10ème année, N°3824 du 11.11.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
المنجي الفطناسي:التعذيب مدى الحياة
الفـــــــــاهم بوكــــــــدّوس:رســـالة إلى الــــــرأي الــــــــــــعامّ
كلمة:برلمانيون أوروبيون يطالبون وزير العدل بإطلاق سراح بوكدوس وبن عبد الله
كلمة:تردي الوضع الصحي لبوحجيلة وإصرار على مواصلة الإضراب
البيان التأسيسي للحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر(سيّب لخضر)
الطاهر العبيدي: » لا مساومة لا ابتزاز لنا الحق في الجواز
«
السبيل اولاين:الصحفي توفيق العياشي يتعرض الى اعتداء بالعنف بضاحية مقرين…
زياد الهاني:توفيق العياشي: هل لما حصل علاقة بخرقه حظر تناول موضوع الطفل المختطف منتصر، ونقده للفساد وللسياسات الأمنية الفاشلة؟
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: إعــــــــــــــــــــــــــــلام
محكمة جندوبة تؤجل النظر في قضية الصحفي المولدي الزوابي
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
رويترز:تونس تسجن 23 شخصا بموجب قانون مكافحة الارهاب
كلمة:مواطنون من قابس يرفضون بيع أراضيهم بالإكراه
قدس برس:سياسي تونسي لـ »قدس برس »: الخارطة السياسية بحاجة إلى تعديل لتشمل المستقلين
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة:عن خطاب رئيس الدولة
آكي:الإتحاد الأوروبي يمنح الاردن وضعية « شريك متقدم »
قدس برس:تونس: نقابة الأطباء تلغي إضرابا بعد التوصل إلى اتفاق مع وزارة الصحة
المرصد التونسي:اعتداء بالعنف الشديد على استاذ في المعهد الثانوي احمد امين بالمروج
المرصد التونسي:سيدي بوزيد … غرباء يقتحمون مصنعا للنسيج ويغلقونه ويعتدون على العمال
المرصد التونسي:المهدية …. عمال نزل الفاطمي يواصلون اعتصامهم رغم محاولات الادارة فك الاعتصام
قدس برس:تونس: إحصائية تقدر عدد المهاجرين التونسيين بـ651 ألف مهاجر
من الذاكرة الوطنية بورقيبة:التدرج بدول شمال إفريقيا على شاكلة النظام الفيدرالي الأمريكي..
تونس تشارك في الصالون الدولي للسياحة بلندن:تطور عدد السياح البريطانيين والإيرلنديين بنسبة %32
مراد رقية:هل أصبحت بلدية قصرهلال غير المنتخبة العدو الأول لسلامة وراحة المواطن الهلالي
طلبة تونس: عولمــــــة الفاشيـــــة ( الجزء الأول )
موراتينوس الى الجزائر مبعوثا خاصا للحكومة الاسبانية
الجزيرة.نت:منع الجزيرة من تغطية قمة العشرين
الجزيرة.نت:السعودية تحذر من هجوم للقاعدة بالحج
فاضل الربيعي:ويكيليكس.. دمنا الذي وزعوه بين القبائل
الجزيرة.نت:السياسة الخارجية الأميركية تتجه للتشدد
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر 2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
المنجي الفطناسي
عجيب أمر هذا النظام الذي يحكم تونس منذ أكثر من عشرين سنة ، لم يترك جريمة إلا ارتكبها ولا فاحشة إلا اقترفها ولا فضيلة إلا حاربها ولا منكرا إلا أتاه ولا معروفا إلا صد عنه ولا بابا للخيرإلا أوصده ولا بابا للشر إلا فتحه وشجع عليه ولا مالا عاما إلا نهبه.
كل شيء فيه مؤبد ، كل شيء فيه مدى الحياة ، الرئاسة مدى الحياة ، الفساد مدى الحياة ، الظلم مدى الحياة ، الإنحطاط مدى الحياة ، السرقة والإغتصاب مدى الحياة ، الكذب مدى الحياة اسمعوا ماقاله سيادته في خطابه الأخير (لا يوجد في تونس اليوم من سلبت حريته أو تمّت محاسبته من أجل رأي مخالف أو قول ناقد.) التزوير مدى الحياة ، الخيانة مدى الحياة ، العمالة للأجنبي مدى الحياة ، التعذيب مدى الحياة.
هذا التعذيب لم يتوقف ولو ليوم واحد منذ مجيء هذا الأفاك الأثيم إلى السلطة.
ويخطئ من يقول أن الأمور خفت أو تحسنت عما كانت عنه من قبل ، وما حدث للإخوة أخيرا إلا خير دليل على عدم صحة هذه المزاعم.
وقد أكد أحد الضحايا وهو الأخ علي بن عون أثناء وقوفه أمام المحكمة أنه تعرض لأشكال فظيعة من التعذيب حيث تم نزع ثيابه و تعليقه عاريا في أربع مناسبات كما تم إجبار سيف الدين محجوب على صفعه ، و تم تصويره عاريا بواسطة الهاتف الجوال لأحد الجلادين ( في شكل صور و مقاطع فيديو ) كما تم إدخال عصا في دبره و إجباره على الجلوس على قارورة زجاجية. وأغلبنا من ضحايا التعذيب ( ونعاني من عاهات مستديمة بسسبه ) نصدق هذاالأخ مائة بالمائة ونعلم جيدا ما يحدث داخل زنازين السجون والمعتقلات.
ما وقع للإخوة علي الحرابي وعلي فرحات وعلي بن عون و سيف الدين محجوب جعلني أعيد نشر مقتطفات من مقال طويل كنت قد كتبته قبل سنوات حول التعذيب في تونس وغيرها من البلاد التي تمارس التعذيب بانتظام ضد مواطنيها العزل الأبرياء. ومما جاء في هذا المقال : وقد تفنن جلاوزة بن علي ومخابرات الدول العربية في استعمال مئات الاساليب أثناء تعذيب الابرياء نذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر طرقا تعتبر الأبشع والأسوأعلى الإطلاق: 1 – ضربات على جميع أنحاء الجسد خصوصاً على الرأس والوجه والأعضاء التناسليةوالعمود الفقري بالحبال والأنابيب والهراوات والسياط ، صفعات ولكمات على الوجه ورفس بالأرجل . 2 – التعليق : يربط الضحية من يديه ورجليه وتوضع عصا غليظة بينهما ويعلق بين طاولتين كالدجاجة الروتي ويفعل به ما يريده الجلادون ، يضرب على باطن القدمين بالعصي ضربا مبرحا ، يكوى بالسجائر في مناطق حساسة من جسمه ، تنتف لحيته أو تحرق بالنار ، يسد فمه وأنفه بخرقة شديدة الوسخ ( خيشة ) إلى حد الإختناق ، الوقوف على صدره من طرف جلاد ثخين يلبس حذاءا عسكريا ، وبعد أنتهاء العملية يجبرالشخص أحياناً على المشي أو الركض في غرفة التعذيب بعد أن تغطى أرضيتها بالماءالحار والمالح . . 3- ربط الضحية من يديه ربطا وثيقا مؤلما وجره لمسافات طويلة بواسطة سيارة وسط الرمال الساخنة الحارقة والأوحال والثلوج. 4 – شد رؤوس أصابع الرجلين بعنف شديد بواسطة الكماشات والملاقط 5 – نزع الاضافر من اصابع اليدين والرجلين بالكلابيب المكهربة . 6 – عصب الأعين والضغط عليها. 7 – ربط الضحية على مستوى المعصم وتعليقها لمدة ساعات متوالية فيا لسقف او الجدار او على الباب … 8 – تربط الضحيه من المعصمين او من القدمين الى مروحه معلقه فيالسقف ثم تدار المروحه وتضرب الضحية في كل مره تصبح فيها بمتناول الجلاد. 9 – تجبر الضحيه على البقاء في وضعية الوقوف على رجل واحدة مع رفعالذراعين في الهواء أورفع كرسي وذلك خلال فترة طويلة وتضرب الضحية في حال الاخلال بالوضعيةالمطلوبة . 10 – شحنات كهربائيه في المناطق الحساسـه من الجسم :- ( الانف الاذنين – الصدغين – حلمتي الثدي والاعضاء التناسلية .) ويتم تفريغ هذه الشحنات الكهربائيه في جسم الضحية بواسطة آله شبيهه بالمطرقه – أحد طرفيها موصول بشريط معدني ( يطلقون عليه أسم ( القضيب الكهربائي – أو المولد الكهربائي) . 11 – تجبر الضحية على الدخول في مغطس ماء يمر فيه التيار الكهربائي . 12 – تحرق اجزاء من جسم الضحية بواسطة السجائر أو المكواة الكهربائيه أوالصفائح المعدنية المكهربه أو الغاز الملتهب . 13 – الكرسي الكهربائي ( صفيحة معدنية مثبته الى الجدار وموصولهبخمسه قضبان معدنية تلذع ظهر الضحيه المربوطه الى الكرســي). 14 – تربطالضحية من يديها ورجليها فوق قطعتين معديتين على شكل صليب ثم يدار الجهاز فوق النار كما في حالة شوي اللحوم. 14 – يدخل رأس الضحية في علبة مقفلة تخترقهاالاشعة فوق البنفسجية الساطعة مما يؤدي الى احراق الجهاز البصــري . 15 – تدخل الضحية بعد ان تعرى جزئياً من الثياب داخل خزانه معدنيه محماة وممتلئة بالبخارالساخن ثم يتم تبريد الخزانه بشكل مفاجئ . 16 – عصر الرأس بواسطة الة تسمى (المنكنة) وهي عبارة عن لوحين حديديين ومكبس يدوي يجبر الضحية على وضع رأسه بينهماويتم ضغط المكبس بعد ذلك. 17 – يصب الماء في فم الضحية وفوق أنفه في نفس الوقت حتى يختنق . 18 – توضع الضحية فوق مقعد ( نباض) ثم يتم تشغيل جهاز المقعد فتقذف الضحيةمن مكانها الى مسافة مترين او ثلاثة أمتارلتصطدم بالحائط او بأي شيء أمامها.. 19 – الدولاب : آلة تربط بهاالضحية ويتم تشغيلها بواسطة محرك يدوي مما يؤدي الى تمزق الضحية . 20 – الاعتداءات الجنسيه :- تجبر الضحية على الجلوس فوق فوهة قنينه ( دبوزة ) ، أو يقومون بإدخالشريط كهربائي أو عصا أوصب مادة حارقة في دبر الضحية أو أمر الضحايا بالإعتداء على بعضهم جنسيا.وقد طلب ذات مرة من أخ أن يعتدي على أخيه ولكن الله سلم. 21 – العزل في الزنزانات لفترةطويلهحيث الظلام الدامس والرطوبة والروائح الكريهة إلى درجة أن بعض المعتقلين يفقدون أبصارهم أو يصابون بالجنون. 22 – بتر الاعضاء : طمس الأعين – جدع الانف – وقطع الاذنين والثديينوالعضو التناسلي ،قطع اليدين او الرجلين بواسطة الساطور ، سلخ الجلد أو تشطيبه بواسطة الادوات القاطعة ، زرع المسامير في الجسم ، التهديد بقطع اللسان أو باقي أعضاء الجسم . 23 – التهديد باعتقال اوتعذيب او اغتصاب افراد أسرة الضحية . 24 – تجبر الضحيه على مشاهدة عملياتتعذيب الضحايا الآخرين أو الإستماع الى صرخاتهم أثناء التعذيب . 25 – أثناء الاستجوابات او في داخل الزنزانه يتم إسماع الضحية أشرطة مسجلة عن صوت بكاء افراد اسرته أو توسلاتهم او الشتائم أوالتهديدات الموجهه اليهم . 26 – التهديد بالقتلاو الاعدام أوإلصاق تهم يعاقب عليها عادة بالاعدام. 27 – إغراق وجه الضحية في سطل به بول وغائط.وقاذوراتإلى حد الإختناق والشعور بالموت . 28 – اهانة الضحية باستعمال الالفاظ البذيئه والشتائم او باجباره علىنزع ثيابه أمام والديه أو زوجته أو أولاده أو إخوانه أوأمام حراس من الجنس الآخر . 29 – حرمان الضحية من النوم والغذاءوالماء والترهة والدخول الى المرحاض والوضوء وزيارة العائلة والعناية الطبيه . 30 – عملية إعدام اعتمدتها بعض المخابرات العربية عن طريق زرع قنبلة يتحكم فيها عن بعد في جسم الضحية ثم يقع تفجيرها . طرق التعذيب هذه منها ماعشناه في تونس ومنها ما نقلته من شهادات العديد من الشرفاء العرب الذي ذاقوا الأمرين في سجون البلاد العربيةكما أن هذه الصور المرافقة هي بريشة بعضهم وقد رسموها بحبر المعاناة وقد استعرتها من عند أحدالإخوة العراقيين. ونختم هذه السلسلة بنشر قائمة الأبرياء الذين قتلهم بن علي تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال داخل وخارج السجون. هذه القائمة نشرتها جمعية حرية وإنصاف : 1- عبد الرؤوف العريبي قتل يوم 11 ماي 1991 في الداخلية. 2- فتحي الخياري 5 أوت 1991 في بوشوشة. 3- فيصل بركات 8 أكتوبر 1991 الحرس نابل. 4- رشيد الشماخي 24 أكتوبر 1991 الحرس نابل. 5-عامر دقاش 11 جوان 1991 الداخلية. 6- عبد العزيز المحواشي 30 أفريل 1991 الداخلية. 7- عبد الواحد عبيدلي 30 جوان 1991 منطقة سوسة. 8- فتحي الوحيشي 26 وفمبر 1996 قابس. 9- كمال المطماطي 8 أكتوبر 1991 منطقة قابس لم تسلم جثته. 10- لطفي قلاع 6 مارس 1994 منطقة جربة حين عودته من فرنسا. 11- مبروك الزمزمي فيفري 1991. 12- نور الدين العلايمي 10 سبتمبر 1991. 13- اسماعيل خميرة توفي في 10/11/1994 14- عزالدين بن عائشة توفي في 15/02/1994 15- الشاذلي بن حريز توفي في 1994 16- رضا البقجاوي توفي في 1994 17- سحنون الجوهري توفي في 25/01/1995 18- جميل وردة توفي في 1997 19- مبروك الزرن توفي في 6/5/1997 20- عبد القادر الصويعي توفي في 1995 و قد توفي في إضرابات عن الطعام في السجون التونسية كل من : 21- علي المزوغي توفي في 1997 22- رضا الخميري توفي في 1997 23- عبد الوهاب بوصاع توفي في 2002 كما توفي تحت التعذيب بالسجن المدني 9 أفريل بتونس : 24- السيد المولدي بن عمر جانفي 1992 و قد أدى الاختلال الذهني و الاضطراب النفسي ببعضهم إلى الانتحار مثلما هو الحال بالنسبة لمحمد علي فداي الذي ألقى بنفسه من أعلى سور القصبة بمدينة بنزرت سنة 1997 و عبد الرزاق بربرية الذي وجد مشنوقا في منزله بمدينة بنزرت سنة 1997 و لطفي بن عمار العميري الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون بسيدي الظاهر من ولاية نابل و ذلك سنة 1997 ، و الجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة قد سلطت عليهم أشنع أنواع الضغوطات حتى أن الأخير و هو لطفي العميري حرم بالقوة من اجتياز امتحان دراسي و أصيب باختلال ذهني أدى به إلى الانتحار.
و بعد خروج المساجين السياسيين من السجن و بسبب العوز المادي و انعدام التغطية الاجتماعية و افتقادهم لدفتر العلاج و بطاقات الهوية و من شدة الضغوطات المسلطة عليهم في كسب الرزق و الحرمان من الشغل و المضايقة بالمراقبة الادارية و الأمنية تفاقم وضعهم الصحي و اشتد بهم المرض و هو ما أدى إلى وفايات مبكرة لكثير منهم مثلما هو الحال بالنسبة ل :
1- عبد المجيد بن طاهر 2- كمال العزيزي ( 2003) 3- رامي بن عزيزة 7 فيفري 2007 4- لزهر نعمان ( 2000) 5- علي الدريدي أوت 2005 6- مبروك الرياحي ( 2005) 7- شرحبيل العش 15 ماي 2007 8- علي نوير 1998 9- نجاة الماجري 2006 10- جلال الجبالي 28 ماي 2004 11- عبد الجواد عبود 2006 12- لطفي الكثيري 16 أكتوبر 2005 13- لطفي العيدودي 14- محمد الناصر الشارني 15- حسن القنوني 16- عبد الكريم الزرقي 17- يونس النعيمي 1995 18- التيجاني الدريدي 19- الاخضر السديري الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2002 و لكن بعد فوات الأوان إذ توفي يوم 30 مارس 2002 20- الحبيب الردادي الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2003 و توفي يوم 22 مارس 2003 و هو في حالة غيبوبة بالمستشفى . 21- الهاشمي المكي الذي صدر بشأنه عفو يوم 14 مارس 2006 بعد أن استفحل مرضه لمّا كان بالسجن و توفي يوم 15 جويلية 2006 22 _ أحمد البوعزيزي توفي في 13 جانفي 2008 23 _ المنجي العياري توفي في 25 جانفي 2008 24 _ الطاهر بن محمد بن الطاهر الشادلي توفي في 24 جانفي 2008 دون نسيان لعثمان بن محمود الذي قتل رميا بالرصاص في حي الزهور الرابع بأمر مياشر من بن علي لما كان وزيرا للداخلية سنة 1986 ومنصف زروق الذي قتله محمد الناصر وعبد الرؤوف بالشيخ تحت التعذيب في بوشوشة سنة 1987 والرائد المنصوري قتل في نوفمبر 1987 في الداخلية بأوامر مباشرة من بن علي. المنجي الفطناسي (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
رســـالة إلى الــــــرأي الــــــــــــعامّ
ليلة الأحد 7 نوفمبر2010 لأنّ حبّي للحياة لا حدود له. ولأنّ الحياة دون حرّية لا معنى لها. ولأنّ الحرّية لا ثمن لها. ولأنّ نظام الحكم جرّدني من كلّ سلاح. ولأنّ ساحات النضال مُتعدّدة وأشكال المقاومة أيضا.
كانت كلّ هذه الاعتبارات وغيرها حاضرة في ذهني عندما أقدمت على الشروع في تنفيذ إضراب الجوع صبيحة 8 أكتوبر الماضي. ومنذ البداية كنت أعلم أنّ الطريق طويل وشاقّ خصوصا في مثل أوضاعي الصحّية الصعبة وصلف السلطة القائمة، التي تدير كلّ القضايا المجتمعيّة من زاوية أمنيّة بوليسيّة مُنحطّة بغلاف « مدنيّ » كاذب حول « حقوق الإنسان » و « الديمقراطيّة » و »حرّية الإعلام ».
شرعت في إضراب الجوع بجسمي العليل من وراء القضبان ومع كلّ يوم يمرّ تتزايد أتعابي الصحّية ويتمكّن الوهن من بدني لحدود لا أريد الخوض فيها. وبالتوازي مع ذلك ومع بزوغ كلّ شمس نهار جديد يتعاظم إصراري وتتقوّى عزيمتي على مواصلة المشوار حتّى تحقيق مطلبي بما يرفع جزئيّا المظلمة الكبيرة المسلّطة ضدّي.
فالجميع يعلم انتفاء المعايير الدنيا للمحاكمة العادلة فيما يتعلّق بي،والجميع يعلم الحيثيات المخزية لإقحامي في قضيّة « الوفاق الجنائيّ » بالحوض ألمنجمي.
وبعدها يجدُ بعض المرتزقة الشجاعة لنفي الصّفة الصحفيّة عنّي وعن الحكم الجائر ضدّي. ويذهب رئيس الدولة (مثل عادته) في كلمته بمناسبة 7 نوفمبرالأخيرة حدّ نفي وجود أيّ سجين رأي أو معارض!!! لقد انتهى الشهر الأوّل من إضراب الجوع ، ووفق ما أعلم وقف أحرار كُثر في الداخل والخارج في صفّ المُدافعين عن حقّي في الحياة والحرّية، إلاّ أنّ آذان هذه السلطة مازالت صمّاء وغير مُكترثة لا بمحنتي ولا بمحنة رفيقي حسن بن عبد الله وغيره المُعتقلين من شبّان المظيلّة و »أمّ القصاب » بأمّ العرائس، وهو ما يدفعني رغم كلّ المخاطر إلى مواصلة الطريق وإن حدث المكروه فلن أكون أفضل من شهداء حركة الحوض ألمنجمي « هشام بن جدّو » و »الحفناوي المغزاوي » و « عبد الخالق عميّدي ». فانحيازي إلى جانب الإعلام الحرّ المستقلّ لا يقبل المساومة ووقوفي مع قضايا شعبي لا يقبل الجدل.
وفي الختام أشكر كلّ من وقف معي وأدعو إلى تطوير أشكال المناصرة وعلى الأخصّ من رفاقي المُسرّحين في قضيّة « الوفاق » الذين خبروا جيّدا ألاعيب السلطة إمّا في المفاوضات ومدّ الجسور الواهية، وإمّا في التهدئة الملغومة التي انتهت جميعها إلى مجزرة فظيعة في 5 جوان 2008. الفـــــــــاهم بوكــــــــدّوس
برلمانيون أوروبيون يطالبون وزير العدل بإطلاق سراح بوكدوس وبن عبد الله
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 10. نوفمبر 2010 وجه خمسة برلمانيين أوروبيين يوم الإربعاء 10 نوفمبر رسالة مفتوحة إلى وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي عبروا فيها عن قلقهم من ظروف اعتقال الناشط حسن بن عبد الله، ومن تدهور صحة الصحفي السجين الفاهم بوكدوس الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام والدواء منذ يوم 8 أكتوبر الماضي. وذكّروا في رسالتهم بأن المراقبين للمحاكمة أفادوا بأنها لم تكن محاكمة عادلة. وطالب البلمانيون الأوروبيون الخمسة بإطلاق سراح بوكدوس وبن عبد الله وإيقاف التتبعات ضدهم، وذكروا الوزير التونسي في رسالتهم بأن الدولة التونسية صادقت بكل حرية على الإتفاقيات الضامنة لحرية التعبير وما يترتب عن ذلك من احترام لحقوق الإنسان. والبرلمانيون الموقعون على الرسالة هم: رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمن الأوروبي « Heidi HAUTALA Malika » « BENARAB-ATTOU » « Hélène FLAUTRE » « Marie-Christine VERGIAT » « Sarah LUDFORD ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 نوفمبر 2010)
تردي الوضع الصحي لبوحجيلة وإصرار على مواصلة الإضراب
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 10. نوفمبر 2010 وجّه السجين السياسي السابق المضرب عن الطعام عبد اللطيف بوحجيلة رسالة إلى الرأي العام أكّد فيها إصراره على مواصلة إضرابه عن الطعام الذي يشنّه منذ 11 أكتوبر الماضي حتّى تحقيق مطالبه أو الموت.
ويطالب بوحجيلة بجواز سفره الذي حرم منه وذلك قصد التمكن من السفر إلى الخارج للعلاج، حسب ما جاء في رسالته. مشيرا إلى تردّي وضعه الصحي حيث أصبح يصاب بحالات إغماء وآلام في الكلى.
كما قال بوحجيلة أن أحد الأطبّاء المتابعين لحالته لم يتمكّن من زيارته بسبب الحصار الأمني المضروب على منزله.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 نوفمبر 2010)
معا لاستعادة الادنى من حقوق المواطنة أولا البيان التأسيسي للحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر سيّب لخضر
الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر
رغم الانجازات والمكاسب التي حققتها الحركة الحقوقية بالبلاد فإن العديد من الملفات مازالت عالقة ، ولم يكن الكسب فيها في حجم المطلوب لعدة أسباب منها ما يتصل بإصرار السلطة على سياسة العقاب والتضييق والمحاصرة ومنها ما يتصل بضعف أداء المجتمع المدني وعدم قدرة الفاعلين على مراكمة المكاسب وتحصينها .
يتفق الجميع أن فتح صفحة جديدة في اتجاه دولة المواطنة والمؤسسات والقانون يمرّ عبر بوابة غلق ملف المظالم وخاصة ما يندرج منها ضمن أبجديات حقوق المواطنة .
وفي هذا السياق تندرج الحملة الوطنية ، التي نريدها شاملة وبمشاركة الجميع للدفاع عن حرية التنقل والحق في جواز السفر . فليس من اللائق ولا من المُستساغ اليوم وبحساب تطور مؤشر الوعي الذي بلغه المجتمع التونسي ، كما بحساب تطور مؤشر التوجه نحو فرض نمط الحكم الرشيد في العالم والإقليم من حولنا ، أن تبقى تونس في مقدمة الدول التي لا تحترم دستورها وقانونها فضلا عن احترام طموحنا الوطني العام في حكم رشيد يحترم عقد المواطنة ودستور البلاد والحقوق العامة والخاصة . واقع الحال بالبلاد يخبرنا في كل يوم بمآسي إنسانية واجتماعية عميقة نتيجة حرمان مواطنين تونسيين من حرية التنقل وجواز السفر فتعددت الشهادات المباشرة بداخل البلاد وخارجها عن عمق هذه المظلمة وشمولها لكل الشرائح العمرية والاجتماعية ، وتونس هي البلد الوحيد في العالم التي ترفض منح أطفالها الرُضّع جوازات سفر نكاية في أباءهم .
ينص الدستور التونسي في الفصل العاشر على التالي: « لكل مواطن حرية التنقل داخل البلاد وخارجها واختيار مقر إقامته في حدود القانون » ، وحق دعمته ضمانات في المعاهدات الدولية التي صادقت عليها بلادنا منها العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية في فصله الثاني عشر .
هذا ما يقوله الدستور وما التزمت به الدولة تجاه المجتمع الدولي ، أما السلطة فإنها لم تحترم دستور البلاد ولا التزاماتها الدولية ، وإلاّ ما معنى أن يُحرم مواطنون تونسيون لمجرد انهم نشطاء في الحياة العامة أو سجناء رأي سابقين من حرية التنقل داخل البلاد و السفر خارجها أو العودة الآمنة لها .
إن حرية التنقل والحق في جواز السفر يندرج ضمن الأدنى من حقوق المواطنة ، وقد حان الوقت لعمل منهجي ومُنظّم على العديد من الواجهات لغلق هذا الملف نهائيا ، ونقدّر أن للجسم الحقوقي الوطني بمختلف فاعليه القدرة الذاتية على طي هذه الصفحة السوداء في ملف الحريات بالبلاد .
ونحن في مبادرة الحملة الوطنية من أجل حرية التنقل والحق في جواز السفر ، نتوجه بنداء لكل الفاعلين في الساحة الوطنية للتعاون والعمل المشترك وتوظيف كل الارصدة في عمل وطني جامع مصمم على غلق هذا الملف ونزعه نهائيا من الأيادي العابثة به داخل أجهزة السلطة وإدارتها .
معا من أجل استعادة حرية التنقل والحق في جواز السفر .
تونس في 16 أكتوبر 2010
ملاحظة : اجتمع يوم الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 الفريق المشرف على الحملة الوطنية لحرية التنقل والحق في جواز السفر ، واجمع الحاضرون على توزيع المهام على الشكل التالي :
المنسق العام للحملة : الأستاذ نور الدين الختروشي ناطق رسمي : الأستاذة إيمان الطريقي كاتب عام ومشرف الصفحة الرسمية على الفايسبوك : الأستاذ عبد السلام التوكابري مسؤول العلاقات الخارجية للحملة : د. محمد عبد الكريم
عن الناطق الرسمي للحملة الاستاذة ايمان الطريقي
» لا مساومة لا ابتزاز لنا الحق في الجواز «
الطاهر العبيدي / جريدة الموقف/ / 12 11 / 2010 taharlabidi@free.fr يوم السبت 6 نوفمبر 2010 على الساعة الثانية عشر من منتصف النهار، كانت » المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين » على موعد مع أنصارها، الذين تجمّعوا بالعشرات أمام القنصلية العامة » ببونتا « ، أحد الأحياء القريبة والمحاذية للعاصمة » باريس « ، للتظاهر من أجل المطالبة بجوازات سفرهم. وقد رفعت شعارات مؤكدة على هذا المسعى، مدعّمة هذا الحق الدستوري والقانوني، والذي بات محل ابتزاز سياسي ورهينة لدى المصالح الإدارية والأمنية، حسب ما ذكره لنا العديد من المهجّرين المشاركين في هذه التظاهرة، والذين عبّروا لنا عن تمسكهم بحقهم المشروع في امتلاك جوازات سفر تونسية، والامتعاض من حالة المقايضة الأمنية، التي جعلت من حقوق المواطنة هبة ومنّة. واللافت للنظر في هذه المظاهرة الاحتجاجية، أنها كانت على مقربة جدا من القنصلية مباشرة، حيث لم يفصل المحتجين وباب القنصلية سوى مترا واحدا، ممّا جعل أعوان القنصلية يغلقون الباب إلى النصف، وبقوا متوارين للخلف يراقبون المشهد، تاركين بعض النوافذ في الطوابق العلوية مفتوحة لالتقاط صور للوجوه المشاركة. ورغم الطقس البارد والأمطار الغزيرة، إلا أن المظاهرة استمرّت مدة ساعتين، لم تخفت فيها مكبرات الصوت، ولم تهدأ فيها الحناجر، مردّدة عدة شعارات تترجم حالة الغضب من عدم حل قضية الجوازات، منها » لا مساومة ولا ابتزاز لنا الحق في الجواز »، » لا هدية لا مزية الجواز والحرية « … وغيرها من الشعارات المنطوقة والمكتوبة بالفرنسية والعربية. هذا وقد تضامنت بعض الزعامات السياسية مع المتظاهرين من خلال حضورها لإسناد المطالب المرفوعة، والملاحظ أن » المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين » قد اختارت بانتباه التوقيت والتاريخ باعتبار يوم 6 نوفمبر هو الليلة الفاصلة لاحتفالات 7 نوفمبر، الذي كما علق أحد الحاضرين تظل احتفالات مشوهة، طالما أن هناك جزء من التونسيين في المنافي منذ أعوام، وآخرون في السجون منذ ما يقارب العشرين سنة.. هذا وقد تجولنا بين صفوف المتظاهرين لنحاول استجلاء ملامح القضية، فلمسنا إصرارا لدى الجميع في عدم التنازل عن هذا الحق الدستوري، الذي يعتبر اختزاله أحد أشكال المواطنة المبتورة على حد تعبير بعض المهجّرين، ومن الطريف أن أحد المشاركين في هذه المظاهرة، ذكر لنا أنه قدّم جواز سفره منذ أربع سنوات وما يزال ينتظر، مضيفا بمرارة ممزوجة بكثير من الامتعاض، أن أربع سنوات قياسها فترة انتخابية في أمريكا، تتغير فيها رؤساء وبرامج وسياسات، ونحن نعاني العجز في انجاز وثيقة إدارية… هذا ولمسنا لدى الفاعلين في المنظمة الإصرار على مواصلة التظاهر مرة كل شهر حتى تحل هذه القضية، وفي خاتمة هذه المظاهرة قدمت » المنظمة التونسية للمهجرين التونسيين »، عن طريق أحد أعضائها رسالة ذات مضمون مطلبي في اتجاه طي صفحة التهجير، محاولة توصيلها للقنصل، غير أن الموظفين وراء الأبواب رفضوا تسلمها. وفي الختام ألقى المهندس » عماد الدايمي » أحد أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة كلمة الختام مستعرضا مطالب المهجرين في الحصول على جوازات سفرهم دون مقايضة ولا ابتزاز أمني، والعودة الكريمة والآمنة، كما ذكر بأن المنظمة بعثت رسائل مضمونة الوصول إلى كل الوزارات المعنية، والسفارات التونسية بالخارج، للمطالبة بهذا الحق ولم تتلق أي رد، سوى التأكد من وصول هذه الرسائل إلى المعنيين، كما عرّج إلى القول أننا تونسيون روحا وانتماء، وأن كل سنوات الهجر لن تزيدنا إلا تمسكا ببلدنا، الذي لا نرض ببديل عنه، والذي نرغب أن نعود إليه عودة كريمة وآمنة.. وتفرق المتظاهرون في هدوء، لتظل قضية العودة ملفا مشتعلا في صدور المهجرين، الذين نهبت أعمارهم سنوات الغربة والتهجير وفراق الأهل والأرض والتراب.
الصحفي توفيق العياشي يتعرض الى اعتداء بالعنف بضاحية مقرين…
السبيل أونلاين – تونس – عاجل قالت مصادر متطابقة أن الصحفي توفيق العياشي تعرض البارحة 10 نوفمبر 2010 الى اعتداء بالعنف الشديد بدت آثاره على وجهه ، وذلك في منطقة مقرين بضواحي العاصمة تونس .
وأفادت تلك المصادر أن العياشي الصحفي بجريدة « الطريق الجديد » المعارضة ، تعرض للضرب واللكم من قبل أربعة أشخاص لم تحدد هوياتهم .
نشير الى أن مثل هذه الحوادث التي يتعرض لها النشطاء في تونس تأتي على خلفية نشاطاتهم ومواقفهم المناهضة للسلطة ، ويتورط فيها غالبا أشخاص لهم ارتباط بالدوائر الأمنية .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
توفيق العياشي: هل لما حصل علاقة بخرقه حظر تناول موضوع
الطفل المختطف منتصر، ونقده للفساد وللسياسات الأمنية الفاشلة؟
زياد الهاني
تعرض الصحفي الشاب توفيق العياشي المحرر بصحيفة « الطريق الجديد »، إلى اعتداء غادر وجبان في حدود الساعة العاشرة والنصف من مساء الأربعاء 10 نوفمبر 2010 عندما كان عائدا إلى بيته الواقع بمقرين في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة. فقد انفرد به ثلاثة أشخاص كانوا في انتظاره عند نزوله من الحافلة عدد 19 التي كان يستقلها، وأشبعوه ضربا وركلا ورفسا وخنقا قبل أن يستولوا على حقيبته بما حوته من وثائق إضافة إلى هاتفه الجوال ونظارته الطبية.
وبعد انسحاب اثنين من المعتدين حاملين معهما ما تم الاستيلاء عليه، ظل ثالثهما ممعنا في ركل الصحفي المسالم الملقى أرضا والذي لم يكن يبدي أية مقاومة لدخوله في شبه غيبوبة. ولم يتركه إلاّ بعد أن أخمد فيه كل إمكانية للحركة.
الصحفي المعتدى عليه تحامل على نفسه بعد فترة ليتابع طريقه إلى مسكنه. ومن هناك حمله صهره على متن سيارة أجرة إلى مركز الأمن بمقرين أين تم تسجيل أقواله في محضر رسمي ثم دعوته للتحول إلى مستشفى الحروق ببن عروس. ومنه تحول إلى مستشفى الهادي الرايس للعيون بباب سعدون، ثم مستشفى الرابطة. وكان وهو في حالته تلك، مطالبا بأن يعود في كل مرة قبل دخول أيّ مستشفى، إلى مركز الأمن بمقرين للحصول منه على تسخير طبي. وأثبتت الفحوص المجراة عليه إصابته برضوض بليغة وكدمات في الوجه، ورضوض في مستوى الضلوع، فضلا عن كسر يده على مستوى الخنصر.
في الصباح تم استدعاء الزميل الصحفي توفيق العياشي إلى مركز الأمن بمقرين للتعرف على أحد المشتبه بهم، تبيّن لاحقا عدو تورطه في الاعتداء. ومن ثمّ تمّ توجيهه إلى إدارة الشرطة الفنية بنهج غانا بتونس العاصمة لإنجاز صورة تقريبية للمشتبه بهم. أحد أعوان الأمن الذين تداولوا موضوع الاعتداء، سأل الزميل عن سبب تأخره في العودة إلى منزله، مبيّنا أنه شخصيا ورغم اشتغاله بالسلك الأمني، لا يغادر منزله بعد الساعة الثامنة ليلا. في ما أكد له عون آخر بأن حالة الاعتداء الحاصلة غريبة لتجاوز مستوى العنف فيها المدى الملاحظ في حالات اعتراض السبيل المماثلة. وبأن خبرته الطويلة في الميدان تؤكد بأن الاعتداء تقف خلفه تصفية حسابات. وطلب من الزميل المعروف بدماثة أخلاقه وحسن معشره، أن يتذكر إن كان له أعداء في المهنة؟
ويجدر التذكير بأن الصحفي توفيق العياشي كتب في بطاقته الأسبوعية بالعدد الأخير (204) من صحيفة « الطريق الجديد » مقالا نقديا تناول فيه عددا من المواضيع المحرمة أو التي تم منع التداول فيها مثل قضية الطفل المخطوف منتصر الذي تحولت إلى لغز محير للرأي العام خاصة بعد أن دخلت درج التعميم القسري. إضافة إلى انتقاده للتمسك بمنهج التعامل الأمني الفاشل مع القضايا الاجتماعي، وغير ذلك من القضايا الحارقة بما فيها الفساد المرتبط بدوائر القرار.
أطراف عديدة داخل الوسط الإعلامي تتساءل حول ما إذا كان استهداف الزميل توفيق العياشي قد جرى على خلفية كتاباته الصحفية النقدية؟ فهل كان « البراكاج » المزعوم مجرد غطاء مفضوح للتستر على عمل تصفية حساب جبان ضد صحفي « مزعج »؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هي الجهة التي تقف خلف الاعتداء؟
أيّا كان الجواب، الصحفي توفيق العياشي لم يخف استغرابه من المفارقات العجيبة التي جعلته يعود سالما من غزة أرض التماس مع آلة الحرب والعدوان الإسرائيلي، ليقع الاعتداء بهذا الشكل الفظيع في وطنه بلد الأمن والأمان؟ لذلك بادر بإعداد طلب للسيد وزير الداخلية للحصول على رخصة حمل سلاح يحمي به نفسه، بعد أن عجز جهاز الأمن الرسمي عن لعب دوره الطبيعي والدستوري في الحفاظ على أمن المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم؟
زياد الهاني
وفي ما يلي النص الأخير للزميل توفيق العياشي في بطاقته الأسبوعية « الصندوق الأسود »:
الصندوق الأسود: جُزر « الشاق واق »
تغيب عن هذه الأرض لأيّام وأنت مطمئن على أنها سوف تبقى في أياد أمنيّة أمينة تنام وتصحو على الاسطوانة ذاتها: أزمة « الجمعيّة »، وتصريحات رجل مسرح حاول أن يثبت أنه نجح في العبور إلى ما بعد الحداثة فاعترف بخيانة زوجته في برنامج تلفزي معتقدا أن الخيانة قيمة تقدمية وأن الوفاء هو الرجعية بعينها، وذلك مخافة أن يتورط في اقتراف معصية مزدوجة تجمع بين الخيانة والكذب في سجل واحد، فيكون بذلك مثله كمثل الجماعة الذين تاهوا في الصحراء فأخذ منهم الجوع والظمأ مأخذا الى أن وجدوا عجوزا ترعى معزة فعمدوا إلى قتلها لكي يتسنى لهم ذبح المعزة وأكل لحمها، لولا أن أمرا ما قد جعلهم يعدلون عما عقدوا العزم عليه ودفعهم الى عتق عنق المعزة من السكين وهو اختلافهم في تحديد وجهة القبلة حتى تكون » الذبيحة حلالا »..هذا فضلا عن اسهال السخط الذي أعقبت اعتراف مخرج سينمائي أتم معالجة جميع شواغل عصره قبل أن يخلص في عمله الأخير الى أن ثلاثة أرباع فتيات تونس هن ثُيّبات(فاقدات للبكارة)، فأحدث « اكتشافه » زوبعة تحتج على « الطعن في شرف » نصف المجتمع، دون أن يتبين قبل أن يصيب قوما بجهالة، ويكشف ما تستر خلف جدران الرياء المجتمعي الذي يجعل النظام الاجتماعي لا يحتج على الظاهرة بل يحتج على فضحها عملا بالقول الذي يدعو إلى الاستتار عند « المعصية » …
تعود اذا بعد رحلة في محيطات متقلبة تضج بالأحداث التي تقلب حياة مجموعات بشرية رأسا على عقب وتحدد مصائر شعوب، تعود الى الأرض الطيبة الوديعة الأليفة، فتجد أن الحلقة الأبرز في مسلسل الأحداث تحتل عنوان « الشاق واق »، وحديث عن منع العروض واحتقان في صفوف مُبدعى الأنصاف السفلى وغمغمات تريد أن تدين الرقابة جهرا ولكنها تعيد ملزومة « التثمين والمطالبة بالمزيد » ولو بتركيبات لغوية أكثر حيوية من ملافظ الخشب، حتى لا تثير غضب الحوزة الثقافية فيضيعون بذلك صكوك الغفران ويحرمون من جنان الدعم الذي لا يشمل سوى المبسوطين والباسطين لجناح الذل…
تعود لتجد أن المخرج الشاب نصر الدين السهيلي مغتاظ جدا ومنتفض ضد منع عرض « شاق واقه » الجديد في أيام قرطاج السينمائية التي تميزت هذه السنة ببدع كثيرة أهمها الكشك الذي تم نصبه وسط شارع الحبيب بورقيبة ليكون مثابة دالة على أننا في شهر سينمائي من الأشهر الحرم التي تستوجب الطواف حول أكشاك السينما في شارع الحبيب بورقيبة وغيرها من المطارح التي تحتكر احتضان مواسم الحج الثقافي . وتكتشف أن سبب المنع حسب تصريحات صاحب الفيلم تعود الى خوضه في موضوع التطرف الديني بطرح لا يتطابق مع السيناريو الامني الذي أُعلن عنه عقب أحداث الضاحية الجنوبية في ديسمبر 2006 والذي يحمل عنوان « وقتلناهم جميعا »، وان كانت فكرة العمل متناسقة تماما مع الطرح العدائي لظاهرة التطرف الديني ولو بترميز يصل في مفاصل كثيرة منه إلى حد الإبهام التام، ومنسجمة تماما مع الخط التجريمي لهذا الورم المرابط على تخوم الانغلاق .
صفوة القول أن الرقابة اللا ثقافية حاولت منع الفيلم لعدم إيمانها بفكرة أن الحرب على هذه الظواهر تتطلب جناحا ثقافيا وفكريا أكثر عمقا وتأثيرا من الجناح الأمني، جناح يحاول تفكيك هذه الظاهرة وإحراجها ومحاججة حواملها الاجتماعية والفكرية وبسطها أمام الناس لتحسم في أمر محاصرتها بعيدا عن سيناريوهات تطويق الجبال وتمشيطها بالمروحيات والمداهمات والاعتقالات وغيرها من الوصفات العلاجية التي لم تنجح في استئصال الداء وخلق منظومة وقائية قادرة على تحصين المجتمع من هذا المارد المتوثب في منعطفات تاريخ البلاد.
قبل أن تشاهد العمل الممنوع قد يذهب في الاعتقاد أن المخرج الشاب أعاد الكرة وأنجز عملا يحاكي ما ظهر في فيلمه الأول « بوتلّيس » الذي عرض خلال أيّام قرطاج السينمائية سنة 2008 والذي جاء مكتنزا بصور صادمة تظهر أجسادا ذكورية عارية تماما وقد برزت أعضاؤها التناسلية دون أدنى تورية ولا محسنات إيحائية مطلوبة حتى في « التلفزات الثقافية » المشفرة، ولا حتى مجرد إشارة تحذير ولفت انتباه على أن الفيلم متاح لفئة عمرية لا تقل عن 16 سنة على الاقل، مما جعل العرض الذي احتضنته دار الثقافة ابن رشيق حينها يشهد توافد عدد كبير ممن لم تتجاوز أعمارهم 12 سنة..ورغم ذلك تسرب الفيلم من بين طيات الرقابة الثقافية والأمنية وعُرض دون أدنى تضييق، ولا محاولات منع ولا تدخلات مباشرة أو غير مباشرة للـ »النمور » (هكذا سماهم صاحب الشاق واق).
أما الان وقد تعلق الأمر بمحاذير تتعالي عن الدرك الأسفل من الجسم وتسمو لتصل الى المحاذير الفكرية، فهنا تقف الة الرقابة مستنفرة بعد أن تأكد لديها أن مارد السينما التونسية يمكن أن يخرج من قمقم عقدة الجسد الذي حال دونه ودون التجذر في واقعه على امتداد سنوات قحط فكري..عندها فقط يحسم حاكم جزر « الشاق واق » قرار تدخله ليبقى الحديث عن التطرف وتمظهراته وانعكاساته « كلام عيب » لا يحتمل أن تتعالى أصوات أصحابه فوق صوت الرصاص الذي أرعب ذات شتاء أهالي مدينة سليمان وضاحية حمام الأنف.
يحدثونك وأنت العائد إلى بلد الأمن. أن طفلا آخر قد اُختطف في ظروف غامضة وأنه، وفي سابقة تاريخية هي الأولى (ويبدو أنها الأخيرة)، يعلن التلفزيون الرسمي نبأ اختطاف طفل ويعرض صور محتملة لخاطفيه ويضع رقما أخضر لمن يتعرف على هوية الجُناة شبيها بذلك الرقم الذي وضعه القائمون على احد النظم العربية الوحدوية على ذمة الشعب الكريم للإعلام عمن يشتبه في أنه « عدوّ للثورة »، وتهرع صحف واذاعات وتلفزات للنهل من الوليمة الخبرية كل على طريقته الاستعراضية الخاصة، قبل أن يُعلن فجأة عن نهاية خط السباق، وتبتلع جميع الألسن الإعلامية ما تداولته حول الحادثة، ويعود الملف ليغرق في الظلام الذي يحف عادة حروب الحيتان الكبرى، تلك التي تدور في ميادين لا ترتقي إليها أنظار السواد الأعظم من شعوب جُزر « الشاق واق ».
اختفى منتصر بشهادة النشرة المسائية الأولى للأنباء التي وقع تقطيع تغطيتها وتداولها على الانترنت كقطعة أثرية نادرة أو لقية ثمينة لن يجود تاريخ تلفزتنا الوديعة بمثيلها، ولم يتسن بعد التأكد من مصير الطفل ومال خاطفيه وتفاصيل مسلسل العبث المافيوي الذي أصبح يعربد في البلاد الى حد أصبحت فيه السيارات المدنية تطارد سيارات الشرطة وتُحاصر المراكز الأمنية وتعتدي على أعوانها.. وعُرض فيلم « الشاق واق » في « بانوراما » أيام قرطاج السينمائية قبل إمكانية قبره إلى الأبد، وأعلن عن فتح معبر بن قردان بصفة دائمة وإنشاء سوق حرة بين تونس وليبيا بعد ضمان ألا يجوع الذئب مقابل أن لا يشتكي كبير الرعاة.. وتُوج مؤتمر منظمة المرأة العربية ببيان تحدث عن حقوق المرأة العربية في المساواة وتكريس قيم المواطنة وحق المرأة في المشاركة المبدئية للرجل في هذه القيم في انتظار تحققها لكلا الجنسين في أرخبيلنا العربي الواحد، وانفرجت أزمة أسعار البطاطا بعد أن غنم المحتكرون ما يغنيهم عن مواصلة لعبة العبث بالتسعيرة.. وتوقفت نشرة الأخبار الرئيسية لتثبت أن « الحالة عادية » وألا شيء يتغير في جزر « الشاق واق » حتى لو انقلب العالم رأسا على عقب.
توفيق العياشي / الطريق الجديد عدد204
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 11 نوفمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــلام
أعلمنا نشطاء ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس بالجهة أنهم يتعرضون منذ مدة إلى استفزازات واعتداءات من قبل طلبة التجمع الدستوري داخل الكلية وخارجها، بلغت مداها أمس حيث وقع الاعتداء بالعنف على طالبين هم:
· لسعد بن زايد ، سنة رابعة علم آثار · كريم فالحي، سنة اولى علم اثار
وقد وصلوا كلهم إلى منطقة الامن بالقيروان تحت حراسة أمنية لتقديم شكوى هناك ضد المعتدين . كما أعلمونا أن الاعتداءات تواصلت اليوم وأخذت منعرجا جديدا باستقدام غرباء أمام الكلية يترصدون الطلبة النشطاء للاعتداء عليهم.
اننا نطالب مختلف المصالح الامنية بالجهة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الطلبة ، كما نطالب السلط الجهوية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الاعتداءات التي تعكر الجو العام للدراسة وترفع من حدة الاحتقان والعنف وتضرب مبدأ حق الاختلاف بين الطلبة وتعيق نشاطهم المستقل داخل الكلية وخارجها.
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
محكمة جندوبة تؤجل النظر في قضية الصحفي المولدي الزوابي
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 10. نوفمبر 2010 أجلت المحكمة الإبتدائية بجندوبة النظر في قضية الصحفي المولدي الزوابي مراسل راديو كلمة بالشمال الغربي، الذي مثل أمامها يوم أمس الإربعاء. وهي القضية التي تعود أطوارها كما ذكرنا في نشرات سابقة إلى يوم 1 أفريل الماضي، حيث هاجم المدعو خليل المعروفي المولدي الزوابي أمام محكمة جندوبة التي كان مارّا أمامها، ونهال عليه ضربا وشتما، وسلبه أغراضه الشخصية وعند تقدم الزوابي بشكاية في الإعتداء الذي تعرض له رفضت شكايته وقبلت شكاية المعتدي، في القضية التي شهدت عديد الإخلالات حسب دفاع الزوابي والجمعيات الحقوقية التي أعتبرت الأمرا استهدافا للصحفي الزوابي من أجل اسكاته ومنعه من القيام بواجبه الصحفي (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 نوفمبر 2010)
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 11 نوفمبر 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
تعبّر اللجنة الوطنية عن قلقها الشديد إزاء ما يتعرض له المناضل النقابي عدنان الحاجي من مضايقات منذ خروجه من السجن في السنة الماضية , فزيادة على الحصار الأمني الخانق الذي يخضع له والذي يلازمه دائما أمام منزله وفي تنقلاته ، يتواصل الاعتداء اللفظي والشتم الهابط والتهديد وذلك عبر هاتفه الجوال من أرقام مشبوهة .
وتعتبر اللجنة الوطنية أن استهداف عدنان الحاجي بهذا الشكل يعد تنكيلا به على خلفية قيادته ، إلى جانب زملائه النقابيين بالجهة ، للتحركات الاحتجاجية السلمية بالرديف.
ونحن وان نعبر عن تضامننا معه ومع عائلته وزوجته المريضة ، فإننا نحمّل الجهات الأمنية مسؤولية سلامته وندعو السلطة للكف عن مضايقته واحترام حياته الخاصة .
كما ندعو كل مكونات المجتمع المدني ، وخاصة الأطراف النقابية ، لمزيد التعبير عن التضامن والضغط من اجل رجوع الحاجي وكل زملائه النقابيين إلى سالف عملهم ووقف كل أشكال المضايقات ضدهم وإطلاق سراح بقية المساجين وغلق الملف الأمني والقضائي في قضايا الحوض ألمنجمي.
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
تونس تسجن 23 شخصا بموجب قانون مكافحة الارهاب
تونس (رويترز) – قال محام تونسي يوم الخميس إن القضاء التونسي امر بسجن 23 شابا بعد ان اتهم ستة منهم بالالتحاق بالمقاومة العراقية و17 اخرين بالاعداد لعمل ارهابي داخل البلاد. وقال المحامي سمير بن عمر المتخصص في قضايا الارهاب لرويترز انه في احدى قضيتين « قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بسجن ستة شبان لفترات تتراوح بين 5 و20 عاما بتهمة الالتحاق بالمقاومة العراقية لقتال القوات الامريكية. » واضاف انه لم يحضر المحاكمة من هؤلاء الا متهمان حكم عليهما بالسحن خمسة اعوام بينما حكم بالسجن 20 عاما على اربعة اخرين غيابيا. وأضاف « المحكمة الابتدائية بتونس قضت بسجن أحد افراد هذه المجموعة خمسة اعوام على الرغم من أنه توفي بالفعل على الحدود السورية العراقية. » وقال ان متهما اخر اسمه محمد العكاري اعترف بانه قاتل الجنود الامريكيين في العراق قبل اعتقاله هناك ثم اطلاق سراحه. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين حكوميين للتعليق. وفي القضية الثانية حكم يوم الخميس بسجن 17 شابا تونسيا لفترات تترواح بين عامين وعشرة اعوام بتهم تكوين تنظيم ارهابي محلي والدعوة الى اعمال ارهابية داخل البلاد وعقد اجتماعات سرية. وابلغ بن عمر رويترز بأن فيصل العبيدي نال حكما بالسجن عشرة اعوام ضمن هذه المجموعة بينما سجن بقية افراد المجموعة لمدة عامين. وشددت تونس الخناق على الشبان الراغبين في الانضمام الى المسلحين في العراق على الرغم من التعاطف الذي يبديه عدد من التونسيين مع المقاتلين المناهضين للقوات الامريكية في العراق. وتبدي تونس وهي حليف وثيق لواشنطن في مجال مكافحة الارهاب صرامة مع التشدد الاسلامي. ويقول محامون ان تونس اعتقلت حوالي ألفي شخص منذ 2003 موعد سريان قانون مكافحة الارهاب الذي تطبقه تونس بصرامة بينما تؤكد وزارة العدل التونسية ان عدد هؤلاء لا يتجاوز 400 شخص.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
مواطنون من قابس يرفضون بيع أراضيهم بالإكراه
حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 10. نوفمبر 2010 أفاد عدد من أهالي منطقة « الليماوة » التابعة لولاية قابس يوم الإربعاء 10 نوفمبر أن السلط الجهوية والمحلية تمارس ضدهم منذ أسابيع عدة ضغوطات من أجل إجبارهم على التفويت في أراضيهم بأسعار لا تتناسب مع قيمتها المادية لفائدة أحد أصهار الرئيس التونسي « بن علي » الذي يسعى إلى بعث منتجع سياحي على ضفاف شاطئ المنطقة المذكورة. جدير بالذكر أن السلطات التونسية أصدرت قبل 4 سنوات قرارا ينص على تحويل الجزء الشمالي لليماوة من منطقة فلاحية إلى فضاء سياحي متعدد الاختصاصات. لكن رغم مرور هذه المدة مازالت أشغال المشروع متعطلة بسبب تمسك الأهالي بعدم التفويت في أراضيهم دون حصولهم على الأسعار المعمول بها وطنيا في مجال العقارات. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 نوفمبر 2010)
المشهد السياسي قائم على ثنائية حزب حاكم مهيمن وأحزاب برلمانية ضعيفة سياسي تونسي لـ »قدس برس »: الخارطة السياسية بحاجة إلى تعديل لتشمل المستقلين
تونس ـ خدمة قدس برس
اعتبر الناشط السياسي التونسي محمد القوماني أنّ الإجراءات المعلنة في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي يوم 7 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين لاعتلائه سدة الحكم قد مثلت تفاعلا مع الحراك الوطني، بما في ذلك مطالب المعارضة، لكنّ هذا التفاعل، حسب رأيه ظلّ دون المطلوب ومحكوما برؤية نظام الحكم المعتمدة خلال أكثر من عشرين عاما في إدارة المشاركة السياسية وإدارة التعددية.
وكان الرئيس ابن علي قد أعلن في خطابه الأخير عن قرارات استفادت منها الأحزاب الممثلة في البرلمان، كالترفيع في منحة الدولة المخصصة لها ولصحافتها ومنحها عضوية في تركيبة المجلس الأعلى للاتصال وتمكينها من المشاركة في البرامج الحوارية التلفزية والإذاعية، إضافة إلى إنشاء ملتقى دوري لهذه الأحزاب يلتئم مرة كل ستة أشهر.
وأشار محمد القوماني أحد مؤسسي ما يعرف بـ »تيار الإصلاح والتنمية » في تصريحات خاصة لوكالة « قدس برس » إلى أنّ السلطات التونسية حافظت على نفس رؤيتها ولم يفصح الخطاب الرئاسي عن إمكانية مراجعة منظومة المشاركة والتعامل مع المشهد السياسي عموما، فجميع الإجراءات اتخذت لصالح « المعارضة البرلمانية » ممّا يبقي المشهد السياسي قائما على ثنائية حزب حاكم مهيمن وأحزاب برلمانية ضعيفة الفاعلية، وهذا لا يعطي صورة حقيقية عن التعددية، حسب تعبيره. وتابع المتحدث « يبدو أنّ السلطة تريد من خلال إجراءاتها الأخيرة فرض الخارطة السياسية الحالية التي هي غير مقنعة ولا تعكس الموازين الحقيقية، فهناك أحزاب غير مرخص لها أو شخصيات سياسية فاعلة ترغب في المشاركة بإيجابية ضمن القواعد المتفق عليها ولكن يتم استثناؤها. »
وبخصوص تصوّره لبناء حياة سياسية تعددية حقيقية في البلاد أكّد القوماني أنّ المشهد السياسي في تونس يحتاج إلى الانفتاح على قوى جديدة، أهمّها المستقلّون، كما شدّد على محدودية منظومة المشاركة الحالية واعتبر حجّة الأرقام المعلنة بخصوص حجم وجود المعارضة في البرلمان لم تعد تقنع بحالة تعددية، فأغلب الأحزاب البرلمانية تتعرض لانتقادات حول أدائها واضطلاعها بدورها، على حد قوله. وأضاف القوماني « الخارطة السياسية بحاجة إلى أن يقع تعديلها لتشمل المستقلين فمنظومة الانتخابات ومنظومة الحوار تتحدث فقط عن الأحزاب السياسية وتزداد تضييقا لتقتصر على الأحزاب البرلمانية ».وحول مكانة المستقلين الذين ينشط ضمن أحد مجموعاتهم ووزنهم بين القوى السياسية الموجودة قال محمد القوماني إنّ المستقلين سواء أكانوا أفرادا أو مجموعات ظاهرة بيّنت الانتخابات البرلمانية الأخيرة حضورها الهام في مختلف الدوائر الانتخابية، واعتبر المتحدث أنّ ظاهرة المستقلين تعكس أزمة الديمقراطية داخل الأحزاب التي لم تستوعب وجهات نظر مختلفة كما تعكس أزمة ضيق حرية التنظم الحزبي في تونس، حسب تعبيره.
وأشار محمد القوماني إلى ما شهدته الحياة السياسية من تراجع عن مسار إيجابي، « فالنظام السياسي الحاكم في بداية عهده عندما تبنى فكرة الميثاق الوطني انفتح على شخصيات وتيارات وأحزاب قانونية وغير قانونية، وقد أمضت على نصّ الميثاق شخصيات لا تمثل أحزابا مرخصا لها، لكنّ المجال السياسي تراجع بعد ذلك ليشمل أحزابا معيّنة وأثبتت التجربة فشل إرساء تعددية سياسية وإعلامية حقيقية ».
جدير بالذكر أنّ مجموعة من الناشطين السياسيين والحقوقيين والنقابيين كانوا قد أنشأوا خلال الإعداد للانتخابات البرلمانية العام الماضي تنظيما مستقلا عرف باسم « الإصلاح والتنمية » أصدر عددا من الدراسات حول « التنمية السياسية » وقد شارك عدد من عناصره في الانتخابات البرلمانية ثم البلدية، كما شاركت المجموعة في تأسيس « تحالف المواطنة والمساواة » الذي جمع حزبي التكتل من أجل العمل والحريات وحركة التجديد وشخصيات أخرى مستقلة. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 11 نوفمبر2010)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان// في سنتها الـ33 من وجودها القانوني=10سنوات قبل نوفمبر87 // فرع قليبية قربة // في السنة ال5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني المضروب عليه= بعد 18سنة من نوفمبر87
عن خطاب رئيس الدولة
إننا، بعيدا عن التطبيل والتبنديروالتزكير، نعبر عن تفاعلنا العميق، هذه المرة، مع خطاب السيد رئيس الدولة في يوم 07 نوفمبر2010 :
1 ـ الرئيس، دستوريا وقانونيا وواقعيا، هو رئيس كل التونسيين، بمحتلف انتماءاتهم السياسية والفكرية والدينية واللائكية، بأحمرهم، وأزرقهم،وأخضرهم، وأصفرهم، ومن ليس بأصفر ولا أحمر، ولا أزرق ولا أخضر، وأن خطابه الذي نهتم به، هو خطاب بصيغة الجمع، ولم يكن متجا إلى » الحُمر » فقط، وهو بهذا المعنى خطاب تونسي، وليس خطابا فئويا.
2 ـ أنه خطاب يتضمن مراكز ضوء لا بأس بها، ولا يمكن لعاقل حر أن يتعامى أو يغمض عينيه عنها، أو يرفض ، أو يتفاعل معها، إلاّ إذا كان من أنصار العدم والظلام، وهذا ما لا نريد أن نكونه، لأننا مع كل نقطة ضوء، لأننا بالضوء نرى الأشياء ونميّز بينها، لنختار الأفضل.
3 ـ ومن أهم مراكز الضوء التي أشرنا إليها، ما خص به الرابطة، حيث كرر أقواله السابقة التي تفيد بأن » الرابطة مكسب وطني، تجب المحافظة عليه »، لكن المنفذين لسياسة الرئيس شوهوا هذه المقولة، حيث بهرجوها للتعامل الخارجي، لا غير، وفي الوقت نفسه رأينا ضرْب الرابطة والتضييق على مناضليها ونشطائها، فمنعوهم، بالتعليمات، حتى، من الجلوس في المقاهي، وحاصروهم في مقار سكناهم وأحصوا عليهم أنفاسهم، ومنعوهم من الإقتراب من مقراتهم، وكل ذلك لا يعني إلاّ دوس الحقوق وضرب الرابطة في الصميم وجعلوا من « مكسب وطني » تجارة رابحة لهم ولذلك، ومن هذه الزاوية، » تجب المحافظة عليه » كمحافظة الإنسان على وسائل رزقه. ونحن اليوم نخاف من هذه الناحية، أي أن يقول الرئيس شيئا وتُنَفّذ أقوالها في الواقع عكس ما أراده الرئيس، مثلما علمتنا تجارب الواقع، وعلى كل حال فإننا، كعادتنا، نتوسم الخير في أقوال الرئيس، وسنبادر بفتح مقراتنا يوم 14نوفمبر الدجاري، باعتبار أن الرئيس ذكر في خطابه أنه : » ينبغي حل قضايا الرابطة،في مدة ستة أشهر، دون اللجوء إلى التقاضي » والستة أشهر تبدأ من اللحظة التي تفوه فيها الرئيس بهذه المدة أي أنها تبدأ من يوم 07نوفمبر، وإننا سنتفاهم فيما بيننا، نحن ومن رفع ضدنا القضايا، وهذا التفاهم لا يكون إلاّ داخل مقراتنا وليس في المقاهي. أما إذا تم منعنا من الدخول إلى مقراتنا، فهذا يعني تواصل المرحلة القديمة التي تتصف بالإزدواجية: الرئيس يقول شيئا والتنفيذ يعاكسه، وكأن المنفذين أقوى من خطاب الرئيس، وبالتالي تكون خلافاتنا الرابطية بيننا وبين الإنقلابيين الذين حركهم » الحرس القديم » ليحدثوا بلبلة داخل الرابطة ، وبالتالي مواصلة تعطيل نشاطها، تحت غطاء لمّاع جذّاب هو » الرابطة مكسب وطني، تجب المحافظة عليه » من باب » الجملة الثورية » والفعل السلبي، ولا نقول الرجعي.
4 ـ إن الإذن الرئاسي بحل قضية الرابطة دون اللجوء إلى التقاضي يعني أن كل القضايا التي علقت بالرابطة هي قضايا صورية اوجدها » إذْن » وأسقطها » إذن »، وهذا يعني إعترافا صريحا بدور السلطة في كل ذلك، وهذا ما أثبتناه في بياناتنا للتأكيد على براءة الرابطة من تلك القضايا، وأن القضاء أُقحم إقحاما فيها دون إرادته ولا عمله. لكننا نعرف الحقيقة، والحرس القديم يعرف، والرئيس نفسه يعرف ، ولا فائدة في الخداع والمواربة، وافتعال المشاكل والقضايا، ونحن، الرابطيين، معروفون بالتسامح وأيدينا ممدودة لكل فاعل خير، لكن لا بأس من المكاشفة الصادقة والمحاسبة البنّاءة، وكل ذلك في خدمة الوطن والدفاع عن حقوق المواطن
5ـ إذن على الطرف المقابل ، سواء كان من الحرس القديم، قوى الجذب إلى الوراء، أو كان من الملعوب بهم، المحسوبين على الرابطة، نقول: عليهم أن يُعدّلوا ساعاتهم ويصحّحوا مصطلحاتهم ومفاهيمهم وأفهامهم ويجيبوا عن السؤال: هل هم مع أقوال الرئيس، وتطبيقها الفعلي، فيسمحوا لنا بفتح مقراتنا،ودون اللجوء إلى القضاء؟ أم هم يعاكسون الرئيس ولا يعملون بأقواله فيجمّعوا لنا الحشود من الشرطة لتنفيذ ما في رؤوسهم، لأنه ليس من مصلحتهم أن تكون الرابطة حرة مستقلة؟. فلْيكن يوم 14 نوفمبر الجاري إمتحانا للصدق وإيذانا ببدء » الحل النهائي » للرابطة، الذي نتمنى ألاّ يكون التفاوض حوله مثل » الحل النهائي » بين إسرائيل وفلسطين. وعلينا أن نتوجه لفتح مقراتنا ، وقد مُنعنا من الإقتراب منها، تعسفا وعدوانا، طيلة خمس سنوات. فهل سيتفهّم » الآخر » خطاب الرئيس ،ويُحكّـم العقل الإنساني في ما ورد فيه، أم يواصل تعَنّته وظلمه واستبداده وتجاهله لحقوق الإنسان؟
أما رفاقنا فنقول لهم : الصبر النضالي لا ينتج عنه إلاّ النصر، طال الزمن أم قصر، ونحن على الدرب سائرون، وأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة. وملتقانا يوم 14 نوفمبر أمام مقراتنا لفتحها.
قليبية في 11 نوفمبر 2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري
الإتحاد الأوروبي يمنح الاردن وضعية « شريك متقدم »
بروكسل – منح الإتحاد الأوروبي وضعية « شريك متقدم » للأردن في سياسة الجوار الأوروبية، في ختام أعمال مجلس الشراكة التاسع الأوروبي – الأردني، الذي عقد اليوم 26 أكتوبر 2010 في بروكسل. وتعليقاً على هذا القرار، أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، أن الأردن أصبح « من أهم شركاء أوروبا في الشرق الأوسط »، منوهة إلى « دوره المحوري في المنطقة ». وأشارت آشتون إلى أن الوضع المتقدم في الشراكة يقوم على أساس دعم السلام والاستقرار في دول جوار أوروبا، وكذلك على أساس القيم المشتركة التي يتقاسمها الإتحاد الأوروبي والأردن، خاصة في مجال سيادة القانون، وحسن الإدارة، واحترام حقوق الإنسان. من جانبه، أكد المفوض الأوروبي المكلف شؤون التوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول أن الوضع الذي حصل عليه الأردن اليوم يفتح « صفحة جديدة » في تاريخ العلاقات بين الطرفين. وسيتمكن الأردن بفضل هذا الوضع المتقدم، من التعاون بشكل معمق مع الإتحاد الأوروبي في المجالات الاقتصادية والتجارية عبر تحرير تدريجي للسلع، وتسهيل الدخول إلى الأسواق، وكذلك المشاركة في أعمال عدد من الوكالات الأوروبية والمشاركة في البرامج الأوروبية. يُذكر أن العلاقات الأوروبية – الأردنية كانت انطلقت منذ عام 1977، وشهدت اتفاقا في إطار الشراكة الأوروبية المتوسطية عام 2002، أما مخطط العمل ضمن إطار سياسة الجوار فقد تمت المصادقة عليه عام 2005. (المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
تونس: نقابة الأطباء تلغي إضرابا بعد التوصل إلى اتفاق مع وزارة الصحة
تونس ـ خدمة قدس برس
ألغت نقابة أطباء الصحة العمومية الإضراب الذي دعت إليه ليوم غد الخميس (11/11) في كامل البلاد بعد أن توصلت إلى توقيع اتفاق مع وزارة الصحة تضمن الاستجابة لعدد من مطالب هذا القطاع.
وكان أطباء المستشفيات وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية بتونس العاصمة قد رفعوا الشارة الحمراء ابتداء من يوم (8/11) تمهيدا للإضراب.
وقد تم التوصل خلال جلسة طارئة عقدت بمقر وزارة الصحة مساء أمس الثلاثاء (9/11) إلى توقيع اتفاق يتعلق بالموافقة على مطالب الأطباء والصيادلة العاملين في المستشفيات العمومية. وتهم هذه المطالب نظام التدرج الوظيفي للأطباء وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية ومضاعفة بعض المنح وتنظيم حركة النقل.
يشار إلى أنّ قطاع الصحة العمومية في تونس يشغّل أكثر من 3700 طبيب و420 طبيب أسنان وحوالي 300 صيدلي. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 11 نوفمبر2010)
اعتداء بالعنف الشديد على استاذ في المعهد الثانوي احمد امين بالمروج
تعرّض اليوم الاربعاء 11/11 /2010 استاذ تاريخ و جغرافيا بالمعهد الثانوي احمد امين بالمروج الى اعتداء بالعنف الشديد داخل قاعة الدرس من طرف غريبين اثنين دخلا المعهد و اقتحما قاعة الدرس بحثا عن تلميذة على ما يبدو و لمّا صدّهما الاستاذ اعتديا عليه بالعنف الشديد,و قد نفذ الاساتذة وقفة احتجاجيّة تنديدا بهذا الاعتداء و حضر ممثلون عن النقابة الى المعهد استاذ تعليم ثانوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
سيدي بوزيد … غرباء يقتحمون مصنعا للنسيج ويغلقونه ويعتدون على العمال
تعرض احد مصانع النسيج بجهة سيدي بوزيد « مهدي كاكي » الى عملية اقتحام غريبة نفذها غرباء عن المصنع لكنهم معروفون في الجهة بنفوذهم وسطوتهم حيث قاموا بالاعتداء على العمال واخراجهم من المصنع وحملوا بعض المنتوجات معهم ثم اغلقوا ابواب المصنع بطريقة محكمة و اثر هذا الاعتداء والاقتحام دخل العمال في اعتصام مفتوح دفاعا عن كرامتهم ولقمة عيشهم علما ان صاحب المصنع لم يحرك ساكنا وهو ما يدل على امكانية وجود رابط بين هذه العملية وصاحب الصنع. نقابي – سيدي بوزيد — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
المهدية …. عمال نزل الفاطمي يواصلون اعتصامهم رغم محاولات الادارة فك الاعتصام
يواصل عمال نزل الفاطمي بالمهدية اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي بمقر العمل بتاطير مباشر من اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وقد قدمت اليوم ادارة النزل عدة وعود بخصوص صرف اجور العمال يوم السبت المقبل مقابل فك العمال لاعتصامهم لكن العمال واصلوا الاعتصام ورفضوا هذه الوعود وكل الضغوط الاخرى لفك الاعتصام نقابي – المهدية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
تونس: إحصائية تقدر عدد المهاجرين التونسيين بـ651 ألف مهاجر
تونس ـ خدمة قدس برس
كشف التقرير السنوي للبنك الدولي عن الهجرة أنّ عدد المهاجرين التونسيين بلغ 651 ألف مهاجر، موزعين على عشر وجهات رئيسية بينها إسرائي، وفق التقرير.
ويمثل عدد المهاجرين 6,3 بالمائة من عدد السكان. كما تشير الأرقام إلى أنّ 12,5 % من المهاجرين هم من الكفاءات الحاصلين على شهادات جامعية عليا.
وبحسب البنك الدولي فقد بلغت تحويلات المهاجرين التونسيين إلى داخل البلاد نحو مليوني دولار خلال العام 2010.
وتأتي فرنسا وإيطاليا وليبيا وألمانيا في مقدمة البلدان التي يقيم بها المهاجرون التونسيون، يلي ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا، وكل ذلك بحسب التقرير المذكور.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 11 نوفمبر2010)
من الذاكرة الوطنية بورقيبة: التدرج بدول شمال إفريقيا على شاكلة النظام الفيدرالي الأمريكي..
نواصل استعراض فحوى خطاب الزعيم الحبيب بورقيبة في افتتاح قمة دول عدم الانحياز يوم 6 سبتمبر 1973 بالجزائر وصدى تصريحاته في الصحافة المصرية بالخصوص التي اهتمت بمشروع اتحاد دول شمال افريقيا. وجاء في خطاب قمة عدم الانحياز: الجدوى «نحن عاقدون العزم على مواصلة التفكير والسعي على هذا النحو وفي هذا المنهاج، لكن مع تلمس الجدوى التي تفرضها الظروف والملابسات وتتلاءم مع استراتيجيتنا المعهودة التي تعتمد المراحل بالنسبة الى القضايا الكبرى. اني عازم على ان اخصص ما بقي لي من الحياة لهذا البناء المشمخر الذي يهز المشاعر وتهفو اليه القلوب وأنتم تعلمون اني أبعد الناس عن اهدار طاقتي فيما هو من قبيل الخيالات والاوهام او في الجري وراء الثورات التي لا طائل من ورائها. اما رهان الوحدة المعقولة والقائمة على اساس التفكير القويم فاننا سنكسبه بحول الله كما كسبنا رهانات أخرى كثيرة. الصحافة المصرية اهتمت الصحافة المصرية بصورة خاصة بتصريحات الزعيم الحبيب بورقيبة في افتتاح قمة دول عدم الانحياز بالجزائر وأدلى بعد اسبوع من تلك التصريحات بحديث الى مجلة المصور القاهرية اوضح فيه ان الدولة الاتحادية لبلدان شمال افريقيا المقترحة ستضم تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا لكنه اعاد التأكيد على ان هذا الاتحاد ينبغي ان يتم على مراحل بتأنّ وحذر وان يأخذ ما يحتاجه من وقت بعد عشر سنين او بعد مائة سنة. القيروان واضاف ان عاصمة هذا الاتحاد ستكون القيروان العاصمة الروحية للمسلمين منذ قرون والتي ترمز بذلك الى عودة المجد القديم للعالم الاسلامي وقال ان الوحدة العربية بعيدة المنال وان دول شمال افريقيا المتحدة في شكل دول مستقلة يمكن ان تكون بداية غير مستحيلة. موريتانيا وسأله مندوب مجلة المصور قائلا «في خطابكم امام قمة دول عدم الانحياز اعلنتم عن وحدة في طريقها الى الوجود بين ليبيا وتونس والجزائر، الا ان وكالات الانباء اضافت موريتانيا، وقلتم ان ذلك سيتم على مراحل». واجاب الزعيم الحبيب بورقيبة بقوله: «نعم، نحن نبدأ بخطوة صغيرة وربما تتبعها خطوات واخرى، وطبيعي ان يشمل اتحاد دول افريقيا موريتانيا. قلنا نبدأ بالوحدة المعقولة المبنية على الواقع وبتوالي الايام تصير ولايات مثل الولايات المتحدة الامريكية. تكساس كانت ولاية وكاليفورنيا كانت ولاية ايضا وبعد تطوير طويل اصبحت ولايات. ان شاء الله نأمل هذا بعد عشر سنين او بعد مائة سنة ستكون القيروان عاصمة هذه الدولة لانها المدينة التي وقع احتلالها ايام الخليفة الثالث عثمان بن عفان وقد خططها عقبة بن نافع فهي عاصمة المسلمين منذ قرون، من بداية دخول الاسلام شمال افريقيا. اتفقنا على انها ترجعنا للمجد الاصلي وهكذا بدأنا بالشيئ الممكن وليس هناك تناقض بين ما قتله من قبل من ان الوحدة العربية بعيدة لان ما قررناه بداية بسيطة لاتحاد دول مستقلة. واضاف الزعيم الحبيب بورقيبة: انها وحدة على مراحل اتفقنا على التفكير فيها بين دول مستقلة من شمال افريقيا تتدرج شيئا فشيئا الى نظام يشابه النظام الفيدرالي بالولايات المتحدة الامريكية وانه بالامكان قيام وحدة مماثلة في المشرق كخطوة اخرى لتوحيد الشعوب العربية وهذا العمل يتطلب زمنا طويلا بل اجيالا. محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 نوفمبر 2010)
تونس تشارك في الصالون الدولي للسياحة بلندن: تطور عدد السياح البريطانيين والإيرلنديين بنسبة %32
تونس (وات) تشارك تونس في فعاليات الصالون الدولي للسياحة سوق الرحلات العالمي الذي تحتضنه العاصمة البريطانية لندن من 6 الى 11 نوفمبر الجاري.وعقد السيد سليم التلاتلي وزير السياحة الذي يتراس الوفد التونسي المشارك في هذه التظاهرة جلسات عمل مع مسؤولين من وكلاء الاسفار الذين يتولون تسويق العرض السياحي التونسي على مستوى كل من السوق البريطانية والايرلندية. وتعرف خلال هذه اللقاءات على برامج والتزامات الشركاء البريطانيين والايرلنديين لفائدة تونس ووضعية الحجوزات لموسم بعد الذروة والافاق بالنسبة للسنوات القادمة على مستوى السوق البريطانية. وقدم الوزير بالمناسبة عرضا حول التوجهات التي تم اقرارها لتطوير السياحة التونسية خلال الخماسية القادمة. واعرب عن ارتياحه لجودة علاقات الشراكة القائمة بين تونس والفاعلين البريطانيين منذ عدة سنوات مشيرا الى الجهود التي تبذلها تونس في مجال تطوير البنى التحتية والتحسين المتواصل للخدمات والتي يجب ان يعاضدها ارساء شراكة تونسية بريطانية عادلة تضمن افضل ظروف الاستقبال والاقامة للحرفاء باعتبار ان درجة رضاهم تشكل هدفا منشودا مشتركا بين المهنيين التونسيين وشركائهم الانقليز. وشارك السيد سليم التلاتلي في اشغال الاجتماع الوزاري الذي انعقد على هامش الصالون قدم خلاله بسطة حول النتائج الايجابية التي سجلها القطاع السياحي التونسي والاهداف المستقبلية المرسومة مبرزا اهميته بالنسبة للاقتصاد التونسي خاصة على مستوى العائدات واحداثات الشغل. وافتتح وزير السياحة من جهة اخرى الجناح التونسي في الصالون الذي شهد اقبالا كبيرا من لدن المشاركين الذين ابدوا اهتماما بتونس كوجهة سياحية مميزة بالنسبة للسياح البريطانيين والايرلنديين. وللتذكير فان السوق السياحية البريطانية للعطل والاسفار توفر فرصا واعدة اذ سجل عدد السياح الوافدين من هذه السوق الى تونس خلال الاشهر العشر الاولى من سنة 2010 تطورا بنسبة 32 بالمائة ليصل الى عدد السياح 319 الف سائح. ويتوقع ان يتنامي عدد السياح البريطانين والايرلنديين الوافدين الى تونس خلال سنة 2011 بنسبة 40 بالمائة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11نوفمبر 2010)
هل أصبحت بلدية قصرهلال غير المنتخبة العدو الأول لسلامة وراحة المواطن الهلالي
*ماناج نورلاند،المسلك المروري أبي القاسم الشابي نموذجا*
مراد رقية
ان لمن عظائم الأمور ونكبات الدهور أن لا يقترن القول بالفعل في بداية الألفية الثالثة وفي زمن اصطلح على تعريفه على أنه »زمن النجاحات الخارقة »و »زمن رفع التحديات » تحت شعار »بالأمن والأمان يحيى هنا الانسان »وشعار »تونس للجميع،والجميع لتونس »المشدد عليها ليلا نهارا عبر اللافتات وما أكثرها،وعبر المحطات الاحتفالية المتلاحقة تأكيدا على قيمة الفرد التونسي رأس المال الأساسي للمسيرة المظفرة،ولعل أبرز نموذجين لعدم اقتران القول بالفعبمدينة2مارس1934،المدينة المحاصرة بامتياز،استضافة الهيئة غير المنتخبة لمدينة الملاهي »نورلاند »وعدم منع مرور العربات من مسلك أبي القاسم الشابي المتفرع عن شارع الحاج علي صوّة؟؟؟ أما عن النموذج الأول فقد كتبت عنه في تدوينة سابقة وبينت تذر المواطنين دافعي الجباية المحلية من الضوضاء التي تحدثها مضخمات الصوت وتجهيزات مدينة الملاهي « نورلاند » التي تعودت أن تحط بمدينة قصرهلال المحرومة من المرافق والتجهيزات الثقافية،ومن الملاهي اللائقة والثابتة على غرار كبرى المدن مما جعل الهيئة البلدية المنتخبة ديمقراطيا وباجماع أصوات القابعين في بيوتهم لا تمانع في كل مرّة من اتاحة الفرصة لاغتيال راحة المواطنين المجاورين لهذه المدينة الحديدية،مدينة الملاهي.وحتى عندما همّت مواطنة تستحق بالملكية جزءا من الأرض البيضاء التي استعملتها مدينة الملاهي بموافقة البلدية،ودون استشارة أصحابها،وقابلت رئيس الهيئة المنتخبة احتجاجا على فتركت الحبلالسماح بذلك الاستغلال،وخصوصا تشويش الراحة وهي قريبة من الفضاء،أجابها رئيس الهيئة وبكل شجاعة ورباطة جأش « أن الأرض المعنية هي محل نزاع وخصام بينكم وبين أقاربكم،فعندما يصدر قرار قضائي في الأمر ننظر عند ذلك في الأمر »مما يعتبر فتوى عصماء لا يشق لها غبار؟؟؟ ولعل هذا الموقف لرئيس الهيئة نابع وبامتياز من تمثيل المتساكنين الذين صوتوا لها يوم9ماي2010 بالبقاء في بيوتهم ومحلات عملهم ،فاعتبر غيابهم علامة الرضى ،فاعتمدت هذه الهيئة المنصبة من قبل الديوان السياسي للتجمع،ومن قبل لجنة التنسيق بالمنستير،ولم يكن للمواطن أي دور،أوأية مسؤولية في وصولها الى سلطة القرارمما جعلها تحتقر وتزدري المواطن،ولا تقيم حسابا لالتماساته ولا لتذمراته،وخاصة لاعتراضاته مما يذكرنا بمقولة المرحوم المناضل أحمد عيّاد الذي أطلق منذ سنة1949″البلدية مرفوضة لأنها مفروضة »؟؟؟ أما النموذج الثاني والمتعلق بمرور السيارات والعربات كبيرها وصغيرها عبر مسلك أبي القاسم الشابي المتفرع عن شارع الحاج علي صوّة فهو الأكثر تعبيرا عن استخفاف الهيئة البلدية المنصّبة بحياة،وبسلامة المواطن الهلالي اذ شهذ هذا المسلك في منطلق السنة الدراسية الحالية وفاة تلميذة بريئة تبلغ من السن ثمانيسنوات لا غير عبر عبورها المسلك في طريقها من مدرستها الى منزل أبويها فداستها سيارة أجرة وأجهزت على حياتها البريئة في لحظات معدودات،فاهتزت المدينة بأكملها لهذا الحادث الذي لم يخلّف أي أثر في نفوس أعضاء الهيئة البلدية المنصّبة عبر تعيينات 9ماي2010 فتركت الحبل على الغارب عوض الأمر باغلاق هذا المسلك الضيق الخطير،وتحويله الى مسلك خاص بالمترجلين ،والذي واصلت وسائل النقل في اعتماد المرور منه بكثافة وانتظام مقلقين برغم الواقعة الرهيبة والحزينة؟؟؟ لقد أقامت الهيئات البلدية المنصّبة ،أوقل هذه »الشعب البلدية » التي يطالب المواطن التونسي الحر الأبي بدفع الجباية المحلية لخزيناتها دفعا للمال العمومي المشترك دون أن يكون له مرّة كل خمس سنوات،وكم من خمس سنوات في حياته حق اختيار أعضائها،أقامت الدليل عبر عديد الوضعيات والممارسات والنماذج غير السوية ومنها في مثال الحال نموذجي « مدينة الملاهي »نورلاند،ونموذج مسلك أبي القاسم الشابي على غياب الثقة في مثل هذه الهيئات غير ذات اللون والطعم والرائحة،فهل تستحق أن يدفع المواطن وأن يثق فيها،وأن ينتظر منها أن تكون،وكما يراد لها تجمعيا على الأقل »رافعة للتحديات »،وأي تحديات؟؟؟؟
طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET عولمــــــة الفاشيـــــة ( الجزء الأول )
لا يمكن الحديث عن انتهاء الحرب بالعراق ، إنها بالأحرى حرب بدأت منذ عقود و لم تنته بعد . لقد أسميت ما يقع بعد انهزام الإتحاد السوفياتي و دخولنا في حقبة القوة الوحيدة ممثّلة في الولايات المتحدة الأمريكية بالحــــرب الحضاريـــة ، إنها حرب ضد كل ما هو عربي مسلم ، و إذا شئنا فهي ضدّ كل ما هو غير يهودي مسيحي .
فالحرب على العراق لا يمكن أن تدخل إلا ضمن مسلسل بدأ منذ بداية تسعينات القرن الماضي مع نهاية المعسكر الشيوعي و لا يزال مستمرّا ، و سيستمرّ على الأقلّ لمدة 15 إلى 20 سنة . بالتالي ، فمن حيث المقاصد فإن ما حدث يوم 11 أيلول ( سبتمبر ) لا يغيّر شيئا في المسلسل المذكور ، حيث كانت كل الأشياء مهيّأة و وفق عدة سيناريوهات ، و القصد الأساسي هو كيف سيمكن للولايات المتحدة أن تسيطر على العالم بأسره . و أحسن طريقة في سبيل ذلك هي أن تدخل الولايات المتحدة إلى منطقة عربية مسلمة استراتيجية من الناحية الجغرافية و لديها الموارد الطبيعية الغنيّة مثل النفط ، غير أن هذا ليس سوى محطّة ضمن مسارّ أوسع .
إننا إزاء ما أسمّيه » الميغـــا إمبرياليــة » ذلك أنه على عكس التعريف الكلاسيكي للإمبريالية مع الرومان ثم المرحلة الإستعمارية في القرن التاسع عشر ، إذا كانت الإمبريالية توسّعا استعماريا للإستيلاء على مناطق لأسباب إقتصادية ، و بالأخصّ الموادّ الخامّ ، و سوق بترولية و يد عاملة رخيصة ، و هذا كان ضمن ما سمّي بالثورة الصناعية ، أما الآن ، فإن المرحلة الصناعية انتهت و أصبحنا نعيش في عالم ما بعد هذه المرحلة ، وهو المجتمع المعرفي .
إن الفرق ما بين الإمبريالية الكلاسيكية و الميغا إمبريالية هو أن هذه الأخيرة لا تحتاج للجغرافيا ، حيث لديها وسائل جديدة مثل التكنولوجيا المتطوّرة للسيطرة على العالم بأسره عبر تقنيات المراقبة ، و بالتالي فإن هذه الوسائل أصبحت تغني عن الوجود في عين المكان . فثمّة أقمار صناعية تنقل كل تفاصيل ما يجري في شتّى مناطق العالم ، وهو ما يكفل التحكّم عن بعد . ثم أن المعلومات لم تعد محصورة في الإستخدام العلمي ، بل إن الولايات المتحدة حوّلت العالم في السنين الأخيرة بكل وقاحة إلى عالم إستخباري ، حيث إن هناك شطرا من الميزانية الفيدرالية للولايات المتحدة بالخصوص تبلغ نحو مليار و نصف مليار دولار لشراء الصحافيين و الكتّاب بغرض توظيفهم للأعمال الإستخبارية .
لقد أصبح للميغا إمبريالية أسلوب جديد و لغة من تركيب جديد ، و الميغا حسب مدلولها تقتضي الإنفراد بالقرار . فهي لا تقبل إمبريالية أخرى منافسة على عكس ما كان في السابق ، حيث كانت الإمبريالية الفرنسية مثلا تقبل بوجود إمبرياليات أخرى ألمانية و بريطانية و إسبانية أو غيرها .
العالم يتطوّر بسرعة أكبر بكثير مما يمكن أن يتوقّعه المرء ، و جوهر التخلّف هو عدم التوقّع ، و غياب الرؤية على المدى الطويل ، و المسؤولون في العالم الثالث الذي يعتبرون التخلف بعينه لا يفكّرون سوى في الأربعة و العشرين ساعة المقبلة ، مهووسون بسؤال واحد ، هل سيبقون في الحكم أم لا ؟ أما الدول المتقدمة فتتوفر على المسؤولين الذين يفكرون في الإنتخابات المقبلة التي ستكون بعد شهرين أو سنوات ، و هناك أجهزة و شبكات معروفة متمثّلة في جامعات و معاهد للبحث المختصّة بالتفكير على المدى الطويل . أما نحن فلا نملك من ذلك شيئا ، و كم صعقت حينما جاء أحد سفراء الولايات المتحدة الأمريكية سابقا بالمغرب بكل وقاحة بوثيقة ليتحدث عن المغرب بعد عشرين سنة أمام الصحافيين ، و معنى ذلك أن ماضينا و حاضرنا بل و حتى مستقبلنا ليس بأيدينا .
إن أهمية التوقع لا تخفى على أحد ، فما رأيناه في العراق أخيرا كان مخطّطا له منذ أمد طويل . فقد كان ما بين 400 ألف و 500 ألف شخص موجودين في المنطقة ناهيك عن الأقمار الإصطناعية و الأطباء و المخابرات بكل أنواعها ليس في العراق فحسب ، بل في مختلف أنحاء العالم لسبر أغوار ما يقع و له علاقة بالمعرفة التي كان يتمّ الإعداد لها ضدّ العراق فضلا عن بنك معطيات لا يمكن تصوّرها ، شاركت فيها أجهزة المخابرات العربية حيث تساهم هذه الأخيرة بأهم المعطيات عن المنطقة ، و هذا لم يحصل في التاريخ من قبل .
إن الدعاية الأمريكية تركّز على الأشخاص . ففي حالة العراق تم اختزال كل شيء في صدام ، مع تجاهل أن في العراق أمة عريقة ، و أن 90 بالمائة مما رأيناه عن العراق هو كذب و بهتان . فالإنسان العراقي مهذب و لا يمكنه أن يقترف مثل تلك الأشياء . لقد جاء الأمريكان بأشخاص من مناطق أخرى ليقوموا بما قاموا به .
إنها الحرب النفسية التي عقبت الحرب العسكرية لتكون الهزيمة شاملة . الحرب لم تنته بعد … فبالرغم مما حصل فإن الشعب العراقي سينهض و يجب أن نستحضر هنا ما حصل في اليابان و ألمانيا عقب الهزيمة ، و البشاعات التي حدثت ، لكن ماذا طلع من تلك البشاعات فيما بعد ؟ لقد حقق البلدان أعلى مستويات التقدّم الصناعي .
إن أمريكا لا تاريخ لها يذكر ، فوجودها لا يتعدّى 300 سنة و الجزء الأكبر من تاريخها القصير أتاها من أوربا ، و يجب أن لا ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية عمدت من قبل إلى محو حضارة 20 مليون هندي محلّي في حرب إبادة ، عقب اجتثاثها لما بين ثلاثة أو أربعة مليون شخص من إفريقيا . و أنا أقول إن أمة بلا تاريخ لا تستطيع امتلاك نفسها أمام حضارات لها ستة أو سبعة آلاف سنة . لذلك فهي تحاول قتل ذاكرة تلك الحضارات ، لأنه عندما يتمّ القضاء على تلك الذاكرة يعتقد أن المغلوب انهزم .
( يتبع ) الإهانـــــة فــــي عهــــد الإمبرياليـــة المهــــدي المنجــــرة القــراءة الثالثــة طلبـــة تونــــس
موراتينوس الى الجزائر مبعوثا خاصا للحكومة الاسبانية
وصل موفد الحكومة الاسبانية الخاص ميغيل انخيل موراتينوس الخميس الى الجزائر في مهمة قصيرة للاعداد لقمة الاتحاد من اجل المتوسط المقرر عقدها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر في برشلونة على ما افاد مصدر دبلوماسي. وسيجري وزير الخارجية الاسباني السابق، المكلف الاعداد للقمة، محادثات مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قبل التوجه عصرا الى باريس. ومن الشروط التي وضعتها الجزائر للمشاركة في هذه القمة تحسن الوضع في الشرق الاوسط. كذلك يفترض ان يجري موراتينوس مباحثات حول الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة، حيث اسفر تفكيك قوات الامن المغربية مخيم لصحراويين محتجين قرب العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، هذا الاسبوع عن سقوط عدة قتلى. وحل الموفد الاسباني في الجزائر قادما من تونس حيث سلم الرئيس زين العابدين بن علي رسالة من حكومته بشان هذه القمة التي دعمها الرئيس التونسي. وبعد ان كانت القمة الثانية للاتحاد المتوسطي مقررة في السابع من حزيران/يونيو في برشلونة ارجئت الى تشرين الثاني/نوفمبر على امل تحقيق تقدم في مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. ويضم الاتحاد من اجل المتوسط الذي تاسس في 2008 بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الاوروبي ال27 اضافة الى تركيا واسرائيل والدول العربية المطلة على المتوسط.
منع الجزيرة من تغطية قمة العشرين
منعت السلطات في كوريا الجنوبية طاقم الجزيرة من تغطية فعاليات قمة العشرين التي انطلقت اليوم في سول لبحث التحديات الراهنة للتعافي الاقتصادي العالمي من الأزمة المالية العالمية. وعزت السلطات الكورية قرارها لما وصفته بدواع أمنية، علما بأن طاقم الجزيرة كان قد حصل على الترخيص وتأشيرة الدخول اللازمين لتغطية القمة، وذلك عبر سفارة كوريا الجنوبية لدى اليابان. وأوضح مراسل الجزيرة فادي سلامة أنه عند الوصول إلى مكتب التسجيل في موقع انعقاد القمة في سول سحبت سلطات الأمن الكورية بطاقة دخول القمة ومنعت الطاقم من تغطية فعالياتها. وفي اتصال هاتفي أجرته الجزيرة نت بفادي سلامة ظهر اليوم قال إن المنع ما زال مستمرا وإن هناك اتصالات تجري في هذا الشأن مع المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية الكورية. وأضاف سلامة أن الأمر لا يقتصر على المنع وإنما شمل تدقيقا مبالغا فيه في المطار، تلته ملاحقة أمنية لطاقم الجزيرة منذ وصوله إلى سول. وعبر مراسل الجزيرة عن اعتقاده بأن السبب الحقيقي وراء منعه يرجع إلى تغطية سابقة للقمة الثلاثية التي عقدت في مايو/أيار الماضي بمشاركة زعماء اليابان والصين وكوريا الجنوبية، حيث رفض المراسل تبني وجهة نظر سول بأن كوريا الشمالية هي المسؤولة عن غرق سفينة حربية جنوبية في منطقة متنازع عليها بالبحر الأصفر. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
السعودية تحذر من هجوم للقاعدة بالحج
حذر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز من أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن والسعودية مسرحا لعملياته قد يحاول زعزعة الأمن خلال موسم الحج لهذا العام. وقال الأمير نايف في مؤتمر صحفي عقب عرض لقوات عسكرية وقوات من الدفاع المدني ضمن الاستعداد للحج، « إننا لا نثق بهم (القاعدة)، ولا نستبعد أي محاولة لزعزعة الأمن ». وأكد الاستعداد لأي طارئ، وقال « نحن قادرون على إحباط مثل تلك المحاولات »، معربا عن أمله في أن لا يحدث شيء من هذا القبيل. وكانت القاعدة قد هددت الشهر المنصرم في تسجيل مصور على الإنترنت بشن هجمات تستهدف العائلة المالكة في السعودية، وقد نفذت محاولة فاشلة العام الماضي لاغتيال الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية. يذكر أن القاعدة شنت حملة اغتيالات وتفجيرات في المملكة العربية السعودية فيما بين 2003 و2006، مما دفع القيادة السعودية إلى اتخاذ إجراءات صارمة. وتمكنت السعودية من إحباط العديد من هجمات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية -الذي كان ثمرة اندماج مسلحي القاعدة في اليمن والسعودية عام 2009 ويتخذ من اليمن مقرا له- واعتقلت آلافا من المشتبه فيهم، ولكن مئات منهم ربما تمكنوا من الفرار إلى الخارج. المصدر:الفرنسية
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
ويكيليكس.. دمنا الذي وزعوه بين القبائل
فاضل الربيعي قبل أن يقرر جوليان أسانغ -مؤسس وصاحب موقع ويكيليكس- الهرب خلال أيام إلى أستراليا (موطنه الأصلي) ليطلب اللجوء السياسي هناك كمواطن أميركي، قد يكون من المناسب التساؤل عن صحة ما يثار حول علاقته بوكالة الاستخبارات الأميركية CIA، وعن صحة المزاعم القائلة، إن الوكالة هي التي تدير الموقع من خلف الجدار؟ إذ بات من الواضح الآن، أن طرفا أميركيا آخر، يعمل من خلف جدار آخر، هو الذي يقف خلف تسريب معلومات تفضح علاقة أسانغ بالوكالة.
ليس هذا الطرف الآخر كما يبدو، سوى البنتاغون الذي يملك تراثا ضخما من الصراع مع الوكالة، حول المال والسلطة والنفوذ، وهو صراع تقليدي -وتحت السيطرة- داخل المؤسسة الأميركية الحاكمة، وهذا حقيقي بما فيه الكفاية وليس خيالا.
ما هو خيالي في هذا الصراع أن الطرفين، الوكالة والبنتاغون أدارتا لعبة أسانغ في إطار من الصراع والتفاهم على حدودها وأغراضها. فهل تسّربت الوثائق أم ُسّربت؟ وهل يعكس نشرها صراعا داخل المؤسسة الأميركية الحاكمة بالفعل، أم إن هذا الصراع يجري ضمنيا في إطار من التوافق على التخلص من (قاذورات) الحرب في العراق وأفغانستان؟
إن الفصل التالي من فضيحة وثائق ويكيليكس، قد يكون أكثر إثارة من فضائح الحرب في هذين البلدين، ذلك أنه سوف يكشف عن نوع وطبيعة التلاعب بالعالم. وبالفعل، ثمة نمط غير مسبوق من التلاعب بالعالم وثقافاته وأديانه وشعوبه ومصائره، فما يبدو لنا اليوم، فضيحة مدّوية، قد يتكشف في الغد عن لعبة صراع معقدة، تتطلب خيالا واسعا لإدراك متطلبات فهمها.
ولعل تجربة العالم مع فضيحة سجن أبو غريب التي جرى تسريب وقائعها المأسوية، هي من بين كثرة من الوقائع التي تؤكد، أن نشر الفضائح والجرائم، يتصل بهذا النوع من ألعاب الصراع -تحت السيطرة- بين مراكز المؤسسة الحاكمة.
فإذا كانت الوثائق قد تسرّبت بالفعل، كما يُقال لنا في وسائل الإعلام -أي أن موقع ويكيليكس حصل عليها من طرف أميركي رسمي أو شبه رسمي وبطريقة ما- وأن الهدف من وراء ذلك، كشف النقاب عن جرائم مرّوعة وقعت بحق العراقيين، فإن السؤال الذي يجب أن يطرح في هذه الحالة هو التالي:
لماذا، إذاً، قالت الوثائق المتسّربة، نصف الحقيقة أو أقل، عمّا حدث في هذا البلد المنكوب؟
ولكن، إذا ما كانت الوثائق ذاتها، قد ُسربت بفعل فاعل، له مآرب أخرى غير قول الحقيقة، أي إن طرفا أميركيا رسميا لم يعلن عن نفسه، قرر فضح مجرمين أميركيين للتخلص من العبء الأخلاقي والقانوني لجرائم الاحتلال، فإن السؤال الذي يجب أن يطرح في هذه الحالة، هو التالي: لماذا ُسربت؟ وما الهدف من التسريب؟ وهل هو محاولة لتوزيع الجريمة على مجرمين كثر بدلا من حصرها في الجانب الأميركي وحده؟
هذه أسئلة جوهرية، يتعيّن الإجابة عنها بدقة كافية، لكي يتسنى للعراقيين والعرب والعالم أن يدركوا بصورة صحيحة الوظيفة الحقيقية لوثائق ويكيليكس.
كل ما يمكن قوله الآن إن الوثائق وزعت -بطريقة منهجية مدروسة واحترافية- دم العراقيين على مجموعة متهمين متساوين إلى حد ما، فإيران مثلها مثل المالكي، وهذا مثله مثل المليشيات، وتلك مثلها مثل بلاك ووتر، والأخيرة مثلها مثل الجنود الأميركيين عند الحواجز (عند الحواجز فقط) مجرد متهمين « افتراضيين » في جريمة شديدة الواقعية.
والمثير للدهشة، أن الوثائق سوف تمكّن الولايات المتحدة الأميركية -كدولة احتلال- من الإفلات بسهولة من أي قصاص أو مساءلة قانونية، بينما يصبح أمر الجنود الذين قتلوا العراقيين عند الحواجز، موضوعا قانونيا شائكا وشديد التعقيد، يتصل بمسائل إجرائية أكثر تعقيدا، نظرا لوجود قوانين أميركية تمنع تسليمهم أو محاكمتهم أمام محاكم غير أميركية، أي تمنع كل محاولة لتطبيق القانون وإنزال القصاص العادل بحقهم؟
أغرب من كل هذا، أن الأميركيين -عبر هذه الوثائق- يمكن أن يتحولوا إلى « شاهد ملك » يفضح مرتكبي الجريمة الآخرين، ويوجه لهم التهم ويدعو ويحرّض على مقاضاتهم. أما الأكثر غرابة من كل هذا وذاك، فهو أن الوثائق لا تحدد بطريقة تسمح للقانون بالعمل، درجة تورط الأطراف المفترضة في الجريمة، وبما يجعل من هذه الاتهامات في النهاية، مجرد أوراق ضغط سياسية، تستخدمها الإدارة الأميركية للتلاعب بالأطراف المتورطة.
مثلا، ماذا يعني إلقاء المسؤولية على مليشيات، لا تذكرها الوثائق لا بالاسم ولا بالوقائع الضرورية للاستدلال إليها؟ وأي مليشيات بالضبط، هذه التي تورطت في أعمال القتل؟ هل هم أفراد بعينهم يمكن إلقاء القبض عليهم بمذكرات قانونية، أم هم جماعات سياسية وشبه عسكرية، ذابت واندمجت في بنى الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية؟ وهل هي فرق الموت الأميركية التي أشرف عليها السفير نغروبونتي في فبراير/شباط عام 2005، وكانت مسؤولة عن الجرائم الطائفية ضد أهل السنة والشيعة والمسيحيين والصابئة؟
أم هي جماعات فيلق بدر وجيش المهدي، وخلايا حزب الدعوة السرية التي نظمت تصفيات منهجية ضد عراقيين من مختلف المذاهب والأديان والعقائد الفكرية؟ أم هي جميعا؟ وهل يمكن -في حالة العراق الراهنة- تقديم « جيوش من المتهمين » إلى محاكم فعلية؟ وماذا عن إيران؟ هل يمكن، حقا تحديد درجة مسؤليتها عن تصفية عشرات الضباط الطيارين؟ وماذا عن علماء العراق الذين قتلوا أو اختفوا؟
لماذا أغفلت الوثائق الإشارة إلى ما يزيد عن خمسة عشر ألف عراقي (من المعارضة السابقة) جرى توزيعهم قبل الغزو على 44 فرقة من فرق الموت التي شكلها الأميركيون وأشرفوا على تدريبها في معسكرات مغلقة في بودابست ووارسو؟ ومن الذي أدخلهم إلى العراق؟ وماذا يعني أخيرا، أن عدد القتلى عند الحواجز، هم فقط ستمائة عراقي سقطوا برصاص الجنود الأميركيين المتهورين؟
لعل قراءة أخرى لوثائق ويكيليكس، يمكن أن تكشف عن هذا النمط المرّوع من التلاعب بالحقيقة.
أولا: إن التصنيف الجنائي للمتهمين كما قامت به الوثائق، ُيعيد توزيع الجريمة على خمسة أطراف هي بالتتابع: إيران، والمليشيات، وبلاك ووتر، والمالكي، والجنود الأميركيون (فقط عند الحواجز). وهذا يعني من المنظور الجنائي نفسه، أن الوثائق تقوم بنوع من إعادة توزيع لدم العراقيين وتفريقه، بين أعداء محتملين.
ثانيا: وهذا التصنيف من شأنه أن يؤدي تلقائيا إلى نشوء انطباع، بأن الجريمة ارتكبتها طائفة بعينها ضد طائفة أخرى، وأن قوات الاحتلال تتحمل -فقط- وزر جريمة ارتكبت عند الحواجز. ولكنه، من جانب مواز سيؤدي إلى خلق (عدو طائفي) مطلوب لوحده، ومنفرد دون سائر المتهمين، ويمتلك قابلية تقديمه في هذه الصورة.
ولعل الطريقة التي جرى فيها عرض الوقائع الخاصة بالجرائم، تكرّس مثل هذا الانطباع، وبأن كل ما حدث، صراع محلي تورطت فيه أطراف محلية، وتسببت به طائفة تملك مليشيات ضد أخرى لا تملك مليشيات، وهذا واضح كل الوضوح من تشديد الوثائق وطريقة عرضها في وسائل الإعلام على أن المليشيات والمالكي وإيران، كانوا يستهدفون أهل السنة.
إن رسم إطار طائفي للجريمة، هو ما يجب أن يثير شبهتنا. ومع ذلك، فهؤلاء جميعا، من وجهة نظر معظم المواطنين العراقيين حتى البسطاء منهم، صناعة أميركية في الأصل. أي إنهم من خلق طرفا آخر، تحسّب للحظة مغادرة مسرح الصراع، بأن يترك فيه جماعات من صنعه، يمكن تحميلها مسؤولية الجريمة.
ولذلك، ما انفك العراقيون في مجالسهم يرددون دون حرج، أن إيران ما كان لها أن تصبح طرفا في الصراع، لولا رغبة الأميركيين في خلق فوضى عارمة في هذا البلد، ولولا مسارعتهم بعد احتلال بغداد إلى تفكيك الدولة ومحوها كليا، ثم مسارعتهم إلى حل الجيش الوطني، وبحيث أن الحدود مع إيران ظلت دون رقابة أو حماية طوال سنوات.
إن الذين سمحوا لها باللعب في الساحة العراقية طوال السنوات المنصرمة، هم من يقومون اليوم بتقديمها للعراقيين في صورة (العدو). ومن غير شك فإن وضع إيران في قائمة المجرمين المفترضين، وربط دورها وتصنيفه في إطار دعم ومساندة المليشيات فقط، وربط دور المليشيات، بشخص رئيس الوزراء المالكي، واتهامه وحده دون سائر الآخرين المتورطين، بقيادة فرق خاصة، هو تصنيف سيجعل منه ومن إيران والمليشيات، طرفا واحدا له ملامح طائفية واحدة.
إن الحلقة الأهم في إستراتيجيات الاحتلال الأميركي للعراق، كانت باستمرار، تكمن في خلق (عدو) بديل من أجل التلاعب بأولويات الصراع. وبالطبع، فلا أحد يبرئ إيران أو المليشيات أو المالكي من مسؤولية الجرائم المرّوعة التي حدثت وتحدث في العراق منذ أكثر من سبع سنوات، ولكن تصوير الجريمة في العراق وكأنها ليست ولم تكن جريمة المحتلين، وإنما جريمة عراقيين آخرين، أو طرف إقليمي بعينه، أمر يدعو للتساؤل والشكوك في النوايا.
ثالثا: إن الصراع الخفي بين وكالة الاستخبارات المركزية CIA والبنتاغون، حول طريقة إدارة الحرب على العراق وأفغانستان -وهو صراع تغذيه مصالح ورؤى وسياسات ومصالح كبرى- لا يجب أن يحجب عنا رؤية هذه الإستراتيجية بقدر كاف من الوضوح، ذلك أن خلق (العدو) المحلي، المتحالف مع (العدو) الإقليمي، والمتورط في النزاع الداخلي، من شأنه أن يؤدي إلى خلق وقائع جديدة للصراع، تصبح فيه قوات الاحتلال هي الحمل الوديع، بينما يصبح الآخرون ذئابا كاسرة.
لقد نشأت داخل العراق بفعل هذا التلاعب بالحقائق، ثقافة شعبية رائجة وتتغذى من كراهية لا حدود لها للنفوذ الإيراني وللمليشيات، تقول من بين ما تقول، إن الأسر والعائلات العراقية، لا تشعر بالخوف على مصيرها أو مصير أحد أفرادها، حين تقوم القوات الأميركية بحملات دهم واعتقال، ولكنها تشعر بالذعر، وينتابها اليأس، حين تتعرض لحملات دهم واعتقال مماثلة تقوم بها القوات الحكومية (أو المليشيات).
ليس هذا الذعر ناجما عن بطش وقسوة مجرمي المليشيات أو وحشية القوات الحكومية، وهما أمران لا يجادل فيهما أحد، بل ناجم عن إنشاء منهجي ومنظمّ لصورة (العدو الطائفي) المحلي، المرتبط (بالعدو الإقليمي الطائفي). وهذا ما كرّسته وثائق ويكيليكس بدهاء.
في فبراير/شباط 2005 كشف كاتب أميركي مغمور يدعى درايفوس في مقالة ممتازة تحمل عنوانا مثيرا Our Monsters In Iraq (وحوشنا في العراق) وقائع مذهلة عن فضيحة لم يتوقف العالم قط عند فصولها. لقد أدخل الأميركيون إلى العراق ما يزيد عن عشرين ألف عراقي تم تدريبهم في معسكرات خاصة ببودابست ووارسو، وتلقوا خلالها دروسا مكثفة في فنون الإجرام الفتاك والأكثر وحشية، وأن هؤلاء توزعوا على وزارتي الدفاع والداخلية.
الذين عملوا تحت غطاء وزارة الدفاع كانوا جميعا من أهل السنة، وكانت مهامهم القيام بأعمال إجرامية في مناطق الشيعة. أما الذين عملوا تحت غطاء الداخلية فكانوا من الشيعة، وكان واجبهم اليومي القيام بأعمال إجرامية في مناطق أهل السنة؟ هناك كانت « وحوشهم في العراق ». وهنا دمنا الضائع يفرقه الأميركيون بين القبائل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 نوفمبر 2010)
السياسة الخارجية الأميركية تتجه للتشدد
توقعت إيلينا روس ليتينن النائبة الجمهورية المرشحة لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، أن يتجه المجلس في المرحلة المقبلة لتشديد السياسات التي يتبعها الرئيس باراك أوباما تجاه دول قالت إنها « معادية مثل إيران ». وقالت ليتينن إنها تعتقد أن مجلس النواب « سيكون له صوت مسموع في السياسة الخارجية الأميركية دون الحاجة للمبالغة في دوره أو نفوذه ». وأضافت « أعتقد أن أغلبية لجنتنا التي لم يتحدد أعضاؤها بعد ستكون قادرة على مساعدة الرئيس على اتخاذ موقف أكثر صرامة من هذه الدول ». كما رأت روس ليتينن أن أوباما يمكن أن يستخدم ما وصفته بالكونغرس الصارم للقيام « بدور الشرطي الطيب والشرطي الشديد » مع دول مناهضة للولايات المتحدة مثل إيران. واعتبرت أن الولايات المتحدة بحاجة إلى نقل رسالة بأنها جادة بشأن تطبيق عقوبات على طهران. يشار إلى أن الأمم المتحدة فرضت على إيران أربع مجموعات من العقوبات على خلفية البرنامج النووي, في حين تصر طهران على أن طموحها النووي يقتصر على التوليد السلمي للكهرباء. وتطرقت روس ليتينن للصين وعبرت عن القلق إزاء « انتهاكات حقوق الإنسان », وقالت إن العلاقات الأميركية الصينية المهمة تزداد تعقيدا نتيجة انتقادات متبادلة بشأن السياسة الاقتصادية. وشددت على أن الأساس « هو رعاية المصالح الأميركية والحفاظ على سلامة أميركا وعدم الاعتذار عن كوننا قوة عظمى والشعور بالفخر بأنفسنا والدفاع عن حقوق الإنسان ». كما أشارت روس ليتينن إلى أن الرئيس باراك أوباما أيّد هذا الأسبوع مطلب الهند القائم منذ فترة طويلة بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن, ورحبت بدعوته لإصلاح الأمم المتحدة. واعتبرت أن تلك الإصلاحات يجب أن تشمل إصلاح مجلس حقوق الإنسان، الذي قالت سابقا إن دولا تعتبرها ذات سجل حافل في مجال انتهاك حقوق الإنسان مثل كوبا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا استأثرت به. على صعيد آخر مدد الرئيس الأميركي باراك أوباما العقوبات المالية المفروضة على إيران منذ الثورة الإيرانية واحتلال السفارة الأميركية في طهران عام 1979. وقال أوباما في رسالة إلى رئاسة مجلس النواب الأميركي إن العلاقة مع إيران لم تعد إلى طبيعتها بعد. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 نوفمبر 2010)