TUNISNEWS
8 ème année, N° 3150 du 06.01.2009
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- فرع بنزرت:بيــــــــــــــــان
القدس يومية – فلسطين: استمرار الاحتجاجات في تونس ضد الهجوم الاسرائيلي على غزة ´
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:الحالة الصحية لعلي بن سالم تستدعي التدخل العاجل
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إلى متى يستمر سجن المقاومين .. في رام الله ..؟ !
حــرية و إنـصاف:يوميات المقاومة :غزة رمز العزة (11) حزب: الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بيان توضيحي من هيئة تحرير « الوطن » المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :من اجل إطلاق سراح النقابيين الجزائريين الموقوفين في اليوم الـ11 للعدوان على غزة:استشهاد 82 فلسطينيا وإسرائيل تعترف بمقتل ستة جنود الجزيرة نت:أردوغان: العدوان الإسرائيلي « نقطة سوداء » في تاريخ الإنسانية الجزيرة نت:إستراتيجيون: إسرائيل في مأزق سياسي وعسكري مزدوج القدس- فلسطين:عسكريون اسرائيليون: بدء معارك الشوارع في غزة والجنود سيواجهون الاسوأ
آمال موسى : التونسيون.. وأحداث غزة
د. منصف المرزوقي: يا إخوتنا الأتراك ، بالله أعيرونا أوردوغان عبدالسلام الككلي:حذار… لقد تعود أطفالنا كثيرا على مشهد الموت ! عبد اللطيف الفراتي: يا عرب.. توفيق المديني: أبعاد جولة ساركوزي الإقليمية في المنطقة عماد الدين الحمروني:كونوا أحرارا لإسقاط الهيمنة الصهيونية مجدى الجلاد:.. انتهى الدرس «التركى – الأردوغانى»!! د. محمد صالح المسفر :جحيم في غزة والعرب يتفرجون فهمي هويدي: في زمن الفتنة منير شفيق: :حرب العدوان على غزة إلى فشل القدس العربي :مغالطات مصرية عبد الباري عطوان:سقطة ‘الوسيط’ ساركوزي! الجزيرة.نت :هآرتس: مبارك أكد لوفد أوروبي ضرورة هزيمة حماس الصباح: في بن عروس:حريق بأحد المصانع.. خسائر مادية تفوق 30 مليارا عمليات إطفاء استغرقت 15 ساعة
الصباح: على خلفية الخطاب الرئاسي بمناسبة رأس السنة الميلادية:ما هي أجندة الحكومة وأولوياتها للمرحلة المقبلة؟
موقع « ايلاف »:الحركة الإسلامية في تونس: النشأة والخطاب وآليات العمل وعوائقه الصباح: في منتدى الذاكرة الوطنية (2 من 2)
LTDH الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان- فرع بنزرت 75 شارع فرحات حشاد – بنزرت بيــــــــــــــــان
يعلم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت أن البوليس قد تصدى اليوم لتلاميذ عدد من المعاهد الثانوية بالمدينة و خاصة المعهد الثانوي فرحات حشاد ومنعهم من الخروج إلى الشارع في مسيرة سلمية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة وللتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. وقد تم تعنيف العديد من التلاميذ نخص بالذكر منهم رحمة القرامي، وشهاب إسكندر، وعلي رجيبة. و شهدت الشوارع القريبة من معهد فرحات حشاد مواجهات بين الشرطة والتلاميذ استعملت خلالها الشرطة العصي لضرب التلاميذ. و يود الفرع أن يذكر أن الاعتداء و المنع لم يقتصرا على تلاميذ مدينة بنزرت بل شملا أيضا معاهد في منزل جميل و منزل بورقيبة حسب ما بلغ إلى علم الفرع. إن فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: – يدين الاعتداء بالعنف على التلاميذ و يعتبر تلك الأساليب القمعية التي تنتهجها السلطة اعتداءا على حرية التعبير لدى الشباب فضلا عن كونها تساهم في قتل روح التضامن لدى النشء مع أشقائهم الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية. – يطالب السلطات بالسماح للتلاميذ و غيرهم بالتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين بكل الوسائل السلمية، و بالابتعاد عن الأساليب القمعية التي دأبت عليها و التي من شأنها توتير الأوضاع . عن الهيأة الرئيس علي بن سالم
» الحرية للدكتور الصادق شورو « » الحرية لجميع المساجين السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 06 جانفي 2009
إلى متى يستمر سجن المقاومين .. في رام الله ..؟ !
تتواصل دون هوادة حرب الإبادة بحق سكان غزة وسط تواطؤ القوى العظمى وتخاذل الأنظمة العربية التي لم تحرك ساكنا لنجدة شعب يعاني الحصار والتجويع و لم تنطق بكلمة صادقة لاستنكار العدوان الذي أتى على البشر والشجر و الحجر بينما تطلق الآلاف من أعوانها لحماية السفارات و قمع المظاهرات .. و مع الحرص البالغ على وحدة الصف الفلسطيني و تجنب مبررات الفرقة والتلاسن بين الأشقاء ، فإن تواصل سجن المقاومين في أقبية رام الله رغم سيل الدماء الهادر في كل شبر من قطاع غزة لم يعد مقبولا بجميع الإعتبارات السياسية و الوطنية..و الأخلاقية .. ! إن من فرقتهم السياسة لا بد أن يوحدهم دم الأبرياء و دموع الأطفال ، إن غزة في حاجة لكل سواعد أبنائها ، و الشعب المحاصر المعرض لأبشع حرب إبادة لا يحتمل الإبقاء على مساجين سياسيين خلف القضبان و راء الجدران المطلمة .. و أهاليهم يتعرضون للذبح .. إن الجمعية ، و بعيدا عن أي تدخل في القضايا التي تفرق بين » السلطة الفلسطينية » و فصائل المقاومة و الممانعة ، تدعو جميع أصحاب القرار على الأرض الفلسطينية إلى الإفراج الفوري و غير المشروط عن جميع المعتقلين على خلفية سياسية .. و تعتبر تواصل اعتقالهم تواطؤا مع العدوان .. ! عن الجمعيـــــة الكاتب العام الأستاذ سميــــر ديلــــو
حــرية و إنـصاف
:يوميات المقاومة :غزة رمز العزة (11)
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09 محرم 1430 الموافق ل 06 جانفي 2009
حــرية و إنـصاف:يوميات المقاومة غزة رمز العزة (11)
1) المحامون ينظمون مسيرة بتونس العاصمة: انتظم اليوم الثلاثاء 06/01/2009 بقصر العدالة تجمع كبير للمحامين بدعوة من فرع تونس تضامنا مع الفلسطينيين في غزة ، و قد حضر ما يقرب من 1000 محام جابوا شارع باب بنات بتونس ذهابا و إيابا ثم توقفوا أمام قصر العدالة حيث غص بهم الشارع و مدخل دار المحامي و باحة قصر العدالة و رفعت خلالها عدة شعارات. توجه في بداية التجمع رئيس فرع تونس للمحامين الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني بكلمة جاء فيها : » من خلال هذه الوقفة التي ستسجل في تاريخ المحاماة التونسية المناضلة التي وقفت دائما مع القضايا العادلة … أيها الزملاء إن ما يحصل في غزة اليوم من عدوان إنما هو بسبب تواطؤ الأنظمة العربية العميلة ..إن شعبنا في غزة ليست له الأباتشي و لا القنابل و لكنه يمتلك إرادة و عزيمة فولاذية.. علينا جميعا أن نقف إلى جانب إخواننا ….أوجه برقية إلى الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لنعبر عن رفضنا لهذا التقتيل و الترويع و هدم المنازل لأننا نعتبر أن ما تقترفه آلة الحرب الصهيونية هو من قبيل الإبادة و جرائم الحرب…كما أنه يعد من قبيل العدوان المسلح … إن المحامين المجتمعين اليوم يعبرون لكم عن استغرابهم لموقف حكوماتكم المنحازة للكيان الصهيوني الذي أطلقت يداه للنيل من الأمن و السلم الدوليين… ». و أخذ الكلمة العميد السابق الأستاذ عبد الستار بن موسى الذي أكد على ضرورة استمرار و تواصل المسيرات ما دام العدوان متواصلا و الحصار مستمرا. و قال الأستاذ سمير ديلو : » أهل غزة ليسوا في حاجة إلى تضامننا ، أهل غزة يدافعون عنا .. » و دعا السلطة إلى عدم قمع المسيرات و اعتبر المسيرات المرخص فيها و التي يحدد مسارها منذ البداية كمسيرة يوم الخميس الماضي »مسيرات مكيفة » و نعت شارع محمد الخامس ب » المركز الوطني للتظاهر ». أما الأستاذ أحمد الصديق فقد اقترح على الهيئة الوطنية للمحامين بتونس التنسيق مع هيئات المحامين في العالم لإصدار بيانات مشتركة للتنديد بالمجزرة، كما اقترح مواصلة التظاهر و تفعيل التضامن ما دام العدوان قائما و توحيد المحامين حتى ينجحوا في تفعيل برنامج المساندة. و في كلمته أشار الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف إلى : » أن القلب يكاد ينفطر و هو يشاهد كل ليلة المشاهد التي يعيشها الشعب الفلسطيني من تقتيل للأطفال و النساء و الشيوخ و الشباب و تدمير و اعتداء على المساجد و المقدسات و الإدارات المدنية لكننا نجد السلوان في تلك المسيرات التي عمت أرجاء العالم و هو ما يجعلنا نجزم أن شعوب العالم كلها مع الشعب الفلسطيني ، فماذا يريد المعتدون من الفلسطينيين؟ يريدون منهم التخلي عن حقوقهم كاملة ، يريدون كسر إرادتهم ، يطلبون منهم التخلي عن حقهم في العيش في أمان في وطنهم ، يطلبون منهم التخلي عن أية مقاومة. لقد عبر الشعب التونسي بكل فئاته عن مساندته للمقاومة و أنا أشكر الاتحاد العام التونسي للشغل الذي قاد مسيرات تضامنية في كامل أنحاء البلاد و أشكر المحامين عن تضامنهم و عما عبروا عنه من مساندة لكنني أقول أن ذلك لا يكفي ، أنا أقترح إرسال وفد من المحامين إلى غزة لتقديم المساعدات التي ينبغي علينا تقديمها ، أقترح تجهيز مستشفى متنقل و شراء كمية من الأدوية و المعدات الطبية يمكن لأي محام أن يساهم بمائة دينار فقط و ليس ذلك بكثير من أجل من ضحوا بدمائهم، كما أقترح على المحامين التحضير لدراسة تكون أساسا لمقاضاة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية ». ثم أخذ الكلمة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف قائلا: » اليوم أنتم كشفتم عن حقيقة ، الحقيقة أن المحاماة تنتصر لأمتها لشعبها ، تسجل صفحة جديدة ، و اليوم أيها الإخوة في التقارير الصحفية التي تتناول بالتحليل و التعليق لا تعبر عن خشيتها على المقاومة لأن المقاومة لا يخشى عليها ، كل خشيتهم على مصير النظام المصري ، هم خائفون على جميع الأنظمة العربية العميلة ، اليوم لما أطلقتم شعارات لهذه المقاومة الباسلة إنكم تبددون الأباطيل، في تونس يروج لثقافة ما يسمى بالتسامح و هذه عبارة لم يتوان و لم يخجل القضاء أن يعلل بها الأحكام الصادرة بموجب ما يسمى بقانون » الارهاب » ، هؤلاء العصابات هم متوجسون لماذا؟ لأن هذه الصيحات صيحات الحق صيحات التعبير عن حقيقة هذا الشعب ، هذا الشعب العربي المسلم ، هو ليس شعب فينيقي ، هو ليس شعب قرطاج ، إنما هو شعب ينتمي للحضارة العربية الإسلامية ، لقد سخروا أنفسهم لجمع الثروات باطلا بالفساد و السرقة … الموقف أيها الإخوة الآن هو أن هناك مقاومة ، هناك ممانعة و لكنها أيضا تحصد انتصارات كل يوم ، حققت انتصارها على الصهيونية و لكنها أيضا تحقق انتصارا على من هم ظهيرا للصهيونية.. … زمن الاستعمار تطوع المئات من الشباب الحر بالجامعة الزيتونية من أجل فلسطين و المناضل الصادق بسيس هو الذي اشرف على هذا التطوع و الاستعمار لم يتجرأ و لم يستطع أن يحاكم الصادق بسيس ، أما المعذبون في دهاليز أمن الدولة هذه الفرقة التي تحيل أبناءنا الشرفاء، الذين تطوعوا من أجل فلسطين و العراق ، حيث أصبحت المقاومة إرهابا في نظرهم.. اليوم ينكلون بشبابنا ، يزرعون الرعب بكل من يحمل هم الأمة … وجودنا هنا بهذه الأعداد هو أكبر حجة و أكبر دليل على ذلك ، الأمريكان سلحوا الصهاينة بأعتى الأسلحة و سلحوا الأنظمة العربية بالعصي و بالقنابل و مولوا هذه الأجهزة العميلة في مواجهة هذا الشعب الذي يعاني الفقر و يعاني الذل… هذه أمة لا تموت ، لن ينفع فيها الكذب ، لن ينفع فيها التنكيل ، نحن مع الشعب الفلسطيني ، نحن مع وجودنا .. أكرر لكم التحية و اطلب منكم الاستمرار على هذه الوقفة و الاستمرار على هذه الهبة.. و أطلب منكم أن تعملوا جميعا من أجل تحرير شبابكم بالمرناقية و بقفصة و القصرين.. هؤلاء الذين جمعوا لأنهم لا يريدون أن يعيشوا حياة الذل لا بد أن تقفوا معهم. هذا الشباب الذي واجه أمريكا واجه الاحتلال في العراق و هو الآن يقبع في السجون من أجل قيامه بواجبه. و أطلب منكم مجددا الوقوف مع إخوانكم.. و في مداخلته قال الأستاذ أنور أولاد علي الذي بدأ كلامه بآية : » و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون » لا تحسبن إخوانكم الذين يسقطون في غزة و الدماء الزكية الطاهرة التي اختلطت بين شبان و شيب و مجاهدين و حتى رضع اختلط الدم بالحليب و اختلط الماء بالدم و اختلط الدم بالتراب لأن التراب غال و الأرض غالية لأن إخواننا في غزة أبوا أن يطاطئوا رؤوسهم. و تداول على الكلمة الأساتذة عبد الرزاق الكيلاني و عبد الستار بن موسى و شكري بلعيد و أحمد الصديق و محمد النوري و آسيا و سمير ديلو و عبد الرؤوف العيادي و أنور أولاد علي و فوزي بن مراد. و من بين الشعارات التي رفعت: – يا حكام عار عار فلسطين شعلت نار – غزة غزة رمز العزة – يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب – غزة غزة لا تهتمي دم أولادك هو دمي – هاي هاي هو الأنظمة العربية زيرو ( صفر ) شعار رفع بالمسيرة المليونية بالمغرب الشقيق. – عاشت فلسطين حرة لنا – يا شهيد لا تهتم الحريات تفدى بالدم – أهل غزة يستشهدون نيابة عنا – لا مصالح صهيونية على الأراضي العربية – يا الله يا الله انصر غزة عن قريب – ثوار ثوار الشعب المسلم يكمل المشوار – مقاومة مقاومة لا صلح و لا مساومة 2) ولاية أريانة: نظم طلبة كلية العلوم السياسية و القانونية مسيرة للتنديد بالعدوان الهمجي الصهيوني على غزة و قاموا بوقفة أمام السفارة السعودية و كانت قوات الشرطة على مقربة من المشاركين في المسيرة و لم تسجل أية محاولة لقمعها. 3) ولاية نابل: – نظم تلامذة المعهدين الثانويين محمود المسعدي و علي بلهوان بنابل على الساعة العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء 06/01/2009 مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة و التحم المشاركون فيها بمسيرة تلمذية أخرى خرجت من المعهد الثانوي بدار شعبان الفهري إلا أن قوات الشرطة كانت بالمرصاد و استطاعت تفريق المسيرة باستعمال القوة، و بعد التفرق التحق التلامذة بمستشفى نابل للتبرع بالدم لفائدة إخوانهم الفلسطينيين، و على الساعة الرابعة مساء حاول تلاميذ معهد محمود المسعدي الخروج في مسيرة إلا أن قوات الشرطة التي كانت تحاصر المعهد المذكور منعتهم من ذلك كما قام رئيس مركز حي سيدي عمر المدعو سفيان الخمري و معاونه المدعو عبد العزيز باعتقال أربعة تلامذة ولدان و بنتان بعد تلك المحاولة. و تجدر الإشارة إلى أن المدعو صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي حاول يوم الاثنين 05/01/2009 منع المسيرة التلمذية المنددة بالعدوان الصهيوني على غزة فتم رميه بالأحذية كما أنه هدد عديد التلاميذ و التلميذات المحجبات بالخصوص بالطرد. – حوالي منتصف النهار و النصف من اليوم الثلاثاء 06/01/2009 نظم التلاميذ بدار شعبان الفهري مسيرة منددة بالجرائم الصهيونية تم على إثرها اعتقال تلميذين و استجوابهما عن الجهة المنظمة للمسيرة و العناصر التي دعت لها قبل أن يطلق سراحهما. – و في بني خيار نظم التلاميذ مسيرة حاشدة انطلقت منذ الساعة العاشرة صباحا و حتى منتصف النهار انضم إليها عدد كبير من المواطنين جاؤوا للتعبير عن غضبهم مما يحدث لإخوانهم الفلسطينيين و عندما دخلت المسيرة إلى وسط البلدة أرادت الشرطة قمعها اندلعت اشتباكات و رمي بالحجارة و في المساء اعتصم التلاميذ أمام المعهد و قاطعوا الدروس. – و في تاكلسة انتظمت مسيرة حاشدة شارك فيها أساتذة و تلامذة المعهد الثانوي 7/11 الذين جابوا شارع الحبيب بورقيبة و شارع العهد الجديد و لم تتدخل الشرطة لقمع المسيرة التي رفعت فيها عديد الشعارات التضامنية مع الشعب الفلسطيني و المنددة بالجرائم الصهيونية البشعة. 4) ولاية قبلي: – انتظمت مسيرة تلمذية ضخمة اليوم الثلاثاء 06/01/2009 شارك فيها تلاميذ المعهد الثانوي ابن منظور طريق تلمين و اتجهت المسيرة إلى المعهد الفني و جابت وسط المدينة ثم اتجهت إلى المدرسة التقنية العليا بمدخل قبلي الشمالي و رفع المشاركون شعارات نذكر من بينها لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله و لا دراسة لا عمل غزة غزة هي الكل و قد دامت المسيرة حوالي الساعة ، و لم تتدخل الشرطة و لكن بقيت تراقب الوضع عن قرب، ثم عاد التلاميذ في المساء للتظاهر وسط المدينة و انضم إليهم عدد كبير من المواطنين. – كما خرجت مسيرتان تلمذيتان اليوم الثلاثاء 06/01/2009 الأولى من معتمدية سوق الأحد غربي قبلي و الثانية من عمادة بشري و التحم المشاركون مع بعضهم في مسيرة واحدة رفعت فيها عديد الشعارات المنددة بالجرائم الصهيونية الوحشية المرتكبة على إخواننا الفلسطينيين في غزة. – انتطمت صباح اليوم الثلاثاء 06/01/2009 مسيرة تلمذية ببلدية جمنة. 5) مدينة جرجيس: – على هامش مسيرة التلمذية يوم أمس الاثنين 05/01/2009 بمدينة جرجيس علمت حرية و إنصاف أنه وقع اعتقال مجموعة من التلميذات المحجبات إحداهن كانت ترفع المصحف الشريف طيلة المسيرة و لم يطلق سراحهن إلا بعد إجبارهن على إمضاء التزام يقضي بعدم ارتدائهن الحجاب في المستقبل. – على إثر محاصرة قوات للشرطة المعهد الفني بجرجيس اليوم الثلاثاء 06/01/2009 وغلق أبوابه و منع التلاميذ من الخروج في مسيرة وقع التراشق بالحجارة بين التلاميذ و أعوان الشرطة مما نتج عنه أضرار مادية أصابت بعض سيارات الأساتذة داخل المعهد و سيارات بعض المواطنين خارجه، كما تعرض السيد عبد الكريم الميلادي أستاذ رياضيات و السيد محمد السماعلي القيم العام إلى الاعتداء من قبل أعوان الشرطة. و بعد ظهر اليوم تدخلت قوات الشرطة لإرجاع التلاميذ الذين يدرسون بمعاهد ابن رشد و 2 مارس و المعهد الفني إلى منازلهم في الحافلات التي قدموا على متنها. – يشهد مقر الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس حصارا أمنيا مشددا رغم حضور مناضلين نقابيين من قطاع التعليم و عديد القطاعات الأخرى داخله و تنشيط المقر بإذاعة داخلية. 6) بنقردان: يشهد مقر الاتحاد المحلي للشغل ببنقردان حصارا أمنيا مشددا رغم حضور مناضلين نقابيين من قطاع التعليم و عديد القطاعات الأخرى داخله و تنشيط المقر بإذاعة داخلية. 7) مدينة الشابة: انطلق التلاميذ يوم الاثنين 05/01/2009 من كافة معاهد مدينة الشابة ليلتقوا بشارع ليبيا ثم التحموا في مسيرة ضمت أكثر من 2500 تلميذ جابوا وسط المدينة. أما اليوم الثلاثاء 06/01/2009 فقد حاول التلاميذ الخروج في مسيرة على الساعة العاشرة صباحا فاعترضتهم قوات الشرطة فرشقوها بالحجارة مما اضطرها لترك الطريق للمسيرة التي جابت شوارع المدينة بمشاركة حوالي 1500 تلميذ. 8) مدينة قفصة: تؤكد أوساط نقابية أن الإضراب عن العمل الذي دعا له الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة اليوم الثلاثاء 06/01/2009 قد نجح بنسبة تقارب ال85 بالمائة و من ناحية أخرى فقد شارك تلامذة معاهد مدينة قفصة في مسيرات بأعداد غفيرة و لم تتدخل قوات الشرطة لقمعها. 9) ولاية القصرين: انطلقت مسيرة تلمذية اليوم الثلاثاء 06/01/2009 بمدينة تالة شارك فيها عدد كبير من المواطنين. 10) ولاية صفاقس: في طريق المطار و أمام مبيت الياسمين حاول الطلبة يوم أمس الاثنين و اليوم الثلاثاء 06/01/2009 الخروج في مسيرة و لكن قوات الشرطة تصدت لهم بالقوة فرشقوها بالحجارة. 11) ولاية تونس: – تجمع الطلبة اليوم الثلاثاء 06/01/2009 أمام كلية العلوم الإنسانية بتونس 9 أفريل في وقفة احتجاجية تضامنا مع الشعب الفلسطيني كما نظم طلبة المعهد العالي بمنفلوري تظاهرة طلابية تضامنا مع غزة. – وقعت محاصرة المركب الجامعي بتونس ( كلية العلوم و مدرسة المهندسين و كلية الحقوق و العلوم الاقتصادية ) بقوات كبيرة من الشرطة و أعوان البوليس السياسي.
و حرية و انصاف :
1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
دعوة
يتشرف مكتب الوسط لمنظمة العفو الدولية بدعوتكم لمواكبة التظاهرة التي ينظمها حول الأوضاع الحالية في قطاع غزة.يحتوى البرنامج على مداخلة للأستاذ حبيب شلبي بعنوان »العدوان على غزة من زاوية قانونية وإنسانية ». وذلك يوم الجمعة09 جانفى 2009 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال. العنوان:2،نهج أناتول فرنس-سوسة-الهاتف:73223188 Email : amnesty.sousse@gmail.com
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الحالة الصحية لعلي بن سالم تستدعي التدخل العاجل
– تونس في 6 جانفي 2009 تستدعي الحالة الصحية للسيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التدخل العاجل لعلاج عدة امراض زادها تقدمه في السن (77 عاما) وتعرضه للمعاملات المسيئة سواء قبل الاستقلال او بعده تعقيدا وقساوة. ومن بين هذه المعاملات تلك التي ادانتها لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب في قرار مؤرخ في نوفمبر2007 والتي تعرض لها في مخافر الشرطة بالمنار في افريل 2000 قبل ان يقع التخلص منه فاقدا للوعي بمكان معزول ب »كرش الغابة ». علما وان السيد بن سالم تعرض لاحقا الى عملية على القلب فاقمت في هشاشة وضعه الصحي. واليوم يجد السيد بن سالم نفسه عاجزا عن متابعة حالته الصحية المتردية وعن شراء االحد الادنى من الادوية الضرورية لبقائه. فرغم تمتعه قانونا بجراية السقوط المخولة للمقاومين بموجب شهادة سلمتها له وزارة الدفاع في اوت1960 وبمجانية العلاج بالمستشفيات العسكرية والمدنية وبكل المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة فان السلطات تمعن في حرمانه من هذا الحق الاساسي وترفض تعويض دفتر العلاج الضائع متجاهلة الحكم الذي أصدرته المحكمة الادارية بتاريخ 23 أفريل 1999 والقاضي « بالغاء قرار رفض الادارة تسليم دفتر العلاج » وإمعانا في التنكيل بالاخ بن سالم بصفته مناضلا حقوقيا ورئيسا لاحد فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لا تزال السلطات تمتنع حتى من تسليمه شهادة ضياع وثائق شخصية وتفوت عليه بالتالي امكانية اثبات حقه في التداوي المجاني. و لا يكفي السلطات حرمان الاخ بن سالم من التداوي في المؤسسات الصحية العمومية التونسية فانها تسعى منذ سنوات الى تشديد عزلته وصد اصدقائه واحيانا افراد عائلته عن معايدته بسبب الحصار الذي تضربه على محل سكناه الذي هو ايضا مقر فرع الرابطة كما تمنعه السلطات من السفر والالتجاء للمؤسسات الصحية الاجنبية للتداوي بها على نفقة ابنائه المقيمين بالخارج وذلك بموجب قرار تعسفي صدر اثر إيقافه في جوان 2006 و مثوله امام قاضي التحقيق على خلفية اصدار فرع بنزرت للرابطة لبيان احتجاجا على المعاملات المهينة التي تعرض لها السجين ايمن الدريدي. وقد أبقي على هذا القرار منذ ذلك الحين دون أن يدعى الأخ علي بن سالم للمثول مجددا أمام قاضي التحقيق أو أمام أي دائرة قضائية أخرى. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تعبر عن مساندتها المطلقة لرئيس فرعها ببنزرت تدين المضايقات المتكررة التي يتعرض لها معتبرة اياها من قبيل التشفي من النشطاء الحقوقيين ومناضلي الرابطة. تطالب السلطات بالحاح باحترام وتنفيذ قرار المحكمة الإدارية عدد 15652 المؤرخ في 23 افريل 1999 وذلك بتسليم السيد بن سالم فورا دفتر العلاج المجاني المخول له قانونا تطالب بالرفع الفوري لإجراء تحجير السفر التعسفي وتمكينه من جواز سفرلتمكينه من التنقل للخارج للتداوي. تذكر السلطات بالتزاماتها تجاه الاعلان العالمي لحماية النشطاء وتطالبها باحترام مقتضياته الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس
المختـار الطريفـي
( المصدر: موقع « تونس اونلاين » بتاريخ 6 جانفي 2009)
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي 80 شارع الهادي شاكر، تونس الهاتف: 71841840-71842045 الفاكس: 71842559بسم الله الرحمن الرحيم Parti L’Union Démocratique Unioniste 80 Avenue Hédi Chaker –Tunis Tel : 71841840-71842045 Fax :71842559 التاريخ:07/01/2009 E-mail: udu_udu1@yahoo.fr
بيان توضيحي من هيئة تحرير « الوطن »
تعقيبا على البيان التوضيحي الذي أصدره « الطلبة القوميون » يوم 5 جانفي 2009 الذي جاء فيه « فوجئ الطلبة القوميون » بقيام جريدة « الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بنشر بيانهم احتجاجا على العدوان الصهيوني (….) » نؤكد أن أي من الطلبة القوميين لم ولن يتصل بالاتحاد الديمقراطي الوحدوي (….) يهمنا أن نوضح ما يلي: – أن البيان المذكور وصل إلى البريد الإلكتروني للجريدة وللبريد الإلكتروني لعدد من الصحفيين. – أن نشر البيان المذكور وغيره من البيانات في العدد 66 ( بيانات الأحزاب السياسية والاتحاد العام التونسي للشغل ونقابة الصحافيين ومكونات المجتمع المدني…) كان على خلفية التأكيد على حجم المساندة والتضامن مع شعبنا العربي في غزة. ولم نتعامل مع أي بيان وصلنا بعقلية إقصائية لأننا نؤمن أن قضية فلسطين هي قضية الشعب العربي في تونس بكافة فئاته. – تضمن البيان عدة مغالطات نعتقد أنها مقصودة منها « موقف الأمين العام الحالي المدافع عن استقبال النظام التونسي لمجرم الحرب شارون أثناء انعقاد قمة المعلومات نوفمبر 2005 ». ونتحدى هؤلاء ومن يقف وراءهم أن يقدموا دليلا واحدا على ما ذكروه سواء تعلق الأمر بالأمين العام أو بالحزب… كما نستهجن مضامين البيان التوضيحي المنسوب للطلبة القومين وما ورد فيه من تجني ومزايدة رخيصة تنم عن تدني أخلاقي لا علاقة له بالعروبة وبمنهج القوميين في التعامل. ونقدم من جهتنا بيانات كان أصدرها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي حول إمكانية زيارة مجرم الحرب شارون إلى تونس( آنذاك): وموقفه الرافض للتطبيع.
بـــــــــيـــــــــــان صادر بتاريخ 26/02/2005
في وقت تتعرض فيه أمتنا العربية إلى أشنع الهجمات الاستعمارية العسكرية والاقتصادية وتحاك ضدّها مؤامرات الإستيلاب الثقافي وترسم لتركيعها السياسات الامبريالية الصهيونية لطمس هويتها والاستيلاء على أرضها وثرواتها وسلب سيادتها. وفي وقت تمارس فيه اشد الضغوطات على هذه الأمة شرقا وغربا لكسر إرادة الصمود والتجاوز عند البعض من قادتها. وفي وقت نهضت فيه طلائعها المقاتلة في العراق وفلسطين ولبنان صمودا وبذلا للدماء من أجل عزة الأمة وتحرير الأرض وتأكيد هويتها العربية المتأصلة. وفي وقت آمنت جماهير هذه الأمة المناضلة بقرب موعد انبلاج فكر جديد، فجر عودتها إلى دائرة الفعل التاريخي والحضاري. وفي وقت عبرت فيه جماهير الشعب التونسي التزامها التام بحقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأمة، ذلك الالتزام الذي توارثته أجيال التونسيين منذ ما يربو عن القرن وهبت لتأكيده ميدانيا نخبة من أبطال تونس في ساحات المعركة المتعددة. في هذا الوقت بالذات تطالعنا وسائل الإعلام العربية والأجنبية بخبر دعوة موجهة من السلط التونسية إلى رئيس حكومة العدو الصهيوني لزيارة تونس. إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إذ يذكّر بشناعة الهجمات التي نفّذها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان والتي انتهت إلى احتلال جزء من هذا البلد العربي الشقيق والتخطيط والتنفيذ الدموي لمجازر مخيمي صبرا وشتيلا تحت قيادة شارون وبالهجمات اليومية على كل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة بما يترتب عن ذلك من دمار وتشريد واستهداف مباشر لقادة المقاومة الفلسطينية وبما يذهب إليه الكيان الصهيوني من تآمر وتخريب في بقاع أخرى من الوطن العربي وبخاصة في العراق الجريح وفي السودان لزرع بذور الشقاق والفتنة وإشعال فتائل الحرب حيثما سعت امتنا إلى رفع رأسها، وبما أقدمت عليه فلول العدوان الإسرائيلي من جرائم على ارض تونس ذهب ضحيتها القائد الرمز أبو جهاد وغيرهم ومن غدر بأرضنا في هجوم على مدينة حمام الشط اختلطت نتيجته دماء الفلسطينيين والتونسيين عطاءا واحدا. إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 1 – يرفض مثل هذه الخطوة تحت أي مظلة ويطالب السلط التونسية بالعدول عنها. 2 – يؤكد أن الأمم المتحدة لا يمكن أن تفرض على تونس بوصفها بلدا مضيفا لقمة المعلومات ما يتناقض مع سيادتها فوق أرضها. 3 – يدعو جميع مكونات المجتمع المدني إلى الوقوف ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. الأمين العام احمد الاينوبلي
بـــــــــيـــــــــــان صادر بتاريخ 26/02/2005
فوجئ مناضلو الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وعموم الشعب التونسي بخبر دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية لزيارة بلادنا في الخريف القادم، وقد اجتمع المكتب السياسي للحزب يوم الجمعة 25 فيفري 2005 وأصدر البيان التالي: إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: انطلاقا من ثوابته المبدئية في الدفاع عن مصالح الأمة العربية ووقوفه مع حركة التحرر العربي ضد الظلم والقهر والاحتلال، وانطلاقا من إدراكه الجيد للإستراتيجية الصهيونية ولدور الأطراف الداعمة لها ولما دأب عليه الكيان الصهيوني من ممارسات إرهابية طالت عديد الأقطار العربية من بينها تونس، ومن تقتيل يومي لأبناء شعبنا في فلسطين وإصرار على حرمانه من حقوقه المشروعة خارقة بذلك مختلف الشرائع الإنسانية والقرارات الدولية: – يعتبر زيارة الإرهابي شارون لبلادنا إساءة لمشاعر شعبنا واعتداء على هويته وانتمائه. – يرفض هذه الزيارة مهما كانت أسبابها ومبرراتها ويطالب السلطة التونسية بالتراجع عنها. – يعبر عن رفضه لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. – يدعو كافة الأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية والجمعيات للوقوف ضد زيارة شارون لبلادنا. الأمين العام احمد الاينوبلي
بيان حول الوضع العربي الراهن صادر بتاريخ 05/04/2005
نحن أعضاء المجلس الوطني للاتحاد الديمقراطي الوحدوي، المجتمعين يومي 02 و 03 أفريل 2005 بالقيروان، بعد استعراضنا للوضع العربي الراهن واستنادا إلى المواقف المبدئية والثابتة للحزب نؤكد على: 1 – إن ما يقع لبنان هو مؤامرة أخرى تحاك ضد إحدى قلاع المقاومة العربية تتخفى وراء مشاريع الإصلاح التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية أداة لمواصلة مشروع الإلحاق والهيمنة. 2 – إن استهداف سوريا هو استهداف للمقاومة ولحركة الاعتراض على مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي هو الحلقة الراهنة لمشاريع تفتيت المنطقة وإعادة إنتاج الهيمنة وإلغاء عروبته. 3 – إن ما يحدث في فلسطين يأتي في سياق مشروع الشرق الأوسط الكبير وإعادة ترتيب المنطقة بما يوافق المشروع الصهيوني المتحالف مع الدوائر الاستعمارية الأمريكية. 4 – إن التعاطي مع أزمة إقليم دارفور في السودان يراد منه تدويل الأزمات الداخلية كمقدمة ضرورية للتدخل المباشر وغير المباشر في إدارة شؤون السودان. 5 – إن ترسيخ الديمقراطية في البلاد العربية وتحقيق حد مقبول من التوافق بين الخطاب والممارسة هو السبيل لإرساء استقرار حقيقي وسلم أهلية تحقق التنمية وتدفع كل أشكال التدخل الأجنبي. وبناء على هذه الحقائق فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 1 – يذكر بموقفه المناهض لكل أشكال الاستقواء بالأجنبي التي تتخذها بعض المعارضات أداة وحيدة لفعلها وتأكيد وجودها في الساحة الوطنية وفي ذات السياق يدعو بعض الحكومات العربية إلى عدم الاستقواء بالأجنبي ضد شعوبها معتبرا الثبات على المبادئ الوطنية والدعوة إلى نشر قيم الديمقراطية ركنين متلازمين في مشروعه. 2 – يعبر عن وقوفه المبدئي وغير المشروط مع كل أشكال المقاومة التي تستهدف دحر الاحتلال في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان وعن رفضه القاطع لكل مشاريع الإلحاق التي يتم تمريرها تحت شعارات « نشر الديمقراطية » و » الإصلاح السياسي » و »تثبيت الحكم الصالح ». 3 – يذكر برفضه التام لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني على قاعدة موقفه الثابت من هذا الكيان الذي يستهدف وجود الأمة وتخريب كل محاولات تقدمها ونهضتها بالإضافة إلى وجهه المعادي للإنسانية جمعاء ويدعو كل القوى الوطنية والقومية في الوطن العربي إلى اتخاذ التدابير المناهضة للتطبيع. 4 – يدعو كل القوى الوطنية والقومية إلى الوقوف إلى جانب سوريا ولبنان ودعم المجهود الوطني الصادق من اجل ترتيب المنطقة بما يتلاءم مع متطلبات الأمن القومي. 5 – يدعو كل الأحزاب الوطنية والقومية إلى أن يكون فعلها في حجم التحديات الراهنة حتى تتحول المطالب الوطنية والقومية والديمقراطية إلى حالة شعبية راسخة تكون مقدمة لنهضة الأمة وترقيها. 6 – يدعو كل أحرار العالم وشرفائه إلى التفطن للوجه المعادي « للكيان الصهيوني » والإدارة الأمريكية الاستعمارية في إطار وحدة نضال الشعوب في نصرة قضايا العدل والحق. الأمين العام احمد الاينوبلي
بـــــــــيـــــــــــان صادر بتاريخ 05/04/2005
اجتمع المجلس الوطني للاتحاد الديمقراطي الوحدوي أيام 02 و 03/ و 04 سبتمبر 2005 في دورته العادية بمدينة الحمامات، وتناول بالدرس والنقاش المستفيض النقاط المدرجة بجدول أعماله. كما التقى المجلس بالمستشارين البلديين المنتمين للحزب في حوار حول واقع العمل البلدي وآفاقه، واثر الاجتماع اصدر البيان التالي: المؤتمر العام الرابع: حدد المجلس الوطني أيام 24 و 25 و26 مارس 2006 موعدا لانعقاد مؤتمره الرابع، وعملا بأحكام النظام الداخلي قرر المجلس الوطني أن يجتمع في دورة خاصة أربعة أشهر قبل تاريخ المؤتمر. الهيكلة: اقر المجلس الوطني هيكلة الجامعات التي لم تنجز مؤتمراتها وحدد آجلا لذلك أخره يوم 31/10/2005. كما اقر مؤتمرات جامعات صفاقس وبنزرت وباجة. يدعو المجلس الوطني المكتب السياسي إلى الالتزام بالنهج الاستقلالي للحزب والى المبادرة باتخاذ المواقف الملائمة حول أمهات المسائل المتعلقة بالشأن العام الوطني والقضايا القومية. يوصي المجلس الوطني بمنع أي تعامل مع الإدارة الأمريكية تأسيسا على إمعانها في معاداة الأمة العربية والقضايا العادلة لشعوب العالم وتحالفها اللاّمشروط مع الكيان الصهيوني، كما يوصي المجلس بالامتناع عن ربط أي صلة بالمنظمات المعروفة بعدائها لقضايا شعبنا وامتنا. يؤكد المجلس الوطني مواقف الحزب الثابتة في رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن هذا المنطلق يجدد المجلس مطالبته السلطات التونسية بالتراجع عن الدعوة الموجهة إلى المجرم شارون. قرر المجلس الوطني تكليف احد أعضاء المكتب السياسي بمتابعة أعمال المستشارين البلديين وتنسيقها سعيّا إلى تطوير أدائهم ودعم حضور الحزب وإشعاعه. الأمين العام احمد الاينوبلي
سليم بوخذير وإسراء عبد الفتاح على « بي.بي.سي »
خصّص برنامج « بي بي سي إكسترا » الذي يبثّه راديو « بي بي سي » بالعربية كلّ ثلاثاء، حلقته الأخيرة لمناقشة موضوع المدوّنات والأنترنت والكتّاب الإلكترونيين في العالم العربي في 2008 . وإختار البرنامج كلّ من الصحفي التونسي سليم بوخذير والمدوّنة المصرية إسراء عبد الفتاح شخصيتيْ العام في عالم الكتّاب الإلكترونيين العرب لتكون تجربتهما نافذة للمستمعين على عالم الكتّاب الإلكترونيين العرب . وقد تحدّث كلّ منهما بإستفاضة عن تجربة الحصار الذي تعرفه حرية التعبير عبر الأنترنت في العالم العربي وتبادل المعلومات المضروبة عليه تضييقات كبيرة ببلديْهما . لمن فاتته الحلقة ويريد الإستماع إليها بالإمكان متابعة تسجيلها بالضغط على الرابط التالي ثمّ الضغط على عبارة « إستمع » : http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/programmes/newsid_7808000/7808619..stm
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 06 /01 / 2009
من اجل إطلاق سراح النقابيين الجزائريين الموقوفين
وقع إيقاف أكثر من 20 نقابي جزائري اليوم 06 / 01 / 2009 في مدينة وهران على خلفية إشرافهم على تنظيم تجمع سلمي تضامني مع أهالي غزة. إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يدين بشدة عملية الإيقاف ويعبر عن تضامنه المطلق والثابت مع نقابيي الجزائر الموقوفين ويعتبر إيقافهم اعتداء خطير على الحقوق والحريات النقابية وهو مخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية الضامنة لحق النقابيين في التعبير السلمي عن أرائهم ومواقفهم بكل حرية. إن المرصد يطالب بالإفراج الفوري عن نقابيي الجزائر ويأمل أن لا تتكرر هذه العملية كما يأمل أن يجد نقابيو الجزائر الموقوفين كل أشكال التضامن والمساندة من كافة التشكيلات النقابية المغاربية وذلك تفعيلا للتضامن النقابي المغاربي . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
في اليوم الـ11 للعدوان على غزة استشهاد 82 فلسطينيا وإسرائيل تعترف بمقتل ستة جنود
الأطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي برا وبحرا وجوا (الفرنسية) ارتفعت حصيلة الشهداء في القصف الذي استهدف مدرس الفاخورة التابعة لوكالة الغوث و تشغيل اللاجئين الأونروا بشرقي جباليا شمال غزة إلى أربعين على الأقل وأكثر من خمسة وأربعين جريحا. كما استشهد اليوم الثلاثاء 13 فلسطينيا من عائلة واحدة في قصف لأحد المنازل بمدينة غزة، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية الاعتداء الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 632 شهيد وأكثر من 2840 جريح. وأفاد مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال أن طائرات إسرائيلية استهدفت العائلة بمنزلها في حي الزيتون شرق مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد العائلة المكونة من أب وأم وأولادهما وأحفادهما، وهو ما يرفع الحصيلة هذا اليوم فقط لـ82 شهيدا. وفي وقت سابق ظهر اليوم استشهد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي آخر لمدرستين تابعتين لأونروا، وأدان مدير مكتب المفوض العام للوكالة عدنان أبو حسنة استهداف المدرستين ووصفه بأنه عمل خطير. وقال في مقابلة مع الجزيرة إن المدرستين كانتا تعجان بمئات الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم بعد تعرضها للقصف من الطائرات الحربية، وأشار إلى أن أعلام الوكالة كانت ترفرف فوق المدرستين وأن إسرائيل أعلمت مسبقا بمكان تلك المدارس التي تؤوي العديد من العائلات الفلسطينية. وفي وقت سابق اليوم نسب مراسل الجزيرة بغزة وائل الدحدوح لمصادر طبية أن فرق الإسعاف انتشلت اليوم جثث 23 شهيدا تم العثور عليها بمناطق متفرقة من القطاع. كما أفاد باستشهاد عشرة جراء القصف المتواصل على غزة منذ فجر اليوم، وأشار إلى أن القوات الغازية دمرت عشرات المنازل في عمليات قصف متواصل استمر طوال ساعات الليل وصباح اليوم، أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى. أغلب ضحايا الهجمات أطفال ونساء (الأووربية) وتحدث المراسل عن اشتباكات عنيفة استمرت حتى ظهر اليوم شمال القطاع بين مقاومين وقوات غازية قرب بيت لاهيا وبالشرق منها، حيث حاول جيش الاحتلال السيطرة على تلتي جبل الكاشف والإدارة المحلية للإشراف على المناطق هناك. وقد واصلت الطائرات والمروحيات الإسرائيلية قصفها لأهداف في تلك المناطق. أما في الجنوب فقد استمر القصف كذلك في كل مكان، وهناك فتحت قوات الاحتلال محور فيلادلفيا وحاولت فصل رفح عن خان يونس. وأفاد مراسل الجزيرة نت أحمد فياض بأن قوات إسرائيلية توغلت فجر اليوم في منطقة عبسان الجديدة شرقي خان يونس، مشيرا إلى أنها تقدمت مئات الأمتار باتجاه المناطق السكنية هناك. وقال المراسل إن قوات الغزو الإسرائيلي توغلت كذلك شرق مدينة دير البلح وسط القطاع. وقد استهدف الطيران الحربي الليلة الماضية مجمع السرايا الأمني بغزة الغارقة في الظلام، في قصف هو الأعنف منذ بداية العمليات العسكرية قبل عشرة أيام. واتهم حقوقيون فلسطينيون وأطباء إسرائيل باستخدام قذائف وصواريخ محرمة دولياً بعملياتها العسكرية، وقالوا إن قوات الاحتلال تستخدم قذائف حارقة ومدمرة ضد المدنيين بالقطاع مما أدى لبتر أطراف معظم الشهداء واحتراق الجرحى لشدة المواد الحارقة. المقاومة توعدت بقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين (الفرنسية) اعترافات إسرائيلية في المقابل اعترفت تل أبيب بمقتل ستة جنود وإصابة 24 آخرين الليلة الماضية، لكنها ادعت أنهم قتلوا « بنيران صديقة » في قصف دبابة على مبنى احتله الجنود شمالي القطاع، مشيرة إلى أن بين المصابين أربعة بحالة خطيرة. ومن بين المصابين بالعملية العقيد آفي بيليد الذي يقود لواء المشاة الخاص المعروف باسم غولاني. وكانت الجزيرة علمت قبل ذلك بساعات من مصادر خاصة أن المقاومة استدرجت وحدة من القوات الخاصة إلى منزل ملغم بأحد أحياء غزة مساء أمس، ثم فجرت المنزل. وقالت تلك المصادر إن هذه العملية أدت لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح ثلاثين على الأقل. وأعقب العملية قصف إسرائيلي عنيف وعشوائي على ثلاثة محاور استمر نحو ساعة، وأشارت المصادر إلى أن الهدف من ذلك القصف كان تمكين فرق الإسناد من إجلاء القتلى والجرحى من الجنود. وأقر الغزاة في وقت لاحق اليوم بمقتل أحد الضباط، مدعين أنه « سقط بنيران دبابة إسرائيلية ». وتحدثت كتائب القسام عن قيام أحد نشطائها بتفجير نفسه في آلية أثناء تقدمها شمال القطاع مما أوقع إصابات مباشرة بجنود الاحتلال، كما توعدت الجنود الإسرائيليين بالمزيد من الاستشهاديين. قدرات المقاومة في الأثناء أمطرت المقاومة منذ الصباح مدنا وبلدات إسرائيلية عديدة بصواريخها محلية الصنع. فقد أفاد مراسل الجزيرة بفلسطين إلياس كرام بأن سبعة صواريخ سقطت على عسقلان وبئر السبع وقرب مدينة صرفند، كما وصلت الصواريخ بلدة يديرا شمال شرق أسدود. صواريخ المقاومة شلت الحياة وأثارت الرعب في العديد من البلدات الإسرائيلية (الفرنسية) واستغرب المراسل استمرار انهمار الصواريخ الفلسطينية على القرى والمدن الإسرائيلية من نفس المكان بمنطقة جباليا شمال القطاع، وسط قصف مستمر لنفس النقطة منذ أربعة أيام، وهو ما يؤكد أن المقاومة لديها إمكانيات عالية. وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير ناقلة جند مما أسفر عن سقوط عناصرها بين قتيل وجريح في اشتباكات مساء الاثنين مع قوة إسرائيلية خاصة شرقي حي التفاح. وكان الغزاة قد اعترفوا منذ بدء الهجوم البري بمقتل أحد الجنود وجرح 40 آخرين. نفَس طويل وعلى صعيد متصل أكد مصدر قيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة لا تزال تدير القطاع كما يدير جناحها العسكري كتائب القسام المعركة باقتدار واضح. وأوضح عضو التشريعي مشير المصري أن المعركة البرية مازالت لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري الآن ليس إلا معارك جانبية بمناطق حدودية مكشوفة لم يستطع فيها الغزاة القضاء على إمكانيات المقاومة. وذكر القيادي بحماس في تصريحات صحفية أن المقاومة تدير المعركة مع قوات الاحتلال بشكل أفضل بكثير من السابق. (المصدر:الجزيرة نت بتاريخ 06 جانفي 2009)
استمرار الاحتجاجات في تونس ضد الهجوم الاسرائيلي على غزة
الثلاثاء يناير 6 2009 تونس – ، ا ف ب – شهدت تونس الثلاثاء موجة جديدة من الاحتجاجات ضد الهجوم الاسرائيلي على غزة و للتنديد ب »عجز الحكومات العربية » وفق ما علم من مصادر متطابقة. وتظاهر مئات المحامين محاطين برجال الشرطة من امام قصر العدالة الى حدود مقر الامم المتحدة في العاصمة التونسية استجابة لنداء هيئة المحامين تعبيرا عن احتجاجهم على الهجوم الاسرائيلي على غزة الذي ادى الى مقتل ما يزيد عن 600 شخص بينهم الكثير من النساء والاطفال. ورفع المتظاهرون شعارات نددت بالامم المتحدة ومجلس الامن وبالصمت العربي من بينها « بان كي مون يا جبان شعب فلسطين لن يهان » و »حكومات عربية عملاء الصهيونية » و »عملاء الامريكان شركاء في العدوان ». كما رفعوا شعارات مساندة ودعم لصمود سكان غزة قبل ان يتم احراق العلم الاسرائيلي وسط الحشود. وهي المرة الثانية التي يتحدى فيها المحامون السلطات وينزلون الى الشارع خلال اسبوع. والتظاهرات محظورة في تونس ولا يمكن لاحزاب المعارضة الاجتماع خارج مكاتبها من دون اذن مسبق. واعلنت هيئة المحامين اثر ذلك تنظيم « يوم تضامني مفتوح » الاربعاء بمشاركة هيئات ومنظمات المجتمع المدني من بينها نقابة الصحافيين التونسيين والهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين وممثل عن المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب. كما ستنظم منظمة العفو الدولية فرع تونس السبت المقبل يوما تضامنيا اخر مع غزة تحت عنوان « الوضع الانساني في غزة »، وفق بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه. وفي الاطار نفسه اعلنت النقابات المهنية في مدينة قفصة (350 كلم جنوبي العاصمة) اضرابا عاما عن العمل شمل كل القطاعات الخاصة والعامة بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية). واوضح محمد السحيلي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد لـ »فرانس برس » ان « الاضراب نفذ بشكل واسع في مدينة قفصة وان نسبة المشاركين فيه كانت 85 بالمئة ». واوضح ان هذا الاضراب يأتي « كرد فعل على الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وللتنديد ايضا بالمضايقات التي يتعرض لها النقابيون خلال تحركاتهم الاحتجاجية ». واشارت مصادر نقابية الى وقوع عمليات احتجاج جديدة في مناطق اخرى لا سيما في جربة و جرجيس وقابس (جنوب) وقصرين (وسط غربي). وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ارسل مساعدات انسانية الى ضحايا الغارات الدامية على غزة وامر بفتح حساب بريدي لجمع التبرعات النقدية واعلان يوم مفتوح لجمع التبرعات بالدم. وتقدم رئيس الحكومة محمد الغنوشي الخميس الماضي في العاصمة التونسية تظاهرة شارك فيها الاف الاشخاص تضامنا مع غزة. (القدس يومية – فلسطين بتاريخ 6 جانفي 2009)
تونسيون عالقون في غزة تحت القصف في انتظار فتح المعابر للمغادرة
مواطنة تونسية: «ما تشاهدونه على الفضائيات لا يقارن بما يحدث على الأرض»
عبر الهاتف اختلط صوتها بصوت القصف الاسرائيلي المستمر على غزة منذ عشرة ايام حاولنا الاتصال بها لاحقا فبكت بحرقة وهي تردد ان ما تتناقله مختلف الفضائيات عما يحدث في غزة لا يكاد يقارن بالواقع الميداني وبحالة الرعب والخوف التي فرضتها الحرب الثانية على غزة وهي الحرب النفسية. ليلى العياري الهدمي تونسية تقيم في غزة منذ سنة 2000 وهي ام لاربعة اطفال: لانا البالغة من العمر سبعة عشر عاما وهبة طفلة الثلاثة عشر عاما ومحمد طفل في العاشرة من العمر اما رابعهم فهو في تونس. تقول ليلى ان في غزة نحو عشر عائلات تونسية كانت على اتصال ببعضها البعض قبل الحرب، اما الان فان مجالات الاتصال لم تعد ممكنة الا مع خمس من هذه العائلات بسبب تعقيدات الوضع والمخاطر التي يمكن ان تحصل في حالة المجازفة بالخروج.. وتضيف بانه لا مجال الان للتفكير بالمغادرة ولا مجال للاتصال او التنسيق مع هيئات الصليب الاحمر.. وتقول ليلى « لا يمكنني ان اغامر او اخرج لوحدي واذا لم يكن هناك تنسيق دولي فلا مجال للخروج » وتضيف انا تونسية ابا عن جد واعاني من الغدة الدرقية وكنت طلبت قبل الحرب امرا بالمغادرة من اجل العلاج…». تقول ليلى ان ما يحدث في غزة مجزرة بكل معاني الكلمة وان ما تنقله الفضائيات لا يعكس حقيقة ما يحدث على الارض.. وتضيف نحن وعائلاتنا واطفالنا محطمون نفسانيا وننتظر ان تفتح امامنا المعابر للخروج الى مكان امن فالقصف المستمر ليلا ونهارا والرعب الساكن في نفوس الاطفال والحرب المفتوحة ضد المدنيين العزل، تجعلنا في وضع لا نحسد عليه.. قبل ان تضيف بان السفارة التونسية على اتصال دائم بالجالية التونسية ولكنها اليوم توجه عبر منبر « الصباح » رسالة الى السلطات التونسية بان هناك في غزة تونسيون تحت القصف. وتضيف انها لا تزال تذكر انه عندما وقع اجتياح الكويت كانت الجالية التونسية الجالية العربية الوحيدة التي امكن لها المغادرة بكرامة انذاك وكنت افخر ولا ازال بان تونس لم تتخل عنا واليوم اقول انا ام تونسية وام فلسطينية في ذات الوقت واخشى على اطفالي ولا اريد ان اكون عبئا اضافيا على الفلسطينيين الذين فتحوا لنا قلوبهم، تكفيهم اليوم اعباؤهم ولا ادري إذا عندما تنفذ المؤونة التي نعيش عليها هل يتعين علي ان اضيف باعبائي على الفلسطينيين؟.. وقبل ان تفسح المجال لهبة لتحدثنا بصوت البراءة عما تشعر به في تلك اللحظات قالت ليلى « اتمنى ان يصل صوتي الى من يهمهم الامر وان نتمكن من المغادرة كما غادرت من قبل جاليات تحمل الجنسية الكندية والامريكية والروسية وغيرها ». بدورها قالت لانا بلهجة فلسطينية « عايشين بخوف ورعب وما فيش عنا اكل وانا انتظر السفير لياخذنا » وهو ما وعدنا به لانا وما قمنا به لاحقا.. وفي اتصال مع السفير التونسي السيد احمد الحباسي قال ان كل الجالية التونسية بخير وان عدد المرسمين لدى القنصلية يبلغ 330 بين نساء واطفال وشباب واشار السفير بقوله الى ان السفارة التونسية وطبقا لتوصيات رئيس الدولة على اتصال دائم مع الجالية التونسية في فلسطين وانه تم وضع خط مباشر على مدار الساعة للتدخل عند الضرورة وفي أي وقت.. وقال السيد احمد الحباسي ان الوضع خطير ولكن السفارة على اتم استعداد للتدخل في الحالات الخطيرة واوضح انه تم حتى الان التدخل لاخراج مواطنة تونسية ونقلها الى موقع اخر بسبب حالتها النفسية المتردية حيث ساعد الاجوار على نقلها الى مكان اكثر هدوءا واشار السيد احمد الحباسي الى ان الناس يعيشون اوقاتا عصيبة وان الاطفال يعيشون حالة من الرعب والخوف وان القصف شديد وانه ليس من السهل حتى على الصليب الاحمر الدخول الى غزة اما عن امكانية اجلاء الجالية التونسية فقال السيد احمد الحباسي ان الامر ليس سهلا فالحدود مغلقة ولم يغادر احد من الجاليات الجزائرية او المصرية او المغربية غزة وان الروس خرجوا مع بداية القصف قبل استفحال الاوضاع. آسيا العتروس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)
أردوغان: العدوان الإسرائيلي « نقطة سوداء » في تاريخ الإنسانية
رجب أردوغان دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة (رويترز-أرشيف) وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة بأنه « نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية »، وتساءل عن مبررات « هذه الوحشية » التي قال إن المسؤولين الإسرائيليين يتعاملون بها. وجدد أردوغان اتهامه لإسرائيل بالمسؤولية عن التوتر الذي تشهده المنطقة، وقال إن ما تقترفه من « مذابح ضد الفلسطينيين يفتح جروحا يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية ». وقال إن العمليات الإسرائيلية في غزة تهدد سلسلة من التطورات التي تبعث على الأمل في الشرق الأوسط، ومنها محادثات السلام السورية الإسرائيلية التي تجري بوساطة تركية. وأضاف أن الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة هو « تسجيل مكاسب انتخابية » في الانتخابات البرلمانية التي من المنتظر أن تجرى بإسرائيل في العاشر من فبراير/شباط المقبل. وجدد المسؤول التركي -في كلمة ألقاها الثلاثاء أمام برلمانيي حزب العدالة والتنمية الحاكم- دعوته إسرائيل إلى وقف هجومها على قطاع غزة فورا، ووصف الأطراف التي لم تدن الهجوم بأن لها « معايير متعددة ». رجب أردوغان (يسار) خلال لقائه العاهل السعودي في جولته العربية الأخيرة (الفرنسية) وتساءل أردوغان « لماذا الذين هرولوا سريعا لمساعدة جورجيا هادئون الآن »، وذلك في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي سارعت إلى إرسال مساعدات إلى جورجيا عقب الهجوم الروسي عليها في أغسطس/آب الماضي. وكان أردوغان قد قام الأسبوع الماضي بجولة شملت سوريا والأردن ومصر والسعودية، وتمحورت حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل التحرك من أجل وقف إطلاق النار. وأعلن أردوغان عن حملة لدعم ومساعدة فلسطين، ووجه دعوة مباشرة إلى الأتراك من أجل المساهمة في صندوق أسسته الحكومة لهذا الغرض. (المصدر:الجزيرة نت بتاريخ 06 جانفي 2009)
إستراتيجيون: إسرائيل في مأزق سياسي وعسكري مزدوج
نقولا طعمة – بيروت أجمع خبراء إستراتيجيون على أن إسرائيل دخلت في مأزق مزدوج، عسكريا وسياسيا، في حربها على غزة. وثمة تباين في بعض الآراء بشأن الاختلاف بين حربي غزة ولبنان 2006 خصوصا في البعد الجغرافي لساحتي المعارك. اللواء المتقاعد في الجيش اللبناني ياسين سويد –وهو باحث إستراتيجي- يعتقد في حديث لـ »الجزيرة نت » أن « إسرائيل دخلت في مأزق مزدوج عسكريا وسياسيا في حربها مع غزّة، وهي تستدعي الاحتياط، متّبعة سياسة التعمية على الخسائر لأنها تعلم أن شعبها إذا عرف بحقيقة خسائرها، فسوف يثور عليها ». وبخصوص المأزق السياسي الإسرائيلي، يرى سويد أنه ليس من صالح إسرائيل اقتلاع حماس من غزة، لأن الذي سيحل محلها هو تيار من فتح، وبذلك تصبح إمكانية قيام دولة فلسطينية من الضفة إلى القطاع ممكنة، وهذه الدولة مرفوضة إسرائيليا. ويرى الدكتور أمين حطيط -الباحث الإستراتيجي والعميد المتقاعد- في حديث لـ »الجزيرة نت » أن « المرحلة التدميرية للبنان لم تحقق أهدافها بالكامل، لأن إسرائيل أخفقت في ضرب المنظومة القيادية والسيطرة على حزب الله، وأخفقت في تشتيت المقاومين، وإسكات منصات الصواريخ. ويكاد هذا الوضع يتكرر في غزة ». مقارنة 2006-2008 ولفت سويد إلى أن إسرائيل بدأت الحرب بالقصف الجوي لثمانية أيام بغية إلحاق الضعف والهزيمة بحركة حماس فتستسلم، آملة أن يجنّبها ذلك الحرب البرية، غير أن حماس لم تستسلم، واضطرت إسرائيل إلى اللجوء إلى الحرب البرية. ويقارن سويد بين حربي غزة ولبنان 2006، فيجد فارقا نوعيا بين الحالتين، ويقول « أولا، عنصر المفاجأة مختلف بينهما، والعدّة التي أعدّها حزب الله في الجنوب فاجأت الإسرائيليين، فلم يتمكنوا من التقدم إطلاقا، بينما عنصر المفاجأة في حرب غزة كان بيد إسرائيل حيث بادرت إلى القصف الجوي، وهو ما لم تتوقعه حماس ». وذكر أن الطيران الإسرائيلي فشل في تحقيق أي غاية في 2006 في الجنوب اللبناني، واضطر أن يوجه ضرباته على الضاحية في بيروت أواخر أيام الحرب. حطيط يضع ثلاثة عناصر في المقارنة بين الحربين: الأهداف، والقدرات المتوافرة، والخطط مع نتائجها. ويشرح عناصر المقارنة، ذاكرا أنه « بالنسبة للهدف، فإن حربي 2006 و2008 هدفهما واحد وهو اجتثاث المقاومة، وبالنسبة للقدرات المتواجهة، فهناك الطرف المهاجم وهو واحد أي إسرائيل، بينما تنطلق القوى المدافعة من نفس الحوافز والقواعد والمفاهيم والعقيدة وهي الدفاع عن الأرض والذات وتحقيق الحقوق الوطنية. وفي هذه الأهداف تطابق. أما الخطط، فإن الخطة التي اعتمدتها إسرائيل في 2006 قامت على تنفيذ مرحلتين، الأولى القصف التدميري لتقطيع أوصال المقاومة، وتجزئتها أشلاء، ثم تعقبها مرحلة تقوم على التطهير من الأشلاء والسيطرة على المقاومة، وهذه الخطة وضعت بحذافيرها لغزة ». ويشير إلى أن إسرائيل قامت في لبنان بعملية جس نبض في مارون الراس للوقوف على قوة المقاومة، وهذا أيضا ما قامت به في غزة في زيادة الضغط على شمال غزة بمحاصرتها. ويستنتج أن الحربين تكادان تتطابقان في معظم نتائج التقييم والتقدير. مع تباين في جغرافية المكانين. تقارب الجغرافيا ويتقاطع سويد مع حطيط في أن هناك فارقا بين الحربين يتعلق بجغرافيا المعركة، ويعتقد سويد أن المقاومة في الجنوب استطاعت أن تتصرّف بحريّة أكبر نظرا لاتساع الجنوب، وتباعد المسافات بين القرى والبلدات، ولم تكن المقاومة تخشى أن تصيب النيران المواطنين، بينما مساحة غزّة 358 كيلومترا مربعا، وفيها مليون ونصف مليون إنسان. ويلاحظ حطيط تمايزا في المستوى الجوي من المعركة، ويعود ذلك إلى جغرافية المكان وعدم اتصال غزة بعمقها الجغرافي بسبب إقفال معبر رفح، بينما كانت منطقة حزب الله متصلة جغرافيا ببعدها الإستراتيجي عبر الحدود مع سوريا. النتائج المتوقعة عن النتائج المتوقعة، يعتبر حطيط أن إسرائيل أخفقت إخفاقا تاما ميدانيا ولم تستطع أن تحقق الإنجاز الرئيسي في جنوب لبنان، ولهذا تم الانتقال إلى مجلس الأمن. ويرى أنه في غزة يبدو الجيش الإسرائيلي أقرب إلى العجز والإخفاق في حسم المعركة، وعلينا الانتظار للأيام السبعة القادمة لنرى في أي اتجاه يسير الميدان، في الوقت الذي بات فيه محسوما أن تغيير الواقع في غزة وفق ما تريده إسرائيل أصبح حديثا غير موضوعي. ويخشى سويد من لجوء مجلس الأمن إلى اتّخاذ قرار في غير ما تطالب به المقاومة، وتوقع أن تبحث الدول الغربية عن حل يرضي إسرائيل ويبقي حماس في غزة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 6 جانفي 2009)
عسكريون اسرائيليون: بدء معارك الشوارع في غزة والجنود سيواجهون الاسوأ
الى اين وصلت الحرب؟الثلاثاء يناير 6 2009 تل ابيب – ، ا ف ب – اطلق الجيش الاسرائيلي بخطوات محسوبة وحذرة مرحلة « حرب الشوارع » من هجومه البري على قطاع غزة، فبقيت الدبابات متمركزة ثلاثة ايام في محيط مخيمات اللاجئين فيما جابت دوريات مشارف مدينة غزة قبل التوغل فيها. وكان من المحتوم بنظر العديد من الخبراء انتقال المواجهة الى الالتحام. واندلعت اولى المعارك العنيفة بين مقلتلي « حماس » والجنود الاسرائيليين مساء الاثنين في مناطق مكتظة بالسكان كان المقاتلون مرابضين فيها. واعتبر اليكس فيشمان المراسل العسكري لصحيفة « يديعوت احرونوت » « انها المرحلة الاكثر صعوبة وخطورة من الهجوم: السيطرة على مناطق ذات كثافة سكانية عالية ». وحذر من ان « ما ينتظرنا هناك هو منازل مفخخة وقنابل بشرية كامنة وصواريخ مضادة للدبابات وقناصة. المعارك الاكثر قسوة ما زالت امامنا ». واسوأ ما يمكن ان يحصل بنظره هو اسر جندي اسرائيلي يضاف الى الجندي غلعاد شاليت الذي خطف في 25 حزيران (يونيو) 2006 عند تخوم قطاع غزة. ولم تخف حركة « حماس » ان هذا هو احد اهدافها وهو ما اعلنه ابو عبيدة الناطق باسم « كتائب عز الدين القسام » الجناح العسكري لحماس الاثنين. وتوعد ابو عبيدة في كلمة بثها تلفزيون الاقصى التابع لحماس « لقد اعددنا لكم الالاف من المقاتلين الاشداء ينتظرون في كل شارع وزقاق لحظة اللقاء بكم .. وسيقابلوكم بالنار والحديد ». وذكرت صحيفة « هآرتس » ان محاولة لخطف عسكري جرت الاحد الماضي عند مشارف مدينة غزة حيث كانت تنشط وحدة اسرائيلية اكتشفت نفقا يستخدمه مقاتلو « حماس ». واوضح جنرال الاحتياط عوزي دايان المساعد السابق لرئيس الاركان متحدثا لوكالة « فرانس برس » « يجب عدم الدخول الى مناطق مدينية الا في حالات الضرورة القصوى وبنية عدم البقاء فيها لفترة طويلة ». وتابع ان « الجنود يكونون على الدوام اكثر عرضة حين يتحركون في مناطق مكتظة بالسكان مثل مخيم للاجئين ». وقال: « انها مناطق يسهل على العدو الاختباء فيها وتكثر فيها المجابهات وجها لوجه وتنطوي باستمرار على مخاطر وقوع عمليات خطف ». واشار الى ان « المعارك التي جرت في العديد من القرى اللبنانية ما زالت ماثلة في اذهان المسؤولين العسكريين » في اشارة الى الحرب التي دارت بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي « حزب الله » اللبناني في صيف 2006. لكنه اوضح في المقابل ان « هذا هو الخيار الوحيد للقبض على قادة عسكريين ومقاتلين من « حماس » او تصفيتهم. فقد اخفت « حماس » مخزونات من الصواريخ في الازقة الضيقة والمستودعات المخبأة تحت المنازل وبين المدنيين. ويتوجب على الجيش الذهاب الى هذه المناطق ان اراد فعلا ضرب قدرة حماس العسكرية ». وذكر بان الجيش الاسرائيلي سبق وقام بعمليات في مخيمات جنين ونابلس بالضفة الغربية عام 2002 « من دون ان يتكبد خسائر طائلة وبشكل فاعل. وليس هناك بالتالي ما يحول دون تحقيق نتيجة جيدة في غزة ». وقال الخبير العسكري افرائيم كام « الان وقد دخلنا الى غزة، علينا ان نحرص على عدم البقاء في المدينة لفترة طويلة. فهناك يمكن ان تتعثر خطة وزير الدفاع ايهود باراك المحكمة ». كذلك حذر نعوم بارنيا كاتب الافتتاحية النافذ في صحيفة « يديعوت احرونوت » من احساس « الغبطة المخيم في الايام الاخيرة » في اسرائيل. وكتب « ان الحكمة تملي على الحكومة ان لا تجازف بالغرق في الرمال المتحركة » لغزة. وبتت مجلة « جينز » البريطانية المتخصصة في الدفاع الامر اذ كتبت في تقرير ان « تحقيق اسرائيل انتصارا عسكريا على حماس غير ممكن ». وبحسب محللها المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هارتويل، فأن ذلك يعود إلى أن « إسرائيل ترى على الأرجح أن أمامها أسبوعا أو10 أيام لإنهاء العمليات في غزة، نظراً للوقت الذي استغرقته الضغوط الدولية لتقرّ بضرورة تحرك دبلوماسي »، وبالتالي سيتعين عليها « أن تحقق نتائج ملموسة تبرر بها أمام الرأي العام الإسرائيلي الثمن في الأرواح والأموال ». وهكذا، « في حين ستتعالى الدعوات إلى وقف إطلاق النار، ستتواصل المعارك في غزة حتى ترى إسرائيل أنها بلغت أهدافها، أو حتى تبدأ الولايات المتحدة في الإعراب علناً عن قلقها من الثمن الدبلوماسي لتلك العمليات، وهي فرضية مستبعدة على المدى القصير، مع إدارة (الرئيس الأميركي جورج) بوش ». لكل ذلك، يرى هارتويل أن « الوضع الأمني في جنوب إسرائيل وغزة لن يتحسن حتى على المدى البعيد »، مشيراً إلى أن « حماس قد تخضع للضغوط المصرية وتقرّ بضرورة إبرام هدنة، فيما أن موقف إسرائيل (من وقف إطلاق النار) في الوقت الراهن لن يكتمل إلا إذا اعتبرت أن مهمتها العسكرية قد أنجزت ».
(القدس يومية – فلسطين بتاريخ 6 جانفي 2009)
التونسيون.. وأحداث غزة
آمال موسى أينما ذهبت في تونس، فإنه لا حديث إلا عن معاناة أهل قطاع غزة: لوعة وأسى وغضب شديد يتعاظم كلما ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى. المعنيون بنشرات الأخبار وغيرهم قابعون أمام الفضائيات يشاهدون باحتقان وباستغراب صور الأطفال التي تجعل كل أب وأم في هذا العالم يطأطئان رأسيهما خجلا. وحتى في ليلة رأس السنة الميلادية التي يحتفل بها التونسيون بشكل خاص، حيث لا يكاد يخلو بيت من عشاء طيب ومرطبات والسهر إلى آخر الليل، فإنها مرت ببرود شديد على غير العادة رغم أن الطقس كان جميلا ومشجعا للاحتفال. بل حتى الصحافة السمعية البصرية التي كانت تتنافس لتقديم منوعات استثنائية تبعث الدفء في بيوت الأسر التونسية، بدت فاقدة لروح الانطلاق وغير قادرة على إنتاج الاحتفالية، إلى درجة أن إذاعة «موزاييك» التونسية، المعروفة بحرصها على خلق أجواء البهجة وبث أكثر ما يمكن من الأغاني، غيرت برنامج ليلة رأس السنة الميلادية وقدمت سهرة إنسانية تضامنية مع أهل غزة وحولت النصيب الوافر من الجوائز لفائدتهم. ويمكن القول بشكل جازم إن كل تونس اجتمعت على الموقف نفسه مما يجري في قطاع غزة، حيث شدد الموقف الرسمي على ضرورة أن يتجاوز عقد قمة طارئة إصدار قرارات التنديد والإدانة والاستنكار إلى موقف حازم. وعبرت كافة أحزاب المعارضة التونسية بمختلف خلفياتها وآيديولوجياتها عن إدانتها للمحرقة الحاصلة متهمة النظام العربي الرسمي بالعجز وبالسلبية، وأعلن محمد بوشيحة الأمين العام للوحدة الشعبية أن حزبه سيخصص عام 2009 لفلسطين، وسيعد كافة البرامج الكفيلة بدعم القضية الفلسطينية ومناصرتها. أما المحامون التونسيون، ومن خلال الهياكل الممثلة لهم، فقد أجمعوا على توجيه المسؤولية للنخب السياسية العربية الحاكمة، متوقعين أن تفضي هذه الأحداث إلى تعزيز العنف وترجيح آفاق العمل السياسي الراديكالي على حساب جهود التسوية الهادئة. ولم يختلف موقف الشارع التونسي حسب الريبورتاجات التي أجرتها أغلب الصحف التونسية عن الموقف الرسمي ومواقف المجتمع المدني، إذ بدت النقمة على سكوت الساسة العرب القاسم المشترك بالإضافة إلى الاستياء من حالة الانقسام السياسي الفلسطيني بين حماس وفتح، باعتباره الثغرة التي سهلت لأكثر من طرف، عدوا ومتواطئا، التسلل منها والاستفادة من مخلفات الانقسام. ولعل المظاهرة الضخمة التي أقيمت صبيحة 1 جانفي التي جمعت 20 ألف مواطن تونسي من مختلف أطياف المشهد السياسي والنقابي والجمعياتي والتي رُفع فيها علم تونس وفلسطين وشعارات التنديد والاحتجاج، والتي تقدمها الوزير الأول في الحكومة التونسية والأمين العام للتجمع، يحمل أكثر من دلالة باعتبار أنها مسيرة تعبر عن موقف موحد لجميع الأطراف الرسمية والمدنية والشعبية في تونس.:. ورغم تلك الأخبار التي تؤكد صعوبة وصول المساعدات واستحالة ذلك وكيف أن أهل غزة يعيشون محرقة محاصرة، فإن التونسيين تجاوبوا مع الحملة الوطنية للتبرع بالدم لفائدة الفلسطينيين وكذلك الشأن بالنسبة للحساب الذي تم فتحه لجمع التبرعات لأهالي غزة . إن كل هذه المظاهر المساندة والمشاركة من بعيد، في شمال القارة الإفريقية، تعكس في الحقيقة عمق الحس العربي في المجتمع التونسي الذي كثيرا ما يُتناول في منظور أغلبية المجتمعات الشرقية بوصفه مجتمعا عقلانيا وعلمانيا وإن كان الكثير اليوم يُثني على اقتراح بورقيبة الشهير الذي شكل في لحظته صدمة وكان سببا في وصفه بوابل من الشتائم. ولكن ما قد يغيب عن البعض أن بين المجتمع التونسي والفلسطينيين قصة خاصة جدا ذلك أن الموقف الرسمي التونسي منذ 1948 وإلى اليوم لم يتوان عن مساندة الحق الفلسطيني والوقوف بجانبه. كما أن احتضان الفلسطينيين بعد مغادرتهم بيروت عام 1982 مثل علامة فارقة في تاريخ علاقة الشعبين، حيث تم استقبال الزعيم الراحل ياسر عرفات ورجاله، وكانت تونس مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية طيلة عقد كامل. وربما ما زاد في تعاطف التونسيين وغضبهم ذلك الانصهار بين كثير من الأسر التونسية والفلسطينية من خلال رابطة الزواج من دون أن ننسى الطلبة الفلسطينيين الذين يشاركوننا الحياة والمعرفة والصداقات القوية التي تجمعهم بالطلبة التونسيين، فكل هذا يقوي الروابط ويجعل ما يحدث هناك كأنه يحدث في تونس حيث يتسرب قلق الطالب الفلسطيني والأسرة الفلسطينية والزوج الفلسطيني إلى محيطه. فمن المعطيات التي أذكت التقارب السوسيولوجي بين المجتمعين أنه خلال قرابة أربعين سنة تخرج العديد من الطلبة الفلسطينيين، وحاليا يوجد ما يقارب 600 طالب فلسطيني في تونس، وهو ما يعني أن أربعة عقود من الاحتكاك الاجتماعي والعلمي أنتجت شبكة غنية من العلاقات المتينة، زادها مؤسسة الزواج والإنجاب قوة خاصة. طبعا لا شك في أن كل المجتمعات العربية تعيش منذ بداية أحداث غزة الدامية الحزن والغضب وتتجاوب على قدر المستطاع، ذلك أن ما يُحرك كافة المجتمعات العربية هو نفس المنظومة الوجدانية والثقافية والدينية ولكن
مع ذلك فلكل مجتمع عربي قصته الخاصة مع فلسطين ويمتلك بعض التفاصيل التي تُحدد له شكل الغضب ولون الحزن
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية ـ لندن ) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)
د. منصف المرزوقي يا إخوتنا الأتراك ، بالله أعيرونا أوردوغان
نعم أعيرونا في هذه المرحلة العصيبة رئيس وزرائكم ، فنحن العرب بأمسّ الحاجة اليوم لزعيم : – يصدع أن ما يحدث في غزة ، » وإن ارتكبت حماس بعض الأخطاء ، مسؤولية إسرائيل بالكامل »، وليس العكس . – يذكّر اليهود أننا حميناهم طوال التاريخ من الظلم، وآخر من فعل ذلك المغفور له محمد الخامس، وأن عليهم ألا يظلموا من لم يظلموهم وحموهم من الظلم. – يسمح بنزول الملايين للشارع للتعبير عن تضامنهم مع أطفال ونساء وشيوخ غزّة المحاصرين المجوعين المقنبلين المرعوبين …لا يهددهم بقطع أرجلهم إن تجاسروا على الحدود المقدسة لمزرعته. وربما سنطلب منكم أن تتركوه لنا بعد مرور الأزمة ، ليعلّم من يتحكمون في رقابنا بالعنف والفساد والتزييف ، كيف يحظى زعيم بمحبة واحترام شعبه… ما معنى الإصلاح والاعتدال… كيف يكون التجذّر في الهوية والتفتح على الحداثة…. كيف يقع الربط بين قيم الإسلام وتقنيات الديمقراطية… كيف تساس دولة يحكمها القانون…كيف يحكم مجتمع حرّ وإنسان كريم. للأسف نحن لا نستطيع مبادلتكم خدمة بخدمة من نفس المستوى، إذ يعني أن نبعث لكم بزعيمنا المزمن صاحب الفخامة والجلالة والمهابة والسيادة حسني بن سعود بن علي بن أسد القذافي الهاشمي العلوي . صدقونا ، زعيم كهذا فيروس قاتل أين منه فيروس السيدا…آلة دمار شامل لا تبقي ولا تذر على الدول والمؤسسات والمجتمعات والشعوب والأمم. زعيم كهذا لن نصدّره لألّد أعدائنا ، فكيف لكم وقد أصبحتم اليوم أقرب الأصدقاء لثلاثمئة مليون عربي
يا عرب..
عبد اللطيف الفراتي (*) عندما تحل مصيبة بجزء من العالم العربي،، تسارع القيادات العربية للهرب من المسؤوليات القومية التي يفرضها الانتساب العربي، الذي يتقدم كل الانتماءات الأخرى أو هكذا يتبادر إلى الذهن. ولم تخرج الحرب على غزة ولا سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى، ـ في انتظار الحصيلة النهائية التي ستكون أكثر وقعا ـ لم تخرج على العادة المألوفة، فتم تسجيل غياب عربي فاضح، واكتفاء ببيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، تصدر من هذه العاصمة أو تلك. وأمام هول الفاجعة، لم تجد لا الحكومات ولا الزعامات المؤثرة من فرصة أحسن، لتبادل التهم، ولتحميل للمسؤوليات ليس هذا أوانها، ووصل الأمر للاتهام بالخيانة والتذيل للبعض، والوقوع تحت تأثيرات أجندات إقليمية للبعض الآخر، واتخذت تبريرات واهية لمواقف الضعف والتخاذل ومن كل الأطراف والجهات على حد سواء، وسكتت كل الجبهات العربية ـ والتأكيد على كل الجبهات مقصود بذاته – عن أي رد فعل حقيقي، حتى للتخفيف القليل عن غزة الشهيدة، تبريرات لا يمكن أن تقوم ذريعة أو تقنع أحدا أو حتى ترضي ضميرا، إلا إذا كانت الضمائر نائمة إلى الحدود غير القابلة للتصور، أو ماتت دفعة واحدة. ورغم الإدراك الموجع وبالتجربة أننا كعرب لا نستطيع شيئا فعليا زمن الأزمات ولا خارج زمن الأزمات، وأن كل قدراتنا تتوقف عند صياغة بيانات رنانة، تكون بلا تأثير وبلا غد، فقد كان أقل الإيمان أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في نفس يوم أو في اليوم التالي لبدء عملية التقتيل الجماعي، غير أن الوزراء لم يجتمعوا إلا في اليوم الخامس، لما سيسمى بالحرب على غزة، وبعد أن خفت وقع مفاجأة العدوان إن كانت هناك مفاجأة، فأمر هذا الهجوم لم يكن لا غادرا ,ولا مفاجئا بل كان متوقعا، ومرسوما، وتعرف به كل الدول إلا تلك التي كانت في سبات عميق، وإذا كان توقيته قد فاجأ حماس، وأوقع ضربات موجعة في جهاز أمنها، بعد أن توقعت أن يبدأ الهجوم بعد الأحد، وبعد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد، فإذا به يحصل يوم السبت، ولا يعطي الفرصة لحماس لإخلاء مقراتها الأمنية، وهو ما يفسر ارتفاع عدد قتلى اليوم الأول من الغارات، التي فاجأت الأجهزة الأمنية الحماسية في عقر دارها، وبلوغ عددهم و أيضا في صفوف المدنيين ما يزيد على 200 قتيل،، ولعل من المخجل، ألايبادر وزراء الخارجية العرب، ـ ودعنا من هزال الحصيلة التي خرج بها الاجتماع وعدم تناسبها مع ضخامة الحدث ـ إلى اجتماع عاجل وطارئ في اليوم الخامس من بدء الغارات، وبالعكس يبادر ويسبق وزراء الخارجية الأوروبيين زملاءهم العرب بيوم كامل، وهم ليسوا معنيين بالدرجة الأولى مثلنا، والضحايا ليسوا من دمهم ولا منحدرين من صلب العرب. وإذ كان يمكن للعرب أن يجمعوا صفوفهم منذ اليوم الأول على قرار، يفكك أسباب الأزمة وتلتزم به كل الأطراف، ويعطي مظلة للفلسطينيين في ظل التزامات متبادلة، مرر العرب الفرصة، وتركوا الأمر يتسرب من بين أصابعهم للمعالجة الإقليمية وحتى الدولية، وباتت تركيا وكذلك فرنسا هما اللاعبين الأول والثاني على الرقعة، ويبدو أن تركيا بالذات تجد آذانا صاغية من كل الأطراف، الطرف الإسرائيلي الذي تقيم معه علاقات جيدة وحتى ما يشبه التحالف، والطرف المتمثل في حماس باعتبار الطبيعة الإسلامية المستنيرة للحكم القائم حاليا في تركيا. ويبقى السؤال مطروحا، لماذا لم تجتمع قمة عربية من اليومين الأولين لاندلاع الأحداث؟ وإذا لم تجتمع في مثل هذا الظرف فأي ظرف أخطر وأوقع من هذا.؟ ويذكر المراقبون أن القمة العربية، وبعد اجتياح صدام حسين للكويت في 2 آب – أغسطس 1990، لم تحزم أمرها على الاجتماع سوى بعد أسبوع وليس بكامل عدد الرؤساء العرب في 9 آب -أغسطس، وقد تم إفلات كل القضية من الأيدي العربية، وتولته في حينه القوى الدولية، التي لم تجد من علاج سوى الحرب التي دمرت الأخضر واليابس بعد ذلك في شتاء 1991 وما زالت تأثيراته قائمة حتى اليوم عراقيا وإقليميا، فتم تحرير الكويت، وأجبر صدام حسين على ترك فريسته، والانسحاب من الدولة العربية الشقيقة، التي وجدت في الولايات المتحدة والغرب لا العرب المنقذين. ولذلك والعرب أعجز من أن يتصوروا حلا، أو يناقشوا بصراحة موضوعا، ودون تخوين أو اتهام بالتذيل لهذا الطرف أو ذاك، فإنهم يتجنبون دوما الخوض في المشاكل التي تطرأ على حياتهم، وللمقارنة، فإن قضية الصحراء الغربية هذه القضية العربية – العربية، التي لم يتناولها العرب قط، قد سقطت في أيدي منظمة الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة، وعولجت بعيدا عن المصالح العربية، وأخيرا وبمناسبة الانقلاب غير الشرعي ولا المشروع في موريتانيا، الذي حدث في شهر آب أغسطس الماضي، رفع الاتحاد الإفريقي عقيرته عاليا ضد الإنقلابيين، وضغط صحبة أطراف أخرى حتى اضطرت الطغمة العسكرية المنقلبة، إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع، والتعبير عن الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وهذه ليست فقط قضية عربية – عربية بل بالذات قضية داخلية، تدخل فيها الأفارقة وحققوا بعض المنتظر منهم خدمة لقضية الديمقراطية، في أحد بلدان القارة، رغم الخلافات وأحيانا حتى الحروب التي تشق الصف الإفريقي ودوله، التي يمكن أن تختلف في كل شيء، ولكن تتوحد حول جملة من المبادئ والقيم، بعيدا عن النفاق، واعتمادا على المصارحة والقدرة الفاعلة على التدخلات التي يخرج بها الوفاق الواسع، وبعيدا أيضا عن تهم الخيانة وتهم التذيل، وما يحوي الحديث عنهما من كلام ناب يخرج عن آداب الحوار الذي يعتبر أساسا غير قابل للتضحية به. إن العرب بجامعتهم، وبقممهم، وباجتماعاتهم، وبتبويس اللحى المنافق، في حاجة إلى ثورة ثقافية تمس سلوك الحكام والحكومات، كما تمس سلوك الشعوب التي هي صاحبة الحق والمصلحة، والتي ترتبط بروابط لا يمكن أن تنفصم، رغم إرادة البعض منهم بالقول بأن كل شعب من شعوبهم قائم الذات بدولته ومصالحه، ولا شأن له بالآخرين، ورغم قول الآخرين بأن الأمة العربية والوطن العربي، هي خرافات ولى عهدها، وأن انتماءات أكبر أو أصغر هي المسيطرة، فردود الفعل الشعبية الواسعة في كل أرجاء) العالم العربي ) تمثل رغم كل شيء ظاهرة صحية، وتؤكد على أن الترابط العربي قوي، وعلى أن العرب يمثلون مهما كان من أمر كيانا واحدا بدول متعددة وإن تشتت أطرافه، واختلفت قياداته. (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 جانفي 2009)
أبعاد جولة ساركوزي الإقليمية في المنطقة
توفيق المديني بعدما غادر رئاسة الاتحاد الأوروبي ليلة 31 ديسمبر 2008، التي تحولت إلى الرئاسة التشيكية، قررالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القيام بجولة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط يومي 5و6 يناير الحالي، تشمل مصر والأردن وأراضي السلطة الفلسطينية، وإسرائيل، ولبنان، وسورية. وتعتبر هذه الجولة محاولة من الرئيس ساركوزي للتفاوض بشأن خطة لوقف النار بين إسرائيل وحركة «حماس». وهي حركة دبلوماسية مشابهة لتلك التي قام يها في أغسطس الماضي بين روسيا وجورجيا، حين توصل إلى إبرام تسوية لوقف النار في القوقاز من ست نقاط. يعترف دبلوماسي فرنسي في وزارة الخارجية الفرنسية بأن الرئيس نيكولا ساركوزي قد لا يأتي بجديد إلى المنطقة، ولاسيما أنه خلال الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى باريس رفضت طلبا فرنسيا بهدنة إنسانية. وقالت إن «إسرائيل تقف في خط الدفاع الأول عن العالم الحر في غزة»، وإن «المعتدلين العرب في صفها».. «ولأنه لكي ينتصر الاعتدال، لا بد من ضرب المتطرفين». وعلى الرغم من هذا الرفض للمبادرة الفرنسية (الهدنة الإنسانية)، فإن أحد مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قال إن الرئيس مصمم « على البحث عن دروب السلام في المنطقة»، ذلك أنه لا توجد بدائل أخرى حتى الآن، في غياب ديناميكية دبلوماسية. ويعترف دبلوماسي في وزارة الخارجية الفرنسية، بأن الرئيس الفرنسي قد لا يحمل جديدا الى المنطقة، غير أن « الرئيس كعادته قادر على خلق الحدث، ويمكن أن ننتظر من رجل ديناميكي مثل ساركوزي، ذي الطباع الهجومية، أشياء كثيرة». المبادرة التي يحملها الرئيس ساكوزي بشأن التوصل إلى هدنة عسكرية، والتي يناقشها اليوم في قمة شرم الشيخ التي يعقدها مع الرئيس المصري حسني مبارك، تتضمن ثلاث نقاط: أولا: وقف فوري ومتبادل لإطلاق النار. ثانيا: توفير آلية دولية لضمان ومراقبة وقفه من خلال مراقبين دوليين. ثالثا: فتح معابر القطاع مع إسرائيل. جدير بالذكر هنا القول إنه قبل عقد قمة شرم الشيخ، أعلن قصر الإليزيه، أن ساركوزي تشاور حول الوضع في المنطقة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه ثاباتيرو، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوعان، ورئيس الوزارء الإسرائيلي إيهود أولمرت، علما أن مبادرة ساركوزي لا تحظى بالدعم الأوروبي الكامل، إذ إن معظم الدول الأوروبية منفردة تقف إلى جانب«شرعية إسرائيل في الدفاع عن نفسها». لماذا كانت مصر المحطة الأولى للرئيس ساركوزي؟ لأن مصر لعبت خلال السنوات الماضية دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007، بيد أن علاقاتهما التي ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة، جعلت مصر خارج اللعبة. وهذا ما جعل القاهرة تشن هجوما عنيفا على حركة حماس التي تواجه الحرب المفتوحة من جانب العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ اتهمت الحركة بمحاولة إبعادها عن وساطة لتثبيت تهدئة لمصلحة دول إقليمية بينها سورية، وذلك في وقت تشهد مصر حركة دبلوماسية أوروبية، توجها الرئيس ساركوزي بلقاء قمة مع الرئيس مبارك لمناقشة الخطة التي يحملها. وتريد فرنسا أن تعود مصر لكي تلعب دورا مركزيا في البحث عن حل للأزمة القائمة. لأن الأسوأ، من وجهة نظر قصر الإليزيه، هو تعزيز حماس وتركها تحقق نصرا دبلوماسيا من خلال إقصاء مصر، وتفضيل أطراف آخرين. ويعتقد الإليزية أن الرئيس مبارك الذي يترأس مع الرئيس ساركوزي الاتحاد من أجل المتوسط، وحيث أن بلده مصر وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل، يظل «نموذجا للاعتدال في المنطقة، ويتطلب منا دعمه». ولا تتطرق مبادرة الرئيس الفرنسي إلى فتح معبر رفح، ذلك أن هذا المعبر يخضع لاتفاق العام 2005، وتصر مصر على فتحه فحسب بحضور السلطة الفلسطينية من خلال الحرس الرئاسي منعاً لانقسام القطاع عن الضفة الغربية، وخشية أن تحيل إسرائيل من خلال إجراءات الأمر الواقع مسؤولية القطاع إلى مصر. ويلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، الذي همشته أحداث الحرب الصهيونية على غزة، قبل أن يجتمع برئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت. على الرغم من الوساطة التي تقوم بها تركيا لجهة التقريب بين الأشقاء العرب المختلفين فيما بينهم، فإن المبادرة الفرنسية التي يقودها الرئيس ساركوزي هي الأكثر قبولا في المنطقة، ولا سيما إذا أخذ في الاعتبار عاملين رئيسين: أولهما أن ساركوزي يمكن أن يقوم بدور بديل للدور الأميركي المشلول راهنا لاعتبارات عديدة، أهمها:قرب انتهاء ولاية جورج بوش بعد حوالي خمسة عشر يوما، وعدم قدرة الرئيس المنتخب أوباما على المبادرة في انتظار تسلم مهامه رسميا يوم 20 يناير الحالي، وطموح فرنسا أن تلعب دورا أكبر في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بالمفاوضات السورية –الإسرائيلية، والمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وثانيهما أن الدول المعنية في المنطقة تقبل بالدور الفرنسي، ولاسيما أن ساركوزي سعى إلى نقل المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل والتي ترعاها تركيا، إلى باريس التي يعتقد المحللون أنها يمكن أن تكون مكانا محتملا لانعقاد مثل هذه المفاوضات في مرحلة لاحقة، وإن حصلت هذه المفاوضات برعاية أميركية. وتحمل زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت الثلاثاء 6 يناير رسائل عديدة: الاهتمام بلبنان في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها الإقليمية. والثانية دعم متجدد للرئيس اللبناني ميشال سليمان. ويجمع المراقبون أن المشاورات بين الرئيسين الفرنسي واللبناني ستتركز على محورين : نجاح الرئيس ميشال سليمان في إقامة علاقة توازن في سياسته الخارجية لجهة انفتاحه على العالمين الغربي والعربي، وعلى إيران. ويراهن الرئيس الفرنسي على لقائه بالرئيس بشار الأسد في دمشق صباح الثلاثاء، بهدف مساعدته على إنجاح وساطته نظرا للعلاقة الجيدة التي تربط حركة حماس بسورية، والإسراع بوقف إطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية. ويعتقد الدبلوماسيون الفرنسيون أن الرئيس بشار الأسد «مدين» للرئيس ساركوزي بالدور الكبير الذي لعبه في إخراج سورية من عزلتها الدولية حين استقبله في قمة تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط التي عقدت في باريس في 13 يوليو الماضي، على رغم المعارضة الأميركية الشديدة وكذلك المعارضة من بعض الدول العربية. فهل ستتجاوب دمشق لجهة مساعدة ساركوزي في التوصل إلى هدنة عسكرية، ما يسهل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل في المستقبل؟ كاتب من تونس
(صحيفة أوان (يومية كويتية)، رأي، لثلاثاء, 6 يناير 2009 )
حذار… لقد تعود أطفالنا كثيرا على مشهد الموت !
عبدالسلام الككلي حينما تكون المعركة غير متكافئة, حينما تحارب الآلة المدججة بالنار والموت مجموعات قليلة من المقاتلين وشعبا أعزل تتحول المعركة إلى جريمة منظمة وتنتج كل تلك المشاهد التي رأيناها. يقال لنا أحيانا إن تلفازاتنا مولعة إلى حد المرض ببشاعة الجثث , تعرضها علينا في صور تدور على نفسها وتكرر بشاعتها . لا شك أن الصور من بعض الجوانب تحول المشهد البغيض إلى مشهد مألوف فنتعود دون أن نشعر على الدماء النازفة والصراخ المتعالي والأشلاء المتقطعة. غير أن ما لا يعلمه البعض أو لعلهم يعلمونه ويتغاضون عنه هو ما يمكن أن تنتجه هذه الصور ما بعديا في عقول شبابنا الموجوع وما يمكن أن يسفر عنه الشعور بالظلم والعجز أمام قوتين متناقضتين في الظاهر متحالفتين بشكل أو بشكل أخر : قوة الآلة الجهنمية الإسرائيلية وقوة الآلة الموجهة ضد الشعوب والتي تمثلها الأنظمة العربية الفاسدة ( أشار إلى ذلك أمير قطر في شيء من الاحتشام في خطاب له بث أخيرا ) ففي حيز زمني لا يهم كم يمكن له أن يستمر يختلط في ذهن المتفرج , الخارج المجرم والداخل الجبان وقد تجسدا في صورة شاب يخلع ملابسه ويلقي بها إلى السماء وهو يعيش مباشرة وعلى الهواء في لوعة مأساة رحيل أخ له برصاص العدو. إن القتل في الحرب له دائما تبعات دينية . انه مرتبط بالتضحية الإنسانية وليس له فائدة عاجلة أو فورية. فلا أحد يستطيع مهما أوتي من العقلانية أن يمنع القتيل من أن يتحول إلى نموذج للمحاكاة .هنا يجد العنف كل مبرراته الممكنة . انه لا يدخل التاريخ باعتباره مجرد حادث بل باعتباره القاعدة التي يقوم عليها العالم . انه يصبح قطعة من آلة يقوم عليها الكون ويكتسب بالتالي قيمة دينية فنحتفل بنتائجه وآثاره. كيف يمكن أمام هذه الصور التي نراها أن نتجنب أن يصبح القتل في عيون شبابنا وعقولهم شيئا غير بربري ؟ كيف يمكن أن نمنعه من أن يصبح معينا للحضارة وأجمل وردة نهديها لبعضنا البعض مثلما يفعل الفلسطينيون أحيانا بعد كل عملية استشهادية في عمق الأرض المحتلة . كل شيء هنا يولده العنف , أما السلم التي يتبجح بها البعض وهم لا يملكون مفاتيحه فيقتل كل شيء . هل نحن إلى هذا الحد في حاجة إلى الحرب والقتل لنخرج من وضع الهزيمة والضعف الذي نحن فيه ؟ تلك هي النتيجة التي تعلمنا إياها صور غزة . ولا يبحثنّ بعد هذا عن أسباب التطرف الديني أو عن جذور العمليات الاستشهادية . إن منظر كل طفل يفتح عينيه أمامنا لا تنظران إلى شيء هو مشروع استشهادي. وكل ظلم , مؤذن بخراب قادم لا محالة. ولقد تأبد هذا الظلم وتلون بكل أشكال الجريمة . و لذلك فمن العبث أن نبحث في فكر حماس عن سبب لهذه الحرب الأخيرة. فهل نسينا دير ياسين و صبرة وشتيلا وجنين وقانا وغير ذلك من المجازر والجرائم ؟ إن من يحذروننا اليوم من مخاطر الفكر الديني لا يفعلون غير الخضوع لتحيزا تهم وأهوائهم ويفتقرون إلى اللياقة مع أنفسهم ومع القضية التي يتبنونها في الظاهر. إنهم يتحدثون كثيرا دون أن يذكروا في الوقت نفسه انه كان ثمة غزو صهيوني واستعمار لفلسطين على الرغم من السكان الأصليين وليس لديهم شيء يقولونه عن الحبس العنصري للعرب في الأرض المحتلة أو عن عشرات المستعمرات غير القانونية في الضفة والقطاع المستعمرتين . لا شيء يقولونه عن تجويع شعب بكامله حتى اضطر الآدمي أن يأكل من علف الدجاج بل لا شيء يقولونه حول الجذور الأصولية لدولة إسرائيل . لماذا لا يذكروننا بان إسرائيل قامت على فكرة أن الأرض هي ملك إلهي وعلى هذا فهي هدية إلهية.؟ وبالتالي فان فقدان الأرض الفلسطينية لمصلحة الهيمنة الإسرائيلية يصبح شيئا مبررا في سياق كون الأرض عطية ربانية لإسرائيل. أما السكان الأصليون بثقافتهم اللااخلاقية والفاسدة فهم لا يملكون أي حق على الأرض إلا بالشروط التي تفرضها الدولة المحتلة وفي الحدود التي تسطرها بعد أن تقتطع من فلسطين التاريخية أغلبها وبعد أن تستثني القدس من الحل وبعد أن تمنع الفلسطيني من العودة إلى أرضه في حدود ما قبل ميلاد الدولة العبرية , أما من لم يغادر هذه الحدود فقد تنزع عنه قريبا الجنسية الإسرائيلية ويرسل به إلى الغيتو الفلسطيني الذي قد يطلق عليه لاحقا اسم الدولة الفلسطينية. إن الأصولية الإسلامية ليست استثناء في المنطقة ولا هي دمل نحذر من تقيّحه بل نتاج لظلم مركب اسرئيلي وعربي . ولذلك فانه من الأفضل لنا اليوم أن نعالج مسالة الأصولية في كليتها المعقدة المركبة وان نرى منها شيئا غير عداء لهذا أو ذاك من الحركات التي نحملها المسؤولية في حين يختفي المجرم في ثوب الضحية وتتحول الضحية إلى وحش يهددنا. عبدالسلام الككلي
كونوا أحرارا لإسقاط الهيمنة الصهيونية
غزة، غزة رمز العزة ، كلنا مقاومة ، الموت لإسرائيل ، شعارات و هتافات عمت أرجاء المعمورة للتعبير عن وقوف ملايين العرب والمسلمين و أحرار العالم إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة الأبية. عشرة أيام و الصهاينة المجرمون يمعنون في القتل و التنكيل والتدمير بأهلنا في غزة بمشاركة أمريكية مصرية و سعودية و صمت أوروبي متواطئ ، لقد باتت هذه الأنظمة الفاسدة ، الفاجرة و الظالمة مفضوحة أمام الرأي العام و الضمير الإنساني. إن دماء أطفال غزة الطاهرة كما كانت دماء أطفال قانا بالأمس القريب هي اليوم شاهدة على تخاذلنا و ضعفنا و تقاعسنا و ركوننا لظلم الصهاينة و أعوانهم ! وهي في نفس الوقت عنوان حياة و عزة و عنفوان أمة المقاومة في منطقتنا ، إنها ثورة التحرير الثانية ، لقد حاول الإستعمار و على إمتداد أكثر من ثلاث قرون كسر إرادتنا و إخراجنا من حركة الفعل التاريخي و تحويلنا إلى عبيد لمؤسساتها و منتجاته الصناعية و الثقافية و فرض هيمنة كاملة على مقدراتنا و ثرواتنا البشرية والطبيعية و لكن رجال و نساء المقاومة كانت دائما في ساحات المواجهة على إمتداد عالمنا العربي و الإسلامي ، بدماء أهلنا و جهاد أجدادنا و تفاني أباءنا كانت حركة التحرير الأولى و بناء الدولة الوطنية و اليوم حان زمن حركة التحرير الثانية ضد الإستحمار و الإستكبار الأمريكي الصهيوني و إستعادت دورنا التاريخي و تحقيق الإستقلال الكامل ، فلقد رفعت شعوبنا اليوم الشعار الخالد » هيهات منا الذلة » و خرجت بالملايين لنصرة أهلنا في غزة و ألتحمت الإرادة الرسمية و الشعبية في أكثر من مكان ، في الأردن و السودان و سوريا و المغرب و تونس و ليبيا و الجزائر و تركيا و إيران و أندونيسيا و لم يشذ إلا الحكام المتواطئون مع المشروع الصهيوـ أمريكي في السعودية و مصر و أمراء المقاطعات الأمريكية. لقد كشفت المقاومة الفلسطينية البطلة في غزة ، حقيقة آل سعود و أعوانهم في المنطقة و كل » دعاة الإسلام الأمريكي » دعاة القصور و الفضائيات الفاجرة و المروجة لإفك بني صهيون و باتت اليوم في فسطاط أعداء الأمة و الإنسانية. تحية إلى شعبنا الحبيب في تونس بكل مكوناته و أجياله رسميا و شعبيا لتعبيره الصريح و الواضح في التضامن و الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة هاشم و أظهر وعيا كاملا و نضجا كبيرا لحقيقة الصراع الذي تخوضه الأمة ضد عدوها الواحد وهو المشروع الصهيوـ أمريكي في المنطقة. لنواصل جميعا دعمنا لصمود المقاومة الفلسطينية في غزة و الحضور الدائم في الساحة و نطالب الأحزاب الوطنية و النقابات المهنية و الجمعيات الأهلية خصوصا التجمع الدستوري الديمقراطي و الإتحاد العام التونسي للشغل و الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، تكوين لجنة متابعة للأوضاع في غزة و تأطير النشاطات التي تود جماهير شعبنا في تونس القيام بها نصرة للمقاومة في غزة و ليكون عملنا في صف واحد و معبرا بصدق و بصوت واحد عن ضمير ووجدان شعبنا العزيز في تونس. إن فتح المعابر و رفع الحصار عن القطاع و الإعتراف بالحق المشروع للمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن شعبها و أرضها و كرامتها هي السبيل الوحيد لوقف القتال و إنهاء العدوان الوحشي للعدو الصهيوني. لنكون جميعا أحرارا و نلبي نداء النصرة و الدفاع عن أطفال و نساء و شيوخ غزة و نصرخ » لبيك فلسطين » و نقول لعدونا اللقيط و الجبان » كل يوم عاشورا و كل أرض كربلاء » عماد الدين الحمروني تونس ٩ محرم ١٤٣٠
.. انتهى الدرس «التركى – الأردوغانى»!!
بقلم مجدى الجلاد ٦/ ١/ ٢٠٠٩
لم يكن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركى، يعلم وهو يتحدث لـ«الجزيرة» أمس أنه يوجه طعنة إلى قلوب كل العرب مع كل كلمة يطلقها بحماس شديد.. ولكنه – قطعاً – كان يدرك أنه يلقن درساً قاسياً وموجعاً لكل الحكام العرب، ملوكاً ورؤساء.. الطعنة نفذت فى قلوبنا، لأننا أيقنا أن حكامنا لم يفعلوا ولم يقولوا «واحد فى المليون» مما قاله أردوغان، رغم أنهم أصحاب القضية، وأصحاب العار والخزى لما يحدث فى غزة الشهيدة. الرجل كان واضحاً وحاسماً وهو يشن هجوماً عنيفاً ومؤثراً ضد إسرائيل.. قال بالحرف ما لم يجرؤ أحد من «زعماء الأمة العربية» على النطق به: «إسرائيل هى المسؤولة عن وصول الوضع إلى ما هو عليه الآن، لأنها الطرف الذى لم يلتزم بالتهدئة، لم تفك الحصار عن شعب أعزل، ورفضت عرضاً تركياً للوساطة مع حماس فى الأيام الأخيرة قبل المجزرة التى ترتكبها حالياً فى غزة». وأفاض أردوغان فى هجومه: «إسرائيل لم تحترم كلمتها معنا».. ثم وجه حديثه للحكام العرب ليكتمل الدرس القاسى: «أرفض الاتهامات الرسمية العربية التى تحمّل حركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤولية التصعيد الراهن بقطاع غزة.. فاتهام حماس غير مقبول ولا يجوز.. لأن حماس التزمت بالتهدئة من أجل رفع الحصار ووقف الاعتداءات، ولكن إسرائيل استمرت فى فرض الحصار.. فكيف نطالب حماس بالصمت تجاه هذا الحصار، رغم أن إسرائيل استفزتها بسياسة التجويع، ودفعتها لإعلان إنهاء التهدئة، خاصة أن حكومة حماس كانت تحت ضغوط كبيرة، لأنها مطالبة بتلبية مطالب الشعب الفلسطينى الذى انتخبها». هل فهم أحد من حكامنا هذا الدرس؟!.. دعونا نفهم.. وربما يفهمون معنا.. أردوغان رئيس حكومة دولة تربطها علاقات تاريخية وتقليدية مع إسرائيل.. وهى عضو فى حلف الناتو.. وتجرى مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الإسرائيلى.. ورغم هذه المصالح، لم يتردد أردوغان فى توجيه هذه الضربات المؤثرة فى وجه «تل أبيب».. قالها لأنه يدرك أن أى شعب يعيش على أرض محتلة ومغتصبة من حقه، بل من واجبه، أن يقاوم بالسلاح.. حتى لو كان هناك من يتفاوض، فلابد من وجود المقاومة إلى أن تتحرر الأرض.. فكيف نحارب المقاومة ونتهمها بالتسبب فى «المجزرة»، وهى تضحى بالشهداء كل يوم لتحرير الوطن، وفك حصار التجويع عن الشيوخ والنساء والأطفال؟!.. هل فى ذلك نخوة ودين ووطنية وعروبة؟! لم يكن الدرس مقصوراً على ذلك.. فإذا كان العرب بلا مصالح مع إسرائيل.. فلماذا الصمت الذى كسره رئيس وزراء دولة لها مصالح كثيرة مع تل أبيب.. وهل يعنى ذلك أن للحكام العرب مصالح «شخصية» أخرى بعيداً عن شعوبهم؟.. هل هى «الكراسى» والأنظمة والعروش التى تحملها أمريكا بأصبع واحد.. أم أنها التوازنات والمكاسب التى تدار فى الغرف الفخيمة المغلقة؟! غير أن السؤال الذى يكمل هذا الدرس «التركى – الأردوغانى» هو: على أى شىء يستند أردوغان فى هذا الهجوم الضارى، الذى قد يعرض مصالح بلاده مع أوروبا وأمريكا وإسرائيل للضرر البالغ؟!.. الإجابة كلمة واحدة: «الديمقراطية».. فالرجل وصل إلى مقعده بأصوات شعبه الحقيقية.. فثمة تفويض حر وديمقراطى له بهذه المسؤولية، وبالتالى فلزاماً عليه أن يعكس إرادة هذا الشعب فى سياسات الحكومة.. الشعب غاضب، ويناصر المقاومة، ويعادى المذابح، والحكومة تمثل الشعب، ويستحيل عليها أن تتجاهل أصوات الشارع. هل عرفتم مغزى الدرس «التركى – الأردوغانى»؟!.. معظم حكامنا لم يصلوا للكراسى على جسر «الديمقراطية».. فكيف لهم أن يستمعوا لأصوات وصرخات «شعوبهم» إذا كان الصوت الانتخابى العربى بلا ثمن ولا قيمة.. أردوغان قالها فى تصريحاته، ولن يفهمها أحد من حكامنا: «حماس مطالبة بتلبية مطالب الشعب الذى انتخبها».. إذن فهى تمثل إرادة الشعب الفلسطينى.. الفلسطينيون اختاروا المقاومة.. والحكام العرب يحاربون «المقاومة».. ولن يتغير شىء، لأن درس أردوغان لن يفهمه من يجلسون على «الكراسى» دون شرعية من صناديق الانتخابات.. إنها «الديمقراطية».. فهى المبتدأ والمنتهى فى كل «مصائبنا».. سواء فى الداخل أو الخارج! ( المصدر: موقع « المصرى اليوم » بتاريخ 6 جانفي 2009)
جحيم في غزة والعرب يتفرجون
د. محمد صالح المسفر
06/01/2009 هذه المرة الثالثة وفي خلال ست سنوات يمر على العالم العربي مصائب كل واحدة اشد ألما وأبشع جرما، وكثير من الزعماء العرب لم يتعظوا ولم يرتدوا عن سلبياتهم ولم يقيموا وزنا لامتهم . في عام 2003 تم احتلال العراق وأقول ان بعض القادة العرب راح يجوب اوروبا يحرض قادتها على تأييد امريكا لغزو العراق، ولحق به جراء ذلك الخزي والعار وأمعنت أمريكا في إذلاله واهانته وحولته الى عميل بدرجة رئيس العملاء في المنطقة لخدمة امريكا واسرائيل على السواء، وأشهرهم من يغلق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية كي لا تصل الى غزة المحاصرة . في عام 2006، شنت القوى الصهيونية عدوانا على لبنان بهدف القضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية، ومرة أخرى بتواطؤ ومساعدات بعض الزعماء العرب، الأمر الذي أدام العدوان الصهيوني على لبنان لأكثر من ثلاثين يوما وحاق بلبنان شعبا وبنية تحتية ما أصابه من الهول والدمار. في العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا وبريطانيا، تفجرت إرادة الشعب العراقي الشجاع وولدت المقاومة الوطنية من رحم الوطن العراقي، وحمت كل الدول العربية المجاورة من الانهيار تحت أقدام الغزاة في العراق، ولحماية جنود الاحتلال الأمريكي البريطاني وعملائهم القادمين معهم إلى العراق قامت بعض الدول العربية المجاورة بحفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية العالية وبثت حقول الألغام على الحدود حتى لا يتسلل المجاهدون لنصرة إخوانهم في العراق ضد جحافل الغزاة وعملائهم. البعض الاخر من النظام العربي المخذول، راح يقيم الأسلاك الشائكة على طول الحدود مع العراق وحفر الخنادق العميقة والواسعة وبث حقول ألغام بعمق أكثر من كيلو متر، أيضا حتى لا تصل اي إمدادات إلى المقاومة الوطنية في العراق، وطرف عربي آخر راح يقيم السور العازل بين العراق وتلك الدولة تيمنا بالسور العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية ضد الشعب الفلسطيني . في مطلع عام 2009 تجتاح القوات الإسرائيلية قطاع غزة بعد أن أمطرته بجميع أنواع النيران المحرقة الخارقة جوا وبحرا وبرا وعلى مدى سبعة أيام من الدمار، والزعيم العربي المتخاذل عند احتلال العراق ومقاومة المقاومة العراقية حتى لا يشتد عودها، هو الزعيم العربي الذي عمل بكل الوسائل لاستعداء العالم ضد المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله هو الزعيم العربي الذي أمعن في قتل الشعب الفلسطيني في غزة جوعا ومرضا وبردا، هو عينه الذي قال ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وان مجلس الشعب المصري مع الاسف سار على خطى زعيمه وراح يحمل المقاومة الفلسطينية الباسلة (حماس) كما جاء في البيان المسؤولية بلا حياء ولا شرف كل ما يجري في غزة اليوم دون الاشارة الى حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام العدوان السافر. هذا الزعيم المتخاذل هو الذي يقف اليوم ضد إجماع عربي لانعقاد قمة عربية من اجل اتخاذ قرارات حازمة حاسمة في مواجه الطغيان الصهيو ــ أمريكي . في ظل هذا الموقف العربي المتخاذل ما العمل جماهيريا؟ الدعوة من كل مساجد الأمة العربية والإسلامية إلى ‘الصلاة جامعة ‘ وهي الصلاة التي تقام عندما يحيق بالأمة كارثة ولا كارثة اكبر من التي تحيق بإخواننا في فلسطين، على أن يتناول الخطباء في هذه الصلوات شرح الأمر الذي يحيق بأول قبلة للناس فلسطين وما يحيق بأهلها من إبادة جماعية. وهنا لا بد من تفعيل رابطة العالم الإسلامي وكذلك منظمة المؤتمر الاسلامي لأداء هذه الصلوات في كل الدول الإسلامية، وكذلك لتقرع أجراس الكنائس في كل الدول الإسلامية وإقامة الصلوات من اجل إنقاذ كنيسة المهد وغيرها من دور العبادة في الأرض المقدسة فلسطين، نريد مزيدا من المسيرات الشعبية السلمية في كل أرجاء الوطن العربي. الدعوة إلى إضرابات عامة في كل حقول الشركات الأجنبية العاملة في الوطن العربي، التواصل الفعال مع كل اتحادات ونقابات العمال العالمية لمناصرة الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيو ــ أمريكي .تكثيف الاتصال مع كل القوى اليهودية في العالم الرافضة للعدوان على الشعب الفلسطيني والمؤيدة لحقوقهم المشروعة . التعاون بين الجماهير العربية على إغلاق باب المندب كما فعلنا عام 1973، وقناة السويس، وخليج العقبة، ومضيق جبل طارق ومضيق هرمز بالتعاون مع أخواننا في إيران، ولما كانت تركيا مهتمة بالشأن الفلسطيني فدعوة الجماهير التركية إلى إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل في وجه الملاحة الدولية . في هذه الحالة مجلس الأمن وغيرة من قوى الاستكبار العالمي سترضخ للمطالب الشرعية للشعب الفلسطيني وسنستعيد مكانتنا العربية الإسلامية لنؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في السياسة الدولية. آخر القول: اللهم ارنا في ذلك الزعيم عجائب قدرتك كي يكون عبرة لمن يعتبر. (المصدر:القدس العربي بتاريخ 06 جانفي 2009)
في زمن الفتنة
فهمي هويدي (*) لا يفاجئنا الاجتياح الإسرائيلى، بقدر ما يصدمنا التفسخ العربي الذي يستدرجنا إلى فتنة لا قبل لنا بها، والوهن الذي كشف عن تناقضات تجعل الحليم حيراناً. (١) هل يعقل مثلا أن تنقض إسرائيل على غزة لتسحقها، وفى ذات الوقت ينطلق القصف الإعلامي العربي العربي، حتى يقول أحد المعلقين الإسرائيليين (زفاى باريل في هاآرتس ٢٩ / ١٢) إن من يتابع الإعلام المصري يخيل إليه أن المعركة بين مصر وحماس، وليس بين إسرائيل وحماس. لقد فطن أبو مازن إلى هذه المفارقة، فاصدر قراره بوقف الحملات الإعلامية بين فتح وحماس، بعد خمسة أيام من التراشق العبثي، الذي تبنت فيه بعض الأبواق في رام الله نفس مقولة السيدة تسفي ليفنى وزير خارجية إسرائيل وكوندوليزا رايس الوزيرة الامريكية، التي ما برحت تؤكد على أن حماس هى المسؤولة عما جرى. قرار أبو مازن كان عاقلا، وإن جاء متأخرا خمسة أيام، وان احتاج إلى تكملة تتمثل في وقف الحملات الأمنية أيضا وإطلاق أكثر من ٦٠٠ معتقل لديه. ما حدث في الساحة الفلسطينية يستحق أن يحتذى في بعض الدول العربية الأخرى، وبوجه أخص في مصر والسعودية. وأرجو في هذا الصدد أن نلاحظ أمرين، الأول أن الانقضاض الإسرائيلى الراهن وإن أعلن عَّرابوه انه موجه ضد حماس، إلا أنه يستهدف فكرة المقاومة في أساسها. آية ذلك أن إسرائيل قبل أن تحاول قتل قادة حماس، حرصت على أن تشيع أكبر قدر من الدمار والترويع بين سكان القطاع. ناهيك عن أنها قبل الحملة العسكرية واصلت حصارها الإجرامي لغزة، لتجويع أهلها وتركيعهم، وإقناعهم بان في المقاومة مقتلهم وليس حلمهم أو عزتهم. الأمر الثاني المهم أن مظاهرات الغضب التي خرجت في أنحاء العالم العربي والإسلامي تظل علامة صحة وعافية وإن تخللتها تجاوزات تفهم في سياق الانفعال والحماس الزائد. وحين أصاب الموقف المصري بعض رذاذ ذلك الانفعال، فانه ينبغي أن يستقبل من جانب القاهرة -شأنها في ذلك شان كل الكبار- بتفهم ورحابة صدر. علما بأنه يمكن تصويب التجاوزات بأسلوب مهذب ورصين يصوب ولا يصعد. ويحتوى ولا يشتبك. وللعلم فان الانتقادات التي وجهت إلى الموقف المصري يتردد أكثرها فى الصحف المصرية المستقلة والمعارضة، لكنها تقابل بصبر مقدَّر. ومن الأمور التي تلفت النظر فى هذا السياق، أن نقد الموقف أو السياسة من جانب بعض المتظاهرين في الخارج، اعتبره البعض إساءة إلى مصر. وهو أمر يستحق إعادة النظر لكي يعطى حجمه الطبيعي. إذ لا ينبغي أن يختزل الوطن في قرار أو أشخاص بذواتهم، لأن مصر الباقية أكبر من كل ذلك. والذين يطوفون بأرجاء العالم العربى ويحتكون بالمشاعر العربية في كل مكان، يعون هذه الحقيقة جيدا. وكما أن هناك في مصر من ينتقد أوضاعا بذاتها في البلد، في حين لا يتردد في أن يفدى البلد بحياته، فان نفس الشئ حاصل في العالم العربي، حيث يقف محبو مصر والغيورون عليها في مقدمة ناقدي بعض أوضاعها، منطلقين في ذلك من أملهم في أن تستعيد عافيتها ودورها في تجسيد حلم الوطنيين العرب، الذين يستشعرون اليتم فى غيابها. إن السياسة الأمريكية فى عهد الرئيس جورج بوش لقيت من النقد والتجريح ما لم يحدث في أى مرحلة أخرى، وبوش شخصيا تعرض للضرب بالحذاء في بغداد، ولم يقل احد إن شيئا من ذلك إهانة للولايات المتحدة، بل إن كثيرا من المثقفين الأمريكيين اعتبروا ممارسات بوش اكبر إساءة لأمريكا- وما حدث مع بوش يسرى بذات القدر مع نيكولا ساركوزى فى فرنسا وجوردن براون فى انجلترا وغيرهما من زعماء الدول الديمقراطية، التي تعتبر الاهانة الحقيقية أن يختزل الوطن في شخص أو سياسة بعينها. (٢) خذ أيضا ذلك الفصام المدهش الذي يعيش فى ظله العالم العربي الآن. فالجماهير العربية تقف كلها الآن في صف الغضب والنقمة على إسرائيل وما ترتكبه من جرائم يومية. بينما الأغلبية الساحقة في القمم العربية تعيش في واد آخر، يخيم عليه الهدوء والدعة، الأمر الذي يعطى انطباعا قويا بان المسافة شاسعة للغاية بين الجسم والرأس فى العالم العربي، وان التحام الاثنين بات ضرورة ملحة، حتى لا يبدو احدهما غريبا عن الآخر. لقد سئلت أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، لماذا لم يؤد الغضب العارم الذي يجتاح العالم العربي إلى تحريك السكون في بحر العرب الراكد. وكان ردى من شقين، اولهما إن غضب الشارع العربى والأصوات العالية التي تتردد فيه، اخترقت ذلك السكون، فأوصلت صوت الشارع إلى مسامع القادة العرب، كما انه كان ولا يزال لذلك الصوت صداه فى العالم الاسلامى، فضلا عن العالم الخارجي. والصور التى نشاهدها على شاشات التلفزيون صباح مساء – شكرا لقناة الجزيرة- دالة على أن صوت الغضب العربي لم يذهب سدى، وان هناك من يتسلم الرسالة فينتبه وينتفض متضامنا مع شعب غزة الصابر والصامد. ولئن قيل إن الغضب لم يغير شيئا في المواقف العربية المعلنة – فان هذه الملحوظة تبدو صائبة تماما، ولكنها تكشف عن حقيقة أخرى يتعين الانتباه إليها، تشكل الشق الثاني فى اجابتى على السؤال سابق الذكر. هذه الحقيقة تتمثل في أن المجتمعات العربية ما زالت أضعف من أن تؤثر في القرارات السياسية التي تتعلق بمصيرها. إن شئت فقل إنها باتت عالية الصوت وقليلة الفاعلية. فهي تحدث ضجيجا ولا تغير واقعا. صحيح أن ذلك الضجيج يختزن فى أعماق الإدراك العربي، لكن ذلك المخزون قد يستغرق وقتا طويلا لكي يتحول من فكر إلى فعل. وهذه الثغرة لا سبيل إلى علاجها إلا من خلال الحل الديمقراطي الذى يفتح الأبواب لتقوية المجتمع بما يجعله شريكا في القرار وقوة ضغط حقيقية تعلق عليها آمال الإصلاح والتغيير، ذلك ان المناخ الديمقراطي الذى يفتح الأبواب واسعة لتنامي دور القوى السياسية والمؤسسات المدنية والمنظمات الأهلية. يوفر للمجتمع تلقائيا « العضلات » التي تمكنه من فرض إرادته، بحيث يصبح شريكا لا تابعا وفاعلا لا خانعا. (٣) خذ كذلك ما جرى حين أراد العرب أن يتواصلوا فيما بينهم لاتخاذ موقف إزاء المذبحة الاسرائيلية، فأدركوا انه لا سبيل إلى تحقيق ذلك الا إذا تمت الاستعانة «بصديق» من غير العرب. في الوقت ذاته اكتشفنا نحن «المشاهدون» العرب أن الأطراف الفاعلة التي تتحرك على المسرح السياسي العربي، كلها من غير العرب. إذ فوجئنا حين وقعت الواقعة أن ثمة فراغا عربيا هائلا، وان اللاعبين الحقيقيين في تلك الساحة الفارغة هم الجيران الأتراك والإيرانيون والإسرائيليون، إضافة الى القوى الغربية بمختلف مسمياتها. لقد دعا الأتراك لإصلاح ذات البين بين المتخاصمين العرب، وحمل الدعوة التي فوجئت بها أنقرة السيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري، الذي قدم إليها أفكارا للتعامل مع الأزمة الراهنة، التي لم تكن تركيا طرفا فيها. وكان يمكن أن تنتقل هذه الأفكار مباشرة إلى دمشق والى قيادة المقاومة الفلسطينية، ولكن مصر وجدت نفسها أمام لحظة استثنائية لم تستطع فيها أن تخاطب تلك الأطراف العربية، فلجأت إلى الوسيط التركي، الذي لا سابق خبرة له بالتناقضات العربية العربية، وانحصرت خبرته فيما حققه من نجاح فى حل الصراعات التركية مع الجيران بمن فيهم سوريا والعراق وإيران. اننى هنا أسجل المفارقة فقط، منبها إلى اننى لست ضد الوساطة التركية، لاقتناعى بان الوسيط التركي سيكون أكثر نزاهة واستقامة من وسطاء آخرين اخفوا تحيزاتهم عن الأعين، فافسدوا أكثر مما أصلحوا. ومن ثم اصطبحوا جزءا من المشكلة وليسوا جزءا من الحل. لقد تمنيت أن تتم الوساطة التركية في ظروف أفضل، ومع ذلك أدعوا إلى تشجعيها والتجاوب معها، لكن لا أعول عليها كثيرا، لان الأمور أشد تعقيدا وتركيا حديثة الخبرة بالخرائط والصراعات العربية-العربية. (٤) التناقضات ظهرت بصورة اشد وضوحا حين طرحت فكرة عقد القمة العربية للبحث فيما يمكن ان يفعله القادة العرب في مواجهة المذبحة الإسرائيلية. ذلك أن صيغة المحاور ظهرت على الفور في الأفق، ولاحت بوادرها أثناء اجتماع القمة الخليجية التي تمت في مسقط. ففى حين تحمس بعض القادة لانعقاد القمة العربية، فان آخرين عارضوا الاقتراح. وفيما علمت من بعض من شاركوا الاجتماع فإن المؤيدين تطلعوا إلى أن يتوافق الزعماء العرب على خطوات عملية في مواجهة العدوان، وتردد أن أحدهم راودته فكرة التلويح بسلاح النفط، من خلال اقتراح تخفيض إنتاجه أسوة بما جرى في عام ١٩٧٣، حين ذهب الملك فيصل رحمه الله الى أبعد، وقاد حملة وقف إنتاج النفط وتصديره إلى الدول الغربية، تعبيرا عن التضامن مع الرئيس أنور السادات. الذين عارضوا الاقتراح انتقدوا رفض استمرار التهدئة، وحملوا حركة حماس المسؤولية عما جرى. وذهب احدهم إلى أنها وحزب الله يتحركان في إطار المشروع الإيراني. بل ان احد وزراء الخارجية انفعل أثناء المناقشة ووصف المقاومين فى حركة حماس بأنهم « شرذمة » لا تتوقف عن إثارة القلاقل في المنطقة. فيما علمت أيضا فانه حين تصاعد الخلاف بين الطرفين، طرح اقتراح دعا الى الاسترشاد برأى احد الزعماء العرب في الموضوع. ورشحت شخصية خليجية من مؤيدي عقد القمة للقيام بالتشاور المطلوب. وحين تمت الاتصالات التمهيدية للقيام بالمهمة، فإن الرد جاء سلبياً، فلم يعقد اللقاء، وصرف النظر عن الاقتراح. فى تلك الأثناء كانت الدعوة قد أطلقت لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب ولم يكن باعثا على التفاؤل فى البداية ان يتحدد موعد الاجتماع بعد مضى أربعة أيام من وقوع المذبحة (بدأت يوم السبت والاجتماع عقد يوم الأربعاء)- وكانت وجوه بعض الوزراء الخارجين فى ختام الاجتماع وعلامات خيبة الأمل التي ظهرت عليها معبرة بشكل كاف عما دار في الجلسة المغلقة. ذلك أن الحوار الذي دار كان صورة مكبرة لما حدث في قمة مجلس التعاون الخليجي. ومن طريف ما حدث بعد الاجتماع إن أحد وزراء الخارجية العرب أجرى اتصالا هاتفيا بإحدى القنوات الفضائية لكى يعلن على شاشتها براءته من البيان الذي صدر باسم الوزراء. أسوأ ما في البيان الذي خيب آمال الذين أحسنوا الظن بالاجتماع، خصوصا فى أعقاب الخطبة العصماء التي ألقاها السيد عمرو موسى فى بدايته، أن وزراء الخارجية نفضوا أيديهم من المشكلة وأجهضوا فكرة اجتماع القمة العربية. وكانت وسيلتهم إلى ذلك أنهم قرروا الاحتكام الى مجلس الأمن أولا، وقالوا في بيانهم أنهم إذا فشلوا فإنهم سيتشاورون فى مسألة القمة بعد ذلك. وهم أكثر العارفين بأن مهمتهم فاشلة، لأن الفيتو الأمريكى يتربص بإيقاف أى محاولة للتعبير المتوازن عن مظلومية الشعب الفلسطينى، وهو ما حدث بالفعل. كانت النتيجة أن العرب عجزوا عن أن يخاطبوا بعضهم البعض فوسطوا تركيا. وتنصلوا من عقد القمة العربية بإحالة الأمر إلى مجلس الأمن. ثم راحوا يلومون المجلس لأنه تباطأ أو سوف في اتخاذ القرار الذي يريدونه، في حين أن المجلس اقتدى بهم، ولم يكن موقفه أفضل من موقفهم هم. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 جانفي 2009)
حرب العدوان على غزة إلى فشل
منير شفيق حرب العدوان الإجرامي على قطاع غزة لا تختلف عما شهدته بلاد العرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية من حروب مشابهة، وإن اختلف المكان والزمان والشعارات التي تغطي الأسباب أو الدوافع الحقيقية والأهداف الحقيقية. كانت البداية في فلسطين نفسها، ولكن الاختلاف جاء من اندلاع حرب العدوان من داخل البلد (شكلا)، وذلك بعد أن تمكن الخارج الاستعماري من زرع كيان استيطاني غريب، أَهّله بكل وسائط القوة، فيما نزع كل وسائط القوة من العرب الفلسطينيين ومن العرب من حولهم. ومع ذلك بقيت الدول الكبرى مثل سحابة كثيفة من الطائرات تغطي عملية العدوان العسكري الذي انتهى بإقامة دولة الكيان الصهيوني وتشريد ثلثي شعب فلسطين واحتلال %78 من أرضها. فكانت الاستراتيجية من الزاوية العسكرية تقضي بتأمين أكبر قدر من التفوق العسكري لدولة الكيان الصهيوني وجيشها على كل دول المنطقة وجيوشها، وهذا الأخير لا يتم إلا من خلال وفاق بين الدول الكبرى عليه، إلى جانب السيطرة على سياسات الحكومات العربية وإرادتها، أو حصار وضرب كل من يشذ عن هذه السيطرة، لإعادته في نهاية المطاف إلى تلك السيطرة، وهو ما أطال أمد الحرب ولكن لم يحسمها حتى اليوم. أما صورة العدوان العسكري الذي يُشن اليوم على قطاع غزة فتشبه صورة العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر. ولا تختلف عن حرب العدوان في يونيو 1967 على مصر وسوريا والأردن، ولا تختلف عن حرب العدوان على جنوبي لبنان وبيروت عام 1982 وقبلها عام 1978 (هاتان الحربان استهدفتا فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بالدرجة الأولى). ثم حرب الخليج الثانية: صورة الطائرات التي تبدأ الحرب بالقصف المروع. ثم حرب العدوان على العراق عام 2003، ومن قبل على أفغانستان عام 2001، وقد أعقبهما احتلال مباشر ما زال قائما. وأخيرا وليس آخرا صورة حرب العدوان على لبنان عام 2006 باستهداف حزب الله بالدرجة الأولى، ثم حرب العدوان الراهن على قطاع غزة. وفي كل الحالات كانت هنالك مظلة دولية لدعم العدوان وتغطيته تتزعمها أميركا، ثم تتفاوت مواقف الدول الكبرى بين متواطئ وساكت أو متراوح بين محتج بصوت أبحّ أو منتظر لا يبوح وقد شذ الموقف السوفيتي مرة واحدة في عام 1956 عندما تدخل لوقف العدوان بالتهديد والإنذار، طبعا ما كان ليفعل لولا أسباب وظروف تلك اللحظة بالنسبة إليه وإلى ميزان القوى العالمي، وكذلك صمود الشعب المصري بقيادة جمال عبدالناصر ورفضه الاستسلام بل تصميمه على المقاومة التي راح يخوضها فعلا. عدا ذلك الظرف الاستثنائي كان على المتعرض للعدوان -وهو الأضعف من الناحية العسكرية بفرق واسع لا مقارنة بينه وبين المعتدي- أن يقاوم بلحمه ودمه وصموده وعناده وعدالة قضيته، وقد دلت التجربة على أن العدوان حين يتوجه إلى الجيش النظامي قبالته يتمكن من حسم الصراع بسرعة خاطفة أحيانا وأحيانا بوقت قصير. ولكن حين تنتقل المواجهة أو تبدأ لتصبح أو تكون بينه (العدوان) وبين الشعب، فالحرب عندئذ ستطول ولا حسم عسكري لها. فتغدو حرب إرادات طويلة الأمد. طبعا لكل حالة خصوصيتها. ولكل حالة ظروفها ومعادلاتها الإقليمية والدولية. ولهذا لا يسهل تقديم صورة نمطية واحدة لكل الحالات، ولكن يمكن ملاحظة المشترك وهو القدرة على الصمود أولا عندما تكون المواجهة مع الشعب، وهذا الصمود مع المقاومة يأخذان بتحريك الشارع العربي والإسلامي والرأي العام العالمي. وهنا أيضا تختلف الحالات عن بعضها من حيث السرعة في التحريك وقوة الأثر الذي تتركه النصرة الشعبية للطرف الصامد المقاوم المعتدى عليه، في المعادلة ككل. ففي حرب العدوان الثلاثي كانت ردة الفعل الشعبي عربيا وإسلاميا سريعة وقوية التأثير، مما أخذ -مع عوامل الوضع العالمي- يغير مجرى الرياح ضد المعتدي لتنزل به الهزيمة بعد حين، والهزيمة هنا تكون في السياسة وفشل أهداف العدوان، وليس بالضرورة عسكريا. فمن الناحية العسكرية يكفي استمرار المقاومة وعدم إلقاء السلاح، وقد شذت حرب يوليو 2006 حيث استطاعت قوات المقاومة بقيادة حزب الله -ورغم الاختلال الكبير في ميزان القوى العسكري- أن ترد العدوان بحيث لم يستطع أن يتقدم شبرا واحدا على الأرض، فكان إنجازه الوحيد هو تدمير واسع للبنى التحتية وإسقاط شهداء وجرحى بالقصف الجوي والبحري والبري، أي من علٍ ومن بُعد، وهذا لا يُكسب معركة ولا يحقق نصرا إذا ما صمد الشعب واستمرت المقاومة ولم تتزعزع إرادة القتال. إن إطالة أمد حرب العدوان في ظروف الصمود والمقاومة على أرض المواجهة سيعطي الوقت الكافي لتعظيم النصرة الشعبية عربيا وإسلاميا ورأيا عاما عالميا، كما يعطي الوقت الكافي لاستنزاف العدوان عسكريا ومعنويا وخسائر مادية وسوء سمعة وعزلة، مع ميل لارتكاب الأخطاء من خلال الإيغال في قتل المدنيين، وبهذا تبدأ مجموعة العوامل الأخرى بالتغير لا سيما تغير مواقف الحكومات التي سكتت أو ترددت إزاء العدوان أو التي تواطأت معه أو أيدته، وهذا ما حدث بطرق وأشكال مختلفة في أغلب التجارب آنفة الذكر، فبعضها ظهرت فيه النتيجة فورا في مصلحة المقاومة والشعب وضد المعتدي مثل تجربة مصر في العدوان الثلاثي، أو تجربة حزب الله عام 2006، وهذه هي الأبلغ بالنسبة إلى العدوان على قطاع غزة بسبب الاشتراك في الزمن والظروف العربية والإسلامية والعالمية. أما بعضها الآخر فقد ظهرت نتيجته في المدى الأطول، كما حدث في تجربة عدوان يونيو 1967 (الانتقال إلى حرب الاستنزاف) أو تجربة احتلال العراق (اندلاع المقاومة والممانعة الشعبية). وباختصار، من يتابع حرب العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة ويلحظ الصمود الشعبي وإرادة المقاومة في تصعيد القصف والاستعداد للمواجهة البرية، ومَن يلاحظ ردود الفعل الشعبية عربيا وإسلاميا ودوليا، يجد سرعة في التحرك واتساعا وشمولية فيه لم يسبق أن حدثت من قبل من حيث السرعة والتصميم على تصعيد التظاهرات والاعتصامات حتى ردع العدوان. أما على مستوى الأطراف الرسمية التي سكتت أو ترددت فقد أخذت تغير مواقفها بسرعة كذلك، وهذا ما سينطبق على عدد من المتواطئين أو المنتظرين دوليا. مما يؤكد أن العدوان في طريقه إلى الهزيمة السياسية والفشل.
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 جانفي 2009)
عبد الباري عطوان 06/01/2009 خيّب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي آمال مئات الملايين من العرب والمسلمين يوم امس عندما كشف عن انحيازه الكامل للمجازر الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة حيث وجه اللوم الى الضحية، واعفى الجلاد الاسرائيلي من اي نقد حقيقي. الرئيس ساركوزي اكد في تصريحاته التي ادلى بها امس، اثناء توقفه في رام الله، في بداية جولته الحالية، السقوط الاخلاقي لهذا الغرب الحضاري الديمقراطي، عندما لم يتردد لحظة في تحميل حركة حماس المسؤولية عما يحدث حاليا في قطاع غزة بقوله ‘انها تصرفت بشكل غير مسؤول لا يغتفر بقرارها رفض تمديد التهدئة، واستئناف اطلاق الصواريخ على الدولة العبرية’. امر مخجل ان يسقط الرئيس الفرنسي الذي يمثل دولة الحريات وقيم الانتصار للعدالة والضعفاء، هذه السقطة، في وقت تنقل الينا عدسات التلفزة العالمية صور عشرات الاطفال وقد مزقت اجسادهم الصواريخ الاسرائيلية. الرئيس ساركوزي لم يذهب الى المنطقة في مهمة سلام، او لوقف اطلاق النار، مثلما ادعى، وانما لكي يعطي اسرائيل غطاء اوروبيا لاكمال ‘الهولوكوست’ الذي بدأته قبل عشرة ايام ضد اناس محاصرين مجوّعين وعزل. فصول المؤامرة تتضح يوما بعد يوم، فبعد الصمت الغربي المريب، ومنع مجلس الامن الدولي من قبل امريكا والدول الاوروبية دائمة العضوية فيه من اصدار اي قرار يدين العدوان الاسرائيلي ويطالب بوقفه، ها هو الرئيس الفرنسي يختار منبر السلطة الفلسطينية في رام الله ليعلن ان حركة حماس ‘تتحمل مسؤولية كبيرة عن معاناة الفلسطينيين في غزة’ ،وهو صك براءة من زعيم احدى دول التحالف الغربي لاسرائيل، لاعفائها من اي مسؤولية او لوم، وصك ادانة للضحايا.. هذا هو النفاق الغربي الذي اوصل العالم الى هذا الوضع المأسوي الذي يعيشه، بدءا من تصاعد اعمال العنف والارهاب وانتهاء بالانهيار الاقتصادي الشامل. من الواضح ان الحكومة الفرنسية تؤيد هذه المجازر الاسرائيلية، بعد ان اطلعت على الاهداف التي تسعى حكومة تل ابيب لتحقيقها اثناء زيارة السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية الى فرنسا يوم الخميس الماضي. فبعد هذه الزيارة الخاطفة تغير الموقف الرسمي الفرنسي كليا، وانقلبت جولة ساركوزي من مهمة سلام ووقف الحرب، الى مباركة لها واعطاء الحكومة الاسرائيلية كل الوقت والدعم للمضي قدما فيها، حتى تحقق اهدافها كاملة. الهدف الاساسي من هذا العدوان ليس وقف اطلاق الصواريخ، وانما ‘تغيير النظام’ في قطاع غزة، اي اطاحة حكومة ‘حماس’ واعادة القطاع برمته الى بيت طاعة السلطة في رام الله. اسرائيل تسير على خطى معلمها الامريكي، فطالما ان ادارة الرئيس بوش نجحت في تغيير نظامي العراق وافغانستان، تحت ذريعة انهما نظامان دكتاتوريان، فما المانع ان تغير اسرائيل حكومة منتخبة بصورة ديمقراطية في اقتراع حر في قطاع غزة؟ الحكومة الاسرائيلية اتخذت من اطلاق الصواريخ ذريعة للاقدام على هذه الخطوة، بتضخيم حجم اضرارها، لانه لا توجد لديها اي ذرائع اخرى، فلا توجد مقابر جماعية في قطاع غزة، ولا يوجد اي تنسيق بين حركة ‘حماس’ وتنظيم القاعدة، ولم تستطع المخابرات الامريكية او نظيرتها الاسرائيلية فبركة اي علاقة بينها وبين احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). اسرائيل استخدمت اساليب الحصار والتجويع لتركيع أهل القطاع، ودفعهم الى الثورة ضد الحكومة، وعندما فشل هذا الاسلوب اللا اخلاقي المعيب، لجأت الى الهجوم الجوي، وعندما فشل هذا الهجوم في ترويع قادة حماس، وحركات المقاومة الاخرى ودفعها الى الاستسلام ورفع الرايات البيضاء تمّ اللجوء الى الغزو البري. تغيير النظامين في العراق وأفغانستان لم يحقق النصر للادارة الامريكية والتحالف الغربي الذي دعم حروبها، بل اوقعهم في حرب استنزاف مادية وبشرية لا أحد يتنبأ كيف ستنتهي. وتغيير النظام في قطاع غزة ان تم بالقوة العسكرية، وعلى جثث المئات، وربما الآلاف من الاطفال والمدنيين، وهذا ما نشك فيه، فانه لن يحلّ مشكلة الصواريخ، ولن يوقف المقاومة، بل ربما يجعلها اكثر شراسة، تماماً مثلما حصل في العراق وافغانستان، وسيجعل اسرائيل تغرق في مستنقع غزة وبحرب دموية استنزافية، ستهرب منها مهزومة ورافعة الراية البيضاء. تجارب الحروب الاسرائيلية الاخيرة، سواء ضد منظمة التحرير (اجتياح عام 1982) او ضد حزب الله (صيف 2006) وقبلها (حرب الحزام الامني) كشفت ان اسرائيل تخرج دائماً من هذه الحروب اضعف سياسياً وعسكرياً في الوقت نفسه، ومحاولة قلب هذه المعادلة في الهجوم على قطاع غزة ‘الخاصرة’ الاضعف في ‘تحالف الشر’، حسب التوصيف الامريكي، مقامرة كبيرة قد تأتي بخسائر غير محسوبة بل وغير متوقعة. احتلال غزة أمر مكلف.. والبقاء فيها امر اكثر خطورة، وعودة سلطة رام الله على ظهر الدبابات الامريكية امر مستبعد، ونفى ذلك السيد محمود عباس صراحة في مؤتمره الصحافي امس، اللهم إلا اذا كانت هذه السلطة تريد ان تستعيد تجربة ‘حكومة فيشي’ التي نصبها النازيون لحكم فرنسا تحت احتلالهم، ولن نستبعد ان يحاول السيد ساركوزي تسويق هذه الفكرة اثناء توقفه في رام الله بايعاز اسرائيلي. اسرائيل ربما تكسب عسكرياً، لأنها تخوض حرباً من طريق في اتجاه واحد وضد عدو ضعيف جداً، محاصر ومعزول ومقطوعة كل طرق امداداته، حتى الطبية منها. ولكنها تخسر دبلوماسياً واخلاقياً وسياسياً. فقد بات العالم يشاهد جرائمها في صور الشهداء الاطفال وأجسادهم الممزقة. التعتيم الاعلامي الاسرائيلي، ومنع الصحافيين من دخول قطاع غزة لتغطية الوقائع على الأرض، وهو امر لم يحدث في عهد صدام حسين الذي يتهمه الغرب بالديكتاتورية، لن يحول دون وصول الحقائق الى الرأي العام العالمي. وما يؤلمنا ان هذا الاعلام الغربي الذي يعطينا دروساً في المصداقية والموضوعية الصحافية يصمت على هذه الاهانة، بل وينحاز في معظمه الى هذه ‘الدولة الديمقراطية’ (من منظورهم) التي تمارس المنع لاخفاء مجازرها. خيبة أمل كبرى أخرى تتمثل في موقف الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الذي صمت عن المجازر الاسرائيلية، بحجة الالتزام بالبروتوكول، وتكرار القول انه لن يعلق على أحداث غزة لأنه يوجد رئيس واحد في امريكا. اوباما نسي انه خرج عن هذه القاعدة عندما لم يتردد في ادانة الهجوم الدموي في مومباي بأكثر العبارات شدة. كل القواعد تتغيير عندما يكون الجلاد اسرائيلياً ويكون الضحية عربيا او مسلما. اسرائيل لن تنجح في تغيير النظام في غزة، اللهم الا اذا غيرت الشعب الفلسطيني من سكان قطاع غزة، واستبداله بشعب آخر، ويبدو انها بدأت هذه المهمة بحرب الابادة والتطهير العرقي التي تشنها حالياً. (المصدر:القدس العربي بتاريخ 06 جانفي 2009)
هآرتس: مبارك أكد لوفد أوروبي ضرورة هزيمة حماس
مبارك أثناء اجتماعه بالوفد الأوروبي في شرم الشيخ (رويترز) ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن الرئيس المصري أبلغ الوفد الوزاري الأوروبي الذي زار البلاد أمس الاثنين أنه ينبغي عدم السماح لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بكسب المعركة التي تخوضها في غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكان حسني مبارك قد اعتبر أن حماس تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية عما يتعرض له أهل غزة من اعتداءات غير مسبوقة لأنها قررت إنهاء التهدئة، ولم تستمع لنصيحة مصر بضرورة تجديدها. وفي وقت لاحق طالب الرئيس المصري بوقف الهجوم الإسرائيلي, لكنه في الوقت نفسه رفض طلب حماس فتح معبر رفح بشكل دائم مشترطا اشتراك إسرائيل في مراقبته بموجب اتفاقية المعابر لسنة 2005 التي تنظم تنقل الأشخاص بين قطاع غزة ومصر. ولاحظت اليومية العبرية أن تصريح مبارك خلال لقائه في شرم الشيخ الوفد الأوروبي بقيادة وزير خارجية التشيك كارل شوارزنبرغ -الذي تسلمت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي من فرنسا- جاء قبل ساعات من إعلان القاهرة عن دعوة وفد من قيادة حماس بالخارج لمناقشة أفكار تهدف لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة. وتابعت أن الوفد الذي ضم وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنر والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا, والذي توجه من القاهرة إلى إسرائيل وأبلغ وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني خلال لقاء بالقدس المحتلة أمس بفحوى المقابلة مع مبارك. ونقل الوفد إلى ليفني ما صدر عن مبارك خلال اجتماع مغلق حيث قال الرئيس المصري قال لزواره إن « حماس يجب ألا تخرج منتصرة من القتال في غزة » بحسب هآرتس. وأضافت الصحيفة أن مبارك نفى, خلال الحديث عن الشروط الإسرائيلية لوقف النار ومنها وضع حد لتهريب الأسلحة إلى القطاع عبر مصر, أن تكون بلاده ممرا للتهريب. وقال إن الأسلحة تهرب إلى غزة في حاويات تلقيها سفن قبالة غزة وتقوم الفصائل بعد ذلك بالتقاطها. ووفقا للصحيفة، فإن الوفد الوزاري الأوروبي شدد خلال الاجتماع مع ليفني على التوصل لوقف النار بأسرع ما يمكن للسماح باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
( المصدر: موقع « الجزيرة.نت » بتاريخ 6 جانفي 2009)
مغالطات مصرية رأي القدس
06/01/2009 تواجه الحكومة المصرية موقفا صعبا على الصعيدين الداخلي والخارجي بسبب اصرارها على اغلاق معبر رفح الحدودي وعرقلة وصول المساعدات الانسانية والطبية الى ابناء قطاع غزة، حتى بعد شن اسرائيل عدوانها عليهم، وتزايد أعداد القتلى والجرحى باشكال مرعبة من جراء القصف الجوي والبري والبحري. فهذه هي المرة الاولى، ومنذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد عام 1979، تتعرض هذه الحكومة لهجمات اعلامية مكثفة من صحف مصرية وعربية، وتواجه سفاراتها اعتصامات ومظاهرات شبه يومية تدين اغلاق المعبر، وعدم تحركها لنجدة اشقائها في قطاع غزة. المسؤولون المصريون، والناطقون باسم الحكومة على وجه التحديد، اثبتوا فشلا ذريعا في الدفاع عن الموقف الرسمي المصري ليس لانه موقف لا يمكن الدفاع عنه فقط، وانما لانهم لجأوا الى تزوير الحقائق واعطاء صور مخالفة لما يحدث على ارض الواقع ايضا. فعندما يقف المتحدث باسم الحكومة المصرية ويقول ان معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، ومغلق من الجانب الفلسطيني، فإنه يستغفل الرأي العام العربي والعالمي ايضا، ويعتقد ان الناس على درجة كبيرة من السذاجة بحيث تنطلي عليهم مثل هذه المغالطات المكشوفة. ففي واقع الحال لا توجد قوات فلسطينية على الجانب الآخر من المعبر، والقصف الاسرائيلي، الجوي منه والبري، لم يترك بيتا لمسؤولي حماس الا ودمره بالصواريخ، بعد ان دمر كل مواقع الشرطة والوزارات والمجلس التشريعي الفلسطيني. وشن غارات متواصلة على طول محور صلاح الدين الحدودي او (فيلادلفيا) حسب التسمية الاسرائيلية لتدمير الانفاق الفلسطينية. اما الذريعة الاخرى التي تتذرع بها الحكومة المصرية لاغلاق المعبر ومنع مرور جميع المساعدات الانسانية بالسرعة المطلوبة نظرا للحاجة الماسة اليها، فهي تلك التي تقول ان معبر رفح مخصص لمرور الاشخاص وليس الشاحنات، وهي مغالطة اخرى مخجلة بكل المقاييس، فقد شاهدنا حافلات الحجاج تدخل من المعبر دون اي عائق، كما شاهدنا شاحنات محملة بالمساعدات تمر ايضاً امام عدسات التلفزة. وحتى لو افترضنا ان المعبر مخصص للأفراد، فماذا يمنع ان تفتح الحكومة معبراً للشاحنات بجانبه وهي التي بنت سوراً بطول عشرة كيلومترات وعلو ثلاثة امتار في ايام معدودة لمنع الفلسطينيين من الانتقال الى الجانب الآخر من الحدود؟ الحكومة المصرية مرتبكة، وتضع نفسها في موضع حرج ومعيب في الوقت نفسه، ليس فقط بالاستمرار في اغلاق المعبر ومنع مواد الاغاثة والأطباء ومعداتهم الطبية، من الدخول لعلاج الجرحى المقدرة اعدادهم بالآلاف، وانما باللجوء الى الاكاذيب والمغالطات لتبرير مواقفها هذه. مصر العظمى صاحبة التاريخ المشرف في نصرة الضعفاء والمظلومين والانتصار لهم في كل المحافل والميادين، بل وحتى خوض الحروب، لا تستحق مثل هذه المواقف المهينة من قبل حكومتها، وفي مثل هذا الظرف الاستثنائي حيث يتعرض ابناء قطاع غزة، الذين تقع حمايتهم على عاتقها قانونيا واخلاقيا لمجازر غير مسبوقة. (المصدر:القدس العربي بتاريخ 06 جانفي 2009)
في بن عروس: حريق بأحد المصانع.. خسائر مادية تفوق 30 مليارا عمليات إطفاء استغرقت 15 ساعة
جد ليلة السبت الفارط حريق هائل بأحد المصانع بجهة بنعروس خلف خسائر تقدر بـ30 مليارا شملت المواد الأولية. المصنع اختص في صنع المواد الالكترونية المعدة للتصدير ويشغل قرابة 2000 عامل. حصل الحريق في حدود الحادية عشرة والربع ليلا تقريبا وحسب ما استقيناه من بعض العملة فإن فريق العمل الليلي والذي يباشر عمله قبل الحادية عشرة فوجئ بالدخان ينبعث من المغازة المحاذية للورشة وبسرعة متناهية تعالت ألسنة اللهب مما دفع الجميع الى الهروب وبالاستنجاد بالحماية المدنية حضرت أعداد كبيرة من الشاحنات من ولاية بنعروس والولايات المجاوزة وتمكن الأعوان بعد ساعات طويلة من السيطرة على النيران كما حضرت شاحنات تابعة لديوان التطهير وعمل الأعوان على تسريح البالوعات المحيطة بالمصنع للاستعمال المكثف للمياه وتم الاستنجاد كذلك بشاحنات لنقل المواد التي اتلفت بمفعول النيران. شمل الحريق المغازة فقط والتي تمتد على طول 200 متر وبها المواد الأولية على ارتفاع 20 مترا تقريبا. وعلمنا أن الآلات التي كانت توضع بين الورشة الحالية والمغازة تم نقلها الى فضاء مجاور ولو بقيت لكانت الكارثة أكبر، وعلمنا أيضا أن كامل الأرشيف قد أتلف كما أن آلات الصنع ومغازة المواد المصنوعة لم يلحقها أي ضرر. الحريق خلف أضرارا مادية جسيمة بقيمة تفوق 30 مليارا تقريبا من المواد الأولية وقد تصدعت بعض الحيطان وسقطت أخرى. كما علمنا أيضا أنه منذ ستة أشهر تقريبا تعرض فرع لنفس الشركة باحدى البلدان الأوروبية الى الاحتراق. شهدت عمليات اطفاء الحريق متابعة من قبل السلط الجهوية وقد عاينا في الصباح حضور والي الجهة وعلمنا أنه كان حضر في الليل مباشرة إثر حصول الحريق كما علمنا أيضا أن المدير العام للحماية المدنية أشرف على عمليات الاطفاء، وقد تواصلت عمليات الاطفاء ساعات طويلة حيث أنه لحد مغادرتنا مكان الحريق في حدود الواحدة بعد الزوال من يوم الأحد وشاحنات الحماية المدنية مازالت تتعاقب لإخماد ما تبقى من ألسنة اللهب. هذا وقد تعرض عونان من الحماية المدنية الى بعض الاصابات الخفيفة عند عمليات الاطفاء وقد نقلا الى المستشفى لتلقي الاسعافات. وقد تساءل عدد كبير من العملة عن مصيرهم بعد تعرض مصنعهم الى هذه الكارثة وعن أسباب الحريق فإن أغلب من تحدثنا اليهم أشاروا الى امكانية خلل كهربائي وأكيد أن الابحاث التي ستجرى في الغرض ستقف عند السبب الرئيسي. خليل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)
على خلفية الخطاب الرئاسي بمناسبة رأس السنة الميلادية:
ما هي أجندة الحكومة وأولوياتها للمرحلة المقبلة؟
تونس – الصباح كيف تنظر الحكومة إلى العام الجديد؟ ما هي أولوياتها بالنسبة للأشهر المقبلة ؟ وما هو الأفق الذي ستتحرك في إطاره، سيما ونحن نستعدّ لسنة استحقاقات انتخابية، رئاسية وتشريعية، بدأت الاستعدادات لها بصورة مبكرة من جميع الأطراف؟ في الواقع كان الاعتقاد السائد لدى عدد غير قليل من السياسيين والمراقبين، أن تكون أجندة الحكومة خلال الفترة المقبلة أمرا غير معلن، ليس لصعوبة المرحلة الراهنة فقط، وإنما لأنها تستعدّ لانتخابات، كان يفترض أن تؤجّل مبادراتها للخريف القادم، وفق ما يقتضيه التكتيك السياسي في المواعيد الانتخابية التي تعتمد على عنصر المبادرة والمفاجأة إلى جانب الإعداد الجيّد.. غير أن الكلمة التي أدلى بها رئيس الدولة بمناسبة السنة الجديدة، تضمنت إجابة دقيقة على هذه التساؤلات، من خلال تقديم ما يمكن اعتباره « برنامج الحكومة » للفترة المقبلة التي تسبق الانتخابات المقررة بعد نحو عشرة أشهر من الآن.. فقد كشف الرئيس بن علي في هذه الكلمة، عن برنامج واضح من المنتظر أن يكون بمثابة « الأجندة » للحكومة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. الحوار والتعاون .. ولعلّ أولى عناصر هذه الأجندة، « تعميق مناخ الحوار والتعاون » مع جميع الأطراف السياسية والاجتماعية خلال السنة الجديدة، تماما مثلما حصل خلال الفترة الماضية، من خلال تشريك جميع الفعاليات، في الاستشارات والندوات الوطنية التي التأمت، سواء تلك المتعلقة بالتشغيل، والتي أفضت إلى صياغة شبه مدوّنة حول هذا الملف، من المتوقع أن تتخذها الحكومة كـ « خريطة طريق » خلال الفترة المقبلة، أو عبر الاستشارة الخاصة بالوظيفة العمومية والإدارة، أو من خلال الاستشارة الوطنية حول الشباب، التي أفضت إلى التوقيع على ميثاق وطني للشباب، سيكون بدوره مصدر متابعة للحكومة في قراراتها المتعلقة بهذه الفئة الهامة من المجتمع.. وكشف رئيس الدولة في هذا السياق، عن مبادرة الحكومة بتنظيم حوار وطني خلال النصف الأول من السنة الجديدة، يهدف إلى « بلورة السبل الكفيلة بدعم الإنتاجية باعتبارها مقوما أساسيا لرفع تنافسية اقتصادنا على الساحة العالمية »، وهو الحوار الذي ستشارك فيه مختلف الأطراف الوطنية، من أحزاب ومنظمات وكفاءات وأطراف إنتاج وهيئات مهنية.. ممّا يعني من الناحية العملية، وجود إرادة واضحة لاستمرار الحوار كآلية أساسية في علاقة الحكومة بمختلف الأطراف في البلاد.. وإذ تطالب الأطراف السياسية بتشريك فعلي وحقيقي في هذه الاستشارات، والدخول معها في مشاورات منتظمة « تتجاوز إطار الديكور »، حسب تعبير بعض رموزها، فإن المطلوب منها بذات القدر أيضا، أن تكون إيجابية في طريقة تعاطيها مع عملية التشريك هذه، بعيدا عن أية حسابات سياسوية من شأنها إفشال أيّة استشارة أو مشاورة حتى قبل أن تبدأ.. إن الحوار والمشاركة في الاستشارات، يبقى ـ في جميع الحالات ـ أفضل من التفرّج على الربوة وإحصاء الفشل أو تحيّن الخلل لتسجيل موقف سياسي، في وقت تحتاج البلاد إلى حلول لبعض المشكلات، لا يهم في المحصّلة تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية الإخفاق فيه أو النجاح، بقدر ما يهم كيفية الخروج منه وتجاوزه، حتى وإن كان الأمر على حساب البعض من « الكاريزما السياسية »، إن توفرت للبعض فعلا.. الحريات .. والقانون ولأن السنة القادمة سنة الاستحقاق الانتخابي، بما يعنيه هذا الكلام من ضرورة توفر حدّ أدنى من هامش الحريات، سواء تعلق الأمر بمزيد من حرية التعبير والرأي، أو بهامش التحرك السياسي لمكونات المجتمع المدني، فإن كلمة الرئيس بن علي، تضمنت إشارة لافتة بوجود رغبة في « توسيع مساحة الحريات العامة ومجالات المشاركة السياسية ».. على أن هذا التأكيد جاء مقترنا بـ »احترام المرجعيات الوطنية، والاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات، ووضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار ».. ولئن اعتبر هذا الاستخدام « غير جديد » بالنسبة للبعض، بحكم أنه استخدم في أوقات وفترات سابقة، منذ بيان السابع من نوفمبر 1987، فإن التذكير به في هذه المرحلة بالذات، يأتي في سياق التأكيد على أن الحريات والقانون، « متلازمان بالرضاعة » (إذا شئنا استخدام مقولة ابن رشد)، سيما وأن الكثير من التجارب والأحداث في أكثر من عاصمة عربية وإفريقية، كشفت بوضوح، أن أي اختلال بصددها، أو تغليب طرف من خيوطها على الآخر، من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية ووضع البلاد ومصيرها « على كفّ عفريت »، كما يقال.. ليس هذا فحسب، بل إن رئيس الجمهورية شدد في هذه الكلمة السنوية، على حرصه « على أن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، في أحسن الظروف وفي نطاق الشفافية واحترام القانون »، تماشيا مع « ما بلغه شعبنا من نضج سياسي ورشد حضاري هو بهما جدير »، وهي العبارة التي لا نعتقد أن أحدا ممن استمع إلى بيان 7 نوفمبر، قد نسيها أو تناساها، وهي إشارة يجري ذكرها لأول مرة منذ عشرين عاما، بما يعني دلالتها السياسية الواضحة في هذه المرحلة بالذات.. إنها إشارة تحيل إلى وجود قناعة لدى السلطة بأن المرحلة الراهنة، تقتضي مسؤولية وطنية مضاعفة تتساوق مع التحديات المقبلة على البلاد في شتى المجالات.. طمأنة لا تخلو من تحذير لكن الخطاب الرئاسي، لم يكتف بالحديث عن الجوانب السياسية فحسب، وإنما حرص على التعاطي مع الملف الاقتصادي، وخاصة تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصاد البلاد، ومن ثم على الحياة الاجتماعية للمواطن التونسي.. فقد أوضحت كلمة رئيس الجمهورية، أن الحكومة « تستقبل سنة 2009 بثقة وتفاؤل »، لكنها أشارت بوضوح إلى ما وصفته بـ « حدة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة »، ملمحة إلى ما يمكن أن ينجرّ عنها من « آثار مرتقبة ».. ومن هنا جاء التأكيد على « يقظة » الحكومة وتعاملها بالحيطة في جميع شؤونها، من خلال « رسم سياستها ومخططاتها بما يلزم من الحذر والتبصّر، وبما يتناسب مع الظروف السائدة والوسائل المتاحة »، وهو ما يترجم عن خطاب واقعي، لا يغرق في التفاؤل، ولا يضع التونسيين أمام المقصلة، ـ كما يقال ـ بقدر ما يعتمد أسلوبا فيه الكثير من الصراحة والوضوح والشفافية، قصد تجنّب نوع من الحذر المبالغ فيه، الذي قد يؤدي إلى تخويف الناس مما هو آت، وفي نفس الوقت، إحاطة الناس بطرفي المعادلة، وهما الإمكانات والوسائل من جهة، والعمل على الحد من الانعكاسات السلبية للأزمة، من دون تضييع ما وصف بـ « نجاعة منوالنا التنموي ببعديه الاجتماعي والاقتصادي » من جهة ثانية.. ويبدو أن الخطاب الرئاسي، لم يكن يستهدف المواطن أو النخب فحسب، بقدر ما كان يتجه كذلك إلى المسؤولين في الحكومة، من خلال دعوتهم إلى اعتماد لغة عقلانية لا تغرق في تكريس « خطاب وردي » لا يترجم حقيقة الأمور، ولا يتخذون من التشاؤم سبيلا لتخويف الناس وإدخال الهلع والجزع إلى نفوسهم بما يجعلهم يتوجسون خيفة على مستقبلهم ومصير أبنائهم.. ومن هنا يمكن للمرء أن يفهم الإصرار الرئاسي، الذي جاء ضمن صيغة فيها الكثير من التحدي، على أن « تداعيات الانكماش التي بدأت تطول الاقتصاد العالمي، لن تصرفنا عن تنفيذ المشاريع الكبرى وخصوصا ما تعلق منها بشبكة الطرقات السريعة »، إلى جانب « مزيد تنويع القاعدة الاقتصادية للجهات »، بالإضافة إلى الإعلان عن مبادرات جديدة بشأن « تطوير الخدمات في مكاتب التشغيل »، و »توسيع إحداثات الشغل وتعزيز آلياتها »، و »استهداف حاملي الشهادات العليا ببرامج حديثة من التكوين والتأهيل تيسر لهم سبل الانتداب وبعث المشاريع »، وهو ما يمكن أن نعبّر عنه بـ « أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة ».. وفي الحقيقة، فإن الخطاب الذي أدلى به رئيس الدولة بمناسبة رأس السنة الميلادية، يؤشر لتعاط حكومي جديد مع المستجدات المحلية والدولية، يختلف لغة ومضمونا وسياقا عما كان المرء يستمع إليه في وقت سابق.. وهو مؤشر على أننا دشّنا بالفعل مرحلة جديدة سيكون العام 2009 منطلقها ومقدمتها.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)
الحركة الإسلامية في تونس: النشأة والخطاب وآليات العمل وعوائقه
هشام منوّر
ما كانت الظاهرة الإسلامية لتنال هذا الحجم من الاهتمام الاكاديمي والبحثي لولا التداعيات الحركية والحزبية التي نشأت عنها وتفرعت منها إبان ما عرف حينها بالصحوة الإسلامية في سبعينات القرن الماضي. فقد تحول البحث في أسباب هذه الظاهرة إلى سبر أغوار الحركات الإسلامية المتناسلة عن الحركة الأم، إن جاز لنا التعبير، حركة الإخوان المسلمين المصرية، وتتبع أفكار ورؤاها وآليات عملها وصولاً إلى محاولة التنبؤ بمصيرها ومستقبلها. في هذا الإطار، يندرج كتاب (الحركات الإسلامية في الوطن العربي…تونس نموذجاً، دار وجهة نظر، الرباط، طبعة أولى 2008) لمؤلفه اعليه علاني، في سياق تلك الدراسات الهادفة إلى استكناه غور الحركات الإسلامية المغاربية التي باتت أكثر عنفاً وتشدداً من نظيرتها المشرقية بحكم عوامل سوسيولوجية وسياسية واقتصادية متنوعة، متخذاً من النموذج التونسي « المعتدل » نسبياً مادة للبحث والإجابة على الأسئلة المعرفية والسياسية التي تشغل بال كثير من الباحثين في هذا المجال. يتميز الكتاب باحتوائه على عدد كبير من المراجع والشهادات واللقاءات التي أجراها المؤلف مع قيادات الحركة الإسلامية التونسية، في سياق محاولته للإجابة على التساؤلات المعرفية الكبرى للكتاب كظروف النشأة وتأثيرها، ونوعية الخطاب ومراحل تطوره، والعوائق التي حالت دون اندماج الحركة الإسلامية في المجتمع، والعقبات التي تواجهها. يحاول المؤلف في مففتح كتابه استقصاء الأسباب والعوامل التي دفعت إلى ظهور الحركة الإ سلامية التونسية، فيرى أن من أهمها مآلات حركة العلمنة التي قادها الرئيس السابق الحبيب بورقيبة منذ عهد الاستقلال، ومنع التعددية الحزبية والسياسية في البلاد، زدمج مؤسسات البلاد في الحزب الحاكم وتماهيها معه، وما أفضت إليه إجراءات بورقيبة التعسفية من تقليص نفوذ خريجي الزيتونة وعدم تأقلمهم مع المناهج العلمية الحديثة التي أقحمت على دراستهم، وهو الأمر الذي يمكن أن تنازع فيه دراسات أخرى ترى عدم تأثير تقليص نفوذ مؤسسات التعليم الديني الرسمية على نشأة الحركات الإسلامية السياسية منها والقتالية. ويرى المؤلف أن أسباب ظهور الحركة الإسلامية في تونس تتمثل في التحولات الاجتماعية العميقة التي اكتنفت المجتمع، واضطراب واختلال التوازن الطبقي، ولعل من أبرزها أزمة السكن والتضخم والبطالة، وما عاناه النظام الرسمي التونسي من أزمة سنة 1969 وصولاً إلى اختلال توازن القيم الأخلاقية في المجتمع. في الوقت الذي يرى فيه أصحاب الشأن من الإسلاميين أن السبب الحقيقي والرئيسي يعود إلى محاولة «طمس الهوية الإسلامية للمجتمع، ونقل المثال الغربي بحذافيره دون مراعاة خصوصيات البلاد وتقاليدها». وينحو الكتاب إلى مشاكلة السبب وراء تأزم العلاقة بين الإسلاميين والسلطة في تونس كما هو الحال في كثير من البلاد العربية، والتي يردها كثير من الباحثين إلى تنازع الفهم حول طبيعة العلاقة بين الدين والدولة، ففيما نادى الإسلاميون بالدولة الدينية، اختارت السلطة منذ الاستقلال منهجاً علمانياً لم يقطع مع الحركة الإسلامية، بزعمه، بدليل وصاية الدولة على الشعائر الدينية واستفادتها من الرموز الثقافية التقليدية لتبرير الإيديولوجية الوطنية ولغايات تعبوية نضالية. لقد استمدت الحركة الإسلامية التونسية قوتها من أخطاء نظام بورقيبة، إذ تعامل الأخير « مع المسألة الدينية بشكل اعتباطي وانتهازي، حيث أظهرت السلطة عداء مكشوفاً للقيم الدينية، مما أثار حفيظة شق كبير من الرأي العام الذي تعاطف تلقائياً مع الحركة الإسلامية ». فكان من نتاج الصدام مع الزيتونيين ومحاربة اللغة العربية هجرة دارسي الزيتونة إلى المشرق العربي، وفاقم الأمر قطع العلاقات بين تونس ومصر، الأمر الذي حدا بزعيم الحركة التونسية الإسلامية (راشد الغنوشي) فيما بعد الهجرة للدراسة في دمشق. ويرى المؤلف أن هناك أسباباً عدة لتفسير ضعف تأثير الحركة الإسلامية على المجتمع التونسي، متردداً في ذلك بين عدد منها لحسم ذلك، فمن تبعات المقاربة الأمنية التي تبنتها السلطة مع الحركة الإسلامية، والتي وصفت بـ »الاستئصالية ». إلى تبني إستراتجية العنف والتصعيد من قبل الإسلاميين في أكثر من مرة (مؤتمر المنار عام 1986 على سبيل المثال)، إلى اعتماد الحركة طيلة فترة السبعينيات والثمانينيات على مبدأ ازدواجية الخطاب والقيادة (سرية وعلنية) مما أثار العديد من التساؤلات لدى الرأي العام والتيارات السياسية الأخرى. فضلاً عن اجتهاد الحركة في فرض بديلها المجتمعي من خلال الانخراط داخل النسيج المؤسساتي للمجتمع وصولاً إلى الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم، وفشل ذلك لاحقاً بعد تبني استراتيجية المواجهة والتصعيد. مستشهداً في سياق ذلك بما صدر عن عبد الباقي الهرماسي لتبرير ذلك. ثم يلهج المؤلف في تعداد أهم الأخطاء التي ارتكبتها الحركة الإسلامية التونسية من خلال استنطاق واحد من أهم قياداتها وهو صلاح الدين الجورشي، والذي اعتبر أن أهمها كان زرع جهاز أمني داخل التنظيم، معللاً ذلك بضعف الفكر الديمقراطي داخل الاتجاه الإسلامي، ثم عدم استيعاب القيادات للدرس الإخواني، وهيمنة عامل الخوف من أن يحصل للإسلاميين في تونس ما حصل للإخوان في مصر. وتأثير التصدعات التنظيمية لقيادة الحركة سواء في الداخل أو في المهجر وضعف تجربة قيادات الخارج، مركزة نضالاتها في فترة التسعينيات من القرن الماضي على مسألة الإفراج عن المعتقلين. أما الجورشي، فيرى أن « الإنجاز الوحيد الذي حققته مرحلة المهجر هو أن الحركة بقي لها رأس يدافع عنها، لكن السلبيات كثيرة أبرزها ضعف واضح في أداء الجهاز التنظيمي وانسحاب عدد هام من الكوادر ». يستعرض المؤلف بعد ذلك مقطعاً من تاريخ الحركة الإسلامية التونسية بعد زوال حكم بورقيبة، فقد عبّر الغنوشي صراحة عن تأييده لبيان 7 نوفمبر/تشرين الثاني الذي يحدد أبرز ملامح مرحلة ما بعد بورقيبة، والتي واكبت التحول لدى الإسلاميين أيضاً، من « حركة الاتجاه الإسلامي » إلى « حركة النهضة ». وتم الإفراج عن معظم قيادات التيار الإسلامي. وشاركت حركة النهضة في المجلس الأعلى للميثاق وفي انتخابات عام 1989 والتي أنهت علاقتها بالسلطة والعديد من القوى السياسية التونسية. واعتبرت السلطة وبقية المجتمع المدني أن خطاب حركة « النهضة » بات خطيراً وأن التزامها بالوفاق لم يعد له أساس من الوجود، ليقرر الغنوشي بعد شهر من الانتخابات مغادرة البلاد، بعد أن طلب إذناً بالخروج لأداء فريضة الحج في مايو/أيار 1989. ويختتم الكتاب بالتأكيد على ترشيد الظاهرة الإسلامية بتونس من خلال مسارعة القيادة الإسلامية بالقيام بمراجعات فكرية، طالب بها بعض قياديي « النهضة »، ومنها تعميق التجربة والممارسة الديمقراطية في المجتمع وحماية الدولة من أي ممارسات تهز من كيانها المتداعي أصلاً. ويبدو أن الكتاب إذ يحفر في تاريخ الحركة الإسلامية في تونس، فإنه يلهج في بيان الوسائل والآليات المقترحة لتفعيل عملها ونشاطها بعد أن أصابها شلل الملاحقة وصدأ الترهل التنظيمي والايديولوجي.
( المصدر: موقع « ايلاف » ( بريطانيا) بتاريخ 6 جانفي 2009)
في منتدى الذاكرة الوطنية (2 من 2): المناضل التيجاني الكتاري يتحدّث عن التدريبات العسكرية للشبّان التونسيين بسوريا خلال الفترة الاستعمارية
تونس – الصباح – على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي جلس المناضل الكشفي والعسكري التيجاني الكتاري.. وبعد صمت دام خمسة عقود تحدث أمام عدد كبير من المناضلين والكشفيين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ تونس المعاصر عن مسيرته خلال الفترة الاستعمارية سواء بالكشافة التونسية أو بالمشرق العربي وكانت « الصباح » قد نقلت في جزء أول يوم الأحد الماضي ملخصا لشهادته التاريخية حول مسيرته الكشفية وتوافيكم في هذا الجزء الثاني والأخير بتفاصيل عن أضواء ألقاها هذا المناضل على بعض الأحداث التي عاشها أو واكبها خلال إقامته بالمشرق العربي رغبة في الظفر بتكوين عسكري.. وفي هذا الصدد قال التيجاني الكتاري إنه بعد صعوبات كبيرة تمكن مع رفاقه في رحلة شاقة انطلقت من تونس نحو ليبيا من الوصول إلى الاسكندرية ثم إلى القاهرة وأضاف « هناك اتصلنا بالدكتور الحبيب ثامر وعبرنا له عن رغبتنا في الدخول إلى المدارس الحربية بالقاهرة ولكن رغم مساعيه كانت الأبواب موصدة أمامنا ولم يسمح لنا بدخول تلك المدارس ففكرنا في حل بديل وهو الذهاب إلى سوريا.. ففي الأثناء تم تكوين مكتب المغرب العربي في القاهرة واستدعاء يوسف الرويسي لحضور اجتماعه التأسيسي وعندما قابلناه أخبرناه عن سبب قدومنا إلى القاهرة وعن استحالة دخولنا المدارس الحربية ونظرا لأنه كان صديقا لوزير الدفاع السوري الدكتور أحمد الشرافاتي فقد اتصل الرويسي بالوزير وحدثه عن رغبتنا فوافق الوزير على قبولنا في سوريا وهكذا سافرنا إلى هذا البلد وأذكر أنه رافقني عز الدين عزوز والحبيب بوزقندة وأحمد الفوراتي والصغير لاغة.. ووصلنا إلى دمشق في شهر أفريل 1947 ». وقال الكتاري إنه بعد الوصول إلى سوريا دخلوا الكلية العسكرية بحمص. وتطوعوا في الجيش السوري وبين أنه تم تكليف ضابط بتدريبهم تدريبا عسكريا وذكر أنهم كانوا محظوظين لما التحقوا بالكلية العسكرية لأنها أول كلية عسكرية تقام في عهد استقلال سوريا وكانت تضم 55 شابا من بينهم 3 تونسيين وهم التيجاني الكتاري وعز الدين عزوز والحبيب بوزقندة وبعد فترة زمنية خرجوا من الكلية العسكرية وتم إلحاقهم بالوحدات وألحق الكتاري بمركز مرور الحدود بين سوريا وفلسطين. وذكر أنه تلقى تكوينا في الجيش السوري في المدفعية كما كان مولعا بمطالعة الكثير من الكتب الفرنسية المتخصصة في الأسلحة وكان قائد سلاح المدفعية يعرف ذلك جيدا وعندما تم جلب سلاح جديد طلب منه تكوين شبان وتعريفهم بتلك النوعية من الأسلحة. وقال: « التحق بنا في تلك الفترة المتطوعون التونسيون بفلسطين لكنهم جاؤوا بعد المعركة ولما وصلوا إلى الشرق احتضنتهم سوريا وكونت منهم فوجا سمي بالفوج التاسع والحق عز الدين عزوز بذلك الفوج وكان معه الأخضر فتاح والطاهر الأسود وغيرهم ». وبين أن ذهابه إلى الشرق لم يكن بهدف البحث عن عمل في الجيش السوري وإنما لمهمة وطنية بحتة فقد فكر في العودة إلى تونس وفي الأثناء وتحديدا في سنة 1952 حصل انفراج في العلاقات التونسية الفرنسية وبعد مساع مكنته السلطات الفرنسية من جواز سفر فرنسي فعاد إلى تونس ثم قرر مواصلة دراسة في الهندسة في فرنسا وهو ما كان وتحصل على شهادة مهندس. وتحدث الكتاري عن المعسكرات التي رتبتها الكشافة لتكوين شبان عسكريين وقال إنه خلال الفترة الممتدة بين 1950 و1955 تم تنظيم معسكر سري وكان التنظيم محكما للغاية وفي كنف السرية فلم يكن أيا من الشبان المشاركين فيه يعرف الآخر وكان هذا المعسكر يضم 20 شخصا وتم تدريبهم على صنع المفرقعات وغيرها من الأعمال العسكرية.. وبعد ذلك وتحديدا في شهر سبتمبر عام 1955 تم تنظيم معسكر آخر أشرف عليه الطيب المهيري وتوفيق السلامي والتيجاني الكتاري الذي تولى التكوين في الرماية ولكن هذا المعسكر لم يكن سريا وجمع لأول مرة قادة كشافة وناشطين حزبيين دستوريين. وقال الكتاري إن هذا المعسكر الثاني انتظم في فترة حرجة إذ سبقته في 3 جوان 1955 اتفاقية الاستقلال الداخلي.. وبين أن عدد عناصر المعسكر بلغ 200 وكان هناك وقتها خياران وهما إما فشل المفاوضات أو نجاحها ففي حالة فشل المفاوضات تم الاتفاق على أن يذهب فوج المعسكر إلى الجبال ويعود من جديد للمقاومة وفي حالة نجاحها سيكون هؤلاء نواة لهيكل أمني جديد في البلاد وهو ما كان. وبين أنه خلال الفترة المتراوحة من 3 جوان 1955 إلى 20 مارس 1956 جدت عديد الأحداث إذ أحالت فرنسا إدارة الأمن إلى السلطة التونسية بسرعة ولكنها لم تتحدث عن الجندرمة وذلك لأن هذه الأخيرة بقيت لحماية مصالح المعمرين.. وقد كانت تونس مقسمة إلى قسمين قسم يمتد من الشمال إلى قابس وكانت إدارته مدنية وكان الشطر الثاني يغطي المنطقة الجنوبية وكان يديرها الجيش الفرنسي. وذكر أنه بعد الإعلان عن الاستقلال بأسبوع تمت إحالة فصيلين من المخزن بكل معداتهم إلى السلطات التونسية وقد شهدت تلك الفترة نوعا من الشغب في الوسط والجنوب ونظرا لأن فرنسا خشيت التدخل للحد من هذا الشغب فقد أحالت الفصيلين إلى تونس.. وقال إنه تم إحداث مصلحة الأمن والمخزن وصبايحية الوجق.. وقد تمت المحافظة على هذا الاسم الغريب لأن الفرنسيين والباي لم تكن لهم رغبة في إحداث هياكل جديدة.. المحاكمات الظالمة عندما تطرق إلى الحديث عن الوضعية التي كانت عليها تونس منذ خروج قوات المحور إلى غاية الاستقلال قال التيجاني الكتاري إنه تمت محاكمة عديد المواطنين بتهمة حمل العلم التونسي.. ولكن بعد ذلك سمح بحمل العلم التونسي شريطة وجود العلم الفرنسي. وبين أنّ فترة الحرب العالمية الثانية شهدت مصادرة جميع أجهزة الراديو وذلك لمنع الناس من الاستماع إلى الأخبار وخاصة إلى إذاعة « بي بي سي » وإذاعة « هنا برلين » وحرم الجميع من معرفة آخر الأخبار حتى أن الأحداث التي كانت تجدّ في الشرق الأوسط لا يعلم بها الناس في تونس إلا بعد مرور مدة قد تتجاوز الأسبوع وقد تصل هذه المدة إلى أشهر إذا تعلق الأمر بأخبار وافدة من دول بعيدة مثل بلدان جنوب شرق آسيا.. وكانت فترة الحرب العالمية على حد تعبيره فترة فاصلة بين عصرين. وكان لجنود المحور غاية عسكرية بحتة ولم يكن عددهم كبيرا خلافا للحلفاء الذين انتشروا بالآلاف في المدن والقرى التونسية. وبين أنه تم خلع المنصف باي وإبعاده إلى الجزائر ثم إلى فرنسا (حيث توفي هناك وتم جلب جثمانه في تونس ودفن في الزلاج خلافا لبقية البايات فقد كانوا يدفنون في تربة الباي). وأضاف « بالإضافة إلى ذلك شاهدنا أن القوات الاستعمارية الفرنسية بعد أن استرجعت قواها إبان الحرب أصبحت تنتقم من التونسيين بتهمة التعاطف مع المحور وفي هذا الصدد تمت محاكمة العديد من التونسيين وقتل آخرين ظلما ودون محاكمة. وخلال النقاش ألقى عدد من الحاضرين أضواء على مسيراتهم بالكشافة ومن بينهم القائد محمد التريكي كما استمعوا إلى إجابات السيد التيجاني الكتاري عن بعض الأسئلة على غرار السؤال الذي يتعلق بموقف بورقيبة من التكوين العسكري للشبان التونسيين في سوريا وفي هذا الصدد قال الكتاري إن الدكتور الحبيب ثامر كان يخشى من المشاكل التي يمكن أن تتعرض إليها البلدان الشقيقة ومنها سوريا جراء اضطلاعها بمهمة تكوين الشبان التونسيين عسكريا لذلك أحيطت عمليات التكوين العسكري للشبان التونسيين بكثير من السرية ولم يحدث الدكتور ثامر بورقيبة عن الأمر وظل الزعيم يجهل هذه المسألة. وعن سؤال آخر يتعلق بسبب ضآلة عدد التونسيين الذين تكونوا عسكريا في الشرق قال إنها أسباب مادية بالأساس وذلك إضافة إلى مشكل اللغة لدى البعض فقد كانت المناظرات في سوريا تتم باللغة العربية.. ومن الشبان الذين التحقوا بسوريا للتكوين العسكري نذكر الحبيب بوزقندة والصغير لاغة والجيلاني الغريبي وغيرهم ونجد من بين الكشفيين الذين انتقلوا إلى بغداد للتكوين العسكري يوسف العبيدي والهادي بن عمر وأحمد جبارة. وعن سؤال يتعلق بمكانة يوسف الرويسي في مكتب المغرب العربي قال إن يوسف الرويسي كان وحده من يتكلم باسم المكتب في سوريا أما في القاهرة فقد كان هناك العديد من الشخصيات المغاربية. وتحدث التيجاني الكتاري عن الألم الذي كان يحس به وغيره من التونسيين عند زيارة مكتب المغرب العربي في دمشق فقد كانت توجد في هذا المكتب عديد المجلات التي تنتقد بورقيبة بكيفية لاذعة رغم أنه كان رمزا للكفاح في المشرق. وعن سؤال آخر يتعلق بزمن مصادرة أجهزة الراديو في تونس أجاب الكتاري أن المصادرة تمت في بداية الحرب العالمية الثانية كما شملت قبل ذلك السيارات وقال أحد الحضور إنه تمت أيضا مصادرة الدواب وتحديدا الخيول. وقال آخر إن التيجاني الكتاري ساهم في تكوين جمعية ثقافية بصفاقس واستفسره عنها فأجابه الكتاري أنه تم غلق كل المدارس والمعاهد بصفاقس سنة 1942 وأعيد فتحها سنة 1943. وقال « أذكر أنه في شهر أكتوبر 1943 درّسنا في المعهد الثانوي بصفاقس عدد هام من الأساتذة التونسيين وكان قبل ذلك يوجد مدرس وحيد وهو الصادق مازيغ ومثلّ هذا الأمر تحولا كبيرا في معهد صفاقس فقد أصبحت للشبان الدارسين فيه رغبة كبيرة في تكثيف الأنشطة العلمية والثقافية به وخاصة تقديم المحاضرات.. وكانت جل المحاضرات تقام في منازل بعض المواطنين بصفاقس مثل دار نجاح ودار السلامي ودار الفوراتي ولكن بعد أن تفطنت الشرطة الفرنسية للأمر ولاحقتهم قرروا تنظيم المحاضرات في غابة صفاقس.. وكان عدد التلاميذ الذين يواكبونها في حدود 50 أو 60 تلميذا كما كانوا يحضرونها وهم وقوف لأنه لم تكن هناك مقاعد. وبين أنه ذات مرة ولما كانوا يدرسون في المعهد لاحظوا أن عددا من التلاميذ الأوروبيين واليهود يرتدون ملابس جديدة فاخرة في وقت كانت توجد فيه أزمة قماش في صفاقس ولما استفسروا عن الأمر قيل لهم إن المراقب المدني مكنهم من وصولات لاقتناء الملابس فحز ذلك في أنفسهم لأنهم لم يظفروا بمثل تلك الوصولات فقرروا الذهاب إلى القايد لطلب مثلها وهو ما كان ولكنهم لم يحصلوا على شيء وهو ما أثار غضبهم فقرروا تكوين هيكل يدافع على مصالح التلاميذ فاتصل الكتاري بأحد أقاربه وهو حسونة المزغني وفاتحه في الأمر فطمأنه قريبه وساعده على تكوين هيئة تأسيسية للجمعية وتم تحرير القانون الأساسي لها وبعثها وسميت هذه الجمعية « جمعية الثقافة والتعاون المدرسي » التي قامت بالعديد من الأنشطة مثل التمثيل والرسم والرياضة والموسيقى وقد لعبت الجمعية دورا هاما في جمع شمل شبان صفاقس وتفتيق مواهبهم. وقال الكتاري إنه سيحدث رواد منتدى الذاكرة الوطنية في لقاء آخر عن مسيرته بعد الاستقلال وعن نشأة الحرس الوطني. سعيدة بوهلال (انتهى) (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)