Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2230 du 30.06.2006
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: السلطة التونسية تمنع تظاهرة تضامنية مع المساجين السياسيين
الحزب الديمقراطي التقدمي: بيان صحفي حول العدوان الإسرائيلي على غزة وحملة الإعتقالات في الضفة
التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بـلاغ إعلامــي
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل – الأرضية العامة
محمد مومني:رسالة الى وزير التربية و التكوين بصفته و شخصه
رويترز: حزب تونسي معارض يطالب الحكومات العربية بحماية الفلسطينيين
يو بي آي: الكشف عن زيارة قائد سلاح الجو الامريكي الي تونس
وات: دعوة متجددة من تونس لاستئناف المفاوضات وتطبيق خريطة الطريق
موقع نــواة: تونس: « قطع الطريق على قناة الجزيرة » بحصار مدينة منزل بورقيبة
موقع الحوار.نت: الحريات العامة في الدولة التونسية * الصحافة *
بحري العرفاوي:من أجل مرصد عالمي لمشاتل العنف السياسي
الأستــاذ فتـحــي نصـري:عمــر صحــابــو… والمقـال المفـخـخ
محمد العروسي الهاني :الحلقة الثالثة والاخيرة: احياء الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة والمعتمدين
حقائق: عشيّة الجلسات العامّة للمحامين العميد: مستعدّون لأي نقد أو محاسبة لكن بشرط
حقائق:في الزيّ والهويّة
حقائق:ستخسر دنياك وآخرتك ! !
حقائق:ظاهرة تلفت الانتباه: لماذا يمزّق التلاميذ كرّاساتهم ؟ …
بترا: فرقة « حضرة » التونسية تقدم أناشيد وتراتيل صوفية
رويترز: دول عربية تُـبـقـي إسرائيل داخل قفص الاتهام في مجلس حقوق الانسان
رويترز:أمريكا: الأموال تتدفق من السعودية إلى الصومال
الحياة:مبارك يأمر بإعادة تصحيح امتحان طالبة اعتُبرت راسبة لمهاجمتها سياسات أميركا
رويترز:الاسلاميون والاصلاحيون يفوزون في انتخابات الكويت والمرأة تخسر
حمس.نت:تحت شعار « الشيخ محفوظ نحناح وقضايا الأمة » باتنة تُحيي الذكرى
توفيق المديني: شنغهاي والعودة إلى عالم متعدد الأقطاب
صلاح الدين الجورشي :الكواكبي في خدمة التحول الديمقراطي
سامر القرنشاوي:غوانتنامو والديموقراطية: بين النفاق الأميركي وثقافة القمع العربي
عمرو حمزاوي: مصر عام 2006: نهاية حلم التحول الديموقراطي؟
القدس العربي:موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عـــــبـــــو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية تونس الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون تونس 30/6/2006 بــــيـــــان
السلطة التونسية تمنع تظاهرة تضامنية مع المساجين السياسيين
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرأي العام الوطني و الدولي أن السلطة أقدمت بعد ظهر هذا اليوم 2006/6/30 بمنع اليوم التضامني من أجل المطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين ، إذ قام عدد كبير من أعوان الأمن بالزي المدني وباللباس الرسمي بمحاصرة مقر الجمعية و محاصرة الانهج المحاذية له و منع أعضاءها و سائر المدعوين بما فيهم عائلات المساجين السياسيين الذين حضروا من الالتحاق بمقر الجمعية لحضور فعاليات التظاهرة التي تضمن فقرات متعددة من بينها : – عرض شريط عن معاناة المساجين السياسيين وعائلاتهم – عرض شريط قصير بعنوان » قصة صمود » . – تقديم كتاب بعنوان » رسائل بطعم الغبار والصديد » . – تقديم قائمة محينة بأسماء المساجين السياسيين الذين مازالوا رهن الاعتقال . و إذ تذكر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بأن هذا المنع يندرج ضمن المضايقات المسلطة على نشاط الجمعية و استمرار حرمانها من العمل القانوني ، فإنها : 1- تعبر عن احتجاجها لهذا المنع غير المبرر للنشاط الجمعية كما تعبر عن انشغالها لتصاعد المضايقات المسلطة على أعضاء الجمعية و استمرار التضييق على أنشطتها و حرمانها من النشاط القانوني و ذلك في خرق لاحكام الدستور و القوانين . 2 – تطالب برفع المضايقات المسلطة على أعضاءها و تمكينها من حرية النشاط . عن الجمعية الرئيس الأستاذ محمد النوري المحامي
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الرئيس الشرفي: العميد محمد شقرون 33 نهــج المختار عطية تــونس الهاتف: 71 351 831 تونس في : 20/6/2006
لنواصل الحملة من أجل العفو التشريعي العام
تنظم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين يوم الإربعاء 30 جوان 2006 تحت شعار » لنواصل الحملة من أجل العفو التشريعي العام » يوم من أجل المطالبة بإطلاق سراح كافة المساجين السياسيين ووضع حد لمعاناتهم وعائلاتهم . وتدعو الجمعية لحضور الأمسية التي ستقام بمقر الجمعية 33 نهج المختار عطية تونس وذلك على الساعة السادسة مساء حيث تقدم بعض أعمالها وإنجازاتها من خلال: 1) عرض شريط عن معاناة المساجين السياسيين وعائلاتهم . 2) عرض شريط قصير بعنوان » قصة صمود » . 3) تقديم كتاب بعنوان » رسائل بطعم الغبار والصديد » . 4) تقديم بيان بأسماء المساجين السياسيين الذين مازالول رهن الإعتقال . عن الجمعية الرئيــس الأستــاذ محمـد النــــوري
الحزب الديمقراطي التقدمي 10، نهج إيف نوهال – تونس الهاتف : 71332194
بيان صحفي حول العدوان الإسرائيلي على غزة وحملة الإعتقالات في الضفة
كثف جيش الإحتلال الإسرائيلي عدوانه الجوي والبري على قطاع غزة المستمر منذ ثلاثة أيام بشن سلسلة من الغارات على أهداف مدنية وتحطيم البنية الأساسية، وخاصة محطة توليد الكهرباء شمال القطاع ومنشآت مطار غزة، وإطلاق وابل من الصواريخ على الوزارات والمقرات السياسية، فضلا عن استهداف المدنيين. ولم يتورع جيش الإحتلال عن اعتقال ثلث أعضاء الحكومة الفلسطينية وعشرات النواب في المجلس التشريعي في كل من غزة والضفة الغربية، في سابقة فريدة صدمت مشاعر العرب وكل الأحرار في العالم لأنها أبرزت درجة الهوان التي وصلنا إليها. إن هذا العدوان الجديد يبرهن مرة أخرى على تحدي اسرائيل للعالم قاطبة واستخفافها بالقانون الدولي وخاصة اتفاقية جينيف الخاصة بحماية المدنيين في ظل الإحتلال ودوسها لكل الإتفاقات التي وقعت عليها مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. كما يؤكد طابعها العدواني القائم على منطق العقاب الجماعي الذي لا يتقيد بأعراف ولا بضوابط أخلاقية، ولا يملك لغة أخرى للتعامل مع الفلسطينيين سوى لغة الحديد والنار. وما كان لها أن تمضي في هذه السياسة لولا الدعم العسكري والمالي والديبلوماسي غير المحدود الذي تلقاه من الولايات المتحدة والتواطؤ الصامت من الدول الكبرى الأخرى العاجزة عن لجم العربدة الإسرائيلية. كما أن عجز الحكومات العربية التي تقف موقف المتفرج من هذا العدوان، مثل مواقفها المتخاذلة السابقة وخاصة خلال الإجتياح الشامل لمدن الضفة سنة 2002 ومحاصرة الرئيس الشهيد أبو عمار في « المقاطعة »، شكل عنصرا مشجعا لها على المضي في قتل المدنيين وشن المجازر في جميع المناطق الفلسطينية بلا حسيب أو رقيب. وإزاء هذه التطورات المتسمة بخطورة بالغة فإن المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي المجتمع مساء الخميس 29 جوان الجاري يطالب بما يلي: 1 – ضرورة تحمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مسؤولياتهم بدعوة المجلس إلى اجتماع طارئ لإدانة العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني وممارسة كل الضغوط اللازمة لحمل جيش الإحتلال على وقف عدوانه وإخلاء سبيل كل المعتقلين وخاصة أعضاء المجلس التشريعي والوزراء الفلسطينيون. 2 – على الحكومات العربية أن تطلق حرية التظاهر لشعوبها كي تعبر عن ضيمها المكبوت إزاء الجرائم التي يرتكبها الإحتلال في فلسطين، كما عليها أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لديها من أجل الضغط لوقف العدوان الحالي وتنظيم حملة دعم واسعة رسمية وشعبية لوضع حد لحرب التجويع المستمرة منذ الإنتخابات التشريعية الأخيرة والتي توشك أن توصل الشعب الفلسطيني إلى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل. 3 – رفض الخضوع للإبتزاز الدولي الذي حمل غالبية الدول العربية على مقاطعة حكومة « حماس » وانتهاج سياسة تعاون وإخاء مع ممثلي الشعب الفلسطيني الذين اختارهم في انتخابات ديمقراطية وشفافة ووضع البرامج والخطط اللازمة لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين على إعادة إعمار ما خربه الإحتلال وحل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي يعانون منها والتي ترمي لكسر إرادتهم ووقف حركة المقاومة. 4 – يهيب بالقوى الحية في الوطن العربي وخاصة مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات وجمعيات وكذلك الأحزاب والقوى التقدمية في العالم تكثيف أشكال المؤازرة للشعب الفلسطيني من أجل إنهاء العدوان الحالي وتنظيم حملات لجمع التبرعات بغية دعم الصمود الفلسطيني وصولا إلى تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والإستقلال. تونس في 30 جوان 2006 عن المكتب السياسي رشيد خشانة
التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بـــلاغ إعلامــــي
تونس في 20 06 2006
في خضم الصراع المباشر بين دوائر الإمبريالية العالمية و عملائها من حكومات و بين أبناء الشعوب الفقيرة الكادحة، و تحت حالة الحصار الاقتصادي و الاجتماعي الذي يعيشه مجتمعنا المسحوق و المفقر و رفضا لمشاريع التهميش و التعليب المفبركة أمريكيا و أوروبيا و اعترافا بحق المواطن في العمل حفظا لحد أدنى من كرامته، يسعى الشباب المتخرج في تونس -انطلاقا من إيمانه العميق بقدرته على الفعل الايجابي و التأثير و المشاركة الفعالة في صياغة برامجه القطاعية و العامة- إلى خلق حركة رفض للواقع المفروض تساهم في إذكاء الحراك و النضال الاجتماعي بتونس.
و من هذه المنطلقات و مع استفحال أزمة أصحاب الشهادات و تزايد أعدادهم و تفاقم وضعيتهم الاجتماعية، بعد تخلي السلطة عن مهمتها في توفير الشغل لكل فرد و خاصة حاملي الشهادات، تأسس بتاريخ 25 ماي 2006 بتونس « اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل » للدفاع عن حق المعطلين في الشغل و طرح بدائل واقعية للمشاريع الارتجالية و المفرغة التي تتبناها السلطة. و منذ تأسيسه على يد مجموعة من المناضلين حاملي الشهادات قام الإتحاد بخوض عدة معارك نضالية من أجل تحقيق أهدافه الأساسية و المعلنة في بيانه التأسيسي و قد تمثل أهمها في:
·إصدار البيان التأسيسي و توزيعه على المعطلين و الجهات و بعض مكونات الحركة الديمقراطية في تونس(25 ماي 2006). ·تقديم مراسلة ملحقة بقوائم اسمية بأصحاب الشهادات المعطلين لوزارة التربية و التكوين رغم رفض الإدارة الاعتراف بالاتحاد
(26 ماي 2006 )
·تمكن أعضاء الاتحاد من تقديم مراسلة باسم وزير التشغيل بعد اعتصام دام ساعة أمام مدخل الوزارة رغم التواجد الأمني المكثف أمام وزارة التشغيل (27 ماي 2006 )
·مقابلة أحد مسئولي وزارة التشغيل و الإدماج المهني لمراجعة و مناقشة المطالب و الملفات التي قدمت سابقا(30 ماي 2006 ).
·تقديم مراسلة باسم وزير التعليم العالي تتناول وضعيات عدد من المعطلين عن العمل الذين قدموا ملفاتهم للإتحاد(30 ماي 2006 ).
·إغلاق وزارة التربية و التكوين في وجه أعضاء الاتحاد و المواطنين واستدعاء قوات البوليس و عليه قررت الهيئة التأسيسية و أعضاء الاتحاد الحاضرين الاعتصام أمام المدخل الرئيسي للوزارة بعد اعتداء موظفي الإدارة و البوليس على الرفيق سالم العياري و مطالبتهم بمقابلة المسئولين. وقد رضخت الوزارة لمطلبهم ووافقت على تحديد موعد لمقابلة أعضاء الهيئة(01 جوان 2006 ).
·اعتقال 14 عضوا من أمام وزارة التعليم العالي واقتيادهم إلى منطقة البوليس حيث ساومتهم الوزارة بين الإمضاء على التزام بترك النشاط داخل الاتحاد والعمل وبعد تمسكهم بالاتحاد ورفضهم التوقيع تم إطلاق سراحهم ومواصلة اعتقال الرفيق سالم العياري ومقايضته بين العمل وحل الاتحاد قامت المجموعة التي أطلق سراحها وبمساندة بعض الحساسيات النقابية والسياسية بالاعتصام داخل المنطقة من أجل إطلاق سراحه وبعد تأكدهم من استماتته في عدم التوقيع على وثيقتهم تم إطلاق سراحه بعد ثماني ساعات من الاعتقال مع تهديده بسجن الجميع لنشاطهم داخل منظمة غير معترف بها(05 جوان 2006 ).
·تجمع أعضاء الاتحاد بساحة محمد علي لمساندة إضراب المعلمين وتوزيع بيان مساندة على الحضور كما قام بعض أعضاء الاتحاد برفع لافتة تحمل اسم الاتحاد وشعار « حق العمل قبل كل الحقوق » (07 جوان2006 ).
تدخل البوليس بالقوة لفض الاعتصام الذي أعلنه أعضاء الاتحاد بعد تنصل مسئولي وزارة التربية من الموعد المتفق عليه بتاريخ 01 جوان 2006 (08 جوان 2006 ).
·اعتصام بثلاث ساعات، تدخل البوليس لتعليقه بالقوة من أمام مقر الإدارة الجهوية للتعليم حيث اعتدى البوليس على أغلب أعضاء الاتحاد بعد تنظيمهم لمسيرة حاملين شهاداتهم الجامعية فوق رؤوسهم والتي افتكها البوليس ومزقها(14 جوان 2006 ).
·20 جوان 2006: تدخل البوليس و اعتداءه بالقوة المفرطة على أعضاء الإتحاد لمنعهم من الدخول لوزارة التربية و التكوين و اعتداءه بالعنف اللفظي و الجسدي على الرفيقة فلة الرياحي(20 جوان 2006 )
·26 جوان 2006 المشاركة في الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها نقابة التعليم الثانوي من أجل الدفاع عن حقوق المربين, مع المشاركة في المسيرة وتم توزيع بيان مساندة
·27 جوان 2006 توجهت التنسيقية الوطنية المؤقتة بمراسلة إلى كل من وزارة الفلاحة و التنمية المائية و وزارة التجهيز من أجل حل ملفات التشغيل الراجعة إليها بالنظر, وتم الحصول على وصل استلام من كلا الوزارتين.
وبعد هذه التحركات التي جابهتها المؤسسات المعنية بالتشغيل باللامبالاة وإحالة كل الملفات إلى وزارة الداخلية والتنصل من مسؤولياتها يعلن اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الآتي: ·تمسكه باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل. ·مواصلته النضال بكل الوسائل المشروعة من أجل حق الجميع في الشغل. ·مساندته اللامشروطة لكل التحركات المنادية بحق المواطن في العيش الكريم ومن بينها اللجان الجهوية المناضلة من أجل التشغيل ويدعوها إلى توحيد الصفوف والالتحاق بالاتحاد على أرضية ما أعلن في البيان التأسيسي. لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت. عن التنسيقية المؤقتة فلة الرياحي الحسن رحيمي سالم العياري شريف الخرايفي
إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الأرضية العامة
لا يخفى على أحد أن الوضع المحلى الراهن موسوم بخطورة وتأزم غير مسبوقين، ذلك أن الدكتاتورية أفرزت مجتمعا يستفحل فيه الفساد وتتغلغل فيه البطالة. فانغماس النظام التونسي في تطبيق سياسات واملاءات البنوك العالمية والدوائر المالية الإمبريالية وارتهانه للقوى الاستعمارية الجديدة وانخراطه في منظومة العولمة المعادية لطموحات الجماهير المفقرة وأحلامها، أكد فشل برامجه الاقتصادية والتعليمية التي أفرزت أزمة اجتماعية تمثلت أساسا في تنامي الفقر والتهميش والبطالة.
ويجدر التذكير أن الشعارات البراقة التي تتبجح بها السلطة مثل مجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات، العمل اللامادي والعمل المستقل والتنمية العادلة والمستديمة لا تخلو من ديماغوجيا نجح النظام إلى حد كبير في إيهام الرأي العام بها رغم كونها مستقاة من مجهودات منظرين وفاعلين اجتماعيين وسياسيين أفذاذ عمل هذا الأخير على توظيفها وتحويلها قسريا إلى نقيضها، ولكن ذلك لن يمنعنا من مواصلة اعتبار أن الأفكار والإيديولوجيات التي تعتمد على فكرة الحياة الكريمة هي أرضية النضال وأفقه الذي لا غنى عنه فأين نحن من كل هذا؟.
في حقيقة الأمر، بلغت نسبة البطالة العامة وبخاصة بطالة حاملي الشهادات نسبة تفوق مستوى المعلن لمجرد ارتهان النظام إلى الدوائر الأجنبية ومراكز القرار المالي والسياسي والاقتصادي والعسكري والى جانب ذلك تحرم نسبة 20% من اليد العاملة القادرة على الإنتاج من حقها الشرعي والمشروع في الشغل و بنسبة تقاربها سرعان ما يسرح الحاصلون على عمل موسمي حالما تنتهي الحاجة إليهم.
و في ظل ظروف مادية و معنوية تحت مستوى الإنسانية، تستفحل المنافسة بين رؤوس الأموال واستعمال تقنيات البقاء للأقوى بالضغط على التكلفة و الترفيع في الإنتاجية و التمديد في ساعات العمل حينا و العمل بنصف الوقت أحيانا و الإمعان في الخصخصة و تردي كل ظروف الحماية و الوقاية و التأمين التي تتزامن مع ضعف أو تذيل المنظمات النقابية التي تمارس الهيمنة و التواطؤ و تدين بالولاء و الطاعة لصالح النظام القائم و العائلات المتنفذة بدلا من إيجاد بدائل جدية للبطالة، للطرد، للتسريح، للمناولة، للتعاقد، للهشاشة…الخ. كل ذلك يضع الشغيلين و المعطلين وجها لوجه أمام مجرمي رأس المال و ميليشيات الفساد الإداري و المالي و الأخلاقي و السياسي. و بالنتيجة، فإن أول الحقوق التي يتم تدميرها هو بالتأكيد الحق في النضال، و ذلك يؤدي بالضرورة إلى تفشي الإدمان و الانحراف و الهروب من المواجهة و المقاومة و الاعتماد على كل أدوات التحيل و المخاطرة.
و أمام عجز النظام عن طرح حلول جذرية لمشكل البطالة التي تسبب فيها نظرا لعدم وطنية المشاريع الاقتصادية والتعليمية التي تبناها وفرضها بالقوة على الأغلبية الكادحة، قررنا نحن أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل ضحايا هذه المشاريع تحمل مسؤولية مبادرة جماعية لتوحيد كل أصحاب الشهادات المقصيين و المهمشين و مساندة كل الذين يرزحون تحت طائلة التعسف و الظلم و ذلك من أجل مواجهة المجرمين و اللصوص بإتحاد يكون جماهيريا مستقلا ومناضلا يضم في صلبه ضحايا كذبة إصلاح التعليم و التكوين المجاني و التنمية المزعومة من ناحية و ضحايا الجودة و القدرة التنافسية من ناحية ثانية. تلك قناعة منا بأن أزمة الاقتصاد المعولم بنيوية طويلة المدى لا تحل بخطب الشعوذة و التدجيل السياسي من طرف من ينصبون أنفسهم » أسيادا على عبيد » فأزمة التشغيل هي أزمة نظام بأكمله يتخبط في المديونية و صراعات العائلات المالكة و الثرية التي تتسلح بالمافيوزية و استضعاف الجماهير واحتقارها. إن إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين الذي ندعو إليه لن يكون مهادنة وإتفاقا سياسيا يضيق على أبناء الجماهير الكادحة و المتضررة و إنما هو تشريع لأحقية المعنيين بالأمر المتضررين من الثراء الفاحش و البؤس المعمم من جهة و التنفذ بمليشيات البوليس و عصابات الأمن من جهة ثانية.
يدفعنا حقنا في الحياة إلى خوض معركة التشغيل دون خوف و لا مهادنة، فنحن لا ننتظر من أجهزة فاسدة أن تلعب دور المنقذ من أزمة هي المتسبب فيها، بل إننا نريد أن نطوي صفحة الجشع و الطمع و الفردانية بلا عودة؛ إن ذلك لا يكون إلا عبر منطق الأحقية و ليس موقع « المزية ».إن لنا الحق المطلق في الدفاع عن حقوقنا و لا يحق لأية قوة أن تصادر حلم الجماهير و أن تلجم أفواهها. إن إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل هو خطوة تأسيسية مفتوحة للجميع لاسترداد الحق لا لاستجدائه من أجل تحقيق التوازن بين الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي كما لا يفوتنا أن نشير إلى أن مسألة التشغيل ليست قابلة للمزايدة ليركبها السماسرة ذوي الأفق المشوه و الضيق و نحن لسنا تركة لهذا النظام حتى يدعي انشغاله بقضية التشغيل لأنها قضية شأن عام وطني جماهيري. تستمد قضيتنا شرعيتها من الحق في الحياة ومن الحق في العمل و نزع وهم الحلول الفردية و التسرب من داخل الصفوف. نوجه دعوة عاجلة لكل القوى الوطنية المناضلة من أجل الالتفاف حول عدالة قضيتنا و ندعو أبناء الجماهير الكادحة و المفقرة إلى الالتزام الموحد بالدفاع عن حقنا المشروع والمتساوي في العمل لصون الكرامة أولا. التنسيقية المؤقتة لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الشريف خرايفي 20850131 فلة الرياحي 21591905 الحسن رحيمي 21918197 سالم العياري 97433958
تونس في 30جوان2006
رسالة الى وزير التربية و التكوين بصفته و شخصه
مقدمة لا بد منها:
» و اعلم بأن العادات الجارية بالمداومة فيها، تقوي الاخلاق المشاكلة لها، كما ان النظر في العلوم و المداومة على البحث عنها، و الدرس لها، و المذاكرة فيها، يقوي الحذق بها و الرسوخ فيها، وهكذا المداومة على استعمال الصنائع، و الدّؤوب فيها يقوي الحذق و الاستاذية فيها، و هكذا جميع الاخلاق و السجايا. و المثال في ذلك أن كثيرا من الصبيان اذا نشأوا مع الشجعان و الفرسان و أصحاب السلاح، و تربوا معهم، تطبعوا بأخلاقهم، و صاروا مثلهم، و هكذا أيضا كثير من الصبيان اذا نشأوا مع النساء و المخانيث و المعيوبين، و تربوا معهم تطبعوا بأخلاقهم، و صاروا مثلهم، ان لم يكن في كل الخلق ففي بعض. »
هذه المقدمة مقتطفة من رسائل اخوان الصفاء ( مطلب في التربية)، و كانت في اعتقادنا مقدمة لازمة لما نحتاجه اليوم من صفاء و تربية تحترم انسانية الانسان و ما به يكون الانسان كذلك، تربية تحترم اخرية الاخر و اختلافه بل و معارضته. اخترنا أن نقرأ على الوزير ما تيسر من حكم العمالقة الذين تتلمذ عنهم من علمنا كيف نقول للوزير لا بكل جرأة و تحد.
اعلم أيدك الله و ايانا بروح منه- ( و هذه أيضا للاخوان، و نقصد اخوان الصفاء .فقط للتوضيح كي لا يلفق لنا الوزير تهمة الترويج لأفكار جمعية غير مرخص لها، اذ التداخل واضح بين وزارته و وزارة التنفيذ)- اننا لا نعاني من أية أمراض معدية، لقد طلبنا لقاء مع حضرتك منذ اواخر الشهر الأخير من السنة الماضية، و حتى انفلونزا الطيور لم تظهر بعد في العالم و اعدنا الكرة سواء بمراسلتكم عبر القنوات الرسمية أو عبر الانترنت الا أنك لم تستجب. و بعد أن ظهر المرض القاتل ، تأكد أن بلادنا خالية تماما من أي فيروس- كما لا شك مازلت تتابع قناتنا الفضائية.
المهم كنا نطلب مقابلتك شخصيا و دون توسط لنفضح ما يحدث بوزارتك ، لاننا لسنا من دعاة الهروب الى الأمام، و نؤمن بأن المشاكل تحل عبر الحوار ما دمنا جميعا نجتمع على حب البلاد، و لا يستطيع احد أن يكذب ما نقول و رغم الصد الذي اعترضنا و منعنا من التعبير عن مشاغلنا، ها اننا نستغل ما توفر هذه التقنية العجيبة المسماة انترنت، و بواسطتها سيستمع الجميع راغبا أو مكرها.
ان الخروقات الحاصلة بوزارتك لا تليق بصورة بلادنا و مصداقية المناظرات الوطنية لهذا اضطررنا في هذه المراسلة الأولى الى ازالة ورقة التوت التي كانت الى حين تغطي بعضا من عورة.
اعلم أن الكاباس التي تتبجح بشفافيتها تباع في أروقة وزارتك بداية من ألفي دينار، و موظف يتحكم في مصير شباب أحبوا الدراسة و المعهد و لن يتنازلوا عنهما أبدا.
اعلم أن الكاباس التي يروج لها البعض و كأنها الحل السحري قد تمكّن من اجتيازها طلبة لم يحصلوا بعد على شهادة الاستاذية و هذا موثق عندنا سنكشفه للرأي العام كي نفضح ما يحاك من مؤامرة ضد شباب تونس المناضل. و على كل هذا لم يحدث في عهدك ، و لكن حدث في عهدك ما هو أخطر. حدث في عهدك أن تسرب من الأبواب الخلفية و التحق بالتدريس اعتبارا لولاء جهوي و قبلي و حزبي … و بقدرة قادر أصبح استاذا دون أن يعرف مرارة البطالة الا لفترة العطلة الصيفية ، و بمجرد أن تحصل على الأستاذية في شهر جوان أصبح استاذا مباشرا في الخامس عشر من سبتمبر من نفس السنة. فأين الشفافية و المصداقية و الكفاءة التي يروج لها.
و حدث في عهدك كما لا شك تعرف و باشرافك تلاعب بمستقبلنا و حرماننا من التدريس. حيث اجتزنا الامتحانات بكل اقتدار و كان من المفترض أن تكون أسماؤنا على رأس قائمة الناجحين و الناجين من قوارب موت البطالة، الا أنك كنت وفياّ لمنهج الاقصاء و عدم الاعتراف باقتدارنا.
تعلمنا من النظريات الاجتماعية الحديثة و على خلفية تطور المنهج الجدلي من هيجل الى ماركس، أن الطريق الى حل المشكلات الاجتماعية يبدأ بخطوة أولى هي معرفة الجميع بالمشكل ثم مشاركة الجميع في صياغة الحل ثم تطبيق الحل بالعمل : هذا الثالوث يعرفه كل مطلع على أدبيات المدرسة الوظيفية ( المشكل، الحل ، العمل).
يجب أن يعرف الجميع المشكل على حقيقته دون تزييف و سنساهم بقدر ما نعرف أن نجعل الناس يعرفون حقيقة المشكل المطروح، و زيف الصياغات التي شاركت فيها و روجت لها و سنعمل على امتداد الأشهر القادمة على فضح ما يحدث. هذا ان بقينا نحن معطلون عن العمل و بقيت أنت وزيرا، لأن هذا في علم الغيب.
اعلم أن احد عمالقة الفلسفة القديمة فد قدّم استقالته من الاشراف على مهزلة الكاباس بعد أن تبين له أن مهمته تقتصر فقط على الامتحان أما الانتداب فهو مهمة اخرين يعملون في الظلام و بمقتضى التقارير الأمنية، استقالته تلك مقدمة في خمس صفحات لو عدت الى الأرشيف ستجدها و ستجد وصمة العار التي طبعت بها هذه المناظرة منذ البداية، ستكتشف أن السيد مراد المهدواني متحصل على 17 من 20 في امتحان الشفاهي الا أن اسمه لم يدرج ضمن قائمة الناجحين من اساتذة الفلسفة. و مراد الان مغترب في أمريكا بعد أن فقد الثقة في الامتحانات، و مسلسل الاسقاط المتعمد حصل معنا – كما لا شك تعرف- لهذا نقول ان ما تتحجج به من كفاءة ما هو في نظرنا الا حجة ساقطة ( من سقط يسقط ، تهاوى) و مردودة على من يلوكها، و السيد مراد ليس الا واحدا من عشرات.
اعلم اننا اصحاب حق و لن نتنازل لانه كما قرأنا عليك في المقدمة خالطنا عمالقة و رجال فكر دربوننا على قول لا و كشف الظلم و الجور و لهذا لن نكون الا كما نحن الان.
قبل أن نختم هذه الرسالة الأولى نعلمك اننا سنستمر في نهج التعريف بالمشكل الحقيقي و لكن في المرات القادمة سيكون ذلك بكشف أسماء المرتشين و من توسط في الرشوة. و ليتحمل كل مسؤولية ما فعلت يداه.
ختاما:
– سنضع على السافود كل المتامرين و المرتشين و لن نخشى لومة لائم.
– تحية لمن علمني أن التفلسف تدرب على الموت.
ملاحظة: استعمالنا لضمير الجمع نحن لا تدل الا على شخصنا نحن الاستاذ
محمد مومني المسقط عمدا من قائمة الناجحين نهائيا في مناظرة الكاباس.
للاتصال:
الهاتف: 21698990003
e- mail mmoumnimh@yahoo.fr
بلاغ
بداية من يوم الاحد القادم الرجاء من السيدات و السادة المهتمون بظاهرة
البطالة و الرشوة و المحسوبية
متابعة برامج قناة الحوار التونسي من الساعة الواحدة الى الثالثة ظهرا قناة ….على الهوت بيرد Arcoiris.tv
منتدى الجاحظ
من أجل تنوير عربي إسلامي
دعوة
يستقبل منتدى الجاحظ المفكر العربي الدكتور حسن حنفي يوم الأحد 2 جويلية على الساعة السادسة مساء في ندوة فكرية تحت عنوان:
« دور الدين في عصر العولمة »
وذلك بمقره 3 نهج السوسن حي فطومة بورقيبة باردو. والدعوة مفتوحة للجميع.
حزب تونسي معارض يطالب الحكومات العربية بحماية الفلسطينيين
تونس (رويترز) – طالب الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس يوم الجمعة الحكومات العربية بضرورة التحرك من اجل الضغط لوقف ما سماه بالعدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين والسماح لشعوبها بحرية التظاهر احتجاجا على هذه الاعتداءات. وقصفت الطائرات الاسرائيلية غزة يوم الجمعة واستهدفت مكاتب وزارة الداخلية في توسيع للحملة العسكرية الرامية لتأمين اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي خطفه نشطاء فلسطينيون يوم الاحد. ودعا الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان ارسل لرويترز بالبريد الالكتروني الحكومات العربية الى « اطلاق حرية التظاهر لشعوبها كي تعبر عن ضيمها المكبوت ازاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين ». وقال ان هذه الهجمات الاسرائيلية المتسمة بخطورة بالغة تبرز درجة الهوان التي وصل اليها العرب محملا الولايات المتحدة مسؤولية دعم اسرائيل ماليا وعسكريا ودبلوماسيا. ولم تفعل اغلبية الحكومات العربية شيئا الا اصدار تصريحات الشجب العادية ضد الضربات الجوية الاسرائيلية على اهداف في غزة وتضييق الحصار على سكانها البالغ عددهم مليون و300 الف نسمة. وشدد البيان على « رفض الخضوع للابتزاز الذي حمل غالبية الدول العربية على مقاطعة حكومة حماس الذين اختارهم الشعب الفلسطيني ». واعربت تونس في وقت سابق على لسان رئيسها زين العابدين بن علي عن قلق عميق لتدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني الاعزل. المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
الكشف عن زيارة قائد سلاح الجو الامريكي الي تونس
تونس ـ يو بي آي: كشفت السفارة الأمريكية في تونس أن الجنرال ويليام توم هوبينز قائد سلاح الجو الأمريكي في أوروبا أنهي زيارة الي تونس استغرقت يومين لم تعلن عنها السلطات التونسية من قبل. وقالت السفارة في بيان وزعته الأربعاء ان هذه الزيارة التي تمت خلال الفترة ما بين 26 و27 من الشهر الجاري، اندرجت ضمن اطار جولة في منطقة شمال افريقيا. وأوضحت السفارة في بيانها الذي وزعته بعد 48 ساعة من انتهاء هذه الزيارة، أن الجنرال هوبينز التقي خلال تواجده في تونس مع كل من وزير الدفاع التونسي كمال مرجان، وقائد هيئة أركان سلاح الجو الجنرال محمود بن محمد، وعدد من الضباط التونسيين. وقالت انه تم خلال هذه الزيارة التي عكست العلاقات المتينة والمميزة بين أمريكا وتونس، استعراض العلاقات التقليدية ومتعددة الأطراف بين سلاح الجو الأمريكي وسلاح الجو التونسي والتي تتضمن مناورات مشتركة وتبادل لزيارات الضباط. ونقلت عنه قوله بعد زيارته الي القاعدة الجوية العسكرية التونسية سيدي أحمد الواقعة في مدينة بنزرت (70 كيلومترا شمال تونس العاصمة)، ان قوات سلاح الجو الأمريكي في أوروبا تفخر بتعاونها مع القوات الجوية التونسية والذي يشمل أيضا علي التدريب التكتيكي والعملياتي . يشار الي أن الجنرال هوبينز انضمّ لسلاح الجو الأمريكي عام 1969، حيث عمل كمدير للتخطيط والعمليات للقوات الأمريكية العاملة في اليابان، كما عمل أيضا كمدير للتخطيط والعمليات في القيادة الأطلسية الأمريكية، وذلك قبل توليه قيادة سلاح الجو الأمريكي في أوروبا. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 جوان 2006)
دعوة متجددة من تونس لاستئناف المفاوضات وتطبيق خريطة الطريق
تونس (وات) تتابع تونس بانشغال عميق التطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة والظروف العصيبة والماساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق وما آل اليه الوضع بالمنطقة من ترد وتدهور نتيجة امعان اسرائيل في تصعيد ممارساتها العدوانية ضد هذا الشعب الاعزل ومواصلة فرضها للحصار الخانق عليه وتدمير بنيته التحتية وممتلكاته. وان تونس التي احتضنت الثورة الفلسطينية ووفرت لقيادتها الاطار الامثل الذي تحركت فيه بحرية وفتحت للفلسطينين الابواب لربط صلات واسعة ومتينة مع العواصم الاوروبية وساعدتهم في بدء حوار مع الولايات المتحدة الامريكية ادى الى عودة القيادة الفلسطينية الى فلسطين ما فتئت تساند القضية الفلسطينية وتؤكد تضامنها الفاعل مع الشعب الفلسطيني في كفاحه من اجل استرجاع اراضيه المغتصبة واسترداد حقه في تقرير المصير وفي اقامة دولته المستقلة على ارضه وضمن رؤيتها التي تعتبر الحوار والحلول السياسية المدخل الاسلم والاداة الانجع للتوصل الى حل عادل وشامل ودائم بذلت تونس جهودا حثيثة وسعت دون هوادة الى حث المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم لوضع حد لانتهاكات الحكومة الاسرائيلية وحملها على الالتزام بالشرعية الدولية والتعامل بجدية ومسؤولية مع مختلف المساعي والمبادرات الرامية الى احياء العملية السلمية وان تونس لتؤكد اليوم واكثر من اي وقت مضى ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في اطار احترام القانون الدولي والشرعية الاممية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. كما انها تجدد دعوتها لكل الاطراف الفاعلة وفي مقدمتها اللجنة الرباعية للعمل على استئناف المفاوضات وتطبيق خريطة الطريق من اجل احلال السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الاوسط وتمكين جميع شعوب المنطقة من العيش في امن واستقرار والانصراف الى البناء والاعمار. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 جوان 2006)
مسرحية جديدة
ينتظر ان تعرض مسرحية «أجساد رهينة» التي اعدها المخرج التونسي الفاضل الجعايبي (سيناريو ونص جليلة بكار) لحساب موسم 2006-2007 بفضاء «سهام بلخوجة» امام لجنة تابعة لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث للحصول على الموافقة لعرضها ببلادنا. علما وان هذه المسرحية تم عرضها مؤخرا باحد قاعات المسرح بفرنسا. وكان فاضل الجعايبي قد اطلق على مسرحيته المذكورة في بادئ الامر عنوان «أجساد رهينة» وعرضها بفرنسا بهذا الاسم ثم غير عنوانها ليصبح «خمسون» حيث ينتظر ان تعرض على اللجنة التابعة لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث بهذا العنوان. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 جوان 2006)
المجلس الأعلى للاتّصال : كيف نروّج المنتوج السمعي البصري بالخارج ؟
تناول الاجتماع الذي عقده السيد رافع دخيل وزير الاتّصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بأعضاء المجلس الأعلى للاتّصال عدّة مسائل منها ترويج المنتوج السمعي البصري والإعلام الموجّه للجالية التونسيّة بالخارج. وأوضح الوزير أهميّة الإجراءات التي أقرّها الرئيس زين العابدين بن علي لفائدة قطاع الإعلام والاتّصال وتحدث عن ضرورة القراءة الموضوعيّة لواقع الجالية يراعى فيها التنوّع والتوزيع الجغرافي وملاءمة الانتاج الإعلامي المقدّم للفضاء السوسيوثقافي الذي تعيش فيه، إضافة إلى تجاوز النمطيّة والتعميم. وفي خصوص الانتاج السمعي البصري تطرّق الوزير إلى دعم هذا المنتوج من قبل الدولة والإيمان بضرورة الارتقاء بالمستوى وتسويقه مع مراعاة دراسة الانتاج والقدرة التجاريّة وتقريب اللهجة التونسيّة من المتلقّي العربي. وأكّد السيد رافع دخيل على أنّ هناك مؤشّرات جدّ إيجابيّة في ما يتعلّق بموضوع الإعلام الموجّه للجالية التونسيّة بالخارج وذلك من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة لتسويق صورة تونس المشرقة وكذلك في ما يتعلّق بترويج المنتوج السمعي البصري. وختم الوزير بالتأكيد على أنّ لا وجود لحلول جاهزة لمثل هذه المسائل بل هناك ورشات تفكير تساهم فيها كلّ الأطراف للارتقاء بالمشهد الإعلامي الوطني وتسويق المنتوج الإعلامي والسمعي البصري داخليّا وخارجيّا. (المصدر: مجلة حقائق، العدد 5 بتاريخ 26 جوان 2006)
في ندوة لوحدة المرأة بالجامعة العربية تكريم مصرية وتونسية بجائزة «أفضل موقع إلكتروني للمرأة»
القاهرة: مشيرة أبو غالي كرمت ندوة عقدتها وحدة المرأة بجامعة الدول العربية أخيرا الفائزتين بجائزة مسابقة المرأة وتكنولوجيا المعلومات التي نظمتها وحدة المرأة لتعزيز صورة المرأة العربية بالصحافة الإلكترونية، وهما الدكتورة إيمان بيبرس (من مصر)، وفازت بجائزة أفضل مضمون لموقع للمرأة على شبكة الإنترنت، وإيمان باسبوس (من تونس) وفازت بأفضل تصميم للموقع. وشهدت الندوة إطلاق تقرير المرأة العربية والإعلام لهذا العام. وقالت هناء سرور، مديرة وحدة المرأة، إن التقرير أعده مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر». وقد ناقش صورة المرأة العربية في المراصد الإعلامية العربية من خلال مكاتب الرصد الإعلامي. (المصدر: جريدة الشرق الأوسط الصادرة يوم 28 جوان 2006)
تونس: « قطع الطريق على قناة الجزيرة » بحصار مدينة منزل بورقيبة
بقلم: مهدي عاشت مدينة منزل بورقيبة منذ منتصف يوم السبت 24.06.2006 حالة حصار تام، إذ أغلقت قوات الأمن بالزي الرسمي مداخلها الثلاثة :(منزل بورقيبة – ماطر ، منزل بورقيبة – بنزرت ، منزل بورقيبة – تونس)، واستمر أعوان الأمن إلى ساعات متأخرة من ليلة يوم الأحد 25.06.2006 في مراقبة السيارات القاصدة مدينة منزل بورقيبة بعد نصب الحواجز عند المداخل. ومن جهة ثانية و في مستوى حي حشاد بمدينة منزل بورقيبة، أكثر أحياء المدينة تضرراً من الحملة الأمنية التي شنتها السلطات التونسية على الشباب من رواد المسا جد، توزع رجال الأمن في نحو خمسة عشر ركنا من أركان الحي إلى مجموعات، تتألف كل مجموعة من نحو عشر أعوان أمن بزي مدني واضعين منازل عائلات سجناء سياسيين تحت المراقبة، كان من بينها منزل عائلة الزياني( السجين محجوب الزياني) و منزل عائلة العرفاوي (السجين خالد العرفاوي) منزل عائلة الهمامي (السجين طارق الهمامي) منزل عائلة الكريفي (السجين أنيس الكريفي) منزل عائلة المكي ( السجين المسرح الهاشمي المكي )… وإلى جانب الحصار الذي عرفه حي حشاد يومئذ بما يربو عن 120 عون أمن يرتدون الزي المدني، ، شهد منزل عائلة السجين محجوب الزياني (من مواليد جويلية 1981 و الموقوف في جوان 2005) بصورة خاصة حشود غفيرة من رجال الأمن و سيارات مدنية بصورة أفزعت عائلة الزياني وروعت سكان الحي جميعه طوال يوم السبت وإلى ساعة متأخرة من الليل. وقد دُعِي السيد مبروك الزياني والد السجين إلى منطقة الأمن بمنزل بورقيبة عند منتصف نهار يوم السبت ليُبَلغ بقرار منع إحتفال نسائي كانت تعتزم عائلته القيام به بعد نجاح إبنها وليد الزياني في امتحان « الكباس ». ثم دعته عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم إلى حمل جميع أفراد عائلته على الخروج من المنزل. غير أن السيد مبروك الزياني الذي أذهلته كل تلك العسكرة حول منزله وأمام الغموض الذي بدا على تصرفات السلطات الأمنية وتعليماتها، وعد السيد مبروك أن لا تقيم عائلته حفلها البسيط على أن لا تُحمل العائلة على مغادرة المنزل . أدركت عائلة الزياني لاحقاً، أن حالة الإستنفار التي بدت على رجال الأمن ومسؤوليهم ، وهو ما أفصح عنه رجال الأمن أنفسهم إلى السيد مبروك الزياني، تعود إلى إعتقاد السلطات الأمنية أن قناة الجزيرة ستحل بمنزل بورقيبة خُفية، و ستكون ضيفة على عائلة الزياني لتصور العائلة و تتحدث إليها حول محنة إبنها كما ستصور وتحاور بعض عائلات السجناء الذين ربما سيحلون أيضاً ضيوفاً خلال الإحتفال المزمع إقامته. وقد حوصر أيضاً منزل السيدة زينب الشبلي، والدة السجين الشاب (خالد العرفاوي ) و ظل رجال الأمن في ملاحقتها خلال غدوها و رواحها لقضاء شؤونها الخاصة، و وضعت تحركاتها تحت مراقبة مباشرة لرجال الأمن، و اُخبرت هي أيضاً ، من قبل أعوان الأمن أن معلومات لديهم أفادت أن قناة الجزيرة ستحاور اليوم، في مدينة منزل بورقيبة، عائلات السجناء السياسيين. وحتى يشتت رجال الأمن إنتباه المواطنين، الذين أثارته تجمّع أعداد غفيرة لرجال الأمن في حي حشاد بعد نصب الحواجز على بوابات المدينة، راحوا يشيعون بين الناس الشائعات الأربعة التالية : 1- أن قناة الجزيرة قادمة إلى منزل بورقيبة وستُمنع من الدخول لأنها قناة عدوة . 2- أن « الخوانجية » هكذا… سيجتمعون تحت غطاء ختم القرآن. 3- أن محجوب الزياني هرب من السجن وقد جاء رجال الأمن ليأخذوا أحد إخوته رهينة إلى أن يُسلِم محجوب نفسه. 4- أن محجوب مات تحت التعذيب في السجن وقد جاء رجال الأمن لتسليم جثمانه إلى أهله أو نحو ذلك. والغريب أن المواطنون كانوا قد سمعوا أعوان الأمن يروجون بأنفسهم مثل تلك الشائعات، غير عابئين لما قد يكون لتلك الشائعات من أثار نفسية على العائلات وعموم المواطنين. إنصرف عند الساعة الواحدة ليلاً من يوم الأحد ، جميع أعوان الأمن ، لكن لا تزال المراقبة مستمرة بصورة غير مباشرة إلى تاريخ كتابة هذا الخبر، فبعض سيارات الأمن تَعبُر بصورة دورية حي حشاد تحسباً لأي زائر متخف قد تتزي قناة الجزيرة بزيه.
(المصدر: موقع نــواة بتاريخ 29 جوان 2006) وصلة الموضوع: http://www.nawaat.org/portail/article.php3?id_article=1051
الحريات العامة في الدولة التونسية * الصحافة *
بقلم: نصر الدين في اطلالة على التاريخ الحديث للحريات في تونس وباستدعاء حالات لمناطق اخرى سواء كانت في الجوار اوخلف البحار, كانت من العالم « المتقدم » اوالنامي اوالمتخلف ومحاكاتها بتجربة الحريات في تونس. سنخلص الى معادلة فريدة ,غريبة وشاذة . ففي رصدنا لها سنجد انها تجربة تستهلك رصيدها ولا تبني عليه ومعاول الهدم كانت نشطة خاصة على مدى العقود الاخيرة في كل محاولات المجتمع (العصامية) في بناء طيف لحرية أي حرية…؟ ان غرابة التجربة التونسية تتاتى من جرعات التقهقر المقسمة بدقة على الحيز الزمني وشذوذها يكمن في هذا الرصيد للحريات الذي انتزعه المجتمع من تحت حراب المستعمر فاتي السلف والخلف فقضموه وهضموه تحت حراسة حراب ابناء الوطن. وباستحضارنا لجوانب من الحراك الثقافي في عهد الاستعمار سنقف على انه ورغم آلة الموت » المعلنة » نجح المجتمع في فتح نوافذ للتّعبير وايجاد منابر وارساء اسس لحريات قضت فيما بعد… لو عدنا الى اكثر من مائة سنة الى الخلف واخذنا الصحافة كنموذج للحراك السياسي, فاننا سنجد انه وفي سنة 1860 بعثت جريدة الرائد كاول صحيفة تونسية وثالث صحيفة عربية بعد الوقائع المصرية 1838 والمبشر الجزائرية 1847 ورغم الاستعمار والجهل والامية والفقر وغلبة الريفي القروي على المدني, فان الصحف التونسية نمت كما وكيفا, فظهرت في سنة 1888 صحف- نتائج الاخبار والقصباء والحاضرة – ثم نشطت الحركة الصحفية فانتجت من سنة 1889 الى 1911 اكثر من 60 صحيفة يذكر منها الزهرة , البصيرة, لسان الحق , القلم, سبيل الرشاد, البستان المخير, لسان الامة , المرشد, المعارف , النصيحة , الفتح , ابو قشة , ولد لبلاد, النمس , كاراكوز, تونس , الاتحاد الاسلامي … ولم تكن هذه الصحف مجرد ارقام انما كان لها اثرها البالغ ويعبر ما وصلنا من نصوصها عن جدية متناهية وقوة في طرح القناعات وتناول المظالم. ولعله في سياق بعض مقاطع هذه المقالات يتجلى الكثير (الهجوا دوما بذكر الحرية وذكر رجالها علّ تنبعث فيكم من وراء ذكرها روح جديدة تبعثكم على الاقتداء بمن تسربل بها . اذن فلتعش الحرية , وليعش انصارها الداعون اليها)
*جريدة ابوقشة 19 سبتمبر 1908* وهذا جزء من مقال لصحيفة ساخرة يخاطب الشباب التونسي اناذك (ولك ايها الشباب مجلس نيابي يجعل بلادك مساوية للبلاد البرلمانية من انكلترا الى موناكو, عمادك في هذا المجلس نواب توفرت فيهم كل المزايا اللازمة للنواب الاكفاء, كالجهل بالقرآة والكتابة والتجرد من الوطنية الصادقة والكاذبة والاستهانة بتونس ومن عليها. وقد قاموا لك بواجبهم النيابي على اكمل وجه , فاستطاعوا تاجيل ما عليهم من الديون وزوجوا بناتهم و(طهّروا) اولادهم وعلقوا النياشين وتشرفوا بمعرفة كبار الموظفين).
*جريدة الشباب 19 اكتوبر 1936* وفي صوت هذا المقال الذي يصرخ من بين فكي المستعمرموجها نقده لاعضاء الحكومة عبرة واي عبرة (…اللهم الا ان يكون الجواب انكم صنيعة غيرهم , فتكتفون منهم بالجلوس على الآرائك كالعادة , والحصول على النياشين كي تزدان بها الصدور ,واقتباس الابتسامة الخلابة من مديري الاستعمار الذين قضوا على وحدتنا المحلية وامتلكوا غالب اراضينا واستخدموا ابناءنا.)
*الحقيقة 23 جانفي 1923* نحن نتحدث عن اقلام تكتب تحت اعين المستعمر وعلى بعد امتار من ثكناته وتنتزع مساحات الحرية انتزاعا ويحسن التنويه على انها صحف محلية وليست مهجرة ولا « مأجورة » وترسل المقال ولا تعبا بتبعاته وهذه كلمات من مقال ينفث في وجه المستعمر حقيقته البشعة (…يجب ان نقنعها « فرنسا » بأن الكلمة التي قالها امبراطورهم نابليون في جنده : »أن لفظة مستحيل لا وجود لها في القانون الفرنساوي » كذلك فأن كلمة الرجوع عن المبدا لا وجود لها في العربية فلتفعل ما هي فاعلة.)
*المشير 8 مارس 1924* بعد هذا ماذا لو طرحنا سؤالا استشرافي على صحافي يودع القرن التاسع عشر ينام على وقع خطى دوريات جيش الاحتلال ويصحو على جرائم المعمرين وتخاذل البايات وسالناه كيف يستشرف تونس وهي تستقبل القرن الواحد والعشرين لقال الخير كل الخير عمرانا مزدهرا ومجتمعا متماسكا يعمه الرخاء حكاما اجراء للشعب ودولة رأس الامر فيها للمؤسسات ومدارها العدل والحرية وصحافة تمحص حتى المذكرات الخاصة بالحاكم وهذا الاخير تدخله وتخرجه الصناديق الى ذاك القصر الناعس على ضفاف المتوسط وربما بعد انقضاء عهدته الانتخابية تظلم عبر اعمدة السلطة الرابعة يطلب التعجيل بتسوية ملف » لنتريت » التقاعد . وربما قال لك وبيقين تونس بعد قرن من الزمن سيسير الراكب فيها من تطاوين الى بنزرت لا يخاف الا الذئب على نفسه. فاذا بنا اليوم نفتش عن حقبة زمنية في أي موقع تشبه الواقع التونسي في حرياته ووضع صحافته فلا نجد ولن نجد فمدار الصحافة « الوطنية » في تونس هي نظرية الاختزال حيث اختزل الشعب والمؤسسات والتاريخ والجغرافيا في شخص « الزعيم » وهاهي النصوص تخبرك بما يندى له الجبين. (لقد أنجز بن علي كل ما وعد به في الانتخابات الرئاسية لـ 1999 وفاضت الإنجازات في بعض الميادين عما كان مأمولا، لقد نجح بن علي أيما نجاح وهو الآن يعد بين قلة من قادة الأمم الذين ينجزون ما يعدون به)
*جريدة الحرية 11/10/2004* (إن الثورة الهادئة التي عاشتها البلاد منذ سنة 1987 أمكن بفضلها القضاء على كثير من ترسّبات الماضي وفسحت المجال أمام تفتح مشهد سياسي لم تألفه تونس قط وعلى انجاز نمط تقدّم اجتماعي أصبح بمثابة المنوال الذي يشار إليه بالبنان. فالسبيل التونسية نحو التنمية أضحت اليوم نموذجا ناجحا لا يتوانى قادة بعض الدول بنعته بالمعجزة). *الملاحظ 6 اكتوبر 2004* (…وأن القائد نادى بأن لا إقصاء في تونس ولا فرق بين الفئات والجهات والأجيال والمحيط والنبات اعتنق هذا الجيل النداء وشمر على السواعد وراح في الأرض جند فداء بعقلية انتصارية حوّلت البلاد والعباد وشيّدت القناطر والطرقات والموانئ والمطارات والمعاهد والكليات والمصانع والبوارج والباخرات وغرست الأرض خضرا وغلالا وخيرات وانتشرت المواشي في الحقول ومعها المصانع والمحوّلات فأتى الحليب واللبن والسمن والعسل والورد ليعطي لتونس ميزة الفاتنات بخيراتها وجمالها وطيبة الحياة). (…فتغدو المواعيد الدينية فرصة للمؤمنين لرفع شأن الدين بقيادة ابن الوطن البار زين العابدين بن علي الذي يجدّد العهد لنصرة الدين في كل مناسبة من جامع الزيتونة المعمور أو جامع العابدين الأمين).
*الحدث 15 سبتمبر 2004* (لذلك فإن مؤسس المشروع الحضاري للتغيير وجمهورية الغد هو الاقدر على تأمين كافة مقومات استكمال انجاز هذا المشروع الرائد وتجسيم مضمون جمهورية الغد بقيمها السامية ومبادئها النبيلة وفي اطار دولة القانون والمؤسسات التي تصان فيها كل الحقوق والحريات العامة والفردية ويعمها الأمن والاطمئنان والوفاق وتتوفر فيها فرص النماء والرقي والازدهار لكافة الفئات دون تمييز او اقصاء).
*الصحافة 10 سبتمبر 2004* بهذه الاقلام وباولياء نعمتهم تتواصل الماساة ويستمر النزيف من الرصيد الحضاري لدولة لو استقام الامر لاخيارها لكانت عروس الفضاءات الثلاثة, عربي ,افريقي , متوسطي, ولكن تحت سلطة اللآت والممنوعات تبقى الاقلام الحرة في اغمادها, وتبقى الاقلام المقدامة في قيودها, وتنتهي الآمال الى سراب, وتموت الزهور في الربيع, ويحتبس المبدعون خلف السدود حتى ياذن « ْْ’بوَبالَة 1 » ويعطي اوامره « ِلبَاشْحَانبَة » بقطع رؤسهم او بفتح بوابة السد ليتدفق الابداع فيروي البلاد من عطش العقود ونخرج من دوامة الابيض والاسود الى عالم الالوان الفسيح. ………………………………………………………………….. 1 – هو مراد الثالث من حكام تونس الدمويّين كان يقول: « البالة » جاعت يطلب إعمال السيف في خصومه (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 30 جوان 2006)
من أجل مرصد عالمي لمشاتل العنف السياسي
بقلم : بحري العرفاوي (*) لو أساء طفل الأدب لأرجعنا الأمر الى سوء رعاية أهله ولو فشل تلميذ في دراسته لحملنا بعضا من المسؤولية للمدرسين . ألا يستحي من حكموا شعوبا عقودا حين ينقلبون على الشارع, يتهمونه بكل ما يوجب التنكيل والتشريد؟! إن كل الذين يتهمون بالتطرف الإيديولوجي أو الديني أو السياسي أو حتى « الإجرامي « هم أبناء « جيل الإستقلال » العربي … تلقوا معارفهم وثقافتهم وخطابهم في ظل واقع إجتماعي واقتصادي وسياسي وديني رسمت ملامحه « حكومات الإستقلال » التي حكمت ومازلت لنصف قرن ! هل جاء « المتهمون » غزاة ؟!هل نشأوا خارج أوطانهم ؟ وحتى لا تستمر حيل الأنظمة العربية في التنصل من فشل مشاريعها التنموية سياسيا واقتصاديا وتربويا وثقافيا . اطلب من علماء التاريخ وعلماء النفس وعلماء التربية أن يدعوا الى تشكيل مرصد عربي أو عالمي لرصد العوامل الحقيقية لنشأة الإنحرافات الإيديولوجية والدينية وما يترتب عنها من عنف وتحديد المسؤولين الحقيقيين عن ذلك . إن الكثير من الأنظمة الفاشلة استغلت الحملة الأمريكية على ما تزعم « إرهابا » لتلقي برعاياها في « النار » وتشيع خطابا مرهبا وتعتدي على أبسط الحقوق المدنية وتمنع معارضيها من نقدها أو المطالبة بأدنى حق . هذى الأنظمة الفاشلة تسهم في تغذية الفوضى العالمية التي فجرتها أمريكا وتسهم في إذكاء الهوس الأمريكي بفبركة سيناريوهات « إرهابية » تلقي المسؤولية فيها على أكثر ما يمكن من الخصوم السياسيين ! إن أول من يجب أن يتوجه إليه « المرصد » بالخطاب والحوار هو صاحب « الطاحونة » … حتى يرفع المتحلقون على « الطحين » أيديهم . (*) كاتب وشاعر تونسي
بســم الله الرحمـان الرحيــم
عمــر صحــابــو… والمقـال المفـخـخ
الأستــاذ فتـحــي نصـري maitre_nasri@yahoo.fr عنــدمــا بــدأت فــي قــراءة مقـــــال الصحفــي عمــر صحــــــابــو عـــن الأخ والسجيــن السيــاسي العجمــي الوريمــــي » هيثــــم » استبشـــرت بتنـــاول قلـــم صحفـــي لمــأســـاة أحـــد السجنــــاء السياسييـــن القـــابعيـــن فــي غيــــــاهــب السجــــون منـــــــذ عقـــــــد ونصـــــف فـــي ظــــــروف قـــــــد يعجــــــــز خيـــال قلـــــــم ينعـــــــم صـــاحبــــــــه بالحـــريــــة الجســـديـــة عـــــــن وصــــــفهـــا ، ولكـــن للحـــريـــة ثمـــن ، وثمنهـــــــا بـــاهـــض وطريقـــها احـــدى الحسنييــــــن وكمـــا استبشـــــرت فــي بــدايــة قــراءتـــــــي للمقـــال ، بــدأت أحـــس بعــــــد بضـــع أسطـــر بـــوجـــود تضــاريــس اصطنـــاعيـــة وضعــــهــا كــاتــب المقـــــال عمــــــــدا ، وفخــــاخ حــاول غـــرسهـــا بشكـــل احتـــرافــي ليتحـــول مــوضــوع المقــال سهــامــا مــوجهــة نحــو حــركــة النهضــة ورئيسهـــا ، ومــدى عــلاقتهـــا بالمنعــرج الخطيـــــــر الــذي عــرفــه المشهــد السياســي بــدايــة التسعينـــات مــن القــــــرن المـــاضـــي فـــي خلـــط واضـــح للأدوار بيـــن الضحيـــة والجـــلاد وقبـــــل التصــدي لسهـــام الأستـــاذ عمــر صحـــابـــو بخصـــوص حــركــة النهضـــة ، أود لفـــت انتبـــاه كـــاتــب المقــال الــى كـــون الأخ هيثــم كـــان عضـــوا فــي المكتــب التنفيــذي لحــركــة النهضــــة ، ورئيـــس مكتبهـــــا السيــــــاســي ، وعضـــــــو مجلــس الشـــورى بصفتـــه تلـــك عنـــد اعتقـــالـــــه سنــة 1991 ولا أظــن أن مــــــؤسســــات حــركــة النهضـــة اختــارتــه لعضــويـــة مكتبهـــا التنفيـــذي ورئــاسة مكتبهـــا السيـــاسي لكــونـــه قـــاصــرا ، وعــديـــم التمييــــــز ، وسهــــل الانقيـــــــاد ، فكيــف يعقـــــــل أن نصـــدق بــداهـــة أن أحـــد أعضـــاء المكتــب التنفيـــذي لحـــركــة سيــاسيـــة يغـــــــرر بـــه !؟ كيــف يعقــل أن يتــم التغـــريــربرئيــس المكتــب السيـــاسي !؟ كيــف يعقــــــل أن يتــم التغـــرير بعــضو مجلـــس الشـــورى !؟ كيــف يعقـــل أن نصــدق أن مــن يرفــض الخـــروج مــن السجـــن وطلــب العفــو رغــم الأهـــوال التــي لاقــاهــا كــان دخـــولـــه السجـــن مغـــررا بــــه !؟ كيــف تطلــب منـــا أن نصـــدق أن مــــــن سعــت السلطــــــة لمحــاورتــه بالسجــن واغــرائـــه بالعفـــو ورفــض ذلــك بعـــزة نفــس يـــوسف وجلــد وصبــــر أيـــوب أنــه دخـــل السجــن مغـــررا بـــه ! ؟ كيــف تطلــب منـــا أن نشطـــب رجــاحــة عقــل الأخ هيثـــم وزاده الفكـــري وخبـــرتـــــــه فــي العمــــــل السيـــاســي ، وننـــزلــــه منـــزلـــة السفهــــاء والقصــــر الســـــــذج لنصـــدق أنــــــه غـــرر بـــــه !؟ معـــذرة يـــا أستـــاذ صحـــابــو فــأقـــوال العقـــلاء منـــزهـــة عـــن العبـــث ! وأطلــــب منـــــك أن كنـــت حســـن النيــــــة أن تعيـــــــد طـــرح هـــذه الأسئــــــلة علـــى نفســـك ، وأتمنــــى أن نطلـــع علـــى اجـــابـــاتــك امـــا اطنـــــابـــك فـــي وصـــف الأخ هيثــــم فــرج الله كــربــه وخــاصــة فيزيــولــوجيــا فقــد جعــل مقـــاربتـــك لشخصيـــتــه ممجـــوجــــــة وسطحيـــة ، فالأخ هيثــــــم كمـــــا عــايشتـــه فــي كليــة الآداب بمنـــوبـــة كــان نعـــم المــربــي والقــائــــــد الطــلابـــــي الرمـــز ، ووضعـــه فــي مرتبـــة واحــدة مــع أحــد أبـــواق السلطـــة المــدعــو » سميــر العبيـــــدي » خطــأ مقصـــود ، فهــــــذا الأخيـــر حـــامــت حــولـــه الشكــــــــوك فــــي عــلاقتـــه بالبــوليــس السياســـي فــي وقـــت مبـــكر ، ولـــم يكــــــن يـــوما طــــالبــــــا يســـاريـــا وازنـــا عـــلى المستـــوى الفكـــري ، فقـــد كــان مجـــرد مهـــرج ومهيـــــج ، فهـــل يستـــوي الطيـــب والخبيـــــــث!؟ قلـــت فــــي مقـــالــك أنـــك ســألـــت الأخ هيثـــم فـــرج الله كـــربـــه كيــف استطـــاع التــوفيــق بيــن حســـن الخلقـــة وحســـن الخلـــق ، فـــرد بابتســـامــة صــامتــــة فهمـــت منهـــا أنــــــه أرضـــى الجســـد وخـــــــالق الجســـــد ؟ نعــــــم يـــــا أستــــاذ عمــــــــر قـــراءتــــك خـــاطئــــة ، وكنـــــت أتمنـــى لـــــو احتفــظـــت بقــراءتـــك الــى حيــــــن خــروج المعنـــي بالســـؤال مــن سجنــــه ولا أراه الا قريبــا باذن الله ليستطيـــع اجـــابتــك أمـــا وقـــد أولـــــت الصمـــــت بالاقــــرار ، فهــــذا قيـــاس فــــاســـد ، فالصمـــت فـــي معـــرض الســـؤال تعفـــــف ، فمـــا علمتــــه عـــن هيثــــم يجعـــل مـــن سكـــوتـــــــي شهـــادة زور ، ولا أرضـــى لنفســـي أن أكـــون شـــاهـــد زور ، فهيثـــم كـــان قـــــدوة وشعلـــة تـــراه ينتقـــل مــن حلقـــة نقـــاش لأخـــرى كالنحلــة مــا حطـــت علـــى زهـــرة الا وكـــان لقـــاحهـــا طيبـــا وأثـــرهــا مثمـــرا ، والله مــا علمــت عنـــه أنـــه أرخـــى العنـــان لشهـــوة الجســـد ، ومــا علمـــت عنـــه انـــه كـــان معجبـــا بنفســـه ، لقــــــــد كـــان منــاضــلا بكــل المعــانــي ، ولــو فكـــرت فــي صبـــره كــل هــذه السنـــــــــوات رغـــم قســاوة وفضـــاعــة مــا تعـــرض لــه ، يجعلـــك تقــف عنــــــد ربــانيـــة هــــــذا المنــاضل الوطنـــي ، ولـــو تـــأملــت مليــا فــي سيـــرتـــه لــوجـــدت الاجــابــــة دون الحــاجـــة الــى التأويــل والقـــراءة الخـــاطئـــة أمــا مــا يتعــلق بجـــوهــر مقــالــك ولبــــه رغـــم تغليفـــه بمـــــا يتعـــرض لـــــــه الأخ هيثــــم ، فهـــو اعـــادة لمحـــاكمـــة حـــركـــة النهضـــة ورئيســهـــا الشيــــخ راشـــــــد الغنـــوشـــي ، ورغـــــــم خـــروجـــي المبكــــر مـــــن تـــونــس وعـــدم مــواكبتــــــــي الميــدانيــة لسيــاســـــة السلطــــة الأمنيـــة فـــي تطبيــــــق مشــــروع تجفيـــف منـــــابــع التـــديـــن ، واستئصـــال مــؤسســات حــركـــة النهـــضـــة واستهــــــداف قيـــاديــيهـــــا وقـــواعدهـــا ، فالمنطـــق السليــم يجعـــل مــن زاويـــة نظـــرك للمـــوضـــوع زاويـــة معتمـــة وغيــر موضـــوعيـــة ، فمخــطط الانقضـــاض علــى السلطـــــة لــم تــؤكـــــــده ســوى محــاضر البوليــس السياســـــي ، ولــم تعـتــرف بــه حــركــة النهضـــة رسميـــا ، فمـــن أخبـــرك أن الشيــخ راشـــد الغنـــوشــي بــاركـــه وأذن بــــه اذ كــــــان أصـــــلا مشكـــوكا في صحتــــه ؟ فــان كــانــت لــديـــك مصـــــادر خــاصــة جــــــدا لا يعلمــــها ســواك ، فمــن النــزاهــة الاحتفـــاظ بــذلــك أو ذكـــرهــا مـــع ذكـــر المصــــدر يـــا أســـتـاذ صحـــابـــو ذكـــرت فــي آخـــــــر مقــالـــك أنـــك مستعـــد للنقـــاش وفــق أدبيــات الحـــوار المســـؤول ، فهـــل أدبيــــــات الحــــــوار المســـــــؤول تسمـــح لـــك باطـــلاق التهـــم والأحكـــام بــــــدون تعليـــل ، وبـــــــدون دلائـــل أو حتـــــــى مجــــرد قـــرائـــن ؟ مــا هـــو دليلـــك علـــى اتهـــام الشيــــــخ راشــد الغنــوشــي بكــونـــــه زج بهيثـــم عــن درايـــة وقصــد فــي جحيــم السجـــن ؟ هــل صــرح لــك الشيـــخ بــذلــك ؟ هــل أخبـــرك هيثـــم بـــذلـــك ؟ أم أنـــك شققـــت عـــن صـــدر الشيـــخ واطلعــــــــت علـــى مــا يجـــول بنفســـه ؟ يـــــا سيــــدي عـــــن أي زعـــامــــــة تتحــــدث ، فالـــذي يقبـــــــل بــرئـــاســة حــركــة سجينــــــة ومحـــــاصــرة ومضطهــــــدة ومهجـــــــــرة ، رأسمـــالهــا مــــا يــدفعـــــه أبنـــــــاؤهـــا مــن كـــدهــــم ، ورصيــــــدهــا سجـــــــون ومنـــافــــي واصــــــرار علـــى المشــاركـــة فـــي تخليـــق الحيـــاة السيــاسيــة زعيـــم لا يحتـــاج الى بريـــق ،كما ان اختـــزالـــك لحـــــركة النهضـــة فــي شخــص الشيــــــخ راشــــــد الغنـــوشـــي هــــــو هـرســـلة لمـــؤسســات الحــركــة ، فمــا أعــــــــرفه أن الرئيــس يتــــــم انتخـــــابــــه وفــق القـــانـــون الــداخلـــــي للحـــركــــة ، أمـــــــا تصـــورك لسبـــب تعــفـــــن الـــــوضــــــع السيــاســي بكــــــونـــه نــاتــجا عــن خطــأ ابــن علـــي وخطــــا الشيـــــخ الغنـــوشـــي فهــو تسطيـــح لسبــــــــب الأزمــــة ، ومقـــاربـــة غبيـــــة ( طبعـــا علــى مستــــــوى التحليــــــــل السيـــاســــــــي ) لأبعــــــاد الأزمـــــة ، ومحـــاولــة لتعفيـــن آليــــات المعـــالجــــــــة وأخيـــرا أعلمـــك سيـــدي أنني لســـــت اسمـــأ مستعــــارا ، وان كنـــت رددت عليـــــــك بعــديـــد الأسئلــــة فهـــذا مــــرده افتقـــادي للمعلـــومـــة الصحيحـــة حــــــول كيفيـــــــة ادارة حــركـــة النهضـــة معـــركــة الــدفــاع عــن نفسهـــا ككيـــان سيــاســي ، ولكـــــــن هـــذا لا يجعلنـــي أقبـــل مــل تخطـــه سيـــأط رجـــال التحقيـــق ، ولا أهضــــم مـــــــــا تنــاولـــه قلمــــــــــــك
تونس في 22-6-2006 بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الحلقة الثالثة والاخيرة
احياء الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة والمعتمدين
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري معتمد متصرف متقاعد
اقتراحات وخواطر وذكريات جميلة لن تمحى على هامش إحياء الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة والمعتمدين .تعويضا لأسلاك اخرى في عهد الاستعمار الفرنسي – أشرت اليها في مقالي الاول المؤرخ يوم 7 جوان 2006 والذي نشر بموقع الانترنت تونس نيوز وكذلك الحلقة الثانية نظرا لأهمية الحدث الوطني الذي لم يقع الاحتفال به طيلة عقود . وهو من أهم الأسلاك على الاطلاق وله دور هام وفاعل وفي عديد الدول المتقدمة التي تعتمد على نظام اللامركزية الجهات وتصريف الامور الجهوية والمحلية لاطارات ومسؤولين أكفاء وذات الشعاع ووطنية صادقة وروح عالية وقدرة على التأثير و الاستقطاب و الإلمام بالمعطيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وشجاعة وخبرة وطول نفس و صبر و تجلدوا إيمان وحماس.
فرنسا اكبر مثال في دعم هذا السلك
إن هذا السلك يحظى بعناية كبرى ورعاية ودعم من طرف النظام والدولة – والحكومة الفرنسية وقد أعطاء للسلك صلوحيات كبيرة وواسعة في اطار اللامركزية فالسلطة الجهوية والمحلية والبلدية لها دور فاعل وهام وصلوحيات اسعة .وكذلك حرية اخذ القرار والتصرف الجهوية المالي المستقل ومما يذكرفي هذا الشأن أن السلك يحظى بدعم كبير أدبيا وماديا ومن التقاليد الفرنسية الحميدة أن إطارات السلك لهم حظوة وقيمة في المجتمع الفرنسي وفي هياكل الدولة . ومن التقاليد الحميدة الراسخة في فرنسا أن أبناء السلك عندما يغادرون المهام عندما يصلون لسن التقاعد يبقون يحملون الصفة و الاسم ويحظون بكل العناية الأدبية والامتيازات والتقدير والاحترام ويبقى السيد الوالي مرفوع الرأس عزيزا مبجلا في قومه وفي مجتمعه وفي دولته – تقع استشارته ويشارك كعضوا ناشطا والنظام هو المستفيد من تجربة وخبرة أبناء السلك سواء كانوا ولاة أو معتمدين أو ولاة شرطة في فرنسا طبعا أو رؤساء بلديات. و بعض من رؤساء البلديات من يبقى على رأس البلدية 30 عاما مادام الشعب يسانده وينتخبه ومتجاوب معه فلا تزكية ولا ولاء للاشخاص الا للوطن وليس هناك معاملة للوالي او المعتمد عندما يكون مباشرا لوظيفته ومعاملة اخرى عندما يغادر السلك .تلك تقاليد فرنسا الحرة العكري لغتنا التونسية المعتادة.
المعاملة في بلادنا عكس ذلك كم من مرة ينتقل مسؤول محلي متقاعد من جهة الى أخرى وعندما يتطلب وقوف السيارة للتثبت من الهوية او غير ذلك يكون سوال المكلف بالمراقبة هل انت مباشر او متقاعد … اذا قلت له مباشر يقول لك احترماتي… وتكون المعاملة من صنف المجاملة واذا قلت له متقاعد فتصبح حتى كلمة احترماتي غير واردة اطلاقا في القاموس …لا حول ولا قوة الا بالله العظيم واعتقد ان الفرق واسع وشاسع بيننا والبون كبير ومتى نواكب الركب ومتى ننسج على منوالهم ومتى يرحمنا الله ياترى بهذا الأسلوب الحضاري. عسى ان تكون الذكرى الخمسين لها ابعاد وترسخ تقاليد جديدة وتصبح المعاملة في مستوى ما قدمه السلك للوطن من جليل الأعمال وانبل الخدمات لهذا الوطن العزيز . رجال في الذاكرة ان بعض التقاليد التي حرص عليها السيد الطيب المهيري وزير الداخيلية رحمه الله في حكومة الاستقلال الاولي 1956 -1965 قبل وفاته لن تمحى من الذاكرة الوطنية فالرجل وطني مخلص كان حريصا على ربط الصلة الاخوية المتينة من سلك الولاة والمعتمدين حتى انه كان يعرفهم فردا فردا ويدعوهم الى منزله لتناول الطعام والاصغاء اليهم وقضاء شؤونهم وحل مشاكلهم وكان يحرص على الاتصال بهم هاتفيا ويخاطبهم في عديد القضايا ولا يفرق بين هذا وذاك وكان يتصل بالمعتمدين في مراكز عملهم ويتحدث معهم مباشرة ويعطيهم التعليمات ولا يتحرج الوالي من ذلك بل لا فرق عند الوزير الوطني بين الوالي والمعتمد كلهم ابناء النظام . تلك هي الروح الوطنية التي حرص السيد الطيب المهيري وزير الداخلية رحمه الله على غرسها في قلوب الأوائل واعطت اكلها في الحين لانها شحنة عجيبة تجعل المعتمد او الوالي يعمل ليلا نهارا بروح عالية .ومما يذكر ان في زيارته خلال شهر اكتوبر 1956 الى معتمدية سجنان بولاية بنزرت لتسليم مركز الجندرمة ليصبح مركزا للحرس الوطني وتنصيب اول فوج من ابناء الحرس الوطني بجهة سجنان بعد حفل التسليم عقد جلسة عمل بالسادة المعتمدين بمقر معتمدية سجنان ولاية بنزرت وكان المرحوم الطاهر العلاني المناضل المعروف وطنيا والبارز على رأس معتمدية سجنان آنذاك وفي حوار الديمقراطي الذي اتاحه السيد وزير الداخلية المرحوم الطيب المهيري اثار المعتمد المناضل الطاهر العلاني موضوع يتعلق بمصير المعتمدين الذين دخلوا السلك كبار وسجنوا في عهدالاستعمار ولم يعملوا في عهد الاستعمار ماهو مصير تقاعدهم بعد هذا التدخل اخذ السيد الوزير ورقة عادية وقلم وكتب ملاحظة وعندما عاد الى تونس اتصل بالمجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رئيس الدولة الذي يعطف على السلك الوطني والذي سماه .حدثه على مشاغل السلك والتغطية الاجتماعية والتقاعد وتسوية الوضعيات فامر الرئيس وبايجاد صيغ قانونية وفعلا بعد شهرين تم اصدار امر ينص على جبر الضرر للوطنيين الذين قدموا خدمات للوطن جليلة تمت تسوية كل الوضعيات في اطار هذا القانون الرائد ثم تموج القانون بعد سنوات بضم الخدمات المجانية لتحسين وضعيات المتقاعدين الذين عملوا سنوات قبل وبعد الاستقلال وبذلك تحسنت أوضاعهم المادية والمعنوية بفضل هذا الحس الوطني العالي.
ولاة لهم بصمات وعلاقات وهم مناضلون لا موظفون لا ننسى بعض الولاة الذين ساهموا في تطوي الجهات وقاموا بجهود في اطار نشر التعليم والمرافق الصحية والمساكن وتنمية الفلاحة والسياحة واخص بالذكر منهم السادة محمد محسن عباس والناصر بن جعفر وعمر شاشية واحمد بللونة ومحمد بالأمين ومحمد الحبيب والقنطاوي مرجان و محمد بسباس ومحرز بالأمين و عبد الحميد بالقاضي وصالح البحوري والهادي المبروك وغيرهم رحم الله الأموات ورزق الله الإحياء مزيد البركة والصحة وبصمات المعتمدين الاوائل لن تمحى واتذكر منهم الطاهر العلاني والحاج محمد زخامة ومحمد الري والبشير العيادي وعبد القادر الخبو وخالد قلالة واحمد قلالة والحسين العبيدي والمختار بن فطيمة والنوري الحشاني و الحاج البشير بن مصباح ومفتاح السميري ومحمد شعبان والحسين التوهامي وصالح بدربالة رحمهم الله هؤلاء عبدو الطريق وحببونا في السلك بنضالهم ووطنيتهم الصادقة. مرتباتهم كانت في عهد الاستقلال في حدود 75 دينار وسيارة فوسفاغن ذات الحجم الصغير . هذا المرتب كان يغطي كل المصارف والتكاليف في ذلك العهد أي في زمن الخبز ذات الكيلو ب 40 مليم ولحم الخروف ب 350 مليم والمسكن للتسويغ ب 8 دنانير وقد ارتفعت الأسعار 30 ضعفا او اكثر أي ان معدل الاجر اليوم ينبغي ان يتضاعف 25 مرة على عام 1956 على الأقل الودادية مطلبا وطنيا لجمع الشمل سلك المعتمدين على غرار ودادية الولاة اقترحنا مرارا احداث ودادية لسلك المعتمدين تجمع شملهم وتوحد مطالبهم ومشاغلهم وتعمق الحوار بينهم والتضامن – وتدعم نشاطهم وتوفر لهم مجال العمل والمساهمة في خدمة البلاد والعباد حسب تجربتهم وخبرتهم وتعيين النظام على دعم الحوار والاستقطاب وحركة التنمية الشاملة . وتزيد في توطيد اللحمة بينهم وبين أبناء المجتمع وتنمي الروح الوطنية في الشباب والأجيال الصاعدة . الاقتراحات والخواطر في الذكرى الخمسين اقترح اولا احياء الذكرى الخمسين باشراف رئيس الدولة شخصيا على غرار الاحتفالات بعيد الامن الوطني 18 افريل 1956 ثانيا : توسيم عدد من الولاة والمعتمدين بهذه المناسبة على غرار عيد الثقافة وعيد الجمعيات والأعياد الأخرى التي كثرت في بلادنا . ثالثا : العمل على الترفيع في مرتبات وأجور ابناء السلك سواء المباشرين او المتقاعدين كما اشرت في المقال الاول المؤرخ في 7 جوان الجاري . رابعا : تسوية بعض الوضعيات العالقة لبعض المعتمدين خاصة السيد عبد العزيز السهيلي الذي له وضعية من هذا القبيل خامسا: جعل يوم 23 جوان 1956 عيدا وطنيا للسلك العتيد . اادسا : التأكيد على اعطاء الاولوية لسلك المعتمدين المتقاعدين للحصول على رخص لتحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية على غرار أعوان الامن المتقاعدين والاطارات الامنية . سابعا: تخصيص بطاقة ركوب بنصف المعلوم في القطار للمسافات الطويلة للمتقاعدين في اسلاك الادارة الجمهورية تقديرا للخدمات التي قدموها والتضحيات التي بذلوها للوطن ولفائدة المجموعة الوطنية . ثامنا: مساعدة أبنائهم للحصول على شغل قار حسب المؤهلات والشهائد العلمية المطلوبة واتاحة مجالات ورخص العمل المتاحة لغيرهم حسب الشهائد العليا. اعتزاز ونخوة برصيد سلك عتيد ان من المواقف المشرفة للسلك النجاح في سياسة التعليم و النجاح سياسة التنظيم العائلي ونجاح الخروج من التخلف والجهل والفقر عندما كانت تونس مناطق ظل من بن قردان الى باب سويقة وطبرقة ونجاح معركة السدود والجلاء في كل المناطق وتتويجا بالجلاء على قاعدة بنزرت وتامين الأراضي الزراعية وغيرها واذكر بصمات المرحوم محمد بالامين والي بنزرت وبصمات المرحوم محمد الحبيب في معركة رمادة وبصمات المناضل الهادي البكوش في ولاية بنزرت بعد الجلاء العسكري .وبصمات المناضل المرحوم القنطاوي مرجان في تنمية ولاية القصرين وبصمات المناضل صالح البحوري في تنمية ولاية مدنين ولا ننسى مجهودات المناضل محرز بالأمين في ولاية صفاقس و مجهودات محمد بسباس في ولاية الوطن القبلي ومجهودات المناضل محمد حفصى والمرحوم عبد العزيز بوعلاق في ولاية قبلي الحديثة وجهود المناضل واحمد بللونة في تنمية ولاية قابس وجهود الهادي عطية شفاه الله في دعم ولاية سوسة .ولا ننسى جهود السيد عمر شاشية في تنمية ولاية القيروان والطاهر بوسمة وبصمات المناضل محمد التريكي و المناضل عبد السلام القلال في ولاية الكاف وبصمات المناضل المرحوم البشير بالاغة وعبد العزيز باللطيف في ولاية جندوبة وجهود المناضل عبد السلام غديرة في ولاية قفصة ، ومحمد بالرجب في ولاية سيدي بوزيد وخليفة الجبنياني في ولاية سليانة وعلي الطربلسي في نفس الولاية والسيد الهادي عياش في ولاية المهدية ولا ننسى جهود السيد محمد بن نصر في ولاية المنستير وفيصل شحدورة بولاية تطاوين والطاهر بن حجل وفوزي العوام بولاية توزر ومهذب الرويسي والمرحوم حمادي الخويني و فؤاد المبزع بولاية تونس و كمال الحاج ساسي والي اريانة وبصمات المبروك البحري بولاية بن عروس و لا ننسى السيد قاسم صالح والي بن عروس و السيد مصطفى بدر الدين والي الكاف الذي ترك بصمات و ذكريات جميلة لم تمحى من ذاكرة أولاد الكاف بصمات المرحوم عبد الحميد بالقاضي رحمه الله والي سوسة .نذكرهم حتى تعرفهم الأجيال الصاعدة ومن واجبنا ذكرهم للتاريخ. ختاما اتمنى مزيد الاشعاع للسلك ومزيد الدعم والعناية وكل عام وسلكنا بخير في خدمة البلاد والعباد. قال تعالى : ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا صدق الله العظيم وزراء تحملوا أمانة وزارة الداخلية منذ عام 1955 الى عام 1987 في عهد حكومة الاستقلال وهم على التوالي المناضل الزعيم المنجي سليم 1955-1956 المناضل الزعيم المحامي الطيب المهيري من 1956-1965 . وقد كان اصغر وزير للداخلية 32 سنة وقضى أكبر فترة على رأس الداخلية تسعة أعوام و3 أشهر المناضل المحامي الباجي قائد السبسي 65-1968 المحامي والمناضل احمد المستيري من 1968-1970 والمناضل المحامي محمد الهادي خفشه والطاهر بالخوجة وعبدالله فرحات –اقصر فترة 3 ايام والدكتور الضاوي حنايلية وعثمان كشريد وادريس قيقة ومحمد مزالي الوزير الاول من 1984الى1986 وجمع بين والوزارة الاولى ووزارة الداخلية وزين العابدين بن علي من1986 الى 1987 وكان اكبر وزير للداخلية الاستاذ محمد المزالي 59 عاما – 12 وزيرا في حكومة الاستقلال. في عهد التغيير 10 وزراء للداخلية تولى وزارة الداخلية السادة الحبيب بن عمار -الشاذلي النفاتي -عبد الحميد بالشيخ -عبد الله القلال – محمد جغام –محمد بن رجب –عبد الله الكعبي –علي الشاوش الدكتور الهادي مهني –رفيق الحاج قاسم حاليا. اصغر الولاة سنا عند تحمل المسؤولية رهان على الشباب الوطني وهم السادة: 1- عمر شاشية 29 سنة عام 1956 بالقيروان 2- عبد الرحيم الزواري 28 سنة بولاية قابس 3- قاسم بوسنينة 34 سنة بصفاقس 4- توفيق الصيد 33 سنة بالقصرين 5- عبد السلام القلال 32 سنة بالكاف 6- الهادي البكوش 33 سنة ببنزرت 7- عباس محسن 32 سنة بنابل 8- الهادي عطية 35 بالكاف 9- المنجي الكعلي 33 بجندوبة 10-محمد الحبيب 32 بولاية مدنين من الطرائف في سلك الولاة ونظافة اليد ان السيد قاسم بوسنسنة حرص على دعم الشفافية المطلقة في كل شيء حتى ان الاشجار البرتقال على ملك ولاية نابل اذن باجراء بتة تخضير بصفة علانية حتى تعود الاموال الى مجلس الولياة. ومن الولاة من احتفل بزفاف نجله وطلب من المدعوين من الجهة التي عمل فيها القصرين عدم تقديم الهدايا حسب تقاليدهم وعادتهم الطيبة حتى يكون فوق الشبهات …. وهو قائد كشافة لحد الان والكشاف نظيف العقل والجسم … واحدهم في ولاية الكاف زار معتمدية القلعة الخصبة .بمعية اطارات الجهة ووفق في انهاء خلاف بين الاهالي وكانت فرحة عارمة للجميع وقد اهدوه زربية من الحجم الكبير تليق بمقام الوالي تقبلها واثناء زيارته مر على جامع به الولي الصالح فنزل واهداء الزربية لمقام الولي الصالح.وفي مناسبة اخرى زار الولاية الوزير الاول يوم 7-02-1986 وبعد تناول العشاء في مقر الولاية ليلا اشرف صباح الغد على الاحتفالات بذكرى 28 لحوادث ساقية سيدي يوسف المشهورة في تاريخ الكفاح الوطني وبعد مغادرة الولاية تاكد للوالي بان هناك بعض الغلال والاكل بقي في دار الوالي فاستدعى اطارات الادارية والمعتمدين لتناول العشاء على مائدة الولاية حتى لا يبقى شيء من الغلال والفواكه في دار الوالي غاية في النظافة والشفافية وحتى لا تقع الوشاية او التأويل.. هذا الرجل هو السيد مصطفى بدر الدين. نادرة اخرى تدل على العدل واعادة الحقوق كل انسان معرض للاخطاء والقيل والقال والوشاية التي 95 % من محض الخيال والـحسد والمكائد . وقد تعرض المرحوم حمادي بلوزه المناضل المعروف الذي تحمل خطة معتمد في عهد الاستقلال الى مكيدة ودفع الضريبة غالية واعفاء من مهامه وبقي سنوات دون جراية و عدل الله قائم وشرعه وسنته لا تبديل لها بعد سنوات ظهرت الحقيقة للعيان واخذ الرجل حفه كاملا .وحكومة الاستقلال منحته كل مستحقاته على اخر مليم وعاد الى السلك عزيزا مكرما رحمه الله وجزاه الله خير الجزاء مثالا في العمل وصدق التوجه واحدهم من المعتمدينمن كان لا ينام الا 4 ساعات في اليوم ويعمل 20 ساعة وفي احدى الزيارات ليلا للحدود بفوسانة بعد الواحدة صباحا لولا الاطاف الله تعالى لحصل له ما لا يحمد عقباه وفوجع من كان حوله من المناضلين وعند العودة الى مركز المعتمدية الساعة الثانية صباحا خرج للركاب ذئبا من الجبل فكانت الفجعة الثانية وعندما تقابل هذا المعتمد مع السيد احمد قلالة المدير العام للادارة الجهوية بوزارة الداخلية الذي كان يتابع نشاط المعتمد قال السيد احمد قلالة للمعتمد اروي لنا القصة التي حصلت لك فاخذ المعتمد يسردها لكن لم يذكر فجعة الذئب فقال له الميدر العام الوالي الذي يسمي والي الولاة لماذا لم تذكر لنا قصة الذئب فادرك المعتمد ان العيون الساهرة تتابع كل كبيرة وصغيرة وحمد لله على ذلك و المعنويات مرتفعة ولو المادة ضعيفة المعنويات أهم عند المناضل الوطني الغيور ولو كان به خصاصة . قال الله تعالى: « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة » صدق الله العظيم ومن الحقائق الساطعة أن مرتب أو جراية المتقاعد بالشركة التونسية للسكك الحديدية للعون أو مراقب التذاكر تفوق مرتب المعتمد المباشر أو المتقاعد بــ250دينار في الشهر ما ذكرته في حق الزميل حمادي بلوزه رحمه الله أقول وشتان بين من اخذ حقه كاملا ومن بقى 42 شهرا دون مرتب و المعنويات مرتفعة والحكمة تقول لو دامت لغيرك ما آلت اليك وهذا الشعار يطبق في كل دول العالم. قال تعالى : ولمثل هذا فليعمل العاملون صدق الله العظيم . شكرا لموقع الانترنت تونس نيوز على الاهتمام المتواصل بكل المواضيع المتصلة بالحركة الوطنية التونسية و بناء الدولة و أجهزتها. قال تعالى : و هل جزاء الاحسان الا الاحسان صدق الله العظيم.
عشيّة الجلسات العامّة للمحامين
العميد: مستعدّون لأي نقد أو محاسبة لكن بشرط
الشاذلي بن رحومة تفصلنا أيّام قليلة عن مواعيد الجلسات العامّة العاديّة لهياكل المحامين. وإذ يأتي انعقاد هذه الهياكل مع نهاية سنة قضائيّة وبعد أن عاد الهدوء إلى هذا القطاع، ينتظر أن تخيّم التداعيات الماضية على أشغال هذه الجلسات العامّة التي سيشرف عليها عميد المحامين الأستاذ عبد الستار بن موسى والتي من المؤكّد أن تستعدّ لها أغلب الحساسيات، كلّ بطريقتها. تنطلق أولى الجلسات العامّة لفرع سوسة للمحامين يوم 30 من الشهر الجاري تليها جلسة فرع تونس يوم 1 جويلية بينما يعقد فرع صفاقس جلسته يوم 7 جويلية لتعقبها مباشرة بعد يوم الجلسة العامّة لمجلس الهيئة الوطنيّة. وبالنسبة للفروع ستكون هذه الجلسات الإطار الأمثل لتناول ما هو في اختصاصها من مشاكل يوميّة ومن ملفّات تهمّ الشكايات والتأديب وغيرها. وفي تعليق على هذه الشكايات التي تواتر بشأنها حديث كثير هذه السنة اعتبر الأستاذ عبد الستار بن موسى أنّه من الطبيعي أن يزداد عدد الشكايات بحكم تطوّر عدد المحامين مشيرا في نفس السياق إلى أنّ جلّ هذه الشكايات واهية والشكاية الواحدة قد توجّه إلى أكثر من طرف مما يضخّم من عدد هذه الشكايات. وفي علاقة بمجمل هذه الجلسات العامّة التي تهمّ الفروع لم يستبعد عميد المحامين من موقع العارف بشؤون القطاع أن يتناول بعض الحاضرين مطالب المحامين. كما أبدى استعداده بمعيّة أعضاء المجلس لأيّ نقد أو محاسبة خلال تلك الجلسات العامّة على أن يكون ذلك بلا حسابات أو ماشابه ذلك. وفي إشارة لما قيل عن إمكانيّة عدم التصويت على التقريرين الأدبي والمالي خلال الجلسة العامّة للهيئة الوطنيّة في موقف معترض على مواقف العميد وبقيّة أعضاء مجلس الهيئة أكّد بن موسى أن ليس للمسألة في حدّ ذاتها أي تأثير وأي معنى. وبخصوص التطوّرات الأخيرة في العلاقة باتّحاد المحامين العرب قال الأستاذ عبد الستار بن موسى »إننا ننقد الأداء » وأضاف »نحن متواجدون في هذا الاتّحاد برؤية نقديّة لنكون فاعلين أكثر… والزملاء في الاتّحاد تفهموا موقفنا وقد تبددت سحب الغيوم إن وجدت ». وقبل أن يخوض المحامون مواعيدهم برمج مجلس الهيئة الوطنيّة للمحامين اليوم 26 جوان لقاءين من الحجم الكبير مع كلّ من البريطاني جورج غالوي والمناضلة الفلسطينيّة ليلى خالد، الأوّل مناصر للشعب العراقي والثانية مناضلة خطّت سجّلها في صفحة النضال الفلسطيني ويأتي اللقاءان وذلك في شكل تضامني مع العراق وفلسطين حيث أنّ مناصرة المحامين التونسيين لنضال الشعبين باتت واحدة من ثوابت تحرّكاتهم. (المصدر: مجلة حقائق، العدد 5 بتاريخ 26 جوان 2006)
في الزيّ والهويّة
محمد حداد نقولها دون مواربة: إنّ الزيّ المدعوّ بالطائفي قد عاد من جديد في مؤسساتنا الجامعيّة، وفي المجتمع عامّة. هذه معاينة لا مناص من التسليم بها. البعض يدينها ولا يكلّف نفسه عناء فهمها ولا المساهمة الإيجابية في احتوائها، بل ربّما عارضها بتطرّف مضادّ. والبعض الآخر يفضّل الصمت والتجاهل إمّا هروبا من التفكير أو هروبا من تحديد الموقف. إنّ المراهنة على العقل التونسي وعلى الحوار سبيلا لتعديل الاتجاهات السلبيّة في المجتمع يفترض مواجهة الظاهرة بشجاعة. فهي ترتبط بدوافع اجتماعيّة عديدة ينبغي أن تستخرج وتحدّد وتعالج، وهي في كثير من الأحيان دوافع قابلة للنقاش وذات أسس موضوعيّة. لكنّ الدافع شيء ومضمون السلوك شيء آخر. والسؤال الرئيسي هو: هل أنّ العلاقة بين الدافع والسلوك هي علاقة تطابق؟ هل ارتداء ما يدعى بالحجاب هو السبيل المثلى للتعبير عن الشعور بالغبن نتيجة الفشل الدراسي أو الفشل في الحصول على فرصة عمل رغم التفوّق في الدراسة أو تأخّر الزواج بسبب غلاء المعيشة وتعقّد الحياة المعاصرة، وغير ذلك من الدوافع من نفس القبيل؟ على أنّ هناك دافعا آخر طرق سمعي مرّات كثيرة. وليس من الصدفة أنّ تنامي الظاهرة قد رافق حرب العراق وسياسة القمع الإسرائيليّة في فلسطين. قالت لي إحداهنّ بلهجة تلمّست فيها الصدق والبراءة: أرتدي الحجاب محافظة على الهويّة، الأمريكان يعرّوننا رجالا ونساء في أبو غريب وفلسطين وغوانتنامو، ونحن نقاومهم بالتمسّك بديننا وهويّتنا. رجائي لمن كان مقتنعا بوجهة النظر هذه أن يراجع معي كتاب »فقه السنّة » لصاحبه »سيّد سابق » أحد مؤسّسي فرقة »الأخوان المسلمين » التي كانت السبب في الخلط بين الحجاب والإسلام. فهو يتضمّن فصلا حول التبرّج ترد فيه معلومات مهمّة. إذ يذكر أنّ كاتبة أمريكيّة مشهورة (حسب قوله( اسمها »هيلسيان ستانسبري » كلّفت بإعداد بحث عالمي حول »قضايا الشباب » وقد زارت مصر سنة 1962 وأمضت فيها عدّة أسابيع فاختلطت بالمدارس والجامعات ومؤسسات الشباب، وكانت تنشر مقالات في الصحف الأمريكيّة يقرأها الملايين. فلمّا أتمّت إقامتها في مصر كتبت في صحيفة مصريّة مقالا عنوانه »امنعوا الاختلاط وقيّدوا حريّة المرأة »، محذّرة المصريّين من أن يقعوا في المصير الغربي، مؤكدة لهم »أن الاختلاط والحريّة في المجتمع الأوروبي والأمريكي قد هدّد الأسر وزلزل القيم والأخلاق ». ويبدو أن سيّد سابق قد تأثّر كثيرا بهذا المقال، فعزم على وضع خطّة لمنع مصر من أن تلقى هذا المصير، وعرض خطته في الكتاب المذكور وهي تتضمّن تسع نقاط تهمّنا منها الخامسة ومضمونها حرفيّا ما يلي: »اختيار ملابس مناسبة )للفتيات( أشبه بملابس الراهبات، وتكليف كلّ من يشتغل بعمل رسمي بارتدائها » ‘(فقه السنة’، ط دار الفكر، فصل التبرّج، ج 2، ص 148). كيف فات فقيه »الإخوان المسلمين » أن لا رهبنة في الإسلام، وأنّ إلزام المسلمات بارتداء أزياء الراهبات هو نقيض التمسّك بالإسلام والمحافظة على الهويّة؟ أليس في هذه الفقرة ما يؤكّد أنّ الزيّ المعروف حاليّا والذي انتشر بظهور هذه الفرقة إنّما اقتبس من زيّ الراهبات وليس من تقاليد المجتمعات الإسلاميّة؟ هل كان يعلم أنّ هذه الكاتبة »المشهورة » تنتمي إلى تيّار »المحافظين الجدد » الذي بدأ ينشأ ويقوى في الولايات المتحدة الأمريكيّة مع ما دعي بـ »الثورة المحافظة » في الستينيات؟ هل كان يدرك أن سبب انتشار مقالات هذه الكاتبة وزياراتها لبلدان العالم أنّها كانت مبعوثة هذا التيّار وأنّ سفرها ودراساتها بدعمه؟ وتيّار »المحافظين الجدد » هو الذي كان يدعو إلى محاربة الاتجاهات القوميّة في العالم العربي في الستينيّات وهو الذي دفع الإدارة الأمريكيّة الحاليّة إلى الحرب ضدّ العراق وإلى اتخاذ أكثر المواقف تصلّبا تجاه القضيّة الفلسطينيّة. لقد خلط سيّد سابق في فقه السنّة بتوجّهات ثورة المحافظين الأمريكيين في الستينيات، فمن أراد اليوم أن يعبّر عن احتجاجه على »المحافظين الجدد » ونظرياتهم وسياساتهم فعليه أن يعلن رفضه لدعوة »هيلسيان ستانسبري » ووصفاتها، ورفضه لزيّ قد قدّ على مثال أزياء الراهبات، ورفضه لفقه فرقة »الإخوان المسلمين » التي دعمتها الإدارة الأمريكيّة في الستينيّات ضدّ الثورة المصريّة. فبذلك يتطابق السلوك بالدافع إليه. (المصدر: مجلة حقائق، العدد 5 بتاريخ 26 جوان 2006)
ستخسر دنياك وآخرتك ! !
رضا الملولي (1) وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من مثّقف مصري يسألني من خلالها عن الأسباب الكامنة من وراء »هجومي الدّائم » (والعبارة له) على »الإسلاميين » وماذا أجني عندما أكتب بذاك الشكل ؟ وأضاف بصريح العبارة : »ستخسر دنياك وآخرتك إن تماديت في غيّك وبهتانك » ! ومن بين ما ورد في إجابتي على الرسالة هذا الدّعاء : »اللهمّ لا تدخلنا جنّتك إذا حوت المتزمّتين والمكفّرين وأصحاب اللّحى الطويلة… لقد اكتوينا بعذاب تزّمتهم في الدنيا ولا نريد عذابا مماثلا في آخرتك ». وأضفت : »ورغم إيماننا بأنّ المتزمّتين والمتطرّفين سيكون مصيرهم جهنّم، باعتبار الجرائم التي ارتكبوها في حقّ عامّة الناس، من تكفير وقتل وتفجير باسم الدّين فإنّ إيماننا سيتضاعف بوجوب مواجهة هؤلاء على صعيد الفكر والسياسة وذاك هو درب الحريّة والتنوير ». (2) لقد ذكّرت صاحبنا »المتأسلم » بعديد الكتابات السابقة وأحلته على تواريخها المضبوطة، تعميما للفائدة، كما ذكّرته بما فعله طالبان في أفغانستان وبؤس »الإسلام الآسيوي » الذي لا نمتّ إليه بصلة في منطقة المغرب العربي برمّتها. كما أنّ محاولة الإخوان المسلمين في ليبيا التشبه بحركة الإخوان المصريّة، عمليّة فاشلة ولم تؤدّ إلى أيّ إيجابيّة تذكر. وعدّدت ما ارتكبه دعاة الدولة الدينيّة من فظاعات باسم الدين -وهو منهم براء-، كلّما أتيحت لهم فرصة الإمساك بزمام الأمور. إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكنه أن يتحوّل إلى عمليّة تكفيريّة واضحة المعالم، غايتها الانقضاض على الحكم بوسائل تدميريّة غير مشروعة ولا يبيحها القانون والشرع في نفس الوقت. (3) صاحب الرسالة الالكترونيّة هددني بخسارة آخرتي،إن تماديت في الكتابة عن (إخوانه) وأنا أقبل ذلك بشرط أن لا أخسر دنياي بعمليّة دنيئة لا تقوم على مقارعة الحجّة، وقد ذكّرته بما كتبته مرّات عديدة من أنّ : – مواجهة دعاة الدولة الدينيّة واليوم ينضاف إليهم (يسار الأنابيب) هو من باب المواجهات المبدئيّة التي لا تخضع للظرفيّة، بل ترمي إلى تحصين المجتمع ضدّ أعدائه الذين يعدّون له مشاريع كليانيّة بائسة لا ترقى إلى مستوى انسانيّة الفرد. – نفس هذه المواجهة، خاضها المجتمع المدني الحقيقي بكافة تشكيلاته، ويمكن العودة في هذا المجال إلى ما اشتملت عليه الصحافة الوطنيّة من آراء ومواقف، في وقت كان فيه »الأصوليّون » يجابهون من يختلف معهم في الرأي بسوائل مدمّرة للذات البشريّة. إنّ الاختيارات المبدئيّة، لا يمكنها أن تتحوّل إلى مواجهات ظرفيّة ونعتقد أنّ القطع مع أطراف لا تؤمن بالحوار والتسامح نتيجة إيمانها بمشاريع »كليانيّة » يعتبر صمام أمان أمام كلّ محاولة للتظاهر بالودّ والبحث عن منافذ لمحاصرة الإنسان التونسي ولجم تطلعاته وآماله. نلحّ على المواجهة المبدئيّة وضرورة تحمّل المجتمع لمسؤوليّته التاريخيّة في رفض أيّة محاولة للنيل من المكاسب المتحققة في البلاد لإيماننا بأنّ درب الحريّة واحد ونريده سالكا، وخوفنا عليه متأتّ من بؤر الظلام المنتشرة هنا وهناك. (4) لقد اتضح لنا أنّ دعاة الدولة الدينيّة ليسُوا إلاّ لعبة في الأوراق الدوليّة، يتمّ بواسطتهم الحفاظ على مناطق توتّر دائمة، بل منح الغرب لبعض رموزهم حقّ اللجوء السياسي، في الوقت الذي يتبجّح فيه بحتميّة الحفاظ على الحقوق الإنسانيّة. ورأينا كيف انقلب السحر على الساحر وتحوّل هؤلاء إلى معاول للهدم داخل البلدان الغربيّة التي احتضنتهم ! الحريّة الوحيدة التي يؤمن بها هؤلاء هي حريّة وأد الآراء الأخرى ولجم الأصوات الحرّة. ويبقى إيماننا بمجتمع مفتوح ومؤسس على قيم المواطنة والمدنيّة، معادلا موضوعيّا لوجودنا برمّته والتنازل عن هذه القيم هو في حقيقته تنازل عن حقّنا في الحياة. قدرنا في هذه البلاد، هو مواجهة التطرّف في كلّ أشكاله وتجذير ما يسمو بالإنسان التونسي لا غير. (المصدر: مجلة حقائق، العدد 5 بتاريخ 26 جوان 2006)
ظاهرة تلفت الانتباه:
لماذا يمزّق التلاميذ كرّاساتهم ؟ …
مصدق شريف ليس بالعهد من قدم كان فيه الأخ الأكبر يحتفظ بأدواته ومحفظته وميدعته لأخيه الأصغر ويتبادل أولاد الجيران في ما بينهم الكتب المدرسيّة والكرّاسات للمراجعة أثناء العطلة الصيفيّة للاستعداد للسنة الدراسيّة المقبلة. ولكن ما نشاهده اليوم في أواخر السنة الدراسيّة وبالتحديد مع انتهاء كلّ يوم من أيّام الأسبوع المغلق مغاير تماما لما كانت عليه علاقة أبنائنا التلاميذ بأدواتهم المدرسيّة. فلا يكاد المرء يمرّ أمام مدرسة إعداديّة أو معهد ثانوي إلاّ ويشاهد الأرض مغطّاة بأوراق الكتب والكرّاسات الممزقة خاصّة، التي يعمد البعض إلى حرقها… ولمعرفة أسباب هذه الظاهرة التي تفشت منذ سنوات وازدادت استفحالا سنة بعد سنة. اتّصلت »حقائق » بالدكتور محمد أنور عشيش أخصّائي الأمراض العصبيّة والنفسيّة الذي قال : »يدلّ هذا السلوك على وجود قطيعة بين التلاميذ الذين يمزّقون كرّاساتهم في آخر السنة الدراسيّة والمدرسة، وعلى شعور بعدم الرضا والارتياح. ولئن وجدت علاقة بينهما فإنّها لا تعدو أن تكون وجوبيّة لأنّ هذه الفئة من التلاميذ يقبلون على الدراسة تطبيقا لتعليمات أوليائهم ورضوخا لقرارات أساتذتهم، فالمعرفة لا تعني شيئا بالنسبة إليهم وهم في حقيقة الأمرغير راضين ولديهم شعور عميق بأنّهم مكروهون على القيام بالواجب. فالعلاقة بينهما عدوانيّة، خالية من كلّ ودّ ومن كلّ إحساس بأنّ الوسط المدرسي يمكّنهم من فرصة التعلّم وإثراء التجارب… وما عمليّة تمزيق الكرّاسات إلاّ طريقة يعبّر من خلالها التلميذ عن أنّه غير راض عن ماضيه القريب وأنّ السنة المنقضية تخلو من الذكريات الطيّبة لذلك تراه حريصا على نسيان الماضي وناظرا إلى المستقبل بإحساس في لاشعوره بأنّه سيكون مثل ماضيه. لذلك فإنّ هذه السلوكات تكراريّة وتترجم عن انعدام العلاقة الطيّبة بين التلميذ والوسط المدرسي. كما أنّ هذه العلاقة الشذوذيّة مع الدراسة والرغبة في نسيان السنة الدراسيّة المنقضية هي عمليّة تكراريّة أيضا تدلّ على وجود قلق نفسي عميق عند التلميذ وما أقدم عليه من تمزيق لكرّاساته يعتبره حلاّ ومسكّنا لأزمته وأنّ الدراسة في نهاية الأمر عدوانيّة ولذلك يردّ على العدوانيّة بالعدوانيّة. وإذا انتفت عمليّة التواصل بين المؤسسة التربويّة والتلميذ في كثير من الأحيان فلأنّ الوسط المدرسي أضحت مهمّته تقتصر على تمرير المحفوظات أكثر منها إيصال الطرق التحليليّة وتعويد التلميذ على التفكير واستعمال قدراته الذهنيّة وتدريبه على التساؤل وإفساح المجال له لإبداء رأيه والتعبير عن آرائه حتّى لا تتحوّل المدرسة إلى فضاء يحشو دماغ التلاميذ بشتّى المعلومات من صالحة وطالحة. ولئن انخرطت تونس في بناء مدرسة الغدّ وهو مشروع رئاسي طموح إذ يحترم قدرات التلميذ ويمكّنه من معرفة قيمته ويساعده على التأقلم مع مجتمعه ومن الناحية العلميّة يضمن له النجاح على المدى البعيد ويحترم أيضا المقولة القائلة إنّ التلميذ بصفة خاصّة والإنسان بصفة عامّة هو القضيّة المحوريّة، فإنّه ولتحقيق وتجسيد هذه الفلسفة لابدّ من أن يواكب المربّون مبادئ البرنامج الجديد ولابدّ أيضا أن تتوفّر الإمكانات الماديّة والمعنويّة لتنفيذ هذا البرنامج (تأطير الأساتذة وتحسين ظروف التدريس داخل القسم) وتقييم كامل وشامل للدروس الخصوصيّة لأنّها أضحت أكثر أهميّة عند التلاميذ من الدروس العاديّة. كما أنّه لا يمكن الارتقاء بالمستوى التعليمي مع وجود مستويات مختلفة في نفس القسم وبالتالي يفشل المدرّس في التواصل مع كلّ المستويات ويعود ذلك للارتقاء الآلي من مستوى إلى آخر. أمّا الدكتور والباحث في علم الاجتماع السيد المنصف القابسي فقد كان رأيه في هذه المسألة ما يلي : »قبل أن نجيب عن سؤال : »لماذا تمزيق الكرّاسات ؟ » الأحرى بنا أنّ نتساءل عن معنى كرّاس اليوم بالنسبة للتلميذ، وكذلك عن التلاميذ الذين يمزّقون هذه الكراريس، من هم ؟ ومن أيّة فئة اجتماعيّة وثقافيّة وتعليميّة ينحدرون ؟ إنّ الظاهرة في حدّ ذاتها ليست جديدة ولا هي طارئة، غير أنّ الجديد فيها هو أنّها أمست أكثر انتشارا وإثارة، ويمكن ملاحظتها في أماكن مختلفة. فقد نجدها في المدينة كما في الريف، في المعاهد الوسطيّة كما في المعاهد المحيطة، فما الذي يمكن أن تعكسه هذه الظاهرة ؟ في رأيي يمكن أن تعكس على مستوى التلاميذ علاقة خاصّة بالمدرسة وبالكرّاس. ففي السابق كان الواحد منّا يحتفظ بكرّاسه إمّا للذكرى أو ليتوارثه من بعده إخوته أو أقاربه أو حتّى جيرانه. كان الكرّاس خزّان معرفة، حافظة ومذكّرة في نفس الوقت، إضافة إلى أننا في السابق كنّا نتعامل مع الكرّاس مثلما نتعامل مع ألبوم الصور، فمن خلاله نتابع التطوّرات التي مررنا بها، وفيه نعثر على علامات تعيد إلينا ذكريات الماضي. أمّا اليوم فنحن لم نعد نخزّن الصور في ألبومات كتلك التي نعرف بل إنّ ثورة الأنفوميديا قد أوجدت وسائل أكثر ملاءمة وأخفّ وزنا وجاذبيّة كالفيديو أو الأقراص المضغوطة… كذلك الكراريس فإنّها ربّما تحيل على مرحلة كانت السيادة فيها كليّة للكتابة وللخطّ، وكان فيها الاعتناء بالخطّ باعتباره فنّا، وقد يعكس هذا الخطّ أحيانا حتّى شخصيّة التلميذ ومدى اعتنائه بالدّراسة، وأمّا اليوم فإنّ عصر الكتابة يبدو أنّه إلى زوال، ومنذ سنين عديدة لم يعد للمدرسة وللمعلّم اهتمام بخطّ التلميذ، ولا هذا الأخير نفسه راغب في تحسين خطّه، منذ تخلّى عن الريشة إلى أقلام الحبر الجاف ومنها إلى أيّة أداة تمكّنه من رسم معالم المعاني التي يقصدها حين يريد التبليغ عن شيء ما، ومن هنا قلّ اهتمامه بالكرّاس. فضلا عن أنّ وسائل تخزين المعارف باتت متعددة ومتنوعة أفلا ترى مثلا كيف أنّ المراسلات قلّت مقابل انتشار »الشاتينق » Chatting أو Clavardage التي عوضت عبارة Bavardage. أميل هنا إذن إلى تفسير هذه الظاهرة انطلاقا ممّا هو اجتماعي، وأشير إلى العلاقة الملتبسة التي باتت تربط التلميذ بالمدرسة، فقد يكون لانتشار ظاهرة تمزيق الكراريس رمزيّات، منها المتعلّق بالنظرة إلى المدرسة أصلا، نظرة كان فيها الكثير من القداسة للدور الذي كانت تلعبه هذه الأخيرة كفضاء أساسي من فضاءات بثّ المعرفة في صيغها الحديثة وكقناة من قنوات الترقي والحراك الاجتماعيين، أمّا اليوم وقد تبدّلت الأحوال، غابت عن المدرسة الميزات التي أشرنا إليها. فكأنّه وبغياب البديل المقنع لها في مجتمعات القرن الواحد والعشرين أصبحت نوعا من السّجن أو الشرّ الذي لابدّ منه، والذي يتمّ التمثيل بكلّ ما له به علاقة كلّما سنحت الفرصة ». إنّ هذه الإجابات تبقى كما قلنا آراء تفتقر إلى الدقّة العلميّة في غياب دراسات سوسيولوجيّة ضروريّة تتعقّب الظاهرة وتحاول تفهّم معاني الفعل الملازم لها ودوافعه. الأستاذ محمد نجيب عبد المولى، متفقد عام للتربية (اختصاص فلسفة): الظاهرة ليست عامة أنا أريد أن أنبّه أوّلا أنّ هذه الظاهرة ليست عامّة ومطلقة إذ نجد اليوم العديد من التلاميذ المجتهدين يحتفظون بكراساتهم وبعض كتبهم ويعتبرون أنّ فيها من المعارف ما يستحقّ الاحتفاظ بها والأكثر من ذلك أنّ بعض التلاميذ يطلبون من أقاربهم وأصدقائهم أن يحتفظوا لهم بكرّاساتهم وكذلك لا ننكر وجود هذه الظاهرة على عتبات المعاهد وقد نجد لذلك بعض التأويلات لهذه الظاهرة، فأقول إنّه بالإمكان أن نردّها إلى طبيعة المجتمع الاستهلاكي الذي حوّل كلّ شيء إلى بضاعة بما في ذلك الفكرة والدرس والمعارف، وما يأخذه من الأستاذ يصنف ضمن بضاعة من البضائع لها زمن إنتاج وزمن استهلاك وزمن إتلاف المنتوج. هذه الآليّة خلقت مسلكيّة تريد أن تتخلص من الدروس لحظة انتهاء الامتحانات وكأنّ ما يقدّم أثناء السنة الدراسيّة مردوده ومفعوله ينتهي بمجرّد انتهاء الامتحانات، وهذا السلوك لا نجده في بلادنا فقط وإنّما هو سلوك اجتماعي عالمي، فظاهرة الاستهلاك مضادة لكلّ فكر محافظ. أمّا العنصر الثاني الذي يمكن أن نتأوّله من خلال هذه الظاهرة فهو عنصر التشفي أو التملّص من ظرفيّة كان يجد التلميذ أثناءها العناء والتعب والمشاكل المتعلقة بالدروس فكأن حرق هذه الأدوات المدرسيّة والكراسات هو ضرب من التشفي الرمزي يخرج بمقتضى من دائرة ما كان لا يرغب فيه إلى لحظة تحرر أو انعتاق، ينفتح بمقتضاه على العطلة ويصبح حرّا من قيد الدروس والمدرسة والمؤسسة التربويّة عموما. ولعلّ ما أصبحنا نشاهده من تصعيد لهذه العمليّة لا بتمزيق الكرّاسات فقط وإنّما بإحراقها أيضا، إنّما يعود إلى نوع من المحاكاة إلى ما كان يفعل الإنسان البدائي حول النار التي تقدّسها القبيلة أو المجموعة. كذلك توجد نقطة أخرى يمكن أن نتناولها من خلال هذه الظاهرة وهي تحديد موقع الكراس والكتاب (الوسائل التعليميّة التقليديّة) ضمن الوسائل المعرفيّة المعاصرة. فالتلميذ اليوم مشدود إلى عادات الإرساليّة القصيرة س م س والإبحار على صفحات »الواب » والتراسل الإلكتروني، كلّ ذلك يخلق لديه عالما للتواصل وأدوات جديدة تدعم فضاءات رمزيّة وتتخلّى عمّا هو حسّي مادي كما كان الأمر في السابق. إنّ انشداد التلميذ إلى هذه الوسائط واعجابه بها إلى حدّ الانبهار هو الذي يجعله يرفع القداسة عن الكرّاس والكتاب فيتضاءل احترامه لهما بالتجرّؤ على اتلافهما في آخر كلّ سنة دراسيّة. (المصدر: مجلة حقائق، العدد 5 بتاريخ 26 جوان 2006)
فرقة « حضرة » التونسية تقدم أناشيد وتراتيل صوفية
عمان/30 حزيران/بترا/ قدمت فرقة /الحضرة/ للتونسي فاضل الجزيري مساء أمس في الباحة الخارجية لدارة الفنون التابعة لمؤسسة خالد شومان مجموعة من الأناشيد والابتهالات والأدعية والمدائح الدينية التي تناجي الخالق وتسبح بحمده وتكشف عن ابداع الخالق في الكون وتنادي بمغفرته ورضوانه. وتستمد /فرقة الحضرة/التي حضر عرضها حشد من المواطنين يتقدمهم رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي معالمها من القاء الأذكار والمديح في حلقة أو مجموعة حلقات مرتبة صفوفا تفتح وتختم بالأناشيد والتراتيل وتتصاعد تدريجيا من الصوت الخفيف إلى الثقيل ومن خلالها يعيش المتلقي مع تنويعات لحنية بأداء مفرد لأحد أفراد المجموعة لتصل إلى الأداء الجماعي وبمصاحبة آلات موسيقية محدودة إيقاعية ووترية ونفخية ودفوف وبيانو وكمان وناي. كما تبرز في الحضرة تكوينات لحركات يتراقص ويهتز فيها الجسد وتمنحه إحساس بالحب والهيام والوجد حسب المفهوم الصوفي الذي تشتغل عليه الفرقة التي ما زالت لوحاتها تلقى الإعجاب في سائر أرجاء الشرق والغرب لسعيها الدؤوب في إقامة جسر تواصل حقيقي مع ثقافة الموروث الشرقي المفعمة سماحة وإلحانا ونغمات روحية تلهج بالحب والأشواق. (المصدر: وكالة أنباء بترا الأردنية الرسمية بتاريخ 30 جوان 2006) وصلة الخبر: http://www.petra.gov.jo/nepras/2006/Jun/30/11.htm
دول عربية تُـبـقـي إسرائيل داخل قفص الاتهام في مجلس حقوق الانسان
جنيف (رويترز) – نجحت الدول العربية والاسلامية يوم الجمعة في وضع قضية الأراضي الفلسطينية المحتلة على جدول الاعمال الدائم لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد ان تغلبت على اعتراضات اسرائيلية وغربية بخصوص الاشارة فحسب الى الانتهاكات المزعومة التي تقوم بها الدولة اليهودية. وطرحت منظمة المؤتمر الاسلامي القرار الخاص باعادة مراجعة القضية في الجلسات القادمة وتمت الموافقة بسهولة على القرار داخل المجلس الذي يضم في عضويته 47 دولة. كما تمت الموافقة على قرار ثان لمنظمة المؤتمر الاسلامي بنسبة تصويت مماثلة. ويعبر القرار عن القلق العميق من الاتجاه المتزايد لتشوية صورة الديانات والتحريض على الكراهية الدينية. وجرى التصويت على القرارين في اليوم الاخير من الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الانسان التي استمرت اسبوعين. ونظر اليهما على انهما اثارا خلافات. وكانت العديد من الدول وناشطي حقوق الانسان يأملون ان يتم اتخاذ القرارات بالاجماع لتجنب الجدل الذي ميز لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والتي حل محلها مجلس حقوق الانسان حيث كانت القضايا الفلسطينية تناقش في كل جلسة من جلساتها. وواصلت اسرائيل هجومها على غزة يوم الجمعة حيث أدى القصف الجوي الى اشعال النيران في مكاتب وزارة الداخلية في اليوم الثالث من عملية تهدف الى استعادة جندي اسرائيلي خطف في هجوم نفذه ناشطون فلسطينيون عبر الحدود يوم الاحد. ونال القرار الخاص بمراجعة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية في الجلسات القادمة تأييد 29 دولة مقابل 12 وامتناع خمسة عن التصويت وغياب احد الوفود. وطالب القرار ايضا بان يقوم محققو الامم المتحدة لحقوق الانسان الحاليين برفع تقارير عن الوضع في الاراضي خلال الجلسة القادمة التي ستعقد في سبتمبر ايلول. وكانت القوى الاقليمية وبينها مصر وايران والاردن ولبنان والمملكة العربية السعودية وسوريا من بين الدول التي رعت القرار. وصوتت دول غربية من بينها بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا واليابان ضد القرار. اما الولايات المتحدة فقد شاركت بصفة مراقب لانها لم تخوض انتخابات المجلس. وقال السفير الاسرائيلي اسحق ليفانون في كلمة قبل التصويت ان نص قرار منظمة المؤتمر الاسلامي « غير متوازن واحادي الجانب بشكل متعمد. » واضاف « اذا كان هذا المجلس يسعى للسير على نفس النهج المشين للجنة (السابقة) لتشجيع الجدل والانتقائية بدلا من التسامح والموضوعية والسماح لنفسه بان يصبح مجرد أداة لانتقاد اسرائيل فانه يسير بكل وضوح على نفس المنوال. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
أمريكا: الأموال تتدفق من السعودية إلى الصومال
واشنطن (رويترز) – قالت مسؤولة امريكية كبيرة ان الاموال اخذة في التدفق من المملكة العربية السعودية واليمن لدعم حركة المحاكم الشرعية في الصومال التي سيطرت على العاصمة مقديشو هذا الشهر. وصرحت جينداي فريزر مسؤولة وزارة الخارجية الامريكية عن افريقيا خلال اجتماع في كابيتول هيل مقر الكونجرس بان الولايات المتحدة ودولا اخرى تتحدث مع جامعة الدول العربية بشأن تدفق الاموال من الدول العربية على الصومال. وقالت فريزر امام لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الامريكي « لا اريد ان اقول ان الحكومة السعودية تؤيد اي محكمة (اسلامية) بعينها لكني اعرف ان هناك اموالا تجيء من السعودية. وأضافت « هناك اموال تأتي من اليمن وأسلحة من اريتريا واماكن اخرى » الى الصومال مشيرة الى ان بعض الاموال تأتي من رجال اعمال صوماليين يعملون في السعودية. وحين سئلت عما تفعله الولايات المتحدة للضغط على السعودية للحد من تدفق الاموال قالت « نحن بالقطع نريد التحدث مع حكومتي السعودية واليمن وحكومات اخرى في الشرق الاوسط. » واشارت الى ان هناك رسائل متناقضة قادمة من المحاكم الشرعية التي بسطت سلطتها خارج العاصمة الصومالية وان الشيخ شريف احمد « الوجه المعتدل » يبعث برسائل تصالحية لواشنطن. لكنها اضافت ان رجل الدين المتشدد الشيخ حسن ضاهر عويس الذي تضع واشنطن اسمه ضمن قائمة بمن لهم صلات بتنظيم القاعدة عين رئيسا لمجلس المحاكم الشرعية في مطلع الاسبوع وانه ابدى مشاعر « عدائية » ضد الولايات المتحدة. واثار صعود عويس الى المنصب القيادي قلق الولايات المتحدة التي تخشى ان يقيم الاسلاميون في الصومال حكما على غرار حكم طالبان رغم نفي احمد المتكرر لذلك. وانتقدت الولايات المتحدة لتأييدها امراء حرب مناهضين للارهاب طردهم الاسلاميون من العاصمة الصومالية مقديشو في الخامس من يونيو حزيران. ودافعت فريزر عن السياسة الامريكية قائلة ان هدفها كان ضمان عدم تحول الصومال الى ملاذ للارهابيين وايضا تعزيز مصداقية الحكومة الصومالية الانتقالية الضعيفة التي لم تتمكن من دخول العاصمة. وقالت ايضا ان واشنطن تشجع الحوار بين الحكومة الانتقالية والمحاكم الشرعية. وأضافت « الهدف الاستراتيجي هنا هو منع الهجوم على بيداوا » مشيرة الى بلدة اقليمية جنوبية تتمركز فيها الحكومة الانتقالية. وحين سئلت عما اذا كانت واشنطن ستتعامل مباشرة مع الاسلاميين قالت فريزر انه من المهم الا تساعد واشنطن على خلق بديل للحكومة الانتقالية. وفي وقت سابق من الاسبوع قالت الخارجية الامريكية انها لن تتعامل مع عويس لكنها ستحتفظ بحقها في الحكم على التعامل مع الحركة ككل. من سو بليمنج (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
مبارك يأمر بإعادة تصحيح امتحان طالبة اعتُبرت راسبة لمهاجمتها سياسات أميركا
القاهرة – محمد صلاح شهدت قضية الطالبة المصرية آلاء حسن مجاهد (15 عاماً) مزيداً من التداعيات بسبب قرار وزارة التربية والتعليم اعتبارها راسبة في مادة اللغة العربية في امتحان الثانوية العامة، بعدما هاجمت الرئيس الأميركي جورج بوش وانتقدت سياسات بلاده في المنطقة العربية وتحدثت عن الأوضاع الداخلية المصرية خلال إجابتها عن أسئلة اختبار نهاية العام في مقرر اللغة العربية. واحتاج الأمر إلى تدخل الرئيس حسني مبارك لإلغاء قرار الوزارة. وكانت قضية الطالبة أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط المصرية، وصل إلى حد طلب نواب البرلمان التحقيق مع وزير التربية والتعليم يسري الجمل. وكان مصحح الاختبار ويدعى حسن البياع لفت انتباهه اختيار الطالبة موضوع السياسات الأميركية في المنطقة وانتقادها بوش وسياسات الحكومة المصرية وتعاطيها مع قوى المعارضة، فتحفظ عن ورقة الإجابة ورفع مذكرة إلى الوزارة التي حققت مع الطالبة وأصدرت قراراً باعتبارها راسبة. وشن حقوقيون ومعارضون هجوماً حاداً على الوزير العضو في لجنة السياسات التي يقودها جمال مبارك في الحزب الوطني الحاكم. وقالت مصادر إن الرئيس مبارك اتصل بالوزير الجمل واللواء سعيد صوان محافظ الدقهلية التي تقع مدرسة الطالبة في نطاقها، فور علمه بالواقعة للاستفسار عنها. وأمر بإعادة تصحيح أوراق آلاء وعدم حرمانها من الامتحان. وطلب مبارك أن «يكتفي المسؤولون في المديرية التعليمية بلقاء الطالبة، ليشرحوا لها أن ما ارتكبته يعد خطأ، على أساس أن التعبير عن آرائنا السياسية تجاه القضايا المختلفة أمر إيجابي، ونحن نشجعه ونشجع مشاركة الشباب، ولكن في سياق أخلاقي، بعيداً عن أي خروج على الأخلاق، وأيضاً أن يتم ذلك في مجاله الطبيعي من خلال النشاطات الطالبية والصحافة المدرسية وليس في كراسات الاجابة». وأضافت المصادر أن الوزارة أعادت أمس تصحيح أوراق الطالبة «تنفيذاً لأوامر الرئيس وإنصافاً لها». وكان امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي دعا الطلاب إلى كتابة موضوع عن «تعمير الصحراء واستصلاحها والمجهودات التي تبذلها الدولة في هذا المجال». لكن آلاء كتبت في اجابتها ثلاث صفحات، الأولى والثانية كانتا عن جهود الدولة في تعمير الصحراء وجهود الشباب وإمداد الحكومة لهم بالأراضي والتعقيدات والمشاكل التي يواجهها الشباب، وفي الصفحة الثالثة استخدمت آلاء عبارات اعتبرتها الوزارة «خارجة عن سياق الموضوع وتحمل بعض الهجوم على بعض الدول وعلى النظام في مصر والسياسات الاميركية في المنطقة». واعتبر المصححون إجابتها خروجاً عن موضوع الامتحان، فطبقوا قراراً وزارياً صدر العام 2000 يقضي بأن أي طالب يكتب عبارات خارجة عن الأخلاق أو شتائم في أوراق الاجابة يُحرم من الامتحان. وبالفعل، اتخذت المديرية التعليمية في محافظة الدقهلية قراراً بحرمانها من الامتحان إلى أن قدم والدها التماساً إلى الوزير الجمل يطلب فيه إعادة النظر في هذا القرار، فقرر الوزير قبول الالتماس والاكتفاء برسوب الطالبة وإعادة الامتحان في الدور الثاني. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 جوان 2006)
بعد مناقشة برلمانية ساخنة .. مصر: إلغاء قرار حرمان طالبة من الامتحان بسبب انتقادها بوش
القاهرة – خدمة قدس برس أنهي البرلمان المصري، ووزير التربية والتعليم، الدكتور يسري الجمل، أزمة حرمان طالبة ثانوية عامة من الامتحانات، بإصدار قرار بالسماح للطالبة بدخول الدور الثاني (الإعادة) في امتحان اللغة العربية، بعدما اعتبرتها مديرية التعليم التابعة لها راسبة، وقرّرت حرمانها من الامتحان، لنقدها الرئيس الأمريكي بوش، في موضوع كتبته في مادة « التعبير الحر ». وكان نواب من البرلمان المصري قد تدخلوا في قضية الطالبة، وطالبوا الوزير ورئيس البرلمان بمناقشة القضية، وحلّ أزمتها كي لا يؤثر ذلك على مستقبلها، خصوصاً أنّ حق النقد لأي مسؤول أمر عادي، بما فيه الرئيس الأمريكي نفسه في بلاده، واصفين قرار حرمان الطالبة المتفوقة، بأنه إشارة سلبية للطلاب، يحوِّلهم إلى متلقين لا مفكرين، ومبدعين، ويمنعهم من حرية التفكير. جاء هذا في أعقاب تحويل الطالبة آلاء فرج مجاهد، التلميذة بالصف الأول الثانوي بمدرسة شربين الثانوية للبنات، إلى لجان تحقيق، لمدة ثلاثة ساعات، واتهامها بأنها « منحرفة سياسياً »، واتخاذ قرار برسوبها، ثم الاكتفاء بعقابها بالرسوب في مادة اللغة العربية، بسبب نقدها للرئيس بوش في الامتحان، ضمن موضوع عن « التعبير » الحر، ما أثار تساؤلات، حول التناقض بين المطالبة بتعليم الطلاب حرية التعبير والتفكير وحق النقد. وقد نفي الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولية للشؤون القانونية والمجالس النيابية، أن يكون عقاب الطالبة وإلغاء امتحانها، راجع إلى هجومها على الإدارة الأمريكية، وقال « إنّ الأمر ليس بهذه الصورة، فقد قامت الطالبة بكتابة عبارات، تمثل قذفاً في النظام العام، والآداب العامة، وتدل على الاستهتار ». وأضاف شهاب في لقائه بنواب البرلمان، « إنّ موضوع التعبير في الامتحان كان عن غزو الصحراء، ولكن التلميذة قالت في الموضوع « ماذا سوف نجني من الدولة إلاّ ما هو رديء وخسيس، الحقيقة أنّ كبار قواد مصر لا يريدون لها التقدم والحكومة لا تريد أن ترفض حتى لا نقول إنها عاجزة. الرئيس بوش ينفذ سياسات تؤذي مصر وشبابها، والأغرب أنّ رئيسنا يستجيب لهذا السافل ». وأضاف شهاب، أنّ التلميذة (آلاء)، كتبت فقرة أخرى خاطبت فيها الرئيس قائلة « احكم فينا بكتاب الله وسنة رسوله، لقد اعتدنا على هذا النظام المهين »، وعبارات أخرى على هذا المنوال، متهماً الطالبة بأنها « قذفت النظام والآداب »، ما « اضطرّ مدير المديرية إلى تطبيق القواعد، وقرّر إلغاء الامتحان، وحرمانها من الدور الثاني »، حسب تعبيره. وأشار الوزير إلى أنّ ولي أمر التلميذة، تقدّم بالتماس لمدير المديرية، مزكّى من أحد أعضاء المجلس، جاء فيه « أنّ الطالبة حديثة السن، وتبلغ من العمر 15 ربيعًا، ولم تقصد الإساءة لأي من المسؤولين، وإنني أطالب بسحب قرار مدير المديرية، وتمكين الطالبة من أداء امتحان الدور الثاني في الصف الأول، حرصاً على مستقبلها »، وقام مدير المديرية بعرض المذكرة على الوزير، الذي وافق على سحب قراره، والسماح للطالبة بأداء الامتحان. وقد وجّه نواب البرلمان، ورئيسه الدكتور أحمد فتحي سرور، نقداً لتصرف مدير مديرية التعليم بمحافظة الدقهلية، وقال سرور، وهو وزير تعليم سابق، في مجلس الشعب أمس الأربعاء، إن المسؤول التعليمي لم يراع أي نواحي تربوية، وما كان يجوز له أن يتعامل مع التلميذة بهذا الأسلوب، وهي تبدي رأيها مهما تجاوزت، وكان عليه أن يعاملها بصورة تربوية »، وتابع « هذا العقاب سوف يترك في قلبها وعقلها آثارًا تجعلها من الجبناء »، كما قال. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 29 جوان 2006)
الاسلاميون والاصلاحيون يفوزون في انتخابات الكويت والمرأة تخسر
الكويت (رويترز) – أظهرت النتائج التي نشرتها اجهزة الاعلام الرسمية الكويتية يوم الجمعة ان المرشحين الاسلاميين والاصلاحيين من اصحاب النفوذ اكتسحوا انتخابات مجلس الامة الكويتي فيما اخفقت النساء اللائي شاركن لاول مرة كناخبات ومرشحات في الفوز بأي مقعد. وقال محللون وصحف ان الاداء القوي للمعارضة وهي ائتلاف فضفاض يضم نوابا سابقين في البرلمان مؤيدين للاصلاح واسلاميين وليبراليين يثير احتمال حدوث توتر أعمق بين البرلمان الجديد والحكومة. وقالت ذكرى المجدلي وهي محامية وأم لاربعة تبلغ من العمر 39 عاما ورشحت نفسها في منطقة نفوذ للاسلاميين المحافظين لرويترز « النساء خذلننا » في اشارة الى الامال العريضة التي كانت تحدو المرشحات بأن أصوات النساء ستجعل واحدة منهن على الاقل تدخل مجلس الامة. وقالت المرشحة عائشة الرشيد لرويترز « اربعون عاما من نضال المرأة اختزل في شهر واحد في التحضير (للانتخابات). هذه تجربة جيدة استفدنا منها لكن الظروف غير مهيأة للمرأة. » ودعى الى اجراء الانتخابات بعدما حل أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح مجلس الامة في مايو أيار الماضي في أعقاب أزمة بين الحكومة والمعارضة بشأن اصلاحات انتخابية. وقال محللون ان من المرجح الا تحل نتائج الانتخابات هذا الخلاف الذي يرتكز على مطالبة الحكومة بخفض عدد الدوائر الانتخابية بهدف منع ارتكاب مخالفات مثل شراء الاصوات. ووصفت صحيفة القبس البارزة نتيجة الانتخابات بأنها « خسارة جسيمة للحكومة وتكتل النواب المستقلين المدعومين منها. » وقال مصطفى بهبهاني من المجموعة الكويتية الخليجية للاستشارات لرويترز ان نفس التوتر سيكون موجودا. وقال ان مجلس الامة والحكومة قد يتوصلان الى حل وسط بينهما ولكن اذا استمر الوضع الراهن فان التوتر سيتفاقم. ولم تستطع أي من المرشحات اللائي بلغ عددهن 28 من بين 249 مرشحا خاضوا الانتخابات الفوز بمقعد في السباق. وتشكل النساء 57 في المئة من الناخبين المسجلين والذين يبلغ عددهم 340 ألف ناخب. وقالت المجدلي « النتيجة لم تكن غير متوقعة لكن هناك احساسا ببعض الضيق. اتمنى التوفيق لكل الرجال الذين فازوا وامل الا تكون طروحاتهم بخصوص قضايا المرأة مجرد شعارات. » وأصدر البرلمان الكويتي قانونا في مايو أيار عام 2005 يعطي النساء حق التصويت والترشح في انتخابات مجلس الامة الذي يضم 50 مقعدا. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن الاقبال على التصويت بوجه عام كان قويا حيث وصلت نسبة المشاركة الى 65 في المئة لكن نسبة مشاركة النساء بلغت 35 في المئة فقط. بيد ان بعض المرشحات تعاملن مع الهزيمة بشكل ايجابي. وقالت رولا دشتي (42 عاما) « بالطبع سأترشح مرة اخرى…(النساء) دعمننا بشكل كبير والكويت تستحق منا ان نواصل (النضال). » وحصلت دشتي وهي خبيرة اقتصادية واحدى ابرز شخصيات الحركة النسائية في دولة الكويت المحافظة على 1539 صوتا وهو اعلى عدد حصلت عليه مرشحة مقابل 8095 صوتا للنائب السابق والمعارض مسلم البراك. وتوقع خبراء ان تضر اصوات الاسلاميين والقبائل المحافظة ذات النفوذ بفرص المرشحات في الفوز. واظهرت النتائج ان المعارضة التي يوحدها في الاغلب موقف ضد ما تصفه بالفساد الذي ترعاه الحكومة بنحو ثلثي المقاعد. واعيد انتخاب 20 من بين 29 من اعضاء البرلمان السابقين الاصلاحيين الذين شكلوا نواة تحالف المعارضة. وانضم اليهم نحو 11 عضوا جديدا من بينهم شخصيات بارزة في دوائر المعارضة واسلاميون جدد وليبراليون شبان خاضوا الانتخابات على أساس برامج مناهضة للفساد. وفاز الاسلاميون الذين شكلوا تكتلا مؤلفا من 15 شخصا في مجلس الامة السابق وقادوا المعارضة بنفس العدد او اكثر من المقاعد. وذكرت احدى الصحف ان 18 اسلاميا في المجمل فازوا بمقاعد في المجلس. من هيثم حدادين (شارك في التغطية محمود حربي ويارا بيومي) (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جوان 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
تحت شعار « الشيخ محفوظ نحناح وقضايا الأمة » باتنة تُحيي الذكرى
حمس.نت إحياء للذكرى الثالثة لوفاة فضيلة الشيخ محفوظ نحناح –رحمة الله عليه- نظم المكتب الولائي لولاية باتنة تحت إشراف فضيلة السيد عبد المجيد مناصرة نائب رئيس الحركة ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الثاني الذي احتضنته دار الثقافة بباتنة يومي 24 و25 جوان 2006 تحت شعار: الشيخ محفوظ نحناح وقضايا الأمة. الجلسة الافتتاحية افتتحت بالقرآن الكريم، ثم الاستماع للنشيد الوطني، بعدها كانت الكلمة لكل من السيد جمال الدين بن عمر رئيس المكتب الولائي والسيد رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونائب رئيس الحركة. الجلسة الأولى من الملتقى تناولت مكانة القضية الفلسطينية عند الشيخ محفوظ نحناح حيث استمع فيها المشاركون إلى مداخلتين، الأولى ألقاها الأستاذ أحمد الدان وعنونها بـ « القضية الفلسطينية في فكر ونضال الشيخ محفوظ نحناح »، أما الثانية فكانت من إلقاء الأستاذ عبد المجيد مناصرة حيث تحدث فيها عن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل التحديات الراهنة. أما الجلسة الثانية فخصصت لدور الشيخ محفوظ نحناح في تأسيس وإرساء فكر المصالحة الوطنية، حيث نشط خلالها الأستاذان الحاج الطيب عزيز وعبد الحميد بن سالم ندوة تناولت الدور البارز للشيخ محفوظ نحناح في ترسيخ فكر المصالحة الوطنية ونشره. ولقد ساهم الشيخ راشد الغنوشي في الملتقى بمداخلة من لندن عن طريق الهاتف أثنى فيها على الشيخ محفوظ نحناح رمز الدعوة والجهاد، حيث تركت وفاته –رحمة الله عليه- فراغا كبيرا في الساحة الإسلامية، ودعا أبناءه وأتباعه إلى التزام نهجه والثبات على طريقه. في اليوم الثاني للملتقى تناول الحاضرون في الجلسة الثالثة موضوع « الشيخ محفوظ نحناح والإصلاح السياسي »، حيث ساهم الأستاذان لخضر رابحي ومصطفى بلمهدي بمداخلتين حول منطلقات الإصلاح السياسي في فكر الشيخ محفوظ نحناح. وفي حفل الاختتام تم تكريم فضيلة الشيخ عمر دردور أحد تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ومن البقية الباقية من علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حيث تليت على المشاركين في الملتقى رسالته –حفظه الله- الذي تعذّر عليه الحضور لظروفه الصحية، وقد شكر أصحاب هذه المبادرة وعدّد خصال الشيخ محفوظ نحناح الذي ربطته به علاقة وطيدة. ثم تسلّم ابن الشيخ دردور وسام الشيخ محفوظ نحناح الذي أحدثه المكتب الولائي ليكون تقليدا سنويا يكرم به ذوو الفضل من علماء المنطقة ورجالها المخلصين. الملتقى تُوّج ببيان ختامي أكد فيه المشاركون على التوصيات التالية: 1. الثبات والاستمرار على خط فضيلة الشيخ محفوظ نحناح –رحمة الله عليه- المتميز بالوسطية والإعتدال والتسامح. 2. نؤكد تمسكنا ودفاعنا عن قضايا أمتنا وعلى رأسها القضية المركزية للمسلمين قضية فلسطين التي ندعو جميع الشرفاء في العالم لنصرتها سياسيا واقتصاديا. 3. ندعو إلى إصلاح سياسي فعلي بعيد عن الشكليات وعن الضغوط الخارجية ومراع لخصوصيات الأمة الثقافية. 4. ننادي بالحفاظ على تراث الشيخ محفوظ نحناح –رحمه الله- وجمعه وتدوينه لتستفيد منه الأجيال. 5. ندعو الحكومة الجزائرية للوفاء لمسيرة الشيخ محفوظ نحناح النضالية التي ساهمت مساهمة فعّالة في الحفاظ على الدولة الجزائرية، ونطلب منها تسمية جامعة من جامعات الجزائر باسمه –رحمة الله عليه-. (المصدر: موقع حمس.نت بتاريخ 27 جوان 2006) وصلة الخبر: http://www.hmsalgeria.net/modules.php?name=News&file=article&sid=992
شنغهاي والعودة إلى عالم متعدد الأقطاب
توفيق المديني (*) استضافت بكين قمة منظمة شنغهاي للتعاون في 15 حزيران (يونيو)، وتحتفل المنظمة بذكرى مرور 5 سنوات على تأسيسها، بوصفها منتدى إقليمياً تأسس عام 1996، انحصرت وظيفته في البداية بمكافحة الإرهاب. وتضم المنظمة اليوم كازاخستان وقرغيزيا والصين وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان. وتنتسب إليها منغوليا وباكستان والهند وإيران بصفة مراقب، علماً أن البلدان الثلاثة الأخيرة نالت هذه الصفة منذ سنة فقط. وهي تريد أن تتحول إلى تحالف سياسي عسكري قابل لإيجاد توازن مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في المنطقة. و من الواضح أن قمة بكين تريد أن تغير من وجه منظمة شنغهاي، إذ إنه حسب الإصلاح المعلن ، فإنها ستركز على الدفاع عن المصالح القومية للدول الأعضاء، بالدرجة الأولى ، و مصالح أيضا القوتين الكبيرتين في المنظمة روسيا و الصين.فالمنظمة تريد أن تركز بصورة جدية على مسائل التكامل الاقتصادي لمنطقة آسيا الوسطى وإنشاء الفضاء المشترك للتعاون الإنساني الإقليمي. وتدل على ذلك نتائج اجتماع مجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة شنغاي والذي انعقد في موطن هذه المنظمة – شنغهاي – قبل انعقاد قمتها اليوبيلية في هذه المدينة بشهر واحد تقريبا. يقول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، أن المنظمة بلغت مرحلة « النضج »، وأنها ستزود بمهمة دائمة لمراقبة الانتخابات ، كنوع من البديل لمهمة منظمة الأمن و التعاون لأوروبا، التي كانت روسيا تعتبر نتائجها » مسيسة » كثيرا .و من الآن فصاعدا، سيتعزز التعاون العسكري، إذ إنه من المقرر إجراء مناورات عسكرية في عام 2007، على غرار المناورات العسكرية التي أجريت بين روسيا و الصين في إطار منظمة شنغهاي للتعاون في آب 2005. وقد أطلقت على تلك المناورات اسم « مناورة السلام » بين البلدين، وقيل وقتها إنها رسالة لواشنطن واستعراض للقوة من خصمين سابقين في الحقبة الشيوعية في مواجهة المارد الأمريكي الذي يسعى للهيمنة على العالم، وأنها مجردمحاولة لإحداث توازن، وتذكير واشنطن بأنه لا يزال في الساحة لاعبون كبار. ورغم تأكيد كل من روسيا والصين وقتها بأن المناورات المشتركة بينهما لا تستهدف أي طرف ثالث كما لا تعكس على أي نحو سعي البلدين لتشكيل تحالف أو تكتل عسكري بينهما، إلا أنها تحمل رسالة لواشنطن بأن كلا البلدين يعملان بقوة على تنامي قوتيهما العسكريتين سعياً لإحداث توازن مع القوة العسكرية الأمريكية. وتريد روسيا التي تعتبر نفسها دولة أ وروبية، أن لا تفقد رؤيتها من « دعوتها الأوراسية » ، و هو موضوع معاود طرحه في الخطاب الرسمي للنخبة الحاكمة،المتشبثة بفكرة إعادة بناء القوة العظمى المفقودة.وإذا كانت روسيا تعاني من ضائقة اقتصادية فأغلب الظن أنها ستتغلب عليها في السنوات القليلة القادمة من خلال إقامة تحالفات مع جيرانها وفي مقدمتها الصين، عدوتها بالأمس. لكن علاقة روسيا بالصين هي اليوم في أحسن حالتها .فقد تم ترسيم الحدود بين البلدين ، التي تمتد على مسافة 4300 كيلومترا، وانطلقت ورشة بناء خط أنبوب آسيا المحيط الهادي ، الذي يدخل في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا و الصين في مجال الطاقة. فروسيا القوية باستقرارها الجديد الاقتصادي، بفضل دورها كمزود محوري للطاقة على الصعيد العالمي، تطمح أن تكون قوة عظمى من جديد ، وأحد المقررين الرئيسيين في القرن الحادي و العشرين، و لاعبا أساسيا قادرا على مواجهة الهيمنة الأمريكية. وقد استهلت روسيا عام 2006 بإشارة رمزية لقرب عودتها للساحة العالمية ثانية كقطب دولي عندما قطعت صادراتها من الغاز الطبيعي لأوكرانيا. ومعروف أن ديك تشيني قد قام مؤخراً بزيارة لكازاخستان بغية تدعيم التأييد لخطوط تصدير النفط والغاز الطبيعي التي ستتخطى الأراضي الروسية وحذر روسيا من تحويل صادرات النفط والغاز الطبيعي إلى ما اسماه أدوات تهديد وابتزاز سواء عن طريق التلاعب بالإمدادات أو محاولات احتكار عمليات النقل. والواقع أن الاحتياطي الهائل من النفط والغاز لدى روسيا يجعل منها قوة عظمى في عالم الطاقة الذي يعاني من أزمات حقيقية لا سيما داخل أمريكا المأزومة فعليا بسبب ارتفاع أسعار النفط لمستوى يهدد اقتصادها، وعلى المدى البعيد يؤثر في انفرادها بقيادة العالم، وهو أمر مشكوك فيه. وفي منطقة الشرق الأوسط ، تقدم لنا أحداث العراق الدامية ، منذ ما يقارب ثلاث سنوات من الاحتلال الأمريكي لهذا البلد ،صورة مسبقة عما سيكونه مستوى العنف فيما إذا قيض للإمبراطورية الأمريكية أن تصطدم بإيران الطامحة إلى امتلاك السلاح النووي، و اندلاع حرب إقليمية ذات بعد عالمي يكون مسرحها الشرق الأوسط. وفي العراق كانت الاستراتيجية الأمريكية تقوم على تحقيق النصرو إقامة ديمقراطية تعتبر نموذجا يحتذى بها في عموم الشرق الأوسط.و النصر الذي يقصده الأميركيون يتمثل في عراق موحد وديموقراطي وعلماني، ومقاومته مهزومة من جانب الأميركيين وبمساعدة الجيش العراقي الجديد الموثوق الذي بنته الولايات المتحدة!بيد أن الحقائق على الأرض تؤكد أن القوات الأميركية الحالية (والتي يوشك بعضها أن ينسحب)، لا تستطيع أن تهزم المقاومة ، وأن تمنع الانقسام السني ـ الشيعي في الوقت نفسه. وكلا الأمرين يشتد ويتفاقم خلال الأسابيع والشهور، مع ازدياد الكره الشعبي للاحتلال الأميركي. والأمر الملحوظ أن الشيعة والأكراد لن يضحوا بمصالحهم الذاتية من أجل عراق موحد ومندمج، مع جيش وطني واحد وحقيقي، يكون ولائه للوطن ، لا لأي مرجعية أخرى. وهكذا بتنا اليوم نحتاج إلى استرتيجية أمريكية جديدة للخروج من العراق بعد إخفاق استراتيجية النصر التي اعتمدتها إدارة بوش المستوحية فلسفتها في إدارة الأزمات الدولية والإقليمية من إيديولوجية المحافظين الجدد. فقد اعتمد هؤلاء الحرب الاستباقية مذهبا ً لهم ،في ظل نشوة انتصارالولايات المتحدة الأمريكية عندما انهارت الشيوعية في العام 1989، وصدقت ان العالم تغير جذرياً تغيراً لا رجعة فيه، وافترضت أن التاريخ ذاته انتهى، وأن العولمة الرأسمالية الديموقراطية انتصرت إذ استطاعت الاجابة عن كل الأسئلة الكبرى، و أنها باتت القائد بلا منازع للنظام العالمي الجديد أحادي القطبية، و أن الناس العائشين في ظله ، سيستكينون الى اهتمامات دنيوية: بعضهم سيعمد الى جمع الثروات، وبعضهم الآخر سيلجأ للاستهلاك. من هنا ، فإن الأزمة العراقية باتت تحتاج إلى تسوية دولية ،تتمخض عنها اتفاقية لتقاسم السلطة قابلة للصمود بين السنة و الشيعة و الأكراد ، و تسليم مسؤولية الأمن و الدفاع إلى العراقيين على قاعدة وطنية ثابتة. إن الخيار الحقيقي في العراق هو بين: قبول حقائق الموقف على الأرض ، وهو موقف معقد؛ وذلك من طريق تبني خيار التسوية الدولية التي تشارك فيها معظم القوى الدولية والانسحاب الأمريكي من العراق، والذي قد يتضمن مرحلة انتقالية فيها ،أو الاستمرار في احتلال العراق لسنوات طويلة، بحجة أن « العراق هو الجبهة المتقدمة لمكافحة الارهاب العالمي ».و كثيرا ما تردد في مسامعنا أن العراق هو مصدر خطر على السلم العالمي، و لكن أليست إدارة بوش نفسها هي التي وضعت فيه جزءا كبيرا ً من المتفجرات. ويشكل الملف النووي الإيراني تحديا ً جديدا ً للنظام العالمي الجديد أحادي القطبية ، إذ إنه حتى لو نجحت الولايات المتحدة في تحويله إلى مجلس الأمن فإن العقوبات التي ستفرض على إيران لا تضر بالفعل بالأعمال النووية الايرانية، بل تضر بالشعوب الإيرانية ، و هذ ا ما سيزيد من تقوية حدة العداء لأمريكا. بشكل عام خفف الرئيس جورج بوش كثيراً من الغطرسة التي طبعت ولايته الأولى، وهذا عائد إلى تزايد الإنتقادات الأمريكية الداخلية من جانب الحزب الديمقراطي، و الصحافة الأمريكية لسياسته الخارجية،التي تستبعد الحلفاء والشركاء، وتسعى جاهدة إلى إعادة تشكيل العالم وفق الرؤية الأحادية القطبية.و الولايات المتحدة الأمريكية لا تعاني من مأزق في العراق أو افغانستان فحسب. بل إن التطورات التي أسفرت عنها العملية الانتخابية في أمريكا اللاتينية ، مسألة جديرة بالاهتمام،إذ إن اليسار هو الذي يحقق انتصارات في الانتخابات، و هذا بدون شك يعزز المحور المناهض للولايات المتحدة الأمريكية في القارةالجنوبية. وعلى الرغم من أن بلدان أمريكا اللاتينية اعتنقت نهج الليبرالية الاقتصادية في سياق العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تقودها واشنطن، فإن شعوبها زادتها العولمة فقرا على فقر،وفاقمت عندها التفاوتات الاجتماعية الحادة، عوض ان تنتشلها من واقعها المتردي الذي أوقعته فيها الديكتاتوريات العسكرية بعد مرحلة الاستقلال. فالولايات المتحدة الأمريكية تلقت ضربات موجعة في حديقتها الخلفية مع مجيىء رؤساء يساريين في بلدان أمريكا اللاتينية ، امثال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي يقدما خطاباً شعبوياً و كاسترياً مناهضاً للامبريالية – و الذي أعطاه الريع النفطي سلطات لم يستطع أن يحلم بها أبداً فيديل كاستر-،والبرازيلي لويس لولا دا سيلفا، والاورغواني تابار فاسكويز، والارجنتيني نيستور كريشنر، والبوليفي إيفو موراليس، و التشيلية الاشتراكيةميشال باشليه.. وما انفك الرئيس جاك شيراك ينادي بعالم متعدد الأقطاب الذي كان أحد أبطاله في مواجهة العالم الأحادي القطبية العزيز على قلب جورج بوش و صديقه طووني بلير. إن أوروبا الممسوكة بقوة من قبل المحور الألماني – الفرنسي، أصبحت أحد الأقطاب الرئيسيين لهذا العالم المتعدد، يكشف على ذلك الصراع التنافسي الذي تخوضه مع الولايات المتحدة الأمريكية على مسرح الشرق الأوسط ، و إفريقيا. نحن الآن لسنا في زمن تواجه فيه الولايات المتحدة الأمريكية تحديا ً مفتوحا ً مباشراً، كما كان في الحقبة السوفياتية ، أو في عهد الجنرال ديغول و المحور الألماني – الفرنسي لمدة ربع قرن تقريبا. و إذا كان العالم لم يعد أحادي القطبية ، فإن هذا لايعني أنه أصبح متعدد الأقطاب.ولكن أليس هو في الطريق لكي يصبح ثنائي القطبية؟ لقد شكلت قمة كوالالمبورالآسيوية التي جمعت دول جنوب شرق آسيا، إضافة على الصين و اليابان ، وأستراليا ، و نيوزيلاندا ، و الهند ، التي كانت تعتبر الصين لعقود من الزمن عدوتها الأولى ، و الان أصبح يتداول اسميهما كقوتين اقتصاديتين صاعدتين، شكلت هذه القمة تحديا ً جديداً لأمريكا التي لم تحضرها. وحدها الصين الآن ، التي أصبحت القوة الاقتصادية الرابعة في العالم، تمتلك الوسائل الكافية لمنافسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تخلت عن هديها إلى الديمقراطية. فمسألة تايوان ، و الميزانية العسكرية الضخمة للصين ، وقدرة الصواريخ الصينية العابرة للقارات على تهديد نيويورك، أو المشاريع النووية لكوريا الشماليية،هذه المسائل مجتمعة تمنع من أن يكون قرار السلام في هذه المنطقة من العالم حكرا ً على الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها. (*) كاتب تونسي، دمشق. (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 جوان 2006)
الكواكبي في خدمة التحول الديمقراطي
صلاح الدين الجورشي (*) لا حديث هذه الأيام في مختلف أرجاء البلاد العربية إلا عن الديمقراطية فكرا ونظام حكم وممارسة يومية. وإذا كان البعض ما يزال واقفا عند أصل المصطلح، مشككا في شرعيته، واضعا القول بحكم الشعب أو الأمة في حالة تعارض وتناف مع الإيمان بأن الحكم لله، فإن الغالبية العظمى من مواطني هذه البلدان يستعملون مصطلح الديمقراطية دون تردد أو إشكال. فالأمة التي لا يكون مصيرها وقرارها بيدها هي أمة بلا إرادة ولا كرامة، وكل من يريد أن يسلبها الحق في الحرية والاختيار إنما هو طامع في أن يستبد بها تحت عناوين مختلفة بما في ذلك التستر وراء الإرادة الإلهية. لهذا عرف عبد الرحمن الكواكبي الاستبداد بأنه: »صفة للحكومة المطلقة العنان؛ التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء؛ بلا خشية حساب ولا عقاب ». من هذه الزاوية كان يفترض أن يكون الكواكبي قريبا جدا من كل الديمقراطيين الجادين في سعيهم لتغيير أوضاع مجتمعاتهم، وأن يكون كتابه » طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد » أحد مراجعهم الرئيسية التي يستندون عليها في فهمهم للآليات المنتجة للاستعباد الفردي والجماعي. سررت كثيرا عندما دعاني أحد الأصدقاء التونسيين لأكون أحد المساهمين في تأسيس مركز يحمل اسم »مركز الكواكبي للتحول الديمقراطي ». وكان مبعث سروري أسباب عديدة. في مقدمتها استحضار شخصية الكواكبي وتراثه في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر بها الأمة. فهذا المصلح الكبير عانى أحيانا من التوظيف الأيديولوجي والسياسي لبعض التيارات، وفي أحيان أخرى أهمل إلى درجة النسيان من قبل عموم النخب العربية. وهو نسيان غير مبرر لأن الإشكالات الثقافية والسياسية التي لا تزال تتحكم في الوضع العربي عموما لم تتغير في جوهرها، رغم التحولات الكبرى التي حصلت عالميا خلال السبعين سنة الماضية. فالإصلاح الديني الذي آمن به الشيخ محمد عبده لا يزال يشكل مهمة تنتظر من ينجزها بعمق. وبناء الجبهة السياسية لحماية الأمة من الانهيار والسقوط في شباك الدوائر الاستعمارية التي سخر الأفغاني جزءا كبيرا من حياته من أجل بنائها على الصعيد الإسلامي لا تزال أيضا تنتظر من يحققها في ضوء المتغيرات الدولية. أما مقاومة الاستبداد وتخليص الشعوب الإسلامية من العوامل العميقة التي جعلتها قابلة للتكيف مع آلياته وأهدافه، فإن ذلك يشكل إلى جانب الدفاع عن الوحدة العربية جوهر مشروع الكواكبي الفكري والسياسي. وهو مشروع أثبتت الأحداث والأيام أنه جدير بأن يحتل مكانة مركزية في سلم أولويات نضال المثقفين والسياسيين العرب بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم. وبالتالي فإن مسألة الإصلاح السياسي وتركيز الديمقراطية ليس مشروعا أميركيا مصدرا إلى المنطقة من خارجها كما يعتقد البعض، وكما تريد إدارة الرئيس بوش أن تسوقه مند أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وإنما هو حاجة داخلية تولدت من خلال صراع مرير مع الأنظمة المستبدة التي استعملت كل الوسائل من أجل البقاء والاستمرار، بما في ذلك اغتيال الأحرار والمصلحين ومن بينهم الكواكبي، الذي قتل مسموما في القاهرة في سن 48 عاما من عمره، جزاء كشفه عن وصفة التخلص من الاستبداد. أما بالنسبة لـ » مركز الكواكبي للتحول الديمقراطي » فهو عبارة عن مبادرة مستقلة ما تزال في حالة تأسيس، بعد نقاش ومشاورات استمرا حوالي السنتين. وقد تمت دعوة عدد من المثقفين وأصحاب الخبرة للتحاور طيلة يومين في عمان ما بين 16 و 17 من شهر حزيران الجاري، وذلك بهدف تحديد الملامح النهائية لطبيعة المركز وأهداف ووسائل عمله. واتفق المشاركون على وصفه بـ » بيت خبرة « ، وأنه سيكــون في شكل « منظمة غير حكومية دولية، تعمل على المستوى الإقليمي العربي، ذات طابع تقني، غير سياسي، متخصصة في نقل التجارب الديمقراطية الانتقالية والبحوث والتدريب وبناء وتقديم الخبرة في مجال الديمقراطية « . كما اعتبروا أن الهدف من إنشاء هذا النمط من المراكـز هو « تعزيز مساهمة المجتمعات المدنية العربية في صيرورة البناء الديمقراطي بما يعزز مقومات السيادة الوطنية والقومية ويطور مقومات الحكم الصالح القائم على أساس العدل الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة والمشاركة الشعبية الواسعة في صنع القرار وكما تجسده دولة القانون والمؤسسات واحترام حقوق الإنسان ويضمن الحريات الفردية والجماعية والشفافية والتداول السلمي على السلطة والمحاسبة على أساس احترام المبادئ سالفة الذكر والفعالية في الأداء ». ومما قد يضفي على هذا المركز أهمية خاصة، عسى أن يشكل خطوة واعدة في الاتجاه الصحيح، مشاركة شخصيات ومنظمات لها مصداقية على الصعيدين العربي والدولي. فعلى سبيل المثال يمكن ذكر صاحب السمو الأمير الحسن ابن طلال الذي تحمس لفكرة المركز وقبل أن يرأس مجلس أمنائه، إلى جانب السيدة ليلى شرف، ود الطيب البكوش مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان، وهو منظمة إقليمية مقرها تونس، لعبت دورا هاما في تدريب الآلاف من نشطاء المجتمع المدني وأعضاء جمعيات حقوق الإنسان في كل البلاد العربية تقريبا. قد يسأل البعض عن الجدوى التي ممكن أن تترتب عن إنشاء مثل هذا المركز؟. للإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى ثلاث مسائل هامة: – مع استمرار الجدل بين المختصين في علم الاجتماع والعلوم السياسية حول مفهوم »المجتمع المدني »، فإن حركية موازية قائمة على الأرض تتجه منذ عشرات السنين نحو تعزيز المجتمعات المدنية العربية، وتحقيق الانتقال من مستوى المجتمع الأهلي إلى المجتمع المدني. وفي هذا السياق تحولت حركة حقوق الإنسان العربية – التي تعتبر رافدا حديثا– إلى عنصر محوري في تنشيط بقية المنظمات غير الحكومية انطلاقا من مبدأ وحدة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لكن كما لاحظ الدكتور طيب البكوش، فإن حركة حقوق الإنسان العربية مرت بجيلين، وبدأت في الفترة الأخيرة تنتقل إلى مرحلة الجيل الثالث. كان الجيل الأول هو جيل تأسيس المنظمات المختصة في الدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية. ثم تمت إضافة المنظمات المختصة في تدريب النشطاء ونشر ثقافة حقوق الإنسان. أما اليوم فقد بدأنا نشهد ميلاد المراكز والهيئات المختصة في الدفاع عن الديمقراطية. – تتعلق الملاحظة الثانية بأوضاع الأحزاب والحركات الديمقراطية التي تعاني في كل البلاد العربية من أزمة هيكلية خانقة. ويعود ذلك إلى عوامل متعددة ومتشابكة، ليس هنا مجال تفصيلها. ومن بين هذه العوامل فقدان الخبرات الضرورية التي تحتاجها قوى التغيير في مراحل الانتقال الديمقراطي. وبالرغم من أن هذه الجوانب ذات طابع » تقني » إلا أنها مهمة في إدارة الصراع، وتحقيق التراكم، وتحقيق التقدم في خلق الوفاق وتأسيس الجبهات الديمقراطية أو في تنظيم المفاوضات بين المجتمع المدني والحكومات. ويجوز في هذا المجال القول بأن الديمقراطيين العرب يشكون من فقر مدقع، وهو ما يفسر حالات التشرذم والعجز التي يعانون منها. – وحتى ندرك أهمية هذه الجوانب التقنية المشار إليها سابقا في مراحل التحول الديمقراطي، سيكون من المفيد الاطلاع على تجارب أميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا الشرقية والدول الإفريقية التي نجحت في تحقيق الانتقال الديمقراطي السلمي. ولعل من أهم ما سيميز مركز الكواكبي، الجهود التي ينوي القيام بها من أجل التعريف بتلك التجارب والخبرات، وتعريب عدد من الدراسات الهامة التي أنجزت في هذا المجال، عسى أن تكون زادا معرفيا وعمليا تستفيد منه القوى الديمقراطية وأيضا الأنظمة العربية التي بدأت تدرك بأن من مصلحتها أن تكون طرفا مشاركا في تعميق الممارسة الديمقراطية، وفتح المجال أمام التداول السلمي على السلطة. بمثل هذه المبادرات يتحقق التواصل الإيجابي مع الجوانب العقلانية والتقدمية في تراثنا القديم والحديث. فالقديم لا يستنفد أغراضه إلا إذا تحقق في الواقع أو تجاوزته الحاجة. لهذا نعتقد بأن الكواكبي حي بفكره الثاقب، ونشاطه الحثيث الذي عرف به في مجال تأسيس الجمعيات الثقافية من أجل تنوير المجتمع، كما عرف بنقده العميق للاستبداد الذي ما يزال يعيق حركة الأمة، ويجفف منابع الحرية والقوة والاجتهاد في أبنائها. (*) كاتب وصحافي من تونس (المصدر: جريدة « الـغـد » الأردنية بتاريخ 24 جوان 2006)
غوانتنامو والديموقراطية: بين النفاق الأميركي وثقافة القمع العربي
سامر القرنشاوي (*) قضى ثلاثة معتقلين في غوانتنامو، ظروف موتهم تبقى غامضة حتى يبينها تحقيقٌ من جهةٍٍ مستقلة. المعتقلُ مكانُ سيئ السمعة لا يطاله القانون الأميركي ولا القوانين التي تنظم التعامل مع أسرى الحرب. تهمةُ المعتقلين الانتماءُ الى تنظيم «القاعدة» الذي لا يفرق إلا بين من يوافقه ومن يخالفه، حيثُ المخالفون جميعاً دماؤهم حلال. المنطقُ قد يقول ان الذين يعاديهم هذا التنظيم يجب أن يكونوا الأشدَ عداءً لأولئك المعتقلين، لكن الدول الغربية كانت الأشد شجباً، فبغالبيةٍ ساحقة أدان البرلمان الأوروبي ما حدث وطالب بإغلاق المعتقل، ثم واجه الرئيسُ الأميركي المزيد من المطالبة بإغلاقه، شعبياً ورسمياً، في القمة الأوروبية التي حضرها في فيينا. لم نسمع برد فعلٍ لهذه القوة في بلادنا، بل الواقع عندنا كان ويبقى عكس موقف برلمان أوروبا. الردُ الأميركي على إدانة البرلمان الأوروبي لغوانتنامو، كما جاء من بوش شخصياً، علل وجود المعتقل بخطر تهمة الانتماء لـ «القاعدة» و أدعى أنه يبحثُ عن بدائل تسمحُ بإغلاقه. لم يرد بأن النقد تدخلٌ مرفوضٌ في شؤون اميركا الداخلية. فقط في بلادنا يُتهمُ المُتحدث عن حقوق الإنسان بالعمالة أو التدخل في ما لا يعنيه، و يُتهمُ من يسمي الأشياء باسمائها بـ «المس بالشعور القومي»، حيث تعريف «الشعور» شأن الحكام وحدهم والقومية والوطنية هي ما يقررون. لذلك تقوم الدنيا ولا تقعد (عن حق) لموت ثلاثة معتقلين مسلمين في معتقل اميركي، أما عندنا فيختفي المئاتُ والآلاف ولا يُعرف لهم سبيل، ويُضربُ المتظاهرون على قارعة الطريق بالنعال فيمر ذلك كله على أكثرنا مرور الكرام بل ربما نرى في خوض الآخرين فيه تدخلاً في شؤوننا أو مساً بفخرنا القومي (!) ونجدُ بيننا من يعزي بالزرقاوي وينبري للدفاع عن جزار بغداد المخلوع باسم عزة الأمة. الحديثُ باسم الأمة يجمع ممجدي الزرقاوي والمدافعين عن صدام حسين وأشباهه، لا فرق هنا بين من يُعرف هذه الأمة إسلامياً أو قومياً. ففي الحالتين تُبررُ قدسية الجماعة استحلال الأفراد كأدوات (انتحاريين، «استشهاديين» أو «فدائيين») أو كأهدافٍ للقمع أو حتى القتل الجماعي. فاللأمةِ هنا نهجٌ صحيحٌ واحد تعرفه قيادةٌ واحدة لا تتمثلُ الأمةُ إلا بها ولا تمتثلُ إلا لها، ومن يعادي هذه القيادة، أو حتى يخالفها، فقد وقف في وجه خير الأمة ومن ثم فقد عادى الأمة جميعاً. تسير الجوهرة هنا في اتجاهين فخطاب القيادة هو خطاب الأمة التي هي جوهرٌ واحدٌ خيّرٌ خالص مما يعني أن كل خطابٍ آخر هو جوهر الشر نفسه، سواء كان اصحابه «أعداءً للعروبة» يستهدفون «قلبها النابض» ام أعداء لحضارة «سبعة آلاف سنة»، أم غربيين معادين للإسلام. من يجوهرُ ذاته خيراً مطلقاً لا بد بالضرورة ان يتخطى جوهرة الآخرين شراً إلى تجريدهم من الإنسانية، ومن ثم لا يقيمُ لحيواتهم أو كرامتهم وزناً، لذلك يعني موت متهم بالإرهاب في معتقل أميركي عند الأوروبيين أكثر بكثير مما يعنيه ضحايا «الشهيد» الزرقاوي أو «القائد المجاهد» صدام حسين عند كثيرين منا. هم لا يجزئون وعيهم بقيم يجبُ أن تبقى مطلقة أما نحن فنفعل. لم يتعامل البرلمان الأوروبي مع المتهمين بالإرهاب على أنهم أعداءٌ حلالٌ تعذيبهم وقتلهم بل على أنهم أفرادٌ لهم حدٌ أدنى من حقوقٍ لا بد من حفظها حتى إن ثبتت تهمٌ بحقهم، وهم في تعاملهم ذلك يعون أن حرباً على الإرهاب تتشدقُ بالدفاع عن الديموقراطية لا يمكنها أن تهدر كل أسس الديموقراطية من تقديسٍ للقانون وما يضمن من حقوق دون أن تكون تناقضاً ونفاقاً خالصين. لكن ما يمارسه الآخرون نفاقاً نعيشه نحنُ استغباءً. كذب الأميركيين هنا لا يكادُ يحتاج إلى إشارة، ليس فقط من خلال هدر منظــــم ومنهجي لحقوق الإنسان، كما تصرخ غوانتنامو، لكن أيضاً من خلال تشدق بالديموقراطية يناقضه ســــــكوتٌ أو «لوم مهذب» تجاه تصرفات حلفاء مشغولين بسحق كل ما هو ديموقراطي. لأميركا مصالحها ولذلك قراءات قد تتباين، والاعتماد عليها لإحداث إصلاح ديموقراطي في المنطقة يبدو اليوم ضرباً من السذاجة. بالمنطق نفسه لا تبالي حكوماتنا إن سد مواطنوها الطرق احتفالاً بنصر في لعبة كرة، أما أن يتحرك الشارع مثلاً ضد غوانتنامو أو أن يعبر عن حنقه على ما تفعله إسرائيل كل يوم بحق الفلسطينيين فهذا شأنٌ آخر. والقمع الاختياري هذا يخدمه دوماً خطاب الوحدة والفخار في الحديث الأبدي عن «اللحظات العصيبة» و»المراحل الحرجة» و»التحديات الكبيرة» التي تحتمُ الوحدة إذ لا «صوت يعلو على صوت «المعركة». أن يصبح التعذيبُ في بلادنا أمراً معتاداً، ألا نتجمهرَ بعشرات الآلاف إلا احتفالاً بلعبة، أو ان نفرح بحرق سفارة، ليس في كل ذلك تعبيرٌ فقط عن قدرة أنظمة حاكمة على ضبط الشارع لكنه دليلٌ على نجاح في تدجينِ الوعي وتسطيحه ومن ثم في نزع الإنسانية بل السياسة عنه، فالسياسة في مجملها تعايشُ وحلولٌ وسط، وتقدير لتباين الخصوم والتفاوت والتعددية بينهم، لا رؤية كل ما هو مختلفٌ كلاً واحداً. منطقُ جوهرة الآخر هي ما ربتنا عليه أنظمةٌ قومية معاديةٌ للديموقراطية. المنطق نفسه الذي يتحدثُ اليوم عن معاداة الغرب وشن حرب مفتوحة معه لا يترك مجالاً للعلاقة بالآخر، أي آخر، إلا التصادم، لذلك يعني غوانتانامو عند الآخرين أكثر مما يعني عندنا. أما نحن فنبقى في انتظار نسخٍ أخرى من صدام حسين والزرقاوي. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 جوان 2006)
مصر عام 2006: نهاية حلم التحول الديموقراطي؟
عمرو حمزاوي (*) يبدو المشهد السياسي الراهن في مصر ولأسباب متعددة شديد القتامة. فمنذ انتهاء الانتخابات التشريعية في كانون الاول (ديسمبر) 2005 ونخبة الحزب الوطني الحاكمة آخذة في الانقلاب تدريجياً على مساحات الانفتاح السياسي التي صاغها حراك العامين الماضيين وبلغت ذروتها بحصد فصيل المعارضة الأهم، جماعة «الإخوان المسلمين»، لثمانية وثمانين من مقاعد مجلس الشعب. تدلل على ذلك سلسلة القرارات التي مررت في الأشهر القليلة الماضية خاصة تلك المتعلقة بتأجيل الانتخابات المحلية وتمديد العمل بقانون الطوارئ، الى جانب تصاعد معدلات العنف تجاه حركات الاحتجاج الشعبي والارتكان إلى منطق العقاب والترهيب السلطوي حين التعاطي مع نزوع الهيئة القضائية نحو استقلال نسبي مشروع. وبغض النظر عن المعوقات في طريق التحول الديموقراطي من شاكلة ضعف الطبقة الوسطى وتحالف البورجوازية مع النخبة واختراق شبكات الفساد والإفساد الحكومية لمعظم قطاعات المجتمع، هناك ثلاثة أسباب رئيسية تفسر ما يحدث اليوم في مصر. فمن جهة أولى ما زالت النخبة الحاكمة عاجزة عن صياغة رؤية استراتيجية واضحة المعالم لمضمون وكيفية إدارة عملية التحول الديموقراطي. فمن المعروف عن النخب الحاكمة السلطوية وشبه السلطوية أنها لا تتخلى عن خوفها ومقاومتها للتغيير ولا تشرع في إنجاز إصلاحات سياسية جوهرية إلا إذا تأكدت من إمكانية بقائها في السلطة وضمان قدر معتبر من مصالحها الاقتصادية والاجتماعية واستطاعت بناء تحالفات مصالح مع عدد من قوى المجتمع الفاعلة المتوقع إفادتها من التغيير. وحينما نشرِح المواقع التي تحتلها نخبة الحكم المصرية الآن نكتشف أنها تعاني من اختلالات حقيقية على جميع هذه الأصعدة. فإمكانية البقاء في السلطة وبالتبعية ضمان المصالح، يتهددها شبح غياب الرئيس مبارك وغموض سيناريوهات الخلافة السياسية والرفض الشعبي المتصاعد لأكثرها احتمالاً، وهو الانتقال الوراثي. كذلك لم تنجح النخبة في بلورة تحالفات مع المطالبين بالتغيير، بل استعدت بلاعقلانية بادية جميع القوى بما فيها تلك المنتمية الى مؤسسات الدولة مثل القضاة وأساتذة الجامعات الحكومية. محصلة هذه الاختلالات هي هيمنة حالة ذعر مستمر من المستقبل بين عناصر النخبة تدفعها لرفض التغيير والتحايل على ذلك إما بخطاب باهت حول تدرجية الإصلاح وحاجة النخبة الى مزيد من الوقت لإنجازه (حديث أمين سياسات الحزب الوطني الحاكم جمال مبارك أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير بشرم الشيخ) أو بالتصوير الاختزالي لحركات المعارضة على أنها فئة محدودة من أصحاب المصالح الخاصة (تصريحات رئيس الوزراء أحمد نظيف على هامش المنتدى نفسه). تمثل تصدعات المعارضة المصرية وتضارب خياراتها الاستراتيجية السبب الثاني لقتامة المشهد الراهن. فشلت أحزاب اليمين واليسار وكذلك جماعة «الإخوان المسلمين» بقواعدها الشعبية الممتدة والحركات الاحتجاجية مثل «كفاية» في التطوير النوعي لفعلها السياسي خلال العامين الماضيين بصورة تتناسب مع تحديات عملية التحول الديموقراطي. فواجب المعارضة في لحظات التغيير هو بالأساس الضغط لنقل الصراع مع النخبة الحاكمة إلى مساحات جديدة وصياغة توافق الحد الأدنى بين فصائلها حول جوهر الإصلاحات المرجوة وأساليب ومراحل تطبيقها. وعلى رغم أن قوى المعارضة أنتجت تقارباً ملحوظاً في ما يتعلق بمفردات الإصلاح الدستوري والسياسي، إلا أنها تظل عاجزة عن تطوير رؤى برامجية واقعية يمكنها الدفع باتجاه تطبيقها. الأخطر من ذلك هو حقيقة أن المعارضة في مجملها مازالت تراوح في ذات المواقع التي انطلقت منها لإحداث زخم تغييري منذ عامين من دون نقلات نوعية تذكر. فمن بدأ معتمداً على الوجود في الشارع كحركة «كفاية» مازال يدور في جنباته ويفتقد أي إطار للفعل المؤسسي. أما الأحزاب السياسية التي ارتكزت على هامش تمثيلي محدود في المجالس التشريعية وعانت من ضعف قواعدها الشعبية فلا تختلف وضعيتها اليوم كثيرا عن هذا التوصيف. في حين تبدو جماعة «الإخوان المسلمين»، وبالرغم من تمثيلها غير المسبوق في مجلس الشعب، غير قادرة أو راغبة في حسم خياراتها تجاه النخبة الحاكمة إن بحثاً عن مساومات جزئية قد تفتح لها مساحات جديدة للفعل السياسي المنظم أو اتباعاً لنمط صراعي يزيد من تناقضات اللحظة الراهنة وتوظف الجماعة في سياقه ثقلها الشعبي الكبير. تفسر تصدعات المعارضة هذه، على الأقل جزئياً، تهافت قواها على تسييس صراع القضاة مع النخبة حول قانون السلطة القضائية والمبالغات الرومانسية في تقييم «انتفاضة نادي القضاة» التي اعتبرها البعض بداية نهاية حكم مبارك. فدور السلطة القضائية، مهما ارتفع سقف استقلاليته، لا يمكنه أن يتخطى حدود إضفاء الشرعية القانونية والإجرائية على عملية تحول ديموقراطي تنجزها النخبة الحاكمة والمعارضة توافقياً أو تنتزعها الأخيرة في سياق صراعي. أسهمت ثالثاً سلسلة من التحولات الإقليمية والدولية في تمكين النخبة المصرية من الانقلاب على مناخ الانفتاح الذي ميز العامين الماضيين. إقليمياً، وبغض النظر عن هيمنة سردية «ربيع الديموقراطية العربي» في 2005، لم تنتج عن تجارب الحراك السياسي، إن في لبنان أو الأردن أو اليمن أو البحرين، تغيرات جوهرية في طبيعة النظم السياسية القائمة هناك بل وبلغ معظمها في الآونة الأخيرة لحظة سكون بينة. لم تعد إذن نخبة الحكم في مصر تخشى التخلف عن اللحاق بقاطرة التحول الديموقراطي على نحو قد يهدد مركزية دورها في العالم العربي، فالقاطرة لم تنطلق في الاصل أو أجبرت سريعاً على التوقف. دولياً، فرض استمرار تردي الأوضاع في العراق من جهة وتنامي وزن التيارات الإسلامية استناداً إلى آلية الانتخابات خاصة في فلسطين ومصر من جهة أخرى على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إعادة التفكير في سياسة دعم المشروع الديموقراطي في العالم العربي والبحث عن بدائل استراتيجية تضمن التوسيع المطرد لمساحات الحرية في المجتمعات العربية من دون أن يعني ذلك تهديد المصالح الغربية الحيوية في المنطقة أو تمكين الإسلاميين من الوصول إلى السلطة. وعلى رغم أن واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى لم تحسم أمورها بعد ويسيطر الغموض والاضطراب على توجهاتها، إلا أن الإرهاصات الأولى لمرحلة إعادة التفكير الراهنة تتمثل ولا ريب في انحسار الضغوط الأميركية والأوروبية الهادفة للدفع باتجاه إصلاحات سياسية جوهرية على النخب العربية الصديقة، ومنها النخبة المصرية. وأدركت هذه النخبة بخبرة الحليف القديم مضامين هذه الردة الغربية واستغلتها لتمرير موجة إجراءاتها السلطوية الجديدة من دون أن تخشى مشروطية سياسية تفرض على المساعدات العسكرية والاقتصادية واتفاقات الشراكة أو أن توصد أبواب البيت الأبيض أمام الوريث المحتمل. (*) باحث مصري في مؤسسة «كارنيغي» للسلام العالمي بواشنطن (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 30 جوان 2006)
موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث : ** المودودي قرأ معالم في الطريق لسيد قطب في ليلة واحدة وقال: كأني أنا الذي ألفته
** حسن البنا مزيج من السلفية والصوفية.. وعبد الله عزام عراب الجهاد الأفغاني وفتحي الشقاقي مجاهد ومخطط رصين
منتصر حمادة (*) خدمة توثيقية كبيرة يقدمها توفيق يوسف الواعي من خلال عمله الهام موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث ، والصادر هذا العام عن دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة. والكاتب عن حياة الشهداء، كما يشير المؤلف في التمهيد، يحس أنه يُسَطِّر أفضل ما دون، وأنبل ما كَتَب، وأعظم ما قرئ، وأجل ما ذكر، لأنهم أغلي الناس، وأخلص البشر، وأصدق الخلق، لهم عبق الفردوس، وروائح الجنان، وأريج الحور العين . بالطبع، فإن مروجي خطاب المادية الجدلية والتفسير المادي الصرف لأحداث التاريخ والداعين إلي حتمية تطليق التراث، واستبعاد الغيب في الحياة المعيشية.. إلخ، سيجدون صعوبات جمة في استيعاب مقاصد هذا الكلام. والحق أن الكتاب يصدر في وقته، وفي عز فترة حرجة علي راهن ومستقبل ما يُصطلح عليه بالصحوة الإسلامية، في تفرعاتها الثلاثة: الدعوية والسياسية والجهادية. ويكفي إلقاء نظرة علي واقع الحركات الإسلامية في الدول العربية علي الخصوص، لنتيقن أن ضيف هذا العرض يحيلنا علي ماضٍ مشرق، لا تخجل بعض التيارات من المتاجرة برأسماله الرمزي اليوم حيث اختلطت الأوراق، واشتبكت الحسابات، وتعددت الأطماع.. باسم الإسلام. رجال مبادئ لا رجال مناصب لا نُوجه هذا الكلام للسياسيين العلمانيين والاشتراكيين والليبراليين.. وإنما نُوجهه تحديدا للإسلاميين المعنيين بالانخراط في العمل السياسي الشرعي، تحت إمرة سلطة زمنية حاكمة في الدول العربية والإسلامية أو منخرطين فيما يصطلح عليه اللعبة السياسية، وليس اللعبة الاستشهادية، لأن مع الاستشهاد، الأمر ليس بالهزل، وليس منصبا أو زعامة أو سفريات لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام بصفته دين سلم وتسامح ورحمة ، والصورة الأمثل للإسلاميين المعتدلين بصفتهم الحمل الوديع الذي يعرب عن استعداده للتحالف والتماهي المُقرِف مع مخططات الإدارة الأمريكية والإدارات العربية والإسلامية في حربها المفتوحة ضد الجهاديين الذين يرفضون اختزال الإسلام في فتاوي الحيض والنفاس. يري المؤلف أن استشهاد الشيخ أحمد ياسين جَسَّدَ نموذجا صارخا علي أن هذه الأمة ما زالت قادرة علي إخراج الأبطال، وضرب الأمثلة في الكفاح تحت أقسي الظروف والأحوال، فبالرغم من أزمة الإفلاس العسكري، والعهر السياسي والنفاق الاجتماعي، يبقي الإيمان هو الأقوي، فرجل علي كرسي متحرك وبأطراف مشلولة يدوخ أعتي الدول، ولكنها كرسي رجل بفكره وإيمانه قد ملأ الدنيا بعطائه، وأضاء شعلة الجهاد بصموده. لنتأمل مسار شهيد يحمل إسم صباح عبد الغني من سورية، وعمره لم يبلغ اثني عشر عاما، تعلق قلبه بالدفاع عن فلسطين، وازداد تعلقه حينما رأي أخاه يتطوع للجهاد في فلسطين، فهرب من بيت والده في دمشق، والتحق بقيادة الجهاد في بيت المقدس، لولا أن هذه الأخيرة رفضت السماح له بالمشاركة نظرا لصغر سنه ـ بيت القصيد ـ فأعادته إلي أبيه في مدينة دمشق. كان الطفل شغوفا بالجهاد، فعاد إلي القدس مرة ثانية مصرا علي المشاركة في الأعمال الجهادية، مثبتا جدارته، عندما التحق بفرق التدمير، وقد ساهم بخفة حركته وسرعته وذكائه، في تفجير الألغام والقنابل في العمارات والأحياء اليهودية، وقد توفي علي إثر إصابته بجراح خطيرة في عملية تمت في الحي اليهودي المُسَمي ميشورم في القدس، عندما كان في طريق العودة إلي مربضه، فاصطدم بمقاتلين يهود، فرموه بالرصاص. العمليات الاستشهادية.. القنبلة الذكية بغض النظر ممن اقتبس الفلسطينيون أسلوب العمليات الاستشهادية، سواء من اللبنانيين أو من نمور التاميل في سريلانكا أو من غيرهم، فإنهم طوروا هذا الأسلوب فأصبحت العمليات الاستشهادية السلاح الأبرز في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية. ونظرا لاعتماد القوي الفلسطينية بشكل كبير وأساسي في مقاومتهم علي هذه العمليات، فقد اعتبر العديد من المراقبين أن هذا السلام بدأ يؤسس لمرحلة مهمة من النضال الفلسطيني ويُعتبر في الوقت نفسه تغييرا في البنية الاستراتيجية للقوي الفلسطينية ليتماشي مع ما هو متاح من أساليب المقاومة. وقد استشهد المؤلف في هذا المقام بتقييم صادر عن الدكتور نعومي بدهستور الذي أعد دراسة مفصلة عن العمليات الاستشهادية، عندما وصفها بأنها القنبلة الذكية التي تستطيع أن تختار التوقيت اللازم للانفجار، الأمر الذي يجعلها سلاحا نموذجيا تلجأ إليه قوي المقاومة الفلسطينية. من المعطيات الأخري الخاصة بهذه العمليات، إشارة المؤلف إلي سبق التنظيمات الإسلامية الفلسطينية في اللجوء لهذه العمليات كأسلوب للمقاومة في العام الثاني من عمر الانتفاضة وحتي نهاية عام 2001، فقد كان 61 % من منفذي العمليات الاستشهادية من أعضاء حركة حماس و الجهاد الإسلامي ، كما انضمت إليها في عام 2002 حركتا فتح بجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصي ، عندما قامت بعمليتين استشهاديتين، و الجبهة الشعبية التي قامت بعملية استشهادية واحدة. من الملاحظات الأخري، كون العمليات الاستشهادية لم تقتصر علي فئة معينة من الشباب الفلسطيني، إذ أسهم في تنفيذها شباب من فئات مختلفة، وحسب ما جاء في دراسة بدهستور، فإننا نجد بين الذين نفذوا تلك العمليات 153 استشهاديا من الضفة الغربية، و54 من غزة و6 من القدس الشرقية، واثنين من الأردن وواحداً من فلسطين 48. وعن المستوي التعليمي لمنفذي العمليات، توضح الدراسة أن 53 من منفذيها يحملون مؤهلا علميا عاليا و58 يحملون مؤهلا جامعيا و42 لم يلتحقوا بالتعليم الجامعي، في حين تفاوتت أعمار منفذي العمليات الاستشهادية فمنهم 103 شهداء من الفئة العمرية 17 ـ 23 سنة وثلاثة من الفئة العمرية من 30 ـ 48 سنة. كما لم تنحصر العمليات الاستشهادية علي إسهام الذكور، ففي تطور جديد اتبعته القوي الفلسطينية قامت ثلاث فتيات فلسطينيات بتنفيذ عمليات عسكرية في العام الثاني للانتفاضة. وتأتي العمليات الاستشهادية في المرتبة الأولي من بين كافة أشكال المقاومة من حيث إيقاعها بأكبر عدد من القتلي الإسرائيليين، ففي شهادة رئيس قسم العمليات بالجيش العبري الجنرال إيلي أميتاي أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، ذكر أنه علي الرغم من أن عدد العمليات الاستشهادية آخذ في التقلص مقارنة مع العمليات الفدائية الأخري فإنها أكثر وسيلة تودي بحياة الإسرائيليين من حيث العدد، فحسب الإحصاءات الإسرائيلية فإن العمليات الاستشهادية تشكل 6% من مجمل العمليات الفدائية، ومن أصل 630 قتيلا إسرائيليا سقطوا منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية فإن 455 (75%) قتلوا من جراء العمليات الاستشهادية، كما أن 84% من الجرحي الإسرائيليين أصيبوا في تلك العمليات. علي الرغم من الحملة الضارية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية بكافة قواها فإنها تمكنت من ضرب العمق الإسرائيلي بعمليات نوعية ناجحة. فالعمليات الاستشهادية كانت أكثر عددا في العام الثاني من عمر الانتفاضة رغم حالة الحصار التي ضربت علي الأراضي الفلسطينية في أعقاب حملة السور الواقي مما أدي إلي إصابة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بالصدمة إذ اعتقدت بعد عملية السور الواقي واعتقالها عددا من القيادات الفلسطينية واغتيال عدد آخر أنها قد تمكنت من وقف العمليات الاستشهادية لأشهر طويلة قبل استئنافها من جديد، لكن ذلك لم يحدث، فقد تمكنت القوي الفلسطينية من ترميم بناها العسكرية بسرعة واستعادة عافيتها لتنفيذ المزيد من العمليات. وقد يعود النجاح الصهيوني في ملاحقة العديد من قادة المقاومة الفلسطينية وعناصرها الي طرق رصد وتعقب تعتمد علي تقنية الاتصالات. فمثلا قتل الصهيونيون خلال انتفاضة الأقصي 383 قياديا حتي تموز (يوليوز) 2003، وذلك بعد تعقب وملاحقة طويلة ميزها غالبا استخدام التعقب التقني للوصول إلي المصنفين بأنهم مطلوبون. وقد توقف المؤلف عند أهم ميزات التقنية التي لجأ إليها الكيان الصهيوني في هذا الصدد، فيما يتعلق أساسا بالتعامل مع الهاتف المحمول واللاسلكي والهاتف العادي والبريد الإلكتروني وخدمات الأقمار الصناعية وطائرات التجسس، إضافة طبعا إلي أجهزة التعقب (bugs). النقلة النوعية.. اختراق أماكن حساسة يتوقف المؤلف في تمهيد الموسوعة مع مجموعة من المؤشرات التي تثبت التطور النوعي في المقاومة الفلسطينية. وضمن العمليات النوعية، استهداف المقاومة الفلسطينية في شهر أيار (مايو) 2005 من تفجير إحدي شاحنات الغاز في أكبر مجمع للغاز في مدينة تل أبيب، كما شهد العام الثاني من عمر الانتفاضة الفلسطينية تمكن حركة حماس من تطوير صواريخ القسام 2 ليصبح مداها عشرة كيلومترات وتصل إلي قلب الأراضي المحتلة عام 1948، ولم يقتصر الأمر علي إطلاق الصواريخ تجاه التجمعات الإسرائيلية، فقد أصبحت عمليات اقتحام المستوطنات الإسرائيلية أمرا عاديا لدي قوي المقاومة، حيث تمكنت في عمليات الاقتحام التي نفذتها من إيقاع عدد لا بأس به من القتلي وهو ما بات يهدد المستوطنين الإسرائيليين ليس فقط علي الطرق المؤدية إلي المستوطنات بل في داخلها. وليس أدل علي التطور النوعي الذي وصلت إليه المقاومة الفلسطينية من مقارنة أعداد الشهداء الفلسطينيين مع أعداد القتلي من الجانب الإسرائيلي، ففي الأشهر الستة الأولي من عمر الانتفاضة كان معدل القـــتلي الفلسطــــينيين 5.1 مقابل قتـــيل إسرائيلي واحد، في حــــين بلغت تلك النسبة 7.1 في الجانب الفلسطيني مقابل قتــــيلين إسرائيليين وهـــو معــــدل لم تصل إليه تلك النسبة حتي في الحروب العربية الإسرائيلية. دروس من الشهداء.. لمن يهمهم الأمر أحصي المؤلف مجموعة دروس يقدمها الشهداء إجمالا، وفي مقدمتهم شهداء المقاومة الفلسطينية، ونتوقف بدورنا عند بعض من هذه الدلالات/الدروس: ـ هناك أولا إشارة المؤلف إلي أن الشهيد باستشهاده قد حقق أمنية كان يطلبها لنفسه من ربه، كما يطلبها كل مجاهد مخلص. ـ أن كثرة الشهداء لن تُضعِف من المقاومة كما يتوهم البعض، لأن المحنة تبقي القاسم المشترك بين كتائب القسام و سرايا القدس و كتائب شهداء الأقصي و كتائب الشهيد أبو علي مصطفي ومناضلي الجبهة الشعبية وكل أبناء فلسطين. ـ كون إسرائيل طغت واستكبرت في الأرض وأن الإدارة الأمريكية شريكة في المسؤولية في الجرائم التي ترتكبها الدولة العبرية. ـ أنه لا أمل في مسيرة السلام لأن كل راصد للأحداث بإنصاف يستيقن أن إسرائيل لا تريد سلاما حقيقيا ولا تعترف إلا بمنطق القوة ولا تفهم إلا لغة الحديد. ـ درس آخر يهم المسلمين عامة هذه المرة: علي الأمة الإسلامية واجب نحو أرض الإسراء والمعراج، ونحو القدس الشريف ونحو المسجد الأقصي، من منطلق أن الأقصي ليس ملك الفلسطينيين وحدهم، حتي يكلفوا بالدفاع عنه دون سائر الأمة. ـ هناك درس آخر موجه إلي كل الأحرار والشرفاء في العالم، هؤلاء الذين خرجوا بالملايين في مسيرات غاضبة علي الحرب في العراق، يتحدون الإدارة الأمريكية وحلفاءها. فهؤلاء الشرفاء، والإضافة للمؤلف دائما، مطالبون بأن يعلنوا سخطهم علي الجرائم الصهيونية الشنيعة. تحفل الموسوعة بأسماء المئات من الشهداء في المنطقة العربية عموما، وقد بدا واضحا أن أغلب الشهداء الواردة أسماؤهم في الموسوعة ينتمون إلي مختلف أطياف المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع سرد لبعض شهداء التيار الإخواني في مصر، وسوف نتوقف عند بعض هذه الأسماء الوازنة. حسن البنا.. مُلهِم الحركات الإسلامية يمكن اعتبار حسن البنا مزيجا متميزا من الفكر السلفي والروحانية الصوفية، فقد كان تجسيدا فريدا للروحاني الصوفي، والعالم المسلم، والقائد الحركي الذي امتلك قدرة نادرة علي تحريك الجماهير، من خلال ترجمة المبادئ العقدية والفكر السلفي إلي عمل جماهيري. ولد البنا في المحمودية عام 1906 وقضي بها سنوات عمره الأولي، ويلاحظ المؤلف أن مقومات الزعامة والقيادة بدت متوافرة لديه منذ الصغر، حتي أنه عندما تألفت جمعية الأخلاق الأدبية في مدرسة الرشاد الإعدادية، وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسا لمجلس إدارة الجمعية. حصل علي دبلوم العلوم العليا سنة 1927، وكان أول دفعته، وعُيّن معلما بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية. وفي آذار (مارس) سنة 1928، زار البنا من وصفهم المؤلف الإخوة الستة ، وهم حافظ عبد الحميد وأحمد الحصري وفؤاد ابراهيم وعبد الرحمن حسب الله وإسماعيل عز وزكي المغربي، وهم من الذين تأثروا بالدروس والمحاضرات التي كان يُلقيها، وكانت آخر إحدي هذه الدروس المُمَهِّدة لتأسيس أول فصيل إسلامي حركي في القرن العشرين، وجاء فيها بالحرف: وفقنا الله إلي عمل صالح، يُرضي الله، وينفع الناس، وعلينا العمل، وعلي الله النجاح، فلنُبَايع الله علي أن نكون لدعوة الإسلام جُندا، ففيها حياة الوطن وعزة الأمة ، وكانت بيعة جسدت ولادة الإخوان المسلمين . أولي الشهيد حسن البنا قضية فلسطين اهتماما خاصا، واعتبرها قضية العالم الإسلامي بأسره ، وأكد دوما علي أن الإنكليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة، هي لغة الثورة والقوة والدم . وكان من تَبِعات تبني هذه الرؤية، أن اتخذت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين قرارا في 6/5/1948 ينص علي إعلان الجهاد المقدس ضد اليهودية المعتدية، وأرسل البنا كتائب المجاهدين من الإخوان إلي فلسطين في حرب 1948. بقية الحكاية معروفة، وحسبنا الاستشهاد بالذي صدر عن أسد الريف المغربي، الأمير المجاهد عبد الكريم الخطابي في معرض نعي استشهاد حسن البنا: ويح مصر وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون ما اقترفوا، فقد سفكوا دم وليّ من أولياء الله! تري أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم، بل في غرتهم، حسن البنا الذي لم يكن في المسلمين مثله . عمر المختار.. أسد الصحراء إننا نقاتل، لأننا علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتي نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون . مقولة توجز فكر الشهداء عموما، وشهيد ليبيا، أسد الصحراء، عمر المختار، والذي اعتلي أعواد المشنقة في 16 أيلول (سبتمبر) 1931 بعد جهاد طويل دام قرابة الثلاثين عاما، حارب فيها الفرنسيين في مملكة كانم وواداي في نيجيريا والسودان، وحارب الإنكليز في مصر، قبل أن يقضي بقية عمره في قتال الإيطاليين في ليبيا. قالت عنه صحيفة التايمز في اليوم التالي لإعدامه تحت عنوان نصر إيطالي : من المحتمل جدا أن مصيره سيشل مقاومة بقية الثوار، والمختار الذي لم يقبل أي منحة مالية من إيطاليا، وأنفق كل ما عنده في سبيل الجهاد وعاش علي ما كان يقدمه له أتباعه، واعتبر الاتفاقيات مع الكفار مجرد قصاصات ورق، كان محل إعجاب لحماسته وإخلاصه الديني، كما كان مرموقا لشجاعته وإقدامه . كان عمر المختار واسع الأفق عالما بواقعه، مُدرِكا لما يجري حوله ومُتابِعا له، وقد كان ذلك أكبر عون له علي صحة مواقفه وقوته التي فرضت الاحترام من أعدائه قبل أصدقائه، وما أعظم أن يجتمع الإيمان والفقه بالواقع، وما أقبح أن يفترقا، وتجلي ذلك جليا في إدراكه لعدم جدوي المفاوضات السياسية والمهادنات مع الحكومة الإيطالية التي وقع فيها كثير من قادة الجهاد الليبي، وتجلي أيضا في اعتماده علي الإمكانات المتوفرة لديه، وعدم التجائه إلي الشرق أو الغرب طلبا للعون السياسي أو المادي. عبد الله عزام.. عراب الأفغان العرب مهم جدا التوقف عند شخصية عبد الله عزام، ويكفي أن نعلم بأنه أحد الآباء الروحيين للجهاديين الحاليين، وفي مقدمتهم الجهاديون المحسوبون علي تنظيم القاعدة ، وهو المُلَقب بـ عراب الأفغان العرب ، و المرشد الروحي لأسامة بن لادن، حتي أن المؤلف يصفه بـ العالم الشجاع والمجاهد الجسور والداعية المصلح أمير المجاهدين العرب في أفغانستان ، وحسنا فعل الكاتب عندما عزز شهادته بثلاث صور تؤرخ لحضور عبد الله عزام في أفغانستان، ومنها صورة له مع حكمتيار، دون سواه، الذي أعلن يوم الخميس 4/5/2006، عما سُمي بتأييده وبيعته لتنظيم القاعدة . بعد تنقل عبد الله عزام بين فلسطين والأردن ومصر والسعودية، سوف يرحل للعمل في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بباكستان ثم قدم استقالته منها قبل أن يتفرغ للجهاد في أفغانستان، وهو الجهاد الذي يخجل أغلب المعلقين العرب اليوم من التطرق إليه، ونخص بالذكر جماعة عرب البيت الأبيض ، كما وصفهم طارق علي. دور مهم تبناه عبد الله عزام في مسيرة الجهاد الأفغاني، حيث تولي منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين في أفغانستان، إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم في البلدان العربية، كما أشرف علي عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وعسكرية للمجاهدين، كما أسس مجلة رسالة الجهاد لتكون منبرا إعلاميا شهريا يتكفل باستعراض أخبار المجاهدين وكذلك نشرة لهيب المعركة ، (تذكروا أن إحدي أهم المجلات الناطقة باسم جهاديي اليوم في الجزيرة العربية تحمل اسم صوت الجهاد )، مُساهما بالتالي في تدوين وقائع الجهاد الأفغاني، كما عمل علي التوفيق بين المجاهدين وتوحيد صفوفهم متعاونا في ذلك مع دعاة الإخوان المسلمين أمثال الشهيد محمد كمال الدين السنانيري والدكتور أحمد الملط ومصطفي مشهور ومحمد عبد الرحمن خليفة والشيخ سعيد حوي وغيرهم. فتحي الشقاقي مؤسس الجهاد الإسلامي من مواليد 1951 في قرية الزرنزفة إحدي قري يافا بفلسطين، كان يميل للفكر الناصري منذ كان عمره 15 عاما، قبل أن تتطور الأمور بفعل هزيمة 1967، وخاصة بعد أن أهداه أحد رفاقه كتاب معالم في الطريق ، فاتجه نحو الفكر الإسلامي، والتحق بالحركة الإسلامية في فلسطين، وفي نهاية السبعينيات أَسَّسَ مع عدد من إخوانه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، واعتبر مُؤسِّسا وزعيما للتيار الإسلامي الثوري في فلسطين. أراد الشقاقي بتأسيسه لحركة الجهاد أن يكون حلقة من حلقات الكفاح الوطني المسلح لعبد القادر الجزائري والأفغاني وعمر المختار وعز الدين القسام الذي عشقه حتي اتخذ من اسم عز الدين الفارس اسما حركيا له حتي يكون كالقسام في المنهج وكالفارس للوطن. قال عنه راشد الغنوشي: عرفته صُلبا، عنيدا، متواضعا، مثقفا، متعمقا في الأدب والفلسفة، أشد ما أعجبني فيه هذا المزيج من التكوين الذي جمع إلي شخصه المجاهد الذي يقض مضاجع جنرالات الجيش الذي لا يقهر، وشخصية المخطط الرصين الذي يغوص كما يؤكد عارفوه في كل جزئيات عمله بحثا وتمحيصا يتحمل مسؤولية كاملة، جمع إلي ذلك شخصية المثقف الإسلامي المعاصر الواقعي المعتدل، وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عصرنا . سيد قطب.. معالم ضد الجاهلية وُلد صاحب الظلال سيد قطب إبراهيم في قرية موشة التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 1906، عمل في الصحافة منذ شبابه ونشر مقالات في الأهرام والرسالة والثقافة، وأصدر مجلتي العالم العربي و الفكر الجديد ، قبل أن يترأس جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية عام 1953، وهي السنة التي انتسب فيها إلي الإخوان المسلمين رسميا. وكان للمفارقة يري في الإنكليز وعملائهم وأعوانهم من رجال القصر والحكومات المتعاقبة ورجال الأحزاب والإقطاع وكبار التجار السبب في تخلف مصر. لم تصدر عن سيد قطب أحكام شرعية علي الناس، ولم يقل بتكفير الناس، كانت عقيدته السلف الصالح، وفكره سلفياً خالياً من الشوائب، كما ركَّزّ في أعماله حول مسألة الحاكمية و الولاء ، وتحدث عن الجاهلية المعاصرة وتقوم علي عدم إخلاص المجتمع عبوديته لله وحده . ولأن التاريخ يكاد يعيد نفسه، نقرأ لسيد قطب أن الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان .. إنهم يريدون إسلاما أمريكانيا، يُستفتي في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتي في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية . كان يروي كيف أنه لاحظ الفرحة التي عمَّت الولايات المتحدة حين سماعهم بمقتل حسن البنا، حيث خرجوا يرقصون ويغنون ويتبادلون التهاني، وحين تساءل عن الأمر قيل له: إن أخطر عدو للغرب وأمريكا قد قتل بمصر، وهو حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين. قال عنه علال الفاسي، الزعيم المغربي: ما كان الله لينصر حربا يقودها قاتل سيد قطب . وروي الشيخ خليل الحامدي، سكرتير المودودي، في عام 1966 بمكة المكرمة، وفي فندق شبرا، دخل شاب عربي مسلم علي الأستاذ المودودي وقدم له كتاب معالم في الطريق لمؤلفه سيد قطب، وقرأه الأستاذ المودودي في ليلة واحدة، وفي الصباح قال: كأني أنا الذي ألفت هذا الكتاب ، مُبدِيا دهشته من التقارب الفكري بينه وبين سيد قطب الذي أعدم قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 29/8/1966. (*) كاتب من المغرب توفيق يوسف الواعي: موسوعة شهداء الحركة الإسلامية في العصر الحديث: إيمان، بطولات، كفاح، استشهاد . خمسة مجلدات. 2574 صفحة. دار التوزيع والنشر الإسلامية. القاهرة. الطبعة الأولي 2006. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 جوان 2006)
Home – Accueil – الرئيسية