Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
بسم الله الرحمان الرحيم
نداء
تعريفا بمحنة المرضى التي طالت سجناء الرأي في تونس
يعتزم المكتب الحقوقي والإعلامي لجمعية الزيتونة — سويسرا– انجاز التقرير السنوي حول مرضى سجناء الرأي في تونس يسلط الضوء على الأوضاع الصحية المتردية التي يكابدها السجناء طيلة مدة حبسهم وبعد خروجهم من السجن.
وذلك سعيا للكشف عن أبعاد محنة مرت في صمت محلي ودولي عجزت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الوقوف على حقيقتها أمام محاولات السلطة المتكررة لإخفائها ومداراتها وحتى إنكارها.
إننا نرجو من السادة القراء إتماما لهذا الجهد مساعدتنا بكل الإمكانيات المتاحة ، سواء كانوا ضحايا مباشرين لهذه المحنة أو شاهدين عليها ،عن:
– أسماء لسجناء ضحايا لأمراض طاولتهم في السجن
– وثائق لسجناء شهادات طبية صور فوتوغرافية
– أسماء أطباء أو محامين أو عائلات سجناء لهم علاقة بالموضوع
– شهادات أو رسائل مخطوطة أو شفوية في الغرض
– لمدنا بإسهاماتكم واقتراحاتكم الرجاء الاتصال على العنوان الالكتروني التالي
Tuniswiss2006@yahoo.fr
وذلك قبل 15 أكتوبر 2006
أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831 تونس في: 17أوت 2006
بــــــــــلاغ
انتقلت الى جوار ربها المغفور لها السيدة بنت حسن التركي زوجة السيد عمر بن خالد الهاروني و والدة السجين السياسي السيد عبد الكريم الهاروني الكاتب العام السابق للاتحاد العام التونسي للطلبة عن سن تناهز السبعين و قد ماتت و هي حزينة لمفارقتتها الحياة قبل أن ترى ابنها حرا طليقا خصوصا و قد قضى 15 سنة بمختلف السجون التونسية .وكانت الفقيدة حريصة على زيارة ابنها بكل سجن تواجد فيه .و قد حضر الجنازة ابنها السيد عبد الكريم الهاروني الذي جيء به من السجن المدني 9 أفريل بتونس كما حضر عدد كبير من الأهل و الأقارب و الأحبة و لوحظ وجود عدد كبير من وجوه حركة النهضة الاسلامية و قدماء المساجين السياسيين كما حضر الجنازة عدد من أعضاء الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.
و قد عانت الفقيدة معاناة كبيرة أثناء زياراتها لابنها بمختلف السجون التونسية و لم يمنعها سنها المتقدم عن زيارته . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تتقدم بأحر التعازي لكل أفراد عائلة الفقيدة و خاصة لابنها كريم الذي حرم طيلة 15 سنة من الاجتماع بوالدته و ترجو له الافراج عنه في القريب العاجل.رحم الله الفقيدة و رزق أهلها جميل الصبر و السلوان.
رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
سهى عرفات تنفي زواجها بشقيق حرم الرئيس التونسي
غزة- دنيا الوطن رداً على الخبر الذي تم نشره اليوم حول زواج أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات السيدة سهى عرفات بشقيق السيدة ليلى بن على حرم الرئيس التونسي زين العابدين بن على صرح مكتب السيدة سهى عرفات من غزة بان هذا الخبر عار تماما عن الصحة وهو تشويه لصورة الرئيس الراحل ياسر عرفات وأرملته وكريمته زهوة.
وأكد مكتب السيدة سهى عرفات في بيان وصل لدنيا الوطن نسخة منه : » بان السيدة سهى عرفات لن تتزوج أحد بعد الرئيس الراحل وسيبقى الرئيس الراحل ياسر عرفات هو الرجل الوحيد في حياتها.
كذلك فان مثل هذا الخبر يمس الرئيس التونسي وعائلته الكريمة والذين يستضيفون مشكورين أرملة الرئيس الراحل وكريمته زهوة منذ وفاته. ونقلاً عن السيدة سهى عرفات صرح مكتبها بأنها منذ هذه اللحظة ستلاحق قضائياً كل من يحاول تشويه سمعتها وصورة الرئيس الراحل. (المصدر: موقع « دنيا الوطن » (غزة) بتاريخ 17 أوت 2006) الرابط: http://www.alwatanvoice.com/arabic/news.php?go=show&id=53413
كوستاريكا تنقل سفارتها من القدس
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن الرئيس الكوستاريكي, أوسكار آرياس، إعلانه أمس عزم بلاده إعادة سفارتها بإسرائيل من القدس إلى تل أبيب. وقال آرياس « حان الوقت لتصحيح الخطأ التاريخي الذي أضر ببلدنا على الساحة الدولية وحال بيننا وبين المحافظة على علاقات ودية مع العالم العربي والثقافة الإسلامية ». ونقلت الصحيفة عن راديو إسرائيل أن شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصل بآرياس هاتفيا الثلاثاء لمحاولته إقناعه بالعدول عن قراره. لكن الزعيم الكوستاريكي أصر على أن الخطوة « لا تعني تشكيكه البتة في أن لإسرائيل الحق في العيش في سلام, بعيدا عن التهديد الإرهابي ». وذكرت جيروزاليم بوست أن تنفيذ كوستاريكا ما قررت سيعني أنه لن يبقى بالقدس سوى سفارة سلفادور. ونقلت عن المدير التنفيذي لمنظمة اللجنة اليهودية الأميركية ديفد هاريس قوله إنه في ظل كون كوستاريكا إحدى دول أميركا اللاتينية الأكثر ديمقراطية فإن « إقدامها على مثل هذا العمل ضد دولة ديمقراطية أخرى (إسرائيل) هو أمر مؤلم ». يُذكر أن آرياس الحائز على جائزة نوبل للسلام لوساطته التي تكللت بالنجاح في إنهاء الحرب الأهلية في نيكاراغوا، كان قد تعهد قبل انتخابات فبراير/شباط الماضية بإعادة سفارة بلاده إلى تل أبيب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 17 أوت 2006 نقلا عن الصحافة الإسرائيلية)
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهادات عن معاناة المحجبات التونسيات 4/3
هذا نزر قليل من الحقيقة المؤلمة
هذا مقال كتبته إثر تركي للدراسة لحث أخواتي على الثبات و عدم خلع الحجاب
الثبات.. الثبات.. يا نساء تونس العفيفات, إما الحجاب و إما الحجاب ولا خيار ثالث لنا إن منعونا من الدراسة و من الخروج بالحجاب فلن نخضع لهم .. لن تخضع رقابنا لهؤلاء الطغات الذين لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله وحده ..و الشكر له من قبل ومن بعد
ما نعيشه أخواتى هو إبتلاء من عند الله تعالى ليعلم من أحب الينا , هل هو ديننا الحبيب والله سبحانه و تعالى , أم هى الدراسة والعمل أجبن أخواتى وأنتن تستحضرن هذه الآية الكريمة « قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ«
التوبة *24*
من أحب إليكن ؟ الدراسة وما نتعلل به من أننا نريد أن نحصل على شهادة , وما يقال لنا عن ضمان المستقبل !!! أي مستقبل سيكون لنا ؟؟؟!!! ونحن نطيع المخلوق ونعصى الخالق , تريدين أن تعملي لأن ظروف المعيشة صارت أصعب؟! أي عمل يا حبيبتي , لو كانت لنا ذرة ثقة بالله لعلمنا أنه هو الرزاق … صحيح أنا متفقة معك على أنه يجب الأخذ بالأسباب , ولكن تذكري الاسباب الشرعية فإن خلعك حجابك ليس أمرا شرعيا , بل هو الحرام بعينه مهما كانت المدة التي تخلعين فيها حجابك ولو كانت 5 دقائق لدخول المعهد أو الكلية ولست أناقش هنا ظهور شعرك الذي أمر الله بستره وإنما مجرد خلعك لحجابك هى المصيبة بعينها لأنك رفعت راية نصر إبليس وأعوانه عليهم من الله ما يستحقون و أسقطت راية الاسلام المجيد , فكيف ندعو بعد ذلك الله كي يرزقنا الشهادة والجهاد في سبيله ؟؟؟ كيف ستتمكنين أختاه من الجهاد في أي مكان و أنت لم تجاهدي نفسك و أهلك ؟؟؟ كيف ستواجهين الضرب بالقنابل و الرصاص وأنت لم تتحملى كلمتين من مدير أو الوالدين أو أيا كان الثبات.. الثبات .. على دين الله فان الدنيا قد ترحلت مدبرة و الآخرة قد ترحلت مقبلة إعملي لآخرتك أختاه ولو بتضحية بسيطة في دنياك فالله سيعوض عليك إن شاء الله تعالى تشجعي وأحزمى أمرك وإتخذى قرارك بالحفاظ على ما أمرك الله تعالى به …. أم تردن أن نقول كما قالت بنو اسرائيل » سمعنا وعصينا » , لا..بل قلن« سمعنا وأطعنا » , نعم يا رب سمعنا , إنك أمرت نساء المسلمين بالستر فها نحن قد سترنا أنفسنا مهما فعل بنا أعداؤك و نحسبه جهادا في سبيل الله عز وجل ماهي المصيبة بالنسبة لك ؟؟؟ .. تركك للدراسة , أو العمل ؟؟! , أم خلعك للحجاب وتنكيس راية الاسلام؟؟؟ تخيلي وأنت تتنازلين عن حجابك أنك كالمرتدين في الحروب أو كالقاعدين عن القتال , هل تظنين أن الله تعالى راض عنك بفعلتك هذه , هل سيسألك يوم القيامة يا فلانة لماذا تركت دراستك , أم سيسألك عن حجابك , وأنظري ماذا سيكون ردك ومصيرك
لا تقولي أنا مضطرة لخلع الحجاب , أو لعدم لبسه أصلا فهذا نقص في الثقة بالله تعالى , فلو كان لنا يقين أن ما يصيبنا هو المقدر لتشجعنا , أنت معي أنه لو قدر الله لك أن تتركي الدراسة فستتركينها لا محالة , ولكن السبب الذي ستتركينها لأجله قد يكون مختلفا , هذا هو الفرق , أليس الله عز وجل القادرعلى كل شيء أن يمنعك من الدراسة بسبب حادث مثلا لا قدر الله فالانسان ليس مجبرا على فعل الحرام , أجيبيني ..هل قادوك بالسلاسل وأخذوك للدراسة رغما عن أنفك ؟! طبعا لا.. إختاري الله وجنة عرضها السماوات و الارض ولا تقولي إنَّ التى تكتب الآن قد تكون طالبة كسولة !!!!!! لا تهمها الدراسة !!! و لا تعرف مدى أهميتها !!! لا يا حبيبتي فلله الفضل والمنة قد كنت أدرس في معهد للمتفوقين وكنت دائما من الاوائل و في الكلية أيضا من الاوائل ولكن هل نكون أوائلا في الدنيا و لا نكون أوائلا في طاعة الله , أنا أيضا كنت أحلم بأشياء كثيرة , كالتخرج بتفوق وغير ذلك …صحيح أنا لم أترك أحلامي ولكن غيرتها للأفضل في رحاب إرضاء الله تعالى وليس لإغضابه والحمد لله ..لقد تعرضت لمعارضة شديدة من طرف العائلة و لكن الله المستعان صبرني والحمد لله , فمرت العاصفة دون أن تقصمني بل على العكس تماما فقد قوتني وزادتني شجاعة…فيا من تبغين الله تعالى والدار الآخرة ..الشجاعة الشجاعة يرحمك الله تعالى ..توكلي على الله تعالى أختاه فهو عونك وناصرك
الإمضاء:طالبة تونسية تركت مقاعد الكلية بسبب منعها من إرتداء الخمار
نقلها الحبيب مباركى : سويسرا
e-mail:mbarkiha@yahoo.fr
رجع وجع الأحداث القريبة/البعيدة…
مدينة صغيرة بالجنوب التونسي نساؤها محجبات -رجالهم ملتحون
خميس الخياطي (*) قد تكون للصدفة بعض الحيل في تعاملها مع الانسان فتضعه أمام بعض الحقائق التي كانت تختلف الي ذهنه دون حواسه فتتجسد له ملموسة تمتحنه في مواقفه ومعتقداته. هي حالة واجهتني في اجازة (مبرمجة منذ أمد طويل) بمدينة صغيرة بالجنوب التونسي واقعة علي مرمي حجر من الحدود الليبية وفي الأسبوعين الأولين من الأحداث اللبنانية التي ارتج لها العالم العربي من طرف الي طرف. هذه المدينة! ثلاثة أرباع سكانها هم من المهاجرين المنشطرين بين من استقر في فرنسا ومن وضع وزره بالجزائر والثلث الأخير من العجائز والشيوخ والأطفال والبعض ممن لم يؤاته الحظ ليحصل علي تأشيرة باب الجنة . مهاجرون لمحو الاشهر الاحدي عشرة المشحونة غربة واشغالا شاقة ومهانة ودونية مع حنين ثقيل جارح للأهل والوطن (كما ينطقونها)! يسرفون في مظاهر البذخ الخارجي فتجد المنازل علي أشكال غريبة وزركشة خشنة ولكن دون حياة الا في فترة الأجازة هذه وتجد التكنولوجيا المبعثرة المنشورة كأحدث سيارات وأتقن آلات التصوير الرقمي وأفخم الأدوات المنزلية في ما بقيت الطيبة والخلق الحسن علي حالهما من جهة ومن جهة أخري تطورت الرؤية لتضـــــــيق علي الهوية محافظة عليها كما يقولون… عائلات نساؤها محجبات بما يعتبرنه فرضا اسلاميا جاءهن في المهجر من الفضائيات الخليجية! رجالهم ملتحون كما لو ان الايمان يقاس بكثافة الشعر والزبيبة علي الجبين وان لم يكونوا كذلك! فهم علي فرائضهم حريصون! شباب ذكوري لا يكف عن الرواح والمجيء في الشارع الرئيسي بتسريحات للشعر غريبة يخاطبون بعضهم بلغة عويصة الفهم علي أوليائهم واناث مجتمعات يتبادلن الأسرار جميعهم كأنهم منعزلون عن محيط عام لا ينتمون اليه الا في هذه الأسابيع المعدودات التي لونتها الأحداث بلون الدمار وقبل العودة الي ديار… الغربة. لا تلفزة غير الجزيرة وتأتي الأحداث التي نعرف. وان كان الشباب في عالمه منحبسا والنساء بمهامهن منشغلات فان الرجال لا هم لهم حينها الا ما يحدث في غزة وخاصة ما يجد في الجنوب اللبناني وشمال اسرائيل عبر جهاز التلفزة دون الاذاعات (غير المسموعة) والجرائد القليلة التوزيع في تلك المدينة… وكرد فعل للموقف السعودي من أن المقاومة غير محسوبة فصل البعض بين مكة المكرمة وآل سعود وان لم يشاهدوا قط قناة سعودية لا الجامعة ولا الاخبارية. يعيبون علي الفضائيات المصرية التي كانت تجذبهم مسلسلاتها كونها تلفزات حكومة رأت هي الأخري أن المقاومة مغامرة. أما قناة المنار لسان حال حزب الله الماسك بزمام مجري الأحداث فانها هي الأخري لم تستهوهم، وتراهم رغم اختلاف مواطن عيشهم في المهجر يرفضون مشاهدة قناة غير الجزيرة … أما قناتهم القومية تونس 7 فهي لم تكن موجودة في خاطرهم أبدا لا زمن الدراما المستوردة أو حتي الوطنية المعادة ولا حتي للنشرة الجوية… الشباب لاه بشبابه. والنساء لاهيات بأمور الزيجات الموسمية والرجال يعودون للتلفاز بعد الصلوات واحتساء الشاي كمن يعود ليبحث في حاله ويسألون: أي مدينة اسرائيلية جديدة ضربها حزب الله؟ كم من يهودي لقي حتفه؟ ماذا قال حسن نصر الله في لقائه الفريد مع غسان بن جدو (فيما بعد في قناة الحوار وبرنامج كل العرب أوضح التونسي بن جدو مساء الثلاثاء في حديث مع التونسية كوثر البشراوي وبكلمات جد صادقة مناسبة اللقاء أراده حسن نصر الله وكيف كون له ذلك أفضل انجاز صحافي قام به)! يلعنون بألفاظ دينية ممزوجة بافكار خرافية الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته. أولمرت ووزيرة شؤونه الخارجية ولا أحد منهم استفزه علي سبيل المثال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي يرطن بالعربية علي شاشة الجزيرة لغة خشبية ألفوها وعرفوا مقدماتها وبطونها… وطالما شاشة التلفاز مفتوحة يمر الزمن مسترسلا في الدعاء لنصرة المسلمين علي اليهود. وحينما يكتشفون أن الناصرة مدينة عربية فلسطينية ضمت الي اسرائيل وأنها مسقط رأس السيد المسيح ابن مريم وحينما يكتشفون أن عزمي بشارة الفلسطيني نائب في البرلمان الاسرائيلي ويكتشفون أن هناك من اليهود من هم ضد هذا العدوان الغاشم وحرب الابادة التي يشاهدون تتضارب الخيوط مع بعضها البعض لتتعقد وتكاد الأسئلة تعن لولا صوت البعض منهم يقول اليهودي يبقي يهوديا والشيطان لا منزل له ! تعود الامور الي سلاستها وتتسطح الأسئلة ليبقي التضامن صافيا من ادني شك في شرعيته… فلا فرق لديهم بين اليهودية والصهيونية… وفي المرات القلائل التي يسبحون فيها من الجزيرة الي المنار ومنها الي العالم وقد يحط رحالهم بالعربية ويعلمون أن حزب الله صد الهجوم البري وما زال يوقفه عند مداه المحدود جدا! يشكرون الله علي ذلك وهم يغتسلون الايادي… يتردد الخبر ويسري بين الرجال! ضيوف مأدبات عشاء الأعراس حيث الذكور في جانب للأكل والنساء في جانب لتجهيز الأكل وفي فضاءات لا زخرفة فيها الا أطر الآيات البينات وأسماء الله الحسني ومنمنمات الكعبة! ترجع الأفواه المملوءة كسكسا أو معكرونة ممزوجة بالمشروبات الغازية صدي انتصارات صواريخ حزب الله التي يذكرها وليد العمري أو شيرين أبو عاقلة من حيفا او كاتيا ناصر من الجنوب اللبناني أو بشري عبد الصمد من بيروت… وقد يرتفع صوت من هناك بالحمد وآخر من هنا بالبسملة وثالث لا تعرف من أين بالشكر لله فتخال نفسك في مشهد من فيلم من أفلام البيبلوم عن الاسلام الأول. علامات عودة الروح؟ وحينما اعترف الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله! من أنه يحارب قوة اقليمية عظمي هي القوة العسكرية الاسرائيلية ووعدها بما بعد حيفا وأن تطال صواريخه تل أبيب ان مست قنابل طائراته بيروت قال البعض ان ذلك ليس من حقه وعابوا عليه اقتناعه بصلابة عدوه وعللوا ذلك بأن اعترافه سيحط من عزيمة وايمان عسكره الذين يشاهدونه… فقام أحد من الحاضرين وبدأ بشرح مقارنا ما صرح به سماحة الشيخ وما يحدث مثلا مع أنصار فريق ما لكرة القدم… مع التأكيد علي نجاعة ضربات صواريخ رعد ووعد زلزال وخيبر… وحينما تأتي كلمة الشيعة يسأل البعض عن معناها والفارق بينها وبين السنة ويجيب البعض الحاضر عن ذلك. فتتفتح آفاق. وحينما تشير أنت الي نشر هذا الحزب لمقولات انغلاقية. رجعية تتعارض وما توصل اليه الاجتهاد التونسي في موضوع المرأة مثلا زمن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. تطلع من حيث لا تدري ولاءات قديمة لمعارض بورقيبة، صالح بن يوسف وتصمت أصوات وتجد نفسك علي خط التماس فتحاول السباحة نحو الثقافية المصرية حيث تذكرت أن بها نقاشــــــــا هاما في برنامج كتب ممــــــــنوعة عن كتاب علي عبــــــد الرازق الاسلام وأصول الحكم أو حينما تريد التحدث في مرجعيات حماس وحزب الله وايران والمجتمع المدني وتحرير المرأة والوسطية التونسية! يحترمون رأيك كونك ضيفا عليهم ويطلبون منك بلطف العودة الي الجزيرة التي أصبحت البوصلة الوحيدة والدالة الرئيسية علي عودة الروح الي الكيان العربي/الاسلامي… أما مشاهدة الرأي الآخر والصور الأخري علي القنوات الفرنسية مثل LCI وI tele و Euronews أو البريطانية مثل BBC أو الامريكية مثل CNN! فهو أمر مستحيل لا لسبب الا لأن هذه القنوات ممسوحة بالكامل من ذاكرة اللاقط الهوائي الرقمي… وتبقي قناة الجزيرة وحدها الوسيلة المثلي للتأكيد علي القناعات حتي الخرافية منها. فحينما شاهد البعض مدير مكتب الجزيرة ببيروت يهرول وسمع صراخه عند سقوط بعض الصواريخ الاسرائيلية علي الاشرفية التي لا علاقة لها بحزب الله وبالضاحية الجنوبية البيروتية! هلع الجميع يسأل ما جري ويطمأن علي صحته… وتعلو لديهم أسهمه حينما يعلمون أنه تونسي الأصل وعلي صيغة السؤال المعروفة الاجابة عنه مسبقا قال أحدهم: لماذا هاجر صحافيونا الي هناك، لماذا لا يعملون في التلفزة التونسية؟ ودون التحدث في ذلك ينتقل الحديث الي موضوع آخر مثل حالة الطقس او غلاء المعيشة أو دردشة في منزلة العرب والمسلمين في فرنسا خاصة والغرب عامة… هنا كذلك يعود الاهتمام بقناة الجزيرة فهي النجمة القطبية في مدينة من الجنوب التونسي طيلة الأحداث التي خرج منها حزب الله منتصرا ومن ورائه انتصار رؤية معينة وخاصة لمستقبل العالم العربي ـ الاسلامي… فتجد نفسك الوحيد خارج السرب المنصهر في قلب التضامن الافتراضي عبر الفضائية الاخبارية العربية/الاسلامية: الجزيرة. (*) ناقد واعلامي من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أوت 2006)
عالج قضايا إنسانية ووجودية بحس مرهف
« أختلف »: ديوان جديد للشاعر التونسي بحري العرفاوي
لندن – خدمة قدس برس
صدر ديوان شعر جديد للشاعر التونسي بحري العرفاوي، تحت عنوان « أختلف ». وورد الديوان الجديد الذي صدر ضمن « سلسلة الينابيع »، التي ينشرها المركز المغاربي للبحوث والترجمة، ومقره لندن، في 127 صفحة من الحجم المتوسط، وضمّ 38 قصيدة تدور كلها حول موضوع الإنسان والوطن. ويعرف الشاعر بحري العرفاوي بقصائده الملتزمة، التي كثيراً ما تطفح بأبعاد وجدانية وإنسانية عميقة. وفي تعليقه على ديوانه الأخير « أختلف »؛ يقول الشاعر العرفاوي « الإنسان الكامن فينا، لم يكنه أحد ولن يكونه.. « أختلف » تعبير عن الهوة الفاصلة بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون.. بين الموجود والمنشود. بين الإنسان، بما هو كائن مجرّد، وبين ما هو كائن بشري تحكمه الغريزة والشهوة، خاضع لسلطات متعددة. سلطة الجسد، وسلطة رأس المال وسلطة الاستبداد وسلطة التقليد ». ويضيف الشاعر « أختلف هي صرخة « الإنسان » الكامن في كل فرد، يحتج على ما يرتكب في حقه من تشويه وتحريف، وتفريغ من معاني الحياة والإنسانية، وتجفيف من ينابيع المحبة والغيرية والصفاء. « أختلف » هي إجابة « الممكن » على « الواقع »، وتعبير عن فشل الرحلة البشرية، حين لم تنته إلى سعادة الإنسان، وتحقيق الأمن المدني والأمان النفسي، وبناء علاقات مع الطبيعة ومع التاريخ ومع المكونات الحضارية والثقافية في نسيج إبداعي متحرك ومتدافع، بما يجعل لـ »الحياة » معنى يختلف عن حالة العيش، التي يشترك فيها البشر مع الحيوان »، كما يقول. ومن أهم القصائد التي وردت في الديوان، العراق، وتورا بورا، ونبتة الموت، ومقابر. ومن القصائد التي وردت في الديوان ما يحمل عنوان « صمت ».
صمت لماذا انحنيت قليلا كما نخلة مادت الأرض من تحتها فتراخت وناءت بحمل عراجينها المثقلة؟ لماذا انحنيت قليلا وأقفلت صدرك وأسدلت جفنك والحاجبين وأطرقت بالأسئلة؟ * ** لماذا انتبذت مكانا قصيا ووجهت وجهك للمستحيل وأسدلت صما عليك أكنت نبيا وهذي السماوات من فوقك مقفلة ؟ * ** لماذا انحنيت قليلا وأوغلت في الصمت حتى كأنك تعلن إن الحياة هي المشكلة (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 17 أوت 2006)
قصـــة قصيـــرة :
شهادة بوك وأمك… ومستقبل للبيع
د.خالد الطراولي
ktraouli@yahoo.fr
افترش الأرض، أخرج من جعابه مجموعة من الأوراق وضعها على الرصيف، تبعثر بعضها، لم يجرؤ على لمسها ثانية… نظر إليها نظرة حزينة، ثم تنهد… زفرة طويلة عبرت به الحاضر والمستقبل، سرح به خياله وصال به في أروقة طويلة ليحط بعيدا بعيدا في تاريخ قريب، في أمس جميل، بين أهله وذويه، في أيام بيض… سماء صيف زرقاء، وشمس في كبد السماء تزيد المنظر إشراقا وأملا..زغاريد نسوة تتقاذفها نسمات عابرة تدغدغ التفاءل وتفتح الأفق…
نجح أحمد… تحصل على الشهادة… نال الباكالوريا… نال الأستاذية… نال الدكتوراه! فتحت أبواب الجنة الثمان، وهرول مالك إلى جحيمه دون استئذان، آمال الرزق والراحة و أحلام العيش الرغيد تغطي الصورة وتغالب مشهد الهوان … توالت الشهادات وتوالت معها الزغاريد… كل شهادة ترسم ابتسامة على وجه أب معاق، وتثير دعوة أم حنون نالتها الأيام القاسية، فأحدثت تضاريس على وجه شاحب وأياد ترتعش…حتى جاء الدكتور أحمد على جواد وطني أصيل!
أفاق أحمد من معراجه، كان حلما في عين النهار، أكمل طرح ما بقي من أوراقه على الرصيف… هذه شهادة « السيزيام »… بجانبها ورقة أكبر مزركشة جميلة إنها شهادة « الباكالوريا » ترافقها شهادة تبدو أقل سفرا في الزمان، إنها « الأستاذية »… في الوسط تعلو بعض الشيء ورقة جميلة كأنها مطبوعة إشهار… تتحلق حولها كل الشهائد وكأنها « تعطيها كار السلطنة » إنها « الدكتوراه » !
استيقظ أحمد من حلمه البعيد ليجد واقعا مبعثرا ورصيفا منحدرا… ليعلم أنه يملك قصورا من رمال وكنزا من عدم… شهائد من ورق ضعيف أو مُقوّى، لا تنبت حبا ولا تسكن ألما ولا تطعم جائعا ولا تروي عطشانا… كانت أسفارا ملقاة على ظهر حمار يتوغل تائها في الصحراء…
وضع الدكتور أحمد شهائده على الطريق وعرض مستقبله للبيع…اختار أحمد وسط المدينة حيث يكتظ المكان بالمارة، وجعل مسنده تمثالا قائما في وسطها يستظل به…كان تمثالا عظيما للسلطان وهو يعتلي صهوة جواد، يد يشير بها بعلامة النصر وأخرى تحمل كتابا مفتوحا، رموز القوة والعلم والقيادة الرشيدة اجتمعت في رجل…وجواد …
ولّى أحمد ظهره للتمثال، وابتسم… تذكر تلك الخطب والبيانات والوعود عن أيام وردية ومستقبل واعد، قابلتها قي حينها معاكسات وكلام كثير لم يفقه أحمد حينذاك واقعيته « تقرا ما تقراش مستقبل ما ثماش »… زادت ابتسامة أحمد ورافقها تكدرا وألما…
دفن أحمد وجهه بين يديه وأغمض عينيه… وفجأة أحس بوقع شيء غليظ ينهال على قفاه أفقده توازنه وكاد يغمى عليه، رفع رأسه بصعوبة ليرى سيارة كتب عليها « الشرطة في خدمة الشعب »! ويدا ضخمة تمسك بطرف هراوة، ينطلق من ورائها صوت جهوري مفزع… » يابن ال… بعدما علّمناك وربّيناك وأعطيناك شهادات، أصبحت تبيعها على الملأ دون علمنا… حتى لا نشاركك ربحها..! شهادة بوك وأمك …. »
المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
أسئلة تنتظر أجوبة من السيّد خالد شوكات
علي بن غذاهم عاد خالد شوكات مرّة اخري للتهجّم بطريقة عنيفة جدّا علي المقاومة العراقية بكل اطيافها دون تمييز ووصمها باشدّ النعوت تحقيرا (صدّامية ,اجرامية ,ارهابية,,,,) ونصّب نفسه قاضيا ليجرّم شعبا باكمله يقاوم الإحتلال الأجنبي بشكل مشروع تكفله كل الشرائع بما فيها القانون الدّولي بشكل ملفت للإنتباه يطرح عديد التساؤلات حول اسباب هذا التحامل ؟؟ وفي هذا الوقت بالذات الذي يتعرّض فيه شعبا عربي آخرهو شعب لبنان الي هجمات تدميرية انتقامية من اعتي قوّة اجرامية ارهابة في العصر الحديث هي وربيبتها اسرائيل. ** هل انّ طلائع الدّيمقراطية والديمقرطيين في العراق هي زمرة كرزايات العراق وعلي راسهم عميل المخابرات الأمريكية الشلبي ورؤوس الفتنة الطائفية المالكي والجعفري وعلاوي ؟؟؟؟ ** هل ان هذه الحكومات الّدمي التي شكّلها الجنرال الأمريكي بول بريمر ومن خلفه علي اساس المحاصصة الطائفية المقيتة هي امل وقمّة مني هذا الشعب المكلوم ؟؟ ** هل انّ المليشيات التابعة لما يسمّي وزارة الدّاخلية العراقية الطاّئفية من فرق الموت التي ترتدي لباس الشرطة والحرس وتقوم بالمجازر والذبح جهارا نهارا علي الهويّة هي جسب رايك امل هذا الشعب في الأمن والبناء ؟؟؟ ** هل ان المليشيات الأرهابية الطائفية التابعة لكرزايات الحكومة العراقية الطائفية مثل مليشيا بدر هي الوسيلة المثلي لنشر الدّيمقراطية ؟؟؟؟؟؟ ** هل انّ عمليات التعذيب والإغتصاب وانتهاك الأعراض والقتل الممنهج التي تنفذها جحافل الجيوش الغازية في العراق هي بشائر العهد الدّيمقراطي البوشي الذي تحدّثنا عنه ؟؟؟ ** هل انّ جرائم « الهولوكست » في ابوغريب التي نفّذها اوباش الهمج الأمريكي وجرائم البصرة التي نفّذها اوغاد السفلة من الجيش البريطاني هي دروس نموذجية حسب رايك في الثقافة الدّيمقراطية؟؟؟ ** هل انّ المجارز الوحشية في غرب العراق التي ذهبت ضحيّتها عائلات باكملها علي يد الجيش الأمريكي وعمليات الأغتصاب والقتل والحرق التي نفذّها اوغاد هذا الجيش هي امثلة حيّة عن العهد الدّيمقراطي البوشي الذي تبشّرنا به ؟؟؟ ** واذا كنت واثقا من هذه القدرة السحرية للمشروع البوشي علي فرض الّدّيمقراطية لماذا لا توجّه سهامك غربا باتجاه بلدنا تونس حتّي يتم كنس عصابات النهب والإجرام » الزعبعية » و « الطرابلسية »؟؟؟ التي اكلت الأخضر واليابس ولم تسلم منها حتي القطع البحرية !! وتركة المرحوم عرفات !!؟؟؟ 14 أوت 2006
د سلوى الشرفي فخامة الرئيس بالوراثة كم أسعدني أخيرا سماع صوتك بعد أن خمدت أصوات المعارك على الجبهة. وكم أسعدني اعترافك بوجود أنصاف رجال بيننا. وأنا إذ أوافقك على كل كلمة قلتها، فإني لا أوافقك على الكلام الذي لم تقله، ربما تفاديا لخدش تواضعك على الأعمال الجليلة التي قدمتها للعرب منذ جلوسك على عرش الشام. وتعميما للفائدة أتطوع بقول ما لم تقله أنت. صحيح كل الذين لم ينزلوا إلى جبهة القتال إلى جانب حزب الله في حربه بالوكالة عن الجولان السوري المحتل من عقود، وعلى حق إيران في امتلاك الأسلحة، لا يستحقون لقب الرجولة. ويجب أن يسحب منهم هذا اللقب بقرار برلماني سريع كالذي تم تنصيبك به سنة 2000. غير أنني أخشى ما أخشاه هو أن ينسحب عليك الأمر قبل أي كان من هؤلاء الأنصاف. فعلى حد معلوماتي، لم ينزل نفر سوري واحد إلى الجبهة. والأمر ليس بغريب على من هب لنجدة الكتائب سنة 1976 لتقتيل الفلسطينيين في تل الزعتر، وعلى الذي نصب « إيلي حبيقة » وزيرا، جزاء له على مجزرة صبرا وشتيلا الأولى وعلى من ساند إيران ضد العراق في الثمانينات، وعلى من أنزل جيشه يحمي المارينز في حربه ضد العراق سنة 1991، وعلى من تعجّ سجونه بالأحرار السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والذي يفوق عددهم عدد السجناء العرب في السجون الإسرائيلية، وعلى من كان السبب المباشر أو غير المباشر في اغتيال خيرة شبابنا: سمير قصير وجبران التويني، لمجرد اختلافهما معه في الرأي والدفاع عن سيادة وطنهم. وهو أمر غير مستغرب لأنكم تعودتم على دفع اللبناني، شحم المدافع، محلكم ليضغط على الإسرائيلي كلما رمتم التفاوض مع الإسرائيلي. وهو على فكرة السبب في مجزرة قانا الأولى عام 1996. كما تعودتم على فتح الطريق للإيراني منذ عام 1982 ليؤسس حزبه لله في لبنان. وأذّكر أن السيد علي أكبر محتشمي، مؤسس حزب الله في لبنان بقرار من الخميني، كان سفير إيران في دمشق قبل أن يصبح وزير داخلية الخميني. وعودة إلى أنصاف الرجال لأقول إذا كنتم تقصدون الرؤساء العرب فرجاء توضيح ما يجعلك مختلفا عنهم ليكون خطابك واضحا للشعب العربي. أما إذا كنت تقصد الحكومة اللبنانية، لأن رجالها يرفضون خضوع بلدهم للسوري والإيراني، فأنا أتفهمك لأنك كرجل كامل الأوصاف، قبلت بخضوع جولانك للإسرائيلي. بل أنك ما زلت تطالب بالمفاوضات تفاديا للصدام. وهذا عين العقل يا سيادة الرئيس بعد أن خسرت ورقة حزب الله. سيادة الرئيس بالوراثة ذكرتني هذه السفسطة، بسفسطة حسن نصر الله، صاحب العمامة السوداء، الداعية على الاعتقاد بأنه ينتمي للأسياد من أهل البيت ( كله بالوراثة. ثم أي بيت؟ السوري أم الفارسي؟) في كلمته يوم 9 آب، وبعد أن تأكد من الهزيمة، ولكي يبرر تراجعه عن موقفه الرافض لخروج الجيش اللبناني من الثكنات. فسر الحسن، ابن أهل البيتين، رفضه السابق لنزول الجيش، بخشيته على الجيش اللبناني من القوة الإسرائيلية التي لا تقدر عليها سوى مقاومته. و طبعا فالذي لا يستحي يقول ما يشاء. لأن « السيد » خاف على الجيش من التقتيل و لم يخش على المدنيين اللبنانيين من كل المجازر التي حدثت فعلا. وقال أيضا أنه كان يخشى أن يكون الجيش اللبناني حارسا لأمن إسرائيل، موجها بذلك إهانة ما بعدها إهانة إلى جيش وطن يدعي سماحته الانتماء إليه. وفي الحقيقة فهو يسحب على الجيش اللبناني ما يقوم به هو. فمقاومته متعودة على أن تكون حارسة لأمن سوريا وإيران. أسأله الآن ما الذي تغير يا « سماحة السيد »؟ ولماذا قبلت بنزول الجيش؟ ألم يكن من الأفضل قبول جيش وطنك إلى جانبك أيام المعركة أفضل من قبول نزوله رضوخا لقرار صهيوني أمريكي؟
Salouacharfi@yahoo.fr http://www.geocities.com/salouacharfi/index.html
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 17 أوت 2006)
عبد الحميد الحمدي :العاصمة الدنماركية – كوبنهاجن – تفتقر لمسجد بقبة ومنارة
أكد السيد عبد الحميد الحمدي نائب رئيس مجلس الشورى بالمجلس الإسلامي الدنماركي أن عدد المسلمين في الدنمارك يقدر بحوالي 200000 مائتي ألف مسلم يسكن ربعهم – حوالي 50000 مسلم – في العاصمة كوبنهاجن وما حولها، وتعاني المساجد هناك من النقص في العديد من الاحتياجات الفنية وأماكن المحاضرات والندوات حيث أن الكثير منها عبارة عن مصانع ، أو مساكن ، أو مستودعات. المركز الإسلامي الدنماركي وأضاف » الحمدي » : العاصمة الدنماركية – كوبنهاجن – من العواصم الأوروبية القليلة التي لا يوجد فيها بناء لمسجد يمثل فن العمارة الإسلامية، ويجتذب المارين من حوله للتعرف على الحضارة الإسلامية عن كثب . لذلك أخذ المركز الإسلامي الدنماركي هذا الأمر على عاتقه ، وبدأ السعي لتحقيق هذا الحلم الكبير للمسلمين في الدنمارك ، ليكون منارة إشعاع حضاري إسلامي وجسرا حقيقيا للتواصل بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الدنماركي . واستطاع بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية العاملة في الساحة الدنماركية أن يحصل على موافقة بلدية العاصمة كوبنهاجن على بناء مسجد بقبة ومنارة ، وتم فرز اثنتي عشرة قطعة أرض لهذا الغرض على أن يسعى المسلمون للتفاوض مع ماليكها فيما يتعلق بموضوع الشراء وكل ما يتعلق بهذا الشأن من ملفات ووثائق ، إضافة إلى خريطة تبين المواقع المعروضة على المسلمين مضمنة في هذا الملف . وأضاف : إن المجلس الإسلامي الدنماركي ممثل تيار الوسطية والاعتدال في الدنمارك في أمس الحاجة إلى مركز إسلامي حضاري يزاول من خلاله نشاطه ، ومسجد حضاري تقام فيه الصلوات ، كما أنه في حاجة لمدرسة إسلامية تدرس اللغة العربية والدين الإسلامي إضافة إلي المناهج التعليمية الدنماركية . ووجه » الحمدي » نداء إلي أهل الخير ممن يبتغون عمارة المساجد والصدقات الجارية فهل من مجيب ؟؟ رسالة المركز حول رسالة المركز بدأ » الحمدي » حديثه بقوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) مؤكداً أن للمركز رؤية مستقبلية تتمثل في الحفاظ على الوجود الإسلامي في الدنمارك وترسيخه وتمكينه من التعريف بالإسلام والدعوة إلى قيمه والإسهام الفاعل في مختلف جوانب الحياة في المجتمع الدنماركي مع التركيز على ترسيخ الهوية الإسلامية والارتقاء بلغة الخطاب داخلياً وخارجياً . أهدافنا وحول أهداف المركز الإسلامي الدنماركي أوضح » الحمدي » أن المركز يسعى إلى تحقيق استقرار الوجود الإسلامي أفراداً ومؤسسات ليصبح واقعاً مقبولاً في المجتمع الدنماركي ومؤثراً في جوانب الحياة المختلفة فيه . وثمة أهداف فرعية للمركز لخصها » الحمدي » في : التعريف بالإسلام وقيمه وبلورة الثقافة الإسلامية وفقا لمقتضيات العصر وخصوصيات الواقع الدنماركي . مساعدة المسلمين الدنماركيين على ممارسة شعائرهم الدينية والحفاظ على هويتهم الثقافية ورعاية شؤونهم الاجتماعية والدينية . تشجيع وإقامة المؤسسات المختلفة من مساجد ومدارس ومعاهد وأندية ثقافية وإجتماعية ورياضية ومهنية وغيرها . الارتقاء بالمؤسسات الأعضاء وتنمية خبراتها ودعم التنسيق والتعاون بينها . الاهتمام بأبناء المسلمين وتهيئة الفرص لتعليمهم الدين الإسلامي واللغة العربية ومساعدتهم على التفوق الأكاديمي والمهني وتجنيبهم الانزلاق الاجتماعي , تفعيل دور المسلمين في إطار الوحدة الأوروبية وخدمة الصالح العام . العمل على حضور وتمثيل المسلمين في المؤسسات الدنماركية . السعي للاعتراف بالدين الإسلامي في الدنمارك بما يعزز الهوية الدنماركية للمسلمين . توسيع الحوار الثقافي والحضاري بين المسلمين وأصحاب الأديان والعقائد والأفكار الأخرى للتفاعل الإيجابي وتوطيد السلام الاجتماعي . التواصل مع المسلمين في العالم وتعزيز التعاون والصداقة بين الدنمارك والعالم الإسلامي بما يحقق المصالح المشتركة . مد جسور التعارف والتعاون مع المؤسسات والهيئات الإسلامية الرسمية والشعبية على الصعيد الدنماركي والأوروبي والعالمي في إطار المصالح المشتركة. المساهمة في الجهود الرامية لحماية الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان ونبذ كافة أشكال التمييز العنصري والإرها ب والتطرف والعنف . المساهمة في الجهود الرامية لحماية البيئة .
(المصدر: موقع البوابة الإسلامية- الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – دولة الكويت)
مرحلة ما بعد الحرب السادسة في عيون المثقفين التونسيين:
الــدروس … والآفـــاق
تونس ـ الصباح كيف ينظر المثقفون والسياسيون في تونس إلى مرحلة ما بعد حرب لبنان أو الحرب العربية الاسرائيلية السادسة؟ وما هي الدروس مما جرى في لبنان بعد أكثر من شهر من الغارات الاسرائيلية على لبنان وعمليات المقاومة اللبنانية بزعامة «حزب الله» وقيادة حسن نصرالله؟ وما هي آفاق المرحلة القادمة لبنانيا وعربيا ودوليا بعد هذه الحرب العربية الاسرائيلية الجديدة..التي لم يشارك فيها لأول مرة أي جيش نظامي عربي؟ لمحاولة الاجابة عن هذه التساؤلات كانت هذه اللقاءات مع: ـ الدكتور مهدي مبروك عالم الاجتماع والناشط السياسي والحقوقي. ـ الدكتور فتحي التريكي الجامعي والفيلسوف والكاتب ـ الاستاذ المنصف الباروني المحامي الدولي ورئيس الغرفة الفتية العالمية سابقا ورئيس الغرفة التونسية الامريكية وجمعية الصداقة التونسية الامريكية حاليا ـ الدكتور حاتم قطران الجامعي والخبير القانوني الاممي والناشط الحقوقي ـ النقابي عبد المجيد الصحراوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سابقا ومنسق لجنة صد العدوان عن الوطن العربي.. * عالم الاجتماع د.الدكتورالمهدي مبروك:
تخوف من الالتفاف على انتصارالمقاومة لفائدة حوانيت طائفية ومحاور اقليمية
ـ لست خبيرا في الشؤون العسكرية.. والاهم في نظري هو انعكاسات الحرب سياسيا وتاثيراتها على الثقافة السياسية في العالم العربي.. وأعتقد أن هذه الحرب كان لها الفضل في اعادة ثقافة المقاومة والممانعة إلى الواجهة.. بعد مرحلة من خيبات الامل والاحباط.. وأهمية عودة الثقة في النفس وانتشارالتفاؤل مرتبط خصوصا بخيبة الامل التي اقترنت بما يحدث في العراق.. حيث تطورت الاحداث من مواجهة الاحتلال الاجنبي الى اقتتال داخلي واحتراب طائفي.. الامرالذي جعل العديد من المثقفين والسياسيين ينفضون اليد من امكانية قيام حركة وطنية مسؤولة ناجعة وبناءة.. ومن مزايا تجربة «حزب الله» أنها أعادت مجددا ثقافة الممانعة والمقاومة البناءة والناجعة.. خاصة أن «حزب الله» ترفع عن التوظيف الحزبي والطائفي المباشر.. وخاض المعركة بأخلاقيات جديدة وروحية كبيرة.. ترفع خلالها عن الخطابات السياسية المتشنجة والمتوترة..وعن أساليب الدمغجة والكذب والمغالطات والتهويل.. وهذا حدث مهم جدا على المستوى القيمي والرمزي بالمعنى السياسي.. المعركة التي خاضها «حزب الله» تكشف ان المقاومة اذا تحلت بثقافة روحية كبيرة قادرة على أن ان تتحدى «الجيش الذي لا يقهر».. وأن تمحو نهائيا صورة الجندي العربي الذي يتخلى عن بدلته بعد اول هجوم اسرائيلي أو أمريكي.. على غرار ما حصل في حروب عربية اسرائيلية سابقة أو في خلال الحرب الامريكية على العراق.. معركة المقاومة اللبنانية مع العدو الاسرائيلي قدمت الجديد.. بعيدا عن الصورة النمطية التي كانت رائجة من خلال هزائم الجيوش النظامية العربية.. وهذه الحرب كانت فرصة ليتاكد البعض ممن سايروا ثقافة التطبيع مع اسرائيل بأن سلطات الاحتلال تبقى دائما متمسكة بخيار التدميروالمجازر التي تستهدف المدنيين.. دون مبالاة بتقارير الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العالمية.. اذا كانت توجد ثقافة كراهية ضد الاسرائيليين فان اسرائيل غذت هذه الثقافة.. بسبب ممارساتها وقتلها المتعمد للمدنيين والاطفال والنساء والعجائز وممثلي الامم المتحدة.. من نتائج هذه الحرب افشال ثقافة التطبيع مع اسرائيل وخيار «السلام المشروط» باملاءات اسرائيلية وامريكية.. من جهة أخرى فان «حزب الله» مدعو لان يتجاوز بعض الدعاوي عن تخندق طائفي لشيعة مقموعة وسنة تحركها دولة خليجية معروفة.. وهنا اعتبرانه يوجد تخوف جدي من الالتفاف على الانتصارالرمزي لـ«حزب الله» وسرقته لفائدة الحوانيت الطائفية او الحزبية.. مع التخوف من الالتفاف على الانتصار لفائدة انظمة ومحاور سياسية رسمية اقليمية.. * الدكتورفتحي التريكي:
سينتشر نموذج «حزب الله» مثلما انتشر النموذج الفيتنامي
ـ في واقع الامر ما يجري في لبنان حالة خاصة لم تشاهده الانسانية سابقا.. فقد عايشنا تجربة عدوان دولة بجيشها القوي ومؤسساتها (اسرائيل) على دولة أخرى ضعيفة عسكريا (لبنان) لتدميركل قوتها الاقتصادية وبنيتها الاساسية وتقتيل شعبها.. من جانب اخر قامت قوة غير نظامية (غير دولة) بتنظيم مقاومة وطنية عبر «حرب العصابات» ضد الدولة المعتدية.. مع التمسك بأخلاقيات عدم مهاجمة المدنيين والتفرغ خاصة لمهاجمة العسكريين فقط من جانب العدو.. انه نمط جديد من المقاومة ومن التفاعل بين الاطراف التي تشقها تناقضات وصراعات.. بالنسبة للمستقبل لن يتوقف هذا النمط في العالم العربي.. بل قد يتجدد في بقاع اخرى في العالم.. ومثلما انتشر النموذج الفيتنامي ونماذج أخرى من المقاومة الاسيوية والامريكية اللاتينية للاحتلال سينتشر نموذج المقاومة اللبنانية في اسيا وامركا اللاتينية.. سيؤثرما جرى في لبنان على تصور الحروب وعلى العلاقة بين القوى الوطنية مع الاطراف التي تتجاوزالشرعية الدولية مثل اسرائيل والولايات المتحدة.. سيفتح ما جرى في لبنان الباب أمام تغييرات مهمة: عدم السماح بقتل المدنيين دون مساءلة.. مثلما تفعل اسرائيل والولايات المتحدة منذ مدة في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان.. في المقابل قد تعمل بعض القوى على تقسيم البشرية الى معسكرين الانسانية مستقبلا.. من جهة، معسكر تحميه القوى الدولية بكل السبل.. مقابل معسكر «انسانية من درجة ثانية» أو «انسانية مهملة» تذكر بالهنود الحمر في الولايات المتحدة.. وفي احسن الظروف ستترك للمنظمات الانسانية والمنظمات غيرالحكومية مهمة «التضامن معها».. للأسف فان مصطلح «الارهاب» اصبح يوظف للقتل دون محاكمات عادلة.. مع موافقة ضمنية من المجموعة الدولية.. بينما يفترض القانون الدولي وقوانين الغرب اعطاء المجرم حق الدفاع عن نفسه وفرصة اثبات براءته أمام قضاء مستقل وعادل…. كيف نبرر قصف المدنيين في العراق وافغانستان وفلسطين؟ بالنسبة لبعض الساسة الامريكيين والاسرائيليين والغربيين فان كل شعوب المنطقة العربية لا يختلفون عن هنود امريكا السابقين.. أي أنهم بشر من الدرجة الثانية يجوز قتلهم وتدمير مساكنهم وتهجيرهم وترحيلهم.. على غرار ما حصل في امريكا سابقا.. وما حصل في لبنان من مقاومة بطولية تعبيرعن ارادة رفض لهذا المسار.. * الاستاذ المنصف الباروني:
فجوة بين نادي الحكومات والشعوب
ـ بالنسبة لي وراء ما جرى في لبنان دروس عديدة من جهة وتاكيد لحقائق سابقة من جهة ثانية.. من بين الحقائق التي أكدتها المواجهة بين المقاومة اللبنانية واسرائيل انه لا سلام مبنين على قوة ولا سلام دون تسوية القضية الفلسطينة باعتبارها القضية العربية الاولى.. ومن بين دروس ما حدث أن القوة ليست فقط في التفوق في عالم التكنولوجيا بل في ايمان الشعوب بعدالة قضيتها وصمود المقاومين وثباتهم.. بعد صمود المقاومة اللبنانية للاحتلال الاسرائيلي الان اصبحت القضايا الدولية من شأن الشعوب وليس الدول فقط.. بل ان الاحداث كشفت الفجوة بين نادي الحكومات والشعوب.. بعض الحكومات كانت خلال الازمة الحالية في واد والشعوب في واد آخر.. أي أن كثير من تلك الحكومات ـ العربية والعالمية ـ بعيدة عن الشعوب ومشاغلها وطموحاتها.. بالنسبة للطرفين لا بديل عن خيار الرجوع الى الشعوب والاحتكام اليهم وليس الى مؤسسات الدولة التقليدية.. الامريكان انفسهم استغربوا ما جرى وقالوا انهم سيتسفيدون من الانماط الجديدة للمقاومة التي ابتكرها «حزب الله».. وسيدرسونها في اكاديمياتهم العسكرية.. * الخبير الاممي د.حاتم قطران:
الطائفية و«القوى الخفية» خطر على الديمقراطية اللبنانية
ـ مرحلة مابعد الحرب بالنسبة للبنان تعني أن الاولوية ستكون لاعادة البناء.. ومواصلة الحوار الوطني الذي بدا قبل الحرب بمشاركة كل الاطراف السياسية.. ووقف الحرب يعني رجوع مختلف الاطراف الوطنية الى مائدة التفاوض والحوار.. خاصة أن مرحلة الحرب كرست وحدة وطنية بالرغم من الاختلافات الجزئية التي برزت في الايام الاولى للعدوان.. ورغم جسامة الاضرار التي تسبب فيها القصف الاسرائيلي ورغم مسلسل الانتهاكات لحقوق المدنيين اللبنانيين.. فان النتيجة السياسية وحدة جل القوى السياسية والفاعلة حول سيادة لبنان على كامل ترابه ورفض كل اشكال الاحتلال الاسرائيلي والاجنبي.. لا يمكن ان نتحدث عن اي انتصار لاي طرف ازاء حجم الاضرار التي تكبدها لبنان في مستوى الخسائر البشرية والبنية الاساسية ورجوع سنوات الى الوراء اقتصاديا وعمرانيا.. لكن لبنان سيظل دولة حريات ونظام ديمقراطي.. هناك عاملان يقفان حائلان أمام انجاح هذا النظام الديمقراطي التعددي هما الطائفية ووجود قوى خفية تؤثر في القرارات.. لذلك فان لبنان في حاجة الى بناء دولة مؤسسات بعيدا عن الطائفية.. دولة عصرية قائمة على القانون والحريات.. «حزب الله» مقاومة وطنية حان الوقت ليلعب دورا سياسيا كاملا وطنيا ويستثمر رصيده النضالي في خدمة لبنان ولا شيء غير لبنان ويحتل موقفه كقوة سياسية من بين القوى الوطنية.. * النقابي عبد المجيد الصحراوي:
انتصار المقاومة سيغير خطاب النخب العربية وأولوياتها
ـ أولا باسم اللجنة الوطنية لصد العدوان عن الوطن العربي ـ التي تضم 350 شخصية وطنية ـ نعبرعن فرحتنا الكبرى للانتصار الذي حققته المقاومة ميدانيا بزعامة «حزب الله».. هذا الانتصار سيمهد الطريق الى تغييرات عميقة في المنطقة وذلك على مستوى المفاهيم والفعل السياسي.. هذا الانتصار اعاد الاعتبار لفكر المقاومة بعد أن ساد فكر الخنوع والاستسلام من هزيمة الى اخرى طوال عقود.. ثانيا هذا الانتصار ساهم في تحطيم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.. وأكد ان السلاح مهما بلغ تطوره لايضمن النصراذا توفر الايمان والارادة الصادقة وتوفرالعنصر البشري.. وهذا النصر حقق عودة الوعي والروح للجماهيرالعربية.. مما سينعكس على خطاب النخب والاحزاب والمنظمات الجماهيرية العربية.. وهو ما سيؤثر على مواقف الانظمة والدول العربية.. كما سيغير هذا النصر نظرة الرأي العام الدولي للانسان العربي الذي تدهورت صورته بفعل بعض الممارسات الخاطئة.. سيفهم العالم أن العربي ليس ارهابيا بل مناضلا ومقاوما صادقا.. قادرا على التصدي امام اعتى الة عسكرية.. وعلى مجابهة طغيان وجبروت الامبراطوية الامريكية.. هذا الانسان العربي المؤمن بعدالة قضيته المعتز بهويته.. سيناضل من اجل التحرر الوطني واقامة نظام عالمي جديد يسوده العدل والسلام والمساواة.. ونحن نعمل على ان يتوجه الى لبنان وفد كبير من المجتمع التونسي يضم عددا من المحامين والنقابيين ومن الجمعيات غير الحكومية مثل جمعية النساء الديمقراطيات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والصيادلة والهلال الاحمرالتونسي.. وذلك تعبيرا عن التضامن مع شعب لبنان الصامد ومقاومته.. ولابلاغه الاموال والمساعدات التي جمعت لفائدته.. ونحن كنقابيين نتابع التنسيق منذ مدة مع اتحاد عمال لبنان والمنظمات الدولية مثل «السيزل» ونقابات الاتحاد الاوربي لرفع المظلمة عن الشعبين اللبناني والفلسطيني. اعداد: كمال بن يونس (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 أوت 2006)
الكاتب النروجي غوستين غاردر يرفض الاعتراف بإسرائيل
استوكهولم – قاسم حمادي كسر الكاتب والفيلسوف النروجي غوستين غاردر (٥٤ سنة) جدار الصمت الوهمي الأوروبي ووصف اسرائيل «العنصرية والقاتلة والإرهابية والوهمية والخرافية» وقال إنها لا تنتمي الى حضارة القرن الحادي والعشرين. قال غاردر هذا الكلام في مقالة بعنوان «الحرب الاسرائيلية على لبنان» نشرته صحيفة افتنبوستن النروجية. وكتب يقول: «لا طريق عودة. يجب علينا الآن ان نتعلم درساً جديداً: نحن لا نعترف بعد الآن بدولة اسرائيل. لم يكن ممكناً ان نعترف بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ولا بنظام طالبان الافغاني. والكثيرون منا لم يعترفوا بـ «عراق» صدام حسين او بالتطهير العرقي الصربي. حان الوقت الآن لنعتاد فكرة ان دولة اسرائيل في شكلها الراهن اصبحت من التاريخ. نحن نضحك من افكار هذا الشعب «المختار» الخيالية ونبكي، نحن نصف ذلك بأنه عنصرية. نحن لا نؤمن بوعود إلهية كسبب للاحتلال والفصل العنصري. نحن وضعنا العصور الوسطى خلفنا. وأثارت هذه الجمل موجة عارمة من الاحتجاجات الاوروبية والاسرائيلية، وقام عدد كبير من الكتاب والناشطين في حقلي الثقافة والسياسة بالتهجم على غاردر . واكثر ما اثار غضب المجموعة الصديقة لإسرائيل التي لا تزال تعيش عقدة المحرقة النازية ان غاردر لا يريد الاعتراف بدولة اسرائيل. موجة الانتقادات هذه دفعت به الى توضيح ما كتبه قائلاً: «لقد فهمت بطريقة خاطئة فأنا لا اقصد عدم الاعتراف بأسرائيل ١٩٤٨ وانما اسرائيل ما بعد ١٩٦٧». ويقصد غاردر بذلك الاحتلال والمذابح التي ترتكبها اسرائيل بحجة الدفاع عن النفس. ولكن من يقرأ مقالة غاردر التي اشعلت الأوساط الأدبية ومن الصعب اطفاء نيران النقاشات الحادة التي ولدتها على المدى المنظور، يجد فيها بعداً انسانياً وواقعياً كبيراًَ. فهو يكتب: «نسمي قتلة الأطفال بأنهم قتلة اطفال ولا نقبل القول ان هؤلاء يملكون تفويضاً يبرر اعمالهم الوحشية. لا يمكننا القول سوى: العار لكل انظمة الفصل العنصري، العار لكل التطهير العنصري، العار لكل العمليات الارهابية ضد المدنيين. ويعتقد غاردر بأن العالم اصبح يقف الآن على عتبة اللاعودة ازاء أخذه موقفاً واضحاً من اعمال اسرائيل الحربية وعمليات التهجير والقتل. ويرى ان «لا يوجد طريق عودة. دولة اسرائيل اغتصبت اعتراف العالم بها ولا يمكنها الحصول على السلام الا اذا تخلت عن اسلحتها». وغوستين غاردر روائي وفيلسوف، عرفت كتبه نجاحاً كبيراً في العالم وصدرت كتبه بالعربية عن دار المنى في استوكهولم «ومنها عالم صوفي» و «فتاة البرتقال» و»سر الصبر». وترجمت رواية «عالم صوفي» الى ٥٤ لغة وبيع منها اكثر من ٣٠ مليون نسخة. ولغاردر صدى كبير في العالم لإنسانيته فهو يدافع عن اهمية الانسان وعن وجوده تبعاً لمواقفه ويرفض التمييز بين البشر. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 أوت 2006)
مهدي عاكف: القيمة الاستراتيجية لاسرائيل تقلصت
القاهرة (رويترز) – قال المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف يوم الخميس ان القيمة الاستراتيجية لاسرائيل تقلصت بعد فشل جيشها في هزيمة حزب الله في لبنان. وقال في رسالته الاسبوعية الى المسلمين « اذا كان من صوت عاقل في واشنطن فان عليه أن يصرح بأن قيمة الحليف الصهيوني الاستراتيجية قد تضاءلت. » وأضاف أن ذلك حدث بعد أن « فشل جيشه المزود بأحدث الاسلحة والمعدات الامريكية في قهر جماعة مسلحة. » وفي بداية القتال مع حزب الله الذي استمر 34 يوما قالت اسرائيل انها ستطلق سراح جنديين أسرهما الحزب يوم 12 يوليو تموز في عملية عبر الحدود وانها ستبعد مقاتليه الى ما وراء نهر الليطاني لكن أيا من الهدفين لم يتحقق. وتوقع عاكف تراجعا للدور الامريكي في الشرق الاوسط. وقال « ستذوق ادارة الرئيس (الامريكي جورج) بوش من الكأس نفسها وستواجه واشنطن تراجعا في ما تبقى من مصداقيتها في المنطقة. » كما توقع توترا في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية التي تربطها بها علاقات ودية مرجعا ذلك الى « سخط شعوبها عليها. » وحصلت جماعة الاخوان على 88 مقعدا في مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي أجريت العام الماضي وبرزت كأقوى قوة معارضة في مصر منذ نحو نصف قرن. وقال عاكف « أبرز ما في التجربة اللبنانية أن روح الجهاد والمقاومة قد توقدت وأن ثقافة المقاومة قد انتشرت ولم يعد من الممكن القضاء عليها. » وأيد الاخوان المسلمون في مصر وهم سنة حزب الله منذ بداية القتال مع اسرائيل وانتقدوا فتوى امام سعودي نادى بحرمة الدعاء لحزب الله بالنصر لانه شيعي. وقال عاكف ان أداء الجيش الاسرائيلي في قتال حزب الله وقبل ذلك بناء السور الواقي في الضفة الغربية « دليل على انحسار نظرية التمدد الصهيوني في المنطقة وتبدد أسطورة اسرائيل الكبرى. » ورغم اعتقاد محللين أن الاخوان استفادوا من دعوة الرئيس بوش لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط في تحقيق مكاسب انتخابية في العام الماضي قال عاكف في الرسالة « أما الولايات المتحدة فقد أثبتت الحرب على لبنان أنها العدو الاول (للعرب والمسلمين)… سارع الرئيس الامريكي الى وضع المعركة في سياق صراع الخير ضد الشر وفي اطار الحرب التي يقودها ضد ما يسمى بالارهاب ولم يجد غضاضة في أن يلقي باللوم في الدمار الذي حاق بلبنان بالطائرات والصواريخ الامريكية على من وصفهم بالدول الداعمة لحزب الله. » ويرتبط حزب الله بعلاقات وثيقة مع ايران وسوريا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في بداية القتال في لبنان ان الحرب في هذا البلد هي الام مخاض شرق أوسط جديد لكن عاكف وصف ما قالته بأنه يعبر عن « مواقف رخيصة مبتذلة لا تستحق عناء الرد عليها. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
طموح مشروع إلى تفاهمات عربية مع تركيا وإيران لمصلحة لبنان وفلسطين
هاني فحص (*) الفراغ في المشرق العربي جاذب للحضور الغربي المباشر وغير المباشر بالأصالة أو بالوكالة عبر إسرائيل أولاً وغيرها ثانياً. وهذا الواقع سيؤدي الى تعاظم دور تركيا التي استنفدت فيها طاقة المرحلة الكمالية وكان لا بد من تجديدها آخذاً في الاعتبار ما حصل من تقدم الإسلام السياسي ووراثته للأطروحة القومية والوطنية المفلسة في محاولة بناء الدولة الحديثة على أساس التوفيق بين العروبة والغرب كمنشأ للفكرة القومية، من هنا كانت المحطة الإسلامية الأربكانية إطلاقاً للاحتمال الإسلامي الى غايته المنطقية القصوى، ولكن شموليته وأصوليته تخطتا ما تتحمله تركيا من مشروعات عابرة للواقع التركي الذي قام على الكمالية العلمانية التي انتهى وقت صلاحيتها للحاضر والمستقبل من دون أن يعني ذلك إمكان اجتثاثها، بل تجديدها أو إعادة تأسيسها على موجب التركيب بين القومي والإسلامي كضرورة كان يصعب على عملية التحديث الشكلانية إلغاؤها. وانتهت تركيا بعد استنفاد المرحلة الأربكانية وعجزها عن الاستمرار، انتهت الى المحطة الأردوغانية التي أرست تركيا على حال مركبة من العلاقة بالغرب الى جانب مقــــــدار من التمايز لا يصل الى القطيعة، من دون أن يكون الاندماج (الدخول في أوروبا) أمراً ميسوراً في المدى المنظور ولا ميؤوساً منه في المدى البعيد، الى ذلك فإن تركيا أردوغان قدمت مسلكاً توفيقياً واقعياً ومقبولاً بين العلمانية والإسلامية ذات النزوع الى الليبرالية، ما جعل العسكر يضيئون الشارة الخضراء أمامها لتمر فتريحهم من عبء المكابرة في استعمال قبضاتهم لضبط الوضع العام والحد من تعبير الحيويات المستجدة على ذاكرة امبراطورية وعن نفسها في المظهر والخطاب الديني. ولأن التجربة الأردوغانية النيوإسلامية لا تحمل أوهاماً عن نفسها، فإنها تدرك أن الواقع التركي قد اختارها لأداء مهمة محدودة في زمن محدد، ولا يعني ذلك أن أداء المهمة تامة أو غير تامة، سيكون موعداً ملزماً بنهاية ناجزة وشاملة للأردوغانية، ما التفت اليه أردوغان وقرر أن يستخدم أكثريته النيابية التي أوصلته الى رئاسة الوزارة، في حجز موقعه في بنية الدولة على فعالية أقل، خوفاً من أن تنتهي مرحلته بانتخابات نيابية تحرمه نهائياً من فرصة الاستمرار في الهيكل السلطوي، وعليه فإنه سيكون مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية، وقد يفوز إذا لم يوفق نجدت سيزر الرئيس الحالي في استقطاب العسكر والقوى العلمانية والليبرالية بعامة لتجديد رئاسته، خصوصاً أن العسكر قد يكون على قناعة بعدم الحاجة الى الانقلاب وأن بقاء أردوغان في المشهد يرضي ويكفي حساسيات إسلامية لا داعي لاستفزازها. وقد أتاحت المرحلة الأردوغانية لتركيا فرصة لتنشيط حركة نموها من خلال المشترك الإسلامي الذي جمعها مع إيران والعرب من دون قطيعة كاملة، ومع الاعتراض الكامل على سلوكيات إسرائيل في فلسطين وغيرها… هذا كله يعني أن هذا الجزء، الجزء التركي من حيز الكثافة في المنطقة ذاهب الى مزيد من تحقيق المصالح التي تؤهله لدور أكثر فاعلية، في حين أن الجزء الآخر من هذا الحيز، أي إيران، لا تشكو من صفف على مستوى تحقق الدولة المركزية بالطرق الديموقراطية وبنسبة مجزية من هذه الديموقراطية، ولا تشكو من فقر بل تتمتع بإمكانات اقتصادية ومقدار من الثروات والحيويات والكفاءات، ما يؤمن لها حراكاً واسعاً وفي كل الاتجاهات، وهي تقوم بذلك باندفاع ملحوظ منذ نجاح الثورة الإسلامية وبناء دولتها، وإذا ما كانت محكومة بمنطق القوة الذي يخيف أصدقاءها المفترضين كما يثير شكوك أعدائها ومخاوفهم، فإنها أدركت وتدرك ما ينقصها من اعتبارات لتصبح أكثر أهلية لتوسيع دورها وتثميره إقليمياً وعلى مستوى علاقتها بالغرب، هذه العلاقة المحكومة بنظام مصالح وطنية إيرانية تنتهي الى تسويات غير نهائية (أفغانستان والعراق) مع الغرب ومع الولايات المتحدة خصوصاً، ويمكن أن تمتد آثارها الى السلاح النووي بناء على ما ينتهي اليه الوضع في العراق الذي أصبحت فيه إيران شريكاً راجحاً على واشنطن، ثم في لبنان الذي ظهر فيه ان الشراكة السورية لإيران هي شراكة تقنية وليست شراكة في القرار الأخير. ما أدركته إيران هو أن شيعيتها مصدر حيويتها وتماسكها الداخلي، وفي عمقها الشيعي في البلاد العربية، قد يكون هو ذاته عامل إعاقة في توسيع مدى فعاليتها وتعميقها، الى ذلك فإن قوميتها الفارسية الغالبة، أو وطنيتها الإيرانية المفهومة قومياً في البلاد العربية، تضاف الى شيعيتها في إنتاج اشكالياتها وتعقيدات دورها. من هنا كان اختيارها المبكر، والمتزامن مع حربها مع العراق والتي حرمتها الى حد كبير من وهجها العربي أثناء الحرب وشوشت وجهها التواصلي بعدها، كان اختيارها أن تكون الداعم والراعي الأول لمقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان في لحظة انحسار عربي بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية إثر احتلال عام 1982… أي انها شغلت عملياً فراغاً عربياً… ولم يلبث هذا الدور أن تعاظم مع الانتفاضة في فلسطين والهجران العربي لها إلا في حدود معينة، ما أتاح لإيران أن تحتل الحيز الأشد سطوعاً في المشهد العربي والإسلامي بظهورها منحازة الى قضية العرب والمسلمين الأولى والى الحد الذي استساغ معه رئيسها أحمدي نجاد أن يبشر بنهاية الكيان، لتأتي الحرب الأخيرة على لبنان وتشعر الجميع، إسرائيل والعرب والغرب، بأن السؤال عن مصير الكيان قد أصبح مطروحاً… (قد لا تكون هذه قناعة شخصية لدي ولكنها قناعة سارية في أوساط عربية وإقليمية ودولية عدة). هنا نصل الى تسجيل الفارق الجوهري بين الأداء التركي والأداء الإيراني من دون ذم أو مدح… فأسباب الضعف في الموقع والدور التركي تعالج تركياً بالهدوء التركي – العربي والهدوء التركي – الغربي وبرسم نظام مصالح تركية مع الأطراف العربية يعطي العرب موقعاً مقبولاً في الحركة التركية ويعطي تركيا قوة في حراكها في فضاء القضايا العربية. وهكذا تبدو تركيا حالاً صاعدة، في حين أن أسباب القوة الإيرانية ربما تكون قد تسببت بوضع إيران من طريق فلسطين ولبنان، في وجه الدول العربية، من دون أن يكون ذلك مؤثراً إيجابياً في قوة إيران في حوارها أو سجالها مع الغرب وأميركا على الملف النووي، ما اضطرها الى اللجوء الى الوسيط الفرنسي والتركي الذي لا يعوض النقص العربي في السياق الإيراني. هذا المسلك من شأنه أن يحول عوامل القوة العربية التي يمكن أن تستقوي بها إيران الى ضعف عربي وإيراني، ومن شأنه أن يحول عوامل القوة الإيرانية التي يمكن أن تستقوي بها الدول العربية الى ضعف إيراني وعربي في مواجهة إسرائيل وأميركا، ومن دون أن يكون التناغم السوري – الإيراني كافياً لأن يعوض عن هذه الخسائر المشتركة، لأن سورية مضطرة لأن تتعامل مع سياقات مختلفة ومتعارضة، وهذا من شأنه أن يجعلها محكومة بالسياق الغربي والأميركي أكثر من غيره، طبقاً للمسلك الذي سلكته من حرب الخليج الثانية ومشاركتها في تحرير الكويت، الى المسلك الذي تسلكه في العراق الآن ومنذ احتلاله ومن دون قطيعة مع الموجبات الأميركية، التي ما زالت ترى في أي بديل للنظام السوري خطراً مضاعفاً ومحققاً، وتتجاوز في سبيل تفادي الخطر كثيراً من المشاكسات السورية الهادفة، والتي توقفت عند حد مقبول على مدى شهر ونيف من الحرب على لبنان، عاشت فيه سورية حالاً من الطمأنينة الى سلامتها ومستقبلها. ما نريد قوله ونرغب في حصوله هو أن تعمد إيران وتركيا والعرب… خصوصاً إيران والعرب، وبالأخص إيران والسعودية ومصر والأردن ولبنان الى مجموعة تفاهمات وعلى كل شيء، على لبنان السيد المستقل الموحد، دولة ومقاومة، حكومة ومعارضة، بحيث لا يعود الكلام فيه عن سلاح «حزب الله» وكأنه مشروع عقاب للحزب، وعلى الشراكة في التحرير مع الشعب اللبناني كله والدولة اللبنانية كلها… وهذا ربما كان من أحلام بعض المرضى في لبنان، والذين لا يرون في الرئيس فؤاد السنيورة، على رغم المديح الكاذب له، لا يرون فيه رجلاً أو حاكماً مؤهلاً لتحقيقه بسبب إصراره على تجنب الفتنة التي يستفيد منها الأشرار ويتضرر بها الأبرار في لبنان والمنطقة كلها. وهنا يأخذ العراق موقعه في بنية هذه التفاهمات التي أصبحت من ضرورات بقاء العراق ولبنان دولة وكياناً… ومن ضرورات بقاء فلسطين قضية وشعباً وسلطة وطنية على طريق الاستقلال والسلام العادل الذي لا يتحقق إلا عندما يسود السلام والتفاهم بين المعنيين به وبأنفسهم ودولهم وشعوبهم من خلاله. هل يمكننا اعتبار سفر وزير الخارجية الإيراني الى القاهرة ولقائه الرئيس حسني مبارك قرعاً إيرانياً حقيقياً للأبواب العربية من أجل تفاهم عميق على القضايا المصيرية المشتركة والمصالح المشتركة؟ وإنه لتبسيط غير نافع أن يلح بعضنا من أهل الفطنة والتراث النضالي الوطني على حصر مشكلة لبنان في إيران، ما يتيح لمن يطربون ويفتنون بالأخطاء التي تدفع اليها توترات مفهومة ومبررة، أن يحيلوا وبسهولة الموقف الوطني الملتبس الى الموقف الأميركي المكشوف… وقد كانت التفاتة وليد جنبلاط وكلامه عن صمود المقاومة بشارة بموقف أشد تركيباً من السابق، ولعل قلة تصريحاته في الأيام الأخيرة تشير الى احتمال مقاربة أخرى للوضع في لبنان. كما انه تبسيط أن يفهم الإيراني ويقول سراً أو جهراً بأن المال الإيراني والسخاء الإيراني على لبنان بعد الدمار من شأنه أن يجعل لبنان شأناً إيرانياً حصرياً ما قد يغري المال العربي بالمنافسة على الخط نفسه. والمرتجى أو الحل هو الشراكة الإيرانية – العربية في إعادة الإعمار تحريراً للقرار اللبناني من خلال توحيده أو المساعدة على توحيده تحقيقاً لمصلحة الجميع وكرامة الجميع التي تمر بلبنان الذي يرتاح في الحضن العربي الإسلامي ويقلقه التجاذب والصراع. (*) كاتب لبناني. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 أوت 2006)
هذه هي الحقيقة ولا حقيقة غيرها
جهاد الخازن مضى اسبوعان على آخر زاوية لي تناولت فيها بعضاً من بريد القراء، وأعود الى البريد اليوم لأن أكثره استكمال لما سبق، فقد كنت أعلنت سحب اعترافي الشخصي بإسرائيل، بسبب جرائمها الأخيرة في فلسطين ثم لبنان، وتلقيت أكبر عدد من رسائل القراء على موضوع واحد منذ بدأت العمل الصحافي والكتابة. لم أعد أحصي الرسائل فهي مستمرة، واعتقد بأن عددها تجاوز 450 رسالة حتى الآن، وسأختار من المجموعة الجديدة قبل أن انتقل الى مواضيع أخرى، مكتفياً بالاسم الأول لكل قارئ خشية أن يكون هناك من لا يريد نشر اسمه، وكل الرسائل محفوظ عندي لمن شاء أن يدرسها: واعد: يجب أن نسحب جميعاً اعترافنا بدولة الإرهاب، خصوصاً في مصر والأردن. جمال: استمر في هذا النمط من الكتابة، فاسرائيل دولة نازية. ثمين: نؤكد أننا شعب الأردن وحفدة الأنباط نرفض أن نعترف بما تعترف به حكومتنا «دولة اسرائيل»، كما نؤكد رفضنا معاهدة السلام الأردنية – الاسرائيلية. حسن» (يزيد) سحق الاستعداد الداخلي للقبول بفكرة الاعتراف باسرائيل، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية التي تهرّب الى بعض البلدان العربية. محمد: نجدد عدم الاعتراف بكيان الغزو والاحتلال وإنتاج الجريمة وإعاقة مشروع النهضة العربية. الدكتور فؤاد: أؤيد سحب اعترافكم بإسرائيل الغاصبة المتوحشة ممن لم ولن يعترف باسرائيل، وآمل بذل جهد عملي لتحويل دعوتكم الى عمل مؤسساتي يستند الى قاعدة (رفض) عريضة. الدكتور زين: اسحب اعترافي بإسرائيل. أمير: يجب الاعتراف بوجود هذا المرض الخبيث، اسرائيل، في الجسم العربي، والعمل على ازالته. واد: لا اكتفي بسحب اعترافي باسرائيل وانما ارفض الاعتراف بأميركا. سامي: اتفق معك وكل شيء له علاقة بإسرائيل يجب رفضه. الدكتور حكيم: مع أن مصر اعترفت باسرائيل قبل أكثر من عقدين فلا أعرف مصرياً يرى أن هؤلاء الناس يريدون السلام، وانما يعملون للقتل والتدمير. شريهان: لا أنوي سحب اعترافي باسرائيل لأنني لم اعترف يوماً باسرائيل. وصدقني الشعب المصري لم يعترف بها يوماً. مصري: (عربي بحروف لاتينية) عمرنا ما اعترفنا ولا حنعترف باسرائيل، وعمرنا ما ننسى اللي عملوه واللي بيعملوه. صفا: اتفق معك وأرجو أن تستمر. محمد: أضم صوتي اليك، ومع تأييد 82 في المئة من الشعب الاسرائيلي تدمير لبنان، وقتل المدنيين وتشريدهم يزداد تأكيدنا انهم شعب لا يريد السلام. تقتضي الموضوعية أن أقول انه كانت هناك رسائل نادرة تعارض دعوتي سحب الاعتراف باسرائيل، وتلقيت رسالتين امتلأتا شتماً، وأتصور انهما من اسرائيليين، ولكن كانت هناك ايضاً رسالة من «ميخائيل» يقول ان دعوتي هي أحلام يقظة وأنني امثل «أسيادي» في سورية وايران، ومن «مو» الذي يقول إنه مسلم، واسرائيل ليست اسوأ من بعض الدول العربية. في حساباتي، وهي عادة غير دقيقة، تأييد 450 ومعارضة اثنين، تعني أن نسبة رفض اسرائيل تزيد على 99.5 في المئة، ما يذكرني ببعض الانتخابات العربية. ولو كان عندي مال يكفي لكلفت احدى الشركات المتخصصة مثل غالوب أو بيو أو زغبي أن تجري استطلاعاً بين العرب أساسه سؤالان: هل اعترفت يوماً باسرائيل؟ هل تسحب الآن اعترافك باسرائيل؟ وأكمل بما يعكس رأي القراء، وأمامي مجموعة رسائل تكاد تنقسم مناصفة بين مؤيد لإيران ومعارض بعد ان كتبت عن برنامجها النووي. واختار رسالتين تثيران قلقي لأنني اعتبر الرأيين المتناقضين فيهما أكبر خطر على المسلمين الآن، فالدكتور مجدي يريد مني أن اطالب الشيعة بوقف قتل السنّة في العراق، وأحمد يقول إن ايران عدوة للمصالح العربية مثل اسرائيل، وهل أريد أن «نترك الضبع لتأكلنا». يا ناس الحرب ليست على السنّة أو الشيعة، بل على الاسلام والمسلمين، وعدوكم لا يفرق بين سنّي وشيعي، وانما يحارب كل مسلم، وهو سينتصر حتماً اذا اقتتل السنّة والشيعة، ونفذوا ارادته نيابة عنه، هذه هي الحقيقة ولا حقيقة غيرها، وقد اعذر من أنذر. (المصدر: ركن « عيون وآذان » بصحيفة الحياة الصادرة يوم 16 أوت 2006)