الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحافي توفيق بن بريك
ولضحايا قانون الإرهاب
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس مراقبة أمنية لصيقة للهاروني ولعريض والدولاتلي
هند الهاروني : رسالة عاجلة إلى :- رئيس الدولة – وزير الداخلية و التنمية المحلية
حــرية و إنـصاف:إدارة سجن المرناقية تمنع عائلة رمزي الرمضاني من الزيارة للأسبوع الرابع على التوالي
السبيل اولاين:عائلة محمد الطاهر علي تتقدم بعريضة لوكيل الجمهورية للإستفسار عن مصير إبنها
حزب العمال يتضامن مع المناضلتين غزالة محمدي وزكية الضيفاوي :بيان
اتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب:بيان:تونس أين الحريات ………….؟!
استاذ – سوسة:تعنيف تلميذة امام المعهد الثانوي بسوسة
كلمة:شاب يحرق نفسه ببلدية المنستير
الصباح:المحامون الشبان أربع قائمات مغلقة… وانسحاب مترشح
كلمة:الصيد على رأس اتحاد محامي المغرب العربي
صابر التونسي:المحاصرة والمراقبة اللصيقة
بلقاسم بنعبدالله: »الحجب » وجه آخر للقمع
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:ندوة سياسية+مائدة مستديرة
اشرف اللواتي :أطراف في النقابة العامة للتعليم الثانوي تتآمر على نضالات الأساتذة في سيدي بوزيد
منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « :شرعية اللاشرعية في مؤتمر النقابة العامة للعدلية
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 134 – 04 مارس 2010
عبداللطيف الفراتي:صلاح الإصلاح
نزار بن حسن:إلى من يهمّه الأمر : الرّسالة 13 (منظّمة الدّفاع عن المستهلك أو منظّمة الضّحك على ذقن المواطن)
لجنة المرأة بالفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية :دعــــــــوة
عماد الدين الحمروني:الإحتفال بمولد النبي(ص) بدعة أم من صمیم الدین؟
أ.مصطفى عبدالله الونيسي:غـربـة الإنسان ومولد الذئاب في زمن العولمة
احميدة النيفر:شهادة المبحوح
العرب:طلبت الاعتذار وإلا تضررت المصالح ليبيا تحتج على تصريحات الخارجية الأميركية الساخرة
القدس العربي:ليبيا تعلن فرض حظر اقتصادي ‘كامل’ على سويسرا
بشير موسى نافع :تركيا تشهد مواجهة تاريخية بين القوى الديمقراطية والدولة المستترة
القدس العربي:سفارة اسرائيل في مدريد تعلن الحرب على مدرسة ابتدائية وتتهم اطفالها بالعداء للسامية
القدس العربي:القائد العام لشرطة دبي: شخص من حماس سرّب تحركات المبحوح
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جانفي 2010
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 17 ربيع الأول 1431 الموافق ل 03 مارس 2010
أخبار الحريات في تونس
1) اختفاء المهندس رفيق بن محمد الطاهر علي بتونس العاصمة: اختفى المهندس رفيق بن محمد الطاهر علي البالغ من العمر 27 عاما والقاطن بحي خير الدين بالعاصمة ليلة الثلاثاء 2 مارس 2010، وباستفسار عائلته عنه تبين أنه تم اعتقاله من قبل أعوان بالزي المدني، ولا تزال عائلته التي تقطن بحي البرج بنابل تجهل مصيره كما تجهل سبب ومكان اعتقاله. 2) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس مراقبة أمنية لصيقة للهاروني ولعريض والدولاتلي
يتعرض كل من المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وانصاف والدكتور زياد الدولاتلي والمهندس علي لعريض الى متابعة أمنية ومراقبة لصيقة ومحاصرة منازلهم في محاولة مستمرة منذ خروجهم من السجن للتضيق عليهم وحرمانهم من الإستئناف الطبيعي لحياتهم واندماجهم في المجتمع. وان الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، اذ تندد بهذا التعدي الصارخ على حرية السّادة عبد الكريم الهاروني وعلي لعريض وزياد الدولاتلي، فإنها تطالب بالكف عن مثل هذه الممارسات اللاقانونية ضدهم وجميع النشطاء الحقوقيين والسياسيين. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة لندن 4 مارس 2010
رسالة عاجلة إلى : – رئيس الدولة – وزير الداخلية و التنمية المحلية
من هند الهاروني : الكرم الغربي-تونس-الهاتف : 71.971.180 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين تونس في الخميس 18 ربيع الأول 1431-4 مارس 2010 تحية، و بعد : الموضوع : المراقبة الأمنية اللصيقة التي يتعرض لها أخي عبد الكريم الهاروني الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة سابقا و السجين السياسي السابق والكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف الحقوقية و المهندس أول في الهندسة المدنية و المسؤول التقني في مؤسسة في الاختصاص بضفاف البحيرة. منذ خروجه من السجن في 7 نوفمبر 2007 بعد قضاء 16 سنة، 15 سنة منها في العزلة و أخي عبد الكريم يتعرض لمراقبة أمنية شديدة في إقامته و تنقلاته و قد سبق لنا أن بلغنا في كل مرة عن هذه المراقبة التي كثيرا ما تكون لصيقة جدا و آخرها بلاغي بتاريخ 3 مارس 2010 التالي :
بلاغ مراقبة أمنية لصيقة لأخي عبد الكريم الهاروني
هند الهاروني-تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين تونس في الإربعاء 17 ربيع الأول 1431-3 مارس 2010 اليوم الإربعاء 03 مارس 2010، قامت سيارة مدنية « فورد بيضاء –أربعة أبواب- رقم 8122 تونس 122 » على متنها رجلي أمن بالزي المدني بملازمة أخي عبد الكريم أمام مقر عمله في ضفاف البحيرة و متابعته متابعة لصيقة عند خروجه منتصف النهار متوجها إلى بيتنا حيث مكثت نفس السيارة على مقربة من منزلنا بسيدي عمر، الكرم الغربي بجوار قصر المعارض بالكرم و قد تبعته السيارة نفسها مجددا عند عودته إلى مقر عمله و هي ماكثة هنالك و في نفس المكان… . و اليوم 4 مارس 2010، لاتزال المراقبة الأمنية نفسها مستمرة و قد بلغ عدد السيارات أمام بيتنا 3 سيارات و هي : -غولف 1 رمادية رقمها 2960 تونس 56 -إيسوزو -4 أبواب- بيضاء رقمها 7561 تونس 63 -بارتنر بيضاء رقمها 339 تونس 137 و بصفتي شقيقته أدعو إلى احترام حقه الدستوري في حرية التنقل و حرية العمل و جميع الحريات التي تتعلق بحقوق المواطنة و تكفلها له قوانين البلاد و المواثيق الدولية و كذلك حقنا جميعا نحن أفراد عائلته في حياة آمنة. إني أطالب بضمانات حقيقية تكفل لأخي عبد الكريم حقه في حياة حرة، كريمة و آمنة و تضمن سلامته الجسدية و المعنوية و من ذلك وضع حد للملاحقة الأمنية حتى يتمكن من أداء واجباته نحو عائلته و مجتمعه و أمته وأرجو أن تكون هذه الرسالة هي آخر رسالة نطالب فيها بالعيش في بلدنا كمواطنين عاديين متساوين مع بقية المواطنين في الحقوق و الواجبات . شكرا و السلام.
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ربيع الأول 1431 الموافق ل 04 مارس 2010
إدارة سجن المرناقية تمنع عائلة رمزي الرمضاني من الزيارة للأسبوع الرابع على التوالي مزيد من التشفي والتنكيل… مزيد من خرق القانون
منعت إدارة سجن المرناقية صباح اليوم الخميس 04 فيفري 2010 للأسبوع الرابع على التوالي من زيارة ابنها سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني دون تقديم أي تبرير لذلك، فقد سمحت في الأسبوعين الأولين بإدخال القفة دون الزيارة بينما منعت الزيارة والقفة معا في الأسبوعين الأخيرين. علما بأن سجين الرأي رمزي الرمضاني يتعرض منذ دخوله السجن والحكم عليه بأحكام قاسية بلغ مجموعها 28 عاما إلى اضطهاد متواصل واعتداءات متكررة من قبل أعوان السجن المذكور. وحرية وإنصاف 1) تدين بشدة منع عائلة سجين الرأي الشاب رمزي الرمضاني من الزيارة وتعتبر ذلك اعتداء على حق من حقوق السجين يكفله الدستور والقانون وجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. 2) تطالب الإدارة العامة للسجون بوضع حد لهذه العقوبة المخالفة للقانون وتمكين العائلة من زيارة ابنها وتحسين ظروف الإقامة للمساجين ومعاملتهم معاملة حسنة وفق مقتضيات القانون في انتظار إطلاق سراحهم. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
عائلة محمد الطاهر علي تتقدم بعريضة لوكيل الجمهورية للإستفسار عن مصير إبنها
السبيل أونلاين – تونس – عاجل قدم اليوم الخميس 04 مارس 2010 شقيق رفيق بن محمد الطاهر على أصيل نابل (حي البرج) عريضة إلى وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية بتونس ، يستفسر فيها عن سبب إعتقاله بتاريخ 02 مارس 2010 بالعاصمة . وتوجه عمر بن محمد الطاهر بن محمد الصالح القاطن بمنزل عدد 1 نهج أيوب الأنصاري برج بوخليفة نابل ، » إلى الجناب حتى تأذنوا بتوضيح الأمر حتى نتمكن من تكليف محامي لشقيقي إن لزم الأمر ذلك » ، حسب ما ورد في نص العريضة . وبعد إيداع العريضة لدى وكالة الجمهورية ، توجه عمر الطاهر علي إلى وزارة الداخلية التى أحالته على لجنة حقوق الإنسان الخاصة بالوزارة ، وبعد تسجيلها كل الإرشادات المتعلقة بالمهندس رفيق محمد الطاهر علي وعدته بأن تبحث عنه وتعلمه في أقرب وقت عبر الهاتف . جدير بالذكر أن إدارة الشركة التى يعمل بها والتى تقوم ببناء مصحة حنبعل أعلمت اليوم الخميس 04 مارس عائلته أن أعوان بوليس بلباس مدني قاموا بإعتقال إبنهم حين كان يباشر عمله ، وما تزال عائلته إلى حدّ كتابة هذا الخبر لم تتلقى أي إفادة عن مصيره أو مكان إحتجازه . وفي ما يلي نص العريضة : الحمد لله وحده ، تونس في 04/03/2010 عريضـــــــــة العارض:عمر بن محمد الطاهر بن محمد الصالح على صاحب بطاقة التعريف الوطنية عدد 06341705 مسلمة بتونس بتاريخ 30/04/2005 وقاطن بمنزل عدد 1 نهج أيوب الأنصاري برج بوخليفة نابل إلى جناب السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الإبتدائية بتونس – دام حفظه ما يلي انى الممضي أسفله العارض أعلاه . حيث أن شقيقي السيد رفيق بن محمد الطاهر على قاطن بخير الدين تونس تم إيقافه بتاريخ 02/03/2010 ولا أعرف مقره إلى حدّ الساعة كما لم يتم إعلامنا بإيقافه . وحيث أنى أعيش غموضا تاما لسبب إيقافه . وإنى أتوجه إلى الجناب حتى تأذنوا بتوضيح الأمر حتى نتمكن من تكليف محامي لشقيقي إن لزم الأمر ذلك لذا ولكل هاته الأسباب . الرجاء من الجناب الإذن بتوضيح لنا سبب إيقاف شقيقي السيد رفيق محمد الطاهر على القاطن بخير الدين تونس حتى نتمكن من تكليف محامي إن لزم الأمر ذلك . وللجناب سديد النظر بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس
(المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 4 مارس 2010)
حزب العمال يتضامن مع المناضلتين غزالة محمدي وزكية الضيفاوي :بيان
أعلنت المناضلة غزالة محمدي يوم الثلاثاء 2 مارس أنها دخلت في اعتصام أمام مقر ولاية قفصة التي رفض المسؤولون فيها مقابلتها متمسّكة بحقها في العمل متخذة هذا الشكل للاحتجاج على المظلمة المسلطة عليها شأنها شأن الكثيرات والكثيرين من أبناء الشعب علما وأنّ غزالة المحمدي سبق وأن أطردت من عملها لمساندتها لتحركات المعطلين عن العمل وانخراطها داخل اللجنة الجهوية بقفصة لتشغيل المعطلين، كما أعلنت المناضلة السياسية والناشطة الحقوقية الأستاذة زكية الضيفاوي أنها ستقوم بجملة من التحركات منها الدخول في إضراب عن الطعام يوم 8 مارس 2010 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة احتجاجا على استمرار السلطة في حرمانها من العمل وللمطالبة بتسوية وضعيتها كاملة من خلال عودتها إلى سالف عملها ودفع رواتبها المتخلفة وتعويضها عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحقها نتيجة المحاكمة الظالمة التي تعرّضت لها والحكم القاسي الذي سلط عليها انتقاما منها بسبب نشاطها السياسي والحقوقي والإعلامي عامة وبسبب تضامنها مع انتفاضة الحوض المنجمي خاصة. وتمثل غزالة المحمدي وزكية الضيفاوي نموذجا من القهر والتعسف والاستغلال المسلط على المرأة في ظل النظام التونسي الذي ما انفك يتبجح بالدفاع على قضايا المرأة وعلى المساواة، وقد سبق لحزب العمال أن كشف أكثر من مرة عن حقيقة تردّي أوضاع المرأة في تونس، وهو اليوم ومن منطلق تمسكه بمبدأ المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل وبحق أبناء الشعب التونسي، نساء ورجالا، خاصة ونحن نحيي يوم 8 مارس، العيد العالمي للمرأة: يعبّر للمناضلتين غزالة المحمدي وزكية الضيفاوي عن تضامنه ومساندته لهما في نضالهما من أجل حقهما في العمل والحرية والحياة الكريمة. يجدّد تنديده بما تلقاه الكثير من الناشطات السياسيات والحقوقيات والإعلاميات والطالبات من اعتداء على حرياتهن وعلى حقوقهن المادية والمعنوية. يدعو كافة فعاليات المعارضة الجادة والديمقراطية ومكونات المجتمع المدني المستقلة لتنسيق جهودها من أجل الوقوف صفا واحدا ضد مظاهر الاستغلال والتعسف والعنف ضد المرأة. حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 3 مارس 2010
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 3 مارس 2010)
بيان صحفي للنشر
تونس أين الحريات ………….؟!
4 مارس 2010
يتابع اتحاد المدافعين عن حقوق الإنسان العرب بقلق بالغ ما يتعرض له المدافعين عن حقوق الإنسان من مضايقات على أيدي السلطات التونسية فقد شهدت تونس انتهاكات عديدية ضد المدافين في الايام الاخيرة . يوم السبت 26/2/2010 تعرض كل من المدافعين محمد عبو ،ولطفي الحيدوري للمضايقات والاعتداء عليهما بالسب والشتم والتفتيش الدقيق والتهديد بالسجن ومصادرة متعلقاتهم من كتب ووثائق وتقارير أمام مرأى ومسمع من عدد من الأجانب الموجودين بمطار قرطاج بتونس، وقد وقع ذلك الانتهاك أثناء عودة عبو،والحيدوري للأراضي التونسية عقب حضور فعاليات حقوقية خاصة بحرية الرأي والتعبير عقدت في المغرب . كما تعرض سجين الرأي السابق المدافع زياد الفقراوي للعديد من الانتهاكات والمضايقات حيث تم اعتقاله مساء يوم الجمعة الموافق 26/2/2010 واقتياده إلى مركز الحرس بمدينة العلا وبالمركز تعرض الفقراوي لاعتداء بدني عنيف ومما هو جدير بالذكر أن السلطات دأبت على مضايقته فقد سبق أن داهموا المزرعة الخاصة به الكائنة بريف مدينة العلا واعتدوا عليه بالضرب كما أتلفوا مزروعات وموجودات المزرعة . وفي السياق نفسه، يتعرض المدافع زهير مخلوف للعديد من المضايقات منذ خروجة من السجن ومنها المحاصرة المستمرة لمنزله،ومنع زائريه بالإضافة إلى مراقبة لصيقة له ومراقبة تنقلاته ومكالماته بهدف عزله عن المجتمع من حولة ،فضلا عن حجب الصفحة الخاصة به على موقع الفيس بوك والتي يعرض من خلالها الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنين في تونس . وفي سياق متصل فقد أصدرت محكمة قفصة قرار باعتقال المدافع حسن بن عبد الله المحكوم عليه غيابيا بالسجن عشر سنوات على خلفية اشتراكه في وقفة احتجاجية انطلقت من الحوض المنجمي، ومما هو جدير بالذكر أن الطعن في الحكم المذكور مازال منظورا أمام المحكمة وقد تأجل نظره لجلسة 14 /3 /2010 إلا أن قرار الاعتقال صدر في اليوم التالي للجلسة . واتحاد المدافعين عن حقوق الإنسان العرب إذ يستنكر ما يتعرض له المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس والتي تمثل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان . فانه يطالب السلطات التونسية بضرورة وقف كافة الانتهاكات و المضايقات التي يتعرض لها المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وبضرورة احترام وتفعيل المواثيق الدولية التي تكفل حماية الحريات العامة وحقوق الإنسان .
اتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب
تعنيف تلميذة امام المعهد الثانوي بسوسة
تعرضت اليوم الخميس 04 /03 / 2010 و على الساعة الثامنة صباحا تلميذة من تلميذات معهد سوسة الى التعنيف الشديد من قبل احد المواطنين. الفتاة و هي مرسمة بالسنة الرابعة علوم اعلامية تاذت بسبب مرور السيد المذكور بعجلات سيارته على قدمها امام المعهد مباشرة. لم يكتف السيد بما فعله بل عمد الى النزول من سيارته و ضرب الفتاة ضربا مبرحا امام اعين الملا ثم جرها الى داخل المعهد من شعرها و ثيابها ليشكوها الى المدير. و قد قام السيد المدير بالتدخل مع بعض المربين و اوقفوا المعتدي بمكتبه لاستجلاء الواقعة.وقع ايضا استدعاء ولي التلميذة و اعلامه بالامر و قد قرر الاخير تقديم شكوى للقضاء ضد السيد الذي ظلم و بكى و سبق و شكى و الذي اتضح انه يا للشرف رئيس فرع بنكي بالجهة. استاذ – سوسة
شاب يحرق نفسه ببلدية المنستير
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 03. مارس 2010 اقدم شاب في مدينة المنستير على احراق نفسه بعد ان سكب البنزين على جسده وأضرم فيه النار وذلك بمقر بلدية المكان، احتجاجا على السلطات المحلية التي رفضت أن تمنحه ترخيصَ استغلالِ كشك لبيع الاكلة الخفيفة، بعد ان استنفذ جميع وسائل المطالبة. وقد حاصرت قوات الامن السياسي مقر البلدية عقب الحادثة، ونقل المتضرر الى المستشفى الجامعي بالمنستير و منه الى احد مستفيات العاصمة نظرا لخطورة الاصابة. يشار إلى أن الشاب الذي أقدم على احراق نفسه هو حفيد احد ابرز المناضلين ضد الإستعمار بالجهة، المرحوم عبد السلام تريمش الذي كان أحد رفاق الرئيس السابق بورقيبة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 مارس 2010)
المحامون الشبان أربع قائمات مغلقة… وانسحاب مترشح
قرر المكتب التنفيذي لجمعية المحامين الشبان أمس قبول 37 ترشحا وذلك بعد التثبت من البيانات والشروط القانونية للمترشحين. وعلمت »الصباح »من الكاتب العام للجمعية السيد كريم جوايحية »أن الأستاذ حاتم السميري قدم أول أمس مطلبا تضمن سحب ترشحه من انتخابات الهيئة المديرة للجمعية لدورة مارس2010 دون أن يذكر سبب ذلك ». أربع قائمات في السباق وتوقعت مصادر من المحامين أن يدخل المستقلون في قائمة مغلقة وذلك لضمان أوفر الحظوظ خاصة أن المنافسة ستكون حامية بين تيارات سياسية معروفة في القطاع. ويتحدث بعض المحامين عن تعثر تحالفات تقليدية كانت قد عرفتها الانتخابات في الماضي وذلك بسبب اختيار احد الأطراف الترشح ضمن قائمة مغلقة رغم المفاوضات السرية التي جرت بين طرفين قبل تقديم الترشحات. ويؤكد بعض المتابعين للشأن الانتخابي أن المحامين للتجمع الدستوري الديمقراطي سيدخلون بدورهم ضمن قائمة مغلقة تضم9/9 وهي مسالة مفروغ منها ذلك أن المحامين التجمعيين تعودوا على مثل هذه القائمات منذ انتخابات الهيئة في دورتها السابقة. واستنتج المتابعون أن العملية الانتخابية ستنحصر بين ثلاثة أطراف أساسية وهم المحامون التجمعيون »الذين سيعملون على إثبات ولائهم للنهج الإصلاحي الذي تبنوه خلال الدورات الماضية و »التيار اليساري والقومي » الذي بدأ يعود إلى الساحة القطاعية أما ثالثهم فهو تيار يقدم نفسه على انه « تيار الإسلامي ». وأشارت المصادر إلى أن مسألة التحالفات لا يمكن الحسم فيها بشكل نهائي وتبقى مجرد تخمينات قابلة للتغير وذلك انطلاقا من أولويات لا يمكن تحديدها ألان -كعدد المحامين الذين يمكن أن يصوتوا لهذا الطرف أو ذاك- وهي مسالة من شانها أن تعيد خارطة التحالفات إلى النقطة صفر وبالتالي إعادة توزيع أوراق المشهد الانتخابي من جديد. أهم مراحل الجمعية بالرغم من أن القانون الأساسي للجمعية يقر أنها ذات صبغة اجتماعية بالأساس إلا أنها دخلت في منعرج جديد وذلك عبر انخراط محامين ذوي توجهات سياسية في تمرير مواقفهم ,وقد عمل البعض منهم على تحويل وجهة الجمعية مما خلق حالة من الولاءات السياسية وهو ما دعا بعض المحامين للدعوة إلى استقلالية الهيكل عن التيارات السياسية التى تسعى إلى تمرير برامجها ما من شأنه أن يدخلها في مهاترات لا جدوى منها وهو موقف تتبناه البيانات الانتخابية لأكثر من 18 مترشحا. ومرت الجمعية بصراعات كبيرة أثرت سلبا على الهيكل ويبقى أخطرها ذلك الذي وقع سنة1992 حين انقسمت الجمعية على ذاتها وتطور الصراع بين الأستاذين عبد الرؤوف العيادي والأستاذ كمال البلطي مما أدى إلى انقسام على المستوى الهيكلي وعاشت الجمعية خلال هذه الفترة بهيئتين تأسيسيتين طوال عامين.
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 4 مارس 2010)
الصيد على رأس اتحاد محامي المغرب العربي
قررت اللجنة التحضيرية لاتحاد محامي المغرب العربي في ختام اجتماعها المنعقد في تونس مؤخرا أن يكون العميد بشير الصيد أول أمين عام للاتحاد. ومن المتوقع أن تعقد اللجنة التحضيرية اجتماعها القادم في 23 مارس بموريتانيا وذلك لاعداد الصياغة النهائية للنظام الداخلي والقانون الاساسي لاتحاد محامي المغرب العربي. وكانت تونس قد احتضنت الاجتماع التاسيسي برئاسة الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين وبحضور وفود تمثل هيئات المحامين المغاربة من تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 مارس 2010)
(مجلة كلمة) المحاصرة والمراقبة اللصيقة
تكاثرت بيانات جمعياتنا الحقوقية وشخصياتنا الوطنية في الآونة الأخيرة، كلها مجمعة على إدانة المحاصرة الأمنية والمراقبة اللصيقة! وتكفي زيارة واحدة لموقع « محظور » حتى تجد ضالتك من تلك البيانات! فهذا محاصر في منزله! وذاك ممنوع من استقبال الزوار! والآخر ممنوع من زيارة مقرات الأحزاب المعارضة والجمعيات المستقلة! وهذا سرقت أمتعته! وذاك نهب! والأخرى ضربت! هذا خصص بمراقبته ومتابعته عون أمن وذاك اثنان! والآخر سيارة وغيره سيارتان بل قد يصل الأمر إلى توظيف المروحيات لمراقبة شخص واحد!! كما ذكر بعضهم! ويتعالى الشجب والإستنكار! … وكان أولى بالشاجبين والمستنكرين أن يشكروا « الأمن » على ما حباهم به من عناية ورعاية فائقة وما بذل من وقته الغالي في سبيل أن يوفر لهم مادة يحررونها في بياناتهم! وسببا يجعل منهم مناضلين! … فبضدها تتمايز الأشياء كما يقال! ولكن ما الذي تنقمونه من فرق « أمننا »؟؟ هل تريدونها أن تدخل في بطالة وتلزم مقراتها! حتى يتم الإستغناء عنها، إن هي لم تجد عملا تؤديه! ألا تعلمون أنكم تطلبون طلبات لا يقبلها عقل ولا منطق!! … هل من المعقول أن نلقي بأعداد غفيرة من قوات أمننا إلى قوارب الموت؟ … وبطون الحيتان؟ … أو إلى النهب والجريمة المنظمة داخل البلاد وخارجها؟! أم لعلكم تطالبون رجال الأمن أن يخلعوا أزياءهم ويعملوا بجني الزيتون!؟ وإن هم عملوا ذلك ألن يكون في ذلك دفعا بمواطنين آخرين للبطالة! ثم هب أن غابات الزيتون قبلت بهم ألن تحل الكارثة؟ لأنهم سيمارسون مهاراتهم في استعمال العصي، فلكل امرء من دهره ما تعود، وعادة « أمننا » الضرب بالعصا! وهو ما سيلحق أضرارا بليغة بالغابة تمنعها من الإثمار لسنوات! … كما أن كثرة الأغصان والأوراق التي ستختلط بالزيتون تفسد طعم زيته فيبور في الأسواق العالمية! ربما تقترحون أن نحولهم لمعاصر الزيتون حتى يديروا الطواحين بعضلاتهم عوضا عن استعمال الطاقة الكهربائية وما تسببه من تلوث بيئي، أو عوضا عن الجمال التي أصبحت بضاعة نادرة بعد أن توظف جميع الرعاة في صفوف « الأمن »!! أما أن تطالبوا فرق الأمن بملاحقة اللصوص والمجرمين وتترك لكم الحبل على غاربه فهذا لا يقبله حاكم « عاقل »! … لأن اللصوص والمجرمين إن قطعت خبزتهم في مجالهم طلبوها من « الحاكم بأمره » وهو لها فاقد! وقد يسبب له ذلك قلاقل ومشاكل هو في غنى عنها! … لذلك اقتضت الحكمة « العلية » ترك الشعب يقتات من بعضه ويحل مشاكله بنفسه! … ومن خشي السرقة فليتخذ له كلبا يحرسه! اقتداء بصاحب الكرسي الذي خشي على كرسيه من السرقة فاتخذ له « كلابا » تحرسه! … وهي عليه أأمن!! … إلى أن تجوع أو تطمع!! صابر التونسي 3 مارس 2010
يبدو أن النظام التونسي قد وصل إلى حالة من الريبة والفزع والشك، جعلته يخشى عالما افتراضيا لجأت إليه شريحة واسعة من الشعب التونسي بعد أن حرموا من كافة أشكال التعبير. إن السلوك الأرعن والجبان للنظام تجاه المدوّنين يشكل إحدى ميزات الديكتاتوريات الحديثة التي ابتدعت الرقابة على حرية الإبحار في الشبكة العالمية بعد أن استوفت كافة أشكال القمع الأخرى من تكميم للأفواه وتكبيل للعقول واعتداء صارخ على الحريات الأساسية من تفكير وتظاهر واجتماع وتنظم وإعلام، إلخ. الأكيد أن عملية الحجب التي طالت صفحتي على موقع « الفايس بوك » الإجتماعي إنما يتنزل في إطار الإعتداء الغادر على حقي الإنساني في تبادل المعلومة و إبداء الرأي في الشأن العام الوطني والقومي والأممي، أي إعتداء على الحرية الشخصية. ربما مساهمتي في هذا العالم الإفتراضي لم ينسيني ولو للحظة طبيعة النظام المتسلطة، فلقد خبرتها في مختلف الميادين النضالية، كانت نقابية عبر نشاطي داخل الإتحاد العام لطلبة تونس مرورا بإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، أو حقوقية عبر تحمّلي لمسؤوليات داخل الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية مرورا بنشاطي ضمن الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب، أو إجتماعيا عبر مساهمتي ومعاينتي لانتفاضة الحوض المنجمي من أجل الكرامة الإنسانية والحق في العيش الكريم.. لذا فلن أشعر ولو للحظة بالصدمة أو المفاجئة عندما تطالعني صفحة الحجب أو الرقيب « 404 NOT FOUND « ، وإنما تذكرني بكلمة تردّدت على مسامعي عشرات المرات كلما تعلق الأمر بحضور ندوة أو تظاهرة لدى أحد الجمعيات أو أحزاب المعارضة، « إنها التعليمات » هكذا يردّدها أعوان البوليس السياسي، من أصدرها؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟… كل هذه الأسئلة تظل بدون أجوبة فـ »التعليمات » فوق « القانون » وفوق « الدستور » وفوق رؤوسنا… إنّ « عمار 404″ الرقيب الساهر » اللأمين » والمعتدي على حقي الطبيعي في التعبير والتدوين، كما ينعته المدوّنون، قد ولد من رحم القمع ليكمل مشهد الحرمان من الحرية عبر الإعتداء على خيالنا الإفتراضي « Imagination virtuelle » بعد أن أدّى بوليس الواقع دوره بإقتدار مكرسا حقيقة أن النظام التونسي يحكم البلاد والعباد « بالحديد والنار ». أخيرا، إن كل من تشبّع بفكرة وآمن بقضية وتعلّم التضحية من أجل وطن حرّ وشعب حرّ، لن تثنيه خزعبلات « البوليس الإفتراضي »، فلكل داء دواء. بلقاسم بنعبدالله ناشط نقابي و حقوقي
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي
ندوة سياسية
تنظم هيئة الشباب الديمقراطي الوحدوي في نطاق عمل منتداها الشهري ندوة سياسية حول العمل البلدي والديمقراطية المحلية وذلك يوم الجمعة 12 مارس على الساعة الرابعة بعد الظهر بالمقر المركزي للحزب. والدعوة مفتوحة للعموم من الشباب. مائدة مستديرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل سنة تنظم جامعة بن عروس للاتحاد الديمقراطي الوحدوي مائدة مستديرة حول واقع المرأة العربية وآفاق تحررها وذلك يوم السبت 13 مارس على الساعة الثالثة ظهرا بالمقر المركزي للحزب . عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
أطراف في النقابة العامة للتعليم الثانوي تتآمر على نضالات الأساتذة في سيدي بوزيد
يعيش اساتذة سيدي بوزيد ونقابيوها هذه الأيام محطة نضالية هامة مرتبطة باصرارهم على رفض القرار الاداري القاضي بتحويل اعدادية خيرالدين الى مدرسة اعدادية نموذجية ومطالبتهم باحداث اعدادية نموذجية جديدة على غرار باقي الجهات الاخرى لما يحمله قرار الاحداث من ايجابيات على مستوى مواطن الشغل الجديدة وغيرها فيما لقرار التحويل انعكاسات سلبية على مستوى تشريد تلاميذ واساتذة الاعدادية على مدارس اخرى . ولتوضيح موقف النقابة الجهوية الرافض لمبدا التحويل والداعم لمبدا الاحداث تم يوم الاربعاء الماضي 03 مارس عقد اجتماع بالاساتذة في الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد وقد تحركت خلال هذا الاجتماع عناصر معروفة بارتباطاتها باطراف في النقابة العامة وحاولوا افشال الاجتماع وبث البلبلة في صفوف الاساتذة عن طريق تكذيب الارقام الواردة على لسان النقابيين الرافضين للقرار التحويل ويعرف نقابيو سيدي بوزيد ان هذه العناصر لا تتحرك وحدها بل انها تدور في فلك احد اطراف النقابة العامة للتعليم الثانوي.ففي مصلحة من هذه البلبلة ؟ ومن المسؤول عن محاولة ارباك الاساتذة وافشال تحركاتهم النضالية في سيدي بوزيد ؟ اشرف اللواتي نقابي قاعدي
شرعية اللاشرعية في مؤتمر النقابة العامة للعدلية
ينص الفصل العاشر من قانون المنظمة على ضرورة احترام القانون الأساسي والنظام الداخلي لها من طرف كافة التشكيلات والهياكل النقابية ضمانا لديمقراطية وشفافية المنظمة .إلا أن واقع النقابة العامة المتخلية يبين عديد الانحرافات القانونية في تشكيلتها والتي نذكر منها: 1- عدم استجابة الكاتب العام للنقابة العدلية المتخلي والحالي لشروط الترشح : حيث ترشح الاخ محمد علي العمدوني في سنة 2001 لعضوية النقابة العامة للعدلية والحال انه انخرط في الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 15 افريل 2002 بعد أن تحمل المسؤولية النقابية ككاتب عام للنقابة العامة للعدلية في نوفمبر 2001 وكاتب عام للنقابة الأساسية لأعوان العدلية بتونس في ديسمبر 2001 . فهل العمدوني لانتطبق عليه شروط الفصل 17 من قانون؟ 2- عضو النقابة العامة للعدلية المتخلي والحالي أحمد الحبيبي هو ايضا فوق القانون حيث لا تتوفر فيه شروط عدد سنوات تحمل المسؤولية. 3- عدم توفر شرط الإقامة بتونس الكبرى: ثلاث أعضاء من النقابة العامة للعدلية المتخلية لم يقيموا بتونس كامل مدة نياباتهم حسب الفصل18 من قانون المنظمة. فهل العضو المجدد الأخ فتحي التابعي سيمتثل هاته المرة لشرط الإقامة بتونس الكبرى؟ فالنقابة العامة للعدلية بنيت قانونا على البطلان حسب مقتضيات نصوص قانون النظام الداخلي وما بني على باطل فهو باطل. وانعقد اليوم 3 مارس 2010 مؤتمر النقابة العامة للعدلية على موروثه اللاشرعي وعلى قاعدة التنصيب و على مبدأ تطويع القانون ليطبق على المناضلين ( أعدائهم ) لتتواصل اليوم شرعية اللاشرعية من خلال: 1) إقصاء جهة صفاقس من حضور فعاليات المؤتمر: وحيث أن الفصل 14 من قانون المنظمة ينص على » أن المؤتمر القطاعي يتركب من نواب النقابات الأساسية المنتخبين حسب عدد المنخرطين وعلى قاعدة يحددها النظام الداخلي بالاتحاد العام بالتشاور مع الهيكل القطاعي المعني » إن إقصاء أعضاء النقابة الأساسية للعدلية بصفا قس و النيابات النقابية بها يعتبر تعديا صارخا على قوانين المنظمة وخاصة الفصل 14 منها و على لوائح الاتحاد العام التونسي للشغل في إلزامية واحترام نصوصها القانونية تحقيقا للديمقراطية داخل المنظمة . ولقد قدم أعضاء النقابة الأساسية بصفاقس و النيابات بها طعنا في شرعية المؤتمر إلى الأخ الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي العام بتاريخ 1 مارس 2010 حسب المراسلة البريدية عدد 401035996 الذي تسلمه يوم 2 مارس 2010 و أيضا الطعن المقدم إلى رئيس لجنة المؤتمر الأخ الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المالية محمد سعد من طرف الأخ طارق الحرزي عضو النقابة الأساسية بتونس الكبرى و قد قوبل القرار بالرفض بتعلة الاتصال الشفوي من طرف موظف في الاتحاد الجهوي بالشغل بصفاقس الذي ادعى إعلام عضو واحد من ستة أعضاء النقابة الأساسية و خمس نيابات نقابية بتاريخ انعقاد مؤتمر النقابة العامة للعدلية . هل قانون المنظمة أصبح يقر بالإعلام الشفوي كقرينة قانونية على التبليغ؟ هل مثل هاته الانتهاكات القانونية المنصوص عليها صلب النظام الداخلي لا تعتبر سببا قانونيا لإقرار عدم شرعية مؤتمر النقابة العامة للعدلية المنعقد اليوم؟ 2) التعامل مع المترشحين بسياسة المكيالين: ينص الفصل 18 من قانون المنظمة على أن يكون المترشح للمؤتمر خالص الذمة مع قسم الملية عند الترشح و حيث أن المترشحتان لمؤتمر النقابة العامة للعدلية اليوم تمتعتا بقروض من قسم المالية للاتحاد العام إلا انه رفض ترشح الأولى على أساس عدم براءة الذمة المالية فحين قبل ترشح الثانية والتي أصبحت عضوة بالنقابة العامة للعدلية اليوم والحال أنه ليس هناك ما يفيد أنها خالصة الذمة مع الاتحاد. 3) عدم الوضوح في احتساب النيابات: حسب الفصل 14 المذكور سابقا و المعمول به أيضا أن احتساب النيابات يكون على أساس القاعدة الواحدة لكل الجهات إلا أن مؤتمر العدلية هذا احتسبت فيه النيابات على قاعدة الجهات الموالية للقائمة المسنودة. 4) عدم احترام الديمقراطية والشفافية بالتشكيك في حق تقديم الطعن: ينص الفصل56 من النظام الداخلي على أن الطعون تقدم في نسختين إلى رئيس المؤتمر الذي يمضي في إحداها وجوبا ويعيدها للمتقدم بالطعن, فعبارات النص القانوني واضحة في أحقية تقديم الطعون ولم ينص الفصل المذكور على صفة المتقدم بالطعن أو على الجهة التي من حقها تقديم الطعن. فهل المتقدم بالطعن في مؤتمر العدلية الحالي مدعاة للسخرية والتشكيك؟ فأيمانا منا بشرعية وبتاريخ وثوابت المنظمة سنواصل نضالنا ضد المهادنة و الاستسلام والتصفية ولن نساوم بمبدأ الديمقراطية و الاستقلالية والنضالية صلب الاتحاد ولن نلجأ إلى سبل أخرى لتثبيت الحق القانوني ولن نهادن بمطالبنا ولن نقبل بالمؤتمرات الصورية الغير فاعلة و لن نركع لتصفية المناضلين وتهميشهم و التشكيك فيهم مهما كانت الضريبة و سنواصل على نفس الدرب. الإمضاء : مناضلين من العدلية المصدر : منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية » الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 134 – 04 مارس 2010
8 مارس، اليوم العالمي للمرأة: ترجع جذوره إلى الحركة العالمية للنساء الاشتراكيات في أواخر القرن التاسع عشر. وكانت تلك الحركة تناضل من أجل حقوق المرأة في التصويت دون تمييز على أساس الثروة أو الملكيّة أو التعليم. وتمّ الاحتفال لأوّل مرّة باليوم العالمي للمرأة يوم 19 مارس 1911 في المانيا والنمسا والدانمارك والسويد. ثمّ تمّ تغيير التاريخ بطلب من الالمانيات ليصبح 8 مارس واحتفلت به في ذلك اليوم كلّ من ألمانيا والنمسا وروسيا. ويرجع اليوم العالمي للمرأة إلى اقتراح قدّمته، أثناء مؤتمر للنساء الاشتراكيات انعقد في كوبنهاغن سنة 1910، كلارا تستكين (1857- 1933) المناضلة السياسية والناشطة النسويّة والنائبة البرلمانية عن الحزب الشيوعي الألماني خلال جمهورية فايمر (1920-1933). تونس، مشاورات: التقى يوم الثلاثاء 2 مارس ممثلون عن حركة التجديد والتكتل الديمقراطي ومجموعة التنمية والاصلاح وحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ وتبادلوا وجهات النظر حول امكانيات وصيغ المشاركة في الانتخابات البلدية التي ستجري شهر ماي المقبل. واتفقت الاطراف على مواصلت التشاور بينها في الايام المقبلة. تونس اضراب 1: نفذ أعوان مركز الإعلامية بوزارة المالية يوم الاثنين إضرابا عن العمل بيوم نتيجة تعثر المفاوضات الاجتماعية وعدم التوصل إلى حل علما أن الاختلاف بين الجانبين الاداري والنقابي تمحور حول مسائل ترتيبية مزمنة منذ المفاوضات الاجتماعية الفارطة. وحسب السيد الشاذلي البعزاوي كاتب عام جامعة المالية بأن « الإضراب كان ناجحا »، وبلغت نسبة المشاركة فيه 95 بالمائة. من جهتها أكدت مصادر إدارية من مركز الإعلامية تواصل السير العادي لعمل المركز وقيامه بوظائفه بصفة عادية بفضل عدم مشاركة جل الإطارات في الإضراب الذي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيه ال50 بالمائة. عن الصباح 02. مارس 2010 تونس اضراب 2: أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة برقية تنبيه بالإضراب تتضمّن دخول حوالي 115 عاملا يشتغلون بشركة « كابليتاك » المختصة في تركيب الكوابل بالقلعة الكبرى من ولاية سوسة يومي 10 و11 مارس الجاري. البرقية طالبت باحترام الحق النقابي وبإرجاع العملة المطرودين وبالكف عن العقوبات العشوائية إلى جانب احترام التوقيت القانوني للعمل وتمكين كافة العملة من المستحقات المتخلّدة بذمّة المؤسسة. عن « الشعب الالكترونية ». تونس، غرامة: قضت محكمة المنستير يوم الاربعاء 24 فيفري بتغريم الاستاذ رشيد الشملي بخطية قدرها 100 دينار وذلك على اثر نشاطه في الحملة الانتخابية الفارطة. تونس اضراب 3: قرّر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس إضرابا عن العمل يوم 11 مارس 2010 بمؤسسة « سيما للمعادن » العاملة في ميدان التجهيزات الفلاحية بمنطقة مقرين. ويطالب الاتحاد الجهوي للشغل بتطبيق الاتفاق المبرم بين إدارة الشركة والطرف النقابي. عن « الشعب الالكترونية ». تونس، سجن: امرت محكمت قفصة يوم الاربعاء 24 فيفري بسجن حسن بن عبد الله المحكوم عليه بعشر سنوات غيابيا في قضية الحوض المنجمي. يجدد حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ مطالبته باطلاق سراح سجناء الحوض المنجمي وباعادتهم إلى سالف وظائفهم وبفتح حوار حقيقي لتلبية المطالب المتعلقة بنموّ الجهة وتشغيل الشباب والمحافظة على المحيط. عرب، اغتيال المبحوح: أوضح استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي في باريس ان الحكومات العربية غير مهتمة أو معنية باستهداف قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي كان آخرها عملية اغتيال القائد العسكري محمود المبحوح في دبي في جانفي الماضي. وأشار الاستطلاع الى أن رد فعل العرب ليس بحجم الجريمة التي ارتكبها جهاز الموساد ضد المبحوح في دبي، وقال المركز في بيان صحفي إن 75% من الذين شملهم الاستطلاع عبروا عن اعتقادهم ان كل حدث له علاقة بحركة « حماس » تتصرف حياله الأنظمة والحكومات العربية بشكل وكأنه لا يعنيها. وافاد ما نسبتهم 13.11% أن ما قامت به الإمارات العربية المتحدة من تحقيق وكشف للحقائق هو عمل عربي شجاع بامتياز. محكمة « روسل » حول فلسطين: تلتئم الدورة الدولية الأولى لمحكمة «روسل» حول فلسطين أيام 1 و2 و3 مارس 2010 ببرشلونة. وسيكون من مهام هذه المحكمة التي تم تشكيلها ببرشلونة البحث حول درجة تورط الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في تمديد احتلال الأراضي الفلسطينية وفي انتهاكات الكيان الصهيوني لحقوق الشعب الفلسطيني. وستقدم نتائج هذا البحث من طرف لجنة مشكلة من شخصيات معروفة دوليا. كما سيتم تقديم ستة أسئلة رئيسية من طرف خبراء وشهود إلى لجنة المحكمة. ووافقت الشخصيات التالية على اعتمادها كأعضاء في اللجنة: 1. ميرياد كوريكان ماكير: جائزة نوبل للسلام في 1976، إيرلندا الشمالية. 2. خوان تابيا غوزمان: قاض، الشيلي. 3. غيزل حليمي: محامية، سفيرة سابقة لدى اليونسكو، فرنسا. 4. كينتيا مكيني: سياسية أمريكية، رئيس شركة، بريطانيا. 5.ميشيل مانسفيلد: محام، الولايات المتحدة. 6. خوسي أنطونيو مارتين بالين: قاض بالمحكمة العليا، إسبانيا. 7.روني كاسريل: كاتب وناشط حقوقي، افريقيا الجنوبية. 8.أميناتا تراوري: كاتبة، سياسية وناشطة حقوقية، مالي. تعليم البنات: سجل معدل تعليم البنات تقدما ملحوظا في مختلف أنحاء العالم، بل وتفوقن علي الذكور في دول كثيرة من حيث عدد الملتحقين بالمدارس ونوعية الدراسة والمواظبة عليها. لكن هذا التقدم لم يتبلور في مجال المساواة في فرص العمل والسياسة والعلاقات الإجتماعية. وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي عامة، كان عدد البنات في مرحلة الثانوية 103 مقابل 100 تلميذا في عام 2006. لكن المكسيك، ثاني أكبر دولة في هذه الإقليم، قلصت سياسات تعليم البنات. وعلي مستوي العالم، إنخفضت نسبة البنات غير الملتحقات بالمدارس من 58 إلي 54 في المائة في الفترة 1999-2007 وفقا للبيانات الرسمية، لكن عدد البنات في مرحلة الإبتدائية ما زال يقل عن عدد الذكور. هذا ويمثل عدد المعلمات غالبية المعلمين في العالم، ومع ذلك فلا يزال التعليم يعاني من هيمنة الرجال والتمييز ضد المرأة. وتغلب الرجولة علي الكتب الدراسية، وهي التي تصور المرأة علي أنها كائن سلبي وخدوم، علي عكس الرجال الذين يصورون علي أنهم أصحاب الإبتكار والإبداع والنشاط والإستقلالية. يحدث كل هذا وغيره فيما ينعقد مؤتمر اللجنة المعنية بالأحوال القانونية والإجتماعية للمرأة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في الفترة من أول مارس حتي 12 مارس، بغية تقييم الوفاء بالتعهدات المتخذة منذ 15 عاما في مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة في بكين. عن آي بي إس طائرات دون طيار ضدّ المهاجرين: طلبت وكالة الحدود التابعة للإتحاد الأوروبي « فرونتيكس » مشورة مصانع إنتاج الأسلحة في إمكانية إستخدام طائرات بدون طيارين وغيرها من التكنولوجيات العسكرية، لمنع المهاجرين من دخول أراضي دول الإتحاد. وقررت وكالة الحدود عقد إجتماعات في أسبانيا في جوان المقبل ليقدم منتجو الطائرات بدون طيارين عروضا لمنتجاتهم. والمعروف أن هذا النوع الطائرات المزودة بالكاميرات قد إستخدم بكثافة في قصف الأهالي المدنيين في فلسطين وأفغانستان وباكستان، والآن تنظر وكالة الحدود في تكييفها لإستعمالها لمراقبة الحدود. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
صلاح الإصلاح
عبداللطيف الفراتي (*) أقدمت السلطة التنفيذية بتأييد من السلطة التشريعية، بمناسبة إصدار قانون المالية للعام الجديد 2010، على القيام بإصلاح جزئي يهم الطرح من أساس الضريبة بالنسبة للفئات الدنيا، وبات ذلك الطرح يهم الشريحة التي تقل عن 2500 دينار كدخل صاف بعد أن كانت 1500 دينار وفقا للإصلاح الجبائي الذي كانت السلطة بكل شجاعة قد أقدمت على إنجازه في أواخر الثمانينيات، في إطار مجموع إصلاحات ذات بال تحققت في ذلك الحين. وعندما أقدمت الحكومة على إنجاز ذلك الإصلاح راهنت على أن خفض النسب المسلطة، من جهة وتبسيط شرائحها، سيمكن من زيادة دخل الدولة، على أساس المثل الشائع من أن النسب العالية تؤدي إلى تقليل مجموع الدخل الضريبي (les taux tuent les totaux) ونجحت في ذلك الرهان، فقد أقدم المواطنون على أداء واجبهم الجبائي بكل أريحية. واليوم وبعد أكثر من 20 سنة فإن الإصلاح المقرر آنذاك، لم يعد متلائما مع الواقع المعاش. فمن ناحية فإن الطرح الذي يهم ألف دينار بين 1500 و2500 الأولى لا يشمل سوى أصحاب الدخل في مستوى الأجر الأدنى، أي إنه لا ينسحب على باقي الفئات التي يفوق دخلها، مستوى السميغ الذي ارتقى باستمرار بفضل السياسات الحكومية من جهة، والتحسن المستمر في الإقتصاد وفي مستوى الدخل الفردي الذي تضاعف أو يزيد في 20 سنة. وفي هذا تفريق في المعاملة ليس مقبولا ولا معقولا. ومن جهة أخرى فإن القيمة الشرائية للمال قد انخفضت بشكل كبير خلال 20 سنة، ولعل للمرء أن يقارن بين ما كان يستطيع أن يشتري بمائة دينار من سلع وخدمات في 1989 والآن، وسيجد أن الفارق كبير. ولقد كان أجر بعشرة آلاف دينار سنويا يعتبر كبيرا في حدود التسعينيات، وهو اليوم القاسم المشترك الأعظم بين موظفي الدولة ذاتهم في بدايات حياتهم المهنية، مثل أساتذة الثانوي بعد 5 سنوات أقدمية وغيرهم من الموظفين الذين يماثلونهم. ومن هنا فللمرء أن يتساءل إن لم يكن قد حان الوقت للقيام بمراجعة سلالم وشرائح الأداء لملاءمتها مع وضع جديد، دخلت عليه تغييرات، وسيؤدي إن بقي الأمر على حاله ولم يقع إصلاحه إلى السقوط في ما كان عليه الأمر قبل سنة 1990، وقبل إصلاحات ما بعد التغيير في 7 نوفمبر 1987، وما اتسمت به من جرأة، من الواجب ان تستمر، وذلك رغم ما حصل من تعصير للإدارة الجبائية، وملاحقة لصيقة بالمتهربين. وإذ حصل الإصلاح في سنة 1989 على ما أعتقد، وصاحبه عفو جبائي واسع، فقد حقق المصالحة بين المواطن والجباية، وإذ أمر رئيس الدولة بذلك الإصلاح فقد تولاه وزير المالية آنذاك السيد محمد الغنوشي الوزير الأول، وقام بشأنه باستشارة واسعة، هو شخصيا ومصالح الوزارة التي تجندت للإصلاح، وتصور تأثيراته على المالية العمومية، واختيار أفضل السيناريوهات التي لا تضر بموازنات الدولة وتخفف العبء عن الخاضعين للضريبة وتوسع عدد الخاضعين إليها ( lassiette). ومنذ ذلك الحين فقد أدت الإصلاحات الهيكلية، وتبعات الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، وكذلك تفكيك الأداءات الجمركية، والنزول بها إلى حدودها الدنيا، إلى تناقص مهم في موارد الدولة، بحيث لم يكن ممكنا خلال سنوات، تحقيق أي تخفيض في مردود الجباية والضريبة الشخصية على المداخيل، حفاظا على توازنات دقيقة للميزانية، خاصة أمام تضخم نفقات التعليم والصحة والحوافز التي أدت دورها في تنشيط الإقتصاد وتحقيق نسب النمو العالية والمتواصلة. وإذ مرت البلاد كبقية العالم بفترة صعبة خاصة خلال سنة 2009، في ظل أزمة مالية اقتصادية عاتية لم يعرف العالم مثيلا لها منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وخرجت منها بأقل التكاليف، محققة نسبة نمو في حدود 3.1 في المائة، في وقت سجلت غالب البلدان في العالم نسب نمو سلبية، فإنه لم يكن ممكنا التفكير جديا ولا بصورة مسؤولة بما يمكن أن يقلل من مداخيل الدولة. غير أنه جاء الوقت بعد العاصفة لملاءمة الضغط الضريبي مع حقيقة القيمة الفعلية للمال والنقد، وفي البلدان المتقدمة تجري مراجعة الشرائح بصفة دورية باعتبار نسب التضخم، وهو الأمر الذي ينبغي أن يكون سائدا عندنا نحن أيضا. وبعيدا عن أي تفكير ديماغوجي، وإذ يمكن للمرء المقارنة مع سنة الإصلاح في منطلقه قبل حوالي 20 سنة، فإنه يمكن تطوير الشرائح، نحو توجه يقوم على أساس: 1) اعتماد الشريحة العليا للضريبة على الدخل في مستوى ما هو معمول به للغالب الأعظم من الشركات، أي 30 في المائة محررة من دفع المزيد من الضرائب. ولقد كان قرار النزول بالضريبة على الشركات من 35 إلى 30 في المائة قرارا موفقا من حيث إنه أعطى حافزا اقتصاديا مهما يبدو وفقا لما يدور أنه أعطى الإستثمار دفعا لا بأس به، وإن كان استثمار القطاع الخاص قد بقي دون المأمول بكثير، وذلك موضوع آخر. 2) مراجعة الشرائح وفقا للقيمة الحقيقية للمال بالقياس إلى سنة الإصلاح، والنزول بالشرائح المعتمدة والنزول بعددها من 5 إلى أربعة، بإلغاء الشريحة العليا الحالية، والإبقاء على الإقتطاع عليها في مستوى 50 ألف دينار، أي اعتماد نسبة من الأداء في حدود 30 في المائة على 50 ألف دينار كدخل صاف فما فوق. 3) اعتماد ثلاث شرائح من: أ) 15 في المائة في ما بين مبلغ الطرح المساوي للدخل الأدنى ( ينبغي أن يكون متحركا) و10 آلاف دينار. ب) 20 في المائة للشريحة في ما بين 10 آلاف و30 ألف دينار. ت) 25 في المائة للشريحة في ما بين 30 و50 الف دينار. 4) أما الشريحة الرابعة فهي المتجاوزلـ50 ألف دينار ونسبة الخضوع المقترح إليها 30في المائة،كما هو الأقصى لغالب الشركات. غير أننا نسارع للقول إن هذه المقترحات وإن بدت واقعية، فإنها طبعا ليست نتيجة دراسة على الواقع، وهي دراسة لا يمكن أن تقوم بها سوى مصالح الجباية، بالتناغم مع واضعي موازنات الدولة والإحتياجات الفعلية للميزانية، حيث إن الرهان الإيجابي مطلوب، أما المغامرة فلا. (*) رئيس التحرير الأسبق (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 4 مارس 2010)
إلى من يهمّه الأمر : الرّسالة 13 (منظّمة الدّفاع عن المستهلك أو منظّمة الضّحك على ذقن المواطن)
يندرج هذا النّص ضمن مجموعة من النّصوص كنتم قد طالعتم بعضها وتواصلون التمتّع بها في الأيام المقبلة لتنقل لكم تفاصيل مثيرة، عايشتها أو علمتها من مصادر موثوق بها، تتعلّق بالشّـابة وبعض ممارسات مسئوليها وبعض نكت هذا الزّمان. حديثنا هذه المرّة عن فرع لمنظّمة لا أدري إن كانت موجودة في غير المعلّقات المناشدة للحزب الحاكم أو معلّقات الدّعوة لترشيد الاستهلاك في شهر الصّيام، ولا يختلف وضع المنظّمة في الشّـابة كثيرا عن وضعها في مدن أخرى لذلك اقتبست وتصرّفت في بعض جمل نقلتها من نصّ كتبه الصديق « مراد رقيّة » من قصر هلال تحدّث فيه عن نفس المعضلة. ويحمل الجزء الثّـاني من الرّسالة إجابة للكثير ممّن اتّصلوا بي على سؤال تردّد كثيرا على مسامعي. شكرا ولعل من المنظمات أو قل الدكاكين المحسوبة زورا على المجتمع المدني الذّراع التّجمعي: »منظمة الدفاع عن المستهلك » التي طال انتظارنا دون فائدة لمعرفة مدى دفاعها عن المستهلك، والتي أصبح يقتصر دورها على رفع لافتات الدعوة إلى اجتناب التبذير في شهر رمضان والدعاء لصاحب الأمر كلما حلت المواعيد الانتخابيّة وتقديم شواهد الإخلاص للحزب الحاكم. لقد تخلت هذه المنظمة في مدينة الشّـابة عن مهامها الأصلية فلم تعد تتكفل لا بحماية المواطن من الاحتكار ولا من غلاء الأسعار ولا تسعى إلى التدخل لا في الأيام العادية ولا في شهر رمضان للحفاظ على الطاقة الشرائية للمواطن. فهل تحولت المنظمة المنصبة تجمعيا إلى شاهدة زور على نكبة المواطن التونسي مضحية به طيلة السنة مستعملة إياه رغما عن أنفه وقياسا على التجمع وقودا أو قربانا بدليل تنصيب هيئتها الوطنية وهيئاتها الجهوية والمحلية من قبل التجمع مما ينفي أي علاقة للمواطن بها لا من قريب ولا من بعيد؟؟؟ والأجدى أن يقع استبدال تسميتها من « منظمة الدفاع عن المستهلك » الى « منظمة الضحك على ذقن المواطن ». فرع المنظّمة بالشّـابة لا يعلم هيئته المديرة إلاّ بعض المسئولين التجمعيّين، ولا يعلم أحد مقرّها هذا إذا كان لها مقرّ بالمدينة، أمّـا هيئتها المديرة فهي منصّبة وعلمنا من مصادر موثوق فيها بأنّ أحد المواطنين ترشّح لرئاسة فرعها المحلّي بمدينتنا فطلب منه دعم هيكل منصّب من طرف السّلطات المحليّة وشغل منصب الرّئيس أحد أفراد عائلة أحد المسئولين الّذي أكثرنا من ذكر اسمه في رسائلنا ومن المؤكّد أنّ المتابع قد عرف عمّن أتحدّث. لذلك أرجوا من سلطنا تمكيننا من أسماء أعضاء هذه المنظّمة بمدينتنا وأن تدفعهم للقيام بدورهم عوض الضّحك على ذقوننا. أمّـا الجزء الثّـاني من هذا النّص فهو ردّ على سؤال سمعته كثيرا هذه الأيّـام، هل سلسلة الرّسائل الّتي أقوم بنشرها هي ردّة فعل على القضيّة المرفوعة ضدّي ولماذا تمّ نشرها في هذا الوقت بالذّات، والإجابة كـالآتي : مدينة الشّـابة مدينة صغيرة ينتشر فيها الخبر بسرعة كبيرة وهو ما جعلني ملمّـا بمعطيات كثيرة ولكنّي لم أنشر إلاّ بعض الوضعيّـات في وسائل الإعلام على غرار جريدة الموقف وغيرها، وذلك لعدّة اعتبارات، فمدينة الشّـابة تحكمها العلاقات الاجتماعيّة، علاقات القرابة العائليّة والصّداقات، وهو ما كان مكبّلا أمام نشر الكثير من المعلومات خوفا من خسارة الحزام الاجتماعي بالمدينة. ولكن كان هنالك بحث دءوب عن إطار لنشر هذه المعطيات وليس أفضل من إطار القضيّة الجائرة المرفوعة ضدّي، لم تكن القضيّة هي السّبب بل كانت الإطار الّذي أطلق عنان الكتابة من سجن العلاقات الذّاتيّة، وأرجو أنّي أشفيت غليل الكثيرين بهذا التّوضيح وشكرا. نزار بن حسن
دعــــــــوة
في إطار إحياء اليوم العالمي للمرأة، تتشرف لجنة المرأة بالفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية بدعوتكم لمواكبة فعاليات الندوة التي ستعقدها بالاشتراك مع الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والمكتب الجهوي للمرأة العاملة بالقيروان وجمعية النساء الديمقراطيات وفروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالوسط، وذلك يوم الأحد 07 مارس 2010 بداية من الساعة العاشرة صباحا بفضاء الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان. يحتوي البرنامج على الفقرات التالية: *كلمة الأطراف المشاركة. *فاصل موسيقي. *4 مداخلات:1-مداخلة المكتب الجهوي للمرأة العاملة »المرأة في ظل العولمة ». 2-مداخلة جمعية النساء الديمقراطيات »الصحة النفسية للنساء العاملات ». 3-مداخلة لجنة المرأة/منظمة العفو الدولية » ست نقاط للتحقـّق من أنّ النساء ضحايا العنف بإمكانهن الحصول على العدالة ».
4-مداخلة: »واقع المرأة في العمل والنقابات ».
*تلاوة التقرير التأليفي للندوة.
عن لجنة المرأة المنسقة جليلة الزنايدي
الإحتفال بمولد النبي(ص) بدعة أم من صمیم الدین؟
الإحتفال بمولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) من الاحتفالات التي اعتادها المسلمون منذ قرون عديدة، ولازالت هذه الذكري ماثلة وحيّة في قلوب المسلمين جميعاً، حيث تقام الاحتفالات بهذا اليوم في المساجد والبيوت في مختلف بلدان العالم الإسلامي تخليداً لهذا اليوم المبارك، مثلهم في ذلك مثل أيّ اُمة تحترم مقدساتها، وتبجّل أيّامها الكبري وذكرياتها المجيدة. كما يُراد من هذا الإحتفال أن يتحول من مجرد الفرح والسرور والشكر للّه، إلي عملية استيحاء واعية للذكري ومعطياتها. ورغم وضوح شرعية الإحتفال بذكري المولد النبويّ، إلاّ أنّ البعض أخذ يبحث عن اُمور تسوّغ له منع الإحتفالبهذا اليوم، إستناداً إلي فهم مغلوط لمعني البدعة، ووظّف هذا الفهم لتحريم كثير من المباحات، بذريعة أنّها لم يرد فيها نصّ بخصوصها. من هنا سوف نتناول مسألة الإحتفال بيوم المولد النبويّ ونري مدي شرعيته، ثم نناقش الرأي القائل بحرمته ضمن عدة أُمور: الحوادث الفاضلة التي تضفي قداستها هل الأيّام والساعات التي تحقّقت فيها مناسبات وأحداث إلٌهية مقدّسة؛ يضفي الحدث فيها قيمة علي اليوم نفسه، فيكتسب الزمان قدسيته من الحدث، كما هو الخير والبركة الذي اكتسبته ليالي القدر وأيام شهر رمضان ولياليه، أو عيد الفطر، أو عيد الأضحي، أو يوم المبعث النبويّ من أحداثها؟ والجواب: أنّنا لو لاحظنا الآيات القرآنية التي تناولت هذا المعني لتأكّد لدينا أنّ الحدث العظيم والمبارك يضفي شيئاً من عظمته علي الزمن في كثير من الأحيان. فقد جاء في بركة وفضل شهر رمضان: (شَهْرُ رَمَضَانَالَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدي وَالْفُرْقَانِ)1. وكذلك البركة في ليلة القدر، حيث قال تعالي: (إِنَّا انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَ لْفِ شَهْرٍ)2 . وهكذا الروايات فإنّها تحدّثت عن فضيلة بعض الأيّام، فقد جاء في فضل يوم الجمعة في صحيح مسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلِق آدم وفيه أُدخل الجنّة»3 . فخلود البركة في هذه الأيّام جاء نتيجة لحوادث إلهية مهمّة كنزول القرآن فيها، أو ميلاد نبي تستبشر به الملائكة وما إلي ذلك من حوادث جليلة لها قدسيتها. فإذا كان المنشأ في تقديس الأيّام يعود للحدث الإلهي المبارك؛ فلماذا لا يكون يوم مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، يوماً مباركاً يستحق التقديس ويكون الإحتفال به من هذا القبيل؟ هذا التخريج يصدق بخصوص المناسبات التي هيمورد النصّ، أو التي أقامها المسلمون في عصر التشريع، كالإحتفاء بعيد الفطر والأضحي أو بيوم الغدير أو يوم عرفة. وهناك اتّجاهات أفرطت في التقديس لهذه المناسبات، وتقابلها اتّجاهات حاولت إلغاء أي تقديس لأي مناسبة تَمُتّ إلي الرسول وأهل بيته (عليهم السلام) والإسلام بصلة، زاعمة أنّ مثل هذا الاحترام والتبجيل بالخصوص يعد بدعة في الدين لا ينبغي السكوت عنه، فأخذت تشوّش علي المسلمين إحتفالاتهم بالمولد النّبوي، متنكّرة لعموم النصوص وخصوصها، رافعة شعار التوحيد لتلغي تحت لوائه كلّ شيء يرتبط بأوليائه، الذين هم مصاديق الهداية ومناراته المعنوية لتدلّ العباد علي معبودها الحقّ. ومن هذه المفردات التي طُرحت في عصرنا هذا قضية الإحتفال بالمولد النّبوي ومواليد سائر العظماء من أهل بيته الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين. هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة أم من صمیم الدین؟ قبل أن نُجيب علي السؤال نأتي علي تعريف البدعة ليتسنّي لنا الحصول علي إجابة واضحة في خصوصالإحتفال بالمولد النّبوي. لقد صرّح العلماء في نصوص كثيرة حول معني البدعة، ومنهم السيّد المرتضي حيث قال: البدعة: الزيادة في الدين أو نقصان منه من غير إسناد الي الدين4. وقال الطريحي في مجمع البحرين: البدعة: الحدث في الدين، وما ليس له أصل في كتاب ولا سنّة، وإنّما سُمّيت بدعة لأنّ قائلها ابتدعها هو نفسه5. وقال ابن حجر العسقلاني: والمراد بالبدعة: ما أُحدث وليس له أصل في الشرع، وما كان له أصل يدلّ عليه الشرع فليس ببدعة6 . وبعبارة واضحة، البدعة في الشرع: ما حدث بعد الرسول ولم يرد فيه نصّ علي الخصوص ولم يكن داخلاً في بعض العمومات، وإن شئت قلت: إحداث شيء في الشريعة لم يرد فيه نصّ كصوم عيد الفطر7 ، وإقامة صلاة التراويح جماعةً وغيرها. بعد هذا التمهيد نأتي لنجيب عن ما إذا كان الإحتفال بالمولد النّبوي بدعة أم من صميم الدين؟ ولأجل أن نعرف متي يكون الشيء جائزاً في الدين؟ نقول: إنّ الشيء يكون جائزاً ومن صميم الدين؛ إذا وقع عليه النصّ بخصوصه أو بعينه، كالاحتفال في عيدي الفطر والأضحي، والاجتماع في يوم عرفة، فهذه الموارد لا شكّ في جواز الإحتفال أو الاجتماع بها، وتخرج عن كونها من البدع، وأحياناً يكون الشيء جائزاً وأيضاً من صميم الدين، في حالة ما إذا وقع النصّ عليه علي الوجه الكلّي، وفي هذا المورد يُترك اختيار الأُسلوب والطريقة للمسلم ليعبّر كيف يشاء وبأي طريقة كانت عن إمتثاله لهذا الأمر، شريطة أن لا يدخله في المحرّمات، ومن الأمثلة علي ذلك: 1 ـ ندب الشارع إلي تعليم الأولاد وضرورة التعلّم، ولا شكّ أنّ لهذا الأمر الكلّي أشكالاً وألواناً تتغيّر حسب تبدّل وتغيّر الأزمان. والكتابة في السابق كانت متحققة بقلم القصب، أو بالكتابة بريش الطائر، أما الآن فقد تطورت أساليب الكتابة والتعليم، حيث استخدمت الأجهزة المتطورة كالتعليم بواسطة الحاسوب الآلي «الكامبيوتر» أو الأشرطة وما شاكل.. في هذا المثال نجد الشارع المقدّس قد أمر بالتعليم علي الوجه الكلّي، إلاّ أنّه ترك اختيار الأُسلوب للمكلّف نفسه. 2 ـ إنّ الصحابة ـ كما يقال ـ قاموا بجمع آيات القرآن المتفرّقة في مصحف واحد، ولم يصف أحد منهم هذا العمل بأنّه بدعة، وما هذا إلاّ لأنّ عملهم كان تطبيقاً لقوله سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)8 فعملهم في الواقع كان مصداقاً عملياً لظواهر عامة شرعية من الكتاب والسنّة، وعلي ذلك جري المسلمون في مجال الاهتمام بالقرآن من كتابته وتنقيطه، وإعراب كلمه وجمله وعدّ آياته، وتمييزها بالنقاط الحمر وأخيراً طباعته ونشره، وتقدير حفّاظه وتكريمهم وتمجيدهم في المحافل والمهرجانات، إلي غير ذلـك مـن الأُمور التي كلها دعم لحفظ القرآن وتثبيته وبقائه، وإن لم يفعله رسول اللّه ولا الصحابة ولا التابعون، إذ يكفي وجود أصل له في الأدلة. 3 ـ الدفاع عن بيضة الإسلام وحفظ استقلاله وصيانة حدوده من الأعداء، أصل ثابت في القرآن الكريم، قال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَااستَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ)9 وأما كيفية الدفاع ونوع السلاح ولزوم الخدمة العسكرية فالكلّ تطبيق لهذا المبدأ وتجسيد لهذا الأصل، فربما يرمي التجنيد العمومي بأنه بدعة، غفلة عن حقيقة الحال وأنّ الإسلام يتبنّي الأصل ويترك الصور والألوان والأشكال إلي مقتضيات الظروف10. هذا هو الأصل الذي به تميز «البدعة» عن «التطبيق» و«الابتداع» عن «الاتباع» وإليك تصريحات بعض العلماء مضافاً الي تصريحاتهم التي أشرنا إليها سابقاً حول موضوع البحث: أ ـ قال ابن رجب: قوله (صلّي اللّه عليه و آله): «وإيّاكم ومحدّثات الأُمور فإن كلّ بدعة ضلالة»11تحذير للأُمّة من اتباع الأُمور المحدثة المبتدعة، وأكد ذلك بقوله: «كلّ بدعة ضلالة»، والمراد بالبدعة ما أُحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأمّا ما له أصل فليس ببدعة، وإنْ كان بدعة لغةً، وفي صحيح مسلم: عن جابر (رضي اللّه عنه) عنه أن النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) كان يقول في خطبته: «إنّ خير الحديثكتاب اللّه وخير الهدي هدي محمد وشرّ الأُمور محدّثاتها، وكلّ بدعة ضلالة…»12، وقوله: «كلّ بدعة ضلالة» من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أُصول الدين، وهو شبيه بقوله (صلّي اللّه عليه و آله): «مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ»13 فكلّ مَن أحدث شيئاً ونسبه إلي الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه؛ فهو ضلالة والدين بريء منه14. ب ـ وقال ابن حجر في شرح قوله (صلّي اللّه عليه و آله): «إنّ أحسن الحديث كتاب اللّه»: والمحدثات ـ بفتح الدال ـ جمع محدثة، والمراد ما أحدث وليس له أصل في الشرع، ويسمّي في عرف الشرع «بدعة» وما كان له أصل يدل عليه الشرع؛ فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث علي غير مثال يسمي بدعة، سواء أكان محموداً أو مذموماً، وكذا القول في المُحدَثة15. ولكنّ عندما نأتي الي ما ورد في الكتاب والسنّة سنجد أن حبّ ومودّة النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وتوقيره وتكريمه وتعظيمه حيّاً وميتاً من الأُمور التي حثّت عليها الشريعة، وهذا الأصل لا يمكن لمسلم إنكاره، أما كيفية التعبير عن المودّة والتوقير والتعزيز للنبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) فقد ترك للمسلم حريّة التعبير والعمل بشرط أنّ لا يدخله في الحرام16 . لزوم تکریم النبي (ص) حیا و میت ورد بشأن الحثّ علي احترام وتعظيم ومحبة شخص رسولاللّه (صلّي اللّه عليه و آله) في القرآن الكريم عدد من الآيات منها: 1 ـ قوله تعالي: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)17. ذكر المفسّرون أنّ المراد من (التعزير) في الآية ليس مطلق النصرة، إذ أنّه أفرد عن قوله: (نصروه)، ولو كان بمعنيمطلق النصرة؛ لما كان هناك داعٍ للتكرار، فالمراد من (التعزير) هو التبجيل والتوقير والتعظيم أو النصرة مع التعظيم18. 2 ـ ومنها قوله تعالي: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ* إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَي لَهُم مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)19. بهذه الآية يشير القرآن إلي الأدب الخاص الذي ينبغي مراعاته حينما يتعامل المسلمون مع رسول اللّه، مع ضرورة حفظ مكانته (صلّي اللّه عليه و آله) كرسول وهاد إلي ربّه، باعتبار وصفه بالنبوّة في الآية الكريمة. 3 ـ ومنها قوله تعالي: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي)20. فالآية تشير إلي إجلال أهل بيت النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وموالاتهم والذي يعدّ إجلالاً للرسول الأكرم،ومودّة قربي النبيّ تكون مقرباً لحبّ النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وتكريماً له . 4 ـ قوله تعالي: (لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً)21. وفي هذه الآية ينهي القرآن الكريم أن يُدعي النبيّ الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله) باسمه، كما يُدعي سائر الناس. 5 ـ قوله تعالي: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)22 . في هذه الآية للمسلمين بأن يذكروا النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)؛ لهذا قال النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله): «البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ»23. والصلاة عليه مشروعة في عبادات كثيرة كالتشهّد، والخطبة، وصلاة الجنازة، وبعد الأذان، وعند الدعاء وغيرها من المواطن24 . ولذا فالآية الكريمة تأمر بالدعاء والصلاة والتسليم له، لما له من عظيم المنزلة عند اللّه سبحانه، ولما له من المقام المحمود. وورد الحثّ علي لزوم تكريم الرسول (صلّي اللّه عليه و آله) وتعظيمه ومحبّته في عدد من الروايات . نذكر منها: قوله (صلّي اللّه عليه و آله) : «لا يؤمن أحدكم حتّي أكون أحبّ إليه من ماله وأهله والناس أجمعين»25. وعن ابن عبّاس عن رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) إنّه قال: «.. وأحبّوني بحبِّ اللّه، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي»26 . فثبت بدليل القرآن والسنّة الشريفة وجوب احترام النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وتكريمه ومحبّته. لكنّ الشريعة قد تركت كيفية إبراز هذا التكريم والاحترام والتبجيل إلي المسلمين أنفسهم، ليعبّروا عنه وفق عاداتهم وتقاليدهم الحياتية المتنوّعة والمتطوّرة، وبما تفيض به عواطفهم تجاهشخصية الرسول (صلّي اللّه عليه و آله)، شريطة أن لا يُرتكب عمل محرّم أو منافٍ للآداب الإسلامية المقرّرة في الكتاب والسُنّة. یوم ولادة النبي (ص) من أیام الله من المتيقّن أنّ كلّ الأيّام هي أيّام اللّه إلاّ أنّ (أيّام اللّه) قد أُطلقت علي أيّام خاصّة، للدلالة علي عظمتها وأهميتها، فأيّام اللّه هي جميع الأيّام العظيمة في تاريخ الإنسانية. فكلّ يوم سطعت فيه الأوامر الإلهيّة وجعلت بقية الأُمور تابعة لها، هي من أيّام اللّه، وكلّ يوم يفتح فيه فصل جديد من حياة النّاس فيه درس وعبرة، أو ظهور نبيّ فيه، أو سقوط جبّار وفرعون ـ أو كلّ طاغٍ ـ ومحوه من الموجود فهو من أيّام اللّه»27 . ومن الأدلة علي شرعية الإحتفال بذكري مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، قوله تعالي: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَي بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)28. حيث يطلب اللّه سبحانه من النبيّ موسي (عليه السلام) أن يذكّر أُمّته بأيّام اللّه، ومعني ذلك أنّ التذكير بأيّام اللّه أمر مطلوب ومحبوب عند اللّه، إذ لا يختصّ ذلك بموسي وأُمّته. إنّ الحوادث الكبري «أيّام اللّه» هي مصاديق لفاعلية سنن اللّه في المجتمعات البشرية، لذا يكون التذكير بها من مهمات الرسول (صلّي اللّه عليه و آله) وجانباً من تبليغه وتربيته لأُمّته. ولم يكن التذكير والوعظ هنا بأيّام اللّه العظيمة كيفما اتّفق، وإنّما التذكير كان مطلوباً بأيّام معروفة في حوادثها. ومعني الآية: عِظهم يا رسول اللّه بالترغيب والترهيب، فالترغيب أن يذكّرهم بما أنعم اللّه عليهم، وعلي مَن كان قبلهم ممّن آمن بالرسل فيما سلف من الأيّام المقرونة بالحوادث العظيمة مثل ما نزل بعاد وثمود وغيرهم. وأن أيّام اللّه في حقّ موسي منها أيّام محنة وبلاء، ومنها أيام نعمة وانتصار. وقد ذكر القرآن الكريم بأنّ العلّة من وراء التذكير بهذه الأيام لغرض كونها دروساً وآيات لكل صبار شكور29. فهي ذات نتائج إيجابية وتربوية في طريق إيجاد اُناس صابرين وشكورين، فبهم تنجح الاُمة وتنتصر علي أعدائها وتفوز بتطبيق الرسالة الإلهية بشكل صحيح. والأُمة الإسلامية في تأريخها العظيم، قد مرّت بحوادث ووقائع كبري، كانت محلاًّ للعبرة والإتّعاظ، فمنها أيّام نعمة، ومنها أيّام محنة وبلاء، ويوم ولادة النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) في حياة المسلمين يُعد حدثاً عظيماً ومن الأيّام التي أنعم اللّه بها لا علي المسلمين فقط، وإنّما علي الإنسانية جمعاء، كباقي الأيّام التي تكون مورداً للتذكير، فيأتي الإحتفال كممارسة عبادية ومصداقاً لذكر النعم التي منَّ اللّه بها علينا وتطبيقاً لمضمون الآية الكريمة (… وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ)30. ويوم الولادة فيحياة الأنبياء يعدّ يوماً مهمّاً ومباركاً . فقد سلّم اللّه علي نبيّه يحيي في هذا اليوم، حيث قال: (وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً)31. ونبيّنا أفضل الأنبياء، فلابدّ أن يكون يوم ولادته أشرف من يوم ولادة غيره من الأنبياء، والتذكير به يكون أكبرحجماً وعطاءً من التذكير بولادة غيره، فإنّه اليوم الذي أنعم اللّه به علي البشرية بخاتم الأنبياء علي الإطلاق. الواقع التاریخي لیوم المولد النبوي(ص) يقول المؤرخون: كان إزدياد التعظيم للنبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) بين أهل الصلاح والورع سبباً في أن صار يحتفل بمولده عام (300ه)32 أي أن الإحتفال كان أسبق من هذا التاريخ، وفي هذه الفترة الزمنية قد انتقل من صورته الفردية إلي الإحتفال بصورته الجماعية، والسبب يعود للإهتمام المتزايد الذي كان يبديه أهل الصلاح والورع من أبناء الأُمة الإسلامية بهذا اليوم. ولذا يُنقل عن الكرجي ـ المتوفّي عام 343 ه ـ وكان من الزُهّاد المتعبدين، أنه كان لا يفطر إلاّ في العيدين، وفي يوم مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)33. وقال القسطلاني: ولازال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده (صلّي اللّه عليه و آله) ويعملون الولائم، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون فيالمبرّات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم ـ إلي أن قال ـ : فرحم اللّه امرئً اتّخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً34 . ثم يثني القسطلاني علي موقف ابن الحاج بقوله: ولقد أطنب ابن الحاج في المدخل في الإنكار علي ما أحدثه النّاس من البدع والأهواء والغناء بالآلات المحرّمة عند عمل المولد الشريف، فاللّه تعالي يثيبه علي قصده الجميل35. قال السخاوي: لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد، ويتصدقّون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم36. وقال ابن عباد في رسائله الكبري: وأمّا المولد فالذي يظهر لي أنّه عيد من أعياد المسلمين وموسم من مواسمهم وكلّ ما يفعل فيه ممّا يقتضيه وجود الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع، وإمتاع البصر والسمع، والتزيّن بلباس فاخر الثياب، وركوب فاره الدواب، أمر مباحلا ينكر عليه أحد37. وعن ابن حجر أنّه قال: وأمّا ما يعمل فيه، فينبغي الإقتصار علي ما يُفهم منه الشكر للّه تعالي من التلاوة، والإطعام، والصدقة، وإنشاء شيءٍ من المدائح النبويّة والزهدية… وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو، وغير ذلك، فما كان من ذلك مباحاً، بحيث لا ينقض السرور بذلك اليوم، لا بأس بإلحاقه به، وأما ما كان حراماً أو مكروهاً، فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأَولي38. الاحتفال بالمولد النبوي عند الحکّام و الساسة يُذكر أنّ أوّل من احتفل بمولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) من الحكّام، هو الأمير أبو سعيد مظفر الدين الإربلي، المتوفي (630 ه )39. وكان يفد إلي هذا العيد، طوائف من النّاس من بغداد، والموصل، والجزيرة، وسنجار، ونصيبين، بل ومن فارس. منهم العلماء والمتصوّفون، والوعّاظ،والقرّاء، والشعراء، وهناك يقضون في إربلا من المحرّم إلي أوائل ربيع الأوّل. وكان الأمير يُقيم في الشارع الأعظم مناضد عظيمة من الخشب، ذات طبقات كثيرة، بعضها فوق بعض، تبلغ الأربع والخمس، ويزيّنها، ويجلس عليها المغنّون، والموسيقيون، ولاعبو الخيال حتّي أعلاها… الخ40. ويقول السيّد رشيد رضا: إنّ أوّل من أبدع الاجتماع لقراءة قصّة المولد النّبوي، أحد ملوك الشراكسة في مصر41. كما قد اُلّف العديد من المصنّفات من الكتب والرسائل ونشرت بحوث كثيرة تتحدّث عن مشروعية الإحتفال بالمولد النّبوي وسائر المواسم والمراسم، هذا عدا البحوث المبثوثة في الكتب المختلفة، المؤلّفة لأغراض أُخري فمن هذه الكتب والرسائل: 1 ـ كتاب (التنوير في مولد السراج المنير) لابن دحيةالذي ألّفه للأمير مظفر الدين حيث أعطاه الأمير ألف دينار غير ما غرم عليه مدة إقامته42. 2 ـ رسالة السيوطي المسمّاة بـ (حسن المقصد). 3 ـ كتاب (المولد) لابن الربيع. 4 ـ كتاب (النعمة الكبري علي العالم في مولد سيّد وُلد آدم) لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي، صاحب كتاب الصواعق المحرقة43. خواص المولد و احکامه وليوم المولد بعض الأحكام الشرعية الخاصة به، كما أنّ له بركات ومواهب يَمنّ بها اللّه سبحانه علي عباده. 1 ـ يُفهم من أقوال العلماء ـ سابقي الذكر ـ علي أنّ يوم المولد يعتبر عيداً كباقي الأعياد، مثل القسطلاني، وابن الحاج، وابن عباد، وابن حجر44. 2 ـ قال سبط ابن الجوزي: ومن خواصّه، أنّه أمان في ذلك العام وبشري عاجلة بنيل البغية والمرام45. 3 ـ استحباب القيام ووجوب الصلاة عليه، وقد ذكروا: أنّهم كانوا يقومون وقوفاً احتراماً وإجلالاً، وقد تكلّموا فيحكم هذا القيام. قال الصفوري الشافعي: مسألة القيام عند ولادته، لا إنكار فيه فإنّه من البدع المستحسنة. وقد أفتي جماعة باستحبابه عند ذكر ولادته. وقال جماعة بوجوب الصلاة عليه عند ذكره، وذلك من الإكرام والتعظيم له (صلّي اللّه عليه و آله) …46. مناقشة القائلین بحرمة الاحتفال بمولد النبوي رغم وضوح شرعية الإحتفال بمولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وارتباطه بأصل الدين، إلاّ أنّ المتسمّين بالسلفيةمازالوا يصرّون علي أنّ الإحتفال يندرج ضمن دائرة الابتداع. يقول ابن تيمية: وكذلك ما يحدثه بعض النّاس، إمّا مضاهاةً للنصاري في ميلاد عيسي (عليه السلام) ، وإمّا محبّة للنبي (صلّي اللّه عليه و آله)، واللّه قد يُثيبهم علي هذه المحبّة والاجتهاد، لا علي البدع من إتّخاذ مولد رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) عيداً، مع اختلاف النّاس في مولده، فإنّ هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبّة لرسول اللّه وتعظيماً له منّا… ويضيف القول: كما أنّ ابن الحاج رغم اعترافه ليوم مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) من الفضل، لا يوافق علي الإحتفال بالمولد لما فيه من المنكرات، ولأنّ النبيّ أراد التخفيف عن أُمّته، ولم يرد في ذلك شيء بخصوصه فيكون بدعة47. فالذي نلاحظه من خلال كلّ هذه المقولة المتقدّمة، أنّ الذين حظروا علي النّاس الإحتفال بيوم المولد والمناسبات الإسلامية الأُخري، وعدّوا هذا الأمر عملاً محرّماً، قد بنوااستدلالهم هذا علي فهم مغلوط لمعني (الابتداع)، فقد تصوّروا أنّ معني عدم الإرتباط بالدين، هو عدم وجود الأمر في الصدر الأوّل للتشريع، أو عدم ورود الدليل الخاص الذي يذكره بشخصه وعنوانه، ومعني الإرتباط بالدين هو وجود ذلك الأمر فيعصر التشريع الأوّل، أو ورود أمرٍ فيه بخصوصه. والمدار في الابتداع ليس هو ورود الدليل الخاصّ، أو عدم وروده فحسب؛ وإنّما يجب النظر في عموميات التشريع والأدلة الكلّية التي تخرج العمل عن حيّز (الابتداع)، كما أنّ عدم وجود العمل في العصر الأوّل للتشريع لا يساوق عدم مطلوبية الشريعة له، ووجوده لا يساوق مطلوبيته، لأنّ المدار في الابتداع ليس هو وجود العمل أو عدم وجوده في عصر التشريع. وقد حاول البعض أن يُضيف دليلاً آخر لتحريم الإحتفال بالمولد النّبوي، وهو اشتمال هذه الاحتفالات علي الأُمور المحرّمة غالباً كالموسيقي، والغناء، واختلاط النساء بالرجال… وغير ذلك. إنّ أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) يرفضون الاحتفالات المشتملة علي الأُمور المحرّمة رفضاً قاطعاً،ويقيمون الاحتفالات التي فيها تبجيل لشخص الرسول الأعظم فهم يعزروه بذلك. علي أنّ اقتران الأُمور المحرّمة بمناسبات المولد النّبوي لا يشكّل إلغاءً لأصل العمل، ولا يؤدّي إلي القول بتحريمه، إذ أنّ القول بذلك يستلزم القول ببطلان أُصول العبادات المسلّمة فيما لو اقترنت بأيّ عنوان تحريمي، وهذا ما لا يتفوّه به أحد، فلو اقترنت الصلاة الواجبة بالنظر إلي المرأة الأجنبية مثلاً الذي هو عمل محرّم قطعاً؛ فهل يُقال هنا بأنّ الصلاة الواجبة أصبحت (بدعة) يحرم الإتيان بها ـ والعياذ باللّه ـ؟ وهل يسري التحريم بطريقة تصاعدية إلي أصل تشريعها وإيجابها بمجرد هذا الاقتران؟ والذي يهمّنا ذكره هنا هو أنّ النصوص الشرعية العامّة الواردة في مقام التأكيد علي ضرورة احترام شخصية الرسول الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله)، وتبجيله، وتوقيره، حيّاً وميّتاً، ممّا لا يسع أحد إنكارها، أو التشكيك فيها لكثرتها وتواترها، وهي كافية لأن تصحّح عمل المولد، وتضفي عليه طابع الشرعية، وتجعله من مظاهرها البارزة، ومصاديقها الواضحة والجليّة. من هنا فقد أدرك بعض علماء الجمهور، عمق انتسابهذا الأمر إلي الشريعة، عن طريق الأدلّة الكلّية المتسالمة، فعبّر البعض عنه بـ (البدعة الحسنة)، فيقول (ابن حجر) بهذا الشأن: عمل المولد بدعة، لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنّها مع ذلك قد اشتملت علي محاسن وضدّها، فمن تحرّي في عملها المحاسن، وتجنّب ضدّها كان بدعةً حسنةً، وإلاّ فلا48. ويقول الإمام (أبو شامة): ومن أحسن ما أُبتدع في زماننا، ما يُفعل كلّ عام في اليوم الموافق ليوم مولده (صلّي اللّه عليه و آله) من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة، والسرور، فإنّ ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مُشعر بمحبّته (صلّي اللّه عليه و آله) وتعظيمه في قلب فاعل ذلك، وشكر اللّه علي ما منَّ به من إيجاد رسوله (صلّي اللّه عليه و آله) الذي أرسله رحمةً للعالمين49. ويقول السيوطي في رسالته (حسن المقصد في عمل المولد): عندي أنّ أصل عمل المولد، الذي هو اجتماعالنّاس، وقراءة ما تيسّر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمدّ لهم سماطاً يأكلونه وينصرفون من غير زيادة علي ذلك، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف50. وينقل (ابن تيمية) أقوالاً عديدة تدلّ علي مشروعية الاجتماع والإحتفال بيوم المولد النّبوي الشريف، علي الرغم من أنّه من المتشدّدين علي مَن يتّخذه عيداً كما يزعم. ويقول: قال المروزي: سألت أبا عبداللّه عن القوم يبيتون، فيقرأ قارئ ويدعون حتّي يصبحو قال: أرجو أن لا يكون به بأس… وقال أبو السري الحربي: قال أبو عبداللّه: وأي شيء أحسن من أن يجتمع النّاس يصلّون ويذكرون ما أنعم اللّه عليهم، كما قالت الأنصار؟. وأضاف: وهذا إشارة إلي ما رواه أحمد: حدّثنا إسماعيل، أنبأنا أيّوب، عن محمّد بن سيرين، قال: نبئت أنّ الأنصار قبلقدوم رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) المدينة، قالوا: لو نظرنا يوماً فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم اللّه به علينا، فقالوا يوم السبت، ثم قالوا لا نجامع اليهود في يومهم، قالوا فيوم الأحد، قالوا لا نجامع النصاري في يومهم، قالوا فيوم العروبة، وكانوا يسمّون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا في بيت أبي أُمامة أسعد بن زرارة، فذُبحت لهم شاة فكفتهم51. إذاً فمشروعية الاجتماع للاحتفال والابتهاج، بالذكريات الدينية المهمّة نزعة إنسانية، تسير جنباً إلي جنب مع الفطرة البشرية، وتنبعث طبيعيّاً ما دام الإنسان يحيي في جوِّ الجماعة الإنسانية، ولذا نري أنَّ المسلمين لم يتخلّفوا عن مجاراة هذا السلوك الإنساني في مناسباتهم الدينية المختلفة، وهذا الذي ينقله لنا (ابن تيمية) واحد من عشرات المظاهر التي كانت تعبّر عن هذا الواقع، وتعكسه في حياة المسلمين، بما يتناسب وينسجم مع طبيعة الأعراف والتقاليدوالاهتمامات التي كانت تحكم المجتمع آنذاك، الأمر الذي يدلّل علي أنّ جذور إقامة الإحتفال، والاجتماع لإحياء الذكريات الإسلامية كانت ممتدّة إلي بدايات عصر ظهور الدعوة الإسلامية المباركة. ولقد كان رأي (سعيد حوّي) أكثر تحرّراً واعتدالاً من آراء الآخرين في هذه المسألة، حين دعم القول بجواز إحياء الذكريات الإسلامية عموماً، وذكري مولد النبيّ الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله) علي نحو الخصوص، بالأدلّة المقنعة، وحمل علي المتشدّدين الذين لم يحسنوا فهم معني (الابتداع)، علي الرغم من أنّه لم يبرح عاكفاً علي الإيمان بأنّ (البدعة) تنقسم إلي مذمومة وممدوحة. فيقول: والذي نقوله أن يعتمد شهر المولد، كمناسبة يُذكّر بها المسلمون بسيرة رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) وشمائله فذلك لا حرج، وأن يعتمد شهر المولد، كشهر تهيج فيه عواطف المحبّة نحو رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) فذلك لا حرج فيه، وأن يعتمد شهر المولد، كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله)، فذلك لا حرج فيه، وأنّ ممّا أُلِّف في بعض الجهات، أن يكون الاجتماع علي محاضرة وشعر، أو إنشادٍ في مسجد، أو فيبيتٍ بمناسبة شهر المولد، فذلك ممّا لا أري حرجاً فيه، علي شرط أن يكون المعني الذي يُقال صحيحاً. إنّ أصل الاجتماع علي صفحةٍ من السيرة، أو علي قصيدة في مدح رسول اللّه (صلّي اللّه عليه و آله) جائز، ونرجو أن يكون أهله مأجورين، فإن يُخصص للسيرة شهر يُتحدث عنها فيه بلغة الشعر والحبّ فلا حرج. ألا تري لو أنّ مدرسة فيها طلاّب، خصصت لكلّ نوعٍ من أنواع الثقافة شهراً بعينه، فهل هي آثمة؟ ما نظنّ أن الأمر يخرج عن ذلك. ويضيف إلي ذلك القول: لقد كان الاُستاذ حسن البنّا رجل صدق، وثاقب نظر، وإماماً في العلم، وكان يري إحياء المناسبات الإسلامية في عصر مضطرب مظلم، قد غفل فيه المسلمون وجهلوا فيه كثيراً من أُمور دينهم. ومن كلامه (ره) في مذكراته: إحياء جميع اللّيالي الواجب الإحتفال بها بين المسلمين، سواء بتلاوة الذكر الحكيم، وبالخطب، والمحاضرات المناسبة… ثم يحمل علي المتشدّدين قائلاً: والمتشدّدون في مثل هذه الشؤون تشدّدهم في غير محلّه، فليس الأصل في الأشياء الحرمة، بل الأصل فيها الإباحة، حتّي يردّ النصّ بالتحريم، وفهمهم لحديث: «كلّ ماليس عليه أمرنا فهو ردٌّ» فهم خاطئ…52 . ففي الحقيقة إنّ التعبير الاجتماعي عن المشاعر والعواطف الدينية، التي تختزن فينفوس المسلمين أمر متروك لأعراف النّاس، وطرقهم المختلفة، وعاداتهم الاجتماعية الخاصة، ونظير هذا الأمر ما تفعله أغلب الدول، أو كلّها بالاحتفال في يوم استقلالها، إلاّ أنّ الفرق بين هذه الاحتفالات العامّة، وبين الإحتفال بذكري يوم المولد النّبوي الشريف، أو بقيّة المناسبات الإسلامية المهمّة، هو أنّ تلك الاحتفالات العامّة خاضعة إلي الرسوم والآداب، والأعراف التي تحكم حياة النّاس، من دون أن تكون مشمولة بعموميّات التشريع التي تُدخلها في دائرة الندب والمطلوبية، وأمّا الإحتفال بالذكريات الإسلامية، ولا سيّما بمولد النبيّ الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله) فهو مشمول بأوامر الشريعة الإسلامية، ومأثور عنها كما تقدّم الكلام فيه. وختاماً، لابدّ من القول بأ نّا إذا نظرنا إلي دوافع ومنطلقات هذا اللون من السلوك الذي يتمسّك به أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ويصرّون علي ممارسته،والمواظبة عليه في مختلف الذكريات الإسلامية المفرحة، والمحزنة، ولا سيّما إصرارهم علي الإحتفال بيوم المولد النّبوي الشريف، فإنّا نجد الحرص الأكيد من قبل هؤلاء علي إبقاء معالم شخصية الرسول الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله) متألقةً، وحيّةً في ضمائر المسلمين حيناً بعد حين، والاعتزاز بتعاليم الرسالة الإسلامية، وتجديد الإنبعاث نحوها، والتمسك بها، إذ أنّ المطّلع علي برامج هذه الاحتفالات، يلاحظ أنّها تستهدف أوّل ما تستهدف تجلية مكانة الرسول الأكرم (صلّي اللّه عليه و آله)، وإبراز آثارها ومعطياتها الخالدة، من خلال الكلمات، والقصائد، والخطب والخواطر، والمقالات الإسلامية الهادفة، بل وقد يتضمّن البعض منها تقديم الدراسات المتنوّعة، حول الجوانب المختلفة من حياته الكريمة، وجهاده الكبير، في إعلاء كلمة اللّه علي وجه الأرض، وغير ذلك من الأُمور التي ترتبط به (صلّي اللّه عليه و آله)، وتشدّ المسلمين نحو سيرته، وتحثّهم علي الاقتداء به، والسير علي هداه. ولمزيد من توضيح القول نطالع قول السيّد محسن الأمين العاملي : وأمّا جعل التذكار لمواليد الأنبياء والأولياء الذي يسمّيهالوهابية بالأعياد والمواسم بإظهار الفرح والزينة في مثل يوم ولادتهم التي كانت نعمة من اللّه علي خلقه. وقراءة حديث ولادتهم كما يتعارف قراءة حديث مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله)، وطلب المنزلة والرفعة من اللّه لهم وتكرار الصلوات والتسليم علي الأنبياء، والترحّم علي الصلحاء، فليس فيه مانع عقلي ولا شرعي، إذا لم يشتمل علي محرّم خارجي، كغناء أو فساد أو استعمال آلات اللهو أو غير ذلك، كما يفعل جميع العقلاء وأهل الملل في مثل أيّام ولادة عظمائهم وأنبيائهم، وتبوئ ملوكهم عروش الملك وكلّ ذلك نوع من التعظيم، فإن كان صاحبه أهلاً للتعظيم؛ كان طاعة وعبادة للّه تعالي، ولكن ليس كلّ تعظيم عبادة للمعظم. فقياس ذلك بفعل المشركين مع أصنامهم قياس فاسد53. ————————– 1. سورة البقرة: الآية 185. 2. سورة القدر: الآيات 1 ـ 3 . 3. صحيح مسلم 3: 6، كتاب يوم الجمعة، باب فضل يوم الجمعة. 4. الرسائل، السيّد المرتضي 2: 264. 5. مجمع البحرين 1: 163 مادة بدع. 6. فتح الباري13: 212 (كتاب الاعتصام بالكتاب، باب الاقتداء بالسنن). 7. البدعة، مفهومها، حدّها، آثارها، الشيخ جعفر السبحاني: ص39. 8. سورة الحجر: الآية 9 . 9. الأنفال: 60. 10. انظر: البدعة، مفهومها، حدّها، آثارها: ص39 ـ 41 . 11. سنن الدارمي 1: 45 باب اتباع السنّة، سنن ابن ماجة 1: 16 ح42، مستدرك الحاكم 1: 96 (فصل عليكم بسنّتي). 12. صحيح مسلم 3: 11 (كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة). 13. مسند أحمد 6: 240 ما أُسند عن عائشة، صحيح البخاري 3: 167 (كتاب الصلح)، صحيح مسلم 5: 132 (كتاب الأقضية، باب خير الشهود). 14. جوامع العلوم والحكم: ص252. 15. فتح الباري 13: 212 (كتاب الاعتصام بالكتاب، باب الاقتداء بالسنن). 16. انظر: في ظلّ أُصول الإسلام: ص55. 17. سورة الأعراف: الآية 157. 18. مجمع البيان 4: 604، تفسير القرطبي 7: 301، تفسير القرآن العظيم لابن كثير 9: 265، تفسير الميزان 8: 282. 19. الحجرات: 2 ـ 3. 20. سورة النور: الآية 63. 21. الأحزاب: 56. 22. سورة الأحزاب: الآية 56 . 23. مسند أحمد 1: 201، سنن الترمذي 5: 551 ح 3546. 24. وقد أوصلها ابن القيّم الجوزية إلي واحد وأربعين موطناً. انظر: جلاء الأفهام: 463 ـ 611. 25. مسند أحمد 3: 177 و275 و278: (وفيه ولده ووالده ـ ما أُسند عن أنس)، صحيح البخاري 1: 9 (كتاب الإيمان ـ وفيه ولده ووالده)، صحيح مسلم 1: 49 (كتاب الإيمان، باب الحثّ علي الجنّة)، سنن النسائي 8: 115 (كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان). 26. سنن الترمذي 5: 329، ح3878، أُسد الغابة 2: 13 ذكر ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام)، كنز العمّال 12: 95، ح34150. 27. انظر: الأمثل في تفسير كتاب اللّه المنزّل 7: 458 ـ 459 و16: 201. 28. سورة إبراهيم: الآية 5. 29. التبيان 6: 274، الكشّاف للزمخشري 2: 367، تفسير الثعالبي 3: 375، الدرّ المنثور 4: 70، التفسير الكبير للفخر الرازي 19: 84، مجمع البيان 6: 59 ـ 60، الميزان للطباطبائي 12: 18، الجامع الكبير لأحكام القرآن 9: 342. 30. سورة إبراهيم: الآية 5. 31. سورة مريم: الآية 15 . 32. المواسم والمراسم، جعفر مرتضي العاملي: ص21. 33. الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2:298، المواسم والمراسم: 21 . 34. المواهب اللدنية 1: 27 . 35. المصدر السابق . 36. السيرة الحلبية 1: 137 (ذكر مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وفضائله). 37. عنه في: مواهب الجليل للرعيني 3: 319، أضواء البيان للشنقيطي 7: 373 ـ 374. 38. حكاه عنه الصالحي في سُبل الهدي والرشاد 1: 366 جماع أبواب مولد النبيّ (صلّي اللّه عليه و آله، باب 23)، حواشي الشراني 7: 423. 39. البداية والنهاية 13: 159 ـ 160، سبل الهدي والرشاد 1: 362 جماع أبواب مولده (صلّي اللّه عليه و آله، باب 13). 40. سير أعلام النبلاء 22: 335 ـ 336، رقم الترجمة 205، البداية والنهاية 13: 159 ـ 160، سُبل الهدي والرشاد 1: 362 جماع أبواب مولده (صلّي اللّه عليه و آله، باب 13)، التوسل بالنبيّ (صلّي اللّه عليه و آله) وجهلة الوهابيين: 116 . 41. راجع: المواسم والمراسم: 20 . 42. وفيات الأعيان 4: 119، ترجمة رقم 547، البداية والنهاية 13: 169 . 43. راجع المواسم والمراسم، جعفر مرتضي العاملي: 25. 44. المواهب اللدنية 1:27، سُبل الهدي والرشاد 1: 362 ـ 364 جماع أبواب مولده (صلّي اللّه عليه و آله، باب 13)، السيرة الحلبية 1: 137 (ذكر مولده (صلّي اللّه عليه و آله)) . 45. المواهب اللدنية 1:27، سُبل الهدي والرشاد 1: 362 جماع أبواب مولده (صلّي اللّه عليه و آله، باب 13)، السيرة الحلبية 1: 137 (ذكر مولده (صلّي اللّه عليه و آله) ). 46. نزهة المجالس 2:80 ، وعنه في المواسم والمراسم: 25 . 47. اقتضاء الصراط المستقيم: 276 . 48. المواسم والمراسم، جعفر مرتضي العاملي: 62، عن رسالة المقصد المطبوعة مع النعمة الكبري علي العالم، والتوسّل بالنبيّ وجهلة الوهابيين: 114. 49. السيرة الحلبية 1: 137 (فصل في ذكر مولده (صلّي اللّه عليه و آله)) . 50. سُبل الهدي والرشاد 1: 367 (جماع أبواب مولده (صلّي اللّه عليه و آله)، باب 13)، حواشي الشراني 7: 422 (كتاب الصداق، فضل في وليمة العرس). 51. اقتضاء الصراط المستقيم: 304، وروي الحديث الصنعاني في المصنف 3: 159، ح 5144، والثعلبي في تفسيره 9: 309 سورة الجمعة، والزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار 4: 12 ـ 13، والصالحي في سُبل الهدي والرشاد 3: 334 (جماع أبواب بعض الحوادث من السنة الأُولي للهجرة، باب 1) . 52. كي لا نمضي بعيداً عن احتياجات العصر، سعيد حوّي: 6 ، السيرة بلغة الحبّ والشعر: 36 ـ 39 . 53. كشف الإرتياب، السيّد محسن الأمين العاملي: 450. —— کتاب في رحاب أهل البیت(ع) : الاحتفال بذکری مولد النبي(ص) السيد عماد الدين الحمروني
غـربـة الإنسان ومولد الذئاب في زمن العولمة
أ.مصطفى عبدالله الونيسي
الحيرة و انقلاب الموازين:
لا أخفي على أحد أنني أصبحت في و ضع لا أدري فيه أهُو من حُسن حظّي أم من سُوءه أنني بدأت أدرك بعد هذه السنين الطويلة من المنفى والحياة في عاصمة من أهم عواصم الغرب أننا، كمناضلين و عشاق للحرية، في زمن لا يُسمح لنا فيه بالعيش إلا داخل الغابة التي يُطلقون عليها، تضليلا و مغالطة، حرية السوق والنمو و سعادة الأفراد والشعوب حيث غدت هذه الحرية الموعودة هي حرية أن يلتهم الأقوياء الضعفاء بعد استدراجهم و تجريدهم من كل وسيلة للدفاع عن أنفسهم و كرامتهم. إنه زمن غُربة الإنسان و مولد الذئاب. زمن عُبد فيه المال عبادة، و ما الإنسان فيه إلا سلعة و متاعا، فهو لا يُساوي إلا ما يملك من متاع الدنيا، ولا يحق له أن يملك إلا بقدر ما يساوي في بورصة سوق الذئاب. زمن يكفي القليل من الذهب فيه ليحوّ ل الأسود إلى أبيض و التقي المجاهد عن شرفه و عزة بلاده إلى مُجرم و إرهابي و الجميل إلى قبيح والبطل إلى خائن والجبان إلى شجاع والفاشل إلى ناجح….. زمن يُسوى فيه بين الضحية و الجلاًَد و لا حرج. زمن لا مكان فيه لما نُسميه نحنُ العامة من النّاس أخلاقا و فضيلة وأديانا سماوية. زمن اختلت فيه الموازين و انقلبت فيه القيم. إنّها غابة تعيش فيها كلّ المخلوقات إلا الإنسان.غابة يهيمن عليها كلّ ذي ناب من السباع وُيساعده كُلّ ذي مخلب من الطّير، لا مكان فيها للشرفاء ولا خيار لهم إلا المغامرة بحياتهم ومواجهة المتطلعين إلى السلطة والهيمنة على الغابة. و في لحظة وعي أفرزتها تراكمات أحداث جسام داخل الغابة تساءلت كيف استطعت أن أعيش في غابة تحكمها و تدير شؤونها العّامة و الخاصة سباع ضارية حتّى هذا الوقت؟ تساءلت هل كنت عميلا أم ماذا دهاني وقد كنت أعتقد أنّني شجاع و مناضل حرّ لا يُشق لي غُبار؟ المهم بالنسبة لي أني استيقظت من سُباتي الذي يبدو أنّه قد طال فاستعذت من الوسواس الخنّاس و حمدت اللّه على هذه السلامة و لو كانت وقتيه و حتّى صورية، وشكوته أيضا سوء حظّي أنّني وُلدت في زمن أصبحت فيه هيمنة السباع أمرا واقعا سائلا إياه سبحانه أن يُفرج همي و يجعل لي مخرجا من حيث أعلم أو لا أعلم. ولأنّ الطبع يغلب التطبّع لم أستطع أن أندمج في فصيلة الذئاب رغم المغريات الكثيرة و المتنوعة بل و غمرتني مشاعر و نوازع تحررية مريبة أربكتني فتساءلت لأول مرّة بيني و بين نفسي هل يا تُرى فيه مجا ل والحال هذه للتمرد والمطالبة بالاستقلال للنجاة من بطش الذئاب أم أنّ الاستسلام والاقتناع بأننّي واحد من قطيع الخرفان و ترويض النفس على ذلك أولى، فلا مستقبل لي و لا أمل في الحياة إلا داخل ما يقرره و يحدده واحد من سادة الذئاب.؟ وفي هذه الغابة المترامية الأطراف ذاقت أنفاسي و أُصبت بالإحباط الشديد والتأزم لمّا يئست من الإصلاح من الدّاخل و بالطرق السّلمية والقانونية، بل وأيقنت أنّني إذا ما تماديت في هذا المسار فإنّني سأسير لا محالة بخطى حثيثة نحو الهاوية و الأسر الذي ليس منه فكاك إذا لم أغضب وأتمرد. و عندئذ تحملت مسؤوليتي التاريخية و بدأت التفكير بجدية في كل الطرق و الوسائل و الحيل المناسبة التي يمكن أن تُخفف من روعي و روع من هم على شاكلتي و تُحقق لي الخلاص الفردي و النجاة بجلدي على أقل تقدير.وفي هذا المناخ المشحون الذّي أملته و فرضته السياسات » الذئبية » فكرت أيضا في مستقبل الأجيال القادمة و خاصة منهم الأطفال الرّضع كيف سيكون؟ أليس من حق هؤلاء علينا أن يحلموا بحياة أفضل بعيدا عن هيمنة الذئاب أم هي نهاية التاريخ كما يدّعي بعضهم؟ (1) ولأننّي مُشاكس ولا أقد ّر العواقب، ولأنني أيضا متفائل جدّا رغم قتامة الواقع واختلال موازين القوى، لم أتوقف عن التفكير في طرق تتناسب و إمكانياتي المتواضعة جدّا جدا للتمرد و العصيان المدني و إعلان الثورة بطريقتي الخاصة. و بينما أنا مُستغرق في التدبير والتقدير و التخطيط، ألهمني الله تعالى في لمحة بصر رُشدي وقذف في قلبي نورا على الطريقة » الغزّالية » أعاد لي بمُقتضاه ثقتي في نفسي وديني و تاريخي المليء بالبطولات و الأمجاد فعند ذلك أيقنت و صدّقت من جديد بأن الحياة خارج زمن الذّئاب ليس فقط هي الأصل و ممكنة بل هي ضرورة وواجب في آن واحد وأنّ الطريق إلى ذلك هو الإيمان الصّادق و الإخلاص و الحب و الوفاء و العمل الجّاد على التغيير والصمود مهما كانت الظروف صعبة، بل أيقنت بالإضافة إلى ما تقدم أنّ هذا الواقع المرضي و الإستثنائ الذي يحاصرنا من كل ناحية ما هو في الحقيقة إلاّ النتيجة الطبيعية لتقصير الإنسان و إهماله لوا جباته الدّينية و الإنسانيّة وانحرافه عن الوظيفة المركزية التي من أجلها خُلق. » أولمّا أصابتكم مُصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم » (2) في هذه اللحظات العصيبة من التفكير أدركت وشعرت بالحاجة الماسة لكل ما يمكن أن يعينني على المقاومة من أجل ممارسة حقي الطبيعي في الحياة الكريمة.وكاستجابة طبيعية لهذا الشعور التفت يمينا وشمالا و حاولت أن أقلب كل النظريات و الفلسفات فلم أجد أفضل ولا أبلغ ولا أوضح من القران الكريم الذّي يُرشدني إلى قوانين النصر والهزيمة و يمدني بالعون المعنوي والنفسي متذكرا قول الله تعالى » إنّ الله لا يُغير ما بقوم حتّى يُغيروا ما بأنفسهم » (3). أضف إلى ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم التفسير العملي لكتاب الله والمصدر الثاني الذي نلتمس فيه ومنه العون والمدد و نقتبس منه الآليات و المضامين والمشاعر السوية والمعنويات المرتفعة لمواجهة التحديات. و بالعودة إلى التاريخ ومُختلف التجارب الإنسانية القديمة و الحديثة وجدت كمّا هائلا من التجارب والدروس في مقاومة معسكرات الذئاب على مر العصور. لقد كلفت نفسي مثل هذا العناء من البحث والتنقيب عن المصادر الحقيقية للقوة استعدادا للمقاومة و الذود عن مدينة الإنسان حتّى لا تلعني و إخواني من بني الإنسان الأجيال القادمة. ولكن في المقابل لا أذيع سرّا عندما أقول أنّ الحياة الحقيقية الجديرة بالشرفاء ليست أمرا ميسورا ولا هي في مُتناول الجميع إذا لم نبذل الجهد الكافي و المطلوب لنكون جديرين بها وإلا فإنّ عالم الذئاب ليس ببعيد عنّا كما يُمكن أن نتصور لأول وهلة، إذ كل واحد منّا قابل لأن ينقلب إلى ذئب إذا لم ينتبه إلى ذلك سواء بصفة كاملة أو جُزئية. وإذا كانت الذئاب لغزا إلى هذا الحد فما هي الحدود الفاصلة بين عالمي الإنسان و الحيوان أي الذئاب؟ الذئب، الرمز و الدلالة:
لا شك أنّ السباع بكل أنواعها كغيرها من المخلوقات، هي من خلق الله، قد خلقها لحكمة يعلمها و يراها. وهي عندما تقتل إنما تفعل ذلك استجابة لحاجة ضرورية وغريزة بيولوجية هي غريزة الجوع. فهي تقتل لتأكل ولا تقتل للتشفي والتلذّذ بالآم الآخرين. وهي أيضا جزء لا يتجزأ من هذا المحيط الذّي نعيش فيه، بل هي ضرورية للحفاظ على البيئة و توازنها.أمّا السباع التي نعني فهي تلك التي قد خلقها الله ابتداء خلقا سوّيا في صورة إنسان، تكريما و تشريفا و تكليفا إلا أنّها أبت إلا أن ترتكس إلى الوحل طواعية بخروجها على النّاموس الالهي العام فقلدت السباع الضّارية في أسوإ طباعها وخصالها ولؤمها: » لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثمّ رددناه أسفل سافلين… » (4) وذلك بسبب ما ارتكبته من معاص وخروج عمّا أودعه الله في هذا الكون من قوانين: » إن هم إلا كالأنعام بل هم أضّل سبيلا… » (5) وقد حُذّرنا منذ زمن بعيد من الشّيطان ذئب الإنسان حتى لا يكون مصيرنا كمصير الشّا ة القاصية فينفرد بها الذّئب: » الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ من الغنم القاصية، إياكم و الشعاب وعليكم بالعامة و الجماعة والمساجد » (6) كما أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم أوصانا بالحذر من كثير من الدّواب و الكواسر و الحشرات لما تُمثله من خطر على حياة النّاس و أمنهم: « خمس من الدّواب لا حرج على من قتلهنّ:الغراب والحدأة والفأرة والعقرب و الكلب العقور(7) »(8) وللذئب صفات يُضرب بها المثل، كُلها تنطبق و زيادة على بعض النّاس، منها الغدر و الخبث والخيانة والجرأة و اليقظة واللؤم وسرعة الجوع… ولذا قالوا قديما: من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم ويُروى أنّ امرأة من بني اسرائيل وجدت ذئبا صغيرا يكاد يموت جوعا و نظرا لقلة معرفتها بطبيعة الذئاب أشفقت عليه المسكينة وأخذته لبيتها و ربته مع شاتها الوحيدة، فكان يشرب من لبنها و يتدثر بصوفها ولمّا كبُر و اشتدّ عُوده قتل الِشّاة و أكلها فقالت المرأة فيه بعد فوات الأوان: بقرت شـُوَيْهـَتِي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا ولد ربيب غُذّيت بدرها و رُبيت فينا فمن أنبأك أنّ أباك ذئب إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يُفيد ولا أديب ومن عجائب الذئب أنّه لا يأمن لأحد، فشُغلُه الشاغل هو أمنه الخاص أوّلا، ولذا فهو لا ينام إلا بإحدى عينيه و يحرس بالأُخرى. فهو لا يُقيّم من حوله إلاّ من خلال وعلى خلفية أفعاله و خصاله و قد قال فيه احد الشعراء: ينام بإحدى مُقلتيه و يتقي بأُخرى الأعادي، فهو يقظان هاجعُ ولكن حتّى نكون من أهل القسط ومن الشهداء بالحق فإنّ هذه الكواسر والسباع و ما قد نُطلقه عليها من أوصاف إلاّ أنّها لم تخرج يوما عن مُمارسة دورها المرسوم لها مُسبقا، بل إنّها لمّا طلب منها عُقبة بن نافع أن تخرج من الغابة التي على أنقاضها بنى مدينة القيروان، و جامعها الكبير، لتكون عاصمة ومنطلقا جديدا للفتح الإسلامي في بلاد المغرب، خرجت طواعية و من دون إكراه وهو ما لا يُمكن للسباع الآدمية أن تستوعبه أو تفهمه أو تطيقه. و يكفي أن ننظر إلى شارون و اله وبوش و صحبه وصدّام و زبانيته سابقا و كلّ من كان على شاكلتهم و دينهم، فبماذا يتميز هؤلاء الرهط من السباع الآدمية إذا ما قارنا أفعالهم الإجرامية و العُدوانية بأفعال غيرهم من بقية السباع مُجتمعة. بل إننا عندئذ قد نظلم الذئاب الحقيقية ظلما كبيرا لأنّ الذئاب الرمزية من بني جلدتنا هُمُ أشدّ مكرا و فتكا وبطشا و أكثر قُدرة على الظلم، وهم لا يفعلون ذلك للضرورة و إنّما يفعلون ذلك حبّا للتسلط و الهيمنة و القهر. المقاومة و إرادة الحياة:
وبناء على ما تقدم فإنّ إرادة الحياة اللائقة بالإنسان السّوي تستدعي منّا قرارا حاسما و عاجلا على المقاومة و التصدي و هي بالتالي لا تحتمل التردد و الخوف و التأجيل، لأنه لولا خوفنا و ترددنا وانغلاقنا و جُبننا ما استطاعت الذئاب في يوم من الأيام أن تبني قصورها و عروشها، وكم نهانا الرسول صلى الله عليه و سلّم وحذرنا من الخوف وحبّ الدنيا و كراهية الموت الشريف وقد كان شعار كثير من أسلافنا المجاهدين »اطلبوا الموت توهب لكم الحياة ». وجدير بنا أن ننسج على منوال هؤلاء الكرام إذا ما أردنا الحياة عزيزة و كريمة ليُمارس الإنسان حقه في الحياة كمخلوق جدير بالخلافة و عمارة الأرض بكل حرية و أمان. إصلاح الغابة أم » أنسنة » السباع:
لقد أدركت أيضا نتيجة لصحوة الضمير هذه، وتراكم التجارب المتعددة و المتنوعة، وإفرازا مُرّا لحياة المنفى و البعد عن الأهل والدّيار أنّ المناضل محكوم، أحب أم كره، بواقع مُعقد و مُركب و لا يمكنه بحال أن يقلب الواقع بفكره و حُسن نواياه لأن الفكر وحده ليس هو الجزء المُحدّد في عملية التغيير والإصلاح. كما أن الغابة لا يُمكن إصلاحها أيضا عن طريق المعجزات والوصفات الجاهزة. فالإصلاح عملية مُركبة، والمبادئ مهما كانت جميلة لا تُجدي نفعا كبيرا إذا لم تصحبها إرادة قوية وتصميم على الفعل لا حدود له « لقد أرسلنا رُسُلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم النّاس بالقسط و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للنّاس »(9) فالنجاح ليس هبة تُعطى وإنّما هو كسب مشروط، بالإضافة إلى صحة الفكرة في عُمومها وسلامة القصد والتوكل على الله، بالفعل الجاد والمبادرة والأخذ بأسباب النجاح والنزول إلى الميدان والجهاد بالمال والوقت والنّفس إن لزم الأمر و خاصة في زمن المعارك المفروضة علينا. فإرادة الحياة بطبيعتها لا تحتمل الاستقالة والسلبية والبقاء على الربوة بعيدا عن الصراع والاكتفاء بدور المتفرج الذّي قد لا يتوقف عن لعن الذئاب وأفعالهم و التعلق بالسمّاء وهي بعيدة عنه مكتفيا بالدّعوة إلى الخير وهو لا يدري أنّ السماء لا تُمطر ذهبا ولا فضة. أحسب أننّا مُطالبون أن ننزل إلى الأرض لنثبت عليها أقدامنا و نتعرف على واقعنا من قريب مهما كان حاله ونتفاعل معه سلبا وإيجابا فننحاز إلى الجميل منه أو على الأقل إلى ما هو أقل سوءا و ضررا عند الضرورة والإكراه .لا شك أن الممازجة بين المثال الذي يطمح إليه الإنسان و السمو الذّي بشر به الأنبياء و الحكماء من جهة و التاريخ البشري بمُختلف منعطفاته الحلوة والمرّة من جهة ثانية هو من صلب عمل الإنسان وهو المسؤول الأول عن توجيهه وتوظيفه لخدمة الحضارة الإنسانية. إنني، بعد هذه السنين الطويلة من محاولة السّباحة ضد التيار المفروض علينا في الدّاخل والخارج، أعترف أن هذا الجهد المتعدد المستويات، و أن هذا الأمل في عملية تحرير الإنسان ليس أمرا سهلا بالمرة وأنّ ذلك يتطلب همة عالية كهمة سيّدنا إبراهيم عليه السلام و إيمانا يتجاوز منطقنا البسيط والمحدود و أخلاقياتنا العادية ولكنه رغم ذلك يبقى أمرا ضروريا وقابلا للتحقق في نفس الوقت لأن الله لا يّكلف نفسا إلا وُسعها ولأن الاستطاعة الإنسانية قادرة على تحقيق ذلك. إنه الإيمان با لنهايات السّعيدة التي منها يستمد الإنسان شرعيته و قوامته على سائر المخلوقات. إرادة الحياة بين البدايات و النهايات:
إنّ البحث عن الوسائل المناسبة لتحقيق تلك النهايات السعيدة هو عملية اجتهادية بشرية بحتة. و من أهم الوسائل و أخطرها تأثيرا على تحقيق هذه النهايات هو ما نُسميه « بالفعل السياسي ».فالسياسة وسيلة نوعية و مُتميزة في تقرير مصير الإنسان سلبا و إيجابا. وهو ما فهمه المُتطلعون إلى السلطة في كل زمان ومكان فحرصوا على احتكار هذه الوسيلة ولو عن طريق القتل والإرهاب وسفك الدّماء ولذلك لا نستغرب عندما نسمع هؤلاء ونراهم في إعلامهم مُسخرين كل ثروات الدّولة المادية و المعنوية يرددون صباحا و مساء : »أيها النّاس إنّ السياسة حرام عليكم إلى يوم الدّين، حلال علينا وحدنا معشر السباع، فاجتنبوها إنها ّ رجس من عمل الشيطان و إلا فسيطالكم لا محالة غضبنا وتكونون من الخاسرين. » ولأنّنا طيّبون، وعاطفيون، وخائفون، ومُترددون، كان يؤثر فينا كثيرا هذا القول البليغ، فنُعيد، نحن المُواطنون المُسالمون جدّا، إنتاج هذا الخطاب السديد والكلام الرّشيد بأساليبنا الخاصة مرددين بلا كلل ولا ملل أن السياسة قد ماتت و أنّها رجس من وحي الشيطان وأن اجتنابها قدر المُستطاع خير عند الله مُكتفين بموقع المحكوم فيه إلى الأبد، و نحن والحمد لله راضون ومُقتنعون، لا موقف لنا ولا رأي إلاّ ما يراه ويقرره الحاكم المعصوم الذّي لا ينبغي مُراجعته ولا إدانته إلى يوم الدّين. ولكن على الطرف الآخر، من هذه الحقيقة التي أرادت السباع أن تُكرسها، نجد إرث الأنبياء والمصلحين يشدّنا إلى الأعلى دائما ويمنعنا من السقوط وينير لنا الطريق و يلقننا حقائق أخرى لا قبل للسباع بها.لقد تعلمنا من هؤلاء أنّ الحياة في عالمنا البشري ليست حقيقة مُطلقة و مؤكدة و مكتملة الصنع و أنّ الله أوجب علينا أن نُنجزها بما يتماشى و يخدم مصلحة الإنسان و ازدهاره، وتحقيق ذلك لا يُمكن إلا عن طريق الإرادة العامة و الشعور المشترك بالمسؤولية الجماعية التّي تمُدُّنا بالإحساس المُرهف و تُلهب فينا مشاعر الرّحمة و الأخوة والتعاطف والتعاون والغيرة على الضعيف والمظلوم، فنجعل من كل واحد منّا مسؤولا عن كل الآخرين »كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ». فالسياسة على ضوء هدي الأنبياء هي: »ما كان فعلا يكون معه النّاس أقرب إلى الصلاح و أبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرّسول ولا نزل به الوحي » (10) فوسيلة على هذه الدرجة من الخطورة ينبغي أن يُعاد لها الاعتبار و أن تُحظى بالأولوية إذا ما أردنا تحرير الغابة من هيمنة الذئاب وجعلها واحة أمن وسلام للتعايش السّلمي بين المواطنين من كل دين و ملّة. « ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب » (11) كما أن العمل على توفير الأسباب التّي تسمح لكل مواطن يحمل داخله بذرة خير أو عبقرية أو موهبة ولو كانت جُزئية أن يُعبر عنها و يُفجرها علما و فكرا وحضارة وفنّا و أدبا هي واجب، خدمة للناس وللكون. وحتى يؤدى الواحد منّا واجباته بهمة عالية و تفان فهو مُحتاج إلى أن يطمئن على أهله و نفسه عرضه ودينه. إنّ ما يُميز الإنسان عن غيره هو أنه كائن حرّ، والحرّية هي طريقه للفاعليّة و التألق في خدمة الصالح العام للمجتمع و الشعب و النّاس جميعا.إنّ هذا العالم، الذي أرادت الذّئاب أن تجعل منه مُجرد غابة تعبث فيها كيفما تشاء، كُلّه وطني، أينما انتُهكت حقوق الإنسان فيه و أهدرت كرامته شعرت بالألم و المرارة.وأنّ ما يُضاعف ألمي و يُعمق جُرحي هو أنّ مُعظم زعمائنا السياسيين و الروحانيين لا يعون و لا يُقدرون حجم ما نحن فيه من مخاطر وإذا ما وعُوا فإنهم لا يتمردون… وما يُغضبُني أيضا أن مُعارضاتنا السياسية و الفكرية ينتقدون لأنهم لا يحكمون ولكنهم أيضا لا يتجرؤون ولا يُبادرون ولا يكادون يتميزون عمّا ينتقدون….. يا حكامنا و يا حكماءنا و زعماءنا و يا مُعارضينا، رسميين و غير رسميين، هل من صحوة ضمير تُعيد لنا رُشدنا ؟ لنقاوم معا ،جنبا إلى جنب ما يُسمى « بالعولمة »و خاصة منها الاقتصادية التي ما هي في الحقيقة وإن اختلفت المسميات إلا الوريث الطبيعي و بأ قل الأثمان للاستعمار القديم و إلاّ فإنّ بوش وشارون و من كان على دينهما سيحطموننا و يذبحون أبناءنا و يستحيون نساءنا و يستبيحون دماءنا و أعراضنا،نستوي في ذلك حكامّا و محكومين.إن مُقاومة هؤلاء الذّين يكذبون علينا و يُلحون علينا أن نُلغ عقولنا لنعيش فقط ببطوننا و غرائزنا هي ضرورة قبل أن تكون واجبا و حقّا مشروعا. إنّ التّصدي لهؤلاء الذين يريدون أن يفرضوا علينا بقوة المليارات و الصواريخ العابرة للقارات تاريخا كاذبا و مُستقبلا « ديمقراطيا » وهميا لا أساس له في الحقيقة إلا الفراغ والدمار الشامل والموت البطيء والمدروس هو شرف لكل مُقاوم وعلامة انتصار لا تُخطئ. إنّ مُقاومة هؤلاء في الدّاخل والخارج هي واجب ديني و إنساني مهما كانت الإمكانيات مُتواضعة ولو عن طريق الكلمة الصادقة أو نُكران الضمير الحي وذلك أضعف الإيمان. و من النضال أيضا أن لا نكُفّ عن إعلان حقائقنا ولو كانت جُزئية ومُضطربة من سوء ما نحن فيه من ضغط و من سوء ما نُعانيه من ظُلم و حيف. علينا جميعا أن نصبر على هذه الحال ولا نستسلم إلى أن يأتي الله بالفرج ونبني مكانا آمنا نعشق فيه الجمال والفضيلة والخير والعدل والحرية و نشعر فيه بالأمن و الأمان، وعند ذلك نُعيد ترتيب أوضاعنا المُبعثرة و أفكارنا المُشتتة ونُعلن حقائقنا كاملة غير منقوصة وقد نُساهم أيضا في بناء مشروع السّلام العادل. فيا أحرار العالم في كل مكان ومن كل ملّة و دين لنتعاون على تحرير جزء مهما كان صغيرا من هذه الغابة المُوحشة نتخذه مُنطلقا لتحرير ما تبقى من الغابة ونزرعه قمحا و شعيرا و نغرسه تينا و زيتونا و رمّانا ونخلا و عنبا. و من الأفضل أيضا أن لا ننسى زرع شيء من الورود والأزهار، كالقرنفل و الياسمين، فنستبد ل رائحة الذئاب و عُواءها برائحة الأزهار و زقزقة العصافير وهي تُغني للحياة فنُغني معها أُنشودة الحياة الخالدة: »إذا الشّعب يوما أراد الحياة…..فلا بُدّ أن يستجيب القدر » (12) إن ولادة الإنسان السّوي تعني موت هذه الذئاب المُنصبة علينا بقوة الحديد والنار أو على الأقل و في أسوإ الحالات تراجعها إلى حجمها الطبيعي الذّي من أجله خُلقت لا تتجاوزه قيد أنملة. يا شرفاء العالم، إن النجاة من « زمن العولمة »هو العمل الجاد والمُشترك على تأسيس « عالمية إنسانية » جديدة، قوامها الرّحمة والتعارف والتعاون والتكامل و بإيجاز تحقيق إنسانية الإنسان. وذلك هو الخيار الذّي سيُضفي على حياتنا القصيرة معنى وكرامة: « يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم « (13) ليعذرني قارئ هذه الصفحات على ما تعكسه من قتامة وهموم ولكن ليعلم أن هذه الخواطر ولئن كانت مُوغلة في التشاؤم إلاّ أنها لم تبن على فراغ وإنّما أملتها أحداث جسام عاشها العالم بصفة عامة و العالم الإسلامي بصفة خاصة ومنها نذكُر منها ما سمي بنكسة 5حوان 1967 وحرب الخليج الأولى ثمّ الثانية و غزو لبنان و مذبحة صبرا وشاتيلا وأحداث الجزائر و أحداث 11 سبتمر 2004 واحتلال أفغانستان والعراق من طرف الإدارة الأمريكية وأحلافها. وهي كُلها أحداث فرضتها أياد استعمارية وعُنصرية لا هم لها إلاّ ألتسلط و الهيمنة على الشعوب المُستضعفة. فإلى متى سنظل على هذه الحال ولا يكون ردّ الفعل في المستوى المطلوب. إنّ هذا النص هو دعوة للانتباه واليقظة أولا وهو دعوة للبناء وإرادة الحياة وتهيئة الأسباب لزرع الأمل من جديد ثانيا. باريس ليلة الإثنين22 مارس2004 المُوافق ل1صفر1425للهجرة. مقال وحدث وتعليق لقد كانت ليلة الاثنين من يوم 22مارس 2004 ليست كغيرها من الليالي، فقد انتابتني مشاعر غريبة و مُتناقضة وكأنّ شيئا مُريعا سيحدث. و بالفعل في الصباح الباكر فتحت « الجزيرة » لأسمع أخر الأخبار وإذا بالخبر الفاجعة والصاعقة يُعمق جُرحي الذّي لم أغمض جفني بسببه. في هذا الصباح، ولم يمض على انتهاءنا من كتابة مقال « غُربة الإنسان ومولد الذئاب… » إلاّ ثلاث ساعات ونصف، اغتالت قوات العدو الصهيوني بطائرات » الآباتشي » شيخ المُجاهدين أحمد ياسين وهو قعيد على كُرسيه بعد خروجه من المسجد إثر صلاة الفجر و في طريق عودته إلى بيته. و كانت هذه الجريمة النكراء تصديقا وتأكيدا لما ورد في المقال من قتامة و تشاؤم.لقد تجاوزت وحشية اسرائيل بزعامة المُجرم و السفاح شارون كل الحدود و الأعراف. لقد أراد مُجرم الحرب أن يُربك حركة المقاومة الباسلة ويشق صفوفها إلاّ أن الذّي حدث بفضل الله تعالى هو العكس تماما فكان رد الشعب الفلسطيني سريعا وحاسما وحضاريا سواء على المستوى السياسي و التنظيمي أو على المستوى التعبوي والمعنوي. و بذلك يكون الشيخ أحمد ياسين قد نجح في تأسيس حركة مقاومة عصرية لم يحسب العدو لها حسابا في حياته ونجح مرة ثانية عندما وحّد الشعب الفلسطيني باستشهاده، فكان دمه الزكي وقودا أجّج مُظاهرات التنديد الواضح و الحاسم بإرهاب الدولة الصهيونية من ناحية والدعم المطلق و اللا مشروط لحركة المقاومة لهذا الكيان العنصري والفاشي من ناحية ثانية. كما أن الرد على المستوى التنظيمي كان سريعا وفي المستوى المطلوب، فتعيين الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي (14) رئسا لحركة حماس في مدينة غزا خلفا للشيخ أحمد ياسين كان هو الرد الذّي بدد أوهام الصهاينة في شق صفوف الشعب الفلسطيني. كما أنّ استشهاد الشيخ، على المستوى المعنوي، في هذا الوقت وفي هذا المكان و في هذا العمر كان تزكية و تتويجا ربانيا لجهاده الطويل عن شرفه و عزة بلاده. كما أن استشهاد الشيخ كان بلا ريب إيذان عن ميلاد آلاف من المجاهدين الذّين سيلقنون العدو درسا لن ينساه. إن استشهاد الشيخ هو شهادة حية و مملموسة عمّا و رد في مقالنا من أفكار وخواطر حتى يعرف من لا يعرف أو من لا يريد أن يعرف أننا في الحقيقة لسنا متشائمين عندما نقول أن هذا العالم ومن فيه تريد أن تُهيمن عليه اسرائيل وتقوده، بدعم من الإدارة الأمريكية، إلى الدمار ونهاية التاريخ حسب زعمهم. إن مشروع العولمة هو في حقيقته مشروع أمريكي صهيوني بالأساس وهو مشروع محكوم عليه بالفشل مسبقا لأنه قائم على الباطل والباطل لا يدوم لأنه نشا ز وشذوذ و إخلال بسنن الله في الكون. يا سيّدي، يا شيخ المجاهدين و يا إمام الصامدين، لقد أديت ما عليك وفديت دينك و بلادك بأغلى ما تملك، بنفسك التّي بين جنبيك، فأكرمك الله بالشهادة، وعشت سعيدا رغم الاحتلال و مت شهيدا بسبب الاحتلال، و حُشرت بإذنه تعالى مع الأنبياء و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا. فهنيئا لك بمقامك الذي أنت فيه، و إنّا لله و إنّا إليه لراجعون. صباح يوم الإثنين 2004.03.22 أ. الأستاذ: مصطفى عبدالله الونيسي ounissimustapha@hotmail.fr الهوامش 1) من هؤلاء ،نذكر « فوكوياما » 2) سورة ال عمران165 3) سورة الرعد: اية11 4) سورة التين: اية 4 و5 5) سورة الفرقان: اية 44 6) رواه أحمد 7) العقور هو ما هاجم الإنسان كالنمر و الأسد 8) متفق عليه 9) سورة الحديد: اية 35 10) ابن القيّم: الطرق الحكمية 11) قاعدة أصولية كلية 12) من ديوان لأبي القاسم الشّابي 13) سورة الحجرات :اية 13 14) استشهد هو بدوره بعد مدة وجيزة
شهادة المبحوح احميدة النيفر
2010-03-04 على مدار الأسابيع التي تلت جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي أواخر يناير الماضي تناولت التقارير الصحافية والتحاليل السياسية العربية والأجنبية تفاصيل العملية وقائمة أسماء الضالعين فيها مع جملة من المؤشرات عن اختراق صهيوني لجهات فلسطينية وتواطؤ واضح لجهات غربية في العملية. ما التفتت إليه بعض التقارير هو أن الجريمة وما استتبعها من مواقف وتصريحات صهيونية أو غربية تكشف جوانب من الوجه الخفي لطبيعة الجريمة وما تحيل عليه من دلالات بعيدة للصراع العربي الصهيوني. وما يؤكد ضراوة هذا الصراع وأبعاده غير المعلنة جملة قرائن برزت إثر جريمة الاغتيال تتراوح بين الإمساك عن أي موقف أو الإدانة المتوجسة وصولا إلى التبجح المعلن. وإذا كان البيت الأبيض الأميركي قد لاذ بالصمت الكامل فلم يُدلِ بأي تصريح بخصوص عملية الاغتيال, فإن الاتحاد الأوروبي أدان العملية مستنكرا استعمال جوازات سفر أوروبية « مزورة » لكن دون أية إشارة إلى الكيان الصهيوني ومسؤوليته في الاغتيال. في باريس وفي 22 فبراير الماضي أعلن الرئيس الفرنسي عن إدانته للعملية، دون إشارة إلى أية جهة، مستعملا في ذلك عبارة (exécution) التي تفيد معنى القتل أو إنفاذ حكم والتي تختلف عن عبارة اغتيال (assassinat) التي تتضمن إضافة إلى معنى القتل صبغة الحظر وما ينجم عنها من معاقبة الجهات الرسمية. حصل هذا مع أن تقارير غربية نقلت قبل ذلك عن وزير الصناعة في الكيان الصهيوني، بنيامين بن إليزار، أن العمليات التي يقوم بتنفيذها جهاز الموساد تتطلب موافقة الوزير الأول. وقد أكدت « الصنداي تايمز » الأسبوعية البريطانية أن الوزير الأول في الكيان الصهيوني اجتمع مع عملاء فريق الاغتيال قبل سفرهم إلى دبي ليؤكد لهم دعمه وثقته فيما هم مقدمون عليه. وفي الاتجاه ذاته طالبت صحيفة هآرتس بإقالة رئيس الموساد المعروف بتوجهاته العنيفة التصفوية والذي يدين بتمديد مدة رئاسته لجهاز الموساد الذي تولاه منذ سنة 2002 إلى قرار الوزير الأول نتنياهو. ولهذه المؤشرات على اختلافها أكثر من معنى. أبرزها أنها تعيد إلى الأذهان سياسة ظهرت في أواسط التسعينيات خاصة عند تولي نتنياهو رئاسة الوزارة في ولايته الأولى. ولقد عمل جهاز الموساد عندئذ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل في عمان، دون جدوى. ونجم عن تلك السياسة الإفراج عن زعيم حركة حماس التاريخي، الشيخ أحمد ياسين، الذي وقع اغتياله فيما بعد في سلسلة عمليات تصفية لمجموعة من قيادات حركة حماس، مثل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ويحيى عياش. السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا هذا الإصرار على سياسة التصفيات بعد كل هذا الوقت, والحال أنه تبين أنها غير مجدية ولا تفضي إلى استئصال ما يعتبره الطرف الصهيوني خطرا؟ ما أثبتته السنوات أن تصفية هذا القيادي أو ذاك لن تحول دون ظهور غيره, ثم غيره, أي أنه اختيار قاصر ولا يفضي إلى نتيجة حاسمة, ذلك ما ذهب إليه بعض الخبراء في الكيان الصهيوني تعليقا على جريمة دبي بالقول: « إن الإنجاز الإسرائيلي كان تكتيكياً، لكن الإخفاق فعلياً كان استراتيجياً ». عدم جدوى هذه التصفيات التكتيكية يتأكد بصورة قطعية في سياق الثورة الرقمية التي سمحت لقوى الأمن في دبي أن تكشف عملاء الموساد وتثبت تورطهم بفضل الوسائل المتطورة لتقنيات الحماية والتي توحي بانتهاء عهد الاغتيالات. لذلك فإن القارئ لا يتمالك نفسه عن الاستغراب وهو يطالع ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية أخيرا من القدس المحتلة عن ارتفاع شعبية جهاز الاستخبارات الصهيوني, وإن « مزيدا من الإسرائيليين يسعون إلى الانضمام إلى الموساد في أعقاب اغتيال المبحوح وانكشاف مزيد من التفاصيل الخاصة بتلك العملية ». أقل ما يثيره هذا الخبر هو الشك, ذلك أن أداء الموساد في هذه العملية لا يدل على أية حرفية باهرة, فقد جاء أقرب إلى عمل هواة لا إتقان فيه, مشبها في ذلك شريطا رديئا لأفلام التجسس القديمة. ما يقوي هذا الشك هو ما تؤكده تقارير أخرى عن مستوى النمو في الكيان الصهيوني وعن اتجاهه اقتصاديا لقطاع المعلومات والتقانة خاصة منها العسكرية والأمنية. لذا وفي محاولة لتبديد هذه الشكوك، يقول مارك هيلر، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: « كان للموساد أكثر من باعث على قتل المبحوح, وكان مقررا أن يظهر موته وكأنه طبيعي, من هذه الناحية فإن العملية لم تكن موفقة تماما رغم أن الهدف منها تحقق, وأن العملاء أفلتوا دون أي أذى ». يضيف هيلر بعد ذلك مستحضرا عملية اغتيال الشهيد يحيى عياش سنة 1995 عن طريق هاتف مفخخ فيبين أن غاية القضاء على أي قيادي في تنظيم معادٍ هي إرباك ذلك التنظيم و « زعزعة كيانه بما يجعل التنظيم منهمكا لفترة زمنية في استعادة قواه وتصعيد قيادي آخر ». مؤدى هذا الكلام الذي لا يخلو من صلف وإقرار بالقتل الخارج عن القانون أن اغتيال المبحوح في نظر هيلر « شرعي » وأن هدفه ربح الوقت من أجل التقاط الأنفاس وتوفير قدر من الطمأنينة. عند هذا الحد يحق لنا أن نسأل عن مستقبل الكيان الصهيوني الذي ينبني الأمن فيه على حلول تكتيكية ورؤى ظرفية وسعي وراء هدوء وقتي مخضب بالدماء وغير مكترث بأية قيمة؟ ما يدفعنا إلى هذا التساؤل هو ما تناقلته بعض وكالات الأنباء نقلا عن المبحوح القيادي في كتائب القسام قبل اغتياله. لقد قال -وقد سبق له أن تعرض إلى محاولات اغتيال فاشلة-: أعرف نهاية الطريق الذي اخترته، إن الأعمار بيد الله. عندما ننعم النظر في مكونات هذا المشهد نتأكد من أن المدى الممكن للكيان الصهيوني محدود لأنه لا يمتلك إلا حلولا ظرفية مؤقتة يواجهه فيها طرف له رؤية أخرى يعتمد فيها على قيم تتجاوز العالم المنظور. لذلك سيواصل الكيان الصهيوني ترحيل الفلاشا إلى فلسطين وسيعمل على اقتفاء أثر « أسباط بني إسرائيل » في جنوب آسيا ووسطها بهدف تمكينهم من الهوية الصهيونية للعيش في « أرض الميعاد ». سيتواصل الافتراء على التاريخ وادعاء الارتكاز على العلم مع كل مساعي التدمير والترهيب في الوقت الذي يتنامى الوعي المقابل إلى درجة يتحقق معها كسر حدود المألوف والعادي الذي يأسر الأمة ويشتت قواها. خلاصة التحدي تتحدد في أن دائرة الوجود وحدود الألم واللذة لدى المؤمن أوسع من الكون بما يحوّل الدين لديه إلى عامل تحرر وتقدم مهما تداعت قوى القهر. هذا ما جعل رجلا مثل الشهيد المبحوح يمضي في سبيله وهو يعلم نهاية الطريق الذي اختاره. تلك هي شهادة محمود المبحوح, هي شهادة على أن الأمة متخلفة عن تاريخها وقيمها وأنها طالما بقيت على هذه الحال فلن تستطيع أن تكون سوى كيانات قابلة للاختراق وعاجزة عن الفاعلية التاريخية. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 مارس 2010)
طلبت الاعتذار وإلا تضررت المصالح ليبيا تحتج على تصريحات الخارجية الأميركية الساخرة
2010-03-04 AFP احتجت ليبيا رسميا أمس الأربعاء على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية التي سخر فيها الجمعة من دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي لإعلان الجهاد ضد سويسرا، على ما أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وقالت الوكالة إن الخارجية الليبية استدعت صباح أمس القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة في طرابلس، حيث قدم لها «احتجاج اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) على ما جاء في تصريحات الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية حول ما ورد في حديث الأخ قائد الثورة قائد القيادة الشعبية الإسلامية العالمية في تظاهرة التحدي الإسلامي الكبرى الخامسة التي أقيمت يوم الخميس الماضي في مدينة بنغازي» شرق ليبيا. وطلبت الخارجية الليبية في احتجاجها «أن تقدم الخارجية الأميركية اعتذارا وتوضيحا لما ذكره المتحدث باسمها في تصريحاته». وأكدت الوزارة أن «عدم اتخاذ أي إجراء سيؤثر سلبيا على العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين». وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد سخر من دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى إعلان الجهاد ضد سويسرا، مذكرا بخطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 مارس 2010)
ليبيا تعلن فرض حظر اقتصادي ‘كامل’ على سويسرا
3/4/2010 طرابلس ـ ا ف ب: اعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية محمد بعيو لوكالة ‘فرانس برس’ الاربعاء ان ليبيا قررت فرض حظر اقتصادي ‘كامل’ على سويسرا اثر تفاقم الازمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين. وقال المتحدث الليبي محمد بعيو ‘قررت ليبيا حظرا كاملا على جميع التعاملات الاقتصادية والتجارية مع سويسرا’. واضاف ان ليبيا قررت ايضا ‘اعتماد بدائل اخرى في ما يخص الادوية والمعدات الطبية والصناعية’ التي تستورد من سويسرا. ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس الماضي الى اعلان الجهاد ضد سويسرا بسبب حظر بناء المآذن الذي تمت الموافقة عليه في استفتاء في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) في هذا البلد، في وقت تشهد العلاقات بين سويسرا وطرابلس ازمة. وتدهورت العلاقات بين سويسرا وليبيا بشدة بعد توقيف هانيبال، نجل القذافي، في تموز (يوليو) 2008 بجنيف اثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة. وسبق ان اتخذت ليبيا العام 2008 تدابير بحق سويسرا تضمنت سحب اموالها من المصارف السويسرية وطرد شركات سويسرية من اراضيها اضافة الى وقف صادراتها النفطية الى هذا البلد. وردت برن بفرض قيود على منح تأشيرات شنغن للمواطنين الليبيين ما اثار استياء طرابلس التي قررت في 14 شباط (فبراير) معاملة المواطنين الاوروبيين بالمثل. وتعتبر الصادرات السويسرية لليبيا محدودة مقارنة بالتبادل التجاري مع دول اخرى وخصوصا الاوروبية. وبلغت العام 2009 156 مليون فرنك سويسري (106 ملايين يورو). وفي اطار الازمة بين البلدين، اعتقلت السلطات الليبية في تموز (يوليو) 2008 رجلي الاعمال السويسريين رشيد حمداني وماكس غولدي اللذين حوكما بتهمة ‘الاقامة غير الشرعية’ و’ممارسة انشطة اقتصادية غير شرعية’. وفي حين تمكن الاول من مغادرة ليبيا في 23 شباط (فبراير) بعد تبرئته، فان الثاني ينفذ عقوبة بالسجن اربعة اشهر. وتفاقمت الازمة بين البلدين مع موافقة السلطات السويسرية في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) اثر استفتاء على حظر بناء المآذن داخل اراضيها. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 04 مارس 2010)
تركيا تشهد مواجهة تاريخية بين القوى الديمقراطية والدولة المستترة
بشير موسى نافع 2010-03-04 دعا الرئيس التركي عبدالله غول إلى لقاء غير مسبوق بين رئيس الوزراء الطيب أردوغان، ورئيس أركان الجيش الجنرال إلكر باشبوغ، يوم 25 فبراير المنصرم، الذي دفع غول إلى الدعوة لهذا اللقاء، كانت أجواء الأزمة الثقيلة التي خيَّمت على العاصمة التركية. رغم حنكة غول، وحرصه الذي يفرضه منصبه الرئاسي على الارتفاع فوق المعسكرات السياسية، فقد شاب اللقاء شيء من التوتر. توجه أردوغان بعد نهاية الاجتماع الثلاثي إلى مبنى البرلمان، وفي تصريحات سريعة للصحافيين، أعرب عن سعادته للنتيجة التي تم التوصل إليها في الاجتماع، وأشار إلى أن قادة البلاد الثلاثة اتفقوا على معالجة الأزمة القائمة وآثارها ضمن الأطر الدستورية. ساعدت تصريحات أردوغان المقتضبة في تخفيف حدة التشاؤم في البلاد، إلا أنها لم تكن كافية لإيضاح صورة ما شهده اللقاء الثلاثي بالفعل. وحتى أولئك الذين جزموا بأن تركيا لم تعد ميداناً للانقلابات العسكرية، توقعوا أن يكون رئيس الوزراء قد تراجع خطوة أو خطوتين أمام ردود الفعل القلقة للمؤسسة العسكرية. ولكن بيان أردوغان أمام البرلمان في اليوم التالي جاء مفاجأة لجميع الدوائر. فقد أعلن رئيس الوزراء أمام نواب الشعب، بصراحة ووضوح غير مسبوقين، أن تركيا لن تسمح بعد اليوم بإفلات المتآمرين خلف الأبواب المغلقة من العقاب، وأن القانون سيطال كل من يمس المؤسسات الدستورية ويحاول تقويض إرادة الشعب. في الوقت نفسه، كانت السلطات العدلية تلقي القبض على عدد جديد من الضباط المتهمين بالتآمر والتخطيط لأعمال انقلابية. تعرف الأتراك منذ زمن على شجاعة رئيس وزرائهم، ولكن قلة منهم أدركت المدى الذي يمكن أن يذهب إليه في مواجهة القوى الخفية التي اعتادت منذ زهاء نصف القرن على التحكم في مصير البلاد وقرارها، بلا حسيب ولا رقيب، بل وأن يمضي إرادته. رغم تصاعدها الملموس في الأسابيع القليلة الماضية، فإن القضية التي فاقمت أزمة العلاقة بين الجيش التركي ومؤسسات الحكم والعدل المدنية ليست جديدة. وتعود جذور هذه القضية إلى اكتشاف وكيل نيابة، قبل أكثر من عامين، في أثناء التحقيق في قضية قتل غامضة، مخزن سلاح وذخائر في منزل يعود لضابط تركي في إحدى ضواحي اسطنبول. تصميم وكيل النيابة على كشف غوامض حادثة القتل ومخزن السلاح الغريب، أوصل الأمور إلى ما بات يُعرف في تركيا بملف الأرغنكون، المنظمة السرية المشكلة من عناصر عسكرية عاملة وسابقة، وكتاب وصحافيين ورجال قضاء وأعمال، والتي تعود في أصولها إلى سنوات الحرب الباردة. المنظمة التي يفترض أنها كانت أحد الكيانات السرية، التي شُكِّلت لمواجهة خطر احتلال تركيا من قِبَل الاتحاد السوفيتي في حال نشوب حرب بين الكتلة الشيوعية وحلف الأطلسي، لم تحل بعد نهاية الحرب الباردة، بل تحولت إلى منظمة إجرامية، تتقاطع داخلها مجموعات قومية وعلمانية وانقلابية متطرفة، تستهدف الحفاظ على الوضع القائم في البلاد منذ انقلاب 1960، الذي وفَّر للمؤسسة العسكرية وحلفائها دوراً فاعلاً ومستتراً في بنية الدولة التركية. طبقاً للتحقيقات التي لا يتوقَّع لها أن تنتهي قريباً، فإن عناصر تنتمي إلى منظمة الأرغنكون تعهدت خلال العقدين الماضيين عدداً لم يحدَّد بعد من جرائم اغتيال شخصيات رأت المنظمة أنها تهدد وحدة تركيا ونظامها القومي، كما لعبت دوراً إجرامياً في ملاحقة وقتل العشرات، وربما المئات، من النشطين الأتراك، أو المشتبه بدعمهم لحزب العمال الكردستاني. قبل شهور قليلة، أوصلت التحقيقات في نشاطات الأرغنكون وكلاء النيابة العاملين في القضية إلى ضباط عاملين في الجيش وإلى قلب المؤسسة العسكرية وإلى خطة انقلاب عسكري، أعدها فريق من الضباط بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات نهاية 2002. تضمنت الخطة بعض الخطوات البشعة التي كان الضباط الانقلابيون سيتخذونها للتمهيد للانقلاب، بما في ذلك التسبب في اشتباكات عسكرية محدودة مع القوات اليونانية في منطقة بحر مرمرة، وتفجير عبوات في المصلين عقب صلاة الجمعة في بعض أكبر مساجد اسطنبول وأكثرها اكتظاظاً. اكتشاف هذه الخطة الإجرامية للتآمر على حكومة منتخبة ولإجهاض الإرادة الشعبية، في مقر مركزي لقيادة الأركان، أدى إلى موجة جديدة من الاعتقالات، التي طالت بعض أبرز الضباط السابقين، بما في ذلك قادة أسلحة الجو والبحرية والجيش التركي الأول، وبعض الضباط العاملين. الجنرال باشبوغ، الذي تبوأ قبل اختياره رئاسة أركان الجيش موقع قائد القوات البرية، يتمتع بسجل عسكري لامع وشعبية كبيرة في أوساط الجيش؛ وعُرف بأنه واحد من أكثر جنرالات الجيش تسييساً وقدرة على تقدير الموقف. ويواجه الجنرال وضعاً بالغ التعقيد والحساسية، لم يسبق لقائد أركان تركي أن واجهه منذ قيام الجمهورية. فمن ناحية، وفَّر الاتساع المطرد في التحقيقات المتعلقة بملف الأرغنكون فرصة سانحة لبعض الدوائر الليبرالية والإسلامية للهجوم على المؤسسة العسكرية، ومحاولة إعادتها إلى حدودها الدستورية في شكل قاطع ونهائي. ومن ناحية أخرى، يتطلب موقع رئاسة الأركان من الجنرال باشبوغ الدفاع عن كرامة الجيش والحفاظ على معنوياته. والأرجح أن رئيس الأركان -وأغلب قيادات الجيش الحالية- قد توصل إلى قناعة راسخة بأن محاولة للانقلاب على حكومة منتخبة، تستند إلى سجل هائل من الإنجازات الاقتصادية والسياسية والسياسية الخارجية، ستواجه معارضة واسعة النطاق، وربما تنتهي بكارثة محقَّقة على تركيا والدولة الجمهورية. في مثل هذا الوضع الحرج من القوى والتيارات المتدافعة، لم يعد أمام رئيس الأركان سوى القبول بعزم وتصميم رئيس الوزراء على إعادة بناء الدولة والحكم من جديد، والركون إلى مصداقية نواياه. من جهة أخرى، يشير المقربون من رئيس الوزراء إلى أن هذه القضية تسببت في هموم ثقيلة له طوال العامين الماضيين. يؤمن أردوغان أن الجيش هو في النهاية جيش الشعب، وليس جيش حفنة من الجنرالات المتآمرين، الذين نصَّبوا أنفسهم أوصياء على الدولة، والمسكونين بأوهام السيطرة والمخاوف المضخمة على مصير الدولة والبلاد. ويؤمن بأن الدول القوية، الدول التي تطمح إلى تعهد دور كبير في إقليمها وعلى المسرح العالمي، تحتاج جيشاً قوياً. ولكنه يؤمن كذلك بأن قيام الجيش بالتدخل في الشأن السياسي طوال نصف القرن الماضي، جرَّ على الجيش وعلى تركيا كوارث لا حدَّ لها؛ وأن الوقت قد جاء لتعزيز الديمقراطية التركية، ووضع نهاية للتحكم المستتر وغير الشرعي في شؤون الحكم. ولم يعد خافياً أنه كلما اقتربت التحقيقات من مواقع ودوائر ومستويات أكثر حساسية، ازداد عزم رئيس الوزراء على المضي بمشروعه الإصلاحي إلى نتائجه المنطقية. الشائع في أوساط المراقبين للشأن التركي أن الجيش لم يكن يحتاج دائماً اللجوء إلى وسيلة الانقلاب العسكري لإسقاط حكومة ما وتنصيب أخرى. في بعض المناسبات، لم يكن على الجيش سوى أن يكلف أحد كولونيلات قيادة الأركان الاتصال هاتفياً بأحد الكتاب، ليطلب منه نشر مقال ما بلغة ما. مجرد ظهور مثل هذا المقال في صحف الصباح التالي كان يؤدي إلى تقديم رئيس الوزراء استقالته قبل حلول المساء. مثل هذا العهد، على الأرجح، هو في طريقه الآن إلى الانتهاء. bmnafi@yahoo.co.uk (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 مارس 2010)
ارسلوا بطاقات ورسوما للسفير دفاعا عن اطفال غزة سفارة اسرائيل في مدريد تعلن الحرب على مدرسة ابتدائية وتتهم اطفالها بالعداء للسامية
3/4/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’: قام طلاب مدرسة ابتدائية اسبانية تتراوح اعمارهم بين الثمانية والتسعة أعوام بارسال بطاقات مصورة ورسوم للسفارة الاسرائيلية في مدريد واتهموها بقتل الاطفال الفلسطينيين قي غزة وشن حرب عليهم من اجل المال، فقامت سفارة اسرائيل هناك بالاحتجاج لدى السلطات الاسبانية عليهم. واتهم الناطق الرسمي باسم السفارة الحكومة الاسبانية بالسماح لاستخدام مدارسها لنشر ما اسماه العداء لليهود واسرائيل في بلد تعتبره اسرائيل اكثر البلاد الاوروبية الذي تنتشر فيه المشاعر المعادية لليهود او السامية. وجاء الاحتجاج بعد قيام اطفال تتراوح اعمارهم بين ثمانية الى تسعة اعوام من مدرسة ابتدائية حكومية في بلدة الومينونيز، القريبة من فلنسيا بارسال سلسلة من البطاقات المصورة الى السفير الاسرائيلي والتي حملت كتابات تقترح انه على الاسرائيليين اعادة البلد للفلسطينيين والخروج منه. ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن متحدث باسم السفارة قوله ان بعض البطاقات تحمل رسالة مقلقة، فالاطفال يسألون عن الجهة التي تقتل الاطفال، فيما يقول اخرون ‘المال ليس كل شيء في الحياة’ وانه ان كانت هناك جهة يجب ان تخرج من البلاد فهم الاسرائيليون ‘لانها ليست بلدكم’. ويزعم المتحدث باسم السفارة ان الرسالة التي تحملها البطاقات ربما امليت على الاطفال الذين قال انهم لا يعرفون طبيعة ما يكتبون ولا يعرفون اين تقع فلسطين او اسرائيل. وحسبما نقلت صحيفة ‘الغارديان’ فالمتحدث باسم السفارة اعتبر ان الرسالة التي حملتها البطاقات تحتوي على نمطيات عنصرية عن اليهود من حيث انها تربط بينهم وبين المال’. وقال ان ‘الربط بين المال واليهود نمطية قديمة، وقتل الاطفال نمطية اخرى استخدمت في اسبانيا اثناء العصور الوسيطة’. واكد مدير مدرسة ‘الكاسل’ الابتدائية في الومينونيز ان البطاقات هي من رسم الاطفال ونفى ان يكون الاطفال قد تعرضوا لعملية تلقين وان الرسوم كلها اعدت في بيوت الاطفال وتعكس الجو الذي يعيشون فيه، وقد طلب من الاطفال التعليق على حادث وعبروا عنه بالصور، واكد قائلا ان المدرسة تشجع الاطفال على اتخاذ موقف نقدي من المواضيع وفي الوقت نفسه اخذ الرأي الاخر بعين الاعتبار. وكان مدير المدرسة قد نال دعم السكان والاباء عندما حاولت السلطات المحلية عزله من منصبه، وقال انه يرحب بأي رد من السفارة الاسرائيلية التي لم ترد عليه حتى الآن. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 04 مارس 2010)
القائد العام لشرطة دبي: شخص من حماس سرّب تحركات المبحوح
القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان تميم دبي- وجّه الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي اتهاماً صريحاً ومباشراً لإسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس داخل أحد فنادق الإماراة في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، مؤكداً أن لدى شرطة دبي أدلة دامغة، كما أن لديها القدرة أيضاً- لو رغبت- على اختراق مكتب رئيس الموساد الإسرائيلي نفسه. ونقل موقع (العربية نت) عن خلفان قوله، إن شخصاً ما من حماس قريب من المبحوح هو من سرّب معلومات حساسة عن سفره، وبناء على تلك المعلومات تحركت المجموعة التي تولت عملية التنفيذ. وجدد خلفان رفضه مشاركة حماس في التحقيق لأن ذلك من أعمال السيادة، وإذا كان لدى حماس المقدرة فعليها البحث عن الشخص الذي سرّب معلومة سفر المبحوح، ونفي خلفان ما روّجت له وسائل إعلام عن تدخل قطري لدي دبي لإغلاق ملف قضية اغتيال المبحوح. وكشف القائد العام لشرطة دبي في حديث لبرنامج (إضاءات) تبثه قناة العربية الجمعة، عن تفاصيل عديدة حول عملية الاغتيال، نافياً ما تردد عن أن يكون منفذو العملية قد تركوا أدلة يسهل اكتشافها بهدف توصيل رسالة معينة. وقال إنه على العكس تماماً حاول المنفذون التمويه، مستشهداً أن الغرفة التي تمتّ بها عملية الاغتيال في الفندق وجدت في حالة من الترتيب والنظام التام بما يوهم أن الوفاة طبيعية. وأوضح خلفان في البداية أن شرطة دبي لم تكن تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح، مرجعاً السبب في ذلك إلى أنه وجه غير معروف وأيضاً دخل دبي باسم رباعي لا يتضمن اسم العائلة (المبحوح)، مبيناً أنه لو كانت دبي تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح ما كانت لتسمح له بالدخول، لأنها تسمح بدخول القيادات السياسية لحماس، ولكنها لا تسمح بدخول أعضاء أو قياديين في العمل السري. وقال القائد العام لشرطة دبي إن الشرطة في البداية كانت في طريقها لاعتبار أن الوفاة تمت بصورة طبيعية نظراً لعدم معرفة شخصية القتيل وعدم وجود أي شبهات، وأن خيوط القضية بدأت في التكشف بعد أن أبلغ شخص فلسطيني يعرف المبحوح وحاول الاتصال به في دبي مراراً ولم يتمكن، وبعد اكتشاف مقتله أبلغ هذا الشخص أهل المبحوح في غزة بأنه قتل، فاتصل مسؤولون في حماس بشرطة دبي وأبلغوها أن القتيل قيادي في الحركة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 04 مارس 2010)