الثلاثاء، 21 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2646 du 21.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان: إعلام عريضة وطنية  : لا للتطبيع، نعم للمقاومة عبدالله الـزواري: حصــاد الأسبــوع د.عبد المجيد النجار :عودة المهَجَّرين بين الواقعية والوهم القدس العربي:مباحثات تونسية ـ امريكية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي يو بي آي: اعتقال 15 شخصاً من عبدة الشيطان الصباح: عشرات من «عبدة الشيطان» في قبضة الأمن مرسل الكسيبي: تونس وعبدة الشياطين: خطوة أمنية في الاتجاه الصحيح عبدالحميد العدّاسي: وقفة خفيفة مع سلوى الشرفي آمال موسى: سياسة تلميع الصورة والحرث في البحر برهان بسيس: بُـؤس عـربيّ هـادر!!! « الصباح » :نسق تصاعدي للاستثمارات الخليجية: تهيئة الظروف لكي تكون تونس عاصمة للأعمال في شمال إفريقيا الصباح: الحركة الوطنية التونسية ومطلب الاستقلال (1881-1956): (الحلقة الأولى) يو بي آي: تنظيم القاعدة في الجزائر يعلن مقتل أربعة ليبيين من عناصره شرق البلاد يو بي أي: الحكومة الجزائرية تقرر تعويض 9 آلاف عائلة تورط ابناؤها في قضايا الارهاب رويترز: ملك المغرب يدعو الى انتخابات برلمانية نزيهة في 7 سبتمبر رويترز: سيف الاسلام القذافي: ليبيا تحتاح الى مؤسسات مستقلة يو بي أي: صدور اول صحيفة ليبية مستقلة في طرابلس موقع « ليبيا اليوم »:سيف الإسلام يخاطب الشباب بمناسبة مرور عام على مبادرته الإصلاحية.. رويترز: الحملة الامريكية ضد حماس تشمل الجمعيات الخيرية رويترز: منظمات خيرية « مرتبطة بحماس » على القائمة الامريكية السوداء موقع الجزيرة.نت:إسرائيل توصي فياض بنظام اجتماعي للنصر على حماس   صحيفة « الغد »:المواجهة التركية الأميركية المقبلة


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة المستقلة تعيد بث الجزء الثاني من الحوار مع الصياح مساء الأربعاء

 
تعلم قناة المستقلة مشاهديها أنها ستعيد بث الجزء الثاني من الحوار مع السيد محمد الصياح، في الخامسة بتوقيت غرينيتش، السابعة بتوقت تونس الصيفي، مساء الأربعاء. في هذا الحوار، يتحدث السيد محمد الصياح، المدير السابق للحزب الإشتراكي الدستوري، وأحد أشهر الساسة المقربين من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، عن تفاصيل المواجهة بين الحكومة والإتحاد العام التونسي للشغل عام 1978، ويجيب عن أسئلة بخصوص علاقتة المزعومة بميليشيات دستورية ساهمت في تصعيد الموقف وتوتير الأجواء. يتضح من الحوار أيضا أن السيد محمد الصياح كان أحد الحاضرين في جربة عندما التقى بورقيبة والقذافي وأعلنا الوحدة بين تونس وليبيا. ويتحدث الصياح في البرنامج عن أسباب فشل هذه الوحدة بالتفصيل. وللعلم، يتحدث الصياح في الحلقة الثالثة من حديثه لقناة المستقلة عن موقف النظام البورقيبي من حركة الإتجاه الإسلامي.
 
 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان القيروان 21 أوت 2007  إعلام
 
أعلمنا السيد نزار بن عبد الرزاق خليف أن أخيه بلحسن خليف ، 25 سنة ، الموقوف بسجن زغوان منذ 10 أوت 2005 بتهمة الإرهاب قد بدأ إضراب جوع منذ أسبوعين احتجاجا على سوء المعاملة اثر اعتداءات متكررة  من قبل الحراس ، وان إدارة السجن رفضت تمكين العائلة   من زيارته  بدعوى انه « معاقب ومحروم من الزيارة » . كما رفضت إدارة السجن تسلم القفة . كما أفادنا الأخ أيضا أن بلحسن  يشكو من تصلب في الشرايين وان عائلته تخشى على حياته  في صورة تواصل إضرابه عن الطعام. إلى ذلك فان  الأخ الثاني للسيد نزار خليف – مروان  ، إجازة تاريخ وجغرافيا – موقوف بسجن المرناقية منذ جانفي 2007 وهو يعاني من مرض الأعصاب. السيد عبد الرزاق خليف –الأب- الذي يتنقل أسبوعيا بين سجن زغوان  وسجن المرناقية يعاني هو الأخر من أمراض القلب وقد أسعف من جلطة في السنوات الأخيرة .  دعوة الى كل المنظمات الحقوقية لمساعدة بلحسن ومروان خليف كي يتمكنا من محاكمة عادلة وظروف سجنية مطابقة للمواثيق والقوانين الدولية . عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


 
عريضة وطنية  :

لا للتطبيع، نعم للمقاومة

 
نحن الممضين أسفله ، بعد إطلاعنا على البلاغ الصادر في عدد يوم السبت 04 أوت 2007 من جريدة « الصباح » التونسية عن مؤسسة « ليو سافير » الصهيونية التابعة لـ »مركز بيريز للسلام » المزعوم والذي يعلن عن مسابقة متوسطية بعنوان »أطفال العالم وحمامة بيكاسو للسلام »يشترك فيها أطفال من إسبانيا ومصر وفلسطين والمغرب وتونس والكيان الصهيوني . وتشارك فيها صحف الأهرام ( مصر) والقدس الفلسطينية ( فلسطين) والصباح ( تونس) وle matin    ( المغرب)ويدعوت أحرنوت ( الكيان الصهيوني): ـ نعتبر أن ما أقدمت عليه الصحيفة التونسية وبقية الصحف العربية عملا من أعمال التطبيع المباشر مع العدو الصهيوني مغتصب أرضنا ومضطهد شعبنا والمعتدي على أمتنا وقاتل أطفالنا . ـ نستنكر بشدة مشاركة عرب في مسابقات مع صهاينة لأنها تمثل تنكرا لدماء شهداء معارك أمتنا ضد الصهيونية وطعنا لحقها في المقاومة والتحرير . ـ ندين بقوة محاولة توريط أطفالنا في هذه الممارسات المبررة للعدوان على الأمة وهي محاولة خسيسة لمحو تاريخها النضالي الناصع واغتيال مستقبل الأجيال الصاعدة . ـ نطالب صحيفة « الصباح » التونسية وبقية الصحف العربية بالانسحاب من المسابقة الصهيونية لأنها تخدم العدو و تهدف الى تبييض الوجه الأسود لمجرم الحرب شمعون بيريز الذي نعت العرب بالقذارة والجهل والتخلف وقتل الأطفال في فلسطين وقاتا وفي تونس ويتزعم كيان الاغتصاب والإبادة الجاثم على فلسطيننا الحبيبة . ـ نطالب كل القوى والهيئات والشخصيات الوطنية التونسية والعربية بمقاطعة الأنشطة  الصهيونية  ومناهضة التطبيع والتشهير بالمجرمين الصهاينة والعمل على ملاحقتهم قضائيا والدفاع عن المقاومة . الإسم واللقب                                         الصفة                                                  الإمضاء للإمضاء الرجاء بعث رسالة الى العنوان التالي Journalistes_libres@yahoo.fr

 

حصــاد الأسبــوع

1) – علمت:

 

مقصلة المراقبة الإدارية قطع الرحم  

قرأت تحسر اخي الصحبي عتيق على وفاة أربعة أعزة انتقلوا إلى حياة الأبد دون أن يحضر أي جنازة لأي منهم رغم اعتبار حضور الجنازة الأصول و الفروع و الأقارب من الدرجة الأولى من « الحقوق » التي ينص عليها القانون المنظم للسجون التونسية، و لكن هذا  » الحق » كغيره من « الحقوق » إنما بعتبره الطغاة منحة و منة يمنون بها و يمنحونها من يشاؤون و يحرمون منها من يشاؤون دون أي مبرر مهما كان لونه….  

و لعل مرد هذا التحسر اعتبار أصحاب الشأن من ذوي الحدود الدنيا الأخلاقية التي لا يمكن أن تتردى إلى مستوى يضرب كل القيم النبيلة التي استقرت في الضمير الجمعي لمجتمعنا بفعل عمق التدين عند البعض أو انتصارا للشهامة و المروءة عند آخرين و إن انتهكت اكثر من مرة، لكن نظريا تبقى دوما من النبل و الفضل بمكان…  

أن الطغاة قد آلوا على أنفسهم سحق كل نفس تحرري يأبق من أسر عبوديتهم، ولم تكفهم قوانينهم التي فصلوها على مقاساتهم، بل كثيرا ما يعمدون إلى انتهاك ما فرط منهم من « قوانين » فيها بعض مما يطمح إليه المقهورون من حفظ لآدميتهم و إنسانيتهم بحفظ الحقوق التي ترتفع بهم من  » الرعاع » و «  الأقنان » إلى المواطنة…  

و لا غرابة بعد ذلك أن تمنع من حضور تلك المواكب.. ففي قواميسهم لا معنى لصلة الرحم، لا معنى لصلة الأبوة و البنوة، لا مهنى للروابط العائلية، لا معنى لكل الأشياء الجميلة التي أرضعتها أو نشأت عليها…  

إن هؤلاء وضعوا لأنفسهم غايات من الجلاء بمكان لايمكن الاختلاف حولها:  

و لعلك تذكر عددا من سجناء الرأي حرموا من زيارة أزواجهم سنوات عديدة لا لشيء إلا لعدم التنصيص في بطاقات الهوية على كون الزوجة هي حرم فلان.. و مما يزيدنا يقينا أن هذا المنع مقصود بالذات فبم نفسر امتناع المصلحة المختصة عن استبدال بطاقات الهوية تلك؟ و قبل ذلك بم تفسر امتناع إدارة السجون من التمكين من الزيارة و قد استظهرت الزوجة بعقد القران و غيره من الوثائق الثبوتية….  

أخي الصجبي أنت منعت من حضور الأعزة عليك و علينا – الأخ البكر، الوالد ، الوالدة ثم الأخت الكبرى- و أنت نزيل بأحد سجونهم، مسلوب الحرية، قد تبرر لهم شياطينهم من الجن و الإنس حرمانك من هذا  » الحق »، فكيف بمن يمنع من حضور مواكب دفن أعزة عليه و الحال أنه غادر سجونهم الصغيرة منذ ما يزيد عن خمس سنوات غير أن سيف المراقبة الإدارية لا يزال مسلطا عليه في انتهاك جلي للحقوق الأساسية للفرد و تعسف مخز للقانون من قبل أدعياء « دولة القانون والمؤسسات « … وهو ما تم فعلا للمرة الثانية، آخرها يوم الجمعة 16 اوت 2007…

2) – تدبرت:

« المهزوم إذا ابتسم، أفقد المنتصر لذة الفوز »  

3)- سمعت:  

شيء من الحرية الشخصية حقيقة أم خيال.. فتاة تتزوج من كـلـبها حقيقة ليندا ترفض الزواج من الرجال لتتزوج من كــلــبها !!!قصه غريبة حدثت لإحدى المواطنات الأمريكيات التي تدعى لينداا حيث قررت ليندا الزواج من كــلـبها ماكس بعد أن فشلت في أربع محاولات زواج . وقد أقيم حفل زواجها من الكــلــب ماكس وسط تجمع من الأصدقاء …. والغريب في الموضوع أن احد رؤساء الكنائس (القس) حضر هذا الزواج و قال بكل برود أتمنى حياة زوجية سعيدة لكل من الزوجين ؟؟ من هم الزوجين ؟ العريس الكـــلـــب ماكس , والعروس ليندااا !! وفي ليله الزواج لبست ليندا كامل حليتها وزينت كــلــبها ماكس و ألبسته بدلة العرس وعندما سئلت لينداا عن سبب تركها للرجال وزواجها من الكـــلـــب أجابت بان الكــــلـــب سيكون معها أوفى من كل أزواجها السابقين، ولن يقيم علاقات محرمة مع غيرها كما قام أزواجها السابقون بذلك ؟ !! 4)- رأيت: صفاء بنت في الثالثة عشرة من عمرها، استقرت بفرنسا منذ مدة طويلة، و لم تتمكن من زيارة مسقط رأسها إلا بعد أن تمكن أبوها من تسوية وضعيته القانونية، أي بعد سنوات عديدة ، سألتها تلاوة سورة الفاتحة، تعجبت من السؤال و ردت ما هي الفاتحة، سألتها هل تعرف كتابا اسمه القرآن، أجابت بالنفي، سألتها هل يقيم أبوها الصلاة، أجابت بالنفي، و أمك؟ نعم تصلي… هل طلبت أمك أن تصلي؟؟ لا.. أخوها الأصغر حسن لم يدرك شيئا من الأسئلة و تتمادى في ترويض دراجة لم تصنع لمثله… سألتها لماذا لا تصلين؟ هزت كتفيها ثم أضافت عندما ابلغ 10 و 6 سأصلي مثل أختي… أما ع.ع. أبوها فقد تحصل على « صك » الإقامة الفرنسية، صك يذكر بصك الغفران، صك يوفر له شيئا من الكرامة و شيئا من الحقوق التي لن يحلم بها في بلده في ظل « العهد الجديد »، لكنه لن يرفعه إلى درجة أبناء البلد…

5) – قـرأت -1إن استقراء حالات ومسائل الميراث ـ كما جاءت فى علم الفرائض (المواريث) ـ يكشف عن حقيقة قد تذهل الكثيرين عن أفكارهم المسبقة والمغلوطة فى هذا الموضوع.. فهذا الاستقراء لحالات ومسائل الميراث يوضح ما يلي: 1 ـ إن هناك أربع حالات فقط ترث فيها المرأة نصف الرجل. 2 ـوهناك 8 حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل تماماً. 3 ـ وهناك عشر حالات أو تزيد ترث فيها المرأة أكثر من الرجل. 4 ـ وهناك حالات ترث فيها المرأة ولا يرث نظيرها من الرجال. أى أن هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل.. ولسنا هنا بصدد ذكر وتفصيل هذه الحالات ولمن أراد التفصيل الرجوع إلى كتاب  » ميراث المرأة وقضية المساواة  » للأستاذ الدكتور صلاح الدين سلطانص10 – 46 (1).تلك هي ثمرات استقراء حالات ومسـائل الميراث في عـلم الفرائض (المواريث) ، التي حكمتها المعايير الإسلامية التي حددتها فلسفة الإسلام في التوريث.. والتي لم تقف عند معيار الذكورة والأنوثة ، كما يحسب الكثيرون من الذين لا يعلمون..  

(1) –  د. صلاح الدين سلطان « ميراث المرأة وقضية المساواة » ص10 ، 46 ، طبعة القاهرة ،دار نهضة مصر سنة 1999م ـ  » سلسلة في التنوير الإسلامي « .  

6) – نقلت:

LA STRATEGIE DE LA TENSION DE LA CIA

Le terrorisme non revendiqué de l’OTAN دانيال قانسر، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بال سويسرا نشر كتابا مرجعا حول « الجيوش السرية للحلف الأطلسي ».و حسب الكاتب فإن الولايات المتحدة الأمريكية نظمت طيلة خمسين سنة في أروبا الغربية تفجيرات و نسبتها إلى اليسار و إلى أقصى اليسار من أجل تنفير الناخبين منهم.. هذه الإستراتيجية تتواصل اليوم لإشاعة الخوف من الإسلام و لتبرير الحروب من أجل البترول.. Nato’s secret Armies : Terrorism in Western Europe par Daniele Gabnser, préface de John Prados. Frank Cass éd., 2005. ISBN 07146850032005 الكتاب ترجم إلى الإيطالية و التركية و السلوفينية و اليونانية و قد يكون ترجم إلى الفرنسية مؤخرا..

 

7) – دعـــــاء

 

وصية أسماء بنت خارجة

 

حكي أن أسماء بنت خارجة قالت لابنتها ليلة زفافها: يا بنيّة انك خرجت من العشّ الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه! فكوني له أرضا، يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا، وكوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي أنفه، وسمعه، وعينه.. فلا يشم منك إلا طيبا، ولا يسمع إلا حسنا، ولا ينظر إلا جميلا..  

ملاحظة: بعض ما ينشر في هذه الحلقة كان مخصصا للأسبوع الماضي، لكن خطأ حصل دفعنا لنشره اليوم فمعذرة…  

الاثنين 20 أوت 2007 عبدالله الـزواري abzouari@hotmail.com

 

 


 

عودة المهَجَّرين بين الواقعية والوهم

 
د.عبد المجيد النجار،
 أستاذ جامعي مقيم بباريس abdelmajidn@yahoo.com المهاجرون إلى ديار الغربة هم غير المُهَجَّرين إليها، فأولئك اختاروا الهجرة بمحض إرادتهم لسبب أو لآخر من الأسباب، وهؤلاء اضطرّتهم الظروف القاسية إليها فأُكرهوا عليها إكراها بسبب ما يحملون من أفكار اعتقدوا أنّ فيها الخير للوطن، وانتظموا في الغالب من أجل التعريف بها لتصبح مشروع إصلاح،وعنهم يدور هذا الحديث. ففي خضمّ التدافع بين النظام الحاكم في تونس وبين حركات المعارضة وبالخصوص منها الحركة الإسلامية، استقرّ في المهجر كثيرون ( ربما بضعة آلاف ) موزّعين على القارات الخمس، بعضهم فرّ من سجن كان ينتظره وقد تواردت عنه روايات مرعبة من أليم العذاب، والبعض الآخر أحجم عن العودة لحكم قضائي كان ينتظره ليسوقه حتما إلى السجن، أو احتياطا من مفاجآت تحطّم نسق حياته العلمية أو العملية، وأصبح الجميع من المهَجَّرين، واندرج كثير منهم في قوائم اللجوء السياسي في البلاد التي انتموا إليها، حتى أصبح التونسيون من أكثر اللاجئين السياسيين عددا من بين البلاد المماثلة، وتلك لا شكّ نقطة سوداء ما كنا نرتضيها وصمة لبلادنا. إن هؤلاء المهجّرين يحملون أفكارا سياسية، وهم في معظمهم منتظمون في تنظيمات نضالية من أجلها، وبسبب ذلك هُجّروا على نحو ما وصفنا. ولكنّ هجرتهم كانت هجرة فردية نتيجة تلك الظروف القاسية، بحيث سعى كلّ بطريقته الخاصّة أو بالتعاون مع غيره من المتعاطفين معه إلى الخلاص من جحيم كان ينتظره، ولم يكن القرار صادرا لتهجير المنظمات ذاتها التي ينتمي إليها أولئك الأفراد لتصبح منظمات مهجَّرة هي أيضا، بل كان الوجود الداخلي لتلك التنظيمات ومشاريعها هو الأصل الذي يحافظ عليه هؤلاء المهجّرون، ويتّخذون منه هدفهم الأكبر، ويوجّهون إليه مناشطهم جميعا. كان من الطبيعي أن يستثمر المهجرون مهجرهم لخدمة قضيتهم التي من أجلها هُجّروا، فالمواطن الصالح عليه أن يستثمر كلّ الظروف وكلّ المواقع من أجل خدمة وطنه، ولعلّ على رأس قائمة ذلك الاستثمار أن يندفع هؤلاء المهجّرون وأغلبهم كانوا عند تهجيرهم من الشباب إلى اكتساب العلوم والخبرات في أعلى درجاتها وفي أدقّ تخصصاتها من معاهد العلم ومؤسسات الخبرة المتاحة في العالم الذي هم فيه بأكثر مما هي متاحة في بلادهم، ليكون ذلك ذخرا للوطن عند العودة إليه، فما وقع إنما هو مهما طال زمنه لا يعدو أن يكون ظروفا طارئة لا بد أن تزول يوما، وحينئذ تنجلي المأساة التي حدثت عن عقول كثيرة صُنعت أثناء المحنة، لتعود مشاركة في مسيرة التنمية الوطنية بدرجة عالية من الكفاءة. وإذا كان هذا الأمر لم يحصل بالقدر المطلوب، فإنّ الكثير من هؤلاء المهجّرين تحصلوا على الشهادات الجامعية العالية، واكتسبوا خبرات لغوية وإعلامية واقتصادية معتبرة، وشاركوا في منتديات عالمية مختلفة ذات شأن، وبدأوا في خدمة وطنهم قبل أن يعودوا إليه، وذلك بما تُذكر به تونس بما يشرفها عن طريق أسمائهم عند مشاركاتهم الإيجابية في المحافل الدولية والمجامع العلمية والمؤسسات العالمية المختلفة. إن هؤلاء المهجّرين وضعهم الطبيعي أن يكونوا في بلادهم، وإنما وجدوا أنفسهم في المهجر للأسباب التي ذكرناها، فعودتهم إذن مرتبطة بتلك الأسباب، فإذا ما زالت الأسباب لم يعد للبقاء في المهجر من معنى، وكانت العودة مشروعة بل مطلوبة. الذي أعلمه أنّ هؤلاء المهجّرين إنما هُجّروا فهاجروا لأن من لم يهاجر منهم فسيكون البديل الحتمي لذلك هو السجن مع  » مستحقاته »، وأما من أمن السجن فالأغلبية الساحقة ممن أعرف لم يرتق في نظرهم ما يعانيه أكثرهم من المشاكل الحادّة الأخرى إلى سبب كاف للهجرة، فبقُوا على أرض الوطن يكابدون الحياة، ويثبتون على الأرض، وأحسب أنهم قد أدركوا حقيقة المعادلة الصحيحة فمضوا فيها بحكمة . قال النظام الحاكم ـ أو هكذا يُشاع ـ إنّ من يريد من المهجّرين أن يعود إلى أرض الوطن باعتباره مواطنا لا بصفته التنظيمية فله ذلك بعد ترتيبات عادية دون أن يُساق إلى السجن، بل يكون حرا في تنقّله في أرض الوطن وفي الدخول إليه والخروج منه، فهل يُعتبر هذا إن صحّ ( والمطلوب أن يُعلن في وضوح من قِِبل عارضيه ) مبرّرا كافيا لعودة المهجّرين إلى وطنهم وحرية التنقّل فيه ومنه وإليه باعتباره قد ألغى السبب الذي أوجدهم في المهجر، وهو بالأساس التعرّض لمعاناة السجن وعذاباته؟ إنّ الحدّ الأدنى من المواطنة العادية التي هي سقف هذه العودة هو أن تُحفظ على المواطن كرامة المواطنة، وأن لا يُعرّض للمهانة والمذلّة، وأن تعامله السلطة الحاكمة بأذرعها المختلفة على أساس ذلك. ويندرج ضمن هذا الحدّ الأدنى أيضا أن لا يُشترط على المواطن التنصّل من ماضيه والمصادرة على مستقبله، كأن يُلزم بلعن ماضيه الذي من أجله هُجّر والتبرّئ منه، وبالتعهّد بعدم العودة إليه في المستقبل، فذلك مناقض للمواطنة التي تقتضي أن يسعى الإنسان في خدمة وطنه بالرؤى التي يراها، فيطرحها على الناس وفق القانون المعمول به. نعم يمكن للمواطن بل قد يجب عليه أن يعترف بخطئه إذا اقتنع بصفة موضوعية بأنه خطأ، وأن يعتذر عنه ويتعهّد بعدم العودة إليه، ولكنّ الاعتذار عن الخطإ لا يستلزم الاعتذار عن جملة الماضي، والتعهّد بتفادي الخطإ في المستقبل لا يستلزم التعهّد بمصادرة المستقبل، فذانك من مقتضيات الوطنية إذ الرجوع إلى الحق فضيلة، وهذان مصادرة للمواطنة إذ من مقتضيات المواطنة حرية التفكير والتعبير والتنظّم. وفي كلّ الأحوال فإنّ المعتذر عن خطئه حينما يقتنع به يبقى حقّه محفوظا في أن يسجّل أخطاء الآخرين دون أن يعذرهم فيها إلا إذا اعتذروا عنها، وليكُن الاعتذار مختلفا في أشكاله باختلاف مواقع المعتذرين. إنّ هذا هو الحدّ الأدنى للعودة بصفة مجرّد المواطنة، وفوق ذلك حدود أعلى تنتهي مثلا بعودة مظفّرة، تكون فيها التسوية جماعية شاملة، وتُستعاد فيها الحريات كاملة، ويُعترف فيها بالتنظيمات كلّها، وربما يُعوّض فيها عن الأضرار التي لحقت بالمهجّرين وما إلى ذلك من هذه الحدود. إلا أنّ هذه الحدود الأعلى يبدو أنها غير متاحة الآن لأسباب يطول شرحها، وقد لا تكون متاحة إلا بعد فترة قد تقصر وقد تطول، وتطاولها بحسب المعطيات الراهنة أقوى في ميزان الاحتمال. وأحسب أنّ من الحكمة في النضال السياسي، وعلى الخصوص منه ما كان دائرا بين فرقاء الوطن أن يتقدّم الفرقاء من بعضهم كلما سنحت فرصة ولو بخطوة صغيرة، فتلك الخطوة الصغيرة من شأنها أن تسهّل الأمر لخطوة أوسع بعدها، أما الانتظار لقطع المسافة بقفزة عالية تختصر المسافات فقد يطول حتى يتقدّم العمر بالعظام فتغدو غير قادرة على القفز، بل قد تصبح غير قادرة على مجرّد الخطو. وفي قضية الحال فإنّ عودة المهجّرين أفرادا مواطنين على النحو الذي وصفنا أحسبه خطوة صغيرة ولكنها تهيّئ لما بعدها من خطوات، فإذا كان النظام الحاكم غير مستعدّ لسبب أو لآخر من الأسباب لحلّ المشكلة برمّتها بما في ذلك عودة المهجّرين في حدودها الأعلى، وإذا كانت المعارضة غير قادرة على إلجائه إلى ذلك كما تبيّن خلال عشريتين، فلماذا لا تعتبر العودة بصفة مواطن جزءا من الحلّ تمهّد لحلول جزئية أخرى متدرّجة يكون النظام الحاكم أكثر استعدادا لها أو أكثر اضطرارا إليها، فتتراكم إذن بالزمن حتى تلامس الحدود المطلوبة، كما كان الأمر بالنسبة للمساجين الذين أُطلق سراحهم أجزاء متتالية نؤمّل ونطالب بأن يُطلق سراح الجزء الأخير منهم الآن أو بعد شهرين على الأقلّ من الآن ( مع الاحتفاظ بالحقّ في اعتبار أنّ ذلك السجن كان ظلما من أصله )، وقد تكون هذه الخطوة الصغيرة تمهيدا لإجراء حوار مع أصحاب القرار تقتضيه المواطنة التي تتمّ تحت مظلتها العودة، ويكون ذلك الحوار بدوره تمهيدا لوئام وطني شامل. لقد سلخ المهجّرون من أعمارهم ما يقارب العقدين وبعض منهم سلخ ما يقارب الثلاثة عقود، وفي هذه المساحة الزمنية حدث من التغيّرات في الساحة الاجتماعية التي نذروا أنفسهم للنضال من أجلها شيء كثير، وربما أصبح الناس في هذه التغيرات غير الناس، والقيم غير القيم، والواقع غير الواقع، وذلك أمر يتزايد بتسارع مع مرور الأيام، ومن المعلوم أنّ النضال من أجل تغيير الواقع من شروطه الأولى المعرفة الدقيقة بذلك الواقع، فإذا ما طالت الغيبة غاب معها هذا الشرط الأول من شروط العمل من أجل التغيير. وهذه العودة المنقوصة موضوع الحديث من شأنها أن تصل العائدين بواقعهم، فيبصرون ما فيه وما هو عليه، فكم من عادات تغيّرت، وكم من ظواهر حدثت، وكم من موازين اختلفت، وكم من إيجابيات ومن سلبيات نشأت أثناء غيبتهم لم يعهدوها، وإنما تناهت إليهم بالسماع فهوّنوا منها أو هوّلوها، ولكن حينما يقفون عليها عيانا فإنهم سيقفون على حقيقة الساحة التي هم معنيون بإصلاحها وتقديم الخير لها، وتحمّلوا ما تحمّلوا من أجلها. إنّ هذه العودة لا تمكّن حقّا من ممارسة العمل السياسي في وجهه التنظيمي لأنها مشروطة بذلك، ولكن ألا يمكن أن تكون بالإضافة إلى ما تقدّم من معرفة الواقع عن كثب فرصة لتعريف العائد بنفسه وبما يحمله من أفكار وإن يكن ذلك تحت سقف الحدّ المشروط، فالساحة التي تطأها عائدا لم تعد تعلم عنك شيئا كثيرا، إذ الجيل الذي تركته وليدا هو اليوم في طور الشباب، بل ربما تكوّنت عنك عند البعض صورة مشوّهة، فلتعرّف بنفسك في الدوائر التي تصل إليها ولو بمجرد السلوك وما تيسّر من القول ليظهر لمن عُمّيت عليه الحقائق أنك مواطن صالح، وأنك تحمل من العلم ومن الشهادات العليا ما تنفع به وطنك، أو تحمل من الخبرة الاقتصادية ومن العلاقات في هذا المجال ما تفيد به بلادك، وأنّك مسلم وسطي معتدل في أفكارك لا علاقة لك بغلو ولا إرهاب كما قد يتوهّمه البعض أو يوهم به، ولتستثمر الفرص المواتية لذلك إلى أقصى حدّ ممكن، بما في ذلك على سبيل المثال فرصة استجوابك من طرف الشرطة في نطاق الترتيبات المشار إليها، فقد تناهى إلى الأسماع من خلال روايات متعددة أنّ الجيل الجديد من هؤلاء أضافوا إلى الأسئلة الأمنية ( بترتيب أو بغير ترتيب) أسئلة تطلب إبداء الرأي في حلّ المشكلة العالقة برمتها، ولا تهمّ في هذا المقام خلفية السؤال بقدر ما تهمّ فرصة الجواب. صحيح أنّ النظام الحاكم ( إذا ما صحّت رواية هذه العودة على نحو ما رويت به ) قد يكون سمح بهذه الخطوة المنقوصة لمصلحته هو في خضمّ التدافع مع جملة المعارضة، ولكنّ الحكيم هو الذي يعمل على تحويل فرصة يبغي منها طرف من الأطراف تحقيق مصلحة لنفسه إلى فرصة تتحقّق منها مصلحة للوطن، والحكمة كما هو معلوم صعبة المراس متعبة الاقتناص ولكنّها محمودة الغبّ مثمرة للخير، فلو استطعت أيها المهجَّر العائد أن تقتنص هذه الفرصة متجاهلا تجاهلا منهجيا خلفيتها من طرف من أتاحها، لتجعل منها خطوة في سبيل حلّ المشكلة العالقة التي طال أمدها، ولتثبّت بها أقدامك على أرض الوطن، ولتسهّل بها على أصحاب القرار في بلادك أن يخطوا خطوات قادمة، ولتجعل منها تفكيكا للمشكلة بالتفصيل حيث لم يمكن بعد تجربة طويلة تفكيكها بالجملة، لو استطعت ذلك تحت سقف الحدّ المقبول من الحفاظ على الكرامة والتمسّك بالمبادئ فإنك تكون قد حوّلت هذه الفرصة مهما كانت دوافعها إلى ما فيه صالح الوطن بأكمله، لأنك تكون قد خطوت خطوة على درب يؤدّي إلى التوافق والوئام، وفي ذلك مصلحة الوطن. والحكيم من إذا أطبق عليه الظلام لم يكتف بالوقوف لاعنا ذلك الظلام، وإنما يهتبل سانحة البرق في لمحته الخاطفة ليتقدّم في طريقه خطوة إلى الأمام. أما الحالم بمشروع حرية زعم أنه هاجر من أجله ليصنعه في المهجر ثم يترقّب الفرص أو يعمل على إحداثها ليعود به في عودة مظفّرة مكتملة الأوصاف أو قريبة من الكمال، فليعلم أنّ مشاريع الأوطان التي يتحدُث عنها لا يمكن أن تُصنع خارجها، وإنما تُصنع فقط داخلها ولو حفرا بالأظافر يحقّق به شبرا كلّ عام، أو نسجا على منوال يتقدّم به خيطا واحدا كلّ يوم، فذلك هو الأضمن والأدوم والأنفع. وليعلم من دخل سوق السياسة بروح الوطنية أنّ هذه السوق مبنية على فنّ الممكن، وهو الفنّ الذي يفرض عليك أن تهتبل الفرص بل أن تسعى في صناعتها لتقتنصها بحكمة في سبيل أن تفوز بمكسب صغير يحمل قابلية النموّ إذ هو خير لك من أن تبقى مفلسا لا تفوز بشيء في انتظار مغنم كبير قد يكون من نسيج الأوهام، وفي سبيل أن تخطو خطوة إلى الأمام مهما كانت صغيرة، فإن الخطوة الصغيرة تمكّنك من الخطوة الأكبر، بينما الوقوف لا يتقدّم بك شيئا، وإنما إذا طال يصيبك بالتورّم فيكون السقوط، والخطى التي نتحدث عنها والمؤدّي الأصغر منها إلى الأكبر ليست مصالح شخصية أو فئوية أو حزبية، وإنما هي المصلحة الوطنية التي ينبغي أن تُوجّه كلّ الفرص صوبها بما في ذلك هذه العودة بصفة المواطنة في نطاق المواصفات التي ذكرنا إذا ما أُحسن استثمارها لتدرج في نطاق مسار الوئام الوطني على نحو ما وصفنا. إنّ من يرفض هذه العودة باعتبار أنها « خلاص فردي » سيظلّ يوهم نفسه بعودة مظفرة يعمل دون وعي منه على نقض أسبابها التي من بينها هذه العودة المرفوضة بسبب أنها خلاص فردي، فعودتك مواطنا بالسقف الذي اشترطناه من كرامة المواطنة ولو في الحدّ الذي لا يرتقي إلى الطموح ستكون لك لو أحسنت استثمارها موطئ قدم ثابتا تحاور منه في سبيل تحصيل المكسب الأعلى الذي قد ينتهي بعودة الحلول الشاملة، وللحوار أشكال متعدّدة تبدأ بالحوار الصامت بمجرّد الحضور في الساحة، وتنتهي بالاتصال المباشر بأصحاب القرار من أجل الوصول إلى وفاق. أما المكوث وراء البحار في انتظار العودة بالمشروع الذي صُنع هناك، أو في انتظار هبوب رياح للتغيير لا يمتلك المنتظرون أسبابها، فهو خيار لا أرى فيه إلا مراهنة على الأوهام عند البعض، وتهيّبا غير مبرّر لاقتحام الممكن مهما كان صغيرا والعمل على تنميته ليصير كبيرا عند البعض الآخر، واجترار عند الجميع لأوجاع الاغتراب التي إذا ما استفحلت بطول الانتظار قد تنسي العودة إلى الوطن من أساسها. فياأيها الحالم بعودة مظفرة تحمل معها مشروعا للحرية صنعته في الخارج رافضا ما سمّيته بعودة « الخلاص الفردي » تبغي به خلاصا جماعيا شاملا أبشر بإمكانية راجحة لانتظار قد يطول فيسلخ من عمرك عشرية أخرى أو عشريتين، فإذا أنت الذي هُجّرت تصبح غيرك أنت الذي تعود إن قُدّرت لك العودة، حيث تناوشتك مصاعب الاغتراب وفتنه وغواياته، وهدّك تقدّم العمر وبعد الشقّة عن الوطن، وإذا هذا الوطن قد تشكّل على غير ما كنت تعهد بل على غير ما كنت تتمنى، فينكرك إذن الواقع الجديد وتنكره، وتجد نفسك غريبا في وطنك، وحينئذ ربما تساءلت في نفسك قائلا: هل كان خيرا لي أن أقتنص ذلك « الخلاص الفردي » الذي طُرح عليّ ذات يوم بحدوده المنقوصة ولكن بسقف كرامة المواطنة، ثمّ أعمل على تطويره بالحكمة ليصبح « خلاصا جماعيا »، ثم أعمل على تطويره بالحكمة أيضا ليصبح وئاما وطنيا؟ وعليك الآن وأنت في سعة من أمرك أن تستحضر الجواب على ذلك التساؤل، فإن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأحكام التاريخ لا تقبل الاستئناف. والله ولي التوفيق (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 21 أوت 2007)

مباحثات تونسية ـ امريكية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي

 
تونس ـ وكالات: بحث رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي امس الاثنين سبل تعزيز علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية مع وفد من الكونغرس الأمريكي برئاسة النائب الديمقراطي عن ولاية ايلينوي جيري كوستيلو. وقال مصدر رسمي ان المباحثات بين رئيس الوزراء التونسي وأعضاء وفد الكونغرس الأمريكي تناولت عددا من المسائل الثنائية والقضايا الدولية الراهنة. وأشار الي أن رئيس الوزراء التونسي أكد خلال هذه المحادثات علي أهمية التشاور الذي يميز العلاقات التونسية ـ الأمريكية، وعلي استعداد تونس وحرصها علي دعم العلاقات بين البلدين. وفي المقابل، أعرب كوستيلو، عضو لجان العلوم والتكنولوجيا والنقل والبني التحتية في الكونغرس، في تصريح أدلي به عقب هذه المحادثات عن ارتياحه للمستوي المتميز للعلاقات التونسية الأمريكية القائمة علي صداقة عريقة وثقة واحترام متبادلين . وأشار الي أن الزيارة الحالية لوفد الكونغرس الأمريكي الي تونس ستتيح الفرصة لمزيد دفع علاقات التعاون التي تربط البلدين . ومن جهته، أعرب جون دانكان النائب الجمهوري عن ولاية تينيسي وعضو لجان الموارد الطبيعية والنقل والبني التحتية، عن أمله في مزيد دعم العلاقات التونسية الأمريكية، وبخاصة في مجالي السياحة والنقل. يشار الي أن العلاقات التونسية ـ الأمريكية التي بدأت عام 1797 بالتوقيع علي اتفاق بين البلدين يتعلق بالصداقة والتجارة والبحرية، شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، انعكس علي مختلف مجالات التعاون الثنائي. واستفادت المبادلات التجارية بين البلدين من هذا التطور، حيث سجلت رقما قياسيا خلال العام الماضي، بعدما بلغ حجمها الاجمالي 588 مليون دولار (445 مليون دولار صادرات تونسية، مقابل واردات بقيمة 143 مليون دولار). كما ساهم هذا التطور في ارتفاع الاٍستثمارات الأمريكية في تونس التي بلغ حجمها العام الماضي 600 مليون دولار، حيث تتمركز في تونس حالياً 55 مؤسسة أميركية أو تساهم غالبيتها في قطاعات الطاقة وتكنولوجيات الاتصال والتجهيزات الطبية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

 


 

تونس: اعتقال 15 شخصاً من عبدة الشيطان

 
تونس ـ يو بي آي: قالت صحيفة تونسية امس الاثنين إن السلطات الأمنية تمكّنت من القبض علي أكثر من 15 شابا لهم علاقة بقضية عبدة الشيطان التي تم الكشف عنها قبل شهرين. وبحسب صحيفة الأسبوعي فإن عملية القبض علي هؤلاء الشبان تمت قبل أيام، وقد وجّهت لهم تهمة الإنتماء لـ جمعية غير مرخص لها (أي جماعة عبدة الشيطان) . وكانت السلطات الأمنية التونسية قد إعتقلت خلال شهر يونيو/حزيران الماضي نحو 70 شابا وشابة أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية بصدد ممارسة طقوس ما يعرف بـ عبدة الشيطان في سرية تامة. وأشارت تقارير في حينها إلي أن هؤلاء الشبان إختاروا أكثر من مكان وسط تونس العاصمة لممارسة طقوسهم المتمثلة في الرقص علي أنغام موسيقي الهارد روك الصاخبة،وذبح كلاب وقطط سوداء، وشرب دمائها وممارسة الشذوذ الجنسي الجماعي . ويتميز أفراد هذه الجماعة في تونس بوضع عصابة سوداء عريضة علي معصم اليد اليمني، وإرتداء ملابس وقبعات سوداء عليها صور لجماجم بشرية وحمل حقائب وإكسسوارات تحتوي علي اللونين المفضلين: الأحمر والأسود. كما يستخدم أعضاء هذه الجماعة أسماء غريبة فيما بينهم مثل عزرائيل ،فيما تعمد الإناث إلي طلاء أظافرهن باللون الأسود، بالإضافة إلي وضع كميات كبيرة من الكحل علي العينين لجعلها شديدة السواد. يشار إلي أنها المرة الأولي التي يكشف فيها النقاب عن عبدة الشيطان في تونس. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)


 

متابعة:طقوس غريبة في حفلات حمراء صاخبة عشرات من «عبدة الشيطان» في قبضة الأمن

واحد غيّر اسمه ليصبح عزرائيل وثان أطلق على عنوانه الباب الاول للجحيم ضبطت السلط الأمنية في شهر جوان الفارط نحو سبعين شابا وشابة اغلبهم من طلبة الجامعات بصدد ممارسة طقوس ما يعرف بــ«عبدة الشيطان»  كما اوقفت منذ ايام حوالي 15 شابا للتحري معهم حول شبهة الانتماء لهذه «الجمعية غير المرخص فيها» وهو ما يوحي بان هذا السلوك المنحرف والمتخلف الذي ظهر في الغرب منذ عدة سنوات امتد لبلدنا بعد أن كان ظهر في عدة بلدان عربية واسلامية أخرى مثل الكويت ولبنان والأردن ومصر وايران. فمن هم «عبدة الشيطان»؟ كيف ظهروا؟ وما هي رموزهم وطقوسهم؟ ولماذا هرع عدد من شبابنا الى ممارسة افعال هذه الفئة الشاذة في المجتمعات الغربية؟ هل هو التقليد الأعمى أم غياب الوعي؟ هكذا تعرف «عبدة الشيطان» وهكذا يتصرفون تاريخ «عبدة الشيطان» «عبدة الشيطان» قوم اتخذوا من ابليس (لعنه الله) معبودا وجعلوا منه الاها يتقربون اليه واخترعوا لهم طقوسا وترهات وافعالا شاذة سموها عبادات يطلبون بها رضاه. وذهب بعض المؤرخين الى ان هذا الفكر المنحرف بدأ في القرن الأول للميلاد عند «الغنوصيين» الذين كانوا ينظرون الى الشيطان على انه مساو لله في القوة والسلطان ثم تطور عند «البولصيين» الذين كانوا يؤمنون بان الشيطان هو خالق هذا الكون كما وجد هذا السلوك المنحرف في بعض «فرسان الهيكل» الذين انشأتهم الكنيسة ليخوضوا الحروب الصليبية عام 1118 ميلادي وهزمهم صلاح الدين عام 1291م واعدم رئيسهم «جاك دي مولي» وكان اتباعه صوروا الشيطان على شكل قط اسود ووجدت عندهم بعض الرموز كالنجمة الخماسية التي يتوسطها رأس كبش. هذا السلوك الشاذ اختفى لزمن طويل قبل ان يعود في العصر الحديث وتؤسس له جمعيات في الغرب مثل ona في بريطانيا وosv في ايرلندا و«معبد ست» في أمريكا و«كنيسة الشيطان» وهي اخطر هذه الجمعيات وقد اسسها الساحر اليهودي «انطون لافي» عام 1966 ولها فروع في امريكا واوروبا وافريقيا طقوس عبدة الشيطان تراوح طقوس هذه الفئة بين امرين الاول يتعلق بالطقوس الجنسية الشاذة والتي تصل احيانا الى درجة مقززة ممجوجة للغاية والثاني يتعلق بالطقوس الدموية التي يخرج فيها هؤلاء عن الادمية الى حالة لا توصف الا بانها افعال شيطانية والتي لعل ادناها شرب الدم الادمي المجمع من جروح الاعضاء واقصاها تقديم القرابين البشرية اثناء القداس الاسود أي اثناء الحفل الذي تقيمه هذه الجماعة في مكان عادة ما يكون سريا. ولكن تبقى مثل هذه الطقوس القصوى بعيدة عن «عبدة الشيطان» في بلادنا ولو ان عددهم قليل جدا ويعدون على الاصابع فان الاحتياط واجب من تفشي سلوكهم لدى شبابنا والمعتمد خاصة على الموسيقى الصاخبة لجلب عبدة جدد فموسيقى الهافي ميتل والهارد روك تعتبر السلاح الأكثر في استقطاب الشباب والمراهقين والتاثير على افكارهم وسلوكياتهم باعتبارها «الجسر الراقص الذي تعبر من خلاله تلك الافكار الينا» على حد قول كاتب كتاب «عبدة الشيطان» «النبعلي». فهؤلاء المنحرفون ومع حرصهم على اختيار نوع من الموسيقى ذات الصخب العالي يحرصون على خلطها باغان تنشر افكارهم وتدعو اليها مثل «ايها الشيطان.. خذ روحي.. ويا غضب الاله دنسها بالخطيئة وباركها بالنار.. لا بد ان اموت.. الانتحار.. الانتحار.. لابد ان اموت». فهذه الكلمات تردد في حفلات عامة في اوروبا ويحضرها الالاف من الشباب اكثرهم من المراهقين كما بات شبابنا حافظا لبعضها اليوم مرددا لها دون أن يعلم احيانا معناها الحقيقي.  فالموسيقى اذن عند «عبدة الشيطان» وسيلة لتعطيل الحواس البشرية ونوع من انواع التخدير العقلي حتى تقبل افكارهم دون تمعن أو تفكير وهو ما يحصل مع بعض شبابنا الذين اصبحوا يدمنون الاستماع لهذا النوع من الموسيقى الصاخبة سهرة «عبدة الشيطان» حفلات وسهرات «عبدة الشيطان» فيها الكثير من الجنون والشذوذ والانحراف الاخلاقي اذ يبدا الحفل عادة بتدخين جماعي للمواد المخدرة والخمور والجعة ثم ينطلق مع دوران الرؤوس رقص هائج والاعين مغمضة ثم يرفع الراقصون ايديهم الى اعلى كما لو كانوا يدعون شيطانهم الاكبر للحلول بينهم وهذا موجود عندنا ويمارسه شبابنا حتى من غير العابدين للشيطان ثم يتعمدون ذبح القطط السوداء والكلاب وشرب دمائها وممارسة الشذوذ الجنسي الجماعي اللون الأسود مقدس يرتبط اللون الأسود في حياتنا اليومية بالشر والموت واشد انواع السحر هو السحر الأسود واللون الأسود عند «عبدة الشيطان» مقدس اذ كشفت معلومات ان اتباع هذه الفئة في تونس يميزون انفسهم بوضع عصابة سوداء عريضة على معصم اليد اليمنى وارتداء ملابس وقبعات سوداء مرسومة عليها صور لجماجم بشرية (مثل شعار القراصنة) ويطيلون شعورهم التي يحلقونها بطرق غريبة. اما عابدات الشيطان فانهن يتعمدن اطالة اظافرهن وطليها باللون الاسود وطلاء شفاههن باللون الاسود ويضعن كميات كبيرة من الكحل على العينين مما يجعلها شديدة السواد ويتزين بالحلي الفضية ذات الاشكال غير المألوفة التي تعبر عن افكار شاذة وموغلة في الانحراف الاخلاقي والديني. تونسي غير اسمه من محمد الى عزرائيل ومن غرائب من يطلقون على أنفسهم «عبدة الشيطان» في تونس انهم يستعملون فيما بينهم اسماء غريبة حتى ان احدهم (القي القبض عليه في شهر جوان الفارط رفقة عدد اخر من رفاقه) غير اسمه من محمد الى «عزرائيل» في حين اختار اخر عنوانا جديدا لمكان اقامته اطلق عليه الباب الاول للجحيم ولــ«عبدة الشيطان» في العالم رموز جعلوا من بعضها لغــة للحــوار فيـما بينهـم فرأس الكبش عندهـم «بافـومي» baphomet)) وهو الشيطان الرمز المقدس لديهم كما جعلوا من العين الثالثة الموجودة على الدولار الامريكي شعارا مشتركا بينهم وبين الماسونية وكلمة «ين – يانغ» yin yang)) وهي شعار بين الماسونية و«عبدة الشيطان» فــ«ين» تعني الهلال الذي يمثل الهة القمر(ديانا) و«يانغ» تعني النجمة التي تمثل الهة الحب (فينوس). كذلك لــ«عبدة الشيطان» رموز ومصطلحات اخرى فلوحة «منطقة الجنس» المثبتة في أماكن اثناء حفلاتهم ترمز الى ان المنطقة خاصة للطقوس الجنسية فقط ورقم 6 مقدس عندهم اسباب هذه الظاهرة لعل من السهل تحديد اسباب وجود هذه الظاهرة في اوروبا أو امريكا ولكن من الصعب معرفة اسباب وجودها في البلدان العربية والاسلامية غير ان مختصا في علم النفس يرى ان العدد الكبير الممثل لــ«عبدة الشيطان» من المراهقين والشبان الذين يسهل جذبهم لعالم مليء بالجنس والحرية غير المحدودة التي هم في حاجة اليها بسبب الكبت الذي يعانون منه لخصوصية الدين الاسلامي واضاف: «نشر الاباحية بصورة كبيرة من قبل الفضائيات الغربية يساهم في اثارة النزوات كذلك تمرير الاغاني الماجنة والصاخبة على هذه القنوات وعلى مدار الساعة يساهم بدوره في نشر الفكر الهابط ولكن الطريقة المعتمدة في البث تجذب هذه الفئة (المراهقون والشباب) وتبهرهم فتراهم ينساقون وراءها عن طواعية وهو ما يجعلهم لاحقا لقمة سهلة المنال لاصحاب الأفكار الشاذة التي ما انفكت في مختلف الدول الاوروبية والغرب بصفة عامة تدعو الى الدفاع عن حرية الفكر والاعتقاد حتى وان كانت انحرافا تاما للاخلاق وهو ما يتبناه ما يسمى بــ«عبدة الشيطان» في العالم ويحاولون بكل الوسائل نشر الفن الهابط والأفلام الهابطة التي تثير غرائز المراهقين والشبان فينساقون وراء اصحاب هذا الفكر دون ادنى تفكير أو تحكيم للعقل» واضاف «ان الغرض الاساسي لــ«عبدة الشيطان» اشباع الغريزة الجنسية اشباعا تاما بغض النظر عن الوسيلة فهم يبيحون ممارسة الجنس بجميع صوره المعقولة وغير المعقولة حتى بين أفراد الجنس الواحد اي اتصال الذكر بالذكر أو الانثى بالانثى كما يؤمن افراد هذه الفئة باباحة كل انثى لكل ذكر» الأسرة في قفص الاتهام عند الحديث عن الحلول المتوفرة للوقاية من هذا الداء الذي بدا ينخر بعض المجتمعات العربية والاسلامية وصرنا نشاهد من حين لاخر مظاهره لدى بعض شبابنا في تونس وخاصة لدى بعض التلاميذ والطلبة منهم لابد من التطرق الى مسألة الأسرة التونسية التي باتت تسمح لابنائها بمتابعة الأفلام الهابطة والكليبات الماجنة ذات الموسيقى الصاخبة دون ادنى رقابة وبربط علاقات مشبوهة والسهر خارج البيت وحتى النوم خارجه دون معرفة مكان تواجد الابن المراهق أو البنت الشابة وتركهم يحضرون حفلات خاصة جدا بأماكن غير محددة مع اشخاص يجهلونهم تماما. لذلك لابد للعائلة – وقائيا – أن تراقب ابناءها ولا تتركهم فريسة بين اياد مشبوهة. صابر المكشر
 
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 أوت 2007)


تونس وعبدة الشياطين: خطوة أمنية في الاتجاه الصحيح

 
مرسل الكسيبي (*) كنت قد كتبت بتاريخ 24 جوان 2007 تحقيقا عن مخاطر سكوت الدولة التونسية وصمتها على ملف عبدة الشيطان , وقد قصدت بلا شك تحسيس أجهزة الدولة وأركان المجتمع المدني بمخاطر هذه الظاهرة وتهديداتها لأمن واستقرار المجتمع , ولعلني كنت متوقعا بعد فترة من صدور هذا التحقيق ونشره على أكثر من صحيفة عربية وشبكة اخبارية ردة فعل ايجابية من السلطات التونسية باتجاه رصد وضبط هذه الشبكات التي وصل بها الأمر الى اختراق قلاعنا المدرسية والجامعية و تسميم أفكار الناشئة بعقائد وطقوس غاية في البشاعة والدموية . وفي رصد فعلي لما كتبه أنصار هذه الشبكة كردة فعل على تقريري المنشور قبل شهرين حول الموضوع تفطنت الى أحد المواقع الاليكترونية التي يديرها مجموعة من التونسيين المتعاطفين أو الداعمين لهذه المجموعات المنحرفة , حيث انهال علي هؤلاء بشتائم وسباب ليس له رائحة غير رائحة العداوة والازدراء والتحريض … اليوم طالعت خبرا لوكالة اليونايتد برس انترناشيونال مفاده القاء السلطات التونسية القبض على مالايقل عن  15 عشر عضوا من عناصر هذه الشبكة الشبابية المنحرفة والتي وصل بها الأمر بحسب تقارير سابقة الى تجنيد فتيان وفتيات في عمر الزهور تمهيدا لادخالهم في دورات القداس الأحمر والأسود , حيث تتحول الأعراض والأجساد الى كلأ مباح مابين القتل والاغتصاب وتعاطي المخدرات والترويج الى طقوس سحرية تصل في قمة احتفاليتها الشيطانية الى التمثيل بالأعضاء البشرية وقتل الأطفال وتقطيع أعضائهم التناسلية كما هو حاصل مع تجارب سابقة في أمريكا اللاتينية … مثل هذا الخبر الذي يرصد تحولا ايجابيا كبيرا في تعاطي السلطات التونسية مع هذه المجموعات المنحرفة والمهددة لمستقبل وتطلعات ناشئتنا , لايمكن أن يلقى من قبلنا الا كل الترحيب والارتياح, وهو يعد حين وقوعه مكسبا ايجابيا أيضا للسلطة الرابعة التي استطعنا من خلالها وبامكانيات ضعيفة جدا أن نسلط الأضواء على ظاهرة خطيرة لا نريد لمجتمعنا الاكتواء بنار فواجعها . تحصين أمن ناشئتنا ومستقبلنا من ظواهر الانحراف والتطرف الفكري والسلوكي لايعد بالمناسبة مسؤولية حصرية نلقيها على كاهل الجهاز الأمني والرسمي في تونس , بقدر ماأنه مسؤولية جماعية لابد أن نحيطها بكبير العناية التربوية والتعليمية والتثقيفية داخل أطر وفضاءات مجتمعنا المدني , وهو مايعني أن سلبية المجتمع الأهلي وسكوته على مثل هذه الظواهر يعد مسؤولية تقصيرية قد تصل الى مستوى الجناية حين نعلم مخاطر ماأحدثه عباد الشيطان من مفاسد وانحرافات وصلت الى حد تهديد الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية حين عمدت بعض عناصرهم الى احراق العشرات من الكنائس وتدمير وتخريب مكتسبات جماعية تعبر عن الانتماء القومي والديني لمجتمع افتخر كثيرا بتحضره واستقراره الأمني . واذا كنا وطنية واعتزازا بانتماء تونس الى دائرة الدول ذات الانتماء الحضاري والديني العريق نرفض مثل هذه الشبكات الخطيرة والدخيلة على بلدنا ومجتمعنا , فاننا كذلك نعتبر أن مفهوم دولة القانون والمؤسسات لابد أن يكفل للأجيال الجديدة وللمجتمع كله الحماية من مخاطر القتل والجريمة والسفك والتلذذ بشرب الدماء والاغتصاب وترويج المخدرات وممارسة الطقوس السحرية الهادفة الى الاخلال بالسير الطبيعي للحياة والنظام العام . مرة أخرى نحيي في صدق رجال الأمن الوطني الذين وضعوا أيديهم على عناصر هذه الشبكة ونرجو من القائمين على تسيير الأمر تونسيا توسيع دائرة المشورة التربوية والدينية والبيداغوجية والاعلامية في كيفية التصدي لمثل هذه الظواهر الاجتماعية المنحرفة , كما ندعو السلطات التونسية الى التقيد بأحكام القانون وتشريعات حقوق الانسان عند انتزاع أي اعترافات من عناصر هذه الجماعات , وهو مايضفي شفافية حقيقية على أي تتبع عدلي قد ينشأ عن التحقيق في ملف لابد أن نعالجه تربويا وتثقيفيا وتوعويا بالتوازي مع استعمال أساليب الردع مع من أصر على أن يكون خادما للشيطان وأشاع الفاحشة والفتنة وطقوس الرذيلة والدم المسفوح في الذين أمنوا وامنوا .  (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 21 أوت 2007)

 


 

وقفة خفيفة مع سلوى الشرفي

 

كتبه: عبدالحميد العدّاسي

 

كثير من التناغم يُلحظ بين جَهلة العالم الإسلامي الذين ابتلينا بهم في الشارع وفي المجالات الحيوية بتصرّفاتهم المتخلّفة بل والدنيئة في بعض الأحيان، وابتلينا بهم في الفضاء الافتراضي (الإنترنت) بتساؤلاتهم الرّكيكة المعبّرة عن جهلهم وخوائهم الفكري والمعرفي وعدم حيائهم وغياب أدبهم، وبين الدكتورة التونسية سلوى الشرفي صاحبة النسب العالي والحسب الغالي، وهي تنقل عنهم أو تضع لهم استفتاءاتهم لمعرفة هذا الدّين الذي استعصى على « كثير من التونسيين » فهمه، رغم تقدّم الوسائل التعليمية والإيضاحية والبيداغوجية في هذه الأعوام الأخيرة…

 

فقد تابعت باستغراب شديد ما ورد على لسان هذه الدكتورة « الجسورة » فيما نقلت صحيفة تونس نيوز الغرّاء عنها من موقع الأوان بتاريخ 20 أوت 2007، حيث لم تتدّخر جهدا في الاستهزاء بالرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وبحِبّه عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، ولم تقصّر في التشكيك في كمال القرآن: ففيه (كذبت وخسأت) الأخطاء النحوية وأخطاء الرّسم وفيه التعدّي على الآخرين من غير المسلمين وفيه النظرة الدونية للمرأة بالمقارنة مع الرّجل، إلى غير ذلك من الأمور السافلة التي حشت بها مقالها، ما يجعل كلّ مسلم (مهما قلّ تديّنه) يجزم بأنّ هذه المرأة لا تعرف الله ولا تؤمن به، ولو فعلت لخشيته وخافته ووقّرته، ولحسبت لكلّ حرف تكتبه أو تنقله ألف حساب… كما تجعلني أؤكّد على معنى كنت أشرت إليه سابقا، وهو المتمثّل في أنّ كلّ مَن قصرت قامته وقلّ شأنه وفسدت سريرته وجبُن عن مواجهة أنداده من البشر بمقاومة ظلمهم أوترشيدهم ونصحهم، انزوى في ركن المهملات ليُعلن الحرب على ربّه…

 

لعلّ الأمر لا يعنيني طالما أنّ الحرب بينها وبين الله، وطالما تيقّنتُ أنّها مغلوبةٌ مدحورةٌ خاسرةٌ، ولكنّي تأثّرت بمقالتها لأنّها تحمل صفة أحملها (تونسية)، ولأنّها – بوصفها إمرأة – تسيء كثيرا إلى أمّي وزوجي وأختي وعمّتي وخالتي وجارتي ومعلّمتي وأستاذتي ومحاميّتي وزميلتي في الشغل وإلى المرأة التي أرى وألاقي في الشارع أو أشاهد على الشاشة، ممّن لم تشكّ يوما في أنّها شقيقة الرّجل وأنّها الأقدر منه في كثير من الميادين وأنّها مربّيته وحاضنته وموجّهته ومعدّته للمهامّ المنتظرة في حياته ومساعدته، وأنّها الممتنّة لربّها على نعمه الكثيرة وآلائه الوفيرة، ثمّ لأنّها عار على لقبها (الدكتورة) وقد رسّخت لدى القارئ وقوفها عند سفاسف الأمور واستجداء الوضيع من القوم للوقوف معها لمؤازرة أفكارها المتخلّفة الشاذّة كهذه التي تقول عنها: « وباستثناء هذه « النعاج الجرباء »، فإن بقية الأصناف تجمع بينها الحيرة في التعامل مع المرأة، بما فيها المرأة نفسها التي سلبت من ذاتها فأصبحت لا تعرف كيف تتصرف مع جسدها. وقد تجاوزت الأسئلة الخاصة بهذا الجنس « الآخر » عدد الاستفتاءات المتعلقة بالتعامل مع « الآخر » المختلف دينيا. فإذا كان الذمي مهمّشا، فإن المرأة مقصيّة تماما عن الفضاء العام وممنوعة حتى من بعض مجالات الحياة الاجتماعية النسائية … »…(*)

 

قلت: أنا لا أدري إن كانت هذه الدكتورة من »النعاج الجرباء » أم من الكلاب الحارسة المتربّصة بالنّعاج، مع أنّ معرفة ذلك لا تهمّني، ولكنّي أردت فقط لفت النّظر إلى هذا « الإبداع » في الاستنباط، حتّى لتجد نفسك متسائلا عن العصر الذي تعيش فيه هذه الدكتورة باستعمالها لفظ « الذمّيّ » مثلا، وحول ماهية هذا المخلوق (المرأة) الذي تحكي عنه، والذي لفرط ما أهمّها أنساها ربّها!…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*): التسطير في الفقرة من عندي، قصد لفت النّظر!…          

 


 

 

سياسة تلميع الصورة والحرث في البحر

بقلم: آمال موسى (*)

 

تتعاطى الدول العربية مع صورتها في الخارج، بكثير من القدسية وترى فيها شرفها الذي يجب ألا يمس لا من قريب أو بعيد.

 

لذلك لم تتوان العديد من دولنا في اعتناق سياسية ما تسمى بتلميع الصورة، فوفرت لها المؤسسات اللازمة والموارد والآليات والإطارات، التي تؤمن عملية التلميع الباهظة الثمن خاصة بالنسبة الى بلدان تنتمي الى العالم الثالث، وبحاجة الى الموارد المالية للتقدم في مشاريعها التنموية وإشباع توقعات شعوبها المنهكة بطالة وفقرا.

 

وللعلم، فإن سياسية تلميع الصورة، هي «سوفياتية» الموطن والمطبخ وتتحمل الى جانب سياسات أخرى مسؤولية انهيار الاتحاد السوفياتي، كقوة سجل التاريخ عظمتها لفترة طويلة.

 

ولكن هل من المعقول أن تواصل بعض الدول العربية، تجسيد سياسية تلميع الصورة والحال أن منتجها، قد سقط وانتهى أمره؟

 

نطرح هذا السؤال، لأن أنظمتنا العربية، تصر على اتباع سياسة تقليدية، تعتبر نتاج ثقافة سياسية أعلنت إفلاسها بشكل لا تنقصه الفجيعة.

 

وهذه النقطة في الحقيقة تعكس حالة غيبوبة تعيشها بعض عناصر النخب السياسية الحاكمة في الدول الغربية. ذلك أن الاصرار على المضي قدما في تبني سياسية لا تعود بالجدوى على المعتقدين فيها، يعد ضربا من الجهل غير مقبول بالمرة. فهذه الأموال الطائلة التي تدفع لبعض المنابر الاعلامية والامتيازات الاستثنائية لبعض الأقلام، كلها ذاهبة سدى، كمن يحرث في البحر وينتظر موسما مثمرا.

 

ويتضاعف إفلاس سياسة تلميع الصورة، بظهور الفضائيات الاخبارية وفتح ملفات الفساد، فأصبحت الشعوب العربية على دراية بكل كبيرة وصغيرة، تهم دولها. بمعنى أن الفضائيات العربية الكبرى كشفت المستور وهتكت المسكوت عنه وعرت النخب السياسية الحاكمة من أسرارها، الى درجة أصبحت فيها سياسة تلميع الصروة أمرا مضحكا للشعوب. وهي نتيجة متوقعة لأن الفضائيات عملت على إنتاج الصورة، التي تراها واقعية وحقيقية وصادقة، الشيء الذي أنتج مقارنة آلية لا شعورية مع الصورة الملمعة والمزيفة.

 

ولعل تجاذب الشعوب العربية بين الصورتين، قد زاد في ضعف ثقتها بالنخب الحاكمة، فإذا بكل الارقام الصحيحة منها والمبالغ فيها مشكوك في صحتها والمعلومات مطعون في نزاهتها، أي أن سياسة تلميع الصورة لعبت دورا مضادا وعكسيا وبدل تعزيز مكانة الدولة، قامت بإضعاف مصداقيتها، وبالتالي إصابة مشروعيتها السياسية بالهزال والتهرئة.

 

إن الثورة التكنولوجية في عالم الاتصالات واعتماد العالم خطابا مدافعا عن حقوق الانسان، وكذلك ربط القوى الكبرى مسألة الدعم وتقديم الإعانات، وأيضا مساعدة بعض البلدان العربية في التنمية وتأهيلها على أكثر من صعيد اقتصادي، كل هذا بات مشروطا بإنتهاج سياسة الشفافية والقيام بالإصلاحات اللازمة وقطع خطوات مشجعة في مشروع الديمقراطية.

 

لذلك فإن المتغيرات الجديدة في موازين القوى والعلاقات الدولية، لا يمكن أن تنسجم بالمرة مع أسلوب تلميع الصورة في سياق أصبحت فيه معرفة الأمور على عواهنها، والصورة بملامحها الحقيقية ملكا مشاعا للجميع.

 

لذلك فإن النخب السياسية الحاكمة الواعية بمجريات الأمور داخليا وخارجيا، هي التي تقطع مع كل ما يضر بمصلحتها وبميزانيتها وبدل هدر المال على التلميع، من المجدي التفكير في كيفية تمزيق الصورة المشوهة، التي تحاول نخبنا السياسية التستر عليها وتلميعها بشكل يجعلها أكثر تشوها.

 

وكل المؤشرات الموجودة اليوم تلح على ضرورة تمزيق كل الصور المزيفة وغلق مؤسساتها والانطلاق في خلق صورة حقيقية وطموحة تستمد إشراقتها ولمعانها من صدق واقعها. والمقصود بعملية التمزيق المذكورة توخي الجدية ومحاربة كافة أشكال الفساد ومنح القدسية للشفافية ولاستقلالية القضاء وحقوق الانسان ولحرية الاعلام والحريات العامة والمشاركة السياسية الموسعة.

 

هكذا نمزق صورة مزيفة ونرسم بعرق طيب الرائحة صورة لامعة.. ولكن من دون تلميع ثقيل الفاتورة والجهل.

 

(*) كاتبة وشاعرة من تونس

 

(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

 

 


 

بُـؤس عـربيّ هـادر!!!

 
بقلم: برهان بسيس تفجيرات الأسبوع الفارط في العراق كانت الأْعنف منذ سقوط النظام السابق سنة 2003. أكثر من ألف مدني بين قتيل وجريح في حصيلة مرعبة مرّت مرور الكرام موقف الحكومة العراقية اللاّمبالي مفهوم ومبرّر باعتبارها حكومة عاجزة مهووسة بحسابات القسمة والمحاصصة الطائفيّة ومهتمّة بشكل عبثي بما يسمى بـ«العمليّة السياسية» وكأنّ أزمة ومأزق ومشكل الشعب العراقي هو أولا وأخيرا نجاح العملية السياسية في بلد غابت عنه الحاجيات الأساسية الدنيا لتسهيل حياة المواطنين. طبعا للاحتلال الأمريكي مسؤوليته الكاملة في حالة الفوضى التي جعلت العراق مرتعا للارهاب والارهابيين لكن ما يجلب الانتباه حقا ليست لا مبالاة هؤلاء – الاحتلال والحكومة – بل حالة البرود الشديد التي تتعامل بها النخب السياسية والفكرية العربية مع مثل هذه المجازر البشعة. صمت مطبق ينمّ عن انحرافات نفسية أصابت جهاز مفاهيمنا ومشاعرنا، عقل النخب النشيطة في عالمنا العربي لا يأبه إلا لضحايا القتل الأمريكي أو الاسرائيلي أما جرائم الارهاب فتلك مقاومة شرعيّة نباركها تارة بالتصريح وطورا بالتلميح عبر الصمت الموحي عن إدانتها. من مخادعنا الغارقة في هموم اليومي وهزائمنا الذاتيّة نعبث بإصدار المواقف وتمجيد القتل والدم بمرادفات سوداء تعكس حجم الاختلال والمرض، لبست الكرامة ثوب الدم والجثث المتفحّمة واختزلت المقاومة في القتل والتفجير ولا أحد يستطيع في أجواء الارهاب الفكري أن يطلب هدوءا أو رويّة أو شيئا من النظر النقدي للوقائع في نسبيتها. الاختلالات في نفسية الجموع مفهومة في ظلّ أزمتها الغائرة في فكرها وتنميتها ومجتمعها أما أن تتحوّل النخب القائدة إلى كائنات سادية تقدّس الدم مهما كان العنوان فذاك ما يؤكد المصير المشؤوم لأمة يتقاسم الفعل والتأثير فيها المقاتل الانتحاري والمثقف الانتحاري. نرفض الاحتلال ونساند حريّة الشعوب تلك ثوابت الفكر الحرّ والقيم النيّرة أما أن ننقلب إلى كائنات شوفينيّة معقدة فتلك هي المصيبة التي يمكن أن تلحق بمشروع التحرّر الوطني كصيغة فكرية وسياسية ثابتة في مواقفها الرافضة للاستعمار والهيمنة وكصيغة جماليّة مقدّسة لقيمة الحياة. مع احترامي لكل الآراء والمقاربات والقناعات ولكن أجد نفسي حائرا حين أعاين معارك انتخابيّة داخل دوائر نخبويّة نيّرة في بلادي كالمحامين أو رجال التعليم تحسمها درجة الحماس والصياح لفائدة المقاومة في العراق – ترى أية مقاومة تحديدا؟!! – والكفاح الوطني في أفغانستان!!! لا أعتقد أن الجيل الذهبي للنخبة العربية التي التحمت حقبة الستينات والثمانينات بمشروع حركة التحرّر الوطني العربية بتجربتها التقدميّة النيّرة التي جسدتها الحركة الوطنية الفلسطينية كانت مخطئة حين ساندت حركة مقاومة تقدمية حملت وراءها فكرا ومدارس نظريّة ومفكرين ومثقفين وأدباء وشعراء وفلاسفة وأدبا سياسيا وفكريا غزيرا. إن البؤس الحالي لنخب غوغائيّة تساند قتلا عشوائيا وارهابا أسودا لا مشروع له ولا حتى نصف فكرة باسم مساندة المقاومة. هو بؤس أقوى من أن يُطاق!!! (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

 


نسق تصاعدي للاستثمارات الخليجية:

تهيئة الظروف لكي تكون تونس عاصمة للأعمال في شمال إفريقيا

 
بقلم: صالح عطية تونس ـ الصباح لم يشهد التعاون التونسي مع بلدان الخليج، هذه الطفرة التي عرفها خلال العامين الماضيين، حيث تكثـفت العلاقات بشكل لافت للنظر على أكثر من صعيد، قبل أن تتوج، بتوقيع الحكومة التونسية اتفاقية مع شركة إماراتية، هي الاضخم في حجمها وإطارها ومضمونها وأهميتها في تاريخ البلاد.. التعاون التونسي الخليجي، انطلق مطلع الستينيات من القرن المنقضي، عبر مشروعات فلاحية وفي مستوى البنية الاساسية (محولات وطرقات ومسالك فلاحية)، كانت الكويت بادرت بإنجازها من خلال تمويلات بدأت متدرجة لكنها كانت ضخمة ومنتظمة، عبر الصندوق الكويتي للتنمية العربية، الذي رافق الجهد التونسي من أجل التنمية والتقدم في البلاد، عندما كان التخطيط يجري على قدم وساق، لاخراجها من براثن التخلف والنمط الريفي، باتجاه الطور المديني، ونحو شكل من أشكال الحداثة التي كانت هدف الدولة الجديدة والجمهورية الخارجة للتوّ من جلباب الاستعمار الفرنسي.. ومع توالي السنوات، أخذت المساعدات الكويتية شكل الاستثمارات في قطاعات السياحة، (عبر سلسلة « أبو نواس » الشهيرة) والصناعة والبنية الاساسية، إلى جانب بناء السدود والمسالك الفلاحية، خصوصا في الولايات الشمالية للبلاد.. الخطوة الثانية.. ثم جاء بعد ذلك دور الاستثمارات السعودية، عبر مشروعات مشتركة، مالية ومصرفية وعقارية، ساهمت بقسط وافر في تغيير زوايا المشهد التونسي العام، قبل أن تتكثف في قطاعات مختلفة، بعد أن أيقن رجال الاعمال السعوديين، بأن التربة التونسية مثمرة وولاّدة، باعتبارها لا تقتصر على الجغرافيا التونسية فحسب، وإنما يصل مداها المحيط الاوروبي والمتوسطي بشكل عام، الذي يتيح أفقا جديدا لاموال سعودية ضخمة تبحث لها عن أطر ومنابت لاغنائها وتطويرها.. الغريب في الامر، أن هذا الزخم في العلاقة بين تونس وكل من الكويت والمملكة العربية السعودية، لم يكن يعكس زخما مماثلا في مستوى التنسيق السياسي، في ضوء رهان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، على نقاط ارتكاز أخرى في سياسته الخارجية، بعيدا عن إطار العلاقات بدول الخليج في تلك الفترة.. لقد مثّل هاجس التحديث على الطريقة الاوروبية، ذلك الضباب الكثيف الذي حجب الرؤية، فلم ير التونسيون آنذاك، سوى المثال الاوروبي والنموذج الاوروبي ماثلا أمامهم، الامر الذي جعلهم يستعيضون عن العلاقة مع الخليج، أو بالاحرى، يقصرونها على بعض الاستثمارات المحدودة، فيما كانت دول المشرق وبعض بلدان الجوار الشمال إفريقي، قد تفطنت إلى هذا « الرقم الجديد » في المعادلة الديبلوماسية.. نظرة جديدة لكن هذه النظرة، سرعان ما تبدلت بمجرد قدوم رئيس الوزراء التونسي الاسبق، محمد مزالي مطلع الثمانينيات من القرن المنقضي، الذي لعب دورا مهما في تنشيط شرايين العلاقات التونسية الخليجية، بشكل جعل المستثمرين الخليجيين يضعون تونس ضمن أجندة تحركهم واستراتيجية أنشطتهم.. وتزامن التحرك التونسي في الواقع، مع بوادر أزمة اقتصادية بدأت تطل برأسها بعد نحو خمس وعشرين عاما من الحكم، في ضوء محدودية الثروات الطبيعية، فكان لا بد من « منشّطات » لهذا الاقتصاد، لكي يحافظ من خلالها على عناصر بقائه واستمراره، في عالم بدأ يشهد بعض التغيرات في ملامحه التي ستتبدل بشكل شبه كلي فيما بعد.. ومع انفجار العلاقات الدولية في أعقاب الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي بداية التسعينيات من القرن الماضي، وعلى الرغم من توقيع الحكومة التونسية في العام 1995، اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي، كانت الاعين التونسية ترقب الحراك الخليجي وتتتبع خطاه، في مسعى لاحداث « اختراق » يصل إلى درجة الرهان « الاستراتيجي »، وهو ما حصل فعلا على امتداد العشرية الماضية على الاقل، حيث لم تشهد تونس هذا السياق النشيط في العلاقات مع دول الخليج مثلما تم خلال هذه الفترة.. وتزامن هذا النشاط الاستثماري الخليجي، مع مرور منطقة الخليج بحرب طويلة لم تضع أوزارها منذ العام 1990، عندما أقدم الرئيس العراقي الراحل على احتلال الكويت، وما استتبع ذلك من حرب دولية لتحريرها، قبل أن يدخل الخليج برمته في دوامة تداعيات احتلال العراق المستمرة منذ العام 2003، بالاضافة إلى تداعيات تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وهي أحداث اضطرت الرأسمال الخليجي إلى البحث عن مواطن آمنة، بعيدا عن أوروبا والولايات المتحدة الامريكية، فكانت منطقة شمال إفريقيا، ومنها تونس، أحد أبرز الدول المستفيدة من هذه المستجدات الاقليمية والدولية المتسارعة، سيما في ضوء الظروف الامنية التي تعيشها المنطقة المغاربية، قياسا بدول عديدة لم تعد ملجأ آمنا بالنسبة للخليجيين، سواء الاوروبية منها أو الامريكية أو حتى الآسيوية.. وساهمت التقارير الدولية وتلك الصادرة عن مؤسسات عالمية متخصصة، والتي نوهت بالوضع الاقتصادي التونسي، من حيث شفافيته وقدرته التنافسية العالية، وحالة الاستقرار التي يمر بها خلال الاعوام العشرين الماضية، حيث كان معدل النمو في حدود 5 بالمائة، وهو معدل جيد قياسا بالظرفية الاقتصادية الدولية وتقلباتها، ساهمت هذه التقارير في تشجيع المستثمرين الخليجيين على إدراج الرقم التونسي ضمن حسابات أعمالهم، خصوصا بعد أن أقدمت الحكومة التونسية على تعديل أوتارها المتعلقة بقوانين الاستثمار التي لم تكن تستجيب لبعض « الشروط » الخليجية.. بداية التحرك الخليجي وفاق حجم رؤوس الاموال الخليجية التي تدفقت على تونس في غضون السنوات القليلة الماضية، المائتي مليون دولار في العام 2005، فيما كانت هذه النسبة في حدود 97 مليون دولار خلال العام 2001، وهو ما يعني أن الاستثمارات الخليجية في تونس، زادت نسبتها بنحو 53% خلال السنوات الخمس المنقضية.. وبدأت المجموعات الكبرى في دول الخليج، تهتم بتونس للاستثمار في قطاعات واعدة، مثل الاتصالات والخدمات المالية والسياحة… من هذه الزاوية، تحركت الاستثمارات الكويتية، باتجاه تطوير تموقعها في الساحة التونسية.. فقرر البنك التونسي الكويتي، وضع استراتيجية جديدة ترمي إلى تنويع الاستثمارات، والتوجه نحو المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، والموجهة كليا نحو التصدير، خصوصا أن الاقتصاد التونسي مرتبط شديد الارتباط بالجانب الاوروبي، بما يوفر للبنك هامشا أوسع لحراكه المالي.. وكان البنك التونسي الكويتي، تخصص خلال السنوات الطويلة الماضية، في تمويل المشاريع ذات الصبغة السياحية.. وأعلنت شركة  » أم بي أي إنترناشيونال هولدينغ  » الكويتية من جهتها، عن إحداث صندوق للاستثمارات السياحية برأسمال بلغت قيمته 65 مليون دينار تونسي، يهدف إلى تجديد وحدات فندقية قصد إعادة تشغيلها.. وكان الكويتيون أعلنوا في وقت سابق هذا العام، عن وضع استراتيجية جديدة لتطوير أدائهم في القطاع الصناعي التونسي، المقبل على تنافسية عالية بين المستثمرين من أنحاء مختلفة من العالم.. توسيع الرقعة السعودية وفي خطوة متساوية مع خيار المصرف التونسي الكويتي، قررت الشركة العقارية التونسية السعودية، الترفيع في رأس مالها من 9 إلى 13 مليون دولار، ضمن رغبة تهدف إلى شراء أراض جديدة، بغية استمرار نشاطها إلى ما بعد الخماسية القادمة.. كما قررت الشركة المشتركة التي يعود تأسيسها إلى العام 1985، تطوير نشاطها، عبر الترفيع في معدل البناء السنوي من 6700 متر مربع، إلى 17 ألف متر مربع خلال الفـترة المقبلة، إلى جانب تنويع مصادر التمويل من خلال اللجوء إلى السوق المالية التونسية… وتطمح الشركة العقارية التونسية السعودية، في سياق منافستها للمشروعات الكويتية، إلى تهيئة العديد من المركبات المعدة للسكن والاعمال من النوع الرفيع، وذلك على مساحة تقدر بـ120 ألف متر مربع، بينها « انترنشيونال سيتي 1 و2 و3 « ، و »كليوباترا سنتر » و »إقامة الخزامى » و »ديار الرحاب 3 و4 و5″ و »دريـم سنتر »… وفي العام 2005، بلغ عدد الشركات ذات الرأسمال السعودي العاملة في قطاع السياحة، نحو 18 شركة توظف حوالي ثلاثة آلاف شخص، فيما ينشط المستثمرون السعوديون في القطاع المالي منذ مدة طويلة، عبر البنك التونسي السعودي للتمويل.. ويرجح المسؤولون التونسيون إمكانية الزيادة في حجم الاستثمارات السعودية في تونس خلال المرحلة المقبلة في ضوء اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين… الرقم القطري الجديد بالموازاة مع هذه الدماء الجديدة في التعاون التونسي الخليجي، دخلت قطر « على الخط » من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم مع تونس تهدف إلى إنشاء مصفاة النفط بالصخيرة (320 كيلومترا جنوب العاصمة )، وهو أول مشروع من نوعه الذي تدخله الحكومة القطرية في بلد عربي في مجال إنتاج وصناعة البيتروكيمياويات.. وستنتج المصفاة في البداية، نحو 150 ألف برميل نفط يوميا، إلى جانب إنشاء مجمع للبتروكيمياويات والاسمدة الكيمياوية التي ستكون أحد أهم الصناعات التي سيتم إنجازها بداية من العام 2011.. وتتجاوز كلفة بناء هذه المصفاة، الملياري دولار تقريبا، وسط توقعات بأن تفتح آفاقا ضخمة لتونس في صناعة وإنتاج البيتروكيمياويات في البلاد… ومن غير المستبعد، أن تشهد المرحلة القادمة إقدام المستثمرين القطريين على مشروعات في قطاعات الخدمات والمصارف والاتصالات، وسط توقعات بأن تكون هذه الاستثمارات ضمن إطار يختلف عن بقية الاستثمارات الخليجية المتعارف عليها.. مشاريع إماراتية ضخمة على أن العامين الماضيين، كانا عاما الاستثمارات الاماراتية بامتياز.. ففي هذا الظرف الزمني الوجيز، قلب الاماراتيون معطيات الاستثمار لصالحهم، وباتوا أكبر مستثمر أجنبي بتونس، بعد أن كان الاوروبيون، وتحديداً الفرنسيين، الشريك التجاري الاول لتونس، وأكبر مستثمر فيها على امتداد أكثر من ثلاث عقود من الزمن.. وشملت طفرة الاستثمارات الاماراتية في تونس، مشاريع ضخمة في عدة قطاعات، فاق حجمها إلى حد الان السبعة مليارات دولار… فقد فازت شركة « تيكوم ـ ديغ » التابعة لشركة دبي القابضة في مارس من العام  2006، بأكبر عملية خصخصة في تونس، عبر عرض بلغ 3.5 مليارات دينار تونسي، لشراء 35 بالمائة من رأسمال اتصالات تونس، وهو أكبر بكثير من عرض منافستها في الجولة الاخيرة، شركة « فيفاندي يونيفرسال » الفرنسية المعروفة.. وأعلنت مجموعة « بوخاطر » نهاية شهر أكتوبر من ذات العام، عن مشروع ضخم هو الاول من نوعه في تونس، ويتمثل في إنشاء مدينة سكنية وترفيهية ورياضية متكاملة على ضفاف بحيرة تونس الشمالية، وهي أرقى المنتجعات السكنية والتجارية للعاصمة.. ويمتد المشروع، الذي بلغت اعتماداته خمسة مليارات دولار أمريكي، على مساحة 250 هكتاراً، ويضم 9 أكاديميات رياضية، وثلاثة أندية للغولف والتنس والرياضات البحرية… وكان رئيس الدولة، استقبل في نوفمبر 2006، حسين السجواني، رئيس المجموعة الاماراتية « داماك »، التي تستثمر في قطاعات مختلفة، كالعقارات والخدمات والصناعات الغذائية والتأمينات.. واختارت مجموعة « ماجد الفطيم » العاصمة التونسية، لكي تكون قاعدة لانشطتها واستثماراتها في منطقة شمال افريقيا.. فقد أعلنت المجموعة مؤخراً أن من مهام فرعها بتونس، والذي أطلقت عليه تسمية « ماجد الفطيم شمال أفريقيا »، تقديم « خدمات استشارية ودراسات ومساعدة في مجالات التسويق والتصرف والاستثمار ». من ناحية أخرى، أعلنت شركة دبى القابضة في وقت سابق، بدء العمل بمحفظة 300 مليون دولار للاستثمار في الاسواق التونسية، من خلال الشركات الموجودة، أو من خلال الدخول في سوق الاسهم التونسية وإنشاء شركات جديدة.. ويأتي التوجه الجديد للشركة في إطار « خطط لتوسيع نشاطها في البلدان العربية التى تعد تونس أولى محطاتها ». وكشفت « شركة إعمار العقارية » في أفريل من العام المنقضي2007، تفاصيل خطتها الاستثمارية الجديدة في تونس، التي تهدف إلى تطوير مشروع « مارينا القصور » على الساحل الشرقي التونسي، وذلك بكلفة إجمالية تصل إلى 1.88 مليار دولار.. ويقع المشروع السكني الجديد، الذي يحتضن قرية سياحية في وسطه، على مساحة 442 هكتاراً، في أحد أجمل المواقع الطبيعية في ولاية سوسة، باتجاه النهاية الجنوبية لخليج الحمامات… ويهدف المشروع إلى إقامة موقع سياحي على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، يتميز بكونه يوفر الراحة والاستجمام، حيث يطل على أهم المواقع الاثرية والثقافية في تونس.. «مشروع القرن» لكن هذه المشروعات الاماراتية المختلفة، على أهميتها وجدواها الاقتصادية، كانت بمثابة « المفتّحات » لطبق إماراتي شهي أسال لعاب الحكومة، التي لم تتردد في فتح الابواب على مصراعيها للرأسمال الاماراتي في تونس.. فكان مشروع « سما دبي » الاقتصادي والسياحي والعقاري، العنوان البارز لما وصف من قبل الاماراتيين بالذات، بـ « مشروع القرن ».. ولا يبدو أن الوصف مبالغا فيه على وجه الاطلاق، طالما أن هذا المشروع، هو الاضخم في تاريخ البلاد منذ استقلالها العام 1956 حيث قدرت تكاليفه الاجمالية بنحو 14 مليار دولار أمريكي، وخصصت له مساحة 830 هكتارا.. فقد وقعت الحكومة التونسية مع شركة « سما دبي » الاماراتية في الاونة الاخيرة، اتفاقا لانجاز هذا المشروع الذي يقع بالبحيرة الجنوبية للعاصمة، ويشتمل على مجمعات متكاملة، عقارية وسكنية وتجارية وخدماتية ومرافق أخرى ذات صلة.. وحسب الدراسة الاولية للمشروع التي حصلت « الصباح » على نسخة منها، من المنتظر أن يشهد مشروع تجهيز البحيرة،  إقبال نحو 2.5 آلاف مؤسسة من تونس ومختلف أنحاء العالم للتموقع فيها… كما سيتم إنجاز 14 فندقا من المستوى الراقي تحت علامات عالميّة، على غرار سلسلة « الجميرة » الاماراتية التي تمتلك فندق برج العرب بالامارات العربية المتحدة.. ومن بين الاهداف الرئيسية للمستثمرين الاماراتيين بقيادة « دبي القابضة »، النهوض بالسياحة العلاجيّة في تونس، عبر الاستفادة من الخبرة التونسية في مجال السياحة الاستشفائية، التي تعد تونس أحد روادها في المنطقة العربية.. وكان محمد القرقاوي، رئيس مجلس إدارة « دبي القابضة » ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بالامارات العربية المتحدة، أعلن في وقت سابق من العاصمة التونسية بالذات، عن نية مؤسسته، خلق منتجات سياحية جديدة في تونس بغاية استقطاب السائح الاوروبي للتسوق في تونس خلال فصل الشتاء على سبيل المثال.. من ناحية أخرى، ستتولى شركة « سما دبي »، تنفيذ المشروع الجديد بكفاءات تونسية، ووفقا للخصوصيات المعمارية التونسية الاصيلة.. ويقدر عدد فرص العمل التي سيوفرها المشروع، بحوالي 140 ألف فرصة عمل جديدة.. وأقر الرئيس بن علي الاتفاق الموقع مع شركة «سما دبي» قبل نحو أسبوعين، بعد أن صادق عليه مجلسي النواب والمستشارين.. ويرى مراقبون، أن المشروع من شأنه أن يجعل من تونس، مركزا إقليميا للخدمات والاعمال مثلما كانت تخطط الحكومة منذ أكثر من ثلاث سنوات.. فيما يتوقع أن يساهم ـ وفق مصادر رسمية ـ في تحقيق هدف النمو المقدر بنحو 3،6 بالمائة خلال السنوات العشر القادمة.. وكان وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي، محمد النوري الجويني، أوضح في تصريحات صحفية سابقة، أن « الموافقة على إنجاز هذا المشروع، الذي يتوقع أن تنطلق أشغاله خلال الاشهر القليلة القادمة، تأتي في إطار الحرص على رفع حجم الاستثمار الخارجي، والتقليص من المديونية الخارجية ودفع التصدير، وإيجاد مزيد من مواطن العمل لابناء البلاد »، على حدّ قوله، سيما وأن المشكل الذي يؤرق الحكومة، هو تزايد عدد العاطلين عن العمل.. وهو ما يفسر مسارعة الحكومة إلى وضع برنامج تأهيلي خاص، لتوفير اليد العاملة لهذا المشروع كما ونوعا.. تسريع الطيران الخليجي وفي الحقيقة، يأتي هذا التدفق الاستثماري الاماراتي والخليجي على تونس بشكل عام، إثر الاجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص فتح البوابات الجوية للبلاد المطلة على الخليج، بشكل غير مسبوق، من خلال اتفاقات مكثفة مع الدوحة والكويت والامارات وحتى البحرين، في خطوة ترمي إلى تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري، وتلبية تزايد المبادلات الاقتصادية والتجارية بين تونس ودول الخليج، بالاضافة إلى تطوير القوانين المنظمة للاستثمار في تونس، وبروز الحكومة التونسية بإرادة سياسية منفتحة باتجاه هذه الاستثمارات، بشكل فاجأ المراقبين الذين لم يتوقعوا هذه الاستجابة التونسية السريعة، وهو ما وفر أرضية ملائمة ساعدت المستثمرين الخليجيين على فتح استثمارات في تونس.. ولا شك أن الحكومة التونسية، حققت مكسبا اقتصاديا مهما، من خلال استقطاب هذه المشروعات الاستثمارية الضخمة وغير المسبوقة في البلاد، لكن ذلك لا يبدو كافيا ـ وفق عديد الخبراء والمراقبين ـ لتدشين نسبة نمو تستجيب لحاجات الاقتصاد التونسي ومستلزمات المواطن، إذ ثمة شروطا أخرى ضرورية تتمثل في مزيد إطلاق حرية الاعلام، واتخاذ إجراءات لتوسيع مجال استقلال القضاء، وتنشيط شرايين الحياة السياسية، وهي الملفات التي مثلت محور اهتمام رئيس الدولة في خطابه الاخير بمناسبة الذكرى الخمسين لاعلان الجمهورية، وما صدر من إجراءات وتصريحات في مجال الاعلام، ربما أشرت لمرحلة نوعية في السياسة الرسمية التونسية… (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

حـــوادث
 
ما نفع فيها شيء لا الشرطي ولا الحرس ولا كل طاقاتنا.. حواث المرور مازالت تصول وتجول في طرقاتنا.. زي عون الأمن هو الشيء الوحيد الذي يردع السائق عن بعد.. تراه يخفف من سرعته ثم ما أن يجتاز العون حتى يعود الى جنونه من بعد.. عندها يبدو المشكل وكأنه من المستحيل.. إذ كيف ستردع اناسا يخشون على «رخصهم» أكثر مما يخافون عزرائيل؟ محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

 


الحركة الوطنية التونسية ومطلب الاستقلال (1881-1956): (الحلقة الأولى)

تفاعل التعليم والصحافة والجمعيات مع الحركة الإصلاحية شكّل نواة الحركة الوطنية والاجتماعية بتونس بقلم: أ. محمّد لطفي الشايبي، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس ـ قـسـم التـاريـخ

 
تنشر «الصباح» على حلقات مقالة مطولة خصها بها الأستاذ محمد لطفي الشايبي حول الحركة الوطنية التونسية ومطلب الاستقلال وتكمن أهمية  الدراسة أولا في المكانة العلمية لكاتبها ومدى تعمقه في مجال البحث وقدرته على التوليف والتحليل والاستنتاج، وثانيا في اعتمادها على جملة من الوثائق  يكشف عن بعضها الأستاذ الشايبي لأول مرة. تتنزّل الإشكالية التي يطرحها موضوع دراستنا في إطار المبحث المتعلّق بخصوصية الحركة الوطنية التونسية وتطوّرها وكيفية تبنّيها لمطلب الاستقلال وإدراجه ضمن استراتجيتها التحريرية. ومن ثمّ فهي تعالج مسألة تدقيق المفاهيم وما تقتضيه من تعديل بموجب التفاعل مع تحوّلات الظرف الداخلي والخارجي للبلاد التونسية وتمثّلاتها لدى الفئات الاجتماعية الأهلية زمن الحماية الفرنسية. وستكون مقاربتنا تأليفية موظّفة تنوّع المادّة التاريخية التي تناولت بالدّرس جانبا أو جوانب من الموضوع بصفة مباشرة أو غير مباشرة وكذلك بعض المصادر الجديدة مثل مراسلات قادة الحركة الوطنية (الثعالبي، محمّد باش حامبة إثر الحرب العالمية الأولى ـ الهادي نويرة ـ الحبيب بورقيبة في الثلاثينيات ـ صالح بن يوسف، جلولي فارس في الأربعنيات ـ الباهي الأدغم، صالح بن يوسف، المنجي سليم في الخمسينيات) والأرشيف الخـاص لرجـال الحكومـة الفرنسيـة في فتـرة المفاوضـات التي أدّت إلـى الاستقلال مثل بيـار منداس فرنـس (Pierre Mendès France) رئيـس الحكومـة الفـرنسية (جـوان 1954- فيفـري 1955) وآلان سـافري (Alain Savary) كـاتب الدولـة المكلّف بالشـؤون التونسيـة والمغربيـة في حكومـة « قـي مولّـي »  (Guy Mollet) (جـانفي- نوفمبـر 1956). علما أنّ هدف مُؤَرِّخِ الفترة المعاصرة هو السّعي دوما إلى تنويع المصادر ومساءلتها. وبقدر ما تتنوّع المصـادر المكتوبة (أرشيفية، صحفية، مذكّرات، نشريات الحزب الدستوري التونسي: لوائح المؤتمرات تقـارير وخطب، مراسلات) والشفويـة (توظيف تسجيلات شهادات الشخصيات الوطنية المعاصرة للحدث وتنظيم لقاءات معها حسب استمارة دقيقة) تكون الحقيقة التاريخية المنشودة نسبية ومؤقتة أي محلّ وفاق بين المؤرّخين لمتانة محاججتها(argumentaire) ارتكازا على هذا الوفاق الظرفي، تصبح هذه الحقيقة مدعاة للتعديل والمراجعة كلّما اقتضى الأمر. ويقتضي موضوعنا الذي يطرح خصوصية الحركة الوطنية من حيث نشأتها ومكوّناتها وتطوّراتها والآليات التي توخّتها لإدراج مطلب الاستقلال التخطيط التالي:  -I في العلاقة العضوية بين الحركة الإصلاحية وحركة الشباب التونسي: فشل سياسة التشريك تؤول إلى المطالبة بالاستقلال (1881-1918).  IIـ  ميلاد الحزب الحرّ الدستوري ومطلب الإستقلال (1918-1933). IIIـ  الحزب الحرّ الدستوري الجديد وتوخّي سياسة المراحل (1934-1954). IVـ  الخلاف اليوسفي-البورقيبي والاستقلال التام (1954-1956). Iـ  في العلاقة العضوية بين الحركة الإصلاحية وحركة الشباب التونسي: فشل سياسة التشريك تؤول إلى المطالبة بالاستقلال (1881-1918): يجب الاشارة في البداية إلى أنّ الوطنية التونسية ـ ولئن كانت جنينية- سبقت انتصاب الحماية الفرنسية. إذ تمكّنت الحركة الاصلاحية أثناء فترة حكم المشير أحمد باي (1837-1855) وحكومة الوزير خير الدين (1874-1877) بالخصوص من التأسيس لنواة نخبة وطنية كان لها الدور الريادي في محاولة إصلاح الوضع الدّاخلي قبل انتصاب الحماية. إذ استقطبت حكومة خير الدين عناصر من النخبة أمثال الجنرال حسين (1820-1887) والشيخ محمّد السنوسي (1851-1900) ومحمود قابادو (1815-1871) وبيرم الخامس (1840-1889) وأحمد ابن أبي الضياف (1803-1874) التي كان لها تأثير في تحديد معالم الوطنية التونسية التي تجلّت في جريدة « الرائد التونسي » التي صدر عددها الأوّل يوم الأحد 22 جويلية 1860 متضمّنا هذا الشعار: « حبّ الوطن من الايمان فمن يسعى في عمران بلاده، إنّما سعـى في إعزاز دينه »(1) وفي صدور كتاب « أقوم المسالك في معرفـة أحوال الممالك » (1867-1868) (2). بيد أنّ أشكال المقاومة التي أبداها الأهالي على المستويين النخبوي ـ أمثال العربي زرّوق 1822-1902، رئيس بلديّة تونس الذي اختار الهجرة على قبول معاهدة الحماية والشيخ بيرم الخامس الذي غادر الإيالة إثر سقوط حكومة خير الدين الاصلاحية سنة 1877 متّجها إلى الشرق حيث استقرّ بمصر وأنشأ جريدة « الإعلام » سنة 1884 التي شنّت حملة واسعة ضدّ الاحتلال الفرنسي- والقبلي في الفترة الأولى من الاحتلال، تعكس تداخل العوامل الاقتصادية والثقافية ورفضها للسياسة الاستعمارية. وتتمثل ردود الفعل المحلّية بالخصوص في المقاومة القبلية (1881-1883) وانتفاضة الفراشيش (1906) وإضراب طلبة جامع الزيتونة (1910) وأحداث الزلاّج (1911) وحركة مقاطعة الترام (1912) وانتفاضة قبائل أقصى الجنوب التونسي (1915-1916) وظاهرة « الصعاليك الشرفاء » (البشير بن سديرة، محمّد الدغباجي…)، كلّ هذه الرّدود زعزعت أركان « السّلم أو التهدئة » الاستعمارية المزعومة وساهمت في إبراز تناقضات هذه السياسة (التي رفعت شعار التمدين من جهة وفرضت سياسة الاستيطان والاستغلال من جهة أخرى.(3) كذلك لابدّ من الاشارة إلى الوضع العام بالإيالة إبّان انتصاب الحماية فقد كانت القطيعة بادية بين البلد الرّسمي أو الشرعي (دولة البايات وأعوانها: المخزن) والبلد الحقيقي (دواخل البلاد المتكوّنة أساسا من القبائل) منذ انتفاضة علي بن غذاهم سنة 1864 وما تبعها من قمع وتفشّي أوبئة حيث تشير بعض الدّراسات إلى أنّ الإيالة فقدت خمس سكّانها (4) وازدادت استفحالا إثر إمضاء معاهدة الحماية بباردو (12 ماي 1881) إذ رفعت جموع القبائل لواء المقاومة والصّمود في حين وجّه الباي تعليماته إلى القياد في الجهات بقبول الأمر الواقع. وهذا من شأنه أن يجعلنا نقرّ بحالة الوهن العام التي جعلت عناصر النّخبة من جهة وشيوخ القبائل من جهة أخرى إدراك حقيقة عدم تكافؤ القوى أمام الجهاز الاستعماري الشيء الذي جعلها تتوخّى في فترة أولى المهادنة أي التعامل الإيجابي مع نظام الحماية بما يؤمّن الحقوق الدنيا لإثبات حقيقة « الذاتية التونسية » وفي مقدّمتها حقّ التونسيين في إدارة شؤون بلدهم. ودون الخوض في الطرق التي استعملتها الإدارة الفرنسية للضغط على الباي لقبول معاهدة 8 جويلية 1882 ومعاهدة 30 أكتوبر 1882 ومعاهدة المرسى 8 جوان 1883 التي مكّنتها من بسط نفوذها الفعلي على البلاد التونسية، نلمس لدى قادة الحركة الوطنية (حركة الشباب التونسي، الحزب الحرّ الدستوري التونسي، الحزب الحرّ الدستوري الجديد…) شبه إجماع حول ضرورة الرّجوع إلى نصّ معاهدة باردو الذي يعترف باستمرارية الدولة التونسية في إطار حماية ظرفية وليست أبدية.(5) ومن ثمّ فإنّ عمليّة نشأة الحركة الوطنية كردّ فعل منظّم ومؤطّر له مطالب ووسائل إبلاغ وتأثير ارتبطت بإرث الحركة الاصلاحية التي جعلت تعصير التعليم ونشره إحدى شروط النّهضة في البلاد. وفي هذا السّياق، تفاعلت قطاعات التعليم والصحافة والعمل الجمعياتي مع الحركة الاصلاحية وشكّلت نواة الحركة الوطنية التي جمعت بين إشعاع المؤسّسَتَيْن التعليميَتَيْن: المدرسة الصادقية (1875) وجامع الزيتونة الذي بلغه المدّ الإصلاحي (6) من جهة وتطوّر الصحافة (مجموعة « الحاضرة » 1888-1911) وبداية العمل الجمعياتي (جمعية الخلدونية سنة 1896 وجمعية قدماء المعهد الصادقي سنة 1905) من جهة أخرى(7) واضطلع التعليم العصري -الذي بدأ ينتشر قبل الحماية- بدور هام في إيقاظ الوعي الوطني لدى الشباب التونسي، في حين برز دور جمعية « الخلدونية » بالخصوص في تمكين طلبة جامع الزيتونة من الاطّلاع على العلوم العصرية وتوسيع آفاقهم الفكرية ومبادرتها في تنظيم دروس ومحاضرات في مجالات التاريخ والجغرافيا واللّغة الفرنسية والاقتصاد السياسي وحفظ الصحّة والفيزياء والكيمياء والرياضيات.(8) ولا غرابة في أن تكون المبادئ والأفكار التي كان الوزير المصلح خير الدين التونسي قد طرحها وتوسّع فيها في كتابه « أقوم المسالك لمعرفة أحـوال الممالـك » تأثير على الأقلّ من حيث الشكل- في مقالات جريدة « الحاضرة » التي ساهمت في تكوين رأي عام بالبلاد التونسية. فقد نشر مديرها علي بوشوشة في 20 نوفمبر 1894 مقالا جريئا تحت عنوان معبّر هو « مطالبنا » وفيه يؤكّد الكاتب على مجموعة من النقاط نذكر منها بالخصوص: – حماية البضائع التونسية من المنافسة الأجنبية. – دخول التونسيين التي توفّرت فيهم الشروط المطلوبة إلى الوظائف العمومية. – مشاركة الأهالي، على غرار الرعايا الأوروبيين، في إنجاز الأشغال العامة. – تعميم التعليم وتعصيره بإدخال مواد عصرية، وإحداث مراكز للتدريب الفلاحي والصناعي، وتعليم اللغة العربية في كلّ المدارس ودخول التونسيين إلى المدارس الفرنسية العليا بفرنسا. – تمثيل الأهالي في مؤسّسات استشارية لتمكينهم من المشاركة في مناقشة القضايا التونسية التي تهمّهم أوّلا وبالذات.(9) ولئـن كـان بعض الزيتونيين المؤيّديـن لحركة الإصلاح قد وجدوا فـي جمعيـة « الخلدونية » إطارا يجتمعون فيه مع رفاقهم الصادقيين المتعلّقين بالحضارة العربية الاسلامية، فإنّ المَدْرَسِيين المتأثرين بالثقافة الغربية قد ظلّوا لفترة بدون إطار يعبّر عن مشاغلهم إلى أن تمّ إنشاء جمعية تجمع شملهم أطلقوا عليها « جمعية قدماء المدرسة الصادقية » تمّ تأسيسها في 23 ديسمبر 1905. وقد اقترح مؤسّسها علي باش حامبة (1876-1918) في خطـاب الافتتـاح أن يكون نشاط الجمعية مستمدّا من الأهداف التي رسمهـا الوزيـر المصلح خير الدين للمدرسـة الصادقية عند نشأتهـا في سنة 1875 قائلا بـالخصوص: « علينا أوّلا أن نجتهد للحفاظ على هذا الفكر التجديدي الذي كان المعهد الصادقي مهدا له، وتنميته لدى رفاقنا ثم نشره بين عامة الشعب ». وقد استطاعت جمعية قدماء الصادقية أن تنظم خلال سنة، من أفريل 1906 إلى أفريل 1907 حوالي 84 محاضرة منها 27 في مقرّها (الكائن بنهج باب بنات عدد 36) و57 في أحياء المدينة. وكان هذا التوجّه نحو تعميم الثقافة المدرسية يرمي إلى جانب الحفاظ على الفكر الصادقي ونشره بين الجماهير الشعبية، إلى تحقيق نهضة أدبية وفكرية. وقد لاحظ علي باش حامبة قائلا: « في اليوم الذي نصل فيه إلى تربية عامة الشعب بنشر الأفكار العصرية، والتعريف بالعلوم وتقريبها إلى الأذهان، نكون قد نجحنا في إيقاظ النشاط والإسراع بتطوير بلادنا نحو وضع أكثر تلاؤما مع متطلّبات العصر (…) »(10) لا شكّ أنّ هذه الشواهد تدلّ من حيث المبادرات وتحديد المواقف على أنّ العامل الثقافي أصبح بالنسبة للنّخبة الوطنية الوسيلة التي من شأنها أن تؤسّس لتحرّك وطني منظّم. فحالة الوهن التي كانت تعيشها الإيالة قبل انتصاب الحماية واستفحالها من بعد مع تكثيف عملية الاستعمار الفلاحي والاستغلال المنجمي والاقصاء الإداري-الوظيفي جعلت قضية تعصير التعليم وتعميمه الهاجس الأوّل للنخبة الصادقية والزيتونية واعتبرته الشرط الثـابت والنـاجع في ترسيخ مفهوم الوطنية التونسية. فالعمل الدعـائي الذي أنجزتـه عن طريق محـاضرات العمل الجمعيـاتي سواء كـان ذلـك فـي جمعية « الخلدونية » أو « جمعية قدمـاء الصـادقية » أو الصحـافة مهّد السبيـل إلـى نشـأة « النـادي التونسـي » (Le cercle tunisien) سنة 1905 الذي جمع عناصر النّخبة التونسية وفسح لها المجال -ولئن كان ذلك بحذر- حول إمكانية النقاش في المسائل التي تشغل الأهالي وفي مقدّمتها كيفية تجسيم حقّ التشريك.(11) وكانت جريدة « الحاضرة » التي حظيت بمساندة شقّ الليبراليين في جهاز الإدارة الاستعمارية في فترة المقيميْن العامّيْن روني ميلّي (René Millet)  (1894ـ 1900) وستيفين بيشون (Stephen Pichon)  (1900-1907 ) قد تخلّت عن موقف المقاومة الأدبية نحو موقف الإصلاح(12) وفي هذا السّياق ذاع صيت محاضرات محمّد البشير صفر خرّيج الصادقية ورئيس مجموعة « الحاضرة »- التي كان لها أثر فعلي في تجديد الثقافة التونسية. وكان البشير صفر متّصلا بحركة الإصلاح الإسلامي (لقاءه بالشيخ محمّد عبده أثنـاء زيـارته لتونس في سبتمبر 1903 الذي ألقـى محـاضرة بالخلدونيـة حول « العلم والتعليم »)(13) وبزعيم النهضة الوطنية المصرية مصطفى كامل. وقد بلغ عدد مقالاته بـ » الحاضرة » 58 خطبة أو افتتاحية في السياسة والفلسفة والتاريخ. وكانت دروسه بجمعية « الخلدونية » إيقاظـا للهمم وتحريكـا لها.(14) وعلى يده تخرّج عدد من ألمع الصحفييـن الوطنييـن وفي مقدّمتهم محمّد الجعـايبي (1880-1938) مؤسّس جريدة « الصواب » سنة 1904 ومجلّة « خير الدين » الشهرية المصوّرة سنة 1906.(15) ولم يكن علم التاريخ في نظر مجموعة « الحاضرة » كافيا وحده لإيقاظ الروح الوطنية لدى القرّاء فلجؤوا أيضا إلى التعريف بالأعلام التونسيين من علماء وأدباء ووزراء ممّن خدموا بلادهم وساهموا في بناء ثقافتها الوطنية (16) وأولوا مكانة مرموقة لرسالة المسرح في رفع المستوى الذهني للجمهور وبثّ الوعي الوطني في النفوس(17) وكان الإعلان رسميا عن ظهور « حركة الشباب التونسي » مع صدور العدد الأوّل من صحيفتها الأسبوعية الناطقة باللغة الفرنسية Le Tunisien  (التونسي) يوم 7 فيفري 1907 حدثا دالاّ على إرادة التحرّك السياسي الذي بدأ يجمع كلمة النّخبة الوطنية والتي تركّزت مطالبها على مجموعة من الأصعدة أهمّها: – الصعيد السياسي: الدفاع عن سياسة « التشريك » (Association) من خلال تمثيل التونسيين بالمجلس الشوري الذي أحدث سنة 1891. – الصعيد الاقتصادي: المساواة بين الفرنسيين والتونسيين في اقتناء الأراضي الفلاحية، وإحداث شركات تعاونية لصغار الفلاحين وتخفيض ضريبة المجبى. – الصعيد التربوي: تركيز مؤسّسات تعليم مزدوج باللغتين العربية والفرنسية والمناداة بإجبارية المرحلة الابتدائية ومجانيتها. – الصعيد القضائي: إصلاح الهياكل القضائية وإحداث مجلاّت قانونية لكي يتسنّى إدخال حدّ معقول من التجانس بين مختلف الدوائر القضائية التونسية.(18) ولئن تبيّن أنّ الحركة لم تدرج مطلب أو قضية الاستقلال في برنامجها ـ نظرا إلى طبيعة موازين القوى بين الحامي والمحميّ من جهة وهشاشة المرحلة من جهة أخرى- فإنّها ساهمت في الترويج لجملة من الأفكار الجوهرية التي ستمكّن الحركة الوطنية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى من مراكمة رصيد مرجعي متنوّع.(19) ونجد في مقدّمة هذه المبادئ: التمسّك بدستور 1861 والمطالبة بإعادة إحيائه، مع أنّ هذا المطلب لم يرد في برنامج 1907 بل أثير في مناسبات عديدة لمطالبة سلط الحماية بضمانات سياسية وقانونية تكفل حقوق التونسيين.(20) كما يرجع للحركة السّبق في بلورة نظرة حديثة للإنتماء الوطني بتحديد المصطلحات الدّالة على الهوية الوطنية وإكسابها معان جديدة تتلاءم مع روح العصر. وقد أدّى ذلك إلى تجديد الخطاب السياسي التونسي بإقحام مفاهيم جديدة في اللغة السياسية المتداولة مثل مصطلح « الأمّة التونسية »، و » الشعب التونسي ».(21) ولم يكن ذلك هيّنا نظرا لتداخل تمثّلات هذه المفاهيم الحديثة لدى الرّأي العام. إذ أنّ التمييز بين « الأمّة الإسلامية » كمجال ثقافي سياسي عام أساسه التضامن بين الشعوب في إطار الإمبراطورية العثمانية و » الأمّة التونسية » كمجال ثقافي سياسي خاص أساسه التاريخ المشترك لأفراد شعب جاء نتيجة تحوّلات جغراسياسية وتراكمات تاريخية وظّفتها حركة الشباب التونسي في سجالها مع إدارة الحماية وخاصة حزب المعمّرين قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى.(22) ومن ثمّ فإنّ الإقرار بذاتية الدولة التونسية حقيقة تاريخية سبقت انتصاب الحماية. ولم تتدخر الأدبيات الاستعمارية جهدا لاتّهام حركة الشباب التونسي بكونها حركة عنصرية تعمل تحت إمرة السلطة العثمانية. وكانت ردود الحركة على هذه التهجّمات والادّعاءات التأكيد أكثر على وطنيتها وتعلّقها بحضارتها مع ميلها إلى توخّي سياسة تقارب مع الفرنسيين الأحرار. ولئن أبدى المؤرّخ الفرنسي شارل أندري جوليان ملاحظته حول الأسبـاب التي جعلت حركة الشباب التونسي لا تطالب بالاستقلال إلى أنّ هذه الحركة « ترى فائدة فيما تقدّمه فرنسا من زاد ثقافي واقتصادي(…) وأنّ الكرامة الانسانية تقتضي أن يتساوى المُسْتَعْمَرُون مع المُسْتَعْمِرِين » مع الحرص على وضع حدّ لنيل فرنسا من الشخصية التونسية(23)، فإنّ نشاط الحركة تدرّج من عمل نخبوي يشمل أقلية من المثقفين من سكّان العاصمة وبعض المدن التونسية إلى توجّه تأطيري متفاعل مع التحرّكات الشعبية التي شهدتها البلاد وبخاصّة العاصمة في موفّى العقد الأوّل من القرن العشرين خلال فترة 1909-1912 نذكر منها خاصّة: – إجتماع بقاعة البلماريوم يوم 10 ديسمبر 1909 والتجمهر أمام الإقامة العامة احتجاجا على إلحاق اليهود التونسيين بالمحاكم الفرنسية. – إضراب طلبة جامع الزيتونة (مارس 1910) ومطالبتهم بإحداث شهادة الأهلية. – تأطير حوادث شهر نوفمبر 1911 أو حوادث الزلاّج. – مقاطعة شركة الترامواي التي تسبّبت إحدى عرباتها في مقتل طفل تونسي. وقد تعمّد سائق العربة الإيطالي الجنسية هذا الحادث (8 نوفمبر 1912) نظرا إلى التوتّر الذي كان سائدا بين الجالية الإيطالية والأهالي من جرّاء الغزو الاستعماري لطرابلس وقد خلّدت أغنية « على مَا جْرَى » الشعبية مآثر هذه المقاطعة لشركة الترامواي كان مطلعها: « على مـا جرى للكبّانيـة فلست ما دلّتش ثنية ترمفاي وراء ترمفاي فارغ وحدو ماشي جاي فرنسا قالت ما أكبر داي تونس فيها الوطنية… »(24)    وقد استغلّت الحركة هذه الحادثة للدّفاع عن الحقوق السياسية للتونسيين، ممّا أثار فزع السلط الاستعمارية. فقرّر المقيم العـام يوم 13 مارس 1912 حلّ الحركة ونفي أبرز مسيّريهـا. وليس بخفيّ أنّ حزب المعمّريـن بقيـادة زعيمه فكتور دوكرنيـار (Victor De Carnières) كان المتسبّب الأول في فشل سياسة التشريك وهو الذي قاد حملة عنصرية شنيعة ضدّ الأهالي أساسها أنّ « الشعوب المولّى عليها من قبل الدولة الفرنسية ليست متحضّرة بالدرجة التي تجعلها تفهم أبعاد مبادئ 1789، وهنا يجب على النظرية (…) أن تفسح المجال للضرورة ».(25) اقترنت الإجراءات القمعية التي اتخذتها الإدارة الاستعمارية إثر حوادث الزلاّج ومقاطعة الترام مع مقتضيات اندلاع الحرب العالمية الأولى والمتمثلة بالخصوص في إعلان حالة الحصار ومنع الحرّيات، الشيء الذي جعل نشاط الحركة يبرز في المهجر: الأخوان علي ومحمّد باش حامبة والشيخان صالح الشريف وإسماعيل الصفايحي.(26) فقد استقرّ علي باش حامبة زعيم حركة « الشباب التونسي » نهائيا بالآستانة حيث تقلّد خطّة مستشار الحكومة التركية. واضطلع بمهامّ تنسيق نشاط الوطنيين التونسيين في المهجر بوصفه رئيس « لجنة تحرير المغرب العربي ».    وتشير الوثائق الأرشيفية الألمانية إلى مخطّط علي باش حامبة في تحرير المغرب العربي بحدّ السّلاح(27) ولئن لم يتمّ تحقيق هذا المشروع بحذافيره فإنّ علي باش حامبة شارك إلى جانب محمّد العتّابي من المغرب الأقصى في المؤتمر الإسلامي المنعقد بستوكهولم سنة 1917 والذي ضمّ ممثّلين عن جميع البلدان الإسلامية المحتلّة وأقرّ مطلب استقلال المغرب الأقصى.(28)    أمّا محمّد باش حامبة فقد تحوّل إلى سويسـرا حيث استقرّ بجنيف سنة 1916 وأصدر « مجلّة المغرب » La Revue du Maghreb الشهرية والناطقة باللغة الفرنسية التي أعلنت منذ عددها الأول بصريح العبارة عن « إفلاس سياسة المشاركة » التي كانت تنادي بها جريدة « التونسي » الناطقة باسم حركة الشباب التونسي ثم طلبت بكلّ وضوح في السنة الموالية (1917) وباسم الشعب التونسي إصدار دستور يمنح: – ضمان الحقوق والحريات الفردية ؛ – الفصل المطلق بين السلطات ؛ – إلغاء كلّ نظام استثنائي، ومساواة الجميع أمام قانون موحّد – إحداث مجلس تشريعي ومالي منتخب ؛ – تنظيم البلديات وإحداث مجلس بلدية منتخبة ؛ – إحداث مجالس إقليمية منتخبة(29) ولئن كان لقيام الثورة البلشفية (أكتوبر 1917) تأثير على مواقف الوطنيين، فقد تدعّم موقف المجلة النضالي من أجل تحرير الشعوب إثر الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي « ولسن » (Wilson) الأربعة عشر التحرّرية فانتقلت من فكرة الدستور إلى فكرة الاستقلال « لأنّ الشعب الجزائري/ التونسي ـ كما لاحظت المجلة ذلك- لم يتنازل عن استقلاله رغم خضوعه لنظام خاص من الجور والعنف والإذلال والإرهاب الدائم. وهو يهيب بالضمير العالمي ليعترف له بحقّه في العيش حرّا مستقلاّ.(30) ولم يقتصر عمل محمّد باش حامبة على إدارة « مجلّة المغرب » بل شمل إنجاز عدّة مؤلّفات دعائية باللغة الفرنسية نذكر منها: العدلية التونسية (جنيف 1917)، الشعب الجزائري التونسي وفرنسا (جنيف 1917)، مناورة فرنسية: الإصلاحات الأخيرة بالجزائر (جنيف 1918)، الحماية الفرنسية بتونس (جنيف 1918). كما شارك في أشغال المؤتمر الثالث للقوميات المضطهدة المنعقد بلوزان من 27 إلى 29 جوان 1916 وعرض فيه مطالب مسلمي الجزائر وتونس. وبالتوازي مع نشاط الأخوين علي ومحمّد باش حامبة، يعدّ الشيخ صالح الشريف من أبرز قادة الحركة الوطنية في المهجر أثناء الحرب العالمية الأولى، إذ كلّفته الحكومة التركية بالقيام بمهمّة خاصة في ألمانيا صحبة الشيخين إسماعيل الصفايحي ومحمّد الخضر حسين تمثّلت في الاتّصال بأسرى الحرب المغاربة (تونسيون وجزائريون ومغاربة) وتنظيمهم ضمن فرقة واحدة تزوّد بالسّلاح والذخيرة وترسل عن طريق الغوّاصات إلى طرابلس. كذلك بادر بتكوين « لجنة استقلال تونس والجزائر » ببرلين للدّفاع عن قضايا الشعوب المغربية. ومن مؤلّفاته الدعائية نذكر: حقيقة الجهاد (بارن 1916)، تونس والجزائر (بالاشتراك مع إسماعيل الصفايحي، برلين 1916)، حجج دامغة حول وجوب خروج الفرنسيين من تونس. وأمام هذا النشاط المكثّف للوطنيين في المهجر ومحاولتهم إشعال فتيل الثورة ضدّ السلطة الاستعمارية في الجنوب التونسي (انتفاضة الودارنة، جهاد خليفة بن عسكر النالوتي، معارك المجاهِدَيْن محمّد الدغباجي والبشير بن سديرة…)، جنّدت سلطة الحماية كلّ إمكاناتها الإدارية والعسكرية لمحاصرة هذه التحرّكات.(31) فبادرت بحجز أملاك المهاجرين واستعملت أحدث وسائلها العسكرية آنذاك (الطائرة) لضرب مواقع المجاهدين التونسيين والليبيين. وكان الملازم العقيد جول لوبوف (Jules Le Bدuf) (1865ـ1916) من الضبّاط السامين الفرنسيين الذين كلّفوا بهذه المهمّة وقد عثر على حطام طـائرته التي سقطت في الصحراء التونسيـة وهي تحمل على غطاء المحرّك هذا التهديد: « إنّي أبعث الرّعب في قلب العدوّ »32. ولئن انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء وانهزام الامبراطوريات الوسطى من جهة وإخماد الإدارة الاستعمارية الفرنسية لانتفاضة قبائل الجنوب الشرقي التونسي والسّيطرة على الوضع الداخلي من جهة أخرى فإنّ مبدأ حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وبدايات التعاطف مع النضالات التحريرية ومناهضة الاستعمار شدّا انتباه عناصر النّخبة الوطنية من بقايا حركة الشباب التونسي التي ستطرح ضرورة تكوين حزب وطني عصري وتخوض الجدل حول مطلب الاستقلال: إدراجه في البرنامج، أم إرجاؤه ؟ أم إخفاؤه ؟ يتبع الهوامش 1ـ انظر:  « الرائد التونسي » في عمايرية (حفناوي): الصحافة وتجديد الثقافة. تونس في القرن التاسع عشر. تونس، المعهد الوطني للتراث / الدار التونسية للنشر، 1994، ص. 209 إلى 246. – الذوّادي (زهير): الاستعمار وتأسيس الحركة الاصلاحية الوطنية التونسية. تونس، الأطلسية للنشر، 2006. 2ـ التونسي (خير الدين): « أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ». تمهيد وتحقيق المنصف الشنوفي، جزآن. قرطاج، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، 2000. 3ـ أنظر مداخلتنا: ملاحظات حول بروز الوعي الوطني التونسي (1881-1939) في الثقافات والوعي الوطني في العالم العربي المعاصر. زغوان، مؤسّسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، 1999، ص. 175 إلى 188. 4ـ أنظر: Ganiage (Jean) : La population de la Tunisie vers 1860 In Etudes Maghrébines. Paris, PUF, 1964, pp. 165 à 198. – Chater (Khelifa): La Mehalla de Zarrouk au Sahel (1864). Tunis, PUT, 1978. 5 ـ أنظر:  المحجوبي (علي): انتصاب الحماية الفرنسية بتونس. تونس، سراس للنّشر، 1986، ص. 85 إلى 94. ـ الذوادي (زهير): الاستعمار…، مرجع سابق. 6ـ أنظر: قرين (أرنولد هـ): العلماء التونسيون (1873-1915). ترجمة حفناوي عمايرية، أسماء معلّى. تونس، بيت الحكمة / دار سحنون، 1995. 7ـ العريبي (علي): الحاضرة. تونس، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، 1995. – حمدان (محمّد): أعلام الإعلام في تونس (1860-1956). تونس، مركز التوثيق القومي، 1991.   ـ عمايرية (حفناوي): الصحافة وتجديد…، مرجع سابق.  8ـ أنظر: جوليان (شارل أندري): المعمّرون الفرنسيون وحركة الشباب التونسي. تعريب محمّد مزالي / البشير بن سلامة. تونس، الشركة التونسية للتوزيع، بدون تاريخ، ص. 42 إلى 80. 9ـ أنظر النص الكامل للمقالة في الدقي (نور الدين): حركة الشباب التونسي. منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية، الطبعة الثانية، 2005، ص. 19 إلى 22. 10ـ جمعية قدماء المعهد الصادقي. تقرير لجنة المبادرة (كرّاس) ذكره محمّد صالح الماجري: تطوّر الحركة الوطنية التونسية. الجزء الأوّل. تونس، الدار التونسية للنشر، 1977، ص. 113 (بالفرنسية). 11ـ أنظر: Zmerli (Sadok) : Feuilles éparses. Tunis, Kahia, 2000, pp. 143-144. 12 ـ قرين (أرنولد هـ): العلماء التونسيون. ترجمة حفناوي عمايرية وأسماء معلى. تونس، دار سحنون / بيت الحكمة، 1995، ص. 222-226 13- أنظر نص المحاضرة في الطويلي (أحمد): دراسات ووثائق عن الحركة الإصلاحية بتونس. سوسة، مؤسّسة سعيدان للنّشر، 1992، ص. 81 إلى 97 14- أنظر: العريبي (علي): الحاضرة…، مرجع سابق، ص. 89 15ـ نفس المرجع، ص. 93 16ـ العريبي (علي): مقالات في النهضة التونسية لمحمّد البشير صفر في « المجلّة التاريخية المغاربية » عدد 85-86، ماي 1997، ص. 211-303 17ـ العريبي (علي): مفهوم علم التاريخ لدى جماعة « الحاضرة » في « المجلة الصادقية »، جانفي 1998، ص. 12 إلى 17 18ـ أنظر: » Le Tunisien«, 7 février 1907. Notre programme. نشرته بالعربية جريدة « التونسي » في 8 فيفري 1909 19ـ الدقي (نور الدين): حركة …، مرجع سابق، ص.13 20ـ أنظر على سبيل المثال: –    « Le Tunisien »  29 septembre 1908. La Tunisie et la constitution A. Zaouche 21ـ الدقي (نور الدين): حركة…، مرجع سابق، ص.14 22ـ أنظر: Tunger-Zanetti (Andreas):La communication entre Tunis et Istanbul (1860-1913). Province et métropole. Paris, l’Harmattan, 1996, pp. 201 à 203. –  عيادي (توفيق): حركة الشباب التونسي (1907-1912) في تونس عبر التاريخ. الجزء الثالث. تونس، مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية، 2005، ص 68 23- جوليان (شارل أندري): المعمّرون الفرنسيون وحركة الشباب التونسي. تعريب محمّد مزالي والبشير بن سلامة. تونس، الشركة التونسية للتوزيع، بدون تاريخ، ص.95 24- أنظر: خواجة (أحمد): الذاكرة الجماعية والتحوّلات الاجتماعية من مرآة الأغنية الشعبية. تونس، منشورات أليف / كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، 1998، ص. 145-146. 25ـ أنظر: Byans (J. Vernier de) : Condition juridique et politique des indigènes dans les possessions françaises. Paris, A. Leclerc éditeur, 1905, page 132. علما أنّ هذا المؤلّف شغل خطّة ضابط إدارة من الدرجة الأولى في المقتصدية العسكرية لجنود المستعمرات. وكان قد حرّر سنة 1912 التقرير الموجّه إلى وزير المستعمرات الفرنسي متبوع بمشروع قانون تنظيم المستعمرات الفرنسية غير الجزائر وتونس. ذكره: Grandmaison (Olivier Le Cour) : Droits de l’homme, loi(s) et colonies In Droits, n!43, 2006, page 141. 26  ـ أنظر:ـ تقرير قاضي التحقيق بارون (Baron) في الثعالبي (عبد العزيز): تونس الشهيدة. تعريب حمّادي الساحلي / مراجعة العروسي المطوي. بيروت، دار الغرب الاسلامي، 1984، ص. 325 إلى 332. – الساحلي (حمّادي): نشاط الوطنيين التونسيين في المهجر أثناء الحرب العالمية الأولى في « المجلة التاريخية المغربية »، عدد 33-34، جوان 1984، ص. 182 إلى 192 – Chaïbi (Med Lotfi) : Profils du national et contours du colonial dans le Maghreb des années vingt In Les Années Vingt au Maghreb. Actes du Xe colloque International de l’ISHMN, Tunis, 2001, pp. 71 à 94. 27  ـ أنظر: غانم (عماد الدين): عمليات الغوّاصات الألمانية في المياه الليبية وحركة الجهاد 1915-1918. بنغازي-ليبيا، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، 2003، ص. 84-85 28ـ العجيلي (التليلي): صدى حركة الجامعة الإسلامية في المغرب العربي (1876-1918). تونس، دار الجنوب للنشر، 2005، ص.451 29ـ مجلة المغرب، عدد 11 و12، نوفمبر-ديسمبر 1917 مطالب الشعب التونسي. 30ـ مجلة المغرب، ماي-جوان 1918. استقلالنا. 31ـ أنظر: ليسير (فتحي): قبائل أقصى الجنوب التونسي تحت الإدارة العسكرية الفرنسية: نجع ورغمّة نموذجا (1881-1939). زغوان، منشورات مؤسّسة التميمي، 1998، ص. 163 إلى 171 32ـ أنظر: Humbert (Jean-Charles) : Mission aérienne au Sahara en 1916. Contribution à l’histoire du Sahara tunisien. Paris, l’Harmattan, 2004. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 أوت 2007)


 

تنظيم القاعدة في الجزائر يعلن مقتل أربعة ليبيين من عناصره شرق البلاد

 
الجزائر ـ يو بي آي: أكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقتل أربعة ليبيين من العناصر الأجنبية المنتمية إليه في قصف نفذه الجيش الجزائري بمنطقة بئر العــــاتر شرق البلاد. ونفي التنظيم في بيان وصلت إلي يونايتد برس انترناشونال نسخة منه امس الإثنين ما تناقلته الصحف الجزائرية عن مقتل 30 من عناصره في نفس العملية، وقال ان القصف الذي قام به الجيش ضد معاقله أدي إلي مقتل ستة مسلحين بينهم 4 ليبيين من أتباع التنظيم. وذكر البيان أن الإشتباكات مع الجيش التي وقعت بمنطقة بئر العاتر بولاية تبسة (700 كم) شرق العاصمة الجزائرية خلفت مقتل 6 عسكريين وإصابة 19 آخرين. من ناحية أخري نفي البيان أن يكون مصعب أبو داوود الذي سلم نفسه قبل أكثر من شهر إلي قوات الأمن طوعا بعدما انشق عن التنظيم المتشدد قياديا بارزا والرقم الثاني في التنظيم، واصفا إياه بالخائن والجندي البسيط سابقا في التنظيم كان تآمر علي سرية بولاية الجلفة جنوبي البلاد. كما نفي التنظيم وجود معارضة بداخله للعمليات الإنتحارية ونشوب خلافات بين قادة التنظيم ووجود حالات اغتصاب بين عناصره، واصفا إياها بالأراجيف التي تهدف إلي تثبيط عزائم الشباب المتدفق علي ساحة الجهاد . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

الحكومة الجزائرية تقرر تعويض 9 آلاف عائلة تورط ابناؤها في قضايا الارهاب

 
الجزائر ـ يو بي أي: قال وزير التشغيل والتضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس أن الحكومة قبلت بتعويض 9 آلاف من عائلات المتهمين في قضايا ارهابية في اطار تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي وضعه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لانهاء الأزمة الأمنية والسياسية التي عصفت بالبلاد منذ عام 1992. ونقلت اذاعة الجزائر الرسمية امس الاثنين عن ولد عباس قوله ان التعويض سيطال فئتين من هؤلاء،الأولي وهي العائلات المعوزة التي تـــورط أحـــد أبنائها في عمليات ارهابيــة والثانية تخـــص الموظفين الـــذين تـــعرضوا لاجراءات ادارية بالفصل عن العمل لاسباب أمنية . وسبق للحكومة أن قامت باعادة 500 امام مسجد الي مناصبهم بعد ثبوت براءتهم من تهمة المشاركة في أعمال ارهابية. وأكد الوزير الجزائري أن الحكومة خصصت 15.6 مليار دينار (حوالي 200 مليون دولار) تمّ صرف 8 مليار دينار منها في اطار عمليات التعويض، مشيرا الي أن العملية متواصلة وأن قائمة طلبات التعويض تبقي مفتوحة وستخضع للتحقيق. وكانت الحكومة الجزائرية بدأت في المقابل في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي بتعويض الآلاف من ضحايا ما سماه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المأساة الوطنية . وتمنح الحكومة لكل عائلة مليون دينار (ما يعادل أكثر من 13 ألف دولار). وقد كشف ولد عباس أنه تم تسجيل قرابة 42 ألف ملف من ضحايا الارهاب منذ البدء في تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في شباط (فبراير) الماضي 2006. وتشير الحكومة الي أن الارهاب تسبب منذ اندلاعه العام 1992 في مقــتل أكثر من 150 ألف شخص وخسارة 30 مليار دولار بسبب عمليات التخريب للممتلكات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

ملك المغرب يدعو الى انتخابات برلمانية نزيهة في 7 سبتمبر

 
الرباط (رويترز) – دعا الملك محمد السادس السياسيين في المغرب الى ضمان أن تكون الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر ايلول خالية من أي فساد. وستنافس المؤسسة العلمانية التي حكمت المغرب على مدى أكثر من 50 عاما في الانتخابات المقررة في السابع من سبتمبر الاسلاميين الذين يعتمدون على شعور واسع بخيبة الأمل تجاه السياسيين الذين يعتبرهم الكثيرون فاسدين أو عديمي الجدوى. وقال ملك المغرب في خطاب وجهه الى المغاربة يوم الاثنين 20 أوت 2007 « ندعو… الأحزاب التي نكن لها كل التقدير… (الى) تنزيه الاقتراع عن كل الشبهات والتركيبات المصطنعة والحسابات الضيقة التي لا نرتضيها لمصداقية المشهد السياسي السليم المنشود. » وتابع العاهل المغربي الذي يقود اصلاحات تهدف لتعميق الديمقراطية وتعزيز الاقتصاد والمساعدة في مواجهة الفقر في الدولة البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة « ندعو (الاحزاب) لاحترام الارادة الشعبية الحرة. » وتشير عدة استطلاعات للرأي الى أن المغاربة ينظرون الى البرلمان الحالي بقدر قليل من التوقير بسبب عمليات شراء الأصوات في الماضي. ولا يزال الفقر متفشيا في الريف المغربي كما أن معدلات البطالة مرتفعة في المدن وهو ما يغذي توترات سياسية يلقي كثيرون عليها باللوم في تزايد التشدد الديني. ومنطقة شمال افريقيا في حالة تأهب منذ هدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومقره الجزائر الشهر الماضي بتكثيف الهجمات ضد الحكام الاقليميين « الفاسدين » وحلفائهم الغربيين. ودعا الملك محمد السادس الناخبين الى التفكير في المستقبل الاقتصادي والسياسي للبلاد لدى ادلائهم بأصواتهم. وقال انه في الانتخابات « ستختار بارادتك الحرة.. بين برامج ومرشحي الاحزاب المتنافسة لعضوية مجلس النواب الجديد. » وستلقى نتائج الانتخابات متابعة عن كثب من جانب ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي تعتبر الدفع باتجاه الديمقراطية الكاملة في الشرق الاوسط وافريقيا أولوية في حربها على الارهاب. وأثنت حكومات أجنبية على الاصلاحات السياسية والاصلاحات الخاصة بحقوق الانسان في المغرب منذ تولى الملك محمد السادس السلطة في عام 1999 بعد وفاة والده الملك الحسن الذي حكم البلاد بقبضة من حديد. غير أن النشطاء المدافعين عن الديمقراطية في البلاد يقولون ان التكنوقراط الذين عينهم الملك لا يزالون يمسكون بمقاليد السلطة الحقيقية ويحتلون المناصب العليا بما فيها منصبا رئيس الوزراء ووزير الداخلية وهو ما يحد من دور السياسيين المنتخبين. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 20 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

سيف الاسلام القذافي: ليبيا تحتاح الى مؤسسات مستقلة

 
بنغازي (ليبيا) (رويترز) – قال سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الاثنين ان ليبيا تحتاج الى اصلاحات لتقوية ديمقراطيتها الشعبية المباشرة ومن ذلك اقامة مؤسسات مستقلة مثل بنك مركزي ومحكمة عليا وجهاز اعلامي. غير ان سيف الاسلام ذا التوجه الاصلاحي الذي كشف ايضا عن تفاصيل خطة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تتكلف 104 مليارات دينار (82.80 مليار دولار) لمعالجة مشكلات ليبيا قال لحشد من الاف من انصاره ان زعامة والده وقوانين الشريعة الاسلامية ليستا محلا للنقاش. وقال سيف الاسلام في كلمة اذاعها التلفزيون الحكومي ان التحدي القادم لليبيا هو صوغ حزمة من القوانين التي يمكن تسميتها دستورا والتي يجب ان يقرها الشعب لتصبح عقدا بين كل الليبيين. وقال ان النظام السياسي الحالي للجماهيرية والذي يقوم على الكتاب الاخضر للقذافي جيد على الورق ولكن له بعض العيوب في التطبيق العملي. ويجرم ذلك النظام المعارضة السياسية ويحظر انشاء احزاب سياسية وبرلمان منتخب انتخابا حرا. وقال سيف الاسلام ان رخاء ليبيا واستقرارها يتطلبان انشاء جهاز اعلامي مستقل وبنك مركزي مستقل ومحكمة عليا مستقلة. وقال ان المجتمع يحتاج الى جهاز اعلامي مستقل ليلقي الضوء على الفساد والغش والتزوير. ويجب ان يكون لليبيا مجتمع مدني مستقل وهيئات مستقلة. وأورد سيف الاسلام اربع قضايا قال انه يجب استثناؤها من اي مناقشة سياسية واصلاحات مستقبلية وهي الشريعة الاسلامية والامن والاستقرار وسلامة اراضي ليبيا وزعامة القذافي. وأورد سيف الاسلام الذي لا يشغل رسميا اي منصب حكومي تفاصيل دقيقة لاصلاحاته المقترحة الامر الذي قد يثير تكهنات بانه قد يخلف والده يوما ما. وقال ان ليبيا لن تتحول الى اسرة حاكمة او عائلة مالكة وانه يريد تقوية النظام الحالي للبلاد لجعله اكثر كفاءة. وعن الاصلاحات الاقتصادية شرح سيف الاسلام تفاصيل خطة تتكلف 104 مليارات دينار لتطوير شبكة المياه والصرف الصحي للبلاد والطرق والمطارات وبناء مساكن جديدة وتقديم منح وقروض الى الليبيين لبدء مشروعات خاصة. وقال ان الخطة بدأت العام الماضي ولكن لم يذكر متي ستنتهي. واحد الاجراءات التي استشهد بها مشروع اعطاء كل طفل ليبي يولد مبلغا من المال يودع في بنك من اجل دفع نفقات تعليمه ورعايته الصحية. وقال سيف الاسلام ان ذلك المبلغ سيمكن الاطفال من العيش دون مساعدة من ابائهم. واضاف قوله ايضا ان مطارا سيبنى في كل مدينة ليبية وان البلاد سوف تشتري 47 طائرة جديدة. صلاح سرا (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 21 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

صدور اول صحيفة ليبية مستقلة في طرابلس

 
طرابلس ـ يو بي أي: صدرت امس الاثنين في العاصمة الليبية طرابلس اول صحيفة مستقلة غير مملوكة للدولة تحت اسم ايويا (طرابلس باللغة الرومانية القديمة) ، واعدة الزعيم الليبي معمر القذافي بأن يكون بها حفيا . ووعدت الصحيفة ـ التي يرأس تحريرها محمود البوسيفي الذي شغل لسنوات طويلة منصب نقيب الصحافيين الليبيين ورئيس تحرير مجلة المؤتمر التي يصدرها مركز دراسات الكتاب الأخضر ـ القذافي بأن يكون بها حفيا وأن تسير علي طريق تعزيز قيمة الحرية . ووزعت هذه الصحيفة التي تمتلكها شركة الغد للخدمات الإعلامية للمرة الاولي في كافة مراكز توزيع الصحف. ونشرت الصحيفة علي صفحتها الأولي صورة للزعيم الليبي معمر القذافي مصحوبة بتعليق لها تحت عنوان ستكون بها حفيا . وقالت الصحيفة في افتتاحية بعد ثمانية وثلاثين عاما تولد أيويا صحيفة حرة علي أرض حرة بأيادي جماهير حرة يمتد أمامها أفق لا نهائي تتغلب فيه احتمالات الملل علي اليأس والثقة علي التردد والسعادة علي البؤس والنور علي الظلام . وتقع الصحيفة في 24 صفحة متخذة شعار من أجل مشهد اعلامي أكثر ارتباطا بالمستقبل . وكانت شركة الغد للخدمات الاعلامية قد وعدت خلال الأيام الماضية بأنها ستصدر أول صحيفتين خاصتين في ليبيا بعد انطلاق قناة الليبية الفضائية كأول محطة مرئية غير مملوكة للدولة تبث من داخل ليبيا يوم الأربعاء الماضي. وستصدر الصحيفة الثانية باسم قورينا نسبة إلي اسم مدينة بنغازي في اللغة الرومانية القديمة. يذكر ان ثلاث صحف يومية مملوكة للدولة تصدر في ليبيا وهي الجماهيرية و الشمس و الفجر الجديد . كما تصدر صحيفة أخري عن حركة اللجان الثورية هي الزحف الأخضر . ووفقا لما أكده البوسيفي فإن نشاط شركة الغد الإعلامية لن يخضع لرقابة الأجهزة الإدارية للدولة وسيتناول قضايا تمس الشأن العام والخاص بحرية وبدون قيود . يشار الي ان انشاء هذه الشركة جاء نتيجة للمبادرات التي طرحها سيف الإسلام القذافي التي شدد فيها علي ضرورة تحرير الإعلام والصحافة في البلاد. وكان سيف الاسلام القذافي قد أكد في تجمع شبابي في شهر اب/اغسطس من العام الماضي أن حرية الصحافة في ليبيا معدومة،وقال إن ليبيا لا توجد فيها صحافة أصلا . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أوت 2007)

سيف الإسلام يخاطب الشباب بمناسبة مرور عام على مبادرته الإصلاحية..

حدد أربعة خطوط حمراء واعتبر أن ما يهدد ليبيا ثلاثة عوامل

 
بنغازي- طرابلس- ليبيا اليوم أعلن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي ورئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية أن البيان الأول للثورة الذي عرف من خلاله الليبيون معمر القذافي قبل 38 عاما هو أهم وثيقة في أي عمل دستوري يوضع في ليبيا. وشدد في كلمته التي ألقاها الليلة الماضية في الملتقى الثاني للشباب الليبي بمدينة بنغازي والذي ضم أكثر من 150 ألف شاب وشابة من مختلف أنحاء ليبيا على أن يكون البيان الأول للثورة هو المرجع وعدم الانحراف عنه, مؤكدا أن هذا البيان هو الذي يسير وفقا له برنامج معا من أجل ليبيا الغد. وأضاف البيان الأول هو الذي نسير عليه نحن وهو الذي لا بد أن نرجع إليه وأن لا ننحرف عنه وهو أهم وثيقة في أي عمل دستوري يعمل في ليبيا عندما قال « إن ليبيا صاعدة بعون الله إلى العمل إلى العلا سائرة في طريق الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية كافلة لأبنائها حق المساواة فاتحة أمامهم أبواب العمل الشريف لا مهضوم ولا مغبون ولا مظلوم ولا سيد ولا مسود بل إخوة أحرار في ظل مجتمع ترفرف عليه إنشاء الله راية الرخاء والمساواة فهاتوا أيديكم وافتحوا قلوبكم وانسوا أحقادكم وقفوا صفا واحدا ». وحدد سيف الإسلام في كلمته أربعة خطوط حمر لا يمكن تجاوزها في أي عملية تطوير لتطبيق نظرية الديمقراطية المباشرة وسلطة الشعب المبني عليها النظام السياسي في ليبيا. وأوضح أن هذه الخطوط الحمر الأربعة هي تطبيق الشريعة الإسلامية والقرآن وحدوده وأمن واستقرار ليبيا ووحدة ليبيا الترابية ومعمر القذافي. وشدد على أن الديمقراطية الشعبية والسلطة الشعبية لن يتم التفريط فيها, معتبرا أن الديمقراطية المباشرة وسلطتنا نحن لن نفرط فيها وليبيا لن تتجه لنظام وراثي ولن ترجع للملكية ولا نريدها أن ترجع دكتاتورية. وأضافك » فهذا موضوع أنهيناه وقد انتهى, ونقول الآن على الهواء مباشرة ويسمعه العالم وقد سبق أن قلناه إننا متجهون إلى الأمام لترسيخ نظامنا الديمقراطي الحالي وسنطبقه ونرسخه بشكل أفضل وبشكل أكثر فاعلية. وقال ابن القذافي إن ليبيا تحتاج إلى إصلاحات لتقوية ديمقراطيتها الشعبية المباشرة ومن ذلك إقامة مؤسسات مستقلة مثل بنك مركزي ومحكمة عليا وجهاز إعلامي. غير أن سيف الإسلام الذي كشف أيضا عن تفاصيل خطة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تتكلف 104 مليارات دينار (82.80 مليار دولار) لمعالجة مشكلات ليبيا قال لحشد من ألاف من أنصاره إن زعامة والده وقوانين الشريعة الإسلامية ليستا محلا للنقاش. وقال سيف الإسلام إن التحدي القادم لليبيا هو صوغ حزمة من القوانين التي يمكن تسميتها دستورا والتي يجب أن يقرها الشعب لتصبح عقدا بين كل الليبيين. وقال إن النظام السياسي الحالي لليبيا والذي يقوم على الكتاب الأخضر جيد على الورق ولكن له بعض العيوب في التطبيق العملي. ويجرم ذلك النظام المعارضة السياسية ويحظر إنشاء أحزاب سياسية وبرلمان منتخب انتخابا حرا. وقال سيف الإسلام إن رخاء ليبيا واستقرارها يتطلبان إنشاء جهاز إعلامي مستقل وبنك مركزي مستقل ومحكمة عليا مستقلة. وقال إن المجتمع يحتاج إلى جهاز إعلامي مستقل ليلقي الضوء على الفساد والغش والتزوير. ويجب أن يكون لليبيا مجتمع مدني مستقل وهيئات مستقلة. واقترح سيف الإسلام القذافي في كلمته أن يكون كلا من المصرف المركزي والمؤسسة الإعلامية والمجتمع المدني مؤسسات مستقلة استقلالا تاما وكذلك المحكمة العليا التي أوضح أنها مستقلة بالفعل في ليبيا ولكنه أراد زيادة التأكيد على استقلاليتها وعلى أن يكون قضاتها معينون بها مدى حياتهم. وقال إن المصرف المركزي لا بد أن يكون مستقلا وأن تكون حساباته اقتصادية بحتة لا سياسية ولا اجتماعية وإن المؤسسة الإعلامية المستقلة مؤسسة المجتمع تضم نقابات الصحفيين والكتاب والأدباء وتفضح أي خلل أو فساد أو تزوير في حال حدوثه. وأضاف بأن المجتمع المدني المستقل الذي يضم مؤسسة القذافي والقيادة الشعبية الاجتماعية والمنظمات الأخرى الأهلية لا بد أن يكون له ضوابط. وشدد على أن تكون القيادة الشعبية الاجتماعية مستقلة ولها دور كما اقترح أن تزاوج الإدارة في ليبيا بين التعيين وبين التصعيد المنظم الشفاف. وأشار في كلمته إلى تجربة المؤتمر الشعبي الالكتروني التي بدأ تطبيقها بنجاح منذ فترة والتي يتواصل العمل فيها خاصة بعد استكمال شبكة الألياف البصرية حتى يتم تعميمها. ورأى أن يسبق اتخاذ القرار في المؤتمر الشعبي نقاش وحوار في نوادي ومنابر سياسية في المجتمع المدني يتم فيه بلورة الأفكار وتطويرها ويتم بعد ذلك اتخاذ القرار في المؤتمر الشعبي. واعتبر أن التحدي القادم هو تحدي وضع حزمة من القوانين سواء سميت دستور أو مرجعية إلا أنه شدد على أن الشعب هو الذي يطورها ويضع تفاصيلها وعندما يقرها كل الشعب الليبي في صيغتها النهائية تصبح هي العقد الاجتماعي الخاص بالشعب الليبي ونلتزم به نحن جميعا. وأعلن في هذا الصدد عن تدشين مركز للديمقراطية المباشرة في ليبيا سيقيم حلقات نقاش وورش عمل وحوار كبير على مستوى الشعب الليبي بالكامل حول هذه الحزمة من القوانين حتى يتم الوصول في أقرب مدة إلى صيغتها النهائية ويتم بعد ذلك تتبيث أوضاع الإدارة في ليبيا من حيث عدد الشعبيات والأمانات والأمناء ووظائفهم. كما أعلن عن نشر التقرير الخاص بنداء القذافي في مجال حقوق الإنسان في ليبيا مؤكدا أن العقاب يطال أي انتهاك وأي جريمة. وأشار إلى ثلاثة موضوعات تهدد ليبيا وأمنها الوطني ، وأول هذه الموضوعات يتعلق بالذين يدعون الجهاد وبدلا من أن يقاتلوا في العراق أو في فلسطين فإنهم يقومون بعمليات تفجير ضد الناس الآمنين والموضوع الثاني هو الهجرة غير الشرعية مؤكدا أن استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا سيخلق مشكلة كبيرة. وأشار إلى الحملة الكبيرة الجارية حاليا لمكافحة هذه الظاهرة موجها شكره الكبير لأفراد الشرطة في ليبيا لقيامهم بعمل غير عادي في هذا المجال. وأكد على أن ليست هناك مشكلة في أن يأتي من يريد من جيراننا وأخوتنا ليعملوا ويسترزقوا في ليبيا لكن المرفوض أن تأتي هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين غير الشرعيين. والموضوع الثالث الذي شدد على عدم قبوله هو التآمر مع أطراف خارجية سواء خلف الحدود أو خلف البحر ضد الوحدة الوطنية لليبيين. وأكد سيف الإسلام القذافي أن الوعود التي وردت في استعراضه لبرنامج معا من أجل ليبيا الغد في الملتقى الأول للشباب الليبي في مثل هذا اليوم من العام الماضي دخلت حيز التنفيذ ويستمر تحقيقها مؤكدا أن لا أحد يتجمل بها على الليبيين لأن الأموال هي أموالنا نحن الليبيين من النفط الموجود في أرضنا. وأشاد بالإنجازات التي حققتها ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا وأهمها النهر الصناعي العظيم الذي قال إنه يمثل هدية القذافي لليبيين. وأضاف أن حلم القذافي تحقق يوم أمس باكتمال شبكة النهر الصناعي العظيم الذي يتم عبره نقل ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة من أعماق الصحراء نحو الشمال الليبي حيث الكثافة السكانية والأراضي الصالحة للزراعة بالتقاء منظومة السرير-سرت-تازربو-بنغازي ومنظومة الحسناوة-سهل الجفارة (فرعي النهر) في منظومة القرضابية-السدادة (وسط البلاد). وأوضح أن قيمة الخطة التي بدأت منذ العام الماضي في مشاريع التنمية في ليبيا والبالغة 86 مليار دينار ليبي قد تجاوزت الآن هذا الرقم من خلال العديد من المشاريع الجديدة لتصل إلى 104 مليار دينار ليبي. وتحدث في هذا الخصوص عن عمليات التجديد والتطوير الجارية في مجال الصحة للمستشفيات المركزية في المدن الرئيسة واتفاقيات التوأمة التي تم توقيعها بين هذه المستشفيات وبين مستشفيات أخرى في دول متقدمة مثل أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي. وأشار أيضا إلى العمليات المماثلة الجارية في مجال التعليم من خلال التوأمة والاتفاقيات بين الجامعات الليبية ومجموعة من الجامعات الغربية وأيضا العربية وإلى العقود التي تم توقيعها وبدأ العمل من خلالها في تنفيذ نوع متقدم جدا من المدارس النموذجية الجديدة عدده 500 مدرسة تضم تسعة آلاف فصل دراسي نموذجي في ليبيا. كما أعلن سيف الإسلام القذافي عن إيفاد 4000 طالب ليبي لمواصلة دراستهم في الخارج وعن العديد من المبادرات التي تهدف الرقي بالشباب والأجيال الصاعدة. وفي هذا الخصوص قال إن الأموال المخصصة لخطة التنمية في البلاد تقدر ب 104 مليار دينار (250ر1 دينار ليبي يعادل دولار أمريكي) مشيرا إلي أن المستشفيات الليبية كلها دخلت مرحلة تطوير وتحديث من خلال اتفاقيات توأمة مع مستشفيات في الدول المتقدمة وكذلك التعليم والجامعات وغيرها من المؤسسات. وقال إنه سيتم البدء قريبا في إنشاء مدارس نموذجية تتكون من 6000 فصل وإنه تم التعاقد لبناء 216 ألف وحدة سكنية في حين أنه سيتم التعاقد قريبا على بناء 62 ألف وحدة سكنية أخرى بالإضافة إلي عشرات الآلاف من القروض السكنية التي صرفت للمواطنين. كما أشار إلى تحديث قطاع الأمن الذي بلغت ميزانيته لأول مرة حوالي 400 مليون دينار ليبي لتجهيز الشرطة بمعامل البحث الجنائي والطائرات العمودية والسيارات الحديثة. وفيما يتعلق بمجال الإسكان والمرافق أكد أن إجمالي عدد الوحدات السكنية التي تم التعاقد عليها بلغ 216 ألف وحدة سكنية وصلت نسبة الإنجاز في عدد منها إلى 80 في المائة. كما بلغ عدد الوحدات السكنية التي تحت التعاقد 62 ألف وحدة فيما بلغ عدد القروض السكنية الممنوحة خلال 2006 2007 م 150 ألف قرض. وأوضح أن التأخير القليل في موضوع الإسكان يعود إلى وجهة النظر التي أبداها حول سعر المتر في التعاقدات والذي يتراوح بين 200 و 250 دينار وقد رأى عدم جواز أن يسكن المواطن الليبي في عهد الثورة و معمر القذافي في بيت المتر فيه بهذا السعر وأن أقل سعر يجب أن يكون للمتر المسقوف في الوحدة السكنية هو 800 دينار بل ويفترض أن يصل إلى 1000 دينار وهذا ما أدى إلى تغيير مواصفات الوحدات السكنية بالكامل. كما أن هذا التأخير يعود إلى سبب آخر وهو تغيير تصاميم هذه الوحدات حتى تتم مراعاة جوانب كثيرة فيها. وأعلن أنه منذ اليوم الثلاثاء سيتم توزيع إيصالات تخصيص مئات آلاف هذه الوحدات السكنية على المواطنين محدد فيها تاريخ التسليم ومكان الوحدة ورقمها والطابق الذي تقع فيه وأن في حالة حصول تأخير في التسليم يتم إعطاء المواطن قيمة الانتفاع بسكن أو خصم مدة التأخير من سعر الوحدة السكنية المخصصة له تأكيدا على جدية إجراءات التخصيص. وأشار إلى نوع آخر من المشاريع الإسكانية وهي مشاريع الإسكان الفاخر أو الفخم سيقوم بتنفيذها مستثمرون من الخارج وقد تمت الموافقة عليها من هيئة تشجيع الاستثمار ويبلغ عدد وحداتها 113 ألف وحدة سكنية. وأشار أيضا إلى أن عدد المشاريع التي تم التعاقد عليها في مجال المرافق من صرف صحي وغيره يصل إلى حوالي 4000 مشروع في كامل ليبيا. ويعد هذا الملتقى هو الثاني للفعاليات الشبابية حيث التقى رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية للتنمية سيف الإسلام معمر القذافي يوم 20 أغسطس 2006 في سرت (وسط البلاد) حشدا كبيرا من الشباب الليبي أعلن فيه عن جملة من الخطط والبرامج الطموحة لإصلاح الاقتصاد الليبي لتحقيق تنمية واسعة في جميع القطاعات الاجتماعية والثقافية والصناعية أساسها تنمية الموارد البشرية الوطنية وتجعل من ليبيا مركزا إقليميا مهما ماليا وتجاريا ووسيطا رئيسيا في التبادلات التجارية في المنطقة بحلول عام 2019. وأوضح أن هذه الخطط تتركز على تحريك قطاعات الخدمات والإنتاج والخدمات المالية والبنوك والاستثمارات والسياحة والنفط وتخليصها من سيطرة الدولة وشدد في هذا الخصوص على ضرورة المشاركة بين المستثمرين الليبيين والأجانب. كما تناول في حديثه السنة الماضية موضوع الصحافة في البلاد وانتقد بشدة الوضع القائم لمختلف وسائل الإعلام الليبية وخاصة الصحف ليؤكد على تحرير هذا القطاع وفتح الأكشاك الليبية للصحافة العربية والأجنبية. وفي هذا الخصوص تحدث سيف الإسلام القذافي عن خصخصة قطاع الاتصالات وإقامة مشروع كبير لربط البلاد بشكبة للألياف البصرية وتوصيل خدمات الإنترنت لكل بيت ليبي. وأعلن عن مبادرات لإنشاء مليون محفظة استثمارية ومليون خط هاتف ثابت ومليون خط هاتف محمول وتوفير مليون حاسوب لمليون طفل ليبي. (المصدر: موقع « ليبيا اليوم » بتاريخ 21 أوت 2007) الرابط: http://www.libya-alyoum.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=1&NrArticle=10014&NrIssue=1&NrSection=3

الحملة الامريكية ضد حماس تشمل الجمعيات الخيرية

 
دير البلح (قطاع غزة) (رويترز) – قال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون وغربيون ان الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) توسعت لتشمل أيضا الجمعيات الخيرية الاسلامية التي ساعدت على دفعها الى السلطة. ويهدف سلام فياض الذي عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للوزراء بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران الى الحد من نفوذ حماس وخدماتها الخيرية وبناء نظام بديل للخدمة الاجتماعية تسيطر عليه الحكومة بالاستعانة بأموال غربية وعربية. وقال محمد الهباش وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة فياض ان للحكومة الحق في استهداف الجمعيات الخيرية الاسلامية التي تساعد حماس في معركتها مع السلطة. وشككت حماس التي حققت فوزا ساحقا في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 في شرعية حكومة فياض. ومن المتوقع أن توافق حكومة فياض على لوائح جديدة لمكافحة غسيل الاموال التي قال مسؤول انها ستشمل حظرا على « أي شخص يجلب أموالا بشكل غير مشروع ». وقال مسؤول اخر ان اللوائح التي صاغتها سلطة النقد الفلسطينية من الممكن تطبيقها على الاموال المخصصة لحماس وحلفائها واخرين. وقال رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة فياض انهم لا يتنافسون مع حماس وان ما يحاولون القيام به هو اقامة شبكة للتأمينات الاجتماعية بحيث يتمكنون من الاستجابة للمتطلبات الاساسية للعائلات وربط هذه العائلات بالنظام الرسمي ولمنعها من البحث عن بدائل من شبكة حماس. وذكر مسؤول اسرائيلي رفيع ان الحملة تهدف الى « التأثير على الرأي العام قبل الانتخابات الجديدة. » وسعيا للحد من نفوذ حماس في غزة اقترح عباس اجراء انتخابات مبكرة ولكن فياض قال ان مثل هذه الخطوة ليست مجدية في الوقت الراهن. وجمدت البنوك الفلسطينية الحسابات المصرفية لجمعية الصلاح وهي واحدة من اكبر الجمعيات الخيرية الاسلامية ومقرها في مخيم دير البلح للاجئين في غزة في وقت سابق هذا الشهر بعد أن اعتبرتها الحكومة الامريكية « مصدر دعم رئيسي لحماس ». وقال أبو أحمد وهو مسؤول من جمعية الصلاح ورفض نشر اسمه بالكامل خشية اضافته الى القائمة السوداء الامريكية ان البنوك أبدت أسفها وقالت انه ـيس أمامها خيار اخر. وقالت الجمعية الاسلامية الخيرية وهي جمعية أخرى كبيرة في غزة انها سحبت أغلب حساباتها المصرفية بعد أن تلقت تحذيرات من أنها ستكون التالية في هذا الاجراء. وقال موسى أبو حسين الامين العام للجمعية الاسلامية انه يجد صعوبة في جلب الاموال من الخارج ولكن لديه ما يكفي من الاموال لتوصيلها للمتلقين في الوقت الراهن. وذكر ماثيو ليفيت المسؤول السابق في وزارة الخزانة الامريكية وهو الان في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ان هذه الحملة على الجمعيات الخيرية الاسلامية من الممكن أن يكون لها تأثير كبير. وأضاف ليفيت « لدى حماس طرق عديدة في جمع الاموال وغسلها ولكن أيا منها ليس فعالا مثل البنية الاساسية للخدمات الاجتماعية. نظام حماس الخيري هو سر نجاحها. » وجرى بحث فكرة اقامة شبكة بديلة لنظام حماس من الخدمات الاجتماعية وهو ما يشير اليه مسؤولون أمريكيون بقولهم « دعامة خيرية » خلال الفترة التي سبقت انتخابات 2006 التي فازت بها حماس. وفي حين أن العقوبات الاقتصادية كانت محور الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد حماس منذ توليها السلطة فان جمعية الصلاح كانت الجمعية الاولى من « الجمعيات المرتبطة بحماس » التي تضاف الى القائمة السوداء الامريكية منذ أغسطس اب عام 2003 . ورفض مسؤولون أمريكيون تحديد ما الذي أدى الى القرار الذي اتخذ في السابع من أغسطس اب باستهداف جمعية الصلاح. وقال مسؤولون اسرائيليون ودبلوماسيون غربيون ان الولايات المتحدة تصرفت بالتنسيق الوثيق مع حكومة فياض. وقال مسؤولون اسرائيليون انهم كانوا يسعون لاتخاذ اجراء ضد جمعية الصلاح منذ أكثر من أربع سنوات دون جدوى. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع « كان هناك قرار من حكومة فياض للتوصل الى سبل للحد من الدعم المالي لنظام الجمعيات الخيرية الاسلامية في غزة والضفة الغربية. » وتدير جمعية الصلاح التي تأسست عام 1978 مدرستين وأربعة مراكز طبية وتقدم الدعم كل شهر لاسر أكثر من عشرة الاف طفل فلسطيني فقدوا اباءهم. وقال أبو أحمد ان هذه البرامج تشمل كافة الفقراء الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم. ومضى أبو أحمد يقول ان كل هذا سيتوقف الان وانه لا يدري ماذا سيقول لهم. وقال أبو أحمد ان الولايات المتحدة على علم بأنشطة جمعية الصلاح منذ سنوات ولكنها اختارت اتخاذ اجراء في هذا الوقت لمساعدة حكومة رام الله وانه قرار سياسي. وأضاف أنه يخشى أن يكون اغلاق الحسابات المصرفية مدمرا للصلاح لان نحو 80 في المئة من ميزانيتها السنوية التي تقدر بنحو خمسة ملايين دولار تأتي من متبرعين في الخارج عن طريق النظام المصرفي. كما أن الصلاح تدفع أموالا للمتلقين عن طريق الشيكات. وقالت صباح أبو محمد (42 عاما) التي ظلت أسرتها تتلقى دعما لمدة 13 عاما « أنا مدينة بحياتي للصلاح. هذا كل ما نحصل عليه. » وأبدت شكها في قدرة فياض على ايجاد البديل قائلة « حتى الان لم أتلق أي شيء من الحكومة. » من ادم انتوس (شارك في التغطية نضال المغربي ومحمد السعدي) (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 21 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

منظمات خيرية « مرتبطة بحماس » على القائمة الامريكية السوداء

 
(رويترز) – يجري توسيع حملة تدعمها الولايات المتحدة ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لتشمل المنظمات الخيرية الاسلامية التي ساعدت الحركة على الاستحواذ على قلوب وعقول الفلسطينيين. وأدرجت الحكومة الامريكية جمعية الصلاح وهي واحدة من اكبر الجمعيات الخيرية الاسلامية وأفضلها من حيث التمويل في قطاع غزة على قائمتها السوداء في السابع من اغسطس اب لتكون أول منظمة خيرية « مرتبطة بحماس » تضاف الى القائمة منذ عام 2003. وتمنع المنظمات المدرجة بالقائمة من التعامل مع النظام المصرفي الامريكي. وفيما يلي قائمة بمنظمات خيرية « مرتبطة بحماس » أضيفت الى قائمة الحكومة الامريكية منذ عام 2001: – جمعية الصلاح التي تأسست عام 1978 وتدير مدرستين وأربعة مراكز طبية وتقدم دعما شهريا لأسر أكثر من عشرة آلاف طفل فلسطيني فقدوا آباءهم. ويقول مسؤولون بالجمعية ان برامجها تشمل كافة الفقراء الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم. وقالت الحكومة الامريكية ان حماس استخدمت جمعية الصلاح « لتمويل جدول أعمالها الارهابي ». – جمعية السنابل للاغاثة والتنمية ومقرها لبنان وأضيفت الى القائمة السوداء في اغسطس اب 2003. وقالت الحكومة الامريكية ان الجمعية تلقت مبالغ كبيرة جمعتها جمعيات تابعة لحماس في أوروبا والشرق الاوسط وبدورها زودت حماس بالاموال. – قالت الحكومة الامريكية في اغسطس اب 2003 انها اتخذت اجراءت صارمة ضد اثنتين ممن وصفتهم بأنهم « جامعو الاموال الاساسيين » لحماس في فرنسا وسويسرا هما « اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين-فرنسا » و »لجنة الاغاثة لفلسطين-سويسرا ». وقالت الحكومة الامريكية ان المنظمتين جمعتا مبالغ كبيرة من مساجد ومراكز اسلامية حولت بعد ذلك الى منظمات تابعة لحماس. – استهدفت الحكومة الامريكية في اغسطس اب 2003 جماعة أخرى تعرف باسم صندوق الاغاثة والتنمية الفلسطيني (انتربال). وقالت الحكومة الامريكية ان انتربال ومقره في بريطانيا استخدم لتغطية تدفق الاموال على حماس. – مؤسسة الاقصى وأدرجت على القائمة في مايو ايار 2003 ومقرها في المانيا ولها مكاتب في هولندا والدنمرك وبلجيكا والسويد وباكستان وجنوب افريقيا واليمن ومناطق اخرى. وقالت الحكومة الامريكية انها استخدمت « الاغاثة الانسانية كستار لتقديم الدعم لمنظمة حماس الارهابية ». – مؤسسة الاراضي المقدسة للاغاثة والتنمية وأدرجت بالقائمة في ديسمبر كانون الاول عام 2001 ثم أدرجت بعد ذلك في مايو ايار 2002. واتهمت الولايات المتحدة المؤسسة التي أنشئت في البداية في كاليفورنيا ثم انتقلت بعد ذلك الى تكساس بتقديم دعم مادي ودعم في النقل والمؤونة بملايين الدولارات لحما
(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 21 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

إسرائيل توصي فياض بنظام اجتماعي للنصر على حماس

  

 
تناولت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الثلاثاء 21 أوت 2007 خطة قدمها مسؤول إسرائيلي للسلطة الفلسطينية تتضمن بعض الوصايا التي قد تؤمن نجاحا لها وإقصاء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات العامة المقبلة. وتحذر الخطة من أن حماس ستستولي على الضفة الغربية في غضون عامين إذا أخفقت السلطة- التي تهيمن عليها حركة التحرير الفلسطينية (فتح)- في تأمين نظام رفاه اجتماعي للسكان. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطة -التي تسلمها مسؤولون فلسطينيون كبار في اجتماع مغلق جرى في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- أعدها راني لوفنشتاين الذي يعتبر أحد المسؤولين الإسرائيليين المقربين من رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، والمسؤول الرئيس في مكتب الارتباط مع الفلسطينيين للشؤون الاقتصادية والمالية على مدى السنوات الخمس الماضية. وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع الذي عقد برئاسة دينيس روس وديفيد ماكوفسكي، مسؤولون فلسطينيون وأردنيون ومصريون، فضلا عن المندوب الأوروبي للشرق الأوسط مارك أوتي، ومسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، كرئيس هيئة الأركان السابق موشيه يعلون ورئيس مكتب وزارة الخارجية السابق أفي جيل. وأهم البنود التي تضمنتها الخطة التي ترمي إلى تعزيز قبضة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية بعد استيلاء حماس على قطاع غزة، هي تأسيس نظام اجتماعي على غرار المنظمات الخيرية التي كانت تديرها حماس، ليكون أداة تحشد من خلاله دعم الرأي العام الفلسطيني الذي سيترجم بالنصر في الانتخابات المقبلة. كما يتعين على السلطة بحسب الخطة، التخطيط لنشاط اقتصادي على مرحلة تمتد من 90 يوما إلى 120، عوضا عن القيام بمشاريع طويلة المدى، لأن الهدف يجب أن يركز على التأثير في الرأي العام والتحسين العاجل لنمط حياة الفلسطينيين، بحيث يمكن تحويل الضفة الغربية إلى نموذج اقتصادي ناجح مقارنة بقطاع غزة. وتوصي الخطة بتبني الطرائق الاقتصادية التي استخدمتها حماس في تقليل العمل الروتيني وتوزيع المساعدات مباشرة على المحتاجين. ومن الخطوات التي اقترحتها الخطة شراء الحكومة الفلسطينية لآلاف الحقائب المدرسية للعام الدارسي المقبل وتوزيعها على الطلاب مجانا للتأثير المباشر في الرأي العام. وطالت كذلك الوصايا إسرائيل والدول العربية والمجتمع الدولي، إذ يتعين على إسرائيل أولا المضي في تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية إلى السلطة، وإزالة القيود تدريجيا عن حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية بما لا يتنافى مع الأوضاع الأمنية. أما الدول العربية، فيجب أن تحول دون التحويلات المالية التي تصل إلى حماس عبر الأنفاق على الحدود مع مصر، وتمتنع دول الخليج عن تقديم المساعدات، في حين يمضي المجتمع الدولي في تحويل الأموال إلى السلطة بطريقة تمكن الفلسطينيين من اتخاذ القرار بأنفسهم حيال كيفية استخدامها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 أوت 2007 نقلا عن الصحافة الإسرائيلية)


Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.