله فكانت الحالة عكس تماما ما تشترطه الحداثة من حريّة اشتغال المجتمع المدني واستقلاليته للقيام بوظائفه والتعبير عن مصالح الناس وطموحاتهم. ويتجلّى هذا الفشل في التّحديث السياسي في مستوى الثقافة السياسيّة للناس في عهد بورقيبة ودور الفرد في نظامه حيث اقتصر “حقّ وواجب المواطنة” في الاشتراك في تلك الطّقوس الدّوريّة التي تنظّمها الدّولة أو الحزب (احتفالات مناسبيّة، انتخابات…) بالتّزكية على الأشخاص أو القرارات أو الحضور في الفعاليات والاستعراضات والمشاركة بالتّصفيق والتمجيد وانخراط “المواطنين” الأكثر “تسيّسا” من أعضاء الشّعب خاصّة في ثقافة الوشاية والتّنصّت على الخارجين عن “القطيع”.     وأصبحت القاعدة لدى النّاس إمّا الإنزواء والإنغلاق على حياتهم الخاصّة يشلّهم الخوف والتّخوّف من “الحاكم” أو الإندفاع في التّزّلف والوصوليّة قضاء للحاجات والتفافا على القانون وعلى مبدإ المساواة بين الناس وهي سلوكات على طرفي نقيض من سلوكيات المجتمعات الحديثة حيث يكون الفرد -المواطن هو السّيد الحرّ في وطنه يختار الحاكم ويحاسبه ويضرب له هذا الأخير ألف حساب لأنه تحت رقابته عن طريق الإعلام الحرّ وبقاؤه في السّلطة مرهون بصوت النّاخب. وفي الواقع إن لم تكن النّخبة التي حكمت تحت بورقيبة مسؤولة لوحدها على هذه “الثقافة السياسيّة” أو ذاك التّعامل مع الشأن العام فإنّها على الأقل رسّخت موروثا ثقافيا قديما تكون فيه الدّولة متعالية على المجتمع ويكون الفرد غريبا مغرّبا عنها كذلك قطعت النّخبة مسارا من الإنخراط السياسي كان تبلور في خضمّ الصّراع مع الإستعمار منذ تلك الموجة من القمع التي استهدفت معارضي النّظام الناشئ أواسط الخمسينات من القرن الماضي وحالة التّرهيب والتتّبع لكل من كان يعارض التّوجّه البورقيبي. هذه النّخبة سليلــة المدرســة الفرنسية والتــي حكمـت بــين 1956 و1987 لم تفشل فقط في التّحديث السياسي بل فشلت في ربط علاقات سويّة مع أغلب المجتمع على المستوى الوجداني والنفسي إذ كان تكوينها في تقديرنا مصدر كثير من العقد والمركّبات. هذه الشّريحة التي تخرّجت من التّعليم الفرنسي والتي كانت زمن الحماية تنتقد ذاك الخطاب العنصري والمحقّر للأهالي من قبل الاستعماريّين في صحفهم وفي خطابهم اليومي وحتى في مدارسهم ومؤسّساتهم وتقارعه بحجّة جدارة المجتمع الأهلي ومفاخر التاريخ العربي الإسلامي تغيّر موقفها بانزياح الاستعمار وارتقائها هي إلى موقع السّلطة وتبادلها المواقع معه. فكل تلك الانتقادات للمستعمر توارت وتبنّى الجريؤون من تلك الشّريحة “كليشيات” و”أحكام” الخطاب العنصري ضدّ “العرب” وتماهوا مع نظرة المستعمر في تغيّر عجيب للمواقع إذ أصبح خرّيجو المدارس الفرنسيّة وخاصّة الفرنكفونيّين منهم يطلون على المجتمع الأهلي النّاطق بالعربيّة بكلّ ترفّع وفي أحسن الحالات بعين الشّفقة ولعلّ بورقيبة ورمز النّظام كان الأكثر صراحة ومباشرة في التّعبير عن هذا الموقف وهو الذي قال عنه أحد العارفين بشؤون العالم العربي الديبلوماسي الأمريكي روبار ميرفي (R. Murphy) “لم ألتق خارج فرنسا برجل أكثر فرنسيّة من بورقيبة في العالم العربي ولم أجد أحدا عربيّا أقلّ عروبة منه”(7). ومن هنا كانت المكانة الدّونيّة التي وضعت فيها اللّغة العربيّة والمتعلّمين فيها دون غيرها(8). فهي في رأي المتفرنسين لا تصلح إلاّ للآداب والشّعر ولا يمكن لها أن تكون أداة معرفة للعلوم والتّقنيات والمدافعون عن العربيّة هم من “المعقّدين” في نظرهم لذا كانت تلك المكانة الهامشيّة لهذه اللّغة في التّعليم (العالي خاصة) وذاك الميز والاستبعاد الذي استهدف خرّيجي الجامعات الشرقية. وفي الواقع لم يزد خلاف بورقيبة مع أنصار القومية العربيّة وعلى رأسهم جمال عبد النّاصر حليف غريم بورقيبة صالح بن يوسف إلاّ إصرارا على إرادة التّخلّص من الانتساب للعرب كلغة وحضارة وطفق مثقفو النّظام يبحثون عن هويّة جديدة للبلاد يحاولون وجودها في آثار كركوان وقرطاج وفي البحر الأبيض المتوسّط ويصنعون “أمّة تونسيّة” حسب الطلب والحال أنّ المجتمع ما عدا تلك الأقليّة المتفرنسة والغارقة في تونسيّتها تعيش انتماءها العربي الإسلامي دون عقد. فعقدة التعالي على هويّة المجتمع جعلت بعضهم لا يتكلّم إلا الفرنسيّة في الحياة العامّة وحتى داخل أسرته ويتبجّح بأنّه “لا يعرف العربيّة” ويتقارد (من القرود) مع الفرنسيّين حتّى في معاتبة أبنائه وفي الظّّراط أمام الجميع! ويحرص أن لا يراه الناس في مكان عام إلاّ وبيده صحيفة باللّغة الفرنسية أو كتاب في نفس اللّغة لأنّه يعتقد أنها تجلب له التّقدير وتسميه بالمتحضّر و”يصبح لا راحة له إلاّ في لغة المستعمر” حسب تعبير البار ممّي(9). ولم تبق هذه السّلوكيات المتعالية على المجتمع رهن العامّة من المتفرنسين بل تعدّت إلى مستوى فئات الجامعيّين من الجيل الأوّل والجيل الذي تلاه والذين راحوا يحقّرون كلّ ما يكتب في اللّغة العربيّة وينظرون بإكبار لكلّ ما يكتب في الفرنسيّة (أو غيرها من اللغات الأجنبية) على ضحالته إلاّ من ندر منهم. والغريب إنّ نظرة الإستعلاء هذه واللّجوء للفرنسيّة في التّعبير والكتابة لم  تكن عند المثقّفين والسّياسيين القريبين من السّلطة فحسب بل هي كذلك كانت عند من يضعون أنفسهم في صنف “اليسار” فهم بمنطق عجيب وبتعلّة رفضهم للفكر الدّيني والمحافظ وإعلائهم لأفكار التّقدّم والعقل “يلقون بماء الغسيل وبمن فيه” ويصرّون على استعمال الفرنسيّة – حتّى بدون موجب علمي أو أكاديمي- وحتى في حياتهم الخاصة فحكموا على أنفسهم بالعزلة وعلى مشاريعهم بالإنبتات والبهتان. ولكن هذه العقد تجاه اللّغة والهويّة في تونس لم تقف عند جيل الذين تعلّموا تحت فرنسا بل ورّثت للأبناء وأبناء الأبناء وليس من النّادر أن تجد أطفالا ومراهقين بعد خمسين سنة من الإستقلال لا يتكلّمون إلاّ بالفرنسية أو لغة هجينة هي خليط من الفرنسيّة والعاميّة التونسيّة ومستهجنات “الكليبات” التّلفزيّة حتى أن هنالك من يتنبأ  لو استمر الأمر على حاله لأصبح التونسيون  يتكلّمون بعد جيلين قادمين لغة شبيهة بلغة مالطة! فالمسألة لا تقف عند اللّغة واستعمالها بل تتعدّاها إلى قضية الهويّة المجتمعيّة عامة إذ اللّغة كما هو معروف حاملة لروح الشعوب ولتاريخها ولقيمها ومثلها وتصوّراتها. ودون أن نكون من أنصار الهويّات الثابتة الفوق التّاريخ وخارجه بل نحن مع هويّة تتعاطى مع منجزات العلم والحداثة والقيم الكونيّة ومتفتّحة على حضارات مختلف الشّعوب، نرى خطورة الانبتات عن الجذور والمسلك الذي وضعت فيه هويّة البلاد في فترة من تاريخ البلاد، لأن شعوبا لا تعتزّ بهويّتها لا يمكن أن تبدع ولا أن تدافع عن ذاتها أو أن تجد لها مكانا في عالم مُعولم. خــاتمــة في خاتمة هذه الورقة يمكن أن نقول أن التكوين اللّغوي والثقافي الفرنسي ورغم مزاياه لا يفسّر لوحده موقف وسلوك وسياسات النّخبة في تونس تجاه العروبة والإسلام والهوية عامّة وتجاه ثقافة المجتمع فالتّكوين عامل مساعد لكن الموقع الطّبقي الذي صارت عليه هذه النّخبة في قلب السّلطة السياسيّة (مركز القيادة) والمحظوظة بالنّسبة لتوزيع الثروة (تتقاسم مع الفئات المالكة والمستغلّة الأخرى ثمرة استغلال الفئات المنتجة والعاملة) هما اللّذان يفسّران تعالي هذه النّخبة المتماهية مع مستعمر الأمس على مجتمعها الأهلي واجتهادها في إعلان تميّزها واختلافها في مقوّمات وجودها، في لغتها وأسلوب حياتها وفي قيمها الطبقية والتي تعمل جاهدة على فرضها على المجتمع بأسره كأداة من أدوات السيطرة والبقاء. ــــــــــــــــــــــــــــ هوامش  1 – UGET, Travaux du premier congré national de l’Union Générale  des Etudiants Tunisiens – 10 – 13 / 07 / 1955 Paris, P.P.I,SD,P32 2 – Mokthar Ayachi , Ecoles et Société en  Tunisie 1930 – 1938 , Tunis Ceres . 2003 , p168. – عادل بن يوسف “علاقة النخبة العصرية التونسية بنظيرتها التقليدية ابان فترة الحماية: طلبة الزيتونة وطلبة الجامعات الفرنسية نموذجا” ب: 3 – “النخبة في المغرب العربي”، زغوان، فترسي ص32 4- حول مطالعات ودروس الطلبة التونسيين يمكن مراجعة أطروحة: عادل بن يوسف ، الطّلبة التونسيون بالجامعــات الفرنســية (1880-1956) كليّة العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس، 1998 -1999 ، مرقونة، ص 490 -506 . 5 – Mounir  Charfi , les Ministres  de Bourguiba (1956 – 1987), Paris , L’Harmattan 6 –  كثير من الكتابات فصّلت في تهافت التّحديث السياسي في تونس وبدورنا كتبنا في ذلك ويمكن العودة للمقالين التاليين اللذين نستحضر هنا أهمّ ما أوردناه فيهما: – عميرة علية الصغير، “هل نجح بورقيبة في مشروعه التّحديثي؟” ضمن : بورقيبة والبورقيبيّون وبناء الدّولة الوطنية، زغوان، فترسي، 2001، ص.ص101 -116. – عميرة علية الصغير، “الفكر الدّستوري في تونس بين الخطاب والممارسة 1907-1987” بالكّراسات التونسية عدد 189-190 / 2004، ص.ص. 9-38. 7 – Jean La Couture, Cinq Hommes et la France, Editions du Seuil, Paris, 1961, p. 175  8 – أنظر هذه المسألة : – محمد الفاضل بن عاشور، الحركة الفكرية والأدبيّة في تونس، القاهرة، 1956، ط.2، تونس الدار التونسية للنشر، 1972. محمد هشام بوقمرة، القضية اللّغوية في تونس، تونس، الشركة التونسية للتوزيع، ج1، 1985. 9 – Albert Memmi, Portrait du Colonisé, Mayenne, 1989, p.119. (المصدر: جريدة “الصباح” (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 جويلية 2008)

 


 

من المضحكات المبكيات عندما تصبح ‘الأجيال’ سلعة للبيع و مفردها جل و حينما يكتب التلميذ ‘اذ وصلنا للهنشير تنطرت العجلة متاع التركتور‘!!!؟

أن يخطئ التلميذ في صياغة إحدى الجمل أو في رسم إحدى الكلمات فهذا عادي و طبيعي لأطفال مازالوا يسلكون في تعليمهم سنواتهم الأولى و لكن أن يخرج التلميذ قلبا و قالبا عن الموضوع و يقدم نصا عجيبا غريبا يمكن أن يكون كل شيء إلا تحريرا في امتحان حول موضوع معين فهذا ما يثير الاستغراب و الحيرة و الضحك في ذات الوقت، شخصيا، كثيرا ما أسمع من أصدقاء لي يعملون بسلك التعليم عما يعترضهم من أخطاء لغوية وتعابير لا تمت للغة العربية بصلة سواء عند إصلاحهم للامتحانات أو المناظرات. إلا أنني لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء الذي قرأت و الذي أمدني به بعض أبناء المهنة لتلاميذ في مستوى السادسة و السابعة أساسي، حتى أفهم و أتفهم سخط بعضهم على ما آلات إليه مستويات بعض تلاميذنا و التي تجعلنا نسأل كيف بلغوا هذا المستوى المتدني إن لم نقل المفقود أصلا… و ها أنذا أنقل لكم بعض النماذج التي وصلتني حرفيا و بكل أخطائها اللغوية و الإملائية ، و نصيحتي لمن سيقرؤها أن يقوم بذلك في الهواء الطلق تفاديا للأضرار التي قد تنجم عن نطح رأسه في الحائط، إما من كثرة الضحك أو من شدة الغيظ مع تكراري بأن هذه المعلقات لتلاميذ هم في مستوى السنة السادسة والسابعة أساسي… و إنا لله و إن إليه راجعون. الموضوع الأول : يساهم المعلم في خدمة الوطن بصنع الأجيال و انتزاعها من مخالب الجهل. تحدث عن ذلك مبينا أهمية دور المعلم و التلميذ في خدمة الوطن. التحرير : في عاشية يوم الخميس كنا نحن نساهم مع المعلم في خدمة الوطن بصنع الأجيال و انتزاع من مخالب الجهل. وكان المعلم قد يأتي إلينا بالسلاع و نحن قد نصنع في الأجيال و نبيع فيها و كل يوم يأتي واحد بواحد لكي يشتريا الأجيال و التحف المزركشة. جاء رجل لكي يشتري الأجيال فاشترى خمس جل و أتا بسيارة و أخذ فيها الأجيال و ذهب بها وبعد أن ذهب الرجل الأخر و أتا الرجل الكبير ثم يشتري بسلاع فذهب الى الرجل فلقتا عنده الأجيال فأخذا كمية صغيرة و أتا بسيارة و أخذ فيها السلاع و ذهب. الموضوع الثاني : قرأت في إحدى الصحف مقالا على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم تحدث فيه عن نفسه. حرر نصا سرديا على لسان هذا الطفل يبرز فيه مختلف الأعمال التي كان يقوم بها و دوره في العائلة. التحرير : في يوم من الأيام ذهبت إلى السوق فوجدت احد أصدقائي يقرأ صحيفة فأخذتها من عنده و قرأت فيها مقالا يحكي على لسان طفل يعيش في منطقة أخرى من العالم. لكني استغربت من ذلك الأمر و هو كيف يمكن أن يعيش لسان بعيد عن صاحبه، لقد كان هذا اللسان يعمل أعمالا مختلفة في العائلة لكن الطفل كان يعيش بدون لسان مع أفراد عائلته، لقد كان اخرس لا يتكلم لأن لسانه يعيش في منطقة بعيدة عنه إن ذلك الولد غريب حقا و هو إن كان لا يأكل طعامه لأنه فاقد لسانه و قد كان يشرب الحليب و الأشياء التي توكل لأنه ليس قادرا على ابتلاعه بدون لسان، فاللسان بالنسبة للطفل هو الوسيلة التي يبتلع بها الطعام فهو العنصر الأساسي في ابتلاع الطعام و غيره من الأشياء الأخرى من أجل ذلك الطفل قد كان بائس الحال بين أفراد عائلته الذين كانوا هم أيضا حزينون عليه بسبب فقدان لسان. الموضوع الثالث : شاركت خلال العطلة صحبة العائلة في جني الزيتون فأمضيتم اليوم في العمل. تحدث عن ذلك مبينا جملة الأعمال التي قمتم بها. التحرير: في يوم من الأيام خلال العطلة شاركت الأسرة في جني الزيتون فأمضينا أوقاتا في العمل. و بينما أبي و أمي و عمي و جدي و خالتي حظروا الفرش و الشكور و الخيش و المنفذ و ركبنه في التركتور و ختفه عمي و ندهه و ركب له الكاتريام، و عندما وصلنا الى الهنشير إذ تنطرت العجلة متاع التركتور و هبت أبي و أمي و جدي و خالتي و أمي و هبت كذلك أنا و هبتنا كذلك الفرش و الشكور و الخيشى و المنفذ و مشى أبي و أمي و جدي و خالتي يجمعون الزيتون. و أنا و عمي ركبنا على التركتور و ختفه و ركب له الديزيام و بعد التروزيام و بعد الكاتريام و بعد السانكيام و عندما وصلنا الى الحداد إذ تنطرت العجلة الأخرى ، وقدهم الحداد العجلتين و عطى عمي الحداد خمسون دينارا ركبت أنا و عمي على التركتور و ختفه عمي و ركب السنكيام و عندما وصلنا إلى الهنشير ألقينا أبي و أمي و جدي و خالتي و عبو عشر شكاير خيشى و في الأخير ركبنا و ندهنا ورجعنا الى البيت فارحين مسرورين. (المصدر: مقال نشرته مؤخرا إحدى الصحف التونسية لم نتمكن من معرفة اسمها ولا تاريخ النشر فمعذرة للصحيفة المعنية ولكاتب المقال وللسادة القراء)

 


المنظمات الحقوقية: “الإتحاد من أجل المتوسط” سيكرس تهميش المجتمع المدني

أثارت القمة التأسيسية للإتحاد من أجل المتوسط التي تبدأ أعمالها غدا الأحد 13 يوليو في باريس موجة من الإعتراضات لدى المنظمات الحقوقية في الضفتين، التي اعتبرت أن ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان هو البعد الأساسي المُغيب من المشروع المتوسطي الجديد. وتوجهت ثلاث منظمات اقليمية بارزة هي الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان والفدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بنداء مشترك إلى رؤساء الدول المشاركين في القمة، انتقدت فيه “التركيز على المشاريع الاقتصادية فحسب والتغاضي عن تطلع شعوب المنطقة (المتوسطية) الذين يتوقون للتنمية، كما يتوقون أيضا إلى التمتع بالحريات الأساسية التي هم محرومون منها فعليا”. وطالبت المنظمات في هذا السياق بمعاودة النظر في أسس المشروع منذ انطلاقه في برشلونة سنة 1995 “بغية التوصل إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط مما يسمح بإنشاء دولة فلسطينية وتشجيع مسلسل الإصلاح الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان”. واقترحت أربعة أركان لصوغ سياسة جديدة تتمثل في القواعد الآتية: – جعل احترام حقوق الإنسان والديمقراطية أولوية في السياسة الخارجية للإتحاد المُزمع إنشاؤه. – ‏المساهمة بشكل نشط في تحقيق السلام في الإقليم، خصوصا في الشرق الأوسط من خلال تنفيذ قرارات المجتمع الدولي ذات الصلة الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. – احترام حقوق المهاجرين واللاجئين الذين هم ضحايا سياسة عقابية وأمنية لا سابقة لها. – الاعتراف بنشطاء المجتمع المدني، خصوصا المنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، باعتبارهم شركاء بشكل كامل والتعاون معهم على الصعيد المؤسسي وعلى صعيد المشاريع في إطار الشراكة. وحذرت المنظمات الثلاث من التغاضي عن مقاييس احترام الحريات وحقوق الإنسان لدى اختيار البلد الذي سيشارك فرنسا في رئاسة الإتحاد خلال الدورة الأولى وكذلك البلد الذي سيستضيف أمانته التنفيذية. ومن أجل إلقاء مزيد من الضوء على هذا البعد المُثير للجدل في مسار برشلونة وكذلك في مشروع الإتحاد من أجل المتوسط التقت “سويس أنفو” الناشط الحقوقي المعروف كمال الجندوبي، رئيس اللجنة التنفيذية للشبكة المتوسطية لحقوق الإنسان وأجرت معه الحوار التالي: سويس انفو: تبوأ التزام البلدان المتوسطية باحترام التعددية وضمان الحريات الأساسية في بلدانها مكانة بارزة في إعلان برشلونة، لكن ما مدى تنفيذها لتلك التعهدات؟ كمال الجندوبي: التعددية ليست سوى واجهة في غالب الأحيان. يشهد على ذلك العدد المزدهر للمنظمات الموالية للحكومات، بينما المنظمات المستقلة فعلا تتعرض للمضايقات الأمنية (الإعتداءات المسجلة في تونس منذ مطلع السنة) والقضائية (مثل سوريا) الدائمة إن لم تكن منظمات محظورة بالكامل (كما هو الحال في ليبيا). وبصورة عامة تسعى حكومات البلدان الواقعة جنوب المتوسط إلى خنق المجتمع المدني أكثر من سعيها لتطوير نشاطه (مثال ذلك مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة الأردنية للبرلمان وكل قوانين الطوارئ التي تكمم أفواه المعارضين). كما لم يتم إشراك الجمعيات في آليات صنع القرار (وأبرز مثالين على ذلك مشروع الإتحاد من أجل المتوسط والقانون الجديد حول التجمعات العمومية في الأردن الذي لم تُستشر في شأنه المنظمات الأهلية). وهذا ما يقودنا مع الأسف إلى الإستخلاص التالي: فبقدر ما تتكثف انتهاكات حقوق الإنسان (سواء في مصر أو تونس واسرائيل والمناطق الفلسطينية حيث ما انفك الوضع يتدهور) تتعزز علاقات تلك البلدان مع الإتحاد الأوروبي وتتعمق (خلال الإجتماع الأخير لمجلس الشراكة بين الإتحاد الأوروبي واسرائيل تم إطلاق مسار رفع مستوى العلاقات). سويس انفو: هل تعتقد أن التغاضي عن الإنتهاكات مرده إلى قلة يقظة البلدان الأوروبية أم إلى شطارة البلدان الجنوبية في التخلص من الأوضاع الحرجة والدقيقة؟
كمال الجندوبي: مرده بكل وضوح إلى غياب الإرادة السياسية لدى البلدان الأوروبية والتي تُعزى بدورها إلى تعذر الوصول إلى وفاق بينها على تغيير الأوضاع وكذلك إلى إعطاء الأولوية للمصالح الإقتصادية والأمنية على حساب التعهدات المتعلقة باحترام حقوق الإنسان وتطويرها. وتقف فرنسا وإيطاليا واسبانيا بشكل خاص في المقدمة للإعتراض على أي مبادرة أوروبية ترمي لإجبار البلدان المتوسطية الشريكة على الإلتزام بتعهداتها وبخاصة في إطار اتفاقات الشراكة. والغريب أن البلدان الأوروبية تُحاط علما بالوضع السياسي السائد في البلدان الشريكة، لكنها تمنح الأولوية دوما للصفقات ولمصالحها، وبالتالي مصالح الأنظمة الإستبدادية العربية. ويكفي أن نستدل في هذا الشأن بغياب الآليات القضائية الكفيلة باحترام البند الثاني من اتفاقات الشراكة. ومن هنا فإن للإتحاد الأوروبي نصيبه من المسؤولية حتى وإن كان البرلمان الأوروبي لفت انتباه المفوضية والمجلس الأوروبيين عديد المرات إلى هذه المسألة. ومن دون شك ساعد هذا الموقف حكومات البلدان الجنوبية على التملص من مسؤولياتها. والنتيجة أن الحكومات تتبادل شهادات الإستحسان في مقابل اتفاقات سياسية (ومن الأمثلة على ذلك زيارة ساركوزي إلى تونس التي ذهب إليها لتسويق الإتحاد من أجل المتوسط) أو صفقات اقتصادية (زار رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الجزائر الأسبوع الماضي للتوقيع على اتفاقات تخص الطاقة النووية) أو “اتفاقات إنسانية” كما كان الشأن مع ليبيا. سويس انفو: كثيرا ما يبدو كما لو أن هناك مقايضة بين حكومات الشمال والجنوب تقوم على غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الحكم الصالح في الضفة الجنوبية للمتوسط مقابل اعتماد الحكومات في تلك البلدان مواقف “معتدلة” من الصراع العربي الإسرائيلي، فهل تشعر بم
كمال الجندوبي: أشاطر هذا الإنطباع والدليل على ذلك أن الحكومات الأوروبية لا تمارس ضغوطا على مصر مثلا التي تعتبرها “شريكا مفتاحيا” في مسار السلام في الشرق الأوسط. كما أن موقفها من سوريا يبدو محكوما بمدى تطور المفاوضات مع اسرائيل. سويس انفو: ما هي المكانة التي تتوقع أن تُعطى لحقوق الإنسان في “الإتحاد من أجل المتوسط”؟
كمال الجندوبي: للأسف لم يتوقعوا لها أي مكانة. رسميا سيصلح “الإتحاد من أجل المتوسط” لتفعيل مسار برشلونة على الصعيدين الإقتصادي والمالي، والمشاريع الأربعة المعتمدة حتى الآن تخص النقل والطاقة والحماية المدنية والبيئة (لكن المنظمات البيئية غير متفائلة). هذه المشاريع ستُمولها بالأساس صناديق خاصة وبشكل محدود جدا صناديق أوروبية عمومية. ولن تكون مشروطة باحترام حقوق الإنسان. وقبل أيام تلقيت جوابا مفاده أنه لن تكون هناك مشاريع تخص حقوق الإنسان لأن هذا المجال لا يستهوي الصناديق الإستثمارية. وعليه فلن يكون هناك أي تطور جديد على هذا الصعيد، وسيستمر العمل على قاعدة “إعلان برشلونة” واتفاقات الشراكة وخطط العمل المُندرجة في إطار سياسة الجوار الأوروبية. سويس انفو: إذن كيف يمكن أن تكون منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في الضفتين قادرة على تفعيل نشاطها من أجل إسماع صوتها في ظل هذه الصيغة الجديدة من مسار برشلونة؟
كمال الجندوبي: لم تتم استشارة المجتمع المدني في هذا المسار الحكومي البحت في ما أعلم. فـ”الإتحاد من أجل المتوسط” يقتصر على التعاون الإقتصادي والمالي أي على الجانب الإقتصادي من مسار برشلونة، بينما سيكون الجانب السياسي مُركزا على المستقبل الأمني أساسا بالنظر إلى أن الأوروبيين يفضلون إضافة مشاريع مشتركة تتعلق بالهجرة، لكن لا وجود لمشاريع تخص المجتمع المدني وحقوق الإنسان. صحيح ان “الإتحاد من أجل المتوسط” يحث على الإنخراط المشترك في التعاون الأورومتوسطي بين الشركاء وهو الذي يتجسد في تقاسم رئاسته بين الضفتين وإقامة أمانة تنفيذية في بلد شريك للإتحاد الأوروبي. وسيتم اختيار البلد المشارك في الرئاسة والبلد المستضيف للأمانة التنفيذية من دون النظر إلى الوضع السياسي السائد في البلدين المعنيين، وبالتالي فهي تزكية للحكومات المستبدة مما يساهم في تهميش ممثلي المجتمع المدني الذين يكافحون من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية لمجتمعاتهم التي تنتهكها الحكومات.
أجرى الحوار: رشيد خشانة (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 12 جويلية 2008) http://www.swissinfo.ch/ara/front.html?siteSect=105&sid=9321682&cKey=1215851378000&ty=st


موراتينوس يعلن من تونس ترشيح برشلونة لاستضافة أمانة الاتحاد … موسى يطالب بتوسيع الاتحاد من اجل المتوسط لاحتواء دول عربية غير متوسطية

القاهرة، تونس – محمد الشاذلي، رشيد خشانة     دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى احتواء الدول العربية غير المتوسطية في إطار «الاتحاد من أجل المتوسط» تماماً مثلما ستتمثل فيه الدول غير المتوسطية من الاتحاد الأوروبي. واقترح موسى أن يكون التمثيل العربي غير المتوسطي في شكل منتدى يعقد على هامش كل اجتماع يعقده الاتحاد، مشيراً إلى أنه بعث باقتراحه إلى الأوروبيين. وقال موسى في تصريحات إلى قناة «يورونيوز» إن الاتحاد فكرة جيدة ولكن يجب التأكيد أن المؤسسة الجديدة هي تطوير لعملية برشلونة وفي إطارها، وأن الاتحاد الجديد الذي هو في طور التطوير والبلورة لن يكون للتطبيع مع اسرائيل ما لم تقلع اسرائيل عن بناء المستوطنات وتتجاوب مع السلطة الفلسطينية لإقرار السلام العادل والشامل.  ويتوجه موسى اليوم إلى باريس لحضور قمة «الاتحاد من أجل المتوسط». وغادر القاهرة صباح أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى العاصمة الفرنسية للإعداد لقمة مصرية – فرنسية (السبت) عشية قمة الاتحاد. في غضون ذلك تصاعدت حدة المنافسة التونسية – الإسبانية على استضافة مقر الأمانة التنفيذية لـ «الاتحاد من أجل المتوسط». وتابع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أمس جولته المكوكية لحشد الدعم لترشيح برشلونة لاستضافة المقر بزيارة كل من تونس وليبيا بعدما زار موريتانيا والجزائر. وأفاد موراتينوس في لقاء صحافي في ختام زيارة قصيرة لتونس قبل الانتقال إلى ليبيا في إطار جولته المغاربية، أنه يعود اليوم إلى مدريد لمرافقة رئيس الوزراء الإسباني في زيارة للمغرب غداً تُعتبر المحطة الأخيرة في الحملة الإسبانية للدفاع عن ترشيح برشلونة. وأعلن موراتينوس من تونس أن اسبانيا رشحت برشلونة لاستضافة مقر الأمانة التنفيذية لـ «الاتحاد من أجل المتوسط». وكان اسم تونس الأكثر تداولاً لاستضافة الأمان، فيما تردد اسم السفير المغربي السابق لدى باريس «حسن أبو أيوب» لتولي الأمانة التنفيذية للاتحاد. وقال موراتينوس إنه سيحاول إقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بـ«روحية مسار برشلونة» الذي انطلق من اسبانيا في السنة 1995.
(المصدر: صحيفة “الحياة” (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 جويلية 2008)

الصحفيون العرب يخططون لعقد مؤتمر اقليمي حول الصحافة الأخلاقية

اعلن الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم بأن صحفيون عرب من أنحاء المنطقة اتفقوا على عقد مؤتمر اقليمي كبير في شهر تشرين ثاني/نوفمبر القادم لمواجهة ازمة المعايير الأخلاقية في الإعلام. وقد اتفق قادة اتحادات وجمعيات الصحفيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا اثناء لقائهم في البحرين يوم امس على اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الفساد داخل قطاع الإعلام، وعلى تعرية الصحافة التي تحرض على الطائفية. وستكون بداية هذه الخطوات، التي تأتي في الوقت الذي تقوم بعض الحكومات في المنطقة باتخاذ خطوات لضمان مزيد من حرية الصحافة، في العمل على تنظيم مؤتمر دولي تستضيفه جمعية الصحفيين في الإمارات العربية المتحدة ويعقد في دبي في شهر تشرين ثاني/نوفمبر. وسيشهد المؤتمر عملية اطلاق مبادرة الاتحاد الدولي للصحفيين العالمية “مبادرة الصحافة الأخلاقية” في المنطقة العربية. وهذه الحملة هي واحدة من عدة حملات تتضافر جميعها في حملة واحدة للدفاع عن حقوق الصحافة في المنطقة. وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، اثناء تواجده في البحرين امس “إن الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ينتظمون لتنظيف قطاع الإعلام. إنهم يتمسكون، عبر كل المنطقة، باستقلالية التحرير ومصممون على تعرية الذين يستخدمون الإعلام ويوظفونه كسلاح سياسي.” كما ووافق المجتمعون في البحرين، اللذين كانوا بضيافة جمعية الصحفيين البحرينيين، على دعم تنظيم اجتماع اقليمي حول سياسات تنمية الإعلام. سيقوم هذا الاجتماع بتحضير ورقة استراتيجية للعالم العربي للمساهمة في الملتقى العالمي لتنمية الإعلام الذي سيعقد في اثينا-اليونان في شهر كانون أول/ديسمبر القادم. وجاءت الدعوة لتقوية النوعية في الصحافة في الوقت الذي ترسل فيه المنطقة رسائل مختلطة. فقد قام وزراء الإعلام في جامعة الدول العربية مؤخرا بالإتفاق على وثيقة ارشادات لتستند إليها الدول في تنظيم محطات البث الفضائي، وفتحت هذه الوثيقة الطريق إلى فرض رقابة إضافية على محطات البث. وقام الوزراء بتبني هذه السياسة دون استشارة وافية مع الصحفيين، ويطالب الاتحاد الدولي للصحفيين وزراء الإعلام العرب بإعادة التفكير في هذه القضية. وقد وافق المؤتمر الاقليمي للإتحاد الدولي للصحفيين الذي عقد الشهر الماضي في الدار البيضاء، والذي تبنى في ذات الإجتماع حملة “كسر القيود” الهادفة إلى ازاحة العقبات المفروضة على حرية الصحافة، على العمل من أجل تنظيم لقاء رسمي مع جامعة الدول العربية لبحث هذه المسألة. وفي نفس الفترة، تقوم بعض الحكومات في المنطقة بتعديل بعض البنود في القوانين الوطنية والتي قادت فيما مضى إلى حبس الصحفيين بسبب عملهم. تم تعديل بعض من هذه المواد في الأردن والبحرين، وأعلنت الإمارات العربية المتحدة خططها لتغيير قوانينها الوطنية التي يمكن ان تؤدي إلى حبس الصحفيين بسبب عملهم. كما وقام لقاء البحرين بدعم حملة الاتحاد الدولي للصحفيين والذي تم اطلاقها يوم أمس لمساندة الصحفي اليمني السجين عبد الكريم الخيواني. وقال وايت “إن الصحفيين العرب يقولون كفاية. وهم يريدون وضع حد للتهديد بالسجن بسبب العمل الصحفي. يجب على الحكومات ان تظهر أنها تشجع الديمقراطية وحرية الصحافة، وسيقوم الصحفيون بواجبهم من ناحية الحفاظ على النوعية التحريرية ومقاييسها.” للمزيد من المعلومات اتصل بالاتحاد الدولي للصحفيين على 003222352207 يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين اكثر من 600000 صحفي في 120 دولة حول العالم ( المصدر موقع الاتحاد الدولي للصحفيين بتاريخ 2جويلية 2008)

 

البحث والدراسة قبل الإذاعة والإعلام

جاء في مقال للسيد رضوان عبيد بعنوان” هل تكفي الزيتونة ” ( الصباح 6-7-2008) ما يلي:   ” ماإنفكّ عدد الفضائيات العربية يتضاعف في السنوات الأخيرة حتى وصل الآن إلى أكثر من 500 قناة من بينها عشرات القنوات الدينية التي تعمل على نشر الفكر المتطرف ودفع المجتمعات العربية إلى الإرتداد عن الحداثة. هذه الفضائيات تخاطب الملايين والملايين,بمن فيهم الأمّيُّون الذين يتجاوز تعدادهم في العالم العربي المائة مليون. وأخصُّ بالذكر هنا قناة الجزيرة التي وصفها جورج طرابيشي» بأنّها أوسع القنوات العربية نفوذا وتأثيرا باعتمادها إستراتيجية ذكية تقوم على إحتضان التعددية السياسية, التي يفتقدها أشد الإفتقاد العالم العربي, لتمرير واحدية دينية نكوصية. و الحاضنة المادية لهذه الفضائيات هي الدولارات النفطية التي وُظّفت بمليارات ومليارات في خدمة إستراتيجية الإنتقاض على عصر النهضة وموروثه الثقافي، وتحويل قيادة الفكر العربي المعاصر من الأفغاني والكواكبي وقاسم أمين والطّاهر الحدّاد وفرح أنطون وطه حسين وسائر النّهضويين إلى إبن تيميّة وتلامذته من النيو-وهابيين وإلى سائر مجددي السلفية المتزمتة في القرن العشرين بدءا بسيّد قطب وإنتهاء بيوسف القرضاوي« . فماذا فعلنا نحن في تونس لمواجهة هذه الهجمة الشرسة الآتية من السّماء؟ هل تكفي إذاعة الزيتونة لدحض هذا الكم الهائل من الفكر المتشدد والمنهمر علينا طوال الليل والنهار؟ هل تكفي إذاعة مسموعة وحيدة لخلق أيّ توازن أمام عشرات القنوات المرئيّة؟” هكذا يتساءل كاتب المقال إن كانت إذاعة الزيتونة تكفي لدحض الكم الهائل من الفكر المتشدد والمنهمر علينا طوال الليل والنهار.. يذكرني القول بأن الزيتونة وبناتها ستدحض الكم الهائل من الفكر المتشدد بمقولات سحب البساط من تحت أقدام الأصوليين التي ظهرت في تسعينات القرن الماضي. هل سُُحب البساط حقا أم مدت البُسُط بإقفال المقاهي والمطاعم في شهر رمضان وإرسال الآذان بواسطة مضخمات الصوت وإضافة عبارات “الصلاة خير من النوم” في آذان الصلاة الأولى وتحمل الدولة المهمة العظيمة والتاريخية المتمثلة في الدعاء لكي يحقق الله ما وعد به رسوله من المنزلة الرفيعة والمقام المحمود إلخ…Ị؟ هل ستعلي إذاعة الزيتونة من مرتبة العقل والحكمة فوق مرتبة الفقه واللاهوت الديني أم هي تعمل العكس؟ هل سترفع تلك الإذاعة من شأن رجال الحكمة وفلسفة العقل والأنوار والحرية ورجال العلم والمعارف العلمية الحديثة أم هي بالعكس ترفع من شأن فقهاء اللاهوت الديني  وتسلطهم على ضمائرنا وحياتنا؟ لا بد من تقويم جاد لما تنشره هاته الإذاعة قبل طلب المزيد من الإذاعات المماثلة. إنك حين تركب سيارة الأجرة أو التاكسي لا بد أن تسمع برامج هاته الإذاعة لأن سائق التاكسي أو سيارة الأجرة، رغم أنه ليس من أتباع بن لادن أو الزرقاوي بالضرورة، كثيرا ما يعتقد أن ترتيل آيات قرآنية سيََقيه من كل الحوادث في الطريق ويوفر له ما اشتهى من الحرفاء.. ستسمع من صحفيي الزيتونة مثلا كيف أن التقوى تكون بالمواظبة على صلاة الجماعة في المسجد ولا يهم إن تجانب في الصلاة ومناجاة الرب الصادقۥ والسفيهۥ أو المجتهدۥ والسارق.. كل ما تريده الإذاعة هو أن تكتظّ المساجد بالمصلين.. هكذا يتأكد الأصوليون من أن الدولة التونسية لا تسعى لتجفيف منابع التدين  .. إذاعة الزيتونة ليس لها، حسب المنطق الخاص بمجتمعاتنا العربية الإسلامية، أن تعتبر بقول المسيح بأن الصلاة في البيت خير منها في مجامع الخطابة والتظاهر بالتقوى بل عليها الالتزام بالرضا على من يؤدي الطقوس “وإن زنى وإن سرق”… حينََ، في سيارة الأجرة في القرن الواحد والعشرين، تسمع أحد صحافيي إذاعة الزيتونة يتحدث عن الزكاة في شهر رمضان فيقول بأن الزكاة واجبة، خارج الأداء للدولة العصرية، مالا أو شعيرا بنفس المقدار على العبد وسيده، ستنتابك الدهشة ويأخذك السؤال حول ما تقوم به إذاعة الزيتونة وما تنشره من فكر وسلوك: هل تعتبر إذاعة الزيتونة أنه من واجبنا إعادة النظام العبودي أو السماح به أم هي تخلط بين نظام العبودية والواقع الحالي لعلاقات العمل؟.. هل ستذهب إذاعة الزيتونة إلى أبعد من وزارة التعليم العالي فتدين الأستاذة المحجَّبة التي طردت طالبة من قاعة الامتحان بسبب انكشاف ذراعيها..؟ هل ستذهب إذاعة الزيتونة إلى أبعد من وزارة الشؤون الدينية فتحاجج السيد المفتي وتقنعه بأن الدين ينبغي أن يكون رحمة للناس ولا يجوز أن يوظف لإلغاء زواج وتشتيت عائلة .. وبأنه لا يجوز الاعتماد على المذهب المالكي حين يوصل إلى الطلاق بل يجوز اللجوء إلى المذهب الحنفي لمصلحة الزوجين ، وبأنه ينبغي الاحتكام إلى قوانين العصر ما دامت هي التي تحفظ حرية الزوجين في الاختيار بين الطلاق أو الإبقاء على العلاقة الزوجية.. ما عسى الإعلام الديني، ومن ضمنه إذاعة الزيتونة، أن يحققه في غياب الإصلاح الديني؟ إن الإصلاح الديني لن يحصل بدوره إلا بعد فتح كل ملفات الفكر الديني بواسطة الإنسان الحر وحكمته وبعد بسط كل مسلمات الخطاب الديني على طاولة البحث والدراسة بواسطة قيم العصر وعلومه الحديثة.. ما يلزمنا ليس أرقاما جديدة لأبواق الإعلام المذهبي الديني بل مراكز للبحث والدراسة في إطار الحرية المطلقة للعقل والإيمان الكامل بمقدرة الإنسان على تطوير معتقداته نحو الأحسن والأجمل والأحق…   زهير الشرفي              تونس  7-7-2008

أين حركة فتح وأين رجالها ؟ (3/2)

 
– لماذا تعامل “رجال فتح” مع كل هذه القضايا ومع هذا المشهد في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ القضية الفلسطينية بهذا الفتور وبهذا النفاق وبهذا الخجل وبهذا الصمت الذي يشتم منه التواطؤ؟
إذا كان المشار إليهم سالفا هم رجال فتح، وهم من حركة فتح، وهم يمثلون هذه الحركة، فلا كانت حركة فتح ولا كان رجالها. ولعلنا أمام مشهد لا وجود فيه لرجال لحركة فتح وقد انتهت حركة فتح، بل إن كان رجالها هؤلاء فإني أستطيع القول أنه بالرغم مما قدمت هذه الحركة لفلسطين وللقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني فقد ولدت ميتة، ولم تكن إلا حركة قتلة ومجرمين، إلا أن الوضع كان غير الوضع، وأن الظروف كانت غير الظروف، وأن موازين القوة بالداخل والخارج وطنيا وإقليميا ودوليا كانت غير موازين القوة، وأن المشهد الفلسطيني والإقليمي والدولي غير المشهد، لأن الوضع الموضوعي لمن يكون وحده ليس الوضع الذي يكون فيه من يشاركه فيه ويشترك فيه معه غيره. فحين كانت الساحة الفلسطينية خاضعة للقوى العلمانية اللائكية، وحين كانت القضية الفلسطينية بين يدي هذه القوى تتصارع من أجلها وتصارع من أجلها، وكان الصدام والتصادم، وكان القتال والإقتتال، لم يظهر على الساحة هذا التمايز، ولم يظهر الإنقسام بهذه الحدة بالرغم من تعدد قوى وأوجه الإستقطاب الدولي والإقليمي، ولم يحاصر الشعب الفلسطيني كما يحاصر اليوم، واستطاع الفلسطينيون أن يلتقوا في إطار واحد، وكان طبيعيا أن يكون ذلك، باعتبار الطبيعة العلمانية اللائكية الواحدة لكل الحركات والمنظمات الفلسطينية التي استطاعت أن تجعل من منظمة التحرير الفلسطينية جامعا تلقتقي فيه. فهل الرجال هم الرجال؟ أم أن أولئك رجال وهؤلاء رجال؟ وأولئك في ذلك الوقت ليسوا هؤلاء في هذا الوقت ؟ إلى آخر ما يطرح من أسئلة. لقد تحولت حركة فتح من حركة ثورية وحركة تحرر وطني بعد أوسلو خاصة إلى نسخة طبق الأصل من النظام العربي مع بعض التمايز الذي هو طبيعي في كل الحركات والقوى والتنظيمات وفي كل الأنظمة السياسية. وهي التي أسرعت وأسرع بها للداخل الفلسطيني قبل أن ينتهي لها أي دور وأي تأثير على هذا الداخل الذي بدأت حركة المقاومة  الإسلامية “حماس” والطيف الإسلامي عموما يملأه ويكتسحه. وما كان هذا القدوم وهذا الدخول إلا للتصدي للمقاومة وللحركة الإسلامية عموما، لما للحركة العلمانية اللائكية الهجينة في الوطن العربي من علاقة مع الغرب الصليبي الإستعماري والصهيونية العالمية شريكة الغرب في الحضارة الغربية كما يؤكد ذلك كبير الإرهابيين في العالم ومجرم الحرب “هولاكو” هذا العصر جورج بوش الإبن(1) فرجال حركة فتح هم الذين جيئ بهم في هيئة سلطة كغيرهم من “رجالات” النظام العربي للسيطرة على الوضع الداخلي على النحو الذي يريده العدو وما يسمى المجتمع الدولي. وكان مطلوبا من حركة فتح كبرى حركات المقاومة الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية أن تنهي المقاومة وفق اشتراطات اتفاقيات أوسلو بعد أن أصبح النضال المسلح من حديث الماضي، وبعد أن كان الإتفاق مع الأطراف الدولية والعربية المعادية على أن السلام هو الخيار الإستراتيجي . لم تدخل منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة
                       
فتح والتي بدأ التعامل معها على أنها سلطة وطنية فلسطينية مفاوضة للعدو لا لتدير حوارا وطنيا فلسطينيا  داخليا يكون التعامل مع القضية على أساس من نتائجه. وفي رده على من توجه له بالسؤال من الصحافيين، إن كان بإمكان حركة فتح أن تسيطر على الوضع بالضفة الغربية وقطاع غزة قال ياسر عرفات :إذا كانت لنا القدرة على السيطرة على الأوضاع في لبنان فكيف لا نكونوا قادرين على السيطرة على الوضع في فلسطين أو كما قال.ولكن على أساس فرض رؤية ما يسمى بمكونات المجتمع الدولي المعادي لأمتنا ولقضيتنا وعلى قاعدة اتفاقيات أوسلو على كل الداخل الفلسطيني الذي لم تكن كل هذه الأطراف تعلم أنه قد أصبح عصيا عن السيطرة عليه بالقوة. هذه هي حركة فتح. وهؤلاء هم رجالها. وذاك ماضيها وهذا حاضرها. وهكذا كانت تفكر وهكذا تفكر وتعمل اليوم وتتعاطى مع القضية الفلسطينية ومع الواقع الفلسطيني. وبما كان فيها من خلافات يطول الحديث فيها وعن أسبابها ودوافعها وغاياتها وأهدافها، وعن أصحابها وأطرافها الإقليمية والدولية في مختلف المراحل من تاريخ القضية الفلسطينية، ومنذ الإعلان عن تأسيس حركة فتح، وانطلاق المقاومة الفلسطينية سنة 1961 ،كانت الحركة متماسكة بالرغم من خروج الكثيرين عنها في مراحل مختلفة من تاريخ القضية من أجل أسباب كان فيها ما هو أقل خطورة مما أصبح عليه الوضع هذه الأيام في الضفة الغربية وقطاع غزة. فلماذا أصبحت فعاليات ورموز وقيادات ومناضلي الحركة ورجالاتها على هذا المستوى من عدم الإهتمام وعدم الإكتراث بالكثير مما يحصل ومما يحدث؟ لقد اختلط الأمر على مناضلي حركة فتح. وأصبح الحليم فيها حيرانا على ما يبدو. وضمن حسابات الربح والخسارة أصبح كل واحد لا يهتم على ما يبدو بالكثير مما يدور حوله، ولا يريد حتى أن يكون له فيه رأي ولا يستشار فيه، مكتفيا بالراتب وبالإمتيازات وبالموقع الذي لا يريد أن يحل فيه محله أحد، وقد أصبح الدولار في إطار السلطة هو المحدد للمواقف وللمواقع لدى الغالبية العظمى من أبناء حركة فتح على ما أعتقد وعلى ما يتضح من خلال المشهد الفلسطيني ومن خلال التداعيات الخطيرة للقضية الفلسطينية.وإذا كان لا يمكننا أن نجعل كل مناضلي حركة فتح في سلة واحدة، فإنا لا نرى من خلال متابعة الأحداث وما يحصل في قطاع غزة بين الإحتلال والمقاومة وبين المقاومة وحركة فتح نفسها، أيا منهم استطاع أن يقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت، مما يعتبر اصطفاف في الحقيقة وراء محمود عباس وعصابته، وسكوت عن الحماقات التي يحدثها والتصريحات التي تصدر عنه والمواقف التي يصدرها. لقد ظلت حركة فتح رهينة عصابة رام الله بقيادة “الرئيس” محمود عباس وحكومة دايتن أولمرت وكبار المجرمين في عصابة المدعو محمد دحلان الذين تحتضنهم الإدارة الأمريكية المجرمة وقائدة العصابات الإجرامية في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي وفي العالم. إن الحديث عن رجال فتح الشرفاء وعن حركة فتح بعيدا عن هذه العصابات يستحق البحث عن دليل له وتأكيد وإثبات.فأين شرفاء فتح في هذا الوقت العصيب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني؟ بل أين حركة فتح التاريخية التي لا يراد لأحد أن يتحدث عنها بسوء؟ كان يمكن أن يظهر شرفاء فتح في ملف الفساد المالي الذي فتح في المرحلة الأخيرة من حياة ياسر عرفات ولم يظهروا. وكان يمكن أن يظهروا في سقوط الحركة المفاجئ والساعق في أول انتخابات تشريعية ديمقراطية نزيهة وشفافة شاركت فيها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. وكان يمكن أن يظهروا في التواصل العبثي للمفاوضات العبثية التي لم تنته ولا يراد لها أن تنتهي، والتي طال أمدها، والتي كانت نتائجها كارثية على الشعب الفلسطيني، والتي لا يمكن أن يتحقق من خلالها شيئا إلا مزيد القتل والتوغل والفساد والمحاصرة والإستيطان وقضم وافتكاك الأراضي. وكان يمكن أن يظهروا في الفوضى التي عمت الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل إدارة الحكومة العاشرة حكومة الوحدة الوطنية التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وأن يقولوا كلمتهم في الذي كان يحصل، ويكفوا أيدي العابثين في الحركة ويصطفوا إلى جانب الوحدة الوطنية ويعملوا على تأكيد وحدة النسيج الإجتماعي الفلسطيني. كانت الفرص السانحة للشرفاء في حركة فتح كثيرة لمن أراد أن يكون له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.ولكنهم أخلدوا إلى الأرض  “فمثلهم كمثل الكلب إن تعدو عليه يلهث وإن تتركه يلهث…”. لا أشك أن هناك من شرفاء حركة فتح من صدع بالصوت المرفوع الرافض للإنفلات السياسي والأمني في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكنهم قليل. كان من يسمون شرفاء فتح في حالة ذهول وغفلة وإغماء لما تخلصت الحركة من زعيمها وزعيم الشعب الفلسطيني ياسر عرفات ولم يتصدوا لما حصل وفرطوا في دم الرجل ليذهب هدرا كما أرادته له الإدارة الأمريكية وكما أراده له الكيان الصهيوني. كان ينبغي على الشرفاء من الرجال في حركة فتح أن يكونوا أول قابل بخسارة نتائج الإنتخابات التشريعية وأن يعلنوا استعدادهم أمام الشعب الفلسطيني وأمام العالمين العربي والإسلامي والعالم تعاونهم الكامل من خلال المعارضة. وهم من لم يعرف من قبل ماذا يعني الوجود في المعارضة. لأنهم ولدوا في أحضان السلطة وتربوا فيها وكبروا. ولم يعرفوا معنى للمعارضة ولا كيف تكون ولا كيف تمارس دورها المعارض ولماذا تعارض وعلى ماذا تعارض. وهم الذين ليس لهم من دور إلا من خلال المنظمة والحركة والسلطة. كان يجب أن يعلنوا استعدادهم الكامل مع أول حكومة فلسطينية منتخبة على أساس أن المصلحة الوطنية الفلسطينية هي فوق كل اعتبار، وعلى أساس أن الوحدة الوطنية هي أساس كل عمل سياسي جاد ومسؤول، وأن التحرير والإستقلال والسيادة لا تكون إلا بذلك، وعلى أساس أن تواصل المقاومة لا يتناقض ولا يتصادم مع التفاوض والبحث عن حلول سياسية سلمية كما حدث ويحدث في أقطار كل الدنيا عبر التاريخ القديم والحديث، وأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقبل أي طرف بأن يكون خادما للإحتلال ومحققا لمصالحه على حساب الشعب الفلسطيني ومتعاونا معه وأقرب إليه منه. وكان عليهم لو كانوا صادقين وشرفاء فعلا أن يقبلوا بدون تردد بالمبادرة الأولى لحركة “حماس” التي دعت فيها إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية والتي جاءت الردود بخصوصها من كل ألوان الطيف السياسي العلماني اللائكي بالرفض اقتناعا ونزولا عند رغبة وطلب الكيان الصهيوني والأمريكي والعربي الرسمي. وكان ينبغي أن يكون التعامل والتعاون على أساس وطني لا حركي وحزبي. وكان ينبغي على حركة فتح أن لا تتعامل مع وضع وطني هش محكوم بالسيطرة الصهيونية وبالهيمنة الأمريكية وبتواطئ النظام الرسمي العربي بهدوء وبدون توتر وبعيدا عن ردود الأفعال وروح الإنتقام والثأر مما لا انتقام ولا ثأر فيه…لم نر في الحقيقة من كل ذلك شيئا. وإن وجد فبالقدر الذي لا يستحق الذكر والوقوف عنده بالنظر لخطورة الوضع ولحجم القضية. إن تعامل مناضلي حركة فتح مع الوضع الفلسطيني كله وفي الضفة الغربية وقطاع غزة تحديدا، كان تعاملا غير ناضج وغير مسؤول من فعاليات متمرسة على العمل النضالي والسياسي والكفاح المسلح لا يمكن أن لا يكون لها من الوعي والنضج ما يجعلها قادرة على مواكبة الحدث وعلى الإنخراط في المعركة السياسية والمقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة بما يخفف المعانات عن الشعب وبما لا يسمح للعدو أن يشق الصفوف وأن يكون حليفا لهذا الطرف دون ذاك على حساب هذا الطرف أو ذاك. وليس ذلك كله في الحقيقة إلا على حساب القضية التي هي في النهاية قضية كل ها وهؤلاء وقضية شعب كامل له على كل فصائله وتنظيماته حق وحدة الصف من أجل الحرية التحرير والإستقلال.  بقلم : علـــــي شرطــــــــــــــاني تــــــــــــــــــــــــــــــونس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وهو الذي انتهى به الشعب الأمريكي إلى إدارة البيت الأسود الأمريكي والذي أعاد تجديد ثقته فيه لدورة رئاسية ثانية بعد أن أعلنها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حربا صليبية ضد العرب والمسلمين وضد العروبة والإسلام في العالم والتي أطلق عليها صفة الحرب على الإرهاب. وهو الذي يعلن اليوم والدورة الأولى من انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية توشك على نهايتها تأييده لجون  ماكين لا لشيئ إلا لثقة له فيه من أنه لن يتراجع عن موقفه في محاربة ما سماه “التطرف الإسلامي” الذي ليس له من معنى ولا دلالة غير الإسلام المجاهد المقاوم وهو الإسلام الذي لا إسلام غيره وهو الذي من يبتغي غيره دينا فلن يقبل عند الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين.    


 

أزمة المثقف الليبرالي العربي (1)

بقلم: بسام خلف (*) لا أحد يشك في إخفاق المدرسة الليبرالية في الانتشار في الوطن العربي. لا توجد على المستوى الجماهيري. تواجد ضعيف جدا بين صفوف الطلبة و انقطاع النخبة عن النشاط الثقافي و الفكري يتزايد يوما بعد يوم محاولة مني للوقوف عند أسباب هذا الإخفاق سأعتمد على: 1- مقالة للأستاذ عبد الخالق حسين بعنوان “إشكالية الليبرالية العربية” – موقع الأوان 2- مقالة للأستاذ شاكر النابلسي بعنوان “بين الدين و الأصولية الدينية”– موقع الأوان 3- مقالة للأستاذة رجاء بن سلامة “للذكر مثل حظ الأنثيين” ورد الأستاذ أبو يعرب المرزوقي 4- قراءة لمسيرة الأستاذ محمد الشرفي قبل الشروع في مناقشة الموضوع أريد أن أوضح ما يلي: *اختياري لهذه الأمثلة ليس لتكون برهانا و دليلا على ما سأقدمه بل للتوضيح فقط. و بالتالي هي ليست عملية انتقائية أهدف من ورائها إفحام أو إسكات الأخر. *أعني بالمدرسة الليبرالية هي المدرسة الحداثية التي تنادي بالديمقراطية و حقوق الإنسان و الحريات. و بالتالي فهي لا تستثني اليساريين الغير الثوريين.                                                            -1- تناول الأستاذ عبد الخالق حسين في مقالته “إشكالية الليبرالية العربية” أسباب صعود الليبرالية وانتعاشها في النصف الأول من القرن العشرين ثم أسباب تراجعها بعد ذلك. ابتدأ الأستاذ مقالته بإبراز دور المفكرين من أمثال رفاعة الطهطاوي و محمد عبده و طه حسين و غيرهم من مفكري بلاد الشام و العراق و شمال إفريقيا في نقل ما شاهدوه و تعلموه في الغرب إلى وطنهم. مما نتج عنه بزوغ نهضة حضارية. هذا كل ما يقوله الكاتب حول هؤلاء الرواد. مما يجعل القارئ يستنتج أن هؤلاء قاموا بما عليهم و أن العملية التي قاموا بها لا تشوبها أية شائبة. أقف عند هذه النقطة لأطرح الأسئلة التالية: 1- هل تعامل هؤلاء المفكرين بنفس الطريقة مع القيم الغربية ؟ 2- هل كانت لهم نفس الرؤيا و التوجه للنهضة بشعوبهم و مجتمعاتهم ؟ بالعودة إلى كتابات هؤلاء الرواد يتضح لنا أنهم يشتركون في نقطة أساسية وهي أخذهم بهذه القيم الغربية و الترويج لها دون استيعابهم للفلسفة التي قامت عليها و جذورها التاريخية. تعددت الكتابات حول الحرية و الحقوق و الديمقراطية, بينما انعدم كليا أو يكاد التطرق إلى مفهوم “العقلانية الغربية” و جذورها. ( مما يفسر شهرة مونتسكيو عند المفكرين العرب- عياض بن عاشور-سياسة, دين و تشريع في العالم الاسلامي). هذا الفهم السطحي و الساذج لهذه القيم نتج عنه اعتقاد خاطئ و خطير, مفاده أنه يكفي  الترويج لها دون محاولة تغيير العقليات. بل إلباسها ثوبا محليا تقليديا دينيا سيسهل من استيعابها. يمثل الشيخ محمد عبده أحسن نموذج لهذا التوجه. فهو لا يرى أي تناقض بين القيم التي أدت إلى تقدم الغرب و بين القيم الإسلامية الصحيحة. و ما تأخرنا إلا نتيجة ترك هذه القيم. أما عن توجه الغرب إلى العلمانية حتى يحقق تقدمه فذلك لأن الدين المسيحي, دين خنوع و تواكل على عكس الإسلام, دين العلم و العمل. على الرغم من بعض المحاولات التي كانت تقف أمام هذا التوجه ( مناظرة فرح أنطون و محمد عبده, جمال الدين الأفغاني و رينون) إلا أنه كانت له الغلبة في الأخير. أصبح الفكر يقتصر على تأويل النصوص حتى تتلاءم مع القيم العصرية. عقل إسلامي بدل عقلانية غربية. سأعود إلى هذه النقطة عندما أمر إلى مقالة الأستاذ شاكر النابلسي. ثم يمر الكاتب إلى تعداد الشروط الموضوعية حتى تنجح الليبرالية. فهو يعتبر أن للمجتمع حاجات أساسية سيعمل على تحقيقها أولا و هي المأكل و المشرب و التناسل و المسكن و الأمن ثم يمر إلى تحقيق حاجات ثانوية تبتدئ بالتعليم و الحاجات الروحية لتنتهي بالديمقراطية و الليبرالية و الحرية. لا شك أن هذا الترتيب و المرحلية في المطالب يفتقد الكثير من الدقة. لقد علمنا التاريخ أن الإنسان لا ينتظر أن يشبع و يتناسل و يحس بالأمن حتى يفكر في دينه بل العكس هو الصحيح. كما أننا نلاحظ مجتمعات حققت كل الحاجات الأساسية و لم تنقلب إلى ديمقراطيات ( مثال بلدان الخليج الذي ذكرها الكاتب ) و أخرى يتفشى فيها الفقر و الجهل و معى ذلك نظامها السياسي ديمقراطي ( مثال الهند). صحيح أن الواقع يؤثر في الفكر فينتج التغيير لكن لا ننسى أن الواقع كذلك يتأثر بالفكر فيأخذ التغيير اتجاها معينا. و ليس بالضرورة تقدما. فلو أخذنا تونس على سبيل المثال, فكل الشروط المادية للتحول الديمقراطي متوفرة و مع ذلك لا تحول في الأفق. (سأعود إلى هذه النقطة لما أتطرق إلى مسيرة محمد الشرفي). يسترسل الكاتب بعد ذلك في ذكر الأسباب التي أدت الى تراجع الفكر الليبرالي. قائمة طويلة. الفقر, الجهل, النمو الديمغرافي, اضطهاد المرأة, الثقافة العربية الإسلامية , الفساد الإداري , المحسوبية و بطبيعة الحال توحد كل من الأنظمة و التيار القومي و اليساري و الإسلامي  ضد الليبراليين. لن أخوض في هذه المسائل, ألاحظ  و أتساؤل فقط. أ ليس الغاية من الليبرالية هي القضاء على هذه الآفات ؟ فان كان شرط تحققها هو انعدام هذه الآفات فما حاجتنا إليها إذن؟ كما أستغرب أن الأستاذ عبد الخالق حسين لم يذكر بتاتا أن للغرب و خاصة للاستعمار دورا في تراجع الفكر الليبرالي. لا شك في أن عوائق تقدمنا اليوم هي بالأساس داخلية. كما أنه لا شك في أن الإخفاقات التي توالت في مجتمعاتنا بعد الحركات التحريرية هي نتيجة سياسات أنظمة عربية فاشلة. و لكن من الموضوعية أن نقول أن الاستعمار الغربي جاء ليوقف مسارا إصلاحيا حقيقيا ( خير الدين في تونس). كما أن السياسة الإجرامية التي ينتهجها الغرب في كل القضايا العربية تساعد التيارات الظلامية و المتطرفة في ترويج أفكارها المعادية للديمقراطية و حقوق الإنسان                                                                   -2- يعد الأستاذ شاكر النابلسي من نجوم المدرسة الليبرالية العربية. و كتاباته تحظى باهتمام كبير, و كثيرا ما يتهم بالعمالة للغرب. لذا قبل نقد أفكاره وجب التعبير على التضامن معه ضد كل من يستعمل أساليب غير أخلاقية ضده لإسكات صوته و التعدي على حرية تعبيره. مقالة الأستاذ شاكر النابلسي “بين الدين و الأصولية الدينية” يمكن أن يكتبها أي مفكر إسلامي معتدل كالشيخ راشد الغنوشي أو يوسف القرضاوي مثلا. يكفي تغيير كلمة “أصولية” ب “التطرف”. هل يبقى في الفكر الحداثي من شيء عندما يفكر بعقلية الأصولي ؟ يبدأ الأستاذ النابلسي بتعريف الدين على أنه إيمان و الأصولية الدينية عقيدة. و أن الدين يهدف إلى تكوين الصالحين بينما الأصولية تهدف إلى تكوين إرهابيين. ثم يمر إلى شرح أن الخلاف بين الليبرالية العربية و الأصولية الإسلامية هو خلاف في تأويل النصوص. بينما يعتمدوا هؤلاء على الحرفية,  يذهب الليبراليون إلى القراءة التاريخية و المجازية. ثم يمر إلى نقد الأشاعرة لإلغائهم “قواعد السببية” بينما يقرها القران. ثم يمر ليعطينا درسا في التأويل الليبرالي للنص. و انتهى في الأخير بمهاجمة كل فكر أصولي مهما كانت الديانة التي ينتمي إليها و حتى نتمكن من صد الطريق أمام هذا الفكر يجب التوجه نحو دراسة الأصوليات دراسة علمية مقارنة. لن أناقش إلا نقطة واحدة جاءت في مقالة الأستاذ لأنها كفيلة بتوضيح المسلك الخاطئ الذي سلكه من يزعم أنه يمثل الليبراليين العرب. ينادي الأستاذ بتأويل النص تأويلا تاريخيا و مجازيا. فهل هذا التأويل يجب أن لا يتنافى مع روح النص و توجه العام و مع أبسط قواعد اللغة كما يقول بذلك ابن رشد الذي استشهد به الأستاذ النابلسي أم لا ؟ هل يمكن موضوعيا إنكار أن السياق العام و روح النص القراني تجعل من الرجل أعلى درجة من المرأة مع مطالبة هذا الأخير بإنصافها ؟ و بالتالي التأويل لا يمكنه تجاوز هذه المسألة. هل يمكن موضوعيا إنكار أن السياق العام و روح النص القرآني تجعل من المسلم أعلى درجة من غير المسلم ؟ نقول و نكرر أن علي عبد الرازق رائد من رواد الفكر الحداثي حيث نادى بالتفريق بين الدين والدولة. و ننسى أنه اعتمد في ذلك على النصوص الدينية التي أولها بطريقة انتقائية فخدم الفكر الاخواني الأصولي لا العكس. نعتقد أننا عندما ننادي بإعمال العقل في النصوص فإننا سنسد الطريق أمام الإسلاميين بينما نحن نجدد الفكر الأصولي بإعمال البرهان في البيان و إعادة تأصيل الأصول قدوة بالمعلم ابن رشد كما يقول محمد عابد الجابري. (*) كاتب تونسي مقيم بباريس (المصدر: مدونة بسام خلف الالكترونية بتاريخ 11 جويلية 2008) الرابط: http://bassemkhlaf.space-blogs.com/

 

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

28 août 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3019 du 28.08.2008  archives : www.tunisnews.net     Liberté et Equité: Arrestation de

En savoir plus +

20 novembre 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année, N° 3103 du 20.11.2008  archives : www.tunisnews.net     AFP: Danemark/caricatures: un Tunisien suspecté

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.