الجمعة، 3 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2628 du 03.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 المجلس الوطني للحريات بتونس: تأجيل محاكمة مدير تحرير كلمة المنتدى الكتابي للحوار نت: في الذكرى السادسة عشر لإستشهاد فتحي الخياري. عبدالله الــــزواري: »ولا تـُـخـسـرُوا الميزان »:نموذج الأسعد الـجـوهـري حزب تونس الخضراء: بيان  حول  » تهنئة » عضو مكتب تنفيذي إلى  » الخضر  » المنصبين بيـان توضيحي من التوزري و القوماني بلحسن عبد السلام: رفع التباس المختار اليحياوي: خط الفقـر محمد العروسي الهاني: إحياء ذكرى 3 أوت 1903 ميلاد الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة وفاء لروحه الطاهرة الزكية البديل عاجل: طرد نقابيين واعتصام البديـل عاجل: الندوة الصحفية المشتركة لقطاعات التربية والتعليم أخبار الجامعة من موقع « طلبة تونس »:أخبار الجامعة:القيادي الطلابي الإسلامي العجمي الوريمي خارج أسوار السجن …. أم أسيل: شقاق في الكيان ا ف ب: رئيس وزراء المغرب يقوم بزيارة قصيرة لتونس ا ف ب: اقبال واسع على سهرة الكوميدي الفرنسي من اصل مغربي جاد المالح في قرطاج جريدة « الصباح »:جاد المالح في قرطاج:حفل ناجح وسط أمواج متلاطمــة من الجماهيــر الحياة : الكوميدي الفرنسي – المغاربي جاد المالح يعيد البهجة إلى قرطاج الصباح: في أحد الأحياء الشعبية بمدينة قفصة:مسلح يقتحم منزل عائلة ويختطف إحدى فتياتها بالقوّة ويغتصبها الصباح: بسبــــب انخفـــاض تكاليـــف العـــلاج:المصحات التونسية تستقطب أكثر من 50 ألف مريض أجنبي… جريدة « الصباح »: »مصنع بنزرت للإسمنت »:قريبا التّرفيع في رأس المال للإدراج بالبورصة موقع الجزيرة.نت :صفقة أسلحة فرنسية لليبيا بقيمة 296 مليون يورو   رويترز: ليبيا تقترب من شراء أسلحة من مجموعة أوروبية رويترز: مصدر أمني: الشرطة المصرية ضربت رجلا حتى الموت مجلة « الأمان »:تركيا: تعديلات قريبة لصلاحيات الرئيس والمحكمة موقع الجزيرة.نت :الحكومة الموريتانية تعتزم الترخيص لتشكيل حزب إسلامي الجزيرة.نت: موريتانيا ترخص لـ18 حزبا سياسيا أحدها إسلامي  الخليج: الحكومة الموريتانية تعتزم الترخيص لكل الأحزاب   السيد ولد اباه:تطبيع وضع المعارض العربي توفيق المديني: المقاومة من المقدس الوطني إلى المقدس الديني خالد الحروب: سيناريو «الكوريتين الفلسطينيتين»… ونهاية «المقاومة»! إبراهيم غرايبة: يوسف العظم

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة المستقلة: ندوات حوارية جريئة عن الزعيم الحبيب بورقيبة ظهر الأحد الندوة الأولى تبث في برنامج « فضاء ديمقراطي »، الأحد 5 أوت، في الثالثة ظهرا بتوقيت تونس، وفيها صور نادرة لبورقيبة، منها واحدة وهو يدخل للصلاة في المسجد الأقصى  
* * * الوزير ومدير الحزب الأسبق محمد الصياح يبوح بأسراره عن العهد البورقيبي في حوار شامل ونادر دام أكثر من ثلاث ساعات مع الدكتور محمد الهاشمي الحامدي تفاعلا مع مقترحات الحاج محمد العروسي الهاني، الرئيس الأسبق لشعبة الصحافة الحزبية في الحزب الإشتراكي الدستوري، واستجابة لطلبه المنطقي، قررت إدارة قناة المستقلة تخصيص عدة حلقات من برنامج « فضاء ديمقراطي » للحديث عن تاريخ الزعيم الحبيب بورقيبة وموقعه في ذاكرة التونسيين. وتبث هذه الحلقات أيضا في سياق احتفالات تونس بالذكرى الخمسين لعيد الجمهورية، بما أن المجلس التاسيسي اختار المرحوم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية في 25 جويلية / يوليو 1957. كما تبث هذه الحلقات بمناسبة توافقها مع ذكرى مولد أول رئيس للجمهورية التونسية، الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، في 3 أوت / أغسطس 1903. تبث الحلقات التلفزيونية عن الرئيس بورقيبة في برنامج « فضاء ديمقراطي » الذي يأتيكم يوم الأحد من كل أسبوع، في الثالثة ظهرا بتوقيت تونس الصيفي، ويعاد بثه في السابعة مساء ثم في الحادية عشرة ليلا بتوقيت تونس في نفس اليوم. يشارك فيها كتاب وأكاديميون وديبلوماسيون تونسيون. كما يشارك فيها أيضا بداية من الأحد 12 أوت الوزير ومدير الحزب الإشتراكي الدستوري سابقا محمد الصياح، أشهر رجال بورقيبة ومساعديه، والذي باح بأسرار كثيرة عن عهد الزعيم الحبيب بورقيبة في حديث شامل ونادر دام أكثر من ثلاث ساعات أجراه معه الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيس قناة المستقلة. ترحب قناة المستقلة بتعليقات مشاهديها الكرام واقتراحاتهم بخصوص برنامج « فضاء ديمقراطي » وكافة برامجها الأخرى، وتستقبل رسائلهم على الفاكس 00442088382997 أو على البريد الالكتروني: views@almustakillah.com

 

 المجلس الوطني للحريات بتونس تونس في 3 أوت 2007

تأجيل محاكمة مدير تحرير كلمة

 
مثُل يوم 2 أوت 2007 عمر المستيري مدير تحرير مجلة كلمة الالكترونية أمام المحكمة الابتدائية بتونس وتم  تأجيل النظر في القضيّة إلى يوم 16 أوت الجاري. وقد أحيل المستيري أمام الدائرة الصيفية بتونس بتهمة القذف وفق المواد 42- 50- 53 – 72- 78 من مجلة الصحافة التي تعرّض صاحبها إلى أحكام بالسجن والحرمان من الحقوق المدنيّة. وذلك بعد الشكوى التي رفعها السيد محمد بكّار ضدّه والتي تتعلق بمقال نُشر في مجلة كلمة يوم 5 سبتمبر 2006 حول ملابسات إعادة ترسيم السيد بكّار في جدول المحاماة بعد أن وقع محوه منه من أجل أحكام نهائيّة صادرة ضدّه في التحيّل والتزوير. واستغرب المحامون من التعجيل بإحالة السيد المستيري أمام الدائرة الصيفية خلال العطلة القضائية السنوية طالما أنّها ليست قضيّة استعجالية وطالبوا بتأخيرها للاطلاع. كما عبّروا عن قلقهم لتعيين تاريخ قريب للتأجيل معتبرين أنّ هذا التسرّع مؤشرا غير مريح لضمان سير محاكمة عادلة. وتطوّع للدفاع عن المستيري فريق من المحامين من بينهم مختار الطريفي وعبد الرزاق  الكيلاني وعبد الستار بن موسى وعبد الرؤوف العيادي وعياشي الهمامي ومختار الجلالي ومحمد النوري ومحمد عبّو وأنور القوصري والعربي عبيد وزهور كوردة والهادي المناعي وسعيد المشيشي ورياض الشيحاوي وأحمد الجلالي وأمين الجلالي. كما تجنّد ممثلون عن المجتمع المدني لمراقبة هذه المحاكمة. إلاّ أنّ قوّات البوليس السياسي منعت عددا من النشطاء والصحافيين ومراقبَين من منظمة « ريبريف » البريطانية من دخول قصر العدالة وحضور الجلسة. والمجلس الوطني للحريات بتونس: –       يعتبر أنّ إحالة الصحفي عمر المستيري على الدائرة الصيفية يقصد منها التعجيل باتخاذ إجراء مبيّت ضدّه كصحفي مستقلّ وناشط حقوقي. –       يطالب بوقف التتبعات ضد عمر المستيري الذي مارس حقه في التعبير والنقد المكفولين بالدستور التونسي. –       يتوجّه لجميع القوى الديمقراطية في تونس للتجنّد من جل التضامن معه والدفاع عن حرية التعبير وحرية العمل الصحفي. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

في الذكرى السادسة عشر لإستشهاد فتحي الخياري.

( 5 أغسطس 1991 ـ 5 أغسطس 2007 ).

الشهيد فتحي الخياري :  
 
إعتقل فجر يوم السادس عشر من يوليو تموز عام 1991 بتهمة إنتمائه لجمعية غير معترف بها ( حركة النهضة التونسية في صورة الحال ). سلطت عليه مباشرة بعد إقتياده إلى وزارة الداخلية التونسية جبال من جحيم العذاب التي تلقى فيها جلادو الجمهورية في العهدين البائد والذي هو على طريق البياد .. دروسا تطبيقية ومحاضرات نظرية. لفظ أنفاسه الحرى بين أقدام الكلاب البوليسية الآدمية التي ظلت تنهش جسمه العليل على مدى ثلاثة أسابيع تماما كما تفعل الوحوش الكاسرة النهمة إلى الدماء عندما تقبض على فريسة بريئة بعد مطاردة عنيفة … لفظ أنفاسه بعد وجبات دسمة من التعذيب يوم الخامس من أغسطس آب من عام 1991. وإمعانا في التشفي والتنكيل بكرامة الإنسان المهانة في تونس أقدم الجلادون بعد قتله تحت التعذيب على رميه ليلا من الطابق الرابع أرضا بمبنى الوزارة وبقي ملقى في الشارع حتى طلع النهار. وعندها إتصل أحد الجلادين بعائلته ليخبرها بأن فتحي حاول الفرار من الإعتقال ملقيا بنفسه من الطابق الرابع فمات. تم دفنه من لدن الجلادين الذين عذبوه حتى الموت وألقوا بجثته الهامدة كما يلقي الإنسان المتخلف عن ركب التحضر والترقي كعب سيجار من نافذة سيارته على الطريق العام بعد إشباع بهيمة شرهه منه. لم يؤذن لعائلته حتى بمجرد توديعه ميتا وشوهدت جثته من خلال كيس مطاطي يستخدم لجمع القاذورات والفضلات كأنها مضغة لحم مكوم بعد دهسها بعجلات جرار فلاحي ضخم. كانت البلاد يومها تطحن بالإنتقام العبثي طحنا ولكنها مأساة صامتة وظلت صامتة عقدا كاملا ونيف وخيل إلى شرذمة المجرمين يومها أن الليل الذي أرخى ذيول ظلامه كاف لطمس التنكيل والحقد والتشفي فلم تقدم الشرطة التي تجمعت حول الشهيد حيا وميتا كما تتجمع الذئاب العاوية تقتفي بأنوفها ريح الدماء المهراقة مغداقة .. لا شهادة وفاة بإسم ذلك الإرهابي المتطرف الذي إنتحر بعد القبض عليه ولا تقريرا طبيا ـ ولو مزورا كعادتهم ـ يثبت أن ذلك الخائن الذي باع وطنه للشيطان مات بسبب كذا أو بسبب كذا. الشهيد فتحي الخياري من رموز الحركة الإسلامية في تونس عرف بإخلاصه ومثابرته وخلقه الدمث . كان يشتغل قبل إعتقاله موظفا بالبريد وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال. وهو صهر الشهيد عبد الرؤوف العريبي. وبذا يلتقي الشهداء عند ربهم سبحانه من الجذر العائلي نفسه نسبا وصهرا يطلبون بأرواحهم الزكية تحت عرش الرحمان سبحانه كلمة قضاء الديان الذي لا معقب لحكمه في يوم تشخص فيه الأبصار وتسأل كل نفس وئدت بأي ذنب قتلت. قولوا له يوم القيامة : كان عليك أن تنحني لعاصفة تجفيف منابع التدين. كان عليك أن تفر مع القطيع إلى حيث فر وللزيتونة التي غرسها الحباب وصحبه رب يحميها. قولوا له يوم القيامة : آه لو مد الله في أنفاسك عقدا آخر ونيف لرأيتنا ونحن نصالح قتلتك بالتنصل من القضية التي بها أخرجنا من ديارنا وأبنائنا. آه لو كنت متعاونا مع جلاديك الطيبين لكنت في صف الفتية الذين هجروا فلما بعدت الشقة شهدوا على الملإ قاطبة بأن الضحية كان جزارا يسوق البلاد إلى حتفها وأن الجلاد لن يزال حمامة سلام تنشر السلام وتبث الأمن وتشيد الطرقات وتتعاون مع البنك الدولي. قولوا له يوم القيامة : آه لو دللت البوليس على أماكن إختفاء رفاقك أو أقلت نفسك ـ حرصا على نفسك وبرا بوالديك اللذين يتعذبان لعذابك ـ من الدعوة التي لم يعد لها لزوم في دولة تحمي الدين وتصون أركانه .. لفرحت معنا بإطلاق سراح عشرين نفرا من إخوانك : الشيخ دانيال زروق والشيخ الصحبي عتيق والأستاذ محمد القلوي وذاك الشاب الذي يتبجح بدراسة الفلسفة في بلد لا يحكم بفلسفة العلوم ولكن بفلسفة التطبيع وفلسفة تجفيف منابع التدين وفلسفة حقوق الإنسان بطبعة تونسية محلية لا مستوردة لا من التراث ولا من الغرب .. لقد فاتك أن تفرح معنا يومها بأنه لن يبقى في السجن بعد ثلاث سنوات إرهابي واحد كلما هل علينا صيف جديد نحتفل فيه بعيد الجمهورية … ألا تريد أن تفرح معنا من الآن بذلك؟ في عيد الجمهورية القادم يفرج عن الشيخ لطفي السنوسي وعشرين معه وفي الذي يليه عن الهاروني وعشرين معه وفي الذي يليه عن شورو ومن بقي معه. قولوا له يوم القيامة : آه لو كنت معنا لرأيت بأم عينيك دماء الشهداء وعذابات المساجين وآخرين في السجن الكبير لا يسمع آهاتهم ولا أناتهم سواه سبحانه .. تزهر حرية تسقي زيتونة الحباب فقها زلالا والمآذن بعد صمت لعلعة تمخر عباب السماء لتوقظ النائمين وتشفي صدور المؤمنين وتذهب غيظ قلوبهم. قولوا له يوم القيامة : لقد إقترفت في حق حاكمك يوم إمتشقت سيف معارضته جرما لا يغتفر. ألا تبحث عنه هنا في عرصات هذا المحشر الفسيح يترامى على مد البصر .. لعلك تصفي معه حسابك ليغفر لك قبل إنتصاب محكمة الدماء وهي أول محكمة يقضى فيها يوم القيامة .. إبحث عنه هنا .. لن يكون بعيدا من هنا. خذ عنه من سيئاته ـ وما أظنك تجد ما يغريك بها ـ حتى يرضى فإن فنيت تنازل له عن حسناتك ـ وما أظنك تجد حسنة في ميزانك أثقل وأذخر من روح طرحتها بسخاء أخجل الطائي على راحة يمناك فقذفت بها في مهالك الردى أي في ذلك الكيس المطاطي الذي لملمت فيه جثتك كما يفعل دوما بالقاذورات والنفايات هل تذكر ذلك الكيس؟ لا يعول اليوم على ذاكرتك التي أجهضتها العذابات ولكن يعول على قمطر مرقوم في كتاب مسدوم لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. قولوا له يوم القيامة : ظنناك متهورا كأن غريزة حب البقاء لم يعد لها في جسمك ما يغريها بالبقاء فيه أما اليوم بعد أن كشف الغطاء عن البصر فهو حديد أيقنا أنك كنت تلقى في أحشائك الردى على بلد الزيتونة الذي تعبث فيه أيدى الهوى والفساد تجفف منابع الخير فيه تارة وتستأثر برغده الطيب تارة أخرى وتمكن فيه لأعداء العروبة والإسلام تارة ثالثة … ظنناك مثقلا بآصار الحياة فإندفعت إلى الإنتحار يأسا متسترا بالدين ودعوة الدين … ظنناك تبحث عن منصب في الوزارة أو ربما طموحا إلى الإستيلاء على عرش الجمهورية … ظنناك متعطشا لدماء التونسيين تلغو فيها لغو الغربان السوداء في أمعاء جثة هامدة لم يعد للأسود فيها من أرب … ظنناك إرهابيا متطرفا من طراز قروسطي غريب جدا تخدع الناس بالخطاب الديني فإذا تمكنت من رقابهم أعملت فيهم أسياف الحكم التيوقراطي البغيض … ظنناك بمثل ما صورتك لنا أجهزة الإعلام قبل إعتقالك وبعد إعتقالك وقبل قتلك وبعد قتلك … قولوا له يوم القيامة : بعد أن أسفر الحق الأبلج إسفار صبح كاد الغلس يغيبه .. طوبى لك بمقام الشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. قولوا له يوم القيامة : ألا ما أصدق سيف الله المسلول حين قال : فلا نامت أعين الجبناء. الهادي بريك ـ ألمانيا المصدر: المنتدى الكتابي للحوار نت http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=10422


 

« ولا تـُـخـسـرُوا الميزان »

نموذج الأسعد الـجـوهـري

 
350 دينارا هي الخطية الجملية التي أصدرها قاضي ناحية طبربة الذي جلس معوضا لزميله قاضي ناحية منوبة الذي خرج في إجازته السنوية على السيد الأسعد الجوهري في قضية مرورية مفبركة وغريبة لا العقل يسندها و لا القانون يدعمها و لا الوقائع تبررها… إذا رجعنا إلى الوراء، إلى يوم 24 ماي الماضي تحديدا، كان وفد حقوقي أجنبي في زيارة إلى تونس و كان من جملة الأنشطة المقررة للوفد القيام بزيارة مساندة لسجين الرأي آنذاك الأستاذ محمد عبو النزيل بسجن الكاف.. و تقرر أن يرافق الوفدَ في رحلته إلى عاصمة الشمال الغربي هذه السيد الأسعد الجوهري…فكان ما كان ممن تعود الدوس على القوانين و انتهاك الحريات الخاصة و العامة ، فاختطفوا السيد الأسعد الجوهري من طريق العام بعدما سحبوه غطرسة من السيارة التي امتطاها قبل لحظات… و نقلوه إلى منطقة « الأمن الوطني » بمنوبة حيث مكث إلى الثلث الأول من الليل… و ككل عملية اختطاف يلجأ المختطفون إلى قوة السواعد في غياب قوة القانون فتركت فعلتهم هذه كدمات في أماكن مختلفة على جسد الأسعد، و هو ما دفعه إلى الذهاب مباشرة عند خروجه- مرفوقا بزوجته- إلى المستشفى حيث فحصه الطبيب و أثبت وجود الكدمات على جسده…و تقدم من الغد بقضية عدلية لدى النيابة العمومية ضد من اختطفوه و اعتدوا عليه… و تطور الأمر بعد ذلك إذ تقدمت الأستاذة سهام بن سدرين الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات بتونس بشكوى في الاختطاف للأمم المتحدة … و في هذا العمل ما فيه من خرق لقاعدة اللعبة التي يحرص النظام التونسي على تكريسها و لا يتردد بحال في تسليط أفظع ما عنده من ممارسات إزاء من تخول له نفسه الخروج عن هذه القاعدة … .. و هذه القاعدة هي  » اضربه و حرم عليه البكاء »، و قد تجاوز الأسعد الحد: صراخ امتد من وكالة الجمهورية بابتدائية منوبة إلى الأمم المتحدة و جهازها المختص و التي تتباهى تونس بعضويتها فيه… و انطلقت آلة التخلف وكانت القرارات: – تحرير محضر في مخالفة مرورية مزعومة مفادها أن في يوم… و على الساعة… كان عون مرور يقوم بواجبه في مفترق طرقات …. فأشار على سائق سيارة بالتوقف لكن السائق أبى الانصياع إلى أمر العون و آثر الفرار أو مواصلة الطريق، عندها سجل عون المرور الرقم المنجمي للسيارة وبالتثبت لدى المصلحة المختصة تبين أن السيارة على ملك السيد ألأسعد الجوهري…( ولم يملك السيد الأسعد الجوهري يوما سيارة لتسجل باسمه بل هي سيارة على ملك زوجته وإن كان متعودا على استعمالها) – توزيع منشور تفتيش عن السيارة  » المتمردة »، كان من أثره تلك المحاولات المتكررة في ثلاث ليال متتاليات لجر السيارة خارج الموقف الخاص بالاستعانة بشاحنة جر تابعة لبلدية المكان… و تتابعت بعد ذلك هذه المهزلة أسابيع عديدة توجها السيد قاضي الناحية بعد تأكده من صحة الإجراءات و ثبوت الوقائع وبعد توفر أركان الجريمة و قبل هذا و بعده كان الإصغاء التام إلى صوت ضميره الطاهر المطهر فكان الحكم ب350 دينارا جملة كخطية مالية يدفعها الأسعد جزاء وفاقا لصراخه.. أما منشور التفتيش الخاص بالسيارة فإن السيد القاضي لم ير من الصالح أن يأمر بسحبه… 02 أوت 2007 عبدالله الــــــــــــــــزواري abzouari@hotmail.com


 
حزب تونس الخضراء   الجمعة : 03 أوت 2007

بيان  حول  » تهنئة » عضو مكتب تنفيذي إلى  » الخضر  » المنصبين

 
          علمنا من طرف مساندي  وأصدقاء « حزب تونس الخضراء  » أن أحد أعضاء المكتب التنفيذي ( المكلف بالدراسات)  « هــنّـأ » باسم الاتحاد العام التونسي للشغل في رسالة بتاريخ 26/07/2007 وجهها للمنصبين على الخضر بمناسبة تقليدهم أوسمة في عيد الجمهورية .             ونحن إذ نفاجئ بهذا الموقف نسأل الأخ الأمين العام هل فوّض لهذا العضو التكلم باسمه والاتصال بالمنظمات والأحزاب ، كما نؤكد ما يلي :   1/ أننا ما زلنا نعتقد أن المنظمة الشغيلة هي السند القوي للمجتمع المدني كما عبّر عن ذلك أخيرا ممثل الإتحاد  في المؤتمر الثاني لحركة التجديد .   2/ أن الاتحاد قد عبّر في العديد من مؤتمراته عن تمسكه باستقلاليته وعدم التدخل في الصراع السياسي القائم بين الأحزاب وعن مساندته للديمقراطية وحرية التنظم .   3/ أننا نرفض الخطاب المزدوج الذي يعتمد على  » الضحك في الوجه  » والطعن في الخلف ذلك أن السياسة أخلاق أو لا تكون.   4/  وللذين يريدون التقرب من السلطة من أجل تثبيت مصالحهم  أو المزايدة للظفر برضاها  ( من أجل منصب الأمين العام) فالمنظمة الشغيلة مازالت متمسكة بنتائج مؤتمرها الأخير وأن السلطة نفسها نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ، الاقتصادية والسياسية، لا مصلحة لها في أي تغيير خاصة وأنه ثبت في ما مضى أن كل تدخل في شؤون المنظمة الشغيلة ليس في مصلحة البلاد وأن  » كرامة الاتحاد ستبقى محفوظة » !!   5/ أننا سنبقى مساندين للمنظمة الشغيلة كما ساندها العديد من أعضاء حزبنا المؤسسين البارزين في كل المحن التي مرّت بها من أزمة 26 جانفي 1978 إلى أزمة 1985 . وأننا بهذه المناسبة نشكر مئات النقابيين الذين أمضوا على لائحة المساندة التي عرضناها عليهم بعد السطو على حزبنا في 03 مارس 2006 .   6/ ونعلن أن الرداءة لا تنال منا ونحن متمسكين دائما بمطلبنا القانوني في انعقاد مؤتمرنا التأسيسي الأول وندعو كل النقابيين المناضلين والمخلصين الوقوف معنا مجدّدا أمام كل هذه الاستفزازات *        * تمّ تسليم هذا البيان إلى الأمين العام للاتحاد السيد عبد السلام جراد بتاريخ الخميس 02/08/2007 لإعلام المكتب التنفيذي.   عبد القادر الزيتوني المنسق العام « حزب تونس الخضراء  »  

تونس في     03 أوت  2007

بيـان توضيحي من التوزري و القوماني

 
نحن محمد القوماني وفتحي التوزري، عضوا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي، على إثر ما تردد من إشاعات أو معلومات ببعض وسائل الإعلام حول استقالتنا من المكتب السياسي أو من الحزب، نؤكد لكل من يهمّه الأمر أن هذه  أخبار عارية من الصحة.  كما نؤكد بالمناسبة أن ما نكتبه من مقالات أو ما نقدمه من ورقات للنقاش، ثنائية أو مع غيرنا، هي اجتهادات شخصية نشترك فيها ونحاول من خلالها المساهمة في إثراء الحوار الوطني المتأكد بين التونسيين. وأن دعوتنا للحوار بين الأطراف المختلفة، تجعلنا أكثر حرصا على تجسيد ذلك الحوار داخل حزبنا الذي تأسس على التعدد واستيعاب المختلف. و نحن إذ نرفع هذا اللبس، فإننا نتطلع إلى أن ينصرف المعنيون و المتابعون إلى التفاعل مع الأفكار المعروضة بالصيغ التي يرونها بدل الإنجرار إلى الحديث عن الخلافات داخل الهياكل الحزبية و الإستقالات و الإنشقاقات و نحوها. محمد القوماني   فتحي التوزري

إضافة: سقط سهوا اسم الصديق محمد صالح النهدي ، رئيس فرع ماطر من قائمة الممضين على البيان الصادر عن رؤساء فروع الرابطة ، لذا نرجو الاعتذار له وإضافة اسمه، لتصبح عدد رؤساء الفروع الممضين 18. كما نؤكد أن القائمة ليست نهائية لأننا لم نتمكن من الاتصال بكل رؤساء الفروع ،الذين نرحب بانضمامهم إلى القائمة.


 

طرد نقابيين واعتصام

 

 
عمد صاحب مؤسسة صلامبو وهو « مركز نداء » (كترجمة حرفية لما يعرف اليوم في تونس بـ call center / centre d’appel) بتونس العاصمة إلى طرد عضوين من أعضاء النيابة النقابية الثلاث الذين تم انتخابهم مؤخرا بعد أن ضغط على ثالثهم وأجبره على الاستقالة. العضوان المطرودان هما ريم بوسعادة وكمال الشواشي دخلا في اعتصام بمقر المؤسسة احتجاجا على طردهما ولقيا مساندة كبيرة من بقية زميلاتهم وزملائهم وكذلك من الاتحاد الجهوي بتونس ومن الجامعة العامة للبريد ومن نقابة مؤسسة مماثلة بالجهة، وهو ما أجبر العرف على القبول بالدخول في مفاوضات مع جامعة البريد والاتحاد الجهوي بتونس حيث جرت جلسة أولى صبيحة يوم الثلاثاء غرة أوت الجاري ومن المنتظر أن تتلوها جلسات أخرى بمحضر المسؤول الأوّل عن هذه المؤسسة الذي قدم خصيصا من فرنسا للغرض. هذا المستثمر الفرنسي Alain Finzi، والذي يملك أسهما في عدّة مؤسسات في فرنسا مثل Telemac و Cosmospace و Esmeralda، بعث مؤسسة صلامبو في تونس التي تشغل 150 عاملا للاستفادة من التسهيلات المالية والقمرقية وضعف تكاليف اليد العاملة المحلية لمضاعفة مرابيحه، يحاول كما يفعل الكثير من نظرائه دوس الحق النقابي ومنع العمال من الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم غير أن الوقفة الحازمة التي وقفتها هياكل الاتحاد ستجعله يراجع حساباته.  
(المصدر: « البديل عاجل »  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي  بتاريخ 3 أوت 2007 )


الندوة الصحفية المشتركة لقطاعات التربية والتعليم

 
تونس، في 28 جويلية 2007 انعقد صبيحة يوم السّبت 28 جويلية 2007 بالمقرّ المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل قاعة أحمد التليلي ندوة صحفية مشتركة لقطاعات التربية والتعليم : التعليم الأساسي والثانوي والعالي والتكوين المهني تحت إشراف عضو المكتب التنفيذي السيد « محمد السحيمي » بحضور الصحافيين طبعا وعدد من النقابيين. للتذكير فإنّ هذه الندوة تقام على خلفية تعنت وزارة التربية والتكوين وكذلك التعليم العالي حول عديد النقاط مع القطاعات المختلفة : –  مشكل حركة نقل المعلمين التي أجرتها الوزارة من جانب واحد دون تشريك الطرف النقابي ورفض مقترحات كلّ من النقابة العامة للتعليم الأساسي والمكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل. –  مشاكل الجامعيين : أزمة التمثيل النقابي، أزمة التسيير الديمقراطي داخل الجامعة، تحوير القوانين المنظّمة للحياة الجامعية عن طريق المناشير ومن جانب واحد، إلى جانب التعديات على الحق النقابي وذلك بمضايقة النقابيين وعدم تمتيعهم بالرّخص النقابية وتعطيل ترسيم الجامعيين المضربين، إلخ. –  التكوين المهني : تجاهل النقابة وإقصائها من الاستشارة حول التكوين المهني محليا وجهويا ووطنيا،رف التفاوض معها وتغيير صبغة مركز تكوين المكوّنين،إلخ. –  مشاكل التعليم الثانوي : إقدام الوزارة على إدخال جملة من التحويرات البرنامجيّة ف مواد أساسية مثل العربية والفلسفة والمواد الإجتماعية بما من شأنه قتل ملكة التفكير والنقد لدى التلميذ التونسي، إنتهاج سياسة الأمر الواقع مع النّقابة : إمضاء اتّفاقيات وإصدار مناشير تمسّ مواضيع محلّ خلاف على غرار مجلس المؤسسة وعدد ساعات التدريس والضوارب. افتتح الندوة السيد « محمد السحيمي » موضّحا أنّ الإتحاد العام التونسي للشغل استطاع تجاوز العديد من الصعوبات في العديد من القطاعات مثل الصحة والمالية والعدلية وأكد أنّ المشكل اليوم يبقى مع وزارة التربية والتكوين ووزارة التعليم العالي مبينا أنّ الخلاف عادة ما يكون ماديا وقد تكون المطالب « تعجيزيّة » لاعتبارات اقتصادية. أمّا إذا تعلقت المطالب بالحق النقابي وبالشراكة وبالتمثيلية فلا بدّ من معالجة هذه المسائل. وأكد أنّ الجامعة العامة للتعليم العالي التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل هي الممثل الشرعي والوحيد للجامعيين. ثمّ تداول على الكلمة : –  الأخ « محمد حليّم » الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي : كان تدخّلا مطوّلا وحجاجيّا أتى فيه على ذكر كلّ النقاط الخلافية مع الوزارة نذكر من بينها : 1 – الحق النقابي وذلك بإقصاء نقابات الأساسي الجهوية والوطنية من المشاركة الفاعلة في مختلف مراحل الحركة (معلمين ومديرين) وليس العبرة بعدد جلسات التفاوض بل بجدّيتها، ترهيب المضربين ومعاقبتهم بخصم مرتّبات أيّام الإضرابات وتشجيع غير المضربين بواسطة شهائد الشكر، سحب الخطط الوظيفيّة لعدد من المساعدين البيداغوجيين رغم حماية الدستور للحق النقابي، إسناد إدارات مدارس بصفة وقتيّة لغير مستحقيها لدواعي حزبية أساسا (المتمتعون بهذه الإدارات هم أنصار الحزب الحاكم). 2 – الحركة : يقول « حليّم » الحركة بالنسبة إلينا قضيّة حياتيّة، قضيّة وجود ولا يمكن التنازل عنها، وقد أكّدنا أنها لو تمّت من جانب واحد فهي مرفوضة من طرفنا وضربها لن يمرّ. لم نطرح يوما مراجعة الحركة أو إدخال إصلاحات عليها ولم تكن مشكلا بالنسبة إلينا في يوم من الأيّام، واستعرض مختلف المحطّات النضالية التي خاضها المعلمون من أجل الحركة بقيادة هياكلهم النقابية والمرونة التي تحلّت بها مختلف هياكل الإتحاد أثناء التفاوض ولكنّ الوزارة هي التي ترفض دائما، وأنجزت الحركة من جانب واحد بدعوى المحافظة على المصداقيّة (أين هي المصداقيّة المزعومة في امتحان الرابعة أساسي لمّا تغيّرت صيغ الإمتحان المسقط تغيّرا جوهريّا مرتين أو ثلاث في أقلّ من سنة دراسية؟ [1]). 3 – مسائل متفرّقة : أثار الأخ « حليّم » نقاطا خلافيّة أخرى مع الوزارة مثل الإنتدابات والطريقة التي تتمّ بها وضرب مثالا على ذلك : انتدابات تتمّ يوم 22 جوان بدون تلاميذ حتى يتمتّع المنتدب بأجرة أشهر الصيف وهذا إهدار للمال العام، مجلس المؤسّسة، الكفايات، والسياسة التعليمية بصورة عامّة إلى جانب وضعيّة الأخ « سليم غريس » وهجوم الإدارة عليه. –  الأخ « سامي العوّادي » الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي بعد إثارته النقاط الخلافية مع الوزارة وخاصة أزمة التمثيل النقابي، أزمة التسيير الديمقراطي داخل الجامعة، ضرب الحق النقابي، أكد أنّ مطالبهم نقابية وليست سياسية وتتمثل في التالي : 1 – تكريس التشاور مع الجامعيين. 2 – اختيار مطلب خصوصي مادي لكل اختصاص لكنّ الوزارة رفضت. 3 – قبل الإضراب بأسبوع : إقرار حوافز لا تشمل إلاّ عددا قليلا جدّا من الجامعيين، ورغم الإتفاق على تأجيل التفاوض فإنّ الوزارة فاجأتهم بإصدار أمر في الرائد الرسمي. 4 – تجلس الجامعة العامة مع أطراف وزارية لكنّ هذه الأخيرة لا تملك القدرة حتى على تحديد الموعد القادم ورفضهم إمضاء حتى محضر جلسة، إملاءات، تسويف ومماطلة، وحتى الوثائق المقدّمة للطرف النقابي لاتتضمّن لاعنوانا ولا إمضاء. 5 – تتعامل الوزارة مع تحرّكات الجامعيين بشراسة كبيرة ضاربة عرض الحائط بالقوانين (الحق النقابي وممارسته وكذلك حماية المسؤول النقابي) : معاقبة الناشطين النقابيين بمنعهم من المشاركة في التربّصات، حرمانهم من حقهم في الرّخص النقابية، إقصائهم من لجان الإنتداب، تعطيل ترسيم عدد من المضربين وعدم النظر في ملفاتهم ورغم تدخّل الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل لدى وزيري الشؤون الإجتماعية والتعليم العالي لم تنعقد اللجان المتناصفة للنظر مجددا في ملفاتهم فاضطرّت الجامعة العامة لرفع قضيّة لدى المحكمة الإدارية هذا إضافة إلى تقديم الوزارة للسنة الجامعيّة لتاريخ 3 سبتمبر لكن بتدخّل الجامعة العامة أصبح 12 سبتمبر، ورفعت قضيّة دولية عن طريق المنظمة العالمية للتربية. –  الأخ « البشير القادري » عن التكوين المهني وضّح كيف أنّ مشاكل هذا القطاع تبدو في ظاهرها بسيطة ولكن في باطنها معقدة مبيّنا كيف أنّ برنامج التكوين بالتداول ناجح في بعض الجهات وفاشل في أخرى وذلك لعدم مراعاة خصوصيات كلّ جهة وعرّج أيضا على ملفّ الحق النقابي وبيّن قصور تصوّر الوزارة في استبعادها للإتحاد العام التونسي للشغل في استشارة التكوين المهني ورفضها للتفاوض وتغييرها لصبغة مركز تكوين المكوّنين. –  الأخ « محمد السّحيمي » عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل ردّ بقوله أنّ الدول الأقلّ ديمقراطية تقوم بشراكة مع النقابات، وتقوم بعقد اجتماعي لضبط الحقوق والواجبات. هؤلاء ليست لديهم النيّة للسير في هذا الاتجاه وسيطر عليهم الفكر الأوحد، وبالتالي رفضوا الشراكة مع الإتحاد العام التونسي للشغل ومع المجتمع. –  الأخ « الشّاذلي قاري » الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي أثار مثلما هو مذكور آنفا موقف نقابته من عديد المسائل : رفض للتحويرات المتعلقة بالبرامج التي تهدف إلى تفقير فكر التلميذ، رفض مجلس المؤسّسة، رفض سياسة الأمر الواقع التي تفرضها الوزارة، رفض تحوير الوزارة لعدد ساعات التدريس والضوارب إذ أنّ التخفيض في عدد ساعات العربية ضرب للهويّة، رفض نقابة الأساتذة ضرب الوزارة للحق النقابي مثل تنقيص الأعداد للأساتذة والنقابيين. (حالة النقابي « علي الحبيب » معتمدية نفطة من ولاية توزرعلى سبيل المثال لا الحصر)، مساندة نقابتي الأساسي والعالي في نضالهما المشروع، إلخ. ملاحظة: أثناء الندوة قدّم الأخ « محمد السّحيمي » عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل الصحافيين ولكنه ربّما نسي أو تجاهل أحد صحافيّي جريدة الشعب. وعند احتجاج هذا الأخير أجابه بأنّه ابن الدار، ولمّا لم يقتنع وهمّ بالخروج هدّده « محمد السّحيمي » بقوله : « تخرج انطرّدك »، فرجع الصحافي إلى مكانه. (بدون تعليق!) إطار نقابي قاعدي [1] الكلام لنا (المصدر: نشرة « البديـل عاجل » بتاريخ 2 أوت 2007 من موقع حزب العمال الشيوعي التونسي)


 

خط الفقـر

أبرزت أجهزة الإعلام الرسمية في المدة الأخيرة نتائج الدراسة التي تم نشرها بمناسبة احتفالات خمسينية الإعلان عن الجمهورية بخصوص » المسح الوطني حول الإنفاق و الإستهلاك الأسري ومستوى عيش الأسر لسنة 2005 !مركزة على ما أظهرته نتائجها من إرتفاع مستوى متوسط الإنفاق الأسري إلى 8211 دينارا للأسرة الواحدة وهو ما يقابل متوسط إنفاق للفرد الواحد ب 1820 دينارا في السنة و تراجع مستوى نسبة الفقر إلى 3.8 % من إجمالي السكان و ما نتج عنه من توسع قاعدة الطبقة الوسطى لتشمل81,1 % من مجموع السكان. 

و لئن كانت المقاصد الدعائية من وراء نشر مثل هذه الأرقام غير خفية وقد تكون مشروعة في مثل هذه المناسبات خاصة من قبل نظام يسيطر فيه حزب واحد على السلطة منذ خمسين سنة و تكرست فيه سمة الإستبداد داخليا و خارجيا بحيث لم يبقى لديه ما يبرر به احتكاره السلطة و طابعه الشمولي في ممارستها سوى إبراز جدوى و مردودية خدمته. و لكن لغة الأرقام سلاح ذو حدين قد ينتهي بصاحبه في صورة الإفراط فيه إلى عكس النتيجة المرجوة و لا يجلب له غير الإزدراء إذا كانت نتائجه غير مبنية على معطيات دقيقة علميا و على منهجية علمية لا لبس فيها.

و يكفي إن لا يجد الوزير نفسه في ندوته الصحفية ما يبرر به التناقض الواضح في نتائج دراسته حول مستوى ارتفاع متوسط إنفاق الفرد في تونس من 1329 دينار إلى 1820 دينار في ظرف خمسة سنوات دون أن يكون هناك تطور مقابل في الدخل بالنسبة لنفس المدة حسب نفس الإحصائيات الرسمية سوى التهرب بالإحالة إلى دراسة تكميلية سيتم إنجازها دليلا على مصداقيتها. كما يبدو إعلان انخفاض نسبة الفقر في البلاد إلى مستوى %3.8 مثيرا للشفقة في مجتمع لم تنزل فيه قط النسبة الرسمية للبطالة عن %14 بينما نجد بلدان لا قبل لنا بالمقارنة مع مستويات العيش السائدة فيها تعتبر أن %7 من سكانها دون خط الفقر في حالة فرنسا و %14 في حالة الولايات المتحدة الأمريكية فهل أن التونسيين أكثر رفاها من مواطني هذه الدول الغنية أم أنهم فقط أكثر غباءا لينطلي عليهم زيف مثل هذه الأرقام الدعائية.

و لعله من المفيد التنويه بأن المقصود بالفقر في هذا المجال يتجاوز المفهوم اللغوي التقليدي بمعنى حالة الخصاصة و العجز عن توفير مقومات الحياة الأساسية من القوت لأن مثل هذه الحالة عندما تصيب مجموعات معينة تصنف في المصطلحات المعاصرة بالحالات الإنسانية للمجاعة التي تستنفر التضامن الدولي و ليست المقصودة بحالة الفقر بمفهوم العلوم السياسية.

و يصنف ضمن حالات الفقر في مفهوم أكثر التعريفات شيوعا في دراسة هذه الظاهرة » الأفراد و الأسر و المجموعات من بين السكان اللذين لا تتوفر لهم الموارد اللازمة للحصول على نمط من التغذية ومجابهة متطلبات مشاغل و ظروف ووسائل الحياة المعتبرة عادية و التي يسعى كل فرد لتحصيلها بشكل مقبول من الجميع بحيث أن قلة مواردهم تحكم عليهم بالإقصاء من نمط العيش العادي طبق ما تقتضيه عادات و مشاغل مجتمعهم

و لا توجد طريقة واحدة متفق عليها دوليا في تحديد خط الفقر بمعنى مستوى الدخل الذي يعتبر كل من كان دونه ضمن شريحة الفقراء بالنسبة لبقية أفراد المجتمع. و تعتمد مختلف البلدان و المؤسسات الدولية على مقاييس قارة أو نسبية أو مزدوجة في تحديد مستوى الدخل المعتمد لتصنيف الفقر بالنسبة للطاقة الشرائية السائدة في المجتمع.

و يعتبر مقياس متوسط الدخل الأكثر شيوعا في البلدان الغنية و النامية في تحديد خط الفقر. ذلك أن متوسط الدخل يقسم المجتمع إلى صنفين صنف يعيش فوق متوسط الدخل القائم في المجتمع و صنف يعيش دون متوسط الدخل. و يعتبر بحالة فقر كل من لم يتجاوز دخله نسبة معينة من متوسط الدخل في الصنف الثاني. و يعتبر في فرنسا كل من كان دخله دون نصف متوسط الدخل ضمن الفئة الاجتماعية التي تصنف بالفقر بينما يصل المقياس المعتمد في الإتحاد الأوروبي إلى % 60 من معدل الدخل. و تتمثل فائدة هذا المقياس في أنه يجنب الوقوع في الأخطاء التي كثيرا ما تقع فيها الدراسات حول الإنفاق ومستوى العيش المعتمدة في تحديد حالات الفقر.

و يعبر هذا المقياس بالنظر إلى مستوى العيش و درجة التنمية التي بلغها مجتمعنا الأكثر ملائمة في أوضاع المجتمع التونسي الحالية لتحديد خط الفقر. علاوة على أنه يبدو من قبيل التناقض الإعتداد بنتائج التنمية و ما حققته من نمو للدخل من جهة و اعتماد مقاييس خاصة أساسا بالدول الفقيرة و المتخلفة في قياس أوضاع الفئات الدنيا من المجتمع و في تحديد خط الفقر. و لو حاولنا تطبيق هذا المقياس نظريا لوجدنا باعتبار نصف معدل دخل الفرد (1820 / 2 = 910 دينار) أن أكثر من خمس السكان (%21) في تونس يوجدون تحت خط الفقر. و هي النسبة المنطقية بالمقارنة مع نسبة %3.8 المعلنة و التى لا يمكن أن تؤشر على أي مصداقية كما أن ضررها أكثر من نفعها مهما كانت نتائجها الدعائية

و تبرز أوضاع الفقر في العالم أن حالة الفقر محرجة في مفهوم الكثير من الدول كما هي لدى الأفراد بحيث تسعى إلى إخفاء حقيقتها بالتقليل منها أو عدم الإعتراف بوجودها كما يبرز من الدراسة التي نحن بصددها بالنسبة للحكومة التونسية. و يكفي أن نعلم أن بلدا كفرنسا لم تعترف دولته بوجود حالة فقر بين سكانها إلا في أواخر سنة 1988 عندما وقعت المصادقة على القانون المتعلق بالدخل الأدنى للإندماج «Revenu minimum d’insertion RMI» و يأتي هذا التحول في وعي ظاهرة الفقر و انتقاله من مسألة معالجة لحالة إنسانية كارثية إلى قضية إندماج إجتماعي و مسألة عدالة في توزيع الدخل بين مختلف الفئات الإجتماعية. إي بمعنى أدق من مسألة إحسان و شفقة إلى قضية عدالة و حقوق شرعية.

لذلك نجد مؤسسات دولية تعتمد على مفهوم مزدوج للفقر و تميز بين الفقر المدقع و الفقر النسبي حيث يتساوى في الصنف الأول كل البشر و يعرف بأنه مستوى أدنى من العيش متساوي بالنسبة لكل مكان و زمانو يعتمد صندوق النقد الدولي مقياس الدولار القار لسنة 1990 في تحديد خط الفقر و يعتبر أدنى دخل بدولار واحد للفرد في اليوم مقياسا للفقر المطلق و دولارين للفقر العادي. و لو طبقنا هذه المقاييس على معطيات الدراسة موضوع هذا المقال لوجدنا أن مستوى الفقر لا يقل عن خمس السكان في كل الحالات. و بالرجوع إلى المعطيات المعتمدة في تحديد خط الفقر صلب هذه الدراسة و التي اعتمدت 400 دينار كمعدل دخل فردي سنوي لاحتساب الفقر نجد أنه، إضافة لكونه نفس المبلغ المعتمد منذ خمس سنوات بالنسبة للدراسة المتعلقة بسنة 2000 دون اعتبار تغير قيمة العملة و تضخم الأسعار، يخرج من دائرة الفقر كل من تجاوز دخله 1.090 دينار (بمعنى 0.85 دولار بحساب قيمة الدولار الجارية اليوم و ليس المرجعية لسنة 1990) و هو مقياس ربما لا يوجد له نضير في العالم في هذا المجال.

و المقصود هنا ليس فحسب لفت النظر إلى حالة الوهن التي بلغها هذا النظام بحيث لم يبقى له سوى تزوير الأرقام و إفقاد مختلف المؤسسات الوطنبة أدنى حد من المصداقية كما أنه ليس رغبة في الإنحشار في مواضيع يتحمل مسؤوليتها ذوي الإختصاص و الذين لا يمكن أن نجد ما بقي أن نبرر به صمتهم أمام مثل هذه الممارسات. و لكن المقصود لفت النظر إلى خطورة ما تؤشر عليه مثل هذه الأرقام من توجهات للسياسة العامة أصبحت تعتبر المحتاجين و محدودي الدخل خارجين تماما عن مجال اهتمامها و في صيغة الغير موجودين تماما في اعتباراتها.

المختار اليحياوي – تونس في 3 أوت 2007

( المصدر: مدونة القاضي المختار اليحياوي بتاريخ 3 أوت 2007)

الرابط: http://yahyaoui.rsfblog.org/archive/2007/08/03/خط-الفقـر.html


 
وصلتنا الرسالة التالية من القارئ بلحسن عبد السلام بعنوان: رفع التباس
 
تحياتي لاسرة تونس نيوز الغراء لقد قرأت الموضوع الذي كتبه الأخ توفيق العياشي بتونس نيوز الصادرة يوم 2007.8.2 في عددها 2627 حول أسباب قرار غلق معهد باستور لصاحبه البوعبدلي ولقد ذكر كاتب الموضوع بانه وقع غلق المعهد سابقا في سنة 2004 بسبب بنت العائلة صاحبة المعدل 4 من 20 وهذا ما أكده قبله السيد بوعبدلي في لقاء مع احد الفضائيات والحقيقة غير هذا لان الذي أغلق هو مدرسته الابتدائية والتي تحمل اسمه نظرا لتصرفات المشرفين على المدرسة المخالفة للقوانين وإلحاق الأضرار بأطفال أبرياء بطردهم نكاية في أوليائهم اثر اي اختلاف معهم وقبوله لتلميذ بمدرسته بطريقة تمييزية وانتقائية حسب جاه ومنصب آبائهم ليستفيد منهم فوائد جمة …..الخ ولقد نشرت الصحف التونسية حقيقة مدرسة بوعبدلي وسحبت منه الرخصة وأسعفه سيادة رئيس الجمهورية بعفو بعد أن التزم بتطبيق القانون والإجراءات التربوية ولقد شكر السيد بوعبدلي في ذلك الوقت في رسالة مفتوحة نشرها في الصحف سيادة الرئيس متعهدا باحترام القانون وخاصة بعدم الإضرار بأطفال أبرياء « شماتة » في أوليائهم اثر خلافات معهم…… وكما يتضح للسادة قراء « تونس نيوز » الغراء غاية السيد بوعبدلي واضحة بدمجه لقضية 2004 الخاصة بمدرسته الابتدائية في قضية 2007 المتعلقة بمعهده الفرنسي الإعدادي والذي بناه مستغلا جانبا من مدرسته ملحقا بذلك ضررا كبيرا بساحة وملعب المدرسة فأصبح تلاميذها (اي المدرسة) في ضيق خاصة أثناء الراحة…..وكذلك لسيد بوعبدلي كلية جل طلبتها من الأفارقة (أي يدفعوا بالعملة الصعبة) وهذا موضوع في غير موضعه ربما سنرجع له إذا دمجه في رخصة المعهد. ودمتم فرسانا للحقيقة…… والسلام بلحسن عبد السلام


بســــم الله الرحمــــــان الرحيـــــــم

و الصلاة و الســـلام على أفضل المرسلين

 

المنستير في 3 أوت 2007

عيد ميلاد الرمز الخالد


 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

الرســــالة رقــــم 270

على موقـــع تونــــــس نيـــوز

 

 

إحياء ذكرى 3 أوت 1903 ميلاد الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة وفاء لروحه الطاهرة الزكية

 

 

في جو خاشع انتظم موكب هام إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بروضة آل بورقيبة بالمنستير. و حضر الموكب الخاشع السادة الحبيب بورقيبة الابن وحرمه و نجله و السادة محمد الصياح

و أحمد قلاله و صالح البحوري و محمد بن نصر و عبد الله بشير و منصور الصياح و نجل السيد محمد الصياح و المناضل الحبيب الورداني و أعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة بتونس و هم السادة الدكتور المختار الرابحي و محمد العروسي الهاني و عبد الحميد العلاني. و حضر الموكب عدد هام من مناضلي المنستير و أسرة الزعيم الموسعة.

و بعد الاستماع إلى الشيخ المقرأ  نصيب من كتاب الله و الدعاء للزعيم الحبيب بورقيبة. ألقى السيد محمد بن نصر والي المنستير الأسبق كلمة مؤثرة في قالب دعاء أبرز فيها خصال و كفاح و نضال المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و جهاده المرير. وابتهل إلى الله سبحانه و تعالى أن يتغمد الزعيم بواسع رحمته

 و يسكنه فراديس جنانه و يحشره في زمرة الشهداء و الصديقين.

وعلى اثر ذلك تجول السادة المرافقين للأخ الحبيب بورقيبة الابن للترحم على آل بورقيبة والده علي بورقيبة الذي ولد عام 1850 و توفي عام 1925 و الزعيم طالب في باريس يزاول تعليمه. و انتقل الوفد إلى قاعة المتحف التاريخي الذي يبرز جهاده و نضال الزعيم مرحلة بمرحلة مجسما بالصور التاريخية.

 و كذلك المتحف المحاذي الذي يبرز ملابسه و أدوات العمل و الهدايا من قبل الملوك و الرؤساء العرب الأجانب و أثر زيارة المتحف غادر الوفد المرافق إلى ساحة الروضة أين تجاذبوا أطراف الحديث مع السيد الحبيب بورقيبة الابن حول المسيرة   النضالية للزعيم الراحل المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة طيلة نصف قرن. و أثناء الحوار ابرز مناضل دستوري من القيروان جاء خصيصا للمشاركة في الذكرى وفاء لروح الزعيم الحبيب بورقيبة وأهدى   كتاب يبرز صور تاريخية للزعيم انطلاقا من المنفى بفرنسا إلى   عودته يوم غرة جوان 1955 . وذكريات وطنية أخرى.

كما قدم

 السيد محمد العروسي الهاني كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة.

النسخة الثانية من الكتاب الذي ينوي إصداره و الذي يشتمل على 66 مقالا في الصحف و الانترنات عن مسيرة الزعيم الراحل و الاحداث الوطنية و الردود على بعض المقالات التي برزت على الساحة وذكريات جميلة و أحداث هامة و قد تصفح الإخوة الكتاب و أعجبوا لمحتواه وطالبوا صاحب الكتاب مدهم بنسخ منه بعد إنجازه و شكر السيد الحبيب بورقيبة الابن هذه المساعي و المبادرة الطيبة و على اثر ذلك ودع الحاضرون نجل الزعيم وحرمه و نجله و الوفد المرافق له وقد تأثرت وأنا أغادر الروضة ببعض اللوحات الشعرية الخالدة.

و اخترت منها هذه الأبيات للتاريخ للشاعر جلال الدين النقاش بالفصحى:

 

بعنوان : زعيم الأمة صخرة التاريخ

 

يا صخرة خط فيها الدهر إنشطارا            و اودعتها يد التاريخ اسرارا

حفظت من محنة الاوطان ادوارا              و من ليالي الكفاح السود تذكارا

من صاغ   جالطه في صورة الجبل           و من بناها على الامواج في الازل

ومن اعد نواحها كمعتقل                     لقائد بطل ناهيك من بطل ؟

 

ما شاهـــــدت مثلـــــه مغــــــــوارا

 

هنا، الحبيب المفدى درة الزمن

قد سيق معتقلا :  و الشعب في محن.

ألقته في الاسر أيادي الظلم و الإحن

و أرهقته لتؤذي مهجة الوطن

 

 

في شخص قائده سامته أضرارا

 

 

أما الشاعر محمد الساسي الصغير الشاعر الملحون فقد قال :

 

كانك مسلم و عفيف               تخاف ربي و ايمانك وافي

اللي يحب الحمل خفيف          ما يكونش حاقد و جافي

يكون قلبه بالناس سخيف        و يمشي على خاطرهم حافي

نضرب عل وطني بالسيف      حتى يكل الهند الهافي

و كيف نلقى ميعاد نظيف        نتبع بورقيبة و لا الصافي

الغادر يمشي مغدور              و بورقيبة انشالله منصور

 

أما الشاعر أحمد اللغماني باللغة الفصحى في رثاء الزعيم يوم 06 أفريل 2000 قال:

 

أيها الراحل الحزين تمهل                     بعض حين فلي حديث أخير

و حديثي إليك نجوى نجى                    قلبه طافح أسى، موتور

قد تهاوت بك السنون و أبلى                 الشيب ما أبدع الشباب القديم

تلك أطوار قصة المجد : نعمى              ثم بؤس و المجد نار و نور

لست أسى أن المقادير أقصتك              فللحكم هبة و فتور

عمر المجد ذو امتداد مع الآماد             و الحكم عمره مبتور

مثلما الحكم لم يزد مجدك الشامخ          مجدا فسلبه لا يضير

لست آسى لذلك إن أساي                   المر هذا الجحود و التزوير

فكان لم تكن بتونس مصباحا              مضيئا إذا أطبق الديجور

إذ تولي مصير تونس محتل               خبيث و آمر مأمور

و كأن لم تفك قيدا و طوقا                  فإستراحت معاصم و نحور

و كان لم يسد بفضلك حكما                تونسي، و لم يقم دستور

نسي القوم؟ أم تناسوا؟ فهل                يجدي ملام؟ أو ينفع التذكير؟

أين ذاك الهتاف في كل بطحاء           يدوي؟ أين النداء الجهير؟

أين راح الرواد؟ أين الحواريون؟       لا دعوة ولا تبشير

أين أهل الوفاء؟ قد أنكر الأحباب        أحبابهم و ند العشير

أين شعرا تحلبت منهم أطماع            جياع، و غيض فيه الشعور

سال سيل السراب في فدفد أغبر         لا ظلّ عنده لا غدير

مبدعوه إن كان ثمت إبداع                سماسير همّهم توفير

رصدوا من نفاقهم رأس مال             ثمروه، و أثمر التثمير

و نفوس المنافقين بغايا                   ضاق عنها الرصيف و الماخور

كم سعاة سعوا اليك ز مسعاهم خداع وودهم تغرير

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

 

 

 

 

 
 
 
 

أخبار الجامعة القيادي الطلابي الإسلامي العجمي الوريمي خارج أسوار السجن ….

 
تم يوم الثلاثاء 24  جويلية 2007  إطلاق سراح القيادي الطلابي الإسلامي العجمي الوريمي بعد أن قضى متنقلا بين مختلف السجون التونسية ستة عشر سنة و ثلاثة أشهر تعرض خلالها إلى أقسى أنواع التعذيب و المعاملة السيئة التي دفعته في فترات عديدة إلى شن إضرابات عن الطعام …….   و قد تبنت قضيته العديد من المنظمات الحقوقية المحلية و الدولية و كانت المحكمة العسكرية بتونس قضت بسجنه في صائفة 1992  بالسجن مدى الحياة  و العجمي الوريمي متحصل على الأستاذية في الفلسفة و قد عرفته ساحات الكليات مناضلا لا تلين له قناة و متحدثا بارعا في التجمعات و الإجتماعات العامة التي كان ينظمها الإتجاه الإسلامي في الجامعة كما عرف عنه تدخلاته المتميزة في حلقات النقاش خاصة في كلية الآداب بمنوبة و كليتي الحقوق والعلوم بالمركب الجامعي بتونس.

 

النتائج النهائية لباكالوريا 2007  :

      

عدد الناجحين

نسبة النجاح

الولاية

234 6

79,64

1- صفاقـــــس :

225 2

70,61

2- المهديــــــة :

380 3

70,33

3- المنستيــــر :

736 3

69,58

4- سوســــــة :

476 3

68,55

5- أريانـــــــــة :

885 3

68,48

6- نابــــــــل :

256 7

67,51

7- تونــــس :

740 3

64,92

8- بن عــــروس :

050 3

64,24

9- مدنيـــــن :

 

62,87

10- منوبــــة :

854

62,33

11- تــــوزر :

376 3

61,15

12- بنــــزرت :

955 2

60,49

13- القيــروان :

650 2

59,95

14- قابـــس :

691 1

59,29

15- باجـــة :

218 2

59,27

16- الكـــاف :

242 1

58,44

17- تطاويـــن :

570 1

57,05

18- سليانــــة :

 

55,33

19- زغــوان :

975 2

54,60

20- سيدي بوزيد :

505 1

53,50

21- قبلـــــي :

614 2

53,22

22- جندوبـــة :

 

50,40

23- القصريـــن :

940 2

48,39

24- قفصـــة :

 

 

 

 

التوجيه الجامعي: نتائج الدورة الأولى ….

أسفرت عملية التوجيه الجامعي للحائزين على باكالوريا 2007 عن نفاد المقاعد في :

– كليات الطب الأربعة : تونس – صفاقس – سوسة – المنستير

– كليتي الصيدلة و طب الأسنان بالمنستير

– المعاهد التحضيرية للدراسات الهندسية الخمس : تونس – المنار – نابل – المنستير – صفاقس

– المعاهد العليا للرياضة و التربية البدنية الثلاث : قصر السعيد – الكاف – صفاقس

– معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج

– المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية و التعمير بتونس

– المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا بتونس

– المعهد العالي للدراسات التحضيرية في البيولوجيا و الجيولوجيا بسكرة

– معهد النهوض بالمعاقين بقصر السعيد

كما لوحظ أن عدد المقاعد المتبقية للدورة الثانية من التوجيه قليلة جدا في مؤسسات جامعية أخرى على النحو التالي :

– المعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت : 44

– معهد الصحافة و علوم الأخبار : 29

– المعهد الأعلى للتوثيق : 30

– المعهد التحضيري للدراسات الأدبية و العلوم الإنسانية بتونس : 16

– كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس : 82

– المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحة بسوسة : 31

– المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحة بالمنستير : 10

– المدرسة العليا لعلوم و تقنيات الصحة بصفاقس : 15

– المعهد العالي للرياضة و التربية البدنية بقفصة : 12

– المعهد العالي للدراسات التكنولوجية في المواصلات بتونس ( الغزالة ) : 16

 

كلية العلوم بالمنستير : طالب يعتدي على العميد …

في أواخر شهر جوان الفارط – و خلال دورة المراقبة – تم ضبط أحد الطلبة وهو أصيل ولاية القصرين بصدد الغش في الإمتحان فوقع عرضه على مجلس التأديب .. و بعد انتهاء الإمتحانات اتصل بالعميد لمعرفة قرار المجلس فيما يخص التهمة الموجهة إليه و لما لم يحصل على جواب شافي قام برمي العميد بآلة لمسك الأوراق و مزق بعض الملفات الموجودة على مكتبه

و رغم استنجاد العميد بالبوليس الجامعي إلا أنه تلقى العديد من الضربات التي وجهها له الطالب وخاصة في الأماكن الحساسة من جسمه تم على إثرها نقله إلى المستشفى للمعالجة

 

دراسة الطب و الصيدلة و طب الاسنان بالسينغال :

في إطار اتفاقية بين تونس و السينغال تقرر تمكين عدد من الطلبة الجدد ممن تحصلوا على باكالوريا 2007 في اختصاصي الرياضيات و العلوم التجريبية من مواصلة دراستهم في اختصاصات الطب والصيدلة و طب الاسنان بالسينغال

و يشترط في المترشحين أن لا يتجاوز عمرهم 22  سنة و وجوب حصولهم على معدل لا يقل عن 14  من 20  في باكالوريا 2007

و قد حدد آخر أجل لتقديم الترشحات ليوم الجمعة 10  أوت 2007  و بصفة وجوبية إلى الإدارة العامة للشؤون الطالبية بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجي

و في الختام :

 » إن الشباب العربي يشعر بأكثر من رغبة للصراخ ، مشحون بطاقة الرفض و التمرد ، و يشعر أن أطواقا من العزلة تشيد حوله ، وكل التوصيفات الجاهزة ، و الصيغ الفوقية ، و مؤسسات الرعاية المفترضة التي تقدم هبات من قبل الحكومات ، جميعها استعارات تتسم بالتجريد تفقد الأهلية على التعايش مع الواقع و معطياته ، و تزيد الوضع تعقيدا ، و تتفاقم بالمقابل المشاكل أمام الشباب الباحث عن مشروعية دوره، و حقه في صياغة مستقبله « 

 

الشباب العربي و رؤى المستقبل

(سلسلة كتب المستقبل العربي – مركز دراسات الوحدة العربية)

(المصدر: أخبار الجامعة من موقع « طلبة تونس »، السنة الأولى – العدد رقم 32 بتاريخ 31  جويلية  2007)

الرابط: WWW.TUNISIE-TALABA.NET

 


 

شقاق في الكيان

بقلم: أم أسيل بذور الشقاق دبت في الكيان فهل من رشيد قوي البيان صعقته سياط الظلم موجعة فشلت منه الرأس واليدان ولكن بعزم هز هامته يلملم جراحات قلب وأحزان أيام جمر وهل تنسى حرائقها لازال منها حمل وأوهان ولكن رفيع النفس شيمته إذا ظلم عفا وليس هوان فيا إخوة الدرب هذا الشقاق لا يخفى عن بعيد ولا دان وان كنتم حمائم أو نسورا فالكل بالإرهاب مدان هذي شريعتنا وهي قبلتنا والعقل فيها حكيم وسلطان إذا تجردنا من طمع يراودنا ومن جهل ومن عجز وأوثان فلا تجعلوا شيخا هو الصنم ولا الشباب ولا العنفوان وعش يا أخي حرا شهادتك قول حق وطلق لسان وإن كان ذا قربي فخالفه وحاوره بعقل وبرهان.


 

رئيس وزراء المغرب يقوم بزيارة قصيرة لتونس

 

تونس ـ ا ف ب: افاد مصدر رسمي ان رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو وصل الخميس الي تونس في زيارة قصيرة يجري خلالها محادثات مع نظيره التونسي محمد الغنوشي. ورافق جطو الذي لم تعلن زيارته مسبقا، ويزرا التجهيز والنقل كريم غلاب والصناعة والتجارة صلاح الدين مزوار. واضاف المصدر ان رئيس الوزراء المغربي سيعقد جلسة عمل مع نظيره التونسي قبل مغادرته مساء الخميس. وتاتي الزيارة التي تركز علي العلاقات الثنائية والاقليمية قبل زيارة سيقوم بها الغنوشي الي الجزائر السبت والاحد المقبلين. وتنتمي المغرب وتونس والجزائر الي اتحاد المغرب العربي الذي يضم ايضا ليبيا وموريتانيا والمتعثر منذ 1994 بسبب النزاع علي الصحراء الغربية. وتقيم تونس علاقات اقتصادية وسياسية جيدة علي المستوي الثنائي مع كافة الدول الاعضاء في اتحاد المغرب العربي. ووقعت تونس والرباط اتفاق تبادل حر ادي الي ارتفاع نسبته 85% في حجم التجارة خلال الثلاثة اشهر الاولي من عام 2007، حسب وزارة التجارة التونسية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


اقبال واسع على سهرة الكوميدي الفرنسي من اصل مغربي جاد المالح في قرطاج

 
قرطاج (تونس) (ا ف ب) – قدم الكوميدي الفرنسي من اصل مغربي جاد المالح عرضا ناجحا على خشبة المسرح الروماني في قرطاج امام اكثر من 20 الف شخص صفقوا واقفين بعد ان ضاقت بهم المدرجات الاثرية التي تتسع لحوالى 12الف شخص. وفوجىء المالح عند صعوده خشبة المسرح بالحضور الكبير فقال « انا مضطرب (…) لم اكن اتوقع ان اعتلي هذا المكان العريق الذي سبقني اليه عمالقة واجد هذاالجمهور » الذي وصل بعضه من فرنسا والجزائر والمغرب. وشكلت سهرة الكوميدي وهي الاولى له في تونس ذروة الحفلات الاجنبية منذ الرابع عشر من تموز/يوليو ضمن اطار مهرجان قرطاج الدولي الثالث والاربعين الذي يختتم لياليه في 16 اب/اغسطس الحالي. وامام الاقبال الواسع بحيث نفذت التذاكر بعد ساعات من طرحها في الاسواق اضطر المنظمون الى فتح ابواب المسرح قرابة الاربع ساعات قبل موعد الحفلة تفاديا للازدحام. ولم تتمكن ادارة المهرجان من تقديم عرض ثان او ابدال مسرح قرطاج بالملعب الاولمبي في رادس جنوب العاصمة والذي يستوعب حوالى 60الف متفرج. وقالت الفرنسية اميلي (24 عاما) « عبرت البحر الابيض المتوسط لحضور عرض جاد الرائع في تونس (…) لكن من المؤسف ان يقدم العرض وسط هذا الازدحام الكبير وفي يوم شديد الحرارة ». وقدم المالح طوال ساعتين مقتطفات من اعماله المسرحية « ابي بالاعلى » و « الاخر هو انا » التي ينتقد فيها بعض السلوكيات والعلاقات الاجتماعية. كما ارتجل العديد من المواقف التي اضحكت الحضور. واشادت الصحف التونسية بالمالح ووصفته ب »الفنان الذكي والموهوب فضلا عن خفة الروح ». وقالت صحيفة الصباح « كنا امام فنان متكامل من كوميدي الى عازف ممتاز وراقص كافضل ما يكون (…) ما جعل الوقت يمر كلمح البصر ». والمالح من ابرز الفنانين الفكاهيين في فرنسا كما انه يتمتع بشعبية كبيرة في البلدان المغاربية. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 3 أوت 2007)


جاد المالح في قرطاج: حفل ناجح وسط أمواج متلاطمــة من الجماهيــر

 
ربما لم يسبق ان عرفت احدى سهرات مهرجان قرطاج الدولي على الاقل في السنوات الاخيرة اقبالا جماهيريا في حجم ما شهدته سهرة الاربعاء 1 أوت الجاري مع الفنان جاد المالح في اطار الدورة 43 لمهرجان قرطاج الدولي. طوفان من البشر من مختلف الاعمار غمر المسرح الأثري بقرطاج واودية من السيارات ربضت في الشوارع المحيطة بالمسرح.. احتلت الشوارع والارصفة.. منذ الساعة السادسة مساء والشمس مازالت قوية وساطعة، غصّت المآوي القريبة من المسرح الأثري بقرطاج على اتساعها بالسيارات.. ولم تبق الا بعض الاماكن القليلة في المآوي الخاصة بالمسرح.. صفوف تكاد لا تنتهي جحافل الناس محملين بقوارير الماء والمشروبات وما خفّ حمله من الاطعمة وتلك الصفوف الطويلة التي تكاد لا تنتهي ومختلف الاجراءات الاخرى التي لا بد من المرور بها قبل ان تجتاز آخر نقطة للمراقبة (مراقبة التذاكر والبطاقات) كلها عوامل تجعلك تشعر انك ربما تعيش لحظة تاريخية هامة.. ودون ان تشعر تصدر عنك آهة ارتياح مجرد دخولك الى المسرح لانه حقيقة في مثل هذه الظروف وفي ظل ذلك الاقبال الجماهيري العارم  وانت تدخل المسرح تتساءل هل ستجد موطئ قدم الى جانب تلك السيول الجارفة من البشر؟ ثم كيف سيكون العرض في ظل هذه الاجواء الساخنة جدا وازاء جماهير رابضة بالمسرح منذ اكثر من اربع ساعات تنتظر لحظة الحسم بشوق كبير؟ جماهير كانت في حالة انتشاء قصوى تذكرنا باجواء الملاعب خلال المباريات الحاسمة او حتى العروض الرياضية القديمة على الطريقة الرومانية. هيستيريا عامة انطلق العرض بعد العاشرة ليلا بدقائق اي بزيادة اكثر من نصف ساعة عن الموعد المعلن عنه من قبل.. في اجواء اقرب ما تكون الى الهيستيريا العامة وكانك بالجمهور لا ينوي التوقف عن الهتاف. المصافحة الاولى تمت عن طريق الرقص.. لحظات قليلة ثم استدار جاد المالح ليحيّي جمهورا يقابله لاول مرة فاذا بحرارة اللقاء فاقت كل التوقعات دفعت به الى التأكيد على انه لم ير مثل  هذا في حياته من قبل.. مرت بضع دقائق واذا بنا جميعا نطمئن على سير العرض.. الجمهور وعلى الرغم من كثرته وعلى الرغم من استعداده لكل شيء سمح بتقديم سهرة ناجحة.. سهرة لطيفة  وظريفة ومسلية. تضحك فيها دون انقطاع.. كنا ازاء فنان متكامل، رجل كوميديا كما نتمنى ان يكون عادة رجال الكوميديا، عازف ممتاز وراقص كأفضل ما يكون. اقبل جاد المالح على الركح بلباس المالوف، سراوله الجينز وقميصه الازرق الغامق وسترته التي ينزعها ثم يلبسها من جديد وفق المشهد. لم يكن هناك من ديكور سوى كرسي وآلات موسيقية في زاوية مخفية على الركح وجماعته الذين يمررون له هذه الآلة او الاخرى كلما طلب ذلك. لم نكن ازاء عرض موسيقي ولكن جاد المالح يعوض لوحده جيشا من هؤلاء الذين يؤثثون المسارح عادة من موسيقيين وممثلين. كل حركة يقوم بها وكل نكتة يطلقها الا وتكون سببا في اضحاك الجمهور الى حد القهقهة.. فقد مضى وقت طويل على هذا الجمهور كي يستمتع بعرض كوميدي من هذا الطراز العالي. الوقت مرّ في لمح البصر ومدة العرض التي تجاوزت الساعتين بدت وكأنها ثوان. ساعتان والرجل يظهر من الطاقة والحماس الى درجة تثير الاعجاب، كان يتحرك على الركح، يخترقه طولا وعرضا ويدور من حوله على طريقة الرياضي المتمرّس.. واحيانا يقفز وكأنه يطير.. للاستقبال الجماهيري وذلك الحماس الكبير الذي اظهره الحضور وتلك اللهفة والرغبة المؤكدة في متابعة عروضه دور في انجاح العرض.. ولكن جاد المالح ملك من الموهبة ومن خقة الروح ومن الذكاء ما يجعله قادرا على تحريك الصخور.. هزل من الواقع مستمد من حياة الناس البسيطة ومع ذلك لا نجد وراء نكته سواء تلك المدرجة في عروضه القديمة على غرار «الآخر هو أنا» او في عرضه الجديد «ابي بالأعلى» فلسفة واضحة.. نكته ومشاهده الكوميدية مستمدة من الواقع، من حياة الناس البسطية. نصوصه قريبة جدا من الناس. وبما انه مغربي المولد والمنشإ فان المجتمع المغربي نجده ممثلا في شخوصه وفي نكته بامتياز.. الامر الذي يجعل الجمهور التونسي يشعـــر وكأنه المعنـــي بالحديث.. فالسكاتشات الخاصة بالانسان المغربي او الجزائري تنطبق ايضا على التونسي ولا نستطيع الا ان نحيي تلك المعرفة وتلك الدراية بخصوصيات هذه المجتمعات التي ينحدر منها جاد المالح وخاصة الجانب الطريف لديها لكن العرض ولئن استعار بعض السكاتشات خاصة من عرضه قبل الاخير التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب بكل ما فيها من اغان وحركات ومواقف، فان عرض قرطاج كان فرصة بالخصوص للارتجال ونحن نعرف كم ان الرجل مبدع في الارتجال.. هو دائما حاضر البديهة ويجد الرد المناسب على اي موقف في قالب هزلي كأفضل ما يكون دون المس بأي كان. كانت المدارج كما سبق وذكرنا تغصّ بالجماهير ولكن لحسن الحظ ان انتصبت شاشات ضخمة من جهة مدخلي المسرح على اليمين وعلى اليسار الامر الذي مكننا من مشاهدة مختلف تفاصيل العرض خاصة وان جاد يخطر له في كل لحظة خاطر فهو يختفي وراء سور المسرح او يصعد الى فوق السور او ينزل بعض درجات احد السلالم بالمسرح معلنا فرحه بالاداء في هذا المكان الفسيح والعتيق. اداء وانشراح لكن هذه الشاشات مكنتنا بالخصوص من مشاهدة مختلف تقاسيم وجهه (الوسيم طبعا ببشرته البيضاء وعينيه الزرقاوين ولون شعره القاتم) وهو يتنقل بين مشهد وآخر.. لقد كان على امتداد العرض في حالة انشراح ويضحك قبل غيره على تلك النكت التي يرويها او السكاتشات التي يقدمها حول بعض السلوكات او العلاقات الاجتماغية (العلاقة مع الاطفال، العلاقة بين الأزواج، العلاقة بين الاصدقاء، بعض المواقف الطريفة وبعض الحالات غير العادية التي يعيشها البعض الخ) كل ذلك يقوله او يجسّمه، وهو يضحك ومنشرح الصدر وهذا الشعور بالارتياح يقدم لنا احد الاسباب التي تجعل الرجل يتماسك على الركح ويحتفظ بنفس الحيوية.  فهو يؤدي عمله وهو يستمع كواحد من  الجماهير.. سبب هام ينضاف دون شك الى الموهبة والحرفية لكن لا ننسى ايضا الشهرة التي يتمتع بها جاد المالح وهي شهرة عالمية.. شهرة جعلته وهو لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره (من مواليد 1971) يصل الى القمة ويقدم عروضه دائما مع نفاذ تام للتذاكر ليس فقط في فرنسا بل اينما يحل. ربما لم تكن ظروف الدخول الى المسرح متساوية خاصة لمن لم يسعفه الحظ في الوصول باكرا لكن وعلى ما لاحظنا فان الفرحة بدت عامة.. الجمهور بكامله من اعلى المدارج التي تبدو لنا وكأنها امواج تتلاطم والى الاسفل، لم يخب ظنه.. وامضى لحظات مممتعة.. لم يكن الامر يحتاج الى أكثر من لقطات بسيطة من الحياة (فرنسا والمغرب العربي والمغرب الاقصى بالخصوص) وشيء من خفة الدم وكثير من الجهد. حيــاة السايــب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


الكوميدي الفرنسي – المغاربي جاد المالح يعيد البهجة إلى قرطاج

 
أمام أكثر من عشرة آلاف متفرج في المسرح الأثري في قرطاج قدم الفنان جاد المالح (36 سنة) عرضاً جمع فيه بين جديده وقديمه، مازجاً المواقف الكوميدية بالغناء والرقص. ساعتان من الوقت تقريباً كانت كافية ليشهد المسرح حدثاً فنيّاً وسهرة ناجحة. ساعتان من الضحك المتواصل والتفاعل غير العادي بين المالح وجمهوره الذي كان في أغلبه من الشباب الذي يبدو أنه يحفظ مقاطع بأكملها من أعمال الممثل المغربي، كما ردد معه أغلب أغانيه الـتي قدمها ومن بينـها «le petit oiseau» و«Its keys my life». العرض انطلق في حدود العاشرة ، لكنّ مدارج المسرح الأثري كانت مملوءة بأكثر من عشرة آلاف متفرج منذ الساعة الخامسة مساء، ما يدلّ على شعبية هذا الفنان الفرنسي من أصل مغربي. ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق للمالح ليترك له المجال بعد ذلك لتقديم عرضه وكان في كل مرة يتوقف ليرد على تحيات جمهوره وتصفيقه الشديد، جاد لم يكن يتوقع كل هذه الحرارة في الاستقبال على رغم ما سمعه عن مكانته لدى الجمهور التونسي وقد دمعت عيناه من شدة التأثر. عرض جاد المالح كان مزيجاً من فنون عدة، الممثل الكوميدي والمغنّي والراقص وعازف الغيتار، وبين هذا وذاك كان العرض أشبه بعلاقة تبادل ورود المحبة بين الفنان وجمهوره الذي لم يتركه يغادر المسرح. وكان العرض محور لقاء صحافي عقد مساء أول من أمس بحضور العديد من ممثلي وسائل الإعلام وقال المالح: «إن وجودي في تونس يعتبر حدثاً مهماً بالنسبة اليّ، أضاف بأنه «فخور بلقاء الجمهور التونسي المعروف بحرارة الاستقبال وفي مكان عريق ورائع مثل المسرح الروماني في قرطاج». وجاد المالح فــــنان فرنــــسي مغربي استطاع خلال مـــسيرته أن يحقق شـــهرة كبـــيرة وإشــــعاعاً ليس في فرنسا فحســب بل في عديد العواصم الأوروبية وفي المغرب. ويعتبر المالح من ألمع نجوم الكوميديا في فرنسا اليوم وهو الذي تمّ اختياره الشخصية الأكثر طرافة لسنة 2007 وهو يعتز بجذوره العربية حيث إنه ولد في الدار البيضاء وغادرها وهو في السابعة عــــشرة من عمره في اتجاه كندا ثم إلى فرنسا سنة 1992. سنة 1995 قدّم جاد المالح أوّل عرض من نوع «الوان مان شو» بعنوان «مفارقات» ومثّل هذا العرض سيرة ذاتية خاصة به تروي انطلاقته من مونتريال وتحكي أطوار حياته في باريس. ثمّ كانت مشاركته في الشريط السينمائي الطويل «سلام يا ابن عمي» عام 1996 لمرزاق علواش الذي نال عدداً من الجوائز، وقدم المالح للسينما أدواراً تراجيدية ابدع فيها كدوره في شريط «الرجل امرأة كالأخريات» وكذلك شريط «قطار الحياة»، ثمّ زادت شهرته مع عرضه الثاني في فن «الوان مان شو» الذي حمل عنوان «الحياة طبيعية» وكذلك شريط «الحقيقة إن لم أكذب». وآخر أعمال المالح «الآخر هو أنا» الذي صدر في قرص «دي في دي» في العام 2005 وهو العرض الذي يقدمه في سهرتي مهرجان قرطاج الدولي لهذا العام. هذا وقد نال جاد المالح «وسام فارس الفنون والآداب» كما تمّ اختياره الشخصية الأكثر طرافة في فرنسا لسنة 2007. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


في أحد الأحياء الشعبية بمدينة قفصة: مسلح يقتحم منزل عائلة ويختطف إحدى فتياتها بالقوّة ويغتصبها

 
نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة في قضية راجعة من التعقيب مثل فيها المتهم بحالة سراح لاتهامه بكونه تعمد خلال  شهر أفريل2002 بمدينة قفصة ارتكاب جرائم تحويل وجهة شخص باستعمال السلاح ومواقعة أنثى غصبا باستعمال العنف والسلاح والتهديد  ودخول محل الغير ليلا دون ارادة صاحبه  باستعمال الخلع ومحمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة والسكر الواضح واحداث الهرج والتشويش  وهي الجرائم المنصوص عليها  وعلى عقاب مرتكبها  بالفصول 237 – 227  – 256 – 257 – 316 و317 من القانون الجنائي  والقانون  المؤرخ في 12 / 06 / 1969 حيث أنتجت الابحاث  المجراة في القضية أنه بواسطة أعوان فرقة الشرطة العدلية بقفصة  تقدمت مواطنة الى مقر الفرقة بشكاية مفادها أنها تعرضت الى الاعتداء بداخل منزلها والتهديد ووقع تحويل وجهة شقيقتها بالقوة بواسطة السلاح من قبل المتهم في هذه القضية والذي  اختطف شقيقتها الى وجهة غير معروفة وبعد استكمال  الابحاث  الابتدائية  اذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي في الغرض انطلقت بموجبه  الابحاث وكانت قضية الحال  وبالتحرير على المتضررة من قبل قلم التحقيق  صرحت أنه وبتاريخ  الواقعة في ليلة 28 أفريل 2002 وفي حدود  منتصف الليل  بينما كانت بداخل منزلها وبغرفة نومها  هجم عليها  المتهم شاهرا بيده موسى وصفعها على وجهها وطلب منها السماح له باصطحاب شقيقتها  عندها حاولت شقيقتها الصياح  فهددها بالموسى  وبعد ادخال  الهلع والخوف على كافة العائلة وبعد  ركل الشاكية وتعنيفها وتعنيف شقيقتها وجرّ  هذه الاخيرة من شعرها الى الخارج،  وكانت الشاكية تتوسل له بالحاح لترك سبيل اختها وبيدها ابنتها الصغيرة التي كادت تفقد وعيها من شدة الرعب وهول الموقف لكن المتهم أصر على فعلته  وهدد ابن الشاكية بالسلاح في صورة تدخله، غادر المكان من الباب الخارجي للمنزل لوجهة غير معروفة وفي الغد اقبلت شقيقتها واعلمتها بأنه اغتصبها  بواسطة التهديد بالسلاح. وبالتحرير على المتضررة صادقت على تصريحات شقيقتها مضيفة أن المتهم حول وجهتها الى جبل بحي السرور.. وقام باغتصابها  تحديد تهديد السلاح وبعرض الموسى التي حجزت لدى المتهم كاداة للجريمة تعرفت عليها.. وباستنطاق المتهم تمسك بالانكار التام لما نسب اليه وواصل ذلك طيلة مراحل التتبع ناسبا سبب الشكاية الى علاقة  سابقة مع الشاكية وبعد علمها  بزواجه  أواخر شهر افريل 2002 أرادت أن تورطه في هذه الجريمة. ولدى مثوله امام محكمة البداية رأت ان رواية زاعمة المضرة لا تستقيم لعدة اسباب  من بينها  بامكان زاعم الضرر طلب النجدة نظرا لقرب منزلها من الاهالي  وبالامكان  السيطرة على المتهم  مع افراد عائلتها بسبب حالة السكر وغيرها. وبعد اقرار الحكم الابتدائي في مرة أولى وعلى اثر نقض القرار الاستئنافي  واحالة القضية على محكمة الاستئناف بقفصة لاعادة النظر فيها بهيئة اخرى قررت هذه الاخيرة  الحكم على المتهم بـ 20 سنة سجن نافذ. رياض (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


بسبــــب انخفـــاض تكاليـــف العـــلاج: المصحات التونسية تستقطب أكثر من 50 ألف مريض أجنبي جلهم من بلدان مجاورة سعر يوم واحد بمصحة تونسية أقل من 3 إلى 5 مرات في مصحة أوروبية

 
تونس – الصباح أصبحت تونس خلال السنوات الأخيرة تستقطب أعدادا وافرة من الأجانب سواء من بلدان عربية أو أوروبية للتداوي بالمؤسسات الصحية  أو طلبا لخدمات المحطات الإستشفائية.. وتشير توقعات وزارة الصحة العمومية إلى مزيد تنامي هذه الفئات سواء في إطار الهجرة العكسية أو غيرها.. خاصة وأن تيارات الهجرة عرفت أنماطا جديدة تتمثل في انتقال الكثير من المسنين والمتقاعدين أصيلي بلدان الشمال نحو بلدان جنوب المتوسط.. وأظهرت دراسات ميدانية توافد أعداد هامة من المتقاعدين التونسيين من الأجيال الأولى للهجرة نحو بلدهم الأصلي وذلك في إطار العودة النهائية.ولا شك أنه منذ إصدار قانون 7 أوت 2001 المتعلق بالمؤسسات الصحية التي تسدي خدماتها لفائدة الغير بدأ عدد الوافدين على المصحات الخاصة من الأجانب يتزايد.. وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن صادرات الخدمات الصحية بالمصحات الخاصة تتطور بنسق مطرد وصل إلى 24 بالمائة بين سنتي 2003 و2005 وأن عدد المرضى المتداوين بتونس خلال الفترة نفسها ارتفع من 42 ألف و211 إلى 56 ألف و383 مع الملاحظة أن جل هؤلاء المرضى من بلدان مجاورة وأن عدد الأوروبيين منهم خلال نفس الفترة تطوّر من 7 فاصل 7 بالمائة إلى 18 بالمائة كما بلغ حجم الصادرات الصحية للمصحات الخاصة 134 مليون دينار سنة 2003. كما تبين المعطيات نفسها أن الخدمات الصحية للأجانب يقدمها أساسا القطاع الخاص.. وأن المرضى الأجانب يفضلون العلاج في تونس بحثا عن الظروف الملائمة التي قد لا تتوفر في أنظمة بلدانهم الصحية مثل انخفاض الكلفة وتوفر التجهيزات والتقنيات الطبية ونوعية العلاج.. ومقارنة بالأسعار المرتفعة بالمستشفيات الأوروبية نجد أن سعر يوم واحد بمصحة تونسية أقل من 3 مرات إلى 5 مرات من أوروبا. كما أن تكاليف الجراحة على القلب المفتوح تقدّر بثلث التكاليف المعمول بها في أوروبا وتعتبر جراحة عدسة العين مناسبة جدا وهي أقل بخمس مائة أورو أي النصف مقارنة بأوروبا.وبالإضافة إلى ذلك فإن التكاليف الجملية المتضمنة للسفر بالطائرة والإقامة والعلاج للعمليات الجراحية التجميلية أقل من 30 إلى 50 بالمائة من تكاليفها بفرنسا ويعد احتساب التكاليف بهذه الطريقة صيغة متبعة في بعض الخدمات الصحية التصديرية ويتعين التفكير في جعلها تشمل خدمات أخرى. كما أن سهولة الحصول على التأشيرة لدخول تونس ساهم في تطور عدد الأجانب الوافدين على المؤسسات الصحية. إضافة إلى أن 90 بالمائة من هياكل القطاع الصحي التونسي الخاص موجودة قرب المطارات الدولية التونسية.. كما الخدمات الإستشفائية بماء البحر ومراكز العلاج بها ساهم في تطوير السياحة الصحية.. ما يجب القيام به لا شك أن دفع قطاع السياحة الصحية بتونس يتطلب العمل على تنمية المداخيل.. ويقترح تقرير صحي السعي إلى تنمية المداخيل بنسبة 20 بالمائة سنويا مع إعداد مراكز للنقاهة الطبية داخل منشآت صحية وإعداد مراكز سياحية ومناطق ذات صبغة سياحية صحية لإقامة الأجانب مثل التجميل وجراحة العيون والعظام والقلب وزرع الأسنان وتطوير سياحة الصحة والرفاهة والعلاج بمياه البحر. كما يجب اعتماد الجودة والتوجه نحو التطابق مع المقاييس والمؤشرات الدولية في مجال الصحة والتوجه نحو التطابق مع المقاييس الأوروبية لتتمكن تونس من استثمار أفضل لطاقاتها في تصدير الخدمات الصحية نحو أوروبا إضافة إلى تهيئة مناطق صحية لاحتضان وانتصاب مشاريع صحية وطبية معدة للتصدير وإقرار تشجيعات لفائدة المستثمرين التونسيين بالخارج والأجانب لبعث مدن وقرى طبية سياحية صحية وتسهيل قدوم المرضى الأجانب ومرافقيهم وبعث مواقع الكترونية على شبكة الانترنيت للتعريف بالخدمات الصحية السياحة ووضع دليل حول السياحة الطبية بتونس. ويمكن إرفاق هذا الدليل بمعطيات حول تطور الموارد البشرية بالقطاعين العمومي والخاص.. وتشير الاحصائيات المتعلقة بالقطاع العمومي لسنة  2007 إلى أن عدد أطباء الأسنان يبلغ 9653 طبيبا وعدد الصيادلة 1859 وعدد الممرضين 31 ألف و758 أما الاحصائيات المتعلقة بالقطاع الخاص فهي تعود لسنة 2006 وتشير إلى أن عدد الأطباء العامين يبلغ 2735 وعدد أطباء الأسنان 1404 وعدد الأطباء المختصين 2141 وعدد العاملين في السلك شبه الطبي يبلغ ألفا و89 .. وفي ما يتعلق بالبنية الأساسية بالقطاع العمومي خلال سنة 2006 فيذكر أن عدد المعاهد والمراكز المختصة بلغ 18 وعدد المستشفيات الجامعية العامة بلغ 11 والمستشفيات الجهوية 33 والمستشفيات المحلية 109 ومراكز الصحة الأساسية 2074 والصيدليات 1712 ومخابر التحاليل 220 ومخابر التحاليل البيولوجية 206 ومخابر تحاليل الأنسجة 14 ووحدات إنتاج الأدوية 30 وبلغت نسبة تغطية الحاجيات من الأدوية بالإنتاج المحلي 46 بالمائة. وفي ما يتعلق بالبنية الأساسية بالقطاع الخاص فتشير إحصائيات سنة 2006 إلى أن عدد المصحات بلغ 99 مصحة بطاقة استيعاب قدرها 2579 وبلغ عدد مراكز تصفية الدم 99 وآلات تصفية الدم 984 ومراكز العلاج بالبحر 26 ومصالح النقل الصحي 90 وسيارات الإسعاف 130 ومراكز التصوير الطبي 134 والصيدليات 1667 ومخابر التحاليل البيولوجية 222 .. ولاشك أن استغلال هذه الإمكانيات لاستقطاب الأجانب سيساهم في تطوير قيمة صادرات الخدمات الصحية..  ولكن يجب أن ندرك أن هناك بلدانا منافسة في مجال السياحة الصحية على غرار تيلندا التي بلغت نسبة تطور قطاع السياحة الطبية فيها 20 بالمائة سنويا وقدر عدد الوافدين على تيلندا لغاية العلاج خلال نفس العام بنحو مليون ونصف مريض أجنبي منهم 30 ألف كندي.. وتجدر الإشارة إلى أن التجارة الدولية للخدمات الصحية عرفت ازدهارا كبيرا في السنوات الأخيرة حيث بلغت صادرات الخدمات الصحية العالمية 12 مليار دولار أمريكي سنة 2003. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


« مصنع بنزرت للإسمنت »: قريبا التّرفيع في رأس المال للإدراج بالبورصة

 
 
تونس-الصّباح: خاصّ علمت « الصّباح » من مصدر مطّلع أنّه قد يتمّ فتح رأسمال « مصنع بنزرت للأسمنت » التّابعة للقطاع العامّ، لعموم المستثمرين عبر التّرفيع في رأسمالها قصد ادراجها ببورصة تونس قبل نهاية العام الحالي. ويفيد ذات المصدر أنّ عمليّة التّرفيع سوف لن تتجاوز ما يمثّل الـ30 بالمائة من رأس المال مع الحرص على المحافظة على امتلاك الدّولة لأغلبيّة رأسمال الشّركة. وكانت الشّركة، التي تمّ تأهيلها،  قد أعلنت مؤخّرا عن أرباح بـ7.26 مليون للعام 2006  مقابل أرباح بـ2.23م.د السّنة السّابقة، مسجّلة بذلك نموّا كبيرا يناهز 225 بالمائة. ويعتبر الملاحظون الماليّون انّ هذه العمليّة وفي صورة تحقيقها لا تعدّ من عمليّات الخوصصة التي تشمل عامّة كلّ أصول وممتلكات الشّركات العموميّة. ويبلغ عدد شركات الإسمنت التي مازالت تابعة للقطاع العامّ نحو شركتين وذلك بعد ان تمّت خوصصة أغلب شركات القطاع العام في مجال الاسمنت منذ النّصف الثّاني من تسعينات القرن الماضي وهو ما حقّق للدّولة عائدات تفوق الـ800م.د وتتمثّل هذه المؤسّسات في مصانع اسمنت النّفيضة (168م.د)، جبل الوسط (284م.د)، مصنع قابس للاسمنت (311م.د)، جبل الجلود (50م.د). وقد تمّ اقتناء جلّ هذه المصانع من طرف مستثمرين أجانب على غرار المجموعة الإسبانيّة  « يوني لاند سينتارا »، والبرتغاليّة « سيمبور ». ويشار الى أنّ عددا من هذه الشّركات قد التزم بقيام استثمارات توسيعيّة للتّرفيع في طاقات الإنتاج وتجنيب الحكومة عناء توريد الاسمنت إذا ما أقدمت هذه الأخيرة على تحرير أسعار الاسمنت وهو أمر لم يحدث بعد خاصّة في ظلّ ارتفاع أسعار موادّ البناء بالأسواق العالميّة لتزايد الطّلب على هذه المادّة ولظرف ارتفاع أسعار النّفط وما يعنيه ذلك من تهديد للقدرة الشرائيّة للمستهلك التّونسي. علما وأنّ أسعار موادّ البناء والبلّور والخزف في تونس قد زادت بنحو 9 بالمائة منذ سنة تقريبا. عائشة بن محمود (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


صفقة أسلحة فرنسية لليبيا بقيمة 296 مليون يورو

  

 
أعلن مصدر رسمي ليبي أن الجماهيرية وقعت الخميس عقودا  بقيمة 296 مليون يورو (402 مليون دولار) مع شركات فرنسية لتوريد معدات عسكرية. وأوضح أن هذه أول عقود أسلحة توقعها بلاده مع دولة غربية منذ فرض الحظر الأوروبي على بيع  الأسلحة إلى ليبيا مطلع التسعينيات والذي تم رفعه عام 2004. وقال المصدر إن الجماهيرية وقعت عقدا مهما يقضي بشراء منظومة صواريخ مضادة للدروع والدبابات من طراز ميلان بقيمة 168 مليون يورو.    كما وقعت طرابلس -حسب المصدر نفسه- عقدا بقيمة 128 مليون يورو مع مجموعة إيايهدياس التي تسيطر عليها شركات فرنسية وألمانية، في حين أن عقد الصواريخ وقع مع شركة إمبيديايه وهي وحدة تصنيع الصواريخ في إيايهدياس لشراء منظومة متطورة للاتصالات للشرطة والأمن من طراز تترا. ولم يؤكد المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ديفد ماتينون ما أعلنه المصدر الليبي الرسمي عن توقيع صفقة التسلح تلك، لكنه لم ينف ذلك أيضا مكتفيا بالقول إنه يتصور أن الأمر قد يكون صحيحا.      وجدد ماتينون التأكيد على عدم توقيع أي عقد خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجماهيرية إثر إطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني يوم 24 يوليو/ تموز الماضي. واعتبر المتحدث الرئاسي الفرنسي أن هذه الزيارة -التي وصفها بالناجحة جدا- جاءت أيضا في مصلحة الصناعيين الفرنسيين وسرعت الأشياء كثيرا. ووقعت باريس وطرابلس يوم 25 يوليو/ تموز الماضي مذكرة تفاهم بشأن مشروع تزويد طرابلس بمفاعل نووي مدني لتحلية مياه البحر، إضافة لاتفاق بالمجال العسكري وذلك مباشرة بعد الإفراج عن الفريق الطبي البلغاري. وكان سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي كشف في حديث نشرته صحيفة لوموند الأربعاء أن الافراج عن الممرضات والطبيب البلغار تم مقابل عقد تسلح مع فرنسا. وقال نجل الزعيم الليبي للصحيفة إن جوهر الموضوع  بين باريس وطرابلس ليس المشروع النووي بل « المجال العسكري ». وأضاف سيف الإسلام أن الألمان كانوا متحفظين بشكل خاص بشأن بيع أسلحة « لكننا كنا نتفاوض مع الفرنسيين منذ وقت طويل وطلبنا من الرئيس ساركوزي تسريع الأمور، والآن وقد تمت تسوية قضية الممرضات فإنها فرصة ذهبية ». وأكد أن موفدين عن مجموعتي تاليس وساجيم الفرنسيتين موجودان حاليا في الجماهيرية.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أوت  2007 نقلا عن وكالات)

ليبيا تقترب من شراء أسلحة من مجموعة أوروبية

 
باريس (رويترز) – أكدت مجموعة إي.إيه.دي.إس. الدفاعية والفضائية الاوروبية يوم الجمعة انها تقترب من بيع اسلحة الى ليبيا فيما سيكون أول صفقات اسلحة تشتريها طرابلس من الغرب منذ رفع حظر الاسلحة في عام 2004 . وقالت مجموعة (اي.ايه.دي.اس) وشركة (ام.بي.دي.ايه) التي تعمل ضمن مشروع مشترك مع شركة بي.ايه.اي. سيستمز البريطانية وشركة فينميكانيكا الايطالية إنها استكملت اتفاقية لتزويد ليبيا بصواريخ ميلان المضادة للدبابات وانها في مرحلة متقدمة من محادثات بشأن تزويدها بنظم اتصالات. وقالت مجموعة اي.ايه.دي.اس. في بيان « هذا العقد (الخاص بالصواريخ) ينتظر توقيع الطرف الليبي ومجموعة اي.ايه.دي.اس. راضية عن انه يمكن استكمال المفاوضات. » ووقع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفاقا دفاعيا ومذكرة تفاهم بشأن صفقة تتعلق بالطاقة النووية أثناء زيارة لطرابلس الاسبوع الماضي بعد أن ساعد في اطلاق سراح عاملين أجانب في القطاع الطبي كانوا مسجونين في ليبيا. ونفت فرنسا انه تم توقيع صفقة الاسلحة مقابل الافراج عن الممرضات البلغاريات لكن المتحدث باسم ساركوزي ديفيد مارتينو قال ان زيارته ساعدت في التوصل الى الاتفاق. وقال مارتينو لراديو فرانس انفو « اذا تمكنت شركات فرنسية أو فرنسية المانية من التفاوض على عقود فإنه امر جيد لها. » وقال « صحيح ان الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ساركوزي لطرابلس كانت ناجحة جدا لأن المفاوضات من اجل الافراج عن الممرضات أثمرت عن نتائج وتسارعت الامور لصالح الشركات الفرنسية. » ولم تدل مجموعة اي.ايه.دي.اس. بتعقيب على قيمة العقود. وقال مصدر ليبي في وقت سابق انه تم توقيع عقود تبلغ قيمتها الاجمالية 296 مليون يورو (402 مليون دولار). وقال المصدر ان هناك صفقة قيمتها 168 مليون يورو لشراء صواريخ ميلان المضادة للدبابات وأخرى قيمتها 128 مليون يورو لشراء نظم اتصالات. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 3 أوت  2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

مصدر أمني: الشرطة المصرية ضربت رجلا حتى الموت

 
القاهرة (رويترز) – قال مصدر أمني وذكرت صحف مصرية يوم الجمعة ان الشرطة المصرية عذبت رجلا حتى الموت أثناء محاولاتها تعقب شقيقه. وهذه هي أحدث حلقة في سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان في مصر. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان الشرطة اعتقلت نصر أحمد عبد الله دون تهمة واعتدت عليه بالضرب بقسوة في قرية  » تلبانة » التي تقع في منطقة الدلتا يوم الاربعاء. وقال إنه مات في المستشفى متأثرا بالجروح التي أصيب بها. ونشرت صحف مصرية هذا التقرير. وقال المسؤول ان الشرطة احتجزت النجار البالغ من العمر 35 عاما في محاولة لإجباره على تسليم شقيقه المطلوب في اتهامات لم تحدد. وامتنع متحدث باسم وزارة الداخلية عن التعقيب قائلا ان النيابة العامة تحقق في الحادث. وتقول منظمات حقوق إنسان دولية ومحلية ان التعذيب يتم بطريقة منهجية في مصر. وأبلغ العديد من الضحايا عن التعرض لصدمات كهربائية وللضرب المبرح لكن الحكومة تقول انها تعارض التعذيب وتحاكم أي شخص تثبت إدانته. وقال جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان « المشكلة هي ان الداخلية حتى الآن لا تريد الاعتراف بأن التعذيب منهج ثابت. » وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة ان أهل القرية احتجوا بعد وفاة عبد الله وهاجموا قسم الشرطة وقذفوه بالحجارة. ونشرت صحيفة الوفد المعارضة صورة لما قالت انه « جثة القتيل داخل المشرحة بعد ان لفظ أنفاسه تحت وطأة التعذيب. » وأمر النائب العام في مصر هذا الاسبوع باجراء تحقيق بعد ان قال رجل ان الشرطة أشعلت النار في جسده لانتزاع اعتراف. وتجري محاكمة ضابط شرطة بعد تداول شريط فيديو في عام 2006 يظهر فيه وهو يعتدي جنسيا بعصاة على سائق حافلة صغيرة. وقالت منظمة العفو الدولية ان موقف حقوق الانسان يتدهور لأن التعديلات الدستورية التي صدرت في استفتاء عام في مارس اذار الماضي أضعفت الضمانات القانونية ضد التعذيب. وقالت منظمة العفو الدولية انه يوجد نحو 18 ألف مصري يجري احتجازهم دون توجيه اتهام. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 3 أوت  2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

تركيا: تعديلات قريبة لصلاحيات الرئيس والمحكمة

 
يستعد حزب «العدالة والتنمية» لطرح مسودة الدستور الجديد للنقاش في الأوساط الحقوقية والاعلامية والأكاديمية استعداداً لاعتماده من قبل البرلمان الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويهدف الدستور الجديد الى الحد من الصلاحيات التي يملكها رئيس الجمهورية في الدستور الحالي ليبقى له فقط اعتماد ولاة المحافظات وسفراء تركيا في الخارج. كما يهدف الدستور الجديد الى الحد من صلاحيات المحكمة الدستورية العليا وجعل أعضائها 17 بدلاً من 11، على أن يتم تعيين الأعضاء الجدد من قبل البرلمان ومن بين القضاة الذين سيرشحهم المجلس الأعلى للقضاء بالاتفاق مع محكمة الاستئناف والتمييز العليا. وذكرت مصادر «العدالة والتنمية» أن الدستور سيحدّ أيضاً من صلاحيات الجيش ويضع جميع تصرفاته وقراراته تحت رقابة القضاء ومحاسبة البرلمان. وأضافت ان الدستور الجديد سيضمن كافة الحقوق الفردية والديمقراطية بشكل مطلق. وكان النقاش بدأ مبكراً في ما يتعلق بالدستور الجديد بعد أن تحدث ظفر أوسكول العضو في البرلمان عن حزب «العدالة والتنمية» عن ضرورة استبعاد مبادئ أتاتورك من الدستور الجديد بذريعة أنها لم تعد تلبّي طموحات الشعب التركي. وأثارت أقوال أوسكول نقاشاً واسعاً لدى الأوساط العلمانية والعسكرية، ورجحت الانتظار قبل التعبير عن ردّ فعلها على هذا الطرح الجديد. وتستبعد أوساط سياسية أن يتراجع «العدالة والتنمية» ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن موقفه الحالي بعد الدعم الشعبي الكبير الذي حصل عليه في الانتخابات الأخيرة. (المصدر: مجلة « الأمان » (أسبوعية – لبنان)، العدد 768 بتاريخ 3 أوت 2007) الرابط: http://www.al-aman.com/subpage.asp?sectionid=32


الحكومة الموريتانية تعتزم الترخيص لكل الأحزاب

 

 
نواكشوط – “الخليج”: أنهى رئيس الوزراء الموريتاني الزين ولد زيدان أمس التكهنات بشأن الترخيص لأحزاب تحمل طابعا إسلاميا أو قوميا في البلاد، مؤكدا أن حكومته ستعترف بجميع الأحزاب المودعة ملفاتها حاليا لدى وزارة الداخلية. وكشف ولد زيدان عن هذه الخطوة التي تعتبر بالغة الأهمية في الحياة السياسية الداخلية، خلال حديثه أمس بقصر المؤتمرات في نواكشوط بمناسبة ترؤسه لحفل أقيم لتكريم البنات المتفوقات. (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 3 أوت 2007)

الحكومة الموريتانية تعتزم الترخيص لتشكيل حزب إسلامي

  

 
أمين محمد-نواكشوط أعلنت الحكومة الموريتانية أنها تعتزم الترخيص للإصلاحيين الوسطيين الذين يمثلون الواجهة السياسية للإسلاميين « المعتدلين » في موريتانيا بتشكيل حزب سياسي في ظل التعددية التي تعيشها البلاد. وقال رئيس الوزراء الموريتاني الزين ولد زيدان إن حكومته سترخص لجميع الأحزاب التي هي قيد الإنشاء، والمودعة لدى وزارة الداخلية، في إشارة واضحة إلى الموافقة على الترخيص لحزب الإسلاميين. كما أعلنت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس الخميس أن رئيس الدولة سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله استشار زعيم المعارضة أحمد ولد داداه -في لقاء جمعهما قبل أيام- في موضوع التصريح لبعض الأحزاب السياسية. وأشار البيان إلى أن زعيم المعارضة أكد على ضرورة تطبيق القانون نصا وروحا. وعلمت الجزيرة نت أن 15 حزبا سياسيا آخر سيحصل على الترخيص بمقتضى تصريحات رئيس الوزراء الموريتاني، بعد أن أودعت ملفات هذه الأحزاب لدى الداخلية الموريتانية خلال الفترة الماضية. وأفادت مصادر مطلعة بأن من ضمن هذه الأحزاب حزب الديمقراطية المباشرة -المحسوب على اللجان الثورية الموريتانية- والذي ظل هو الآخر ممنوعا من الترخيص طيلة فترة حكم العسكر. وكان الإسلاميون الموريتانيون قد تقدموا إلى وزارة الداخلية الموريتانية بطلب لتشكيل حزب سياسي يحمل اسم « التجمع الوطني للإصلاح والتنمية »، بعد أكثر من عشرين سنة من المنع، وذلك في خضم التعددية السياسية التي دخلتها البلاد في بداية تسعينيات القرن الماضي. ويترأس الحزب الجديد النائب البرلماني محمد جميل ولد منصور منسق ما يعرف بالإصلاحيين الوسطيين وهو الاسم الذي اختاره الإسلاميون لمبادرة أول إطار سياسي أنشؤوه بعد أن رفضت السلطات العسكرية الانتقالية السماح لهم بحزب سياسي. مرجعية إسلامية وقال رئيس حزب الإسلاميين الجديد محمد جميل ولد منصور إن الإسلاميين تلقوا تصريحات رئيس الوزراء الموريتاني، والمؤشرات الأخرى الدالة على نية السلطات بالتصريح لحزبهم بقدر كبير من الارتياح. ونفى ولد منصور في حديث للجزيرة نت أن تكون صفة « الحزب الإسلامي » منطبقة على حزبهم، أو أن يكون محتكرا لهذه الصفة عن بقية الأحزاب الأخرى الموجودة في البلد، مشددا على أن الحزب الجديد هو حزب مدني ذو مرجعية إسلامية كما هو الحال بالنسبة لكل الأحزاب الموريتانية. وأكد ولد منصور على أن هذا التقابل الحدي بين أحزاب إسلامية وأخرى غير إسلامية غير موجود في موريتانيا، بحكم أن كل الأحزاب في البلد تنص نظمها ورؤاها السياسية على المرجعية الإسلامية كما يحدد ذلك الدستور الموريتاني، وأن حزبهم لا يختلف عن هذه الأحزاب. وقد ظلت السلطات الموريتانية في عهد معاوية ولد الطايع، وخلال الفترة الانتقالية التي قادها العقيد إعلي ولد محمد فال، ترفض الترخيص لتشكيل حزب إسلامي مبررة موقفها بكون ذلك يمثل احتكارا للصفة الإسلامية ومخالفة لدستور وقوانين البلد. تمسك بالشرعية ويؤكد الإسلاميون أن مواصلة الجهود الهادفة للحصول على إطار سياسي خاص بهم، يمثل إصرارا على الشرعية، وعلى العمل تحت سقف القانون، تماما كما هو الحال بالنسبة لجميع الأطراف السياسية الأخرى. وكان الإسلاميون قد تقدموا بثلاث ملفات لتشكيل أحزاب سياسية في عهد نظام ولد الطايع (1984- 2005)، وأعادوا الكرة أيضا في ظل السلطات العسكرية التي أطاحت بنظام ولد الطايع، ولكن الرفض كان مصير كل تلك الملفات. وقد تعهد الرئيس الحالي ولد الشيخ عبد الله أثناء حملته الانتخابية بإجراء مشاورات بخصوص هذا الموضوع مع الفريق الداعم له فور نجاحه، كما تعهد رئيس وزرائه الحالي الذي كان هو الآخر مرشحا رئاسيا بالتصريح لحزب للإسلاميين فور نجاحه. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أوت 2007)

وزارة الداخلية الموريتانية ترخص مجموعة جديدة من الأحزاب (16)

 
علمت الأخبار قبل قليل أن وزارة الداخلية أصدرت تراخيص نهائية لستة عشر حزبا أبرزها حزب التجمع الموريتاني للإصلاح والتنمية الذي تقوده مجموعة من قيادات التيار الإسلامي الموريتاني (الإصلاحيون الوسطيون) وحزب « حركة الديمقراطية المباشرة » المحسوب على اللجان الثورية. مجموعة الأحزاب الستة عشر من بينها حزبان تقودهما سيدتان وكانت أوراقها قد أودعت لدى الداخلية في فترات مختلفة. (المصدر: وكالة الأخبار (مستقلة – موريتانيا) بتاريخ 3 أوت 2007)


 

موريتانيا ترخص لـ18 حزبا سياسيا أحدها إسلامي

 
أمين محمد-نواكشوط رخصت السلطات الموريتانية اليوم لـ18 حزبا سياسيا من ضمنها حزب يمثل التيار الإسلامي المعتدل في البلاد، وذلك في خطوة جديدة ضمن المرحلة السياسية التي دخلتها البلاد منذ الإطاحة بنظام معاوية ولد الطايع في صيف عام 2005. قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الموريتانية (الجهة الوصية على الأحزاب السياسية) سيدي يسلم ولد أعمر شين إن الحكومة قررت الترخيص لـ18 حزبا من أصل 25 طلبا للترخيص، وذلك من أجل تدعيم المكاسب الديمقراطية التي حققتها البلاد طيلة الفترة الماضية. وأوضح ولد أعمر شين أن الأحزاب التي تم الترخيص لها اليوم تضم اتجاهات سياسية وأيديولوجية متباينة، وذلك محاولة منها لإثراء التجربة الديمقراطية، ومنح الجميع فرصة للبناء الوطني وتعزيز المكاسب. ومن بين الأحزاب التي صرح لها اليوم ثلاثة أحزاب منعت في السنوات الماضية هي حزب « التجمع الوطني للإصلاح والتنمية » الذي يمثل الإسلاميين، وحركة الديمقراطية المباشرة المحسوبة على اللجان الثورية، وحزب الإصلاح الذي قيل إن السلطات الانتقالية رفضته بسبب كون بعض قادته مقربين من الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع. كما تشمل قائمة الأحزاب المصرح لها حزبين تترأسهما سيدتان، في تجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، رغم أن سيدة أخرى هي الناهة بنت مكناس تترأس حزبا سياسيا بعد أن آلت إليها قيادته إثر وفاة والدها رئيس الحزب المرحوم حمدي ولد مكناس. محاذير وتوضيحات وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية الموريتانية في لقاء صحفي اليوم الأحزاب المرخص لها من مخالفة قوانين البلاد، مؤكدا أن السلطات ستكون يقظة وصارمة تجاه أي مساس أو خرق لدستور وقوانين البلد. وأردف قائلا إن هناك الكثير من المحاذير التي ستذكر بها الأحزاب الجديدة من أجل أن لا تقع فيها، خصوصا منها ما يتعلق باحترام الثوابت، وبالدين الإسلامي، والوحدة الوطنية، والوحدة الترابية للبلاد وسيادتها واستقلالها. وكان رئيس حزب « التجمع الوطني للإصلاح والتنمية » النائب البرلماني محمد جميل ولد منصور قد نفى احتكار الحزب لصفة « الحزب الإسلامي »، مؤكدا أن الحزب الجديد هو حزب مدني ذو مرجعية إسلامية كما هو الحال بالنسبة لكل الأحزاب الموريتانية. وأكد ولد منصور على أن هذا التقابل الحدي بين أحزاب إسلامية وأخرى غير إسلامية غير موجود في موريتانيا، بحكم أن كل الأحزاب في البلد تنص نظمها ورؤاها السياسية على المرجعية الإسلامية كما ينص على ذلك الدستور الموريتاني، وأن حزبهم لا يختلف عن بقية هذه الأحزاب. ويذكر أن الإسلاميين في موريتانيا حاولوا منذ نحو 17 عاما تشكيل حزب سياسي وتقدموا منذ الأشهر الأولى لما يعرف بالتعددية الديمقراطية التي دخلتها البلاد عام 1991، بثلاث ملفات للترخيص في عهد نظام ولد الطايع (1984- 2005)، وأعادوا الكرة أيضا في المرحلة الانتقالية التي تلت الإطاحة به، ولكن الرفض كان مصير كل تلك المحاولات.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 أوت 2007)

تطبيع وضع المعارض العربي

 
السيد ولد اباه (*) صدر في موريتانيا أخيرا قانون غير مسبوق في العالم العربي يحدد وينظم موقع ودور زعيم المعارضة ويكفل له امتيازات بروتوكولية ومادية خاصة، كما يلزم رئيس الجمهورية بالتشاور معه في القضايا الوطنية الكبرى. ويؤسس هذا التقليد لسنة حميدة غير مألوفة في موريتانيا وفي باقي البلدان العربية حيث  يتأرجح عادة موقع المعارض السياسي في ما بين ظلمات السجن وذل المنفى. أذكر أنني قابلت في أحد البلدان الأوروبية شخصية عربية سياسية شغلت شتى المناصب العليا في بلدها، قبل أن ترغم على المنفى قالت لي: لقد حاولت بعد تركي الوظائف المرموقة التي شغلتها أن ألعب دور المعارض المعتدل الذي يكتفي بالنصيحة الهادئة والانتقاد اللطيف، إلا أن الحاكم عندنا لا يفهم سوى لغة التمجيد. وصل هذا المأزق مداه في بعض البلدان التي تكاد تكون طبقتها السياسية قد انتقلت بالكامل إلى المنافي أو السجون، في حين استطاع القليل الآخر من البلدان الحفاظ على إطار توافقي محدود وغير مؤسسي لاحتضان الأصوات المعارضة. فإذا كانت العقلية العشائرية وقيم الشهامة التقليدية تسمح في الغالب باحتواء صدمات الاحتقان السياسي في بعض الساحات كما هو الشأن في البلدان الخليجية حيث يساعد مناخ الرخاء الاقتصادي في ضبط الاستقرار الاجتماعي فإن الهياكل المؤسسية تبدو عادة في الأقطار العربية عاجزة عن استيعاب واحتضان تعددية وتنوع ألوان الطيف السياسي. ويمكن تلخيص أسباب هذه الوضعية في ثلاثة عناصر أساسية: أولا: التصور الاطلاقي السائد للسلطة في الحقل السياسي العربي الذي يتجلى في عاملين بارزين هما من جهة أحادية دائرة القرار وتماهي الحاكم والمفهوم الكلي للدولة من حيث هي فضاء الرباط الجماعي المشترك. ينجر عن العامل الأول نفي مبدأ استقلالية وتمايز السلطات الدستورية الثلاث التي ترتكز عليها بنية الدولة وينجر عن العامل الثاني تمويه حاجز الفصل الضروري بين حق معارضة أنظمة الحكم ومقتضيات الولاء للوطن وواجب التقيد بثوابت المواطنة. ثانيها: هشاشة ومحدودية هياكل التنظيم السياسي القائمة وعجزها عن التعبير عن المطالب الاحتجاجية للفاعلين السياسيين لسببين مضاعفين هما من جهة مضايقات وحصار أنظمة الحكم وعقم الاستراتيجيات التعبوية والعملية للتنظيمات السياسية. والنتيجة البارزة لهذه الظاهرة هي تركز الخط الاحتجاجي في السباقات غير السياسية بحيث يصبح الحقل الديني أو العمل الأهلي (المجتمع المدني) الإطار الأكثر فاعلية لخوض صراعات سياسية ملتبسة مما قد يخرج عن ضوابط التحكم فيتخذ شكل إرهاب مدمر أو تنظيم سري غير شرعي. ثالثها: عجز الانتخابات المنظمة عن حل إشكال شرعية الحكم لما يعتريها في الغالب من شوائب تزوير وتلاعب بأصوات الناخبين بحيث تتحول من جراء هذه الاختلالات إلى بؤرة احتقان سياسي، تفضي إلى تكريس القطيعة بين معارضة رافضة لشرعية نظام الحكم وسلطة تستخدم القنوات «الشرعية» لإقصاء الأطراف الخارجة عن طاعتها. فباستثناء الانتخابات الأخيرة التي نظمت في موريتانيا لم يحدث أن اعترفت معارضة عربية بنتائج انتخابات تتصل بهرم السلطة. والواقع أن تجربة اللجان المستقلة المشرفة على الانتخابات التي اعتمدتها موريتانيا بعد أن أثبتت جدوائيتها في الساحات الإفريقية تقدم حلا مؤقتا ضروريا لحسم شرعية الانتخابات وضمان شفافيتها ونزاهتها، مما يؤدي بالتالي إلى تطبيع الوضع السياسي وتأمين التوافق المطلوب حول نتائج المنافسة. كما أن تجارب التحول الديمقراطي الناجحة في العالم تثبت بوضوح أن استحقاقات الانتقال الديمقراطي تتطلب نمطا من الصفقة بين أنظمة الحكم ومعارضتها لتمرير التحول السلمي الناجح من حالة الأحادية إلى وضعية التعددية. لقد أثبتت التجربة التي دعيت بالتناوب التوافقي في المغرب نجاعة هذا المسلك الذي أخرج البلاد من مرحلة الاحتقان الطويلة التي تلت انهيار عقد الائتلاف بين العرش وبعض مكونات الحركة الوطنية في مطلع الستينات. بل يمكن القول إن المعارضة المغربية أظهرت خلال هذه العقود الملتهبة قدرة فريدة على إدارة الصراع السياسي من داخل قنوات الشرعية المتاحة. وهكذا حققت واقعية ومرونة زعيم اليسار المغربي عبد الرحيم بوعبيد ما فشلت في تحقيقه ثورية بن بركة الحالمة. كما أن تجارب الاستقواء  بالخارج فشلت في إحداث النقلة المنشودة، وفي الحالات التي أفضت فيها إلى تقويض أنظمة الحكم كما حدث في العراق لم تتمكن فيها المعارضات المدعومة من الدول الأجنبية من تقديم بديل ناجع ومستقر. وحاصل الأمر أن الحقل السياسي العربي بحاجة إلى الخروج من النموذج الإطلاقي ـ الصدامي للحاكمية إلى النموذج التعاقدي ـ التمثيلي حيث لا يتحول الحاكم إلى  إله مطلق ولا يتحول المعارض إلى قرصان متمرد يتردد بين السجون والمنافي. (*) كاتب موريتاني (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أوت 2007)


 

المقاومة من المقدس الوطني إلى المقدس الديني

 
توفيق المديني منذ إعلان رئيس حكومة تسييرالأعمال الفلسطينية سلام فياض عن تصريحاته السابقة بشأن إلغاء حق المقاومة، يدور جدل فلسطيني حول استمراريتها، لا سيما في ظل تنامي الأخطار المهددة بتصفية القضية الفلسطينية. و الحقيقة أن إسقاط حق المقاومة ليس بالأمر الجديد في الساحة الفلسطينية، إذ ارتبط تاريخيا بجدلية انتقال الكفاح المسلح من المقدس الوطني إلى المقدس الديني.فالمقاومة الفلسطينية اكتسبت شرعيتها السياسية و التاريخية في ظل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لها عندما تبنت  ومارست الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين. غير أنه ،وفي عام 1974  عندما ذهب الزعيم الراحل  ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة لتحتضنه الشرعية الدولية،لم يعد الكفاح المسلح مرتبطاً بالأهداف الاستراتيجية كالتحرير والعودة. وما كان يمكن أن يصعد عرفات إلى منبر الأمم المتحدة بهذه السهولة، وكان هذا إعلاناً أن منظمة التحرير أصبحت جزءاً من السياسة واللعبة الدولية والإقليمية التي لا تسمح مطلقاً باستمرار المقاومة الفلسطينية من أجل التحرير. وبدأت منظمة التحرير التي أنشأت من أجل هدف التحرير ومنه تستمد اسمها، تتلاشى رويداً رويداً. آنذاك ، جرى توظيف العمل العسكري في خدمة خط التسوية السياسية الذي بدأ يهيمن على الساحة الفلسطينية منذ أواسط السبعينيات . وبات المطلوب من الفدائي أن يعمل في خدمة السياسي. وعلى المقاتل أن يقاتل ويستشهد من أجل أن يُحسِّن السياسي فرص المساومة. وعندما دخل السياسي إلى نفق التسوية الراهن أعلن أن مشروع المقاومة والكفاح المسلح وصل إلى طريق مسدود. لم يعد يرى أن هناك فرصة للفدائي للجهاد والاستشهاد. الفرصة الوحيدة التي بقيت أمام هذا الفدائي أن ينخرط في مشروع السياسي للإجهاز على كل نفس أو رمق في الشعب الفلسطيني ينبض بالمقاومة. لذلك أي مشروع مقاومة مهما كان لونه يوظف لخدمة أهداف سياسية تكتيكية سينتهي به الأمر إلى ما انتهت إليه منظمة التحرير طال النهار أم قصر. فما أوجدوهما اسمه « الحل الوطني » من خلال التسوية. هذه الوضعية المزرية من تراجع المقاومة ، و عدم تطويرها، أسهمت في إضعاف « المقدس الوطني » للكفاح المسلح عند فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ولاسيما بعد أن بدأ خط التسوية يسيطر على عقول المقاتلين منذ العام 1974.فبعد أن كانت قيادة المنظمة تضفي على الكفاح المسلح القداسة في العقد الأول من عمر الثورة الفلسطينية ، بدأت تتراجع عنه لاحقا، وتحرمه كلما توغلت في تبني خيار الحل السلمي. وانطلاقامن هذا نستطيع القول، أن التراجع في الأداء العسكري للمقاومة الفلسطينية، مرّده سيبدأ إسقاط حق المقاومة  بأوسلو، بل لقد بدأ  مبكراً، وكان من أهم محطاته عندما أعلن عرفات في خطابه أمام الأمم المتحدة في جنيف عام 1988 نبذه للكفاح المسلح ووصفه «بالإرهاب»، في عز أيام الانتفاضة. على نقيض تراجع « المقدس الوطني »في المقاومة  الفلسطينية، برز المقدس الديني   في الجهاد من أجل التحرير.وتعتقد   الحركات الإسلامية التي تبوأت مركز الريادة في المقاومة الفلسطينية ، أنه لا يستطيع أي حاكم أو أي قائد مهزوم أن يضع المقاومة ببساطة في بورصة السياسة ويفرط فيها  على طاولة المفاوضات. فالمشكلة بدأت عندما استبعد المقدس الديني، وعندما استبعد الجانب العقائدي، بما يحمله من مخزون روحي تعبوي،في استمرار المقاومة.. وعندما لم يتم تداول هذه الأداة، الكفاح المسلح، من منظور الدين وضمن مفهوم الحكم الشرعي الذي هو في صلب عقيدة الأمة وانتمائها، وضع الكفاح المسلح لقمة سائغة للناس ليرفعه مَن يرفعه ويشطبه مَن يشطبه. لقد أحدث بروز الدور الإسلامي في المقاومة ، ومن ثم في الكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية، حالة من الفزع لدى قادة الكيان الصهيوني، حاولوا تصديرها إلى قيادة منظمة التحرير في الساحة الفلسطينية فأطلقوا فزّاعة البديل الإسلامي للمنظمة وللمشروع الوطني الذي تعبر عنه، ونجحوا من خلال تلك الفزاعة اصطياد قيادة منظمة التحرير في شرك التسوية فجرى توقيع اتفاق « أوسلو » المشؤوم في أيلول / سبتمبر1993، الذي أفرغ منظمة التحرير الفلسطينية من محتواها النضالي ، و أسقط المقدس الوطني للمقاومة في أحابيل خط التسوية. وحاولت قيادة المنظمة أن تستثمر ظاهرة الكفاح المسلح لكي تدخل مسار المفاوضات مع « إسرائيل » الذي يمكنها من إقامة دولة فلسطينية على أي شبر من أرض فلسطين ، و لكن النتائج التي توصلت إليها عبر اتفاقيات أوسلو الهزيلة  لم تكن حسبما أرادته السلطة الفلسطينية .ومع ذلك بدأت السلطة الفلسطينية تقول  إن الكفاح المسلح لم يرجع لنا شبراً من الأرض وأن المفاوضات، أي المساومة وليس المقاومة، هي التي ستعيد لنا الحقوق وستقيم الدولة الفلسطينية المستقلة. و الحال هذه :لماذا  تظل المقاومة المسلحة إذن، بعد أن أصبحت عبئاًثقيلا ، و لاسيما أن الولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل تطالبان بضرورة تصفيتها؟ إن الوصول للدولة عن طريق المفاوضات والرهان على أمريكا وكسب تأييدها وتأييد الرأي العام الغربي لإقامة الدولة الفلسطينية، تكذبه الوقائع التاريخية وتدحضه. فالأمم المتحدة منذ قرار التقسيم عام 1947 أقرت بقيام دولة عربية فلسطينية إلى جوار دولة يهودية، وقد كررت التأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة في أكثر من مناسبة خاصة عام 1980 و1988 لكن، هل استطاعت الشرعية الدولية التي يتحدثون عنها زحزحة موقف « إسرائيل » قيد أنملة؟ وحدها المقاومة هي التي أوقعت « إسرائيل » في المأزق وأشعرتها بالخطر، وصرخ رابين تحت ضربات الحجارة ونار الانتفاضة، إلى أن جاءت قيادة المنظمة وأطفأت هذه النار وأخرجت إسرائيل من المأزق في عملية التفاف على نضال الشعب وتضحياته. هذا يؤكد حقيقة واحدة أن « إسرائيل » لا تفهم إلا لغة القوة، ووحدها المقاومة هي التي أجبرت « إسرائيل » على التفكير في الهروب من غزة ومناطق الكثافة السكانية من الضفة. فالذين يعتقدون أن المساومة لا المقاومة هي طريق الدولة يسبحون ضد التيار وضد قوانين هذا الصراع مع المشروع الصهيوني. صحيفة الخليج :رأي ودراسات تاريخ 3/8/2007

 سيناريو «الكوريتين الفلسطينيتين»… ونهاية «المقاومة»!

 
خالد الحروب (*)         كوريا الجنوبية هي الضفة الغربية، وكوريا الشمالية هي قطاع غزة. الأولى تكون مفتوحة على العالم «خاصة الغربي» وتحظى بدعمه لمواجهة «الخطر المحتمل» من الثانية، والتي ستخضع لحصار ومقاطعة دولية. كوريا الشمالية كانت وما زالت تُصنف من قبل الغرب على أنها دولة مارقة، وهو الوضع الذي يوصف به قطاع غزة تحت السيطرة الحماسية الآن. بعيدا عن تحليل أسباب ما حدث وإحالة المسؤولية إلى هذا الطرف أو ذاك أو بناء تسلسل زمني للأحداث التي قادت إلى ما قادت إليه، الوضع الراهن يشكل خطرا كبيرا على فكرة الدولة الفلسطينية ومستقبلها، ووحدة الفلسطينيين. ومخطئون أولئك الذين يقللون من مخاطر الانقسام الفلسطيني الراهن بالقول إن التفتت والاقتتال الداخلي رافق الكثير من حركات التحرر الوطني. وأن ما حدث في قطاع غزة من سيطرة كاملة لحماس على الوضع هناك لا يحتمل كل ذلك الحديث عن المخاطر التي تُدرج في سياق توصيف عمق الاثر الذي تركته خطوة حماس تلك. ويُضاف إلى تلك التحليلات القول بأن الوضع «الأمني» في قطاع غزة أفضل الآن مما كان عليه في أي مرحلة سابقة. ويبدو أن «المنطق الأمني» الذي سيطر ويسيطر على تفكير الجناح العسكري في حماس ويفسر خطوة حماس الخطيرة يحتوي على القليل من الإدراك السياسي لتبعات هذه الخطوة على أكثر من صعيد. فالانفلات الأمني الذي شهده قطاع غزة وصبيانية الميليشيات المسلحة التي حولت القطاع إلى ساحة فوضى كبيرة كل ذلك سيئ، لكن التخلص من ذلك الوضع عن طريق خلق وضع سياسي بالغ التعقيد والانقسام كما الآن هو أكثر سوءاً. فالآن وبعد مرور أسابيع من «حسم حماس العسكري» وانقطاع خطوط الحوار والتواصل بين فتح وحماس ليس هناك في الأفق أي تصور لآلية الخروج من المأزق الكبير. ومن الواضح أن حماس، أو جناحها العسكري بالتحديد، لا يريد ولا يقبل بالتخلي عن المكاسب التي حققها بعد «الحسم». ومن الواضح أيضا أن فتح، أو قسمها الغالب، لا يريد ولا يقبل بالحوار مع حماس على أساس «الواقع الجديد» الذي تريد أن تفرضه حماس. ومع تمترس الطرفين خلف مواقفهما المتشددة يتكرس الوضع الانقسامي الراهن. ويغذي هذا الوضع السياسة والرغبة الأمريكية والإسرائيلية في الاستمرار في حصار حماس بقطاع غزة، وتحسين الأمور ولو جزئيا في الضفة الغربية. ثم إطلاق حراك سياسي لاغتنام «الفرصة المواتية لاستمرار عملية السلام». ولا أحد يدري ما هذه «الفرصة» الفجائية التي صارت واشنطن تتحدث عنها، وكرر الإشارة إلى وجودها توني بلير في رام الله قبل أيام. وفي المقابل فإن بعض الذين يقللون من مخاطر الانقسام الضفاوي-الغزاوي الراهن يعتاشون على وهم يقول إن قطاع غزة قد تحرر من السيطرة الإسرائيلية الآن وما الضير في أن يتحرر جزء من الوطن بانتظار الأجزاء الأخرى. وأصحاب هذا الوهم يحبون أن يتغافلوا على حقيقة بادية كالشمس وهي أن إسرائيل ما تزال تسيطر على هواء وسماء وبر قطاع غزة وتتحكم في كل شؤونه الحياتية من ماء وكهرباء وأن بإمكانها خنقه تماما. ليس هناك أي تحرر أو تحرير من دون الحد الأدنى من السيادة على الأرض والحدود والمعابر وانتقال الناس بحرية. وفي الحال الغزاوية تكفي نظرة واحدة لمأساة العالقين على معبر رفح للتأكد من مسألة السيطرة والسيادة والتحرر الوهمي. كوريا الغزاوية إذن لا تحظى بالحد الأدنى من السيادة و«التحرير» برغم سيطرة القوة التنفيذية وكتائب القسام على شوارعها. وهكذا فإن أحد المخاطر الجدية التي تواجه الفلسطينيين في الوقت الراهن ليس فقط تبعثر بوصلتهم الوطنية وما يقود إليه من تهديدات للوحدة العضوية للشعب الفلسطيني، بل أيضا تفتت الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية والاختلاف العميق على شكل النظام السياسي وقيادته والثقافة السياسية السائدة. وهذا يتجسد الآن على شكل كتلتين جغرافيتين كبيرتين تختلفان كثيراً في الشكل السياسي المكون لكل منهما، وهناك أيضا بذور كافية لخلق فروقات اجتماعية وثقافية تلحق بكل من الشكلين. التبعثر ابتدأ من لحظة التوقيع على أوسلو عام 1993 وما تولد عنه من انشطارات بين مشروع السلام ومشروع المقاومة. لكن النهاية البائسة لأوسلو لم يكن من المتصور أن تقود إلى مثل هذا الانشطار. لكن ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحول الانقسامي هو مسألة المقاومة، ورؤية حماس لها وممارستها إياها وهي مسألة صارت تحتاج إلى تحليل عميق وهادئ بعيداً عن المزايدات والاتهامات. فهذه المقاومة هي الراية التي حملتها حماس وعارضت بها مشروع أوسلو لأنه، أي أوسلو، عرض الحقوق الفلسطينية لمخاطر جدية. لكن أشكالاً عدة من هذه المقاومة جرت على الفلسطينيين والحقوق الفلسطينية كوارث لا تقل خطرا عما جلبة أوسلو. فهذه المقاومة عملت على عسكرة المجتمع الفلسطيني وتناسل مليشيات تنظيمية وغير تنظيمية انتهت إلى حال صارت تشكل فيه تهديداً لأمن الفلسطينيين أكثر منها تهديداً لأمن الإسرائيليين. وسواء في الضفة الغربية أم في قطاع غزة لا أحد يستطيع حصر القصص التي مارست فيها تلك المقاومة فوضاها على الفلسطينيين وأقضت مضاجعهم، بحيث صار الكثير منهم يتمنى عودة الاحتلال الإسرائيلي لإحلال الأمن والتخلص من المليشيات. لكن أسوأ إنجازات «المقاومة» التي تحتاج إلى نقد لا يشوبه التردد هو توفير المسوغ الكبير للسياسة العنصرية الإسرائيلية لإقامة جدار العزل العنصري. فلولا العمليات الانتحارية التي ساهمت في نحر المشروع الوطني الفلسطيني أكثر من نحر أي شيء آخر، لما استطاعت إسرائيل أن تفلت بفكرة بناء الجدار وتقنع العالم بأن أمن أفرادها مهدد يومياً ويفرض عليها إقامة مثل ذلك الجدار. ورغم أن فكرة إقامته قديمة وراسخة في التنظير الصهيوني كما يعرف كثيرون لكن لم تجرؤ أي من الحكومات الإسرائيلية على إقامته في السابق، حتى جاءت «المقاومة» ووفرت لها المسوغ. وهكذا تنتهي المقاومة في قطاع غزة وراء «جدار إيريز» المخيف وتنطوي على نفسها حتى لا تستفز ردود فعل إسرائيلية، كما تنتهي في الضفة الغربية وراء الجدار بعد أن تقطع التواصل الفلسطيني بين المدن والديموغرافيا بشكل يهدد ليس فقط الكيانية الفلسطينية بل وأيضا الهوية الفلسطينية التي صارت تتحوصل حول الانتماءات إلى المدن والمناطق التي تفصلها الحواجز من عام 2000، بداية الانتفاضة الثانية، وحيث صارت كل من نابلس، وجنين، والخليل، ورام الله «ناهيك عن القدس وقطاع غزة ومناطق 48» جزرا معزولة وشبه دويلات. وبين عنجهية وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي، والعناد الفتحاوي-الحمساوي، وعماء المقاومة التي أضرت أكثر مما نفعت، تواجه الحقوق الفلسطينية مخاطر بالغة لا يريد أن يراها كثيرون. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 أوت 2007)

يوسف العظم
 
إبراهيم غرايبة (*)     ويرحل أبو جهاد الأستاذ يوسف العظم عن هذه الدنيا، ولكنه باق بذريته الصالحة وعلمه الذي ينتفع به وأعماله المتواصلة وذكريات الناس عنه، هذا الفارس الذي أعطى أكثر مما أخذ، وبذل وقدم في التربية والأدب والدعوة والإعلام والسياسة والخدمة العامة ما يحتاج إلى مؤسسة وفريق، وكأنه بالفعل أمة في رجل. عندما كنت أزوره في بيته عام 2000 لإجراء حوار تذكري مطول معه وجدته يعيش في بيت متواضع في حي فقير مزدحم، وهو الذي يشغل عضوية مجلس النواب منذ عام 1963 – 1993، وعمل وزيراً للتنمية الاجتماعية، وكان يدير مؤسسة تعليمية عريقة لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً قلت في نفسي كم تملك هذه الأمة رجالاً عظاماً لم تغيرهم الأضواء والمناصب ولا استدرجتهم فرص الثراء غير المشروع وحتى المشروع ولكنهم بعيدون عن الأضواء والتكريم والمناصب ويلقى غيرهم من العاجزين والفاشلين والفاسدين التكريم والإغداق والفرص المتوالية للمناصب والمكاسب. ولد الأستاذ يوسف العظم في مدينة معان جنوب الأردن عام 1931، وهو من أسرة دمشقية عريقة هاجر قليل من أفرادها أيام الدولة العثمانية للعمل والتجارة في الدولة الواحدة المترامية الأطراف، وبرغم أن عائلته صغيرة جداً في معان المدينة البدوية العشائرية فقد انتخبه أهلها نائباً وكان عمره اثنين وثلاثين عاماً فقط وظل يعاد انتخابه لكل مجلس نواب منذ عام 1963 حتى عام 1993 عندما اختار هو بنفسه أن ينسحب من العمل النيابي بسبب ظروفه الصحية. درس العظم بعد تخرجه من الثانوية في بغداد، وكان ملازماً للشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله، وكتب في الصحف العراقية، ثم انتقل للدراسة في القاهرة، وتخرج من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ثم في معهد التربية العالي بجامعة عين شمس، وكان في أثناء دراسته ملازماً للأستاذ سيد قطب رحمه الله، ويحضر في بيته ندوة أسبوعية، وكتب في مجلة الرسالة وهو بحدود العشرين من عمره وكانت آنذاك تنشر لكبار الكتاب والأدباء مثل طه حسين، والعقاد، والرافعي، وسيد قطب. وبعد تخرجه من الجامعة عاد إلى عمان وأنشأ صحيفة الكفاح الإسلامي الأسبوعية التي أصدر منها ثلاثة وأربعين عدداً حتى أوقفت ومنعت من الصدور عام 1957 بسبب مواقفها الجريئة من الفساد والنفوذ البريطاني في الأردن، وكانت مجلة ناجحة تلاقي إقبالاً كبيراً من الجمهور والاتجاهات السياسية المختلفة. وعمل في التعليم، ثم أنشأ مدرسة خاصة (الأقصى) في بداية الستينات وظل يديرها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وهي اليوم مدرسة رائدة وعريقة في عمان. وشارك في الانتخابات النيابية وعمل نائباً أكثر من ثلاثين سنة، وشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية عام 1991. والأستاذ يوسف العظم شاعر معروف ولعله معروف بشعره وأدبه أكثر من عمله السياسي والعام، وقد أصدر أربعة دواوين من الشعر، هي « في رحاب الأقصى » و « عرائس الضياء » و « على خطا حسان » و « قبل الرحيل » وأصدر مجموعة كتب فكرية وتعليمية، مثل « سيد قطب، رائد الفكر الإسلامي المعاصر » و « رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر » و « الإيمان وأثره في نهضة الشعوب » و « في آفاق العمل الإسلامي » و « ألوان من حضارة الإيمان » و « إعادة كتابة التاريخ الإسلامي » و « مع الجيل المسلم ». نشأ يوسف العظم يتيماً فقيراً، فقد مات أبوه العامل في شركة نفط العراق وهو فتى صغير، وقد أصرت والدته على أن يواصل ابنها تعليمه، ولم تكن المدارس في مدينة معان تعلم أكثر من الصف السابع، فهاجر إلى عمان التي تبعد أكثر من مائتي كيلو متر عن عمان (نتحدث عن منتصف الأربعينيات، حيث كانت ظروف النقل والطرق والمواصلات أقرب إلى البدائية) وعمل في الورش والمحلات التجارية وحارساً حتى يؤمن مصروف دراسته ويساعد عائلته. كان الفتى الصغير المغترب في عمان يقيم في غرف صغيرة متواضعة يكافح الجوع والبرد حتى أنه فكر في ترك الدراسة لولا تشجيع مدير المدرسة الأستاذ حمد الفرحان (أحد قادة ورموز العمل القومي) . وشارك العظم في العمل العام والسياسي، وسجن أحد عشر مرة، وتقدم في العمل السياسي الأهلي والرسمي فكان من قادة الحركة الإسلامية ونائباً ووزيراً، وكان محاضراً وخطيباً مؤثراً تأتي الجموع من كل مكان للاستماع إلى محاضراته وخطبه، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات في جميع أنحاء العالم، وكان ممثل آسيا في مجلس الندوة العالمية للشباب الإسلامي. تعرف العظم تلميذاً وزميلاً على معظم قادة الفكر الإسلامي المعروفين، سيد قطب، محمد الغزالي، ومحمد قطب، ويوسف القرضاوي، وأحمد العسال، والبهي الخولي، وعبد العزيز كامل، ومحمد محمود الصواف. ويذكر العظم بحنين زملاء السجن ومعظمهم شيوعيون وبعثيون فؤاد نصار (مسيحي) رئيس ومؤسس الحزب الشيوعي (أذهلني بخلقه وتواضعه وكان مثال التعاون والتكاتف، ويوقظني في السجن لأصلي الفجر) وسليمان الحديدي (بعثي) وفريد القسوس الشيوعي المسيحي، وأصدقاء آخرون يتولون مناصب رفيعة في الحكومة، وزراء وسفراء وأعيان.. فالناس على اختلافهم يجمعون على احترام وتقدير هذا الرجل وهو يبادلهم الصداقة والاحترام. وظل هذا الفتى في طاقته العظيمة وهو يطوف في المدن والبلدات يلقى المحاضرات ويلتقي الناس ويواجه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويكتب في الصحف ويصدر المجلات والنشرات، ويدير المدارس ويمارس عمله النيابي ويتابع شؤون دائرته الانتخابية التي كانت مساحتها تزيد على ثلث مساحة الأردن لتشمل الطفيلة والعقبة ووادي موسى والبادية، ويكتب ويؤلف ويسافر في العالم داعية ومحاضرا، ولم يحتمل قلبه هذه العزيمة الجبارة فأصيب بمرض في القلب، ولكنه ظل على مدى عشرين عاما بعد مرضه هذا يواصل عمله وعطاءه مواجها المرض والإجهاد وتقدم السن. وأحسب أنه لم يخرج من الدنيا بعد هذه السيرة المليئة بالأعمال والإنجازات والمناصب الكبرى أكثر مما يمكن لإنسان عادي بسيط أن يحصل عليه، بيت في جبل التاج لم يشأ أن يغادره، وراتبه التقاعدي، وفي عام 1974 عندما حل مجلس النواب رفض أن يواصل استلام راتبه النيابي الذي بقي جاريا وأعاده مع موظف المجلس الذي حضر بنفسه ليسلمه إليه في مكتبه في المدرسة، وسمعت مرة الدكتور عبد الله عزام رحمه الله أنه حين كان أمين السر العام لجماعة الإخوان المسلمين بين عامي 1974 – 1978 يقول إنه تحدث مع الأستاذ يوسف لأنه مقصر في دفع الاشتراكات الشهرية للجماعة، فقال له: صدقني أني أجد صعوبة كبيرة في تدبير الطعام والاحتياجات اليومية لأسرتي. (*) كاتب أردني (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 أوت 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

20 octobre 2002

Accueil   TUNISNEWS 3ème année, N° 884 du 20.10.2002  archives : http://site.voila.fr/archivtn LES TITRES DE CE JOUR:   CIDT-Tunisie:

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.