TUNISNEWS
8 ème année, N° 3124 du 11.12.2008
السبيل أونلاين: أحكام بالغة القسوة في أكبر قضايا أحداث الحوض المنجمي حــرية و إنـصاف : محاكمة معتقلي أحداث الحوض المنجمي..حصار و عنف داخل المحكمة و خارجها
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:أحداث خطيرة في محاكمة معتقلي الحوض المنجمي
البديل عاجل : يوم أسود في تاريخ القضاء التونسي
معز الجماعي: محاكمة قادة قضية الحوض المنجمي: منع و تعنيف عشرات المناضلين
حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس
السبيل أونلاين: إطلاق سراح لطفي الحيدوري بعد يوم كامل من الإيقاف
السبيل أونلاين: إعتقال منصف القاسمي ومجموعة من جماعة الدعوة والتبليغ
ايلاف: مطاردة بوليسية ومقتل شاب.. بنزين مُهرّب من ليبيا كان وراء المطاردة الدامية
لطفي الورغي-بوزيان-: بلاغ إلى الرأي العام
توفيق بن احمد مسعود: نداء إلى سيادة رئيس الجمهورية
الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية وجمعيات حقوقية ومدنية تونسية : دعـــــــــوة
رياض حجلاوي: رسالة باريس أطلقو سراح الدكتور الصادق شورو
عبدالباقي خليفة:تحرير الصادق شورو رهن بتحرير تونس
العربي القاسمي : لا تُغضبــــــــونا في الصّــــــادق شــــورور
عبدالحميد العداسي : محاولة طمس الحقيقة بسجن شورو
العمري: نظرة حول إعادة نظام بن علي الصادق شورو الى السجن
نبيل الرباعي: مرة أخرى يظهر الجلاد المجرم حمادي حلاس شهر محمد الناصر من خلف الستار
خديجة : تحية إلى أبي الدكتور الصادق شورو
يو بي أي: صحافي تونسي يتهم الحقوقية سهام بن سدرين بالمتاجرة بحقوق الإنسان
مراد رقية: من دروس مهرجان الابتزاز التضامني-يومان للتبرع الابتزازي وسنة كاملة للاستجداء؟؟؟
موقع الشيخ راشد الغنوشي : الشيخ راشد الغنوشي ضيف على قناة البي بي سي
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشرة الكترونيّة عدد 81 – 11 ديسمبر 2008
الصباح: أخبــــــــار ســــــــــريعة
آكي: وزير تونسي: بلادنا مؤهلة لأن تكون في مرتبة الشريك المتقدم للاتحاد الأوروبي
قنا: المنظمة العربية للتربية والثقافة تعقد مؤتمرها في تونس
الصباح: على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب الحديث عن مفاجأة تخفـيها قائمة انتخابـية!!
د ب أ: مشعوذ تونسي يغتصب فتاة بعد إيهامها بوجود « نحس يعطل زواجها »
كمال بن يونس: مخاطبة الشباب بلغة جديدة
السبيل أولاين: الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (10)
أبوبكر مصدق : « من كف لسانه ستر الله عورته »
د. أحمد القديدي : المصارف الإسلامية تقتحم أوروبا
توفيق المديني : إسرائيل في مواجهة الأزمةالمالية العالمية
جعفر الأكحل :عيد سعيد : وغزّة في بؤس شديد بأيّ حال عدت يا عيد
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أحكام بالغة القسوة في أكبر قضايا أحداث الحوض المنجمي
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس انعقدت اليوم الخميس 11 ديسمبر 2008 ، جلسة الإستئناف في أكبر القضايا في أحداث الحوض المنجمي ، التى يحال فيها 38 فردا على رأسهم النقابي عدنان الحاجي وبشير العبيدي ، وعشرة أفراد بحالة سراح ، وقد ناب عنهم عدد كبير من المحامين ، ولم يترافع عنهم إلا أربعة . وقد شابت الجلسة ثغرات قانونية منها عدم الإستماع إلى بقية مرافعات أعضاء هيئة الدفاع وعدم إحضار الشهود ، وعدم إستنطاق المتهمين ، الذين رفعوا شعارات إحتجاجا على الإعتقال وظروف المحاكمة ، وعلى إثر ذلك رفعت المحكمة الجلسة على أن تنعقد في الساعات الاحقة في ظروف مواتية . وقد رابط المحامون في البهو ورفض المتهمون الإستنطاق ، ويعتقد من خلال الظروف الموضوعية المحيطة بالجلسة أن الأحكام ستكون قاسية خاصة أنه وعلى الساعة 20.45 قدمت أعداد كبيرة من فرقة التدخل « البوب » إلى أحواز المحكمة بقفصة ، ووقع إستجلاب المتهمين من سجن سيدي بوزيد من جديد . وانطلقت المحاكمة في حدود الساعة التاسعة بحضور عدد كبير من المحامين وأهالي الموقوفين وبعض المراقبين من بينهم الأستاذ حسين الباردي عن فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين والأستاذ أنطوان أسيدا عن هيئة المحامين بباريس والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، وممثل عن الفدرالية النقابية الموحّدة (FSU أول نقابة فرنسية في قطاع الوظيفة العمومية) وممثل عن السفارة الأمريكية بتونس . وقد حوصرت مدينة الرديف بأعداد كبيرة من قوات التدخل الذين تهيئوا لأي ردة فعل عمّا يمكن أن يصدر بعد صدور الأحكام . ونشير إلى أنه وعلى الساعة العاشرة صباحا وقع الإعتداء بالعنف اللفظي والمادي على المناضلين الحقوقيين والسياسيين معز الجماعي ومحمد العيادي وماهر حنين ، ومنعوا من الدخول إلى قاعة الجلسة ، كما وقع الإعتداء بالعنف على المناضلين المنتمين « للحزب الديمقراطي التقدمي » وهم : – خلدون العلوي – أحمد العلوي – دلال الخذيري – غزالة المحمدي – إلياس القاسمي – محمود سلطان – منجي صالح – ماهر حنين وذلك على الساعة الخامسة والنصف مساء من طرف قرابة 40 عون ينتمون إلى منطقة قفصة يقودهم رئيس المنطقة فاكر فيالة ورئيس فرقة الإرشاد محمد اليوسفي . وقد وردتنا بعض الأحكام في حدود الساعة الحادية عشر والنصف وقضت بسجن كل من : -عدنان الحاجي : 10 سنوات نافذة -بشير العبيدي : 10 سنوات نافذة -هارون الحلايمي : 10 سنوات نافذة -الفاهم بوكدوس (في حالة فرار) : 12 سنة غيابيا – الطيب بن عثمان : 10 سنوات نافذة -عبيد خلايفي : 10 سنوات نافذة -عادل جيار : 10 سنوات نافذة -حسن بن عبد الله : 10 سنوات نافذة -غانم الشرايطي : 6 سنوات نافذة -محي الدين شربيب (بحالة فرار) : 6 سنوات غيابيا – رشيد العبداوي (بحالة سراح) : 6 سنوات مع تأجيل التنفيذ وعامين مع تأجيل التنفيذ بحق كل من (في حالة سراح) : – عبد الله بن سلطان الفجراوي – رضوان بوزيان الفجراوي – محمد البلدي – مكرم الماجدي – عثمان بن عثمان – محمود الهلالي – محسن العمايدي – معاذ العبيدي – رضا – بوجمعة الشرايطي وسنوافيكم ببقية القائمة والأحكام غدا ان شاء الله فإلى متى تستمر هذه المحاكمات الظالمة؟..ومتى تتحقق العدالة ؟؟ ولمصلحة من يتحوّل الإحتجاج المشروع على الحق في الشغل والعيش الكريم إلى الإعتقال والمحاكماعت والقتل ؟ ومتى نشهد في وطننا تونس توزيعا عادلا للثروة يجنب شعبنا غائلة البطالة والفقر ؟ (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 ذو الحجة 1429 الموافق ل 11 ديسمبر 2008
محاكمة معتقلي أحداث الحوض المنجمي.. حصار و عنف داخل المحكمة و خارجها
نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة صباح اليوم الخميس 11/12/2008 في القضية عدد 3357 التي أحيل بمقتضاها أبرز معتقلي التحركات الاحتجاجية التي شهدتها مدن الحوض المنجمي منذ بداية السنة الجارية و على امتداد ستة أشهر، و انطلقت الجلسة الثانية للمحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة تمثلت في محاصرة مقر المحكمة الابتدائية بقفصة و غلق كل الأنهج المؤدية إليها ونشر المئات من أعوان الشرطة ووضع حواجز حديدية على بعد عشرات الأمتار من المحكمة. و قد قام أعوان البوليس السياسي بإشراف رئيس فرقة الإرشاد بقفصة المدعو محمد اليوسفي بمنع عشرات النقابيين و الحقوقيين و السياسيين من الوصول إلى المحكمة و الاعتداء عليهم بالعنف نذكر من بينهم الصحفي معز الجماعي عضو منظمة حرية و إنصاف و السيد محمد العيادي منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية و إبعادهما بطريقة مهينة من أمام المحكمة، كما قام العشرات من أعوان البوليس السياسي باعتراض طريق عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي السيد ماهر حنين و عدد من أعضاء مكتب شباب الحزب المذكور و الاعتداء عليهم بالعنف الشديد و طرح الآنسة غزالة محمدي على الأرض و تهشيم هاتفها الجوال. و ذكر عدد من المحامين الحاضرين في قاعة المحكمة أن الموقوفين تعرضوا للاعتداء بالعنف بعد القيام برفع شعارات مطالبة بالحرية و ترديد النشيد الوطني إثر رفض المحكمة لمطالب لسان الدفاع المتمثلة خاصة في السراح المؤقت و في استدعاء الشهود و إحضار المحجوز و عرض المتهمين على الفحص الطبي. و تجدر الإشارة إلى تواصل المحاكمة إلى ساعة متأخرة من الليل في غياب لسان الدفاع و المتهمين و عائلاتهم بما يؤكد الخشية من استصدار أحكام عاجلة و قاسية.
و حرية و إنصاف
1) تعتبر أن هذه المحاكمة محاكمة سياسية افتقدت شروط المحاكمة العادلة و تدعو إلى إطلاق سراح كل المعتقلين و وضع حد للحلول الأمنية و القضائية في معالجة القضايا الاجتماعية و السياسية و تطالب بفتح حوار جدي مع أهالي الحوض المنجمي و الاستجابة لمطالبهم المشروعة في الشغل و التوزيع العادل لثروات البلاد. 2) تدين بشدة هذه المحاكمة و ما أحاط بها من انتهاكات و اعتداءات داخل قاعة المحكمة و خارجها بما يمس من استقلالية القضاء و مصداقية الأحكام. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
“ الحرية للدكتور الصادق شورو “ “الحرية لجميع المساجين السياسيين “ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 11 ديسمبر 2008
أحداث خطيرة في محاكمة معتقلي الحوض المنجمي
واصلت الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بقفصة النظر في القضية عدد 3357 التي يحال فيها ثمانية و ثلاثون متهما منهم 10 بحالة سراح ( سرح 8 في الجلسة الماضية ) ، على خلفية ما شهدته منطقة الحوض المنجمي من احتجاجات اجتماعية ووجهت بتدخل بوليسي عنيف و إحالات بالجملة على القضاء . و قد شهدت جلسة اليوم الخميس 11 ديسمبر 2008 أحداثا خطيرة ، إذ عمد القاضي إلى رفع الجلسة حوالي الساعة الحادية عشرة و النصف بعد أن أصر المحامون على طلب التأخير للإطلاع و الرد على الطلبات الشكلية المتعلقة خاصة بالعرض على الفحص الطبي و استدعاء الشهود ، و قد عبر المتهمون و العائلات الحاضرة بالجلسة عن احتجاجهم على ظروف المحاكمة برفع النشيد الوطني و شعارات تطالب بالإفراج عن الموقوفين و وضع حد للمحاكمات السياسية ، و الملفت للنظر أن الجلسة لم تستأنف لحد الساعة التاسعة ليلا . و إذ تعبر الجمعية عن تنديدها بما تعرض له المتهمون من سوء معاملة في الجلستين الأخيرتين و بتجاهل مطالب المحامين و عقد الجلسة في ظل حصار أمني خانق بما يمس المصداقية و يقوض مبدأ العمومية و العلانية . عن لجنة متابعة المحاكمات رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي
يوم أسود في تاريخ القضاء التونسي
الجلسة الثانية لمحاكمة قيادات الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي بقفصة
محاكمة تحت الحصار انتشرت قوات البوليس، خاصّة البوليس السياسي، منذ الصباح بكافة مداخل مدينة قفصة لمراقبة حركة الوافدين على المدينة من المحامين والمراقبين وممثلي الجمعيات والهيئات، وتكثفت الرقابة بكافة الطرق الرئيسية للمدينة وخاصة منها محيط المحكمة. كما شوهد عدد كبير من البوليس السياسي يراقب المقاهي المجاورة للمحكمة. و كانت قد خيّمت على المدينة حالة من التوتر منذ الأمس حيث عمدت مجموعة من البوليس إلى الاعتداء الوحشي بالعنف المادي واللفظي على المناضل بوجمعة الشريطي، الذي يمثل بحالة سراح في نفس القضية، وقد حضر الجلسة اليوم وآثار العنف لا تزال بادية على جسده. أمّا في مدينتي الرديّف وأم العرايس فعديد المناضلين تحت المراقبة كما يواصل البوليس رصد حركة المواطنين، خاصة خلال الأيام الأخيرة، خشية اندلاع حركة مساندة للمحاكمين. ومن البيّن أن حالة الرقابة الدائمة هي محاولة للتصدي لأية حركة احتجاجية جديدة. القاضي يتجاهل طلبات الدفاع والموقوفون يرفضون الاستنطاق انطلقت المحاكمة في حدود الساعة التاسعة بحضور عدد كبير من المحامين وأهالي الموقوفين وبعض المراقبين من بينهم الأستاذ حسين الباردي عن فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين والأستاذ أنطوان أسيدا عن هيئة المحامين بباريس والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، وممثل عن الفدرالية النقابية الموحّدة (FSU) [1] وممثل عن السفارة الأمريكية بتونس. وبعد المناداة على المتهمين تدخل لسان الدفاع للمطالبة بالاطلاع على الملفات وذلك فيما يخص الأستاذة راضية النصراوي، أما لسان الدفاع ممّن حضر الجلسة الفارطة فقد جدّدوا المطالبة بعرض الموقوفين على الفحص الطبي والاطلاع على المحجوز وسماع الشهود والتثبت في محاضر وتواريخ الإيقاف الحقيقية. ولكنّ المحكمة تجاهلت من جديد طلبات الدفاع وأرادت المرور إلى الاستنطاق مباشرة، إلاّ أنّ الموقوفين رفضوا الاستنطاق متمسكين بطلب الدفاع. وعندها رفعت المحكمة الجلسة بعنوان التفاوض وإصدار الحكم، واحتجاجا على ذلك التصعيد قام قيادات الحركة الاجتماعية برفع نشيد « حماة الحمى » ولكن البوليس تدخل بسرعة ووحشية معتديا عليهم بالعنف، ثمّ أخرجهم من قاعة الجلسة ليبقيهم بزنزانة الإيقاف بالمحكمة. وفي الأثناء احتجت العائلات والمحامون وانطلق البوليس في تفريقهم بالقوة معتديا بصفة خاصة على النساء ومن بينهم المناضلة عفاف بالناصر. وكانت العائلات تحتج وتزغرد داخل المحكمة في حين وقع تدافع بين قوات البوليس ولسان الدفاع. رفعت الجلسة منذ الصباح ولم تستأنف بعد. قوات البوليس مدعومة بوحدات التدخل ومعدّات مواجهة الاحتجاجات تتمركز أمام المحكمة على الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم تحركت قوات كبيرة من الشرطة ووحدات التدخل بمعداتها وسياراتها ووحدات تفريق التجمعات وتمركزت أمام المحكمة، وأكد شهود عيان أن العديد منهم بالزيّ العسكري وفي حالة تأهب. قوات من البوليس والجيش تتجه نحو الرديّف حسب شهود عيان، اتجهت وحدات من فرق التدخل وأخرى من الجيش نحو الرديف لتعزيز القوات المتواجدة هناك. وتتجه التفسيرات لهذه التطورات في مساء اليوم بإمكانية إصدار أحكام ضدّ الموقوفين دون أن تستمع إليهم المحكمة ودون الاستماع إلى لسان الدفاع. ويفسّر تحرك قوات الأمن بهذه الكثافة لغاية ردع أية حركة احتجاجية بالمنطقة. الاعتداء على عفاف بالناصر من طرف كوادر أمنية ذكرت المناضلة عفاف بالناصر أن البوليس كان يلاحقها في كل مكان منذ الصباح محاولا منعها من دخول المحكمة، إلا أنها تمكنت من الدخول وسط جمع المحامين إلى المحاكمة. وفي المساء وبعد تعنيفها داخل قاعة المحكمة، قامت سيارة من نوع كليو زرقاء اللون، يمتطيها كلّ من محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وسامي اليحياوي رئيس الإقليم وفاكر سيالة رئيس المنطقة، بملاحقتها حتى على حافة الطريق، وكانوا في الأثناء يقذفونها بأحط النعوت ويشتمون المحامين لأنهم تمكنوا من إدخالها إلى المحكمة. [1] وهي أوّل نقابة فرنسية في قطاع الوظيفة العمومية (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 ديسمبر 2008) قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي الموقع : http://www.albadil.org البريد الالكتروني : pcot@albadil.org للإشتراك : ابعث رسالة إلكترونية فارغة إلى albadil-request@albadil.org موضوعها SUBSCRIBE للإنسحاب : ابعث رسالة إلكترونية فارغة إلى albadil-request@albadil.org موضوعها UNSUBSCRIBE
محاكمة قادة قضية الحوض المنجمي
منع و تعنيف عشرات المناضلين
نظر القضاء التونسي صباح اليوم في قضية قادة التحركات الإحتجاجية التي شهدتها مدن الحوض المنجمي قبل أشهر . وشهد الفضاء الخارجي لمقر المحكمة الإبتدائية بقفصة إجراءات أمنية مشددة و صلت إلى حالة الإستفار تمثلت في غلق كل الأنهج المؤدية إلى المحكمة بنشر أكثر من خمسمائة عون أمن ووضع حواجز حديدية على بعد مئات الأمتار من المكان. و لم يتمكن من دخول قاعة المحكمة حتى من نجح في اجتياز الحواجز البشرية و الحديدية ، و كان من بين ضحايا المنع العشرات من النقابيين و الحقوقيين و السياسيين…كما تعمد عدد من الأعوان تعنيف « معز الجماعي » (مراسل صحفي) و « محمد العيادي » (عضو منظمة الدفاع الدولية،منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية) و إبعادهما بطريقة مهينة من أمام المحكمة . و أشرف على عمليات المنع و الإعتداءات المدعو « محمد اليوسفي » (رئيس فرقة الإرشاد بقفصة) . و في تصعيد خطير من نوعه قام قرابة 40 عون امن بالزي المدني بإعتراض طريق عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي السيد « ماهر حنين » و عدد من أعضاء مكتب شباب نفس الحزب و دون أسباب تذكر أقدموا على الإعتداء عليهم بالعنف الشديد و طرح الآنسة « غزالة محمدي » على الأرض كما قاموا بإفتكاك هاتفها الجوال و تهشيمه. و ذكر عدد من المحامين الحاضرين في قاعة المحكمة أن الموقوفين لم يسلموا من الإعتداء بالعنف بعد القيام برفع شعارات مطالبة بالحرية و النشيد الوطني. قائمة إسمية للشباب الديمقراطي التقدمي الذين تعرضوا إلى الإعتداء بالعنف الشديد:
1- غزالة محمدي
2- دلال الحضيري
3- إلياس القاسمي
4- خلدون العلوي
5- أحمد العلوي
6- وائل بوزيان
7- رشاد محمدي
8- فرع الرابطة بقفصة
قائمة أولية لأسماء الشخصيات التي منعت من الإقتراب من المحكمة
الصفة
|
الإسم و اللقب
|
مراسل جريدة الموقف و موقع الحزب الديمقراطي التقدمي
|
معز الجماعي
|
منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية
|
محمد العيادي
|
نقابي/الفرع الجامعي بقفصة
|
الهادي الرداوي
|
الحزب الإشتراكي اليساري
|
محمد الكيلاني
|
نقابي/ البريد و الإتصالات
|
فوزي الجوادي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
غزالة محمدي
|
طالب / الحزب الديمقراطي التقدمي
|
رشاد محمدي
|
طالبة
|
فاتن خليفة
|
طالبة / الحزب الديمقراطي التقدمي
|
حنان قرمازي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
أحمد الهرماسي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
إلياس القاسمي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
عاطف الزايري
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
أحمد العلوي
|
نقابي
|
جمال الإمام
|
فرع الرابطة بقفصة
|
رؤوف مزيودي
|
أستاذ
|
حسين التياتي
|
طالب
|
فاروق عمروسية
|
فرع الرابطة بقفصة
|
فتحي التياتي
|
الإتحاد العام لطلبة تونس
|
كمال عمروسية
|
موظف
|
نورالدين الهادي
|
التكتل من أجل العمل و الحريات
|
الحسين الفال
|
معلم/نقابي
|
مصطفى السراي
|
عامل يومي
|
عادل الذيب
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
ماهر حنين
|
فرع الرابطة بقفصة
|
مصباح غرسلي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
خلدون العلوي
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
دلال الحضيري
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
وائل بوزيان
|
الحزب الديمقراطي التقدمي
|
دلال الحضيري
|
الإتحاد العام لطلبة تونس
|
علي قربوسي
|
حزب العمال الشيوعي
|
عمار عمروسية
|
نقابي
|
عبيدي حمدي
|
نقابي
|
فرحات الرداوي
|
نقابي
|
يونس هنشيري
|
نقابي
|
الحبيب عمار
|
نقابي
|
مراد خالد
|
قفصة : معز الجماعي
أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 ذو الحجة 1429 الموافق ل 11 ديسمبر 2008
أخبار الحريات في تونس
1)الافراج عن الصحفي لطفي الحيدوري: تم مساء اليوم الخميس 11/12/2008 الإفراج عن الصحفي لطفي الحيدوري من سجن المرناقية بعد إيقافه مساء يوم الأربعاء بمطار تونس قرطاج الدولي عندما كان يهم بالسفر إلى بيروت للمشاركة في ندوة حول وضع الإعلام في العالم العربي. و عللت السلطة هذا الاعتقال بصدور خطية مالية ضد السيد لطفي الحيدوري و وجود منشور تفتيش ضده ، و تم تقديم ما يفيد خلاص الخطية كما تم إصدار قرار بكف التفتيش و رغم ذلك لم يطلق سراح الصحفي لطفي الحيدوري إلا مساء مما يعني أن الاعتقال كان يهدف لمنعه من السفر و المشاركة في الندوة ليس إلا. 2) منع الأستاذ محمد عبو من الدخول إلى مكتب زميله الأستاذ محمد النوري: منع أعوان البوليس السياسي المحاصرون باستمرار لمكتب الأستاذ محمد النوري اليوم الخميس 11/12/2008 الأستاذ محمد عبو من الدخول إلى المكتب للقاء السيدة آمنة النجار زوجة الدكتور الصادق شورو ، علما بأن الأستاذ محمد عبو هو أحد المحامين الذين سيترافعون عن الدكتور الصادق شورو في جلسة يوم السبت 13/12/2008. 3)مدينة الرديف تحت الحصار: اتجهت وحدات من فرق التدخل وأخرى من الجيش مساء اليوم الخميس 11/12/2008 نحو الرديف لتعزيز القوات المتواجدة هناك. وتتجه التفسيرات لهذه التطورات بإمكانية إصدار أحكام ضدّ الموقوفين دون أن تستمع إليهم المحكمة ودون الاستماع إلى لسان الدفاع. ويفسّر تحرك قوات الأمن بهذه الكثافة لغاية ردع أية حركة احتجاجية بالمنطقة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
إطلاق سراح لطفي الحيدوري بعد يوم كامل من الإيقاف
السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس لدى سفرهما ليلة البارحة الإربعاء 10 ديسمبر 2008 ، بإتجاه بيروت عبر مطار قرطاج بتونس ، لحضور ندوة حول « حرية الإعلام في العالم العربي »، وقع منع المحامي محمد عبو من السفر ، كما وقع إيقاف الصحفي لطفي الحيدوري الذى أحيل على محكمة بن عروس بتعلة تعلق ذمته بخطية مالية ، وقد أطلق سراحه على الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم الخميس بعد أن تبيّن أنه بريىء الذمة من هذه الغرامة . فمتى تتوقف سياسة المنع المقنع الذى يطال الحقوقيين والإعلاميين ؟ ( المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 ديسمبر 2008 )
إعتقال منصف القاسمي ومجموعة من جماعة الدعوة والتبليغ
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس حنق السلطة على المتدينين يطال جماعة الدعوة والتبليغ اعتقلت قوات من البوليس السياسي يوم السبت 06 ديسمبر 2008 ، ثلاثة عشر شخصا ينتمون الى « جماعة الدعوة والتبليغ » غير المحظور نشاطها ، وهم أصيلي مدينة قربة (التى تبعد 18 كلم عن مدينة نابل ) ، وقد أحيل إحدى عشر منهم بحالة سراح على محكمة الناحية بنابل اليوم الإربعاء 10 ديسمبر 2008 ، بينما أحيل كل من حلمي سالم وفوزي الحمروني بحالة إيقاف، وقد أجلت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم ليوم الإربعاء 17 – 12- 2008 . ** فهل بلغ حنق السلطة على المتدينين إلى حدّ اعتقال منتمين إلى « جماعة الدعوة والتبليغ » غير المحظور نشاطها ؟ إعتقال منصف القاسمي بعد مرور 18 سنة على حكم صادر ضده إقتحمت ليلة العيد 09 ديسمبر 2008 ، قوات تناهز الأربعين فردا تابعة « للحرس وفرقة الإرشاد » منزل منصف بن حسين القاسمي أصيل غار الدماء بالشمال الغربي، وإعتقلته بحجة أنه محاكم منذ سنة 1991 بـ 12 سنة سجنا، بتهمة الإنتماء إلى « حركة النهضة »، وقد أحيل اليوم الإربعاء 10 ديسمبر 2008 ، على وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بجندوبة، الذى أحاله بدوره إلى السجن . ** أما وقد سقط الحكم الصادر بحق منصف القاسمي بحكم التقادم بعد أن مرّ عليه أكثر من 18 سنة ، فهل ينصفه القضاء ويخلي سبيله ؟ (المصدر: موقع السبيل أونلاين.نت بتاريخ 10 ديسمبر 2008)
مطاردة بوليسية ومقتل شاب.. بنزين مُهرّب من ليبيا كان وراء المطاردة الدامية
إسماعيل دبارة من تطاوين- الجنوب التونسي: تشهد مدينة البئر الأحمر التابعة لمحافظة تطاوين التونسية حالة من التوتّر في أعقاب مقتل شاب في العشرينات من عمره وتعرّض شاب آخر لإصابات بليغة ليلة عيد الأضحى الأحد 07 ديسمبر/ نتيجة مطاردة بوليسية دامية. وذكر شهود عيان من مدينة البئر الأحمر من محافظة تطاوين بأقصى الجنوب (530 كلم جنوب تونس) لإيلاف أنّ الشاب واسمه محمّد فارق الحياة إثر اندلاع النيران في سيارته بعيد مطاردة أعوان الحرس الوطني له، بعد الاشتباه في تهريبه هو و زميل له لكميات محدودة من البنزين انطلاقا من ليبيا المجاورة. وارتطمت سيارة الشاب المطارد أثناء ملاحقة أعوان الأمن له بعامود تيار كهربائي (الضغط العالي) مما أدى إلى سقوط العامود واندلاع النيران في عدد من السيارات، وحدوث أضرار متفاوتة بالبنايات والمنازل القريبة من مكان الاصطدام. وحصلت « إيلاف » على صور حصرية تظهر مقدار الأضرار المادية التي خلفتها حادثة المطاردة والحريق الضخم الذي اندلع في أعقابها، وأدّّّّى إلى مقتل شاب وإصابة الآخر بجروح خطيرة استوجبت نقله إلى العناية المركّزة. وأعرب عدد من متساكني جهة « البئر الأحمر » لإيلاف عن استيائهم لمقتل الشاب في مطاردة بوليسية لم تشهد لها منطقتهم مثيلا لها من قبل ». في حين حمّل آخرون أعوان الحرس الوطني المسؤولية عما حدث، في حين تضاربت الأنباء حول مصير الشاب المصاب وسط أنباء عن مقتله هو الآخر. وذكر شهود عيان من المدينة اليوم الثلاثاء أنّ عددا من شباب المدينة الغاضب اشتبك مع عناصر الأمن وأحرق عددا من إطارات السيارات في شوارع المعتمدية الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها العشرين ألفا. ولم تتمكن « إيلاف » إلى حدّ اللحظة من الاتصال بأهلي الضحايا أو بالجهات المسؤولة للكشف عن تفاصيل الحادثة التي أثارت حالة من الاحتقان بين الأهالي. (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 10 ديسمبر 2008)
أنا السجين السياسي السابق لطفي الورغي –بوزيان- و القاطن بحي بن سينا منطقة الكبارية أتوجه إلى جميع التونسيين و الحقوقيين و الإعلاميين للوقوف إلى جانبي من أجل استرجاع جميع حقوقي المدنية التي أطالب بها منذ أكثر من 10 سنوات بدون جدوى، أي منذ خروجي من السجن بعد أن سلط علي حكم ب18 سنة سجنا بتهمة « التجمهر بالطريق العام و الانتماء إلى حركة النهضة » قضيت منها 8 سنوات لأجد نفسي قد خرجت من سجن مضيق إلى سجن آخر موسع و محروم من جميع حقوق المواطنة على مرأى و مسمع من السلطات التي تلازم الصمت إزاء حالتي التي تتعفن من سنة إلى أخرى إلى حد اليوم في محاولة لإذلالي و الشماتة بي عبر تجويعي و حرماني من أبسط الحقوق فبقيت طول هذه المدة أعيش معاناة يومية بدون شغل … و بدون زواج … و بدون وثائق رسمية و أهمها جواز السفر و بطاقة عدد 3 . وفي ظل هذه الوضعية، اضطررت إلى الدخول في إضراب عن الطعام في 3 جويلية 2008 و استمر 52 يوما و قمت بتعليقه في 23.8.2008 تقديرا للنداء الموجه إلي من قبل منظمة « حرية و إنصاف » و بعض الأحباب لتعليق الإضراب نضرا لوجود خطر يهدد حياتي و لإفساح المجال للسلطات حتى تنظر في مشكلتي و لكن مع الأسف، مرت 3 أشهر و مازالت حالتي تنزف من يوم إلى آخر و من سنة إلى أخرى و لذلك فإني أتوجه بهذا النداء الأخير إلى الجميع قبل أن أستأنف الإضراب الذي أرى فيه الوسيلة الأخيرة لاسترجاع حقوقي المدنية حتى أعيش كمواطن تونسي بدون ضغوط أو حرمان و أنسى كوابيس السجون التي قضيت فيها أحلى فترات عمري باطلا و بدون أي وجه حق… تونس في 10 ديسمبر 2008 السجين السياسي السابق لطفي الورغي-بوزيان
بمناسبة الذكرى الستين لصدور البيان العالمي لحقوق الإنسان نداء إلى سيادة رئيس الجمهورية
توفيق بن احمد مسعود إني الممضي أسفله توفيق بن احمد بن فرج مسعود صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 03908363 الصادرة بتاريخ 16/11/2004 و القاطن بنهج رماده بالشابة ولاية المهدية. أولا: منذ 1991 و إنا أطالب بمقابلة سيادتكم عبر مئات من البرقيات و العرائض لأمر يهم مصلحة الدولة و سيادتها الداخلية و حياتي العائلية التي انهارت نتيجة لهذه المطالب. ثانيا: لم أجد من وسيلة أخرى إلا عبر هذا البريد الالكتروني عساه إن يجد صدى لدى سيادتكم شخصيا. ثالثا: كان ندائي هذا اثر البرقية التي توجهت بها بتاريخ 06/08/2008 للسيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى سيادتكم لأجد نفسي بعد يومين بمستشفى الرازي للأمراض النفسية بمنوبة أين صدر قرار برفع اللواء بتاريخ 23/08/2008. رابعا: بعد ثمانية عشر سنة من المطالبة بمقابلة سيادتكم شخصيا فانا كلي ثقة ان يجد هذا النداء صدى لدى فخامتكم كما أرجو من كل المسؤولين أن يساعدوني على هذه المقابلة. أخيرا: كل المعلومات و القضايا لن أدلي بها إلا لسيادتكم نظرا لتشابكها و لتورط إطراف عديدة فيها. و السلام توفيق بن احمد مسعود الهاتف 73634817 (00216)
tawfikmassoud@yahoo.fr
دعـــــــــوة بمناسبة الذكرى الـ60 لصدورالإعلان العالمي لحقوق الإنسان
تتشرف الجمعيات التالية: الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنيمة، الجامعة التونسية للسنيمائيين الهواة، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة التونسية للإذاعات الحرّة بدعوتكم لحضور التظاهرة التي تنظمها بفضاء التياترو الكائن بتونس شارع أولاد حفوز وذلك يوم السبت 13 ديسمبر 2008 بداية من الساعة الثالثة بعد الظهر ************************** الـبـرنـامـج : 15h00 – استقبال 15h30 – عرض شريط حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 16h00 – كلمات الجمعيات 17h00 – استراحة 17h30 – حفل موسيقي (فرقة « ديماديما » – فرقة « Flamengo » – عزف مراد جاد) 19h00 – إختتام — LOTFI AZZOUZ Directeur Executif AMNESTY INTERNATIONAL TUNISIE 67, rue Oum Khalthoum, Escalier B ,3 �me �tage Tunis 1000 TEL: (+216) 71 353 417 FAX: (+216) 71 352 671 MOBILE: (+216) 98 911 226 blog:aitunisia.wordpress.com SKYPE: lotfi.azzouz
رسالة باريس أطلقو سراح الدكتور الصادق شورو
رياض حجلاوي لا تزال قضية اعتقال الدكتور الصادق شورو تتفاعل حيث لم يكد يقضي أقل من شهر خارج السجن ، بعد تسريحه في 06 نوفمبر 2008 ، حتى تم إيقافه من جديد في 03 ديسمبر 2008 حيث داهمت بيته قبل عيد الاضحى المبارك مجموعة من البوليس السياسي وروعت أهله واختطفته من بين أبنائه ولفقت له تهمة الاحتفاظ » بجمعية غير مرخص فيها » رغم أنه منذ خروجه من السجن وسيارة البوليس تراقب بيته. وقد حددت له جلسة محاكمة يوم السبت 13 ديسمبر 2008. وتنديدا بهذا الاعتقال التعسفي انعقد اجتماع احتجاجي أمام السفارة التونسية بباريس يوم الخميس 11 ديسمبر 2008 وقد شارك فيه العديد من مناضلي الجمعيات الحقوقية بباريس – جمعية صوت حر – جمعية التضامن التونسي – اللجنة العربية لحقوق الإنسان رغم قساوة الطقس في شهر ديسمبر ولكنها ليست أقسى من السجن والسجان. وتحدث في هذا الاجتماع ممثلوا الجمعيات الحقوقية وممثل عن حركة النهضة وعبروا عن استنكارهم الشديد لهذا الاعتقال الذي لا مبرر له لان الدكتور الصادق شورو رغم كل ما أصابه من السجن عبر في تصريحاته عند خروجه عن استعداده للحوار وطالب باسترداد حقوقه واخوانه. هذا الاجتماع الذي ضم العديد من الجمعيات كانت رسالته الحرية للدكتور الصادق شورو ومن ورائه لكل المساجين السياسيين عبر سن العفو التشريعي العام. كذالك من رسائل هذا الاجتماع مطالبة السلطة الكف عن استعمال القضاء لحل الخلافات السياسبة وكذالك الكف عن ممارسة التعذيب ضد المعارضين السياسيين وضد الحقوقيين. وفي ختام الاجتماع الذي رفعت فيه العديد من الشعارات المطالبة باطلاق سراح الدكتور الصادق شورو دعا المشاركون المنظمات الحقوقية والاحزاب السياسية الى الوقوف الى جانب الدكتور الصادق شورو لان قضيته هي قضية الحرية وحقوق الانسان في تونس.
تحرير الصادق شورو رهن بتحرير تونس
النظام بين خيارين .. الحد من أنيابه أو أن يلقى مصير الخنزير البري
عبدالباقي خليفة * تعيش بلادنا منذ عدة عقود وتحديدا منذ 1881 م تحت هيمنة قوى مختلفة السحنات ، ولكن برنامجها واحد ، وهو إخصاء الشعب التونسي من خلال إذلاله ، بغية السيطرة عليه تماما وإخضاعه ، حتى يصبح عجينة في يد النظام يشكلها كيف يشاء . ينفذ الأوامر وينتظر الأوامر ، ولا شأن له بالسياسة إلا ما تقتضيه هوامش اللعبة ، وقواعد التزييف . لقد تمادت الفيئة الباغية التي استولت على السلطة ، واعتبرتها غنيمة حرب في جرائمها ضد الشعب ، وطلائعه المناضلة ، كما لو كانت سلطة احتلال ، وليس » سلطة وطنية » ، بل أن الاحتلال الأجنبي لم يرتكب ما ارتكبته هذه السلطة من فضائع ، وهي تسعى للبقاء في الحكم مدى الحياة . لقد أثبت النظام الحاكم في تونس ، بما لا يدع مجالا للشك ، ولا سيما في نسخته النوفمبرية ، أن لا أمل في انفراج سياسي في ظل حكم بن علي . والذي عرفت تونس في عهده أقصى درجات الارهاب ضد المجتمع التونسي . ومصادرة الحريات وانتهاك حقوق الانسان ، مما جعل عهد بورقيبة أهون وأقل همجية مما عرف في عهده من تعذيب وانتهاك لآدمية المواطن فضلا عن المساجين السياسيين ، ولا سيما الاسلاميين منهم ، وتحديدا مساجين حركة النهضة ، والصحوة الاسلامية الجديدة في تونس . لقد طال إرهاب النظام جميع أطياف المجتمع التونسي ، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين . وبالتالي فإن الذين يتحدثون عن تليين خطاب الحركة الاسلامية ، يشكون من قصر النظر . فالنظام لم يوفر أحدا من منظمات المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية الأخرى بدءا بالحركة الاسلامية ، مرورا بالرابطة التونسية لحقوق الانسان ، وانتهاءا بجريدة الموقف ، ذلك العزف المنفرد في واقع الرداءة والابتذال الذي طبع عهد بن علي . كانت الصفة الأمنية لبن علي ، قد طبعت وصبغت الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الدينية في تونس . ففي عهد بورقيبة كان هناك شخصيات منحدرون من الساحة التعليمية و الثقافية في مناصب العدل والأمن وغير ذلك . أما في عهد الارهاب النوفمبري فالجميع تقمص دور ضابط القمع ، حتى وإن كان من الأسرة التعليمية أوالقضائية ، مما يؤكد على دور بن علي في تفاقم الأزمة العامة في تونس ، وإن كان لا يبرئ بقية الأجهزة من المسؤولية عن كم الجرائم التي ارتكبت ، وترتكب ضد شعب تونس وقواه المناضلة في الحوض المنجمي ، وفي المعركة التي يخوضها المناضلون في ، الحزب الديمقراطي التقدمي ، بقيادة المناضلة مية الجريبي والاستاذ منصف الشابي . فهل جميع مكونات المجتمع المدني والاحزاب السياسية في تونس ، أخطأت القراءة الصحيحة والقرار الصائب ، والنظام الحاكم هو المصيب وحسب ، كما يريد أن يوهمنا البعض من المأجورين أو بعض المخدوعين أو بعض المهجنين بين هذا وذاك .( نصف مأجور ونصف مخدوع ) . إنه من شر البلية أن نضطر للمقارنة بين عهدين طبع القمع تفاصيل ممارستهما السياسية ، وكان الأول مسؤولا عن صعود الثاني ، والذي لم يكن سوى ابنا غير شرعي له ، فمن ليس شرعيا ، لا يلد شرعية . وما شاهدناه وتابعناه في سنوات حكم بن علي ، لم ينبئ بوجود استثناء من القمع سوى من قبل الاخصاء السياسي والثقافي وسدت حواسه رغبة في ذهب السلطة أو رهبة من سيفها ، أو كلا الأمرين معا . رأينا ما حصل لمحمد عبو ، وحمة الهمامي ، وبريك ، وسليم بوخذير ، وعبدالوهاب معطر ، وسهام بن سدرين ومحمود المستيري . فضلا عن التعذيب والتنكيل والاضطهاد الممنهج ضد الاسلاميين سواء داخل السجون أو خارجها . مثل معاناة الدكتور منصف بن سالم ، والشيخ حبيب اللوز ، والزميل عبدالله الزواري ، وعبد الحميد الجلاصي وغيرهم. ولم يستهدف نظام الارهاب النوفمبري الناس في أجسادهم وأعراضهم فحسب بل صادر من الكثيرين حق الحياة أيضا، فقتل العشرات تحت التعذيب ، الشهيد الجوهري وغيره ،وأصاب العشرات بعاهات وأمراض قضت على زهرة شبابهم داخل السجون . والنظام لا يملك الحق في إدانة أي مواطن بأي اتهامات سياسية ، لأنه لا يملك أي شرعية تخوله ذلك ، سوى شرعية الغاب التي يطبقها اليوم في تونس بكل وحشية وخسة . لم يزد الدكتور الصادق شورو عن التعبير عن رأيه بحق حركته في الوجود » القانوني » فهو لم يترأس اجتماع ولم يقد مظاهرة ، ولم يدعو لاعادة بناء مؤسسات الحركة ، وإن كان ذلك من حقه كمواطن ، وواجبه كمثقف وكادر وطني . إذ أن خدمة تونس ليست حكرا على أحد ، كما أن ممارسة العمل السياسي حق لكل مواطن . وإذا استعرنا بعض المصطلحات التي استخدمها نظام 7 نوفمبر الارهابي ، فلا توجد ممنوعات و لا طابوهات ولا استثناءات في التعبير عن الرأي . آه ربما لأن الدكتور الصادق شورو تجاوز سن الشباب ، بينما التعبير عن الرأي حكرا على الشباب في عرف نظام الارهاب !!! والمشكلة لا تكمن في إعادة سجن الدكتور الصادق شورو ، فكل مواطن حر معرض للاعتقال والتعذيب والسجن في أي لحظة . ولكنها مشكلة وطن في قبضة عصابة تمارس سرقة الثروات ، وتوزع خيرات البلاد على أسرها والمقربين منها . معظم تراب تونس وشعب تونس اليوم في السجن . ويوم تتحرر تونس سيتحرر الدكتور الصادق شورو ، وكل المساجين ، وكل شعب تونس . النظام أعاد سجن الدكتور الصادق شورو لأنه تأكد من أن جميع أشكال التعذيب والتنكيل والتي عبر عنها الدكتور شورو بقوله » استهدفنا في ديننا وأعراضنا » وذكر بأنه كانت هناك ورديات أو دوريات تتناوب على تعذيبه ، وقد أعيد للتعذيب لأن كل أشكال ووسائل محاكم التفتيش النوفمبرية ، قد نالت من جسده ، والحال التي بدا عليها بعد خروجه الاول من السجن تؤكد ذلك ، لكنها لم تطل روحه ، ولم تطل عقيدته ولم تطل أشواقه ، لأن فسحة الأمل كانت أكبر من كل أساليب الهمجية النوفمبرية . همجية العصابة وهمجية المافيا وهمجية النرجسية السلطوية التي تقول » أنا ومن بعدي الطوفان » . لقد انتظرت طويلا ، قبل أن أكتب هذه السطور ، لعلني أعثر على مقالات دعاة تغيير الخطاب لاتعلم منهم ، ولكن انتظاري ذهب سدى . ذهب سدى وسط صرخات المساجين الذين يتحدثون عن تدنيس المصحف الشريف في سجون بن علي . ذهب سدى وسط المجزرة التي تعرضت لها جريدة الموقف . ذهب سدى وسط صرخات مساجين الحوض المنجمي . ذهب سدى وسط صرخات منصف المرزوقي وهو يشير لحقيقة الاوضاع في تونس ، حيث يجثم احتلال داخلي مدعوم خارجيا على كاهل تونس وصدر ملائنها العشرة . ذهب سدى وأنا أراجع وأتأكد مما من حقيقة أن النظام يضرب أي قوة يرى فيها تهديدا لتفرده بالسلطة . وبالتالي فالأمر لا يتعلق بخطاب معارض ، وإنما بطبيعة نظام ينظر لشعبه كأعداء وليسوا مواطنين ، وخطر وليسوا شركاء في الوطن . وتهديد وليسوا احتياطي سياسي ثمين للوطن ، مثل احتياطي العملة ، واحتياطي الدفاع . هذا لا يوجد في عرف النظام ، لذلك فإن بقاءه هو استمرار لذل الشعب وطلائعه المناضلة ، وخطر يتهدد البلاد والعباد ، ومانعا من الأمن الحقيقي والتنمية الحقيقية والحرية الحقة . إذ أن بقاءه بهذا الشكل تهديد حقيقي للحياة الانسانية الطبيعية . وإلا كيف يمكن أن يفرح أزلام النظام بالعيد ، ومعارضين يقبعون في السجون بعيدا عن ذويهم ،جريمتهم أنهم عبروا عن آرائهم التي يحجرها نظام ليس من حقه حتى وإن كان » شرعيا » ( بالمفهوم الشرعي المتعارف عليه ) أن يسجن مواطنا فضلا عن كفاءات وطنية بسبب أنه عبر عن رأي لا يعجب هذا النظام . لقد حاول نظام 7 نوفمبر الارهاربي أن يغير جلده قليلا ، فأفرج عن مساجين قضوا أكثر من 17 سنة داخل السجون ، وفتح حوارا مزيفا مع الشباب للتجسس عليه ومعرفة آرائه لا للعمل بها وإنما توجهات الشباب لاعتماد الخطط اللازمة لقمعها . ولكنه فشل في ذلك ، لأنه لم يستطع تغيير طبيعته . لقد طالت أنياب النظام ، وستصل إلى الحد الذي لا يمكنه بها العيش أكثر ، وهو أمام خيارين هما الحد من تلك الأنياب ، أو تركها تنمو حتى لا يقدر على توفير شروط البقاء فيموت كما يموت الخنزير البري . * كاتب وصحافي تونسي
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
لا تُغضبــــــــونا في الصّــــــادق شــــورور
المٓ (١)أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُترَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لا يُفتَنُونَ (٢) وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبلِهِمۡۖ فَلَيَعلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعلَمَنَّ ٱلكَـٰذِبِينَ ـ العنكبوت إنّ إقدام النّظام الحاكم في تونس على سجن رجل من وزن الدكتور صادق شوروبتهمة قضّى من أجلها 18 سنة من السّجن ذاق خلالها الويلات ليعدّ دعوة صريحة للفتنة و إعلان حرب على فصيل سياسي ما لبث و لا يزال يطالب بحقّه في الإنخراط القانوني في العمل السياسي في البلاد و الذي أريد أن أنبّه إليه أكثر أنّ هذا النّظام يريد أن يجرّ خصومه إلى « معركة بالعصي » و يبعدهم تماما عن المجال السياسي و معارك البرامج و الأفكار و الخيارات السياسية و لا غرابة في ذلك فمن الطبيعي أن يختار الشّخص أو المنظمة أو الحزب أرضية و آليات المعركة و آجالها حتى يوفّر لنفسه أقصى حضوض النّجاح. و رغم أنّ النظام التّونسي خبر « العصا » و لم ينجح فيها إلاّ أنّه يفعل ذلك « مرغما أخاك لا بطل » لأنّه لا يتقن غيرها و يوشك بذلك أن يجلب الويلات للبلاد و يفوّت عليها المزيد من فرص التنمية و الإزدهار. إنّ الظّلم مجلبة للسّخط، سخط الخالق قبل المخلوق و إنّ سجن الدّكتور صادق بسبب تصريح صحفي طالب فيه باسترداد حقوقه السياسية و السّماح لحركة النّهضة بالتواجد القانوني ليعدّ ظلما بواحا توشك أن تطبق السماء على الأرض بسببه إذا لم نستنكره بكلّ قوّة و نهب هبّة رجل واحد للدّفاع لا عن حركة النّهضة و حقّها في التّواجد السياسي و لكن عن كرامة الإنسان و حريته و هي قيم تتجاوز الحدود و الحسابات الحزبية و الدينية و العرقية و غيرها. فيا حكّام تونس متى استعبدتم النّاس و قد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا و من أوهمكم بأنّ تونس ملك خاص لكم تتصرّفون فيه كما تشاءون تقتّلون و تسجنون و تنفون كما يطيب لكم و يلذّ؟؟؟ كفاكم ظلما و علوّا في الأرض لقد طفح الكيل و بلغ السيل الزّبى و ضاق الشّعب ذرعا بممارساتكم. لقد جلبتم الويلات للعباد و البلاد و لم تعودوا ترقبوا في أحد إلاّ و لا ذمّة فقد اعتديتم على الحريات العامّة و الخاصة و أرهبتم النّاس ودنّستم المقدسات و إنّه و الله لنذير شؤم عليكم و بشير خير للمظلومين و المقهورين. إنّ تونس لكل التونسيين: هي بلد اليساري كما هي بلد الدستوري كما هي بلد الديمقراطي كما هي بلد الجمهوري)ليس بوش( … كما هي أيضا بلد الإسلامي. من واجبنا جميعا أن نعمل على ازدهارها و نموّها و من حقّنا جميعا أن ننعم بخيراتها المادية و المعنوية. لا مكان لأن يظلم أحد أحد و لا أن يقصي أحد أحدا. الوحيد الذي له حق الإقصاء، و عبر صناديق الإقتراع و ليس بالعصي و السجون، هو الشّعب و الشّعب وحده و لا أحد غيره و لا معقّب لحكمه و إني لأقبل قرير العين أن يقصيني الشّعب ويرفض برامجي و توجهاتي و لا أقبل بحال من الأحوال أن يفعل بي ذلك أحد سواه مهما على شأنه. يا حكام تونس إنّ السنين لم تزدنا إلا خبرة و حنكة و مراسا و صلابة وامتداد علاقات و إنّنا لسنا طلاّب حرب و لا سلطة و لكننا طلاّب كرامة و عزّة و حرية نضحي من أجلها بالغالي و النفيس. منذ ما يقارب العقدين خرجنا من بلادنا خائفين نترقّب: خائفين من الظالم نترقّب بطشه. و قدمنا إلى بلاد الغرب خائفين نترقّب أيضا: خائفين من المجهول نترقّب أن يسلمنا من آوينا إليهم بعد أن ضاقت بنا بلاد العروبة جمعاء.و مع ذلك لم نتردّد لحظة واحدة في الدّفاع عن قضيتنا الأساس و هي الحرية و الإنعتاق لتونس كل تونس و لشعبها كل شعبها فما بالك اليوم و قد تغير الحال غير الحال و عرفنا من أين تؤكل الكتف في هذه الديار فـــــــــــــلا تُغضبونا في الصّـــــــــادق شــــورور لا تُغضبــــــــــــونا في الصّـــــــــادق شــــورور لا تُغضبــــــــــــونا في الصّـــــــــادق شــــورور فوالله إنّه أمر لا يسعنا السكوت عليه، فالسّجود يعرفنا و الدعاء يعرفنا والسّاحات تعرفنا و السّفارات تعرفنا و المنظّمات تعرفنا و وسائل الإعلام تعرفنا غيرها و غيرها كثير ممن خبر حقيقة معدننا و صدق توجّهنا وخطابنا و اعتدال ووسطية منهجنا و نقاء وسائلنا. ف: نحن قوم أبت أخلاقنا شرفـــا أن نبتدي بالأذى من ليس يوئذينا لا يظهر العجز منا دون نيل منى و لو رأينا المنايا في أمانينا بطن الأرض أولى لنا من ظهرها إن تركناكم تستفردوا بواحد من رجالات تونس الأفذاذ و إنّي لأهيب بكل أحرار تونس أن يجددوا العهد مع النضال و ألاّ يتركوا وسيلة نضالية تسعها أعراف و قوانين البلاد التي يعيشون فيها إلاّ و توسّلوا بها لرفع الظّلم و الضيم عن تونس الحبيبة و شعبها المستضعف. هلمّوا إلى الدعاء و الكلمة و القلم و البيان و الإعتصام و التظاهر و إضراب الجوع و غيرها مما عهدتموه من الوسائل التي أوجعت الباغي و عرّت ممارساته و كشفت زيف و ازدواجية خطابه فهي و الله أشدّ مضاضة عليه من وقع الحسام المهنّد، توسّلوا بها تعبّدا لله و وفاء لأرواح الشهداء وتضامنا مع المساجين المسرّحين/المحاصرين و احذروا كل الحذر أن تقعوا في الشّرك الذي نصبه الظّلم:العنف. هلمّوا يا أبرار تونس إلى الصّبر و الصلاة و قراءة القرآن و القربات و الضراعة لله: أدعوا لمن و على من يستحق الدّعاء و أيقنوا أن بالإجابة فإنّ الله يمهل و لا يهمل فهو يمدّ للظالم و يمهله حتى إذا أخذه لم يفلته: وَلَقَدۡ أَرۡسَلنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٍ۬ مِّن قَبلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَولآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيطَـٰنُ مَا كانُواْ يَعمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُڪِّرُواْ بِهِۦ فَتَحنَا عَلَيهِمۡ أَبوَٲبَ ڪُلِّ شَىۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَـٰهُم بَغتَةً۬ فَإِذَا هُم مُّبلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلعَـٰلَمِينَ (٤٥)ـ الأنعام ما أعظم و أبلغ هذه العبارة: فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ و الله إنّها لوحدها لبلسم لكل مظلوم مقهور. عهدا لكم علينا يا أحرار بلادي ألاّ يهدأ لنا بال حتى تنفرج كربة تونس و يعمّ الأمن ـ ليس البوليس ـ حضرها و مدرها. عهدا لكم علينا أن نبذل كلّ ما في الوسع و الطاقة لينعم الجميع بالكرامة و الحرية. عهدا لكم علينا ألاّ نُسلمكم و لا نخذلكم و لا نظلمكم أبدا ما حيينا. العربي القاسمي ـ سويسرا 11.12.2008
محاولة طمس الحقيقة بسجن شورو
عبدالحميد العداسي أحاول في حلقات، لا أعلم عددها، كتابة الحوار الذي أجرته قناة الحوار اللندنيّة مع الدكتور الشيخ الصادق شورو، حافظِ القرآن الكريم…، وقد أتوقّف عند بعض فقراته بطريقة ما للتنبيه على ما فيها من حقائق لم يمنع شيوعُها الظالمَ من اقتراف المزيد منها… ليس لأنّ الظالم لا يخاف أحدا ولكن لأنّه لا يملك ما يميّز به بين ما يخيف وبين ما لا يُخيف (والخوف من الله سبحانه وتعالى) ولا بين ما ينفع وما يضرّ… ونحن المؤمنون نتفهّم ذلك كثيرا، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز واصفا بعض مخلوقاته من النّاس: « أَرَأيتَ مَنْ اتّخَذَ إلَهَهَ هَوَاهُ أفَأنْتَ تَكُونُ عَليْه وَكِيلاً أمْ تحسَبُ أنّ أكثرَهُم يسمعونَ أوْ يعقلونَ إنْ هُمْ إلاّ كالأنعَامِ بلْ هُمْ أضَلُّ سَبيلاً ». (الفرقان: 43 – 44)… إذًا فقد أطلّ جمال أحمد، مُجري الحوار بوجهه الحييّ… ثمّ بعد تقديم الدكتور للمشاهد بادر بالسؤال، فاستمرّ الحوار بين الرّجلين قرابة النصف ساعة، وفيما يلي الجزء الأوّل منه: الجزء الأوّل: – جمال: كيف يشعر الدكتور الصادق شورو بطعم الحريّة وكيف يرى هذا العالم بعد هذه المدّة الطويلة من الانقطاع عنه؟! – الصادق شورو: والله، نحن نرى أنّ العالم قد تغيّر بالفعل تغيّرا كبيرا، وقد كنّا في السجن لا نقدر على متابعة هذا التغيّر الحاصل في العالم لأنّنا كنّا محرومين من كلّ وسائل الاتّصال مع الخارج سواء عبر الصحف أو عبر التلفزة أو عبر الرّاديو… ولمعرفة هذا التغيّر الكبير الذي حدث في كلّ أرجاء المعمورة، يحتاج الإنسان إلى بعض الوقت كي يستوعب كلّ هذا التغيّر… – أنا النّظام الحاكم وأقول: لا يعجبني كلام السجين شورو عندما يتحدّث عن الحرمان من وسائل الاتّصال بالعالم في السجن، فهذا تدليس للحقيقة وضدّ ما تتناقله الألسن التي خوّلنا لها الكلام سواء في داخل البلاد أو خارجها… كما أنّه لا يعجبني استعداد السجين شورو لاستيعاب التغيّر الحاصل في العالم، ففي ذلك تبذير للوقت، سيّما وللرّجل مهمّات تنسيق مع مراكزنا الأمنيّة قد تستهلك كلّ وقته وذلك لمتابعة السهر على الالتزامات المتعلّقة بالسراح الشرطي الذي تكرّمنا به عليه!… – جمال: ما هو تأثير الإفراج عنك، عليك شخصيّا وعلى أسرتك وعلى المحيط الإجتماعي الذي تعيش فيه؟! – الصادق شورو: في الحقيقة، كان تأثيرا جيّدا، واستبشرت العائلة وكلّ الأقارب وكلّ الإخوة بهذا الإفراج… وسوف نسترجع – إن شاء الله – عملنا والمساهمة في حركتنا وذلك بعد دراسة الواقع والاطّلاع على كلّ المتغيّرات التي حدثت منذ دخولنا إلى السجن إن شاء الله… – أنا النّظام الحاكم وأقول: ما هذا الإصرار على الإثم؟!!! وإذن فيما كان السجن إذا كان السجين شورو سيدرس كلّ الذي تغيّر منذ دخوله السجن؟!!! وهل لي إزاء هذه العنجهية حلّ آخر غير إبقائه بالسجن مدى الحياة؟!!! ثمّ إنّي لم أقصد بالإفراج – والله – حصول الانشراح والاستبشار والفرحة، بل لقد كان يمكن اتّخاذ هذه المحطّة لفهم الدرس وعدم التجاهر بما يقلقني، والانشراح والبهجة أحيانا من أشدّ ما يقلقني… – جمال: وكيف بدا لهم الدكتور صادق؛ هل هو نفسه أم هناك تغيّر على المستوى الصحّي والمعنوي والروحي؟! – الصادق شورو: طبعا، لاحظوا تغيّرا كبيرا لأنّ 18 سنة تُحدث الكثير من التغيّر سواء على المستوى المادّي أو على المستوى النفسي والرّوحي، وكلّ ذلك في الظاهر. ولكنّ معرفة التغيّر في عمقه يستدعي شيئا من الوقت كذلك، لأنّ هذا التغيّر لا يظهر فجأة وإنّما يظهر شيئا فشيئا… – أنا النّظام الحاكم وأقول: يعمل السجين شورو على إبراز هذه المدّة ليُحدّث بطولها، وينسى أنّني أفرجت عنه وهو المحاكم من طرف القضاء المستقلّ بالسجن مدى الحياة، فهلاّ انتبه إلى أنّ شكر النّاس من شكر الله… ثمّ ما قيمة 18 سنة قضّاها في القعود مقابل 21 سنة قضّيتها أنا في خدمة البلاد، دون أن أتغيّر – كما تغيّر هو – ودون أن أحيد عن مبادئ السابع ولا عن أهدافه إلاّ إلى ناحية يراها الشعب والمواطنون صالحة لتونس كما – مثلا – في الاستفتاء الملحّ عليّ في التجديد والاستمرار في الرّئاسة مدى الحياة؟! – جمال: لنعد دكتور صادق إلى البداية، فلو تضعنا في حيثيات ذلك الاعتقال: ما هي الأسباب التي أدّت إلى اعتقالك؛ وما هي التهم التي وجّهت إليك في حينه؛ وكيف تمّت معاملتك خلال فترة اعتقالك؟! – الصادق شورو: آه… (يصعّد الشيخ تنهيدة!… ويمكن أن يلاحظ المتابع للحوار رجوع الدكتور في إجابته هذه إلى ورقة أعدّها): كنت في الإيقاف من عام 1991 إلى صائفة 1992 حين محاكمتي مع إخواني أمام المحكمة العسكريّة ببوشوشة بالعاصمة تونس… وفي هذه الفترة تداولت على تعذيبي فرق شتّى بأشدّ أصناف التعذيب وفي ثلاث فترات متوالية لإكراهي على الاعتراف بتهم تدينني قضائيّا… وفي المحاكمة قضت عليّ المحكمة العسكرية بالسجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوّة مع أنّه لم تقدّم لإثبات هذه التهمة أيّ دلائل مادّية… – أنا النظام الحاكم (مقاطعا): مهلا مهلا مهلا… – جمال: لا تقاطع يا نظام؛ التزم النّظام؛ ثمّ تدخّل بعد أن يفرغ الدكتور الصادق شورو من إجابته… – أنا النّظام الحاكم (مستهجنا): من أنت حتّى تفرض عليّ ما تريد ومن أنت حتّى تتحدّث عن النّظام؟!… أنا النّظام… أنا التغيير… أنا… هنا تدخّلت، أنا محوّل الحوار السمعي إلى حوار مقروء، لأضع حدّا لتجاوزات النّظام من طرف النّظام، فأرجأت البقيّة إلى الحلقة القادمة… فإن تأسّف بعض القرّاء على هذا القطع، فالذنب ليس ذنبي إنّما هو بفعل النّظام الذي لم يلتزم لا القانون ولا النّظام!… …، ويتواصل اللقاء بإذن الله…
نظرة حول إعادة نظام بن علي الصادق شورو الى السجن
بقلم: العمري هذه نظرة متواضعة حول إعادة الشيخ الصادق شورو إلى السجن نظام بن علي لمن نسي أو تناسى ذلك نظام له رؤية آحادية للأمور، بمعنى أنه يرى أن الحل الوحيد لمشاكل البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هو الحل الذي تمن به علينا دولة الرئيس بن علي فالربط قائم دائما بين بن علي والدولة , حتى قيل, ويقال ,وسيقال , طالما كان هو الرئيس, تونس بن علي , فكأن البلاد لا وجود لها دونه, أو لا وجود لها قبله , ولا حتى بعده , وكان شعارهم لترشيح بن علي للانتخابات الرئاسية القادمة بن علي خيار المستقبل , ولطالما تحدث هو نفسه عن مبادئ التغيير الخالدة , ولكن ان حلت المصائب والكوارث فذلك بما كسبت أيدي الشعب لأنه قصر في اتباع نهجه , أو بما فعلته خفافيش الظلام ( ويقصد بذلك المعارضة وخصوصا حركة النهضة ) قلي بربك؟ بعد أن تسمع هذه الآية ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) أوليس سلوك نظام بن علي هو سلوك المتأله الذي لا يرى فوقه شيء, ويرى أنه فوق كل شيء, و أنه لا ند له ؟؟ والدليل على هذه العقلية والسلوك ما تقدمه لنا يوميا أجهزة الدعاية الرسمية ويكفي مشاهدة شريط الأنباء للساعة الثامنة للتأكد من ذلك , وان بقي في نفسك شيء فتذكر ما يقال في الأشرطة الوثائقية التي تقدمها التلفزة بمناسبة الاحتفال بالذكرى…… للتحول المبارك؟؟ هذا النظام المتأله في عقليته زاد من تألهه استعماله المفرط للقوة لالغاء المعارضين و تسعينات القرن الماضي خير دليل على ذلك, كما زاد في غروره وكبره نجاحه في ذلك نجاحا جعله يقدم نفسه كنموذج للقضاء على الحركات الاسلامية ؟ وقد خلق ذلك لديه يقينا راسخا لا يتزلزل أن خير طريق للحكم دون مشاكل هو طريق القوة ,وأن سبيل الاقناع الوحيد والمجدي للمخالفين هي الهراوة والبوليس؟ ولكنه أحيانا لتجميل صورته القبيحة يعطي جرعة من الحرية (ظاهرها حرية وباطنها مكر وخداع) لبعض الأحزاب التي لا يرى فيها منافسا جديا له للحديث عن السياسة، وقد يطلق سراح بعض المساجين,……. وفي هذا الإطار أي إطلاق سراح بعض المساجين السياسيين , ظن أنه سوف يطلق حطاما لرجل سجين منذ عقدين قضى ثلاث عشرة سنة منها في الحبس الانفرادي ؟ فاذا السحر ينقلب على الساحر وخرج الرجل (الصادق شورو) شامخا يتحدث رغم كل ما حدث له عن المصالحة الوطنية وضرورة اطلاق الحريات ليساهم كافة أبناء البلد في نهضته وفي الحال بدأ النشاط و أقام وليمة احتفالا بخروجه و لتجديد علاقاته ورمزا لصموده وثباته على الطريق ,فكان أن عرقل ذلك النظام بجميع الوسائل ؟ وهذا خط أحمر لا يجوز تجاوزه فالرجل بدأ بجمع الناس حوله في فترة حرجة والبلاد مقبلة على انتخابات رئاسية مما قد يسبب له تشويشا هو في غنى عنه، فكان الحل الوحيد بالنسبة لنظام بن علي هو سجن الصادق شورو من جديد. ويمكن من خلال واقعة السجن أن نقرأ عدة رسائل أراد أن يوجهها النظام: – أن العفو الأخير ليست له أي دلالة سياسية عن ترك نظام بن علي سياسة القوة في مواجهة خصومه السياسيين الجديين – أن نظام بن علي ليست له أي رغبة في الانفتاح والسير قدما نحو ديمقراطية جادة الهدف منها المشاركة الايجابية للقوى الوطنية التي لها وزن و التي قد يكون لها تأثير في العمل السياسي – أن نظام بن علي يريد أن يقول للجميع حتى وان كان ذلك نفاقا أوغير صحيح أن العفو الأخير قد قام به من تلقاء نفسه وليس نتيجة أي ضغوطات من أي كان وأنه لا زال ممسكا بزمام المبادرة والأمور – الويل كل الويل لمن تسول له نفسه الخروج عن الحد الذي حده – رسالة الى النهضة أنه وان أمكن التفاوض يوما ما فلن يتم الا عبر شروطه هو – أن نظام بن علي نظام معتد بنفسه يفعل ما يشاء و قناته لم تلن بعد ولا يغرن أحد الشيب الذي تغطيه الأصباغ – أن نظام بن علي رغم غروره و صفاقته يخشى الفضائح فالشيخ الصادق شورو له وزن وثقل، زاد من صنعه النظام نفسه عبر سجنه طيلة الفترة الماضية و شهادته حول أوضاع السجن وخصوصا حول إهانة القرآن الكريم داخل السجون التونسية قد تسبب له مشاكل هو في غنى عنها , وهذه نقطة ضعف يمكن الاستفادة منها لمزيد التشهير بجرائمه. وأخيرا وليس آخرا أن هذا نظام وقح صفيق الوجه فرغم تفاهة التهمة و عدم جديتها وهي الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها الا أنه وجهها للشيخ الصادق؟ لذلك الحذر الحذر, لمن يسلم رقبته لهذا النظام ويعود الى البلاد. وبعد فهذا ما دار بخلدي من أفكار وهي لا زالت تحتاج لإيضاحات، وفي جميع الأحوال تحتمل الخطأ. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
مرة أخرى يظهر الجلاد المجرم حمادي حلاس شهر محمد الناصر من خلف الستار [وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقآء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين] (الجاثية: 34)
بقلم نبيل الرباعي* أعلن مساء الثلاثاء 5 نوفمبر 2008 بمناسبة الذكرى 21 لتحول السابع من نوفمبر عن إطلاق سراح بقية مساجين حركة النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقا) الواحد والعشرين شخصا بمن فيهم مجموعة ما عرفت بقضية باب سويقة الذين حوكموا سنة 1991 فبعضهم قضى في السجن قرابة 18 سنة بصيغة السراح الشرطي بتوصيات من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وبهذا كانت المفاجأة مذهلة لليسار الانتهازي الموجود بالمعارضة وأجهزة الدولة. قد تمثل هذا العفو مؤشرا لرفع المظلمة عن هذه الحركة والمساهمة في تقليص وتخفيف حدة التوتر داخل الحركة الإسلامية وكذلك سحب البساط من متاجري حقوق الإنسان بالداخل والخارج وبالتالي المساهمة في تنقية المناخ السياسي العام بالبلاد الذي مازال مثقلا بمضاعفات أحداث سليمان الأخيرة فملف الحركة الإسلامية أصبح يمثل ملفا لا بد من إزالة الغبار عليه والاهتمام به خاصة أن حركة النهضة ما تزال تمثل الرقم الصعب في المعادلات السياسية و الحقوقية (صحيح إن الحركة اضعفت كثيرا وتراجع أداؤها من جراء حملات اعتقال قياداتها و كوادرها والمنتمين إليها والمتعاطفين معها وقد بلغ عدد الموقوفين في حملة سنة 1991 ،ما يفوق 100 إلف شخص ومن جهة أخرى اضعفت أخطاء قيادة حركة النهضة في أسلوب التعامل مع النظام بعد التحول ) قياسا لحركات المعارضة الموجودة على الساحة خاصة أن حركة النهضة بدأت منذ مدة في إرجاع وهيكلة نفسها بالداخل فليس من المعقول في شيء أن تعالج مشكلة تواجد الإسلاميين بأسلوب أمني متصلب متشدد وبعيدا عن الحوار. إن العنف الذي بدأ ينتشر بشكل ملفت للنظر لدى بعض الأطراف ومجموعة إسلامية صغيرة يرجع إلى عديد الأسباب : أولا : إن الساحة الإسلامية منذ إقصاء أم الحركات الإسلامية « حركة النهضة » أصبحت غير مؤطرة بشكل يحول دون تسرب الجهل إلى الكثير من أبناء هذه الساحة. ثانيا : تعامل السلطة مع الإسلاميين عن طريق الإقصاء والإيقافات والمحاكمات عوضا عن الحوار وإن الذين يرغبون في استئصال الإسلاميين من الوجود يخطؤون حين يعتبرون أن الإيقافات والاعتقالات والسجون قد تستأصل الحركة الإسلامية ونتيجة هذا أي طريقة التعامل والأساليب المعتمدة قد ولدت تيارا يرفض الواقع بشكل عنيف . إن العقائديرن يعتبرون ذلك جهادا في سبيل الله وبلاءا يثابون عليه في الآخرة والطريقة الوحيدة لإيقاف باب العنف المخيف هو الحوار . إن العفو الرئاسي المفاجئ أربك العديد من الأطراف المتنفذة في البلاد وخاصة منهم المندسين في أجهزة الأمن الذين يعارضون التقارب والتصالح والوفاق بين سيادة الرئيس زين العابدين بن علي و قيادة حركة النهضة لاعتبارات ذاتية جعلتهم يتمعشون من ملف الإسلاميين بالسمسرة والبزنس والابتزاز وخاصة من ملف المغتربين وجزء من الإسلاميين الرافضين للمصالحة . وفي هذا الإطار تم إيقاف الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة الذي لم يمض على إطلاق سراحه إلا شهر واحد اثر العفو الرئاسي الأخير بعد ثمانية عشر عاما قضاها في السجن منها أربعة عشر سنة في السجن الانفرادي . لا تستقيم فبركة تهمة وهمية لا واقعا ولا قانونا للزج بالدكتور الصادق شورو في السجن بتعلة « الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها » اذ أنه أدلى بتصريح لقناة الحوار اللندنية القريبة من الإسلاميين وبسرعة البرق تم إيقافه يوم الأربعاء 03/12/2008 من طرف البوليس السياسي بقيادة أحد تلاميذ اليساري المندس الجلاد المجرم محمد الناصر وحامل الراية من بعده عبد الله الحطاب مدير إدارة الأبحاث الخاصة للاستعلامات العامة التابعة لوزارة الداخلية مرفوقا بأحد أعوانه عبد المجيد مطيبع وزمرة من الأعوان. لقد كانت زيارة عبد الله الحطاب الاستفزازية للتهكم على الدكتور الصادق شورو في عقر داره طالبا منه عدم الإدلاء بالتصريحات الصحفية وطرد زواره من المهنئين له بالعفو الرئاسي وأمام رفض الدكتور الصادق شورو الامتثال لهذه الصيغة من التعامل الهمجي الذي ذكرنا بسنوات التسعينيات كانت قضية الحال تعبيرا عن رفض هذا العفو الرئاسي من طرف جلادي أجهزة الأمن وكذلك إصدار رسالة إلى كل المفرج عنهم و المغتربين لردعهم وإرهابهم. والتصدي بشتى الأساليب لأي مبادرة من لدن سيادة رئيس الدولة تجاه طي صفحة الماضي وإزالة أسباب التصدع السياسي والحقوقي مع حركة النهضة حتى يكون هذا الموضوع علكة تلوكها أطراف تتاجر بمأساة غيرها من صلب النظام والمعارضة الانتهازية . أحيل يوم الجمعة 05/12/2008 الدكتور الصادق شورو على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية تونس 1 الذي أحاله بدوره على المجلس الجناحي بالدائرة 8 برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة وعينت جلسته ليوم 06/12/2008 حيث تم استنطاقه فيها ورفض القاضي مطلب السراح المقدم له وأخرت القضية لجلسة يوم 13/12/2008 للدفاع…. ولا يختلف اثنان ممن مروا على صراط الأبحاث والتحقيقات الأمنية تعمد إدارة الأبحاث الخاصة بالإدارة العامة للاستعلامات بوزارة الداخلية تضخيم التهم و الملفات بمعلومات مضللة وخاطئة وتلاعب بالقانون والعديد من التجاوزات كلما تعهدت بالبحث في ملف من هذه الملفات مقارنة بفرق أخرى أذكر منها إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية التي تتمتع بالجدية وعدم تلفيق التهم جزافا. ولا يسعني إلا أن أتوجه إلى كل الإسلاميين بعدم الوقوع في الفخ المنصوب لهم من طرف أعداء المصالحة الوطنية وعدم الرد على استفزازاتهم المقيتة والرامية إلى تكدير صفو الجو العام بالبلاد كما عليهم الاستفادة من التجربة الماضية . والغريب أن أصحاب الأحزاب اليسارية الراديكالية و العلمانية والجمعيات » الحقوقية » الغير مرخص لها يتحركون بكامل الحرية دون رقيب ولا حسيب ويدعون للعصيان المدني ويصدرون البيانات ويدلون بالتصريحات التلفزية على الفضائيات ويتلقون الدعوات في السفارات الأجنبية للمشاركة في المؤتمرات والندوات والمآدب التآمرية بالداخل و الخارج . وفي هذا الصدد أناشد بحرص وتأكيد سيادة رئيس الجمهورية على فرض واحترام قرار عفوه الرئاسي و ليس الأمني الذي يحاول عبد الله الحطاب وزبانيته ومن ورائهم اليسار الانتهازي وأصحاب النفوس المريضة إجهاضه بعد أن استحسن العالم بأسره شجاعة سيادة الرئيس وجرأته في اتخاذ القرارات الريادية التي تجذب البساط من أقدام المستهترين. كما أناشد سيادته بالتدخل لرفع هذه المظلمة على الدكتور الصادق شورو ورجائي كبير حتى يولي سيادته هذا الموضوع مزيدا من العناية والحرص. و حتى لا تتحقق الأهداف الأمنية التي يسعى أصحابها إلى نفور المتغربين من العودة إلى تونس وافتعال مأساة حديدة ليجد الجلادون من رواسب المندس الجلاد محمد الناصر ذريعة لإعادة حملة إيقافات الإسلاميين وإتباعهم لإجهاض مساعي سيادة رئيس الجمهورية في تجاوز رواسب الماضي .
حرر في تونس 10 ديسمبر 2008 * ناشر و سجين إسلامي سابق في العهدين الهاتف : 361.487 98 (216) + E-mail : rebai_nabil@yahoo.fr
تحية إلى أبي الدكتور الصادق شورو
خديجة – فرنسا هزني نبأ اعتقال الد. الصادق شورو ولم يكد يمض على خروجه من السجن 3 أسابيع بعد 18 سنة من الاعتقال ذكرني خبر اعتقال الد. الصادق شورو بأيام خلت أنها قد ولت ومضت وتجاوزتها لواقع جديد, غير أن عملية الاعتقال قد أيقظت في نفسي حزنا وألما عشته لتشابه الظروف. ذكرني اعتقال الد. الصادق شورو بسنوات 1984 و 1987 و 1991 و 1994 حيث دأب البوليس على اقتحام منزلنا وانتزاع أبي من بيننا. تذكرت أيام كان « شناشن » و « مسيلمة الكذاب » وغيرهم كثير يداهمون بيتنا ليلا ويقتحمون غرفنا ونحن صغار, يوقظوننا من نومنا ويروعوننا ويختطفون أبي ولا يتركون له المجال حتى لتغيير “البيجاما “ تاركين الحسرة والأسى في قلوبنا والدموع في أعيننا وتخيلات وتصورات وخوفا ورعبا مما سيلاقيه أبي من تعذيب وحشي على أيدي جلادين لا يعرفون شفقة ولا رحمة. أشعر اليوم وكأن أبي انتزع مني من جديد. أتذكر كيف أمضي الأيام والشهور في الدعاء والبكاء راجية من الله أن يعيد أبي إلينا سالما غانما وكيف كنت أبحث عن ملابسه التي كان يرتديها قبيل اعتقاله وأحرص على عدم غسلها لأشتم من خلالها رائحة أبي العطرة. تذكرت كيف كنا نقضي أياما وأياما دون أن نعلم شيئا عن المكان الذي يوجد به أبي وكيف كنا نقضي هذه الأيام في البحث عمن يدلنا عن الجهة التي اعتقلت أبي. وما من نبا. أحسست يوم العيد بمرارة قصوى وتذكرت كيف كانت تمر علينا أيام العيد وأبي في السجن فلا طعم لها ولا رائحة. تذكرت حين كان يجمعنا أبي من حوله وما كان يرويه لنا عن مقاومته للاستعمار وعن حبه لتونس. تذكرت حين أفتح محفظة أبي فأجد بداخلها الفروض التي لم يتمكن من إرجاعها إلى تلاميذه. تذكرت الفرحة التي كنا نشعر بها والسعادة التي تغمرنا عندما نسمع خبرا مفاده انه سيتم إطلاق سراح أبي وكيف كنا نذهب من الصباح وننتظر حتى الليل أمام السجن , وكيف كان الأعوان يطردوننا ويطلبون منا الانصراف , وكيف كنا نتوارى عنهم ونبحث عن مكان نقبع فيه لكي ننتظر خروج أبي من السجن. إن ما أشعر به اليوم من أسى ولوعة لاستمرار اعتقال الد الصادق شورو هو نفس الشعور الذي كنت أحس به عندما يعتقل أبي وكأن الشيخ الدكتور الصادق شورو الذي لم ألتق به يوما جزء مني أو كأنني جزء منه. فألف تحية إكبار وإجلال لك أيها الأب الشامخ الصامد وثبتك الله وفرج كربك وسدد خطاك وجازاك خيرا. هداك الله يا د. صادق شورو………. أبو عامر السلام عليكم هداك الله !! .. ماذا فعلت يا د. صادق شورو. الحمد لله وحده لا شريك له .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : مشهدين : المشهد الأول جاء رجل يلهث : يا قوم، يا قوم، ستحل لعنة الآلهة عليكم ابحثوا عن الفاعل !! بعجلة هرع القوم أصحيح ما حدث ؟!! فلما وصلوا ! .. وقفوا مذهولين : من يجرؤ على هذا الفعل المشين ؟!! ماذا سيحل بنا أزلزال من تحت أرجلنا أم حجارة تنهل علينا ؟!! من فعل هذا ؟؟ قال احدهم:اجمعوا الناس أجمعين وقدموا التقارير، ثم لنجمع من لاحظ ومن شاهد لعلنا نخلص للفاعل الأثيم !! قال بعضهم : سمعنا فتى يذكرهم (يعيبها ويتنقصها!!) يقال له إبراهيم !! قال رأسهم : احضروه وليشهد عليه الشاهدون !! أأنت فعلت هذا يا ابراهيم ؟ قال (عليه الصلاة والسلام) : انه كبيرهم فاسألوه إن كان من الناطقين !! أجاب القوم بصوت واحد دون وعي أو انتباه : هل جننت ؟!! عجيب أمرك !! وكيف نسألهم وهم لا ينطقون ؟!! فجأة !! أدركوا عظم ما قالوا فنظروا لبعضهم البعض وتهامسوا! .. وكيف نعبدهم أن كانوا لا ينطقون ؟!! قال الخبيث : اسكت !! لقد أقام الدليل علينا نخشى من ردة عن ديننا لا بد أن تعاد هيبتنا لا بد أن تعلى كلمتنا !! ********* بدأ الإعداد لحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال بعض القوم : هداه الله !! حطم أصنامهم فسينال جزاء عمله ؟!! ها هم سيقتلونه ولما يوصل رسالته ؟!!سامحه الله أما كان الأفضل والأولى أن يأتيهم باللين ؟!! أين الوسطية في الدين ؟!! أين الاعتدال ؟!! لماذا تستعجلون النزال ؟!! الآن سيطوق هذا الدين وهو في المهد لا يزال !! .ماذا فعلت يا إبراهيم ؟!! ******************* ودارت الأيام واكتمل إشعال النيران !! قذف إبراهيم في النار !! عادوا فقالوا مصرين على قولهم : هداه الله على نفسها جنت براقش !! ثم لن يقوم لدينه قائمة ولن يرفع له علم سيباد وسيفنى !! كل ذلك بسبب تهوره !! هداك الله !! ماذا فعلت ياإبراهيم ؟!!….. (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) ….. بعد أيام … عجيب !!! ما هذا ؟!! إبراهيم (عليه الصلاة والسلام ) يخرج من بين النيران حيا يرزق !! (الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) عادوا فقالوا معاندين: ما الفائدة هو الآن واحد لا يقوى على شيء , لنكن واقعيين لا تكونوا خياليين !! إبراهيم فقير وليس بصاحب قوة ولا مال أما هؤلاء القوم فهم أصحاب المال والسلطان سينفقون أموالهم في سبيل الصد عن دينه , ما يظن نفسه حتى يقف أمام هذا الديناصور الكبير ؟!! …… وبعد سنين .. وسنين !! …. نحن في يوم فتح مكة يكبر المسلمون ويسبحون بحمد ربهم بكرة وعشيا .. أتدرون من هؤلاء .. إنهم صحب محمد عليه الصلاة والسلام قد فتحوا مكة وانتصروا وبدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجا !! الكل يذكر موقف إبراهيم .. يوم حطم الأصنام !! الكل يجاهر بالكلام على تلك الآلهة منذ حطمها إبراهيم .. الكل يكفر بها وبما حيك حولها .. منذ حطمها إبراهيم .. الكل يعرف الآن هزالة الكفار (رغم عددهم وعدتهم ) منذ حطمها إبراهيم .. الكل يريد الإسلام ولو لاحقته عيون المنافقين .. منذ حطمها إبراهيم .. الكل اخذ درسا عمليا في كلمة التوحيد .. منذ قام إبراهيم بالصدع بالدين فحطم أصنام الكافرين .. يا إبراهيم إن فعلك ابلغ رسالة .. فهل وصلت الرسالة ؟ (إن إبراهيم لأواه حليم ) (واتبعوا ملة إبراهيم حنيفا ) (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) إنها ملة إبراهيم !! ___________ المشهد الثاني: جاء رجل يلهث !! : يا قوم يا قوم ستحل اللعنة عليكم ابحثوا عن الفاعل !! بعجلة هرع القوم (كرامتهم) أصحيح ما حدث ؟!! فلما وصلوا .. وقفوا مذهولين : من يجرؤ على هذا الفعل المشين ؟!! ماذا سيحل بنا ستهان ديمقراطيتنا ستمرغ بالتراب هيبتنا , الكل سيتجرأ علينا ؟!! من فعل هذا ؟؟ قال بن علي: اجمعوا الناس أجمعين وقدموا التقارير، ثم لنجمع من لاحظ ومن شاهد لعلنا نخلص للفاعل الأثيم !! قال احدهم : سمعت فتى يذكرهم(يعيبهم وينتقصهم !!) يقال له شورو , لا تعجبه دمقرطيتنا ولا يقيم لنا هامة .. بل تجرأ وأعلن الحرب علينا بلا شورى !! قال زينهم : لاحقوه وليشهد عليه الشاهدون !! أأنت فعلت هذا يا صادق ؟ قال (حفظه الله) : أنت تونس الخضراء يقودها صقور قرطاج , والصقر بصره حاد , لا يخفى عليه شيء , حتى لو أن أحدا فكر برفع مسلم او البخاري ! .. لقبضتم عليه بمجرد التفكير ! .. انتم أصحاب القوة التي لا تقهر , العلم والآلة لديكم .. والحنكة والعقل والسيادة !! فكيف تسأل عن بضعة شباب لا قوة لهم تذكر ؟ !! هذا أمر بعيد !! .. لا بد انه شيء من الفضاء يتجبر فراسلوهم إن كانوا موجودين !!!!! أجاب القوم بصوت واحد بدون وعي أو انتباه : هل جننت ؟!! عجيب أمرك !! وكيف نسألهم وهم في المهجرو السجون غير موجودين ؟ !! بل لا وجود لهم !! فجأة !! أدركوا عظم ما قالوا فنظروا لبعضهم البعض وتهامسوا وكيف نخوف الناس منهم إن كانوا غير موجودين , كيف صورنا للناس أن لا قوة تقهرنا إلا في الخيال ؟!! هؤلاء فتيان فتيان !!! قال الخبيث : اسكت ! لقد أقام علينا الدليل !! ومرغ انفنا في برميل !! الكل سيتجرأ علينا !! لابد أن تعاد هيبتنا !! لا بد أن ترفع كلمتنا !! بدأت الشرطة ..مجندة في كل الشورع والمحاكم منصوبة!! .. (اسف .. اقصد مجندات !! ) قال بعض القوم : هداه الله !! حطم كبريائهم فسينال جزاء عمله ؟!! ها هم سيرجعونه للسجن الانفرادي .. ولما يوصل رسالته ؟!! سامحه الله أما كان الأفضل والأولى أن يأتيهم باللين ؟!! أين الوسطية في الدين ؟!! أين الاعتدال ؟!! لماذا تستعجلون النزال ؟!!الآن سيطوق هذا الدين وهو في المهد لا يزال !! .. سيحارب من كل جانب ولن يسمحوا لنا أن ندعوا للإسلام كسابق عهدنا ؟!! ستغلق المراكز والنوادي ويتوقف تدفق المال ؟!! ماذا فعلت بنا يا صادق فالكل يرمي علينا سهامه وصرنا نلامُ ومهما فعلنا فـبأي عـذرٍ نردُ الملامة……………….. ودارت الأيام واكتمل الإعداد للمحاكمة!! أين صادق ؟!! انه في المسجد يصلي !! تكلم الصادق مع الشباب في المسجد !! بوزن لا يقدر بقدر .. !! عادوا فقالوا مصرين على قولهم : هداه الله على نفسها جنى بها !! ثم لن يقوم للدين قائمة ولن يرفع له علم سيباد وسيفنى !! كل ذلك بسبب تهوره وجنونه !! هداك الله !! ماذا فعلت بنا يا صادق ؟!!….. (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) بحمد الله كذلك كانت السجون الطويلة والعزيمة قوية بالله !! …. بعد أيام … عجيب !!! ما هذا ؟!! صادق (حفظه الله) يخرج من السجن حيا يرزق !! (الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) عادوا فقالوا معاندين: ما الفائدة هو الآن واحد لا يقوى على شيء , لنكن واقعيين لا تكونوا خياليين !! صادق وصحبه ليسوا بالأقوياء !! بل لا مال لهم فقراء !! , أما هؤلاء القوم فهم أصحاب المال والسلطان سينفقون أموالهم في سبيل الصد عن دعوة الصادق , ما يظن نفسه حتى يقف أمام هذا القطار السريع ؟!! …… وبعد بضع سنين ( يتقارب الوقت في آخر الزمان .. لذا صارت السنين الطوال بضع سنين ..فلا تعجب من اختلاف المشهد !! ) …. نحن في يوم يعلن فيه عن عزائم الشباب والخمار في كل بيت .. أتدرون من هؤلاء .. إنهم أصحاب الصادق شورو انتصروا وبدا الناس يدخلون في دين الله أفواجا !! الكل يذكر موقف د.شورو .. يوم اعلن فيه لن نتخلى على ديننا !! الكل يجاهر بالكلام على بغي النظام.. منذ رفض د.صادق المساومة عن دينه .. الكل يعرف الآن .. هزالة النظام (تلك القوة التي لا تقهر ) .. منذ رفض المساومة .. الكل يريد الإسلام ولو لاحقته عيون النظام .. الكل يطمح في زوال النظام…. الكل اخذ درسا عمليا في كلمة التوحيد .. يا صادق إن فعلك ابلغ رسالة..فهل وصلت الرسالة ؟ لله درك يا صادق…………في جبين العز شامة … إنها صرامة… الدكتور الصادق شورو المحال موقوفا في القضية عدد39848 بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها .. رفض القاضي محمد علي بن شويخة رئيس الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس الإفراج عن الشيخ الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة والسجين السياسي السابق المحال بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ( القضية عدد 39848 ) ..! و رغم ما بينه المحامون من طبيعة كيدية سياسية مفضوحة لهذه القضية التي يراد بها ترهيب المعارضين وإسكات الأصوات الحرة .. فقد جاء الحكم مؤكدا ضرورة تصعيد النضال لفرض احترام استقلال القضاء .. و قد أعلن عشرات المحامين نيابتهم عن الدكتور الصادق شورو و حضر ممثلون عن : المجلس الوطني للحريات ، الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، جمعية حرية و إنصاف . و ترافع كل من الأساتذة أحمد نجيب الشابي و نور الدين البحيري و عبد الرؤوف العيادي و أنور القوصري ومحمد النوري و سعيدة العكرمي و سمير ديلو و العياشي الهمامي و خالد الكريشي و محمد عبو و الطاهر يحيى و عز الدين بن مبروك و إيمان الطريقي مبينين عدم قانونية الإحالة لاستحالة قيام منوبهم بارتكاب أي جريمة و هو الذي لم يقض خارج السجن إلا أياما معدودات لم تترك له فيها الرقابة البوليسية اللصيقة فرصة للتداوي و زيارة العائلة فكيف بالإحتفاظ بجمعية .. فضلا عن أن ما تضمنه المحضر من إشارة لتصريح له لقناة الحوار اللندنية و موقع الإسلام أونلاين هو ممارسة لحقه الدستوري في التعبير عن رأيه مما لا دخل للقضاء فيه و كان أجدر بمن يقفون خلف إيقافه أن يردوا عليه بمقال أو مداخلة تلفزية لا باستعمال أجهزة البوليس و سلطة القضاء ، كما أكد المحامون أن هناك استهدافا تمييزيا للدكتور الصادق شورو اعتبارا لأنه لا يخلو يوم من تصريح أو مداخلة تلفزية أو مقال لعضو في جمعية غير مرخص فيها أو حزب غير معترف به دون أن يكون استعمال آلي لعصا البوليس أو مطرقة القاضي اعتبارا لأن الجمعيات » المعترف بها » تدور كلها في فلك السلطة و تسبح بحمدها وحدها لا شريك لها ..! و قد انطلقت المحاكمة باستنطاق الدكتور الصادق شورو على النحو التالي : القاضي : الصادق شورو ، أنت متهم بالإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ، بماذا تجيب ؟ د. شورو : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، هل لي أن أعلم من يتهمني و ما هي حججه ؟ القاضي : هل تحتفظ بجمعية غير مرخص فيها ؟ د. شورو : لم أغادر السجن إلا منذ أقل من 4 أسابيع لم أتمكن فيها من مقابلة كل المهنئين من الأهل و الأحباب و الأصدقاء ، فكيف بالإحتفاظ بجمعية إن كان المقصود بها هي حركة النهضة ، التي تشرفت برئاستها طيلة سنوات خلت ، فذلك يتطلب فيما أعلم تنقلا بين الجهات و عقد لاجتماعات و مؤتمرات و انتخابات و تشكيلا لمكتب تنفيذي و مجلس شورى و مكتب سياسي وانتخابا لرئيس ، و كل ذلك فيما أعلم موجود خارج البلاد منذ آماد ..و لا وجود تنظيمي لحركة النهضة بالداخل فيما أعلم . القاضي : تقصد أنك تنفي التهمة الموجهة لك . د. شورو : لست في موقع الإتهام ، فما ذكرته عن التنكيل في السجون حقيقة لا ينكرها إلا مكابر و أكدتها كل التقارير النزيهة للجمعيات الوطنية و الدولية المستقلة و بلغني أن السلطة ذاتها اعترفت ببعضها و فتحت بشأنه تحقيقا لا أعلم مآله ، أما حديثي عن ضرورة تشريك الإسلاميين في الحياة السياسية فليس فيه ما يخرق قوانين البلاد بل الأولى مباركة جنوح الإسلاميين للحوار و الرغبة في خدمة يلادهم متناسين كل ما عانوه من تعذيب و اضطهاد و محاكمات ظالمة . القاضي : هل صرحت بما ورد في المحاضر . د. شورو : أجبت على أسئلة طرحت علي، و ليس لأحد أن يمنعني من التعبير عن رأيي بحرية طالما كان فيه ما أقدر أني أخدم به بلدي وأعبر عن مبادئ ضحيت بعقدين من حياتي من أجلها . القاضي : هل لديك ما تضيفه ؟ د. شورو : لا بد أن يأتي اليوم الذي يقتنع فيه الجميع أن الأفكار لا تقاوم بالسجون و لا المحاكمات ولا عصي الجلادين بل بالحوار الجاد المسؤول لما فيه خير البلاد ، عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 10 ديسمبر 2008) الرابط:http://www.alhiwar1.net/vb/showthread.php?t=15431
صحافي تونسي يتهم الحقوقية سهام بن سدرين بالمتاجرة بحقوق الإنسان
تونس , تونس, 11 كانون الأول-ديسمبر (يو بي أي) — اتهم رئيس تحرير مجلة كلمة الإلكترونية الصحافي التونسي الصحبي صمارة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين التي تدير المجلة المذكورة بالابتزاز والمتاجرة بحقوق الإنسان. وأعلن صمارة في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشيونال نسخة منه اليوم الخميس، عن استقالته من مهمته كرئيس تحرير للمجلة المذكورة،ومن عضوية المجلس الوطني للحريات الذي تديره أيضا بن سدرين، وذلك بعد أكثر من عام أمضاه في النضال من أجل إعلام حر وبديل،والدفاع عن حقوق الإنسان. وفي بيانه الذي وجهه إلى الرأي العام الوطني والدولي أرجع صمارة استقالته من رئاسة تحرير مجلة كلمة إلى ما وصفه بوجود فئة من الأفراد الإنتهازيين تلوث المشهد الحقوقي في تونس. وقال »على رأس هذه الفئة الانتهازية، توجد سهام بن سدرين التي تعاملت مع فريق مجلة وراديو كلمة بأفظع ضروب الاستغلال والخداع، وبما يتنافى مع ما تدعيه من خطاب حقوقي مزيف ». وتقدم بن سدرين (47 عاما) نفسها كناطقة باسم المجلس الوطني للحريات في تونس (هيئة محظورة)،وهي تدير في نفس الوقت نشرة كلمة على شبكة الإنترنت. ولم يتردد صمارة في بيانه في اتهام بن سدرين بأنها حولت التظلم من المضايقات إلى صناعة رابحة،وبإدعاء كونها مضطهدة لاستدرار التمويلات الأجنبية. كما اتهمها أيضا بممارسة الاستغلال المهين والفاحش لخيرة الشباب الجامعي الباحث عن ظروف الحياة الكريمة والطامح لنحت صورة إعلام وطني بديل. واعتبر أن تلقي سهام بن سدرين مبالغ مالية تفوق نصف مليون يورو سنويا من جهات أجنبية مختلفة تحت لافتة الإعلام البديل والنضال الحقوقي،يجعل من الشعارات التي تطلقها بن سدرين مجرد واجهة شكلية للاستثمار المالي في قيم حقوق الإنسان وقضايا الحريات. ولم يتسن الاتصال بسهام بن سدرين لمعرفة ردها على هذه الاتهامات، حيث توجد حاليا خارج تونس،فيما أشارت كتابات صحافية في مدونات تونسية إلى أن استقالة صمارة من رئاسة تحرير نشرة كلمة جاءت عقب إقدام بن سدرين على طرد إحدى الصحافيات العاملات بهذه النشرة بشكل تعسفي.
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
من دروس مهرجان الابتزاز التضامني-يومان للتبرع الابتزازي وسنة كاملة للاستجداء؟؟؟
مراد رقية ان لمن المفارقات العجيبة الغريبة ومن علامات قيام الساعة في « بلد الفرح الدائم » أن تتصدر مدينة قصرهلال،مدينة 2مارس1934،المدينة المحاصرة،المتنكر لها،المضحى بها قائمة معتمديات ولاية المنستير وأن تحقق رقما قياسيا ابتزازيا خلال يومي مهرجان التضامن الابتزازي ليومي30 و1 ديسمبر2008؟؟؟ ولعل ما يثلج الصدر حقيقة أن ذات المسؤولين الاداريين الحريصين على تكريس الرداءة والجمود والرضى بالدون داخل المدينة بدعم من السلط الوطنية والجهوية ممثلين في رئيس البلدية التجمعية،وفي معتمد المدينة والصنف الابتزازي الملحق به وهو صنف »العمد » أو المشايخ الترابيون هم الذين أبلوا البلاء الحسن في تعهد واخراج هذا المهرجان التضامني الابتزازي المتميز بوصول غنيمتهم الى ما مجموعه120 ألف دينار؟؟؟ وفي حين اختص رئيس البلدية ومعتمد المدينة ب » »الحيتان الكبيرة » وهو أصحاب الوحدات الصناعية الكبرى والمشاريع المتميزة،اهتم العمد بصغار التجار والصناعيين وعامة المواطنين حرفاء معاملاتهم الادارية،ولا ننسى هنا التنويه بدور مديري المؤسسات التربوية الذين ابتزوا بثبات وحرص أكيد التلاميذ وأوليائهم على اختلاف مستوياتهم وامكانياتهم مساومين اياهم بشهادات التقدير تارة،وبالطرد الوقائي تارة أخرى،وببيع بطاقات الدخول بدينار واحد للمتخلفين عن الدروس،وبتثبيت الصناديق الحائطية تأصيلا لهذه الممارسات الابتزازية التجمعية التي أصبحت أمرا واقعا من الممكن أن يتطور في السنة القادمة من يومين الى ثلاثة أيام متحولا شيئا فئيئا الى قطار ابتزازي تضامني برغم أن المتبرعين المتضررين من التضخم ومن تدهور قيمة الدينار وتوالي مناسبات هتك طاقتهم الشرائية ،وقدرتهم الانفاقية عبر محطات شهر رمضان والعودة المدرسية وعيد الفطر هم أولى الناس بأموالهم؟؟؟ » وقيل قديما »لا تخرج الصدقة »،أو »جحا أولى بلحم ثورو » ونقول لمسؤولي المدينة الذين يعتبرون شهود زور على نكبه مدينة قصرهلال وحرمانها حقوقها من المرافق والامكانيات والمشاريع لقد ضمنتم الوصول الى المقدار القياسي من المد الابتزازي التضامني،وتفوقتم على مدينة المنستير وهي المحتكرة لكل المرافق والخدمات والامكانيات،فهل تقدّر لكم السلط الوطنية والجهوية هذا الجهد المتميز بتمكين مدينة 2 مارس1934 من حقوقها المغتصبة بعد اثبات قدرتها على الدعم والمساندة كما كانت تقوم بذلك أيام الكفاح التحريري،أم أن هذه السلط يمكن أن تقكر بنقلكم بمثل خطتكم الى مدينة المنستير عاصمة الولاية بعد تفوقكم عليها تحصيلا للأموال خلال يومي المهرجان الابتزازي التضامني؟؟؟ واذا قبل المسؤولون المحليون على أنفسهم تحقيقا لمصالح ومآرب شخصية القبول بالأمر،فنحن لا نقبل بأن نتبرع بسخاء خلال يومين ،ثم نعود للاستجداء كامل أيام السنة تحصيلا لحقوق مدينتنا من مختلف الامكانيات والفرص المحجور عليها قياسا على وحدات أخرى تحظى بالدعم غير المحدود دون أن تلزم نفسها ومواطنيها بالوصول الى ذات المردود الابتزازي لمدينة قصرهلال،المحاصرة،المتنكر لها،المضحى بها؟؟؟؟؟؟
الشيخ راشد الغنوشي ضيف على قناة البي بي سي
الخميس, 11 ديسمبر/كانون الأول 2008 تستضيف قناة البي بي سي العربية يوم غد الجمعة الشيخ راشد الغنوشي للحديث عن واقع حقوق الإنسان في العالم العربي و العوائق التي تحول دون تطورها، وذلك على الساعة السابعة وعشر دقائق مساء بتوقيت غرينيتش
(نقلا عن موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 11-12-2008)
حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
نشرة الكترونيّة عدد 81 – 11 ديسمبر 2008
9 ديسمبر 1953: شركة « جينيرال إليكتريك » تعلن طردها لكلّ العماّل الشيوعيين. هذه الشركة هي إحدى رموز الرأسماليّة الأمريكيّة. لها فروع في أكثر من مائة دولة وهي معروفة أيضا بدعمها لألمانيا النازية وبتأييدها لحربي الخليج الأولى والثانية.
9/11 ديسمبر 1960: الجزائر تشهد مظاهرات كبيرة ومواجهات دامية بين الجزائريين والجيش الفرنسي بسبب زيارة شارل ديغول للبلاد.
11 ديسمبر 1964: الثوري تشي غيفارا يلقي خطابا أمام الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في نيويورك. ويختمه بعبارته الشهيرة: « وطن أو موت ».
10 ديسمبر 1978: الرئيس المصري أنور السادات يتحصّل على جائزة نوبل للسلام بعد اعترافه بدولة الكيان الصهيوني. أقتسم الجائزة مع المجرم الصهيوني مناحيم بيغن.
تونس، الحوض المنجمي: بدأت يوم الخميس 04 ديسمبر في مدينة قفصة محاكمة 38 متهما من نشطاء الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي. حضر الجلسة عدد من مكونات المجتمع المدني والنقابات ومنهم عضوين من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إلى جانب ممثلين عن نقابات جزائرية ومغربية وفرنسية. كما حضرها وفد عن « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم » تكوّن من الجنيدي عبد الجواد عضوي المكتب السياسي لحركة التجديد و النائب البرلماني عادل الشاوش عن نفس الحركة، ومحمد الكيلاني المسؤول عن حزب الاشتراكي اليساري، وعبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. فيما منعت السلطات عضوات المكتب الوطني لجمعية النساء الديمقراطيات من التوجه نحو قفصة. وطالب المحامون (حوالي 90 محام) بتأجيل الجلسة والافراج عن المتهمين والنظر في شكواهم بخصوص سوء المعاملة. وقرّرت المحكمة تأجيل القضية ليوم 11 ديسمبر 2008 وأفرجت مؤقتا عن ثمانية أفراد.
تونس، الحلف الأطلسي والتطبيع: اعلن مؤخّرا عن انعقاد اجتماع في الثلاثيّة الأولى من السنة القادمة في مدينة العامريّة جنوب اسبانيا، سيجمع الدول اعضاء حلف شمال الأطلسي مع كلّ من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والأردن ودولة الكيان الصهيوني. وأشاد وزير الخارجية الاسبانية بالتطوّر الايجابي في العلاقات بين الدول العربيّة والكيان الصهيوني، فيما ذكّر السكريتير العام للحلف بـ »أنّ سلامة دول الحلف ملازمة لسلامة بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط ».
تونس، يورانيوم: بدأت الاستعدادات لدراسة مشروع استخراج اليورانيوم من منطقة الحوض المنجمي في الجنوب التونسي. ويبدو أنّ الخطوط العريضة للمشروع جاهزة وستبدأ الدراسة الميدانيّة قريبا حسب ما ذكرت الوكالة الاسبانية للأنباء يوم الثلاثاء 09 ديسمبر. وذكر نفس المصدر أنّ مجمّع الشركات الفرنسي « أريفا » قد قدّم عرضا يشمل دراسة المشروع واستخراج اليورانيوم وبناء مفاعل نووي في غضون عشر سنوات وفي نفس منطقة الحوض المنجمي.
تونس، الاتحاد من أجل المتوسّط: لم تقدّم الحكومة التونسيّة إلى حدّ اليوم ترشحها لمنصب السكرتير العام بعد أن « تنازلت » عن طموحها في احتضان مقرّ الاتحاد من أجل المتوسّط لصالح مدينة برشلونة. وقد كانت المناصب قد
وزعت على النحو التالي: الرئاسة لفرنسا ومصر، السكرتير العام المساعد لدولة الكيان الصهيوني وفلسطين وتركيا ومالطا واليونان وقبرص، المقرّ لاسبانيا. بقيت السكرتيرية العامة والتي سترجع إلى احدى دول المغرب العربي. وامام مقاطعة ليبيا وعدم اهتمام المغرب وخوف تونس من الفشل مرّة اخرى، تبقى الجزائر التي لا تخفي طموحها.
المغرب الأقصى، تطبيع: يبدو انّ زيارة وزيرة خارجية الكيان الصهيوني، تسيبي ليفني، إلى المغرب الأقصى أصبحت وشيكة حسب ما ورد يوم الاثنين 8 ديسمبر على موقع عرب 48. إذا ما تمّت هذه الزيارة فستكون الرسمية الأولى منذ سنة 2003. كما يبدو أنّ طرح فكرة الزيارة قد تمّ أثناء مشاركة المدير العام لوزارة الخارجية أهارون أبراموفيتش في الدورة الأولى لـ « ميدايز » التي نظّمها « معهد أماديوس » في مدينة طنجة أيام 26 و27 و28 نوفمبر الفارط (راجع نشرتنا السابقة).
لبنان، الجبهة الإجتماعية: بدعوة من هيئة التنسيق لروابط (نقابات) المدرّسين وموظّفي القطاع العام، جرى اعتصام بالمجلس النيابي، أثناء مناقشته مقترحا للحكومة حول الرواتب سبق رفضه من قبل العاملين والموظفين، ودعت هيئة التنسيق إلى إضراب يوم 17/12/08 من أجل تحسين الأجور وسلّم التّدرّج في الوظيفة… الأخبار 05/12/08
مصر، تحرّكات عمّالية: بلغ عدد الاحتجاجات التي تمّ رصدها خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر لعام 2008، 31 احتجاجا، وقد بلغ عدد من تمّ رصده ممن شاركوا في الاعتصامات أو الإضرابات أوالتظاهرات والوقفات الاحتجاجية 7 آلاف عامل، ومن هددوا 4 آلاف عامل، هذا وقد بلغ عدد الاحتجاجات في القطاع الصناعي 10 احتجاجات، بينما بلغ عدد الاحتجاجات في قطاع الخدمات 21 احتجاجا. من تقرير المرصد النقابي والعمالي المصري.
مصر: توفي محمد مدبولي ودفن في يوم 6 ديسمبر، وهو صاحب مكتبة مدبولي المطلّة على ميدان طلعت حرب بالقاهرة، تولّى نشر أعمال جمال الغيطاني ويوسف القعيد، وأشعار أحمد فؤاد نجم ونزار قبّاني. وهاجمه الإخوان المسلمون لتوزيعه « كتب العلمانيين » مثل ناصر حامد أبو زيد ونوال السّعداوي وعبد الله القصيمي، كما أقام النظام المصري ضده 24 قضيّة « أمن دولة »، وصدر ضدّه حكم بالسجن لمدة عام سنة 1991 (لم يتم تنفيذه) بسبب توزيع كتاب « مسافة في عقل رجل » لعلاء حامد، لكنّه في آخر أيامه أصبح يرفض نشر مثل هذه الكتب « لأنّها تمسّ من قيمة الذات الإلهية ».
عمالة بالوراثة؟: أعلنت صحيفة « يدعوت أحرنوت » الصّادرة يوم الأحد 7 ديسمبر 2008 أن الملك حسين (ملك الأردن) التقى « غولدا مائير » (رئيسة وزراء الكيان الصّهيوني) يوم 25 سبتمبر 1973، أي قبل 10 أيام من اندلاع حرب 6 أكتوبر، وأخبرها عن استعدادات سوريا ومصر العسكرية تهيئة للحرب، لكنها لم تأخد تحذيره على محمل الجد…سبق أن أظهرت وثائق وكالة المخابرات المركزية عمالته لها، أما بخصوص الموساد فكانت مجرد شكوك.
السعودية: بمناسبة موسم الحج (3ملايين حاج)، أعلنت حكومة السعودية أنها وفّرت مروحيات حديثة، و1471 كاميرا لرصد ما يقع في محيط الحرم المكّي، و100 ألف « رجل أمن » لحمايته… كم شرطيا في السّعودية؟ عن « الحياة » 06/12/08
اليونان، اضراب عام: عرفت اليونان أمس الأربعاء اضرابا عاما لمدّة 24 ساعة للتنديد بسياسة الحكومة الاقتصادية وبالفساد والرشوة التي طغت في البلاد. ويبدو أنّ الحركة الاحتجاجية قد بثت الخوف في عدد من الدول الأوروبية التي تخشى انتشار غضب طبقاتها الكادحة فلم تتوقف وسائل الاعلام البورجوازية عند خبر الاضراب العام بل ركّزت على « اعمال العنف التي يقوم بها شباب متطرفون » بعد مقتل شاب يوم السبت الماضي « برصاصة أطلقت في الهواء ولكنّها ارتدت » لتصيب شابا في صدره.
الصّين، بطالة: جرت مشادّات بين الشرطة والعاطلين عن العمل، الذين لم يتمكّنوا من دخول معرض التّوظيف الذي نظّمته السّلطات في مقاطعة « هينان »، بسبب تجاوز عدد راغبي الدخول قدرة استيعاب المعرض… تحتاج المدن الصّينية إلى خلق 24 مليون وظيفة سنويا، لكنها لا تستطيع تأمين نصف هذا العدد مما يهدّد « الإستقرار الإجتماعي » في الصّين…وكالة الصحافة الفرنيسة (أ.ف.ب.) 04/12/08
الولايات المتّحدة: كتب « هنري كسنجر » (مستشار الأمن القومي ووزير خارجية الرئيسين رتشارد نكسون وجرالد فورد) مقالا في صحيفة « واشنطن بوست » عبّر فيه عن ارتياحه الكبير لتعيينات الرئيس الجديد كالإبقاء على روبرت غيتس في منصب وزير الدفاع وتعيين جيس جونز مستشارا للأمن القومي (وهو قائد سابق لقوات الحلف الأطلسي وللمارينز)، وهيلاري كلنتون في الخارجية، مع العلم أن كسنجر دعم المرشح الجمهوري « جون ماكين »… أ.ف.ب. 05/12/08
الولايات المتّحدة: خسر الإقتصاد الأمريكي 533 ألف وظيفة في شهر نوفمبر(1,25 مليون وظيفة في 3 أشهر)، الشيء الذي لم يحصل منذ ديسمبر 1974… أما أكبر ثلاث شركات صنع السيارات فقد طلبت مساعدة (من الدولة أي من أموال الشعب) بقيمة 34 مليار دولار، متعلّلة بان عدم حصولها على هذا المبلغ يؤدي بها إلى الإفلاس، وتكلفته أكثر من هذا المبلغ…نذكر أن قطاع صناعة السيارات في الولايات المتّحدة خسر 300 ألف وظيفة منذ عام 2000 س.ن.ن 06/12/08
جوع: سجّلت قائمة الجوع الدولية هذا العام ارتفاعاً بمقدار 40 مليون نسمة إضافيين وقعوا في براثن الجوع بسبب تصاعُد أسعار المواد الغذائية في المقام الأوّل، وفقاً لتقديراتٍ أوّلية صَدرت اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة. وبهذا العدد الجديد يسجِّل مجموع مَن يعانون من نقص الغذاء في العالم عام 2008 زيادةً إلى 963 مليوناً، مقارنةً برقم 923 مليون نسمة عام 2007… يعيش السَواد الأعظم من سكان العالم الذين يعانون نقص التغذية- نحو 907 مليون نسمة- لدى البلدان النامية، وفقاً للبيانات المُستَحصلة عام 2007 والواردة في تقرير المنظمة « حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم. من تقرير منظمة الاغذية والزراعة للامم المتّحدة 09 ديسمبر 2008.
(المصدر: قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بتاريخ 11 ديسمبر 2008) الرابط:
http://www.hezbelamal.org
حول توفّر مادة الحليب علمنا أن المخزونات التعديلية لحليب الشراب تبلغ حاليا حوالي 24 مليون لتر، وهي كمية كافية لتغطية حاجيات الاستهلاك لأكثر من ثلاثة اشهر. مع العلم أن الانتاج الشهري يفوق 30 مليون لتر وأن معدل الاستهلاك لا يتجاوز مليون لتر في اليوم. جائـزة فتحت وزارة الشؤون الدينية بداية من غرة ديسمبر الجاري والى غاية 30 جوان القادم باب الترشحات لنيل جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الاسلامية بعنوان سنة 1430 هجري/ 2009 ميلادي. مؤلفات مرجعية من المتوقع أن تتوج التظاهرة الاقليمية (القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009) باصدار مجموعة من المؤلفات المرجعية حول مدينة القيروان، يجري حاليا اعدادها من قبل جامعيين ومتخصصين في التراث والتاريخ. تعديلات منتظرة لا يستبعد أن تشهد التشريعات المتعلقة بالمسنين تعديلات جديدة ستطول ـ على الأرجح ـ الاجراءات الحمائية للمسنين والاعفاءات المتعلقة بالخدمات الاجتماعية الى جانب التكفل بالمسنين داخل الأسر. وتأتي هذه التعديلات المرتقبة على خلفية التغيّر الملحوظ في مستوى بنية المجتمع التونسي المتجه نحو التهرم السكاني خلال السنوات والعقود المقبلة. مدارس فرنسية كشفت أرقام احصائية وجود نحو 4 آلاف تلميذ تونسي وألف فرنسي الى جانب نحو 400 من التلاميذ الأفارقة من المسجلين ضمن المدارس الفرنسية بتونس. وكانت الحكومة الفرنسية خصصت حوالي 4 مليارات أورو لتفعيل المؤسسات التعليمية الفرنسية بالخارج، خاصة من حيث توسيع طاقة استيعابها. ويأتي هذا الجهد في سياق حرص فرنسا على استعادة دورها الثقافي، سيما باتجاه الدول المغاربية. السكن الجامعي لتشجيع المستثمرين في مجال السكن الجامعي، تم الى غاية شهر اكتوبر 2008 اصدار 38 أمرا يتعلق بالموافقة على التفويت بالدينار الرمزي في قطع أرض دولية كائنة بالمدن الجامعية بولايات سوسة وبنزرت والمهدية والكاف وجندوبة ومنوبة على مساحة جملية ناهزت 7 هكتارات. وفي المقابل تم استصدار 10 قرارات في اسقاط حق المستثمرين الذين أخلوا بشروط انجاز المبيتات الجامعية في آجالها. أفضل مناخ أعمال اظهرت النتائج الاولية لدراسة ميدانية أعدها مركز المسيرين الشبان التابع للاتحاد التونسية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أن ولاية صفاقس توفر أفضل مناخ أعمال في البلاد وقد تم ترتيب الولايات بعد اسنادها اعدادا من 1 الى 5 حسب العديد من المؤشرات وقد تحصلت صفاقس على معدل عام 3.258 نقطة. وتشهد جهة صفاقس في المدة الاخيرة حركية هامة على مستوى الاستثمار والتصدير واهتماما واسعا من عديد المؤسسات من تونس والخارج للانتصاب بها. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 ديسمبر 2008)
وزير تونسي بلادنا مؤهلة لأن تكون في مرتبة الشريك المتقدم للاتحاد الأوروبي
تونس (11 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – قال وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله الخميس إن بلاده « مؤهلة لان تكون في مرتبة الشريك المتقدم » للاتحاد الأوروبي، وارتأت سحب ترشحها لاحتضان مقر سكرتارية (الاتحاد من اجل المتوسط) أو شغل منصب الأمين العام لهذا الهيكل الإقليمي « حرصا على توفير أفضل الظروف لانطلاق عمل الاتحاد و تجنب حصول أية تعقيدات ». وأضاف الوزير في رده على تساؤلات عدد من أعضاء مجلس المستشارين أن تونس حريصة على الإسهام في نجاح مبادرة الرئيس ساركوزي وضمان التزام جميع الشركاء بتنفيذ المشاريع المعلن عنها في قمة باريس بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة وهو ما دفعها إلى سحب ترشها تجنبا لحصول أية تعقيدات بخصوص اختيار مقر الاتحاد. وكانت تونس قد أعلنت يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أنها لن تحتضن مقر سكرتارية الاتحاد من اجل المتوسط ولا تريد أيضا شغل منصب الأمين العام قبيل أيام من الاجتماع الوزاري المشترك للدول الأعضاء في الاتحاد الذي عقد في مدينة مرسيليا الفرنسية يومي في الثالث والرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم. من جهة ثانية، قال عبد الله إن تونس مؤهلة لان تكون في مرتبة الشريك المتقدم للاتحاد الأوروبي وهي « مرتبة تكتسي أهمية بالغة اقتصاديا وسياسيا لاسيما في ظروف الأزمة التي يمر بها العالم اليوم » منوها بأن الدول الأوروبية أثنت خلال انعقاد الدورة السابعة لمجلس الشراكة في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على نجاحات حكومة بلاده وإصلاحاتها الرائدة وأعربت عن ارتياحها للمراحل المتقدمة التي قطعتها تونس علي درب التقدم والتنمية. (المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء بتاريخ 11 ديسمبر 2008) الرابط:http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Politics/?id=3.0.2804915606
المنظمة العربية للتربية والثقافة تعقد مؤتمرها في تونس
تونس في 11 ديسمبر / قنا/ تعقد في تونس في الفترة ما بين 18 و 20 ديسمبر الحالي اجتماعات المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم » الالكسو » في دورته التاسعة عشرة على ان تسبقه اجتماعات مجلسها التنفيذي في دورته الثامنة والثمانين وذلك في الفترة ما بين 14 و16 من نفس الشهر. وتناقش هذه الاجتماعات ـ وفق مصادر المنظمة في تونس ـ مجموعة من الموضوعات المتصلة بالعمل العربي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة من بينها تقريران لمديرها العام الأول حول تنفيذ برامج المنظمة فيما بين دورتي الانعقاد السابقة والحالية والثاني حول أنشطتها خارج البرامج والمشروعات الممولة من مصادر خارجية فيما بين نفس الدورتين. كما تبحث الاجتماعات التقرير الموحد حول القوى البشرية في الوطن العربي لعامي 2005ـ2006 والدراسة التحليلية للبيانات الواردة من الدول الأعضاء في مجالات التربية والثقافة والعلوم ومحو الأمية وكذلك القدس والأوضاع التربوية والثقافية والتعليمية في فلسطين ودعم المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية في كل من جيبوتي والصومال وجمهورية القمر المتحدة والسودان والعراق. وفضلا عن هذه التقارير والموضوعات تناقش الاجتماعات مشروع موازنة المنظمة للدورة المالية 2009 ـ 2010 وأماكن عقد أنشطتها للفترة نفسها وشغل منصب مديرها العام خلفا لمديرها العام الحالي الدكتور المنجي بوسنينة / تونس / الذي قضى في هذا المنصف ولايتين تمتد كل منهما لثلاثة أعوام. وعلم مراسل وكالة الأنباء القطرية في تونس ان هناك توافقا عربيا حول مرشح وحيد لخلافة بوسنينة في هذا المنصب وهو السيد محمد العزيز بن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي السابق. (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب الحديث عن مفاجأة تخفـيها قائمة انتخابـية!!
عريضة تدعو لـ«تصحيح مسار الاتحاد وطي صفحة الماضي» النظام الداخلي يكفل للهيئة المـديرة البت في صحة الترشحات!
تونس/الصباح: استعاد مقر اتحاد الكتّاب التونسيين حركيته منذ صباح امس بعد عطلة عيد الاضحى المبارك.. واختار بعض الاعضاء فضاءات محيطة به للتلاقي وتبادل الآراء المواقف وحتى «التلصص» لمعرفة آخر أخبار المترشحين وتقييم حظوظ النجاح.. … وفي ذات الوقت استغل اعضاء آخرون عطلة عيد الاضحى لزيارة اهاليهم داخل البلاد وعقد «لقاءات ثنائية» مع بعض الاسماء التي يمكن ان يكون لها حضور فاعل في المؤتمر القادم و«التنسيق» مع آخرين وفق توجه محدد مسبق من شأنه ان يضمن اوفر حظوظ النجاح في المؤتمر القادم. من سيترشح؟ من سيترشح.. سؤال جوهري ورئيسي يجري تداوله هذه الايام.. فهناك من يقدم اسماء كمتراهنين بارزين.. لكن سرعان ما يتم نفي هذه الترشحات من قبل آخرين.. لكن ما يمكن التأكيد عليه في هذه المرحلة ان المؤتمر القادم لاتحاد الكتاب يخفي اكثر من «مفاجأة.. حيث تتحدث الأخبار عن قائمة انتخابية تمت فيها مراعاة «التوازن» بين الجهات.. هذه القائمة هناك شبه اجماع كامل على انها تحمل بداخلها كل مقومات النجاح وقد حرص اصحابها على التكتم عليها وعدم الافصاح عن تركيبتها الا في اللحظات الاخيرة على حد تعبير المصدر الذي استقينا منه هذا الخبر. عريضة داخل البلاد؟ وفي ذات الوقت ووفق معطيات لا يرقى لها الشك فانه حسب مصدر جدير بالثقة تحدث الينا أكد «تداول عريضة» بين الأعضاء في كامل البلاد شبيهة بالعريضة الشهيرة المعروفة بـ«102 عضو» خلال فترة الراحل الميداني بن صالح.. وهذه «العريضة» الجديدة تدعو الأعضاء الى «ضرورة تصحيح مسار الاتحاد والقطع النهائي مع الماضي وسلبياته والنداء الملح حتى تكون الانتخابات القادمة حرّة ونزيهة وبشفافية مطلقة». وأكد مصدرنا في هذا الاتجاه ان العريضة حققت ـ الى حد الآن ـ اقبالا هاما قد يحقق رقما قياسيا في عدد الامضاءات. الفصل السادس.. مرة أخرى حمل البلاغ الصادر عن الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين حول فتح باب الترشح وموعد المؤتمر اشارة ملفتة للانتباه تتضمّن ضرورة ارفاق مطلب الترشح بوصل تسديد الاشتراك وهذا يعني ضمنيا أن باب الترشح مفتوح لكل من سدّد اشتراكه بقطع النظر عن تاريخ تسديد هذا الاشتراك.. وفي ذلك اشارة ـ وفق ما هو متداول ـ الى ان امكانية الترشح هي في المتناول دون العودة لما جاء في الفقرة الاولى من الفصل السادس على اعتبار ان الهيئة المديرة للاتحاد ووفق ما جاء في مقدمة النظام الداخلي لها «الصلوحية التامة» في «تهيئة النظام الداخلي للجمعية» حيث نقرأ في هذه المقدمة. «طبقا لما نص عليه الفصل السادس عشر من النظام الاساسي للاتحاد والذي جاء فيه ان «للهيئة المديرة الصلاحيات التامة للقيام بجميع العمليات التي هي من متعلقات الجمعية باستثناء القرارات التي هي من مشمولات الجلسة العامة كما يمكن لها تهيئة النظام الداخلي للجمعية». وهذا ينطبق ايضا على الاعضاء الذين يرغبون في حضور المؤتمر والتصويت والذي يفترض أن يكون العضو خالصا في الاشتراكات قبل 3 اشهر عن موعد المؤتمر.. الا ان هذا الفصل قديم جدا ولم يقع تطبيقه لانه تاريخيا وكل الاعضاء يعرفون ذلك ان باب تسديد الاشتراكات للعضوية يبقى مفتوحا حتى يوم المؤتمر. والخلاصة التي يمكن استنتاجها بدون الدخول في الكثير من التفاصيل ان الهيئة المديرة للاتحاد هي صاحبة القرار النهائي في كل هذه المسائل التي هناك دعوة ملحة لاعادة النظر فيها في المؤتمر القادم. ملفات «ساخنة» في خضم هذه التفاعلات والنقاش تبرز على السطح عديد الملفات «الساخنة» على طاولة المؤتمر القادم منها كما سبقت الاشارة الى ذلك اعادة النظر في بعض فصول القانون الاساسي ومدى «توافقها وتلاؤمها» مع النظام الداخلي للاتحاد ثم مجلة المسار التي لم تقدر بعد على «ترسيخ» حضورها في المشهد الابداعي التونسي حيث اصبح من الضروري اعادة «هيكلتها» بشكل يجعل منها منبرا يتفاعل «ايجابيا» مع الحركة الابداعية التونسية.. ثم لا بد هنا من الاقرار بفشل «تجربة الاقاليم» في تركيبة الهيئة المديرة.. والكل يعرف ان «توزيع المناصب» على الاعضاء في الهيئة المديرة الحالية أثر «سلبيا» على عطاء الاعضاء.. وهذا يعني ضرورة التفكير في صيغة جديدة تكفل حضورا اكثر فاعلية في عمل الهيئة المديرة القادمة للاتحاد. محسن بن أحمد (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
مشعوذ تونسي يغتصب فتاة بعد إيهامها بوجود « نحس يعطل زواجها »
تونس 11 كانون أول/ديسمبر(د ب أ)- ذكرت تقارير اليوم الخميس أن الشرطة التونسية اعتقلت مشعوذا اغتصب فتاة « عانسا » قصدته لتزويجها بعد أن سقاها محلولا مخدّرا قال لها إن فيه « شفاء من نحس يعطل زواجها ». وقالت صحيفة « أخبار الجمهورية » التونسية إن امرأة يئست من زواج ابنتها التي طالت عنوستها قصدت المشعوذ ذائع الصيت بعد أن سمعت أن « يده تجمد الماء » وطلبت منه تسهيل نصيب الفتاة. وأضافت أن الأم والبنت زارتا المشعوذ في أكثر من مناسبة لمتابعة « حصص العلاج » مغدقتين عليه كل مرة الأموال والعطايا أملا في قدوم عريس يطلب يد العانس. وأعجب المشعوذ /60 عاما/ يوم الواقعة بالفتاة فأبلغ أمها أن ابنتها منحوسة لأن « جنا » يسكن جسدها وأن إخراجه يستوجب تناول الأم والفتاة معا محلولا خاصا فوافقتا على ذلك. وجرد الجاني الفتاة من كامل ملابسها بعد أن غطت هي وأمها في نوم عميق بفعل المخدر وشرع في العبث بجسدها. وعندما كان المشعوذ في قمة نشوته حدث ما لم يكن في الحسبان إذ انتهى مفعول المخدر لدى الأم فاستفاقت على مشهد الرجل جاثما فوق ابنتها العارية فأطلقت صراخات استغاثة وما هي إلا لحظات حتى هب الجيران وزبائن مقهى مجاور لمحل المشعوذ لاستجلاء الأمر وعلى الفور تم إعلام الشرطة التي اعتقلت المشعوذ. (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
كمال بن يونس بعض البرامج الثقافية وحصص الحوار التي تبث في عدد من القنوات الاذاعية والتلفزية بدأت تفهم أن شباب القرن الـ 21 ـ الذي يمكن أن يختار بين آلاف الفضائيات ـ يحتاج الى تجديد في الشكل والمضمون عند التوجه إليه .. شباب اليوم لم يعد يقبل الوعظ المباشر.. بالاساليب التقليدية ..سواء تعلق الامر ببرامج ثقافية أو دينية ..أو بحصص لمناقشة ظواهر سلوكية واجتماعية خطيرة ..مثل الانحراف في المدارس والمعاهد والمقاهي وملاعب كرة القدم ..أوالجريمة في اشكالها الجديدة ..أو تعاطي المخدرات والادمان على تناول الاقراص الممنوعة والمؤثرات العقلية المتفرقة ..او الفشل المدرسي والعائلي .. في هذا السياق سجلت مؤخرا ايجابية بعض البرامج الحوارية الذكية بين الاستاذ كمال عمران في اذاعة الزيتونة مع صحفية شابة من الاذاعة خلال حوارهما التلقائي حول العلاقات بين الابناء والاباء.. أو بين الاجوار.. كما سجلت ايجابية اثراء هذه الاذعة التي تحاول تقديم قراءة مستنيرة ومعتدلة للاسلام ببرامج منوعات وتعليقات يشارك فيها بعض المثقفين باسلوب خفيف ومستساغ مثل الشاعرة والكاتبة جميلة الماجري والمحامي الشاذلي بن يونس والاعلامي وليد التليلي وعالمات نفس واجتماع وتغذية.. الخ وفي القنوات الاذاعية والتلفزية الشبابية والخاصة التي نجحت في مرحلة سابقة في استقطاب قسم من الراي العام الوطني ..والشبابي خاصة ..لا باس من الاعتراف بالحاجة الى وقفات تامل وتفكير ونقد ذاتي ..لان الشباب يحتاج الى لغة جديدة في التعامل معه ..وهو يريد حوار حقيقيا معه ..ولا يقبل توجيه مزيد من المواعظ له وازعاجه بخطب وبلاغات تسهب في التنويه بالحوار ..لكنها تقصيه وتتجاهل طموحاته للمشاركة في صنع القرار.. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 ديسمبر 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
السبيل أونلاين – في المسألة الحضارية – الحلقة السادسة
الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (10)
تأطير ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة السادسة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لرسالة أعدت لنيل رسالة الماجستير بكلية التاريخ بالجامعة اللبنانية في التسعينات من القرن الماضي بعنوان (الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال واقع التجربة البورقيبية 1956-1987) للتونسي صلاح القطايفي . عثرنا على هذه الرسالة المغمورة والمغمور صاحبها، رغم أهمية موضوعها. وقد وجدناها رسالة بذل فيها صاحبها جهدا واضحا في تناول موضوع مهم يتعلق بالواقع التونسي ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة الذي تمر بها البلاد وتمر بها الحركة الإسلامية بتونس. إن موضوع الرسالة تتطرق ضرورة إلى موضوعات الدين والدولة والعلمانية والسياسة والحركة الإسلامية، وإلى جذور وجودها في الواقع التونسي الحديث. ونحن في هذه المرحلة الحضارية الدقيقة التي يمر بها بلدنا أحوج ما نكون إلى وقفات من هذا القبيل، وإلى رجوع إلى الجذور وإلى الأصول، وإلى مقارنة ما أصبح عليه الواقع بكل ذلك… سنقدم هذه الرسالة – التي يتجاوز حجمها 100 صفحة – على أجزاء ، أحيانا مع تخفيفٍ واختصار من تعقيدات الأكادميين وأهل الإختصاص، وأحيانا أخرى مع تخفيفِ أو إسقاط بعض الفقرات التي قد ترهق أو لا تهم المتابع غير المختص ، وكل ذلك مع ما يقتضيه أحيانا من تصرف خفيف في الصياغة للربط والوصل. يقدم صاحب البحث رسالته بقسم منهجي، وقد قدمناه في الجزأين الأول والثاني ، ثم بمدخل نظري جعلناه قسمين، وقد قدمنا الأول منهما في الجزء الثالث من هذه السلسلة، وقد تناول تطور العلاقة بين الديني والسياسي، منذ تبوئ الإسلام هذه البلاد إلى بداية عهد الاستقلال ، وهيمنة الدولة الحديثة على المؤسسات الدينية، وبروز الصراع بين مشروعين حضاريين؛ و قدمنا الثاني منهما في الجزء الرابع من هذه السلسلة وذلك في العنصرين التاليين: الدولة الحديثة، الاجتهاد وتأويل المراجع الدينية / الإسلام الاحتجاجي ووظيفة الاستثمار المزدوج للدين والسياسة . بهذا نكون قد أنهينا تناول المقدمات لنبدأ تناول الفصل الأول من جملة فصول البحث الخمسة، وهو فصل بعنوان « التراكمات التاريخية – الاجتماعية ووظيفة الخطاب النهضوي الإصلاحي « ، ويشمل قسمين، الأول منهما يتناول « الضوابط النظرية وآليات التفكير »، وقد تناولناه في الجزء الخامس من هذه السلسلة ؛ والثاني منهما – الذي خصصنا له الجزء السادس – يتطرق إلى السياسي والديني مكانة ووظيفة . وأما الفصل الثاني، فهو بعنوان (قراءة تأليفية لأنماط الخطاب الإصلاحي والتحديثي في تونس)، وقد بدأنا تناوله من الجزء السابع الذي دار حول (الخطاب الديني: الحدود والتناقضات)، ثم دار الجزء الثامن حول (الغرب، بين المقول العلماني والكتابة السلفية ) ، ودار الجزء التاسع حول (السياسة، في حدود العلاقة والتناقضات الممكنة)، وسيدور هذا الجزء العاشر حول (الإصلاح الاجتماعي: ضروراته الموضوعية ومشاريعه النظرية) وخاتمة الفصل. الإصلاح الاجتماعي: ضروراته الموضوعية ومشاريعه النظرية: مثلت المسألة الاجتماعية موضوعاً أساسياً لكل من السياسي والديني، فقد حملت تحولات التاسع عشر تصدعاً للهياكل التقليدية، فقدت فيها الروابط التقليدية وظائفها، كما عملت المواقف الحديثة على إضعافها وإزاحتها. بدت معها حركة الإصلاح الاجتماعي حالة ضرورية، موضوعية، تتجاوز أطر المشاريع النظرية، لتكون عملاً معرفياً تحتمي بداخله الذات أمام كونية الحضارة وشدّتها الجارحة، يقول الطاهر الحداد: «إن الإصلاح الاجتماعي ضروري لنا في عامة وجوه الحياة وعلى الخصوص ما كان متعلِّقاً بوجودنا في الحياة، وقد رأيت أن الإسلام بريء من تهمة تعطيله الإصلاح بل هو دينه القويم ومنبعه الذي لا ينضب، وما كان انهيار صرحنا إلا من أوهام اعتقدناها»(1). لم يكن هذا الإصلاح مطلباً أو نزعة، بقدر ما كان استجابة لذلك الواقع الاجتماعي بجميع مآزقه، فلم يكن يسعى لتحطيم مفاصل العلاقات الاجتماعية وأنسجتها السائدة، أو تأسيس علاقات بديلة تحل محلّها(2)، ذلك أن بدايات القرن التاسع عشر جلبت معها مفاهيم حديثة نسبياً، غمرت مستويات الاجتماع والسلوك البشري، فقد شهد كما يقول العروي: «شخصية مخالفة لفردية المجتمع التقليدي، فتبلورت في الأذهان شخصية المرأة الولد»(3). فحركة التحديث الاجتماعي ستكون محاولة لفهم أنماط التغير والنهضة الغربية، من خلال وعي الذات، بعد اختراق قيم العصرنة وتعرضها لجوانب المجتمع، إذ لم تكتف تلك التحوّلات بقشرة العلاقات الاجتماعية، بل تسربت في عمق المواقف وحالة الوعي والذهن. كانت القبائل والعشائر سمات تميِّز تركيبة البدو في تونس، تزيل الفردية، وتنفي حدّة الشعور بالكيان والشخصية. غير أن ما آلت إليه دولة التنظيمات وتجربتها السياسية أحدث وعياً للأفراد وأيقظ لديهم رغبة المشاركة السياسية في وسط الجماعة ذاتها، وتأكيد وضعهم القانوني، وحريتهم الفردية يقول الثعالبي: «إن القانون الإسلامي العام، قبل القانون العام الأوروبي يقيم نظام المجتمع على أساس مبادئ الحرية الفردية المنظمة واحترام الأشخاص والمكاسب التي هي ثمرة المجهود الخاص، وهو يعترف للفرد بحرية الفكر والرأي والاجتماع»(4). وكأن المجتمعات الإسلامية الحاضرة قد اغتربت عن نماذجها، وبات الوضع الاجتماعي خارج عتبات الفقه الإسلامي وأخلاقياته، حينما اختلت العلاقات الأليفة، وانهارت القيم، وعمّت الفوضى أركان المجتمع بعد أن تزايدت رغبة الحياة والعيش. إلا أننا نجد الثعالبي هنا أكثر تحرراً، تحت تأثيرات المناخ الليبرالي، فمبادئ « الحرية الفردية » و »المكاسب » و »الجهود الخاص » و »حرية الرأي والاجتماع » ليست سوى تعبيرات (des expressions) ترافقت مع مرحلة الليبرالية ومفاهيم دولة القرن التاسع عشر. يتحوّل فكر الاصلاحية السلفية إلى عملية معرفية شاقة تعيش على تأويل النصوص من الداخل، وتكييف العلاقات وفق قوانين العمل الاجتماعي اليومي، ويكون الاجتهاد مدخل الإصلاح وجوهر النهوض الاجتماعي. 1 – اليقين ثابت عند بورقيبة بعجز الدين والموروث لا يأخذ الإصلاح في كتابات بورقيبة قابلية الفهم ذاته، فاليقين ثابت بعجز الموروث إن كان في حدود النص، أو في مجال التأويل والاجتهاد. فاشتعال النعرات القبلية، وأشكال التطاحن والصدام العشائري – أخطر ما ورثناه عن التراث – دلالات واضحة لعجز حركات الإصلاح الأولى وفشلها، جمال الدين الأفغاني، الشيخ محمد عبده، مرجعياتها الدينية التي اخفقت في تحقيق مراقبة اجتماعية فاعلة إذ «لم تنجح في إرجاع العهود الإسلامية وبعثت مجد المسلمين من جديد لأنه لم يكن أن ينجح العود إلى الأعقاب ولا إدراك ملابسات صدر الإسلام والتطورات العقلية والمجد الذي كوّنته ظروف خاصة وعقول ممتازة ومحاولة إرضاخ العقل البشري والأوضاع إلى تلك الملابسات بينما يعيش العقل الاسلامي مع شعوب في أوروبا أدركت مزيداً من التقدّم والرخاء»(5). يهتم العلماني بفصل حاضر المجتمعات الانسانية ومؤسساتها عن النصوص الدينية، بينما تنجذب الاصلاحية السلفية إلى اعتبار الدين قاعدة ملائمة لإنجاز النهضة والاصلاح. وكلا التصوّرين، السلفي والعلماني، يحمِّلان مأزق الاجتماعي إلى عطالة المؤسسات التقليدية وطبيعة عملها. وقد يتوضّح ذلك حينما نبحث في واقع المرأة وإرادة حريتها. فلكل منهما مرجعياته النظرية التي تسعفها بمساواة مع الرجل، وتحقيق مستقبل أفضل لكيانها. 2 – إصلاح وضع المرأة بين المرجعيتين: كانت العلاقة شاقة بين الرجل والمرأة، مثّلت الأخيرة قاع التاريخ وأوحاله منذ السيطرة العثمانية وما قبلها إلى مملكة البايات وزمن الاحتلال الفرنسي، وما كان يصلح جمعه أيام الركود والانحطاط لم يعد كذلك زمن « النهضة » وجيل خير الدين، ومرحلة الطاهر الحداد. كانت هواجس تحرير المرأة، موضوعات تسكن اهتمامات الفكر الاصلاحي ومعرفيته، تشارف ذلك القدر الذي نالته المؤسسة السياسية ذاتها. لقد اشترط الطاهر الحداد لإنجاح الإصلاح تعليم المرأة، وإخراجها من دوائر الغبن، وأنواع القمع الاجتماعي والتعدّي الجسدي باعتبار الرجل قلب المجتمع التونسي، ومركز الحياة العائلية «العائلات عندنا لا تشعر بشيء يسمى حركة عقل حتى تثيره في أبنائها للتأمل من الأشياء وتمييزها وما يكون سوى إثارة تلك التخيلات وتأكيد العادات والأوهام الموروثة فينشأ الأبناء على جهل وحمق، وتعصّب لما لقوا منذ الصغر»(6). ما يشدّ الانتباه هو ذلك التشكّل الواضح لشخصية المرأة، والإحساس بكيانها داخل الكتابات الاصلاحية، إذ كثيراً ما افتقد حيزً خاصاً له داخل التراث الفقهي، وكان من افتقاد ذلك التقنين الذي عمِل كل من الثعالبي وبورقيبة على صياغته. إذ يلتقيان حول حركة تأويل النصوص بشكل أكثر جرأة يسمح بتشكيل واقع جديد للمرأة تكون فيه أكثر انسانية وارتياحاً. يرصد الأستاذ جعيط بنية المثل الاجتماعية والنفسانية المسيطرة في تونس البورقيبية فيقول: «إن الدفع الذي أضفى على تحرير المرأة والاصلاحات التي أدخلت على ميدان الحالة الشخصية حوّرت اتجاه الحياة الجنسية. وبدون أن تسدلا نهاية المسافة بين الجنسين، فقد وقع التقريب بينهما، وتقدم الاختلاط بين الطبقات الحضرية وفي المؤسسة المدرسيّة، فانخفضت نسبة القمع، وقل الخوف من المرأة، وازداد توتر العلاقات الجنسية والشبقية عند الراشدين والمراهقين… صارت المرأة تتدرب على الحياة الجنسية محررة من الحواجز على أساس مثل هذه الفورة، تساندها في ذلك إلى حدّ بعيد الأطماع المادية والبؤس المادي، فأصبحت عنصراً نشيطاً في الجماع، وتعلمت التغلب على موانعها، فشارفت أحياناً دائرة الحب العاطفي. لكن… يبقى المجتمع قمعياً في غالبه ويهيمن عليه الرجل من خلال مؤسسة الزواج، أي عبر محرّم البكارة وحماية الغيرة التي بقيت سائدة لكنها بدأت تتراجع»(7). انشدّ الفقهاء عند تأويل النصوص المتعلّقة بالنساء إلى حساسية أخلاقية قتلت توظيف النص من الداخل وأفرغته من قيمه ووظائفه الاجتماعية. لذلك مثّلت فكرة مقاصد الشريعة، وأحكام النزول عند عبد العزيز الثعالبي آلية لإنقاذ النص من عزلته، وربط مقصد الآية بالمجتمع «فقد جاءت لتصف نقائص المجتمع وتكشف عن مناحي صغاره ومخابئ عيوبه وتمهِّد السبيل لإصلاحه وإنقاذه من العاهات النفسية والاجتماعية العالقة بالقوم»(8). لا يمثّل الإصلاح الاجتماعي عند السلفي مجرّد إصلاح ديني كما يستشعره من كتب الفقه، بقدر ما يمثِّل عملية توظيف تحاول إخراج النص من خصوصيته الضيقة إلى الفضاء الاجتماعي، والمنفعة. 3 – تحوّل الإصلاح داخل المشروع البورقيبي إلى وظيفة اجتماعية حملت حركة التحديث الاجتماعي داخل المشروع البورقيبي فكرة النظام وعنصر السياسة، فقد لا يكفي أن نحقق مساواة عادلة بين المرأة والرجل، ونقيم العلاقات والمعاملات الضابطة لحركة المجتمع وأفراده، لنكون بذلك قد حقّقنا اكتمال المشروع الوطني «بل إن تحرير المرأة هو حجر الأساس في بناء الدولة وتدعيم مقومات الأمة»(9). يحقق الإصلاح الاجتماعي وظيفة إزاحة القوى التقليدية الاجتماعية، حيث تُفقد عنصر التنظيم ومكاسب الوحدة القومية. ويعمل العلماني على جر المجتمعات الإسلامية إلى حافة العصر الغربي وحاضره الاجتماعي المبدع للحياة والعيش، خاصة وقد قيل: «إن التونسي يشبه في أوجه كثيرة ابن باريس لأنه في الآن نفسه ساخر وعاطفي ولطيف المعشر وذو حميّة وميّال للنكتة وذو جدّ، بالإضافة إلى انسياقه السريع إلى مشاكسة الحاكمين وتمسّكه بالشكليات واندفاعه مع الأهواء العابرة، إلى بعض مظاهر الجسارة»(10). يتحوّل الإصلاح داخل المشروع الحضاري البورقيبي إلى وظيفة اجتماعية، وأداة للاندماج والتوحيد الوطني، شكل الهوية وتأسس الكيان الاجتماعي المتجاوز للثنائيات القديمة: مرأة/رجل، بدو/حضر، وجهاء/عامة، جاء في خطاب بورقيبة «كان علينا أن نقنع المواطنين بأنهم في حاجة إلى السيادة الوطنية، والى دولة تونسية خالصة، ولم يكن المواطن يهمّه إلا أن يعيش لنفسه وزوجته وأولاده»(11)، وقد كان ضرورياً خلق آلية جديدة تصهر الأفراد والجماعات داخل وحدة اجتماعية يكون المشروع الوطني قلب نشاطها ومركز اهتمامها، فلا يكفي ترميم الواقع الحاضر أو استيعابه داخل النص الديني، بقدر ما يكون جهداً نظرياً، وموقفاً معرفياً يحاول الاستجابة، وربما التصدي، للحداثة المفروضة، بطريقة إيجابية تحافظ فيها الذات على كيانها، وفي نفس الوقت تنخرط في الحضارة الكونية. لذلك احتل المشروع التربوي مقدمات الفكر البورقيبي وحتى الثعالبي، وتجاوز ضروراته العلمية والثقافية، ليتحوّل الى عنصر تنظيمي يوحِّد الذهنيات، ويُحدث حالة انتقال اجتماعي «وتلك هي الوجهة التي وجّهنا اليها برامج التعليم في المدارس، توسيعاً لآفاق الثقافة، وإبراز الشخصية التونسية، وحفاظاً على الاتصال مع الخارج، وانفتاحاً على العالم الخارجي وخاصة على فرنسا التي يربطنا بها رباط اللغة الوثيق»(12). يحاول المشروع البورقيبي انتزاع الفرد من روابطه الموروثة وعالمه القديم، لينتقل الفرد من مستوى الرعية إلى مستوى المواطنة، يتجسّد ذلك في انتشار التعليم وتعميمه داخل الجهات البعيدة، وتوحيد المدرسة الوطنية الهادفة إلى دمج التونسيين، ونسج خيالهم الفكري، بنفس الثقافة والتكوين الايديولوجي، يقول بورقيبة: «لقد عملنا الكثير في ميدان تعميم التعليم ونشر الثقافة، وذلك هو أساس كل عمل يتّصف بالدوام والبقاء، وكل ما ننجزه في ميدان تغيير العقليات إنما يتجه إلى رفع مستوى البشر، ليكون البشر أنفسهم قادرين بدورهم على تغيير الأشياء، وتحسين الأوضاع»(13). تتكفّل المؤسسة السياسية « بدولنة المجتمع » وتوحيد حقل رموزه الأخلاقية والاجتماعية، من خلال توطين ايديولوجية ليبرالية، تشدّد على قيم العقل والعلم ومفهوم المركزية. فالثقافة الوطنية الجديدة لن تكون ثقافة طائفة تعتمد على انتماء عقائدي، أو طبقي بل ستكون ثقافة إجرائية متينة الارتباط بمشروع اجتماعي/حداثي يشدّ من تماسك البناء السياسي ويركِّز قيم الولاء، ويخلق ملامح المجتمع الحديث، جاء في حديث بورقيبة «لقد كان أول عمل سياسي قمت به هو الكفاح الذي دام قرابة نصف قرن وبداية بالدفاع عن الشخصية التونسية في مظهر بسيط من مظاهرها ربما لم تكن علامة تقدم يؤبه به، وإنما أقمت له وزناً بالرغم من تفاهته (…) وأنتم تعلمون أنني لست من أنصار الحفاظ على الحجاب بدليل أنه عندما جاء الحكم في يدي دعوت إلى نبذه والاستغناء عنه، لكن في ذلك الوقت كانت السياسة الفرنسية تجتذب شعبنا بنسائه ورجاله إلى الفرنسة، فما كان مني أن عارضت في رفع الحجاب واحتججت على من طالبت بإزالته (السيدة المنشاري) قبل الإبان أي في الوقت الذي لم يكن فيه مقود الدولة بأيدينا وليس لنا أدنى سلطان عليه»(14). 4 – مثّلت المرأة موضوع الإصلاح ورهاناته يتخذ الإصلاح الاجتماعي فكرة الاندماج السياسي، وبناء أمة تونسية لا تستمد عناصر خصوصياتها من البعد العقائدي والديني، بقدر ما تهتم بإخراج الفرد من فرديته، ولعل « مجلة الأحوال الشخصية » كانت المثال الأبرز لذلك التقنين. لقد مثّلت المرأة موضوع الإصلاح ورهاناته، وكانت جملة من القراءات قد ساهمت في تأسيس تقاليد إصلاحية اجتهادية يمكن الاستئناس بها سياسياً واجتماعياً لتطوير المجتمع وتعصيره، يقول بورقيبة: «أما نحن في تونس فإننا أمسكنا بناصية الأمور بقوة ولم تنقض إلا ثلاثة أو أربعة أشهر على ارتقائنا إلى الحكم حتى أقدمنا على ما أقدمنا عليه. وما دعونا اليه دخل اليوم في التقاليد وأصبح مألوفاً لدى الجميع. ويرى الناس من الطبيعي اليوم أن يعاقب بالسجن من يتزوّج بامرأتين معاً، وهذه الظاهرة اختصت بها تونس»(15). والواقع أن اصلاحات خير الدين باشا، وكتابات أحمد ابن أبي الضياف، والطاهر الحدّاد، كانت تُعدّ انعطافات تاريخية في زمن الاصلاحية العربية، بصفة عامة، والتونسية بصفة خاصة. نادت جميعها ببناء حالة وعي متقدِّمة، ومشروع حضاري، يكون للمرأة فيه دور وموقع، غير أن ذلك لم يمنع تصادم بعض المشاريع المتدافعة(16)، نظراً لوضوح النصوص الدينية المتعلِّقة بالمرأة ولو نسبياً بالمقارنة مع مجالات أخرى، وثانياً معاناة المرأة وحرمانها من أي فعل إنتاجي أو سياسي داخل المجتمع، يقول الثعالبي: «لقد وجدت المرأة التونسية نفسها حتى السنوات الأخيرة بعيدة عن مشاريع حكومة الإقامة العامة، فهل يعني هذا أننا نعارض مبدأ تعليم المرأة، على العكس نحن نعترف بأن تعليمها يُعتبر شرطاً من شروط النهوض الاجتماعي ونحن شاعرون بهذا النقص»(17)، ولكن هذا التقصير قد يتجاوز « واجب » سلطة الحماية أو عجزها إلى طبيعة وضع المرأة ذاتها داخل المجتمعات الإسلامية وعلى امتداد مراحل تاريخها، فقد كان المجتمع الاسلامي مبنياً على فكروية الأمة(18) التي تعتمد أساساً فكرة الدعوة المفتوحة، الغزو الدائم كمشروع إسلامي شمولي عمل بدون وعي على التضحية بالانسان -الرجل والمرأة- في سبيل الارتقاء نحو فكرة « الأمة » أو تحقيقها. يحاول الثعالبي صياغة معادلة تجمع ما بين حاضر المجتمعات الإسلامية، وواقع المجتمعات الأوروباوية، تحتل فيها حرية المرأة عنصر المقارنة، غير أنها تحيلنا إلى معادلة ثانية بين المرأة المسلمة في عهد الإسلام الأول، والمرأة الغربية، أي بين القرآن والدستور، بين النص الديني وفصول المجلات القانونية، يقول الثعالبي: «إن خلع ذلك الحجاب معناه تحرير المرأة المسلمة وإشهار الحرب على التعصّب والجهالة، ونشر أفكار التقدّم والحضارة وصيانة المصالح العليا للأسرة والتراث العائلي وهو يعني في آخر الأمر إعادة تركيب المجتمع الاسلامي كما في عهد الرسول وأصحابه أي مثل المجتمع الأوروبي»(19). لذلك حاول الثعالبي إحداث حركة تأويل تتماشى مع حركة التاريخ والوقائع، إلا أنه كفعل للاجتهاد والتأويل، ينفي أن يكون الحاضر الاجتماعي للمرأة مماثلاً لما كانت عليه المرأة زمن الإسلام النبوي، فقد تغرّبت النساء الحاضرات عن اسلام الفطرة ومرحلة النموذج الديني الأول. يدرك السلفي الوطني جمود حركة التشريع وفراغ الاجتهاد، وإن كان ذلك الوعي محكوماً بالآخر الأوروبي وحاضره، إلا أنه سوف « يُحرِّر » التأويل ويضفي عليه قيمة العقل عندما يستمد فرضياته من ربط العقيدة بالمنفعة، حتى تتنزّل العقائد من مجال المطلق والمتعالي إلى واقع « المفكر فيه » أي من روحانية السماء إلى نفعيّة الأرض، وربما عبّر بورقيبة عن مثل ذلك حين قال: «وقد أعدنا الأمور إلى نصابها بالرجوع إلى جوهر الدين في أصالته وسمو مبادئه، فأقررنا – بفضل من صدَع لأول مرة في تونس – بحقوق المرأة لأننا نعتبره من البناة الأولين لنهضة الأمة التونسية وهو المرحوم الطاهر الحدّاد»(20). لم يشكِّل الدين نظاماً يحمل معنى القانون فهو جوهر لمادة أولى، لذلك خرجت الآيات المتعلِّقة بالإرث وتعدّد الزوجات وتلك النصوص الداعية إلى التناسل عن مجال التقنين والنظام، يقول بورقيبة: «ولا ضير أن ندعو إلى الحدّ من موجة النسل التي تجتاح البلاد المتخلِّفة، ريثما تقوى على تصنيع اقتصادها ويصبح في مقدورها أن تضمن العيش الكريم لكل أبنائها. وليس في ذلك مخالفة لحكم من أحكام الدين ولا تنكِّر لحديث شريف يقول: « تناسلوا… فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة » فليس إذن من الرأي أن نفهم الحديث على ظاهره، بأن الرسول عليه الصلاة والسلام مباه بعدد المسلمين، حفاة عراة مستضعفين في الأرض»(21). ما يشدّنا إلى مثل تلك القراءة هو ذلك التوظيف الواعي، وما يمثِّله الدين بداخله من تجسيد هامشي يقع على أطراف المشروع الوطني، وبناء المجتمع الحديث. وقد لا يختلف هذا التوجّه كثيراً عن آليات المعرفة، وأدوات التفكير التي يمتلكها السلفي، فقد أخضع هو الآخر النص لوظيفة العقل، وقدرة الذهن، واستبعد التفسير التقليدي الذي أسسه عامةالفقهاء والعلماء، يقول الثعالبي: «لقد أعطانا الفقهاء والعلماء وغيرهم من المفسرين التفسير التالي: يجب على المرأة ستر وجهها خوفاً من الفتنة. إن هذا التفسير لهو على غاية من السذاجة فلو أردنا تطبيقه بكل صرامة لنكون منسجمين مع أنفسنا لكان من الواجب على الرجال أيضاً ستر وجوههم لنفس السبب»(22). تتناقض هذه المعالجة مع روافد الفكر السلفي ومرجعياته النظرية، لتتوجّه أكثر نحو صفات الفكر الليبرالي أو العلماني بأكثر تخصيص. يلتقي الثعالبي مع بورقيبة في حدود المنهج وصياغة واقع المرأة من داخل الموروث الفقهي الإسلامي، غير أن هذا الالتقاء لن يكون إلا في حدود الظاهرة، فعندما يوظِّف الثعالبي ذلك الجهد النظري من تأويل، واجتهاد، يكون يعمل بوحي مشروع عالمي يستحضر البعث الإسلامي من جديد، ويستقدم الماضي لينوب عن الحاضر، في حين يستمرّ بورقيبة في توظيف كل الموضوعات بما فيها الدين لبناء مشروع وطني ووحدة قومية محددة. لا ينتهي الخلاف بين النموذجين السلفي والعلماني وإن كان كلّ منهما يطل على الآخر ليتكامل معه، إلا أن كلاًّ منهما يحاول رفض الآخر وإلغاءه داخل وحدة معرفية تعمل ضمن منهج متقارب وآليات للتفكير الواحد، حتى وإن اتخذت في كتابات معنى الفقه، وقراءة الإرث المفهومي الإسلامي، أو انجذبت عند بورقيبة إلى منظومة من المفاهيم العصرية المرتبطة بحداثة المجتمعات الأوروبية وحاضرها المتفوِّق. خاتمة (الفصل الثاني): إن كان يصعب تحديد تعريف جامع وواضح لمعنى السلفي والعلماني خاصة في تلك المراحل المتقدمة من الإصلاح، إلا أنهما كانا قد تخلّقا في سياق تاريخي واحد واندرجا في ذلك الجهد الإصلاحي الذي ابتدأ منذ أول اتصال مع أوروبا الغرب. فالواقع التاريخي الذي أفرز المنظومة العلمانية والمنظومة السلفية كان هو ذاته وهو الآخر يفترض وحدة معرفية- منهجية مهما تناقضت أجزاؤها تبقى مرتكزة إلى قاعدة المضمون النظري الواحد، إضافة لتشابك وتداخل تلك العناصر التحليلية التي تحكم أنماط الخطاب عند كل من السلفي والعلماني. وحينما اختلفا في الأهداف فإنهما اشتركا في الموقف المعرفي إزاء المجتمع والدولة. ساعد تركّز المؤسسة الإدارية والعسكرية في تونس، واستقلال المؤسسة السياسية النسبي حيال سلطة الدولة العثمانية(23)، والذي كان قد عبّر عن ارهاصاته الأساسية مع البايات الحسينيين على تعزيز نزعة اصلاحية أولى مثّلت فيها المسألة الوطنية أولوية هامة، مما مكّن المشروع الوطني من إبعاد السلفية، والاضطلاع لاحقاً بوظيفة إزاحة البنى التقليدية السياسية-الاجتماعية، وتركيز مفهوم الدولة الوطنية. فالعلاقة بين الديني والسياسي، كانت عناصر لمقاربتين ظلّتا في توتّر فكري-كلاميّ أولاً ثم سياسي-تحريري مع بداية هذا القرن. ونحن نناقش العلاقة مع المرأة لا نكاد نعثر على أي تناقض داخلي يضبط العلاقتين، فكل من الثعالبي وبورقيبة يعترف بضرورة الحقوق والمكاسب الواجب توفرها، وكلاهما يستند إلى مرجعيتين، مرجعية النص الديني (قرآن وسنّة)، ومرجعية القانون الدستوري الحديث، بل لعلّ عبد العزيز الثعالبي كان أكثر تأورباً وتغريباً للنص عندما يتحدّث عن ضرورات الإصلاح «إنه لا سبيل إلى ذلك إلا بتخليص العقلية الإسلامية من شوائب الجهل والأوهام والتعصّب، ونشر التعليم وتأويل القرآن تأويلاً صحيحاً وحقيقياً وإنسانياً واجتماعياً أي باختصار تأويلاً مطابقاً لمبادئ الثورة الفرنسية التي هي نفس المبادئ التي جاء بها القرآن»(24). هذه الإلتفاتة إلى التأويل والاجتهاد كانت مشروطة بحاضرين، حاضر المجتمع الاسلامي المتوقف، وحاضر المجتمع الأوروبي المتفوّق، فهي إذن ليست بعودة عقائدية يحكمها وعي ذاتي، ولا هي بذلك الاجتهاد الديني الخالص؛ بمعنى حرية التأويل والكلام وحتى الإطلاع الثقافي ، بل كانت تعني فعلاً مزدوجاً حتى لدى الثعالبي نفسه، عندما جاءت تحمل فقه التجديد الديني والتجديد السياسي معاً. نرصد التجديد الديني في كتابه « روح التحرر في القرآن » كمحاولة فقهية تطمح إلى تأويل النص الديني وتطويعه لاستيعاب الحضارة كمفاهيم ومؤسسات، في حين نلمح التجديد السياسي في كثرة الفصول والعناوين التي خصصها لمؤسسات الدولة في “تونس الشهيدة ». لذلك يبدو الارتباط شديداً لدى السلفية الجديدة بين الدعوة إلى الاجتهاد وتخليص الدين والمجتمع من طغيان الفهم المخطئ للاسلام من جهة والدعوة إلى تحديث الدولة من خلال تحديث مؤسساتها من جهة أخرى(25). غير أن التناقضات الهيكلية تحتدّ كلما أخرجنا أي علاقة من دائرتها الخاصة إلى مجال المقاربة ككل، وقد يمكن اختزال ذلك في مقولتين أساسيتين: بورقيبة: «فوجود الأمم ضروري لتقدّم البشرية التي لا تستطيع أن تبلغ أعلى المراتب إلا على أساس القوميات كما أن نطاق الأمة ضروري لرقي الفرد»(26). الثعالبي: «لقد جمع الدين الاسلامي أمماً متفرقة ليجعل منها أمة واحدة، وقد كان يرمي إلى ادماج البشرية جمعاء ضمن ديانة واحدة وكانت الرسالة « المحمّدية » موجهة إلى البشرية كافة»(27). تستند المقاربة الأولى إلى مفهوم الأمة السياسي، وتستند الثانية إلى مفهوم الأمة الديني، يعمل الأول – بورقيبة – على إقحام الديني (Le Religieux) كعنصر هامشي فتتحوّل المؤسسة الدينية إلى مجرّد جهاز وظيفي داخل مشروع الدولة الوطنية، بينما يؤكِّد الثاني – الثعالبي- على أفضلية المسألة الدينية وأولويتها عندما يُقحم الفعل السياسي ضمنها. يولي بورقيبة الفكر الديني اهتماماً خاصاً حتى في جزئياته، ولعل معركة الحجاب والسفور زمن الحماية دليل على ذلك، ولكنه اهتمام يتجسّد من خلال السياسي (Le Politique) «عارضتُ في رفع الحجاب واحتججتُ على من طالبت بإزالته قبل الإبان، أي في الوقت الذي لم يكن فيه مقود الدولة بأيدينا… وقلتُ إن الحجاب ولو أنه ليس من الأمور المستحبة فهو جزء من الشخصية التونسية»(28). يتحوّل الوعي الوطني كدافع لأي فعل ولو كان دينيناً، فيدرك بورقيبة ما هو ديني لا من خلال مرجعية نظرية فقهية، ولا بداخل تصوّر لفرضية دينية تحيل كل أشكال الفعل إلى مفهوم الإسلامية، وإنما هو وعي من خلال ما هو وطني يوظف المؤسسة الدينية لصالح المؤسسة الوطنية. هذه المعادلة نجدها مقلوبة تماماً في كتابات الثعالبي، فالعمل السياسي الذي مثّل الحزب الدستوري إطاره التنظيمي لم يكن ليُعبِّر عن حالة من حالات الإشباع الذاتي، ولا يتّكئ إلى مفاهيم سياسية بحتة، بل هو جزء من كيان أو هو بتعبير أدق مرحلة باتجاه البعث الاسلامي من جديد. يلغي السلفي مفهوم الأمة السياسية، ويقول بمفهوم الأمة الإسلامية كشكل ملائم للاندماج الاجتماعي-السياسي، إذ يبدو الوعي الوطني خارج مشروع للدولة الوطنية ليكون مجرّد لحظة استوجبتها مرحلة التحرير، ولا هو بقادر على تأكيد جوانب من خصوصياته إلا من وسط دائرة وعي أشمل هو الحضارة الاسلامية. لذلك اختار الثعالبي الإهتمام بكل المجتمعات الإسلامية، فأقام في تركية، والعربية السعودية، ومصر، كما تردّد على المشرق العربي، وكتب عن المنبوذين في الهند، وكانت أعماله تندرج في سياق حركة للاصلاح الديني والسياسي. قد يلتقي السلفي الوطني مع العلماني، وقد يتفقان جميعاً حول ضرورة سنّ مجلة للأحوال الشخصية تقنِّن حقوق المرأة، إلا أن توظيف هذا الموقف هو الذي سيحوِّل الاتفاق الجزئي إلى تناقض معرفي جاد. فبينما يوظف العلماني جميع مواقفه بما فيها الدينية لتأكيدجانب الهوية والخصوصية إضافة إلى مشروعه الوطني، يبحث السلفي من وراء مواقفه السياسية إلى توظيف ديني لخلق مشروع يستقدم البعث الاسلامي من جديد، يتجاوز تطهير الدين من الخرافات إلى تربية الشخصية الإسلامية وإعدادها « للخلافة ». وخلف هذه الفوارق، يكمن تناقض آخر اجتماعي يرتبط بارتباط الثعالبي بتركيبة اجتماعية تقليدية وأرستقراطية دينية أُصيبت بعنف في مصالحها الاقتصادية ودورها السياسي وسيطرتها الإيديولوجية، وهي تعاني بمقادير مختلفة من نتائج السياسة الاستعمارية، فحاولت أن تُعيد فاعلية وظائفها والإبقاء على نشاطاتها باتباع فعل إصلاحي ترميمي، تحدّثت عنه إيديولوجياً بالسلفية كتجاوز للطرق والزوايا وتصحيح للدين، واقتصادياً بالاصلاح كتجاوز للاستغلال الاستعماري وسياسياً بالنضال السلمي وتأسيس الحزب الحر الدستوري. في حين كان الأمر عند بورقيبة يتعلّق بشرائح وسطى تعتمد فئات الموظفين وصغار الفلاحين والمتعلمين حديثاً، وهي تسعى جميعاً إلى رفض الواقع برمّته في محاولة تثوير اجتماعية تهدف إلى نسج علاقات جديدة تلغي المفهوم الموروثي القديم لقيم علاقة – راديكالية- هيكليّة مع المفاهيم السياسية الحديثة. —————————- فهرس : 1 – الحداد، الطاهر: امرأتنا في الشريعة والمجتمع، المطبعة الفنية، ط1 تونس 1930، ص18. 2 – جاء كتاب الطاهر الحداد في أشد الأوساط تراثية وانغلاقاً، فقد رأت فيه المؤسسة الدينية ومشائخ الزيتونة، كتاباً يثير الفاحشة والكفر بين المسلمين وفضيحة على التونسي أن يعلن براءته منها، إذ يبدو ظاهره الرحمة وباطنه العذاب. كما رأت فيه الأوساط التقليدية تأليفاً « يهدم أركان الدين » وكتاباً على « طريقة الرهاب لنشر الدعاية ضدّ الاسلام »، راجع جملة هذه المواقف والأفكار في كتاب الشيخ محمد الصالح بن مراد: « الحِداد على امرأة الحَدّاد، أو رد الخطأ والكفر والبدع، التي حواها كتاب امرأتنا في الشريعة والمجتمع »، المطبعة التونسية، الطبعة الأولى 1931. 3 – العروي، عبدالله: مفهوم الحرية، مرجع سابق، ص32. 4 – الثعالبي، عبدالعزيز: تونس الشهيدة، ص33. 5 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 9، ص24. 6 – الحداد، الطاهر: « امرأتنا في الشريعة والمجتمع »، المطبعة الفنية، ط1 تونس 1930، ص132. 7 – جعيط، هشام: « الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي »، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط2 بيروت 1990، ص173. 8 – الثعالبي، عبدالعزيز: معجز محمد رسول الله، مرجع سابق، ص11. 9 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 11، ص34. 16 يتضح ذلك من خلال الردود السلبية المتأخرة والمواقف تجاه مجلة الأحوال الشخصية وقوانينها، فقد كتب الشيخ محمد الصالح النيفر منتقداً المجلة قائلاً: «لننظر حولنا … أفلا نعرف أن كثيرين لهم أكثر من واحدة.. إن تعدّد الزوجات أفضل من تعدّد الخليلات». مجلة حقائق، عدد 360، 14-20 أوت 1992. 17 – الثعالبي، عبد العزيز: تونس الشهيدة، ص76. 18 – السيد، رضوان: جدليات العقل والنقل، الفكر العربي، عدد 15، سنة2. 19 – الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، ص24. 20 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 20، ص 210. 21 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 29، ص 95. 22 – الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، ص30. 23 – كانت تونس جزءاً من امبراطورية تركية ممتدّة الانتشار، وساد الاعتقاد بفكرة السلطان كخليفة شرعي ينوب عنه الباي في تسيير أمور الإيالة، إلا أن هذا الارتباط كان اسمياً لا يؤثِّر في صنع القرار المحلي أو توجيهه، ولا يكاد يُفقِد المملكة هويتها أو كيانها، غير أن التهديد الخارجي، ومصير الجارة الغربية (الجزائر)، كان يخنق روح الوعي الداخلي، ويكتم تطلّعات المجتمع والسلطة ليؤجِّل كل القضايا بما فيها أزمة العلاقات بين الباي والحاكم العثماني، لذلك لم يُعربوا عن أي شعور معادي للعثمانيين أثناء ثورة 1864… ولم يقاوموا الاحتلال الفرنسي سنة 1881 في إطار القومية التونسية … بل إنهم نادوا بالجهاد ضد حكم « الكفّار ». وإن حملت التآليف السياسية المتواترة (خيرالدين، ابن أبي الضياف) منذ القرن التاسع عشر في منطوقها اللغوي دلالات المفهوم الوطني، فإنها كانت تحوم حول وطنية تتسم بالشعورية والشمولية العربية الإسلامية أكثر مما تتسم بالعقلانية والإقليمية. راجع في هذا السياق كلاًّ من: – البشروش، توفيق: « القومية القطرية في تونس قبل الحماية »، في الذاتية العربية بين الوحدة والتنوّع، مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، سلسلة الدراسات الاجتماعية -4 – تونس 12-17 ، أفريل 1978، ص102. – الشاطر، خليفة: « بروز الهوية القومية في تونس »، في الذاتية العربية بين الوحدة والتنوّع، مرجع سابق، ص190 24 – الثعالبي، عبد العزيز: « روح التحرر في القرآن »، ص 18، 25 – بنسعيد، سعيد: المثقف المخزني، المستقبل العربي، عدد56، 12/1983. 26 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 17، ص143. 27 – الثعالبي، عبدالعزيز: « روح التحرر في القرآن »، ص116. 28 – بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 30، ص 154. وإلى الجزء الموالي إن شاء الله ( المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 10 ديسمبر 2008 )
« من كف لسانه ستر الله عورته »
آفات اللسان كثيرة ومتنوعة، ولها في القلب حلاوة، ولها من الطبع بواعث . وفى الحديث، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: »من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة ».وفى حديث آخر: »لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، و حتى يستقيم لسانه » أخرجه ابن أبى الدنيا من حديث أنس، وفى حديث آخر: ” من كف لسانه ستر الله عورته “ .وقال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم به. وقال مخلد بن الحسين: ما تكلمت منذ خمسيند أن أعتذر منها. الغيبة وقد ورد الكتاب العزيز بالنهى عنها، وشبه صاحبها بآكل الميتة.وفى الحديث: »إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ».وعن أبى برزة الأسلمى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: »يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبهسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ».وفى حديث آخر: »إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، وإن الرجل قد يزنى ويشرب، ثم يتوب ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر الى يغفر صاحبه » ومعنى الغيبة: أن تذكر أخاك الغائب بما يكره إذا بلغه، والدليل على ذلك، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الغيبة قال: »ذكرك أخاك بما يكره ». قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول يا رسول الله؟ قال: »إن كان في أخاك ما تقول يكن فيه ما تقول فقد بهته ».واعلم أن كل ما يفهم منه مقصود الذم، فهو داخل في الغيبة، سواء كان بكلام أو بغيره، كالغمز، والإشارة والكتابة بالقلم، فإن القلم أحد اللسانين.وأقبح أنواع الغيبة، غيبة المتزهدين المرائين، مثل أن يذكر عندهم إنسان فيقولون لله الذي لم يبتلينا بمثل هذا…ويذكرون عيبه، أو يقولون: نعوذ بالله من قلة الحياء، أو نسأل الله العافية، فإنهم يجمعون بين ذم المذكور ومدح أنفسهم. وربما قال أحدهم عند ذكر إنسان: ذاك المسكين قد بلى بآفة عظيمة، تاب الله علينا وعليه، فهو يظهر الدعاى قصده.واعلم: أن المستمع للغيبة شريك فيها، ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه، فإن خاف فبقلبه وإن قدر على القيام، أو قطع الكلام بكلام آخر، لزمه ذلك.وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من أذل عنده مؤمن وهو يقدر أن ينصرهله عز وجل على رؤوس الخلائق » وقال صلى الله عليه وآله وسلم: »من حمى مؤمناً من منافق يعيبه، بعث الله ملكاً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم »ورأى عمر بن عتبة مولاه مع رجل وهو يقع في آخر، فقال له: ويلك نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه ل به، فالمستمع شريك القائل، إنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك. أما الأسباب التي تبعث على الغيبة فكثيرة منها تشفى الغيظ، بأن يجرى من إنسان في حق آخر سبب يوجب غيظه، فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه. موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء، فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض، رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم استثقلوه ونفروا عنه، فيوافقهم ويرى ذلك من حسن المعاشرة إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره، فيقول: فلان جاهل، وفهمه ركيك، ونحو ذلك، غرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه، ويريهم أنه أعلم منه.وكذلك الحسد في ثناء الناس على شخص وحبهم له وإكرامهم، فيقدح فيه ليقصد زوال ذلك اللعب والهزل، فيذكر غيره بما يضحك الناس به على سبيل المحاكاة، حتى إن بعض الناس يكون كسبه من هذا. حصول الغيبة بسوء الظن فليس لك أن تظن بالمسلم شراً، إلا إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل أو أخبرك بذلك عدولا، ولا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر، بل ينبغي أن تبحث، هل بينهما عداوة وحسد؟ فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك، ومتى خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير. وإذا تحققت هفوة مسلم، فانصحه في السر. و أن من ثمرات سوء الظن التجسس، فان القلب لا يقنع بالظن، بل يطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس، وذلك منهي عنه، لأنه يوصل إلى هتك ستر المسلم، ولو لم ينكشف لك، كان قلبك أسلم للمسلم. بيان الأعذار المرخصة في الغيبة وكفارة الغيبة اعلم: أن المرخص في ذكر مساوئ الغير، وهو غرض صحيح في الشرع، لايمكن التوصل إليه إلا به، وذلك يدفع إثم الغيبة، وهو أمور أحدها التظلم، فإن للمظلوم أن يذكر الظالم إذا استدعاه إلى من يستوفى حقه. الثانى: الاستعانة على تغيير المنكر، ورد الظالم إلى منهاج الصلاح الثالث: الاستفتاء، مثل أن يقول للمفتى ظلمني فلان، أو أخذ حقى، فكيف طريقي في الخلاص، فالتعيين مباح، والأولى التعريض، وهو أن يقول: ما تقول في رجل ظلمه أبوه أو أخوه ونحو ذلك؟والدليل على إباحة التعيين حديث هند حين قالت: إن أبا سفيان رجل شحيح ولليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم. الأمر الرابع: تحذير المسلمين وكذلك المستشار في التزويج أو إيداع الأمانة، له أن يذكر ما يعرفه على قصد النصح للمستشير، لا على قصد الوقيعة، إذا علم أنه لا ينزجر إلا بالتصريح. الخامس: أن يكون معروفاً بلقب، كالأعرج، والأعمش، فلا إثم على من يذكره به، وإن وجد عن ذلك معدلاً كان أولى السادس: أن يكون مجاهراً بالفسق، ولا يستنكف أن يذكر به. وقد روي عن النبي صلى اله عليه وآله وسلم أنه قال: »من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له »وقيل للحسن: الفاجر المعلن بفجوره، ذكرنا له بما فيه غيبة: قال وأما علاج الغيبة، فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته، وأن حسناته تنقل إلى المغتاب إليه، وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه، فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة. وينبغى إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه، ويشتغل بإصلاحه ويستحي أن يعيب وهو معيب. وإن ظن أنه سليم من العيوب، فليتشاغل بالشكر على نعم الله عليه، ولا يلوث نفسه بأقبح العيوب وهو الغيبة، وكما لا يرضى لنفسه بغيبة غيره له، فينبغي أن لا يرضاها لغيره من نفسه.فلينظر في السبب الباعث على الغيبة، فيجتهد على قطعه، فإن عج العلة يكون بقطع سببها. وأما كفارة الغيبة، فاعلم أن المغتاب قد جنى جنايتين: إحداهما: على حق الله تعالى، إذ فعل ما نهاه عنه، فكفارة ذلك التوبة والندم والجناية الثانية: على محارم المخلوق، فان كانت الغيبة قد بلغت الرجل، جاء إليه واستحله واظهر له الندم على فعله وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: »من كانت عنده مظلمة لأخيه، من مال أو عرض، فليأته فليستحلها منهن يؤخذ وليس عنده درهم ولا دينار، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته فأعطيها هذا، وإلا أخذ من سيئات هذا فألقى عليه ».وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل، جعل مكان استحلاله الاستغفار له، لئلا يخبره بما لا يعلمه، فيوغر صدره.وقد ورد في الحديث: »كفارة أن تستغفر له »وقال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثنى عليه وتدعو له بخير، وكذلك إن كان قد مات. جمعه واختصره أبوبكر مصدق / سويسرا (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 ديسمبر 2008)
المصارف الإسلامية تقتحم أوروبا
د. أحمد القديدي (*)
« إن حكومتنا عازمة على جعل باريس عاصمة للمالية الإسلامية » هذه الجملة المفيدة جدا صرحت بها يوم الأربعاء 26 نوفمبر السيدة كريستين لاغارد وزيرة المالية والاقتصاد للجمهورية الفرنسية ونقلتها الصحيفة الشعبية رقم واحد (لوباريزيان) يوم الخميس 27 في عنوان كبير لافت كأنما يعلن عن ثورة حقيقية سوف تهز أركان المجال المصرفي الأوروبي في هذه الأيام التي تعيشها القارة العجوز مهمومة وخائفة من تداعيات الأزمة العالمية. نعم ! لم يعد الأمر مجرد تخمينات ودراسات يقوم بها الخبراء الماليون حين رددت نخبة من بينهم بأن المنهج الإسلامي المصرفي هو الأصلح، لا لعقيدة دينية جديدة اعتنقوها أو لحقيقة اقتصادية اكتشفوها أو لموجة إسلامية طارئة عامت على الغرب لكن بكل عقلانية تقنوقراطية ربحية ورغبة منهم في إنقاذ المؤسسات المصرفية وأسواق المال في الغرب. انطلق التفكير لدى النخبة الغربية الاقتصادية في تفوق المنهج الإسلامي من تحليل أصل الاختلاف بين المصارف الإسلامية والمصارف الربوية حين اكتشفوا مع هذه الأزمة القاسية بأن السبب الأكبر لاندلاع الأزمة انطلاقا من عجز ملايين العائلات الأمريكية عن تسديد فوائد القروض أي تسديد المبالغ الربوية المتضخمة باستمرار وهو ما أطلق عليه عالم الاقتصاد الأمريكي ليندن لاروش عبارة: طغيان المال الافتراضي على المال الحقيقي، أي في الواقع تغول المضاربة على حساب الاقتصاد الفعلي، أي بلغة القرآن الكريم انتصار الربا على التجارة. وقد حل الله سبحانه في سورة البقرة (الآية 275) هذا الإشكال بأمر رباني هو(بعد بسم الله الرحمن الرحيم): الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا (صدق الله العظيم)؟ هذا هو منهج الإسلام الذي سارت عليه الأمة على مدى قرون ونعتقد أنها بدأت انحدارها حين حادت عنه وانحرفت بالنهج المصرفي الإسلامي إلى حيل تجارية ربوية مغلفة بقناع الشريعة إلا من رحم ربك. الحدث الرمزي اليوم هو عودة الأوساط المالية النافذة في الاتحاد الأوروبي إلى تجريب النهج الإسلامي، وظهرت تلك العودة جلية أثناء انعقاد مؤتمر باريس الثاني للمالية الإسلامية الذي افتتحته رسميا وزيرة المالية والاقتصاد الفرنسية بحضور مكثف من كبار المسؤولين في الوزارات المعنية والمصارف المركزية والمصارف الوطنية الأوروبية. وقد كتب عن هذا المؤتمر الزميل الفاضل محمد النوري في موقع (الحوار نت) ولخص أبرز المحاور الواردة فيه مثل التعبير عن حاجة الاقتصاد الغربي إلى أدوات المالية الإسلامية التي تدين السلوكيات الأنانية الربحية الصرف كالمضاربات والبيوعات الوهمية والميسر وهو تعبير صريح كما وصفه الأستاذ النوري عن تبرم رسمي غربي بقواعد السوق الرأسمالية ورغبة لا لبس فيها في البحث عن بديل يولي أهمية قصوى للبعد القيمي والأخلاقي للمعاملات التجارية والمالية. وأعلنت الوزيرة الفرنسية بأن السلطات تسعى لاستقطاب الرساميل والمصارف الإسلامية بوضع تشريعات تهدف للملاءمة بين نصوص القانون الفرنسي وتعاليم الشريعة الإسلامية في المجال المالي. ويتحدث الزميل كذلك عن تقرير أصدرته مؤسسة ( باريس يوروبلاص ) شبه الرسمية عن آليات رصد الاتجاهات المالية الإسلامية وجلب الاستثمارات الإسلامية للساحة الفرنسية. وألح التقرير على تخلف فرنسا عن بريطانيا بعشر سنوات في هذا السباق وتقدم بتوصيات لتيسير إدماج المنهج المالي الإسلامي في الدورة الاقتصادية الفرنسية والأوروبية. ونعود لصحيفة (لوباريزيان) لنقرأ: بأن الحكومة الفرنسية أقرت الاستجابة بنعم لثلاثة طلبات تقدمت بها مصارف إسلامية للتمركز في باريس وهي بنك قطر الإسلامي الذي لديه فرع في بريطانيا وبيت المال الكويتي وبنك البركة الإسلامي البحريني. وتقول الصحيفة بأن هدف هذه المؤسسات الأول هو استقطاب الخمسة ملايين مسلم المقيمين في فرنسا والذين من بينهم نصف مليون يفضلون التعامل مع المصرف على المنهج الإسلامي. ويرى الوزير السابق السيد هرفيه دوشاريت الرئيس الحالي لغرفة التجارة الفرنسية العربية بأن المالية الإسلامية ستضخ دما جديدا في شرايين الاقتصاد الفرنسي. أما الأستاذ الزميل إلياس الجويني أستاذ الاقتصاد في الجامعة الفرنسية فإنه يؤكد بأن المنهج الإسلامي ما يزال يوحي بالخوف النفسي وغير المبرر لدى بعض الأوساط المالية لأن مجرد ذكر عبارة إسلامي تعيد للذاكرة الشعبية مصطلحات الأصولية والإرهاب. ويقول الصحفي الاقتصادي مارك لومازيه بأن العالم يشهد اليوم سباقا حامي الوطيس نحو استقطاب الأموال الفائضة عن موازين الدول النفطية من جراء ارتفاع سعر البرميل. ويحلل نفس الصحفي فلسفة المنهج الإسلامي المبنية على الحلال والحرام ونبذ الغرر والميسر وتحليل البيع وتحريم الربا، مؤكدا بأن أغلب الأزمات الغربية لم تكن لتقع لو كان المنهج الإسلامي مطبقا. إنه تحول في الفكر الغربي نحو الحق ويا له من درس بليغ لأيتام الحضارة من أبناء جلدتنا الذين ما يزالون يدعون إلى اللحاق بركب الغرب مهما كان ركب الغرب ويقلدونه في اللغة واللباس والذوق والتفكير شأن المغلوب المنبهر أمام الغالب المنتصر. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 10 ديسمبر 2008)
إسرائيل في مواجهة الأزمةالمالية العالمية
توفيق المديني تعد العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل نموذجاً خاصاً في إطار العلاقات الاقتصادية الدولية، حيث شكلت المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ إنشائها في عام 1948 أحد أهم وأبرز دلالات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وتجاوبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ العام المذكور مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع إسرائيل وترسيخه في مختلف الميادين السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والدبلوماسية. و تأتي الولايات المتحدة الأميركية في رأس القائمة من الدول التي تتعامل مع إسرائيل اقتصادياً وتجارياً وتدعمها سياسياً وتزودها بالأعتدة والتجهيزات العسكرية التكنولوجيا و بالإضافة إلى النفوذ السياسي الذي تملكه المنظمات الصهيونية والهيئات اليهودية داخل الولايات المتحدة نفسها والذي تستخدمه لمصلحة إسرائيل بمختلف الطرق وفي كل المناسبات حتى ليبدو وكأن هناك ارتباطاً لا انفصام معه بين الدولتين. فالاقتصاد الإسرائيلي القائم على ركيزتين : الصناعات العسكرية ، والصناعات التكنولوجية«الهاي تيك »، هو اقتصاد مرتبط بالسوق الأميركية و الأوروبية ، يتأثر سلبا وإيجابا ، بكل المتغيرات التي تطرأ على هاذين الاقتصاديين، نظرا لتبعيته الكبيرة لهما . بدأ الاقتصاد الإسرائيلى يعاني بشدة من انحدار نشاطه عام 2001،و ذلك بفعل الانتفاضة الفلسطينية الباسلة. وقد تجلت الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية من خلال العديد من المؤشرات الاقتصادية التي تعكس وبطريقة مباشرة ما انتهى إليه الاقتصاد الإسرائيلى في نهاية عام 2001 وأهمها: – انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالى الحقيقى ليحقق معدل نمو سالب بلغ – 0.9% عام 2001، مقارنة بنمو إيجابي بلغ 7.4% عام 2000 . – التراجع الشديد لمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالى الحقيقي بنسبة 2.8% عام 2001 عن مستواه عام 2000 الذي بلغ فيه متوسط دخل الفرد الإسرائيلى 17500 دولار، وهو المعدل الذي كان يتجاوز نظيره في بعض دول الاتحاد الأوروبي آنذاك وهو ما شجع مخطط السياسة الإسرائيلية في ذلك الوقت على توقع ارتفاع هذا المتوسط إلى 20000 دولار للفرد في المدى القصير. – انخفاض الصادرات الإسرائيلية بنسبة 13.0% عام 2001، بعد أن كان مخططا لها أن تحقق نموا نسبته 8.0%، الأمر الذي أدى إلى تحقيق ميزان المدفوعات عجزا بلغت نسبته 1.5% من الناتج المحلي الإجمالى. -ارتفاع عدد العاطلين في إسرائيل عام 2001 إلى 220 ألف عاطل بعد أن كان مخططا لهذا العدد أن يكون 211 ألف عاطل، وذلك رغم تعهد الحكومة في أكثر من مناسبة أنها ستخلق عشرات الآلاف من فرص العمل. في الوقت الذي كان برنامج الحكومة يتضمن تحقيق نحو 4 مليارات شيكل من الاستمرار في برنامج الخصخصة ( بيع المؤسسات العامة ) عام 2001، فلم يتحقق لها فعليا سوى 250 مليون شيكل فقط، مقابل تحقيق برنامج الخصخصة نحو 3.1 مليار شيكل عام 2000 وهو ما يعكس تدهور مناخ الاستثمار في إسرائيل خلال هذه الفترة(1). إذا الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية جاءت نتيجة للصدمات التي اجتاحت إسرائيل سواء من الداخل متمثلة في اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 (السبب الرئيسي للأزمة) وما ترتب عليها بعد ذلك من تداعيات خطيرة على الصعيدين الاقتصادي و العسكري ، أو صدمات من الخارج متمثلة فيما يشهده الاقتصاد العالمي من ركود ، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة للأزمات المالية في أسواق رأس المال العالمية. و جاءت الأزمة المالية الدولية الراهنة لتزيد من تعميق حدة الأزمة الاقتصادية في إسرائيل،إذ يقول المحلل الإسرائيلي دافيد ليبكين ،أن الركود العالمي الآخذ بالتحول إلى أكثر حدة يضرب أيضا إسرائيل. التصدير الإسرائيلي، الذي كان أحد محركات النمو في الأعوام الأخيرة، لن يسجل الإرتفاعات المثيرة التي سجلها في الماضي، خصوصا أن السوق الأميركية تغرق في ركود عميق جدا. حتى البنوك توقف منح الإعتمادات إلى الشركات والمصانع في ظل غياب الضمانات المطلوبة. هذه التطورات ستؤدي إلى تدهور السوق الإسرائيلية نحو الركود. السؤال هو فقط هل سيكون هذا الركود بسيطا أو قاسيا؟ حتى الآن كان الحديث عن « أزمة مالية »، إلا أنه أصبح واضحا ان الأمر تحول إلى ركود يصيب أيضا الإقتصاد التقليدي وليس فقط البنوك والمؤسسات المالية. الجواب بشأن عمق الركود موجود في عهدة الحكومة. صحيح أن وزارة المالية تعلن أنها تواكب الوضع، إلا أن المطلوب فعلا هو بلورة خطة عمل لمواجهة الوضع الإقتصادي الجديد في العالم وفي إسرائيل على وجه خاص. سيكون علينا أن نجمد الحلم الخاص بعدد من كبار مسؤولي المالية بشأن تحويل إسرائيل « سينغافورة مالية » لبضع سنوات، وذلك بعد أن اتضح أنه لا توجد جهة مالية محترمة في العالم مستعدة لشراء بنك « لؤومي » المعروض للبيع منذ عدة سنوات. في البنك المركزي يكتفون بفحص وضع البنوك وحجم ديون المقترضين الكبار نسبة إلى ممتلكاتهم، من دون معالجة الإختناق الإعتمادي الذي يهدد السوق الإسرائيلية في ظل توقف البنوك الأجنبية عن الإقراض(2). إسرائيل في ظل الأزمة المالية العالمية (إعصار مالي ضخم يضرب العالم، ترليونات الدولارات تشتعل، الرياح تتقاذف سنداتٍ تحولت بين ليلة وضحاها إلى عديمة القيمة، ملايين الأشخاص أصيبوا في جيوبهم ومدخراتهم أو أنهم في الطريق إلى ذلك في الفترة القادمة )و تداعياتها الخطيرة ، أشبه بقارب تتقاذفه الأمواج العاتية. خلافا لما يطفو على السطح، بدأت إسرائيل تعاني من نتائج الأزمة المالية العالمية. والمؤكد أن هذه هي حال الكثير من الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مناطق مختلفة في العالم، وهو ما دفع كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنيع أمس لأن يكتب أن «الازمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاسرائيليين بطرق مختلفة وغريبة: ولكن ليست كلها مسجلة في البورصة. خذوا مثلاً سوق التبرعات ـ مؤسسات اصولية كثيرة تتحدث عن تقلص فجائي في المساعدات وبصورة موجعة والنتيجة هي إلحاق الضرر بما اعتادوا تسميته «عالم التوراة«. (3). التأثير المباشرللأزمة الاقتصادية العالمية على إسرائيل تتجسد في الأمن، باعتباره المفصل الجوهري في بقاء الدولة الإسرائيلية.فالتدهور في الأوضاع الأمنية يقود إلى التسريع في عملية الهجرة المضادة خارج الكيان الصهيوني . ويرى كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنيع، أن تداعيات الأزمة المالية الدولية على النظام الاقتصادي الإسرائيلي الذي يعتبر من أكثر أنظمة الاقتصاد طفيلية واعتمادا على الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، سرعان ما تطفو على السطح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي ما زالت ترتسم في ثناياه ندوب نتائج حرب تموز (يوليو) 2006 التي أدت إلى إغلاق عدد كبير من الشركات والمصانع، ورفعت نسبة الإسرائيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 25 في المئة، ودفعت العديد من أصحاب الخبرات في عالم الصناعات التكنولوجية «هاي تيك» والأطباء المختصين إلى الهجرة نحو الخارج. ووفق المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» عوفر شيلح، فإن عالم ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية سيصبح مخيفاً بالنسبة لإسرائيل لأسباب كثيرة، من بينها احتمال ارتفاع منسوب الهجرة المعاكسة إلى دول أوروبية، أو إلى كندا، لا بل حتى إلى روسيا التي نجحت بإغراء واستعادة ما يزيد على 200 ألف من الذين تركوا روسيا إبان انهيار الاتحاد السوفياتي وأقاموا في إسرائيل، وذلك «لأسباب اقتصادية»، فضلا عن الخشية من تدني نسبة التبرعات المالية التي يقدمها أثرياء اليهود ومنظماتهم في العالم بسبب الأضرار المالية التي ستلحق بهؤلاء جرَاء الأزمة المالية. ويعتقد محللون اقتصاديون إسرائيليون بأن كرة الثلج التي تدحرجت بفعل الأزمة المالية العالمية تهدد مصير الآلاف من العائلات الإسرائيلية. وتتحدث التقديرات الرسمية عن أن الركود وتراجع الاستهلاك سيقود إلى دفع عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى براثن البطالة. والحديث يدور عن العمال في العديد من القطاعات وفي مقدمها الصناعة والتجارة والسياحة.وبحسب هذه التقديرات, من المتوقع أن تزداد البطالة بنسبة لا تقل عن 30 في المئة في العام المقبل, بحيث يندفع حوالى 55 ألف مستخدم إلى دائرة البطالة. وعليه فإن البطالة, التي بلغت أدنى نسبة لها العام الماضي وكانت بحدود 6 في المئة, سترتفع إلى 8 في المئة حتى مطلع العام (2010) , وقد قلصت وزارة المالية في الكيان الصهيوني بحسب موقع غلوبس الاقتصادي توقعاتها لنسبة النمو في العام المقبل, من 5,3 إلى 2 في المئة. وثمة من يعتقد أن نسبة النمو الفعلية ستكون أقل من ذلك ولن تزيد عن 8,1 في المئة, بعدما كانت في العام 2008 في حدود 5,3 في المئة و4,5 في المئة في العام 7002 وإذا كان لهذه الأرقام من معنى, فهو تراجع القدرة الشرائية وتسجيل نمو فعلي سلبي أو صفر (4). من بين القطاعات المعرضة للإسقاطات المدمرة الناجمة عن الأزمة المالية العالمية هو القطاع الثالث في إسرائيل .ويوضح الكاتب الإسرائيلي يوبال البشان في مقاله « الضربة المتوقعة وغير المطلوبة « ، طبيعة القطاع الثالث، فيقول : المقصود بذلك المنظمات التي تنشد الأهداف الربحية، الهيئات والجمعيات التعاونية التي تحل مكان الدولة خلال العقود الأخيرة في كثير من المجالات، بدءاً بالتعليم، مروراً بخدمات الرفاه الاجتماعي وصولاً الى المساعدة الطبية والغذائية. هذا القطاع تحديدا، والذي أُعتبر من بين العاملين فيه منذ سنين عديدة، القطاع الذي يتوقع أن تشهد خدماته اقبالا وطلبا متزايدا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، يتوقع له أن يتلقى ضربة مؤلمة تسبق الضربة التي ستتلقاها سائر فروع الاقتصاد. وهذا ينبع من ان غالبية التمويل لنشاطاته تأتي من مصادر في خارج إسرائيل، لا سيما في اميركا الشمالية. وبذلك يكون هذا القطاع تعرض للمعاناة مرتين. الأولى، انخفاض سعر صرف الدولار ما ادى الى سحق نحو خمس القيمة » الشيكلية » ( نسبة الى الشيكل، العملة الإسرائيلية) التي كانت لدى المنظمات التي تتم نفقاتها ـ أجور وغيرها ـ بالشيكل طبعا. وثانيا، بسبب حقيقة أن غالبية المساهمين من الولايات المتحدة ومن سائر أنحاء العالم، خفّضوا مساهماتهم، لا بل جمدوها كليا الى أن تمضي موجة الغضب. هذا هو السبب وراء توقع إغلاق عدد غير قليل من المؤسسات في الوقت القريب. يجري الحديث عن بُشرى قاسية، ذلك أن هذا القطاع يضم اكثر من 55 ألف جمعية ومؤسسة، تشغل ما يقارب المائة ألف شخص، وتستهلك خدمات أُخرى توفر العمل لعشرات الآلاف الآخرين. هذه الأمور صحيحة بشكل خاص في مناطق الضواحي، حيث تعتبر المنظمات مصدر العمل الأكبر،المباشر وغير المباشر.(5) في ضوء الأزمة المالية تساءل المراسل العسكري في «معاريف» أمير بوحبوط عما أن الأزمة طالت الصناعات العسكرية وكذلك المشتريات العسكرية من الولايات المتحدة فيقول :لقد تركت الأزمة تصدعات واضحة على مشروع شراء 25 طائرة «أف 35»، التي صادق البنتاغون على بيعها لإسرائيل. و ان أولى النذر السيئة في هذا السياق جاءت من إيطاليا (أحد ثمانية شركاء في مشروع انتاج الطائرة), حيث تقرر عدم شراء طائرتين للاختبار. ويعتبر شراء طائرات الاختبار مقدمة لشراء الطائرات الحربية(6). ويتوقع الاقتصاديون أن تهدد الأزمة المالية العالمية مصير الآلاف من العائلات الإسرائيلية، ناهيك عن الخشية من امتداد تأثير الأزمة إلى ميزانية الدفاع، ولا سيما في ظل احتمالات العودة إلى ساحات المعارك بعد تهديد وزير الحرب ايهود باراك بتغيير قواعد اللعبة، وزعمه بأن «جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب في الوقت الحاضر أفضل مما كانت عليه قبل حرب لبنان الثانية بعد أن استخلص العبر ، وقام بتطبيق استنتاجاته من هذه الحرب بالرغم من الصعوبات التي يواجهها من ناحية الميزانيات المخصصة له». بدورها نقلت معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي : إن إسرائيل لم تتعهد بشراء أي طائرة متملصة من الرادار. وفي ضوء موافقة البنتاغون على السماح لنا مبدئيا بشراء الطائرة, عززنا الطاقم الذي يفحص الطائرة ويتباحث مع الأميركيين في التحسينات التي نريد إدخالها عليها. ليس ثمة قرار ناجز. إننا نراقب التطورات, ونحن هنا كما الآخرون نتأثر بالركود. ومن البديهي أن الوضع الاقتصادي سيؤثر على القرار عما إذا كنا سنشتري الطائرة والأعداد التي نريد. ومعلوم أنه بقدر ما يقل بيع هذه الطائرات, فإن سعرها يرتفع ولا يمكننا تجاهل ذلك ليس باستطاعة اسرائيل النجاة من الأزمة المالية المالية الأميركية.فالولايات المتحدة كبيرة جداً واسرائيل صغيرة للغاية والعالم شديد التواصل اكثر من اي وقت مضى. من هنا فإن عام 2009 سيكون عام ركود في اسرائيل بعد خمسة أعوام من النمو المضطرد. ويجمع المحللون الاقتصاديون الملمون بالشأن الإسرائيلي أن للأزمة المالية تداعيات كبيرة على صعيد تعاظم قوة الجيش الإسرائيلي وموازنة الأمن .فالكساد الاقتصادي سيتمخض عنه تقليصا في بنود المداخيل والنفقات في موازنة الدولة،وفي موازنة معظم الوزارات، بما في ذلك الأمن ،وفي موازنات حكومية لأمور تتعلق بالرفاه الإجتماعي كانت حتى الآن تمول من تبرعات خاصة وجمعيات في إسرائيل وخارجها. وستتضرر الصناعات الأمنية العسكرية التي تعتبر من أهم الصناعات الإسرائيلية المخصصة للتصدير، و التي تمول عن طريق استثمارات الرساميل الأجنبية ، و لاسيما الأميركية، نتيجة الإنخفاض المتوقع في صادراتها ،وستنتج عن ذلك صعوبات في تمويل جزء من أكلاف التطوير والإنتاج المخصصة لاستخدام الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية. الهند جمّدت الأسبوع الماضي صفقات بقيمة 2.5 ملياري دولار مع الصناعات الجوية الإسرائيلية وهذا على ما يبدو البداية فقط. في مقاله: »ما هو تأثير الركود الاقتصادي على أمن إسرائيل؟ »يقول رون بن يشاي ، مايلي:سيكسب الجيش والمؤسسة الأمنية مئات ملايين الشواكل نتيجة الإنخفاض في أسعار النفط وتنامي قوة الدولار. السقوط في أسعار النفط ومشتقاته بنسبة نحو 40 بالمئة منذ تموز الماضي ستوفر للجيش مئات ملايين الدولارات سنوياً من المساعدات العسكرية الأميركية،الأمر الذي سيتيح له شراء أسلحة ومنظومات حيوية أخرى. كما أن تنامي قوة الدولار سيمنح الجيش إضافات مهمة تصل إلى مئات الملايين نتيجة الرخصة التي تمتلكها إسرائيل بتحويل 26 بالمئة من أموال المساعدة الأميركية العادية (2.3 مليارا دولار في العام) إلى العملة الإسرائيلية. يجب فقط أن نأمل أن لا يدفع العجز في الموازنة الأميركية الرئيس القادم والكونغرس إلى تجميد أو إعادة جدولة طويلة الأمد للمساعدات الخاصة (30 مليار دولار على مدى عشرة أعوام) التي كان الرئيس بوش قد أقرها لنا مؤخراً. لكن يمكن الجيش أيضا أن »يستفيد« من الركود في الإقتصاد في مجال آخر: التجربة تؤكد أن فترات الحضيض الإقتصادي وصرف العمال والبطالة واللذين يرافقانها تسهّل على الجيش تجنيد عنصر بشري نوعي في مجالات تكنولوجية مختلفة ومطلوبة كما تسهل عليه إبقاء القادة في الخدمة الفعلية(7). هل سيستمر الدعم الاقتصادي الأميركي لإسرائيل ؟ لقد تجلى الدعم الأمريكي لإسرائيل من خلال المساعدات الاقتصادية و المالية التي قدمتها الإدرات الأميركية المتعاقبة في واشنطن منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948.وتبعاً للمساعدات الأمريكية اللوجستية لإسرائيل، وكذلك المساعدات الطارئة، فإن قيمة تلك المساعدات بلغت خلال الفترة (1948-2005) نحو (92) مليار دولار منها نحو (60) في المئة هي قيمة المساعدات العسكرية، و(40) في المئة قيمة المساعدات الاقتصادية، ومن المقدر أن تصل قيمة المساعدات الأميركية التراكمية لإسرائيل إلى نحو مائة وواحد مليار دولار بحلول عام 2008(8). ولعل أهم ما تعطيه الإدراة الأميركية لإسرائيل هو المساعدات الاقتصادية والعسكرية، التي تشكل العمود الفقري لقوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية ، التي تشكل الترسانة العسكرية لديها العنصر الرئيسي في حماية الكيان الاسرائيلي،إذ تتلقي سنويا 3 مليارات دولار كمساعدات مباشرة، بما يعادل 500 دولار للفرد الاسرائيلي ، كما منحت الولايات المتحدة اسرائيل حوالي 3 بلايين دولار من اجل تطوير انظمتها التسليحية واعطتها الاذن باستغلال تصاميم الاسلحة كمروحيات (البلاك هوك( ومقاتلات (اف 16) وحتي الاطلاع علي المعلومات الاستخبارية الامريكية التي تحجبها عن حلفائها في الناتو، فضلا عن ان امريكا تغض النظر عن امتلاك اسرائيل اسلحة نووية. بالطبع فان اي ترسانة عسكرية ضخمة تحتاج ايضا لمساعدات اقتصادية سخية تعادل ما تتطلبه هذه الترسانة، ولا شك ايضا ان العنصر السياسي يؤمن الدفع الاقوي للشأن العسكري والاقتصادي، خاصة الغطاء الدولي داخل مجلس الامن ومعروف عن الادارة الاميريكية دعمها الاعمى لاسرائيل بوجه اي قرار من شأنه ان يدين سياسات اسرائيل العسكرية والتوسعية. يقول الكاتب الإسرائيلي الوف بن في مقاله: »المسألة لا تتعلق بالمال وانما بالرمز » سيكون للازمة الاقتصادية العالمية تأثير هام على سياسة اسرائيل الخارجية والامنية هي سيضطرها للتنازل عن جزء من المساعدة التي تتلقاها من الولايات المتحدة. ان انقلب الاتجاه فجأة فستعود البورصات للارتفاع وتزداد فرص العمل والمساعدات ستتواصل. ولكن ان تحققت التوقعات بالتردي الاقتصادي الشديد وفقد ملايين الاميركيين عملهم ومنازلهم ومدخراتهم فلن يكون بامكان اسرائيل ان تقف لا مبالية وان تصر على تلقي المساعدات كما هي. ان ارادت اسرائيل تجنب الضغوط والاحراج فعليها ان تبادر الى تقليص المساعدات على ان يطرح رئيس الوزراء الجديد هذه المسألة في لقائه الاول مع الرئيس الامريكي الجديد في الربيع القادم. من الافضل ان يختار الشخص العقوبة لنفسه على أن ينتظر تقليص المساعدات بقرار امريكي وتحمل معاناة أكبر. في الاشهر القريبة ستتضح ابعاد الازمة الاقتصادية وكيف تنوي أمريكا الخروج منها. اليكم المعطيات: في السنة الماضية توصلت اسرائيل الى اتفاق مع ادارة بوش وخلاصته انها ستحصل على 30 مليارد دولار خلال عقد من السنين في اطار المساعدات العسكرية. في هذه السنة ستصل المساعدة الى 2.55 مليار شيكل أي اكثر من العام الماضي بـ 150 مليون. وستزداد تدريجيا الى ان تستقر على ثلاثة مليارات دولار في السنة. اموال الدعم تبلغ هي الاخرى سدس الميزانية العسكرية واغلبيتها مخصصة لشراء طائرات سلاح الجو. من المسموح لاسرائيل ان تستبدل ربع المنحة السنوية من الدولارات الى الشواكل من اجل الشراء من الصناعات المحلية(9). وتتعرض السياسة الإسرائيلية في اميركا للانتفاد من جراء منح الولايات المتحدة الأميركية المساعدة العسكرية لإسرائيل بسبب تأثير « اللوبي اليهودي » الضار. ووفقا لرؤية هؤلاء المنتقدين ، فإن واشنطن تقوم بتسليح الجيش الاكثر عدوانية في الشرق الاوسط ودعم الاحتلال والمستوطنات في المناطق بدلا من التصدي للجوع والايدز في افريقيا الامر الذي يتسبب بازدياد الكراهية لامريكا في العالم العربي الاسلامي. هذه الانتقادات تضخم بصورة غير منطقية صورة اصدقاء اسرائيل في واشنطن. و كان الرئيس الجديد باراك اوباما وعد باحترام اتفاقية زيادة الدعم العسكري لإسرائيل. ولكن هذا الأمر كان في حزيران قبل انهيار البورصات والبنوك الاستثمارية ومؤسسات الإقراض وشركات التأمين وسوق العقارات. من هنا ، فإن مطالبة إسرائيل للرئيس الجديد بأن يحترم الوعود التي أطلقها خلال الانجازات ستكون حماقة وستعتبر وقاحة وتجاهلا لمشاكل أميريكا وهمومها.و يتوقع الإسرائيليون أن تتقلص المساعدة الأميركية،الأمر الذي سيسكون له تأثيرات سلبية على الجيش الإسرائيلي الذي سيضطر لتأجيل تزوده بالطائرات والسفن الجديدة وادخال تفكير ابداعي لإيجاد البدائل، مثل استعادة المعدات لمدة طويلة او توسيع نشر الوحدات الأميركية في البلاد بما يتجاوز الرادارات والانذار المبكر في النقب. لا شك أن الأزمة المالية العالمية التي ضربت قلب النظام الرأسمالي ، أي الولايات المتحدة الأميركية ، ستكون لها تداعيات على صعيد استمرا رتقديم الدعم المالي الأميركي لإسرائيل.. وسوف يتوقف حجم الدعم المتوقع في المرحلة المقبلة على عوامل عدة أهمها: -1 سلوك الإدارة الأميركية الحالية حتى نهاية ولايتها خاصة في ما يتعلق بالضربة العسكرية المحتملة على إيران. ورغم أن الحسابات العقلانية البحتة تشير إلى استحالة توجيه مثل هذه الضربة، وعلى الرغم من النفي الرسمي الأميركي من أن إدارة الرئيس بوش المنتهية ولايته بعد أقل من ثلاثة اشهر، رفضت إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل كي تقوم بهجوم مباغت لضرب المنشآت النووية الإيرانية، فإن المحللين في الغرب يقولون ربما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في 4نوفمبر المقبل ، و فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما فيها، سيعطي الرئيس بوش مواقفته على قصف منشآت نووية ايرانية ، و لاسيما أنه سيظل يحتفظ بصلاحيات الرئاسة. وقد يصادق الرئيس على هجوم إسرائيلي مثلما وافق على قصف « المفاعل المشبوه » في سوريا بحيث يحرج خلفه الرئيس الديموقراطي باراك أوباما.. فقد ذكرت مجلة «تايم» الاميركية منذ فترة، أن رئيس «الموساد» قدم اقتراحاً يقضي بضرورة قصف المفاعلات النووية الإيرانية عقب انتهاء الانتخابات، وقبل أن يقسم الرئيس الجديد يمين الولاء. ولكن التصاريح التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهودأولمرت لا تشير الى تأييد واشنطن مثل هذا الإجراء. فقد ودعته إدارة بوش بإعلان تحفظها عن أي هجوم ضد ايران في ظل ورطتها العسكرية في العراق وافغانستان، ناهيك عن الازمة الاقتصادية الخانقة التي تشغل العالم. رئيس إسرائيل ومؤسس برنامجها النووي شمعون بيريس، حذر من مضاعفات ضرب المنشآت النووية الايرانية لإيمانه بأن هذه المغامرة العسكرية ستؤدي الى تفجير أزمة في المنطقة يصعب ضبط تفاعلاتها. ويرى بيريس أنه من الحكمة إنشاء تحالف دولي واسع يمارس ضغطاً مضاعفاً على الرئيس احمدي نجاد يمنعه من استكمال تطوير أسلحة نووية. وقال إن ايران ليست عدواً لبلاده، وانما العداء ينحصر في تصاريح الرئيس نجاد المطالب بإزالة اسرائيل من الوجود. ومثلما تحفّظ شمعون بيريس عن قرار استخدام القوة العسكرية لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي، كذلك فعل هنري كيسينجر الذي دعا الى تنشيط الحوار الديبلوماسي مع طهران. ويبدو ان تصريح وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير قد اثار من جديد موجة من الاستياء في طهران لكونه اوحى بأن اسرائيل تستعد لعمل عسكري. وكان الوزير الفرنسي قد اعرب عن قلقه بعد زيارة تل ابيب من احتمال توجيه ضربة عسكرية لايران على أمل ثنيها عن مواصلة برنامجها النووي. وعارض رئيس الموساد السابق افراييم هاليفي هذا التوجه، معتبراً ان الهجوم العسكري على ايران سيؤدي الى نتائج كارثية على الدولة العبرية ولمدة مئة سنة. وانتقد هاليفي بشدة موقف إسرائيل لأنها تتوقع من طموحات ايران السياسية والاقتصادية ازالة الدولة اليهودية. ورأى ان النظام في طهران يسعى الى تحويل ايران دولة عظمى في المنطقة تستطيع فرض سيطرتها. وليست القنبلة النووية في نظرها سوى رافعة عسكرية لتحقيق اهداف سياسية(10).. 2 -نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. من المتوقع أن يكون التغيير كبيرا بعد فوز أوباما ، و لاسيما في الأساليب والتكتيكات المستخدمة وليس بالضرورة في الأهداف. 3- يوجد لوبي صهيوني قوي في الولايات المتحدة. فالانتخابات الرئاسية الأميركية ، تطرح أسئلة حول استمرار قوة ونفوذ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لجهة ممارسة الضغوطات من أجل إبقاء حجم المساعدت الأميركية من دون تأثر بالإسقالطات المدمرة للأزمة المالية التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية.. ورغم أن نسبة اليهود في أميركا لا تتجاوز 2% من عدد السكان ، فإن اليهود يملكون ويستخدمون قوة هائلة أقوى من نفوذ أي مجموعة عرقية أو دينية أخرى في الولايات المتحدة، وتوصلوا إلى امتلاك واستخدام النفوذ القوي اقتصاديا وثقافيا وسياسيا بالولايات المتحدة. كما لعبوا دورا مركزيا في الشؤون المالية الأميركية. وبالنسبة إلى مستقبل المساعدات الأميركية لإسرائيل، فهذا يرتبط إلى حد كبير بالعلاقات الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية، من جهة، وبنفوذ اللوبي اليهودي في مراكز القرار الأميركي من جهة أخرى، والمتتبع لتلك العلاقة يلحظ أن نفوذ اليهود المنظم في الولايات المتحدة، وكذلك أهمية دور إسرائيل في إطار المصالح الأميركية الشرق أوسطية سيبقى على تلك المساعدات في المدى المنظور، وسيتحمل دافع الضريبة الأمريكي فاتورة تلك المساعدات، التي تؤثر ولو بشكل قليل على دخله الفردي من الناتج المحلي الأمريكي. دور اللوبي اليهودي في الانتخابات الأميركية يُعتبر «اللوبي اليهودي» في الولايات المتحدة الأميركية جماعة ضغط ومصالح مثله مثل بقية جماعات الضغط والمصالح في الحياة الاجتماعية والسياسية الأميركية. و على الرغم من التأثير الذي يمارسه هذا اللوبي في الحياة السياسية الأميركية ،فإن أغلبية اليهود الأميركيين (حوالي 70في المئة) صوتوا لمصلحة باراك أوباما ، انسجامامع قناعاتهم الراسخة أن مصالحهم الحيوية و الاستراتيجية مرتبطة بمصالح و أهداف الأمة الأميركية ،و بالتالي بأهداف الرأسمالية الأميركية ، حيث يعتبرون أنفسهم مكونا أساسيا من مكوناتها. فاليهود الرأسماليون الأميركيون لديهم مواقع ثابتة في الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وهم ليسوا كتلة معزولة ومنطوية على نفسها، وإنما يعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من الرأسمالية الاحتكارية الأمريكية، وبهذا تتداخل مصالح الرأسماليين اليهود الكبار مع مصالح الرأسماليين الأمريكان تداخلاً وثيقاً جداً، وتصبح أهدافهم بالتالي أهدافاً واحدة، أي خدمة مصالح الإمبريالية الأميركية، و بالتالي السياسة الخارجية الأميركية التي تدافع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة. على نقيض اليهود الأميركيين الملتزمين بالسياسة الأميركية الرسمية ، فإن سكان إسرائيل كانوا مع انتخاب المرشح الجمهوري جون ماكين، نظرا للدعم التاريخي الذي قدمه الرئيس جورج بوش لدولة إسرائيل خلال فترة ولايتيه .فالاعتقاد الراسخ لدى المجتمع الصهيوني في إسرائيل بأن الرئيس جورج بوش كان أفضل رئيس أميركي يمكن أن تحظى به إسرائيل. بيد أن استنزاف الولايات المتحدة الأميركية في حربين ضد العراق و أفغانستان ، وفي حرب غير معلنة ضد سورية و إيران ، كانت له انعكاساته السلبية على وضع إسرائيل . من هنا فإن التقدير الإسرائيلي الأولي ان قدوم رئيس ديموقراطي قادر على استرجاع هيبة الولايات المتحدة واعادة ترميم قوتها الاقتصادية لا بد أن ينعكس ايجاباً على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل. فكلما تحسن وضع الولايات المتحدة دولياً كلما تعزز وضع اسرائيل. وعلى رغم تخوف الإسرائيلي العادي من أن ينعكس فوز أوباما اليساري الأسود ذي الأصول الأفريقية- الاسلامية تأييداً للمواقف الفلسطينية ، وعلى الرغم من قلق أحزاب اليمين في اسرائيل من تدخل أميركي أكبر وأكثر فاعلية في تسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي يمكن أن يفرض على اسرائيل أموراً لا تريدها؛ فالجميع في اسرائيل مقتنع بأن فقدان الولايات المتحدة دورها كوسيط محايد وعادل خلال الأعوام الأخيرة كانت له ارتداداته السلبية ليس على العملية السلمية وحدها وانما على مجمل الوضع السياسي الذي ساد في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية واسرائيل(11). ومن المهم أن لا ينظر العرب إلى أوباما وكأنّه « المخلّص » القادم لإنقاذهم من مشاكلهم ومن رواسب إدارة بوش والسياسة الأميركية في المنطقة. فباراك أوباما هو رئيس أميركي للأمّة الأميركية وما لها من مصالح وأولويات في العالم، وما عندها الآن من أصدقاء وخصوم. لكن التغيير الإيجابي الذي سيحدث على الصعيد الدولي في ظلّ إدارة أوباما، سيظهر في وقف سياسة إدارة بوش التي خسرت الكثير من أصدقاء أميركا، وزادت من قوّة خصومها، وأشعلت حروباً ما كان يجب أن تحدث (كالحرب على العراق)، وامتنعت عن إقامة تسويات سلمية عادلة حيث كان يتوجب حدوثها كما في الصراع العربي/الإسرائيلي. فالرئيس المنتخب أوباماقد يتبنى بعض السياسات الخارجية « البوشية » ، و قد يتخلى عن بعضها الآخر أو يعدل في بعضها، فأمامه ملفات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط:الحرب في العراق، الحرب في أفغانستان ، و احتمال تشجيع الحواربين الحكم الضعيف في كابول وحركة طالبان، و العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، و عملية التسوية في الشرق الأوسط . الهوامش: (1)- الاتجاهات الاقتصادية الإستراتيجية تأثيرات أداء اقتصاد إسرائيل على خـياراتها السياسية والعسكرية،المصدر: الأهرام ـ 1/1/2001 (2)- دافيد ليبكين إسرائيل 2008 غير مؤهلة لمواجهة ركود عالمي(« معاريف » 6/10/2008) (3)- حلمي موسى ،الوصفة الأشد سوءاً على إسرائيل أزمـة مالية ترافق تحديات أمنية: بـطـالـة وإلـغـاء عـقـود تـسـلـح ، صحيفة السفير تاريخ 13/10/2008. (4)-المصدر السابق عينه. (5)- يوبال البشان في مقاله « الضربة المتوقعة وغير المطلوبة « ،المنشور في صحيفة «معاريف»، تاريخ2/11/2008 (6)- حلمي موسى مصدر سابق. (7)- رون بن يشاي ، »ما هو تأثير الركود الاقتصادي على أمن إسرائيل؟ »،صحيفة «يديعوت أحرونوت» 4/11/2008. (8)- العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وإسرائيل 92 مليار دولار قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ إنشائها،المصدر: منتديات ستار تايمز ـ 17/2/2007 (9)- الوف بن في مقاله: »المسألة لا تتعلق بالمال وانما بالرمز »هآرتس – مقال – 29/10/2008 (10)- سليم نصار الأيام الإسرائيلية الأخطر من عهد بوش ، صحيفة النهار،11/10/2008 (11)- هيبة أميركا أولاً:إسرائيل ، صحيفة هآرتس »ترجمة رندةحيدر صحيفة النهار6/11/2008 (مجلة الوحدة الإسلامية ، السنة الثامنة – العدد الرابع و الثمانون-ذي الحجة -1429-ديسمبر 2008م)
عيد سعيد : وغزّة في بؤس شديد بأيّ حال عدت يا عيد
بقلم جعفر الأكحل إعلامي ومدوّن (تونس) غزة بدون كهرباء… وبلا ماء وبلا رغيف خبز. عاد أهلنا إلى إعتماد وسائل العصر الوسيط من أجل البقاء… والإستمرار. جاء العيد.. ولم يقدر الحجاج على السفر لأداء المناسك مثلما فعلوا من أجل إيقاف كلّ إشكال الإحتفال في الناصرة وبيت لحم في أعياد الميلاد. وكانت وكانت من الروعة بحيث ترسم أروع لوحات ال.. بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين. سجل يا تاريخ.. منع الفلسطينيين من قبل إخوانه في الله والوطن من ممارسته شغيرة الحج.. ومنعوا من أبسط مظاهر الحياة الكريمة. لقد سلبوهم كلّ شيئ وها هو العالم ليشهد على أكبر عملية قذرة يديرها العدو الصهيونيّ بتواطئ مذل ورهيبا من قبل إخوان وأجوار كانوا بالأمس سندا وصاروا اليوم نساوكم هو حزين البيت الفلسطيني وهو يفتقد لأبسط مظاهر وأسباب الحياة. غزة.. رمز العزة ستظلّ مكابرة ومستقرّة.. برغم الأعداء.. وبرغم نقص الخبز والدواء.. وبرفم الأنواء.. وتلوث الأجواء.. ستظلّ ملهمة إلى كلمة سواء.. ترنو إلى غد أفضل.. بلا مطامع.. بلا أهواء.. فلسطين أرض الأنبياء آدم وحواء. لم تهزم تلك الحالة التي صار إليها أهلنا في غزة. وبالأمس القريب بالعراق كم سائهم حال تلك الوزّة وهي تموت في بقعة النفط. فيالسخرية القـدر. ولكن بعيدا عن الأحلام والخيال يبدو أن كل الأطراف قد اتفقت على إتمام الخطة إلى النهاية والمتمثلة في إلغاء حماس من الخارطة السياسية حتى وإن كان يعني ذلك إبادة حوالي مليوني مواطن في غزة فمتى كان الفلسطيني إعتبار. لقد كانت قضيته ولا تزال مجرّد وسيلة تستخدم لفائدة المصالح الضيقة لبعض الدول العربية عبر أربعة عقود. وكان الفلسطينيون ولا يزالون وخاصة القيادات السياسية والعسكرية يملؤون السجون والمعتقلات أغلب العواصم العربية ألم يذكر ذلك شهيد القضية الأوّل ياسر عرفات الذي أعلن أنه باستثناء تونس، فإن كل السجون العربية تعجّ بالفدائيين لن تنس الذاكرة أحداث أيلول الأسود ومعركة تل الزعتر ولبنان عام 1982 قبل الرحيل نحو تونس.. إنها المأساة، إنها مظلمة القرن العشرين كما ذكر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، وهي تتواصل مع بداية القرن الحادي والعشرين.. والمحنة تشتدّ أكثر فأكثر.. والمؤاثرة.. مستمرّة.. وخيوطها تزداد ترابطا وإحكام.. وفي كلّ مرّة.. يتكاثر الأعداء.. ويقلّ الأوفياء. إنه الزمن الرديء بكل تفاعلاته وتداعياته وإرهاصاته. إنه الحصار الجائر.. حصار العدوّ وحصار الشقيق.. استوى الحال.. لا فرق بين العدو والشقيق.. مثلما قتلوا صدّام في عيدنا السابق. هاهم يتسابقون لقتل أهل غزّة هذا العيد. فبأيّ حال عدت يا عيد.. للتواصـل wafa1947.maktooblog.com