الخميس، 22 مارس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2495 du 22.03.2007

 archives : www.tunisnews.net


لجنة مساندة الأستاذ رشيد الشملي:  إضراب عن الطعام بيوم دفاعا عن الحريات الأكاديمية قناة الحوار التونسي: بلاغ إعلامي نورالدين الخميري: رضا البوكادي يتعرّض لحالة موت بطيء والسّلطة تتحمّل مسؤوليّة ذلك سليم بوخذير: الأيادي العابثة لوزارة الداخلية تُلحق سيارة فتحي الجربي بمصير سيارة عبد الرؤوف العيادي . . .. سفيان الشورابي: تونـس: قضية المحامي جلال الزغلامي تأخذ أبعادا أخرى رويترز: تونس تنقذ سبعة مهاجرين جزائريين من الغرق الحياة: زواج القربى لا يزال سارياً في تونس… وأخطاره تتفاقم الحوار.نت: من يسيطر على السواحل التونسية؟

رسالة مفتوحة الى الرئيس بن علي بمناسبة عيد استقلال تونس من د.أحمد القديدي

رسالة من أبناء تونس بقطر الغراء إلى سيادة زين العابدين بن علي رئيس تونسنا الخضراء الحبيب أبو وليد المكني: وثيقة التوافق حول المرأة بين الرفـض والـرضا.. ياسين بن علي: كتاب مفتوح إلى أبناء الحركة الإسلامية الذّين قبلوا وثيقة 18 أكتوبر حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين رجاء بن سلامة:  الحجاب ليس قطعة قماش وليس « قل للمليحة في الخمار الأسود » عبدالباقي خليفة: هل تمثل المرأة والأسرة الغربية نموذجا يجب الاقتداء به في العصر الحاضر ؟!!! الجزيرة.نت: فلسفة الجمال تربط الشرق والغرب في تونس الحياة : مصر: «الإخوان» يقاطعون الاستفتاء وواشنطن تخفف المطالبة بالإصلاح الحياة: اعترف للمحققين بقتله زوجته وولديه و15 طفلاً و15 امرأة …  الجزائر: محاكمة «أبو عثمان آر. بي. جي.» آخر «أمراء الجماعة» ومنفذ مذابح الرايس وبن طلحة بوراوي  الزغيدي: في العراق..بعد عذاب البعث..والاحتلال..جاء دور الطائفية… حياة السايب: أربع سنوات على غزو العراق د. بشير موسي نافع: الخيارات الوطنية بعد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة الحوار التونسي
(الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر)

 

برامج حصة يوم الأحد25 مارس 2007
الحلقة
46
تبث الحصة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساء وتعاد يوم الأربعاء على نفس التوقيت.
الأخبار:
 متابعة لآخر الأحداث الاجتماعية والسياسية وللتحركات النضالية الميدانية.
أخبار واقع  الحريات وانتهاكات النظام التونسي للحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للشعب التونسي.

 

إضافة إلى عدة شهادات حية ..

 

عرض للصحافة في أسبوع .

 

عرض تظاهرة نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل بالقيروان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
والتي تدخلت خلالها عدة جمعيات بما في ذلك ممثلة جمعية القضاة الشرعية.

 

عرض لحكاية مواطن بعنوان صرخة السيجومي ..
متابعة لتحرك فرع منظمة العفو الدولية بكلية الصحافة وعلوم الإخبار.
عرض للندوة التي نظمتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

 
 

وكالعادة تختم قناة الحوار التونسي برامجها هذه المرة بشهادة السجين عبد الرحمان التليلي على اثر الاعتداء عليه من قبل البوليس السياسي التونسي ..

 

قناة الحوار التونسي
 باريس في 22-3-2007

 


بمناسبة مرور سنتين على إعتقال محمد عبو .. هيئة الدفاع تحي الذكرى

Maintien Pour Mohamed Abbou Après 2Ans de Prison عرضت قناة الحوار التونسى فى عددها 45 ليوم الأحد 18 مارس 2007 ريبورتاج

 عن تحرك هيئة الدفاع عن محمد عبو بمناسبة مرور سنتين على إعتقاله قام بعملية القص والتسكين : صابر  
رابط المشاهدة
صـــابر : سويســرا


لجنة مساندة الأستاذ رشيد الشملي

إضراب عن الطعام بيوم دفاعا عن الحريات الأكاديمية

 تعتزم لجنة مساندة الأستاذ رشيد الشملي القيام بإضراب عن الطعام كامل يوم الثلاثاء 27 مارس 2007 ، تضامنا مع الأستاذ المضرب ودفاعا عن الحريات الأكاديمية في تونس. واللجنة ترحب بكل الديمقراطيين والحقوقيين والنقابيين والأكاديميين الذين يودون المشاركة في هذا التحرك.  الراغبون في المشاركة يمكنهم مها تفة  الأرقام التالية:  – مسعود الرمضاني 97322921  – عبد الرحمان الهذيلي 97456541  – المنجي بن صالح 22659382  أو مراسلة البريد الالكتروني  romdhani.mas@voila.fr  وستنشر القائمة الاسمية للمشاركين غداة التحرك.  عن لجنة مساندة الأستاذ رشيد الشملي  مسعود الرمضاني  


 

قناة الحوار التونسي
(الكلمة الحرة ,قوام الوطن الحر)

 

بلاغ إعلامي
 

تعرضت الصحفية بقناة الحوار التونسي أمينة جبلون اليوم22 مارس 2007 وعلى الساعة الحادية عشر صباحا إلى التفتيش في الطريق العام من قبل ما لا يقل عن عشرة أعوان امن, استظهر احدهم ببطاقته المهنية, واستولوا على آلة التصوير التابعة للقناة والتي كانت بحوزتها في إطار مهمة صحفية وهي في طريقها إلى مكتب المحامية ورئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب راضية النصراوي . ولم يتم إعادة آلة التصوير إلى الزميلة مما جعلها تتنقل في مساء هذا اليوم إلى منطقة الأمن بباب بحر إلا أنهم اعلموها  بجهلهم لهذا الأمر وكذلك بجهلهم للأعوان اللذين حجزوا آلة التصوير   وما كان منهم إلا أن سوفوها من نوع « ارجع غذوة « .

علما وانه خلال الأسبوع الفارض تم إيقاف مراسل القناة بقفصة الفاهم بوكوس وذلك لمدة سبعة ساعات بمنطقة الأمن بقفصة بحثا عن آلة التصوير التابعة للقناة وتم تهديده من مغبة مواصلة التعامل مع قناة الحوار ..

إضافة إلى محاولة ثني القناة عن أداء رسالتها الإعلامية عبر شتى أنواع التضييق.

 

إن قناة الحوار التونسي التي تتخذ شعارا لها » الكلمة الحرة قوام الوطن الحر » تعبر عن:
– مساندتها للزميلة آمنة جبلون ..
– تندد بمثل هذه التصرفات وتطالب السلطة المسئولة بإعادة ممتلكات القناة والكف عن مضايقة صحفييها ..
– تتمسك بحقها في تقديم إعلام بديل ,حر ونزيه.

 

22مارس 2007

قناة الحوار التونسي


صرخة ونداء
 
رضا البوكادي يتعرّض لحالة موت بطيء والسّلطة تتحمّل مسؤوليّة ذلك
 

 وصلتنا أخبار مؤكّدة تفيد بأنّ وضعيّة السّجين السيّاسي رضا البوكادي في خطر ، حيث تعكّرت حالته الصحيّة مجدّدا  نظرا للمرض المستعصي الذي ألمّ  به في السّجون التّونسيّة  ممّا يستوجب إطلاق سراحه  و نقله دون أيّ تأخير إلى مستشفى مختصّ للمعالجة الفوريّة والعاجلة قبل  فوات الأوان  ، علما وأنّ الطبيب  الذي قام بفحصه في مستشفى شارل نيكول منذ أيّام  بصفة استعجاليّة  عندما تعكّرت حالته الصحيّة  قد أشار إلى خطورة وضعيّته و الإسراع بتوفير العناية الازمة له

هذا وقد كنّا  نشرنا يوم  2007.03.08  خبرا حول الوضعيّة الصحيّة للسّجين السيّاسي  رضا البوكادي والتي تدهورت في المدّة الأخيرة بشكل يدعو للقلق  نتيجة الأوضاع السيّئة في السّجون التّونسيّة وما ألمّ به من أمراض مستعصيّة  

 ونحن إذ نتابع بقلق شديد التدهور الصحي للسّجين السيّاسي رضا البوكادي   فإنّنا نحمّل النّظام التّونسي مسؤوليّة ما آلت إليه وضعيته  الصحيّة  كما ندين بشدّة هذه المعاملات الآإنسانيّة مع مساجين الرأي  في تونس

و ندعو بالمناسبة كلّ الدّوائر الحقوقيّة ومنظّمات حقوق الإنسان والأحزاب والشّخصيّات الوطنيّة والعالميّة للتّفاعل مع هذه القضيّة المأساويّة ومطالبة السّلطة التّونسيّة بتمكين السيّد البوكادي من علاج فوري وعاجل كحقّ ضمنته كلّ القوانين والدّساتيرالعالميّة.

نورالدين الخميري ـ ألمانيا

      2007.03.23  


الأيادي العابثة لوزارة الداخلية تُلحق سيارة فتحي الجربي بمصير سيارة عبد الرؤوف العيادي . . ..

   أقدمت الأيادي العابثة لبوليس بن علي بمحاولة لإتلاف محرك سيارة السيد فتحي الجربي القيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية  بوضع كميات من الترب في خزّان وقود السيارة  ، ممّ أدى إلى  تعطيبها كليا ..  و جاءت هذه  المحاولة الرخيصة من خفافيش الظلام ساعات قليلة فقط بعد تمثيل السيد فتحي  لحزبه في لقاء أطياف المعارضة التونسية مع برلمانيّي الكتلة الاشتراكية بالبرلمان الأوروبي مؤخرا .    و هذه ليست المحاولة الأولى من هذا القبيل لبوليس الدكتاتور ، فقد تعرّضت سيارة نائب رئيس حزب المؤتمر السيد عبد الرؤوف العيادي إلى محاولة من ذات القبيل منذ أشهر في القترة التي كان فيها الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الحزب محاصرا في تونس ، عندما ترك  الأستاذ العيادي سيارته و صعد  إلى مكتبه استعدادا  للسفر إلى جينيف ليفاجأ بعد ذلك بسيارته و قد تعطّبت كليا ، و بفتح المحرك عثر على كميات كبيرة من التراب و قد وضعتها أياد خفية (و ما هي بخفية) قي المحرك ، و هو ما كلفه مبالغ هامة لإصلاح العطب بعد ذلك .   من دون تعليق . . * القلم الحرّ سليم بوخذير  


تونـس: قضية المحامي جلال الزغلامي تأخذ أبعادا أخرى

  (تونس- سفيان الشورابي) بمناسبة يوم المحاماة الذي نظمته عمادة المحامين، دخل الأستاذ جلال بن بريك الزغلامي في اعتصام كامل يوم الجمعة 16 مارس الجاري بدار المحامي. و ذلك احتجاجا منه على حرمانه من حق الترسيم لمهنة المحاماة. و كان الزغلامي الناشط اليساري المعارض قد تلقى تعليمه الجامعي في أحد الجامعات الفرنسية، قبل أن يلتحق بقطاع المحاماة في تونس. و يشارك في مناظرة الكفاءة لمهنة المحاماة التي نجح فيها بامتياز. و يفرض التشريع التونسي على الهيئة الوطنية للمحامين الترسيم الآلي و المباشر في جدول قائمة المحامين كل ناجح في امتحان شهادة الكفاءة المذكورة إلا في بعض الحالات الاستثنائية و النادرة. أين تتدخل خلالها النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية لاستئناف قرار ترسيم محام في القائمة. و عادة ما تلتجئ إلى هذا الخيار عندما لا تتطابق الشهادة الجامعية المتحصل عليها من جامعات و معاهد دول أجنبية و نظيرتها المحلية. أما بالنسبة لحالة الأستاذ الزغلامي، فان وضعيته حسب ما صرح به أحد أعضاء اللجنة الوطنية لمساندته بأنها قانونية بالكامل. و أن شهادة الأستاذية المتحصل عليها مُعترف بها من قبل الإدارة التونسية. وأن المعني بالأمر نجح في مناظرة الكفاءة و تمّ ترسيمه من قبل عمادة المحامين. لتعرقل اثر ذلك، السلطة العملية برمتها حارمة الأستاذ من حقه في العمل. ويعود تعاملها بهذه الطريقة حسب رأيه إلى « أسباب سياسية واضحة ». و كانت قد تأسست يوم 18 فيفري 2007 لجنة وطنية للدفاع عن حق الأستاذ جلال بن بريك الزغلامي في ممارسة مهنته. تتولى تنسيقها المحامية راضية النصراوي. كما انتقدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان أصدرته يوم 26 فيفري الماضي استمرار حرمانه منذ قرابة العام من حقه في العمل كمحام. http://news.maktoob.com/?q=node/574992  


تونس تنقذ سبعة مهاجرين جزائريين من الغرق

تونس (رويترز) – قالت صحيفة تونسية يوم الخميس ان وحدات خفر السواحل التونسية تمكنت من انقاذ سبعة مهاجرين جزائريين كانوا يبحرون باتجاه السواحل الاوروبية بعد تعطل مركبهم. ونقلت صحيفة الشروق التونسية عن مصادر قولها ان البحرية التونسية انقذت المهاجرين قبالة سواحل طبرقة الواقعة الى الشمال الغربي من العاصمة تونس. وأضافت ان المركب الذي لا يتجاوز طوله خمسة امتار تعطل قبالة سواحل طبرقة بالمهاجرين الذي انطلقوا من الجزائر خلسة بغية الوصول لايطاليا دون ان تعطي تفاصيل اضافية عن سبب العطل. وذكرت الصحيفة أن المهاجرين السبعة من محافظة الطارف بالجزائر. وتكافح بلدان شمال افريقيا تحت ضغوط متزايدة من البلدان الاوروبية للحد من تدفق المهاجرين السريين على اوروبا التي باتت تمثل حلم الاف الشبان اليائسين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 مارس 2007)


زواج القربى لا يزال سارياً في تونس… وأخطاره تتفاقم

تونس – سلام كيالي البنت لابن العم أو ابن الخال… طبيعة العلاقات الاجتماعية العربية لا تزال تخضع لضوابط كثيرة، نتيجة التقاليد المحافظة لبعض العائلات، على رغم أن العلاقات أصبحت أقل حدة وتشدداً في ممارستها. وفي تونس، التي تعتبر بلداً منفتحاً، يبقى زواج القربى منتشراً بكثرة، ويصل إلى 36 في المئة من مجمل الزيجات، منها 20 في المئة من أقرباء من الدرجة الأولى (أي لزم). و90 في المئة من الزيجات تتم وسط بيئات محلية ضيّقة كالقرى والتجمعات المدينية المغلقة، بحسب إحصاءات «الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري». إلاّ أن كثيرين يجهلون ما قد يؤول إليه هذا النمط من الزواج (اللصيق)، من أمراض وراثية قد تصيب الأبناء. وتصل نسبة الإعاقات في تونس، نتيجة زواج القربى، إلى 1.5 في المئة من مجموع السكان، أي نحو 150 ألف شخص. ومن الأمراض التي تصيب الأبناء: قصور السمع (50 المئة من الحالات بسبب عوامل وراثية)، والأمراض الاستقلابية أو أمراض التمثيل الغذائي (1 من4000 من الولادات)، والخلل العضلي الوراثي (بين 17 و38 شخصاً لكل 100 ألف). وظهر أن نسبة حاملي الخط المرضي تبلغ 4.5 في المئة، 2.2 في المئة منهم (أي نحو النصف) مصابين بالتالاسيميا، و1.9 في المئة بفقر الدم المنجلي، والباقون يصابون بأمراض نادرة. وتعتبر ولايات الشمال الغربي (باجة وطبرقة ونفذة) من أكثر الولايات عرضة للإصابة بهذه الأمراض. وتحصل تشوهات خلقية بمعّدل حالة من بين كل 60 ولادة وبدرجات متفاوتة، منها 70 في المئة تشوهات من الولادة، و30 في المئة اختلالات في الكروموزومات لا تصبح تشوهات، ولكنها تبقى قابلة للتجلي في نسل من يحملها. ومن أبرز أسباب الأمراض الوراثية على الإطلاق عمر الأم، إذ تزداد مع تقدّمها بالعمر، وخصوصاً بعد الـ 38 سنة. ويشترط في فترة الحمل لكل أم يزيد عمرها عن ذلك، تحديد الخلفية الجينية للجنين. الفحوص الطبية قبل الزواج، التي تهدف إلى تفادي الأمراض الوراثية، أصبحت إلزامية لجميع المتقدمين للزواج منذ 1995 في القانون التونسي للأحوال المدنية. وهي: الفحوص المتعلقة بالدم، اختبار الكشف عن أمراض الزهري، فصيلة الدم، صورة أشعة صدرية، حيث جاء في النص: «يكون تسليم الشهادة الطبية المنصوص عليها إجبارياً». ويمكن إجراء تلك الفحوص في المستشفيات العامة، والمستشفيات والمختبرات الخاصة شرط أن تكون هذه الأخيرة مقبولة من الدوائر الرسمية للصحة العامة، مع ضرورة أن يكون الطبيب مسجّلاً في نقابة الصحة، وإلا فالورقة لاغية. ثم تقدّم الشهادات إلى جهات متخصصة. إلاّ أن العقوبة التي تُفرض في حال الإخلال بأحد شروط الشهادة الصحية أو بنودها، تصل إلى 100 دينار تونسي، أي ما يعادل 80 دولاراً. وبعض الفحوص غير إجبارية على المتقدمين للزواج، مثل فحص الحمض الوراثي النووي (د ن أ). فلا إلزام في هذا النوع من الفحوص، لكنها تجرى بناء على طلب الطرفين، إذا رغبا في التعمّق بمعرفة حالتهما الصحية، وإمكانية ظهور مرض وراثي في حال الحمل. ولا توجد طرق للوقاية من هذه الأمراض في تونس. الحل الوحيد هو القيام بعملية إجهاض، وبموافقة الطبيب. في حال كان القلب ضعيفاً أو أن الجنين مصاباً بإعاقة تامة. وبالطبع، يجب أن توافق الأم أيضاً، فمن الممكن أن تشكل العملية خطورة على حياتها. عدد الإعاقات في البلدان النامية تزيد عنها في البلدان المتقدمة، (بين 135 و150 مليون، في مقابل 25 مليون طفل، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 22 مارس 2007)  


تطور متوقع في عدد الوافدين الروس الى تونس

يؤدي السيد التيجاني الحداد وزير السياحة منذ يوم الأربعاء زيارة عمل الى روسيا على رأس وفد تونسي للمشاركة في الصالون الدولي للسياحة » ميت 2007 « الذي يقام حاليا في العاصمة موسكو بحضور خمسة آلاف عارض يمثلون 100 دولة ومنطقة سياحية . ودشن وزير السياحة بحضور سفير تونس بموسكو ورئيس الجامعة التونسية للنزل الجناح التونسي الذي صمم على الطراز المعماري التونسي للتعريف بمختلف الجهات السياحية التونسية . وعقد السيد التيجاني الحداد جلسات عمل مع مسؤولي وكالات الأسفار الروسية ومن بينهم السيدة ايلينا تيميغرالييفا الرئيس المدير العام « لاين انفاست » والسادة يورت دوشن رئيس مدير عام « كورال ترافل » والكسندر اروتونوف رئيس مدير عام « انتوتوريست » وديمترى شافتاشنكوف من « بيبليو غلوفوس ». كما اجرى محادثات مع ممثلي وكالات الاسفار التونسية العاملة في روسيا ومن بينهم السيدين حاتم عمامي رئيس وكالة « اكبريس تور » وجمال العربي رئيس مدير عام « بارادايز للخدمات « . وتعرف الوزير على مختلف البرامج المستقبلية التي تعتزم وكالات الأسفار إطلاقها في تونس مستعرضا آفاق تطوير السياحة التونسية القائمة على تنوع المنتوج السياحي التونسي وتنويع الأسواق وجودة الخدمات . وبين الوزير ان تونس لم تتوانى عن تطوير منتوجات سياحية مختلفة مثل السياحة الصحراوية والمعالجة بمياه البحر والسياحة الثقافية استجابة لانتظارات السياح الروس والعمل على تحسين تموقع السياحة التونسية في السوق الروسية التي تمثل سوقا واعدة . وأعلن الوزير عن انطلاق حملة ترويجية واسعة في الأسبوع الأول من شهر أفريل المقبل للسياحة التونسية في روسيا . وأكد عزم تونس معاضدة برامج وكالات الأسفار الروسية لا سيما في فصل الشتاء داعيا الى وضع المنتوجات السياحية التونسية الجديدة في صدارة برامجها. وبين الوزير أن تونس ستبذل قصارى جهدها لتحسين الربط الجوى بين تونس ومختلف الجهات الروسية . وناشد وزير السياحة مسؤولي وكالات الأسفار التونسية الناشطة في روسيا العمل الجماعي و التحلي بروح المبادرة مذكرا بدعم وزارة السياحة وتشجيعات الدولة لهم . وزار نحو 120 ألف سائح روسي تونس في سنة 2006 لقضاء عطلتهم ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في سنة 2007 بنسب تتراوح بين 10 و 15 بالمائة . ويلتقي وزير السياحة اليوم بوزير السياحة الروسي ويعقد ندوة صحفية كما يترأس أشغال ندوة يشارك فيها ممثلو السياحة التونسية في روسيا وبولونيا واوكرانيا وتشيكيا . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 22 مارس 2007)  


بحث مسيرة العلاقات بين تونس والجزائر والإمكانيات المتاحة لمزيد دعم التعاون الثنائي

تحادث السيد محمد الغنوشي الوزير الأول يوم الأربعاء في الجزائر العاصمة مع السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية . وتناولت المحادثة مسيرة العلاقات بين البلدين والإمكانيات المتاحة لمزيد دعم التعاون الثنائي والارتقاء به إلى ارفع المراتب تجسيما للإرادة السياسية التي تحدو الرئيسين زين العابدين بن علي وعبد العزيز بوتفليقة وتكريسا لتطلعات الشعبين الشقيقين . وبحث الجانبان في هذا السياق السبل الكفيلة بتذليل العقبات أمام انسياب السلع بين البلدين ودفع التبادل التجاري وتنشيط حركية الاستثمارات المشتركة وترسيخ مقومات التنمية المتضامنة . واتفق الجانبان علي تكثيف اللقاءات بين الفاعلين الاقتصاديين في كل من تونس والجزائر وبين مختلف الهياكل المعنية بما يوطد جسور التواصل وتشابك المصالح كما تناولت المحادثة الاستعدادات الجارية للاجتماع القادم للجنة العليا المشتركة . (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 21 مارس 2007)  


يبارك في ترابك يا تونس العهد الجديد قداش إدلل وإتجيب

قالت الممثلة التونسية هند صبري في لقاء لها في إحد الفضائيات العربية عندما وجها لها أحد الحاضرين سؤال عن مدى جرئتها في تمثيل و أخذ أدوار لا أخلاقية مقابل إمتناع الممثلات المصريات عن أخذ تلك الأدوار هل هي جرئة مفرطة ام المصريات أكثر أخلاق من الأجانب كأمثالك : ردت قائلتا :لا ليست مسألة أخلاق ولكن المرأة التونسية عاشت و تعيش في بلد يحميها من موجات التطرف و يخول لها فعل ما يبدو لها دون خوف أو قيد (ربي يخليلك حامي حمى الدين كما يقولوا.) ثم سألها مقدم البرنامج: لو لم تكوني لا ممثلة و لا محامية ماذا تحبين أن تكوني؟ قالت: أريد أن أكون كلب (هي قالت أحنا ما قلنا شيء). هذا حصاد العهد الجديد النكيد. أجيب أنا عن السؤال الأول: قبلت بتلك الأدوار الهابطة لأنها أصلا جلبت من تونس من أجل تلك الأدوار لا غير. الله يهدم من كان السبب. أحمد من تونس رغم الداء والأعداء (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 22 مارس 2007)  


من يسيطر على السواحل التونسية؟

البارجة الامريكية التي ارست على بعد ثمانية كيلومترات من السواحل التونسية وتحديدا من ميناء حلق الواد تعتبر حدثا عاديا اذا علمنا بالاتفاقيات المعلنة وغير معلنة بين الدولتين, لكن الملابسات التي احاطت بها الزيارة والتبريرات التي سيقت  » لم تتمكن بارجة امريكية عملاقة من الرسو فى ميناء /حلق الوادى/ التونسى للتزود بالمؤن لضخامتها واضطرت للبقاء على بعد 8 كيلومترات من الشاطئ » من شأنها ان تطرح عدة تسائلات خاصة ونحن نتحدث عن دولة لديها امكانات هائلة وتتحرك قطعها البحرية ضمن خطط مرسومة وارضية معدة سلفا اذا ليس من المعقول ان نقول ان هذه البارجة اكتشفت وهي على بعد 8 كيلومترات ان ميناء حلق الواد اصغر من ان يحتمل قطعة بطول 150 متر ووزن 7000 طن وهذا لا يحدث حتى في عصر السفن الشراعية حيث تكون هذه الاخيرة محيطة احاطة كاملة بأجواء الاقلاع والابحار والارساء. والأغرب من هذا رواية رحلة الاستطلاع نحو البارجة «سوليفانس» التي قامت بها سفينة تونسية والتي من المفترض ان تكون على اعلى مستوى ليس من اجل الطلبة الاثنى عشر ولا الصحفيين المرافقين لها وانما من اجل طاقم السفارة الامريكية الذي كان على متنها ..والرواية تقول ان السفينة كادت تغرق وتقاذفتها الرياح وبعد صراع مع الامواج دام اكثر من ساعتين رجعت السفينة بصعوبة ولم تتمكن من الالتحام بالبارجة«سوليفانس». لتقريب الصورة نقول بان 90% من قوارب الموت تعبر المتوسط الى الضفة الاخرى بسلام وفي الفصول الاربعة والقوارب غالبا ما تكون عبارة على ألواح عائمة . لا يتطلب منا بذل مجهود كبير لنعلم ان كل ما يحدث هو صراع نفوذ تفاصيله غائبة أومغيبة والصراع بين امريكا واوروبا على المنطقة جليا لا يخفى على احد فقد سبقت البارجة الامريكية الى ميناء بنزرت عدة وفادات غريبة لعل ابرزها الزيارة التي قام بها الأسطول الذي يقوده الأدميرال الإسباني كلاوديو دي لانزوس، والذي يضمّ البارجة الفرنسية « لوار » وكاسحة الألغام الإيطالية « غايتا » والطراد البرتغالي « خواو روبي » وكاسحتي الألغام الإسبانية « دويرو » والفرنسية « تريبارتيت ». ومن المسؤولين التونسيين من قال ان الزيارة تندرج ضمن الصداقة والسلام بين الضفتين ….؟ فأي سلام هذا الذي تربطه البوارج الحربية واي صداقة التي توطد علاقتها كاسحات الألغام؟ (المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 22 مارس 2007)


العفو الجبائي لتمكين المطالبين بالأداء الذين بادروا بالانخراط في جوان 2006 في العفو الجبائي من تسوية وضعيتهم وفق الآجال المحدّدة بالرّزنامة المبرمجة لهم، سيكون موعد 31 مارس الجاري آخر أجل لدفع القسط الرّابع من الديون المتخلّدة بذمتهم لفائدة القباضات المالية والبلدية.

صندوق النهوض بالصادرات

تنتفع سنويا بخدمات صندوق النهوض بالصادرات نحو 450 مؤسسة تنتمي إلى مختلف القطاعات الاقتصادية وتتم متابعة ودراسة أكثر من 1300 ملف تتعلق بكافة تدخلات الصندوق والمتمثلة أساسا في دعم المؤسسات المصدرة ومساعدتها على التعريف بالمنتوج التونسي وإكسابه القدرة التنافسية اللازمة بالأسواق الخارجية. تمويل التكوين في انتظار تسوية بعض النقاط الفنية حظي المشروع الذي تقدم به اتحاد الفلاحين للبنك الإسلامي للتنمية بالموافقة الأولية… ويهم المشروع تنمية قدرات صغار الفلاحين بالمناطق السقوية ودعم تكوينهم. في التسلّل! أوقع مكتب الصندوق الوطني للتأمين على المرض بمنطقة صلامبو بالضاحية الشمالية عددا من منخرطيه في التسلل بعد تغيير مقره مؤّخرا ونقله إلى منطقة خير الدين دون علمهم أو إعلامهم بصفة مباشرة.. فقد تواصل إقبال المضمونين الاجتماعيين على مقر الـ«كنام» القديم لإيداع مطبوعات مصاريف العلاج أو للاستفسار عن بعض ملفاتهم ليجدوا الباب مغلقا.. ممّا جعل الاستياء وخيبة الأمل تسود المسنين والمسنات من المتقاعدين الذين وقعوا في فخ  التسلل بعدما تكبدوه من عناء التنقل من أحياء بعيدة لتكون المفاجأة غير السارة في انتظارهم.. ألم يكن من الأفضل الإعلام بتغيير المحل عبر المراسلات البريدية أو بالسماح لأعوان صندوق التقاعد المجاور للـ«كنام» بتسلم وثائقهم وملفاتهم ولفت نظرهم إلى ضرورة التعامل مستقبلا مع «الصندوق» بمقره الجديد وهذا أضعف الإيمان.

العوامل الطبيعية وتزويد السوق

يتميز آداء السوق من الخضر والغلال وحتى الاسماك في كل فترة تعرف فيها العوامل الجوية تقلبات وامطار بنقص في التزويد وارتفاع في الاسعار… ولئن تبقى هذه العوامل الطبيعية خارجة عن نطاق كل الاطراف المتعاملة مع السوق من حيث تزويده فان الامر بات ملحا لتجاوز هذه الوضعية عبر توفير الانتاج داخل مخازن التبريد للتدخل في هذه الحالات لاستمرارية اداء الاسواق.

المترو الخفيف وسيلة نقل عمومي

يعمد بعض الشبان بين الحين والاخر وخاصة بعد التظاهرات الرياضية الى امتطاء وسائل النقل العمومي من حافلات ومترو خفيف بشكل جماعي ويحولونها الى ساحات للرقص والصياح  والعزف على آلات الايقاع، كما لا يتوانون في مضايقة بقية مستعملي هذه الوسائل بالتطاول عليهم… فهل تتولى مصالح النقل التصدي لهذه المظاهر التي باتت تقلق راحة المسافرين بتخصيص وسائل نقل في هذه المناسبات لهؤلاء الشبان؟

بوابة العدالة الالكترونية

علمنا ان وزارة العدل وحقوق الانسان تنكب خلال هذه الايام على اعداد برنامج اتصالي لبعث بوابة العدالة الالكترونية التي يمكن من خلالها تسهيل مهمة المحامين والاعلاميين وكتبة المحاكم وغيرهم ممن يعملون في الحقل القضائي في الاطلاع والاتصال بكل الدوائر القضائية والمحامين عبر الانترنات ويشار الى ان هذا المجهود الذي يبذل في هذا الاتجاه سوف يساعد بشكل هام على تطوير آداء القطاع القضائي ويسهل مهمة المواطن في قضاء شؤونه القضائية. وينتظر ان يتم الاعلان عن هذه المنظومة في مستهل السنة القضائية القادمة

في مركزيات الحليب ونقاط التجميع

تستعد مركزيات  الحليب المعد للتحويل وكذلك نقاط التجميع خلال هذه الايام للدخول في خطة جديدة باعتماد كراس شروط اعد للغرض وذلك لمزيد تثمين هذه المادة وتطوير اساليب العمل داخل القطاع. ويشار الى أن من بين ما جاء في كراس الشروط اخضاع اسعار هذه المادة الى قيمتها الغذائية عند الانتاج.

التكوين في القطاع السياحي

تمّ مؤخرا الانتهاء من إعداد الدراسات المتعلقة بتعصير المدرستين السياحيتين بنابل وجربة وتقيد مصادر من الجامعة التونسية للنزل أنه سيتم العمل على إدخال نتائجها حيز التطبيق إضافة إلى إنجاز مشروع التجانس والتكامل لمركز التكوين الفندقي بالحمامات كركوان يتم السعي كذلك إلى حث الجهات المسؤولة على إحداث مدرسة سياحية بتونس لتلبية طلب المهنيين.

القسط الرابع من مشروع الوكايل

تتواصل حاليا أشغال إنجاز القسط الرابع من مشروع الوكايل ويذكر أنّ المشروع يهدف في هذه المرحلة إلى إسكان حوالي 175 عائلة تقطن حاليا في 39 بناية مرشحة للهدم بالمدينة العتيقة وستتم عملية إعادة الإسكان في 132 مسكنا بالتقسيم البلدي بالمروج 2 في حين تمّ اختيار 43 عائلة لإعادة إسكانهم بالمدينة العتيقة. تجدر الإشارة كذلك إلى أنّ القسط الرّابع من مشروع الوكايل يتضمن انجاز مجموعة من الوحدات التجارية لتفادي ما سجل في الأقساط الفارطة حين يقدم المتساكنين على تغير جزء من المساكن لاستغلالها في التجارة.

محاضرات في مدينة العلوم

يقدّم السيد فيليب تاكي عضو أكاديمية العلوم بفرنسا في إطار سلسلة اللّقاءات الشهرية لمدينة العلوم بتونس محاضرة حول الديناصورات: تنوعها، حياتها، وموتها وذلك يوم الجمعة 29 مارس الجاري وستكون مشفوعة بعرض شريط علمي حول «بصمة الديناصورات».. وفي يوم السبت 30 مارس الجاري يقدم محاضرة أخرى تحت عنوان التغيرات المناخية.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 مارس 2007)  


رسالة مفتوحة الى الرئيس بن علي بمناسبة عيد استقلال تونس من د.أحمد القديدي

سيدي الرئيس

بعد التحية و التقدير أردت أن أكتب لكم هذه الرسالة و شجعتني على ارسالها الى سيادتكم أسباب كثيرة منها:

حلول ذكرى الاستقلال و ما يعيده هذا العيد للأذهان من معاني الوفاق و فضائل جمع شمل العائلة التونسية الكبيرة و طي الصفحات القديمة من أجل تدشين عهد جديد من دعم التقدم و المناعة و الاستقرار، أعتقد شخصيا أنكم سيدي الرئيس الوحيد الذي يأخذ المبادرة التاريخية في هذا النهج الصحيح

السبب الثاني هو مرور أكثر من عشرين سنة على المنفى الذي أكابده و يكابده لأسباب مختلفة الاف من أبناء تونس و بناتها و أطفالها، ومنه الاضطراري و منه الاختياري، ومن هؤلاء من لم يحاكم قط و ليس بينه و بين السلطة أي اشكال قضائي أو ايديولوجي، أو مر زمن طويل على محاكمة أو شبهات تعرض لها ولم يعد لتلك الرواسب أثر و لا محتوى. و المنفى كما لا يخفاكم محنة قاسية تشكل ضياع عمر أو جزء من عمر و خسران الشعب لطاقة خلاقة تم اجهاضها أو تحويلها الى عدم أو منحها لبلاد أجنبية بالمجان

و أنا شخصيا مررت بتلك المحنة، بعد أن فرضها من سبقكم في الحكم علي و على صديقي محمد مزالي و على العديد من الدستوريين والمعارضين في مرحلة الصراع الشرس على خلافة الزعيم بورقيبة، تلك المرحلة السوداء، حيث أن المناورات الكيدية كانت استهدفتكم أنتم أيضا كما استهدفتنا، و كادت تؤدي ببلادنا الى هاوية الأزمات الأهلية، حتى قمتم بحركة السابع من نوفمبر 1987 فأنجزتم عملا رأينا في ابانه أنه أنقذ البلاد من التهلكة والتردي و انعدام الأمن و أنقذ بورقيبة من نفسه و من بطانة السوء و حفظ له تاريخه المجيد ، وهو ما قلته لكم شخصيا و ما كتبته عديد المرات، لكن كنا نأمل لو أن السابع من نوفمبر طوى صفحات الماضي نهائيا، و جمع حولكم جميع التونسيين في لحظة تاريخية نادرة،انتقلت بالبلاد الى الجمهورية الثانية. 

و كنا أنا و الصديق محمد مزالي أول من بادر بالمساندة لعملكم الصالح فعبرنا على صحيفة الصباح الصادرة مباشرة بعد التحول عن مباركتنا لما أنجزتموه و كتب معنا في نفس الصفحة بعد ساعات من السابع كل من أحمد بن صالح و الطاهر بلخوجة والمازري شقير والمنصف المرزوقي في رمز من رموز الالتفاف حول الوطن والعزم على طي الصفحة القاتمة نهائيا

لكن، و مثلما لم نتوقع فان التصفيات السياسية تواصلت و أوصد باب العودة في وجوهنا و نعتقد أنه أوصد باب الوفاق الوطني الذي كان الرئيس الجديد وكانت تونس في أمس الحاجة اليه بعد سنوات من مناورات أصحاب الحسابات والمصالح ودخول الزعيم بورقيبة في مرحلة متقدمة من العمر. و مازلنا نعتقد بأن حسابات بعض السياسيين الذين منحتهم ثقتك في تلك المرحلة كانت تسعى للانفراد بكم سيدي الرئيس و عدم تأليف القلوب حولكم و استبعاد كل من يشمون فيه رائحة منافستهم فيكم شخصيا خوفا على امتيازاتهم ،الى أن أفصح أولئك عن بعض هذه النوايا في حديث شهير غريب لمجلة جون أفريك ظهر فيه هؤلاء بصورهم على غلاف المجلة كأنهم هم المهندسون الحقيقيون للتحول والواقفون وراء التغيير بلا منازع

و السبب الثالث لهذه الرسالة هو بصراحة شعوري ازاءكم حينما رأيتكم على شاشة القناة التلفزيونية التونسية في موقف انساني عاطفي تلقائي تضمون الى صدركم ابنكم محمد زين العابدين حفظه الله، وهو يلعب بين أحضان والديه، فكانت الخاطرة الأولى الطبيعية التي خامرتني هي أن الأبوة التي تتمتعون بها مع ابنكم لجديرة بأن تجعلكم تفكرون في الاف الأطفال التونسيين المحرومين من تلك الضمة الأبوية و ذلك الحضن الدافىء الحنون منذ هاجر اباؤهم أو سجنوا في مراحل مختلفة من تاريخ تونس الحديث، و لأسباب متنوعة مهما اختلفنا أو اتفقنا مع مبرراتها و دوافعها. وكتب لي الله أن أعرف شخصيا الحرمان من بناتي ايناس و سيرين مدة سبعة أعوام كاملة و من والدتي المرحومة الحاجة السيدة بنت الشاذلي الحداد مدة تسعة أعوام، ومن أحفادي هذه السنوات الأخيرة ومنهم من لم أره قط ولم أحضر حتى زفاف ابنتي في مارس 2006، حين نهشت لحمي حيا تلك الصحف التي أصبح التونسيون يسمونها بصحافة العار، كما فعلت مع محمد كريشان و أحمد نجيب الشابي و نزيهة رجيبة و نايلة شرشور و سهير بلحسن و عشرات من التونسيين، وهي صحافة تدعي أنها تتكلم باسمكم و باسم النظام ! في مأمن من المساءلة القانونية والمحاسبة الأخلاقية، و بلغ التردي باحداها الى أن وصفت بعض نساء تونس بأنهن عاهرات، دون أن يهب صوت من الحزب الدستوري للتنديد بهذا الانحراف الخطير، بعد أن كان هذا الحزب في تاريخه المقاوم للاستعمار قلعة الهوية، و في مراحل بناء الدولة محرك التربية السليمة و منبع القيم الأصيلة. وبعد أن كان الناطقون باسمه هم الذين سبقوني الى رئاسة تحرير صحيفة العمل أي الزعيم بورقيبة نفسه ثم السادة رشيد ادريس والحبيب الشطي و الحبيب بولعراس وصلاح الدين بن حميدة و العربي عبد الرزاق الذين تعلمنا منهم الترفع و سمو الأخلاق و قوة الحجة و خدمة الوطن بالكلمة الصادقة التي لم تنحط الى الاسفاف و هتك الأعراض أبدا منذ تاريخ تأسيس الصحافة الحزبية في 1932. وكنت شخصيا أتمنى بعد أن سمعتكم في خطابكم بمناسبة ذكرى السابع من نوفمبر تنددون بما سميتموه هتك الأعراض في بعض الصحف، أن تأذنوا السيد وكيل الجمهورية بصفتكم رئيس المجلس الأعلى للقضاء بفتح تحقيق لمصلحة العدالة لمعاقبة منتهكي الأعراض حتى و لو لم يرفع الضحايا شكوى عدلية، لأن منتهكي الأعراض يسيؤون للدولة و لكم شخصيا وللحزب الدستوري الذي لا أعتقد أبدا أن من بين مناضليه من يرضى بهذا الهبوط الأخلاقي المناقض لتوجهاتكم والمخالف لمصلحة البلاد

و السبب الرابع لرسالتي المتواضعة هو أنكم كلفتم خلال الشهور الأخيرة بعض المواطنين ممن تثقون فيهم للاتصال ببعض المنفيين، و بالفعل تم ذلك و حصل من أراد منهم على جواز سفره و عاد الى وطنه، ومن بينهم رجال كرماء يعملون في مجالات الطب و الهندسة و الاعلام و الثقافة، يشرفون تونس حتى وهم منقطعون عنها لسنوات طويلة و تشهد لهم مواقفهم بالاعتدال و الوطنية و الأخلاق. وقد غنمت بلادنا عودتهم اليها و كسبت الدولة بمبادرتكم هذه كوادر و كفاءات لم يعد لمنفاها الطويل أي مبرر. و قد تشرفت أنا ذاتي منذ سبعة أعوام بالمشاركة في حل مشكلة صديقي محمد مزالي، و عاد هو أيضا الى بلاده ، وهو ما يحسب لكم،كما تدخلت لفائدة بعض التونسيين عندما كنت في قطر و تفضلتم برفع تلك الالتباسات عنهم حفظكم الله و عادوا الى وطنهم مثل الدكتور كمال بن عمارة أحد أبرز العلماء في مجاله التكنولوجي الدقيق.

و لذلك أدعوكم سيدي الرئيس الى توسيع هذه الارادة الرئاسية حتى تضعوا حدا لمنفى كل من يرغب في خدمة بلاده ولم يعد لوجوده خارج تونس أي معنى، وهم بالمئات موزعون في أغلب بلاد أوروبا و كندا و الخليج و المغرب العربي، غادروا تونس في مرحلة سابقة من تاريخها في القرن الماضي، وتفانوا في تربية أولادهم على حب الوطن. أرجوكم سيدي الرئيس أن تقوموا بحركة تاريخية من أجل طي هذه المرحلة وتدشين مرحلة جديدة و سعيدة من الوفاق و التقدم والمناعة، لتكون بلادنا أقدر على رفع التحديات ومواجهة المخاطر في وحدة صماء رغم تنوع المشارب وفي جبهة وطنية رغم تعدد الحساسيات، لما فيه خير أجيالنا القادمة، حتى يكون المستقبل الوطني في منأى عن الأحقاد الداخلية و بعيدا عن مظاهر العنف والتطرف والانحراف. وسيبقى القانون هو الذي يفرز الغث من السمين والصالح من الطالح، و سيكون هو السد المنيع ضد التجاوزات

ثم ان ما يكتبه أغلب هؤلاء المحرومين من وطنهم للتعبير عن ارائهم لا يختلف في محتواه و صيغه عما يكتبه التونسيون وهم في تونس ، بل بالعكس أرى في مشاركاتهم الاعلامية و في نشاطاتهم الجمعياتية أحيانا ما هو أقل حدة و أكثر اعتدالا من زملائهم العاملين على أرض الوطن! فما الحاجة الى الابقاء على هذه النخبة خارج الوطن حتى و لو فكرت بطريقة مختلفة عنا؟ أليس من الحكمة جمع شمل التونسيين ليعبروا عن ارائهم في مناخ أعلنتم أنتم سيدي الرئيس أنه يتيح الحريات المسؤولة بل و أنكم تستأنسون بكل رأي و تستمعون الى كل نبض.

وأنا أعتقد سيدي الرئيس أنكم وحدكم قادرون اليوم على طي صفحة المساجين باطلاق سراح من تبقى منهم واعادة المنفيين الى بلادهم و اعادة المسرحين الى الحياة الاجتماعية و تمكينهم من الاندماج من جديد في المجتمع، و قد استبشرنا بسماع أصوات عديدة بهذا الشأن مثل صوت السيد برهان بسيس على جريدة الصباح في 20 فيفري،وهو المثقف الذي لا يشك أحد في محبته لكم، وأصوات من داخل الحزب الدستوري و الأحزاب القانونية والمنظمات المهنية و الحقوقية و المنابر الجامعية، و التي تثق كما نثق نحن بأنكم من موقع المسؤولية التاريخية ستواصلون ما أطلقتموه من مبادرات الوفاق و جمع الشمل والانطلاق نحو المستقبل. ثم ان المنفى في فرنسا والخليج أتاح لي فرص التعرف الى عدد كبير من هؤلاء المحرومين من » ريحة البلاد » لسنوات طويلة وأغلبهم ممن تفخر بهم تونس أمثال الصحفي الوطني الدستوري عمر صحابو والدكتور عبد المجيد النجار و الدكتور رؤوف بولعابي والدكتور منذر صفر والدكتور أحمد المناعي و الدكتور خالد الطراولي والدكتور عمر النمري وكذلك نخبة من الشباب المثقف أمثال عبد الوهاب الهاني ابن صديقي المناضل الدستوري النزيه محمد العروسي الهاني و مرسل الكسيبي و محمد بوريقة وعبد الحميد حمدي و عادل الحمدي ونور الدين الخميري والهادي بريك و عبد الباقي خليفة و الحبيب أبو الوليد و الطاهر العبيدي و سامي بن عبد الله و المنجي الفطناسي و محمد الفوراتي و فرحات العبار و ابراهيم قسومة وعشرات من اخوانكم و أبنائكم و مواطنيكم الذين يثقون بأن الدولة الوطنية هي الأم الحاضنة حتى لو اختلفت تقييماتهم و تنوعت حساسياتهم، و بأن تونس في نهاية المطاف هي الملجأ الأمين. و هؤلاء ينتمون الى أطياف سياسية و فكرية متنوعة بتنوع تونس الحقيقي و الذي يعتبر كسبا و ثراء لشعبها، و أنا لا أعرف أكثريتهم سوى من خلال كتاباتهم و تطور مواقفهم و مشاعرهم الوطنية

فأنا أدعوكم بمناسبة عيد الاستقلال سيدي الرئيس الى أخذ الاجراءات الجريئة الكفيلة باعادتهم الى وطنهم . و من بين هذه النخبة من رجع الى وطنه أمثال الدكتور خالد شوكات و الدكتور مختار زغدود، ومن بين من أناشدكم لتسوية وضعه بعد طول المحنة أخر عضو سابق في حكومة بورقيبة ظل الى اليوم خارج البلاد وهو السيد أحمد بنور، بعد عودة جميع السياسيين السابقين ، وهو الأخير الذي تحمل و مسؤوليات حساسة و هامة في عهد الرئيس بورقيبة وظل محروما من وطنه، و أنتم سيدي الرئيس في موقع حامي الوطن وحارس الدستور لا يرضيكم تواصل هذا الوضع غير الطبيعي مع تقادم المشاكل التي أدت الى هذا الوضع ومرور ربع قرن كاف لتغيير العلاقات بين الناس و تضميد جراح ماض قديم لم يعد له أي أثر على الحاضر و لا أي انعكاس على الواقع. لأنكم حين تجمعون شمل عائلتكم التونسية الكبرى انما تعززون الدولة العادلة بالتسامح الذي هو فضيلة الكرام و شيمة الحكام

و أنا أعترف لكم سيدي الرئيس بأن كل من ذكرت أسماءهم لم يطلب مني أحد منهم ذلك و لا يعلم برسالتي اليكم منهم أحد، و لم أفاتح واحدا منهم بمبادرتي و لم أطلب رأيهم لأن ما أقوله هو فقط من وحي الضمير و من موقف شخصي لا يلزم أحدا من هؤلاء و لا يمثل كلاما بالنيابة عن أي واحد منهم ، و لعل الذي دعاني الى ذلك هو ما أعرفه عنكم منذ زمن طويل من استعداد وطني لطي صفحة الماضي و فتح عهد جديد من الوفاق الذي هو درع لتونس

أما السبب الخامس الذي أطلق قلمي لمخاطبتكم فهو القناعة التي حصلت لدى كل من يزور بلادنا بأن التحولات الكبرى في مستوى المعيشة و درجة الوعي و انتشار وسائل الاتصال و العولمة انعكست على شباب تونس بجعله أكثر طموحا للمشاركة في بناء مصير بلاده و أشد حماسا للانخراط في المجتمع المدني، وهو وضع ايجابي لا بد أن نشيد فيه بدوركم الشخصي و دور النخبة المتحملة للمسؤوليات في صيانة استقرار تونس و شمول التقدم لكل الشرائح، وهو أيضا ما يدعو للمزيد من التلاؤم مع التحولات الاجتماعية و الثقافية و التكنولوجية برعاية الدولة للتنوع و التعدد والاختلاف، و لا يمكن لبلادنا أن تواصل هذا النهج القويم الا بقبول الرأي المختلف و عدم ترك الباب مفتوحا لتجريمه و تحريمه ، لأن السياسة كما هي واجب وطني فهي حق دستوري اذا التزمت قواعد احترام القوانين

أما السبب الأخير لرسالتي اليكم فهو شخصي و لكنه يتعلق بتعامل دولة الحق والقانون مع مواطنيها، فأنا سأعود الى بلادي كأي مواطن و أستقر بين أولادي وأحفادي، و لكني فوجئت بأن صندوق التقاعد، بعد اثنين و عشرين عاما من خدمتي في مختلف الادارات التونسية ( من 1964 الى 1986) ، يدفع لي شهريا حوالي 85 دينارا ( ما يعادل خمسين دولار) و قد رفعت قضيتي الى السيد صلاح الدين الشريف الكاتب العام لرئاسة الجمهورية، فراسلني مشكورا عام 2004 ثم لا نتيجة. فهل يعقل أن لا يعرف الصندوق كم سددت و لا أين عملت؟ مع أني كنت عام 1982 مقررا للجنة الشؤون السياسية بالبرلمان و ساهمت من هذا الموقع في سن قانون تقاعد الوزراء و الولاة و أعضاء مجلس النواب، وهم يتمتعون اليوم بفضله بحقوقهم، بينما أعيش أنا بربع الأجر الأدنى المضمون! و أنا واثق من أن الروتين الاداري هو السبب في هذا الخلل، كما أني واثق من أنكم لا ترضونه لرجل عمل في بلاده و ساهم بقسطه المتواضع في مجالاتها الثقافية و البرلمانية و الاعلامية، فأصاب و أخطأ شأن كل من يعمل.

سيدي الرئيس 

أـمنى لكم و لأسرتكم الكريمة و للشعب التونسي المزيد من الخير و الرفاه و الأمان بمناسبة ذكرى الاستقلال، راجيا من الله أن يرعاكم و يرعى وطننا الغالي

و السلام عليكم

أحمد القديدي

عضو مجلس النواب و اللجنة المركزية للحزب الدستوري و  مدير جريدة العمل سابقا

الخميس 22 مارس – آذار 2007

(المصدر: موقع    Tunisia watch  بتاريخ 22 مارس 2007)

الدوحة في 20 مارس 2007

من أبناء تونس بقطر الغراء إلى سيادة زين العابدين بن علي رئيس تونسنا الخضراء

بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين للاستقلال يسعد الجالية التونسية بدولة قطر  ان ترفع الى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي والى كافة افراد الشعب التونسي داخل الوطن وخارجه احر التهاني واطيب الاماني راجية من العلي القدير ان يعيد هذه المناسبة المجيدة على تونس بمزيد من الخير والتقدم والازدهار.

سيادة الرئيس في إطار مواصلة التنديد بعدم التعامل الجدي مع ملف التجاوزات الإدارية والمالية بالمدرسة التونسية بالدوحة وبمحاولات المنظمة التونسية للتربية والاسرة التستر على الفساد المستشري بالمدرسة منذ تعيين المنسق العام والمتصرف المالي  و بعد سلسلة  الشكاوى والمراسلات  التي رفعناها إلى عديد الجهات الرسمية التونسية ولم تجد الآذان الصاغية من قبل رئيس المنظمة حاتم بن عثمان الذي إختار سياسة الهروب إلى الوراء واللجوء إلى أسلوب المغالطة وعدم الجدية في التعامل مع الأزمة القائمة بمدرسة الدوحة مع الرهان على سياسة فرض الأمر الواقع على الجالية التونسية بقطر والإستمرار في الدفاع عن  الإدارة التي تورط في إختيارها، والتستر على تجاوزاتها المفضوحة ..

وبالرغم من كل الذي حصل في الإجتماع الذي جمع الجالية التونسية بقطر بوفد منظمة التربية والأسرة والإجماع الذي جاء على لسان كل الحاضرين المطالبين بكشف التجاوزات ومحاسبة المسؤولين عنها ورفض مشروع مجلس إدارة المدرسة المنصب الذي إختار أعضاءه المنسق العام محل شكاوى الجالية ومصدر الفساد و المشاكل والتوترات التي نعيشعا منذ تعيينه ، بقصد جعله  مجلسا صوريا مجردا من الصلاحيات في حالة قطيعة تامة مع الجالية لا يدافع عن مصالح أبنائها بقدر ما يمثل غطاء و ستارا للفساد والعبث والتجاوزات وهو ما بشرنا به أعضاء وفد المنظمة قبل أن يغيروا رأيهم ويعدوننا بمجلس منتخب في القريب نزولا عند رغبة الأولياء لتهدئتهم وإمتصاص غضبهم . لكن  شيئا من ذلك لن يحدث عدى التمادي في التضليل وتزييف الحقائق للتستر على الفساد ، و بث الإشاعات السخيفة المضحكة والمبكية على حال بعض المسؤولين الذين توقفت عندهم عقارب الساعة عند ما قبل السابع من نوفمبر،المؤمنين بسلاح الترهيب وإلصاق التهم الجاهزة لإسكات الأصوات المخالفة أو الفاضحة للفساد ..

 سيادة الرئيس نحن على يقين تام من رفضكم لكل أشكال الفساد هذه و نقدر سعيكم المستمر للضرب بقبضة من حديد على الأيادي العابثة، وعلى يقين أكثر من إهتمامكم وعنايتكم بأبناء تونس في الخارج من خلال ما توصون به بإستمرار وفي كل مناسبة على ضرورة الإنصات لمشاغلهم والدفاع عن مصالحهم ، ومن هذا المنطلق وبالرغم من عديد المراسلات السابقة ندعوك سيادة الرئيس إلى الإذن بتوجيه عنايتكم الخاصة إلى أبنائكم بدولة قطر الذين هم الآن في أشد الحاجة إلى لفتتكم الكريمة لإفشال حملة الكذب والتضليل التي تسعى من خلالها منظمة التربية والأسرة للتملص من المسؤولية وطمس الحقائق و التستر على الفساد الإداري و المالي الذي قاد المدرسة إلى حافة الإفلاس لولا تدخلات بعض الأولياء وبعض المسؤولين القطريين ..

 طلبنا بسيط ، وبسيط جدا لا يتعدى لجنة نزيهة ومحايدة تلتقينا وتستمع لمشاغلنا وتحقق مع كل الأطراف المعنية بملف المدرسة حتى لا تدفن الحقيقة كما هو مخطط لها ويحصل دائما، ويفلت الفاعل بفعلته وهذا شيء ليس بعزيز على سيادتكم التي عودتنا على مثل هذه المواقف الوطنية الصادقة ..

سيادة الرئيس كنا نأمل في نزاهة وأمانة وفد منظمة التربية والأسرة  الذي إجتمع بنا يوم 22 فيفري 2007  لنقل الصورة الحقيقية عن الأجواء التي تسود علاقة المنسق العام بالجالية من جهة و بالمدرسين من جهة أخرى من خلال نقل جميع المداخلات والآراء بكل أمانة إلى السلط في تونس كما وعدوا . إلا أن ما تلى ذلك  من إجراءات و تصريحات جاء  مخالفا لما وعدوا به وأكدت شكوكنا في نزاهة هذه الجهة التي كان الهدف من زيارتها تغييب الحقائق و التستر على الفساد لا غير ودعم المنسق العام في مواجهة كل الجالية التونسية بقطر لأسباب لم تعد خافية على الجميع هنا، الأمر الذي دعانا إلى مزيد الإصرار على إيصال صوتنا إلى سيادتكم بكل الوسائل والطرق المشروعة .

سيادة الرئيس كنا نأمل في أن تكون زيارة السيد وزير التربية إلى قطر فرصة للقاء بالجالية التونسية بقطر والإنصات لمشاغلها كما جرت العادة سابقا لا سيما في غياب السفارة التونسية بالدوحة ، وأن لا تقتصر زيارته الطويلة التي دامت عدة أيام على اللقاءات الضيقة والتصريحات المستفزة للجالية دفاعا عن إفتقار المنسق العام للمستوى التعليمي والمؤهلات العلمية لإدارة مؤسسة تربوية التي لا يرى ضرورة لها ؟؟؟ معللا عدم إجتماعه بالجالية بما سمعه عنها من قلة نضج و غير ذلك من الأوصاف المحطة من شأننا.

سيادة الرئيس لقد آلمنا كثيرا ما بدر من السيد وزير التربية والتعليم خلال زيارته الأخيرة إلى قطر حيث كان حريا به أن يلتقي بنا وأن يتسع صدره لسماع مشاغلنا قبل أن يطلق تلك الأحكام المسبقة وأن لا يقع  في فخ المغالطة و التضليل خاصة إذا كان المصدر المنسق العام محمد الشعار خبير الكذب والدجل وهذا بشهادة حتى زملائه بالمنظمة وسعادة السادة السفراء السابقين الذين عايشوه أم أن كل الجالية التونسية بقطر  والسفراء السابقين وزملائه بالمنظمة في تونس على خطأ وهو الوحيد الذي على صواب ؟ أم أن في الأمر سرا آخر ؟  

سيادة الرئيس إن الجهود التي تظافرت في السابق لتأسيس المدرسة التونسية بالدوحة لهي أشد إصرارا على التظافر والتوحد للدفاع عن هذا المكسب الهام ، وللتعبير لكم في ذات الوقت عن وفائها الدائم لقيادتكم الرشيدة وسياستكم الحكيمة آملين تدخلكم في القريب العاجل لوضع الأمور في نصابها و إنهاء حالة التوتر و الإحتقان التي تخيم على أجوائنا

وفقكم الله لما فيه الخير و الصلاح و أدامكم عزا و فخرا لكل التونسيين في الداخل و الخارج و كل عام وتونس الخضراء بألف خير و السلام                                                     

 أبناء تونس بدولة قطر

 


 

جدل واسع يحيط بوثيقة « حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين » الصادرة يوم 7 مارس 2007 في تونس عن هيئة 18 أكتوبر

وثيقة التوافق حول المرأة بين الرفـض والـرضا..

الحبيب أبو وليد المكني Benalim17@ yahoo.fr  

      في غمرة السلبيات التي يعاني منها المشهد السياسي في تونس نتيجة لفقدان السلطة القدرة على خلق المبادرات لتمكن الفساد الاقتصادي من دواليب الدولة و أجهزتها و لتردد صاحب القرار في اتخاذ الإجراءات التي من شأنها  أن تخفف من حدة الاحتقان ـ على افتراض أنه ما زال قادرا على ذلك ــ وهو ما جعل البلاد عاجزة عن  مسايرة التحولات الديمقراطية  التي يشهدها العالم عموما و المنطقة المغاربية  خصوصا . و في خضم المؤشرات السلبية التي برزت في صفوف المعارضة التونسية  بسبب بلوغ التباعد في مواقف الأطراف الفاعلة حدا تصعب معه أي صيغة من العمل المشترك  و نجاح السلطة في إغراق المواطن في هموم تلبية حاجاته الاستهلاكية التي لا تنتهي و منعه من الانخراط في الحياة السياسية التي عاد مخاطرة غير مأمونة العواقب … و في وقت كثر فيه التساؤل عن قدرة هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات  على الاستمرار، و الرياح في جلها تهب في غير صالحها  ،جاءت وثيقة  » حقوق المراة و المساواة بين الجنسين  » لتؤكد على أن النخبة التونسية قادرة على تجاوز الخلافات الإيديولوجية و التوافق على صيغ تفاهم قد تبدو في وقت من الأوقات غير ممكنة ، ولعل  جملة الردود التي  نشرت حتى الآن و الصادرة عن مختلف الأطراف تؤكد هذا المعنى و تقيم الدليل على أن هذه الوثيقة قد تناولت قضية مفصلية كان لا بد من الاتفاق حولها حتى نؤسس لعمل مشترك بين  أطراف المعارضة التونسي ، قابل للاستمرار…

ة هذا المقال لا يخوض في مضمون الوثيقة  ليكشف عن التنازلات التي قدمها البعض للبعض الآخر وينتهي إلى تسجيل نقائصها أو خطورتها على التقدمية أو الإسلام كما فعل بعض  الأكارم لأن كاتبه من الذين لا يؤمنون بتحقيق المطلق في المجال السياسي  و لكنه بعد أن تأكد لديه أن تغيير موازين القوى في البلاد لا يمكن أن بحدث دون توافق بين قوى الاعتدال الإسلامية و الوطنية يسمح بتوظيف الجهود التي تبدو قليلة اليوم و لكنها ستنمو بما يكفي لتحقيق الهدف مع تزايد وضوح المواقف و تأكد المصداقية و اتساع القواسم المشتركة في مقابل تآكل مصداقية قوى الاستبداد و اكتساب المواطن القدرة على التحدي و مغالبة أساليب الإرهاب و التخويف و التهميش  … عدل معاييره التي يحكم بها على أعمال الناس على أساس ما يخدم هذه الأغراض أو يعاكسها وهو يجد  أن هذه الوثيقة تشكل لبنة هامة على طريق التوافق  و خطوة إلى الأمام  نحو تحقيق المزيد من التفاهم في القضايا الأخرى التي تحتاج إلى الحوار بشرط أن لا تتحول هذه الهيئة إلى منتدى للحوار، ولكنها تبقى دائما هيكلا لـتأطير نضالات الشعب ،و جهة معبرة عن الحقيقة في زمن انتشار الشعارات الزائفة ،و ممثلة لتطلعات الجماهير التونسية في تحقيق التغيير الديمقراطي الحقيقي في زمن تأخرت فيه بلادهم حتى على المستوى الإفريقي في مجال الحريات الفردية والسياسية ….

    و بعض هذا المقال هو مناقشة هادئة لما جاء من ردود على هذه الوثيقة يقدرها الكاتب حق قدرها و يحاول أن يرجعها إلى  أبوابها لعله يبين السبب الذي جعلها تجرد هذا البيان الوثيقة من بعض أهميته و تنتهي إلى الاعتقاد بأنه بعبر عن توافق هش لن يلبث أن ينفض جمعه أو أنه يفتقر إلى الدراسات المعمقة التي من شأنها أن تجعله وثيقة صالحة لحكم مستقبل البلاد ، أذكر من  هؤلاء السادة الكرام الدكتور عبد المجيد  النجار و الطاهر بن حسين و عبد الحميد العداسي و  الهادي بريك…

  و المتابع لجملة التعقيبات على الوثيقة سيلاحظ أن الذين يقدمون الحقل الثقافي و الأيديولوجي جاءت تقييماتهم تميل إلى السلبية وفي المقابل ستأتي المقاربات السياسية جد متفائلة ..

1 ـــ المقاربة السياسية هي المقاربة المطلوبة في هذا الظرف

   خير من وجدته يعبر عن هذه المقاربة الأستاذ مجمد نجيب الشابي الذي تناول البيان الوثيقة من زاوية سياسية بحتة  فجاءت مقالته مشبعة بالتفاؤل تحاجج الخصوم و تضع النص المتوافق عليه في صيرورته التاريخية ، ليعلم الناس أن الأمر يتعلق بوصول الموقعين إلى أرضية مشتركة هي حصيلة تطورات في المواقف يمكن متابعتها على مستوى كل طرف وهي تعبر عما وصل إليه الجميع من نضج سياسي ، كما أنها حصيلة حوار معمق انتهى إلى ما انتهى إليه من  توافق حول جملة من المبادئ الأساسية التي لا بد من أن تؤسس لعمل نضالي مشترك فيه من التضحيات أكثر مما فيه من المغانم , ثم بين أن الاتجاه هو نحو إكمال صياغة العهد الديمقراطي،فعلى إثر البيان حول حقوق المرأة و المساواة بين الجنسين سينكب الشركاء في هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات على قضايا لا تقل أهمية وهي  :

ــ حرية الضمير و المعتقد

ــ الحرمة الجسدية

ــ علاقة الدين بالدولة في مجتمع إسلامي

     و ما دام الحديث يكتسي طابعا سياسيا و في تونس بالذات ، فلا بد أن يتطرق إلى أن الوثيقة « هي لبنه أولى في بناء إجماع ديمقراطي يتوافق عليه المجتمع التونسي بكل تياراته الفكرية و قواه السياسية « 

 كما حرص الأستاذ الشابي على التأكيد على الديمقراطية التي تتحدث عنها هيئة 18 أكتوبر  » ليست آلية فقط للحسم فيمن يصل إلى الحكم و يملك سلطة اتخاذ القرار بل هي آلية لإدارة شؤون مجتمع حديث قوامه حرية الفرد في المعتقد و الضمير و في التفكير و التعبير و المساواة بين المواطنين دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين  » وهو مفهوم عبر عنه بوضوح الأستاذ المهندس علي العريض أحد ممثلي الإسلاميين في الهيئة في الحوار الذي أجرار معه السيد الطاهر بن حسين وبثته قناة الحوار التونسي يومي 11 و 18 مارس 2007م ,

    و بما أن خصوم الهيئة  من داخل السلطة أو من خارجها يظنون أن المشكلة في تواجد من يمثل الإسلاميين في الهيئة فقد جاءت ردود الشابي صريحة و حادة « واليوم وبعد أن أثبتت الهيئة ببيانها حول الجنسين بأن تلك التخوفات لم تكن في طريقها فإن المتحفظين حيالها لا يملكون سوى الانقسام إلى فريقين: فريق أول يأخذ البيان مأخذ الجد ويطور نظرته إلى الهيئة وبرنامجها في الاتجاه الإيجابي، وفريق ثان يستمر في التشكيك في مدى تعبير الوثيقة عن « قناعات الإسلاميين الحقيقية » ورميهم « بالازدواجية في الخطاب » والتشكيك في جدية القوى المتحالفة معهم والطعن في أهدافها ونعتها بالسياسوية وتعريض الديمقراطية إلى الخطر بإعادة البعبع الإسلامي إلى المشهد السياسي التونسي. لكن هذا الجحود سوف يعرض أصحابه إلى مزيد من العزلة السياسية والغربة عن تطورات الواقع التي تظهر في تركيا وفلسطين وربما في بلدان أخرى بأن كثيرا من المياه جرت تحت الجسور منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي في اتجاه إجماع ديمقراطي جديد يعمق مكتسبات الحداثة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية « …

    وفي رأيي لا شك أن هذه التخوفات ستستمر ليس لأنها مبررة فقط بتردد بعض الإسلاميين في تبني الديمقراطية كآلية لإدارة مجتمع حديث وجملة من القيم في مجال احترام حقوق الإنسان و منهج للتداول على الحكم ومنظومة قوانين منبثقة عن الهيئة البرلمانية و ليست مفروضة بحكم الدين أو العرف و الهوية مهما كانت المسوغات .و لكنها أيضا بسبب إعتمادها من قبل السلطة و أذنابها كأداة مجدية لتقسيم المعارضة و تأبيد حالة انخرام التوازن السياسي لصالحها ,

2 ــ المقاربة الثقافية يبدو أنها في غير محلها …

   يعبر عن هذه المقاربة في أحسن صورها الدكتور عبد المجيد النجار الذي كتب مقالا طالعته له على صفحات تونس نيوز و الحوار نت بعنوان « حوار هادئ مع هيئة 18 أكتوبر » كان واضحا فيه التركيز على الهم الثقافي لصاحبه وهو عنده مقدم عن المقاربات السياسية التي يبحث أصحابها عما يجمع لبناء القوة التي سيغالبون بها الخصوم السياسيين و لا يهمهم كثيرا نقاء الأفكار ووفاءها لجوهر النصوص المرجعية وضعية كانت أو دينية ، ومعلوم أن  المجتمع الحديث فيه متسع لتعايش  الخلافات  الثقافية أكثر بكثير من تعايش الخلافات السياسية التي لا بد أن تحسم في أسرع وقت ممكن بالآليات الديمقراطية لفائدة طرف أو تحالف أطراف حتى يتخذ القرار المناسب و في آجاله المناسبة كي لا ينعكس ذلك سلبا على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و العسكرية ….

     البعد الثقافي بيّن في المقال من خلال تعدد كلمة الثقافة ومشتقاتها  مثال ذلك … العائلات الثقافية والسياسية ، سبق الثقافي على السياسي ، المكونات الثقافية و السياسية ، ثقافة متينة ، قناعاتها الثقافية والأيديولوجية ، قضايا مشابهة ذات طابع فكري ثقافي عقائدي …

واضح أسبقية الثقافي على السياسي في فكر النجار وأنا لا أجادله في قناعاته ولكني ألفت انتباهه إلى كونه قد تناول نصا سياسيا بامتياز فسلط عليه أدوات التقييم الثقافية و الدينية وبالتالي فلا عجب أن يأتي تقييمه سلبيا …  » وهي قضايا ذات طابع سياسي ولكنها في ذات الوقت ذات أبعاد فكرية ثقافية وذلك باعتبار أن القضايا السياسية من هذا النوع هي التي تؤطر مجمل العلاقات و التفاعلات بين الأطراف الاجتماعية المختلفة و كل ما عداها إنما يتم في إطارها و تحت إشرافها « 

و ليس غريبا أن يقدم مثقف مثل الدكتور النجار الثقافي على السياسي فينادي بأن تسبق التسويات الفكرية والثقافية  المواثيق السياسية ولكن لو أخذ بذلك في تونس مثلا فلا أظن أننا يمكن أن نتفق يوما على رؤية فكرية تصلح أن تكون أرضية للعمل المشترك بين فصائل المعارضة الوطنية و الإسلامية … و لن يفهم كما تبين التجارب السابقة من الـتأكيد على الهوية باعتبارها أولوية الأولوياتن أن يأتي تقييمهأ و ضرورة الاتفاق على أن المرجعية الإسلامية هي المرجعية المؤطرة  إلا محاولة الطرف الإسلامي فرض وجهة نظره على شركائه وهو ما لا يخدم إلا نظام الاستبداد الذي سيسهل عليه بث التفرقة و التشكيك في قدرة مكونات هيئة 18 أكتوبر على صياغة العهد الديمقراطي ..

و لست في حاجة إلى التعليق على مآخذ الدكتور النجار على ما جاء في الوثيقة من ثناء على مجلة الأحوال الشخصية واعتبار ذلك عملا متسرعا لم يأتي على أساس دراسات معمقة تبين مسؤولية هذه المجلة في ارتفاع نسبة الطلاق في البلاد ونشر « ثقافة إزدراء الأمومة » وواجب تربية الأجيال لأنه كلام يمكن الرد عليه يطرق مختلفة قد تنفي المسؤولية عن المجلة و تحملها إلى التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي نشهدها المجتمعات البشرية في هذا العصر و منها المجتمع التونسي و ما أدرانا بالنسبة الحقيقية للطلاق لعهد ما قبل الاستقلال !؟ .و من الطبيعي أن يكون لكل إصلاح آثار جانية سلبية بمكن تفاديها بإجراءات تكميلية ….

لا بد للإسلاميين أن يدركوا حساسية النخبة التونسية لما يصدر عنهم من تحاليل و مواقف فهي في الغالب تؤول في الاتجاه السلبي إذا كان الموضوع حقوق إنسان و ديمقراطية و دولة مدنية حديثة و المقصود هنا خاصة   السياسيون منهم  ،  فهؤلاء لا بد أن يحترموا حق شركائهم  في أن يكون لهم مفهومهم الخاص لمبدأ احترام الهوية العربية الإسلامية للبلاد و تصورهم الخاص عن الإسلام و لا يصادرون هذا الحق باسم الاختصاص في تأويل نصوص الدين و تشريعاته أو غير ذلك من المسوغات…

 و معروف أن القوم يتوزعون على ثلاث فرق :

أ ـــ فريق يرى أنه لا ينبغي أن يعمل بالإسلام في الشأن العام إلا ما طابق نصا وروحا قيم العصر وهي في الجملة قيم غربية و يبقى الدين شأنا شخصيا و هؤلاء منهم المسلمون و منهم اللاأدريون

ب ــ فريق يعتمد تصورا للإسلام يحصره في الجوانب التربوية و العقائدية و برى أن الشريعة فيه جاءت لعصر غير عصرنا و بالتالي فنحن أحرار في أخذ ما يناسبنا منها و ترك ما رأيناه غير مناسب ، حسبنا فقط مراعاة المقاصد الكبرى التي تجتمع عليها مختلف الديانات حتى نكون أوفياء لهويتها العربية الإسلامية ….

ج ــ فريق ثالث صار يعبر اليوم عن احترامه لهوية البلاد الثقافية العربية الإسلامية ولكنه يحتفظ بحقه في حرية المعتقد بما يعني الحق في الإلحاد و حرية التعبير عنه و هؤلاء من حقهم على الإسلاميين أن يحترم رأيهم و يقدم لهم من الضمانات ما يحفظ لهم حقوق المواطنة كاملة ….

    و  قد ألمح إلى هذا الأمر الدكتور النجار عندما تعرض لحدود الحرية باعتباره » يمثل مكمنا للشياطين و يجدر للشركاء أن يكشفوا عنه بالحوار لتكون الشراكة على كلمة سواء » و كان بودي أن يكون الدكتور النجار قد توسع في هذا الأمر بما يُجمل رأيه في الموضوع ولكنها عادة الأستاذ الكريم في طرح القضايا الجوهرية دوم تقديم رؤيته الخاصة التي ينتظر أن تمثل الرؤية  الصادرة عن جهة متخصصة يمكن أن يتأسس حولها الحوار المنشود …

 و في الختام أرجو أن يكون مفهوما للقارئ الكريم أن القصد من المقال هو التأكيد على أن هيئة 18 أكتوبر ليس من شأنها التوافق على الرؤى الفكرية و التقريب بين الأيديولوجيات و لكنها هيئة سياسية تبحث عن أسباب القوة السياسية التي تؤهلها لمنازلة الظلم و الطغيان و إن الحوار الذي يدور بين مكوناتها يجسد الحوار الذي لا بد أن يجري بين مكونات النخبة التونسية للوصول إلى توقيع العهد الديمقراطي الذي سيسمح للمعارضة الإسلامية و الوطنية بالتوحد ، لمواجهة تحديات النضال ضد الاستبداد من أجل اكتساب حقوق المواطنة أولا قبل الحديث عن التداول على السلطة … 


 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

كتاب مفتوح إلى أبناء الحركة الإسلامية

الذّين قبلوا وثيقة 18 أكتوبر حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين

الحمد لله القائل في كتابه العزيز: { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} (الأعراف)، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: « الدّينُ النّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِم«  (رواه مسلم في صحيحه عن تميم الداري).

الإخوة الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، فهذا كتابي إليكم تعقيبا على الوثيقة المسماة بـ »إعلان هيئة 18 أكتوبر

(1) للحقوق والحريات حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين »، الصادرة بتاريخ 08\03\2007م. (2)

الإخوة الكرام،

لقد وجهت إليكم هذا الكتاب ولم أوجهه إلى أحد سواكم إيمانا مني بأنّ الحديث مع الكفار من علمانيين وشيوعيين لا يجب أن ينصبّ على الفروع إنما يجب أن ينصبّ على الأصل الذي بنيت عليه الفروع، ألا وهو الإيمان بالله عزّ وجلّ خالقا ومدبّرا، حاكما ومشرّعا، والإيمان برسالة الإسلام عقيدة ونظاما. وقد قيل في الأمثال: إذا صح الاعتقاد بطل الانتقاد. ذلك أنّ العلمانيين والشيوعيين، كما تعلمون، لا يؤمنون بالإسلام عقيدة تنبثق عنها أنظمة تسيّر الحياة والمجتمع والدولة، وأما أنتم فتؤمنون بالإسلام عقيدة وشريعة صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان. قال تعالى:

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة3). وقال صلى الله عليه وسلم: « قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك«  (رواه أحمد في المسند عن العرباض).

وعليه، فإني آمل إذا نظرتم في كتابي هذا أن يعينكم على مراجعة الحقّ، « فإنّ الحقّ – كما قال عمر لأبي موسى – قديم، وإن الحقّ لا يبطله شيء، ومراجعة الحقّ خير من التمادي في الباطل ».

الإخوة الكرام،

قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140)} (النساء).

فبالله عليكم، كيف تقبلون مشاركة الكفار في أمر دبّر على غير أساس الإسلام، وجعلت مرجعيته غير الكتاب والسنة، ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (

متفق عليه من حديث عائشة).

وكيف تقبلون بهذا الحلف، ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: « لا حلف في الإسلام » (رواه مسلم عن جبير بن مطعم). قال النووي (في شرحه على مسلم): « المراد به حلف التوارث والحلف على ما منع الشرع منه ». فإن قلتم: ولكن الحديث أقرّ الحلف، فقال صلى الله عليه وسلم: « وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة« . قلت: آخر الحديث لا يناقض أوله، لذلك قال أهل العلم في شرحه: « وأما المؤاخاة في الإسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصر في الدّين والتعاون على البر والتقوى وإقامة الحقّ فهذا باق لم ينسخ ». فالضابط لهذا الأمر هو الشرع، فما وافق الشرع أجزناه، وما ناقض الشرع وخالفه أبطلناه.

الإخوة الكرام،

إنّ هذه الوثيقة باطلة، لا يجوز القبول بها وإقرار ما جاء فيها، وإليكم بعض أوجه بطلانها ومناقضتها للإسلام:

1.

من المعلوم من الدين بالضرورة أنّ المسلم ملزم بإتباع الكتاب والسنة، وبالتقيد في أفعاله وأقواله بالأحكام الشرعية المستنبطة من الأدلة الشرعية. وبعبارة أخرى، فإن المصدر الذي ألزم المسلم باستمداد أحكام أفعاله وأقواله منه هو الشرع أي الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من أدلة معتبرة، ولا يجوز لمسلم أن يحكّم غير هذا المصدر في أفعاله وأقواله، ولا يجوز له أن يجعل غير هذا المصدر أساسا تنبثق عنه الأحكام وتبنى عليه الآراء. قال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)} (النساء). وأمّا هذه الوثيقة فهي لم تجعل الشرع مصدر استمداد الأحكام، إنما جعلت القوانين الوضعية والمواثيق الدولية أساس ما تضمنته من أحكام وآراء، فكيف يقول بها مسلم والله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60)} (النساء).

2.

إنّ الوثيقة تعلن صراحة الالتزام بما جاء في مجلة الأحوال الشخصية، وتعتبر ما ورد فيها مكاسب. وقد كانت مجلة الأحوال الشخصية – كما قال الشيخ محمد الهادي زمزمي– « الرصاصة الأولى التي وجهها بورقيبة للشريعة الإسلامية، وكانت إيذانا بحرب طويلة الأمد لن تضع أوزارها حتى تأتي من الدين على الأخضر واليابس ».(3) وقد كان من مقاصدها – كما قال الشيخ زمزمي–:

– مصادمة الشرع الإسلامي بتقرير نصوص قانونية مخالفة للشريعة.

– التبجح بتحقيقه مساواة المرأة بالرجل بما يوهم وقوع حيف من الإسلام عليها.

– الطعن في صلوحية الشرع الإسلامي للحكم بما يبرر استبعاده والتخلص منه.

– إخضاع الأسرة التونسية تدريجيا للقانون الوضعي لئلا يبقى للشريعة نفوذ في المجتمع التونسي لا على الأفراد ولا على الجماعة.

– إعادة صوغ الأسرة التونسية – ومن ثمّ المجتمع التونسي – على النمط الغربي.

– ضرب الهوية الإسلامية للمجتمع والأسرة التونسية.(4)

فهل يتخذ « من هذا الكنّش المختلق – كما قال الشيخ زمزمي– كتابا مقدسا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » مع ما فيه من أحكام « صادمت بها الحكومة التونسية الشريعة الإسلامية وصدفت عنها ».(5) وهل تعتبر المخالفة الصريحة للإسلام التي تضمنتها المجلة مكاسب يفتخر بها ويدافع عنها؟

وقد يقول قائل: « نحن اعتبرناها من الاجتهاد في إطار المنظومة الإسلامية »، أو يقول: « يتحمّل الفقه الإسلامي الذي هو مرجعيتنا كل هذه الآراء، إن لم يكن في الراجح ففي المرجوح. لا تجد رأيا من هذه الآراء إلاّ وله سند في الفقه الإسلامي ».(6)

والجواب على هذا من أوجه ثلاثة:

أولها

، أنّ الاجتهاد هو بذل الجهد للوصول إلى الحكم الشرعي من دليل تفصيلي من الأدلة الشرعية. ومجلة الأحوال الشخصية ليست اجتهادا بهذا المعنى، إنما هي ملفّقة من أقوال مختلفة المرجع؛ إذ زعم من أنشأها أنها مأخوذة من آراء في المذهب المالكي والحنفي. لذلك، فالأصل أن لا توصف هذه المجلة بأنها اجتهاد، إنما توصف بأنها تلفيق.

ثانيها

، أنّ الدعوة إلى النهوض بالأمة، والرفع من مستواها الفكري، بفتح باب الاجتهاد ومحاكمة التراث – كما يقولون – ونخل الفقه الإسلامي، مسألة لا تتحقّق بالتلفيق بين المذاهب، ولا تتأتى بترجيح المرجوح على الراجح. فهذه المسألة تحتاج إلى من امتلك أدوات الاجتهاد، فأعمل النظر في الأدلة الشرعية، ورجّح الأقوى منها دليلا على الضعيف. وأما النظر في أقوال الفقهاء والأخذ بقول أحدهم مع العلم بضعفه، فهذا ليس اجتهادا ولا يحقّق نهضة، بل هو من باب الهوى وإتباع ما تشتهيه الأنفس، وهو من مظاهر الانحطاط وفساد العقلية التشريعية. وقد كان حريا بمن يدعو إلى النهضة، ويرفع شعار الإصلاح والحداثة، أن يعمد إلى نصوص الشرع فيستنبط منها الأحكام الشرعية الصحيحة وفق منهجية اجتهادية صحيحة، أما أن يقرّ هذا المصلح الحداثي برجعية الفقه وعدم تطوره ووجوب نخله، ثم يعمد إلى مجلة بنيت على التلفيق، فيعتبرها اجتهادا، فهذا والله هو العجب العجاب

.

ثالثها

، أنّ المجلة صدرت في عهد بورقيبة، وكان متحمسا لها، مفاخرا بها، مستعدا للبطش بكل من يعارضها. وبورقيبة – كما قال الأستاذ راشد الغنوشي- « كان ملحدا همش الإسلام واعتبره عقبة في طريق تقدم تونس وتحضرها ».(7) فهل يقال إذن عن مجلة بورقيبة إنها اجتهاد في إطار المنظومة الإسلامية، أو هل يقال إنها حققت مكاسب هامة للمرأة التونسية؟

3.

تضمنت الوثيقة أحكاما مناقضة للشرع، منها:

1. اعتبار منع تعدد الزوجات من المكاسب. وفي هذا مخالفة صريحة للآية الكريمة القائلة: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} (النساء3).

أما قول من قال: « وتعدد الزوجات فيه آراء مختلفة، وعندنا قاعدة شرعية تقول إنّ الحاكم له أن يقيّد المباح، وإذا أباح الدين شيئا من الأشياء ورأى الحاكم أنّ من المصلحة تقييد ذلك ببعض القيود بزمن معيّن أو بشرط معيّن فمسموح له ذلك ».

(8) فباطل لما يلي:

أولا:

إنّ تقييد الحاكم المباح بالمنع أو الإلزام هو فقط فيما جعل للإمام حقّ التصرّف فيه بسياسته واجتهاده، كالتنظيمات الإدارية المتعلقة بالمؤسسات، وكالشؤون المتعلقة بالجيش، أو كإلزام موظفي الدولة بأوقات معينة وأعمال مخصوصة، أو كتنظيم المرافق والأموال العامة، أو كتحديد أساليب ووسائل معيّنة لتنفيذ ما أنيط بالدولة من واجبات كجمع الزكاة وتوزيعها وغير ذلك، أما بقية الأحكام المتعلقة بالناس فلا دخل للإمام فيها ولا يحقّ له تقييدها أو تعطيلها؛ لأنها ليست داخلة ضمن حدود صلاحيته، وليست مما أعطاه الشرع حقّ التصرّف فيها أو النظر، فلا يحقّ للإمام أن يلزم الفرد بشرب القهوة دون الشاي، أو بزواج فلانة دون علانة أو غير ذلك. ومسألة الزواج مسألة لا تخضع لمجال تقدير الإمام ورعايته، إنما هي تتعلّق بالفرد، إن شاء عدّد وإن شاء اكتفى بواحدة. ولو أجزنا للإمام التدخل في هذا الشأن، لأجزنا له التدخل في غير ذلك من الشؤون الفردية. فالله عزّ وجلّ يقول: {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ}(المائدة88)، فهل يحوز للإمام أن يتدخل في شأن الفرد فيلزمه بنوع من الأكل ويمنع عليه آخر؟ إن هذا مما لا يحوز باتفاق؛ لأنّ الله لم يأذن للإمام بذلك، وترك هذا الشأن للفرد.

ثانيا:

ليس للإمام أن يمنع جنس المباح بل له فقط أن يمنع الفرد من أفراد المباح. ذلك أن جنس الإباحة ثبت بالدليل الشرعي وأقرّه الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِن رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} (يونس59). ومنع تعدد الزوجات مطلقا، وتجريم فاعله، هو من باب منع جنس المباح، وهذا لا يجوز للإمام ولا لغير الإمام.

ثالثا:

إن هذه القاعدة تنطبق على الحاكم المسلم الذي يحكّم الشرع ويضعه موضع التنفيذ في الدولة والمجتمع والحياة ككل، فأين هذا الحاكم الذي يحكم بالشرع فيحقّ له ما أعطاه له الشرع؟ وإذا كان الحاكم نفسه يفصل بين الدين والدولة، ولا يلتزم بأحكام الشرع، فأنّى لنا نحن أن نبرر سلوكه غير الشرعي بضوابط الشرع وقواعد الشريعة؟

2.

جعل الطلاق بيد الحاكم، مع أنّ الطلاق – كما قال الشيخ زمزمي- « من المسائل الشخصية الخاصة بالأزواج إذ الأصل أن الطلاق بيد الزوج فهو الذي يملك حق تطليق زوجته كما نص على ذلك الحديث الشريف « إنما الطلاق لمن أخذ بالساق » [قلت: أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس]… غير أن القانون التونسي قد جرّد الرجال من هذا الحق الشرعي ووضعه بيد الحكام يتصرفون فيه تصرفا مجحفا بحق الرجال والنساء على سواء ».(9)

3. اعتبرتم « المرأة أهلا لتزويج نفسها دون ولاية من أحد ». أقول: كيف يكون هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل، باطل، باطل » (رواه أبو داود عن عائشة). فإن قلتم: أجزنا هذا عملا برأي لأبي حنيفة النعمان. قلت: ماذا يقول أبو حنيفة في امرأة زوجت نفسها من غير كفء، أو في امرأة زوجت نفسها من كافر؟ وماذا تقولون أنتم في هذا؟

4.

تجويز الاختلاط بين الجنسين، حيث ورد في الوثيقة كمكسب من المكاسب: « وعمّت المدارس المختلطة للبينين والبنات وبذلك زالت مظاهر التمييز بين الجنسين في مستوى التعليم ». وفي هذا مخالفة صريحة للأصل الذي أقره الإسلام، وهو الفصل بين الرجال والنساء. عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق« . فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. (رواه أبو داود في السنن: « باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق »، والطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب). وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم. قال [أي الزهري]: نرى -والله أعلم- أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال » (رواه البخاري في صحيحه). قال الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله: « وتحريم  الدين لاختلاط الجنسين… معروف لدى عامة المسلمين، كما عرفه الخاصة من علمائهم، وأدلة المنع واردة في الكتاب والسنّة وسيرة السلف الذين عرفوا لباب الدين، وكانوا على بصيرة من حكمته السامية ».(10)

5. تضمنت الوثيقة التنصيص على « مواصلة الحوار بروح وطنية بناءة حول القضايا الخلافية العالقة مثل مسألة المساواة في الإرث ». فماذا يعني هذا الكلام، هل يخضع النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة، {يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} (النساء11)، للحوار الذي يعني تقديم التنازلات خدمة لمصلحة الوطن؟ إنني أحذركم من هذا، فالله سبحانه وتعالى بيّن الفروض، ثم قال بعدها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)} (النساء). فالحذر، الحذر من وضع حدود الله على مائدة الحوار، فمن قبل الحوار فيها، قبل التنازل عنها.

وإني لأخشى أن يقع هذا التنازل، خصوصا وقد تعهدت الوثيقة « بالعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين »، ونصت على وجوب « التنصيص على مبدأ المساواة بين الجنسين بصفة صريحة في الدستور وفي مختلف القوانين التونسية وتخليصها من كل لبس وتنقيح أو إلغاء كل القوانين التي تتضمّن أيّ شكل من أشكال التمييز ضد المرأة بما يحقق مساواتها الكاملة مع الرجل ». وقد استغلّ حمّة الهمامي الماركسي هذه النقطة فقال: « يقرّ بعض رموز التيار الإسلامي، التاريخيين على غرار الشيخ حسن البنا، بوجود اللامساواة في الإرث في الإسلام، ولكنه لا يرى في هذه اللامساواة مسا بحقوق المرأة، بل يعتبرها من باب « العدل » لأن الرجل تعود إليه مسؤولية الإنفاق على العائلة (أي القوامة) فاللامساواة بالنسبة إليه ليست دائما مظلمة كما أن المساواة ليست دائما مؤشرا للعدل. وهو ما نخالفه فيه الرأي، فاللامساواة، عندما يتعلّق الأمر بالحقوق الإنسانية، هي في كل الظروف منافية للعدل. ففي المجال الذي نتحدّث عنه وهو الإرث، فكون المرأة كانت عند مجيء الإسلام مهمّشة وتابعة والرجل « قوَّام عليها » وعلى العائلة هو أمر ليس للمرأة فيه مسؤولية وليس مرتبطا بـ »خواص عقلية وجسدية متأصلة فيها »، بل مرتبطا بالموقع الذي فُرض عليها في العلاقات الاجتماعية وحرمها من تحمل مسؤوليتها كاملة في العائلة والمجتمع، فالذنب إذن هو ذنب « التاريخ » إن شئنا وليس ذنبها. وليس أدل على ذلك من أنه لمّا خرج النساء إلى الحياة العامة وتعلّمن واشتغلن وتحمّلن المسؤوليات أظهرن أنهن يتمتعن بنفس المؤهلات الإنسانية التي يتمتع بها الرجال. ثمّ وإذا اعتبرنا جدلا أن عدم منح المرأة نصيبا متساويا لنصيب الرجل كان إجراء « عادلا » باعتبار تحمل الرجل مسؤولية الإنفاق على العائلة، أفلا يصبح منافيا للعدل، مواصلة تطبيق نفس القاعدة في زمن أصبحت فيه المرأة تشارك الرجل في الإنفاق على العائلة وفي تنمية الثروة العامة للمجتمع، بل أليس من العدل اليوم التسوية في الإرث بينهما؟ ومهما يكن من أمر فإن هدفنا من كل هذا هو تأكيد أن العدل ينبغي أن يخدم المساواة لا أن يبرر اللامساواة التي هي في كل الحالات انتهاك لإنسانية المرأة ».

(11) ويؤسفني أن أقول: إن حجته، رغم أنه على باطل، أقوى من حجتكم، رغم أنكم على حقّ؛ لأنه ألزمكم بما ألزمتم به أنفسكم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

6. اعتبرت الوثيقة « مسألة الحجاب قضية تتعلق بالحرية الذاتية لا يحق لأي كان التدخل فيها بالمنع أو الإلزام عن طريق الإكراه ». وهذا باطل من وجوه:

أولها:

أنّ الحجاب لا يتعلق بالحرّية الذاتية، ولم تخير فيه المرأة بل ألزمت بلبسه؛ إذ أوجب اللّه سبحانه وتعالى على المرأة أن يكون لها جلباب تلبسه فوق ثيابها حين تخرج إلى الحياة العامة كالأسواق والطريق العام, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} (الأحزاب). وفي صحيح مسلم عن أم عطية قالت: « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخـدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: لتلبسها أختها من جلبابها« . وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ… (31)} (النّور)، وهذا يدلّ بشكل قاطع أنّ الواجب على المرأة المسلمة أن تغطّي رأسها, وأن تجعل جزءا من الخمار يغطي العنق وفتحة الصّدر. وعليه، فإنّ « الحجاب » واجب على المرأة تأثم إذا تخلت عنه وخرجت إلى الحياة العامة بدونه. فكيف يقال بعدها إنّ « الحجاب » حرية شخصية، تمتلك المرأة الحقّ في لبسه أو عدم لبسه؟

ثانيها:

ماذا تقولون في رجل أمر زوجته بلبس « الحجاب » فامتنعت، فقال لها: « لا تخرجي من البيت إلا إذا لبست « الحجاب »؟ هل يعدّ هذا من باب الإكراه أم لا؟

نعم، يعدّ عندكم من مظاهر الإكراه، وحكمكم في هذه المسألة، أن لا حقّ للرجل في هذا. وأما حكم الشرع، فللرجل الحقّ في هذا؛ لأن طاعة المرأة لزوجها فرض عين ما لم يؤمرها بمعصية. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها » (

رواه الترمذي). وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون » (رواه الترمذي).

ثالثها:

ماذا تقولون في أب أمر ابنته بلبس « الحجاب » فامتنعت، فقال لها: « لا تخرجي من البيت إلا إذا لبست « الحجاب »؟ هل يعدّ هذا من باب الإكراه أم لا؟

نعم، يعدّ عندكم من مظاهر الإكراه، وحكمكم في هذه المسألة، أن لا حقّ للأب في هذا. وأما حكم الشرع، فله الحقّ في هذا؛ لأن طاعة البنت لأبيها فرض ما لم يؤمرها بمعصية.

فانظروا أيها الإخوة، عفا الله عنكم، كم من حكم شرعي أسقطتم بموافقتكم على قول من قال: « الحجاب قضية تتعلق بالحرية الذاتية لا يحق لأي كان التدخل فيها بالمنع أو الإلزام عن طريق الإكراه ».

 

الإخوة الكرام،

هذا غيض من فيض المخالفات الشرعية التي حوتها الوثيقة، وإنني لأرجو أن تعيدوا النظر فيها وأن تتبرءوا منها، فإنّ مراجعة الحقّ خير من التمادي في الباطل.

{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

اللهم إني قد بلغت، فاشهد.

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

ياسين بن علي

28 صفر 1428هـ

__________________________

(1) قال محمد الحمروني: « تتشكل هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات (المعارضة) من تيارات فكرية وسياسية إسلامية وعلمانية أبرزها حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات وحزب العمال الشيوعي التونسي ». نقلا عن مقال: (تونس: موقف موحد للإسلاميين والعلمانيين تجاه المرأة)، إسلام أونلاين، بتاريخ 10\03\2007م.

(2) نص الوثيقة: إعلان هيئة 18 أكتوبر للحقوق والواجبات حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسي

« حققت المرأة التونسية مكاسب هامة على طريق تحررها كإنسان ومشاركتها على قدم من المساواة مع الرجل في مختلف مجالات الحياة، وجاءت هذه المكاسب ثمرة لحركة الإصلاح التي حمل لواءها مفكرون ومصلحون كبار كان لهم شرف الدفاع عن تعليم المرأة وتحريرها والنهوض بأوضاعها كما جاءت ثمرة لنضال دؤوب خاضته حركات نسائية من مختلف المشارب الفكرية عملت على مدى القرن الماضي على فك عقال المرأة وإخراجها إلى الحياة العامة.

ويأتي في مقدمة هذه المكاسب ما تضمنته مجلة الأحوال الشخصية من حقوق وإصلاحات ساهمت في الحد من مظاهر الحيف والتمييز ومن أسباب التوتر في العلاقات الأسرية من ذلك أن منعت مجلة الأحوال الشخصية تعدد الزوجات وأقرت التراضي أساسا لقيام عقد الزواج واعتبرت المرأة أهلا لتزويج نفسها دون ولاية من أحد وحددت سنا دنيا للزواج ووضعت بذلك حدا لتزويج القاصرات اللائي لم تتجاوزن سن المراهقة كما سنت المجلة حالة من التساوي بين المرأة والرجل وأخضعت الطلاق إلى مراقبة القاضي وشرّكت المرأة في إدارة شؤون الأسرة ووسعت من حالات إسناد المرأة الجنسية التونسية لأبنائها من أب أجنبي.

وفي مجال التربية والتعليم أقرّ القانون التونسي مبدأ التساوي بين البنين والبنات في حق التعليم وجعله إجباريا ووحد بين البرامج والخيارات المفتوحة أمام الطلاب وعمّت المدارس المختلطة للبينين والبنات وبذلك زالت مظاهر التمييز بين الجنسين في مستوى التعليم وتساوت نسب التمدرس بينهما وتطورت صورة المرأة لدى الناشئة.

وفي ميدان الشغل سوّى القانون بين النساء والرجال في حق العمل وفي الأجر وفي التغطية الاجتماعية وفي الرعاية الصحية وخصّ المرأة الحامل والمرضع بحماية تحفظ لها صحتها وأمومتها كما سوى بصفة عامة بين الجنسين في حق التقاعد وفي فرص الارتقاء وفي الضمانات عند الطرد وجاءت القوانين التونسية في مجال الشغل والتغطية الاجتماعية مطابقة لأغلب المعاهدات الدولية التي سنتها المنظمة العالمية للشغل وصادقت عليها البلاد التونسية. وبذلك فتح عالم الشغل أمام المرأة التي لم تترك مجالا من مجالات النشاط الاجتماعي إلا واقتحمته وتقلدت المرأة مختلف أنواع الخطط والمهن وأثبتت فيها كفاءة وجدارة ساهمت بشكل فعال في تطوير العقليات وتخليصها من التقاليد البائدة المحقرة للمرأة.

وفي مجال الحقوق المدنية والسياسية سوّت القوانين والمبادئ الدستورية أيضا بين المرأة والرجل من حيث الأهلية للقيام بالعقود المدنية والإجراءات القضائية ومن حيث الذاتية المالية للمرأة ومنحتها القوانين حق الانتخاب والترشح إلى مختلف الخطط واعترفت لها بحرية التنقل والسفر وفي تحمل المسؤوليات النيابية والحكومية وفي المشاركة في الحياة الجمعياتية وفي الأحزاب والمؤسسات السياسية المختلفة.

إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إذ تتمسك بكل هذه المكاسب التي جاءت في سياق حركة إصلاحية اجتهادية تنويرية ومتفقة مع المواثيق الدولية حول حقوق المرأة والتي ساعدتها على تحقيق إنسانيتها وتخليصها من القيود الثقافية والاجتماعية لعصور الانحطاط وأسهمت بذلك في تحرير نصف المجتمع وتحديثه مع الحفاظ على مقومات هويته الحضارية الخصوصية، وإذ تؤكد عزمها الراسخ على الحفاظ على كل هذه المكاسب والدفاع عنها في وجه كل تهديد وعلى مواصلة الحوار بروح وطنية بناءة حول القضايا الخلافية العالقة مثل مسألة المساواة في الإرث أو الموقف من التحفظات التي أبدتها الدولة التونسية حيال بعض الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة فهي تعتبر أن وضعية المرأة ما زالت تتطلب الكثير من التطوير والتحسين حتى تتحقق المساواة الكاملة بين الجنسين نصّا وممارسة وينتفي كل تمييز بين المواطنين على أساس الجنس.

ففي مجال الأحوال الشخصية ودعما لسلامة الأسرة ودورها في المجتمع يتعين تعميق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين الزوجين واعتبارهما شريكين متعاونين في إدارة شؤون العائلة ورعاية الأبناء واختيار محل الزوجية وإسناد الجنسية لأبنائهما وذلك بتخليص المجلة وسائر القوانين من رواسب التمييز المكرسة لدونية للمرأة، كما يتعين الرفع في السن القانونية الدنيا لزواج المرأة إلى ثمانية عشر عاما وهي السن القانونية التي تنتهي فيها فترة الطفولة.

وفي مجال التعليم وعلى الرغم من كل الخطوات المقطوعة لا تزال الأمية تنتشر في أوساط النساء ونسبتها تفوق نسبتها لدى الرجال بكثير. أمّا في ميدان الشغل فإن المساواة في القانون لم تقض عل مظاهر التمييز في الواقع إذ تعصف البطالة بالنساء حتى أنّ ثلاثة أرباعهن لا يُحتسبن من بين القوة العاملة للبلاد. وتحتل المرأة مواطن العمل الأكثر هشاشة وتعرضا لعدم الاستقرار والطرد، وترجع إليها المهن متدنية المهارة والأجر. ولا تتمتع النساء بالمساواة في الأجر حيث يقل معدل الأجر العام للنساء بنسبة 14 بالمائة عن أجور الرجال وترتفع هذه النسبة إلى 18 بالمائة في القطاع الخاص حسب آخر الإحصاءات المتوفرة. وتتعرض المرأة العاملة إلى التمييز بسبب حالتها المدنية وخاصة الزواج والحمل والرضاعة كما ترهقها ازدواجية المسؤوليات المهنية والأسرية وقل ما تحترم المؤسسات مقتضيات القانون من حيث توفير دور الحضانة وتندر المؤسسات التي تعينها على رعاية أطفالها مدة العمل. إلى ذلك تستشري ظاهرة العنف المسلط على النساء داخل الأسرة والمجتمع وتتفاقم مظاهر التحرش والاتجار بالمرأة.

أمّا في المجال السياسي فإن المرأة والرجل يتعرضان على حد سواء إلى الحرمان من الحقوق والحريات الأساسية ولكن المرأة تعاني في هذا المجال وبسبب مسؤولياتها الأسرية ورواسب النظرة الدونية من تمييز مضاعف يتجلى في ضعف حضورها في الهيئات التمثيلية والمؤسسات التنفيذية محليا ووطنيا وداخل المنظمات المهنية والثقافية والأحزاب السياسية.

إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إذ تتمسك بما تحقق من مكاسب تحررية ترى أن القضاء على مظاهر التمييز ضد المرأة داخل الأسرة وفي الحياة العامة يتطلب من الحركات السياسية ومن المجتمع المدني بكل هيئاته ومنظماته وعموم الشعب مواصلة الجهد في إطار من التفاعل بين مقومات الحضارة العربية الإسلامية للمجتمع التونسي ومكتسبات البشرية في العصور الحديثة وذلك بالعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في الاتجاهات التالية:

– التنصيص على مبدأ المساواة بين الجنسين بصفة صريحة في الدستور وفي مختلف القوانين التونسية وتخليصها من كل لبس وتنقيح أو إلغاء كل القوانين التي تتضمّن أيّ شكل من أشكال التمييز ضد المرأة بما يحقق مساواتها الكاملة مع الرجل ويفتح في وجهها أوسع مجالات المشاركة في الحياة العامة وتقلد مختلف الخطط دون استثناء.

– توفير الضمانات القانونية والآليات القضائية لتعقب التمييز ضد المرأة وفتح حق التقاضي في شأنه لكل المنظمات والهيئات ذات الصلة.

– إلغاء المنشور عدد 108 بوصفه إجراء تعسفيا يعرّض النساء المتحجبات إلى التسلط والحرمان من الحقوق واعتبار مسألة الحجاب قضية تتعلق بالحرية الذاتية لا يحق لأي كان التدخل فيها بالمنع أو الإلزام عن طريق الإكراه.

– تطوير العقليات وإصلاح البنى الثقافية وإيلاء دور هام للمدرسة ولوسائل الإعلام في بناء ثقافة جديدة تقضي على مظاهر التمييز ضد النساء وترسي ركائز أسرة متماسكة ومتضامنة.

– تكثيف الجهد للقضاء على الأمّية ولاسيّما في أوساط النساء.

– تعزيز الرعاية الصحية للمرأة والتسوية في عطلة الأمومة بين القطاعين العام والخاص وإقرار عطلة ما قبل الوضع.

– دعم كل المبادرات واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تدارك التفاوت بين المرأة والرجل في مختلف المجالات.

– إقرار الحريات الفردية والعامة بما يضمن مشاركة كافة هيئات المجتمع في عملية الإصلاح الاجتماعي حتى لا تبقى قضية المرأة أداة للتوظيف الدعائي من قبل السلطة وحزبها والمنظمات الدائرة في فلكها.

تونس في 8 مارس 2007 – هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ». انتهى

(3) انظر (تونس: الإسلام الجريح)، للشيخ محمد الهادي مصطفى زمزمي، ص45

(4) المصدر السابق، ص45-46

(5) المصدر السابق، ص91 وص92

(6) انظر تصريحات السيد  » محمد بن سالم » والدكتور « عبد المجيد النجار »، مجلة كلمة: (مجلة كلمة تحاور قيادات

من المكتب السياسي لحركة النهضة)، بتاريخ 23\12\2005م.

(7) انظر صفحة الجزيرة، برنامج « زيارة خاصة »، بتاريخ 10\06\2006م.

(8) انظر تصريحات الدكتور « عبد المجيد النجار »، مجلة كلمة: (مجلة كلمة تحاور قيادات من المكتب السياسي لحركة النهضة)، بتاريخ 23\12\2005م.

(9) انظر (تونس: الإسلام الجريح)، للشيخ محمد الهادي مصطفى زمزمي، ص97

(10) انظر مقال الشيخ محمد الخضر حسين بعنوان (اختلاط الجنسين في نظر الإسلام) على صفحة مجلة الزيتونة ضمن باب الفقه.

(11) انظر صفحة البديل: مداخلة حمّة الهمامي في الندوة المتعلقة بالمساواة بين الجنسين – « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » ديسمبر2006


 

 

الحجاب ليس قطعة قماش

وليس « قل للمليحة في الخمار الأسود »

رجاء بن سلامة

لم أكن أريد العودة إلى موضوع كتبت فيه مرارا وتكرارا، لولا ما لاحظته من تنسيب لقضيّة الحجاب يغيب فيه البعد الحقوقيّ والإيطيقيّ، وتغيب فيه بعض الأبعاد المتعلّقة بكيان الشّخص وفردانيّته وكرامته. هذا التّنسيب يقوم به بعض المثقّفين بدافع السّآمة من طرح الموضوع والحجم الذي أخذته هذه القضيّة من المنابر، أو بدافع الحياد واحترام الحرّيّة الشّخصيّة، أو بدافع آخر هو ما نلاحظه من أنّ الحجاب لا يمنع المرأة من العمل والمشاركة السّياسيّة والتّرشّح إلى الانتخابات إن لزم الأمر، أو بدافع آخر يبقى مجال تقدير شخصيّ انطباعيّ هو أنّ الحجاب يمكن أن يكون شيئا جميلا، كالخمار الأسود الذي تغزّل به الشّعراء في غابر الزّمان. لسان حال هؤلاء المنسّبين للقضايا : ليس الحجاب قضيّة، فلنتركه وشأنه ولندع الحديث عن قطعة القماش هذه إلى ما هو أهمّ.

قضيّة الحجاب يمكن أن نطرحها أوّلا بقطع النّظر عن موقفنا من الحجاب وعلاقتنا به، وبقطع النّظر عن اعتباره فريضة أو عدم اعتباره فريضة. فالطّرح الدّينيّ لمسألة الحجاب يختلف فيه المجتهدون والمؤوّلون، رغم أنّ الذين يعتبرون الحجاب فريضة أكثر بروزا وأشدّ نفوذا من الذين ينطلقون من النّصوص الدّينيّة نفسها ليبيّنوا أنّه ليس فريضة.

وما نذهب إليه هو أنّ الحجاب من الأمور التي يجب أن تبقى موكولة إلى معتقدات النّاس واختياراتهم الشّخصيّة، كالإيمان نفسه. فالتّكفير والاتّهام بالرّدّة يعودان إلى جرّ أحكام الآخرة إلى أحكام الدّنيا، ورغبة البشر في أن ينصّبوا أنفسهم آلهة تحاسب وتعاقب في الدّنيا قبل الآخرة. إنّ ما نطالب به من فصل الدّين عن السّياسة والقانون لا يقتضي المطالبة بالقضاء على الحجاب، بل يقتضي جعل الدّين مسألة شخصيّة، وجعل الأحكام الدّينيّة من أحكام الآخرة لا الدّنيا، وتعويض التّشريعات الدّينيّة بالقوانين الوضعيّة التي توحّد بين النّاس بقطع النّظر عن معتقداتهم، وتنظّم الحياة الاجتماعيّة حسب مبادئ المساواة والحرّيّة، وتكفل للجميع ممارسة عقائدهم وشعائرهم، كما تكفل لغير المؤمنين بأيّ دين من الأديان أن لا يلتزموا بفرائض المؤمنين وأن يعيشوا مع ذلك في أمان، ويعبّروا عن آرائهم بحرّيّة.

وهذا لا يعني أنّ الحجاب مشكل زائف، لأنّ بعض الصّيغ التي يتمّ بها الالتزام بالحجاب، وبعض أساليب فرضه والمطالبة به تطرح مشاكل حقوقيّة ومدنيّة لا بدّ من تناولها خارج الإشكال التّأويليّ والاجتهاديّ. هناك مسائل مبدئيّة يجب أن نذكّر بها وأن نطرحها بجدّ، سعيا إلى إيجاد أرضيّة للتّعايش المدنيّ بين الذين يريدون الحجاب والذين يرفضونه، وإيجاد حدّ أدنى للإنسانيّ المشترك الذي يجب مراعاته.

نقول هذا ونحن نقدّر المسافة التي تفصلنا عن تحقيق هذا الحدّ الإنسانيّ المشترك، ولكنّنا نقدّر أهمّيّة المطالبة، وأهمّيّة النّظر إلى الأفق، بدل البقاء في أسر الواقع.   

المشكل الأوّل يطرح بالنّسبة إلى الأطفال من الإناث، أي البنات اللاّتي يفرض عليهم أهلهم الحجاب بدبابيسه وطيّاته، وهنّ في حاجة إلى اللّعب والحركة التّلقائيّة كغيرهنّ من الأطفال. فحجاب الأطفال نوع من المعاملة اللاّإنسانيّة التي يخضع إليها الأطفال في الكثير من بلداننا. إنّه كعمل الأطفال من باب تحميل الطّفل ما لا طاقة به، ومن باب إخضاعه إلى تكليفات الرّشّد، ولذلك لا بدّ أن في رأيي من نشر الوعي بحقّ الأطفال من الإناث في أن يعشن طفولتهنّ، ولا بدّ أن يطالب النّاشطون في مجال حقوق الإنسان باستصدار القوانين التي تمنع حجاب الطّفلات في المدارس الابتدائيّة والإعداديّة، من باب الضّمان لنموّهنّ الطّبيعيّ ومن باب مراعاة « المصالح الفضلى » للطّفل. للآباء أن يصنعوا ما يشاؤون بأجسادهم، وأن يعتنقوا ما بدا لهم من الأفكار، أمّا أن يتّخذوا أطفالهم رايات يعلّقون عليها شعاراتهم وما يعتقدون أنّها فرائض، فذلك غير مسموح لهم به. فالأبناء أبناء الحياة، وليسوا متاعا للوالدين.

والمشكل الحقوقيّ الثّاني يتمثّل في أنّ اعتبار الحجاب فريضة لا يلزم إلاّ القائلين به، ولا يستوجب فرضا للحجاب بالقوّة. ومن مفارقات الأمور أنّ بعض الفتاوى الصّادرة عن بعض المفتين الرّسميّين تسير في هذا الاتّجاه. فقد جاء في فتوى أصدرها مفتي إحدى البلدان العربيّة سنة 1994 : « هي (المرأة غير المحجّبة) آثمة وعاصية للّه تعالى، وأمْرها بعد ذلك مفوّض إليه ـ سبحانه ـ وحده… » (العشماويّ، حقيقة الحجاب وحجّيّة الحديث، القاهرة 1995، ص31.)  تقديرنا هو أنّ مثل هذه الفتاوى ساعدت على انتشار الحجاب، وعلى بثّ الشّعور بالإثم لدى النّساء، ولكنّها في الوقت نفسه، فتحت الباب أمام الحقّ في عدم ارتداء الحجاب بجعل العقاب عليه من أحكام الآخرة. فلرجال الدّين أن يطلقوا ما شاؤوا من النّعوت على النّساء غير المتحجّبات، المهمّ هو أن تكفل الدّولة الحقّ في عدم ارتدائه، وأن لا تحجم غير المحجّبات عن الدّفاع عن حقّهنّ في عدم التّحجّب. 

إلاّ أنّ هذا الحقّ غير مكفول في بعض البلدان العربيّة والإسلاميّة، وهو مهدّد في بعضها الآخر. إنّه غير مكفول في البلدان التي تطبّق الشّريعة وتسمح بوجود بوليس دينيّ يتدخّل في شؤون النّاس ويجلدهم كما كانت تجلد الدّوابّ وعلى نحو مخلّ بأبسط متطلّبات الكرامة الإنسانيّة. وهذا الحقّ مهدّد في الكثير من المدن العربيّة التي اكتسحها الحجاب وأصبح فيها فريضة لا تفرضها الدّولة بل يفرضها النّاس، بحيث تتعرّض غير المحجّبات إلى الملاحقة والشّتيمة والهرسلة، ممّا يدفع النّساء غير المقتنعات بالحجاب، بل وغير المسلمات أحيانا إلى ارتدائه دفعا للأضرار والاعتداءات. ثمّ يجب أن لا ننسى نوعيّة الصّيحة البدائيّة التي أطلقها بعض النّاشطين الإسلاميّين بتونس، إثر الحملة التي شنّها البوليس ضدّ المتحجّبات :  « أنقذوا عفيفات تونس »، وكأنّ الحجاب دليل على العفّة، وكأنّ غير المحجّبات غير عفيفات، وكأنّ العفّة أمر عموميّ يجب أن يتدخّل فيه العامّ والخاصّ وليس أمرا موكولا إلى ضمائر النّاس وحياتهم الخاصّة. أن يدافع هؤلاء عن حقّ المرأة في لباس الحجاب خارج أماكن الدّراسة والعمل التي تمنع فيها الدّولة الحجاب أمر نتفهّمه، ونساندهم فيه، ولكنّ دفاعهم عن الحجاب في كلّ مكان، ودفاعهم عنه بهذا الشّكل يدلّنا على طبيعة المشروع المجتمعيّ الذي ينادون به، فهم يعدوننا بمجتمع فرض العفّة بفرض الحجاب، وفرض حراسة العفّة والتّجسّس الاجتماعيّ.

والمشكل الحقوقيّ الثّالث يتمثّل في النّقاب، فهو انتهاك للحدّ الأدنى الذي تكون به المرأة فردا ذا هويّة اجتماعيّة ووجه. المنقّبة لا وجه لها تعرف به في الأماكن العامّة، ولا هويّة. فهي مشطوبة ملغاة من الفضاء العموميّ رغم حضورها وظهورها. ومن عجيب المفارقات أن تكون المرأة منقّبة وأن تترشّح للانتخابات. فكيف تتكلّم من تحت النّقاب، وكيف تخوض حملة انتخابيّة وهي بدون وجه؟ من المترشّح في هذه الحالة، الشّخص الهلاميّ أم القبيلة أم الزّوج صاحب عصمتها أم النّقاب وما يرمز إليه؟ هل يمكن أن يكون غير نقابها شعارا لحملتها الانتخابيّة، أو قائدا لحملتها؟ أم أنّ المترشّح للانتخابات اثنان : المرأة ونقابها؟ ثمّ ما الذي يضمن للمصوّتين أنّها هي وليست شخصا آخر؟ ثمّ كيف يمكن أن نحوّل الوقائع الأليمة الباعثة على الحيرة إلى نموذج قابل للتّعميم، وحجّة على أنّ الحجاب الإسلاميّ بأنواعه مجرّد قطعة قماش لا تحول دون حياة المرأة بصفة طبيعيّة؟

كيف يمكن لنا أن ندافع عن النّقاب بعد حوالي ثمانين عاما من صدور كتاب نظيرة زين الدّين عن « الحجاب والسّفور »؟ هل يمكن أن ننسى ما وصفته في كتابها هذا من الآلام المنجرّة عن تغطية الوجه، لا مجرّد الشّعر؟ هل يمكن أن ننسى صيحتها سنة 1928 :  « وهل كتب اللّه لوجه المرأة، وهو مجتمع حواسّها، أن يظلّ مقيّدا؟ وهل يجوز أن يحرم الرّجل المرأة استعمال قواها، أي قوى النّظر والسّمع، والذّوق والشّمّ والتّنفّس؟ أفتجدون ظلما أفظع من هذا الظّلم؟ » (السّفور والحجاب، ص 121). 

كأنّ ثقافتنا تقوم على النّقض والنّسيان والتّكرار، بدل التّراكم والإبداع، ولذلك تتلو معركة السّفور معركة الحجاب، وتتلو معركة الحجاب معركة النّقاب، ويظهر على الرّكح المدافعون على الحرّيّة المشبوهة، حرّيّة المتعة المازوشيّة بأشدّ القيود، وحرّيّة العبوديّة المختارة. والنّتيجة هي تلعثم المدافعين عن الحرّيّة، واختلاط السّبل أمامهم، ونشدانهم السّلامة قبل كلّ شيء.  

حاولت أن أنبّه إلى الحدّ الأدنى الذي نطمح إلى أن يتّفق عليه أنصار الحجاب من النّاشطين في الحركات الإسلاميّة التي تعلن عن رغبتها في تحقيق الدّيمقراطيّة والتّعدّديّة، ومناهضو الحجاب لأسباب دينيّة اجتهاديّة أو لأسباب أخرى.

وبعد ذلك يمكن أن نفتح المجال للشّهادة الذّاتيّة وللآراء والانطباعات. ويمكن أن نقارن بين خمار المليحة الأسود والحجاب الحاليّ الذي يسمّى « إسلاميّا »، ويمكن أن نتحدّث عن حيل النّساء في الالتزام بالحجاب دون الالتزام به، وعن المايوه الإسلاميّ الذي ظهر على شواطئنا في السّنوات الأخيرة، وعن مرواغات الفنّانات المعتزلات للفنّ والعائدات إليه… ولكنّني أفضّل ترك هذا الموضوع إلى مقال آخر، لكي لا أساهم في الخلط الحاليّ بين الجانب الحقوقيّ المدنيّ وجانب التّقديرات الذّاتيّة والانطباعات الجماليّة.

نشر في موقع الأوان

http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=95&Itemid=4

 


الحقيقة الغائبة .. في موضوع المرأة والأسرة الغربية (*)

هل تمثل المرأة والأسرة الغربية نموذجا يجب الاقتداء به في العصر الحاضر ؟!!!

عبدالباقي خليفة كان لمواقف الكنيسة والتقاليد التي سادت في أوربا قرونا طويلا ،وحتى القرن التاسع عشر ، دور كبير في ما يمكن أن نطلق عليه ، الانقلاب الكبير ، أوما سمي بعصر النهضة ، فمنع الكنيسة الطلاق ،واعتبار الزواج الثاني للمرأة أو الرجل زنا ، وما ساد لفترات طويلة من مواقف تجاه المرأة ،جسدها ذلك الجدل الذي دار طويلا حول طبيعتها وما إذا كان لها روح ،وإذا كان لها روح ، هل هي روح انسانية أو شيطانية ، أدى ذلك بمرور الزمن لثورة اجتماعية تجاوزت كل الاطر التقليدية ، و سلطة الكنيسة ،وحكام الحق الالهي المتحالفين معها في أوربا . لكن هل مثلت الثورة أو الانقلاب على المفاهيم القديمة حلا مرضيا للمرأة ،وهل تشعر المرأة الغربية حاليا بالسعادة ،وهل تخلصت من كل أشكال التمييز والاضطهاد والاستغلال على كافة الاصعدة ؟ هذا ما نحاول الاجابة عليه في هذه الدراسة . صيرورة المظالم : في القرنين التاسع عشروالعشرين ومع خروج المرأة في االغرب للعمل ، حيث  » من لا يعمل لا يأكل  » بالمفهوم الشيوعي « ، أو  » أفواه تأكل ولا تنتج  » بالمفهوم النازي ، أو  » لا تأكل المرأة من عرق جبينها  » بالمفهوم الكنسي ،وهو أحد المفاهيم الكنسية الذي نتج عنه ردود الفعل العكسية والتي نشهدها اليوم على أكثر من صعيد ..وللأمانة فإن المرأة الغربية كانت محقة في ثورتها على الاستغلال والامتهان الذي كانت ولا تزال تتعرض لاشكال مختلفة منه حتى اليوم . لقد فرضت الحاجة عليها الخروج للعمل ، في مصانع النسيج وغيرها في البداية ،ثم وجدت نفسها تمارس كافة أوجه العمل بما في ذلك الأعمال التي تحولها إلى كائن  » لم يعد إمرأة ولم يصبح رجلا  » بتعبير أميرسون . وللأسف فإن ما يعتبره البعض تقدما ، ليس في الحقيقة سوى ردة عن المفاهيم النصرانية إلى الجذور الوثنية لأوربا ، ولا سيما الاغريقية و بالتحديد للافلاطونية . ففي  » اليوتوبيا  » المثالية التي وضعها أفلاطون في كتابه  » الجمهورية  » جعل النساء مشاعا في طبقات الجنود ، وعلى هذا الأساس بنيت العلاقة بين الرجل والمرأة على اعتبار أن النساء مجرد آلات جنسية ، يستخدمها الرجل وقتما شاء وكيفما شاء. وقد تجسد هذا التصور في الحفلات النسائية التي تقام للجنود الغربيين في المهام الاستعمارية في مختلف أنحاء العالم اليوم ،وذلك منذ أيام مارلين مورو،وغيرها . كما يتم استقطاب نساء في الجيوش الغربية المعاصرة لهذا الغرض . أما في العصور التي تحكمت فيها الكنيسة في شئون البلاد والعباد، فلم تكن المرأة بأفضل حال، إذ اعتبرت المرأة شر لا بد منه، فهي التي أغرت آدم ، حسب زعم الكنيسة ، فطرد من الجنة، وبتعبير أحدهم » مدخل الشيطان إلى النفس، ودافعة بالمرء إلى الشجرة الممنوعة، ناقضة لقانون الله، ومشوهة لصورة الرجل « ، وبتعبير آخر: « هي شر لا بد منه، ووسوسة جلية، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ورزء مطلي مموه « .فما الذي تغير في علاقات الرجال بالنساء سوى الانتقال من « الاحتكار » إلى المشاعية باسم الحرية .. لقد أعطيت المرأة الحرية في اختيار نوع العبودية الذي تريده ، إذ أن الخيارات المتاحة أمامها تجعلها في فلك الرأسمال . لقد خاضت الجمعيات النسائية معارك كثيرة جدا ، لكنها لم تمس جوهر العبودية المتمثل ،في بيوت الدعارة التي ترزح تحتها ميئآت الآلاف من الضحايا ..وقبول الضحايا لتلك الأوضاع المخلة بالكرامة الانسانية والمساواة ،و حرمانهن من الامومة غاية كل إمرأة بحكم الفطرة ( انظر اهتمام الفتيات الصغيرات بالعرائس واللعب في شكل طفل رضيع ) ، نابع من خوفهن ،واعتقادهن بأنهن لن يجدن عملا شريفا يعشن منه ،وليس رضا بتلك المهنة القذرة الغارقة في القدم . لكن منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ولا سيما المرأة في الغرب ،وانطلاقا من المفهوم الافلاطوني السابق لم يلتفتوا لاوضاع ذلك النوع من البشر في قاع المجتمعات الغربية وتوابعها في الشرق . كما لم يولوا عمليات استغلال جسد المرأة من قبل الشركات في الترويج للسلع والاعلانات أو تجارة الرقيق الأبيض ،ومساومة الطالبات من قبل اساتذتهن في الغرب في معادلة  » الجسد مقابل الشهادة الجامعية  » ما تستحقه من اهتمام . في مقابل الحديث مثلا عن ، الميراث في الاسلام ،وهو نظام لا يمكن الحديث عنه بمنآى عن المنظومة الاسلامية في الاجتماع والاقتصاد ، أوتعدد الزوجات ، الذي لم يفهموه على وجهه السليم ، حيث أنه ليس تعدددا من أجل المتعة ، كما يظنون وإنما لأسباب كانت سائدة في السابق ،وحسب مقتضيات حال الشخص والمجتمع والظروف التي يمكن أن يكون فيها التعدد محرما شرعا ،و هو ما يحتاج لمعالجة خاصة .. لقد ازداد عدد الجمعيات النسائية ، و »منذ عشرينات القرن الماضي … وصل عدد ( الجمعيات النسائية ) إلى… المئات … ولم تسترجع تلك الحركات قوتها إلا عند نهاية فترة السبعينات. واتسمت في تلك الفترة بالتركيز على المساواة بين الرجل والمرأة في المجالين الاقتصادي والعلمي خصوصا منح النساء أجور مماثلة لزملائهن من الرجال وفرص متساوية في الحصول على العمل بالإضافة إلى منحهن الحق في تبوأ المناصب العلمية وتسهيل مواصلتهن للدراسات العليا « . كما أن  » تلك الموجة بدأت التركيز على محاربة مظاهر استغلال المرأة في أماكن العمل مثل التحرش الجنسي والاغتصاب والتقليل من قيمة المرأة ككائن بشري ، فتم سن قوانين جديدة تمنع مثل تلك الممارسات وتعرض مرتكبيها لعقوبات قاسية « . كما  » تميزت تلك الفترة بتطرف بعض الجمعيات النسوية التي بدأت تطالب المرأة بالتخلي عن أي مظاهر للأنوثة سواء في لباسها أو في حديثها وظهرت دعوات للتخلص من أحذية الكعب العالي التي تم رميها في القمامة خلال مظاهرات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بالإضافة إلى محاربة استعمال للماكياج أو العطور ». بل  » وصلت بعض تلك الدعوات حد مطالبة النساء بقص شعرهن والتنكر لأنوثتهن حتى يثبتن للرجال بأنهن لا يختلفن عنه وبدأت تظهر دعوة « المسترجلات » بشكل أساسي في المجلات والصحف التي أسسنها للترويج لنظرتهن الخاصة بالمساواة  » ( 1 ) .. وهي نفس المقالات التي كان يرددها أفلاطون قبل أكثر من ألفي سنة ،ولكن بطلاء معاصر. وإذا كانت النساء الغربيات قد ناضلن من أجل حصولهن على حقوقهن ، المهنية و الاجتماعية فإن أطراف أخرى ،( الرجل الغربي ) استطاع بمكره ودهائه تطويع تلك المطالب لخدمة مصالحه ،وجعل المرأة تدور في فلكه ، بطريقة أخرى وبأسلوب جديد ، وأخذ المدير ورئيس العمل مكان الزوج في بعض الأحيان ، فيما يتعلق بالطاعة ،وقد يتجاوزها إلى أمور أخرى ، خاصة جدا . كما خرج مفهوم الحريم من طابعه التقليدي المتعلق بالبيت ، وتجمل المرأة لزوجها ،إلى مفهوم أوسع مثل صالات عرض الأزياء ،وملكات الجمال ، وصور المجلات الخليعة ،والأفلام الإباحية التجارية التي أصبحت تدر أموالا طائلة على أصحابها ، الذين استغلوا قضية  » تحرير المرأة  » أبشع استغلال ، بما في ذلك استخدام جسدها للترويج للسلع الاستهلاكية ، ومواد التجميل وغير ذلك ، فضلا عن ما يعرف بتجارة الرقيق الأبيض . ( 2 ) انتفاء القيمة : لقد تمخض عن الفكر الوجودي ،والعلمنة والحداثة الغربية ، ظهور « الانسان الوحش « الذي يدور في فلك مصالحه فحسب ،سواء على مستوى الدولة ،أو المجتمع والفرد،وأدى ذلك إلى الاضطرابات الاجتماعية والصراعات المختلفة التي شهدها القرن العشرين ،حيث قضت حربان كونيتان على ملايين البشر،واشتدت الصراعات القومية بين البلدان الاوروبية ،ولم تمنع الديمقراطية الغربية والعلمنة والحداثة دول الشمال من غزو دول الجنوب بما فيها الوطن الاسلامي ، ونهب ثرواته وقتل أهله ، وزرع الغدة السرطانية المسماة اسرائيل في قلبه .وفي ظل العلمنة وما يسمى بالحداثة انتشرت الامراض الفتاكة التي لم تكن معروفة من قبل مثل الايدز الذي ظهر في الولايات المتحدة ،حتى أطلق على الشعب الاميركي  » شعب الايدز « وكانت وصمة عار كبيرة ، ولانتفاء القيمة ، تم تصدير ذلك المرض إلى افريقيا ،حيث انتشر بسرعة لتصبح افريقيا ،وليس اميركا بلاد الايدز. و تعاني النساء في جنوب افريقيا ودول أخرى من ذلك المرض القاتل ،وكأن حق النساء الافريقيات في الحياة ليس ذا قيمة . ليس ذلك فحسب ، بل تحول  » حزام العفة  » الذي كان الانسان الاوروبي يلبسه زوجته حتى لا تخونه في غيابه ،ولا سيما الجنود ، شأنا خاصا بالمرأة ،وتطور الأمر إلى اعتبار جسد المرأة خارج أي معيار أسري أوعلاقة زوجية ،وإنما هو أمر أو شأن خاص بالمرأة ،حتى أن أحد شعارات بعض الجمعيات النسائية في الغرب أثناء الاحتفال بيوم المرأة يوم 8 مارس الماضي كان « جسدي بيتي أدخله من أشاء « .وبذلك تحول جانب كبير من المجتمعات الغربية إلى ماخور كبير،أو « بيت دعارة  » على حد تعبير بعضهم .. ومع ذلك لم تنتف بل ازدادت حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي ،والعنف ضد النساء في الغرب ،ولم يسلم من ذلك البنات الصغيرات في الصفوف الاولى من الدراسة.وليس في الشارع أوأماكن العمل فحسب بل داخل المحيط الاسري أيضا ..وأصبحت ظاهرة تعرض الفتاة للتحرش الجنسي داخل العائلة أومن الاقرباء ،أو طردها من البيت لأنها لا تعمل بعد بلوغها سن الثامنة عشر ، من الأمور العادية في المجتمعات الغربية ، ووصل الأمر إلى حد انجاب الأطفال من علاقات جنسية بين الاب وابنته أو الاخ واخته . ( 3 ) و في كرواتيا ذكر  » معهد الدفاع عن الأطفال  » في دراسة له أن  » كل واحدة من 4 فتيات و كل واحد من 6 ذكور حتى 14 سنة تعرض للاعتداء الجنسي في كرواتيا ، 16 منهم على يد الأقارب  » و  » 27 في المائة من الحالات تتم في المدرسة حيث تحولت دورات المياه إلى أوكار للجرائم الجنسية  » وعزا المعهد أسباب ذلك  » لانتشار الثقافة الاوروبية والغربية في أوساط الأطفال من خلال الأفلام و عدم احتراز الأهالي من الحديث وأحيانا ممارسة حركات جنسية أمام الأطفال  » . وقالت صحيفة فيتشرني ليست الكرواتية ، أن  » معدل الأمهات دون سن البلوغ بلغ 400 في المائة مقارنة بالسنوات الماضية ، بسبب انتشار فكرة التحرر الجنسي الخاطئة وبعض الفتيات لم يتجاوزن الخامسة عشرة ، حملن من أصدقائهن داخل المدارس ( المختلطة ) أما أماكن الجريمة ، فكانت دورات المياه  » . كما سجلت أرقام مذهلة وفق الصحيفة عن اعتداء أشقاء ذكور جنسيا على بعضهم لم يتجاوز سن الكبار منهم الرابعة عشر ..لكنها لم تذكر أرقاما محددة . وفي صربيا يجبر بعض الآباء بناتهم على ممارسة الدعارة من أجل المال ، بعد انهيار القيمة الاخلاقية لديهم . وذكرت وكالة بيتا الصربية للانباء يوم 9 فبراير 2006 عيينات كثيرة من ذلك ..وقالت إن الآباء يدفعون ببناتهم دون سن البلوغ للعمل في البارات والمقاهي الليلية مما يجعلهن عرضة لانتهاك أعراضهن .وفي الدول الاوروبية أخرى تم رصد معلمين ومعلمات وطلبة انتفت لديهم القيمة فعبثوا بالأطفال والفتيات الصغيرات ،وهي ليست حالات فردية بل ظاهرة ، مما دفع وزارات التعليم لتنظيم دورت توعية للأطفال داخل المدارس  » حتى يميزوا ( وفق قناة راي الايطلية ) بين المداعبة البريئة والخبيثة التي يتعرضون لها من قبل الآخرين داخل المدارس  » ويقوم أطباء نفسيين بالمساعدة في تقديم تلك الدروس ،مما يعني تفاقم الظاهرة وانتشارها بشكل كبير ،الامر الذي دعا القائمين على الصحة النفسية للأطفال داخل المدارس الابتدائية والاعدادية على وجه الخصوص ،لتنظيم تلك الدورات ،وعرض أفلام ومسلسلات تظهر المستوى المتدني من المرض العقلي الذي يصيب أشخاص عهد إليهم تربية الأجيال و تزكية أوراحهم ، كما يقولون . وإذا كانت الكنائس مسرحا لتلك الجرائم ،والعلمنة لا تعترف بأي قيمة إخلاقية ، فالنتيجة الطبيعية هي ما ذكرناه آنفا .. ومن ذلك مدرسات يسقطن في حب أطفال في أعمار أبنائهن ( 12 إلى 16 سنة ) وقساوسة يعتدون على الأطفال داخل الكنائس . وللاسف الشديد فإن الغرب يتكتم ،على غير عادته ، على ذكر النسب والأرقام ، في هذ الخصوص ، حتى أنه يمنع الأطباء غير المنحدرين من أصول غير أوروبية في بعض البلدان مثل النمسا ، من الاقتراب من القاعات التي يعالج فيها الأطفال من الاعتداءات الجنسية ،وأصيبوا بأمراض عقلية أو نفسية بسبب ذلك . اعتراف أوروبي بعدم وجود مساواة : وبعيدا عن الجانب الإخلاقي الذي يحاول العلمانيون تحاشي الخوض فيه ،وحتى نركز على البعد المادي ، أو ما يوصف بالمساواة ، فإن الغرب يعترف بأنه لا توجد به مساواة ، عكس ما يريد ويروج له بعض الجبناء الذين يستعيضون عن المناظرة بالاكاذيب وهجاء الاسلام ،وبعض المنبتين الذي يرددون في ببغائية مزاعم بعض المعادين للاسلام وتخرصات أهل الردة . فقد أعلن المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الاجتماعية والعمل وتكافؤ الفرص، فلاديمير شبيدلا، أن المفوضية الأوروبية بصدد إعداد « خارطة طريق » تهدف إلى « دفع عملية إقرار المساواة بين المرأة والرجل، خاصة داخل حدود الإتحاد الأوروبي ». وجاء إطلاق هذه الخطة بمناسبة يوم المرأة العالمي، الموافق ل 8 مارس من كل عام.ففي مؤتمر صحفي عقده بداية شهر مارس الماضي في بروكسل ، أكد المفوض الأوروبي أن « خارطة الطريق » للمرأة الأوروبية تغطي الفترة بين 2006 و2010 وتتضمن 21 نشاط نوعي مختلف من أجل ترسيخ المساواة بين الجنسين، و »ستساهم المفوضية الأوروبية في إنشاء معهد جديد أوروبي للمساواة بين الرجل والمرأة تبلغ ميزانيته 50 مليون يورو ».كما أكد المسؤول الأوروبي على ضرورة مراجعة كافة التشريعات والأطر القانونية الأوروبية حول الموضوع و »تعزيز وعي المواطن بأن عدم المساواة لازال قائماً حتى الآن ». وتهدف هذه « الخارطة » أيضاً إلى إيجاد حل لمشكلة الفروق الموجودة في رواتب النساء والرجال، ومساعدة النساء، بشكل خاص، على التوفيق بين الحياة المهنية والحياة الخاصة والعائلية.كما شدد المفوض الأوروبي على أن الخطة الأوروبية تولي اهتماماً خاصة بمكافحة العنف ضد النساء والاتجار بالبشر ( حيث تشكل النساء والفتيات الضحية الأساسية لمثل هذه التجارة).وأضاف شبيدلا « إن عمل الإتحاد على تحقيق المساواة سوف يساعد في جعل القارة أكثر قدرة على المنافسة »، مشيراً إلى أنه من واجب أوروبا أيضاً المساهمة في دعم عملية إقرار المساواة بين الجنسين « خارج حدودها  » الجدير بالذكر، أن المعهد الأوروبي للمساواة بين الرجل والمرأة بدأ العمل في بداية عام 2007 ومن مهامه تعزيز وعي المواطنين حول مسألة المساواة، جمع معلومات وتحليلات حول الموضوع تشكل أداة فاعلة لتطوير العمل.و هو ما ينسف كل التخرصات و الجعجعات التي كنا و لا زلنا نسمعها ن حتى الآن . كما تبلغ كلفة باقي الأنشطة التي تضمنتها خارطة الطريق هذه 650 مليون يورو . الحقوق السياسية : من المواضيع التي يثير حولها العلمانيون الغبار ، موضوع الحقوق السياسية للمرأة ، وكأنها المعيار الوحيد للتقدم والتخلف ، وإذا نظرنا لحال المرأة في الغرب ، نجدها ( في هذا المضمار ) أقل مما حققته دولة متخلفة مثل رواندا ، فهل رواندا أكثر تقدما من الغرب ؟ !!! فقد  » مضى على تأسيس الدولة الأمريكية أكثر من قرنين، ورغم تزعمها لدول العالم من حيث الريادة العلمية والاقتصادية والعسكرية، إلا أن وضعية المرأة الأمريكية ما تزال متواضعة مقارنة مع نظيرتها في بعض الدول الاسكندينافية بل وحتى بعض الدول الإفريقية. ففي الولايات المتحدة لا تشكل نسبة النساء داخل الكونغرس سوى15% فيما تصل إلى نحو 49% في دولة مثل رواندا و45% في السويد « . كما أن  » المرأة الأمريكية لم تنجح حتى الآن في الدخول إلى البيت الأبيض كرئيسة للولايات المتحدة كما أنها تعاني من تمييز كبير في الأجور مقارنة مع زملائها الرجال الذين يقومن بالمهمات نفسها  » . ( 4 ) لذلك كان السؤال الذي طرحته الدكتورة بثينة شعبان مهما  » هل وصلت المرأة الغربية إلى مستوى عالٍ يؤهلها أن تطلب للمرأة المسلمة حقها؟؟ لا. المرأة في كل أنحاء العالم تتراوح نسبتها في البرلمانات بين 10 و15 بالمئة « . و »هناك ثلاث بلدان في العالم أخذت المرأة مجمل حقوقها وهي أسبانيا، السويد وتشيلي …أما الولايات المتحدة، أو بريطانيا، فوضع المرأة في سوريا وبدون مجاملة هو أفضل بكثير ،لأننا أخذنا بعين الاعتبار الأسرة ، أخذنا بعين الاعتبار وضع المرأة الأم، رياض الأطفال، الحضانات « ، أما  » المجتمع الرأسمالي فلم يوفر للمرأة أياً من هذه لكي تستطيع المرأة أن تقوم بدورها. وأنا لا أقول أننا أعطينا المرأة ما تستحقّ هنا أو غير هنا، المرأة تستحقّ أكثر من هذا بكثير خاصة وأنها قد وصلت إلى مستويات مهنية وعلمية عالية تمكنها من تبوء كل المواقع التي تمكنها من خدمة وطنها ودينها  » ( 5 ) العنف ضد النساء في الغرب : الارقام المتوفرة مذهلة للغاية حيث تصل في الولايات المتحدة إلى 60 في المائة وفي إحصائيات أخرى كان عدد المغتصبات اللاتي سجلن حوادث اغتصاب في الشرطة في عام 1996 م هو 90430 حالة، أما اللاتي لم يسجلن فيقدرن بحوالي 310000 حالة، وسبب عدم الشكوى هو اليأس من إمكان الشرطة أن تساعد أو تعرف، وعدم جدوى التقرير. وفي كندا سجلت 20530حالة اغتصاب، وليس هناك إحصاء لغير المسجلين، ويوجد في كندا 150 مركزا لمساعدة المغتصبات، وفي استراليا 75 مركزا، وفي نيوزلندا 66 مركزا، وفي إسرائيل سبعة مراكز. أما عن قتل النساء في الولايات المتحدة؛ فإنه يقتل كل يوم عشر نساء من قبل الزوج أو الصديق، من هذه الحالات 75 % يتم القتل بعد أن تترك المرأة صديقها، فينتقم منها بالقتل، أو تطلب الطلاق من زوجها أو تعصيه، وفي روسيا عام 1995 م كانت نصف حالات القتل ضد النساء من قبل أزواجهن أو أصدقائهن، وفي 1993م كان عدد القتلى 14000، وجرح54000 جراحات شديدة.أما عن الملاجئ التي خصصت للنساء ضحايا العنف ومنه الضرب الشديد والمبرح أو الهاربات من أزواجهن، وهن اللاتي لا يجدن ملجأً عند أهل أو أقارب ، فيوجد في الولايات المتحدة 1400 ملجأ، وفي كندا 400، وفي ألمانيا 325، وفي بريطانيا 300، وفي استراليا 270، وفي نيوزيلندا 53، وفي هولندا 40، وفي أيرلندا 10، وفي اليابان 5. كما أن دعارة النساء تمثل جانبا كبير الأهمية في اقتصاد بعض الدول ودخلها القومي مثل روسيا، وكوبا… و غيرهما ( 6 ) وجاء في تحقيق ميداني لمعهد الإحصاء الوطني الإيطالي ،إيستات ، حول العنف ضد المرأة في إيطاليا، أن « 2.077.000 امرأة مضطهدة من قبل أزواجهن السابقين »، بالمعنى الواسع للكلمة، سواء أثناء عملية الانفصال أو بعده. وأنه في سنة 2006 سجلت 74 ألف عملية اغتصاب أو محاولة اغتصاب، لنساء تتراوح أعمارهن بين 16 و 50 سنة، حوالي 70 % منها من قبل الأزواج الحاليين أو السابقين. كما توضح الإحصائية أن مليون امرأة إيطالية قد تعرضت خلال حياتها لاغتصاب أو محاولة من هذا القبيل. ومجمل عدد النساء الإيطاليات اللاتي تعرضن لعنف جسماني أو جنسي أو نفسي يزيد عن 14 مليون امرأة، علما أن ما يزيد عن 90% من الحالات لم تتبعها دعوات قضائية. ( 7 ) وفي 24 نوفمبر الماضي وبمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء، أصدرت مجموعة اليسار الأوروبي الموحد بياناً دعت فيه دول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة وتطبيق أقصى درجات الحزم والحسم، تجاه كل من يرتكب أعمال عنف ضد النساء.واعتبرت المجموعة أن العنف ضد النساء هو « خرق فاضح لحقوق الإنسان »، كالحق في الحياة والحق في السلامة الجسدية والنفسية والكرامة الإنسانية.وأكد البرلمانيون الأوروبيون، أعضاء المجموعة، أن العنف ضد النساء أصبح ظاهرة « كونية، مقلقة تتجاوز الحدود، ولكنها تتعلق بالثقافة والطبقات الاجتماعية ».وأشار البرلمانيون إلى أن الأرقام المتوفرة تشير أن امرأة من كل خمس نساء يتعرضن يومياً للعنف في أوروبا، « وهي نتيجة مرعبة، نظراً لتأثيرها السلبي على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة والأطفال معاً ».ولفت البرلمانيون الانتباه إلى أن 20-50 % من النساء تعرضن للعنف المنزلي في مختلف أنحاء العالم،  » إن هذه النسبة تتراوح حسب البلدان ومكوناتها الثقافية ». كما أشار إلى أن « هناك 500 ألف إنسان، معظمهم من النساء والأطفال، يُدفع بهم إلى سوق الدعارة والاستغلال الجنسي سنوياً على مستوى الإتحاد الأوروبي وحده  » . ( 8 ) الاغتصاب والتحرش الجنسي أثناء العمل : لقد كشف مسح استطلاعي أعدته وزارة الداخلية البريطانية أن 80% من ضابطات الشرطة ، أي بنسبة أربعة إلى خمسة يتعرضن للمضايقات خلال نوبات العمل الرسمية . هذا في حق حامية الأمن أما في حق الساهرات على مصلحة المرضى فهناك أفعال يندى لها الجبين ….أشارت دراسة صدرت عن جمعية علم النفس البريطانية إلى أن 60 % من الممرضات اللاتي تم استطلاع آرائهن قد عانين من التحرش من مرضاهن الرجال . وقد دعت الباحثة النفسية البريطانية سارة فينيز خلال مؤتمر لجمعية علم النفس البريطانية عقد في لندن ، إلى ضرورة صياغة توجيهات ولوائح داخلية تلزم الممرضة بالإبلاغ عن جميع حالات التحرش التي تعاني منها خلال العمل ، علىأمل أن يؤدي ذلك إلى الحد من تلك الظاهرة المسيئة لمهنة التمريض ومؤامرة الصمت التي تحيط بها . وأعلن مركز الضحايا الوطني الذي يناصر حقوق ضحايا جرائم العنف : إن معدل الاغتصاب في الولايات المتحدة بلغ 1.3 امرأة بالغة في الدقيقة الواحدة ، أي 68000 امرأة في العام . وأضاف المركز أن واحدة من كل ثماني بالغات في الولايات المتحدة تعرضت للاغتصاب ليكون إجمالي من أغتصبن إثني عشر مليونا ومائة ألف إمرأة على الأقل . ويشير المسح إلى أن 61 % من حالات الاغتصاب تمت لفتيات تقل أعمارهن عن 18 عاماً ، وأن 29 % من كل حالات الاغتصاب تمت ضد أطفال تقل أعمارهم عن 11 عاما . ( 9 ) انهيار مؤسسة الاسرة : فقد كشفت بعض الإحصائيات أن 30 في المائة من الزيجات في أوربا تبوء بالفشل. وأظهرت دراسات أخرى أن معدل كلفة عرس الزفاف يصل إلى 18 ألف يورو، وهو مبلغ مرتفع يدفع بالعرسان عادة إلى الاستنجاد بالأهل والأحباب أو الاقتراض من البنوك.ويرى الكثير من الخبراء أن فشل الزوجين في التوصل إلى حل للانفصال قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإجرام، فقد أصدر المرصد الإيطالي لمساعدة المطلقين والمطلقات أن 976 حالة قتل مرتبطة بفشل الزواج تمّ تسجيلها خلال العشرية الأخيرة ، ويصل عدد الضحايا من النساء إلى 487 حالة ومن الرجال إلى 331 حالة ومن القاصرين 158 حالة قتل . وأفاد نفس المصدر أن أغلبية الضحايا تتراوح أعمارهم ما بين 31 و40 عاما، وهذا المعطى يحمل دلالة بارزة إذ يثبت أن العش الزوجي هش لا يصمد طويلا في وجه الخلافات والمشاكل. ( 10 ) انهيار مؤسسة الأسرة، بنسب مرتفعة سببه الشجار العائلي والذي يدي بدوره لضعف المناعة. آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً و نشرتها عدة مصادر ، حيث توصلت مجموعة من الخبراء إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. و قد أثبتت الدراسة التي شملت 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية ضعف جهاز المناعة لدى الازواج . في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة عموما . وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية. وكان بعض الباحثين السويديين ، قد أثبت أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلا من أمراض قلبية. و كانت دراسة أخرى قد بينت أن ضغط العمل عل المرأة قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي . ولم يتعرف الخبراء حتى الآن على كيفية تأثير الضغط النفسي على مناعة الجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية لا سيما النساء .. لكنهم يتوقعون أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دورا هاما في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة بشفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان، فقد قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملائها، من القسم النفسي و الجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج. و قد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة. وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتخاصمون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم. وفي صربيا قالت رئيسة منظمة « مقاومة العنف ضد المرأة  » في صربيا فيسنا ستاينوفيتش إن « النساء اللواتي تعرضن للعنف في صربيا سنة 2005 بلغ 4آلاف إمرأة « ووصفت ستاينوفيتش النساء اللاتي ابلغن عن تعرضهن للعنف بأنهن  » رمز للشجاعة « حيث « تعمد الكثيرات لكتم ما يتعرضن له من عنف من قبل الاصدقاء والازواج وحتى المسؤولين في العمل ولا سيما داخل المصانع « . وأشارت رئيسة منظمة  » مقاومة العنف ضد النساء « الصربية إلى أن « سنة 2005 شهدت ارتفاعا في عدد أعمال العنف ضد النساء ، بزيادة ألف حالة ، مقارنة بالسنة الماضية  » . علاقات خارج إطار الزواج : أشارت إحصائيات في فرنسا ظهرت العام الماضي أن أكثر من أربعين في المائة من الولادات تسجل خارج مؤسسة الزواج، وأن 53 في المائة من النساء يلدن من حمل خارج إطار العلاقات الزوجية الشرعية، وأن 300 ألف مولود يولدون سنويا – نعم سنويا – من علاقات محرمة، والرقم في ارتفاع مطرد، ووصلت نسبة المراهقات الحوامل إلى 30 فتاة من كل ألف، أعمارهن تتراوح بين 15 و19 سنة. وتشير نفس الإحصائيات إلى أن معدل الزواج في تراجع مستمر، ولا تسجل فروق كبيرة بين فرنسا والسويد والنرويج وفنلندا، أما في بريطانيا فالحال أسوأ، إذ تشير آخر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إلى أن نصف الأطفال في بريطانيا تحبل بهم أمهاتهم خارج العلاقات الزوجية المتعارف عليها، بينما كانت النسبة تصل إلى الثلث فقط قبل عشر سنوات، هذا معناه، في تقديرنا، أن النسبة مرشحة للارتفاع بعد عشر سنوات أخرى. وفي كتاب خطير ألفته برلمانية سويسرية تدعى « نيكول كاستيوني  » ظهر قبل نحو عام في باريس عنوانه » الشمس في آخر الليل »، تحكي فيه قصتها الغريبة كواحدة ممن ابتلعتهن ماكينة الدعارة في الغرب، أو تجارة » الرقيق الأبيض » كما أصبح يطلق على تجارة النساء في هذا العصر الحديث، عصر الهيمنة الأوروبية والغربية.ومن خلال صفحات الكتاب التي تتجاوز ثلاثمائة صفحة، نتعرف على رحلة المؤلفة، ومن خلالها على العالم الأسود للدعارة في البلدان الغربية التي يقدر ضحاياها بمئات الآلاف من النساء، كما نتعرف على أساليب القتل والاغتصاب والفساد السياسي، وقد خرجت المؤلفة من تلك الوهدة العميقة واستطاعت أن تتزوج عام 1995 وتكون أسرة وتدرس المحاماة ثم تتقدم للانتخابات وتدخل البرلمان السويسري،لتبدأ كفاحهاضد عالم المواخير بواسطة الكتابات وتأسيس الجمعيات. لقد بدأت قضية تحرير المرأة بشعارات براقة، وانتهت في أفواه الرأسمالية الجشعة التي لا فرق لديها بين تجارة الأخشاب وتجارة البشر، وهناك عقلاء في الغرب نفسه يتعلمون من هذه التجربة الفاشلة مع تحرير المرأة، فلماذا لا نتعلم نحن قبلهم.إن المخدوعين بشعارات التحرير عندنا، من كلا الجنسين ، يخططون للالتحاق بالغربيين والغربيات، ولكنهم لا يدركون أن الكثيرين من هؤلاء يفكرون في الوقت نفسه في كيفية الخلاص، والالتحاق بنا، لو عرفوا الطريق، ولو عرفنا نحن كيف نجعلهم يعرفونها . ( 11 ) كما نشر مركز الإحصاء الإيطالي ،إيستات ، دراسة إحصائية اجتماعية ترسم خط التحولات التي عرفها المجتمع والعائلة الإيطاليين في السنوات الأخيرة. حيث سجلت الدراسة زيادة مدة الخطوبة، وهي الفترة التي تسبق الزواج، من معدل ثلاث سنوات وعشرة أشهر في الستينات إلى خمس سنوات حاليا. كما ارتفعت نسبة المعاشرة قبل الزواج، و التي كانت تمثل نسبة 1.4% من المتزوجين سنة 1974، إلى 9.8% في 1984 / 1993، و14.3% في 1994-1998، لتصل إلى 25.1% لدى الزيجات الأحدث . علما بأن هذه النسب لا تشمل حالات المعاشرة التي لا تنتهي بالزواج ، وهي نسب تزيد في مناطق الشمال الإيطالي. كما كشفت الدراسة التي شملت 19 ألف عائلة إيطالية ، أن أسباب الخلافات الزوجية ترجع أساسا إلى كيفية التصرف المالي 57%. والمسألة الثانية هي الإنجاب بنسبة 19.7% لغير المتزوجين،و 12.1% للمتزوجين . ( 12 ) الغرب في مقدمة عدد الضحايا من النساء : واستناداً إلى دراسة برنامج الأمم المتحدة للسكان، فقد تصدرت كل من « الولايات المتحدة تليها كندا وأستراليا وإسرائيل وجنوب أفريقيا قائمة جرائم القتل التي تُرتكب ضد النساء والفتيات من قبل شركائهن من الرجال (الأصدقاء) سواء في البيت أو مواقع العمل، وبمعدل يتراوح ما بين 40 و70% ». وبالإضافة إلى تعرض كثير من النساء والفتيات لهذه المواقف من قبل (أصدقاء) في الغرب وخصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، تؤكد الدراسة أن العديد من النساء والفتيات تعرضن لجرائم الاعتداء والاغتصاب سواء من قبل أصدقائهن أو أقاربهن أو معارفهن أو الغرباء. وفي هذا السياق، أكد البرنامج على دراسة للاتحاد الأوروبي تفيد بان ما بين 40 و50% من النساء تعرضن للتحرش الجنسي في مواقع عملهن. من جهة ثانية، أكدت منظمة العناية بالناس (care)، وهي منظمة مدنية نمساوية، أن الفقر والعنف وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي هي من أبرز الدوافع التي أدت وتؤدي إلى تصاعد معدل جرائم الاتجار بالبشر. وأوضحت المنظمة النمساوية في بيان وزعته مؤخرا أن « آلاف من النساء والفتيات يتعرضن للبيع في الغرب على أساس العمل في بيوت الرذيلة أو كخادمات في المنازل أو المزارع كل عام ». وأكدت رئيسة المنظمة النمساوية أولريكا شيلاندير أن « هذا النمط من النساء الضحايا سُلبن من كل مقومات الشرف والكرامة، بعدما أرغمن على العمل كعبيد والاتجار بهن في السوق السوداء ». وأشارت شيلاندير إلى أن المنظمة النمساوية تخطط للقيام بحملة توعية واسعة النطاق في النمسا والدول المجاورة، وخاصة هنغاريا وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وصربيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا، تستهدف تفعيل الأنشطة الوطنية والإقليمية لمكافحة الاتجار بالبشر وخصوصاً بالنساء والأطفال. ولاحظت منظمة العناية النمساوية أن « أعداداً كبيرة من النساء والفتيات تم تهريبهن من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية على أيدي عصابات إجرامية تولت إغرائهن بوظائف مرموقة ورواتب مجزية، ولكن غالبية تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح لأنها وعود كاذبة، وأدت في نهاية المطاف بالنساء والفتيات الضحايا إلى بيوت الدعارة أو بيوت الرق والعبيد ». وكانت دراسة نمساوية أخرى أشارت إلى ما وصفته بـ »أرباح خيالية » تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات كعائدات مجزية حققتها عصابات الاتجار بالبشر وخصوصاً بالنساء والأطفال من خلال الاستخدام غير المشروع للإنترنت. وقال المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة في فيينا أن عدد حالات الاتجار بالأطفال بهدف البغاء والدعارة التي تم تسجيلها في العام 2005 بلغ أكثر من 4000 حالة، أي ما يعادل ضعف الرقم المسجل في العام 2004. وأوضح الناطق باسم المكتب هارالد غرامال أن غالبية جرائم الاتجار بالأطفال هي من جرائم العابرة للحدود، وخصوصاً في روسيا وأوكرانيا ورومانيا والولايات المتحدة .. انتشار الدعارة : في هذا الصدد أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية في بيان لها في شهر فبراير الماضي أنها أنهت حملة لمكافحة الدعارة ..والاتجار بالبشر والجرائم المرتبطة بهذه الظاهرة دامت لمدة أربعة أشهر وشملت معظم التراب الايطالي بما في ذلك جزيرتي صقلية وسردينيا. وأدت الحملة إلى توقيف 784 شخص ،97% منهم أجانب، و 1.311 مذكرة اتهام 93% منهم أجانب ، كما جرى احتجاز 15 مسكنا مستعمل لأغراض الدعارة، و 4 ملاهي ليلية، و 3 مختبرات ، لإعداد المخدرات . في حين منحت 45 فتاة رخصة إقامة لسبب الحماية الاجتماعية، لتعاونهن في التحقيقات. علما أن معظم الفتيات العاملات في هذا المجال قاصرات يجبرن على الدعارة في إيطاليا. وعلق وزير الداخلية جوليانو أماتو على هذه العملية بأنها « ذات أهمية قصوى لأنها تجسد إحدى أولويات عمله، وهي مكافحة الاتجار في النساء، القاصرات منهن بصفة خاصة، لأغراض الدعارة »، وهو ما اعتبره الوزير « أحد أحقر الجرائم المرتكبة للأسف في إيطاليا ». كما نوه الوزير بمبادرة إنشاء « مرقب للدعارة والجرائم المرتبطة بها »، الأسبوع الماضي لدى إدارة الأمن العام، ترأسه السكرتيرة لدى الوزارة مارتشيللا لوتشيدي، وهو يعنى بمكافحة الظاهرة والوقاية منها . وثيقة أوروبية لمكافحة الايدز: لقد أدى الاختلاط و العلاقات الجنسية ( الحرة ) إلى كوارث خطيرة على الحياة الانسانية ،و من بينها انتشار الايدز الذي هو مرض غربي بامتياز تم تصديره إلى افريقيا لينتشر هناك و تجهد وسائل الاعلام الدولية في إلصاقه بافريقيا ، فقد قدمت المفوضية الأوربية قبلبضعة أسابيع وثيقة جديدة لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في دول الإتحاد الأوروبي والدول المجاورة بداية حتى2009 . وتعتبرهذه الوثيقة استكمالاً للإستراتيجية الأوروبية التي تم إقرارها في عام 2004 . وتحدد الوثيقة الجديدة أولوية « تعزيز العمل الميداني » في مكافحة هذا المرض، من خلال التركيز على الحوار مع الأطراف المعنية مثل المرضى أنفسهم ،وذلك بمرافقتهم في مختلف مراحل مرضهم ، والتعاون مع ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص لتشجيع الأبحاث ،وفي إطار السعي إلى تفعيل مفهوم الوقاية ، وتشجيع البحوث لتطوير العلاجات . وقال المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الصحة وحماية المستهلك، ماركوس كبريانو،  » إنه يجب ألا ننسى أن الإيدز يشكل أحد الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة على المستوى العالمي »، معرباً عن قلقه من  » تراجع اهتمام الناس بموضوع الوقاية « . وركز المفوض الأوروبي على ضرورة التركيز على التربية وعلى اللجوء إلى علاقات جنسية  » في إطار الزواج  » ومتابعة العمل على منع انتقال المرض من الأم إلى الطفل ، في حال حصوله .. ومن جهته ، أكد فيليب تود ، الناطق بإسم كبريانو، أن المفوضية تعمل على إعطاء دفع سياسي للعمل في مجال مكافحة الإيدز عبر التوجه إلى منابعه الرئيسية في بلدان الإتحاد والبلدان المجاورة، « حيث أن المرض، وعلى عكس مما يشاع، ينتشر بسرعة في أوروبا « .الجدير بالذكر، أن أهم البلدان التي ينتشر فيها المرض خارج حدود الإتحاد هي روسيا البيضاء، مولدافيا، أوكرانيا ، وصربيا ،وروسيا ، رومانيا ،وبلغاريا . وتدعو المفوضية هذه البلدان على العمل من أجل مواجهة الوباء عبر التنسيق مع دول الإتحاد . الشيخوخة تنخر الغرب: في هذا الخصوص أصدر مركز الإحصاء الإيطالي « التقديرات المسبقة للمؤشرات الديمغرافية الرئيسية لسنة 2050 ». وذكر التقرير أن واحدا من كل خمسة إيطاليين يزيد عمره عن 65 عاما، أي بنسبة 19.5 في المائة من السكان، مقابل 16.5 في المائة قبل عشر سنوات. ويتوقع أن ترتفع النسبة إلى 34 في المائة بحلول سنة 2050. وعلى الرغم من الارتفاع الضئيل لنسبة الخصوبة، فإن نسبة القصر أو العجز لا تزال منخفضة، ففي سنة 1995 كانت 18.4 في المائة ، لتصبح السنة الماضية 17.1 في المائة، ويتوقع أن تنخفض أكثر لتصل إلى 15.4 في المائة سنة 2050 . كما جاء في جاء في تقرير لمركز الإحصاء الإيطالي ،إيستات، حول « الحمل والولادة والرضاعة بالثدي »، أن ايطاليا تأتي في طليعة الدول الاوروبية التي تجرى فيها عمليات جراحية اثناء الولادة ، بنسبة 35،2 في المائة ، أي أعلى نسبة للولادات القيصرية في القارة الأوروبية و ذلك في مسح للولادات في سنتي 2004 و2005، في حين كانت النسبة في 1999-2000 تعادل 29.9 في المائة ، متجاوزة بذلك النسبة المققرة من قبل المنظمة العالمية للصحة وهي 15 في المائة ، كما أنها أعلى من النسبة المتوسطة الأوروبية 23.7 في المائة ، وفي الولايات المتحدة الأميركية 27.5 في المائة ، وكندا 21.2 في المائة أنتشار الامراض النفسية : ففي فرنسا وحدها عشرة ملايين امرأة يستشرن منجمات كل عام بسبب خوفهن من المستقبل ، تحت وطأة الضياع النفسي والروحي ..فكم مليونا من النساء في سائر أوروبا ، وفي أمريكا ، وفي باقي دول العالم ؟ألسن عشرات من الملايين الأخرى ؟ كما دعا وزير الصحة الإيطالي فرانشيسكو ستوراشي إلى ضرورة إعادة النظر في قانون بزاليا الصادر عام 2000 والقاضي بغلق جميع مستشفيات الأمراض العقلية المتواجدة في إيطاليا. وكشف الوزير الإيطالي أن 10% من الإيطاليين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية كالانهيار العصبي وانفصام الشخصية، وتعاني 600 ألف أسرة من هذه المشكلة. وأشار ستوراشي إلى وجود 200 ألف شخص يمثلون خطرا حقيقيا على وسطهم الأسري لأنه يصعب معالجتهم سواء بالأدوية أو بوسائل علم النفس.وجدير بالذكر أن قضية مستشفيات الأمراض العقلية كانت مثار نقاش وجدال واسع في إيطاليا قبل غلقها نهائيا عام 2000، وذلك بسبب المعاملات العنيفة التي كان يتعرض لها المرضى والتي لا تساعدهم على الشفاء .. وحذر تقرير طبي بريطانى من الآثار السلبية لانتشار أمراض الخرف في المملكة المتحدة .. لا سيما بعد ارتفاع معدلات عدد المسنين ، الأمر الذي يتطلب وجود خدمات رعاية مختصة بهؤلاء المرضى .. مما قد يتسبب في حدوث عجز اقتصادي كبير في المستقبل . وكشف تقرير – أعده باحثون من  » معهد الطب النفسي  » التابع لـ « جامعة كينجز كوليج  » البريطانية عن حجم الخسائر المادية التي تتكبدها المملكة المتحدة ، بسبب « أمراض الخرف »، .. حيث بلغت نحو 17 مليار جنيه إسترليني سنوياً . ويشير التقرير – الذي شارك في إعداده خبراء من  » مدرسة لندن للاقتصاد  » :  » إن عدد  » مرض الخرف  » في المملكة المتحدة سيبلغ نحو مليون شخص خلال عشرين عاماً ، كما يتوقع أن يصل المجموع الكلي لهذا النوع من الحالات فيها إلى 1.7 مليون شخص بحلول عام 2050  » ويوضح الباحثون بأن أمراض الخرف ترتبط بالتقدم في السن ، وهي تشمل : مرض الزهايمر وأمراض الشرايين التي تؤدي إلى تأثر أداء الذاكرة عند الفرد وإحداث صعوبات في النطق .. إلى جانب ما تتسبب به من تغيرات كبيرة تطال السلوك اليومي للفرد بسبب العجز الناجم عن الإصابة . وطبقاً لقولهم فـ :  » إن عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الخرف في المملكة المتحدة يقدر حالياً بنحو 700 ألف شخص ، حيث يبلغ معدل الإصابة بين الأفراد ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً نحو 5% .. لترتفع إلى 20% بين الأفراد الذين تجاوزوا الثمانين عاماً . وبحسب التقرير ، فـ :  » إن ارتفاع معدلات انتشار أمراض الخرف في المملكة المتحدة ، خصوصاً مع توافر العلاجات للأمراض الأخرى ، وهو ما يسهم في زيادة أعداد المسنين – قد يتسبب في حدوث عجز اقتصادي كبير في المستقبل » كما حذر التقرير من :  » إن التزايد في أعداد المسنين بالنسبة للمجموع الكلي للسكان قد يؤدي إلى تعاظم الحاجة إلى وجود خدمات رعاية مختصة بهؤلاء المرضى … لينتهي الأمر بزيادة العبء على الجهات المعنية بذلك ، خصوصاً وأن الأسر في المملكة المتحدة تبدوا أقل استعداداً لتحمل هذا النوع من الأعباء مقارنة بالسابق  » .. علماً بأن رعاية هؤلاء المرضى من قبل أشخاص يعملون على مساعدتهم في المنازل سيوفر نحو ستة مليارات جنيه إسترليني سنوياً ، وفقاً للتقريرالذي نشرته وكالة قدس برس في 5 مارس 2007 .. وأظهرت دراسة حديثة أن الأمراض العقلية والنفسية بدءا من الاكتئاب الحاد إلى نوبات الغضب الجامح شائعة في العالم بصورة تبعث على الدهشة وأن معظم الحالات السيئة لا يتم علاجها.وقالت الدراسة التي تعتبر أكثر الدراسات تنسيقا على مستوى العالم أن نسب انتشار هذه الأمراض تختلف من دولة إلى أخرى، حيث ظهرت أعراض الأمراض النفسية على 4.3% من سكان شنغهاي خلال الأثني عشر شهرا الماضية، بينما بلغت النسبة 26% في الولايات المتحدة.وقال رونالد كيسلر من كلية هارفارد للطب في بوسطن والذي أشرف على الدراسة لصالح منظمة الصحة العالمية إن الناس لم يخفوا تاريخ مرضهم النفسي، وأوضح أن المرضى في بعض الدول كانوا أكثر تقبلا للتصريح بأنهم يعانون من أمراض عقلية ونفسية مثل الوسواس القهري والبوليميا واضطرابات ما بعد التعرض للصدمات النفسية. وأضاف « دائما نجد النسب عالية في الولايات المتحدة ولا نعرف ما إذا كان هذا صحيحا أو أن الناس في الولايات المتحدة أكثر استعدادا للاعتراف بما يعانون ».وتضمن فريق كيسلر 100 خبير يساعدهم ثلاثة آلاف في إجراء المقابلات مع أكثر من 60 ألف شخص من البالغين في 14 دولة، وشارك ضمن الفريق أطباء نفسيون مدربون لاكتشاف الأعراض غير الظاهرة للأمراض النفسية .. وكانت دراسات أمريكية متخصصة قد أظهرت ارتفاعا حادا ومستمرا فى اعداد المراهقين الأمريكيين دون سن العشرين الذين تناولوا أدوية مضادة للأمراض النفسية خلال الفترة.وقالت الدراسة المنشورة في عدد يونيو من دورية (أرشيف الطب النفسى العام) ان تلك الفترة شهدت ازديادا ملحوظا في تعاطي الأطفال والمراهقين العقاقير المعالجة لأمراض نفسية من بينها الانفصام في الشخصية والجنون وهي أمراض تفقد الشباب القدرة على التواصل مع الواقع. وأضافت أن ثمة ارتفاعا في مستويات القلق لدى الاخصائيين وعامة الناس في الولايات المتحدة جراء تلك النتائج التي تعد الأولى من نوعها مشيرة الى ان غالبية الادوية التي قررها الأطباء للمرضى من المراهقين والأطفال لم تحصل على موافقة من ادارة الأغذية والدواء الأمريكية بأن يتم منحها للاطفال. وأشارت الدراسة الى تضاعف أعداد الأطفال والمراهقين الذين تلقوا أدوية لعلاج الأمراض النفسية ست مرات وقالت ان عدد الزيارات التي يقوم بها المراهقون والأطفال دون 21 عاما لعيادات الصحة النفسية قد زاد بنسبة 2،9 في المئة خلال تلك الفترة مشيرة الى ان 3،18 في المئة من تلك الزيارات قد انتهت بكتابة وصفات طبية وأدوية.واضافت ان الذكور والشباب من أصحاب البشرة البيضاء مثلوا غالبية من تلقوا علاجا للأمراض النفسية خلال الفترة محل الدراسة مشيرة الى ان العقاقير التي أقرها الأطباء تتعامل مع عدة أمراض تتصل بالخلل السلوكي والتغيرات المزاجية والخلل النفسي والعقلي. الولع بالمظاهر : لقد أفقدت الروح الاستهلاكية في الغرب المرأة ثقتها بنفسها ، فأصبحت تبحث عما يرضي الرجل رغم استقلالها الاقتصادي عنه ، حيث لم يوفر لها العمل بديلا عن الحياة في كنف الرجل ، فغدت تبحث عن كل ما يثير فضوله ، و يرغبه في الاقبال عليها .و قد أظهرت دراسة صدرت نشرت في شهر فبراير الماضي في اليونان، أن جراحات التجميل أصبحت تحظى بشعبية كبيرة ، وإنه يتم اجراء حوالي 10 آلاف عملية سنويا لأشخاص يرغبون في تغيير مظهرهم . ونقلت صحيفة كاثيميريني اليومية عن ييانيس ليتراس ، رئيس الاكاديمية الاوروبية لجراحات التجميل، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة اليونانية ، أن معظم العمليات بالبلاد تجري على الأنف ، ويليها العمليات التي تجري على الصدر، ثم عضلات الردفين . وأضاف ليتراس أن التغييرات التي تتم عن طريق جراحات التجميل تعتمد بالاساس على القدرات المالية للمرضى . وأوضح ليتراس إنه خلال الفترة التي ارتفع فيها المؤشر العام لبورصة أثينا لأرقام فلكية بنهاية التسعينيات، ارتفع معدل عمليات التجميل إلى الذروة ، حيث وصل الى 25,000 عملية سنويا. وتجرى نحو 350 ألف جراحة تجميل في أسبانيا سنويا وهو معدل يفوق جميع الدول الاوروبية. وذكرت صحيفة إيل موندو الاسبانية أن في ماربيلا ومناطق أخرى على ساحل «إل سول» تزدهر صناعة جراحات التجميل في العديد من المناطق . حتى أطلقت صحيفة الباييس على المنطقة «ساحل المبضع» وتعني مبضع جراح التجميل . وأغلب من يخضعون لعمليات التجميل من الاسبان وليس من الاجانب وان 80 في المئة منهم من النساء.ويقول الجراح لويس دييلا كروز:  » قد تجد بين زبائني المعتادين عاملة بأحد المتاجر تأتي إلي وتقول لا أريد أن يبدو صدري كطفلة صغيرة « . وأصبحت جراحات التجميل إجراء معتاداً اليوم في أسبانيا فكثيرا ما قد تجد أبوين يوافقان على إجراء ابنتهما لجراحة تجميل مقابل تفوقها في الدراسة. ومن أشهر جراحات التجميل تكبير الصدر وشفط الدهون وتغييركل الانف والاذن وشد المعدة والوجه. وذكرت صحيفة مايو نيوز بتاريخ 20 ديسمبر 2006 أن العديد من الالمان ممن أجروا هذه العمليات الجراحية أصيبوا بعدها بالاكتئاب نتيجة عدم اقتناعهم الكامل بإجراء العملية التجميلية. وقالت الجراحة مارينا ايزنمان، من عيادة ريجنزبورج (جنوب)، إن الجراحة التجميلية ما عادت حكرا على الأثرياء لأن المزيد والمزيد من الألمان أصبحوا قادرين على إجرائها. وقدرت ايزنمان أن من الممكن للألمانية إجراء عملية تجميل متوسطة الكلفة في الوجه حينما يتخلى عن سفرتين سياحيتين فقط. وطالبت ايزنمان بوقف ظاهرة التجميل « الباربية » (نسبة إلى دمى باربي الشهيرة) والكف عن إهداء الجراحات التجميلية للآخرين. وتعتبر عمليات الأنف والثديين (تكبير أو تصغير) وشد بشرة الوجه وشفط الشحوم من أكثر العمليات التجميلية الرائجة بين النساء. مع ملاحظة أن 28% من الألمانيات مستعدات لإجراء عمليات تجميلية في أجزاء معينة لا تعجبهم في أجسادهن ، وهي حالات نفسية تعبر عن مدى القلق ،الذي ينتاب الانسان عندما يفتقد أعماق وجدانه ، وهي أفراح الروح ، بتعبير سيد قطب رحمه الله .. الحجاب يغري الغربيات لذلك يحارب في كل مكان: يروي عبدالرزاق المبارك قصة فتاة غربية فيقول  » كنا في رحلة دعوية وترفيهية في مدينة سياتل، وما إن غربتْ شمس ذلك اليوم إلا وقد جاءت البشائر بإسلامها وانشراح صدرها لدين الإسلام وارتدائها للحجاب « .وعندما سُئلتْ كيف تم ذلك؟ قالت: إن سبب اعتناقها للإسلام هو ما رأته من مظاهر الحشمة وخلق الحياء بين المسلمات ومِن تَركهن للاختلاط والتبرج الذي دمر قيم الأسرة والمجتمع في بلادهم وما رأت في ذلك من البهاء والجمال، وكيف انجذبت إلى نداء الروح الذي تحرك في سويدائها حين اصطف المسلمون للصلاة خاشعين متذللين لله على الجانب الآخر في مشهد هو غايةٌ في التأثير.. أما الشيء المثير حقا في هذه الحادثة، أن أولئك النسوة اللائي كُنّ سببا لهدايتها،كنّ كلهنّ من الأمريكيات اللاتي اخترن الإسلام على ما سواه من الأديان وتعبدن لله لا سواه وعضضن بالنواجذ على مقتضى لا إله إلا الله.. واقتدينَ بإمهات المؤمنين، فلبسنَ الحجاب الكامل!! بل ألم تسمعي عن تلك المرأة النصرانية الأخرى التي رأت فتيات مسلمات يمشين في الطريق مُتوجاتٍ بوقار الحشمة والحجاب ؛ فحرك مرآهنّ في نفسها ساكنا! وبعد أن سَألتْ عن خبرهن وقيل لها إنهن يَدِنَّ بالإسلام، اتجهت إلى دراسة هذا الدين حتى انتهي بها المطاف إلى اعتناقها للإسلام!! إن هذا المشهد الذي قد يظنه البعض عاديا وغير مؤثر، قد كان له الدور الأول في إنقاذ نفس إنسان من النار وجريان مثل أجر هذه الأخت المهتدية لهاتيك الفتيات المحجبات وهن غافلات لا يدرين عن أمرها شيئا. وأما مشاعر أولئك المسلمات الجديدات بعد ذلك وسعادتهن وراحتهن فلا تسألي!! هذه مجموعة من الغربيات اللاتي ذقن طعم الإيمان ولذة الاستقامة على هذا الدين يقلن واحدة تلو الأخرى : » زادني الحجاب جمالا ً » و » الحجاب إعلان عام بالالتزام  » ، و » الحجاب شعار تحرر « ،و « الحجاب يوفر لي مزيداً من الحماية « ، و  » عندما أسلمتُ أصررتُ على ارتداء الحجاب بالكامل ، من الرأس إلى القدم « ،و  » الحجاب جزء مني، من كياني، فقد ارتديته قبيل إسلامي لإحساسي أنني أحترم نفسي وأنا أرتديه  » ..وأخريات منهن يهتفنَ تباعا:  » شعرتُ أنني كنت دائماً مسلمة » و « اكتسبتُ من الإسلام القوة لمواجهة الناس  » و  » أجاب الإسلام عن جميع تساؤلاتي  » و » وجدت في الإسلام ضالتي وعلاج أزمتي « و » قبل إسلامي كنتُ لا شيء، والأجدر باسمي ، قبل إسلامي ، أن يكون « لاشيء » » و  » أصبح هدفي الأسمى الدفاع عن هذا الدين »و » صارت الصلاةُ ملاذي والسجود راحتي وسكينتي « و » فرحتي لا تُوصف « و » شدتني العلاقة المباشرة بين العبد وربه « و » المرأة الغربية ليست متحررة كما قد تتوهم المسلمة، المرأة الغربية لا تعرف ماذا تريد ، أُحسُّ في قلبي رقة لم أعهدها قبل إسلامي ، تعرفتُ على وحدانية الله فبكيت  » و » نطقتُ بالشهادتين فسرتْ في عروقي قوة خارقة، الإسلام هو الذي أعطاني الأمان ، اكتشفت كنوزاً كنتُ أجهلها  » و  » حياتي بـدأتْ عندمـا أسلمت، وسنواتُ عمري الماضية لا قيمة لها  » ..ومن الكلمات التي تعبر عن الفرح الغامر الذي يستنطق الدمعة من الجفن، ومن هذا الذي تفيض به قلوب الداخلات في دين الله كلمات اليونانية « تيريز » تصرخ حتى إن صوتها ليكاد أن يصل إلى نجوم السماء الزهر: « لا أريد أن أتحدث، ففرحي بالإسلام لا يوصف أبداً، ولو كتبتم كتباً ومجلدات لن تكفي لوصف شعوري وسعادتي، أنا مسلمة، مسلمة، مسلمة، قولوا لكل الناس إنني مسلمة وسعيدة بإسلامي، قولوا لهم عَبْر وسائل الإعلام كلها: « تيريز اليونانية أصبحت خديجة: بدينها، بلباسها، بأعمالها، بأفكارها » و يروي عبدالرزاق المبارك عن زيغريد هونكة صاحبة كتاب  » شمس الله تُشرق على الغرب  » فيقول  » ويطيب لي هنا أن أُثَـلثَ بثالثة الأثافي، قصة العالمة الألمانية زيغريد هونكة صاحبة الكتاب الشهير « شمس العرب تسطع على الغرب » والذي بينتْ فيه، كما هو معلوم، فضل حضارة المسلمين وتمدنهم على الغرب ونهضته الأخيرة بعد عصور الظلام التي غطتْ أوروبا في غطيطها قرونا طويلة … زيغريد هونكة التي تَمَلّك حبُّ العرب وثقافتِهم ومجدِهم شَغاف قلبها بما لا يكاد أن يكون له مثيل بين الأوربيين وأحبتْ الإسلام لحبها لهم ولعلمها بأنه هو الذي أخرجهم بين الأمم خير أمة أخرجت للناس، وقد حدثني بخبرها الدكتور علي الدفاّع عالم الرياضيات المعروف في جامعة البترول بالظهران بنفسه مشافهة قال:كنت في أحد المؤتمرات العلمية في أوربا وقد تحدثتُ إلى الدكتورة هونكة وكنت مطلعا على كتاباتها وإنصافها لعقيدتنا وحضارتنا ورأيتُها وقد كبِرتْ سِنُّها قلت لها: إن لي حلما جميلا أرجو له أن يتحقق!! فقالت لي: وما هذا الحلم.. قال فأجبتُها: بأن حياتك العلمية والثقافية الطويلة في الدفاع عن مآثر العرب والمسلمين وتاريخهم أرجو أن يكون لهذه الحياة الحافلة وهذه السيرة العلمية المميزة تكملة جميلة وأن تختم بأحسن ختام وذاك بأن تدخلي في الإسلام!! قال محدثي: وقد رأيتُ عينيها اغرورقتا بالدموع ثم قالت لي بالعربية الفصيحة: « بيني وبين ذلك قاب قوسين أو أدنى » قال فما مرعام أو أكثر حتى سمعتُ خبر اعتناقها للإسلام وسمعتُ خبر وفاتها بعد ذلك بمدة رحمها الله.. اهـ. وعندما سُئلتْ في أحد المؤتمرات الإسلامية ما نصيحتها للمرأة العربية التي تريد طي الماضي وخلع الحجاب، قالت زيغريد هونكة: « .. لا ينبغي لها أن تتخذ المرأة الأوربية أو الأمريكية أو الروسية قدوة تحتذيها، أو أن تهتدي بفكر عقدي مهما كان مصدره، لأن في ذلك تمكينا جديدا للفكر الدخيل المؤدي إلى فقدها مقومات شخصيتها، وإنما ينبغي عليها أن تستمسك بهدي الإسلام الأصيل، وأن تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح، اللاتي عشنه منطلقات من قانون الفطرة التي فُطرنَ عليها، وأن تلتمس العربيةُ لديهن المعايير والقيم التي عشن وفقا لها، وأن تكيف تلك المعايير والقيم مع متطلبات العصر الضرورية وأن تضع نصب عينيها رسالتها الخطيرة الممثلة في كونها أم جيل الغد العربي، الذي يجب أن ينشأ عصاميا يعتمد على نفسه ».ومثلها قالت الكاتبة الأمريكية هيلسيان ستانسبري بعد أن قضت في إحدى العواصم العربية عددا من الأسابيع. وعندما عادت إلى بلادها لم يكن ذلك ليمنعها من أن تدلي بشهادتها وتمحض النصح حيث تقول: « إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيّد الفتاة والشاب في حدود المعقول. وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم أخلاق موروثة تحتِّم تقييدَ المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية، التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا.. امنعوا الاختلاط، وارجعوا إلى الحجاب، فهذا خيرلكم من إباحية ومجون أوروبا وأمريكا » . ( 13) والآن بعض ما قاله المسلمون الغربيون الجدد : الصحفية الانجليزية روز ماري هاو : » إن الاسلام قد كرم المرأة واعطاها حقوقها كإنسانية وكامرأة ، وعلى عكس ما يظن الناس من أن المرأة الغربية حصلت على حقوقها ، فالمرأة الغربية لا تستطيع مثلاً ان تمارس انسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة المسلمة ، فقد أصبح واجبا على المرأة في الغرب أن تعمل خارج بيتها لكسب العيش ، أما المرأة المسلمة فلها حق الاختيار ومن حقها أن يقوم الرجل بكسب القوت لها ولبقية افراد الأسرة  » .. الصحفي الأمريكي جادي واندر :  » من خلال معايشتي للمسلمين ، اكتشفت العلاقة الرائعة بين افراد الأسرة المسلمة ، وتعرفت كيف يعامل الآباء المسلمون أبناءهم ، وعرفت العلاقة الوثيقة التي تربط أفراد الأسرة المسلمة ، كما أعجبت بالمكانة التي يتمتع بها كبار السن بين المسلمين ، وفي الوقت الذي أجد فيه كبار السن في الغرب ، وفي بلدي امريكا قمة الحضارة الغربية المادية المعاصرة ، يلقى بهم في مؤسسات العجزة وينبذون فلا يلتفت اليهم أحد ، أجد الجد والجدة المسلمين في مركز الأسرة وبؤرتها من حيث الحفاوة والتكريم … لقد احببت ذلك كثيرا  » .. منى عبد الله ماكلوسكي : ألمانية اعتنقت الإسلام »  » إن المرأة المسلمة معززة مكرمة في جميع نواحي الحياة ، ولكنها اليوم مخدوعة مع الأسف ببريق الحضارة الغربية الزائف ، ومع ذلك فسوف تكتشف يوماً كم هي مضللة بعد أن تعرف الحقيقة . وفي ظل الإسلام استعادت المرأة حريتها واكتسبت مكانة مرموقة ، فالاسلام يعتبر النساء شقائق الرجال، وكلاهما يكمل الآخر  » .. سالي مارش – أمريكية اعتنقت الاسلام : « على فرض وجود بعض القيود على المرأة المسلمة في ظل الاسلام ، فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة المرأة المسلمة نفسها ولخير الاسرة والحفاظ عليها متماسكة قوية ، وبالتالي فهي لخير المجتمع الاسلامي بشكل عام . لقد لاحظت أن المشكلات التي تعاني منها العائلات الغربية لا وجود لها بين الأسر المسلمة التي تنعم بالسلام والهناء ، ولقد أحببت هذا الجانب من الحياة الاسلامية ، لأنه يمنح الزوجة والزوج والأبناء من حب وإخلاص يغمر حياتهم وليس هذا فحسب ، بل إن فضل هذا الاخلاص في العلاقات الزوجية بين المسلمين يمنحهم ثقة أن أبناءهم حقاً من صلبهم غير دخلاء عليهم ، وهذا مفقود في المجتمعات الأخرى  » .. دوم لافدو- نحات وناقد فني انجليزي:  » يوم كانت النسوة يعتبرون في العالم الغربي مجرد متاع من الامتعة ، ويوم كان القوم هناك في شك جدي من أن لهن أرواحاً ، كان الشرع الاسلامي قد منحهن حق التملك ، وتلقت الأرامل نصيباً من ميراث ازواجهن ، إلا أن علينا أن لا ننسى أن الأبناء الذكور وحدهم كانوا حتى فترة حديثة نسبيا ينالون في الديار الغربية حصة من الإرث  » .. ايفلين كوبولد ، انجليزية اعتنقت الاسلام:  » الحق أقول ، إن الحب عندنا وكما يفهمه الغربيون ، ما يزال قريبا من الغريزة الجنسية ، مقصورة دائرته أو تكاد على ما تلهمه هذه الغريزة ، أما الحب بمعناه الانساني السامي ، والحب على أنه عاطفة انسانية سامية أساسها إنكار الذات والرقي النفسي الى عالم الخير والجمال ، والحق فهذا ما لا يفكر به أحد أو يتصور وجوده انسان ، وهو إلى ذلك كله موجود في الاسلام منطو في هذه الأخوة الاسلامية التي تجعل من الفرد عبدا يعمل لخير المجموع ، وفرداً أقصى همه أن يعمل للاحسان ، والاحسان أبداً  » ( 14 ) (*) أعد هذا البحث لمجلة المجتمع الكويتية من مراجع البحث : ( 1 ) فدوى بنيعيش : حقوق المرأة في أميركا ( 2 ) عبدالباقي خليفة : تجارة الرقيق الأبيض في أوربا ( 3 ) في شهر مارس 2007 نشرت الصحف ومواقع الانترنت من بينها موقع ،الحوار ، خبر مصور عن شاب ألماني أنجب 4 أطفال من شقيقته و يرفض طلاقها ..وهي ظاهرة في الغرب وليس مجرد حالة شاذة . ( 4 ) فدوى بنيعيش :حقوق المرأة في أميركا ( 5 ) الدكتورة بثينة شعبان في محاضرة ألقتها بمركز كفتارو في 12 مارس 2006 . ( 6 ) نورة السعد : المفهوم الغربي لقضية تحرير المرأة ( 7 ) ايتسات ( 8 ) قناة راي الايطالية (8 ) مفكرة الاسلام (9) http://news.maktoob.com/ ( 10 ) قناة راي الايطالية ( 11 ) ادريس الكنبوري : الصراع بين الاسلام و التغريب في قضية المرأة ( 13) عبدالرزاق المبارك : لكي لا يتناثر العِقد!! ( 14 ) ليلى غليون : قالوا عن المرأة في الاسلام 15 بتاريخ مارس 2007 المصدر : صوت الحق والحرية (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 مارس 2007)


 

فلسفة الجمال تربط الشرق والغرب في تونس

  

تحتضن مدينة الحمامات التونسية حاليا لقاء ثقافي دولي حول موضوع « الفنون بين الشرق والغرب ». ويشارك في هذا الملتقى الثقافي الذي انطلق الأسبوع الجاري ويستمر حتى الأربعاء، مفكرون ومبدعون ومهتمون بفن وعلم الجمال من العالم العربي وأوروبا. واستعرض المشاركون مجموعة من البحوث والدراسات الثقافية والفكرية والفلسفية التي تهتم بمسألة الجمال في شتى المجالات الفنية ومنها المسرح والفنون التشكيلية والموسيقى والسينما والأدب، بالإضافة إلى اهتمامها بعدة إشكاليات من بينها التفاعل الفني والثقافي بين الشرق والغرب. وتميزت الندوة بحضور الموسيقار وعازف العود العراقي نصير شمه الذي قدم عرضا موسيقيا عزف فيه مجموعة من مؤلفاته الموسيقية المتميزة. ولاقى العرض إقبالا جماهيريا كبيرا ضم إضافة إلى المشاركين في الندوة نخبة من المعجبين بإبداعات شمه. وقال شمه في تصريح بالمناسبة إن هذا اللقاء يكتسي أهمية كبرى نظرا لموضوعه الذي يناقش ويبحث في فلسفة الجمال بين الشرق والغرب. وأضاف أن الموسيقى تشكل الجسر المتواصل بينهما وربما صورة أمثل لقيمة الجمال، وهي التجسيد المسموح الذي يحمل رؤى يبصرها المتنور. وتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية الموازية له من بينها أمسية شعرية للشاعرة والرسامة التونسية شيماء عيسى، وتكريم التشكيلي التونسي نجيب بلخوجة، وحفل توقيع الفرنسي روني بسرون لكتابه الجديد تحت عنوان « 30 عاما محاضرات في تونس ».  (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 20 مارس 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء) 


مصر: «الإخوان» يقاطعون الاستفتاء وواشنطن تخفف المطالبة بالإصلاح

القاهرة – الحياة     في ما بدا تحولاً لافتاً في موقف واشنطن من مطالب الإصلاح في مصر، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن التعديلات الدستورية المثيرة للجدل التي دعا الرئيس حسني مبارك الشعب إلى استفتاء عليها تأتي «في إطار الإصلاحات السياسية والاقتصادية». وكثفت الحكومة استعداداتها لإجراء الاستفتاء الاثنين المقبل، فيما أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» أنها ستقاطعه. وكان الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر عجّل بتمرير تعديلات طلبها مبارك على 34 مادة من الدستور اعتبرت المعارضة ومنظمات حقوقية دولية أنها «تفتح الطريق أمام الدولة البوليسية وتلغي ضمانات مهمة للحريات العامة ونزاهة الانتخابات».. وتتضمن التعديلات إلغاء الإشراف القضائي المباشر على الانتخابات وتمنح أجهزة الأمن صلاحيات واسعة، إضافة إلى حظر أي نشاط سياسي على أساس ديني. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك قوله أول من أمس إن هذه الخطوات «يجب وضعها في إطار الاصلاحات السياسية والاقتصادية في مصر». وأضاف ماكورماك الذي انتقد غالباً السياسات المصرية في ما يتعلق بالإصلاح السياسي: «في ما يتعلق بهذا الاستفتاء وهذه التعديلات الدستورية لا أريد اليوم إعطاء توضيحات مفصلة جداً لوجهة نظرنا (…) بصراحة لا أريد أن أضع الولايات المتحدة وسط ما ينبغي اعتباره حدثاً سياسياً داخلياً في مصر». وتزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس القاهرة السبت في إطار جولة في الشرق الأوسط. وعندما سئل ماكورماك عن تعجيل الاستفتاء خلال مؤتمره الصحافي، امتنع عن التعليق. وقال: «لن أدلي بتعليق معين حول المدة» الممنوحة للناخبين. وأضاف: «بعض التعديلات يثير التساؤل لمعرفة ما إذا كانت الحكومة المصرية تحترم المعايير (الديموقراطية) التي حددتها لنفسها». وتثير هذه التصريحات الاستغراب، خصوصاً أنها تأتي بعد أقل من سنتين على الخطاب الذي ألقته رايس في الجامعة الاميركية في القاهرة وقالت فيه للقادة العرب إن «تخوفهم من الخيارات الحرة لا يمكن بعد الآن أن يبرر رفضهم للحرية»، كما تتناقض مع تهديد واشنطن القاهرة بتعليق مساعدتها المالية والعسكرية بسبب سجن المرشح الرئاسي الدكتور أيمن نور في كانون الأول (ديسمبر) 2005. وفي القاهرة، قرر «الإخوان» مقاطعة الاستفتاء، فيما بدأت الحكومة استعداداتها لإتمام عملية الاقتراع بأكبر نسبة مشاركة ممكنة. وأرسلت الجماعة أمس رسائل قصيرة على الهواتف المحمولة لأعضائها ووسائل الإعلام لإبلاغهم قرار المقاطعة، ودعت المواطنين إلى عدم المشاركة في الاستفتاء. وقال نائب مرشد «الإخوان» الدكتور محمد حبيب لـ «الحياة» إن «الجماعة اتخذت قرار المقاطعة اتفاقاً مع رؤية وتوجه مختلف القوى السياسية والوطنية، ورفض الرأي العام التعديلات، وإصرار النظام على تمريرها عبر الاستفتاء من دون إعطاء فرصة لمناقشتها، فضلاً عن ضربه بعرض الحائط كل الآراء والاقتراحات». وأضاف: «نعرف ان المسألة (الاستفتاء) نتيجتها معروفة سلفاً، وسواء شاركنا أم لم نشارك فالنتيجة محددة». وارجأ بعض أحزاب المعارضة إعلان مواقفه من الاستفتاء. وتعقد الأمانة التنفيذية لحزب «التجمع» اجتماعاً اليوم لحسم موقفها. وفي المقابل، عقد وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي اجتماعاً مع قيادات الوزارة في إطار الإعداد للاستفتاء. وأكد ثقته في أن «الأداء الأمني سيكون على مستوى الحدث الذي يمثله الاستفتاء، كونه خطوة تاريخية في مسيرة الإصلاح». وطالب قيادات الوزارة «بالانتهاء من الإجراءات اللازمة كافة في الوقت الملائم». ووافق «مجلس القضاء الأعلى» التابع لوزارة العدل، أمس، على نقل رؤساء محاكم الاستئناف ورؤساء المحاكم الابتدائية وقضاتها وأعضاء النيابة العامة لرئاسة لجان الاستفتاء. وأعدت «الهيئة العامة للاستعلامات»، وهي جهاز تابع لوزارة الإعلام، دليلاً للناخبين يشرح «التسهيلات التي سيتم تقديمها خلال الاستفتاء». إلى ذلك، أعلنت جماعة «الإخوان» أن قوات الأمن في مدينة إسنا جنوب محافظة قنا (صعيد مصر) ألقت القبض أمس على أحد ناشطيها وأحالته على النيابة بتهمة توزيع بيانات لرفض التعديلات. وقالت إنه «لا يزال محتجزاً ويتعرض للتعذيب». وأكدت أن «مباحث أمن الدولة أصدرت قراراً باعتقال اثنين من الإخوان أول من أمس، ورحلتهما إلى سجن وادي النطرون» بتهمة جمع تبرعات من دون ترخيص. من جهة أخرى، تظاهر أمام البرلمان أمس نحو 150 من أهالي منطقة «قلعة الكبش» القاهرية التي شهدت حريقاً مروعاً أول من أمس أتى على نحو 300 منزل، وطالبوا بتوفير منازل لهم، ما اضطر رئيس البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور إلى استدعاء محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير الذي حاول إقناع المتظاهرين بالانصراف ووعدهم حل مشكلتهم في المحافظة. إلا أنهم رفضوا وأصروا على رفع شكاواهم إلى سرور والنواب. وأكدت الحكومة بعدها أن الرئيس مبارك «يتابع باهتمام كبير تطورات الحادث وأوضاع المتضررين». وقال الناطق باسم مجلس الوزراء الدكتور مجدي راضي إن «الرئيس بحث في الأمر مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وأُطلع على ما تقوم به الحكومة لتدارك آثار الحادث، وقرر تقديم معونات عاجلة للمتضررين». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 22 مارس 2007)


اعترف للمحققين بقتله زوجته وولديه و15 طفلاً و15 امرأة …

الجزائر: محاكمة «أبو عثمان آر. بي. جي.» آخر «أمراء الجماعة» ومنفذ مذابح الرايس وبن طلحة

الجزائر – محمد مقدم     كشفت مصادر قضائية جزائرية أن «أميراً» بارزاً في «الجماعة الإسلامية المسلحة» معتقلاً منذ 2005، يُحاكم بتهمة قتل مئات الأشخاص في مذابح الرايس وبن طلحة التي شكّلت أوج العنف في الجزائر في النصف الثاني من الستعينات. وقالت إن القضاء عيّن محاميين لـ «الأمير» نور الدين بوضيافي، لكنهما رفضا الدفاع عنه، ربما بعدما تبيّن انه اعترف للمحققين بجرائمه، وبينها قتله زوجته وولديه و15 طفلاً آخر. وأفادت المصادر أن محكمة الجنايات في مجلس قضاء الجزائر العاصمة أرجأت الثلثاء النظر في قضية بوضيافي المكنى «أبو عثمان» و «حكيم أر. بي. جي» إلى الدورة الجنائية المقبلة، بعد رفض هيئة دفاع عينتها المحكمة المهمة. وعيّنت هيئة المحكمة في البداية محامياً للدفاع عن «ابو عثمان»، لكنه رفض، فتم تعيين محام ثان رفض بدوره المرافعة عن المتهم الذي يعتبر واحداً من قلة من «أمراء الجماعة» يمثل وجاهياً أمام القضاء منذ توقيف أميرها الأول عبدالحق العيادة («أبو عدلان») في أيلول (سبتمبر) 1993. ويتهم القضاء الجزائري «أبو عثمان»، بحسب محضر الإحالة، بـ «نشر التقتيل والتخريب والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة غرضها بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو من انعدام الأمن والمساس بأمن الدولة وممتلكات الأشخاص وحيازة أسلحة حربية وجنحة التزوير واستعمال المزور». وينافس «أبو عثمان» في «سجلّه الحافل» الناشط في «الجماعة» محمد عوار الذي أوقفته أجهزة الأمن في 2002 واعترف بأنه قتل 1815 جزائرياً في إطار نشاطه في «سرية المجازر» في «الجماعة». وجاء في إفادة «أبو عثمان»، خلال التحقيق معه، أنه قتل في الشهور الأخيرة التي سبقت توقيفه في 2005 زوجته وولديه و15 طفلاً آخرين و15 إمرأة. واعتقلته أجهزة الأمن في باب الزوار (15 كلم شرق العاصمة) في تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 في إطار تحريات في شبكات دعم «الجماعة الإسلامية المسلحة». واعترف بأنه بدأ نشاطه ضمن «الجماعة» في 1992 وكلّفه في بداية الأمر أميرها آنذاك «آيت عمار» بشراء مواد غذائية للجماعة ورصد تحركات الأمن. وبعد تنصيب شريف قوسمي «أميراً على الجماعة» في 1994 كُلّف مواصلة نشاطه في منطقة البليدة (50 كلم جنوب الجزائر)، ودمج ضمن صفوف «الكتيبة الخضراء» (أخطر كتائب الجماعة) وبقي فيها حتى تعيين عنتر زوابري («أبو طلحة») على رأس «الجماعة» في تموز (يوليو) 1996، فتلقى تكليفاً بتنفيذ اغتيالات. ونفّذ في هذا الإطار مجازر عدة بينها مجزرتا بن طلحة والرايس في شرق الجزائر العاصمة واللتي قُتل فيهما ما يزيد على 600 قروي في آب (اغسطس) وأيلول (سبتمبر) 1997. وبعد قتل قوات الأمن زوابري في 2002 واصل «أبو عثمان» تنفيذ عمليات الاغتيال لمصلحة «الجماعة» تحت لواء أميرها الجديد رشيد قوقالي («أبو تراب الرشيد») في ضواحي البليدة وشارك في نصب حواجز مزيفة وعمليات ابتزاز إلى غاية 2005 عنما تطورت الانشقاقات والخلافات في صفوف الجماعة إلى حد نشوب معارك داخلية من أجل الظفر بزعامتها. وبسبب هذه الخلافات، دبّر «أبو عثمان» بالتواطؤ مع أنصار له مؤامرة ضد «الأمير أبو تراب» وتمكن فعلاً من قتله وأخذ مكانه «أميراً» على رأس «الجماعة» التي اضمحل نشاطها حالياً إلى حد كبير. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 مارس 2007)


في العراق..بعد عذاب البعث..والاحتلال..جاء دور الطائفية…

بوراوي  الزغيدي بعد التهجير القسري الناتج عن الاحتلال العسكري للعراق وبعد الاعدام والقتل على الهوية السياسية يعيش العراقيون كارثة التطهير  الطائفي الذي  يمارسه السنة ضد الشيعة والعكس بالعكس..وقضية الشيعة والسنة فاقت التصورات في امتدادها التاريخي وخصوصا في وسائل الحوار بين الطائفتين.
اما الاسباب فهي تاريخية او قل ما قبل تاريخية باعتبار المسلمين لم يدخلوا التاريخ بعد في انتظار ان يحلوا مشاكل السقيفة وقضية الخلافة بين الصحابة الاوائل الذين ماتوا وشبعوا موتا في حين ان اتباعهم في ايران والعراق ولبنان وفلسطين وحتى في بلادنا مازالوا يتخاصمون ويتذابحون حول اهلية عثمان بن عفان للخلافة وحول قتلته الذين هربوا واخفاهم علي والبحث جاري من اجل العثورا عليهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة حسب قوانين الشرعية الدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان.. وقف التاريخ امام المسلمين في انتظار ايجاد قتلة الخليفة..وطارت رؤوس ورؤوس..وفعل معاوية فعلته ومارس العباسيون رجولتهم وتحطمت الدولة الاسلامية الى اشلاء ومماليك وفقد الاسلام وهجه الديني ليصبح وسيلة حكم وتسلط وتطورت الامم والشعوب وفعلوا فعلهم في التاريخ والجغرافيا والعلم والتكنولوجيا وعلوم الفضاء..ووصل البحث العلمي في الغرب الى حدود المجهول ; وشيوخ الردة يبحثون عن قتلة عثمان بن عفان ويحاولون ارجاع العجلة للوراء الوراء الوراء لعل علي بن ابي طالب يفوز بالخلافة بعد موت الرسول…. في العراق اليوم رجال اشاوس يمارسون القتل والسحل لهذه الاسباب..يقتل الشيعي السني دفاعا عن  ابن ابي طالب…ويقتل السني الشيعي نكالة بالحسين ابن علي. مثلما قتل القوميون والبعثيون رفاقهم واخوانهم  بدعوى الدفاع عن الفكر وهو في الحقيقة دفاع عن السلطة والكرسي والمال والسلاح.. سناء..امراة  عراقية شابة في سن 18 ربيعا …اصل اهلها من الشيعة…لكنها قفزت على المصطنعات واحبت فراس الشاب العراقي الوسيم…وفراس سني من سامراء.. احب سناء حبه للعراق..وانجب منها وعاش معها قصة حب جميلة جدا بعيدا عن هواجس الطائفية والظلام…عاشوا تحت حكم صدام مثل العراقيين غياب الحرية وتسلط الحزب على الشعب وتسلط المخابرات على الجميع..ثم جاء المحتل ومارس عليهم كل انواع التنكيل والغطرسة…ثم تفجر الحقد الطائفي المبرمج من خلف الحدود …. عاش فراس حادثة قتل شقيقه على يدي عصابات الموت الشيعية…ثم مقتل امه العجوز واخته…كل هذا باسم علي ابن ابي طالب..ثم قرر الطائفيون ان بقاء فراس مع سناء حرام شرعا ومخالف لوصايا المهدي المنتظر ففصلوا بينهم ديمقراطيا أي بقتل فراس والتشنيع بجثته..وتركوا سناء و ابناءها لانها  شيعية… وهناك  في سامراء..الان…تعيش سناء فقرها ووحدتها ….ومثلها الاف العراقيين والعراقيات الذين سممت حياتهم الطائفية الهجينة بعدما دمرها الاحتلال..ويعيش بعضنا هنا  ماساة العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين ونصطف وراء فريق منهم ونسمي باسماء زعماء الطوائف وننتظر المهدي من جملة المنتظرين لعله يتوفق في العثور على قتلة عثمان..ولا يهم ان قتل في الاثناء الاف العرب في الشرق والغرب..ولا يهم ان دمرت عواصم كاملة فوق رؤوس سكانها..ولا يهم ان تجاوزتنا الامم في العلم والتكنولوجيا..فهؤلاء يريدون لشعوبنا ان تؤرخ بالموت..وتؤسس بالقتل..وتبني بالتهجير والسحل وقطع الرقاب..لذلك كانت قائمة زعماء هم  لا  تشمل الا القتلة وملوك الطوائف وزعماء احزاب الموت… وان انسى فلن انسى ذلك العراقي الذي يتهم نفسه بانه شيوعي وانه كادرا عندما كان يرثي ابا  مصعب الزرقاوي وزير بن لادن في العراق الذي قتل  من العراقيين العشرات باسم الغلبة الطائفية..و هو الان في لندن عاصمة  المحتل  يتحدث عن حرب التحرير الوطنية القائمة على ايدي فرق الموت في بغداد واربيل والناصرية باسم الحسين لبن علي ضد قتلة عثمان ومغتصبي الخلافة…هذا الشيوعي العراقي المشبوه وغيره من  اصدقاء الطائفيين وخريجي مدارس السيد قطب المختلفة يفعلون المستحيل سياسيا وفكريا واعلاميا وعسكريا لكي  ينتظرنا التاريخ والجغرافيا ويتوقف الزحف العلمي حتى نجد حلولا لمشاكلهم العالقة واسئلتهم المحرقة 1.كم تكشف المراة من سنتمترا في اسفل قدميها و اين حدود غطاء الراس…….. 2. هل  شعر المراة عورة ام لا…وما حكم المراة التي لا شعر لها اصلا. 3.لماذا تتحجب الفتاة امام عمها ولا تتحجب امام خالها.. 4. هل نصلي وايدينا مفتوحة ام مغلقة 5.هل تركب المراة وسيلة نقل  تاكسي مع السائق منفردة 6.هل تسافر طالبة علم الى الخارج لتكمل تعليمها ام وجب مصاحبتها من طرف احد المحارم 7.هل يكون الحجاب اسود اللون –كما الشيعة- ام لا يهم ان تاثر بالموضة والالوان. 8.هل فعلا اكل عمر بن الخطاب الكسرة بالملح وكانت حجرة الملح في حجم حجر الصوان. 9.هل الفرجة في التلفاز على فيلم رابعة العدوية وهي تهلل للرسول وتصلي..هل هو حلال ام حرام علما ان نبيلة عبيد هي التي لعبت دور المراة المتدنية في خضم حيرتهم تلك  فاجاتني عدة اسئلة اخرى لم اجد لها اجوبة.. و اطرحها مباشرة على شيوخنا الجدد لعلهم يسعفوني بتوضيح جواب لها…. . 10.هل يحق للسنة ان يسموا الحسن والحسين في حين يرفض الشيعة تسمية عثمان وعمر وبوبكر.. 11.هل صدام حسين مسلما ام مقتدى الصدر اكثر اسلاما… 12. هل مازال لنا وقتا للتضييع بعد  حرب الجمل… 13. من سيعترضنا في سرادق الحساب…يزيد ابن معاوية ام الحسن بن علي..وهل سيتواصل هناك الشوط الثاني من المعركة امام شعوب العالم وفي نقل مباشر على تلفزة صالح كامل الذي اشترى حقوق البث منذ الان… 14. هل بات الخالق مسخرة حتى نجد اسمه منقوشا على بيضة في اليمن او على الية بركوس في السودان او على ضرع بقرة في موريطانيا…هل مسخ المسلم ايمانه لهذه الدرجة من الإسفاف وفوق ذلك كله يقاتل مسلما اخر بدعوى ولاء لمعاوية او سفيان او علي او غيره… 15. هل جملة – أنى شئت – تعني الزمان ام المكان 16. هل صحيح ان طبخ عائشة كان فعلا أحلى من طبخ ميمونة 17.هل القمر ذكر أم أنثى. 18. هل نتفتح على مصادر الحداثة والمعاصرة ام نتمسك بالهوية العربية الاسلامية ام نخلط بين الاثنين فتصبح  خليطا  نسميه نحن هنا شكشوكة ويسميها المغاربة مشكشك ويسميها اللبنانيون شكاشك و هي في جميع الحالات مشكوك في أمرها وفي تاريخيتها وفي صلوحيتها باعتبارها صناعة هجينة غير معروفة المصدر. . 19. هل فلاحو  قرمبالية وبوعرقوب و نساءهم واطفالهم خارجون عن الملة والدين باعتمادهم كليا على زراعة عنب الخمر المحرم تحريما مطلقا على شاربه وبائعه وحامله.. 20. ما الافضل لنا كما قال جمال البنا ان  نقضي عشرات الساعات إمام التلفاز نسمع دعوات الدراويش وخطب سفراء الله ام نقضي ساعة واحدة نتعلم فيها فنون الكمبيوتر وتقنياته… 21. هل ان العلماني الذي  يقبل التعامل مع الاسلامي سوف يدخل الجنة ام ان الاسلامي الذي يتعامل مع العلماني سوف يدخل النار… 22. هل ان الوصول للسلطة بشراء الذمم وصرف الملايين مقابل الاصوات من اجل بناء نظام حكم اسلامي حلال ام حرام.. هال الوسيلة تخدم الغاية ام الغاية تبرر الوسيلة حتى ولو كانت الوسيلة القتل العمد لنفس حرمه الشرع.. 23. هل تمويل بناء الجوامع وتدريس الاطفال القران والفقه في افغانستان وغيرها باستعمال اموال المخدرات المغسولة في بنوك الغرب الكافر حرام ام  حلال… 24.هل تعيش الشعوب الاخرى هواجسا من هذا القبيل وهل تطرح على نفسها أسئلة من هذا الفصيل…هل سمعنا مرة واحدة بمشعوذ يداوي المرضى بالبصق  عليهم في الدانمارك او في روما او في  بلاد البافيار..هل تملك الشعوب المتقدمة امثال عمر خالد والقرضاوي واطباء الرعونة الذين يوزعون علينا بذاءاتهم  يوميا في  قنوات الخردة والنفط …. هذه بعض من فيض الأسئلة المحرقة التي لا بد وان نجد اجوبة لها قبل ان نتكلم عن العلم والتكنولوجيا وقبل ان نبني أنظمة سياسية متقدمة وقبل الانتخابات الديمقراطية وقبل حرية الصحافة والتنظم وقبل بناء الجسور والطرقات السيارة ومعاهد البحث العلمي. ومدارس تعليم السياقة وتصنيع الكمبيوتر والتداول على السلطة…هذا ما يريده لنا اباطرة الدين والدين براء منهم ومن إسفافهم وتخلفهم ورجعيتهم وانتماءهم لما قبل  التاريخ..ومهما غلفوا خطابهم وحاولوا استعمال كلمات عصرية من نوع الديمقراطية وحقوق الانسان والانتخابات فذلك ذر رماد في العيون…فلا  يمكن ان يكونوا من اتباع السلفية ومن أصدقاء الاخوان ومن مريدي الملالي  ومن دعاة الدولة الدينية-سنية كانت ام  شيعية ام خوارجية وفي نفس اللحظة يتحدثون عن البديل الديمقراطي والجماهير والتحولات… النكبة هي في ان بعض أصدقائي ما زالوا يحلمون بتدريب إتباع المودودي على الديمقراطية…وبكل صدق أقول اني لست خائفا على الديمقراطية ولكني خائف جدا جدا على أصدقائي من أصدقائهم أعداء الديمقراطية  …..  


أربع سنوات على غزو العراق

حياة السايب تمضي الأيام، ثم تمضي الشهور وتتوالى الأعوام لنتأكد أن سقوط العراق قد تم بالضربة القاضية. بعد أربع سنوات من غزو هذا البلد – كامل العضوية بالأمم المتحدة – مع سبق الإصرار والترصد، لا يسعنا إلا أن ننتهي إلى أن هذه الضربة قصمت الظهر وأتت على كل أمل في أن ينهض هذا البلد في يوم ما يكون بالخصوص في المستقبل القريب، اللّهم إن كانت المعجزات ما زالت موجودة على الأرض. في البدء، قالوا انهم جاؤوا لتخليص هذا البلد العربي وسكانه من براثن الحاكم المتسلط، الذي يمثل حسب رأيهم خطرا على محكوميه وعلى جيرانه وعلى العالم بأسره بما يمتلكه من أسلحة للدمار الشامل. جاء الجيش الأمريكي مدججا بالسلاح أحدثه وبالعتاد أفضله، جاؤوا بأمر من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يعتريه الشك في يوم ما في ذلك الإلهام الإلهي الذي خص به من أجل العمل على نشر الحرية والديموقراطية في العالم.
جاء الأمريكيون حاملين شعار الخلاص آملين أن يستقبلهم العراقيون بالورود. شككنا في الموضوع كله، ولكن بما أننا كنا إزاء أمر واقع فلا رادّ لأمر يقرره جورج بوش الرئيس الأمريكي الذي يجلس على عرش أكبر قوة في العالم خاصة إذا انضمت إليها حليفتها القوية بريطانيا، بما أننا كنا إزاء هذه المعطيات الموضوعية قلنا لننتظر، لنر، فلعل هؤلاء يرون ما لا نري، لقد كنا في هذا السياق كمن يطلب المستحيل، كنا في خضم الخوف من ذلك المصير المحتوم بالنسبة للعراقيين نكاد نتمنى لو أن الغزاة كانوا صادقين في مزاعمهم، لأنه في لحظة الصدق مع النفس، تتراجع كثيرا من القيم والشعارات أمام رغبة شعب كامل في النجاة من الخطر. الزمن والحقيقة لكن الزمن وللأسف لم يفعل سوى أن أكد شكوكنا.. لم تكن هذه الحقيقة لتغفل عنا اللحظة، حقيقة أن الأمريكيين جاؤوا لأهداف أخرى غير تلك المعلنة… لكننا قلنا مع ذلك من يدري؟… لم تكن تهمهم حرية الشعب العراقي ولم يكونوا معنيين بحكم ديموقراطي هناك… ونحن لا نقول هذا الكلام من فراغ، فالواقع يؤكد ذلك، وتلك الحقيقة التي كانت تتراءى لنا لكننا كنا أحيانا ندفعها عنا. ومع احترامنا لمأساة العراقيين ولآلامهم ولعذاباتهم، فإن كل شيء هناك تحول إلى عبث، الموت صارت أمرا مبتذلا ولا شيء يبدو لنا على الأقل مما نشاهده عبر تلفزيونات العالم أصبح له قيمة، لقد صرنا نشك هل أن للحياة هناك اليوم قيمة. مع تساقط القتلى يوميا منذ أربع سنوات، وبلا هوادة، يوميا يموت العراقيون في عمليات انتحارية، في عمليات انتقامية، في عمليات مشتركة أمريكية، حكومية إلخ، لا تهم الأسباب ولا الطريقة، كل شيء هناك يؤدي إلى الموت، صرنا نقول ان الناس هناك لا يأبهون بالحياة. الناس هناك نزعوا عن أنفسهم جلد البشر وتحولوا إلى وحوش حسب وصف بعض المجلات الشعبية في الغرب، ولكن من المسؤول عن ذلك؟ أين نحن الآن من وعود الأمريكيين بالحرية والديموقراطية في بلد صار الآن خارج التاريخ..؟! الفريسةفي البدء جاؤوا مدججين بالسلاح، حاملين أعلام الحرية… فإذا بهم يدخلون بغداد غزاة، يخربون المدن، ينصّبون هذا وينحّون ذاك، جاعلين من السكان فريسة سهلة. العراقيون اليوم أينما كانوا، في الأسواق، في الشوارع في المدارس، داخل أسوار الجامعات، في السيارات، يصادفهم الموت… يفتك بهم ويفتك منهم كل كرامة، حتى الكرامة إزاء الموت. حياة الناس هناك، صارت تسير على إيقاع اقتحام البيوت وتشريد العائلات ولا نخال أناسا في هذا الوقت بالذات بأكثر سوء حظ من العراقيين. هذا الحظ العاثر الذي جعلهم في كل المواقع.. العراقيون يدفعون اليوم ثمن فشل الغزاة في تنفيذ مشاريعهم ويدفعون الثمن عن تلك الحكومة المنصبة التي تحاول تغطية الفشل باستعراض للقوة وبأعمال تشف مر، رموز نظام سابق لم يعد لهم في حقيقة من جاه ولا سلطان… فعمليات الشنق المتواصلة لرموز السلطة في السابق ما هي في الحقيقة سوى محاولات يائسة لفرض منطق الأقوى، هذا المنطق الذي تبين أنه يسير بالبلاد نحو الهاوية، ولكن من يسمعك؟ العراقيون هم ضحايا الراغبين في الأخذ بالثأر مع ضحايا  دوامة لا تقف منذ أربع سنوات. اننا نحاول مستعينين بكل ما يمكن أن يتحلى به البشر من موضوعية ومن تجرد أن نجد فيما يحدث في العراق منذ أربع سنوات ولو شيئا يسيرا جدا إيجابيا دون جدوى… صحيح ان العراق يحتل في ذاكرتنا مكانة بارزة وصحيح أننا نتكلم دوما عن العراق من منطلق ذاتي، فالعراق ولئن أراد العالم أن ينسينا هذه الحقيقة التاريخية أو يقلل من أهميتها هو ليس صدام حسين ولا رموز حكمه، العراق وعاصمة العباسيين بغداد كانت القلب النابض للدولة العربية والاسلامية يوم كانت في أوج العزة والقوة. صحيح، كان ذلك ماضيا وانتهى ولكن ألم يكن ضرب هذه الصورة القابعة في ذواتنا أحد أسباب هذه الحرب على العراق؟.. مع ذلك، مع علاقتنا القوية بهذا البلد، علاقة نستمدها من الذاكرة ومن التاريخ دون أن نكون بالضرورة قد زرناه إلا من خلال الكتب، حاولنا أن ننظر للواقع بعين مجردة، فماذا ترانا نرى؟ إننا ومع احترامنا لمأساة الناس وإحساسنا بهول الجريمة وبعذابات السكان إلا أن تواتر الأحداث في العراق منذ أربع سنوات وشكلها الدرامي الذي تتخذه يجعلها أشبه ما تكون بفيلم من أفلام «الوستارن» على الطريقة الأمريكية أو حسب التسميات المتعارف عليها لدينا أي فيلم من أفلام رعاة البقر، ألم يقولوا ان الحقيقة أغرب من الخيال؟! لكن الفرق البسيط يتمثل إلى الآن في عدم وصول الفارس الذي يستقل جواده بشجاعة، ذلك البطل العادل الذي سيقتص من الظالم وينصف المظلوم وهكذا تنتهي قصة الفيلم. أربع سنوات ولم يأت بعد.. لعله المهدي المنتظر قد أخطأ الطريق نحو بغداد. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 مارس 2007)  


 

الخيارات الوطنية بعد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية

د. بشير موسي نافع (*) يعتبر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية حدثاً هاماً في مجريات الشأن الفلسطيني، بالرغم من أن التوصل إلي اتفاق مكة كان يعني في حد ذاته أن معظم المسافة قد قطع وأن تشكيل حكومة الوحدة هو مسألة وقت لا أكثر. والأهمية التي يحملها هذا الإنجاز متعددة الأبعاد. فمن ناحية، تحمل الحكومة بشري وضع نهاية، حتي إن لم تكن قاطعة، لحالة الانفلات الأمني والصدامات الدموية المؤسفة بين المسلحين الفلسطينيين التابعين لهذا الطرف أو ذاك، والتي حولت حياة الفلسطينيين إلي جحيم ورسبت مرارة عميقة في الضمير العربي والإسلامي. وستساعد الحكومة الجديدة علي رص صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، ولو بدرجة أعلي نسبياً من الوضع السابق، لاسيما في مواجهة حالة الحصار الأورو – أمريكي التي عصفت بالحياة الفلسطينية وحاولت فرض تنازلات سياسية كبيرة علي حكومة حركة حماس بقوة المساعدات المالية والاقتصادية والضغط الدبلوماسي. وكون الحكومة الجديدة، من ناحية ثالثة، هي حكومة وحدة وطنية، يتمثل فيها عدد من القوي والتيارات والشخصيات المستقلة، فستكون أكثر قدرة علي رقابة عملية التفاوض التي سارت دائماً بدون رقابة وطنية حقيقية وملموسة، بغض النظر عن جدوي المسار التفاوضي في المرحلة الحالية. الحكومة الوطنية التآلفية، باختصار، هي مصدر قوة إضافية كبري للوضع الفلسطيني وللقضية الوطنية، وينبغي الحفاظ عليها بكل الوسائل حتي الانتخابات القادمة. بيد أن من الخطأ النظر إلي الحكومة باعتبارها مخلص الفلسطينيين من كل الإشكالات السياسية الداخلية التي أجهدتهم خلال السنوات القليلة الماضية، ومنذ عقدت انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة علي وجه الخصوص. عدد من هذه الإشكالات يتعلق تعلقاً وثيقاً بالموقع الذي تحتله القضية الفلسطينية، دولياً وإقليمياً، وكون الساحة الفلسطينية مفتوحة علي الدوام للتدخلات السياسية الدولية والإقليمية. ويتعلق عدد منها بالسياق التاريخي الفلسطيني، وطبيعة التحولات التي تعيشها الخارطة السياسية الفلسطينية، بما في ذلك مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية. ويتعلق عدد آخر بحجم الفساد الهائل الذي طال الطبقة السياسية الفلسطينية منذ توقيع اتفاق أوسلو وإقامة سلطة الحكم الذاتي، الفساد الذي ساعدت علي تجذره وانتشاره القوي المانحة والشريك الإسرائيلي علي السواء، بهدف تحويل المناضلين الفلسطينيين السابقين والقيادات الوطنية إلي أدوات طيعة، عرضة للضغوط والتهديد بالحرمان. ويتعلق أيضاً، وعلي نحو هام بلا شك، بالاختلافات العميقة بين القوي الفلسطينية الرئيسية حول مستقبل القضية الوطنية، حول الأهداف التي يسعي إليها الفلسطينيون في هذه الحقبة من تاريخ نضالهم، وحول تعريف الثوابت الوطنية. هذه إشكالات كبري، تتطلب وعياً عميقاً وظرفاً موضوعياً مواتياً للتعامل معها، ولا يجب أن ينظر إلي النجاح في تشكيل حكومة الوحدة باعتباره الخطوة النهائية لمواجهتها. التدخلات الدولية والإقليمية في الشأن الفلسطيني، بهدف تأليب قوة أو تيار علي آخر، لن تتوقف. الدول العربية، مثلاً، وبالرغم من سعي أكثرها خلال العقدين أو الثلاثة الماضيين إلي التهرب من مسؤولياتها تجاه المسألة الفلسطينية، لم تجد سبيلاً إلي عزل شعوبها عن فلسطين أو التقليل من أثر القضية الفلسطينية علي شأنها الداخلي. وهي لذلك، أو بعض منها علي الأقل، تحرص علي أن تكون وجهة النظر المسيرة للعمل السياسي الفلسطيني أقرب إلي وجهة نظرها. وقد رأت هذه الدول في صعود القوي الإسلامية الفلسطينية، ومن ثم فوز حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة، خطراً عليها وعلي سياساتها؛ والمنطقي توقع أن تستمر هذه الدول في دعم الموالين أو المتفقين معها في الساحة السياسية الفلسطينية. وإن كانت التحركات العربية في هذا المجال تتسم بمراعاة الحساسيات التقليدية للفلسطينيين، وينظر إليها عادة بأنها مشروعة، ما لم تدفع باتجاه شر سافر، فإن التحركات الأمريكية والإسرائيلية أكثر فجاجة ووضوحاً، ولن تصب أبداً في صالح الفلسطينيين. ولكن هذه التدخلات مدفوعة هي الأخري بتعزيز القوي والشخصيات الأقرب إلي تصورها للأمور، وهي لا تخفي عداءها للقوي الإسلامية الفلسطينية ومحاولتها مراجعة المسار السياسي الذي درجت عليه قيادة سلطة الحكم الذاتي خلال العقد ونصف العقد الماضيين. ولا تستدعي رؤية التحولات التي تشهدها الخارطة السياسية الفلسطينية كبير ذكاء وبصيرة. ففتح، التي قادت الحركة الوطنية الفلسطينية منذ نهاية الستينات، أفسحت الساحة منذ سنوات لصعود تيار إسلامي وطني ونشط، يقرأ تاريخ القضية الوطنية بوعي، ويدرك حقائق الصراع علي فلسطين ومتغيرات الوضع الدولي. ساهم الإسلاميون مساهمة واسعة في النضال الوطني خلال العقدين الماضيين، لاسيما في غمار الانتفاضتين الأولي والثانية؛ وهم بذلك قد أسسوا للموقع الذي باتوا يحتلونه برصيد نضالي طالما اعتبره الفلسطينيون شرط الثقة والمصداقية. ولكن الصعود الإسلامي الفلسطيني لا يمكن فهمه بدون رؤية التراجع الذي تعانيه فتح، القوة القائدة السابقة للحركة الوطنية. فمنذ تبني وثيقة البنود العشر في منتصف السبعينات وحتي ما بعد تأسيس سلطة الحكم الذاتي وفتح تقود الحركة الوطنية في اتجاه واحد، لم تتوقف ولو مرة لمراجعة جدواه أو نجاعته. أوصل هذا الطريق الفلسطينيين إلي حكم ذاتي مقطع الأوصال، تصاعد في حركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وتحكم إسرائيلي غير مسبوق في مصير الفلسطينيين ومصير السلطة نفسها وعملية السلام. والغريب أن العقل السياسي لفتح يبدو الآن عاجزاً عن التعامل مع الوضع الذي أوصلت قيادة العمل الوطني الفلسطينيين إليه. بل أن مؤسسة السلطة والامتيازات التي ولدت من رحمها ومن عملية سلام بالغة الغرابة أصبحت منبع فساد هائل، طال أغلب الطبقة السياسية الفلسطينية الوطنية، ومصدر تنازع أصاب فتح بالانقسامات الداخلية والشلل. لم تتعامل الطبقة السياسية الفلسطينية، بما في ذلك الشريحة الأوسع من قيادة فتح، تعاملاً حكيماً وبصيراً مع صعود التيار الإسلامي الفلسطيني. وبدلاً من رؤية الإسلاميين باعتبارهم رافداً جديداً لقضية وطنية بالغة التعقيد، وما يزال أمامها زمن طويل قبل أن تحقق ولو الحد الأدني من أهدافها، فقد غرقت الطبقة السياسية الفلسطينية في هموم الامتيازات والقوة، وذهبت إلي تفجير صراع إلغائي مع الإسلاميين لا جدوي منه. ترتبط التحركات العربية والدولية النشطة بهذا الصراع، كما يرتبط به الخلاف العميق حول عملية السلام والأهداف الراهنة للحركة الوطنية الفلسطينية. والمدهش أنه في حين تتسم الساحة السياسية الإسرائيلية بتعدية بالغة، بما في ذلك الاختلاف الجذري حول عملية السلام مع الفلسطينيين، فإن الطبقة الفلسطينية السياسية تطالب الإسلاميين بقبول برنامجها السياسي بدون تحفظات، بل وتعتبر أن القبول بهذا البرنامج شرط أولي للشرعية والمشاركة في سلطة الحكم الذاتي. وتقاوم الطبقة السياسية الفلسطينية، بمن في ذلك الرئيس محمود عباس، المحاولات الداعية إلي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية علي أسس جديدة، تضمن تمثيل القوي السياسية الإسلامية وتضمن تمثيلاً عادلاً وشاملاً لقوي وفئات وتجمعات الشعب الفلسطيني. تحت ضغط شعبي فلسطيني، وبتدخل عربي علي أعلي المستويات السياسية العربية، وبفعل انعكاس المتغيرات السياسية الوطنية علي موازين القوي الداخلية، توصلت قيادة السلطة وحركة حماس إلي اتفاق تاريخي في مكة المكرمة. وقد أسس هذا الاتفاق لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. علي المستوي العربي، ثمة مؤشرات عديدة علي أن الدول العربية ستعمل الآن بالفعل علي كسر الحصار والتعامل مع الحكومة الجديدة بما يفيد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. وهناك مؤشرات إضافية علي أن دول الاتحاد الأوروبي، أو أن عدداً منها علي الأقل، ستتعامل مع الحكومة علي هذا المستوي أو ذاك؛ كما ستلتزم كل من روسيا والصين سياسة مشابهة. مثل هذا المناخ سيصنع انفراجاً ملموساً في الوضع الفلسطيني، ويحصر العوامل والقوي التي دفعت باتجاه الانقسام الداخلي والصدام. ولكن تقارير عديدة تفيد بأن توجهات التسلح والحشد علي الأرض ماضية في طريقها؛ وكأن عقلية الاستئصال لم تتخل عن مشروعها بعد. قوات حرس الرئاسة، مثلاً، ما تزال تنمو عدداً وتسلحاً، وبرامج تدريبها وانتشارها لم تتغير كثيراً. ثم جاء تعيين دحلان مسؤولاً عن الأمن القومي، وهو الذي تحيط الشبهات بدوره في تفجير الصدامات الأخيرة، ليثير مزيداً من القلق. وبالرغم من تصريحات الرئيس عباس المتتالية، التي تفيد ببدء التحرك العملي لإعادة بناء منظمة التحرير، فإن شيئاً من هذه الوعود لم يتحقق حتي الآن. ثمة خشية من أن تتحول الحكومة إلي حكومتين، واحدة تدير شؤونها مجموعة وزراء حماس ومن يتعاطف معها من الوزراء المستقلين، وأخري تقودها مجموعة وزراء فتح والمتعاطفون معها من المستقلين. من أجل أن تنجح حكومة الوحدة في مواجهة هذه المخاطر، وفي التأسيس لمناخ وطني جديد يساعد علي التعامل مع القضايا الأخري الأكبر، لابد من توفر شرطين ضروريين: الأول، أن تدرك القوي المختلفة، وتلك التي تورطت في المشروع الاستئصالي الانقسامي علي وجه الخصوص، أن الفلسطينيين، والإسلاميين بينهم، قد صمدوا بالفعل في مواجهة الحصار، وأن سياسة الضغوط والتجويع والتفجيرات الداخلية لن تحقق نصراً سياسياً. والثاني، أن تنهض قيادات فتح التاريخية لتحمل مسؤولياتها تجاه الحركة وتاريخها وتجاه الشعب والقضية الوطنية. علي هذه القيادات أن تعيد التوكيد علي ثوابت فتح وتاريخها، وعلي أن حضور الحركة في الساحة الفلسطينية وفي المساهمة الفعالة في تقرير مستقبل القضية الوطنية مرهون بتعاملها الحكيم مع المتغيرات الكبري التي شهدتها الخارطة السياسية الفلسطينية خلال العقدين الماضيين. إعادة بناء منظمة التحرير ليس ترفاً هامشياً، وليس مطلباً للقوي الفلسطينية الإسلامية غير الممثلة في المنظمة، ولكنه أيضاً مطلب قطاع كبير من الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين لا ينتمون لقوة سياسية معينة. وإن نجح الفلسطينيون في إعادة بناء المنظمة، وإحياء دورها مرة أخري كمظلة لكافة القوي والتجمعات الوطنية، فربما سيمكن توفير ساحة لتفاعل التوجهات المختلفة وتحديد سقف لمنع الخلافات من التفاقم. أولئك الذين يعتقدون أن المستقبل القريب يحمل تسوية ما تعيدهم إلي المواقع التي أخرجهم الشعب منها مخطئون، وأولئك الذين يتصورون أن القضية الوطنية مهددة بهذا الموقف أو ذاك مخطئون أيضاً. لا دولياً ولا إقليمياً ثمة ما يؤشر إلي تسوية سريعة للصراع علي فلسطين؛ والدافع الرئيسي لمساعي التهدئة الأمريكية يرتبط بأهداف السياسة الأمريكية في العراق وإيران لا في فلسطين. ثمة طريق طويل علي الفلسطينيين أن يقطعوه قبل أن يروا النور في نهاية النفق؛ وعلي هذا الطريق ليس هناك أهم وأكثر حيوية من الوحدة الوطنية. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 مارس 2007)  


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.