Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2258 du 28.07.2006
ا لحزب الديـمقراطي التقدمي: بيـان التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بـــيان للرأي العام الوطني الأساتذة المسقطون عمدا في شفاهي »مناظرة الكاباس »: بــــــــلاغ إعلامي الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: بيان المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة جمعية الصحافيين التونسيين: بـلاغ – جوائز عيد الصحافـة 2006 جمعية الصحافيين التونسيين : بـيـان الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير: بيان تضامني مع المقاومة جـامعـة نـابل لحزب الوحدة الشعبية: بيـان بمنـاسبة عيد الجمهورية المصريون: تونس : منظّمات حقوقية دولية و محلية تدين إعتداء البوليس على « شرف » صحفية وحقوقية تونسية ! عبدالوهاب عمري :في قابس البوليس يقمع مسيرة مساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس – شهادة السجين محمد القلوي بسام بونني:تونس – توترات في آخر معاقل الغضب الاستـاذ فيصل الزمنى: لنمضي الى الامام – العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري (الجزء الثـانى) عبد الرحمان الدريدي:ردا على مقال مسرحية تونسية دعما للمقاومة محمد بن نصر:حتى لا تضيع البوصلة إسلام أون لاين: نصرة حزب الله .. المعيار الذي لا يخطئ! د.صبحي حديدي: الشرق الأوسط الجديد : كيف يطرأ جديد علي المفهوم القديم؟ محمد أحمد الخضراوي: معركة الكراهة والموت القاسي عبد الله المؤدب: احتضنوا المقاومة فقد أنجزت ما أخفق سلامكم به الشرق الأوسط : المجلس الإسباني الإسلامي يدعو لمنح «الموريسكيين» الجنسية الإسبانية
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
الحــزب الديــمقراطي التقـدمي
بيـــان
تلزم السلطات التونسية الصمت إزاء الغموض المتزايد حول مصير السجين السياسي و القيادي بحركة النهضة السيد محمد العكروت المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن الشهر و الذي لم تتمكن عائلته من زيارته للأسبوع الثاني على التوالي. و الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتابع بانشغال بالغ هذه الحالة:
·يطالب السلطات بتقديم الإسعافات الضرورية العاجلة للسيد العكروت و تمكين عائلته من الاطمئنان عليه و يحملها مسؤولية أي مكروه قد يلحق السيد العكروت.
·يدعو إلى إطلاق سراح السيد العكروت بعد ما يزيد عن 15 عاما من العقوبة تنفيذا لحكم بالسجن مدى الحياة صادر بعد محاكمة سياسية لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة.
·يجدد مطلبه بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين و سن قانون العفو العام كشرط للانفراج السياسي و تفريج الاحتقان الاجتماعي. تونس في 27 جويلية 2006 عن المكتب السياسي محمد القوماني
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بـــيان للرأي العام الوطني
تونس في 27 /07 /2006
كما ورد في البلاغ الإعلامي للتنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، و المتعلق بتقديم ملف الإيداع القانوني للمنظمة، قام اليوم، الخميس، 27 جويلية 2006، عدد من مناضلي الاتحاد بالتوجه إلى مقر ولاية تونس بشارع الدكتور الحبيب ثامر بالعاصمة لإيداع ملف الإتحاد حسب القوانين الجاري بها العمل، مصحوبين بكل الوثائق اللازمة.
و قد تم الاتصال بمكتب الاستقبال و الإرشاد بمقر الولاية في التزام كامل بالإجراءات الإدارية من أجل توجيههم آليا لمكتب الجمعيات التابع لولاية تونس. و لكن الغريب في الأمر أن مكتب الاستقبال و الإرشاد لم يقم بالواجب المناط بعهدته، و قد أبلغ وفد الاتحاد بعدم تواجد المسؤول عن الجمعيات في هذا اليوم بالذات( هكذا؟؟؟؟)، و بدل من ذلك فقد تم الاتصال بوزارة الداخلية حيث كان « وفدها » أول من حضر من المسؤولين إلى بهو الولاية.
و اعتقادا من مناضلي الاتحاد أن لا علاقة بين مطلبهم بمقابلتهم المسؤول المعني و حضور البوليس، فقد تم طلب مقابلة أي مسؤول في الولاية، و تقديم إعلام بتكوين منظمتهم النقابية.
وبعد انتظار فاق الساعة، تكرم اثنان من الموظفين بالنزول للبهو لتقديم « رأيهم » في الموضوع.
فقد أشار الأول الذي اختفى بعد خمسة دقائق، إلى أن الولاية لا تستطيع قبول « أي مطلب من أي مواطن مباشرة » أي بمقر الولاية، و لكن يجب أن يكون ذلك عبر هيكل آخر، و قد فسر ذلك بأن قطاع المعطلين عن العمل هو ضمن « مشمولات اتحاد الشغل » و أن اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل لا يمكن أن يكون إلا فرعا أو نقابة تابعة لاتحاد الشغل.
و قد رفض هذا « المسؤول » الاعتراف بحق تأسيس اتحاد وطني مستقل عن أي هيكل نقابي أو سياسي، دون تقديم أي حجج قانونية، مع عدم قبوله (و باسم الولاية) أي مطلب من هذا النوع، أو تقديم شهادة إيداع (Décharge) في تعد صارخ على أبسط مظاهر دولة القانون و المؤسسات.
أما الموظف الثاني فقد كان أكثر فراسة من سابقه، إذ أسقط من محاججته شرط الانضمام إلى هيكل آخر و ادعى جهلا مخالفة أعضاء الاتحاد القانون بالحضور المباشر للولاية، و بعد افتضاح هذا الوهم، لم يكن أمامه إلا إغلاق الباب أمام حق المواطن بإيداع ملف أي جمعية في مركز الولاية التي يتبعها، عارضا أن يتم ذلك عن طريق البريد؟؟؟
و قد قدم هذا الموظف أنقى صورة عما يمكن أن يحصل لأي مواطن لا يملك انخراطا في جهاز الحكم، حيث داس أمام الجميع على جميع الحقوق المدنية في التنظم و التعبير و حتى الاتصال بالمسؤولين الإداريين؟؟؟
و حتى لا نحمل هذا الموظف أكثر مما يتحمله موقفه، فقد سانده في كل آراءه أعوان وزارة الداخلية، و لكن بحجج أخرى، حيث تعللوا بأن « السيد ما يحبش ياخو المطلب، ابعثوه بالبوسطة » و كأن الموظف هو مالك هذا المقر و أن كلمات « جمهورية » و « سيادة الشعب » هي فقط على اللافتات المعلقة على الجدران ببهو كل الإدارات.
و إن كان المشهد قاتما للغاية، تم فيه اغتصاب الحريات المدنية و تعرية الشعارات الزائفة، فقد أمل وفد الاتحاد أن يجد حلا يحفظ ماء وجه بلد ضحى المنسيون و الكادحون و المفقرون فيه بالغالي و النفيس من أجل رؤية رايته خفاقة عاليا، لكن آمالهم سرعان ما تبددت، إذ عمد حوالي 20 عون بوليس بإخراجهم بالقوة المفرطة أمام المواطنين، و دفعهم للشارع العام، في دليل آخر على احتقار تام للفئة المتعلمة و المثقفة و المناضلة من هذا الشعب الكادح. و قد أقام أعضاء الاتحاد اجتماعا عاما أمام الولاية لفضح هذه الأساليب و تعريتها أمام عموم المواطنين في الشارع العام الذين لا يدرون ما قد يحصل داخل مقر ولاية تونس.
و في إجراء احتياطي قام أعضاء الإتحاد بإرسال ملفهم فعليا عبر البريد المضمون الوصول، مع تمسكهم بحقهم بإيداع ملفهم مباشرة لدى الإدارات المعنية. هذا، و يعتبر أعضاء إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، أنهم قاموا بإعلام السلطات و الجهات المختصة بتكوينهم منظمة نقابية تدافع عن حق كل أصحاب الشهادات في العمل و الحياة الكريمة، حسب القانون.
كما يجدد كل مناضلي الإتحاد ثقتهم في التنسيقية الوطنية المنتخبة ديمقراطيا، و يؤكدون عملهم المستمر و التصعيدي من أجل حق الشغل قبل الحقوق. هذا و يهيب إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بكل المعطلين و القوى و الأطراف النقابية و الحقوقية و السياسية مساندته و الوقوف إلى جانبه، كمؤسسة وطنية مناضلة و جزءا من الحركة الاجتماعية و النقابية. عاش إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل مناضلا، مستقلا و جماهيريا لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت. التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بـــلاغ إعلامــــي
تونس في 28 /06 /2006
توجه اعضاء التنسيقية الوطنية الى وزارة التجهيز والإسكان الجمعة 28/06 /2006 لتدارس موضوع المراسلة التي سبق وقدمها الإتحاد سابقا والمعنية بملفات التقنيين الساميين وبعض شهادات الاستاذية والتى تعنى بها هذه الوزارة، وقد تمكن أعضاء الإتحاد من مقابلة مدير مكتب العلاقات مع المواطن والذي أطنب في وصف مشكلة البطالة في تونس والدور الكبير الذي يقوم به الرئيس لحل هذه الأزمة ثم أنهى مداخلته بالتزام الوزارة بقانون 1994 والناص اساسا على أن آلية الإنتداب للوظيفة العمومية لا تتم الا عن طريق المناظرات متناسيا أن كل هذه الآليات أثبتت فشلها ومع الفساد الطاغي على هذه المناظرات وظاهرة الرشاوي والمحسوبية والفرز السياسي لم يعد لهذه الآلية أي دور سوى فرز الآلاف من أبناء الشعب من المعطلين والذين لا يقدرون على تحقيق نزوات ومطامع أعداء الشعب والدفع لهم.هذا وقد غادر عضوي التنسيقية مكتبه متوجهيين الى مكتب الوزيرة مأكدين تمسكهم بحل الملفات ورفضهم لمنطق المناظرات بكل ما أفرزته منذ اعتمادها كآلية للإنتداب.وقد تمكن أحد أعضاء الإتحاد من الدخول الى ديوان الوزارة ولكن الوزيرة وبعد مهاتفتها لوزارة الداخلية رفضت مقابلته بدعوى النشاط في منظمة غير معترف بها قانونيا.هذا وقد أعلمهم الرفيق بأن القانونية التي يتبجحون بها وهم اول متجاوزين للقانون لن تقف عائقا أمام مطلب انساني واجتماعي يمس اليوم أهم شريحة من مجتمعنا.
وبعد هذه التحركات التي جابهتها المؤسسات المعنية بالتشغيل باللامبالاة وإحالة كل الملفات إلى وزارة الداخلية والتنصل من مسؤولياتها يعلن اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الآتي:
· تمسكه باتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل.
· إعلان الرأي العام بأن منطق القانونية التى تتحفنا به المؤسسات التونسية لن يعيق عمل الإتحاد لقناعة منخرطيه بالمهمة الإنسانية والنبيلة التي يناضلون من اجلها.
· مواصلته النضال بكل الوسائل المشروعة من أجل حق الجميع في الشغل.
· مساندته اللامشروطة لكل التحركات المنادية بحق المواطن في العيش الكريم ومن بينها اللجان الجهوية المناضلة من أجل التشغيل ويدعوها إلى توحيد الصفوف.
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
المكلف بالإعلام
الحسن رحيمي
بــــــــلاغ إعلامي
تونس في 27 جويلية2006
نحن الممضين أسفله الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي »مناظرة الكاباس » 2006 و على اثر تحول زملائنا السادة- محمد مومني، الحسين بن عمر، الجيلاني الوسيعي وعلي الجلولي- إلى مقر وزارة التربية و التكوين حيث تمكنوا من مقابلة احد مديري الإدارة العامة للتعليم الثانوي و الذي وعد بالتفاعل الايجابي مع مطلبنا العادل في مفتتح السنة الدراسية.
نعلم الرأي العام:
1- أملنا في ترجمة الوعود إلى واقع ملموس.
2- نجدد تمسكنا بحقوقنا غير القابلة للتصرف في النجاح و العمل.
3- نهيب بأساتذتنا الجامعيين و السادة المتفقدين و نقابات التعليم مواصلة دعمنا في تحقيق مطالبنا العادلة.
الإمضاءات:
– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999
– محمد مومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة وباحث في ماجستير الفلسفة.
– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001 وشهادة الدراسات العليا
– الجيلاني الوسيعي ( 36 سنة) استاذية عربية 1999
المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003
– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001
لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002
– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005
– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005
جندوبة في 15/07/2006 الإتحاد العــــــام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة
بيان المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة
تتوغل قوات الكيان الصهيوني بكل وحشية لتطال هذه المرة لبنان الشقيق بعد ان استهدفت المدنيين والبنى التحتية إثر الضربة العسكرية الموجعة التي كالتها المقاومة الوطنية لقوات العدو الغاشم . وياتي هذا التصعيد العدواني بعد الجرائم البشعة التي اقترفها جيش الإحتلال الصهيوني ولا يزال بغزة والضفة الغربية ضد المدنيين والمؤسسات التي ترمز للسيادة الفلسطينية والمنشآت المدنية والإقتصادية للفلسطينيين ؛ وبعد الإستفزازات الخطيرة ضد سوريا والتهديدات التي توجه اليها تمهيدا للإعتداء عليها . وما كان للصهاينة أن يقدموا على هذا التصعيد الخطير لولا الدعم المادي والسياسي والديبلوماسي اللامحدود للإدارة الامريكية والإنحياز الى جانب المعتدي واستفزاز مشاعر كل العرب وكل المحبين للعدل والسلم في العالم . ان هذا الدعم الامريكي ووهن النظام الرسمي العربي وتخاذله وعجزه عن توحيد الموقف ازاء التحديات التي تواجه الأمة العربية سيعزز من اعتقاد قادة الكيان الصهيوني بانهم فوق كل القوانين والمواثيق الدولية ولن تطالهم العقوبات مهما ارتكبوا من جرائم ومهما طال احتلالهم لفلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية . والمكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل اذ يتوجه بالتقدير والتحية للمقاومة المشروعة في فلسطين ولبنان من اجل دحر الإحتلال والدفاع عن الكرامة الوطنية فإنه : ـ يندد بشدة بالعدوان الصهيوني على لبنان ويستنكر الجرائم التي اقترفها جيش الإحتلال والتي ذهب ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء ؛ ويؤكد في نفس الوقت على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية في هذه الظروف لمواجهة العدوان وحشد الراي العام الوطني والعالمي لنصرة شعبنا في لبنان. ـ يِؤكد تضامنه ووقوفه الى جانب شعب وعمال لبنان وفلسطين في مواجهة العدوان ومن اجل تحرير الاسرى بالمحتشدات والمعتقلات الصهيونية واستعادة كافة الاراضي المحتلة . ـ يدين بشدة انحياز الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الإدارة الامريكية للكيان الصهيوني ودعمها للغزاة والمعتدين بما يؤكد مرة أخرى حقيقة نواياها تجاه الامة العربية وحقيقة مخططاتها في العراق ولكامل المنطقة وزيف ادعاءاتها بحمل لواء الحرية والديمقراطية . ـ يعبر عن تضامنه الكامل مع شعبنا العربي بسوريا في مواجهة التهديدات الامريكية ؛ ويؤكد على ضرورة التحرك السريع والضغط لمنع أي عدوان يستهدف هذا القطر الشقيق . ـ يدعو كافة النقابيين وقوى المجتمع المدني المناضل الى التحرك الفعال لدعم صمود شعبنا في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق بإعتباره الشرط الاساسي لوقف العدوان وانهاء الإحتلال واستعادة الحقوق العربية المغتصبة . ـ يجدد الدعوة الى رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني ومقاطعة السلع الصهيونية والامبريالية . * الخزي والعار للإمبريالية والصهيونية وعملائهما * المجد والخلود للمقاومة وشهداء أمتنا العربية * معا على درب الحرية والكرامة من اجل تحرير فلسطين والعراق وكل الاراضي العربية المغتصبة . * عاش الإتحاد العام التونسي للشغل في نصرة قضايا العدل والحرية عن المكتب التنفيذي الكاتب العام مــــولدي الجندوبي
جمعية الصحافيين التونسيين
تونس في 28 جويلية 2006
بـــلاغ جـوائـز عـيـد الصـحـافـــة 2006
احتفل الصحافيون التونسيون بعيد الصّحافة مساء يوم الجمعة 28 جويلية 2006 في فضاء مدينة العلوم بالعاصمة. وحضر هذا الحفل عدد هام من الصّحافيين من مختلف المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئيّة ومشاركة ضيوفهم من مسؤولي وممثّلي عدد من المؤسسات الإعلاميّة والمنظّمات والجمعيّات.
وتمّ خلال السهرة الإعلان عن الجوائز التقديرية للجمعيّة التي تمّ توزيعها على النحو التالي :
1 – جائزة كمال العيّادي التقديريّة: الزميل محمد قلبي )جريدة الصباح ( . 2 – جائزة المؤسسة الصحفية : دار الصباح ) لجريدتي الصباح ولوطون (. 3 – جائزة صحافة الرّأي : جريدة الطريق الجديد. 4 – شهادة تقديرية : للسيد محمد شندول الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل ومدير جريدة الشعب.
كما أعلنت لجنة تقييم مسابقة أحسن إنتاج صحفي المتكوّنة من الزميلة حميدة البور ) رئيسة( ، والزميل حبيب بن سعيد ) مقرر( والزملاء جمال الكرماوي والمنّوبي المرّوكي والصادق الحمامي ) أعضاء ( عن إسناد جوائز المسابقة على النحو التالي :
الحائزة الأولى: 3000 دينار رفيق بن عبدالله (الصباح) و ناجح مبارك (Realites) الحائزة الثانية : 2000 دينار فؤاد العلاني (La Presse) الحائزة الثالثة : 1000 دينار فريق المنظار (مؤسسة الإذاعة و التلفزة التونسية)
وكل عام والصحفيون التونسيون وجمعيتهم العريقة بخير.
عن الهيئة المديرة : رئيـس الجمعـية فـوزي بـوزيّــان
جمعية الصحافيين التونسيين
تونس في 27 أفريل 2006 بـيــان
أمام تواصل العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان وفلسطين بغطاء ودعم أمريكيين واستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين بمن فيهم الأطفال، والمنشآت المدنيّة والصّحيّة وسيارات الإسعاف وحتى موظّفي الأمم المتحدة، وأمام تواصل استهداف الصحفيين العاملين في الميدان وآخرهم الزميل ابراهيم العتلّه المصوّر بالتلفزيون الفلسطيني الذي تعرّض إلى طلق ناري في قطاع غزّة أصابه بالشلل وكذلك الزميلة اللبنانية ليالي نجيب المصوّرة بمجلّة الجرس التي قضت إثر قصف صاروخي استهدف فريقها الصحفي في جنوب لبنان، واعتبارا لما يمثّله كذلك كله وغيره من الانتهاكات من جرائم حرب من وجهة نظر القانون الدولي،تدعو جمعيّة الصحافيين التونسيين إلى :
·إرسال بعثة تقصّي الحقائق المشكّلة بمقتضى الفصل 90 من البروتوكول الأول الخاص بحماية ضحايا النزاعات الدولية المسلّحة إلى لبنان وفلسطين للتحقّق من حصول انتهاكات خطيرة للبروتوكول ولمعاهدات جينيف.
·قيام الدول الأطراف في معاهدة جينيف بالإجراءات القانونية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب الاسرائيليين قضائيّا ومعهم من وقف في اجتماع روما ضدّ إقرار وقف لإطلاق النار ومن وقف ضدّ إدانة السلطات الاسرائيلية إثر القتل المتعمد لأربعة من أعضاء قوات << الفينول >> الأممية بما وفّر للجيش الاسرائيلي غطاء لمواصلة عدوانه وسفك دماء الأبرياء.
·وإذ تعبّر جمعية الصحافيين التونسيين عن دعمها الكامل للتحرّكات التي يقوم بها الاتحاد الدولي للصحفيين )الفيج( في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت وسائل الإعلام والزملاء الصحفيين في لبنان وفلسطين، وتواصلا مع مشاركتها مع باقي مكوّنات المجتمع المدني في المسيرة التي دعا لها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الاثنين 24 جويلية الجاري تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ودعما لمقاومتهما الباسلة للعدوان الاسرائيلي والتي رفعت خلالها شعارات ترفض استهداف الصحفيين، فهي تؤكّد على أهميّة انخراط كافّة الزملاء في عمليّات المدّ التضامني مع الشعبين الشقيقين في مواجهتهما للهجمة البربرية الاسرائيلية. عن الهيئة المديرة رئيــس الجمعيّة فـوزي بـوزيّــان
الاتحـاد العـام التـونـسي للشغـل الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير بيان تضامني مع المقاومة
نحن مناضلي ومناضلات الاتحاد العام التونسي للشغل بجهة المنستير المجتمعين اليوم الخميس/27جويلية/2006 الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير برئاسة الأخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وبحضور وبمساهمة السيد عبد الستار بن موسى عميد الهيئة الوطنية للمحامين والسيد المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
1- نعبر عن إستنكارنا للهجمة العسكرية التي تشنها الآلة العسكرية الصهيونية بدعم من الإمبريالية الأمريكية ضد الشعب العربي في كل من لبنان وفلسطين والتي كان من نتائجها:
*سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المواطنين: من أطفال ونساء وشيوخ. *تدمير البنية الأساسية من مطارات وموانئ وجسور وخدمات مما حرم الشعب من أبسط مقومات الحياة: الدواء والغذاء. *اضطرار مئات الآلاف من المواطنين إلى النزوح وإلى الهجرة القسرية ليعيشوا حياة التشرد والمجاعة.
2 ـ ندين السياسة العدوانية التوسعية الصهيونية التي ضربت عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين الدولية ورفضت تطبيق القرارات الأممية وآخرها قرار الجدار العازل الصادر عن محكمة العدل الدولية بلاهاي.
3- نترحم على أرواح شهدائنا ضحايا العدوان الهمجي الغادر الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن والأمة.
4- نحيي أبطال المقاومة الصامدة في وجه العدو الصهيوني الذي ما لبثت الإدارة الأمريكية تجهزه بأحدث مخترعاتها من وسائل التدمير والإبادة وآخرها القنابل الذكية والفسفورية.
5 ـ نناشد كل قوى الأمة للتوحد قصد التصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي بدأت تُروّج له الإدارة الأمريكية تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد بعد أن أفشلت المقاومة مشروع الشرق الأوسط الكبير.
6- ندعو إلى إيقاف الحرب المدمرة التي يتعرض لها شعبنا العربي في كل من العراق وفلسطين ولبنان حتى يتمكن من تقرير مصيره بكل حرية بعيدا عن التهديد والهيمنة.
7- ندعو الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى إعادة تفعيل مشروع المقاطعة العربية للمصالح الصهيونية والإمبريالية.
8 ـ نعلن استعدادنا كنقابيين ومناضلين في المجتمع المدني عن استعدادنا للمساهمة في هذه المعركة المصيرية بما توفر لدينا من
أشكال الدعم: المال والدواء والدماء. عاشت أمتنا العربية حرة ومناضلة.عاشت المقاومة درعا لها.
جـامعـة نـابل لحزب الوحدة الشعبية
بيـان بمنـاسبة عيد الجمهورية
حـــزب الوحــدة الشعبيــة جــامعــة نــابل » جـامعة امحمد عيسى «
نـابل بتـاريخ : 25 جويلية 2006 نحن أعضـاء جـامعة نـابل لحزب الوحدة الشعبية المجتمعون بدعوة من كـاتبهـا العـام من أجل الاحتفـال بذكرى عيد الجمهوريـة .و ذلك بعد أن قطعت البلاد أشواطـا منذ اعلان الجمهورية و الغـاء النظـام الملكى الفردي الـى الابد . يتوجه منـاضلو الجـامعة بهـذه المنـاسبة بالتحية الـى كل الذين سـاهموا فى بنـاء الجمهورية كمـا يحيون جميع من ينـاضل من أجل مزيد تكريس النظـام الجمهوري و المحـافظة عليه مؤكدين أنه للجمهورية التونسية أبنـاء صـادقين . يؤكد أعضـاء الجـامعة على أن معنى الجمهورية لا يمكن أن يستكمل الا بتركيز و تكريس مبدأ تفريق السلط و ان منـاضلي نـابل و ان يعلنون تمسكهم بالنظـام الجمهوري كخيـار مبدئي لا رجعة فيه فهم ينددون بكل من يحمل حنين دفين الـى النظـام الملكي أو كل نظـام شبيه به . ان سيطرة الفرد أو الحزب أو المجموعة و احتكـارهم لجميع السلط يؤدى الـى الغـاء النظـام الجمهوري .ان أحسن ضمـان لدعـائم الجمهورية لهو تكريس التعددية الفعلية و فصل الحزب الحـأكم عن الدولة ليشعر المواطن أن الدولة دولته و هي دولة جميع التونسيين . ان الحفـاظ على النظـام الجمهوري يقتضى دعم توفير المنـاخ الديمقراطى بالبلاد و خـاصة فى الجانب الاقتصـادى و ذلك بالتحرير الفعلي للمبادرة الاقتصـادية و فصلهـا عن الانتمـاء السياسي . ان الاحتفـال بعيد الجمهورية فى سنة 2006 لا يمكن الا أن يمثل و قفة لتقييم التجربة الديمقراطية ببلادنـا .ان » المعـارضـات » التى لا تعـارض انمـا هي هدم للبنـأء الجمهوري و تقويض للتوجه الديمقراطى كمـا أنه على المعـارضة أن تكون جديـة ملتزمة و وطنيــة . يسجل منـاضلو الوحدة الشعبية بنـابل ورود عيد الجمهورية هـذا العـام فى وقت يتعرض فيه الشعبين اللبنـانى و الفلسطينى الـى حرب ابـادة جمـاعية فـى حين لا يزال العراق الشقيق يرزح تحت نير الاستعمـار و تنخره مواجهـات داميـة فى وقت تتعرض فيه ثرواته للنهب . اننـا نسجل مطـالبتنـا بخروج جميع القوات الاجنبية من العراق من أجل تحقيق المصـالحة الوطنية الحقيقيبـة و بنـاء الدولة على أسس ديمقراطية .كتمسكنـا بضرورة أن تمـارس الدولة اللبنـانية سيادتهـا كـاملة على جميع الاراضى اللبنـانية و خـاصة مزارع شبعــا التى لا تزال محتلة من طرف الصهاينة . يؤكد منـاضلو الوحدة الشعبية بنـابل على ان القـاء الامين العـام للجامعة العربية للمنديل بقوله أن مشروع السلام فى الشرق الاوسط قد مـات … يعنى فسح المجـال أمـام العنف من جهة و أمـام الانبطـاح من جهة أخرى…. و يؤكد تخلي الجامعة العربية عن مهـامهـا التى أنشأت من أجلـها . ان ايمـان الشـارع التونسي بالقضـايا العربية و التوجه العربي التونسي التقدمى يجعل من بلادنـا أحق بلاد باحتضــان الجـامعة العربية و نحن نطـالب الدبلومـاسية التونسية كجميع مكونـات المجتمع المدنى التونسي يتحريك مبادرة المطـالبة بارجـاع الجـامعة العربية الـى تونس حتى تستعيد الجـامعة أنفـاسهـا . يسجل منـاضلو حزب الوحدة الشعبية بنـابل تمسكهم بضرورة احترام السيادة الترابية لدولة لبنـان كمطـالبة الحكومـات العربية بأن تشـارك فى القوة العسكرية المنظوية تحت لواء الامم المتحدة التى قد تنشر قريبــا بلبنــان خـاصة و أن الحضور الاممى غير العربي بلبنـان قد دفع الـى مقتل عدة لبنـانيين عند رفض لجوئهم اليه قبل أن يتعرضوا الـى القصف الجوي الصهيونى القـاتل . كمـا لا يفوت جـامعة نـابل للوحدة الشعبية و هي تحتفل بعيد الجمهورية أن تؤكد على أن البنـاء الوطنى يبقى دومـا مهددا اذا انتفت أسباب التوازن الاقليمية … ان منـاضلو نـابل يشددون على ضرورة مواصلة و دعم بنــاء صرح المغرب العربي الذى لا مستقبل لنـا بدونه . عــاشت تــــونــــــس عـاشت الجمهوريـــة عاش الصمود العربي
تونس : منظّمات حقوقية دولية و محلية تدين إعتداء البوليس على « شرف » صحفية وحقوقية تونسية !
تونس – المصريون – كتب سليم بوخذير : بتاريخ 28 – 7 – 2006 ندّدت مجموعة الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا (WGFENA) في بيان لها أمس الأول 27 –7-2006 حصلت « المصريون » على نسخة منه ، بما وصفته بمحاصرة منظمة حقوقية في تونس و ضرب كاتبة و ناشطة بها والتحريض على الاعتداء الجنسي عليها ، فيما أعلن عدد من قياديي نقابة المعطلين عن العمل من حاملي الشهدات العليا إعتداء قوّات البوليس عليهم أمام مقر محافظة العاصمة التونسية .
و قالت مجموعة » WGFENA » ، إنّ أجهزة البوليس التونسي أقدمت هذا الأسبوع على « الإعتداء على الناشطة الحقوقية والكاتبة المعروفة نزيهة رجيبة « أم زياد » عقب محاصرة أجهزة الأمن لمقر المجلس الوطني للحريات بتونس ومنع أعضائه من حضور اجتماع كان مقررا عقده هناك ، مندّدة بما وصفته ب « تعنيفها ثمّ سبها بكلمات فاحشة ، قبل أن إجبارها على ركوب سيارة تاكسي ، قائلين للسائق » خذها حيث تشاء وأفعل بها ما تريد فهي ……… » ، ثم أعقبوا ذلك بحصار منزلها طيلة اليوم » ،على حدّ وصف البيان.
وعُرفت نزيهة رجيبة « أم زياد » بنشاطها القيادي في عدد من الأطياف الحقوقية و السياسية في تونس من ذلك أنها تشغل خطّة الكاتبة العامة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض كما أنها الكاتب العام لمرصد حرية الصحافة و هي كذلك قيادية في المجلس التونسي للدفاع عن الحريات ، فضلا عن كونها رئيس تحرير مجلة « كلمة » الألكترونية المعارضة .
و أثار ما جرى ل « أم زياد » هذا الأسبوع أيضا إحتجاج عديد الأطياف السياسية و الحقوقية التونسية التي إعتبرته « سابقة خطيرة » ، حتى أنّ رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض في تونس الدكتور المنصف المرزوقي وصف ما جرى بأنه جريمة خطيرة جدا معتبرا في بيان له أمس حصلت « المصريون » على نسخة منه أن » الحكم في تونس حوّل جهاز البوليس للعب دور خطير هو دور العصابات التي تعتدي على شرفاء تونس « .
و قال المرزوقي إن الإعتداء الخطير على نزيهة رجيبة هو « إعتداء على شرف التونسيين جميعا » ، على حدّ تعبير البيان .
و في سياق متصل أدان عدد من قياديي ما يُعرف في تونس بنقابة المُعطّلين عن العمل ما وصفوه ب « منعهم بالقوّة من قبل رجال البوليس السياسي في العاصمة التونسية من تسليم أوراق إعتماد نقابتهم إلى مصالح المحافظة للإعلام بها ، في حين إتهم صحفي أراد مواكبة الأمر البوليس بالإعتداء عليه .
و قال سالم العياري أحد قياديي هذه النقابة لـ »المصريون » إنّه توجّه صبيحة أمس الاول صحبة عدد من قيادييها على مقر المحافظة لتسليم ملف إعتماد النقابة مثلما ينص على ذلك القانون التونسي « إلاّ أن مصالح المحافظة إمتنعت على تسلّمه ثمّ قام عدد كبير من رجال البوليس بتعنيفه هو و رفاقه و جرّهم بكلّ وحشية بعيدا عن مقرّ المحافظة » حسب قوله .
و كانت هذه النقابة قد تأسّست منذ العام المنقضي للدفاع عن حقوق المعطّلين من حاملي الشهادات العليا من الجامعات التونسية ، و قال قياديّوها إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي « تمتنع فيها المحافظة عن قبول أوراق الإعلام عنها » .
و ينصّ الفصل 253 من قانون الشغل في تونس على أن تأسيس أي نقابة لا يستوجب ترخيصا و إنما يفرض فقط إعلام السلطات بالتأسيس و بكلّ مكوّنات هذه النقابة و تفاصيلها و الأهداف التي بُعثت من أجلها .
و إتّهم العياري السلطات التونسية بما وصفه ب « محاولة إجهاض مشروع هذه النقابة بسبب مسؤولية الحكومة على الإرتفاع المهول المسجّل في نسب البطالة عموما و بطالة أصحاب الشهادات العليا على وجه الخصوص » .
و من جهة أخرى أخبر مراسل محطة فضائية تونسية معارضة « المصريون » أنّ أعوان من البوليس السياسي « هاجموه صبيحة امس امام مقر المحافظة ساعة تصويره لعملية الإعتداء على قياديي نقابة المعطّلين بواسطة كاميرا محمولة » .
و قال توفيق العياشي (28سنة) إنّه « نجح في نهاية المطاف في تهريب الكاميرا عن طريق مرافق له في حين وقع إحتجازه لفترة ثمّ إطلاق سراحه ، لكن مع التحفّظ على بطاقة هويّته الشخصية إلى أجل غير معلوم » على حدّ قوله .
و تأسّست منذ شهر أبريل الماضي محطّة « الحوار التونسي » الفضائية المعارضة التونسية من قبل المعارض التونسي الطاهر بن حسين و هي تبثّ من إيطاليا على القمر الأاوروبي « هودبارد » .
و سبق لعديد المنظّمات الحقوقية التونسية أن أدانت ما وصفته ب » تكرّر المضايقات الأمنيّة والإعتداءات » على فريقها من المراسلين في تونس الذين يعملون « بشكل سرّي » .
(المصدر: صحيفة « المصريون » الألكترونية بتاريخ 28 جوان 2006)
في قابس:
البوليس يقمع مسيرة مساندة للشعبين اللبناني والفلسطيني
قابس في 27 جويلية 2006 تجمع اليوم الخميس 27 جويلية 2006 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقابس العديد من النقابيين و قوى المجتمع المدني و السياسي للتضامن مع المقاومة اللبنانية و الفلسطينية و التنديد بالمجازر الوحشية والحرب المفتوحة التي يشنها الكيان الصهيوني تحت غطاء أمريكي و بمباركة بعض الأنظمة العربية على الشعبين اللبناني و الفلسطيني و قواه المقاومة. و للتعبير عن غضبهم و شجبهم لهذه الجريمة و السكوت عليها حاول المجتمعون الخروج في مسيرة سلمية كان الاتحاد الجهوي قد قدم طلبا في الترخيص لها تجاهلته السلطة فتصدت لهم قوات كبيرة من الشرطة بالزي المدني و الرسمي التي حاصرت مقر الاتحاد وسدت كل المنافذ المؤدية إليه مستعينة في ذلك بسياراتها الكبيرة فلم تتجاوز المسيرة المائة متر رجعت بعدها إلى دار الاتحاد. هذا و قد وقع تعنيف العديد من المناضلين منهم السيد الحبيب الباهي عضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي الذي وقع حجز آلة التصوير التي كانت معه و السيد المنجي عبد الرحيم كاتب عام جامعة المهن المختلفة الذي حاول إحراق علم الكيان الصهيوني أمام مقر الاتحاد فاستشرس البوليس في الدفاع عن هذا العلم حيث تدخل بقوة كبرى لافتكاكه و حفظه و اعتقال الأخ منجي حتى آخر التجمع. كما أقدم أحد « أشاوس » الشرطة الشبان و بحركة بهلوانية رياضية على لي يد الشيخ عبد الوهاب عمري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي وإسقاطه أرضا متسببا له في رضوخ و انتفاخ بيده اليسرى وأسمعه وابلا من مصطلحاته الماخورية. عبدالوهاب عمري
مأساة مساجين الرأي في تونس الصحة و التغذية:
*شهادة السجين محمد القلوي
جمعتني سفرة مشتركة في سيارة السجن مع الأخ زروق من بنزرت و قد لاحظت انه لم يقدر على الصعود بدون مساعدة و فسر لي ذلك بالاضطهاد الذي لقيه في سجن المسعدين من المدير نبيل العيداني حيث كان كلما اعترضه في احد ممرات السجن خيره بين قضاء عقوبة بالعزلة أو القيام بتنظيف الغرفة لمدة عشرة أيام متتالية (ما يسمى ب »الكرفي » La corvèe ) فلا تنتهي عقوبة إلا لتبدأ أخرى حتى أصيب بالسل و أهمل علاجه فاستفحل المرض رغم انه كان يستعمل كمية كبيرة من الأدوية فلم يمكن من تغذية خاصة و اقتصر الأمر في سجن برج الرومي ( لما كان مديره المدعو بلحسن الكيلاني) على مده بخبزة إضافية صغيرة الحجم…
بدأت أحس بطنين في أذني اليسرى سنة 1992 و لكن لم يتم عرضي على اختصاصي إلا في أواخر 1996 مما سبب مزيد من الاحتداد الذي أصبح مزمنا و لا يمكن علاجه أو إيقاف تطوره للضعف الذي أصاب العصب الداخلي. الحبيب مباركي سويسرا البريد الالكتروني mbarkiha@yahoo.fr
تونس: توترات في آخر معاقل الغضب
بسام بونني صحفي وباحث تونسي مقيم بالدوحة بعد أقل من عام من استضافة تونس للقمة العالمية لمجتمع المعلومات، لا تزال مكونات المجتمع المدني والنقابات رازحة تحت وطأة القمع. الضغوط الدولية والتقارير والتوصيات التي صدرت عن منظمات دولية لم تضع حدا للتجاوزات الخطيرة التي تمس الحريات العامة وحقوق الإنسان في البلاد. آخر الأزمات التي هزت المشهد السياسي في تونس ضربت عمادة المحامين، على خلفية قانون مثير للجدل، بمقتضاه يتم إحداث معهد لتكوين المحامين. القانون الذي أثار حفيظة المحامين، في تونس، يعطي صلاحيات واسعة لوزارة العدل وحقوق الإنسان لاختيار من هو « أهل » لدخول هذا المعهد. وهو ما اعتبره أصحاب المهنة محاولة « لتركيع » المحامين وانتقاءهم حسب مواصفات تتماشى وحاجة النظام، لا سيما وأن عمادة المحامين لا تزال أحد عروش الرفض والاستقلالية في بلد لا يعلو فيه إلا صوت السلطة. ويتهم المحامون التونسيون النظام بمحاولة تقويض استقلالية المهنة. الرابطة التونسية لحقوق الإنسان تعيش هي الأخرى إحدى أصعب المحن التي عرفتها طوال تاريخها. الرابطة التي تعتبر أعرق منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان في إفريقيا والعالم العربي، تعرضت إلى سلسلة من الدعاوي القضائية من طرف منشقين موالين للحكومة لحرمانها من عقد مؤتمرها. وقد حاولت السلطات التونسية زعزعة منظمة أخرى في وقت سابق وهي الجمعية التونسية للقضاة من خلال سيناريو مشابه لذلك الذي وظفته في التعامل مع ملف الرابطة، إذ طعن منشقون موالون للحكومة في شرعية المكتب التنفيذي للجمعية وقاموا باقتراع خاص لانتخاب مكتب مواز. يذكر أن السلطات التونسية لم تعترف بأي منظمة حقوقية مستقلة منذ أكثر من عشر سنوات وهو ما يتعارض مع الاتفاقات الثنائية التي أبرمتها تونس مع الاتحاد الأوروبي إلى جانب الأعراف الدولية المعمول بها. وتتخذ الحكومة التونسية من مسألة الاستقواء بقوى أجنبية ذريعة لقطع الطرق أمام كل نشاط حقوقي مستقل. وهو نفس الداء الذي تعاني منه أحزاب المعارضة والصحافيين المستقلين، خاصة منهم ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية الحرفية في تونس والذي لم يعد عددهم يزيد عن الخمسة. ومن المثير للانتباه رفض السلطات التونسية السماح لجمعية تهتم بتراث الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بمزاولة نشاطها، رغم أن مؤسسي الجمعية مناضلون قدامى من الحزب الحاكم. تشدد النظام التونسي مع مكونات المجتمع المدني والمنظمات العمالية والنقابية يطرح نقاط استفهام عديدة. فتونس التي احتفلت هذا العام بمرور خمسين عاما على استقلالها من الاستعمار الفرنسي تمكنت من تحقيق خطوات عملاقة في مجالات حيوية كالتعليم والثقافة، وهو ما جعلها تحظى بطبقة مثقفة واسعة. في المقابل، لم تتبع كل هذه التطورات الهامة التي تحسدها عليها دول عدة في المنطقة إصلاحات سياسية. بل بالعكس، يشعر الرأي العام والفئة النخبوية بمزيد من الانغلاق والتضييق على الأنشطة الفكرية والحقوقية والسياسية، انغلاق وتضييق حدّا من النجاحات الاقتصادية التي حققتها البلاد منذ استقلالها، حتى أن منظمات عديدة كالشفافية الدولية أشارت في تقاريرها السنوية إلى استفحال ظاهرة الفساد في أجهزة الدولة التونسية. والمؤشرات التي أطلقتها الحكومة التونسية مؤخرا لا تنبئ بأي تغيير في مسارها السياسي. إذ رفع الخطاب السياسي الرسمي شعار « لا ولاء إلا للوطن ». كما أضحت الصحف التونسية الموالية للحكومة مساحة لتخوين المناضلين والناشطين المستقلين في المجالات السياسية والحقوقية. ومما زاد في الطين بلة أن تشريعات أخيرة ضيقت على حرية تأسيس المنظمات والأحزاب كقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال الذي بات آلة لتخويف قوى الرفض وترهيبهم. زد على ذلك أن المنظمات والهياكل والأحزاب المستقلة المعترف بها لا تحظى بتمويل عمومي كاف كما تقره القوانين التونسية. ولمجابهة هذه السياسة التجويعية، تلجأ قوى الرفض إلى هبات دولية في إطار الاتفاقيات المبرمة بين الجمهورية التونسية وأطراف دولية عديدة. لكن، هذا الخيار لا يستقيم في نظر الحكومة إلى شرط الوطنية والولاء للوطن. وهو ما يعقد من دور المنظمات والأحزاب ويجعلها تفتقر في بعض الأحيان إلى مقر أو حتى إلى أبسط تجهيزات الاتصال. رغم هذا الواقع المر لمكونات المجتمع المدني وقوى الرفض في تونس، لا تزال سياسات الحكومة تحظى بموافقة ضمنية من رجاءات المجتمع الدولي، لا سيما منها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وإن تصدر بين الفينة والأخرى بعض البيانات الرسمية من هذه الأطراف تندد فيها بتجاوزات السلطات التونسية، فإن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد نقد ينتهي مفعوله بمجرد تلقيه من المصدر. وتبقى تونس رقما محيرا في المنطقة العربية في مجالات الحريات الفردية وحقوق الإنسان. فبينما تشهد دول عديدة في المنطقة سلسلة من الإصلاحات السياسية وفي وقت تنعم فيه نخب عربية هنا وهناك بحقوق – وإن كانت متواضعة – تتذيل تونس دول المنطقة في السعي إلى مزيد من الانفتاح السياسي وتجميل السجل الحقوقي. وما التعرض إلى آخر معاقل الرفض التي أشرنا إليها في موقع سابق من هذا المقال إلا دليل قاطع على مضي السلطات التونسية قدما في قمع كل مبادرة سياسية أو حقوقية مستقلة. لكن، يقابل تواصل القمع الرسمي تشبث قوى الرفض التونسية بحقها في النشاط وإن خارج الإطار القانوني وما يطرحه هذا الوضع من تهديدات حتى على حياة البعض وحريتهم. وخلال السنوات الأخيرة، دفع العديد من المناضلين ثمنا غاليا لرفضهم للواقع المعيشي في تونس. آخر ضحايا الرفض كان المحامي التونسي محمد عبو الذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد سلسلة من المقالات التي انتقد فيها الأداء الحكومي في مجال حقوق الإنسان. مثال الأستاذ عبو قد تتبعه أمثلة أخرى، خاصة وأن الآفاق زادت ضيقا.
(المصدر: نشرة الإصلاح العربي جويلية 2006)
الاستـاذ فيصل الزمنــى : على اثر تولى أعلى هرم السلطة بالبلاد عشية الاحتفـال بالذكرى التـاسعة و الاربعين لعيد الجمهورية الاعـلان عن تمديد العمل بالعفو الجبـائي لمدة أخري … فاننـا و فى الوقت الذى نحيي فيه هـذه المبـادرة فاننـا نسجل بارتيـاح ورود هـذا الاجراء بعد أن تعالت عديد الاصوات المطـالبة به و منهـا بالخصوص مـا تولينـا تدوينه بموجب مقـال كتبناه عل الصفحات الالكترونية » لتونس نيوز » و قد ذيلنـا المقـال بتعمد نشره على صفحـات » تونس نيوز » لاحترامنـا لهـذا الموقع و جديته و حرفيته .و اننـا و فى هـذه المرحلة التى تمر بهـا البلاد نسجل بكل اعتزاز أن موقـــع » تونس نيـــوز » صـار يمثـــل همــــزة وصل و مجـال للطرح الجدى … و نحن نتفـاءل بذلك خيرا للمستقبل و نرجو أن تكون صحـافتنـا مستقبلا على غرار النهج الذى سـار عليه موقع » تونس نيوز » .و نحن و لئن نحي كل الذين يبذلون المجهودات اليومية من أجل أن تصدر نسخة : » تونس نيوز » فى ابـانهـا صيفـا و شتـاء … فاننــا نجدد تأكيدنـا على أن التقدم بالقطـاع الصحفى ببلادنـا يقتضى من النـاشرين الالتزام بالمسؤولية و الاقتصـار على مـا ينفع البلاد و العبـاد دون الركون الـى السب و الثلب الذى لا يتقدم بأحد…. من أجل دفع هـذه التجربة و العمل علـى النزول بهـا من نخب القراء على الانترنـات الى كـامل الشعب التونسي بجميع الوسـائل الصحفية المكتوبة و المسموعة و المرئيـة . و لذلك فاننـا نتولى هنـا اعـادة نشر الجزء الثـانى من المقـال الذى تعرضنـا فيه الـى الاجراءات العملية التى رأينـا أن يعتمدهـا العفو الجبـائي لكي يحقق الاهداف المرجوة منه . و نحن نقول هـذا و أملنـا فى أن يكون موعد 25 جويلية 2006 منـاسبة لانطلاقة جديدة للصحـافة التونسيــــة … مســـــؤولة و جديـة … و بدون محظورات و محرمـات لا سلطـان عليهـا الا للاعراف المهنية و للقـانون .
العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري
(الجــــزء الثــــانــى)
ج ـ مخـاطر طريقة تعـامل الادارة مع ارادة العفو . ان هـذه المظـاهر التى تميز الادارة التونسيـة لا يمكن بحـال أن تنتفى فجأة و بشكل استثنـائي عندمـا تتولى تطبيق اجراءات العفو الجبـائـــــي فالبيروقراطية و حـــــالات ضعف التحسس لحـالات المواطنين و اعتبـار العمل الاداري كالميكـانيك دون اعتبـار لموضوعه الذى يحوم حول الذات البشرية قد يتسبب فى نتيجة عكسية تمـامـا لمـا هو مأمول بل أنه يمكن أن يذهب أصلا بالمشروع . و لنتوقف عند العفو الجبـائي الذى أعلن عنه السيـد رئيس الجمهوريـة بمنـاسبة ذكـرى عيد الاستقـلال .فالارادة السيـاسية الواضحة حسبمـا ألمعنا اليهـا أعلاه تتجسم على عين الواقع عن طريق الاجراءات الادارية التى يقوم بهـا الاعوان الادارييـن .فمـاذا حصل اذا و كيف تعـاملت الادارة ذات المميزات التى ألمعنـااليهـا أعلاه مع الارادة السياسية العليا بالبلاد . لقد جـاء النص القـانونى الذى سن العفو الجبـائي حسب القانون عـ 25ـ2006 ـدد بتاريخ 15 مـاي 2006 بتمكين الخـاضعين للجبـاية الذيـن توفرت فيهم الشروط المذكورة بالطـالع من التمتع بطرح الخطـايا و تقسيط قيمة الدين شريطـة أن يتقدموا بطلبهم هـذا قبل موفى جوان قبل موفى جوان 2006 أي أنه على الادارة أن تكون قد أوقفت جميع الملفات التى لديهـا حسبمـا بينه نص القـانون و أن تضبط المديونية مع الخطـايا و أن تتأكد من وقوع الاعـلام طبق القـانون و فى الاجـال التى ضيطهـا و ذلك بالنسبة للخـاضعين للجبـاية لكي يتمكن هؤلاء من التمتع بالعفو . ان الادارة بالمفهوم الذى قدمنـاه أعلاه و التى هي محمول عليهـا بالاضـافة الـى ذلك منح الخـاضعين للجبـاية الامتيـازات التى جـاءت بهـا مجلة الاجراءات و الحقوق الجبـائية تحتـاج الـى وقت لكي تقوم أولا بالمراجعة ثم تمنح الخـاضع للجباية حق الرد على المراجعة ثم تدقق فى المعلومـات الواردة عليهـا و فى الاخيـر تتولى تتولى توظيف الاداء مع الخطـايا و تعلـــم الخـاضع بأنـــــه بامكـانه الانتفـاع بالعفو و عندهـا يتقدم الخـاضع للجبـاية للمطـالبة بمزايـا العفو الجبـائي . هـذا اذا افترضنـا أن الخـاضع للجبـاية يتنـازل عن حقه فى الطعن أمـام المحـاكم . ان المراجع للنص القـانونى الصـادر بموجبه العفو يلاحظ أنه ورد بموجب القانون عـ 25ـ2006 ـدد بتـاريخ 15 مـاي 2006 بتاريخ و قد ورد متضمنـا تـاريخ 30 جوان 2006 كتـاريخ أقصى للانتفـاع بالعفو .حيث أن ذلك يعنى أن ادارة الجبـاية و فى الفترة الفـاصلة بين تـاريخ صدور القانون فى 15 مـاي و تـاريخ انتهـاء الانتفـاع بالعفو فى موفى جوان 2006 عليهـا أن تقوم بمـا يلـى : 1 ـ ايقـاف الملفات التى يشملهـا العفو و انهـاء مـا صدر فى شأنه مراجعة قبل 20 مـارس 2006 كاتمـام دراسة الردود الواردة عليهـا من الخـاضعين للجبـاية عملا بأحكتأم الفصل 42 و ما تلاه من م ح ا جبائية
2 ـ التأكد من وقوع اعـلآم الخـاضع للجبـاية بنتيجة الدراسة و التأكد من وقوع الاعتراض على ذلك بموجب الفصل 42 و مـا تلاه من م ح ا جبائية .
3 ـ التأكد من تـاريخ اتخـاذ قرار التوظيف .
4 ـ متـابعة الاعـلام بالقرار المذكور و مراجعة جميع ملف التوظيف مع مـا يتطليه ذلك من وقت عملا تطبيقا لاجراءات الفصل عـ 8 ـدد من م م م ت .حسبمـا اقتضـأه الفصل 51 من م ا ح جبائية .
5 ـ قبول طلب التمتع بالعفو
6 ـ اتمـام اجراءات العفو . ان القيـام بكل هـذه الاجراءات و الاعمـال فى الوقت المذكور يعد أمرا مستحيلا عمليـا بالنسبة للادارة كمـا يفتح الباب أمـامهـا لارتكـاب الهفوات و التجاوزات أحيـانـا .كمـا أن هـذه الاجراءات من شأنهـا أن تضع الخـاضع للجبـاية أمـام اختيـار بين التمتع بالعفو و بين ممـارسة حق دستورى أجـازه لـه القـانـــون و الدستور و هو حق الالتجـاء الـى القضـاء و الطعن فى قرار التوظيف . 1 ـ الادارة لن يمكنهـا عمليـا مسـايرة روح سيـاسة العفو و توفير شروط الانتفـاع بـه . ان روح قرار العفو الصـادر عن أعلى هرم السلطة انمـا هي سرعة المبادرة عند الحـاجة و الالتصـاق بمشـاغل المواطن اليومية و السعي لايجـاد الحلول لهـا بشكل جدى و سريع أمـا نسق الادارة الذى أسلفنـا الاشـارة اليه أعلاه فهو مبني على » اللامبالاة » و الاكتفـاء بتطبيق التعليمـات بشكل ألي بحيث أن قرار العفو عندمـا ينزل الى التطبيق العملي يصير قرارا و اجراءا كغيره من التراتيب الادارية يطبق بشكل عادي و ألي بدون تلك الشحنة التى توفرت لـدى اتخـاذ القرار من قبل أعلى هرم السلطة التنفيذيـة .و لـذلك فان الادارة لن تغير من سرعة عملهـا و لا من سرعة انجـازهـا بمـا يجعل قرار العفو يصطدم بالسرعة العـادية للعمل الاداري و الروتين و البيروقراطيـة . و لذلك فاننـا نرى اليوم أعوان الجبـاية يسرعون ليس فى رفع نسق العمل و التركيز من أجل القيام بدراسة جدية للملفات التى هي بين أيديهم بل فى اتخـاذ التوظيفات فى أسرع وقت و تسليط الخطـايا عليهـا لكي يحـال الخـاضع للجباية علىاجراءات العفو فى أقرب فرصـة . و لتذلك فاننـا صرنـا نرى ملفات التوظيف تفتقر للتعليل المقنع و للرد على دفعات المواطن الخـاضع للجبـاية بحيث أن ادارة الجبـاية صـارت تلغى السير العـادى لملف التوظيف و تحرم بذلك المواطن من حقه فى الاعتراض و الرد و منـاقشة اعتراضه و رده مع الادارة قبل أن تتخذ قرار التوظيف و ذلك لكون النسق الذى تعودت الادارة العمل بموجبه و الذى لم تقدر على تغييره اثر قرار العفو و الجبـائي يمنعهـا من التعـامل مع كل الملفات بشكل مكتمل . فضـلا عنمـا قد يحصل من دمج فى اعتداد الاجـال و تطبيق تـاريخ 20 مـارس 2006 على اجراءات التوظيف لفصل مـا شمله العفو عن غيره ..الخ ..الخ .. و كنتيجة لكل ذلك فان التطبيق العملي لاجراءات العفو صـار يعنى أن تسرع الادارة فى انهـاء مراحل المراجعة و الاعتراض و اتخـاذ قرار التوظيف و تبليعه للخـاضع للجبـاية فى أقرب وقت ممكن حتى يتمكن هـذا الاخير من المطـالبة بالعفو قبل اتقضـاء الاجـال . و لكل ذلك فان الملف الذى كـان من المفروض أن يقع تنـاوله فى فترة لا تقل عن الثلاثة أشهر فقد تم تنـاوله فى عشرة أيـام و بقيمة غـالبا مـا تكون مرتفعة و فى بعض الاحيـان قد تكون لا علاقة لهـا بالقيمة التى قد تعتمد لو سلك الملف طريقه العـاديـة . 2 ـ الادارة تجبر المواطن ضمنيا على التنتازل عن حقه فى التقاضى ان رغب فى العفو : ان السرعة القياسية التى صـار يتم تنـاول الملف الجبـائي بموجبهـا على النحو الذى تعرضنـا اليه هنـا تجعل المواطن أمـام خيـارين : الخيـــــار الاول : الاول يتمثل فى تقديم ملف الانتفـاع بالعفو الجبـائي و التنـازل عن حقه فى الطعن أمـام القضـاء فى نتيجة التوظيف الذى قـامت به الادارة و بالتـالي فعليه أن يرضى بتلك القيمة و أن يعتبر العفو يرد بطرح الخطـايا فقط .. و هنـا فان الخـاضع للجبـــــاية يسقــــط حقــــه فى الاعتراض و الطعن فى نتيجـــــة أعمـال الادارة برغم ورودهـا فى الظروف التى ألمعنــا اليهـا أعــلاه .و هو مـا يجعل المواطن يقبل بالامر الواقع الذى تفرضه الادارة عليه حتى لا يفوت على نفسه التمتع بالهفو . الخيــــــار الثــانى : أمـا الحل الثـانى فهو يتمثل فى رفض الخـاضع للجبـاية التمتع بالعفو و التوجه للقضـاء قصد الطعن فى نتيجة أعمـال الادارة علمـا و أن أجـال الطعن انمـا هي ستون يومـا من تـاريخ تبليغ نتيجة التوظيف على ألا يقل ميعـاد الحضور عن شهر و هو أجل لا يمكن بحـال أن يشمل امكـانية الطعن القضـائي و التمتع بالعفو فى نفس الوقت . و لـذلك فان البطئ الذى عليه الادارة سوف يمنع جزء كبير من الخـاضعين للجبـاية من التمتع بالعفو الجبـائي . ان هـذه الحـال قد تؤدى الـى المس بمبدأ المسـاوات بين المواطنين . 3 ـ المس بمبدأ المسـاوات بين المواطنيــــن الذين استنفذوا حقهم فى الطعن القضـائي قبل ورود العفو و بين من لم يستنفذوا الحق فى الطعن . ان الوضع الذى تعرضنـا اليه أعلاه قد يحيلنـا على واقع صعب قد لا يمكن من المسـاوات بين الخـاضعين للجبـاية و من ذلك أن قـانون العفو قد مكن من صـار عليهم دين مثقل نهـائيا بتـاريخ 20 مـارس 2006 من الانتفـاع بالعفو أي أنه مكن كل من استنفذ طرق الطعن بمـا فيهـا الطعن القضـائي من الانتفـاع بالعفو و هي حـال واردة بالنسبة لمن صدر ضده حكمـا قضـائيـا بالتوظيف . و هو مـا يقتضى أن الخـاضع للجبـاية الذى مـارس جميع الحقوق الراجعة لـه بعد التوظيف بمـا فيهـا الطعن القضـائي يكون منتفع بالعفو و هو مـا حرم منه الخـاضع للجبـاية الذى تم تبليغ قرار التوظيف فى أجل زمنى لا يمكنه من ذلك , اذ أن أجـال الطعن سوف لن تمكنه من ممـارسة طعنه و التمتع بالعفو .و علمـا بأن مبدأ مسـاوات جميع المواطنين أمـام الجبـاية انمـا هو مبدأ دستوري فان احتسـاب التمتع بالطعن بهـذه الصورة يكون قد حرم جزء كبير من الخـاضعين للجبـاية من حقهم فى الطعن القضـائي و بذلك لم يسوى بينهم و بين بـاقى المنتفعين بالعفو . هـ ـ المقترحـات للمحـافظة على الغاية السامية لمشروع العفو الجبـائي . أمـام هـذا الوضع الذى قد يجعل من وضع الخـاضع للجبـاية صعبا بمـا قد يحرمه من الانتفـاع بمزايا العفو و ذلك برغم وجود الرغبة السيـاسية فى تمتيعه به فانـنـا و بمجهود منفرد نرى أن النية الرئـاسية التى توجهت الـى سن العفو الجبـائي سوف لن تبلغ مرمـاهـا كـامل اعتبارا لنسق العمل الاداري و وضع ادارة الجباية المحافظ عمومـا مقارنة مع نسق الارادة السياسية التقدمي الا اذا تم القيـام بالاجراءات التـالية حتى يشمل العفو جميع الخـاضعين للضريبة بدون استثنـاء و لا يفرق فيمـا بينهم . ـ1 ـ تمديـد أجـال التمتع بالعفو الحـالية الـى موفى سبتمبر بالنسبة لمن استوفى حقه فى الطعن قبل تـاريخ 20 مـارس 2006 و ذلك لتتمكن الادارة من معـالجة جميع الملفات المفتوحة أمـامهـا .
ـ 2 ـ تعيين أجل 30 ديسمبر 2006 كأخر أجل لتبليغ قرارات التوظيف بعد المراجعـة و ذلك حتى يقع اجتنـاب الاشكالات الناجمة عن مجـال تطبيق العفو و اشكـاليات الانتفـاع به بالنسبة للملفات العـالقة ..
ـ 3 ـ تمكين المواطن من الاختيـار بين الطعن فى قرار التوظيف أو الانتفـاع مبـاشرة بالعفو .
ـ 4 ـ فى صورة اختيـار المواطن التوجه للقضـاء فاعتبـار أن ذلك حق خوله الدستور لـه و لا يمكن عقـابه عن ذلك بحرمـانه من التمتع بالعفو بل تأجيل أجـال التمتع بالعفو فى هـذه الحـالة الـى أجل ثلاثة أشهر من بعد صدور الحكم النهـائي القـاضى بالتوظيف . هـذا مـا توصلنـا له من اجتهـاد نتيجة متـابعتنـا لتطبيق اجراء العفو الجبـائى الرئـاسي نتقدم به محـاولة منـا فى الاسهـام فـى التقدم بالبلاد و العباد سعيـا منـا للحفـاظ على التطبيق الفعلي لاجراء العفو و نرجو ألا يلقى به بسلة المهملات لكونه يصدر عن اجتهاد معـارض و جـاء على صفحـات تونس نيوز . و نحن تعمدنـا نشــــره على هـذا الموقع لاننـا نحترم مصداقية هـذا الموقع و استقلاليته و لا نرى مـا نعـا من نشر مـا نرى فيه مجهوداو لو متواضعـا منـا … و محاولة لمسايرة نسق النهـــوض بالادارة التونسيـــة التى هي فى الاول و الاخير ادارتنـا و نحن نتعـامل معهـا فى كل يوم .. و نجتهد كلنـا لاصلاحهـا و دعم مجهودات من يحـاول اصلاحهـا من أجل مصلحة الجميع .
ردا على مقال مسرحية تونسية دعما للمقاومة
ما فتئت بعض العناصر الجاهلة بطبيعة المرحلة التي تعيشها تونس تملي علينا الدروس تلو الاخرى في الديمقراطية وحقوق الانسان وكاننا شعب جاهل لها او كان ازلام الراسمالية وانظمة القهر والاستبداد الغربي هي العالمة بواقعنا وباحوالنا.اريد ان اوضح للمناضل المستميت في الدفاع عن الحريات السيد نديم العربي وهو القاطن خارج حدود البلاد اننا شعب ابي له من الوعي ومن الكرامة والعزة ما يستعصي عليه و على امثاله من الغوغائيين ومن مناضلي السفارات .والبيانات ولسنا بحاجة لشهادة منك او من غيرك ممن اختاروا الهروب من ساحة المعركة من اجل ان تنعم الاجيال الحالية او اللاحقة بالحرية وبالديمقراطية النابعة من صميم ارادة الشعوب.اننا نرفض ايها المحترم ديمقراطية العصر الامريكي كما لن ترحمكم لا الشعوب ولا التاريخ على خيانتكم انتم المحتمون تحت مظلة اسيادكم الغرب.وها نحن هنا لنعري اكاذيبكم ونفضح زوركم وبهتانكم.اشرف لنا ان نكون مع نظام وطني على ان نكون تجار قيم ومبادئ في سوق التداول السياسي. عبد الرحمان الدريدي عضو المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية
حتى لا تضيع البوصلة
محمد بن نصر من المؤسف جدا أن يركز بعض المحللين لأسباب الحرب على لبنان على نقاط هامشية في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي مثل مسألة التوقيت فيما يتعلق بعملية أسر الجنديين الإسرائيليين و مسألة شرعية الدولة اللبنانية و سيادتها وبغض النظر عن مسوغات هذه الطريقة في التحليل فإنها في النهاية تؤدي إلى زعزعة الثقة في مشروعية المقاومة التي لم تفلح صفة الإرهاب التي حاول البعض إلصاقها بها في النيل منها. لقد أصبحت عندهم حادثة أسر الجنديين الإسرائيليين حجر الزاوية في أزمة الشرق الأوسط ولولا هذا الحدث العابر- بين دولتين لم يوقعا اتفاقية للسلام وبالتالي فهما منطقيا في حالة حرب-لما استطاعت إسرائيل أن تبدأ حربها الهمجية المدمرة ضد لبنان، حرب لم تبق و لم تذر، أصابت البشر و الشجر والحجر، وفجأة أصبح عمل المقاومة مغامرة مجهولة العواقب بل أصبحت المقاومة موضوعيا في خدمة المشروع الصهيوني، تعمل في ظل استراتيجية تتجاوز الإطار اللبناني. تلك هي الأسس التي قام عليها الموقف العربي المستنكر والمندد بالعملية التي أقدم عليها حزب الله. لننظر أولا في مسألة التوقيت، يتحدث البعض عن توقيت الاختطاف و كأنه يتحدث عن موعد غرامي متيسر في كل الأوقات و في جميع الظروف. أسر الجنديين عملية عسكرية معقدة والدليل على ذلك أن ما يزيد عن ثمانية جنود سقطوا من الجانب الإسرائيلي، عملية من هذا النوع لا يمكن أن تكون إلا مفاجئة عسكريا و معلومة سياسيا، لم يخف حزب الله نيته في السعي إلى تحرير الأرض اللبنانية المحتلة و استرداد أسراه الذين يقبعون في سجون إسرائيل وذلك استنادا إلى بيان المجلس الوزاري اللبناني. عملية أسر الجنديين عملية عسكرية ضد كيان سياسي لا يقيم وزنا أو اعتبارا غير اعتبار القوة، لقد فشلت كل الحلول السياسية معه، كان من المتوقع أن ترد إسرائيل ردا عسكريا مؤلما قبل أن تدخل في مفاوضات لتبادل الأسرى و لم يكن من المتوقع أن تشن حربا شاملة على لبنان تستهدف فيها بالدرجة الأولى البنية التحتية و المدنيين العزل بشكل يعكس الغطرسة الإسرائيلية في أبشع صورها. و هو ما يفسر أن الحرب على لبنان كان لابد أن تكون وكان لابد أن تستغل فرصة اختطاف الجنديين الإسرائيليين لتكون غطاءً لهذه الحرب الهمجية ولكن الغطاء الأكبر وجدته إسرائيل في الموقف الدول المتحضرة مع شعوبها المتوحشة مع غيرها التي لم تر في الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان إلا المبالغة في استعمال القوة و في الموقف العربي الذي تردد بين الاستنكار و التنديد أو الرفض و التأييد الصامتين للخطوة التي أقدمت عليها المقاومة اللبنانية. لقد غاب على الكثيرين الإطار العام الذي تنزلت فيه هذه الحرب. عنوان المرحلة هو فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان يعد بنهاية النظم الاستبدادية و فرض ديمقراطية النمط الأمريكي فكانت النتيجة تدمير أفغانستان و العراق وتنامي مشروع المقاومة في هذين البلدين لتتسع دائرتها أكثر ولتتخذ أشكالا قد تؤدي إلى تهديد الوضع القائم و تغيير أوراق اللعبة. أصبحت الأولوية إذا في الإستراتيجية الأمريكية القضاء على المقاومة، سياسيا بتشويهها بوصفها عمل إرهابي و اقتصاديا بتجميد و الاستيلاء على مواردها المالية وعسكريا بتكليف الأنظمة-التي لم يعد من المهم تغييرها لأن الهدف الأساسي هو الحفاظ على أمن إسرائيل- بمواجهتها، تلك هي القاعدة التي قام على أساسها مشروع الشرق الأوسط الكبير و هي ذات القاعدة التي يقوم عليها الآن مشروع الشرق الأوسط الجديد. إسرائيل اليوم بين مقاومتين من نوع خاص، مقاومتان تستندان إلى قاعدة شعبية عريضة، مقاومتان تحترمان اللعبة الديمقراطية، بلغة أخرى مقاومتان نمتا في إطار ثقافة ديمقراطية و لكنها ديمقراطية الحق وليست ديمقراطية التبعية. فلبنان لا يشكل بالنسبة لإسرائيل تحديا أمنيا فقط وإنما أيضا تحديا اقتصاديا ومن هنا نفهم طبيعة العدوان الذي فاق الخيال في همجيته. الذين يقولون أن لبنان قد تحول إلى ساحة للصراع بين استراتجيات دولية متناقضة لم يجانبوا الصواب ولكن السؤال من الذي حولها إلى ساحة للصراعات الدولية ؟ ما مصلحة حزب الله في تدمير لبنان والقضاء على قوته الصاروخية الردعية؟ وما مصلحة سوريا في ذلك؟ وما مصلحة إيران؟ القول بأن إيران أطلقت شرارة الحرب لتحييد الموضوع النووي وبأن سوريا أرادت من هذه الحرب إبعاد مثولها أمام المحكمة الدولية، قول لا يستقيم سياسيا، لأنه لو كان ذلك صحيحا لما انجرت إسرائيل و حاميتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الحرب المفتوحة ولما أعطت لهما الفرصة لتنفيذ مخططاتهما. فضلا على أنه ليس هناك ما يمنع عودة المسألة الإيرانية والمسألة السورية على رأس الاهتمامات الأمريكية بعد انتهاء الحرب ولكن مع ذلك فإنه يمكن القول إن الموضوع الإيراني كان حاضرا بقوة في هذه الحرب، كيف ذلك؟ سبق أن قلنا أن أولوية الإستراتيجية الأمريكية في هذه المرحلة هو القضاء على المقاومة في كل أشكالها وهذا الأمر يتكامل مع أولوية أخرى لها أهمية بالغة في الإستراتيجية الأمريكية وتتمثل في منع تسرب التكنلوجيا النووية لأي بلد إسلامي و قد نجحت في ذلك إلى حد ما وما حصل للمشروع النووي الليبي خير دليل على ذلك وتحييد القوة النووية الباكستانية يدخل ضمن هذه السياسة فلم يعد من الممكن العودة به إلى ما دون ذلك. بقيت المشكلة الإيرانية المستعصية. فقد ظلت الدبلوماسية الأمريكية تمارس الضغط تلو الضغط منذ ما يقرب من السنتين، تَمَهُلٌ أمريكي لا يفسره إلا أهمية الرقم الإيراني في العراق ولكن أمام تمسك إيران بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية لم يعد لأمريكا خيارا آخر غير اللجوء مضطرة إلى المواجهة العسكرية و لكن عبر مراحل وأولى هذه المراحل القضاء على جيوب المقاومة المتعاونة مع إيران وهنا يكمن السبب الحقيقي لهذه الحرب المسعورة ضد لبنان ثم يأتي بعد ذلك فك الارتباط بين سوريا و إيران وذلك بترويض سوريا وإعادتها إلى حضيرة الدول العربية ثم توجيه ضربة عسكرية لإيران عندما يحين الظرف المناسب. في تقديرنا الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان هي بالأساس قرار أمريكي وهو ما يفسر تعطيل أمريكا للمساعي التي تهدف إلى وقف فوري لإطلاق النار، لا يهمها تطبيق قرار 1559 بقدر ما يهمها القضاء على المقاومة اللبنانية و إذكاء الصراع الطائفي. المؤسف حقا هو عدم الوعي بهذه الأبعاد الشاملة للحرب نتج عن عدم فهم أو عن انخراط واع في الأهداف العامة للإستراتجية الأمريكية، ذات الرؤية المتكاملة والمتناسقة، سواء تعلق الأمر بأفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان. في مقابل ذلك أعطى الموقف الرسمي العربي والإسلامي عن قصد أو عن غير قصد مشروعية للعدوان الإسرائيلي الذي دمّر لبنان وعبث بمصير المنطقة ولا نقول أعطى الضوء الأخضر لأن إسرائيل لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد. ولكن إذا كنا نفهم الموقف العربي الذي نسميه عربيا تجاوزا فإنه يصعب فهم و تبرير الصراع المفتعل على الشرعية بين جبهات المقاومة في العالم الإسلامي، فهل يعقل أن تكون مواجهة الاحتلال الأمريكي في العراق مثلا مسألة فيها نظر و تكون مواجهة سياستها الداعمة وبشكل دائم لإسرائيل أمرا مشروعا أو العكس بالعكس. على العاملين في جبهات المقاومة أن يتقوا الله في هذه الأمة وأن يكونوا صفا واحدا في مواجهة العدو الواحد وأن يتخلصوا من إرث الصراعات التاريخية التي كثيرا ما شوشت الرؤية وأخطأت المرمى، فليس هناك فرق بين أسلحة الدمار الشامل التي يصيب بها العدو المدنيين الأبرياء وبين التشكيك في التضحية و الاستشهاد، فكلّها أسلحة فتّاكة، الأولى تصيب المنشآت المادية وتستهدف الأنفس، والثانية تصيب الروح وتستهدف النّيل من مقومات البقاء.
نصرة حزب الله .. المعيار الذي لا يخطئ!
** سؤال من خالد – السعودية الإخوة الكرام في موقع إسلام أون لاين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أسمع رأيكم ووجهة نظركم في مسألة تحيرني وتظهر على السطح بقوة هذه الأيام. فمنذ تأسيس حزب الله في لبنان في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، ظهر رأي لدى بعض العلماء والدعاة ينزع عن الحزب صفته الأساسية – الجهاد – بالقول بأن مقاومته لدولة الاحتلال الصهيوني لا تشكل عليها خطرًا يذكَر؛ لأن مقاومته تقتصر على الجانب الدفاعي، أما الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان فلم يكن بسبب ضربات المقاومة، وإنما وفق حسابات إسرائيلية بحتة!. كما يلبِّس هذا الرأي في بعض الأحيان الحزب ثوب الخيانة، بالقول بأن العلاقات بين دولة الاحتلال وبين شيعة لبنان ظلت دائمًا على خير ما يرام! بل ويلبسه ثوب الكُفر أحيانًا كثيرة بالقول بأن الحزب (شيعي رافضي)، وحتى لو سلمنا – على حد قولهم – أنه يقاوم الاحتلال فالفيتناميون والكوبيون فعلوها من قبل، فهل سيدخلون الجنة؟!. ورغم أن حزب الله يقوم الآن بمواجهة دولة الاحتلال في عدوانها الدامي على لبنان، إلا أن هذا لم يشفع له عند أصحاب هذا الرأي، فارتفعت نبرة صوتهم بالتأكيد أن المسلمين (السُّنة) يجب ألا يفرحوا بانتصارات حزب الله؛ لأن هذا الحزب (الرافضي) لا تتوافر فيه شروط قيادة الأمة الإسلامية إلى النصر!. فهل وجهة النظر هذه صحيحة ؟؟ ** أجاب على هذا السؤال مجموعة من العلماء والأساتذة، منهم الشيخ راشد الغنوشي، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح، والشيخ عبد الخالق الشريف، وغيرهم. يقول الشيخ راشد الغنوشي، المفكر والداعية الإسلامي التونسي: « إن هذا التعصب الأعمى في الدين يعكس منزعًا تكفيريًّا لا سند له من الإسلام، فالأصل عدم تكفير أحد نطق بالشهادتين، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، وبالتالي هذا يعد خروجًا على جمهور المسلمين، وإحياء لمواريث التكفير والتعصب، في الوقت الذي تزهق فيه الأرواح في لبنان وفى فلسطين المحتلة، وبدلاً من أن نقف الموقف الشرعي من المسلمين (وهو موقف النصرة)، أو الموقف الإنساني (وهو نصرة المظلوم)، فإننا لا نقف في أي منهما ونكون في موقع التعصب والجهل. إن هذا الرأي خدمة مجانية لأعداء الإسلام، حيث لا يخدم سوى المصلحة الأمريكية والصهيونية، ولا يعبر إلا عن موقف سلبي في وقت يزداد الظالم ظلمًا، وتحتاج الأمة لكل نصير. فالأمة تنظر دائمًا لكل سلاح موجه للعدو في مثل هذه الأوقات، لكي تقف بجانبه بقطع النظر عن مدى إسلامه، بل بقطع النظر عن إسلامه أو كفره. إن الأمة وقفت طوال تاريخها إلى جانب كل مظلوم، وإلى جانب من يواجه أعداءها، لذلك قال أهل السنة: إن القتال يكون وراء كل بر وفاجر، مادام يواجه أعداء الأمة. وهذا الرأي تضعف آثاره وحدة العمل الإسلامي، وتضعف كذلك التقريب بين أبناء الأمة، خصوصًا في ظل الأزمات التي تكشف أن أصحابه أقلية لا يؤبه لها، وأن تقييم الآراء والأحزاب والمواقف يكون حسب الموقع من العدو، وهل هي إلى جانب المعتدي أم ضده، وهذا مقياس لا يخطئ، فمن يقف مع (إسرائيل) فهذا هو العدو، والأمة على اختلاف مستوى تدينها ومذاهبها تقف إلى جانب المقاومة ». ويقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، المفكر الإسلامي، وأستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة: « إن هذا الرأي مخذول؛ لأنه خاذل لأمته، ومخذِّل للمقاومة على فعلها الشريف الكريم. ويظهر عندما تسوء العلاقات السياسية، حيث تتوالى الفتاوى من بعض الجامدين والجالسين على مقاعد الراحة، الذين لا يرون حقيقة الواقع، وهي أن فرض الجماعة هو من الفروض الكبرى في الإسلام الذي يجب أن يرتبط بمثل هذا الوضع الذي يشهد عدوانًا ضد الأمة، وأن حسن نصر الله حينما يقاوم، فإنه لا يدافع عن قضية تتعلق بلبنان، بل بالأمة بأسرها. إن دوافع أصحاب هذا الرأي تختلط بين الديني والسياسي، فضلاً عن الغياب التام لفقه الواقع لديهم، وبالتالي فهم لا يستأهلون الوقوف عند حد أقوالهم، بل عليهم أن يخجلوا؛ لأن هناك حركة تتعلق بأمة يتصدر لها كل من يريد أن يتصدر، كما أن عليهم أن يُنعِموا على أمتهم بنعمة الصمت، لقول النبي صلي الله عليه وسلم: « ومن كان يؤمن بالله واليوم والآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت » [رواه البخاري]، فالخير أن تحشد الأمة كل طاقاتها في مواجهة العدوان والعدو الواحد، فالعدو هو (إسرائيل)، والمواجهة طويلة، وليست معركة واحدة، (إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) [النساء: 104] ». ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف، أحد علماء الأزهر الشريف: « إن ذلك الرأي لا يختلف كثيرًا عن الفتوى التي قالت: إن المجاهد الفلسطيني الذي يفجر نفسه في العمليات الاستشهادية ليس شهيدًا!!. وأستطيع أن ألخص معايير التعامل مع هذه القضية في النقاط التالية: أولاً: لا يجوز تكفير أحد بلقبه، بالقول بأن الشيعة أو الصوفية كفرة، فهذا دليل على الجهل؛ لأن أولو العلم قالوا: « إن التحريم يجيده كل إنسان، والتفصيل لا يجيده إلا العلماء »، والعبرة بالمسميات لا بالأسماء، فكثير من الأئمة والعلماء كانوا من الصوفية والشيعة، فليس كل صوفي يتمسح بالأضرحة، وليس كل شيعي يدعي أن سيدنا جبريل مدلس!. ثانيًا: استقاء العبرة من القرآن الكريم، وخصوصًا في واقعة انتصار الفرس على الروم، وقت أن كان المسلمون مستضعفين وفى ضيق شديد في مكة، ولكنهم حزنوا حزنًا شديدًا على انتصار (الكفار) من عبدة النار على من لديهم بقية كتاب (الروم)، ثم فرحوا ببشارة القرآن الكريم بانتصار الروم؛ رغم أن هؤلاء وهؤلاء ليسوا بمسلمين، إلا أن المسلمين فرحوا عندما انتصر من هم أقرب إليهم على من هم أبعد منهم. وإن كان حزب الله شيعيًّا فإنه يؤمن بوحدانية الله، وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم، واليوم الآخر، والصهاينة ليسوا كذلك، فضلاً عن أنهم يسلبون أرضنا، ويستبيحون حرمات المسلمين. كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تشبيه المقاومة الإسلامية في لبنان بالمشركين، حيث يقول الإمام الشاطبي في هذا السياق: « أما هؤلاء – الفرق المختلفة – يجب ألا نتعامل مع أسمائها بأن نسُبَّها ونعيبها، وإنما نعيب على أفعالها »، فلا نقول: إن هذا المجتمع أو هذه القبيلة ناجية أو هالكة، فالناجي من نجاه الله تعالى، ولا نقول: إن الشيعة (كفار) لمجرد أن اسمهم شيعة ». ويقول الأستاذ حمدي عبد العزيز، الباحث والصحفي: » من الممكن القول بأن جذور هذا الرأي الذي ذُكِر في السؤال بدأت تقوى من خلال بعض الممارسات الدينية التي ظهرت في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي ضد الشيعة، وذلك عندما طالبت طائفة من العلماء السعوديين بمنع الطقوس الشيعية، ودعوة الشيعة إلى – أو بالأحرى إجبارهم على – صحيح الدين. وأدت هذه المطالب إلى خلافات متكررة في مواسم الحج، زادت وتيرتها عند اشتعال الخلافات السياسية في منطقة الخليج، ثم تم إذكاؤها من جانب القوى الخارجية في فترة ما بعد الثورة الإسلامية في إيران، حيث دخل الدعاة والفقهاء على جانبي الخليج العربي في معركة (تكفير) متبادلة. وكانت النتيجة تكريس التعصب المذهبي والجمود الدعوى، الذي من أهم سماته: اعتماد أحكام تفتقد للموضوعية، وتتسم بالتعميم أو التبسيط المخل، وتقوم على أساس مجموعة من القوالب النمطية والتصنيفات الجاهزة والأحكام الاستقطابية، وتنشأ في ظل سياق ثقافي واجتماعي تغيب فيه الاستقلالية والتسامح مع الاختلافات الفقهية، وتدفع للمجاراة بدرجة أو بأخرى. هذه الأحكام توجه نحو جماعة معينة أو أشخاص معينين بحكم عضويتهم في الجماعة، وتصادر رأي أفراد هذه الجماعة في الاختلاف. وشهدنا مفارقة واضحة تتمثل في أن بعض العلماء والدعاة قد أدخل التعامل مع (الشيعة) في نطاق (الولاء والبراء) وأغمض العين في نفس الوقت عن الممارسات الأمريكية والإسرائيلية في عالمنا العربي، وسكت أيضًا عن المظالم السياسية والاجتماعية، وهو يقرأ في السنة المطهرة أن: « أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ». ثم انتقل هذا الرأي باتجاه المقاومة الإسلامية في لبنان، عقب انطلاق مشروعها التحريري من خلال تكفيرها، أو الربط بينها وبين دولة الاحتلال تارة أخرى. واتسم هذا الرأي دائمًا بالتواجد في التوقيت الخاطئ، حيث كانت تعلو نبرة صوته كلما حقق حزب الله إنجازًا في مواجهة دولة الاحتلال. ومن اللافت أن المواجهة المشتعلة في الوقت الراهن بين دولة الاحتلال وبين حزب الله والتي تشهد قتلا للمدنيين وتدميرا لدولة عربية ربما تدفع أصحاب هذا الرأي إلى مراجعة موقفهم خصوصا وأن الحزب دخل هذه المواجهة من أجل الدفاع عن قضية الأمة المصيرية – فلسطين، والله الموفق لما فيه الرشاد » (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 27 جويلية 2006)
معركة الكراهة والموت القاسي
2006/07/28 المغامرون، والاستسلامـيون والمجانـيـن
د. محمد أحمد الخضراوي
من الكلمة الي الفعـل
حينما كان عباد الكرة من الجماهير العربية الباحثة عن تفجير مكبوتاتها السياسية في الملاعب، تتابع نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا بين فرنسا وايطاليا، كان المخيال الجماعي لهؤلاء مشحونا بمقاربات اعلامية تلفيقية تروج لمناخات زائفة من التعايش والتواصلات الحوارية بين اللاعبين في أوروبا بيضا وسمرا وسودا، تؤكدها صورة الرفاه الاجتماعي الذي يغمر في ظاهره الجميع.
وجاءت ضربة رأس من لاعب فرنسي أسقطت نظيره الايطالي أرضا وكأنه قصبة فارغة، وأطاحت في الآن ذاته بما في الرأس الرياضي العربي من فكر موهوم عن الروح اللاعنصرية في الملاعب، وعن الرياضة والفن بوصفهما فضاءين يعترفان بالـتـنوع والتعددية والاختلاف. ولئن كانت هذه القضية محل نظر من الفيفا، فان ما يعنينا من هذا الصدام هو الكلمات التدميرية التي استخلصتها التحاليل الأولي لحركة الشفاه المتلفزة قال فيها الايطالي متجاسرا، وبأكثر قبحا: يا ابن الفاجرة الارهابية .
من هنا نبدأ: أعني، من اللغة بوصفها أداة للهيمنة أو لتشريع الهيمنة كما يقول الفيلسوف الألماني هابرماس، ومن القيم المقلوبة في المدينة الأوروبية الفاضلة التي صارت مدينة الغلبة والعصبية حين فارقت الطريق الي الكمال الانساني. لقد تحولت لغة الأرتيست الغربي من الفنية والجمالية الي الميز الثـقافي لتعكس الوعي الجماعي المتماهي في الموروث الحضاري، وتهجس بالصورة النمطية التي تحملها الشعوب الغالبة عن الشعوب المغلوبة ، ولتحمل في اللاوعي مشروعا كولونياليا حربيا يتجسد متي توافر له دور سياسي أو اجتماعي.
وقد بدا هذا جليا في المفردات المشحونة التي كان يطلقها بارلسكوني، الوزير الأول الايطالي الذي خرج الي السياسة من ملاعب كرة القدم. ذلك أنه أسلم نفسه الي تيار الغواية الأمريكية وأراد أن يلحق بركب الاستعمار الغربي من البوابة العربية المخلوعة فأعلن بمنطق نرجسي، انحيازا الي المركزية الأوروبية، أن الحضارة الغربية هي أعلي وأقوي من الحضارة الاسلامية.
غير أن بوش الصغير لم يكتف بهذه الحالة التحريضية للقول، وانما حول هذا المستنقع الكلامي الي لغة دامية، فالي طامة كبري حين صرح خلافا للمنطق الكنائسي الحر، بأن الآلهة أرسلته ليقود حربا صليبية علي المارقيـن. ثم ما لبث أن فعل هذا الخطاب الهستيري، فصنع واقعا حربيا عالميا تحولت فيه الأحرف والكلمات الي آلات وآليات للقمع وللاجرام ضد الانسان والثقافة والأخلاق. وهكذا أسقط القناع عن الوجه الحقيقي للحضارة المعاصرة، وعن النظام العالمي الموعود، فبدا مشحونا بالتوحش والحقد وارادة الابادة.
اذا كان هذا هكذا، فانه ليس ثمة مبررات ومسوغات للاعتداء في العالم. فالعدوان يصفه نيتشه في جينيالوجيا الأخلاق بالشر المجاني أو الشر غير المبرر، ويري أنه هو الموجه لحركة التاريخ. أي أن الاستعلاء يطلب الرضوخية والتبعية، فان لم تكن، كانت الحرب. من هنا، كانت أنواع المقاتلة والحروب واقعة في الخليقة منذ وجودها الأول، كما في الفصل السابع والثلاثين من المقدمة. وأصلها، يقول ابن خلدون، ارادة انتقام بعض البشر من بعض، ويتعصب لكل منها أهل عصبيته. فاذا تذامروا لذلك، وتوافقت الطائفتان احداهما تطلب الانتقام والأخري تدافع، كانت الحرب. وسبب هذا الانتقام في الأكثر: اما غيرة ومنافسة، واما عدوان، واما غضب للملك وسعي في تمهيده(..). وبما أن العدوان في تحليل ابن خلدون حالة من الهمجية والتوحش تهدف الي غلب الناس علي ما في أيديهم، فان هذا يعني، أن العدوان لا يخضع الي ذرائع وأسباب. وبالتمثيل، فانه ليس ثمة مبرر للاعتداء النووي الأمريكي علي هيروشيما في 6 تشرين الاول (اكتوبر) 1945 حيث قتل في يوم واحد مائة ألف مدني ياباني. ولم يكن هناك ما يسوغ الاعتداء علي فيتنام عام 1964. ولم يدع داع لاحتلال فلسطين في 14 ايار (مايو) 1948 واقامة المذابح بالصفة الفورية والمباشرة التي مارسها المعتدون.
كما لم يسجل شيء ما، سبب الحرب علي لبنان عام 1978 (عملية الليطاني) و1982 (شارون ومذابح صبرا وشاتيلا)، وعلي اثرها اجتياحات عامي 1993 (بيريز) و1996 (باراك)، سوي استضعاف الأمة وسقوط منسوب الكرامة في العقل السياسي وضياع الهوية لدي صناع القرار.
من أجل هذا، وفي غياب قدرة عسكرية عربية، تفرد العدو الصهيوني بحلبة الصراع يعربد فيها دون رادع ولا رقيب. ضمن هذا التحليل، أذهب الي القول ان الاعتداء الهمجي الاسرائيلي علي لبنان يوم الأربعاء الماضي 12 تموز (يوليو) 2006 لا يخضع، شأن كل سلوك استعماري، الي علل وبواعث ومسوغات اذ ليس لدولة الاحتلال الاسرائيلي سوي خيار استراتيجي واحد هو الحرب الدائمة ورفض السلام. ان مصطلح العدوان يحمل مرجعيته في ذاته. فهو انتهاكات واغتصابات للحقوق وللقوانين وللشرائع، وحالة من الهستيريا ومن الفوضي لا تمتلك البرهانية ولا تستند الي شروط منطقية.
لا شيء يبرر الفظاعات التي ارتكبها الجنود الأمريكان في سجن أبو غريب بالعراق. وما التلذذ بتصويرها وبثها علي شاشات العالم سوي مظهر للتلازمية بين السقوط الأخلاقي وتصاعد الحقد الأمريكي الأعمي علي سكان العالم. وقديما كتب أفلاطون في الكتاب الرابع من الجمهورية، عن صورة لهذه الدناسة حين تتحول عذابات الناس الي متعة. فهذا ليونتيوس أحد العُصابيين الاستبداديين (بضم العين) يتأمل منظر الجـثـث والأشلاء مبعـثرة في ساحة التعذيب، فتتفجر فيه اللذة الدموية ويصيح: تعالوا أيها الأشقياء استمتعوا بمنظر الدم . كذلك الأمريكان في العراق وفي غوانتنامو يستمتعون بالتمثيل بالأجساد التي خلقت لتكون حرة ويستلذون مهووسين بالاغتصاب وبالقتل الجماعي. في حين يتلذذ جيش الارهاب الاسرائيلي بارتكاب المجازر في فلسطين وفي لبنان ضد المدنيين والأطفال والنساء. هذه الجرائم التي تمارس ضد الانسانية وضد حقوق الطفل والمرأة، وتدمر الأرض والعرض، يواجهها الأعراب حكام الخيبة والهزيمة بحدوتة التطبيع والسلام مع الكيان الصهيوني.
والمفارقة المركزية بين الشكل والمضمون في هذه المقولة هي أن السلام قيمة وقناعة داخلية قبل أن يكون ظاهرة صوتية أو شيئا مطلبيا. فالذين يمارسون العنف البوليسي والقمع المركزي ضد شعوبهم، ويغيبون الدولة الاجتماعية، ويرفضون الديمقراطية الاشتراكية ويفرضون هدوءا قسريا في مجتمعاتهم يغلفون به الرعب الاستخباراتي المهيمن علي قلوب المواطنين المستضعفين، لا يستطيعـون انجاز السلام وهم لا يوفرونه لمحكوميهم، فلا تكون سمفونية التطبيع سوي تطلع الي تقديم طقوس الدينونة والولاء بثمن بخس هو المزيد من الاستمرارية السلطوية اللاشرعية بموازاة التعبير الايجابي عن الارادة الاستعمارية العليا والتبشير بالقوي التي تهيمن علي العالم كمقابل للاستمرارية الخارقة لدستور البلاد. والحاصل أن هذه الانفعالية والسكونية لا تنطبقان الا علي الذهنية الاتكالية التي يمثلها موقف الاستسلام.. من التعسف أن يصطنع الاستسلاميون مساجلات ملغومة يبررون بها وقوعيتهم وسقوطهم في مستنقع التبعية وفقدان صناعة القرار.
فالمزاعم المتهافتة التي تصوغ الذرائع المشبوهة لتبرير العدوان علي لبنان، تتستر علي البرنامج الأصلي الكامن وراء الجنون الصهيوني المدمر للبلاد وللعباد، وهو التطبيق العملي لصدام الحضارات كمشروع أمريكي يهدف الي تطميس الهوية وترضيخ الكرامة العربية من خلال الممارسة الارهابية للجيش المجنون، وسلب (أو صلب) كل ارادة للممانعة والمقاومة باتجاه تدجين الشرق الأوسط وتطويعه بعد تطبيق القرار 1559 الاستعماري. لا يمكن لبنية العقل المعاصر أن تخترقها الخرافة العبرية المتخشبة وهي تدعي أن عسكرة المنطقة وتجيـيش المجتمع الاسرائيلي ليس له من مقصد سوي تحرير أسيرين من جنودها احتجزا داخل الأراضي اللبنانية . لكن، وبالمقابل ونحن نسلم جدلا بهذه الشهامة الأسطورية، غير المعهودة في تاريخ هذا الكيان، لا نري أن الأسري اللبنانيـيـن في سجون الاحتلال، أقل كرامة ومواطنية، أو أدني قيمة وجودية من الجنديين الصهيونيين. ولا يمكن أن يكون المواطنون العرب (العشرة آلاف) المأسورين بطريقة مأساوية في سجون الاحتلال، أقل بشرية وقيمة انسانية من أفراد الجيش الاسرائيلي المستعمر. أما تبرير تحرير الأسيريـن من خلال تدمير لبنان، وابادة شعبه، فهذا منطق ذل وخنوع لا يمثل الا عقلية انهزامية، واجراء مصلحي يسير باتجاه أمرين: تسجيل موقف تـقديسي للمستعـمر من خلال البروباغندا الاعلامية التي تبيض سلوكه الاجرامي الأسود، وفعل تحريضي علي المقاومة يعتمد علي تأجيج المشاعر الطائفية وكسر الاجماع الوطني حولها. غير أن حساب البيدر ليس حساب الحصاد. اذ لم يكن للجماهير العربية بهذه الروح الانتصارية الجديدة أن تتراجع عن المقاومة، ولم يعد السلوك الهمجي الصهيوني يصد المنهج الملحمي (الذي اختارته الشعوب) عن المقاومة. واذا كان الخطاب السياسي العربي المذعور يصور العدو وكأنه ثور محموم في لعبة الكوريدا الاسبانية حيث يتهيج الحيوان المتوحش بمجرد أن يري قطعة قماش حمراء، فينقض عليها فاقدا رشده يريد الافتراس والقتل، فان مشاهد الكوريدا لا تنتهي الا بقتل الثور الهائج داخل ميدان القتال. وبالمثال، ففي التاريخ القريب، كان الجنرال ديغول أول من تجرأ علي نظام هتلر النازي المهتاج، واستطاع حين ساندته المقاومة الشعبية قلب موازين القوة وحسم نتائج الحرب لغير فائدة نظام الابادة العنصري. فانتهت بذلك لعبة الكوريدا وتحطم الثور تحت سيوف الممانعين. الفتنة في العصر الاسرائيلي مؤسف أن تتنادي بعض الأصوات اللبنانية تنتقد انتصار الارادة الوطنية وايقاع الأسر ببعض جنود العدو، رغم اضفاء القانونية عليه من قبل البيان الوزاري للحكومة الحالية كما الأمم المتحدة التي تشرع كل فعل مقاوم للاستعمار، وبكل الامكانات والأساليب المتاحة. مؤسف أيضا أن يستحضر السفير الاسرائيلي في الأمم المتحدة مواقف لسمير جعجع وأمين الجميل ومروان حمادة تحرض علي المقاومة، من أجل استغلالها في تأليب الرأي العام العالمي علي لبنان والتوافق مع المنهج التدميري وبالطريقة المتوحشة التي تمارسها قوي الحقد والعنصرية علي لبنان اليوم. ان نظرتنا الي لبنان بوصفها معجزة العقل العربي لا تتغير. لأننا نعتقد أن الوعي الجماعي في هذه المنطقة من العالم لن يكون حالة انهزامية وتراجعية تساير أزمة الحكم العربي المأزوم. كان أدعي للاعتبار أن نستدعي الأنموذج الأمريكي في الحرب مع بقية العالم. لقد تم الوفاق سريعا بين القول السياسي والفعل الحربي الذي مارسه بوش الصغير في العراق وفي أفغانستان رغم الاعتراض الذي بدا عند اتخاذ القرار. أمَا (بفتح الميم الغير مشددة)، وقد بدأت الحرب، فلم يَعْلُ صوت فوق صوت المعركة. صحيح أن المقولات السلبية التي أرادت أن تعلو فوق صوت معركة لبنان المقاوم، عجزت عن فتق النسيج الاجتماعي اللبناني وعن اختراق المناعة الوطنية وعن كسر التأييد الطوائفي المساند لفعل الممانعة، والصمود والتصدي لأمريكا واسرائيل. لكنها لم تستوعب خيار الشعب الا بصفة ظرفية. وبالنتيجة، فان مناهضة بعض السياسيين للارادة الشعبية لا تدل الا علي معاناة ذاتية وأزمة مع النفس، واحساس بالعجز عن تحقيق انجاز ما، يرفع منسوب الاستحقاقات السياسية في بورصة الانتخابات. لقد مجت الآذان سماع الكليشيهات المستهلكة عن دعم لوجستي سوري مرة، وايراني مرات أخري. شيء طبيعي وشرعي في عالمنا المفتوح أن تبني المنظمات والمؤسسات والشركات علاقاتها مع كل من يتضامن مع قضاياها ويدعم مسارها، سيما وأن لبنان الغارق في تجاذباته السياسية ما زال يتعيش من المساعدات الخارجية ولم يدخل بعد الزمان الاقتصادي والتقني. وتكفي، لبيان التخلف التكنولوجي فضيحة المنطاد الذي سقط علي بيروت، وظلت القنوات اللبنانية تتحدث طوال الوقت عن جسم غريب غير قابل للتعيين وللتشخص حتي حسبناه طبقا طائرا جاء يشهد من السماء دموية الكائنات الأرضية. واذا كان الجيش اللبناني ذاته لا يملك امكانيات الدفاع عن النفس خلافا للقوات الصهيونية المستقوية بالعتاد الأمريكي (جهارا نهارا)، فلا يكون من الوطنية تحطيم الجبهة الداخلية وفتح أبواب لبنان للاغتصاب الصهيوني وللانتهاكات الخارجية، والتآمر الداخلي، والعبث بمقدرات الشعب اللبناني العظيم. وما دام العرب الذين باعوا فلسطين منذ العام 1948 وباعوا من بعده العراق عام 2003 قد تخلوا عن لبنان سياسة واقتصادا، وتناساه المجتمع الدولي، فان قوانين السماء والأرض لا تمنع حق الدفاع عن النفس، ومشروعية حماية الوطن، وواجب تحصين البلاد ضد العدوان (الاحتلال)، وتأمين العباد من الاعتداءات الجسدية (الأسر والقتل واحتقار المحتلين لأبناء البلد، كما يحصل اليوم في العراق). ومهما يكن، فان التعاون مع العربي أو المسلم المناصر لقضايا الصمود والتصدي لا يقاس بالعمالة لاسرائيل وأمريكا، وهما يحرضان علي تمزيق لبنان وتقسيمه الي كنتونات طوائفية كمقدمة لتقطيع بقية أوصال الشرق الأوسط طبقا للهندسة الأمريكية.
لقد خسئ الاستسلاميون الذين قالوا ان المقاومة مغامرة. ذلك أنهم لم يستكنهوا ايتيمولوجيا الكلمة. فهم مصابون بعجز لغوي يدل علي قصور ثقافي وتدنٍ معرفي ملازم للحاكم العربي. ان البروباغندا العربية التي وقع تجييشها لتسير دون تقاعس علي وقع الأجندا الاقليمية المتعجلة، لا يمكنها وقد غرقت في مستنقع الكلمات أن تستكنه أبعاد الدلالات. ذلك أن مفردة المغامرة في أصلها اللاتيني Adventura تعني أشياء ضرورية الوقوع. وفي دلالتها المعاصرة تدل علي الايجابية. لذلك يقال مغامرة فكرية ومغامرة فلسفية الخ.
وعلي الصعيد الممارساتي، فان المغامرة تعني وقوع أشياء بصفة فجئية لا يتوقعها الآخر (الأعداء والمتآمرون مثلا). من أجل هذا أعلن شيخ الاسلام سماحة السيد حسن نصر الله أن رجال المقاومة مغامرون بالمعني الموضوعي للقول وللفعل. فهم يفاجئون المجتمع الدولي بقدرات عالية وانتصارات صاعقة من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.
في حين أن العرب لم يحرروا أرضا، ولم يسترجعوا أسيرا ولم يرفعوا راية. اذا قايسنا بين هذه اللغة الخشبية وبين منطق الرئيس الروسي الذي قال: ان اسرائيل تسعي الي تحقيق أهداف أكثر من استعادة الأسيرين أو قول الرئيس الفرنسي جاك شيراك: هناك مؤامرة لتدمير لبنان أدركنا حجم الفجوة التي اتسعت الي حد الانفجار لتفصل بين الوعي الثقافي والسياسي، وبين الانهزام الفكري واللاوعي المعرفي والاستسلام العربي.
ان الذين دعموا صدام حسين فاعتدي علي ايران وعلي الكويت وأسلم مفاتيح بغداد للأمريكان، وساندوا شارون فقتل (التاء مشددة) الفلسطينيين، وحالفوا أولمرت فدمر لبنان، ويتباكون اليوم علي جسور دمرت وعلي ديار سقطت أو علي موسم سياحي ضاع، لا يحصدون بهذا المنطق المخادع الا الفشل ولعنة التاريخ وغضب الجماهير.
لقد أصاب دولة الاحتلال الاسرائيلي من الخسائر أكثر مما أصاب لبنان رغم التكتم والحجر السياسي والعسكري المضروب علي الميديا التي مُنعت من أداء واجبها الاعلامي. وقد كان لحكام تل أبيب أن يتفادوا المأزق الحربي لو أنهم انسحبوا من مزارع شبعا وأطلقوا الأسري اللبنانيين المعتقلين في سجونهم. لكنهم أرادوا أن ينتصروا لكبريائهم فأساءوا التقدير حين ظنوا أن الشعوب العربية كما الحكام خسرت معركة الكرامة ونسوا أن تاريخ المليون شهيد جزائري قد نقش الي الأبد في ضمير الأمة وفي ذاكرتها الجماعية.
ان تحرير الأسري، في المجال الديني، هو واجب الأمة، المسؤولة عن حماية مختلف الشرائح والمكونات الاجتماعية من كل أشكال الاعتداء. هكذا حدثت النصوص الشرعية التي لا تقيم مَيزًا بين الأسري المسلمين ومن جاورهم أو حالفهم ضد عدو مشترك. فهي قضية مدنية وطنية عادلة، وأمر شرعي أسسه النبي محمد عليه الصلاة والسلام عند وضع دستور المدينة كما ذكر في سيرة ابن هشام.
وعقد أحمد بن حنبل بابا عن المؤاخاة والمحالفة بين المهاجرين والأنصار في الجزء الواحد والعشرين روي فيه جملة من الأحاديث النبوية تؤكد علي ضرورة تحرير الأسري وتلح علي أمر آخر، هو وجوب مساعدة المدينين المتورطين في أعباء اقتصادية. وفي المجال القانوني، ينص الامام مالك علي أنه يجب علي الناس فداء أسراهم وان استغرق ذلك أموالهم. وجملة المقولات الفقهية تفيد أن مشاكل المواطن وحاجاته الضرورية تتحول الي قضية اجتماعية والي مسؤولية وطنية تتعلق بالشعب وبالدولة علي حد سواء. وبالمحصلة، فان قضية تحرير الأسري وانْ بالتضحيات (النون ساكنة)، لا تنتمي الي فكر مثالي أو سوريالي وانما تندرج ضمن الواجبات الدينية والأخلاقية بعيدا عن المقايضات المنفعية والولاءات الضيقة. فهي مبدأ وليست قضية تجارية ترتبط بالمصالح السياسية والاقتصادية. ولا تخضع في ذات الآن الي قراءة النتائج بمقاييس الربح والخسارة لأنها تتعلق بالانسان وبانسانية الانسان، وكلاهما شيء تقدسه الشرائع لأنه بهما يَعْمُر الوجودُ وتشرق مدينة الله. معركة السيادة والاستقلال يحمل مفهوم المقاومة دلالتين: احداهما المدافعة والصمود والأخري قدرة التحمل واستيعاب العنف المضاد. وتعتبر فرنسا (التي أقامت صداقة منذ 21 ايار (مايو) 1250 مع لبنان الخاضع والضعيف وما تزال تناهض مقاومته حتي اليوم)، المعقل الأول للمقاومة في التاريخ الأوروبي الحديث حيث انتشرت مجموعات من المسلحين المدنيين والعسكريين في كل مكان يتصدون للاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، ثم اندمج الجميع عام 1943 في المجلس الوطني للمقاومة الذي أحدث منعطفا خطيرا في سير المعارك وقاد فرنسا كما أوروبا الي الاستقلال من النازية. وقد أنشأت الدولة (فرنسا) لغرض التكريم، ميدالية تسمي وسام المقاومة رمزا للاعتراف بالجهود التضحوية التي يبذلها المنخرطون في أبنية الدفاع الوطنية في مواجهة الاحتلال. ولو عرضنا خطاطة لفاعلية أنظمة التصدي الشعبي لوجدنا الجيوش النموذجية التي لا تقهر، تتهاوي وتتقهقر بازاء نظام الفوارق الذي تفرضه أنساق الممانعة. فالمقاومة تملك الكثافة التجريبية والروح الفدائية التي تستجلب الانتصار، في حين يحتكر الجيش النظامي السلاح والعتاد ويفتقد الامكانات الاختيارية والدوافع التضحوية التي تقلب المعادلات وتصنع التفوق. من أجل هذا، لم تكسب أمريكا حربا واحدة: هزيمة في فيتنام، انهيار في الصومال، اخفاق في أفغانستان، وفشل في العراق. بل انها تنتكس بازاء الممانعة الفردية: تراجع أمام فيدال كاسترو الكوبي، وعجز أمام هيوغو شافيز الفنيزويلي، وتذبذب حيال أحمدي نجاد الايراني. لقد سقطت هيبة أمريكا، ولم تبق لها من واقعية الا صورة رامبو ـ الوهم علي شاشات التلفاز، تعزي بها نفسها عن موت نفسها.
اذا استطلعنا نظام المقاومة اللبناني الذي يجابه آخر التطورات في تكنولوجيا القتال، فان المنظومة الحربية لحزب الله، رغم محدوديتها العددية والعُدَدية (التسليحية)، أدت الي القلب المنهجي لنظام القوة والغلبة الذي كان رجحانه مستديما لفائدة الجيش الاسرائيلي، الرابع في العالم. وسبب هذا الخلل في الميزان المادي للقوة أمران: أحدهما الممارسة التجريبية العلمية لفنون الحرب المعاصرة، والآخر هو القناعة الايمانية العميقة التي تجعل من منظومة الكرامة والحرية والاستقلال قدس الأقداس من أجله يموتون وفي سبيل الأرض والعرض يستشهدون، معرضين عن الحياة الدونية تحت سطوة المعتدي أو وفقا لشروط الاستكبار العالمي واملاءاته اللاانسانية المخلة بالمرتكزات الوطنية. ولهذا يتصرف ناصر الأمة سماحة السيد حسن نصر الله طبقا لمنهج النبوة. فكما أن كل معارك النبي محمد صلي الله عليه وسلم لم يسقط فيها من القتلي من كل الأطراف سوي ثلاثمائة مقاتل علي مدي عشر سنوات، فان جنون التدمير الصهيوني وعمليات القتل المنظم والابادة الجماعية للمجتمع اللبناني (وهي حالة استفزازية تثويرية)، لم يقابلها السيد حسن نصر الله بمثلها، بل بالحكمة والاستبصار والتجرد من التشنج والعاطفة، حيث لم يستهدف الشيخ الحكيم سوي الجنود، حمَلة سلاح الغدر والاعتداء. هذه الصبغة الدينية كما يسميها ابن خلدون في حديثه عن الملك والعصبية تمثل، بحسب عبارته انصرافا الي الحق ورفضا للدنيا وللباطل واقبالا علي الله. لذلك يتهاوي أعداؤهم ويعاجلهم الفناء بما فيهم من الترف والذل والميل الي الدنيا. وقد كانت جيوش المسلمين بالقادسية واليرموك بضعا وثلاثين ألفا في كل معسكر، وجموع فارس مائة وعشرين ألفا بالقادسية. وجموع هرقل 400 ألف، فلم يقف للعرب أحد من الجانبين، وهزموهم وغلبوهم علي ما بأيديهم، والقول دائما لابن خلدون. لقد أطاح حزب الله بأسطورة السوبرمان الاسرائيلي الذي لا يهزم وهشم مقولة عدم تكافؤ موازين القوي ، وأخرجها من دائرة المسلمات وأظهر زيفها في الواقع الموضوعي. ونحن لا ننتظر أن يدمر الحزب اسرائيل، وليس هذا خيارا له، لكننا نناصره في هذه المعركة المفصلية من أجل السيادة الوطنية والاستقلال التي يخوضها لفائدة لبنان المتعدد وهو يقوده الي المصير الديمقراطي والقرار الحر حتي يخرج هذا البلد المناضل من دوائر الاختراق الصهيوني والاستهداف الأمريكي الذي تتعيش عليه الانتهازية السياسية الباحثة عن المال في مقابل العرض، وعن أوسمة الرضي وشهادات حسن السيرة والسلوك من الادارات الاستعمارية كتَرْبِيتٍ علي الكتف من بوش الصغير، أو ابتسامة صفراء من السمراء رايس، أو تنويه من سفير صهيوني. من المؤكد أن دائرة المشاكل والهواجس اللبنانية تتحايث مع الهموم التي تعصف بالأمة العربية وقد تعلق مصيرها بمسار هذه الملحمة المِفصلية في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي. لذلك فان أبناء الأمة ينتظرون نهاية الحرب لكونها تمثل معركة الحسم أو أم المعارك. أي أنها مرحلة تأسيسية ستُبني علي نتائجها الاستراتيجيات المستقبلية للشرق العربي وستحدد موازين القوي في المنطقة، كذلك مصير الاسلام والمسلمين. ولعلها أن تكون بداية نهاية التاريخ ـ تاريخ الامبريالية الأمريكية.
لقد نجح حزب الله في صناعة الأمل وتفكيك الاحباط الذي تتخبط فيه الأمة. كما نجح في استنهاض أحرار العالم من أجل المناصرة المعنوية لهذه الجبهة الأخيرة للصمود والتصدي. واذا كانت اسرائيل تصفي حلفاءها في مسيرة السلام عن طريق الموت الناعم، فان الأمة في معركة الكراهة التي يشنها الاحتلال الصهيوني، ترحب بالموت القاسي ثمنا للكرامة العربية الاسلامية. والنصر آت آت آت ان شاء الله.
ہ جامعة الزيتونة ـ تونس
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2006)
الشرق الأوسط الجديد : كيف يطرأ جديد علي المفهوم القديم؟
صبحي حديدي
حين شاء الرئيس الامريكي جورج بوش الانحناء أمام الإلهام الربّاني الذي راوده وأراده (وعلي ذمّته: كلّفه) أن يجتثّ شرور الشرق الأوسط من جذورها، وأن يرسل سعادة الحرّية وقوت الديمقراطية إلي شعوب المنطقة البائسة الجائعة، فإنّ أوّل خطوة خطاها بوش علي درب تلك الحملة الصليبية الخيّرة كانت قراءة كتاب السياسي الإسرائيلي والمنشقّ السوفييتي السابق ناتان شارانسكي حجّة الديمقراطية: جبروت الحرّية في التغلّب علي الطغيان والإرهاب . ولعلّ بوش لم يجد في الأمر أية مفارقة أخلاقية، من نوع نصح المقهور باعتماد فلسفة القاهر، بل رأي العكس تماماً وعلي مبدأ: داوها بالتي كانت هي الداء!
واليوم حين ترطن وزيرة الخارجية الأمريكية عن شرق أوسط جديد ، وفي الآن ذاته لا تكتفي بصمّ آذان الإدارة عن البربرية الإسرائيلية في سائر لبنان، بل تشجّع علي المضيّ أبعد في الهمجية وأسرع في التدمير، هل يدهشنا أنّ مشروعها الجديد هذا ليس سوي طبعة متأخرة ـ لكي لا نقول: نسخة الكربون ـ من ذلك الشرق الأوسط الجديد الذي حلم به شمعون بيريس: رؤيوي السلام، وحامل ثلث نوبل السلام، وجزّار قانا، ومجرم حرب عملية أعناب الغضب … هنا، في جنوب لبنان ذاته؟ الطريف، إلي هذا، أنّ المرء لا يكاد يأتي بجديد حين يستعيد الدائرة المغلقة التي تصنعها جدلية رسوخ القديم، وربما العتيق المتآكل المستهلَك، في كلّ تفكير أمريكي جديد حول شرق أوسط جديد!
ومن جانب آخر، ما الفارق بين هذا الشرق الأوسط الجديد، المرتجي، وذاك الذي كان حجر الأساس في ما أسماه الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الأب النظام الدولي الجديد ، عشية عمليات درع الصحراء و عاصفة الصحراء ومؤتمر مدريد حول السلام العربي ـ الإسرائيلي؟ وفي صياغة أخري: هل طُوي ذلك النظام؟ وإذا صحّ أنه طوي، فهل لأنّ النظام استنفد أغراضه جمعاء، ام لأنه لم يستنفد منها قسط الحدّ الأدني، فكان محتماً أن يتآكل ويهتريء ويتفكك ذاتياً؟ وبالطبع، لا مناص من الصياغة الثالثة للسؤال ذاته: لماذا يتوجّب أن تنجح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بالتكافل والتضامن مع فريق إدارة بوش وجمهرة المحافظين الجدد مجتمعين، في تحقيق نظام شرق أوسطي جديد فشل في تحقيقه وزراء خارجية أمريكيون سابقون من أمثال جيمس بيكر، وارن كريستوفر، مادلين ألبرايت، وكولن باول؟ ليست هذه الأسئلة ميكانيكية، أو حتي مدرسية ومن قبيل تحصيل الحاصل، إلا عند الذين يعتقدون أنّ السياسات الأمريكية الكبري، بصدد الشرق الأوسط تحديداً، يمكن أن تشهد طفرات حاسمة بمثابة منعطفات جوهرية، أو تبدّلات تكوينية بمثابة انقلابات رأساً علي عقب، أو ما أشبه وكان منها مدانياً. وعلي سبيل المثال، هؤلاء أوّل مَن ستصيبهم الصدمة ويأخذهم الروع إذا اكتشفوا أنّ اقتداء الرئيس بوش بديمقراطية شارانسكي، فضلاً عن جميع استلهاماته الربانية حول الخير والشرّ، تُطوي اليوم (حتي قبل أن تتجسد بأيّ معني واقعي فعلي عملي) بلسان الوزيرة رايس، وطيّ تبشيرها بشرق أوسط جديد. وهؤلاء، في المقام الثاني، أوّل خائبي الرجاء من ذلك اللغط الأمريكي الذي تعالي عشية غزو أفغانستان والإعداد لغزو العراق، حين أشاع البيت الأبيض أنه بصدد الانتقال من سياسة عقد صفقات التسوية مع أنظمة الاستبداد بذريعة ترجيح مبدأ الاستقرار حتي علي حساب الشعوب، إلي سياسة الانفتاح علي الشعوب البائسة ذاتها وتزويدها بمختلف الصادرات الديمقراطية، شاءت الشعوب استهلاك تلك الصادرات أم أبت!
ولأنّ إيران الراهنة تبدو عاملاً أساسياً، إذا لم تكن العامل الرئيسي والأكبر، في هذا التخطيط الأمريكي لاستئناف شرق أوسط قديم، تحت مسمّي الجديد القديم بدوره، فإنّ ما يشهده لبنان اليوم من بربرية إسرائيلية ليس منقطع الصلة عن تلك الحرب الإيرانية ـ الأمريكية التي تتكدس عوامل اندلاعها يوماً بعد يوم. وبهذا المعني يفهم المرء سخط بعض الساسة الإسرائيليين لأنّ الدولة العبرية تبدو وكأنها، في قتال حزب الله ، إنما تقاتل بالنيابة عن الولايات المتحدة، أو تخوض بالتفويض حرب البيت الأبيض ضدّ آيات الله الإيرانيين… في العراق! ولكن لأنّ إيران ليست جمعية خيرية لإغاثة المستضعفين في الأرض، وتسليحها النوعيّ العالي لـ حزب الله ، كما يكتشف البعض اليوم ليس دون انبهار وعجب، أشبه بتسليحها لجيوشها الوطنية دون كبير نقصان، فإنّ آيات الله يسعون بدورهم إلي أن تكون معركة حزب الله ضدّ الاحتلال الإسرائيلي هي في الآن ذاته امتداد لمعاركهم ضدّ واشنطن. وتلك، كما هو معروف، ليست معركة تخصيب اليورانيوم وحدها، ولا معارك تصدير الديمقراطية إلي إيران فحسب، بل معارك قوس الإسلام العريض كما تسعي طهران إلي إعادة رسمه بما يكفل تحويله إلي ساحة استراتيجيات متصارعة.
المثير، لأننا نظلّ في الحقل التاريخي والدلالي لحكاية الجديد/ القديم هذه، أنّ الشطر الإيراني من تفاصيل مفهوم رايس عن الشرق الأوسط الجديد قد يكون محض طبعة جديدة ـ وإنْ مبتذلة تماماً ـ من النظرية العتيقة الشهيرة حول الإحتواء المزدوج، الآن إذ يبدو عراق ما بعد صدّام حسين وكأنه جدير بطراز من الاحتواء لا يقلّ ردعاً عن عراق صدّام حسين، أو أشدّ ربما! و نتذكّر علي الفور أن حصاد مفهوم الإحتواء المزدوج ظلّ يعتمد علي أكثر من حرث وبذر واستنبات، ولكن الغلال ذاتها بقيت أسيرة المجهول، أو مستنقعات الوحول. لكنّ المفهوم كان جذاباً علي الدوام، ولهذا تراخي وتمطي واتسع حتي اختلط في نطاقه الحابل بالنابل، واضطرّ صاحبه الاصلي (مارتن إنديك) إلي مراجعته مراراً، وإلي تسليحه بأسنان قاطعة حوّلها بعض المحافظين الجدد إلي حملات صليبية مستدامة.
وحين شاءت إدارة كلينتون فتح حوار مع طهران، صيف 1998 وبعد محاق مفهوم الردع المزدوج علي يد أولبرايت وأنتوني ليك مستشار الأمن القومي الأسبق، كان البيت الأبيض يسعي ضمناً إلي اختراق قوس الإسلام الافتراضي ذاك، من خلال نزوع الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي إلي الحوار. آنذاك أطلقت أولبرايت تلك العبارة الشهيرة: واضح أن عقدَين من انعدام الثقة لا يمكن محوهما في ليلة وضحاها. الهوّة بيننا ما تزال واسعة. ولكن الوقت قد حان لاختبار إمكانيات جسر الهوّة . و بيننا هذه كانت تعني الإدارة الأمريكية والحكومة الإيرانية، وتعني في المدلول اللغوي المباشر إمكانية قيام حوار بين فريقين يتحاوران بوصفهما اثنين علي وجه الدقة، وليس بوصف واحدهما دولة عظمي قيّمة علي قِيَم الإنسانية وشرطية حارسة لأمنها واستقرارها، وثانيهما دولة رجيمة مشاغبة ضد تلك القِيَم وراعية للإرهاب ومصدِّرة للثورة.
ولقد توفرت إسهامات صامتة، أو مكتومة، من مستشار الأمن القومي آنذاك ساندي بيرغر، الذي امتدح ميل الرئيس الإيراني إلي الاعتدال والحوار، وذمّ ميل خصومه إلي التشدّد والخصام. كما توفرت إسهامات أخري صاخبة صائتة من بروس ريدل المسؤول آنذاك عن ملفّ إيران في مجلس الأمن القومي، الذي كان يصبّ دلواً ساخناً تارة حين يذكّر إيران بمواقفها من الجماعات الاسلامية والسلام العربي ـ الاسرائيلي وبرنامج بناء الأسلحة الصاروخية، ودلواً بارداً طوراً حين يقول: ولكن إيران هي إيران أيها السادة، بموقعها ودورها وماضيها وحاضرها، بتطوراتها الحبلي! ومع ذلك فإنّ الحوار لم يسفر عن تجسيد أيّ من معنيَيْ مفردة بيننا تلك، وانتهي إلي فشل ذريع لعلّ أبرز نتائجه كانت إضعاف خاتمي وفريقه، وتمهيد الأرض لمجيء أمثال أحمدي نجاد.
كيف يمكن لشرق أوسط جديد، يولد بالضرورة من رحم القديم كما للمرء أن ينتظر منطقياً، أن يستوعب إيران الراهنة، وبأيّ الوسائل: الحرب، أم السلام؟ التسويات، حتي علي حساب عذابات الآخرين وفي باحاتهم، أم المجابهة؟ في قُمْ وطهران، أم في كربلاء وبنت جبيل؟ هذه، علي الأرجح، ليست أسئلة كوندوليزا رايس وحدها، بل هي كذلك أسئلة أصحاب القرار الأعلي في طهران (مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي أولاً، ولكن ليس أحمدي نجاد ثانياً بالضرورة!)، وأسئلة بعض الحكام العرب الذين ستصيبهم مكرمة ـ أو شظية… حسب واقع الحال! ـ إذا ما انخرطوا في تصنيع هكذا شرق أوسط جديد.
الثابت، ريثما تتضح الإجابات، أنّ كوندوليزا رايس تستعير من شمعون بيريس، في كتابه الشرق الأوسط الجديد ، 1993، الحلم باتحاد شرق ـ أوسطي علي غرار الإتحاد الأوروبي، ولكنها مثله لا تكترث بالحقائق الدامية علي الأرض قدر اكتراثها بالكيمياء التي تقلب الكابوس الأسود إلي حلم وردي. وإذا كان قد أبدي استعداده للتضحية بأغلي الصور علي قلوب الإسرائيليين الأوائل (صورة المقاتل الذي يحتضن رشاش الـ عوزي وسط حقل الشعير أو بيارة البرتقال)، فإنّ رايس تريد عكس الصورة تماماً: الغارات الإسرائيلية الهمجية علي بيروت وصيدا وصور والنبطية.
وفي الاقتصاد السياسي لا يبدو الفقر مشكلة بحدّ ذاته في الشرق الأوسط الجديد كما يحلم به بيريس، بل السبب في سلسلة مشكلات علي رأسها تنامي الصحوة الإسلامية وتحوّلها إلي عقيدة كفاحية يومية، شارعية وقاعدية ولصيقة بالهمّ المعاشي للعربي العادي. وله، في الردّ علي هذا الطراز من الفقر، خيارات شاعرية حالمة: أنختار سبيل ألسنة النار والدخان وأنهار الدم، أم الصحاري المورقة واخضرار الأرض؟ الخراب والنماء، أم التقدم والحرية؟ كلما ارتفع مستوي المعيشة، انخفضت مستويات العنف، وأفضل وسيلة لمجابهة المزاوجة بين خطر الأسلحة الحديثة وخطر الفقر هي فضّ الاشتباك بين هذا المزيج القاتل، وشنّ الحرب علي الفقر وكأنه تهديد عسكري محدق .
ولأنّ بيريس يعتبر الاستيطان في الجولان أمراً أقلّ مغزي (أي أعلي شرعية) من الاستيطان في الضفة الغربية (يهودا والسامرة، في عبارته)، فإنّ نسخته الخاصة من الشرق الأوسط الجديد لا تمتّ بصلة إلي الحقّ السوري في الجولان المحتلّ، وليس لهذا أية عاقبة علي فلسفة تسعي إلي سحب نصف قرن من عمر دولة غاصبة (إسرائيل) علي عدد من القرون (هي عمر الشرق الأوسط، القديم والحديث) يُراد لها أن تكون الزمن الوحيد لهذه الواحة الافتراضية التي تمتد من البحر الأحمر إلي البحر الميت. لها كذلك، هذه الدولة الغاصبة ذاتها، أن تخفي خيوط الحرير طيّ كتل الفولاذ القاذفة للهب، وأن تطمس أكبر قدر متاح من الدماء والجثث والقري والأوطان والتواريخ.
وقبل سنوات من حيازته لقب رؤيوي السلام ، كان شمعون بيريس قد تنبأ بأن الشرق الأوسط سيكون أمام احتمالين: سيناريو علي الطريقة الشكسبيرية حيث يفني الجميع في النهاية، وسيناريو علي الطريقة التشيخوفية حيث يظلّ الجميع علي قيد الحياة، ولكنهم أقرب إلي الأموات منهم إلي الأحياء. فإذا جاز أن وزيرة الخارجية الأمريكية استهدت به في اختلاق شرق أوسط جديد، فأيّ سيناريو تعيش المنطقة هذه الأيام؟ لا هذا ولا ذاك، لأنّ بيريس ليس في قلب الحكومة التي تشنّ الحرب البربرية علي لبنان فحسب، بل هو كما كان علي الدوام: مهندس الخراب وقيثارة الجنرالات وشاعر حروب اسرائيل، ونبيّ التكنولوجيا النووية. الجديد أنه لم يكن أقلّ شأناً من ناتان شارانسكي في تطوير عقول نساء، بعد رجال، البيت الأبيض! (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2006)
احتضنوا المقاومة فقد أنجزت ما أخفق سلامكم به
عبد الله المؤدب – تونس أدت العمليات العسكرية التي شنتها المقاومة في غزة ولبنان إلي جهْر جبهة المفاوضات في النظام الرسمي العربي بمواقف قديمة ولكنها تميزت هذه المرة بالإمعان في التنكر للمقاومة، واتهامها بالطيش وعدم المسؤولية واستدراج الشعوب بالشعارات الكاذبة. وجُمعت هذه التهم في عنوانين كبيرين هما: تنفيذ المقاومة لبرامج النظام الإيراني الإقليمية، وتخريب مصالح الأمة وإنجازاتها بحرب غير محسوبة النتائج. ويمكن اختبار دقة هذا الموقف بالنظر في كل الأخطار التي تتهدد وجودنا. وأكبرها في نظرنا أربعة: الخطر الأول: الوجود الصهيوني المؤسس علي عقيدة اغتصاب الأرض وتحقيق البقاء بإفنائنا. الخطر الثاني: المشروع الاستعماري الحريص علي حماية الوجود الصهيوني، وتأبيدِ تخلفنا وضعفنا، وإعادة رسم خريطة وطننا، ونشْر أنموذج ثقافي حقيقتُه وغايتُه إخضاعنا واستغلالنا. الخطر الثالث: البرامج الطائفية المؤسسة علي تعريفِ الإنسان بانتمائه المذهبي، وتكفير المخالف، واختصار قضايانا في حماية المذهب والعقيدة الخاصة. الخطر الرابع: انقسام مجتمعاتنا إلي فريق مستفيد من الأنظمة القائمة، مستميت في الدفاع عنها؛ وفريق محروم حريص علي إسقاطها. وأهم ما في خطاب المقاومة وعملياتها في لبنان وفلسطين المحتلة هو محاربة هذه الأخطار. فقاعدة المقاومة هي أنه لا استقلال بالاستسلام؛ ولا تحرر بالمهادنة الأبدية التي ربت الأجيال علي ثقافة التسليم والخضوع؛ ولا نصر بالمعارك الهامشية التي تزرع التفجيرات في كل مكان وتقتل بلا تمييز، ولا فائدة من المواجهات الانفعالية الظرفية والمشاحنات الحزبية. وكل هذا يعني ضرورة صرْف الهمم إلي هدف واحد هو تحرير الأرض بمقاومة الاحتلال وبرامجه. وأكبرُ مصالح الأمة تحرير أرضها، وسيكون تحقيقه أعظم إنجازاتها في تاريخها المعاصر. وتؤكد المقاومة أن التشيع الصحيح لا يضاد التسنن الصحيح، والصحةُ تعني العمل علي تحرير الإنسان من ضيق المذهب ليصنع وجوده وتجربته بالمقاومة، فنصرف كل طاقاتنا إلي محاربة العدو الحريص علي إبادتنا، ولا يحُول تنوعنا دون اشتراكنا في خوض معركة البقاء، فيلتقي السني والشيعي والمسيحي واليساري… في ساحة واحدة، وتتسع تجربتنا لآرائنا واختياراتنا واختلافاتنا العقدية. وكل هذا يعني أن المقاومة تؤكد حقيقة مهمة هي أننا لن نحفظ وجودنا بالتحجر، ولن نحقق تقدمنا بالجمود علي التقاليد الطائفية، ولن يخلد منا أحد بقتل الآخر. (المصدر: بريد القراء بصحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2006)
لقيط اسمه شرق اوسط جديد!
2006/07/28 رايس تطمح لمولود والدم ينزف في الوقت الذي يدمر فيه لبنان الشقيق ويحاصر برا وبحرا وجوا وتزهق أرواح الابرياء بدون ذنب اقترفوه، وامام الصمت المخجل والمبهم لعالم تعولم بجهالة وتذلل بمهانة وتأمرك بنذالة. حتي ذوي القربي صمتوا بل صموا وعموا وخرسوا ورابطو في قصورهم وفي منتجعاتهم ونسوا بل تناسوا انهم عرب ربما قد خانوا وما هي غريبة عليهم الخيانة.. آخ يا عرب.
واليوم رايس تعد وتطمح لولادة شرق اوسط جديد ولو كانت الولادة قيصرية والمخاض جحيما والدم ينزف في فلسطين والعراق ولبنان الغريق. فهل يولد اللقيط في ارض المقدسات واقدم الحضارات ومهد الاديان السماوية.
احمد حمودة تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 28 جويلية 2006)
مزامير داوود 2006/07/27 لو قرأوا زبور داوود ما ضربوا صور. صور سيدة العالم الفينيقي في عهد الملك احيرام من سنة 980 الي 936 قبل الميلاد، وقتها كانت بين أحيرام وسيدنا داوود ومن بعده ابنه سليمان علاقة ود وصداقة وجــوار ومصالح مشتركة واحترام متبادل.
اما اليوم فالصهاينة لا يعرفون الا القتل وتدمير الشعوب الآمنة واغتصاب الأرض من اصحابها الشرعيين، لانهم لم يقرأوا التوراة الصحيحة ولا مزامير داوود، وما كان لهم اصلا تاريخ وحضارة كتاريخ العرب وتلك عقدتهم وعقدة من زرعهم ووقف الي جانبهم من خزر واشكنازيم وسفارديم. وحتما ستكون نهايتهم في مشرق هو مهد الحضارة وبداية التاريخ، وما بني علي باطل فهو باطل.
أحمد حمودة تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 جويلية 2006)
الأندلسيون الذين طردوا بعد سقوط الحكم العربي
المجلس الإسباني الإسلامي يدعو لمنح «الموريسكيين» الجنسية الإسبانية
مدريد: صبيح صادق تعالت بين حين وآخر أصوات تطالب بإنصاف الموريسكيين، وهم الأندلسيون الذين طردوا من اسبانيا بعد سقوط الحكم العربي فيها عام 1492. وآخر هذه النداءات ما اطلق مؤخرا في الموسم الثقافي الصيفي لجامعة قرطبة، جنوب اسبانيا، حيث دعا منصور اسكوديرو، مسؤول المجلس الاسباني الاسلامي، الحكومة الاسبانية الى اتخاذ اجراءات لمعالجة ما لحق بالموريسكيين من اهمال ونسيان، وطالب في محاضرة له ألقاها في جامعة قرطبة بعنوان «من قرطبة الى تمبكتو»، وطالب فيها بمنح الموريسكيين نفس الحقوق التي تمتع بها ذوو الأصول الاسبانية في مناطق عديدة في العالم، إذ حسب القانون الاسباني يحق لكل شخص يثبت انه يتحدر من أصل اسباني ان يكتسب جنسية اسبانيا. وطالب اسكوديرو بشمول الموريسكيين بهذا القانون بغية إزالة بعض الغبن الذي لحق بهم طوال قرون. وكان الأستاذ عبد الجليل التميمي رئيس مركز دراسات الموريسكيين في تونس قد دعا ايضا منذ فترة الى انصاف الشعب الموريسكي، وكذا المؤرخ المغربي بن عزوز حكيم الذي طلب من اسبانيا ان تعتذر عن طرد الموريسكيين. ومعلوم ان الخلاف مع الموريسكيين قد تفاقم في اسبانيا حتى وصل ذروته عام 1609 عندما أقدم الملك فيليبي الثالث على توقيع مرسوم طرد الموريسكيين الذي طبق اولا في بلنسية ثم المناطق الأخرى. وفضلا عن الكارثة الانسانية التي حلت بالموريسكيين بطردهم من ديارهم فانهم خسروا ايضا ممتلكاتهم، ولاقى كثير منهم حتفه في البحر، ولا يزالون حتى اليوم يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم الأندلسية في المناطق التي ينتشرون فيها في دول شمال افريقيا. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 26 جويلية 2006)
Home – Accueil – الرئيسية