الخميس، 30 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2138 du 30.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الاعتداء على المساجين السياسيين بسجن 9 أفريل بتونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الاعتداء على الأستاذ محمد عبو المضرب عن الطعام

الأستاذ المنصف بن سالم: بيان

عبدالحميد العدّاسي: نـداء عـاجـــــل…

لجنة 18 أكتوبر بألمانيا: موجة إضطهاد جديدة يتعرض لها فرسان الحرية في تونس

الصباح: في ندوة صحفية لرؤساء فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان: نرفض الدمج باعتباره عملية إقصاء … وعلى الهيئة المديرة الامتثال للقانون

القدس العربي: مؤتمر دولي متوسطي: الحوار هو الوسيلة الفعالة لدحض أطروحة صدام الحضارات

رويترز: بيان: إسلامي بارز بالجزائر يدعو للسلام

رويترز: جمعية حقوقية تستنكر اجتماع الناتو بالمغرب

 القدس العربي: منظمة غير حكومية جزائرية تقول ان قانون الكسب غير المشروع غير متشدد

محمد الدويري: موقف الطاهر الحداد من الحجاب جدّ واضح

محمد الدويري: عصابة وزارة الثقافة

مرسل الكسيبي: أي تفكيرهذا ياسدنة التفكير!؟

محمد العروسي الهاني: ضرورة دعم الإعلام مع مزيد فتح الانترنات

صـــــابر التــونسي: صدا « الغمة »: شعوب ترهق حكامها!

 برهان بسيّس: أكتوبر الأحمر في ضيافة اليمين الأمريكي الأصفر

القدس العربي: صابر الرباعي: رغم عشقي للهجة المصرية لن أتنازل عن تونسيتي

خميس الخياطي: عن الذئب وأصوات خرفان الغناء وتهمة إفساد الذوق العام

وحيد عبد المجيد: « حماس » في الحكم : نحو حل ديموقراطي لأزمة الخيار الديموقراطي

السيد ولد أباه: بين النموذجين التركي والإيراني

ميشيل كيلو: هل تستطيع السلطة العربية التي تقهر الشعب ان تدافع عنه؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عـــــبـــــو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية تونس الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون الهاتف 71 340 860 البريد الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr  
تونس 30/03/2006  

الاعتداء على المساجين السياسيين بسجن 9 أفريل بتونس

 
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين من مصدر موثوق  أن عددا من المساجين السياسيين الموجودين بالسجن المدني 9 أفريل بتونس تعرضوا بتاريخ 19 مارس 2006 للاعتداء من طرف أعوان السجن الذين قاموا بضربهم بواسطة الهراوات و ذلك اثر  احتجاجهم على الإساءة لمشاعرهم الدينية من خلال سب الجلالة . و قد أدى  هذا الاعتداء الإجرامي  إلى إصابة بعض المساجين السياسيين  بأضرار بدنية متفاوتة ، و على اثر ذلك دخل عدد من المساجين السياسيين في إضراب عن الطعام تواصل الى غاية 27 مارس 2006 و ذلك احتجاجا على انتهاك الحرمة الجسدية للمساجين السياسيين . و قد ردت إدارة السجن الفعل بوضع السجينين حسين الخليفي و سليم بن يوسف بالحبس الانفرادي ( السيلون ) كما قامت بنقل البعض الآخر مثل السجين حسن بن بريك إلى جناح آخر و عمدت كذلك إلى نقل البعض الآخر إلى سجون أخرى مثل زياد الفقراوي و رضا السبتاوي و نزار بنرجيلة الذين وقع نقلهم إلى سجن برج العامري في حين وقع نقل السجين أيمن الدريدي إلى سجن برج العامري

و الجمعية إذ تعبر عن شجبها لاستمرار سياسة التنكيل بالمساجين السياسيين و المساس بحرمتهم الجسدية فإنها تطالب بعدم المس بالحرمة الجسدية للمساجين السياسيين و بفتح بحث و معاقبة كل من يثبت إدانته .       عن الجمعية الرئيس الأستاذ محمد النوري  


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عـــــبـــــو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية تونس الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون الهاتف 71 340 860 البريد الالكتروني : aispptunisie@yahoo.fr   تونس 30/03/2006  

الاعتداء على الأستاذ محمد عبو المضرب عن الطعام

 

اتصلت بنا اليوم 30 مارس  السيدة سامية زوجة الأستاذ محمد عبو عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  و كانت بحالة انفعال شديد لهول ما رأت عندما قابلت زوجها عند ظهر هذا اليوم ووجدته منهكا لا يقدر على الوقوف وقد راعها ما سمعته منه من كون سلطات السجن عمدت إلى وضعه في غرفة بها أربعة من مجرمي الحق العام الذين وقع تحريضهم من طرف إدارة السجن لمضايقة الأستاذ عبو وذلك للانتقام منه ،  و هو  ما دفعه عندما خرج إلى الفسحة اليومية التي لا تزيد عن ربع ساعة إلى  رفض الدخول إلى الغرفة والبقاء مع المعتدين عليه ، فعمد أعوان السجن إلى تعنيفه بواسطة الضرب وأدخلوه عنوة إلى الغرفة حيث يقيم على سرير حديدي دون حشية تفصل بين جسده والحديد .

وقد بقي الأستاذ محمد عبو  على تلك الحالة منذ يوم 19/03/2006 علما وأنه مضرب عن الطعام منذ يوم 11/03/2006 وأن إدارة السجن حرمته من حقه في الزيارة يوم الخميس الماضي وحرمته من حقه في ملاقاة زوجته وأبنائه ووالدته المسنة، وفي صبيحة هذا اليوم وقعت مضايقة زوجته في الطريق لثنيها عن مواصلة السير والوصول إلى مدينة الكاف حيث يوجد السجن الذي يقيم به زوجها.

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  تعبر عن بالغ انشغالها لهذا الوضع المأساوي الذي أصبح عليه الأستاذ محمد عبو وهو ما اضطره إلى الدخول مرات عديدة في إضراب عن الطعام وتطلب فتح بحث حول الاعتداءات المسلطة عليه .   عن الجمعية الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

الأستاذ المنصف بن سالم

صفاقس_تونس

هاتف:21674274053

       21697856447

_بيان_

صفاقس في 30 3 2006

 

19 سنة بين السجن والتعذيب والإقامة الجبرية والحرمان من البحث العلمي و العمل الثقافي والمراسلات و أحيانا الهاتف وفقدان أبسط حقوق الإنسان (العمل والأجر و التامين على المرض وجواز السفر والتنقل بحرية داخل الوطن ) هذه المدة الزمنية بسوادها وماسيها لم تشف غليل السلط التونسية بل عمدت إلى إيصال الأذى لأبنائي ,ففي كلية العلوم بصفاقس (الكلية التي سعيت إلى تأسيسها  سنة 1986 ) عمدت حفنة من طلبة الحزب الحاكم إلى مضايقة ابنتي مريم لأكثر من 3 سنوات مما أثر على صحتها و حياتها الدراسية وقد صرح أحد المعتدين أنه يفعل ذلك تحت أنظار مسؤوليه ,ثم وعلى بعد شهرين فقط من تخرجه يتعرض ابني أسامة إلى قرار فصل عن الدراسة ذنبه الوحيد أنه أنتخب من قبل زملائه و بطريقة ديمقراطية ليمثلهم في المجلس العلمي للكلية ولما باءت محاولة السلط لمنع ذلك بالفشل التجأت إلى استعمال مجلس التأديب المكون من أعضاء كلهم في الحزب الحاكم لفصل ابني ومجموعة من رفاقه عن الدراسة بتهم عدة منها النقابي (اجتماع غير مرخص فيه ,المطالبة بحقوق بعض الطلبة ,تعطيل الدروس) و بعضها سياسي (تشجيع الطالبات على لبس الحجاب ,المطالبة بقاعة صلاة في الكلية ….) وبعضها الآخر ملفق (الإضرار بممتلكات الغير )

 

إن طاقة الإنسان في الصبر على الأذى محدودة و ما أعانيه أنا وعائلتي منذ 19 عاما لا يطاق وبناء عليه أتوجه إلى الرأي العام المحلي والدولي وإلى المنظمات الحقوقية والثقافية والعلمية وإلى وسائل الإعلام العالمية لتتحمل مسؤوليتها تجاه ما تقوم به السلطات التونسية من قهر و تحطيم للعلم والعلماء والممارسات المتخلفة المسلطة على كل من خالفها الرأي وبناء عليه أعلن الدخول في إضراب عن الطعام مع أفراد عائلتي حتى ترفع عنا هذه القيود و يعود أبنائي لدراستهم و أعود إلى عملي وتتوقف المضايقات أللإنسانية ضدنا ونحصل على جوازات السفر والأجور المجمدة منذ سنة 1987 .

 

المنصف بن سالم من مواليد 1953 أب لأربعة أبناء

 

الدراسة:1970 باكالوريا رياضيات

          1972 ديبلوم جامعي للدراسات العلمية رياضيات و فيزياء

          1974 أستاذية رياضيات

          1975 ديبلوم الدراسات المعمقة   باريس

          1976 ديبلوم مهندس رئيس ,صناعة آلية    باريس

          1976 دكتوراه اختصاص فيزياء نظرية    باريس

          1980 دكتوراه دولة رياضيات  

 

المهام:1976 _ 1987 *أستاذ  محاضر _مدير قسم  جامعة صفاقس

                             *عضو بالمجلس العلمي وبلجان انتداب

                             *مقرر بمركزية الرياضيات برلين

                             *مقرر بمجلة الرياضيات الأمريكية

                             *أستاذ زائر بجامعة مريلند الأمريكية

                             *المركز الدولي للفيزياء النظرية إيطاليا

                             *المركز القومي للبحث العلمي فرنسا

                             *إتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب

                             *مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

                             *اتحاد الجامعات الناطقة بالفرنسية  بلجيكا وكندا


رسالة إلى الدكتور الصحبي العمري و شركائه في مشروع المصالحة المزعوم

 

كنت أحاول إقناع والدي بالتريث قبل اتخاذ القرار بالدخول في الإضراب عن الطعام فاجابني بنغمة حزينة كلها حسرة لم أشهدها فيه من قبل : سأضرب عن الطعام عل الصحبي و شركائه يتمتعون بحق العودة الزائف و الملطخ بدماء أخوتهم و رفقائهم في المحنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

سيف بن سالم باريس في 30 مارس 2006

 

نـداء عـاجـــــل…

 

 

بلغني الآن الساعة 11 و45 دقيقة بتوقيت تونس والدّانمارك من صباح يوم الخميس 30 مارس 2006، أنّ الطالب أسامة بن منصف بن سالم، قد اتخذ بشأنه قرارٌ بالطرد من الكليّة.

 

ويأتي هذا القرار حسب ما يبدو في إطار تصفية الحسابات بين نظام التغيير ومعارضيه السياسيين، حيث لم يكتف هذا النّظام بالتنكيل بأخينا الدكتور المنصف بن سالم صاحب السجلّ العلمي الحافل فحسب، بل تعدّاه إلى أفراد عائلته المناضلة الكريمة.

 

نرجو من أصدقاء منصف ومن كلّ المدافعين عن الحقوق الخاصّة والعامّة ومن أهل الخير من صحافيين وإعلاميين وغيرهم التدخّل – كلّ بما يستطيع – لمنع هذا الإجراء الإجرامي في حقّ فلذات أكبادنا.

 

والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.

 

عبدالحميد العدّاسي

 


 

لجنة 18 أكتوبر بألمانيا

بيــــــــــان 

موجة إضطهاد جديدة يتعرض لها فرسان الحرية في تونس

 

 
لم يعد خافيا حجم الجرائم البوليسية التى ترتكب فى حق العديد من المناضلين  في تونس و لم يعد محتملا تواصل هذه المعاناة و لا السكوت عنها. كما  لم يعد ممكنا الا الإنخراط في نضالات حركة 18 اكتوبر للحريات دفاعا عن تونس و عن كل المناضلين الذين وهبوا حياتهم لقضية الحرية في تونس لقد فشلت سلطة بن على في شق حركة 18 أكتوبر رغم حجم التضليل الإعلامي الذى مارسته و روج له العديد من ضحاياها و فشلت في عزلها عن عمقها الجماهيري رغم حجم المضايقات و المتابعات البوليسية و مصادرة حقها في الإجتماع و التجمع.

لكن رغم فشلها هذا لم تدرك هذه السلطة أنّ مصالحها و مصالح تونس هي في بسط الحرية للناس و إنهاء مأساة قاربت العقدين من الزمن و لم تمتلك الشجاعة بعد للإستجابة لمطالب الشعب التونسي في حياة حرة و كريمة بل على العكس من ذلك تفتح الباب واسعا أمام خبراتها الأمنية إمتهانا لكرامة التونسي و مصادرة لحقه في الحياة إذ لم يعد التهديد مخيفا و لا السجن عائقا أمام إصرار المدافعين عن الحرية في تونس.

إننا نشهد الآن مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع السلطة فبعد عشريات السجن و التعذيب تدفع السلطة الأوضاع نحو مرحلة الإغتيالات السياسية و ما رسائل التهديد التى تلقاها العديد من المناضلين في الخارج و الإعتداءات التى حصلت في حقهم إلا مؤشر على بداية هذا المنعرج الخطير و ما الأحداث التى جدت أخيرا أيضا في تونس إلا تأكيد على هذا المنزلق الخطير.

فبعد الإشاعات التى روجتها السلطة حول موت المناضل حمة الهمامي الأمر الذى أوقع افراد عائلته فى حالة من الرعب و الخوف على مصيره تتجه إلى حملة إنتقامية جديدة تمثلت أساسا في:

1 ــ تهديد الاستاذ سمير ديلو أحد مؤسسي حركة 18 أكتوبر بالاغتيال  وذلك بما قد تتعرض له سيارته من حادث سير مفتعل ومعلوم أن الاستاذ سمير يتعرض يوميا لمضايقات وتهديدات . 2 ــ دعوة المهندس علي لعريض الناطق الرسمي بالنيابة لحركة النهضة إلى مصالح قوات القمع وإنذاره للمرة الثالثة بأن عليه قطع كل صلة مع القضية التي من أجلها قضى عقدا ونصف في زنزانة إنفرادية وأنه مهدد بالرجوع إلى السجن فورا ودون محاكمة. 3 ــ محاولة افتعال حادث للأخ لسعد الجوهري السجين السياسي السابق و ذلك بإفتعال عطل في سيّارته كان يمكن أن يؤدي بحياته لا قدّر الله  ومعلوم أن ميليشيا الحكم البوليسي تولت الاعتداء على الأستاذ الأسعد مرات عديدة بالضرب بما سبب له سقوطا بدنيا مستديما . وبناء على ما تقدم فإن لجنة مساندة 18 أكتوبر بألمانيا :  1 ــ تعبر عن دعمها المطلق لرموز التحرر في تونس في نضالهم من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين و حرية الاعلام والصحافة . 2 ــ تحيي صمود حركة 18 أكتوبر ضد محاولات الشق  والضرب ومنها الحملة  ضد الاستاذ نجيب الشابي مؤخرا في إثر عودته من موسم الحج . 3 ــ تدعو كل التونسيين في الداخل والخارج إلى مؤازرة حركة التحرر في تونس بكل الوسائل الممكنة كما تبشرهم بأن حالة الارتباك التي يعاني منها الحكم البوليسي مؤشر على بداية عزلته عن محيطه الاقليمي  والعربي والدولي . 4 ــ تشدد على كون التحالف الوطني على درب التحرر من نير الاستبداد من لدن كل الالوان الفكرية والسياسية هو طوق النجاة لتونس بأسرها.   والسلام عن لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر  المنسّق فتحي العيّادي الناطق محمّد طه الصابري

 


 

في ندوة صحفية لرؤساء فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان:

نرفض الدمج باعتباره عملية إقصاء … وعلى الهيئة المديرة الامتثال للقانون

 

تونس ـ الصباح:

 

عقد رؤساء 7 فروع للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ندوة صحفية ظهر امس في أحد النزل بالعاصمة تناولوا فيها آخر المستجدات الخاصة بالنشاط الرابطي والعلاقة مع الهيئة المديرة لهذه المنظمة.

 

تناول الكلمة السيد رضا الملولي رئيس فرع تونس المدينة للرابطة  مؤكدا ان الهيئة المديرة مصرّة على موقفها  الرافض لكل اشكال التوفيق لايجاد حلول للوضع الراهن المتعلق ببعض الفروع مؤكدا ان هذا الاصرار يؤكد على «ذهنية وعقلية» البعض الذين لا يؤمنون بحقوق الانسان وهم يتظاهرون بالدفاع عنها، مشيرا الى بعض الممارسات التي منعته من حضور لقاءات سابقة في مقر الرابطة.

 

ولاحظ ان الغاية من هذا اللقاء هي الاعلام  بآخر المستجدات حيث انه من مجموع 7 فروع للرابطة تقدمت سابقا بقضية ضد الهيئة المديرة سحبت 5 منها دعوتها وظل فرعا تونس المدينة ومونفلوري متمسكان بها نظرا «للاخلالات المبدئية والتجاوز الذي مارسته الهيئة المديرة دون الرجوع لا الى القانون الاساسي ولا الى النظام الداخلي للرابطة في عملية دمج الفروع…».

 

لجنة للمساعي الحميدة

 

وحول بروز لجنة مساع حميدة لتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع وحل الاشكال القائم اكد السيد الشاذلي بن يونس رئيس فرع مونفلوري للرابطة ان مساع عديدة تمت لتجاوز الاشكال القائم حول حل او دمج بعض الفروع والتي تم على اثرها رفع قضية عدلية منشورة لدى المحكمة لابطال قرارات الهيئة المديرة اضافة الى قضية استعجالية لايقاف انعقاد المؤتمر. وقد تلكأت الهيئة المديرة في الرد على القضية الاصلية التي تأجلت اكثر من مرة، وفي الاثناء حصلت مفاجأة حيث تقدم 5 رؤساء فروع من السبعة الرافعين للقضية بطرح هذه القضية.

 

واكد انه باعتباره رئيس فرع مصرّ على رفع القضية العدلية ضد الهيئة المديرة التي وصفها «بالمتعنتة في تمسكها بقرار الدمج».

 

واكد ان الخلاف داخلي بين فروع وهيئة مديرة للرابطة ولا دخل  للسلطة فيها من قريب او من بعيد حيث ان الخلاف ينحصر في مدى التطبيق والالتزام بالنظام الاساسي والقانون الداخلي للرابطة. وهذا ما استوجب تدخل لجنة مساع حميدة تضم شخصيات وطنية منها رؤساء قدامى للرابطة ووجوه قانونية لايجاد حل توفيقي. وتشكلت هذه اللجنة من منطلق وطني وغيرة على الرابطة في محاولة لتطويق هذا النزاع الداخلي.

 

وقد عقدت عدة جلسات بعد ان تم تمكينها من كل الوثائق  والمستندات علما انها ليست لها صبغة تحكيمية.

 

ويبدو ان هذه اللجنة قد «واجهتها صعوبات كبيرة نظرا لتمسك الهيئة المديرة بمواقفها» حسب  السيد الشاذلي بن يونس حيث توصلت هذه اللجنة الى نتيجة مفادها انه يتعين على الهيئة المديرة فتح باب مؤتمرات الفروع من جديد في حالات معينة وطرح القضية، وجاء اقتراحتها في شكل ادماج فروع وهي فرع السيجومي ومونفلوري والوردية ـ وفرع لنابل  والحمامات وفرع للقصرين وسبيطلة..

 

واكد رئيس فرع مونفلوري ان هذا الاقتراح لا يمكن قبوله لان عملية الدمج مرفوضة مبدئيا من اصلها.. وعبر عن امله في مواصلة هذه اللجنة مساعيها لتقريب وجهات النظر وتجاوز هذا الخلاف الذي قال بشأنه انه «قد يتواصل لسنوات اخرى اعتبارا الى  ان كل طرف يرفع قضية عدلية يقابله الطرف الثاني بطلب الاستئناف».

 

وفي اجابة عن بعض الاسئلة اكد السيد رضا الملولي على ضرورة التزام الهيئة المديرة للرابطة بالاحكام الصادرة عن القضاء وان «تعطي المثال في احترام دولة القانون لا أن تتجاوز الاحكام الصادرة عن المحاكم وتتغاضى عن تنفيذها».

 

واعتبر في تلويح الهيئة بعدم الخضوع لهذه الاحكام «خرقا للقانون واستهتارا بعلويته» واشار الى ضرورة تداول المسؤولية داخل هذه المنظمة لا التمسك بالمسؤولية لسنوات فاقت العشرين لدى البعض منهم.

 

وتعرّض الى مسألة التمويل العمومي للجمعيات مؤكدا على ضرورة تنظيم هذه العملية وتقنينها مثلما هو الشأن بالنسبة للأحزاب بما يضمن استقلاليتها وشفافية تعاملها في الداخل والخارج.

 

ع ـ ت

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 مارس 2006)


 

مؤتمر دولي متوسطي: الحوار هو الوسيلة الفعالة لدحض أطروحة صدام الحضارات

الرباط ـ القدس العربي :

أكد مشاركون في مؤتمر دولي متوسطي حول المركزية المتوسطية بعد أزمة النظام الثنائي القطبي ـ البحر مفتوح ومغلـــق عقد بالرباط، أن الحوار يبقي الوسيلة الفعالة لضحد أطروحة صدام الحضارات والجهل والأحكام المسبقة.

وأوضحت فرانسيسكا كوراو من جامعة نابولي في مداخلة لها حول موضوع الهوية وإشكالية فك رموز اللغات في التواصل ، أن تحديد التعددية و تطابق المساهمات المختلفة حسب تكوينها الخاص وبالتالي في ثقافتها يساهم في التنوع والاختلاف.

وأشارت الي أن الحوار يبقي البديل الوحيـــد الممكـــــن ل مواجهة صراع الحضـــــارات لكنه لن يتأتي له ذلك في غياب المعرفة بالآخر وبدون وجود إحساس قوي بالمسؤولية مضيفة أنه بفضل معرفة الآخر نصبح أكثر غني ونتغلب علي الخـــوف من الآخر الذي تزيد من حدته وسائل الإعلام لتجذب اهتمام الجمهور دائما .

وأكدت أناماريا ريفيرا أن التبادل والحوار بين الثقافات ورموز أخري مختلفة لا يمكن أن يتم إلا بوجود أساس عملي تفاوضي للتأويل المتبادل والبحث في الآليات الكونية المشتركة، من أجل إرساء تواصل ومقارنة مفيدة بين الأطراف المختلفة .

وأوضحت الباحثة في الإثنيات والأنتروبولوجيافي مداخلتها التي حملت عنوان الهيمنة الثقافية الأورومتوسطية وفترة الهجرة الشمولية أن هناك علاقة تتسم بالاستمرارية التاريخية والثقافية علي الصعيد المتوسطي تندرج في إطار تصور طويل المدي وجدلية الوحدة والتنوع .

وأضافت أن هذا التجانس النسبي لا يشكل (ضمانة في حد ذاته) لإرساء تعايش سلمي واصفة تشجيع التعايش بين الشعوب المتشابهة فقط (باللاأخلاقي) والغير الصائب سياسيا .

وأشارت الي أنه إذا كان من الواجب إعادة التفكير في الفضاء المتوسطي فيجب أن يتم ذلك علي مستوي المدخل و العقد و نقط المرور حيث المصالح والانتماءات يمكن أن تتداخل أو تواجه بعضها البعض و تمتزج الثقافات أو تدخل في صراعات .

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 مارس 2006)

 


 

جمعية حقوقية تستنكر اجتماع الناتو بالمغرب

الدار البيضاء- عبد الرحمن خيزران

 

استنكرت جمعية حقوقية مغربية عقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعا له بالعاصمة المغربية الرباط خلال إبريل القادم، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها الحلف بدولة عربية.

 

وفي تصريحات خاصة لـ »إسلام أون لاين.نت » الأربعاء 29-3-2006، قالت لطيفة بوقسوة عضو اللجنة الإدارية لـ »الجمعية المغربية لحقوق الإنسان »: « نستنكر انعقاد هذا الاجتماع في المغرب؛ لأن حلف شمال الأطلسي يضم قوى معادية للقيم الإنسانية والسلام العالمي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ».

 

وأضافت: « إن انعقاد الاجتماع في بلدنا يعني الاعتراف بما تقوم به هذه المؤسسة وبعض أعضائها؛ وهو ما نرفضه لأنه يتعارض مع المرجعية الحقوقية التي نستند إليها وكل شرفاء العالم ».

 

وعن أسباب اختيار المغرب كأول دولة خارج حلف الناتو تحتضن اجتماعه، قالت لطيفة: « الأسباب متعددة، منها الحرص على جعل المغرب حليفا إستراتيجيا، لكن عموما الخلفيات ما زالت مبهمة حتى الآن ».

 

ودعت الجمعية في بيان لها، تلقت « إسلام أون لاين.نت » نسخة منه، « كافة القوى المحبة للسلم، والمناصرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها إلى التعبير عن معارضتها لشراكة المغرب مع هذا الحلف، ولاجتماعه ببلادنا ». ولم يصدر تأكيد رسمي من جانب الحكومة المغربية بخصوص انعقاد هذا الاجتماع.

 

محادثات شراكة

 

وكانت مصادر بالناتو قد صرحت الأسبوع الماضي بأن أعضاء الحلف الـ26 سيعقدون أول اجتماع لهم في دولة عربية يومي 6 و7 من إبريل القادم في المغرب، حيث سيجرون محادثات مع 7 من شركائهم في منطقة البحر المتوسط، وهم موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن وإسرائيل.

 

وقال المتحدث باسم الناتو جيمس أباثوراي: إن الاجتماع الذي سيرأسه الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر، سيبحث النشاطات العسكرية المشتركة الممكنة بين دول الحلف ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط وكيفية إدارة مواقف الأزمات في البحر المتوسط وسبل دعم قوات الجانبين فضلا عن التصديق على المشروعات المستقبلية المشتركة.

 

وأضاف أن الاجتماع سيعطي وزنا أكبر للمشاورات السياسية الدورية التي بدأت عام 1995، حيث تم تبني مبادرة الشراكة من أجل السلام مع دول البحر المتوسط، وشددت عليها قمة الحلف التي عقدت عام 2004 في مدينة إستانبول التركية، وأطلق عليها مبادرة « إستانبول للتعاون ».

 

وقالت مصادر بالحلف: إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع الرباط بخصوص مناورة مشتركة بين إسرائيل والجزائر والمغرب.

 

ويقوم حلف الأطلسي بدوريات بحرية في البحر المتوسط في إطار جهود مكافحة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

 

ولم يقم أي من الشركاء السبعة في منطقة البحر المتوسط بأي دور في هذه الدوريات إلى الآن، غير أن الدبلوماسيين يقولون إن المغرب وبعض الدول الأخرى أبدت اهتماما.

 

علاقة مشاركة حقيقية

 

ويقول مراسل « إسلام أون لاين.نت »: إن اجتماع حلف الأطلسي بالمغرب يشكل خطوة أخرى للمضي قدما بمبادرة الحوار المتوسطي التي يريد الناتو أن تتحول إلى علاقة مشاركة حقيقية.

 

وأضاف أن الحلف يرى في العالم العربي بشكل عام بؤرة للعديد من الظواهر السياسية والأمنية، كالإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وعمليات الهجرة غير الشرعية من الدول العربية إلى دول حلف الناتو، وهي ما ينظر إليه الحلف على أنه مصدر لتهديدات إستراتيجية مستقبلية على دوله.

 

ويقول مراقبون: إن الاجتماع المقرر عقده بالرباط يعتبر تأكيدا إضافيا على توجه الحلف وخططه للتوسع جنوبا. ويسعى الناتو إلى توسيع نطاق عضويته، خاصة منذ تفكك المنظومة الاشتراكية، وانهيار حلف وارسو، ونشر هياكله العسكرية في دول شرق أوربا وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

 

كما وقّع الحلف الكثير من اتفاقيات التعاون مع جمهوريات آسيوية سوفيتية أخرى، وتضغط واشنطن على قيادة الحلف للاستمرار في عملية توسعه شرقا، رغم التكاليف المالية الباهظة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 29 مارس 2006)

 


بيان: إسلامي بارز بالجزائر يدعو للسلام

 

الجزائر (رويترز) – قال بيان أرسل بالفاكس للصحفيين يوم الاربعاء ان واحدا من أبرز الاسلاميين المتشددين بالجزائر انتقد جماعة مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة لمواصلتها القتال من أجل اقامة دولة اسلامية.

 

ودعا حسن حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعضاء الجماعة الى قبول عفو حكومي يمكنهم بموجبه القاء السلاح مقابل حصانتهم من الملاحقة القضائية.

 

ورغم نجاح الجزائر في احتواء تمرد اسلامي دموي اندلع عام 1992 الا ان المسلحين مازالوا ينفذون هجمات متفرقة ضد المدنيين وقوات الامن.

 

ويقول مسؤولون ان زهاء 800 اسلامي غالبيتهم من أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال مازالوا مطلقي السراح.

 

وقال حطاب الذي يعرف أيضا باسم ابو حمزة في بيان انه لم يعد يعتبر المسلحين الذين مازالوا يقاتلون أعضاء بالجماعة التي أسسها لان أعمالهم ستلحق الضرر بالمسلمين.

 

وتابع البيان ان االجماعة السلفية للدعوة والقتال تنأى بنفسها عن هذه المجموعة الصغيرة التي مازالت ترفض القاء السلاح. وأضاف ان أي بيان لا يحمل توقيع حسن حطاب يجب الا يلتفت اليه.

 

ولم يتسن التحقق من مصداقية البيان ولكن صياغته وطريقة توزيعه مشابهة للرسائل السابقة لحطاب.

 

وانزلقت الجزائر الى صراع دموي عندما شن مسلحون اسلاميون حربا على الدولة بعد أن ألغى الجيش انتخابات عام 1992 كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز بها.

 

وخشيت السلطات الجزائرية انذاك من ثورة على غرار الثورة الاسلامية في ايران وقتل نحو 200 ألف شخص أثناء الانتفاضة الاسلامية.

 

ولم يعرف ما اذا كان حطاب نفسه قبل عرض العفو.

 

ولكن تكهنات ترددت العام الماضي بشأن توصله لنوع من التسوية مع الحكومة عندما أدلى بحديث في الجزائر لصحيفة الشرق الاوسط أيد فيه العفو.

 

وتأسست الجماعة السلفية للدعوة والقتال عام 1998 عندما انشق حطاب عن الجماعة الاسلامية المسلحة احتجاجا على ارتكابها عدة مذابح ضد المدنيين. وقال ان الجماعة ستركز هجماتها على قوات الجيش والشرطة.

 

ومازال حطاب شخصية مؤثرة بين المسلحين الاسلاميين حتى على الرغم من أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال يتزعمها الان متشدد اخر هو عبد المالك دردقال المعروف أيضا باسم أبو مصعب عبد الودود. ورفض دردقال عرض العفو.

 

وبموجب العفو فان أمام المتمردين الاسلاميين ستة أشهر للاستسلام والحصول على العفو بشرط ألا يكونوا ضالعين في ارتكاب مذابح أو عمليات اغتصاب أو تفجير أماكن عامة.

 

وأطلقت الجزائر بالفعل سراح مئات من الاسلاميين المسجونين من بينهم عبد الحق العيادة المعروف أيضا باسم أبو عدلان أحد مؤسسي الجماعة الاسلامية المسلحة.

 

وقالت الجماعة السلفية للدعوة والقتال انها تؤيد أهداف القاعدة ويعتقد مسؤولون جزائريون وغربيون ان لها صلات بأعضاء بارزين بتنظيم القاعدة.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 30 مارس 2006)

 


منظمة غير حكومية جزائرية تقول ان قانون الكسب غير المشروع غير متشدد

 

الجزائر (رويترز) – قالت منظمة غير حكومية تشن حملة لتطهير الحكومة من الفساد يوم الاربعاء ان اول قانون للكسب غير المشروع في البلاد لا يضمن الوصول الى ما يكفي من معلومات كي يصبح فعالا في محاربة الفساد المستشري.

 

وبموجب القانون الذي اصبح نافذ المفعول يوم الاحد يمكن ان يسجن المسؤول لمدة تصل الى 20 عاما وتفرض عليه غرامة كبيرة اذا أدين بسرقة اموال عامة.

 

وتسعى الجزائر الى التخلص من صورتها كبلد مهووس بالتكتم وتستشري فيه البيروقراطية والكسب غير المشروع بينما تجتذب الشركات الاجنبية الى واحد من اكبر برامج الانفاق على مشروعات الاشغال العامة في افريقيا.

 

لكن الجمعية الجزائرية لمحاربة الفساد التابعة لمنظمة الشفافية الدولية ذكرت ان القانون الجديد لا يوسع نطاق المعلومات المتاحة بشأن الفساد.

 

وذكر جيلالي حاجي رئيس الجمعية في مؤتمر صحفي ان القانون تخلف كثيرا عن التوقعات. وتابع ان الوصول الى المعلومات غير مضمون وتقل مشاركة المجتمع المدني في التصدي للفساد الى ادنى درجة.

 

وكانت مسودة سابقة للقانون تفرض على اعضاء البرلمان والحكومة والهيئة القضائية اعلان ثرواتهم قبل تولي المنصب وبعد تركه. لكن النسخة النهائية للقانون خلت من هذا النص. ولم يقدم المسؤولون تفسيرا لذلك.

 

واحتلت الجزائر المركز 97 على قائمة اكثر الدول فسادا التي اصدرتها منظمة الشفافية الدولية عام 2005 وتضم 158 دولة. وينتشر الفساد في معظم قطاعات الاقتصاد ولا سيما الاشغال العامة والبناء والمصارف.

 

وقال حاجي ان الوضع في الواقع مأساوي لان وباء الفساد منتشر في كل المستويات من القمة الى القاع. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين حكوميين للتعقيب.

 

وفي محاولة لتسريع خطى الانتعاش الاقتصادي اعلنت الجزائر التي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة في الشهر الماضي انها ستنفق 80 مليار دولار لتحفيز النمو وتلبية الاحتياجات الاجتماعية حتى عام 2009. وبنهاية نوفمبر تشرين الثاني بلغت احتياطيات النقد الاجنبي في البلاد 56 مليار دولار.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 مارس 2006)


 

عصابة وزارة الثقافة

محمد الدويري

 

رغم مجهودات وزير الثقافة الحالي محمد العزيز ابن عاشور ورغبته في تطوير العمل داخل الوزارة، إلاّ أنّ هناك من يرفض هذا التطوّر. ومن بين هؤلاء رئيس الديوان الحالي الذي يُعدّ طرفا في بعض قضايا الفساد المالي في الوزارة وخاصة في ملفّ السينما، وحكاية نادية عطيّة الموقوفة عن العمل إلى حدّ الآن بسبب التلاعب بملفّات الدعم السينمائي جزء من سلسلة طويلة.

 

ومن رموز هذه العصابة أيضا نذكر المدير العام للعمل الثقافي سمير بلحاج يحي الذي يتصرف في جزء كبير من أموال الوزارة حيث تعتبر اللجنة الوطنية للثقافة غير مؤهلة للمراقبة المالية وتقييد المصاريف تماما مثل وكالة الاتصال الخارجي لذلك نجد سمير بلحاج يحي يتصرف كما يحلو له في العديد من الملفات ويسعى إلى عرقلة عمل الوزير الحالي.

 

أمّا المنجي الزيدي فرغم خلافه مع رئيس الديوان إلاّ أنّه من رموز أعوان الوزير السابق عبد الباقي الهرماسي وهو من الحريصين على الاستحواذ على ما أمكنه من الملفات كما يستغلّ نفوذه لبيع كتابه الأخير وتكريمه ماليا في دور الثقافة ومندوبياتها.

 

بيت الحكمة أو بيت الخواء

 

منذ تولّي عبد الوهاب بوحديبة أمر هذه المؤسسة الكبيرة حتى أصبحت من أردأ الفضاءات الثقافية نشاط، إذ يكاد يكون مناسباتيا… وبعض تظاهراتها تكاد لا تختلف ولا تتميّز عن أيّ دار من دور الثقافة. وكلّ ذلك لأنّ بوحديبة يحظى بحبّ رئيس الدولة وتقديره وبالتالي لا يمكن لأيّ وزير أن يعزله عن منصبه.

 

لقد كانت بيت الحكمة نموذجا للنشاط وكان بالإمكان الاستفادة أكثر منها بعدما تحوّلت إلى مجمع علمي. ولكنّ منطق المحسوبية والولاء للنظام والحزب الحاكم جعل من بيت الحكمة خرابة حقيقية.

 

وللتدليل على ما نقول يكفي أن نسأل الأسئلة التالية :

 

أين موسوعة بيت الحكمة ؟ مَن قام بتحرير موسوعة بيت الحكمة ؟ أين أنشطة بيت الحكمة الحقيقية لا الوهمية؟ كم عدد المستفيدين من كتب بيت الحكمة ومكتبتها ؟ ماهي إنجازاتها ؟ لماذا اختفت أنطولوجيات بيت الحكمة ؟ وأسئلة أخرى لا حدّ لها.

 

سفرات سرّية

 

بدأت مشاكل الهيئة الجديدة لاتحاد الكتاب تطفو على السطح. فبعد الجلسات الخمرية في المطاعم التي شهّر بها أحد أعضاء الهيئة الجديدة، أصبحنا نسمع عن سفرات لأعضاء الهيئة دون سواهم وذلك في سرّية تامّة.

 

أفلام تونسية ولجان مرتشية

 

يروج داخل الأوساط الثقافية أنّ قائمة الأفلام التونسية التي وقع دعمها في الفترة الأخيرة أختيرت بعد أن نال بعض أعضاء لجنة الدعم رشاوى من طرف بعض المخرجين للحصول على دعم وزارة الثقافة، وأبرز وجوه الارتشاء هو عثمان بن طالب الذي سقط في انتخابات اتحاد الكتاب الأخيرة من شدة كره الكتّاب له.

 

استياء عام

 

الاحتفال بمرور خمسين عاما على الاستقلال صحبه استياء عام من طرف النخب المثقفة وذلك لتعمّد السلطة إخفاء إنجازات بورقيبة وإنجازات دولة الاستقلال، ومحاولة إبراز صورة بن علي وكأنّ تاريخ تونس لم يبدأ إلاّ سنة 1987.

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » الألكترونية بتاريخ 27 مارس 2006)

 


موقف الطاهر الحداد من الحجاب جدّ واضح

محمد الدويري

 

في الحوار الذي أجري مع قيادات المكتب السياسي لحركة النهضة طرحت « كلمة » سؤالا يتعلّق بنصير العمّال والمرأة المصلح الاجتماعي الطاهر الحداد، وكان السؤال كالتالي : « هل تعتبر الطاهر الحداد مرجعا تعود إليه الحركة في هذا الموضوع ؟ »

 

كانت إجابة السيد محمد بن سالم ماكرة بل زئبقية. هي إجابة تساير المرحلة ولا تميط اللثام عن النوايا التي نعرفها من خلال الاستعمالات اللغوية ونستشفها من بين الأسطر ونفهم ذلك من قوله « لا أفهم الآن هل يقصد – يعني الطاهر الحداد- الحجاب بكلّ معانيه، هل هو الحجاب التقليدي؟ »

 

هذا التشكيك ومحاولة إضفاء اللبس عن موقف الحداد من الحجاب مثلا هو نتيجة اللبس في الموقف الحقيقي من الحداد. فالحداد من شيوخ الزيتونة وقدم موقفا اجتهاديا واضحا لا لبس فيه. وكن نتيجة رفض الخطاب الإسلامي المتشدد لهذا الموقف فقد أرجأ محمد بن سالم الحديث في هذه القضيّة معتبرا أنّها غير واضحة للبتّ فيها- على الأقلّ في الوقت الحاضر- وللتوضيح فإنّ الحداد قد أفرد الحجاب بباب والسفور بباب آخر.

 

أمّا في ما يخصّ باب الحجاب فقد وضّح الحداد تعريفا طويلا ومفصلا للحجاب ابتداء من البرقع الذي قال فيه « ما أشبه ما تضع المرأة من النقاب على وجهها منعا للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعضّ المارين » ثم يضيف  » الحجاب عادة في المدن وبعض القرى. أمّا باديتنا على العموم فهي سافرة على الفطرة، غير أنّي كلّما فكّرت في أمر الحجاب لا أرى فيه إلاّ أنّه أنانيتنا المحجّبة بالشعور الديني ». وختم رأيه بقوله : » وظهر جليّا أنّ الحجاب بشكله الحاضر ليس كإغراء للأنظار أو كبرقع اللص يحميه في غدوّه ورواحه ».

 

وبهذا نفهم أنّ الحداد يعتبر الحجاب عادة وليس أصلا من أصول الدين لذلك نجده يدعو صراحة إلى سفور المرأة عندما يقول : »السفور حقيقة شاملة للمرأة والرجل منّا ».

 

ولذلك فإنّه كما قال أيضا « لا فائدة أن نعلن عن حبّنا للطهارة في تمسّكنا برأي الحجاب ».

 

فالحداد دعا إلى اللباس المحتشم لا إلى اللباس الطائفي ونفهم ذلك من قوله : » نعم إنّنا إذا كنّا نحترم السفور فإنّما ذلك بقدر ما فيه من الحق واللياقة الأدبية… »

 

هذه مواقف الحداد من مسألة الحجاب نوردها باختصار شديد لأنّ المقام ليس مقام تحليل وتفصيل. ولكن لا بدّ لحركة النهضة إن رامت مراجعة نفسها أن تتصالح حقيقة مع رموز الفكر النيّر في تونس وأن تسعى إلى إقامة جدل حقيقي معها وفق حرية الرأي والتعبير لأنّي شخصيا لم أطمئنّ لكثير من الأجوبة الواردة في الحوار المذكور وقمت بالردّ على نقطة واحدة وجزئية صغيرة وأدعو بقية الأطراف إلى الردّ على نقاط أخرى حتى تتوضّح المسائل وتتبيّن.

 

(المصدر: موقع مجلة « كلمة » الألكترونية بتاريخ 27 مارس 2006)

 

 

أي تفكيرهذا ياسدنة التفكير!؟

 
مرسل الكسيبي
الأول من ربيع الأنور1427هجري

كان البعض من سدنة التفكير والحداثة السلطوية المخادعة في بلادنا يتهم خصومه من أبناء مدرسة الوسطية الاسلامية بالأمس القريب بالتكفير!!!,ثم شاءت أقدار الاله يوما أن أعيش لأرى أن دعاة الحداثة المغشوشين من المتمترسين بجلباب السلطة وأدوات قهرها الغاشم ينقلبون الى تكفيريين حقيقيين بقرارهم في تونس الغاء مادة التفكير الاسلامي والغاء تدريس مواد العربية والتربية المدنية والتاريخ والجغرافيا من التعليم الثانوي!!! ,واذا كان التكفير العقدي مرفوضا من العوام ومشروطا لدى العلماء بشروط صارمة تجعله في بوتقة أشبه بالمستحيلات ,فان التكفير السياسي والعلمي والمعرفي يصبح أمام شبه استحالة الأول في عداد الكبائر والموبقات وأشد الاثام والمحرمات

ولست أدري حينئذ أي تفكير هذا وأي عقل بل أي مرض وأي سقم يسمح لنفسه اليوم أن يقود بلدنا العزيز الى سياسة تجهيل معرفي لم يسبق لها مثيل منذ مرور خمسين سنة على ذكرى الاستقلال

واذا كنت اليوم وبكل صراحة أستبعد تماما أن يكون المخضرمون من الساسة الذين صاحبوا الرئيس الراحل في رحلة الحكم منذ سنة1956 وراء هذا القرار فانني أتهم صراحة الحزب السري الحاقد على لغة البلاد ومعتقداتها وميراثها وتاريخها الحضاري بالتخطيط لسلخ شباب تونس وأجيالها القادمة من مربع الانتماء الى حضن العروبة والاسلام والمعرفة الانسانية بأبعادها الحضارية الشاملة

ولن أتهم عندئذ التيار العريض في الحزب الحاكم بهذه الفعلة الشنيعة أو بهذا البالون الاختباري المفزع ,فهؤلاء ميالون بطبعهم الى الحفاظ على لغة ولسان البلد وهويته الحضارية وهؤلاء يستحقون فعلا ومهما اختلفنا معهم في بعض القضايا السياسية  منا صادق التحية ,فيكفي أن تعرف حب هؤلاء للعلامة الراحل عبد الرحمن خليف وحزنهم على فقدان تونس لواحد من أبرز علماء العصر حتى تدرك أن الخطر لايكمن في أسماء سياسية عريقة البعض منها يتقلد اليوم مناصب ووزارات غير سيادية وانما يكمن في دعاة الحداثة المغشوشين الذي بنوا داخل أجهزة السلطة من خلال الاستعداء على التيار الاسلامي الوسطي والمعتدل ممالك ومواقع وثروات وعلاقات جعلتهم يرون في كل اصلاح أو مصالحة وطنية أو بوادر انفتاح سياسي صيحة عليهم

فهؤلاء اليوم أصبحوا يأسرون القرار بالوشاية والكذب والدسيسة ولايرون مخرجا لأزمتهم التي تعمقت بعد ميلاد حركة الثامن عشر من أكتوبر الا عبر الحفاظ على الوضع الحالي ومزيد من المراوغة والانغلاق والتحجر في وجه دعاة الاصلاح في تونس,بل انهم تجردوا من انسانيتهم كي يتمتعوا برؤية الموت يأتي على بقايا أجساد وهمم تقبع في السجن والزنزانات منذ عقد ونصف لمجرد أن أصحابها من أنصار العروبة والاسلام والحداثة المتوازنة

أي ضمائر يحملها هؤلاء وقد جاب بعضهم السجون بصفة عالم النفس ليقدم لسجناء الرأي دروسا ومواعظ في مشروعية الشذوذ الجنسي والحض عليه والدعوة الى تعاطيه بدعوى أنه مما اقتضته الحداثة والعصرنة ,بل وصل الأمر بواحد منهم الى توزيع الكتب والمراجع الفاسدة على سجناء حزب العمال الشيوعي كي يناظروا المعتقلين النهضويين بهذه الأدبيات الفاسدة,وكان أن خيبه الله أكثر هو وأمثاله من الحداثيين المغشوشين والقمعيين والمتلذذين بعذابات شباب واطارات تونس العليا داخل السجون وخارجها يوم أن انطلق الأستاذان حمة والعياشي الهمامي بشهامة الرجال ليقولا لأمثال هؤلاء ان الفكر اليساري والمشروع العقلاني هو أرفع من مثل هذه القذارات التي تلبست بالعقل لتئد انسانية الانسان وشهامة الرجال فيصبحوا مساحين على عتبات الظلم الذي تمقشر فقط بظاهر هذه الألفاظ ووأد جوهرها

المسؤولية اليوم ملقاة على معشر الجمهور العريض داخل التجمع الدستوري الديمقراطي وقادته الكبار من الذين تجردوا من هذه العقد والأمراض كي ينقذوا تونس من هذه الحفنة المتسلقة التي زحفت الى ديار حزب عريق أسسه قادة عظام بحجم الشيخ عبد العزيز الثعالبي وزعيم تاريخي مثل الحبيب بورقيبة والذي وان انحرف في بعض فترات حكمه بالدولة الا أنه يظل زعيما لم يحمل في تاريخه مثل هذا الغل ومثل هذا الحقد على الانتماء العربي والاسلامي لتونس ,والذي لم يكن يوما ما يرى الحداثة بالغاء ومسح لسان العرب من معارف مناهج التعليم في تونس ولا في تجريد شبابها وبنيها من معارف التاريخ والتربية الوطنية أو الالغاء النهائي لمادة التربية الاسلامية ,فيكفي أن نرصد طيلة فترات حكمه حتى نسجل بأن هذه المواد التعليمية بقيت على مدار ثلاثة عقود من حكمه محل تواجد وفعل في الساحة المعرفية والمناهجية بالتعليم الثانوي وغيره

أي مصيبة هذه حلت بتونس!,وأي نخبة هذه تمترست بالحكم !,وأي فساد بلغه هؤلاء حتى تبلغ بهم الحيلة هذا المبلغ ! ,بل انني مازلت أستبعد أن يحضى هذا القرار برضى رئيس الدولة,الذي خاطبنا في بيان 7 نوفمبر بلسان عربي مبين ووعدنا باحترام هوية البلاد ودعمها ومزيد من دمج تونس في محيطها العربي والاسلامي ..,ولست أظن أن مثل هذا القرار اذا ماتخذ فعلا في القادم من الشهور بصفة عملية سيعزز من مناخات الرضى والاستقرار في بلد بات تحت رصد الدوائر الخارجية قبل الداخلية

امل أن تكذب الأيام نهائيا هذا البالون الاختباري الذي وزع في شكل مناشير من وزارة التعليم على الأساتذة في ثانويات تونس وعقدت من أجله نقابة الأساتذة منذ يومين فقط ندوة صحفية طارئة,غير أن المطلوب يبقى أضخم من التراجع عن هذه الخطوة البائسة والحاقدة والمريضة ,حيث أن الجميع يبقى في انتظار قرارات رئاسية وسياسية شجاعة تعيد الابتسامة الى شعب تونس وشبابها وبناتها وهم يرون بلدهم يدخل بجدية أطوارا جديدة من حقبة الاصلاح السياسي العادل والشامل بعد ماحققه من نسب نمو محترمة لابد أن نفخر بها حتى وان اختلفنا مع معاشر القائمين على شؤون الحكم ومسيريه

 
مرسل الكسيبي
كاتب واعلامي تونسي


 

بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة و السلام على أشرف المرسلين 

 

تونس 30/03/2006

                                                                                       

 

رسالة شكر و تنويه واكبار لأهل الوفاء و الفضل من رواد جمعية الوفاء للمحافظة على ذكرى الزعيم بورقيبة بباريس و شيخ المدينة ديلانوي وللجالية التونسية بفرنسا

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونس

 

اليوم 30 مارس 2006 و بعزيمة الاحرار و اهل الوفاء تنعقد ندوة هامة بباريس على هامش الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال الوطني 20 مارس 1956  – 20 مارس 2006 .. و في ذلك اكبر عبرة و درس لأهل السياسة و الأوفياء..

 

و بهذه المناسبة الكريمة و الحدث السار يسعدني كمناضل دستوري بورقيبي معجب بالزعيم بورقيبة و بشخصيته واعماله و نضالاته و و عبقريته و زعامته الفذة و قوة شخصيته و وطنيته و نظافته بالخصوص.. يسعدني ان ارفع اسمى آيات الشكر و التنويه و الاكبار لأعضاء جمعية ذكرى الزعيم الحبيب بورقيبة بباريس.. التي تجمع في صلبها شخصيات تونسية و فرنسية متميزة وحدت بينهما صفاة الوفاء والحب و التقدير و الاكبار للزعيم الراحل  و اثاره الخالدة في العقول و القلوب..

 

و انوه عاليا بوفاء هذه النخبة الوفية و اشكر مساعيها و نضالها اليومي من اجل ترسيخ معاني الوفاء و غرس تقاليد جديدة لمفهوم الوفاء و الاكبار  للزعماء  العمالقة في حجم الزعيم الحبيب بورقيبة الذي خلد التاريخ اسمه عاليا..

 

كما اشكر اعضاء الجمعية و السيد رئيس بلدية باريس  و اعضاء المجلس البلدي بباريس لا فقط  على تدشين  الساحة الكبرى  في قلب العاصمة الباريسية عام 2004  بل و كذلك على العزم و النية الصادقة لإقامة تمثال عملاق في الساحة نفسها في الذكرى السادسة لوفاة عملاق التاريخ في افريقيا الزعيم الحبيب بورقيبة تقديرا و وفاءا لنضالاته و تضحياته الجسام و اخلاصه  للقضية الوطنية و بناء الدولة العصرية بعد كفاح دام 60 عاما من عام 1927 الى 1987 في المحاماة و الصحافة و الزعامة والرئاسة..

 

و هاهي فرنسا خصم الامس الصديق الحميم اليوم تبادر قبل غيرها لاعطاء العملاق ما يستحقه من كريم العناية والتاريخ  يسجل ذلك العمل الجليل و الحضاري..

 

و ختاما اشكر اعضاء الجالية التونسية و خاصة الاوفياء لنهج الزعيم بورقيبة و اشبال النضال البورقيبي بفرنسا..

 

ملاحظة: تعتبر هذه الرسالة التاريخية مساهمة مني و كنت اود الحضور لولا ظروفي الخاصة مع شكري لدعوتكم.

 

و الله ولي التوفيق

 

محمد العروسي الهاني

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا وكاتب عام جمعية المحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة

مناضل دستوري تونس

 


 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

 

 

تونس في 28/03/2006

 

مزايا ونعم الاستقلال برزت في الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني 20 مارس 1956 – 20مارس 2006

 ضرورة دعم الإعلام مع مزيد فتح الانترنات

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونس

 

 

ان للتاريح مزايا جمّة وللزعماء العظام دور هام في تأليف القلوب وجمع الصفوف.. وان في الشعوب الواعية والناضجة عبرا و دوروسا للأجيال الناشئة.. وان استقلال الأوطان وتحرير الشعوب من الاستعمار يبقى العلامة البارزة والمنارة المشرقة على مر العصور.. إذا عرفت الشعوب كيف تحافظ عليه وتدعمه وتصونه من النكسات والخلافات والانانية المفرطة..

 

وان شعبنا الأبي التونسي الذي خاض المعارك الطويلة ضد الاستعمار الفرنسي المحتل بقيادة أعرق حزب وبزعامة رجل فذ نذر حياته وسخر مواهبة وطاقته لخدمة قضايا شعبه الأبي والوفي.. وتجاوب الشعب مع القائد الفذ الزعيم الحبيب بورقيبة وصنعا الملحمة الوطنية الرائعة..

 

وقد اطنبت في شرح الملحمة التاريخية التي دامت حوالي 22 سنة من 1934 تاريخ العقاد مؤتمر 2 مارس 1934 لمدينة قصر هلال إلى يوم 20 مارس 1956 20 سنة و18 يوم يوما بيوم..

 

وتوجت الملحمة بالنصر والاستقلال التام بفضل الله تعالى الذي وهب لهذا الشعب العربي المسلم قيادة حكيمة منتصرة وصادقة ونظيفة نذرت حياتها لتونس والوطن فوق كل اعتبار..

 

وكان شعار القائد الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة الوطن فوق

كل اعتبار مهما كانت التضحيات الجسام والكر

 

والفر والسجون والمنافي والإبعاد والأحكام القاسية بالإعدام والموت والاستشهاد.. وكل ذلك حصل فعلا.. وبالتأكيد في الطليعة وفي الصفوف الأمامية المجاهد الاكبر.. وفي كل محنة هو الأول الذي يدخل ويساق إلى السجن هو الأول وتلك هى عبقرية القادة وحكمة الزعامة ونظرة الزعيم للوصول إلى النصر المبين..

 

وملحمة تونس تبقى شاهدة على العصر مدى الدهر في أروع صورة وأحسن حلّة رغم دعايةالمغرضين واساءتهم المستمرة…

 

وكما أسلفت في المقالات السابقة الاثنا عشر خلال شهر مارس 2006 على مواقع الانترنات من 2 مارس 2006 .. المقال الأول حول ذكرى انبعاث الحزب الحرّ الدستوري الجديد على يد الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه الأربعة، الماطري، صفر، قيقة ومحمد بورقيبة.. والمقالات المتوالية 5-7-8-10-18 و19-22-23-27 -28 و29 مارس الجاري جول عيد الاستقلال.. وكل التعاليق والردود والتوضيحات التي اطنبت في شرحها للتاريخ..

 

يسعدني وأنا أودع شهر مارس 2006 للمساهمة الفاعلة على الانترنات بـ13 مقالا بصفة تطوعية ربما غيري من وجوه اليوم ومن اليسار يتسابقون على تلميع الصورة والمشاركة في الحوار والبث التلفزي والكتابة في الصحف من أجل حفنة من المال والسفر إلى الخارج في الطائرات والنزول في أضخم النزل ذات النجوم الخمس والأكل في أضخم المطاعم وربما شراء الهدايا عند العودة إلى ارض الوطن وكل شيء مجانا.. مع الربح..

 

أما صاحبكم الذي تاثر بحياة بورقيبة وتضحياته فهو ينفق حوالي 75 دينارا من خبزة أولاده ومعاشه من أجل الكلمة الحرّة والمشاركة في التعبير الصادق وإبراز الحقائق…

 

وشتان بين البورقيبي الأصيل وبين سماسرة السياسة وعبدة الدينار أو المولعين بالقذف والشتم.. وهم أما من السيار المتطرف أو اليمين المتطرف.. أو البعث المعادي للاعتدال سواء من هنا وهناك..

 

واعتقد أن الضرورة تدعو المزيد العناية بالإعلام وفتح الانترنات و خاصة موقع تونس نيوز..

 

كلمة تنوية وتقدير للتاريخ

 

إن إحياء خمسينية الاستقلال 20 مارس 2006 رغم التعثيم الإعلامي وعدم فسح المجال بصورة جليلة كما أسلفت في المقالات السابقة.. وخاصة في مقال يوم 19 مارس 2006.. فإن الرئيس بن علي سجل 3 نقاط هامة وتاريخة.. اذكرها بكل أمانة وصدق ووفاء وإعجاب حتى أكون أمينا وصادقا في حمل الأمانة التاريخية.. والضرورة تأكد قول الحق والاصداع به للتاريخ..

 

1-    تحول الرئيس يوم الأحد 19 مارس 2006 إلى المنستير لزيارة روضة وضريح المرحوم الزعيم الحبيب بورقيبة وتلاوة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة الزكية.. وتأمل وتدبر وفكر وتأثر وهو أمام الضريح وتذكر قوة شخصية صاحب الضريح وقوة حجته وشهامة وصبره وتذكر جولاته وصولاته وخطبه ووقعها في النفوس.. قال الله تعالى: » كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. » صدق الله العظيم.

 

2- اشرف الرئيس على احتفالات عيد الاستقلال يوم 20 مارس 2006 بعد مرور 50 سنة كاملة.. 18555 يوما بيوم.. كلها انتصارات.. واعتقد ان عدد الانجازات والمكاسب والمشاريع فاقت18555 عنوان بفضل الاستقلال.. وقد استعرض الرئيس بن علي انجازات الماضي والحاضر ونوّه بنضال الزعيم الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة بالفم المليان.. أما بقية الوزراء فإن كلامهم على الزعيم محدود والبعض لم يذكره إطلاقا.. قال تعالى: » وأما بنعمت ربك فحدث » صدق الله العظيم.

 

3- بادر الرئيس بن علي في إطار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال وإعطاء تعليماته لدعوة المسؤولين الحاليين والمسؤولين القدامى من أعضاء الحكومة والحزب في عهد حكومة الاستقلال بزعامة ورئاسة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله  بإعتبار الاستقلال أمانة شارك في تجسيمها فريق كامل من المناضلين القدامى. وجاء تكريم الرئيس في الوقت المناسب في إطار ترابط الأجيال في نطاق رحاب حزب بورقيبة.. حزب التحرير والبناء.

 

وقد كانت بحق لفئة كريمة تدل على الأصالة والاعتراف بالجميل لكل من ضحى من أجل الاستقلال من المناضلين والمقاومين والمسؤولين في مختلف المستوايات القاعدية المحلية والجهوية والوطنية..

 

وما الحضور البارز والشعبي لمختلف الأجيال والشرائح إلا تاكيدا على تواصل النضال ودعم ملحمة الاستقال الوطني وترابط الأجيال. وهذه التقاط الثلاثة تحسب في ميزان الرئيس بن علي…

 

وقد ناديت منذ 8 أعوام مضت بمزيد العناية وطنيا ..وبحرص من الرئيس بن علي.. وقد تأكد ذالك.. إلا أن مستويات أخرى مازالت دون المطلوب.. سواء على الصعيد المركزي مازالت تتغلب الحسابات الشخصية و درجة الخوف..

 

وقد أشرت في مقالي يوم 19 مارس 2006 بأن هناك مسؤولين خائفين ولم يحركو ساكنا.. وهناك مسؤولين في درجة عليا تنكروا للزعيم الراحل.. بما فيهم الأستاذ عبد الرحيم الزواري وزير النقل الذي كان لبورقيبة الفضل في تعينه واليا وهو شاب صغير واليا بقابس وبنابل… وغيره كثير وقد تنكروا للزعيم الراحل. قال الله تعالى يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا صدق الله العظيم ».

 

وقبل ان اختم أشكر من الأعماق جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة بباريس على عنايتها وتفكيرها ودعوتها الكريمة لحضور الاحتفالات والحوارات التي ستقام على هامش الذكرى الخمسين للاستقلال بباريس وحلقات الحوار لإبراز مكاسب اللاستقلال الوطني ..وشكرا لكل الذين ساعدوا الجمعية على دعم نشاطها وخاصة بلدية باريس وعلى رأسها السيد ديلانوي رئيس بلدية باريس الكبرى والشخصيات الفرنسية الوفية والمعجبة بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله.

 

وان يوم 30 مارس 2006 هو يوم بارز في باريس.. فشكرا لكل الذين تطوعو لإبراز هذه الذكرى الخالدة المجيدة. والله مع العاملين.  » قال الله نرفع درجات من شاء وفوق كل ذي علم عليم صدق الله العظيم ».

 

وفي الخاتمة أقترح مستقبلا مزيد الاقتداء بأعمال ومبادرات الرئيس بن علي في خصوص تكريم المناضلين والمسؤولين القدمى: » قال الله ولنصبرن على ما ءآذيتمونا وعلى الله فاليتوكل المتوكلون صدق الله العظيم ».

 

وأقول هذا بفخر المناضل الدستوري بعيدا عن « براهين » (جمع « برهان ») للربح المادي والبروز.. أو نكران من صنف آخر آتخذ من الشتم والهجوم مبدأ وطريقا.. بينما الحقيقة هي الأعتدال والرصانة وقول الحق دون مدح مفرط ونفاق أو شتم وإتهامات بمبرر وغير مبرر.. ومدرسة النفاق والرياء والربح المادي.. وقلت سابقا الانسان يقلب « الفيسته » مرتين في اليوم والله الهادي إلى سواء السبيل . » قال تعالى ان الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون صدق الله العظيم ».

 

ملاحظة هامة:

بلغ الى علمي أن حفل التكريم الذي سيقام يوم 1-04-2006 بالحنشة هو يندرج ضمن تعليمات التجمع.. وأكد لي الاخ كاتب عام جامعة الحنشة مشكورا حرصه على دعوة المناضلين 1-04-2006 .. وبهذه المناسبة أشكر الاخ كاتب عام جامعة الحنشة الذي دعاني لحضور موكب حفل المناضلين يوم غرة أفريل القادم في نطاق ربط الماضي بالحاضر بجامعة الحنشة التي انتمى اليها ترابيا وحزبيا منذ عام 1954 ولمدة 15 سنة كاملة عام 1969.. اعتقد أنها مبادرة ايجابية هامة تستحق التنويه وعسى أن تتكرر مستقبلا وهذا هو مستقبل تونس.. الاحترام والتضامن.. الاحترام والتضامن.. الاحترام والتضامن.. الاحترام والتضامن.. الاحترام والتضامن..

 

أهم ملاحظة اسوقها للتاريخ في الذكرى الخمسين الاستقلال:

 

نتمنى فتح الأبواب والنوافذ حتى تصل رسالتنا الصريحة وكلمتنا إلى رئيس الدولة مباشرة.. ومنذ عام 2000 شعرنا بغلق الأبواب.. فأفتحوا الأبواب يرحمكم الله ويرحمكم التاريخ.. فالأمانة عظمى أمام الله العزيز الجبار.. ولا عاش في تونس من خانها واخفى الحقيقة على رئيسها.. واعتقد ان ملف طلب التاشيرة القانونية لجمعية المحافظة على تراث الزعيم بورقيبة لم يصل الى رئيس الدولة.. و حسب التجربة قبل عام 2000  كل شيء يصل في الابان لماذا اليوم اغلقت الابواب يا ترى…

 

والله ولي التوفيق

 

والسلام محمد العروسي الهاني

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا وكاتب عام « جمعية المحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة »

مناضل دستوري

 

صدا « الغمة »(*)

شعوب ترهق حكامها!

 

(*) أود بداية أن أنبه إلى أنني قد عاشرت سودانيين كثر فصرت مثلهم أقلب القاف غينا وطالت معاشرتي للفرنجة حتى صرت ألحن ولا يستغرب أن أرفع ما هو مكسور  أو أجر ما هو مرفوع فالرجاء معذرتي إن أنا حولت القمّة إلى غُمّة!!

 

تابعت كغيري من المتقاعسين والمثرثرين أحداث « الغمة » العربية التي انعقدت مؤخرا في الخرطوم العاصمة السودانية والتي تزامنت مع الذكرى الخمسين « للإستغلال » الوطني السوداني وبصفتي « مواطن » عربي  اضطر للعيش خارج وطنه فإنني أتقدم بخالص آيات العرفان بالجميل لحكامنا « العظام »

على ما يبذلونه من جهود وما يتحملونه من مشاق جسيمة تخر لها الجبابرة وتبرك منها الجمال وتشفق من حملها الجبال!

اسمحوا لي سادتي أولا أن أقترح حلا للمشكلة الدائمة الناجمة عن تقديم لقب أصحاب الفخامة عن أصحاب الجلالة والعكس بأن أدمج اللقبين على النحو التالي : أصحاب الفلالة والجخامة  وذلك لأن أصحاب الفخامة أو الجلالة عندى سواء ولا أفضل أحدهما على الآخر وكلاهما على « فضل عظيم » عندي كما أنني أرى أن في طيات كل صاحب فخامة صاحب جلالة! والعكس أيضا صحيح!

أصحاب الفلالة والجخامة إنني مواطن يقدر ما تعانونه وتتحملونه من تقاعس شعوبكم عن الوقوف إلى جانبكم وحمل الثقل معكم والمساعدة في البناء والتشييد وذلك « غدركم ».

إن شعوبا تنتقد مسيرة التعاون العربي المشترك لا تفقه معنى للتعاون ولا تحسن إلا الغمز واللمز ب:

لماذا غاب فلان؟! ولم يتكلم علان  ولماذا انصرف ألائك قبل انتهاء أعمال « الغمة »؟ ولماذا ينام آخرون داخل قاعة المؤتمر؟ ويعبث غيرهم بأنوفهم؟! ويلوكون العلك؟! لماذا….ولماذا؟؟ ومن لايحسن الفعل لا يحسن التقدير ومن لا يحسن هذا ولا ذاك أتقن الكلام في الزوايا.

لماذا لا نعترف أن مجرد انعقاد « غمة » في السودان بالذات بطولة ما بعدها بطولة ! وأن الذين يتهمون حكامنا و مسؤولينا بالجبن قد سقطت دعواهم بمجرد السفر إلى السودان لأن بالسودان بعوضا إرهابيا

حاملا لفروس الملاريا الفتاك وبمقدوره أن يخترق كل أجهزة المراقبة والإنذار ويصل إلي أهدافه دون عناء خاصة وأن دماء حكامنا شهية و زكية يشمها البعوض من مسافات بعيدة ؟

إنها شجاعة وإقدام وتضحية ممن هو أهل لمن لا يستحق ولا يقدر الجهود والتعب!!

 

لماذا نستكثر على حكامنا غفوة على كراسي « الغمة » بسبب التعب والإرهاق ومشاق السفر ونحن في سبات عميق! ثم لماذا نستكثر علي بعضهم مضغ شيء من العلك حتى يحافظ على نشاطه! ونحن نجتر اليوم كله ما لاينفعنا!؟

أيتها الشعوب الغافلة ليس من العدل الجحود! لماذا لا نكون أوفياء ونقر لحكامنا بفضلهم ومكابدتهم الصعاب؟! فقد شاهدنا بأعيننا أن من حضر منهم « الغمة » ـ تحقيقا لمصالحنا ـ قد ألقى بجسده في قاعة المؤتمر وظل قلبه معلقا بكرسيه معكم. ثم طار إلى قلبه قبل انتهاء أعمال « الغمة »!!

وأما من لم يحضرفقد ترجح لديه أن المصلحة في البقاء بينكم لأنه لو غفل عنكم لحظة لفسدت أموركم أو قد تثبون على الكرسي فتفسدونه وتنجسونه! ومع ذلك فإنهم لم يقصروا في تكليف من ينوب عنهم وتزويده بما يلزم من خطابات أو ملاحظات أو اعتراضات فكل أمر عندهم محسوب! ألم تروا إلى « نباهة » رئيسنا إذ زود وفده بكل ما يلزم ولم يفته أن يملأ جيوبهم بالعلك (لبان) وقد شاهدناهم جميعا يشجعون انتاجنا الوطني ويجترون فضل مولاهم!

هل يحق لكم بعد هذا أن تقولوا بأن « الغمة » فاشلة كالعادة وكغيرها من « الغمم » وأنها دائما طواحين تجعجع ولا تنتج طحينا وما انتظر منها مسكين يوما رغيفا يسد به رمقه! وترددون دائما:

 

سيشهد التاريخ أنا أمة ** هبطت بها للأسفل القمات

 

يا له من جحود ونكران ننام على أرائكنا ونقف على الربوة ونلقي بحكامنا في المعمعة والمخاطر ثم نزايد عليهم!

وتجلسون في بيوتكم « آمنين مطمئنين » وتطالبون بتحرير فلسطين!

وقد جاءكم الرد المناسب في نفس يوم انعقاد القمة من الشعب الإسرائيلي حيث انتخب حكامه المتنافسين على دمائكم وفوضهم للقيام بواجبهم في حربكم واستئصالكم ! وانتخاباتهم ليست مزورة ولا بها تسعات أربعة بل مرشحين كثر ومتفاوتين تفاوت ضئيل!

أيتها الشعوب العربية كفى تدليسا وتزويرا وتواكلا، فلا نجاة لكم ولا خلاصا ما لم تنتخبوا حكامكم بنزاهة ودون تزويركما يفعل أعدائكم ولا بأس أن تتعلموا من أعدائكم!

حكامكم « يصرخون » ليلا نهارا: ملتنا الكراسي ومللناها، أرهقنا القيام على شؤونكم وتصريف أموركم:

اعفونا وأريحونا أليس منكن رجالا ونساء يحملون عنا العبء؟ ما عاد لدينا ما نجربه فيكم! وما عاد لديكم ما يكافئ جهودنا في القيام بأموركم!

وأنتم تعضون عليهم بالنواذج وتصرون على بقائهم  وهلاكهم بأعباء الحكم وتحميلهم ما لا يطيقون ولا يحسنون!

خذوا الدرس من أعدائكم وكفوا عن التزوير والتواكل واللعب بالدساتير للهروب من المسؤولية!

اجعلوا الصناديق حكما بينكم وبين حكامكم ولا تكرهوا أحد على البقاء! ولا تكرهوني أن أقول:

لعنة الله على المزورين العابثين!!!

 

صـــــابر التــونسي

 

أكتوبر الأحمر في ضيافة اليمين الأمريكي الأصفر

بقلم: برهان بسيّس

 

حين نفتح النقاش جدلا ومساءلة حول مواقف بعض الاطراف السياسية في تونس من قضايا النضال الديمقراطي وآلياته تجري أصوات داخل هذه الأطراف الى الاحتماء بمخبإ الضحية التي تتعرض للتشويه والبريء الذي تتهاطل عليه المؤامرات الخسيسة بقصد المحاصرة والقدح المغلوط.

 

قضية الارتباط بين النضال الديمقراطي كمراكمة داخلية وأجندة التدخل الأجنبي تمثل احدى المفاصل الأساسية لهذا الاختلاف رغم كل محاولات التقليل من شأن هذا الاشكال برد كل حديث عنه أو اشارة اليه الى دائرة تشويه أو مغالطة تعتمدها السلطة ضد معارضيها.

 

في مناخ التحولات العالمية الجديدة المسيطرة بقوتها على كل الخرائط بما فيها الخريطة العربية الأكثر استهدافا والأشد حضورا تحت مجهر مهندسي التغيير يبدو موضوع تقاطع الداخل بالخارج في عملية الاصلاح الديمقراطي الاشكال الأكثر حيوية وخطورة بما يختزنه من قوة تأثير على مستقبل العملية الديمقراطية وشكلها المرجو، وبل ومستقبل مجتمعاتنا وشعوبنا وهو ما يجعل الاتجاه المقصود لتهميش هذا الاشكال أو القفز عليه أو هرسلته وتمييعه بتلخيصه كمجرد حجة متهافتة تصنعها الحكومات المحافظة في وجه معارضاتها المتشوقة للتغيير عملا مخططا لايزيد سوى تثبيت الشبهة على أصحابه حين يهربون من مواجهة الأسئلة الحارقة الى ذات سمفونية البكاء الماكر على وطنيتهم المهدورة من قبل الدعاية المغلوطة.

 

ورغم ذلك فإن الأسئلة الحارقة تصر أن تفرض نفسها على المشهد والعقول بحثا عن إجابات شافية أو لنقل دفعا للنقاش والجدل المولّد.

 

هذه الأيام ينزل الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي ضيفا على الولايات المتحدة الأمريكية، والأكيد أن المسألة في صيغتها الشكلية لا تمثل إشكالا لولا أن الجهة الأمريكية التي تستضيفه ليشارك في ورشات ندوتها ليست سوى المؤسسة الأمريكية المعروفة باسم «أمريكان أنتربرايز انستتيوت» (Americain Entrepries Institute) في سياق برنامج نشاطها المعنْون باسم أصوات للمعارضة والنقد في العالم العربي.

 

ولمن لا يعرف هذه المؤسسة بالذات نقول أن الـ«أمريكان انتربرايز» هي المؤسسة البحثية والسياسية الناطقة والعاملة باسم وتحت لواء فريق المحافظين الجدد والواجهة المدنية المتبنية والمدافعة والمُسوّقة لكل أطروحات هذا التيار حتى أكثرها اهتزازا تجاه المسألة الديمقراطية مثل دفاعها الأخير عن حق الحكومة الأمريكية في التجسس والتنصت على مكالمات الأمريكيين واعتقال الناس دون تهمة والتعذيب في سجون سرية بأوروبا، هذا بالاضافة طبعا الى أطروحاتها المركزية المعروفة في نظرتها لأمن اسرائيل باعتباره الأساس الاستراتيجي لأية سياسة أمريكية في الشرق الأوسط ورؤيتها لمطلب التغيير الديمقراطي في العالم العربي باعتباره الطريق المطلوب الأمثل لضمان أمن الدولة الصهيونية التي لا يمكن أن تضمن اندماجها في المحيط العربي إلا اذا توفرت شروط الانتقال الديمقراطي داخل هذا المحيط.

 

تنظر الـ«أمريكان انتربرايز» الى أن مشكل العالم العربي والشرق الأوسط هو فقط مشكل رفض مستعص لقيم الثقافة الديمقراطية وأن موجة العداء للولايات المتحدة ليست سوى خليط حارق من مشاعر الكره والبغضاء والحسد المتأصلة في نفوس مستبدة ومتخلفة تجاه نموذج الرفاه الأمريكي لا تخص فقط عرب ومسلمي الشرق، بل وأيضا عرب ومسلمي الجالية المقيمة  بأمريكا التي تنظر لهم هذه المؤسسة باعتبارهم الاحتياطي الخلفي لمجموعات الارهاب التي تسعى لاستهداف البلد وثقافته وقد نشرت المؤسسة سنة 2002 دراسة أكدت فيها أن 80% من المساجد الموجودة في الولايات المتحدة هي أوكار للارهاب وجب غلقها.

 

تمثل الـ«أمريكان انتربرايز» منذ عهد الرئيس ريغن مخبر البحث الخاص بالتيار المسيحي/ الصهيوني المتطرف الذي أعطى للعالم فريق المحافظين الجدد وبلور له أهم أفكاره وأطروحاته الموجهة للسياسة الامريكية الحالية، إنها على حد وصف الناشط العربي المعروف في الحزب الجمهوري الأستاذ خالد صفوري مركز الثقل للمحافظين الجدد تضم داخلها أسماء مثل ريتشارد برل مهندس الحرب على العراق ولين تشيني زوجة نائب الرئيس الامريكي وجين كيرك باتريك أبرز مساعدات الرئيس السابق رونالد ريغن وايرفن كريستل المعروف بأنه الأب الروحي لتيار المحافظين الجدد وغيرها من الأسماء التي ينظر لها بأنها الأكثر تطرفا داخل هذا التيار بمقياس عيون جمهورية معتدلة.

 

ولمن يريد الاطلاع أكثر على أدبيات وأطروحات هذه المؤسسة يمكن له أن يعود الى موقعها على الأنترنات بعنوان www.aei.org/ وسيفهم دون عناء طبيعة وهدف اهتمام اصحابها وحماسهم لاستقبال بعض وجوه المعارضة في العالم العربي وطبيعة هذه الوجوه والرابط المشترك بينها..!

 

أن ينزل المدافع عن قضايا الأمة والغيور على سيادتها وعدالة مطالبها في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا ضيفا على مؤسسة من هذا النوع ليحاضر عن وضع الديمقراطية في بلده بجانب ضيوف آخرين من العراق وسوريا ولبنان جاؤوا بالصدفة حاملين لنفس الأطروحات المتعاطفة مع توجهات ادارة الرئيس بوش وفريق المحافظين الجدد بعضهم قريب من المؤتمر الوطني العراقي لصاحبه أحمد الجلبي وأخرى ناشطة في تيار المستقبل بلبنان وغيرهم باسم المجتمع المدني المحاصر في سوريا.

 

أن يشاركهم الأمين العام على العروبة والقضايا القومية نشاطهم البريء يطرح أكثر من تساؤل حول اتجاه المركب المترنح الذي تتساوى عنده المجاهرة بالفضيلة وعكسها فيتباهى برفض صحيفته قبول اقتراح تمويل أمريكي ليجري مزهوا بعد ذلك الى ضيافة التيار المسيحي المتصهين ثم يحرص بعد ذلك على الشكوى من كل إشارة أو لفت نظر لخطورة ارتباك مركبه وخروجه عن حدود المياه الوطنية.

 

إن مؤسسة مثل «أمريكان انتربرايز» تنظر اليها الجالية العربية المسلمة في أمريكا بكثير من الاحتراز وتعمل هيئاتها الممثلة دوما على التنبيه لخطورة دورها وانحيازها المكشوف لاسرائيل وعدائها لمصالح العرب والمسلمين حتى في أمريكا نفسها، وترتفع الأصوات العربية في أمريكا لتدعو ضيوف هذه المؤسسة الى الانتباه لخلفياتها وأهدافها. إن كل هذه المعطيات تجعل من التواجد تحت خيمة الـ«أمريكان انتربرايز» شبهة واضحة قريبة من دائرة النفاق السياسي الذي شنف الآذان بشعارات الديمقراطية الوطنية والنضال المعادي للامبريالية والتطبيع ومناصرة القضايا القومية ثم لم يتمالك نفسه للجري فرحة وابتهاجا لمجرد دعوة للنزول على أرض القبلة الديمقراطية الجديدة حتى لو صدرت عن مؤسسة مشبوهة.

 

هذه المرة أتت العبرة من العروبي والاشتراكي والقومي فأي عبر أخرى ستأتي بها مستقبلا رياح المفاهيم المقلوبة؟!!

 

لكن دعوني أكون متربّصا رصينا وأفترض أن تكون لهذه الزيارة اهداف غير التي يفهمها العقل البسيط: ألا تكون الزيارة يا سادة يا كرام جزء مما تناقلته وسائل الاعلام عن حوار سري بين الادارة الامريكية والمقاومة في العراق وفلسطين ولبنان؟!

 

قد يكون… لِمَ لا… حينها سنكون فعلا قد ظلمنا الرجل!!!

 

(المصدر: ركن « البعد الآخر » بجريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 مارس 2006)

 


 

يرفض ان يكون امتدادا لأي مطرب آخر

صابر الرباعي: رغم عشقي للهجة المصرية لن أتنازل عن تونسيتي !

القاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق: اكتسب المطرب التونسي صابر الرباعي شهرته وعشق الجماهير العربية له من خلال احتفاظه باللهجة التونسية التي يحرص التمسك بها في أغانيه.

ومن استقراره بشكل دائم بالعاصمة التونسية لا يبرحها الا في حالة واحدة وهي توجيه دعوة رسمية له لاحياء حفلات بالخارج.

رحلة الرباعي بدأت في تونس من خلال ادائه للتواشيح والطقاطيق واغاني عبدالوهاب وأم كلثوم.. جاء الي مصر للمرة الاولي عام 1992 عندما تعاقدت معه احدي شركات انتاج الكاسيت بالقاهرة ولم يحظ بالنجاح.. وعاد الي تونس بعد اربع سنوات جاء الفرج من خلال دعوة وجهتها له ادارة مهرجان القاهرة للموسيقي العربية عام 1996 وغني كما لم يغن من قبل واستعرض خامة صوته وادائه الرصين وصفق له الجمهور طويلا وضرب عصفورين بحجر.. حصل من المهرجان علي شهادة ميلاده كفنان يجيد كافة الوان الغناء وترك اثرا طيبا في نفوس الجماهير خاصة الجمهور المصري.. ونجح في محو فشل البومه الاول الذي لم يصادفه الحظ وتوالت بعدها البوماته الناجحة مثل سيدي منصور وع اللي جري وخلص تارك وغيرها ورغم حرصه علي احياء حفلات بالخارج خاصة في باريس ولندن وامستردام ومونتريال وغيرها الا ان احلام البقاء لم تداعبه حيث يستمد شرعية العالمية ويري ان اقوي اسلحة الفن يقدم فنه العربي الخاص في هذه العواصم وليس بتقليد الغرب.. ويضع مواصفات خاصة للاغنية العربية حتي تصل الي سماع الاوروبية. في هذا الحوار يكشف الرباعي الكثير عن اصطدام الاغنية العربية باذان المستمع الغربي.. والعوائق التي تمنعها من الوصول لعالمية.. واشياء اخري.

بعض المطربين (يقحم) كلمة (عالمية) في احاديثهم بوسائل الاعلام.. فماذا تعني العالمية عند صابر الرباعي؟

للاسف الكثيرون يفهمون كلمة العالمية خطأ.. العالمية من وجهة نظري ان يقدم المطرب اغانيه للعالم مع الحفاظ علي هويته وخصوصيته كفنان عربي وليس العكس.. للاسف بعضنا ينهل من الغرب ويقلده دون وعي او فهم حقيقي لما يقدم او يختار وبالتالي لن تصل اغانينا للعالمية الا بالمفهوم السابق بان نحافظ بقدر الامكان علي هويتنا العربية ولا نقلد الغرب.

كانت لك تجربة في هذا الشأن.. هل تحدثنا عنها؟

لي تجربة الغناء بالفرنسية والانكليزي في مهرجان الاغنية الفرانكفونية بباريس للدول الناطقة بالفرنسية وحاولت من خلالها ان انقل اللحن الشرقي والكلمات العربية للمستمع الغربي.. التجربة لاقت نجاحا كبيرا واستحسنها الجمهور بشكل رائع.. المقصود ان نقدم للغرب اغانينا العربية والحاننا لان هذا هو المطلوب.

باعتبارك احد مطربي التراث.. كيف نحافظ علي موروثنا الموسيقي ونواجه التيارت الغربية التي بدأت تظهر في معظم اغانينا؟

يمكن الحفاظ عليها من خلال مطربينا انفسهم.. ومن يجد في نفسه القدرة ان يغني ما لا يستطيع ان يغنيه الآخرون فليفعل.. وليس معني ذلك ان المطرب لا يأخذ خطا معينا لنفسه في الغناء.. وهناك عوامل عديدة ساعدت علي ذلك منها اختلاف الزمان وطبيعة المتلقي.. ويجب علينا كمطربين عرب ان نحافظ علي صورة وشكل الموسيقي العربية تبقي كما هي ومصر بدورها رائعة في هذا المجال ويأتي ذلك من خلال مهرجان الموسيقي العربية الذي تنظمه دار الأوبرا سنويا ويتمتع بشعبية كبيرة ويلتف حوله عشاق الغناء الاصيل.

من صاحب الفضل في تكوين شخصية صابر الرباعي الفنية؟

هناك كثيرون في تكويني الفني في الغناء فأنا انتمي لمدرسة عبدالوهاب في الغناء وتعلمت من ذكاء عبدالحليم.. واخذت من ام كلثوم حضورها الطاغي علي المسرح.. فهؤلاء رواد تأثرت بهم كثيرا.

تعاملت مع ملحنين كثيرين.. من منهم فهم طبيعة صوتك؟

وليد سعد وحمدي صديق من مصر.. ومروان خوري من لبنان.. اما الملحن السعودي الكبير عبدالرب ادريس فكان اكثر من تفهموا خامة صوتي ونجح في استغلال مساحات كبيرة تم توظيفها بشكل جيد يتلاءم مع طبيعتي الفنية.

الاغنية التونسية مرت بفترة ازدهار ايام الهادي الجويني وعليا وعلي الرياحي.. فما اسباب تراجعها حاليا؟

الاغنية في تونس ليست وحدها التي تشهد حالات التراجع ولكن الاغنية العربية عموما تواجه هذا المأزق.. الاغنية في تونس تمر الآن بمرحلة انتقالية وعلينا كجيل من المطربين ان نعمل جاهدين علي تحديث الاغنية العربية لتواكب تطور العصر في ظل عدم ظهور مطربين جدد علي الساحة الغنائية الي جانب ظاهرة القرصنة التي تمثل تهديدا للانتاج الفني وتزوير الشرائط مما يؤثر علي شركات الانتاج نفسها والمبدعين بشكل عام.

رغم ان الغناء باللهجة المصرية يتيح فرصا اكبر لنجاح المطرب.. فهل فكرت في كسر القاعدة؟

انا بالفعل اغني اللهجة المصرية جنبا الي جنب اللهجة التونسية ورغم حبي لنل هو مصري فأنا لن اتنازل عن (تونسيتي) وآمل ان اسوق هذه اللهجة ونشرها ليس في القاهرة ولكن في معظم العواصم العربية.

البعض يري ان القاهرة فقدت جزءا من ثقلها الفني ولم تعد تمثل اغراء كما كانت في الماضي؟

لا اعتقد ذلك.. ولا اظن ان هناك خطرا يتهددها.. القاهرة من وجهة نظري ستظل المرجعية الفنية في المنطقة العربية ومانحة الشهرة والاضواء لكل الاصوات.

هل تريد ان تكون امتدادا لمطرب بعينه؟

لا افكر في ذلك ولا اسعي اليه.. اريد ان اكون فقط صابر الرباعي عاشق التراث والطرب الاصيل ولا اكون شبيها لاحد ولا مقلدا له.

كثير من المطربين فقدوا ثقتهم بالجمهور بحجة ان الجمهور لم يعد له القدرة علي السماع؟

يجب ان يكون المطرب قادرا علي المقاومة ولا يستسهل وان يواصل كفاحه دون تقديم تنازلات واعترف ان الجمهور يبحث عن الجيد دائما.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 مارس 2006)

 


عن الذئب وأصوات خرفان الغناء وتهمة إفساد الذوق العام

خميس الخياطي (*)

 

الأقمار الإصطناعية والتي تغطي العالم العربي اليوم تمطره دون هوادة بشتي الأطباق الأخلاقية والإعلامية والترفيهية وما إلي ذلك لحد أنها ،أمام إنحسار خارطة التعليم العمومي ورفع الدول العربية أيديها عن تأمين الثقافة للجميع كما تفعل في ميادين أخري إستجابة لعرائس بحر الـ ليبيرالية ، لم تصبح هذه الأقمار مصدرا اساسيا للمعرفة فقط بل فتحة علي سلم القيم الجماعي العربي أيضا حتي أن بإمكان أي باحث نفساني أن يرسم صورة العرب الأساسية اليوم من خلال ما يتلقاه الإنسان العربي. من بين هذه الأقمار الممثلة لجنس جديد من الصراع بين الدول، هناك القمر الإصطناعي المصري نايل سات . وإن مثل هذا القمر المصري (العربي) قفزة نوعية لجهة نقل التكنولوجيا وساهم بقسط وفير في تأكيد الريادة المصرية علي المنطقة بأجنحتها الخليجية والمشرقية والمغاربية وذلك بتحمله مجموعة من حزم الخطب الإعلامية ـ الترفيهية العربية، فإنه ولهذه الأسباب أصبح واجهة الإعلام العربي ومصبا لمفردات خردة هذا الخطاب…

 

الغنائيات وتهمة تعكير ماء الوادي…

 

هذا الخميس مساء، ستبث قناة الجزيرة حلقة من برنامج كواليس وقد خصصه الفريق المنتج للقنوات الغنائية (أو الموسيقية) العربية. وما شد إنتباهي في الإعلان عن هذا البرنامج سؤال له غلاف البراءة ولب المعرفة في حين ينطوي علي دهاء إعلامي وأفكار مسبقة. يبحث السؤال في صيغة سلبية عن علاقة هذه القنوات بـ ثقافتنا العربية الإسلامية . من الوهلة الأولي، قد يتساءل القارئ النزيه علي صيغة المثال الشعبي التونسي آش جاب شعبان لرمضان؟ ، بمعني ما علاقة هذه القنوات بالثقافة العربية الإسلامية التي منذ سنين أصبحت تحشر حشرا عسيرا في كل شيء وفي لاشيء. هذه المقاربة تشبه تلك التي تبحث في الجانب العربي ـ الإسلامي من النشرات الجوية. أليس الأمر مضحكا؟ ألئن الجمهور عربي حتي توضع مثل هذه المقاربة؟ أما أسلمة الجمهور، فقد تكون وقد لا تكون لأنه، بحسب علمي، عالمنا العربي يتضمن كذلك علي أقليات دينية. وبالتالي وحتي تستقيم المقاربة، علينا أن نعرف الثقافة العربية الإسلامية وما المفهوم منها اليوم. هل نعني بها الجانب المتحجر في مرجعيتنا أم الجانب المتفتح فينا والعامل علي إستشراف مستقبلنا؟ من هذه الزاوية، يصبح الأمر شائكا لأن مثل هذه المقاربة، إذا أريد لها نتيجة موضوعية، تفرض علي من يضعها أن يحدد المقاييس وإلا لأصبح السؤال وسيلة خبيثة لذبح الخرفان بعد إتهامها بأنها أفسدت الذوق العام الفاسد أصلا وأساسا…

 

القمر الإصطناعي المصري الذي ترتع به جل الفضائيات الغنائية العربية محل تساؤل برنامج الجزيرة يتبع الدولة المصرية وإن به بعض الخواص بحسب بعض المعلومات. ومن هنا، سياسة فتح القنوات لا تستجيب فقط للدافع المادي الذي لا يستهان به خاصة وأصحاب القنوات هم من الأثرياء الخليجيين الذين يتوجهون أساسا إلي أبناء بلادهم حيث البعض منهم محروم من حرية زخرف الدنيا لا لسبب إلا لأنها فانية. بل هناك دوافع سياسية حتي وإن قيل بأنها غير موجودة. وإن لم تكن الدوافع السياسية موجودة، كيف نفسر إذا عدم وجود قنوات إذاعية أو تلفزية معارضة للأنظمة العربية علي ظهر نايل سات؟ إن لم يكن لهذه القنوات الغنائية العربية مردود مالي وفير وشاشاتها تتضمن في الحالات المتوسطة علي معلومات خمس في الآن نفسه كل معلومة منها مصدر لجلب المال، كيف يمكن لها أن تستمر وأن تتكاثر؟ نحن في عالم تجاري والبقاء للذي يمتلك سندا ماليا… فحتي عندما تكون الأغاني دينية وبها أناس يصلون (نهج البردة) نجد علي الشاشة معلومات تبادل رسائل الحب بين المشاهدين والمشاهدات…

 

سوق خردة نايل سات

 

القنوات الغنائية العربية تصل 30 قناة من بين ما يقارب الـ300 قناة المحملة لهذا القمر، مما يعني أنها لا تتعدي عشرة في المئة. كيف يمكن لمثل هذه النسبة الضئيلة أن تفعل فعلها الإنحلالي إن لم تكن القنوات الأخري جامدة وجليدية وقاتلة لكل نبض حياتي بسبب أيديولوجيا محافظة علي ما تعتبره خطأ من مكونات الهوية العربية الإسلامية . ثم ماذا نعني بالإنحلال؟ ألئن بعض الومضات الغنائية تتضمن صورا غير معهودة لشباب يعيش شبابه حتي يصرخ ممثلو المجتمعات العربية المستقرة طالبين منه أن يستمع إلي نهج البردة المذكورة سابقا (اداء مسعود كوريتي وإخراج هاني أسامة) أو أغاني سامي يوسف وغيره؟ لقد ذكرت بعض المعلومات الصحافية المصرية بأن الأغنية الدينية أصبحت هي الأخري موضة يراد منها التكفير عن الذنوب واداء الزكاة ومنها أغان لعمرو دياب ومحمد فؤاد ومحمد منير وإيهاب توفيق… بعضها أستعمل كموسيقي تيترات بعض المسلسلات مثل مسلسل متولي الشعراوي وتستعمل في الأعراس وعلي الهواتف الجوالة… (راجع كتابنا تسريب الرمل. الخطاب السلفي في الفضائيات العربية ). ومهما يكون الأمر، ففيه مغالطات كبيرة لأن الشباب العربي إن إهتم بما تبثه الغنائيات فذلك لأن مستوي العيش في جل الدول العربية (وخاصة الخليجية منها) قد تطور ولم يعد مكرسا كما بالأمس في النضال من أجل الكرامة . الشباب العربي اليوم تفتحت عيناه علي مطالب أخري غير العمل وحرية التعبير (بالمفهوم الضيق)، بل مطالب مبنية علي أسس إستهلاكية شاملة تبدأ بحرية الذوق وتنتهي بحرية الجسد مرورا بحرية الإستماع والملبس إلخ من مظاهر الحرية الفردية حتي وإن صبت كلها في خندق تشييء الفرد العربي… ذلك أن الحدود الفاصلة في السابق بين البلدان والحضارات أصبحت حدودا ورقية وشفافة وذابت الفوارق الكبيرة بينه وبين شباب ضواحي باريس ولندن ولوس أنجلس وكل المراكز الصناعية المبعثرة في العالم… فأصبحنا في عالم الشباب بمعزل عن مكوناته الخصوصية. تقييمنا للقنوات الغنائية يجب أن يأخذ بعين الإعتبار مستويات الشبه هذه.

 

صورة واحدة لأسماء متعددة

 

لو أردنا موضوعيا أن نقيم هذه القنوات، لا يجب أن تكون نظرتنا نظرة أخلاقية بالمعني الضيق للأخلاق كأن تغسل يديك قبل أن تأكل وتبسمل قبل أن تدخل إلخ… من مظاهر الشكليات والكليشيات الإيمانية. يجب أن ننظر إليها في خانتها، الخانة المرئية الغنائية مقارنة بنظيراتها الأوروبيات والغربيات عموما. لأ أعرف ماذا يحصل في اليابان ولا في القنوات التي تغطي العالم الآسيوي؟

 

قنواتنا العربيات في هذا الباب تشبه تماما أسواق الخردة الموجودة علي أبواب مدننا وعواصمنا العربية وتحديدا خردة عالمثالثية بمعني أننا أمام خليط من القيم المرئية والسمعية لا نفهم رأسه من ذيله ولنا عذرنا لأننا لم نترب علي مثل هذا ونؤيد المطرب السوري صبري المدلل الذي قال لنا مرة أنه لا يفهم شابا مرة يغني علي حصان وأخري مترجلا وثالثة وهو جالس أمام طاولة… فلو نظرنا إلي البعض القليل مما تقدمه هذه القنوات لوجدنا أن الشكل العام لكل ما يقدم مقولب بصفة تجذب الإنتباه معتمدة علي مفردات مبسطة وإن فقيرة في معناها ومدلولها البصري. كل المغنيات (ولا تستعمل المطربات) لهن إسم واحد عادة ما يشتم منه أنه مستعار مثل رنيم، دالي، رنين، أصالة، شيرين، جيتارا، نجلاء، لطيفة، وعد، روبي وغير ذلك كثير. مثل هذه الاسماء تستجيب قبل كل شيء إلي مبدأ التجارة والإستهلاك. إختيار الإسم في العملية التجارية هو من أسس الـ ماركيتينغ . ثانيا عديد المغنيات يحملن ألبسة إما هي من باب الحميمية مثل الألبسة الداخلية من ساتان وحرير ولنا المغنية وهي تتلوي علي الفراش الذي يشبه في كثير من الأحيان ذلك الموجود في بيوت الدعارة أو في ديكورات الأفلام الرومانسية وبالتالي تصب الصورة في خانة الحبيبة التقليدية أو هي من باب اللباس المعاصر (شروال وميني جوب أو فستان مفتوح من جهة الفخذ والصدر) وإن هي لا تخرج علي ما نشاهده في حياتنا اليومية، فهي عبر الحركة والإضاءة والقطع تكون لنفسها معاني أخري… في الحالتين نجد أنفسنا أمام لغة بصرية متكررة عادة ما هي في قطيعة مع كلمات الأغنية (فقر الكلمات موضوع آخر إذ بإمكان فنانين الكليبات غناء دليل الهاتف).

 

ولو أضفنا الألوان مثل ألوان لطيفة في خليوني أو نانسي عجرم في ما كل همي إزاي أرضيه وهي من إخراج المبدعة نادين لبكي دون أن نشير إلي ألوان ألبسة شيرين وروبي وغيرهما، لوجدنا أنها تكرس نظرة إستهلاكية بمعني أنها من الغرابة التي تدفعك إلي جانب التهريج منه إلي جانب الفن. وقد يكون التهريج لدينا فنا ذلك أن الحريات العامة والفردية مرهونة في قرار مزاجي من طرف المسؤول ولا يتحكم فيها قانون. وحينما نكلل الكل بالهيئات العامة الموجودة في جل الكليبات مثل كورس الخليجيات اللواتي يلعبن بشعورهن ويتمايلن بأجساد مكتنزة لا علاقة لها بالرقص إلا من باب هز البطن والردف أو فتيات وفتيان يرقصون وهم يحتسون كؤوسا من المشروبات الغازية المسكرة ـ وهو من النفاق العام ـ أو آخرون ملثمون كما في أغنية بدي أعيش لهيفاء وهبي ومن إخراج طوني قهوجي أو هيئة إمرأة وراء القضبان في كليب من إخراج فاطمة محمد أو هلع وإستنفار جراء هزة أرضية في ومضة عن الحب الضائع أو فتيان شعورهم مطلية بزيت إصطناعي وكأننا أمام مجموعة من القنافذ… الأمكنة والفضاءات المصورة والأكسسوارات كلها تعني جغرافية إستهلاكية مصطنعة لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالعروبة ولا هم لها الإسلام والعروبة لأنهما ليسا اهدافها. الهدف الرئيسي والاساسي والوحيد هو الفرجة. وحينما تجتمع الفرجة والأخلاق الحميدة، فالغلبة للأخيرة. وحينما تصبح الأخلاق الحميدة مقياسا وحيدا، فعلي الحرية الفردية السلام… أن نخاف من تأثير 10 في المئة من القنوات الفضائية العربية، فذلك علامة علي فقدان المناعة… والذي فقد مناعته، الله يرحمه…

 

جملة مفيدة: الرجل الأول الذي سيخطو علي سطح القمر سيجد صعوبات عدة لا لسبب إلا لأنه أول من يخطو علي سطح القمر . فرانك سيناترا في فيلم سادنلي الأمريكي.

 

(*) ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 مارس 2006)

 

« حماس » في الحكم : نحو حل ديموقراطي لأزمة الخيار الديموقراطي

وحيد عبد المجيد (*)

     

الموقف الديموقراطي لا يتجزأ، ولا يقبل ازدواجاً في المعايير. ولهذا الموقف شقان أحدهما إجرائي تعتبر الانتخابات ركيزته، والآخر قيمي أو ثقافي. ومن أوليات الموقف الديموقراطي احترام نتائج الانتخابات حتى إذا لم تأت على هوى هذا الطرف أو ذاك. فهذه النتائج تعبير عن الخيار الديموقراطي. ومن الطبيعي أن يسعد بها البعض ويشقى غيرهم.

 

ولكن من تؤلمه نتائج أي انتخابات لا يحق له أن ينكر الخيار الديموقراطي أو يهدره.والديموقراطيون حقا يعرفون أن هذا الخيار يمكن أن يفرز مشكلات، ولكنه لا يصح أن يتحول إلى أزمة. والمشكلة التي تترتب على هذا الجانب الإجرائي في الديموقراطية يمكن حلها عبر ما يوفره الشق الآخر فيها من قيم مثل المساومة والتوفيق والتكيف المتبادل على نحو يقود إلى حل وسط.وإذا تعذر ذلك، يكون هناك شيء خطأ في تعاطي هذا الطرف أو ذاك مع نتائج انتخابات معينة، كما حدث في شأن الانتخابات الفلسطينية التي حصلت حركة «حماس» عبرها على غالبية مقاعد المجلس التشريعي.

 

فقد تحولت نتائج هذه الانتخابات إلى أزمة مرشحة للاستمرار وربما التفاقم. ومع ذلك مازال ممكناً حل هذه الأزمة عبر مساومة خلاقة تقود إلى الحل الوسط الغائب الآن في ما يتعلق بما يتعين على «حماس» الحركة أن تفعله لتصير حكومتها مقبولة دولياً.فقد قوبل فوزها بمطالب انهالت عليها يمكن تحديد أهمها في ثلاثة هي: أن تعترف بإسرائيل، وأن تتخلى عن العنف وتلقى سلاحها، وأن تتعهد باحترام الالتزامات الدولية للسلطة الفلسطينية.كل ذلك من دون مقابل من أى نوع· فلا شيء مطلوباً من إسرائيل حتى فى حدود وقف المطاردات والملاحقات والاغتيالات على امتداد الضفة الغربية وقطاع غزة، وغيرها من ممارسات إرهاب الدولة.غير أن الأمر يتجاوز هذا الازدواج في المعايير بين «حماس» المطلوب منها كل شيء، وإسرائيل التي لا يطلب أحد منها شيئاً. فثمة ازدواج في المعايير أيضاً بين حركتي «حماس» و «فتح». فلم يطلب أحد من «فتح»، على مدى أكثر من 11 عاماً قضتها في السلطة، اثنين من المطالب الثلاثة المطروحة على «حماس». فلم يحدث أن اعترفت «فتح» بإسرائيل اعترافاً مباشراً صدر عنها هي تحديداً.

 

كانت منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تبادلت الاعتراف مع إسرائيل في إطار اتفاق أوسلو في العام 1993. واكتفى الجميع، بمن في ذلك إسرائيل، باعتراف منظمة التحرير ربما لأن قيادتها هي في الوقت نفسه قيادة حركة «فتح».ولكن هذا لا يبرر مطالبة «حماس» بما لم تفعله «فتح»، لأن العلاقات الدولية تقوم على قواعد وليس على أشخاص. فلا حجية للقول إن ياسر عرفات كان زعيم كل من منظمة التحرير و «فتح» في آن معاً، فهو اعترف بإسرائيل بصفته رئيساًللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فقط، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ اعترف بمنظمة التحرير فحسب.

 

ولذلك يظل في تبادل الاعتراف بين إسرائيل ومنظمة التحرير قبل نحو 13 عاماً ما يكفي، وما يغني «حماس» عن أي اعتراف خصوصاً أنها أصبحت جزءاً من هذه المنظمة من الناحية الفعلية· فنواب حركة «حماس» الذين فازوا في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني أصبحوا بشكل تلقائي أعضاء فى المجلس الوطني الفلسطيني، أي في برلمان منظمة التحرير.ويعني ذلك أن «حماس» ليست مضطرة لأن تعترف بإسرائيل، مثلما لم تكن حركة «فتح» في حاجة إلى مثل هذا الاعتراف.

 

ومثلما كانت «فتح» جزءاً من منظمة التحرير عندما تولت تشكيل حكومة فلسطينية، فقد أصبحت «حماس» في الوضع نفسه. ولا مغزى، هنا، للتباين بين حجم تمثيل كل من «فتح» و «حماس» في منظمة التحرير. فالعبرة بالمبدأ والقاعدة العامة، وليس بالحجم. ومن يقول بغير ذلك إنما يمعن في التعامل مع الوضع الفلسطيني الراهن بأقصى قدر من ازدواج المعايير.كما لم يطلب أحد من «فتح» التخلي عن المقاومة المسلحة وإلقاء سلاحها عندما تولت تشكيل أول حكومة فلسطينية عقب اتفاق أوسلو.وأكثر من ذلك، فإن هذا المطلب ليس مطروحاً حتى هذه اللحظة على «فتح»، على رغم أن السلاح الذي تمتلكه أكثر من سلاح «حماس».وهكذا، فنحن إزاء حالة نموذجية من حالات ازدواج المعايير الذي يتعارض مع المبدأ الديموقراطي. وهذه حالة تعبر عن تعنت يصعب تفسيره.

 

فليس هناك سلاح ملتحٍ، وآخر حليق. وإذا أجرينا أي مقارنة بين (كتائب عز الدين القسام) الجناح العسكري لحركة «حماس» والأجنحة العسكرية المتعددة لحركة «فتح»، سنخلص إلى أن سلاح «حماس» كان أكثر انضباطاً وأقل انفلاتاً طول الوقت. ففي إمكان قيادة «حماس» أن تسيطر على جناحها العسكري وخلاياه المختلفة، بخلاف قيادة «فتح». ولذلك كانت المخاوف من فوضى السلاح، خصوصاً في قطاع غزة، نابعة في معظم الأحيان من صعوبة سيطرة قيادة «فتح» على أجنحتها العسكرية. فبعض هذه الأجنحة نشأ بمبادرات محلية من دون إذن من قيادة «فتح» السياسية· وبعضها تأسس في مواجهة البعض الآخر. وبعضها تابع لهذا «الأمير» أو ذاك من أمراء حركة «فتح».بل إن «كتائب شهداء الأقصى» التى يظنها كثيرون تنظيماً عسكرياً موحداً، ما هي إلا لافتة يعمل تحتها عدد كبير غير معروف من التنظيمات والخلايا المسلحة التي تنسق مع بعضها بعضاً عندما تتصاعد المواجهات ضد سلطة الاحتلال، بينما يقل هذا التنسيق مع تراجع المواجهات. ولذلك كان الخوف من نشوب فوضى في المناطق الفلسطينية يرتبط عادة بسلوك مسلحي «فتح» وليس «حماس».

 

لكل ذلك فإن مطالبة «حماس» بالتخلي عن سلاحها يمثل ازدواجاً شديداً في المعايير. فقد جرى العمل منذ العام 1994 على الفصل الضمني بين الحكومة وبين سلاح الفصيل الذي تأتي منه هذه الحكومة. وهذا هو ما يمكن أن تقوم به «حماس»، التي يتعين عليها أن تبادر من دون إبطاء إلى إعلان احترامها الالتزامات الدولية للسلطة الفلسطينية على أن يكون هذا الاحترام تبادلياً.فهذا الالتزام واجب لأنه يعود إلى النظام السياسي الفلسطيني. فتغيير الحكومات لا يسقط الالتزامات التي يمكن أن يتباين منهج كل حكومة في التعامل معها، ولكن لا يمكن أن يختلف الموقف تجاهها من حيث المبدأ.

 

(*) كاتب وباحث مصري

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 مارس 2006)

 


بين النموذجين التركي والإيراني

السيد ولد أباه (*)

 

يذهب المؤرخ والمفكر الفرنسي ألكسندر آدلير في كتابه الأخير الصادر بعنوان «موعد مع الإسلام»، إلى أن «إصلاح الإسلام» باستيعابه لقيم الحداثة، وتصالحه مع الديمقراطية، سيبدأ من خارج العالم العربي «الميئوس منه»، وسيكون من تركيا وإيران.

 

وينطلق آدلير في تصوره لحل «المعضلة الإسلامية»، حسب عبارته من اعتبار أن المسألة الاستراتيجية الكبرى في المرحلة الراهنة، هي احتواء «الأصولية السنية»، التي يشكل تنظيم «القاعدة» جناحها الأقصى تطرفا، في حين نلمسها كحالة سياسية وحزبية في أغلب البلدان العربية، وفي باكستان حيث يتجذر حضورها في المؤسسة العسكرية.

 

ويرجع أدلير قوة ونفوذ هذا التيار الراديكالي، إلى إخفاق الدينامية القومية العربية، في سعيها لتوحيد بلدان المنطقة بعد انهيار دولة الخلافة (العثمانية)، فأدى هذا الفشل إلى بروز نزعة «فاشية عدوانية»، تستهدف بالإرهاب أنظمة الحكم القائمة ومصالح القوى الغربية من منظور إقصائي استئصالي لا مجال فيه للالتقاء مع الآخر. ويرى أدلير أن مجابهة هذا التحدي، الذي يهدد استقرار العالم، لا يمكن أن تكون فاعلة ومجدية، إلا من داخل السياق الإسلامي ذاته والمرجعية الإسلامية نفسها.

 

بيد أن العالم العربي ليس مهيأ لدفع هذه الاستحقاقات، حسب رأي آدلير، وإنما الأمل معقود على الخط الإسلامي التركي المتصالح مع العلمانية والنزعة الإصلاحية، الإيرانية التي يحجبها اليوم وصول محمودي نجاد للسلطة في طهران.

 

تشكل أطروحة آدلير نموذجا من نماذج الصراع النظري القائم حاليا حول الإسلام. ويتخذ هذا الصراع في الغرب مسلكين متمايزين.

 

ـ مسلك يستخدم البراديغم الثقافي للتدليل على فكرة القطيعة الجذرية بين النسق الإسلامي والمنظومة القيمية الحديثة، معتبرا أن ما تعرفه العلاقات الإسلامية الغربية من إشكالات عصية راهنا لا يعود لأسباب ظرفية لها علاقة بتنامي الظاهرة الإرهابية (الأصولية المقاتلة)، وإنما بتصادم مرجعيتين ثقافيتين غير قابلتين للالتقاء. وما تعبر عنه المجموعات المتطرفة بسلاح العنف، هو ما تعبر عنه الاتجاهات الموسومة بالاعتدال عن طريق الكتابة والفكر.

 

من هذا المنظور، يصبح الإصلاح الوحيد المتاح هو اعتماد الخيار المسيحي الأوروبي في عصور النهضة والتنوير أي المراجعة الجذرية للنسق نفسه، لكسر «انغلاقه الدوغمائي» حسب عبارة محمد أركون الأثيرة، ولأجل إدماج قيم الذاتية والحرية والنقد في نسيجه المعرفي والتمثلي.

 

فالأمر إذن يتعلق بإصلاح جوهري بنيوي، يتخذ التجربة الغربية نموذجا، والدين أرضية للمراجعة والتصرف.

 

ومن الواضح، ان هذا المسلك الذي عكسته كتابات أركون الأخيرة، يعطي الأولوية للإصلاح الديني على الإصلاح السياسي ويراه شرطا لنجاحه.

 

بيد أنه يعاني من ثغرة أساسية، هي اختزال الإسلام في ما اعتبر تقليدا روحيا اقليميا ينتمي إليه (النسق الديني المتوسطي) دون الوعي بخصوصياته في مستوى مجاله التداولي الخاص ومنظومته القيمية وتجاربه التاريخية، مما يؤدي إلى تفويت الفرصة على مقتضيات الإصلاح المطلوب بتحويل أجندة الإصلاح إلى مناظرة منهجية ومقارنات تاريخية، قد ترضي العقل الأكاديمي، لكنها تبدو عقيمة في ساحة الفاعلية السياسية والمجتمعية.

 

ـ مسلك يعتبر أن الإصلاح السياسي هو المدخل الطبيعي للتحول الجوهري المنشود. فلا العقل الإسلامي يرفض التجدد ويتمنع على قيم التحديث والديمقراطية، بل هو قابل ـ شأنه شأن كل الأنساق الدينية ـ لشتى أصناف الرؤى والمقاربات الفكرية والمجتمعية. ولا المشكل راجع لمحدودية وقصور جهود النقد التاريخي والثقافي، بل المأساة كلها في الاستبداد ولأحادية وانغلاق سبل الاختيار الحر، ولذا فإن كسر طوق الكليانية، يؤدي ضرورة الى تحرير الفكر والوعي. وتميل أغلب الدراسات الأمريكية الى هذا التصور، من منطلق برغماتي، مستندة إلى تجارب النهوض والتحديث الناجحة في بقية العالم، معتبرة ان الاتهامات الموجهة اليوم للإسلام بصفته دينا غير قابل لاستيعاب النظم الديمقراطية، وجهت من قبل للمسيحية الأرثدوكسية وللديانات الآسيوية والإفريقية، وقد أثبتت التجربة الموضوعة العينية زيفها.

 

وأهمية الحالة التركية الراهنة، تعود إلى أنها قابلة للتصدير كنموذج يمكن تعميمه على العالم الإسلامي. والمعروف أن برنارد لويس، الذي خصص بعض أعماله الأكاديمية الغزيرة لدوامة النموذج التركي، يحمل لواء التبشير اليوم بالتجربة التركية الراهنة.

 

فحتى لو كانت العلمانية التركية قامت منذ نشأتها على النموذج اللائكي الفرنسي (أي الفصل الجذري بين الدين والدولة من منطلق مركزية الدولة، وسيطرتها الشاملة على الحقل العام إلا أن المشروع الاتاتوركي، لم يستند في الحقيقة لخلفية فكرية أو نظرية ولم يستبطن تراث التنوير الأوروبي، بل لم يتعد حيز المدونات التنظيمية الإجرائية ومحاولة استنبات التقاليد المجتمعية الغربية، ولذا بقيت الحالة السياسية ـ الفكرية (في ما وراء التجاذب الظاهر بين الهويتين العلمانية الأوروبية والإسلامية الشرقية)، مماثلة في العمق لتركيبة الحالة العربية الإسلامية العامة. ولذا فإن نجاح التجربة الراهنة يعود إلى كونها نقطة توفيق بين المكاسب التنظيمية الإجرائية للخيار العلماني والمقاربة الجديدة المرنة للأيديولوجيا الإسلامية القابلة لآليات وضوابط التناوب الديمقراطي.

 

أما التجربة الإيرانية فتبدو مغايرة، حيث يتعايش مشروع إصلاحي فكري عميق وصل حتى إلى الحوزات الدينية التي انتشرت فيها مقولات ومناهج «فلسفة الفقه» و«علم الكلام الجديد»، مع عودة ملحوظة للون الثوري الراديكالي المتصادم مع المحيط الإقليمي والدولي، الذي احتل واجهة السلطة.

 

صحيح أن الخط الإصلاحي فشل في تجربة الحكم لأسباب متعددة ليس هذا مجال ذكرها، إلا أنه خلق ديناميكية مجتمعية وثقافية واسعة يؤمل أن تكون لها فاعلية في الحقل العام.

 

(*) كاتب موريتاني

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 30 مارس 2006)


 

 

هل تستطيع السلطة العربية التي تقهر الشعب ان تدافع عنه؟

ميشيل كيلو (*)  

 

ليس هناك من مبرر يسوغ قيام الحكومات العربية برفض الديمقراطية كبديل تاريخي للأوضاع القائمة غير موقف لا عقلاني يضع مصالح النظم فوق مصالح دولها ومجتمعاتها، أو يعتبرها نقيضا لها، يجعل لتلبية مصالح الحكام معني نفي مصالح الدولة والمجتمع في بلدانهم، وبالعكس.

 

هل بلغت أوضاعنا درجة من السوء تجعل من المحال تحقيق مصالح الحكام في إطار مصالح الدول والمجتمعات العليا، وتحتم أن يقلع هؤلاء، بالتالي، عن الاستجابة لما يفترض أنه مهمتهم الرئيسية: خدمة أوطانهم، وأن يحصروا همهم في خدمة أنفسهم، بعد وضع مصالحهم في سياق يبعدهم عن مجتمعاتهم، يملي عليهم مواقف تتخذها في العادة زمر وفئات فقدت الرغبة في التعبير عن شعوبها، وتحولت إلي عصابات تفتقر إلي الشرعية، بما فيها ذلك النمط الذي يحدده خطابها، ويتغني بقيم أزالتها ممارسات النظم نفسها من واقع بلدانها وحياة مواطنيها، بسبب التعارض بينها وبين سياساتها العملية؟

 

هذا الوضع، الذي بدأ بإسقاط الدولة والمجتمع، كان لا بد أن يقوض، بعد تراكم معين، مواقع السلطات الحاكمة ذاتها، التي عملت من أجل سقوطهما لاعتقادها أنه كفيل بتقويتها وتأبيد حكمها، لكنها تكتشف في أيامنا أنه ألقي بها إلي فراغ استراتيجي وأفقدها الأرضية الضرورية لوجودها واستمرارها، وجعلها عاجزة بالذات عن إقامة أوضاع عادية في بلدانها تمكنها من الدفاع عنها أو حتي عن نفسها. اكتشفت السلطات هذا متأخرة: حين لاح خطر نجاح الخارج في استغلال السانحة وأخذت امريكا تتحدث عن تغيير النظم الإقليمية، وظهر جليا أنه ليس هناك من جيوش أو أحزاب تستطيع حماية نظمها، وأن الجهة الوحيدة القادرة علي ذلك هي مجتمعاتها، التي اكتشفت أيضا كم أضعفتها وأفقرتها في الحقبة السابقة، فخافت منها ورفضت الاحتماء بها، لما يعنيه ذلك من تخل عن نهجها السائد وانقلاب في وظائفها وأولوياتها، وفضلت التمسك ببديلين لطالما جربتهما، يقوم أولهما علي احتواء أزمتها بالتفاهم مع الخارج، بالتكيف مع سياساته ومصالحه، ويقوم ثانيهما علي تعبئة تأييد داخلي انتقائي عبر تهييج يستثير عواطف وطنية المظهر تحول الخطر المحدق بالسلطة إلي خطر علي الوطن، وتجعل من مصالحها الأنانية والضيقة مصالح عليا للدولة والمجتمع. في الحالة الأولي: أرادت السلطات لتكيفها مع الخارج أن يكون بديلا للديمقراطية، وكذلك الأمر في الحالة الثانية كذلك، رغم أن البديل الأول يبقي الجماهير خارج اللعبة، والثاني يدخل قسما منها إليها، بشروط تعزز قدرة السلطة علي الوصول إلي البديل الأول، من حيث تقنع الخارج بأنها سلطة قادرة علي تعبئة الشارع، الذي لا ينشد الديمقراطية وإنما يتحرك لدعمها هي، وقادرة أيضا علي إخماده، بمجرد وقوع تسوية مع امريكا تجعل الهدوء واستمرار الأمر السياسي القائم مطلوبا، ولو في صيغ معدلة.

 

نجحت السلطات، إلي هذه اللحظة، في تجاوز المأزق الديمقراطي، مع أنه مأزق وجودي بالنسبة إلي الدولة والمجتمع العربيين، لعب دورا خطيرا في ابتعاد الرسمية العربية عن شعوبها وفي اغترابها عن حاجاتها ومطالبها، بل وفي تقويض أسس وجودها، التي اهتزت كثيرا بعد أن تبين مدي تصميمها علي مقاومة الخيار الديمقراطي، الذي كانت تعلن موافقتها عليه وإن أرجأت تحقيقه إلي ظروف ملائمة، وعلي بلوغ تسوية علي حساب بلدانها مع خارج لطالما حرضت الجماهير ضده ووصفته بالعدو، لكنها في ساعة الحساب وافقت علي ربط مصيرها به، مع الاستمرار، علي المقلب الآخر، في التلاعب بشعبها وقمعه، مع ما يعنيه هذا النهج من تعاظم في المشكلات، التي قد تدفعه إلي التمرد، ما دام للضغط حدود إن تعداها أفضي إلي ضرب الهدوء الذي يريد استتبابه.

 

تنأي السلطات العربية عن الإفادة من الفرص التي تتيحها الديمقراطية لها، بما في ذلك فرص المصالحة الداخلية والقيام ببداية جديدة، وتنأي عن شعوبها، التي تري في الديمقراطية شيئا يتخطي السياسة وملابساتها يتصل به وجود دولها وأوطانها، خاصة بعد تجربة العراق، التي بينت كم يمكن للخيار الديمقراطي أن يكون خيار إنقاذ الدولة والبلد، وكيف أدي التلاعب به وتجاهله إلي تدمير كل شيء، وخاصة السلطة الحاكمة. هل هناك من حاجة إلي تأكيد حقيقة خطيرة ذات وجهين، هي أن الاستعصاء الديمقراطي يجعل اختراق المجتمعات العربية سهلا من جهة، ويحول ابتزاز النظم وإسقاطها إلي مسألة وقت، بالنظر إلي أن مجتمعاتها: عنصر قوتها الأخير المتبقي، لا تقف إلي جانبها، وأنها ستسعي إلي التخلص منها بأي شكل، إن واصلت سياساتها الراهنة، التي لا تترك لها من بديل غير الاستعانة حتي بالأجنبي، للخلاص من حكام ليس لهم من مهمة غير القضاء عليها ورفض رغباتها وسجنها داخل وضع في استمراره هلاكها، كما تقول تجربة العراق المأساوية؟

 

ماذا يعني قيام النظم بمقاومة الديمقراطية؟ ثمة هنا أمران يستحقان الذكر هما:

 

ـ إن مقاومتها تعني ثقتها بأن شعوبها ومجتمعاتها لن تؤيدها أو تقف إلي جانبها، إذا ما نالت حريتها. تقول السلطات العربية بلغة صريحة إنها تتنكر لحق شعوبها في الديمقراطية والحرية، لأن شعوبها لن تستخدمهما لصالح أوطانها؟ بكلام آخر: إن الشعب سيخون وطنه، متي صار حرا، فمن الضروري، إذن، الدفاع عن الوطن بحجب الحرية عن المجتمع والمواطن وبمنعهما من بلوغها أو من إقامة نظام ديمقراطي! هذا هو منطق السلطة العربية وذاك هو مضمون خطابها! ليس لدينا أي تعليق نضيفه هنا غير إدانة هذا المنطق المقلوب، الذي يحول سلطة تتاجر بالوطن وتستهتر بمصالحه وتتحين الفرص للتفاهم مع الأجنبي عليه إلي مدافع عنه، وتجعل الشعب، الذي لطالما ضحي في سبيله وكافح من أجله خائنا يجب ضبطه … بالقمع!

 

ـ إن مقاومتها تعني إدراكها أن امريكا لا تريد الديمقراطية، بسبب مخاطرها الهائلة علي خططها ومصالحها وخطط ومصالح إسرائيل، وأن امريكا وإسرائيل تفضلان أي أمر قائم عليها، خاصة ان كان قادرا علي ممارسة استبداد وظيفي وفعال، وأنها تعتبره في نهاية المطاف وفي المسكوت عنه حليفا لها، وأن ما بين السلطات وواشنطن سحابة صيف ستنقشع، خاصة وأن القوي الديمقراطية معادية في معظمها لواشنطن وسياساتها.

 

إلي أن تحل عقد الوضع العربي الراهن في مستوياته الرسمية والشعبية الداخلية، وأصعدته الإقليمية والدولية الخارجية، سيزداد وضع العرب ضعفا علي ضعف وعجزا علي عجز. ولن يكون هناك من مخرج في ظل سلطة لديها قوة تكفي لقهر وكبح شعوبها، وشعوب لديها يأس يكفي لدفعها إلي وضع يدها في يد الشيطان ذاته، إذا ما استمرت سياسات حكامها الراهنة، وخارج لديه تصميم يكفي لجعله قادرا علي جني ثمار الانهيار العربي المفزع والشامل، الجاري علي قدم وساق.

 

ثمة مرحلة من حياة العرب شارفت علي الانتهاء، لكن ثمن موتها سيكون مرتفعا إلي درجة يصعب تخيلها، مع أنه ثمن واجب الدفع علي أية حال، ما دام وجود العرب يتطلب دفعه، بجميع الأشكال الممكنة والمطلوبة، وإلا أفضت نقطة الضعف الشامل، التي تمسك بنا جميعا، حكاما ومحكومين، إلي هلاكنا الأكيد!

 

(*) كاتب من سوريا

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 مارس 2006)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

12 juillet 2005

Accueil   TUNISNEWS 6 ème année, N° 1879 du 12.07.2005  archives : www.tunisnews.net تحديث العريضة التضامنية مع الصحفي التونسي محمد

En savoir plus +

21 janvier 2009

Home – Accueil   TUNISNEWS 8 ème année, N° 3165 du 21.01.2009  archives : www.tunisnews.net   Luiza Toscane: La police n’oublie

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.