الثلاثاء، 15 مايو 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2548 du 15.05.2007
 archives : www.tunisnews.net


أهالي سليمان يستغيثون مجددا الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان : بيــــان الحوار.نت: اعتقال السيّد معتوق العير الوسط التونسية : صفاقس : مداهمات لبيوت بعض أقارب البروفسور منصف بن سالم عزالدين محمود : المصداقيّة  لفرض الاستماع  والمتابعة لقناة المستقلّة بوكثير بن عمر: أخي الدكتور الهاشمي: لماذا تطلب غلق الملف؟ د. محمد الهاشمي الحامدي: سوء التدبير وضلال التفكير الموقف: في اليوم العالمي لحرية الصحافة´: إعلام في الدرجة الصفر الموقف: تقرير جمعية الصحفيين السنوي: صحف تراهن على الإثارة وصحفيون قريبون من باب السجن الموقف: اقتراحات لتحرير قطاع الإعلام الموقف: مرصد جديد للإشهار المقنع الصباح: بداية السباق نحو عمادة المحامين:حوالــــــي 10 مرشحين.. والشفـي يفاجئ الساحة الانتخابية الصباح: رابطة حقوق الإنسان بعد 30 عاما من تأسيسها: إلــــى أيــــــن؟ رويترز : القذافي يتهم « العرب وأسيادهم » بترويج خبر كاذب عن صحته بيان من حركة رشاد حول « انتخابات » 17 مايو في الجزائر علي بن حاج: بيان مصارحة ومناصحة للشعب الجزائري المسلم رويترز: مسلسل انتهاكات حقوق الانسان في المغرب متواصل القدس العربي: الاتحاد الاوروبي نحو بلورة استراتيجية جديدة تجاه دول جنوب البحر المتوسط الجزيرة.نت: الاستخبارات الفرنسية تحشد المؤسسات لتعقب المصلين   رويترز: سوريا تستضيف مؤتمرا حول العلمانية عادل الحامدي: في تبيان الفرق بين الهزيمة والانتصار محمد العادل: عقب قرار المحكمة الدستورية حزب اردوغان يستثمر الأزمة ويدعو لانتخابات برلمانية ورئاسية في وقت واحد ماجد كيالي: عن الأساطير المؤسسة للمشروع الصهيوني احمد موفق زيدان: رحلة في معاقل طالبان وحوارات عن امارتهم الثانية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


أهالي سليمان يستغيثون مجددا

نلفت نحن أهالي مدينة سليمان و خاصة أولياء محمد مهدي السوسي و شريف السعداني و حسن الشورابي و عبد الحميد بن عائشة و وليد الشورابي أنظار الرأي العام الوطني وكل من يهمه الأمر الى الوضع المأساوي الذي باتت تعيشه مدينة سليمان منذ الأحداث الأخيرة حيث تتوالى الاعتقالات ومداهمة المنازل بدون سبب أو اذن رسمي وقد تم مؤخرا اعتقال كل من محمد مهدي السوسي أستاذ اعلامية بالمدرسة الاعدادية بسليمان و شريف السعداني عامل بمصنع و وليد الشورابي تقني و حسن الشورابي طالب سنة رابعة حقوق و عبد الحميد بن عائشة صاحب كافيتريا , و تروي السيدة عائشة النقاطي والدة السجين وليد الشورابي تفاصيل ما جرى قائلة بأن خلافا حادا نشب بين وليد الشورابي ووالده نتيجة سلوك الوالد المنحرف و ادمانه السكر بالمنزل و اهماله لشؤون العائلة مما دفع والده الى شكايته لأعوان الأمن ملفقا له تهمة الانضمام الى مجموعة ارهابية والاجتماع رفقة أصدقائه بمنزل كائن بشاطىء سليمان, مما أدى الى اعتقاله رفقة حسن الشورابي أحد أقربائه وعبد الحميد بن عائشة يوم 23 أفريل 2007 الا أن أعوان الأمن اكتشفوا أنه لا وجود لمنزل قار ملك أحدهم بشاطىء سليمان و بالتالي تبين لهم و همية المكان الا أنهم ادعوا أن الثلاثة كانوا يجتمعون بكافيتيريا ملك عبد الحميد بن عائشة و أن لهم صلة بالمدعو ربيع باشا أحد أبرز المتهمين في أحداث سليمان كما تم في مرحلة ثانية اعتقال كل من محمد مهدي السوسي و شريف السعداني يوم السبت 28 أفريل 2007 وتؤكد السيدة فلة العبيدي والدة محمد مهدي السوسي أن الأمن فتشوا المنزل و لم يعثروا على شيىء كما أنهم اصطحبوا ابنها من مقر عمله الى فرقة الأبحاث بالحمامات حيث تم تعذيبه بسلك كهربائي مما أدى الى اصابته اصابات بالغة و انتفاخ بقدميه كما تؤكد هي ووالدة شريف السعداني أنهما لم يكونا على علاقة بالمتهمين الثلاثة السابقين. و بناءا على ما تقدم نرجو نحن أهالي الأشخاص المعتقلين رفع هذه المظلمة عن أبنائنا و التي كان سببها تهور أب سكير ندم على فعلته حين لا ينفع الندم و نحمل رجال البحث بمنطقة الحمامات المسؤولية كاملة عن التهم الملفقة للأبنائنا كما نحملهم مسؤوليتهم للضرب والاعتداءات الجسدية على أبنائنا ونلفت النظر على عدم وجود أدلة مادية على هذه التهم . فلة العبيدي والدة محمد مهدي السوسي عائشة النقاطي والدة وليد الشورابي وبقية أهالي المعتقلين.


 

  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – 
 فرع القيروان القيروان 14 ماي 2007 بيـــــــان
أفادنا السيد العروسي بن محمد  بنغرس الله ، أصيل منطقة الشراردة من ولاية القيروان  أن جثة  ابنه  محمد بنغرس الله الذي أشيع انه انتحر حرقا أمام قصر الرئاسة بقرطاج يوم 14 فيفري 2007 بعد أن رفض رجل  الأمن بالباب  تمكينه من تقديم شكوى لرئاسة الجمهورية ،

تحمل أثار ضربة كبيرة بالرأس

وان إدارة المستشفى رفضت مد العائلة بتقرير الطب الشرعي. كما أعلمنا انه بالرغم من اتصاله بجميع السلطات  المسؤولة ألا انه لم يتحصل  إلى حد ألان عن إجابة واضحة  حول ظروف وفاة ابنه.

وقد سبق لفرعنا أن طالب السلطة  في بيان بتاريخ 21 فيفري 2007 بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات واحترام حق عائلته في معرفة  ظروف وفاة ابنها.
كما أن فرعنا الذي يستنكر صمت السلطة حول هذا الموضوع ، يطالبها مرة أخرى  بتمكين عائلة الشاب محمد بنغرس الله  من تقرير الطب الشرعي  والتحقيق في ملابسات وظروف وفاته  ومعاقبة كل من تثبت مسؤوليته في ذلك  والتعويض لعائلته. عن فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مسعود الرمضاني


اعتقال السيّد معتوق العير

 

بلغنا الآن أنّ السيّد معتوق العير والذي كنّا قد كتبنا عن المضايقات التي يتعرّض إليها من أعوان سلطة السابع من نوفمبر وعلى إثر دعوته للحضور لمركز العقبة للإمضاء على الساعة الحادية عشر وعندما تأخّر عن الموعد المحدّد لأنّه كان يبعث برسالة لرئيس الدولة يدعوه لرفع المظلمة المسلّطة عليه قام أعوان الأمن ( قيس منصور) باعتقاله و إحالته في حالة إيقاف على النيابة العموميّة.

 

إنّ مسلسل التجويع و المحاصرة و القتل البطيء لا زال مستمرّا وإنّ معتوق العير و محمد القلوي ورضا البوكادي و لطفي السنوسي و غيرهم يمارس عليهم القتل البطيء سواء منهم من كان في السجن الكبير أو الصغير و لكن كاميرا العين الواحدة لا ترى غير بوبكر الصغيّر وأمثاله.

 

إضافة الساعة الثلاثاء 16.30

 

علمنا أنّ السيّد معتوق العير تعرّض للتعذيب من طرف أعوان شرطة (منطقة العير) و خاصة المدعو (قيس منصور) ثمّ أطلق سراحه .

 

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 ماي 2007)

الرابط:  http://www.alhiwar.net/sms.php?id=50332&db=l-s&srv=com&div=main


صفاقس : مداهمات لبيوت بعض أقارب البروفسور منصف بن سالم

مرسل الكسيبي (*) شهدت منطقة بئر صالح القريبة من عاصمة الجنوب التونسي صفاقس والملحقة اداريا بمعتمدية الحنشة مجموعة من المداهمات الأمنية التي تم بموجبها تفتيش بيوت بعض أقارب العالم الفيزيائي والمعارض البارز البروفسور منصف بن سالم . ومن خلال اتصال مباشر بمصادر سياسية موثوقة بالجهة المذكورة تأكد للوسط خبر الاعتقال المؤقت لأربعة من شبان ضاحية بئر صالح من الذين كانوا على علاقة قرابة أو تزاور مع البروفسور بن سالم ,فيما أكدت نفس المصادر بالجهة التي وقعت بها المداهمات أنه تم الاحتفاظ منذ أسبوعين وفي مكان غير معلوم بالشاب خليل الصغير . يذكر أن المحتفظ به قيد الاعتقال لدى الجهات الأمنية التونسية ينتمى الى عائلة فقيرة ويزاول مناشطه الحياتية بقطاع الفلاحة . من جهة ثانية أبدى أقارب الشاب المعتقل خليل الصغير قلقهم العميق تجاه مصير ابنهم بعد أن رفضت الجهات الأمنية بالجهة اعطاء أي معلومات عن مصير ومكان المعتقل . هذا وذكرت نفس المصادر بأن أحد الذين تمت مداهمة بيوتهم بضاحية بئر صالح كان من المقعدين  الذين تقدمت بهم السن-85 عاما- ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ,بحكم بتر أحد رجليه على خلفية ظروف صحية قاسية . جدير بالذكر أن ظروف المداهمة وبحسب شهود عيان لم تراع حرمات منازل المواطنين التونسيين المستهدفين بالحملة ,حيث وقعت عملية الدهم في وقت متأخر من الليل وبطريقة أثارت الفزع في صفوف المستهدفين من الرجال والنسوة والأطفال من أقارب العالم والمعارض الدكتور بن سالم . وفي اتصال مباشر أجريناه بالعالم والمعارض التونسي الذي تعرض أقاربه لهذه المداهمة ,طالب الدكتور بن سالم بالاطلاق الفوري لسراح الشاب خليل الصغير مؤكدا على أن الهدف من هذه الحملة كان محاولة عزله عن المجتمع وتخويف مواطنيه من تبعات التواصل الطبيعي معه . هذا وتجدر الاشارة الى أن جهات تونسية سياسية وحقوقية واعلامية كانت قد طالبت في أكثر من مناسبة بوضع حد للملاحقات والمداهمات والاعتقالات على خلفية التعاطف السياسي أو النشاط بصلب حركات وأحزاب معارضة ,كما تعالت الأصوات على مدار السنوات الأخيرة داخل تونس وخارجها من أجل التأسيس لوفاق وطني صلب وغير مغشوش يعاد بموجبه الاعتبار للنشاط العام وترفع بمقتضاه القيود عن المئات من مساجين الرأي وعوائلهم المحرومة من حقوق أساسية منعوا اياها عقابا لهم على مناشط أقربائهم أو أصدقائهم بالوسط المعارض. هذا وتتلخص أبرز مطالب المعارضة التونسية في سن عفو تشريعي عام وحرية الاجتماع والتنظم  كما تحرير الاعلام من وصاية الأجهزة الرسمية ورقابتها الصارمة . (*) رئيس تحرير « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 15 ماي 2007)


المصداقيّة  لفرض الاستماع  والمتابعة لقناة المستقلّة

الإنسان جبل أو فطر(الفطرة) على  الخير ومن الصّفات الخير في الإنسان الصدق  وهذا ما نراه  في غير المسلمين أخي الهاشمي  نحبّك في الله  ونتعامل معك  بحديث رسول الله صلى عليه وسلّم **   أنصر أخاك ظالما أو مظلوما** ** من أرشد أخاه في غير محلّه فقد خانه ** نتنافس معك  على كلمة   الخير   كنّا  ننتظر برمجة حلقة  لدراسة  ما كتب عن  النداءات  لمشروع  مصالحة حقيقيّة   وخاصّة  لو يستدعى  له من هم مع المصالحة من السلطة أو قريب من السلطة ومن الحركة لكن لا شيء في الأفق  وكانّ الأخ الهاشمي  نبّه أو حذّر  أن يلتزم حدوده في أيّ حديث   عن  المصالحة  في القناة المستقلّة ………………………. فما راعنا إلاّ أن تأتينا  بمن يضلّل النظام والسلطة قبل غيره,( الحديث على الإنجازات في تونس) أخي   الهاشمي  وجب نصح بعضنا  وعليه  أطالبك  أن تستدرك الحلقات القادمة  ب أن =
 — تطلب القسم من ضيوفك قبل فتح الموضوع (أقسم بالله العظيم  أن  أقول الحقّ على ما أعلم) ولو بالتعريج على هذا الطلب  أرى أنّك شجاع و تحسن التمرير. — أن تترك لنا بما ندافع به عنك في نواياك  (أحاسب بالظّاهر) — أن تستشير  النظام  إلى  أيّ  درجة  تستطيع  المبالغة والى أيّ درجة تسمح لضيوفك  بالمبالغة. — ألا  تتصوّر أنّ  السلطة يحرجها  إظهار إنجازاتها بهذه  النتائج ( لدرجة أنّ الجمعيات  لم يجدوا لمن يعطوا المساعدات) الحمد لله على الوضع لكن كلام نسف كلّ الإنجازات . — هل طلبت السلطة من أحد أن يبرز الإنجازات بهذه  النتائج. — هل نفعوا أم أضرّوا  وجه السلطة.  — مخطيئين  لو إعتبروا أنفسهم  يقدّمون شيئا للسلطة. — ألا تخشى  أن يخرج غدا مسيرة للفقراء تطالب بالمساعدات بما أنّهم  لم يجدوا لمن يعطوها ليقولوا ها نحن هنا. الإمام مالك   وصلته هديّة في قالب رشوة فقال هذا حقّنا ونطالب بالباقي. — ألا  تعتبر أنّ هذا تضليل  و مغالطات  خطيرة تستوجب  فتح تحقيق  لوضع حدّ لها (أليست بخطيرة لو يسمع الرّئيس الزين العابدين بن علي  ويتعامل معها  على أنّها حقائق وهي بعيدة كلّ البعد  و لا تستطيع أيّ دولة الإيفاء بمستلزمات شعوبها 100% وهذا ليس عيب بل كلّ الدّول فيها المحتاجين لكن المطلوب الإجتهاد). — كيف نبدأ بالإصلاح, علينا بقول الله سبحانه وتعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (11) سورة الرعد — كبف نحافظ على النعمة, علينا بقول الله {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (53) سورة الأنفال أذكّر نفسي  وإيّاكم  يقول الله سبحانه وتعالى   « إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب ».    ويقول  الرّسول صلّى الله عليه وسلّم * إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى التقوى وإن المرء ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. وإن الكذب يهدي الى  الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن المرأ ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا » ويقول كذلك  صلى الله عليه وسلم:  كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار ». و قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأل: أيكون المسلم بخيلاً  قال نعم أيكون المسلم جباناً قال نعم، ولكن عندما سئل أيكون المسلم كذاباً قال لا. ومن قوله صلّى الله عليه وسلّم:  » كفى بالمرء  كذبا أن يحدث بكل ما سمع » ولو كان لا بدّ من الكذب علينا أن لا نخرجه من مضمون هذا الحديث  « كل الكذب يُكتب على إبن آدم إلا رجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما ». الناصح لوجه الله عزالدين محمود ezdmahmoud@hotmail.com  

أخي الدكتور الهاشمي: لماذا تطلب غلق الملف؟

بقلم: بوكثير بن عمر غريب أمرك يا أخي الهاشمي:لقد فتحت من قبل فضاء المستقلة وناقشت فيه مع ضيوفك مواضيع الشيعة والسنة والمرجعية والسيستاني و… سمعنا خلالها ما سمعنا من إساءة إلى حد لعن بعض الصحابة و الإساءة اللفظية إلى المشائخ والعلماء ومنهم شيخنا الفاضل الدكتور القرضاوي، وجلت في كل قطر من العالم العربي لتنبش في مشاكله إلا تونس الحبيبة رغم ما يتناهى منها إلى مسامعك مما هو ليس بأقل من فضائح أبو غريب أو استعمال (الدرل) وغير ذلك. واليوم ولما أفلست هذه الجولات ولم تفضي إلى أية نتيجة حاولت استقطابنا بموضوع المصالحة والذي صورت فيها من لا يشاطرك الرأي وكأنهم دعاة فتنة وقطيعة وحرب وحياد عن الصوابية بل ضاقت نفسك من بعض الردود فرجوت في آخر مقالة أن تغلق هذا الملف،والذي إن دل على شيء فإنما يدل على تسرع في طرح ما أسميته  أنت- مشروعا للمصالحة-  وقفز على الحقائق واستهجانا للعقل السياسي بالداخل التونسي وخارجه أيا كان إسلاميا ،ليبراليا أو علمانيا. وباختصار شديد اسمح لي بهذه الملاحظات والأسئلة: – لم لم تتناول هذا الحوار ببث مباشر على قناة المستقلة يستدعى له أهل الذكر ويشاهده الملايين بالداخل والخارج بدل هذا الطرح الذي أصابك منه الإحباط وتابعه عشرات من المهتمين سحبته على موقف الإسلاميين جميعا بالداخل والخارج.وإذا كانت السلطة  نفسها غير متبنية لمشروعك أصلا ولا تفكر فيه هل تستطيع طرح هذا الملف أمام المشاهدين بدون ضوء أخضر منها؟  وتريحنا من هكذا جلسات شعرية جعلت منا أمة كلام وهذيان لا تضيف إلى حلحلة مشاكل المسلمين شيئا وبخاصة مشاكل  بلدك.وبما أنك اخترت الحوار في هذا الفضاء فمن يا ترى يزايد على من؟ – أقول لمن يدعي أن طوابير من المهجرين يقفون على أبواب السفارات راغبين في العودة – ويترجى السلطات أن تأذن لهم- كلنا نريد أن نعود إلى أرض الوطن ولكن في ظل سلطة تكرم الإنسان وتعترف بآدميته لا في ظل سلطة لا تحترم حتى العائدين أمواتا وتضع العراقيل أمام دخول توابيتهم وتستكثر عليهم حتى أن يدفنوا في تربتهم.


 

بسم الله الرحمن الرحيم

سوء التدبير وضلال التفكير

د. محمد الهاشمي الحامدي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم.
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14)  اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُون (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (20)    (سورة البقرة). * * * وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14)  يتمادى المنافقون في ألاعيبهم المكشوفة أمام خالقهم عز وجل. يقابلون المؤمنين بشعار الإيمان وسمته، ويدخلون في صفوفهم على أنهم منهم وإليهم، ويستفيدون من كل حقوق المؤمنين. لكنهم إذا بعدوا عن أنظار المؤمنين، واستفردوا بزعمائهم الذين يحرضونهم على الكفر، والخداع، والنفاق، طمأنوهم أنهم على مذهب الكذب والزيف، وأنهم يهزؤون ممن حولهم من أهل الإيمان. عندئذ يأتيهم الجواب الرباني واضحا: اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) إن ما تفعلون أيها المنافقون إنما هو استهزاء بأنفسكم. ألاعيبكم هذه ترتد عليكم. مكركم مكشوف أمام من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، فيصبح هذا المكر منكم مكرا بأنفسكم، وهذا الإستهزاء بالمؤمنين استهزاء بأنفسكم، إذا نظرتم إلى نتائجه المحققة والمؤكدة بقول صادق من خالقكم. النتيجة أن الله تعالى عليم بخداعكم، مطلع على ما في نفوسكم من سوء وكذب ونفاق، يرى مكائدكم وأوهامكم فيستهزئ بكم، وينالكم منه العقاب، جزاء عدلا بما فعلتم، ومن أوجه العقاب أنه يدعكم في طغيانكم وباطلكم، لا يردكم عنه،  من بعد أن أمعنتم فيه، فتحيط بكم الضلالة من كل مكان ويصبح الواحد منكم أعمى لا يرى لنهج الحق سبيلا. ذلك كله ثمرة لاختياركم الحر، إذ جعلتم الكذب دينا، وأعرضتم بإصرار عن سبيل المؤمنين، سبيل الصدق والشرف والأمانة. أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) ما أغبى هؤلاء المنافقين. إنهم مسرورون بصفقة خاسرة، وعاجزون عن أن يدركوا فداحة خسارتهم. لقد تركوا أنوار الهداية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، واشتروا وتبنوا بدلا منها نهج الضلالة وفساد النفس وانحراف الضمير. تلك من دون شك تجارة بائرة خائبة، لن يكسبوا منها إلا الإثم والعقاب، وبسببها أغلقوا على أنفسهم سبل الهداية والإيمان الحق، وسبل السعادة الدنيوية والأخروية. ثم يضرب القرآن الكريم مثلا لحال هؤلاء المنافقين: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) حال المنافقين كحال رجل أحاطت به الظلمة في ليل حالك، فأوقد نارا ليرى ما حوله، وليعرف أين يضع قدميه بعيدا عن كل أنواع الشر والأذى. فلما أضاءت النار حوله، ورأى ما حوله قليلا من الوقت، طفأت النار فجأة، فإذا هو من جديد في ظلمته الحالكة، لا يبصر شيئا. وهؤلاء المنافقون ينطبق عليهم المثل بحذافيره. لقد كانوا يعيشون في ظلمة الكفر والشرك، جاهلين بحقوق الله عليهم، وبما يضفيه الإيمان الصحيح على حياة الإنسان من أمان وسكينة وسعادة. ثم جاءهم نبي الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهم ما ببعثه الله به من أركان الإسلام، فقبلوها لبعض الوقت، وأضاءت نفوسهم وقلوبهم والدنيا من حولهم بأنوار الرسالة الخاتمة المتوّجة لما جاء به الأنبياء السابقون من عند ربهم عز وجل، وعرفوا أركان الدين الحق ومكارم الأخلاق. ولكنهم سرعان ما انتكسوا للظلام الذي اعتادوه ردحا طويلا من حياتهم، بتبنيهم خيار الكفر والنفاق والخديعة للمؤمنين. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُون (18) هكذا وباختيارهم الحر أصبح المنافقون مثل الرجل الذي انطفأت ناره في ليلة شديدة الظلمة في مكان منقطع. أصم لا يسمع صوتا من منجد قريب منه قد يغيثه، أبكم لا يجد من يشكو إليه حاله، أعمى لا يرى شيئا وسط الظلام المحيط به من كل مكان. وهم كذلك، أي المنافقون، صمّ أعرضوا عن دعاة الهدى من حولهم وأغلقوا آذانهم عن كل نصيحة مخلصة. بكم لا يجرؤن على طلب المساعدة من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لمداواة ما استوطن في قلوبهم من كفر وشك وخداع. عمي عن طريق الهداية، متورطون في الظلمات المحيطة بهم، والتي جعلت منهم أعداء للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ولشريعة التوحيد والعدل والحرية. لذلك تقطعت بهم السبل وغدوا عاجزين عن العودة إلى رحاب الإيمان وصفّ المؤمنين. وهذا مثل آخر لهم: أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) هذا مثل قوم ألمت بهم عاصفة قوية فيها مطر شديد وظلمة ورعد وبرق، وهم عاجزون بسوء تدبيرهم عن اللجوء لمكان آمن يحتمون فيه من العاصفة، فلا يجدون إلا أن يجعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا صوت الرعد، ويظنون أن ذلك يقيهم خطر الصواعق التي تحملها العاصفة وتهددهم بالموت في كل لحظة. ومضرب المثل هنا سوء التدبير وضلال التفكير عند المنافقين، فإنهم بما اختاروه لأنفسهم من نهج الشك والكفر والخديعة، لم يعودوا قادرين على التصرف بحكمة وعقلانية في أوقات الشدة والأزمات. وفاتهم وهم ممعنون في المكر والغش أن الله محيط بمكرهم وغشهم، مطلع على خفاياهم، وقادر عليهم مهما كان الإتجاه الذي يسلكونه.  يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (20)    إن المنافقين يتخبطون خبط عشواء، كهؤلاء المغفلين الذين يحتمون من العاصفة الشديدة بوضع أصابعهم في آذانهم. إذا أضاء لهم البرق ورأوا من نوره ما يحيط بهم، مشوا وتحركوا، وإذا غابت أنوار البرق الخاطفة توقفوا. أنوار الحق التي تنفعهم للتعامل مع كل الأحوال متاحة لهم. ونبي الرحمة والهدى عليه الصلاة والسلام يخالطهم ويتحدث إليهم من دون وسيط. لكنهم أغلقوا حواسهم وقلوبهم أمام النور الذي جاء به. ولو شاء الله لعجل لهم العقوبة في الدنيا بأخذ حاستي السمع والبصر منهم من بعد أن أعرضوا طوعا عن رسالة التوحيد والحق والهداية، وهو على ذلك وعلى كل شيء غيره قدير. * * * تلك بعض أحوال المنافقين. وقد مرت بنا قبلها أحوال الكفار، من بعد أن بدأت السورة بأحوال المتقين السعداء المفلحين. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين السعداء المفلحين.


 

أخبار قصيرة من الموقف

تعاون أمني أماط التقرير السنوي للخارجية الأميركية عن الإرهاب العالمي لسنة 2006 الصادر في 30 أفريل اللثام عن وجود تعاون أمني مع ليبيا في مكافحة « الجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا » المنتمية لشبكة « القاعدة » والتي قال التقرير إنها « كرست نفسها لقلب نظام (الزعيم الليبي العقيد معمر) القذافي ». وعلى رغم قصر الفترة التي مرت على التطبيع الرسمي للعلاقات الأمريكية – الليبية في 15 جوان الماضي أفاد التقرير أن الجانبين « تعاونا في محاصرة النشاطات الإرهابية للقاعدة في المغرب الإسلامي وهي منظمة جزائرية منتمية إلى القاعدة كانت تُعرف باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ». وعكست هذه المعلومات الدرجة المُتقدمة التي وصل إليها التقارب الأمريكي – الليبي، وخاصة بعد زيارة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جون نغروبونتي إلى طرابلس أخيرا. وأجرى نغروبونتي محادثات مهمة مع كبار المسؤولين لوضع ملامح « شراكة » أمريكية – ليبية غير تقليدية في أفريقيا، على رغم رفض القذافي استقباله وانتقاده العلني مشروع إقامة قيادة عسكرية أمريكية في القارة الأفريقية. في صحة جيدة استعاد الأستاذ محمد الشرفي عافيته تماما بعد العملية الجراحية التي أجريت عليه مؤخرا واستأنف نشاطه المعتاد، فتهانينا له ولأسرته وتمنياتنا له بدوام العافية لمواصلة المساهمة في الحركة الديمقراطية. رؤساء لوحظ أن الرؤساء السابقين لرابطة حقوق الإنسان حضروا الحفلة التي أقامتها الرابطة يوم الإثنين الماضي في مقرها المركزي في العاصمة، مما أعطى صورة حية ومُعبرة عن قيمة التداول وميزاته التي لا تُحصى. مجلس أمن قومي تم الإعلان مؤخرا عن تشكيل مجلس أمن قومي في ليبيا يرأسه نجل القذافي المُعتصم بالله. وكان لافتا أن المعتصم بالله هو الذي ألقى كلمة نارية ضد أمريكا خلال اجتماع حاشد أقيم أخيرا في ذكرى الغارات التي شنها الطيران الأمريكي على طرابلس وبنغازي في أفريل 1986. اعتقالات في سليمان اعتقلت قوات الأمن كلا من حسن الشورابي و وليد الشورابي وعبد الحميد بن عيشة يوم الثلاثاء 24 أفريل الفارط وهم من شبان مدينة سليمان. كما داهمت منازلهم وصادرت عددا من الكتب والأقراص المضغوطة التي كانت بحوزتهم. وأفادت عائلاتهم أنها لا تعلم إلى حدّ الآن سبب إيقافهم أو المكان الذي يُوجدون فيه للتحقيق، مضيفين أن أحد أعوان الأمن أعلمهم بأن المعتقلين تعرضوا إلى سوء معاملة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)  

في اليوم العالمي لحرية الصحافة

إعلام في الدرجة الصفر

رشيد خشانة استخلص التقرير الأخير عن تونس الذي وضعته الشبكة الدولية لحرية التعبير « أيفاكس » والتي تضم عشرات الجمعيات والمنظمات الإعلامية العتيدة، أن الحريات الإعلامية تراجعت في بلادنا عن المستوى (المتدني) الذي كانت عليه قبل سنة. وإذا كانت تونس في التقرير السابق في درجة الصفر فمدلول التقهقر أننا نزلنا في ظرف عام واحد إلى ما تحت الصفر. لكن الحقيقة أننا مازلنا ربما فوق الصفر، فالحكومة تستعد لمنح التأشيرة لإذاعتين خاصتين جديدتين هما « أمواج » في بنزرت و »تبرورة » في صفاقس، وبذلك ستشمل نعمة الإذاعات « الموزاييكية » ولايتين جديدتين في انتظار أن يصل الخير العميم إلى جميع الولايات. وسجلت الحكومة نقطة أخرى فوق الصفر باستبعادها فكرة تقييد إنشاء الإذاعات الخاصة بقانون صارم، إذ جعلت هذا الفيض الإعلامي غير خاضع إلى نصوص قاطعة مادامت هي قادرة على حسن اختيار مقاييس إسناد الرخص وتنظيم قطاع الإعلام الإذاعي. وهناك نقطة ثانية في رصيدها تتمثل في كسر احتكار الإعلاميين للإذاعات، إذ أن الذين أعطيت لهم الرخص حتى الآن هم من رجال الأعمال، بل ومن أنجحهم بدليل سجلاتهم البيضاء لدى البنوك وخلوَ سمعتهم الناصعة من أي شبهة. أما الذين طلبوها منذ سنوات، وصحيح أن من بينهم من مضى على مطلبه عشرون عاما بالتمام والكمال، فبإمكانهم أن ينتظروا أكثر إن كانوا متشبثين فعلا بإذاعاتهم، لأن الحكومة أوجدت على ما يبدو شرطا إضافيا يتمثل في اختبار برودة الأعصاب. وفي مجال الإعلام التلفزي ما انفكت الحكومة تتبجح بكونها نقلت البلاد إلى مرحلة إطلاق القنوات الخاصة، لكننا البلد الوحيد في العالم ربما الذي تُهدى فيه القنوات التلفزية إهداء ولا تخضع إلى أي قانون. لا أحد يعرف المقياس الذي بموجبه أسند ترخيص قناة « حنبعل » أو « نسمة » إلى أصحابهما الحاليين ولا متى تقدموا بطلبهم ولا إلى أي سلطة، بينما هناك ما لا يقل عن عدة مطالب أخرى تنتظر رد الإدارة عليها. ومن المفارقات العجيبة أن الأمور في هذا القطاع تُدار خارج أي إطار تشريعي وبعيدا عن أي تعامل شفاف، على رغم الكوارث التي سببتها هذه الظاهرة. وطبعا من باب الصدف أن هذه القنوات تشترك في كونها مُوجهة لنشر لون مُعين من « الثقافة » تطغى عليه الميوعة وتهييج الغرائز الإستهلاكية. لكن آثارها التخريبية لا تقتصر فقط على ما جرى في صفاقس من قصف لأعمار شباب في عمر الزهور، وإنما تستهدف عقل جيل بأكمله يُراد له أن يكون بليدا أبله لقطع أوصاله بوطنه. أما عن التعددية الصحفية فحققنا قفزة نوعية بوصولنا إلى تسع يوميات، وإذا كان مضمونها متشابها كما تشكو من ذلك بعض التقارير الدولية فما هو سوى نتيجة توارد الخواطر لا غير. وواضح أن لا أحد يملي على الصحافة ما تكتب ولا يرسل لها تعليمات بالفاكس أو الهاتف، فهذا يحصل في كواكب أخرى لا صلة لنا بها. وإذا أراد الباحثون أن يُفتشوا عن عينة تُذكرهم بأيام عزَ صحافة الحزب الواحد وراء الستار الحديدي الراحل، فلن يجدوا أفضل من المتحف التونسي. مع ذلك تزعم السلطة أنها ما انفكت تُطور الإعلام بخطى ثابتة ورصينة، لكن علينا أن نعترف أن هذا النوع من الإصلاح أبدع طريقة تجاوزت آلية القطرة قطرة الشهيرة لتقسم القطرة الواحدة إلى قطرات وتوزعها علينا واحدة بعد الأخرى خوفا علينا من أن نغرق. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)  


مرصد جديد للإشهار المقنع

نبدأ اعتبارا من هذا العدد في رصد ظاهرة الإشهار المقنع التي تنال من شرف الصحافة وأخلاقيات المهنة الإعلامية، التي هي مهنة البحث عن الحقيقة، فضلا عن كونها تضر بالإقتصاد الوطني لأن أصحابها يحققون دخلا خياليا من ذلك الإشهار الذي لا يدفعون مقابله أي ضريبة. والإشهار المُقنع ممنوع بنص قانوني واضح، إذ يُطالب أصحاب الصحف والمجلات بوضع عبارة إشهار بشكل بارز على كل مادة منشورة تدخل في هذه الخانة، كي يكون القارئ على بينة من الأمر. ومن المفروض أن يتفطن القضاء للإشهار المقنع الذي يغمر عددا كبيرا من المطبوعات التونسية ويضع له حدا. وإذا غفل عنه فهناك وزارة الإتصال التي ينبغي أن تُنبه المخالفين إلى ذلك. وإذا تراخت فينبغي أن ينبري لهذه المهمة المجلس الأعلى للإتصال الذي يمضي وقته في الإجتماعات الجوفاء (إن اجتمع). وإذا تقاعس المجلس فجمعية الصحافيين التي من المفروض أن تضم سدنة المهنة وحُماة شرفها، لكن هل مازال للمهنة شرف في بلدنا؟ إزاء تلك الإستقالة الشاملة استفحلت ظاهرة الغش المُتمثلة في الإشهار غير القانوني وكادت تشمل أغلبية المطبوعات إما باسم ملاحق أو ريبورتاج أو حوار صحفي أو غيرها من العناوين المُضللة. ولاحظنا أن الذين لجؤوا إلى هذا الأسلوب استمروا في الصدور رغم أن مطبوعاتهم المُكلفة جدا لا تبيع في الأسواق سوى بضع مئات أو عشرات من النسخ أسبوعيا حسب إحصاءات موثوق بها، مما يُعزز الريبة في أمرهم. ونظرا لطول القائمة سنستهلها في هذا العدد بنماذج قليلة من مجلتين فقط ، وهي غيض من الفيض الذي بين أيدينا. نشرت مجلة « حقائق » بالفرنسية في العدد 1113 بتاريخ 26 / 4 / 2007 صفحتين من الإشهار لعدد من الشركات على ص 24 – 25 باسم « حياة المؤسسات » وهو الإسم الحركي لصفحة الإشهار المفتوحة أسبوعيا في وجه المؤسسات الراغبة. ثم نشرت صفحتين من الإشهار المفضوح لخدمات التأمين والإدخار التي يقدمها البريد لكنهما لا تحملان علامة « إشهار ». وصفحة أخرى من الدعاية لبطاقات البنزين الجديدة لشركة « توتال » (ص40) لكن تحت عنوان « اقتصاد ». ثم صفحة ونصف الصفحة عن السوق المتوسطية للسياحة التي تنظمها شركة المعارض بالشرقية دائما تحت عنوان « اقتصاد ». ثم ريبورتاج عن نزل « ضفاف البحيرة » (Les Berges du Lac – Concorde) مع صورة للنزل ولمديره العام وإشادة بخصاله الشخصية وبمآثر مجموعة « كونكورد » ، وهذه المرة تحت عنوان « سياحة ». ثم نصف صفحة عن نزل مركور المشتل مع شعار المجموعة ونص يحرض الحرفاء على الإستمتاع بمركز التنجميل « في إطار أصيل مفتوح للرجال والنساء معا ». أما في العدد 1112 بتاريخ 19 أفريل فنشرت المجلة تحقيقا إشهاريا عن شركة « كوتيناس » في باب « اقتصاد » من دون أي إشارة إلى كونه إشهارا مدفوعا. تلته نصف صفحة من الدعاية لشركة شال (مع صورة بالألوان) بلا أي إشارة إلى أنه إشهار. ثم نصف صفحة لبنك « سيتي بنك » بالأسلوب نفسه، تلته أربع صفحات مخصصة لديوان المياه المعدنية مرفوقة بتسع صور بالألوان. وعوض الإشارة إلى أنها مادة إشهارية وُضع الإشهار تحت عنوان « سياحة ». وكأن هذا الكم من الإشهارات المُقنعة لم يكن كافيا فأضافت إليه إدارة المجلة تحقيقا إشهاريا على طول صفحة عن شركة « سان مايكروسيستمز » مع صورة بالألوان لصاحبها وكل ذلك تحت عنوان بريء هو « حوار »، فبكم بيعت صفحة الحوار البعيد كل البعد عن شروط الحوار المهني؟ وكم سعر مجمل الصفحات؟ التعريفة معروفة… نأتي إلى القسم الرياضي فهل يعتقدن أحد أن صعوبة توظيفه ستحرمنا من استغلاله لكي نحصد بضعة آلاف من الدينارات؟ ذاك غير ممكن مع عبقريتنا الإشهارية التي أصبحت ميزة تونسية لا يبزنا فيها أحد، مادامت السلطات تغض الطرف عنا لنأكل الخبزة الإشهارية « مسارقة ». بلى، الصفحات الرياضية هي أيضا حقل مُجز للإشهار، وليس أفضل من مرشح لمنصب رياضي مرموق كي نبتزه، وهكذا نشرت المجلة حوارا على ثلاث صفحات مع السيد علي الأبيض مع صورة ضخمة (امتدت على صفحتين) واستطاعت أن تقتطع منها أيضا نصف صفحة إشهارية – رياضية لشركة « بيجو ». والعنوان البريء هذه المرة هو « رياضة ». أليست هذه شطارة على وزارة الإتصال وعلى القضاء والمجلس الأعلى للإتصال وسائر المؤسسات المكلفة بالسهر على تطبيق القوانين؟ وفي كل عدد من « حقائق » نماذج ممتعة من هذا القبيل، لكن لننتقل إلى إحدى زميلاتها المتخصصة في نشر نوع آخر من الحقائق وهي « الملاحظ » الغراء، التي اختارت منذ أشهر أن توشح أغلفتها بصور الراقصات والمُغنيات والممثلات من الدرجة الثالثة والرابعة والعاشرة (على قدر الثقافة يأتي المنتوج). ونستعرض عددين مختلفين كنموذجين فقط الأول صادر بتاريخ 14 مارس (العدد 724) وتضمن ملحقا إشهاريا من 16 صفحة مع أكثر من ثلاثين صورة بالألوان، لكنه مقدم في ثوب عمل صحفي ومن دون أي إشارة إلى طبيعته الإشهارية في مخالفة صريحة لما يفرضه القانون. فهل يُشبع ذلك جشع الجشعين؟ طبعا لا، فبعدما تطوي صفحات تجد إشهارا آخر مُغلفا لفائدة المكتب الإعلامي الكويتي حول الأيام الكويتية في تونس مع سبع صور بالألوان تكاد تتكلم بالدينار الكويتي. أما في القسم الفرنسي فصفحة من الإشهار المقنع لشركة « سامسونغ » بعنوان « أسواق ». وفي العدد 727 الصادر في 4 أفريل من المجلة نفسها نقرأ إشهارا لشركة الطيران الإماراتية بالألوان ليس عليه اي إشارة سوى أنه في باب « أسواق » أيضا (من يدخل سوق الإشهار لا يستطيع الخروج على ما يبدو)، ثم إشهارا في قالب حوار مطول وموشح بكل أدوات الزينة والماكياج مع سائقة سيارات السباق هند الشاوش. هذا إلى جانب أربع صفحات ملونة من الإعلانات التي توزعها الوكالة التونسية للإتصال الخارجي تكفي وحدها لتغطية تكاليف العدد ورمي جميع نسخه في القمامة. ولم نتطرق للصفحات المطولة من الإشهار السياسي السمج لأعضاء الحكومة (تقريبا فردا فردا) مع صور بأحجام مبالغ فيها طمعا في استمرار الإشتراكات المُجزية من الوزارات وأنواع الدعم الأخرى الظاهرة والخفية. بهذا الأسلوب تُدار مؤسسات يُطلق عليها باطلا اسم الإعلام والإعلام منها براء، فهي مشاريع تجارية مُربحة وطريق سهلة للثروة، لكن على حساب القيم المهنية والضمير الأخلاقي والواجب الوطني. وبعد ذلك يطلع علينا الخطاب الحكومي بإحصاءات جوفاء يتبجح فيها بزيادة عدد المطبوعات، وكأنه كاف وحده للبرهنة على تقدم حرية الرأي والتعبير. والواقع على العكس من ذلك إذ ما انفك يضيق نطاق الحرية ويتسع فضاء البزنسة والمضاربة بالإستقلالية والمبادئ الأخلاقية السامية لخدمة أغراض لا تمت إلى الإعلام ولا إلى الحقيقة بصلة. وإلى صيد جديد في الأسبوع المقبل. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)  

اقتراحات لتحرير قطاع الإعلام

تقدم الحزب الديمقراطي التقدمي في مؤتمره الأخير المنعقد في ديسمبر الماضي بجملة من الإقتراحات العملية لتحرير الإعلام تبدأ من مراجعة مجلة الصحافة وتصل إلى تشكيل هيئة عليا مستقلة للإشراف على الإعلام المسموع والمرئي، بالإضافة لإلغاء وكالة الإتصال الخارجي التي لا توجد مثيلاتها سوى في الأنظمة الشمولية. وننشر هنا هذا القسم المتعلق بالإعلام من اللائحة السياسية الصادرة عن المؤتمر. من البديهي ان لا ديمقراطية بدون إعلام حر لكن المشهد الإعلامي التونسي يبقى مشهدا مكبلا ومحزنا، فعدا أسبوعية « الموقف » وشهرية « الطريق الجديد » لا وجود لغير الإعلام الحكومي بجميع وسائطه ولغير صحافة المولاة لإنتاج إعلام دعائي عفا عليه الزمن (صدرت اللائحة قبل ظهور صحيفة « مواطنون »). فقد بلغ عدد الصحف والوسائط الأخرى الممنوعة وتلك التي لم تحصل على ترخيص 17 عنوانا صحفيا و6 محطات إذاعية وتلفزية، مما يؤكد أن الحكومة ماضية في إخضاع هذا القطاع الاستراتيجي بكافة الوسائل السياسية والقانونية والإدارية والأمنية، بغاية تعطيل وظيفته الأساسية في مراقبة السلط العمومية بالذات، مما أضر بصورة تونس وجعلها في مؤخرة دول العالم في مجال حرية الإعلام والصحافة وهي صورة لا تتماشى بالمرة مع الكفاءات الإعلامية التي تزخر بها بلادنا والتي اضطرت معظمها إلى الهجرة. إن الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يقف على ما يولده هذا المشهد الإعلامي البائس من شعور بالغبن لدى جميع التونسيين فإنه يؤكد أن لا سبيل إلى إصلاح هذا المشهد المتخلف بدون مراجعة مجلة الصحافة وذلك بـ : –   اعتماد جميع الوسائل القانونية لإثبات إجراءات التصريح بإصدار الصحف والترخيص في إنشاء محطات البث الإذاعي والتلفزي وفق كراس شروط عادل يقره قانون أساسي –   إلغاء العقاب البدني كلما تعلق الأمر بميدان التعبير عن الرأي في الحياة السياسية والرفع من عقوبة التغريم ( دون العقاب البدني ) كلما تعلق الأمر بالحياة الخاصة إخضاع الإعلام السمعي والبصري العمومي إلى مراقبة هيئة عليا مستقلة تساهم فيها الأطراف السياسية والجمعيات الأهلية تسهر على موضوعية الإعلام وتضمن تنوعه وتعدده كما تتعهد بصلاحيات وكالة الاتصال الخارجي بعد إلغائها وتقوم بتوزيع الإشهار العمومي وفقا لمقاييس تراعي التعددية الفكرية والسياسية وحجم انتشار المؤسسات المنتفعة. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)  

تقرير جمعية الصحفيين السنوي

صحف تراهن على الإثارة وصحفيون قريبون من باب السجن

بقلم رشيد خشانة تضمن التقرير السنوي لسنة 2006 الذي أصدرته مؤخرا جمعية الصحافيين التونسيين قراءة تسعى إلى الشمول والموضوعية، رغم الإحتشام والحول أحيانا. وكنا نتمنى نشره كاملا إلا أن طوله (أكثر من 8000 كلمة) اضطرنا لنشر أهم ما جاء فيه وربما عُدنا لباقي الأجزاء في العدد القادم. أكدت الجمعية في أكثر من مناسبة دعوتها إلى إلغاء العقاب البدني من مجلة الصحافة والغرامات المجحفة وتعويضها بخطايا معقولة تتناسب مع التجاوز الحاصل ولم لا العقوبات البديلة مثل القيام بأعمال محددة لخدمة الصالح العام. وقد استبشرت الجمعية عندما تم الأخذ ببعض مقترحاتها بمناسبة تنقيح 3 ماي 2001 لمجلة الصحافة الذي تم بموجبه سحب 9 فصول سالبة للحرية من هذه المجلة. لكن مجلة الصحافة لا تزال ترزح تحت عبء 14 فصلا (22، 33، 43، 44، 47، 48، 49، 51، 52، 53، 54، 59، 60 و65) تتضمن عقوبات بالسجن تتراوح بين سبع سنوات وشهر و20 يوما كحد أدنى عند احتسابها مجملة وتسعة وثلاثين عاما ونصف كحد أقصى وخطايا تتراوح بين 436 18 دينارا و 660 133 دينارا دون اعتبار العقوبات التكميلية أو العقوبات الأخرى المحالة أساسا على المجلة الجنائية. وتجدر الإشارة إلى أن مجلة الالتزامات و العقود نصت في فصلها 87 على ضمان الضرر الناشئ عن نشر أو إذاعة أخبار غير حقيقية. ورغم تطلع جمعية الصحافيين التونسيين إلى إلغاء العقاب البدني بشكل كامل من مجلة الصحافة فهي تأمل مرحليا على الأقل التخفيف من كتلة العقاب بالسجن والخطايا الضخمة المفروضة التي تصل إلى حد التعجيز أحيانا. كما تدعو إلى إدراج فصل خاص في مجلة الصحافة يحمي السر المهني ويكفل للصحفي عدم الكشف عن مصادره. استقلال القضاء أوضحت وقائع محاكمة الزميل محمد الفوراتي والحكم عليه بالسجن بعد تبرئته أكثر من مرة نتيجة إصرار النيابة العمومية على تتبعه واستصدار حكم بإدانته بأن الصياغة الحالية للفصل 23 من مجلة الإجراءات الجزائية الذي ينص على أنه لوزير العدل « أن يبلغ إلى الوكيل العام للجمهورية الجرائم التي يحصل له العلم بها وأن يأذنه بإجراء التتبعات سواء بنفسه أو بواسطة من يكلفه أو أن يقدم إلى المحكمة المختصة الملحوظات الكتابية التي يرى وزير العدل من المناسب تقديمها » بحاجة إلى المراجعة. وتدعو جمعية الصحافيين التونسيين إلى تنقيح هذا الفصل باتجاه جعل الوكيل العام للجمهورية هو صاحب القرار في الإذن بالتتبع من عدمه في الإحاطات الواردة إليه من وزير العدل وهو الأمر الذي يجسد أكثر استقلالية القضاء التي تعتبر ضمانة لباقي الحريات وحرية الصحافة تحديدا حرية النشر والتوزيع أشارت الجمعية في تقاريرها السابقة إلى الصعوبات التي يعاني منها عديد الراغبين في بعث جرائد أو مجلات بسبب امتناع وزارة الداخلية عن استلام الملفات المقدمة لها أو تسليم وصولاتها مثلما يوجبه الفصل 13 من مجلة الصحافة. وتؤكد الجمعية دعوتها السابقة لجعل إصدار الصحف والمجلات خاضعا لإشراف وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلسي النواب والمستشارين. كما تدعو الجمعية إلى الإسراع في البت في قضايا الطعن المقدمة ضد الإدارة في هذا الباب. الوضع المادي للصحافيين من الأسباب الرئيسية لتردي الوضع المادي للصحافيين، عدم تطبيق المؤسسات الإعلامية لأحكام مجلة الشغل والاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة وخصوصا المؤسسات الخاصة، وعدم تطابق الزيادات المنتظمة في الأجور مع النسق المتسارع لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. ففي دار « العمل » لم يحصل الصحافيون على منحتي أجر الثالث عشر والإنتاج منذ سنة 2003. أما في دار « الصباح » فلم يتحصل الصحافيون على منحة الإنتاج منذ سبع سنوات. كما نسجل عدم انتظام استرجاع صحافيي دار « العمل » مصاريف العلاج رغم اقتطاع مساهماتهم الشهرية في نظام التأمين على المرض وذلك منذ سنوات. وإذا كانت المؤسسة تشكو من عجز مالي فكيف نفسر اقتناءها عدة سيارات إدارية. من جهة أخرى مازال عدد من خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار يعملون بصفة « متعاون » رغم قضائهم بين 4 و 7 سنوات عمل، وبما أن المؤسسة قامت بتمتيع عدد من إطاراتها وصحافييها بالتقاعد المبكر فمن المفروض أن تقوم بإدماج الصحافيين المتعاونين. وفي جريدة « الصريح » مازال الصحافيون على قلتهم، يتقاضون أجورا متدنية لا علاقة لها بجدول الأجور الذي تتضمنه الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة إضافة إلى امتناع المؤسسة عن تطبيق فصول الاتفاقية بخصوص نظام التدرج والترقية وعقود الشغل وفترة الاختبار. كما يشتكي الصحافيون من عدم تمتعهم بالتغطية الاجتماعية (…) وعموما لا تطبق الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة إلا في المؤسسات الإعلامية العمومية. وحتى مؤسسة الإذاعة والتلفزة التي شهدت العام الماضي تسوية وضعية عدد من الزملاء بقرار من رئيس الدولة، مازال نظام عقود الشغل فيها غير مطبق. وقد اتصلت جمعية الصحافيين التونسيين بـ 52 مطلبا يشتكي فيها أصحابها من عدم تسوية المؤسسة لوضعياتهم المهنية. الصحافــة المكتوبــة رغم بعض العلامات المضيئة التي برزت في بعض الصحف منذ مطلع هذه السنة ، فإن الأداء مازال دون المأمول لأسباب موضوعية وذاتية. فأغلب الصحف مازالت تتسم بالرتابة والتشابه خاصة في إهمالها للشأن الوطني والتركيز أساسا على الأحداث العالمية وتحويل الحروب المأساوية إلى مادة إثارة وابتزاز للعواطف حتى حولتها إلى « فرجة » رافدها الأساسي ثقافة الموت التي تبيح النسف والقتل والذبح واستهداف الأبرياء وتحول الخراب إلى مشروع مجتمعي. إن الجمعية حريصة على الارتقاء بالأداء الصحفي باعتماد المهنية ومزيد توسيع هامش الحريات الأساسية حتى تشد الرأي العام الوطني وتنافس وسائل الإعلام العربية والأجنبية. فالمصداقية وحدها تضمن الرواج وتخدم قضايانا الوطنية، والمصداقية هي عنوان الثقة التي سيمنحها المواطن للإعلام الوطني. الصحافة العمومية تعتمد الصحف العمومية (لابريس والصحافة) أساسا على ما تنشره وكالة الأنباء الرسمية وتحجب أحداثا هامة بدون موجب رغم صدورها في يوميات أخرى بدل أن تكون نموذجا ومثالا للإعلام الهادف الجيّد وقاطرة للنهضة الإعلامية المنشودة فهي تزخر بكفاءات قادرة على تقديم منتوج صحفي متميز يرتقي إلى مستوى تطلعات وانتظارات نخبه لو يفسح أمامها مجال المبادرة . وتأمل الجمعية أن تخرج هذه المؤسسة من التردي الذي تشهده وهي القلعة الإعلامية العريقة : فتعطيل الطاقات البشرية أو تجميدها صار سمة بارزة كما صارت وكالة الأنباء هي « المحرر » الأساسي لجل المقالات وبدل أن تعاضد جهود النماء والتطوير صارت مجرد رجع لصدى النشاط الرسمي، ولم ترتق حتى إلى مستوى التحسن النسبي الذي شهده القطاع السمعي البصري حيث غابت الإضافة بالاستقصاء والريبورتاج والحوارات واحتضان النخبة كما كان شأنها. إضافة إلى كل هذا فإن انعقاد مجالس التحرير صار أمرا استثنائيا وهو ما أفقد الصحافيين نكهة العمل وروح المبادرة والإثراء والإبداع. الصحافة الخاصة يؤكد الواقع الحالي أن الرهان الأكبر صار على الإثارة بذريعة المنافسة القاسية، والحال أن الإثارة من أجل الإثارة مطية سهلة ولكن أثاراها مدمرة خاصة عندما تتحول الصحف إلى منبر للغيبيات والشعوذة واستحضار الأرواح واستنساخ مقالات مجهولة الهوية من الانترنت أو من صحف تصدر في بيئة لا علاقة لها بالعقلانية أو هي موغلة في التخلف والانغلاق. والجمعية تذكر أصحاب هذه المؤسسات بأنه إضافة إلى خرق قوانين الملكية الفكرية فإن تسويق هذه المواد أشد ضررا من تسويق بضاعة مسمومة للاستهلاك العام. مع العلم أن الاعتماد على الانترنت بشكل واسع يضيق من فرص الشغل للصحافيين الذين يضخهم سنويا معهد الصحافة وعلوم الإخبار في السوق. وإلى جانب هضم حقوق الصحافيين – سخاء في ثمن الورق واقتصاد في ثمن العرق – فإن ظروف العمل في بعض المؤسسات غير لائقة وعندما تلتقي كل هذه المعوقات فلا غرابة أن يتدنى أداء الصحافي وفي أسوأ الحالات قد « يزل قلمه » ويحيد عن شرف المهنة.. ولا تشغل بعض الأسبوعيات صحافيين قارين ويكتفي بعضها بمتطوعين مثل الملاحظ. ويشتكي الصحافيون في الإعلان والأخبار وتونس هبدو من أن العلاقة الشغلية بينهم وبين صاحب المؤسسة تخضع لإرادة هذا الأخير بالكامل. وتشترط مجلة حقائق على صحافييها جلب الإعلانات وهي تخلط بين العمل الصحفي والعمل الإشهاري. كما حولها أحد الكاتبين فيها إلى منبر خاص لتصفية الحسابات. صحافة الأحزاب رغم تعزيز مشهد الصحافة الحزبية خلال هذا العام بإضافة عنوان جديد (مواطنون) وعودة صدور صحف أخرى (الأفق والوطن) وانتظام بقية الصحف (الحرية ولورونوفو والموقف والوحدة والطريق الجديد)، نسجّل بأسف شديد استمرار ما أسميناه في التقرير الماضي « بالارتباط » بين الأحزاب بكل تلويناتها والعمل الصحفي. وباستثناء صحف دار العمل وبدرجة محدودة جريدتا « الوحدة » و »مواطنون »، التي أثث صحافيوها مادة متنوعة من حيث المواضيع والأجناس الصحفية فإن بقية الصحف الحزبية ظلت عبارة عن أوعية للبلاغات الحزبية التي يتداخل فيها الخبر والتعليق. كما يعاب على الصحف الحزبية في بلادنا الانكفاء على ذاتها في تغطية الأحداث الوطنية ونشاطات المجتمع المدني بالخصوص والاقتصار بين الفينة والأخرى على أحداث ومواقف يتم عرضها بانتقائية لتسجيل موقف تجاه هذا الحزب أو تلك المنظمة. وبخصوص الأحداث العالمية، لا تؤمّن أغلب الصحف الحزبية مادة من شأنها إنارة الرأي العام وتوجيهه وفق رؤية تبرز الاختلاف والعمق والخصوصية في الطرح بالنسبة لكل حزب (…) وتأمل الجمعية أن يكون تراجع الصحف الحزبية اليوم ظرفيا وأن يعي القائمون عليها وخصوصا المتمتعون بالدعم العمومي بأن من حق الشعب التونسي أن يقرأ صحافة حزبية مهنية، متنوعة، حرة ومعبّرة عن مشاغله وهواجسه واهتماماته وتطلعاته (…) ونأمل أن يشمل التمويل العمومي جميع الصحف بما فيها « الموقف » و »مواطنون ». ومرة أخرى تدعو الجمعية صحف الأحزاب إلى التعويل على الصحافيين المحترفين القارين لأنها بذلك تحقق العديد من الأهداف لعل أبرزها ملاءمة وضعها مع القانون على غرار بقية الصحف وتطوير مادتها الإعلامية وتعزيز المهنية والإسهام في تشغيل الصحافيين وتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية. تعليق بقلم: رشيد خشانة جانبوا الحقيقة لا يمكن للمرء عدم الإقرار بالجهد المبذول في إعداد التقرير السنوي لجمعية الصحفيين، إلا أن الموضوعية تقتضي أيضا الإشارة في ملاحظات سريعة إلى الهنات التي تضمنها. وأول هذه الملاحظات هي إقصاء الإعلاميين « غير المنسجمين » من اللجنة التي أعدت التقرير والتي قيل إنها عبارة عن « فريق عمل من أعضاء لجنة الحريات تشكل بقرار من الهيئة المديرة » وهذه بدعة لأن الإنضمام للجنة الحريات كان تطوعيا ولم يكن في السابق أي دخل للهيئة المديرة في « تعيين » أعضائها. وإذا علمنا أن عددا لايستهان به من الإعلاميين كانوا أعضاء فاعلين في هذه اللجنة ومازالوا ينشطون في القطاع ، نتساءل عن السبب وراء استبعادهم. ثاني الملاحظات أن التقرير تحاشى اتخاذ موقف مما سُمي بأزمة الرابطة التي كانت لها علاقات وثيقة مع الجمعية، مُكتفيا بسطرين من التمنيات وهذا غير لائق بإعلاميين يعرفون البئر وغطاءها كما يُقال. ثالثا لدى التعرض للانتهاكات المسلطة على الصحفيين اكتفى التقرير بالقول إنها « تتخذ أشكالا عدة ونؤكد مجددا رفض الصحافيين المطلق لكل أشكال هذه الانتهاكات » مع أنه تقرير صدر في اليوم العالمي لحرية التعبير متناسيا بشكل يثير الإستغراب ما تعرض له الكثير من الزملاء من إيقافات واعتداءات معلومة ومنشورة نذكر منهم على سبيل المثال لطفي حجي توفيق رابعا أكد التقرير أنه « لم تسجل عمليات إيقاف للصحف أو حجزها خلال السنة المنقضية، وفي المقابل أصدرت جريدة الموقف يوم 23 مارس 2007 بيانا جاء فيه أنه تم جمع نسخ العدد 398 من الجريدة المؤرخ بيوم الجمعة 23 مارس 2007 من جميع الأشكاك بالعاصمة وأن العملية تكررت في نفس اليوم في الولايات داخل الجمهورية، فلماذا أغفل جمع « أخبار الجمهورية » مرة بمناسبة قضية « إيزوسو » و »الموقف » مرتين في سنة 2006 (وهي موضوع التقرير) مع أنها أحداث موثقة؟ خامسا اكتفى التقرير عند الحديث عن منع صحف أجنبية من التوزيع بالإشارة إلى الدوريات التي نشرت رسوما مسيئة للإسلام، وأعطى بالمناسبة درسا طويلا في الأخلاق للمنظمات الدولية المتعاطفة مع الحريات في تونس، لكنه نسي أعداد « لوموند » و »لوفيغارو » وبعض الصحف العربية التي مُنعت من التوزيع، بالإضافة لـ »ليبيراسيون » المحظورة بلا سبب. وإشارته العابرة إلى « عدم انتظام ترويج بعض الصحف الأجنبية ومنها صحيفة القدس العربي أحيانا » غير كافية بالمرة للوقوف على ظاهرة تمس من حق المواطن في الإعلام. وهكذا عمد التقرير أحيانا إلى التغافل عن وقائع باتت معروفة ووصل إلى حد التحامل على « الموقف » عندما قال « باستثناء صحف دار العمل وبدرجة محدودة جريدتا « الوحدة » و »مواطنون »، التي أثث صحافيوها مادة متنوعة من حيث المواضيع والأجناس الصحفية فإن بقية الصحف الحزبية ظلت عبارة عن أوعية للبلاغات الحزبية التي يتداخل فيها الخبر والتعليق »، ونحن نربأ بأنفسنا عن التعليق على من يضع « الحرية » في مرتبة « الموقف »، فذلك متروك للقراء. لكننا نسجل مع ذلك إيجابيا أنه طالب بأن يشمل التمويل العمومي الموقف ومواطنون. تبقى الأخطاء اللغوية الكثيرة التي ما كنا نتمنى أن يتضمنها تقرير أعده حملة قلم وهذه عينات منها: الثمن الباهض، يلتجأ، ملائمة وضعها (عوض ملاءمة وضعها) أو استخدام عبارات أقرب إلى الدارجة مثل « لكن من الغد فوجئ المسؤولون ». (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)


 
رابطة حقوق الإنسان بعد 30 عاما من تأسيسها: إلــــى أيــــــن؟
تونس – الصباح .. يوم 4 ماي 1977 تقدم السيدان محمد سعد الدين الزمرلي ومحمد الدالي الجازي ( الوزيران  بعد التغيير) بمطلب رسمي باسم حوالي 500 شخصية حقوقية وسياسية من مختلف التيارات.. لتأسيس جمعية حقوقية هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. وفي يوم 7 ماي 1977 وقع وزير الداخلية آنذاك الطاهر بلخوجة  رخصة تقنين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. بعد ضوء أخضر من أعلى هرم السلطة.. تتويجا لمفاوضات دامت حوالي عام كامل حول تركيبة الهيئة التأسيسية للمنظمة التي لعبت دورا كبيرا خلال الثلاثين عاما الماضية.. فمن هي أهم الشخصيات التي تداولت على قيادة الرابطــة طـوال الـ30 عاما الماضية؟ وماهي ملامح هذه المنظمة الحقوقية التي لا تزال كل الاطراف تؤكد على انها  » مكسب وطني كبير جدا « .. رغم تواصل أزمتها المتعددة الاوجه؟ وهل من أفق للخروج بالازمة الحالية من عنق الزجاجة.. بعد بعض الاشارات الايجابية التي ظهرت مؤخرا.. ومنها تنظيم الإحتفال بالذكرى الثلاثين لتاسيس الرابطة في مقرهاالمركزي بحضور شخصيات عالمية بينها الرئيسة الجديدة للفيديرالية الدولية لحقوق الانسان الاعلامية سهير بلحسن والرئيس السابق صديقي كابا ..فضلا عن عدد من الرؤساءالسابقين والمناضلين الحاليين في الرابطة..؟؟ الهيئة التأسيسية للرابطة برئاسة الطبيب سعد الدين الزمرلي كانت توفيقية بين هيئتين الاولى تضم شخصيات منتمية للحزب الدستوري والثانية من بين المستقلين والدستوريين الذين « انشقوا » عن الحزب أو  » طردوا » منه ضمن ما عرف بتحركات الليبيراليين والديمقراطيين في مؤتمري الحزب الدستوري في 1971 و1974.. ومن بينهم عدد ممن أسسوا حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة الوزير سابقا السيد أحمد المستيري والتيار التحرري الذي أسس جريدة الراي بزعامة الوزير سابقا السيد حسيب بن عمار.. هيئة توفيقية وقد ضمت الهيئة الاولى الى جانب الدكتور الزمرلي ( الذي كان من القائمة الثانية ) السادة عبد الرحمان الهيلة والطيب بن ميلاد والصادق علوش وعبد الوهاب بوحديبة والشريف الماطري والدالي الجازي وعزيزة الوحشي والهاشمي العياري وحمودة بن سلامة والمنجي الشملي والميداني بن صالح وفتحي حفصية ومنير الباجي وهشام بوقمرة وفاروق بن ميلاد وعبد الحميد العموري وعائشة بن اللاغة والبشير بن زينب ومصطفى بن عياد ومحمد بن عبد الله وأحمد خالد.. هذه الهيئة قادت الرابطة من يوم التاسيس في 7 ماي 1977 الى المؤتمر الوطني الاول في 14 فيفري1982.. وكانت تضم أساسا أطباء وجامعيين ومحامين كبار في حجم عبد الرحمان الهيلة والهاشمي العياري وعبد الوهاب بوحديبة والشريف الماطري ..  وقد تولى عدد من أعضاء تلك الهيئة حقائب وزارية وديبلوماسية بعد التغيير: حمودة بن سلامة والدالي الجازي وسعد الدين الزمرلي وأحمد خالد.. تأثير الديمقراطيين الاشتراكيين ونتيجة للدور المركزي الذي لعبته في تلك المرحلة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين (قبل انتخابات 1981 وبعدها) عبر صحف الراي والمستقبل بالعربية ولافنيروالديمقراطية بالفرنسية ..وعبرمؤسساتها جاء مؤتمر14 فيفري 1982 ليكرس هيمنة واضحة لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين على الهيئة المديرة ومؤسساتها الوطنية والجهوية.. لا سيما بعد ان انضمت الى الحركة وجوه من المعارضة في الجهات وشخصيات من المعارضة العائدة من المهجر مثل السيد خميس الشماري.. وقد تكونت الهيئة الثانية من 15 عضوا فقط برئاسة الدكتور الزمرلي.. مع أعضاء بارزين في قيادة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين هم السادة حمودة بن سلامة وخميس الشماري والدالي الجازي وعبد الوهاب الباهي ومنير الباجي ( كان قريبا من الحركة ومدير تحرير صحيفة الراي ).. كما انفتحت الهيئة على شخصيات مستقلة قريبة من بقية التيارات من بينها الدكتورة هالة عبد الجواد (الحزب الشيوعي) وصلاح الدين الجورشي وكمال عبد النبي وفاروق ميلاد ..وظلت الشخصيات القريبة من الحزب الدستوري ممثلة لا سيما السيد مصطفى الفيلالي (مدير الحزب في الستنيات).. وحافظ الميداني بن صالح على عضويته ممثلا للتيار القومي ..والتحق بالهيئة الجامعي الحقوقي السيد محمد الشرفي..( مجموعة آفاق اليسارية في الستينات ) الذي تولى لاحقا وزارة التربية لمدة 5 أعوام.. دعم تيارات اليسار انضمام ممثلي تيارات المعارضة اليسارية السابقة تواصل في المؤتمرين الثالث في فيفري 1985 والرابع في 12 مارس 1989.. وقد تواصل الحضور المميز لعناصر قيادية في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين اذ انضم الى الهيئة الدكتور مصطفى بن جعفر والسيدة خديجة سعد الله وحافظ خميس الشماري والدالي الجازي وعبد الوهاب الباهي على مواقعهم.. وانضمت الى الهيئة شخصيات عديدة بعضها اثار دخوله جدلا كبيرا مثل المرحوم سارج عدة.. وبعضها لعب دورا كبيرا لاحقا على الصعيدين الوطني والدولي مثل السيدات والسادة خديجة الشريف وفرج فنيش والمنصف المرزوقي وسهام بن سدرين وسحنون الجوهري وهشام قريبع (عين لاحقا مستشارا في ديوان الوزير الدالي الجازي) وسحنون الجوهري ومحمد الصالح فليس ومحمد المهدي المسعودي وعلي النجار..وقد حافظ الدكتور الزمرلي على رئاسة المنظمة حتى تعيينه وزيرا في 1988 فعوض بالسيد محمد الشرفي الذي عين بدوره وزيرا في 1989 مباشرة بعد المؤتمر الثالث فعوضه الدكتور المنصف المرزوقي.. من الوفاق إلى الازمة وقد تواصل التمشي التوفيقي عند تشكيل الهيئات المديرة للرابطة  خلال مؤتمري مارس 1989 وفيفري 1994.. فقد تشكلت الهيئات بعد مفاوضات مع السلطات والحزب الدستوري (التجمع) أسفرت عن دخول عضوين من الحزب الى الهيئة المديرة هما يوسف علون وخميس قسيلة في مؤتمر 1989 وابراهيم جدلة وخميس قسيلة في مؤتمر 1994.. مقابل غالبية من المستقلين وممثلين عن الاحزاب من بينهم هالة عبد الجواد في هيئة 1989 ثم حاتم الشعبوني في هيئة 1994 عن الحزب الشيوعي (التجديد لاحقا) وعربية بن عمار عن حزب الوحدة الشعبية في مؤتمر 1994 وفتحي التوزري ومحمد القوماني وخديجة سعد الله  عن الديمقراطيين الاشتراكيين (في مؤتمر 1994).. فضلا عن شخصيات من اليسار الاشتراكي السابق مثل مصطفى التليلي ونجيب بولعراس والحبيب الحمدوني وعبد الكريم العلاقي والفاضل الغدامسي وعمارة بن رمضان ومنير الشرفي وصالح الزغيدي.. وقدبرزت في هيئتي المؤتمرين الثالث والرابع شخصيات مستقلة مؤثرة مثل المحامي عبد الرحمان كريم والصحفيين محمدكريشان وسفيان بن حميدة والجامعي مصطفى التليلي والمحامي الفاضل الغدامسي عبد اللطيف البعيري ومحمد الصالح الخريجي.. لكن بوادر التوتر برزت منذ مؤتمر 1994 عندما فشلت قائمات الوفاق مرارا قبل المؤتمر وأثناءه  وبعده.. وهو ما انجر عنه « اقصاء » متفق عليه بين أبرز منظمي المؤتمر الرابع في 1994 للرئيس المتخلي الدكتور المنصف المرزوقي ولعدد من « القريبين منه » بينهم السادة سهام بن سدرين ومصطفى بن جعفر وبن عيسى الدمني.. ولئن سقطت القائمة المنافسة لقائمة « الوفاق » والتي قادها في 1994 الاستاذ المختار الطريفي المحامي ورئيس فرع العمران فقد نجح أحد رموزها الجامعي عبد الكريم العلاقي.. وهو معطى جعل الهيئة التي ترأسها الاستاذ توفيق بودربالة المحامي ما بين 1994 و2000 تواجه صعوبات عديدة.. من بينها عجزها عن السيطرة على عملية التحضير للمؤتمر الخامس (29 أكتوبر2000) التي تمت خارج مقرالهيئة المديرة للرابطة..حيث عقدت الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر وعملية تشكيل قائمة « الوفاق » باشراف الرئيس الفائز في مؤتمر 2000 السيد المختار الطريفي.. فانفجرت خلافات قبل المؤتمر وداخله تعقدت بعده تلك الخلافات ..مع تداخل عدة أوراق سياسية وغير سياسية.. وتناقضات بين رموز الطبقة السياسية وعدد من النشطاء الحقوقيين.. من بينها بروز هيئات حقوقية منافسة للرابطة فاز بعضها باعتراف دولي.. وحصلت احداها على عضوية الفيديرالية الدولية لحقوق الانسان .. بعد 30 عاما من النضال الميداني والتحركات الحقوقية هل حان وقت النقد والنقد الذاتي؟ هل هناك مجال لتفعيل حقيقي لدور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عبر التقييم الهادئ لأداء كل الهيئات المتعاقبة بما فيها الهيئة الحالية؟ وإذا كان من حق المعارضة مطالبة السلطات بهامش أكبرمن حرية التعبير يضمن لها التعبير عن وجهات نظرها فهل يمكن اليوم أن تنقد الهيئات المتعاقبة على الرابطة ومنها الهيئة المديرة التي أفرزها مؤتمر 2000؟ أليس من مصلحة الجميع طي صفحة الماضي.. عبر مصالحة تبدأ بقدرمن المصارحة والنقد الذاتي العلني.. عوض الدوران في حلقة مفرغة؟ أليس في الامكان عقد المؤتمر المؤجل مرارا عبر حوار يؤدي الى حلول تحفظ ماء وجه الجميع ..مع ضمانات منها أن تكون الهيئة القادمة أساسا من المستقلين عن كل الاحزاب القانونية وغير القانونية؟؟                       كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 ماي 2007)  

بداية السباق نحو عمادة المحامين:

حوالــــــي 10 مرشحين.. والشفـي يفاجئ الساحة الانتخابية

تونس – الصباح تشهد ساحة المحامين منذ عدة أسابيع، حركيــــــــة لافتة للنظــــــر على خلفية الانتخابات المقررة لنهاية شهر جــــــوان الــــقادم صلب عمادة المحامين… وتأتي هذه الحركية، بعد إعلان العميد الحالي، السيد عبد الستار بن موسى، عدم ترشحه للعمادة لمدة نيابية ثانية، وهو ما كان تعهد به فور فوزه بالعمادة قبل ثلاث سنوات.. ويبدو حسب المعلومات المتوفرة، أن الترشحات التي أعلن عنها إلى حد الآن، بلغت نحو العشرة، بما يرشح الانتخابات القادمة لأن تكون أكثر حرارة من المواعيد السابقة.. خريطة الترشحات… فقد أعلن عن ترشح الأستاذ إبراهيم بودربالة، الذي كان تحمل مسؤوليات في جمعية المحامين الشبان وترأس فرع تونس للمحامين، كما تولى عضوية الهيئة الوطنية للمحامين في وقت سابق، إلى جانب الأستاذ شرف الدين الظريف، الكاتب العام الحالي للهيئة الوطنية، والأستاذ محمد المكشر، الرئيس الأسبق لجمعية المحامين الشبان وعضو الهيئة الوطنية للمحامين، بالإضافة إلى الأستاذ بديع جراد، الذي كان ترشح للعمادة في العام 2004 من دون أن يفوز بعضوية العمادة.. وأعلنت الأستاذة راضية النصراوي، عن ترشحها لانتخابات جوان المقبل، وهي تعد المرأة الوحيدة التي تقدمت لهذا المنصب بين المرشحين العشرة.. وكانت النصراوي، أول محامية انتخبت العام 1980 عضوا في جمعية المحامين الشبان، وشغلت عضوا بالهيئة الوطنية للمحامين خلال دورات 1989 و1995 و2001، وإذا ما تم انتخابها خلال مؤتمر جوان القادم، ستكون أول عميدة لهيئة المحامين التونسيين، حيث لم يسبق أن فازت امرأة بهذا المنصب خلال كامل تاريخ العمادة.. ويوجد من بين الأسماء المرشحة لعمادة المحامين، الأستاذ البشير الصيد الذي كان ترأس هيئة المحامين في المدة النيابية (2001و2004)، ثم فشل في الوصول إلى العمادة في انتخابات العام 2004 التي فاز فيها العميد الحالي، الأستاذ عبد الستار بن موسى.. وكان الأستاذ محمد النوري، المحامي، أول من تقدم بترشحه لانتخابات العمادة، معلنا قراره بالتخلي عن ممارسة مهنة المحاماة، والتفرغ لقضايا العمادة وملفات المحامين.. وهو القرار الذي أثار الكثير من السجال صلب المحامين، بما أن هذه أول مرة يعلن فيها مرشح للعمادة مثل هذه الأجندا.. من جهة أخرى، ترشح الأستاذ صلاح الدين الشكي، الرئيس الحالي لفرع تونس للمحامين إلى العمادة، وهو الوجه الثاني من الهيئة الحالية المنتهية ولايتها في أعقاب شهر جوان القادم.. الترشح المفاجأة… لكن الترشح الذي وصف بـ«العيار الثقيل» بين المرشحين لقيادة عمادة المحامين، يتمثل في الأستاذ منصور الشفي، العميد الأسبق للمحامين.. فقد شكل هذا الترشح، مفاجأة للساحة الحقوقية وأوساط المحامين، ليس فقط لأن الرجل لم يدر بخلد أي كان من المرشحين، خصوصا بعد أن تنكر له الحظ في مرات سابقة، بل لأن الأستاذ الشفي، يمثل ثقلا مهما في الساحة الانتخابية للمحامين، بعد سنوات من طويلة من ترؤس العمادة خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن المنقضي.. وتفيد بعض الأنباء التي استقيناها من الساحة الانتخابية، أن ترشح الشفي، أربك العديد من التحالفات والسيناريوهات الانتخابية. وفيما يرى قسم من المحامين، أن الأستاذ الشفي يمثل «الشخصية الجامعة» للمحامين في الوقت الراهن، بحكم تشتت أصوات المستقلين، واختلافهم على رؤية واحدة، إضافة إلى الدعم الذي يحظى به الرجل من جهتي صفاقس وسوسة، فضلا عن حضوره القوي في العاصمة التي تلعب دورا مهما في تحديد هوية العميد الجديد إلى حد بعيد، فإن أطرافا أخرى ترى أن المحامين مطالبين بالرهان على «الأصوات الجديدة» كما يجري وصفها بين هذا القسم من أصحاب الزي الأسود، وذلك على غرار الأساتذة، إبراهيم بودربالة وراضية النصراوي ومحمد النوري، بالإضافة إلى شرف الدين الظريف ومحمد المكشر.. خارطة متقلبة… لا شك أن الخارطة الانتخابية للمحامين، تشهد تبدلا في موازين القوى من مؤتمر إلى آخر، إلى جانب دخول الشبان الملتحقين حديثا بالمهنة، كأحد الأرقام  المهمة في النسيج الانتخابي، وبالتحديد ضمن بورصة الأصوات التي ستتوزع هنا وهناك بين المرشحين لقيادة العمادة، إلى جانب الوجود المكثف للمرأة بين صفوف الناخبين، وهي معادلات من الضروري الأخذ بها من قبل المرشحين مهما كان اسمهم أو صيتهم وثقلهم الانتخابي، لكن ترشح السيد منصور الشفي، يبقى كذلك الرقم الذي سيضطر بعض المرشحين إلى مراجعة تكتيكاته وأسلوب تحركه خلال الحملة الانتخابية.. صحيح أن لحظة الحسم لم تحن بعد، بما يجعل جميع الاحتمالات واردة في ساحة انتخابية متقلبة بطبيعتها، رفضت في مرات عديدة جميع الافتراضات والتوقعات، لكن الأسماء المرشحة لمنصب العمادة، تحمل بين ثناياها مؤشرات العميد القادم، وسيكون للحملات الانتخابية والتحالفات التي ستعاد صياغتها مجددا، دورا في نحت شخصية العميد الجديد… صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 ماي 2007)  

رجة أرضية خفيفة جنوب غرب مدينة باجة سجلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي رجة أرضية أمس الاثنين على الساعة منتصف الليل و42 دقيقة بالتوقيت المحلي بلغت قوتها 3,5 درجة على سلم ريشتر بالمركز الذي حدد حسب التحاليل الأولية بـ36,53 درجة خط عرض وبـ09 ,25 درجة خط طول وذلك جنوب غرب مدينة باجة. وقد شعر متساكنو باجة بهذه الرجة. تونس مركز دولي للتحكيم يشرف السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان على افتتاح أشغال التظاهرة الدولية التي ينظمها مركز تونس للمصالحة والتحكيم بالتعاون مع مركز التجارة الدولية ولجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي التجاري والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وغرفة التجارة الدولية بباريس حول «تونس مركز دولي للتحكيم» وذلك اليوم الثلاثاء بداية من الساعة التاسعة صباحا بنزل رونيسنس – قمرت. أول جمعية للنهـوض بالبحـث والتعليم الإفتراضي تم مؤخرا تأسيس جمعية علمية جديدة في تونس تعنى بالبحث والتعليم الإفتراضي، وذلك بمبادرة من مجموعة من الأساتذة الجامعيين والخبراء الناشطين في حقل التعليم الإفتراضي. وقد أطلق على الجمعية الجديدة اسم «جمعية النهوض بالبحث والتعليم الإفتراضي». الجمعية رغم حداثتها أعدت برنامجا ثريا وحافلا بالنشاط خلال السنة الجارية، إذ من المقرر أن تنظم أول ندوة سنوية لها يوم 29 جوان المقبل حول ممارسات التعليم الإفتراضي. كما تنظم الجمعية أول ندوة دولية لها حول التعليم غير الحضوري يومي 12 و13 ديسمبر المقبل بسوسة. وتعتزم الجمعية أيضا إسناد جوائز سنوية لفائدة أصحاب الأعمال المتميزة في مجال التكوين عن بعد. يذكر أن الإعلان عن تأسيس الجمعية ترافق مع إحداث موقع واب لها على الأنترنات يتضمن تفاصيل ضافية عن الجمعية وأنشطتها المستقبليـــة، وذلك على العنوان التالي: www.uvt.rnu.tn/aprev (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 ماي 2007)

القذافي يتهم « العرب وأسيادهم » بترويج خبر كاذب عن صحته

طرابلس (رويترز) – قال الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الاثنين انه سيقاضي وكالة انباء نشرت نبأ مفاده انه اصيب بجلطة في المخ وقال ان « العرب وأسيادهم » مسؤولون عن اذاعة هذا النبأ. وكانت وكالة معا الفلسطينية للانباء قالت في وقت سابق نقلا عن مصدر أوروبي لم تذكر اسمه ان القذافي أصيب بجلطة في المخ يوم الاحد ونقل للمستشفى. وقال القذافي للصحفيين في فندق بطرابلس « نحن سنرفع دعوة ضد الوكالة هذه حتى لا يهرب أحد. » وأضاف قوله لدى مغادرته الفندق الذي اضاف فيه الرئيس الغاني الزائر جون كوفور على العشاء « لا بد أن يمثلوا امام العدالة. » وسئل القذافي من المسؤول في رأيه عن نشر هذه الانباء فقال دونما اسهاب فيما يعنيه « العرب وأسيادهم. » وبدا القذافي في صحة جيدة وكان مبتسما. واضاف قوله « من يطلق عليك النار تطلق عليه النار والذي يقول لك انا عدوك انت تعتبر نفسك عدوه والبادي اظلم. » وقال القذافي ان هذا النوع من الانباء تبثه وكالة « مأجورة » وأوضح انه يرى ان وكالة الانباء هذه يستخدمها « جهاز (مخابرات) معروف. » وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ان القذافي بصحة جيدة. وقال برودي الذي يقوم بزيارة لبراج انه تحدث مع القذافي يومي الاحد والاثنين. واضاف « اتصل (القذافي) بي مرة أخرى صباح اليوم… قال انه بصحة جيدة وان الاعلام يتحدث من ان لاخر عن السياسيين ويقول انهم في حالة صحية حرجة.. وانه لا يعرف لماذا يحدث هذا. » ولم يتضح على الفور ما اذا كان القذافي قد اتصل ببرودي خصيصا يوم الاثنين بسبب الشائعات بشأن حالته الصحية. وقال مصدر بالحكومة الايطالية ان القذافي وبرودي ناقشا خلال محادثتهما مساء الاحد شؤونا من بينها قضية الممرضات البلغاريات الخمس اللاتي حكم عليهن بالاعدام في ليبيا بعد ادانتهن بتعمد اصابة أطفال ليبيين بفيروس الايدز. وعرض التلفزيون الرسمي الليبي عدة دقائق من اجتماع عقده القذافي صباح يوم الاثنين مع وفد نسائي سوداني. وفي طرابلس أكدت وكالة الجماهيرية للانباء اجراء محادثة بين برودي والقذافي يوم الاثنين وقالت ان المحادثة ركزت على « قضايا البحر المتوسط وعدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. » وقالت الوكالة الرسمية الليبية أيضا أن القذافي تحدث هاتفيا يوم الاثنين مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وفي تونس قالت وكالة الانباء الحكومية التونسية ان القذافي تحدث أيضا مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 14 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


بيان من حركة رشاد حول « انتخابات » 17 مايو في الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم 28 ربيع الثاني 1428 الموافق  15 مايو 2007 بيان  رقم 2 بخصوص « انتخابات » 17 مايو 2007  تكريسا لنهج تزييف الحقائق واحتقار الإرادة الشعبية يجري النظام في الجزائر هذا الخميس 17 مايو 2007 مهزلة أسماها « الانتخابات التشريعية » وهي عملية معروفة نتائجها سلفا. إنّ حركة رشاد تؤكد أنّ أمثل الطرق لاختيار ممثلي الشعب على أيّ مستوى يظلّ هو طريق الانتخابات الحرة والنزيهة. ولكي تكون الانتخابات حرة لا بد أن تتوفر الشروط الآتية: (1) احترام حقوق النفس البشرية وضمان حرية التعبير والاجتماع؛ (2) حرية الترشح كناخب أو منتخب، للأشخاص والأحزاب السياسية؛ (3) نبذ كل أنواع القسر والإكراه؛ (4) حرية الاقتراع وسرية عملية التصويت؛ (5) حرية تقديم شكوى أو اعتراض على المخالفات المرتكبة أثناء العملية الانتخابية وطيلة المسار الانتخابي. وإضافة إلى ذلك، فلكي تكون الانتخابات نزيهة لا بد أن تتوفر الشروط الآتية: (1) أن تكون الإدارة المكلفة بالإشراف على الانتخابات مستقلة وغير منتمية لحزب بعينه؛ (2) أن يكون القانون الانتخابي محمي من قبل الدستور؛ (3) أن يكون التصويت والوصول إلى مكاتب الاقتراع مضمونا للجميع؛ (4) أن يُقسّم الدعم الخاص بالحملة الانتخابية بالتساوي بين الفرقاء؛ (5) أن تكون عملية الفرز مفتوحة للجميع وأن تجري في شفافية تامة؛ (6) أن يعامل الأحزاب والمرشحون والمقترعون من قِبل الحكومة والشرطة والجيش والجهاز القضائي بشكل متساو ودون أي نوع من الإكراه. إنّ حركة رشاد ترى يقينا أنّ أدنى هذه الشروط غير متوفرة ومن ثمّ فإنها تعتبر « الانتخابات » المزمع تنظيمها يوم 17 مايو 2007 لا حدث وكأنها لم تكن. إنّ حركة رشاد تلاحظ بقلق شديد أنّ نظام 11 جانفي الانقلابي لا يزال متسلطا على الجزائريين وهو مستمر في انتهاج سياسات إقصائية واستئصالية وإن تغيرت تسمياتها، وهو ما أدى إلى كوارث متعاظمة ومتفاقمة ألمت بالجزائر شعبا ووطنا وتنذر بما هو أسوأ إذا ما استمر نظام الجنرالات على انتهاج هذه السياسات الهدامة.  لقد أفرغت الانتخابات والاستفتاءات، في ظل هذا النظام، من محتواها الحقيقي وهدفت دائما إلى إضفاء صبغة الشرعية وتكريس سلطان الاستبداد والفساد وتمرير سياسات تخدم مصالح حفنة متسلطة وتوابعها، وإعطاء الانطباع إلى الرأي العام الدولي أنّ هناك شعبا يختار بحرية من يمثلونه ويدافعون عن مصالحه كما هو الحال في أكثر بلاد عالم اليوم. إنّ حركة رشاد ملتزمة بمبدأ « لا مشاركة سياسية إلا بعد التغيير الشامل » وتدعو كل أبناء الجزائر للسعي بلا هوادة من أجل تغيير جذري بالطرق اللاعنفية لطبيعة النظام وسياساته وأساليب عمله والسعي لإقامة حكم راشد يؤسس لدولة الحق والعدل والحرية. أمانة حركة رشاد (المصدر: موقع حركة « رشاد » الجزائرية المعارضة في المهجر بتاريخ 15 ماي 2007) الرابط: http://www.rachad.org/index.php?option=com_content&task=view&id=35&Itemid=43  


بيان مصارحة ومناصحة للشعب الجزائري المسلم

بقلم: علي بن حاج بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل في كتابه العزيز مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم « ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظّالمين بعضهم أولياء بعض والله وليّ المتقين * هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون » الجاثية 18/19/20، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذي حذر من جميع أنواع الغش ومنها الغش السياسي فقال « ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة » وفي رواية أخرى « أيما راع غش رعيته فهو في النار »، وعلى آله وصحبه. أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في ظل تفاقم وتأزم الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفشل الحكومات المتعاقبة على السلطة منذ انقلاب 11 جانفي 1992 عن إيجاد الحلول الناجعة لها، ها هو ذا الشعب الجزائري المسلم يدعى للمرة الألف إلى صناديق الاقتراع في إطار سياسة استئصاليه، اقصائية حددت معالمها من قبل السلطة الفعلية النافذة في البلاد. إنّ واجبنا نحو الشعب الذي لم ننقطع في يوم الأيام عن همومه ومحنته ومعاناته منذ اندلاع الأزمة المفتعلة، وبما أن الشعب هو مصدر السلطة شرعا ودستورا فإن ذلك يقتضي منا واجب مصارحته ومناصحته كما فعلنا دوما في عدة محطات حتى يكون على بينة من أمره فيما سيقدم عليه. مما لا شك فيه لدى العقلاء الألبّاء أن الدول والأنظمة التي تحترم نفسها وتنزل عند إرادة شعوبها في الاختيار الحر، تتخذ من آلية الانتخاب الوسيلة المثلى للتغيير السلمي والتداول على السلطة أما في الجزائر فقد كسرت وديست هذه الآلية منذ اغتصاب الإرادة الشعبية في 11 جانفي 1992، واستبدلت بسياسة أمنية قمعية فضيعة وصناعة واجهة سياسية غير متجذرة شعبيا واجتماعيا اتخذت من التحايل السياسي والمكر والخديعة مطية للبقاء في الحكم والتشبت به، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن كل من الحل الأمني القمعي وكذا ما يسمى قانون « السلم والمصالحة الوطنية » الجائر والظالم والأحادي الجانب قد جاء مخيبا للآمال ولتكريس واقع قائم ومؤلم هذه « المصالحة » المغشوشة والزائفة والتي يتخذها تجار السياسة مطية تزلف وإرضاء لأصحاب السلطة الفعلية والتي بحكم نفوذها وتغلغلها في أجهزة الدولة تملك حق الإقصاء والترشيح والإشراف على توزيع المناصب والكوطات على صنائعها مما جعل الانتخابات المتكررة منذ انقلاب 11 جانفي 1992 لا تعبر عن إرادة الشعب الحقيقية بل تعد تبريرا للظلم والتزوير والممارسات القمعية فضلا على أنها أصبحت عبئا ثقيلا على الخزينة العمومية ووسيلة لنهب المال العام والإسراف والتبذير وشراء الذمم على غرار فضيحة بنك الخليفة وما أبناء مؤسسة تونيك عنا ببعيد وهي في نفس الوقت تساهم في تضليل الرأي العام الوطني والدولي بتعددية شكلية زائفة، فلم يعد الشعب هو الذي يختار بكل حرية من يمثله ولم تعد الأحزاب هي التي تعيّن مرشحيها بكل استقلالية وقد دلت التجربة والواقع أن المؤسسة التشريعية فاقدة لوظيفتها الدستورية بل أصبحت عبارة عن غرفة تسجيل ومصادقة بعيدة عن هموم الشعب الحقيقية. من البديهي أن أي انتخابات تفقد مصداقيتها وشرعيتها في حالة إقصاء شريحة واسعة من أبناء الشعب من حقهم في الممارسة والمشاركة السياسية وهذا اللون من الإقصاء والمنع السياسي يعتبر من أخطر ألوان التزوير للإرادة الشعبية القائمة على أساس الاختيار الحر بين البدائل السياسية الحقيقية. من أجل أن يقدم المواطن على أية عملية انتخابية تتعلق بمصيره على بينة من أمره، فإن واجبنا الشرعي والسياسي والوطني يملي علينا أن نصدع بما يلي: 1- إنه لا بديل عن الحل السياسي الشامل والعادل الذي يفضي إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية كفيلة بمعالجة جذور الأزمة وإقامة نظام سياسي تعددي يحمي الحقوق المشروعة لجميع المواطنين دون إقصاء أو تهميش ويحافظ على الوحدة الوطنية المهددة من دعاة الانفصال والنعرة الجهوية. 2- إعادة الاعتبار للذين حرموا من حقوقهم السياسية والمدنية والاجتماعية والذين تعرضوا للاعتقال التعسفي، وفتح الفضاء السياسي وحرية التعبير والصحافة حتى لا يصبح الصحفي مجرد كاتب ضبط لجهات مجهولة الهوية. 3- رفع حالة الطوارئ التي تستغل للقيام بممارسات قمعية تحد من حرية المواطنين. 4- عودة اللاجئين السياسيين الذين فروا من بطش السلطة، وإطلاق سراح جميع مساجين الأزمة، وكشف ومعالجة مصير آلاف المختطفين والمفقودين وكفالة ضحايا المأساة الوطنية دون تمييز أو تفاضل. 5- إدماج الإطارات والعمال المفصولين من وظائفهم بسبب آرائهم وقناعاتهم السياسية. 6- إعادة النظر في قانون السلم والمصالحة الوطنية وعدم حجب الحقيقة ليكون مطابقا للوقائع والأحداث حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته لا سيما والمادة 47 من « ميثاق السلم والمصالحة  » تسمح باتخاذ إجراءات إضافية تنقذ المصالحة مما حاق بها من فشل على المستوى السياسي والقانوني والممارسة الميدانية ولو بإعادة النظر في مواد القانون ذاته. إن الشعب الجزائري ما يزال يتطلع بكل حرقة إلى إحداث تغيير حقيقي ويصبو إلى نهاية دائمة للمأساة تكون ثمرة لمصالحة وطنية حقيقية شاملة لا غش فيها ولا خديعة أساسها العدل والإنصاف. ومن خلال ما سبق ذكره فإن شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ يدعون الشعب الجزائري المسلم إلى عدم المشاركة في هذه المهزلة الانتخابية تعبيرا عن رفضه لسياسة التزوير والتفقير والتجويع والدم والدموع والمعاناة والإقصاء والقمع ونهب المال العام والتبعية لسياسات لا تخدم الوطن والمواطن حاضرا أو مستقبلا، ذلك أن الانتخابات في بلادنا – وكما أثبتت التجارب – لا تخدم إلا أصحاب المصالح والمافيا السياسية والمالية والشعب فيها هو الخاسر الأكبر وصدق الله العظيم إذ يقول  » يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين » وقال الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا الأمة من الحكام المضلين « إنما أخاف على أمتي الأئمة (الحكام) المضلين ». نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بن حاج علي الجزائر في 25 ربيع الثاني 1428 الموافق لـ 13 ماي 2007

 

الاستخبارات الفرنسية تحشد المؤسسات لتعقب المصلين

   

             سيد حمدي-باريس دعت الاستخبارات العامة الفرنسية إلى رصد كل من يداوم على الصلاة في مكان عمله والإبلاغ عنه, في إطار خطة أمنية جديدة لتعبئة كافة المؤسسات العامة تهدف إلى متابعة أي تصرفات إسلامية والإبلاغ عنها. وكشفت الصحافة الفرنسية عن تقريرين سريين أصدرتهما الاستخبارات العامة ويتعلقان بما أسمياه « الاكتشاف المبكر للأصولية الإسلامية ». وأعطت الصحف نماذج على السلوكيات « الأصولية » مثل التطوع في العراق أو اللجوء إلى « الإرهاب الكيميائي » للقيام « باعتداءات معزولة » فردية دون الانخراط في صفوف جماعات كبيرة العدد. وأشارت الصحف إلى أنه « استناداً إلى الحرب في العراق وأفغانستان ومع اتجاه الإرهاب الإسلامي إلى الفردية، فإن الرد يصبح يوماً بعد يوم أكثر تعقيداًَ ». اكتشاف الخلايا وقالت إن التقريرين معنيان « بتوصيف واكتشاف الخلايا الجهادية »، مضيفة أنهما يستعرضان أيضا التفاصيل التي تلجأ إليها الأجهزة الأمنية لتعقب هذه الخلايا في وقت مبكر. وكشفت أن هذا الأسلوب يحمل اسم « الاكتشاف المبكر », حيث تحمل إحدى الفقرات عنوان « التحسيس والمشاركة » حيث تقول الاستخبارات العامة إن « سبل التحسيس وإنهاض الوعي بالظاهرة الإسلامية تشعبت لتقوم بها أجهزة أخرى للأمن الداخلي ». ومن بين هذه الأجهزة -وفقاً لصحيفة لوفيغارو- شرطة الحدود والأمن العام. وتتوسع الدائرة إلى أبعد من ذلك لتشمل أيضاً « الإدارات الحكومية والسجون والمستشفيات العامة ». أجواء خوف وعزز التقريران السريان من نشر أجواء الخوف من الإسلام أو « الإسلاموفوبيا » التي يناقش وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي طرق مواجهتها في اجتماعهم بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد. كما تدعو الاستخبارات العامة في التقريرين إلى تعبئة مكونات المجتمع من أجل نشر « الحد الأدنى من المعرفة في مجال الكشف المبكر للعلامات الظاهرة (الأنشطة، السلوك، اللغة المستخدمة) في سياق جرائم الحق العام ». وأضافت الاستخبارات العامة موضحة أن هناك عناصر « ثقافية ولغوية مميزة تسمح بإبلاغ الأجهزة المتخصصة » عن الأفراد محل الشبهة, مشيرة إلى ضرورة تحقيق « مشاركة مع الشركات » من أجل الرصد المبكر وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن موظفيها محل الاشتباه. وحدد الجهاز الأمني « مؤشرات بسيطة » للاسترشاد بها في هذا المجال مثل الصلاة بانتظام في مكان العمل أو أن « يطرأ تغيير على تصرف المسلم تجاه النساء ». واعتبرت الاستخبارات العامة أن هذه الخطة تعكس مخاوف من نمو « ظاهرة جيل يظهر فجأة من الإسلاميين المتطرفين ويعد مخزوناً محتملاً للإرهاب ». صورة سلبية بالمقابل اعتبر اثنان من قيادات مسلمي فرنسا في تصريحات للجزيرة نت أن الخطط التي تم الكشف عنها « تهدد السلم الاجتماعي للبلاد ». ووجه رئيس فدرالية مسلمي فرنسا محمد البشاري كلمته إلى الرئيس المنتخب بقوله « رسالتي إلى نيكولا ساركوزي هي أن يفرق بين الإسلام كدين سماوي والمسلمين كمجموعة مواطنين فرنسيين وبين حركات التطرف والإرهاب، وألا يقع خلط بين الإسلام والإرهاب ». وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن هذا الخلط « يؤدي إلى أن تنعكس صورة سلبية جداً عن فرنسا في الداخل وفي الخارج »، محذرا من نشر الخوف من الإسلام لأن ذلك سيهدد السلام الاجتماعي في فرنسا. كما أعرب عن مخاوفه من « تعميم روح قانون مكافحة الإرهاب الذي بدأته الولايات المتحدة تحت اسم قانون الأدلة السرية كي يصبح الهاجس الأمني العامل الأوحد في تسيير شؤون الهجرة والمسلمين ». تهديد السلم من جانبه قال الأمين العام لأئمة فرنسا الشيخ ضو مسكين إن « مثل هذه الخطط ليس لها مردود إلا بث الخوف والحذر من المسلمين الفرنسيين في أي مكان كانوا وتلحق بهم الأذى ». واستطرد مسكين للجزيرة نت « أخشى أن تتكرر تجربة عمال مطار شارل ديغول الذين طردوا من عملهم بتهمة الالتزام بأداء الصلاة وقد برأتهم العدالة من أي اتهام ». وتخوّف من أن « هذه الإجراءات تهدد السلم الاجتماعي وتزرع الشكوك والشبهات بين أبناء المجتمع الواحد بسبب خوف لا مبرر له ». وأضاف أن الخطوات التي تم الكشف عنها تجعل من كل الإدارات ثكنات للشرطة متحفزة طوال الوقت « ضد  المسلمين الفرنسيين ». ودعا مسكين من وصفهم بالعقلاء من سياسيين ومفكرين وإعلاميين ورجال أديان وكل نفس حر في فرنسا إلى « التدخل والحيلولة دون بث أجواء الذعر من الإسلام والمسلمين ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 ماي 2007)  

الناشطة خديجة رياضي:

مسلسل انتهاكات حقوق الانسان في المغرب متواصل

الرباط ـ رويترز: قالت ناشطة حقوقية مغربية امس الاثنين ان ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب لا يزال مفتوحا ومتواصلا ولم يتوقف عند العام 1999 الذي تعتبره الدولة الحد الفاصل بين تاريخ طي صفحة انتهاكات حقوق الانسان في المغرب وفتح اخري جديدة لتكريس هذه الحقوق. وقالت خديجة رياضي التي انتخبت الاسبوع الماضي رئيسة للجمعية المغربية لحقوق الانسان المستقلة وهي المرة الاولي التي تترأس فيها امرأة الجمعية نعتبر ان ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب لا يزال مستمرا ولم يتوقف عند العام 1999 . وقبل عامين أنشأ المغرب هيئة رسمية كلفت بطي ملف ماضي انتهاكات حقوق الانسان في المغرب في الفترة من العام 1956 والعام 1999. وتقول تقارير حقوقية ان المغرب شهد خلال هذه الفترة انتهاكات صارخة لحقوق الانسان تمثلت في خطف واعتقال وتعذيب نشطاء سياسيين ومعارضين. وأوصت هيئة الانصاف والمصالحة التي انهت عملها في اواخر العام 2005 بعدم تكرار ماجري وسن قوانين لمواجهة ظاهرة الافلات من العقاب. وقالت خديجة ان جل الانتهاكات الحالية مرتبطة اساسا بمحاربة الارهاب اذ تعمل الدولة علي مقاربة الملف امنيا وقضائيا بل حتي المقاربتين تشهدان انتهاكات صارخة علي رأسها عدم توفير شروط المحاكمة العادلة .
واضافت ان كل المعتقلين الاسلاميين لم تتوفر لهم شروط المحاكمة العادلة ونطالب الدولة اما باطلاق سراحهم او اعادة محاكمتهم . واعتبرت الدولة مسؤولة عن تفشي ظاهرة التطرف بسبب التركيز علي المقاربة الامنية وغياب ادني الحقوق الاساسية خاصة المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . وقالت ان الجمعية التي تعتمد المرجعية الدولية لحقوق الانسان كمرجعية وحيدة تقف الي جانب الاسلاميين لضمان حقهم في التعبير والتنظيم والتظاهر ولا يمكن التمييز ضدهم بسبب الافكار او المواقف . كما اشارت خديجة الي عودة الاختطافات خاصة لما يتعلق الامر باسلاميين ونسجل ايضا عودة التعذيب والوفيات داخل السجون . وتوفي قبل اسبوعين المعتقل الاسلامي يونس العينوس داخل سجنه وقالت السلطات انه كان يعاني من مشاكل صحية في حين قال زملاؤه في السجن انه تعرض لتعذيب شديد.
كما توفي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي زكريا الميلودي الذي قدمته السلطات انه زعيم التنظيم الاسلامي المتشدد الصراط المستقيم قالت السلطات انه توفي بأزمة ربو حادة وقالت تقارير حقوقية انه توفي نتيجة الاهمال. وتوفي خالد بوكري في ايار (مايو) من العام 2005 بعد اضراب عن الطعام خاضه المعتقلون الاسلاميون. وقالت خديجة نحن اليوم ندق ناقوس الخطر لاننا نعيش تراجعات. فالمكتسبات علي مستوي الحقوق السياسية والمدنية تبقي جزئية كما ان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لا تعرف سوي المزيد من التدهور . وتقول احصائيات رسمية ان 14 في المئة من المغاربة البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر. وانتقدت عمل هيئة الانصاف والمصالحة وقالت انه لم يشكل الا جزءا من المكتسبات نتيجة ضغط الهيئات والجمعيات الحقوقية لكن عملها يبقي ناقصا مادام لم ينص علي مبدأ المساءلة وتقديم الدولة لاعتذار رسمي عما بدر منها وتقديم المتورطين في الانتهاكات للعدالة . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي 2007)  

سوريا تستضيف مؤتمرا حول العلمانية

دمشق (رويترز) – يعقد مفكرون عرب ودنمركيون مؤتمرا في دمشق هذا الاسبوع لبحث تراجع العلمانية في الشرق الاوسط وتزايد ما اسموه بالنعرات الطائفية. وقال المفكر السوري لؤي حسين أحد منظمي المؤتمر الذي تدعمه الحكومة الدنمركية ان المشاركين سيناقشون جوانب من الفكر العلماني لا تتناقض مع الاسلام ومستقبل العلمانية في المنطقة مع تزايد المد الديني. وقال حسين « نحن بحاجة الى أن نقدم خطابا اخر أكثر عقلانية. جاءت فكرة المؤتمر نتيجة طغيان الخطاب الطائفي من حولنا جراء النزاعات الدائرة في المنطقة. » وسيشارك في المؤتمر الذي يعقد يوم الخميس المفكر السوري البارز جورج طرابيشي والمسؤول في حزب الله اللبناني ابراهيم الموسوي وعدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين. وكانت الدنمرك قد زادت من جهودها لاجراء ما يسمى بحوار الحضارات بعد حرق عدد من سفاراتها في المنطقة احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتيرية في صحيفة دنمركية اعتبرت مسيئة للرسول محمد. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 15 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


 
فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير واكتمال توسيع الاتحاد وراء التصور الجديد

الاتحاد الاوروبي نحو بلورة استراتيجية جديدة تجاه دول جنوب البحر المتوسط

مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي: بدأ يتبلور مفهوم جديد في الاتحاد الأوروبي تتزعمه اسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال يهدف الي البحث عن الآليات السياسية والمالية المناسبة واجراءات الثقة لخلق علاقات متينة مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ومن ضمنها المغرب العربي-الأمازيغي كمخاطب رئيسي، وكشف وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس عن هذا التوجه بالدعوة الي مؤسسات أورو ـ متوسطية مشتركة مثل مجلس الرؤساء والملوك وبرلمان مشترك. ويستغل الاتحاد الأوروبي عاملين أساسيين تم تسجيلهما في السنتين الأخيرتين، الأول فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ونسبيا في المغرب العربي، ثم اقتراب انتهاء مسلسل ضم دول أوروبا الشرقية الي حظيرة الاتحاد. ففي أعقاب سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد الأوروبي، كان القلق الكبير للاتحاد الأوروبي وقتها هو كيفية مساعدة الدول التي انفلتت من هيمنة الدب الروسي علي بناء ديمقراطيات حقيقية واقتصاد قائم علي مفهوم السوق الحرة. وتزعمت المانيا بزعامة المستشار هيلموت كول سياسة الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. وكان الخاسر الأكبر دول جنوب البحر الأبيض المتوسط التي وجدت نفسها محرومة من اهتمام الاتحاد الأوروبي ورأت كيف أن المساعدات المالية تراجعت بشكل كبير. ورغم محاولات الاتحاد الأوروبي القيام ببعض المبادرات ومن ضمنها مسلسل الحوار الأورو-المتوسطي أو ما يعرف بقمة برشلونة سنة 1995، فهذه المبادرات بقيت ترقيعية ولم تتعد تطييب خاطر دول جنوب البحر الأبيض المتوسط . الآن، يعتقد قادة الاتحاد الأوروبي أن مسلسل التوسع نحو أوروبا الشرقية قد اكتملت حلقاته الرئيسية، وأن عمليات ضم البوسنة وجمهورية الصرب مسألة وقت فقط ويبقي موضوع تركيا الوحيد المعلق. وعليه، فالعمل الآن يتجه نحو دول المغرب العربي خاصة وجنوب البحر الأبيض المتوسط عامة. في الوقت نفسه، الاتحاد الأوروبي مازال يراهن علي لعب دور مؤثر في السياسة الدولية، وخاصة في محيطه المباشر الذي هو المغرب العربي والشرق الأوسط. ولا يخفي الأوروبيون باستثناء البريطانيين، ارتياحهم لفشل مشروع الشرق الكبير الذي بشر به الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ ثلاث سنوات، ويعتبرون أن تورط الولايات المتحدة في العراق ومناشدتها الحوار مع ايران وسورية كما جري في قمة شرم الشيخ مؤخرا من علامات التراجع الأمريكي. ويعتبر الأوروبيون، وفق الكثير من تقارير المعاهد الاستراتيجية ومقالات الصحف أن الوقت حان لتصبح أوروبا المخاطب السياسي والأمني والاقتصادي الرئيسي للعالم العربي أو علي الأقل لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط. ونشرت جريدة آ بي سي الاسبانية مقالا للباحث ألبيرتو سوتيلو منذ أيام يؤكد فيه أن الاتحاد الأوروبي لم يكن يتوفر علي سياسة تجاه المغرب العربي، والآن بعد فوز ساركوزي حان الوقت للتخطيط لسياسة موحدة . اضافة الي هذه التغييرات الاستراتيجية التي شجعت الأوروبيين علي التفكير في دول جنوب البحر الأبيض بصورة مخـــتلفة عن الماضي، هناك القلق الشديد من بعض الظواهر التي أصبح مصدرها هذا الجنوب، وعلي رأسها الهجرة السرية التي عادت بقوة هــــذه الأيام والارهــــاب. وعلاقة بالهجرة، فالاتحاد الأوروبي يرغب في يد عاملة ولكن بدون فوضي قوارب الهجــــرة السرية التي تصل يوميا الي شواطــــئ ايطاليا واسبانيا. ولمواجهة هذه القوارب اتخذت المفوضية الأوروبية منذ أسبوعين قرارا بنشر ما يمكن تسميته درعا واقيا من القوارب في مجموع جنوب البحر الأبيض المتوسط والواجهة الأطلسية عبر نشر عشرات السفن الدائمة المعززة بطائرات المراقبة. في حين أن الارهاب تحول الي النقطة الرئيسية في أجندة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للدول الأوروبية التي تشعر بخطر حقيقي قادم اذا لم تستطع تدارك الأمر. وكشف وزير الخارجية الاسباني ميغيل آنخيل موراتينوس عن الاستراتيجية الأوروبية التي يمكن تطبيقها مستقبلا في حالة مصادقة الاتحاد الأوروبي عليها، وتهدف الي اقامة مجتمع أورو ـ متوسطي يتضمن ما يلي: – مؤسسات شبيهة بالتي توجد في الاتحاد الأوروبي، أي مفوضية أورو متوسطية. – مجلس أورو ـ متوسطي يضم ملوك ورؤساء الدول والحكومات الأوروبية والمتوسطية للبت في القضايا السياسية الاستراتيجية التي تهم المنطقة، ويجري اجتماعاته بشكل دوري. – لجنة سوسيو ـ اقتصادية يكون من مهامها الاشراف علي تطبيق منطقة التبادل الحر المرتقبة لسنة 2010. التشجيع علي اقامة فضاء للحريات السياسية والحقوقية. – وانشاء مجلس برلماني أورو ـ متوسطي يضم نواب عن الدول الأوروبية وجنوب البحر الأبيض المتوسط، يكون مجالا لبعض التشريعات المشتركة وفضاء للحوار. في الوقت نفسه، ورغم الاتهامات بميله للادارة الأمريكية، فالرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي كشف في حملته الانتخابية عن تصورات قريبة من تلك التي كشف عنها موراتينوس من خلال ما يسمي الاتحاد المتوسطي ، وبدوره رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي تحدث عن مقترحات في هذا الشأن خلال المدة الأخيرة. اسبانيا وفرنسا وايطاليا وحتي البرتغال بدأت تشكل لوبيا حقيقيا للدفاع عن دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتبر أنه بعد مهمة تطوير أوروبا الشرقية جاءت المهمة التاريخية بتطوير جنوب المتوســـــط لأنه في ذلك تعزيزا لأمن الاتحاد الأوروبي. رئاسة البرتغال للاتحاد الأوروبي ابتداء من بداية تموز (يوليو) المقبل، ستكون نقطة انطلاقة هذه السياسة الأوروبية الجديدة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي 2007)  

 

في تبيان الفرق بين الهزيمة والانتصار

عادل الحامدي (*) شد انتباهي في الاسابيع القليلة الماضية خبر اثارته صحيفة واشنطن بوست الامريكية عن امكانية تسريح سجناء سجن غوانتانامو سييء الصيت، لكن التقارير الحت بشكل خاص علي مجموعة من الشباب الجزائري ضمن من تبقي في هذا المعتقل، حيث تحدثت عما جوبهت به من رفض بيروقراطي مبطن في الرد علي عرض قدمته الادارة الامريكية كما لو كان هؤلاء المواطنون كمشة من الخرفان السود.
واذا كان مثلي قد تعود علي مثل هذه السلوكيات الصادرة عن بعض الحكومات العربية، فان الامر يبقي جللا اذا ما تذكرنا وزن جزائر هواري بومدين وما قبلها، اذ سجل الشعب الجزائري ملاحم نضالية وجادت جزائر العروبة والاسلام بما يناهز المليوني شهيد حتي ان فرنسا الحرة لا تزال الي اليوم تعتبر الحديث عن مأساة الجزائر من الممنوعات، كما لو ان هؤلاء الشتات الذين ذاقوا الامرين تحولوا الي شتات آدمي ترفضه الام الجزائرية ويطرده البلد المضيف فهو كاصحاب الاعراف.
لقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية في استجاشة الصديق وشبه الصديق وتحريكهم ضمن اهدافها العلني منها والخفي لخدمة استراتيجيتها في المنطقة، لكن امريكا اصبحت رهينة لاستراتيجيتها ذاتها التي ولجتها بكبرياء وصلف وهي اليوم تستجيش الاطراف الاقليمية بغية التغلب علي حريق اضحي اكبر من جميع رجال المطافئ، ولم تخرج منها بعد ان مجت المجتمعات الغربية والشرقية، هذا الشعار الذي زاد في اذكاء روح الفتنة والارهاب علي المستوي العالمي، خصوصا بعد ان كشفت الاحداث ان امريكا عاد بها التاريخ الي مزاجها المعكر يوم تيقنت انها مغلوبة في فيتنام لا محالة، فاختلطت بذلك كل اوراق السياسة وتبعثرت مصالح كل الاطراف حتي لم نعد نفرق بين من يجلس جلسة القرفصاء مكرها ومن لا يزال ممسكا بالبندقية. وهكذا احيط باستراتيجية الرئيس بوش ومعها آلته العسكرية التي لم يعد بمقدورها تحمل اخطاء سياسية فاضحة نتيجة النيران الارهابية التي اججتها امريكا طمعا في مغانم ومكاسب سياسية استسهلتها بعد افول نجم السوفييت.
سارعت روسيا التي ما زالت تتلمس الطريق الجديدة التي يجب ان تلحقها وبالسرعة المطلوبة الي مصاف الدول الثماني المصنعة لا بوصفها رقما ولكن بصفتها شريكا كان بالامس القريب الجناح الشمالي لسفينة العالم الدولية، والذي كان الغرب الليبرالي يعتبره الشريك الذي لا يفتي في امر من امور السياسة الدولية دون الرجوع اليه لاقتسام صنع القرار. وان نسيت فلا انسي تفاصيل الازمة الامريكية ـ الروسية مطلع الستينات بشأن الصواريخ الباليستية السوفييتية في جزيرة كوبا التي اكتشفتها طائرات التجسس الامريكية يومذاك ورأت فيها تهديدا مباشرا لمصالح امريكا التي لا تفصل بينها وبين كوبا الا مسافة قصيرة لا تتجاوز التسعين ميلا.
وقد تواضع الرئيس السوفييتي يومها خروتشوف بحكمة المتبصر الي صفقة مع الرئيس الامريكي كينيدي سحب بمقتضاها الصواريخ السوفييتية من كوبا مقابل تعهد الولايات المتحدة الامريكية بعدم غزو كوبا والتخلص من صواريخها الباليستية في تركيا، وهو ما انجزه خروتشوف الذي رفض الاستجابة لطلب من الزعيم الكوبي فيديل كاسترو للهجوم النووي علي الولايات المتحدة الامريكية… كان ذلك في مطلع ستينات القرن الماضي، غير ان طبائع التاريخ متقلبة فبعد انتهاء الحرب الباردة، وانخراط العالم في الحرب الكونية علي الارهاب، وبروز الولايات المتحدة الامريكية التي استهدف بكارة اراضيها لاول مرة نخبة من الشباب المثقف دون سابق انذار خريف عام 2001، بدت يومها الخارطة الدولية مغايرة، والقوي الفاعلة في الساحة السياسية علي غير ما كانت في القرن الماضي، واظهرت احداث نيويورك وواشنطن اللعينة كما لو ان خطر الارهاب يتهدد الولايات المتحدة الامريكية ومن خلالها امن واستقرار العالم كله علي خلفية الامتداد الامريكي الدولي، وتحول العالم بفعل اعلان تلك الحرب الي شبه اجماع دولي علي التصدي يدا واحدة الي هذا الوافد الغريب كما لو كان طاعونا يتهدد كل الدول. هذا الاجماع الدولي لم يترك حتي حق الاختلاف المقدس علي حرب ضد عدو مشترك في الظاهر لكن لا احد يعلم معالمه وتضاريسه الحقيقية غير الامريكيين. وبسرعة فائقة اكمل صقور البيت الابيض دراساتهم الامنية المستعجلة، وقدموا رؤاهم في عجل من امرهم مدفوعين برغبة في الثأر لكبرياء مخدوش في احد ابرز الاماكن امنا، ولا اعني بذلك غير استهداف الخماسي الحربي نفسه، وتم ارسال القوافل العسكرية الي قلب آسيا الوسطي مستفيدة من التعاون الروسي الكامل، لتطيح بحركة طالبان في افغانستان، قبل ان تعلن عن انسحابها من معاهدة آي ـ بي ـ ام، او معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية والاعلان عن اطلاق مشروع الدفاع الوطني او ما يسمي بالدرع الصاروخي الواقي، علي نحو اثارت به حفيظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قاد معركة طويلة ليتخلص من قيود الديون الخارجية، وينجح في التحول بروسيا من الاشتراكية الي الاقتصاد الحر لتنشأ من علي تخوم هذا التحول خارطة اقتصادية جديدة انجبت رجال اعمال كبار امكنهم رفد الاقتصاد الروسي في فترة زمنية قياسية ومده بعوامل القوة والمنافسة…
لم تدم فترة الوفاق الدولي بين الدولتين الاعظم نوويا طويلا، اذ سرعان ما اطل منطق الحرب الباردة براسه من جديد وذلك باعلان روسيا رفضها للقرار الامريكي وردت عليه بتعليق تطبيق معاهدة القوات التقليدية في اوروبا، وهو قرار برره الرئيس الروسي بان موسكو كانت ملتزمة بالمعاهدة حتي بعد تعديلها، لكن شركاءها فشلوا في ذلك وتصرفوا بشكل غير قانوني . واشار فلاديمير بوتين بالاصبع الواضح الي عدم قانونية نشر الصواريخ الذي اعتبره تدشينا لمرحلة جديدة من سباق التسلح المفروض.
وعلي هامش معارك الارهاب التي تدور معظمها علي اراض اسلامية والحد من امتداداته، حيث استغلت الولايات المتحدة الامريكية الشغف الروسي بانهاء حالات التمرد والتململ والرغبة في الانعتاق من السيطرة الروسية التي بدت لدي بعض الجمهوريات الاسلامية ومنها الشيشان، وهي تخفي لعابا سائلا وراء مخزون البترول في روسيا التي تعتبر ثاني اكبر مخزون للنفط في العالم، ومن بعد في ترجمة رغبة نائب الرئيس الامريكي المحافظ ديك تشيني في السيطرة علي بحر قزوين يطبخ علي نار هادئة، فقد برزت روسيا كثاني اكبر منتج للنفط في العالم، وكان من المتوقع ان يجري بناء خط انابيب يمتد من حقول النفط الغنية في غرب سيبيريا الي ميرمانسك بتركيا، حيث يمكن شحن البترول بعد ذلك بسهولة الي الولايات المتحدة، لكن بوتين سرعان ما افاق واعتبر هذا الانبوب مؤامرة امريكية، تعزز الخلاف بشأنها مع قرار الولايات المتحدة الامريكية غزو العراق بالضد عن الاعتراض الروسي وعلي الرغم من عدم اخذ الموافقة من الامم المتحدة…
ولم تصدق حكومات تابعة للولايات المتحدة الامريكية لا تكاد تعقد امرا ولا تعين وزيرا دون الاستئناس برايها، لم تكد تصدق ان الاخ الاكبر فشل في حملته الديمقراطية التبشيرية التي حمل لواءها عدد كبير من النخب الامريكية والعربية علي السواء، والتي فتحت شهية الجوعي حتي انها ذكرتنا بالنظريات الماركسية البائسة والبائدة، والتي كانت تبشر عمال العالم بفيض من الخبز والحرية… قلت لم تكد تصدق هذه الانظمة انشغال الولايات المتحدة الامريكية بحربها العالمية علي الارهاب، حتي انقلبت علي نفسها وعادت الي ما تعودت عليه من ممارسات سياسية خاطئة تلغي كل امل وتطفئ جذوة الروح لدي جماهير ظلت مقموعة لعقود من الزمن… واصبح لدينا نكوصيون عرب… وبعد ان تنفس الصبح العراقي نسمات البارود الذي لف القطر العراقي بادخنة ظاهرها نصر عسكري تحرزه قوات التحالف علي حساب حملة السلاح في وجه الآلة العسكرية الامريكية التي تسجل التراجع تلو الآخر، وهو ما يؤرق ما اصطلح علي تسميته بمحور الدول العربية المعتدلة كالسعودية ومصر والاردن التي فشل الجندي الامريكي في اقناع شعوب هذه الدول التي اصبحت تكن عداء شبه فطري لكل ما هو امريكي، وهو ما يضع هذه الانظمة المتحالفة مع الادارة الامريكية في احرج الاوضاع. فضعف الاداء عي ارض المعركة يترجم آليا في ضعف الحكومات الموالية ويجرئ عليها كل متنمر وكل راغب في التغيير، وما اكثرهم. واذا كان النكوصيون الامريكيون قد ظاهروا ما عرفت به السياسة الامريكية من وسطية، فان القوم عندنا قد ظاهروا كل اصلاح بشر به العلوج يوم غزو بغداد، فنقضوا غزلهم من بعد انكاث، وخبا كل صوت كان بالامس القريب ينادي بالانفتاح والتعددية بل وفتح حتي بعض السجون العربية علي يد ريتشارد…وتحت وقع الاخوانوفوبيا اقدمت الحكومة المصرية في اكبر حزمة من التعديلات الدستورية علي الغاء العمل بقانون الطوارئ واستبداله بقانون مكافحة الارهاب، والسن بنص الدستور لا قانونية الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية ايا كان منشؤها، ومنع السلطة القضائية نهائيا من الاشراف علي اي عملية انتخابية، ومنح الرئيس سلطات واسعة علي الرغم من تقييدها ببعض الشكليات التشريعية التي ظلت ضبابية ومن دون تحديد… ومع ان مصر قد عرفت انتخابات تشريعية تعددية شارك فيها حتي قيادات من الاخوان المسلمين تحت يافطة المستقلين ودخلوا الي المؤسسة التشريعية بنسبة عشرين في المائة، فان التجربة سرعان ما انتكست وعادت علي اعقابها بعد ان انبري الجميع في محاصرة ارهاب لا يجمع بين اطرافه الا انهم يعارضون الرئيس وجهاز الدولة الحاكم وسيناريوهات نقل السلطة الي نجل الرئيس من خلف الكواليس في تكرار للتجربة السورية التي فشل احفاد الامويين فيها في طي صفحة دموية من تاريخهم لمواجهة تحديات وجودية بعد ان طوقهم الاعداء من كل جانب، وغدا تحركهم اشبه ما يكون بالسباحة ضمن جزيرة معزولة لا يربطها بالعالم الخارجي الا الهواء الطلق… وصوت السوريون بفتور لم يسبق له مثيل علي قوائم انتخابية تم تشكيلها وفقا لقوانين تعتبر حزب البعث قائد الدولة والمجتمع، وتحكم علي كل منتسب او موال لجماعة الاخوان المسلمين بالاعدام السياسي علي الاقل. لم استغرب والحال هذه ان تأسر السلطات البلجيكية علي مرأي العالم ومسمعه وزير الشباب والرياضة الفلسطيني في طائرته وتمنعه حتي من التقاط انفاسه في السماء الاوروبية، لانه معزول بموجب الرغبة الدولية، وتأمره بالعودة علي اعقابه من حيث اتي، اذ انها تعتبره ارهابيا مع تاجيل الاعتراف بكل ما تشتم منه رائحة الاسلام حتي لكأن المرادف اللغوي لكلمة ارهاب اصبح اسلام. (*) كاتب واعلامي تونسي يقيم في بريطانيا (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي 2007)


عقب قرار المحكمة الدستورية حزب اردوغان يستثمر الأزمة ويدعو لانتخابات برلمانية ورئاسية في وقت واحد

بقلم : محمد العادل (*) asmirankara@gmail.com أشار استطلاع للرّأي أجري في خمس مدن تركية كبرى أن شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم في انقرة ارتفعت الى 38,4 بالمائة مقابل تراجع كبير لمعظم أحزاب المعارضة خاصة حزب الشعب الجمهوري الشريك الوحيد في البرلمان التركي حاليا. و أوضحت نتائج الإستطلاع أيضا ان 63,14 بالمائة من الناخبين الأتراك يعتقدون أن مرشّح حزب العدالة و التنمية لرئاسة الجمهورية في تركيا عبد الله غول هو انسب شخصية سياسية لهذا المنصب . وتؤشر قراءة متأنّية لنتائج هذا الاستطلاع و لكيفية تعاطي حزب العدالة و التنمية الحاكم في أنقرة مع الأزمة السياسية الحالية في تركيا الى أن حزب أردوغان نجح في استثمار هذه الأزمة بما يعزّز رصيده في الإنتخابات المبكّرة المرتقبة . و لعلّ تشتّت الأحزاب التركية المعارضة و استبعاد إمكانية تشكيل جبهة توحد هذه الأحزاب أو عدد منها لمواجهة حزب العدالة و التنمية في الانتخابات المقبلة سيعزّز حظوظ حزب أردوغان بالفوز بالأغلبية المطلقة في البرلمان التركي الجديد و الذي سيتولى بدوره انتخاب رئيس الجمهورية المنتظر لتركيا . و بيان المؤسسة العسكرية التركية الأخير الذي جاء مساندا للأحزاب المعارضة و الذي اعتبر محاولة من الجنرالات الكماليين داخل الجيش لعرقلة انتخاب عبد الله غول رئيسا للجمهورية بسبب خلفيته الإسلامية ، هذا البيان لقي و لأول مرّة معارضة من قسم كبير من النخب العلمانية ذاتها و اعتبرته انقلابا على الديمقراطية و سعيا للتأثير على قرار المحكمة الدستورية بشأن العملية الإنتخابية لرئيس الجمهورية، و هو ما حصل بالفعل إذ تناغم قرار المحكمة الدستورية مع آمال المؤسسة العسكرية و أحزاب المعارضة ممّا اعتبره الكثير من الحقوقيين الأتراك قرارا سياسيا و ليس حقوقيا . و كان الموقف السريع للإتحاد الأوروبي الرافض لتصريحات العسكريين الأتراك، بالاضافة الى المساندة الشعبية الواسعة شجّع حكومة اردوغان على إعلان بيان مضادّ حذّر فيه الجنرالات و ذكّرهم بأن رئاسة الأركان هي جهاز تحت إمرته كرئيس للوزراء و لا يجب أن تتجاوز حدود صلاحياتها العسكرية ، و هو ما اعتبر سابقة في تاريخ الحكومات التركية التي كانت تلتزم دوما الصمت حيال البيانات التي يطلقها الجنرالات في السابق . و يبدو أن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تهدف لتهدئة الأزمة السياسية واستثمارها لصالحها و إحراج الجنرالات الكماليين و عدد من الأحزاب التركية المعارضة من خلال إعلانها الإلتزام بقرار المحكمة الدستورية الأخير و الدعوة السريعة لتقديم موعد الإنتخابات العامة مؤكّدا ان حزب العدالة و التنمية هو الحزب الأكثر استعدادا لخوض غمار الإنتخابات . و احزاب المعارضة التركية التي تنادي هي أيضا بإجراء انتخابات عامة مبكّرة لا تبدو مستعدّة لها أو قادرة على تشكيل جبهة قوية يمكنها أن تقف أمام تنامي شعبية حزب العدالة و التنمية الحاكم في انقرة. و بما ان العديد من الدراسات التركية أكّدت أن معظم الناخبين الأتراك لم يعودوا يعطون اصواتهم لاعتبارات أيديولوجية بل على أساس النتائج في الأداء الحكومي و نزاهة الشخصية السياسية المرشحة بغضّ النظر عن خلفيته الفكرية، فإنّ هذه الإعتبارات ستكون عنصرا حاسما في الانتخابات العامة المقبلة، نظرا لنجاح حكومة اردوغان في تحقيق نصيب كبير من الاستقرار السياسي و الاقتصادي الملموس في الشارع التركي . و في حال نجاح التيارات العلمانية و الكمالية في تشكيل جبهة خلال الإنتخابات المقبلة في محاولة لعرقلة الفوز المرتقب لحزب العدالة و التنمية قد يتوجه حزب أردوغان للتحالف مع عدد من الأحزاب ذات الإتجاه الإسلامي او القومية المحافظة أو التيارات العلمانية الليبرالية المناهضة للأيديولوجية الكمالية . و اذا كانت دعوة حزب العدالة و التنمية لإجراء تعديلات دستورية تتيح للشعب التركي انتخاب رئيس الجمهورية في اقتراع مباشر قد اثارت ضجة كبيرة و طرحت تساؤلات و تخوفات من قبل التيارات العلمانية حول نيّة حزب العدالة و التنمية تغيير بنية النظام في أنقرة، ممّا قد يؤدي الى تفاقم الأزمة السياسية و يضاعف حالة التشنّج خاصة بين الحكومة و المؤسسة العسكرية ، إلا أنّ هذه الدعوة لاقت قبولا لدى النخب السياسية و الإعلامية التركية برغم اتفاق معظم هذه الأوساط على ضرورة عدم الاستعجال في اجراء هذه التعديلات الدستورية قبل عرضها أمام الرأي العام التركي و التشاور بشأنها مع مختلف الفعاليات السياسية و النخب الفكرية و الاعلامية و ممثلي المجتمع المدني . و اذا كانت الجبهة العلمانية الكمالية في تركيا تمتلك ابواقا اعلامية كبيرة و ذات تأثير قوي على الرأي العام ، فإن حركة المجتمع المدني في تركيا أصبحت خلال السنوات الأخيرة قوّة هائلة و ذات تأثير حقيقي في الشارع ممّا يحقق توازنا بارزا في الساحة التركية و يضمن بقاء هذا الجدل السياسي أو الأزمة السياسية في اطار مؤسساتي و مسؤول لا يلحق الضرر بالأمن العام للبلاد أو بحقوق الأفراد والمؤسسات. (*) خبير في الشؤون التركية – رئيس مركز العادل للدّراسات الإستراتيجية بأنقرة (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 404 بتاريخ 4 ماي 2007)

عن الأساطير المؤسسة للمشروع الصهيوني

ماجد كيالي (*) من دون إغفال إسهامات العوامل الخارجية والأوضاع المحلية، أو التقليل من الجهد الذي بذلته الجماعات الصهيونية، لإقامة المشروع الصهيوني، فإن هذا المشروع يدين بقيامه، أيضاً، لعدد من الأساطير التي تحولت، بإنشاء إسرائيل (كتتويج وتجسيد للمشروع)، إلى نوع من الأيديولوجيا التي يحرّم المساس بها. وكانت الأساطير التي فبركتها الصهيونية تمحورت حول ضرورة قيام «وطن قومي لليهود»، حيث اختيرت فلسطين، بين مجموعة خيارات، على أساس أسطورة أخرى مفادها أن فلسطين هي بمثابة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وباعتبارها «أرض الميعاد»، بحسب الرواية التوراتية. بالنسبة الى الشعب (شعبها) معلوم أن الصهيونية انطلقت من أسطورة مفادها اعتبار اليهود بمثابة شعب واحد على أساس الدين، على رغم تحدرهم من قوميات وحضارات وبلدان مختلفة ومتباعدة، ما يعني اعتبار الدين بمثابة هوية قومية. كما انطلقت من رفضها دمج اليهود في مجتمعاتهم، بدعوى الاستثناء اليهودي. وبالنتيجة فإن فكرة «الخلاص» لديها انبثقت بدورها من أسطورة نفي المنفى، التي تفترض عودة اليهود إلى فلسطين، عبر تهجيرهم للاستيطان فيها، بدعوى أنهم يعودون الى أرضهم التاريخية، التي ظلوا يحلمون بها، طوال القرون الماضية. المفارقة أن الصهيونية تذرعت ببعض وقائع اضطهاد اليهود في أوروبا، متناسية تحالفها مع أوروبا (أي مضطهديها) لإنشاء كيانها السياسي، على شكل دولة وظيفية، في منطقة لم تشهد قط اضطهاداً لليهود لكونهم يهوداً، لا سيما أن هذه المنطقة هي مهد الأديان السماوية، وضمنها الديانة اليهودية. وما يؤكد هشاشة هذه الأساطير عدم رواجها بين اليهود أنفسهم بدليل أن بضعة آلاف من اليهود فقط، هم الذين استطاعت الحركة الصهيونية جلبهم إلى فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى، وقبل وعد بلفور (1917) الذي قطعته الحكومة المنتدبة على فلسطين (بريطانيا) آنذاك. فقط في ظروف الحرب العالمية الأولى بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالازدياد، ثم تصاعدت في الحرب الثانية؛ ومع ذلك فإن عدد اليهود في فلسطين عام 1948، أي لدى قيام دولة إسرائيل لم يتجاوز 700 ألف شخص، على رغم جهود نصف قرن، والمعطيات الدولية والإقليمية المواتية! بدورها، فإن إسرائيل، بعد قيامها، عملت على صياغة أساطيرها الخاصة، مع استمرار استغلالها لأساطير الصهيونية، ومنها، مثلاً، أنها قامت كثمرة لكفاح حركة التحرر القومي للشعب اليهودي، للتخلص من الانتداب البريطاني، وأنها استطاعت هزيمة سبعة جيوش عربية في حرب 1948، وأن الــعرب فوتوا الفرص التي قدمت لهم للسلام معها، وأنها مجرد دولة صغيرة وضعيفة يتهددها الأعداء من كل جانب للقضاء عليها بسبب انتمائها للغرب وتبنيها الديموقراطية والحداثة! في هذا السياق لا تبدو أسطورة التحرر الوطني مقنعة البتة، فإسرائيل أصلا قامت بفضل وعد بلفور البريطاني، وبدعم الدول الاستعمارية آنذاك. ثم أن الحركة الصهيونية جلبت اليهود عبر الهجرة (وعمليات الترغيب) في ظل الانتداب البريطاني. والمعروف أن حكومة الانتداب هذه شجعت على تنمية المؤسسات التمثيلية والخدمية لمجتمع المستوطنين اليهود في «أليشوف»، كما شجعت على تنمية مؤسساتهم السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، كتمهيد لإقامة كيان لهم، ما يفيد أن حركة التحرر المزعومة هذه (الصهيونية) وجـــدت قبل وجود التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين. المعنى من ذلك أن إسرائيل نشأت بصورة مصطنعة، وقسرية (إزاء غيرها)، فهي لم تنشأ بصورة طبيعية وعبــر مسار تاريخي تدرجي، وهي ليست نتاجاً للتطور الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي لمجتمع المستوطنين اليهود، بقدر ما هي نتاج لتضافر إرادة سياسية جسدتها الحركة الصهيونية ومؤسساتها، مع المعطــيات الدولــية (إرادة الدول الاستعمارية الكبرى خصوصاً بريطانيا ثم الولايات المتحدة) التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن العشرين؛ والتي تواطأت في شكل غير مــباشر مــع هشاشــة الأوضــاع في المنــطقة العربية. أما بالنسبة الى هزيمة الدول العربية في حرب 1948 فهي أسطورة أخرى، تسعى من ورائها إسرائيل لتعظيم قدراتها من ناحية، ولإظهار نفسها بصورة الضحية التي يحيط بها الأعداء. وفي الواقع فإنه من الصعب الحديث عن حرب جيوش بالمعنى الحرفي للكلمة، فالدول العربية، حينها كانت نالت استقلالها للتو، وبالكاد كان لديها جيوش في ذلك الوقت. وللعلم فإن أفراد هذه الجيوش (التي لم تكن موحدة) لم يتجاوز عددهم الأربعين ألفاً، في حين أن القوات الصهيونية التي جرى توحيدها بلغ عديدها زهاء 90 ألفاً، من حوالي 700 ألف مستوطن، من دون الإشارة الى الفارق الكبير لمصلحة القوات العسكرية الصهيونية لجهة العتاد والإدارة. وطوال أكثر من نصف قرن ظلت إسرائيل تتبجح بأسطورة أنها دولة محاصرة وأن العرب يريدون القضاء عليها ورميها في البحر، في حين أنها هي التي كانت تعتدي على العرب وتحتل أراضيهم. ثم أنها تعتبر أقوى دولة في المنطقة من الناحية العسكرية، لا سيما أنها تحتكر التسلح النووي، وتتمتع بضمانة أكبر دولة في العالم لأمنها ولتفوقها الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري. يبقى أن إسرائيل تحاول دائماً القول أن العرب يتحملون المسؤولية عن كل ما يجري، من صراعات وحروب، بدعوى أنهم يضيعون فرصة تلو الأخرى. في حين أن إسرائيل عملت منذ العام 1948 على انتهاك قرار التقسيم، باحتلال جزء من أراضي فلسطين المخصصة للدولة العربية المقترحة، ثم أنها حالت (مع عوامل أخرى) دون تمكين الفلسطينيين من السيادة على الأراضي التي بقيت لهم (الضفة والقطاع)، وتملصت من مجمل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، كما عملت على تقويض عملية التسوية السلمية التي انطلقت من مؤتمر مدريد (1991) وهي المسؤولة عن انهيار «اتفاق اوسلو» (1993)، ثم أنها هي التي رفضت المبادرة العربية للسلام (آذار/ مارس 2002) التي أقرتها قمة بيروت، وجددتها قمة الرياض (2007)، وهي التي عملت على التملص من خطة خريطة الطريق التي تدعمها الإدارة الأميركية. واضح أن إسرائيل ستظل تواصل نهجها في فبركة الأساطير، وهي تشتغل على ذلك بدأب منقطع النظير. ولعل أكثر ما يثير السخرية، والمرارة أيضاً، ادعاء إسرائيل أنها ضحية وأن الفلسطينيين الذين تحتل أراضيهم وتغتصب حقوقهم وحياتهم ومستقبلهم هم المسؤولون عن ممارساتها القمعية ضدهم، وهم الذين يتحملون وزر التشوهات الأخلاقية التي تلحق بها! من كل ذلك يبدو أن ثمة أهمية كبيرة لتفنيد الأساطير الإسرائيلية وتعريتها، ونزع القناع الأخلاقي والحضاري الذي تحاول إسرائيل أن تتلطى خلفه، وإظهارها على حقيقتها باعتبارها مجرد ظاهرة استعمارية عنصرية استيطانية، بل آخر الظواهر الاستعمارية الباقية من القرن العشرين. (*) كاتب فلسطيني (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي 2007)

 

 

رحلة في معاقل طالبان وحوارات عن امارتهم الثانية (الحلقة 2)

احمد موفق زيدان تنشر القدس العربي مقتطفات من كتاب للصحافي في قناة الجزيرة القطرية احمد زيدان عن امارة طالبان الثانية التي يقول انها تختلف عن الامارة الاولي في قندهار وكابول. ويشير الكتاب الي تحولات في اسلوب وفكر الحركة، وانها تعيش ما يقول انها ثورة ناعمة. وتظهر الشهادات اقوال عدد من قادة الحركة الذين يقولون ان الحركة ايام كانت في السلطة اختطفت من قبل عناصر معينة عملت علي تشويه صورة وسمعة الحركة من خلال التدخل في قضايا صغيرة لا تخدم افغانستان ولا العالم الاسلامي، والعجيب ان هؤلاء المتشددون الآن هم الذين تخلوا عن الحركة ولجأوا الي مساعدة الحكومة الافغانية المدعومة من الامريكيين. ويشير الي حياة الامان التي يعيشها السكان في المناطق التي تسيطر عليها طالبان، والي عودة ازدهار تجارة الافيون والمخدرات. وفي لقاءات مع القائد العسكري للحركة ملا داد الله يتحدث عن رغبته في التوجه الي العراق والمشاركة في الجهاد هناك. ويكشف عن وجود صلة مع المقاومة العراقية وتبادل في الخبرات والآراء بشان الوضعين الافغاني والعراقي وامكانية التنسيق بين الطرفين. القدس العربي الافيون الافغاني: لاعبون محليون ودوليون استقلينا سيارة اللاندكروزر وتوجهنا في العمق الهلمندي، كانت قنوات الري ترافقنا في حلنا وترحالنا، هذه القنوات العجيبة الغريبة عبارة عن قنوات شقتها الحكومة الافغانية ايام فترة حكم الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه 1933 ـ 1973، وذلك في الخمسينيات وبدعم وتمويل من وكالة التنمية الدولية الامريكية، قنوات تنقل الماء من نهر هلمند المعروف الي الاراضي الزراعية الافغانية، ويقوم مسؤول افغاني بمتابعة توزيع المياه علي الاراضي الزراعية بطريقة تُرضي الجميع. يسخر مرافقي الافغاني من الامريكيين فيقول لي: ربما لم يكونوا يعرفون ان هذه القنوات ستمول وتدعم حقول الخشخاش الافغاني ، الكل هنا مثل خلية النحل، لا حديث للكبير والصغير الا الافيون والخشخاش، والمجالس تتحدث عن تأثير انهيار جسر لشر كاه عاصمة ولاية هلمند علي تدفق العمالة علي الريف من اجل المسارعة في جني محصول الافيون، فلم يبق سوي ثلاثة اسابيع علي ذلك، والا فاننا سنخسر الكثير، هكذا يقول لي حاجي غول وهو مهموم ومشغول بتوجيه عشرات العمال لجني الافيون في حقل يشكل لوحة فنية بديعة ظاهرياً بينما في الواقع والحقيقة يشكل سماً زعافاً. الكل هنا مرتاح ومسرور ؛ فدخل العائلة الافغانية لا يقل عن الف دولار سنوياً، وهو رقم كبير في حالة مثل افغانستان، وبالتالي فقد اقام الكل منزله وسط حقله، الكبير والصغير يعملان بجد ونشاط، فهذا هو مصدر القوت الاساسي، ربما ما يغيب عن المشهد الافيوني هو النساء، اذ انهن لا يعملن في الحقول الي جانب الرجل. كان المصور ومساعده بعيدين عني حين ركضا نحوي وهما يتضاحكان قائلين لي: لقد شاهدنا احد اصحاب الحقول، وعرف اننا باكستانيون، فعرض علينا ان نعمل معهم في جني المحصول لاربع ساعات يومياً مقابل عشرين دولارا امريكيا، وهو مبلغ لا يحلم به اي عامل باكستاني، اما تجّار المخدرات فقد جاء موسمهم الذي طالما انتظروه، التقيت احدهم الذي جلس امامي يحدثني عن الافيون وتجارته وعلاقة الامريكيين والحكومة الافغانية كما يدّعي، التفت الي فجأة ليقول: تعرف انا واحد من اهم عشرة تجارة مخدرات في افغانستان، ان اهم تاجر مخدرات في افغانستان هو من عائلة الرئيس، والكل يعرف هذا، اما انتم وسائل الاعلام فتلهثون وراء اتلاف بعض الاطنان من المخدرات، وهنا سأروي لك رواية، فحين جاء بعض الضباط الامريكيين الي احد التجار طالبين منه اتلاف طنين من المخدرات، وبعد ان صورت وسائل الاعلام المشهد وخرجت، بدا القسم الثاني من الحدث حين طالب الضابط الامريكي من صاحب المخدرات ان يعطيه حصته من الاطنان الثمانية التي لم يتلفها، وسُمح له بالاتجّار بها . طبعاً هذا علي حد قول التاجر الذي جلست معه، ورفض ان يذكر اسمه، ولكن بكل تأكيد هو تاجر ضخم في هذه التجارة حسب كل من التقيت به هناك. منع الافيون المسؤول العسكري لحركة طالبان الافغانية القائد داد الله حين ذكّرته بسياسة طالبان في القضاء علي المخدرات وصمتها الآن علي زراعة المخدرات في المناطق التي تسيطر عليها اجاب: لم تتمكن اية حكومة عبر التاريخ الافغاني بمن فيها حكومة الملك الافغاني السابق ظاهر شاه من القضاء علي المخدرات، اما حكومة طالبان فبقرار صادر عن زعيمها توقفت الزراعة تماما بشهادة الامم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، لم نواجه حينها اي احتجاج او مظاهرة حتي، اما الآن وما دامت الحكومة الافغانية تدّعي السيطرة علي افغانستان فلتوقف المخدرات التي تضاعفت بشكل كبير جداً . تذكرت ما قاله لي احد تجار المخدرات حين وجهت له السؤال التالي: كيف تضررت تجارتكم حين اوقفت طالبان الزراعة؟ فقال: بالعكس تحسنت فقد كانت التجارة في كساد، ولكن كل ممنوع مرغوب، وبالتالي ارتفعت قيمة البضاعة التي كانت لدينا . كان بالقرب منه فلاح افغاني بسيط قاطع حديثه ليوجه كلامه لي: اذا كان الغرب وغير الغرب حريصاً علي القضاء علي المخدرات، فلماذا لا يوقف شراءها، وبالتالي يستطيع القضاء علي زراعتها، نحن نزرع لمن يستخدم، ولو لم نجد من يستخدم لما زرعنا فهي معادلة بسيطة . تحدثت الي كل من يعمل في هذه التجارة التي تعد من اهم التجارات العالمية للاثراء السريع فقالوا لي: ان المخدرات تتجه في طريقين الاول الي ايران، والثاني الي دول وسط آسيا، ومنها الي روسيا واوروبا وامريكا.. في الحقل كان هناك مسجد يؤمه المصلون ذهبت لاداء صلاة الظهر حيث الكل يصلي وسط هذه الآفة الشريرة، فوجدتها فرصة سانحة حين سألت الامام عن مشروعية زراعة المخدرات والاتّجار بها، فرد علي بعربية مكسرة ومحطمة قائلا: نحن لا نجيز ذلك، ولكن في وضع كحال الشعب الافغاني، من البؤس والفقر والحاجة لا بد له ان يزرع المخدرات، كون ذلك المصدر الوحيد لقوته، لكن نقول لهم لا يجوز استخدامها، وانما يجوز بيعها للكفار، ولذلك لا تجد من يستخدم المخدرات في افغانستان بخلاف الدول الاخري .
وبكل تأكيد فان حجم المتعاطين للمخدرات في افغانستان قليل جداً ان لم ينعدم، بخلاف باكستان التي تتحدث بعض التقارير عن وجود اكثر من خمسة ملايين مدمن علي المخدرات في البلاد، ولذا تحمل المعارضة الباكستانية مسؤولية ما تصفه بانتشار ثقافة المخدرات والكلاشينكوف للرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق الذي دعم آنذاك المجاهدين الافغان في حربهم ضد السوفييت. المخدرات الافغانية تُوصف هنا بالنفط الافغاني، في اشارة الي النفط العربي، ووصفتها الغارديان البريطانية بانها القنبلة النووية او الهيدروجينية التي تهدد العالم الغربي، وتدر المخدرات علي الشعب الافغاني حسب كثير من الاحصائيات خمسة الي ستة مليارات دولار، بينما تتحدث تقارير اخري عن درّها 25-30 مليار دولار لتجارها الافغان وغير الافغان، فما يصل للشعب الافغاني من وراء زراعتها الا الربع او اقل من الربع. تقرير الامم المتحدة لمكافحة المخدرات تحدث عن ان المخدرات في افغانستان هي التي تمول التمرد في غرب آسيا، وتغذي المافيات الدولية وتسبب في مقتل مائة الف شخص سنوياً، وكان تقرير عن المخدرات والجريمة اصدرته الامم المتحدة عام 2003 اظهر ان منتوج المخدرات في افغانستان خلال العام 2002، اي بعد عام علي سقوط طالبان ووصول القوات الامريكية داعمة لحكومة كارزاي قد وصل الي 3750 طناً من المخدرات، اي اكثر بخمس عشرة مرة من منتوج المخدرات عشية الغزو السوفييتي لافغانستان عام 1979 م، اما استطلاع آخر للمنظمة الدولية فقد اظهر عام 2003 ان 81 الف هيكتار من الاراضي تُزرع بالافيون، وان 28 ولاية افغانية من اصل 32 ولاية تزرع اراضيها افيونا، بينما كان في عام 1999 عدد الولايات الافغانية التي تزرع الافيون لا تتعدي 18 ولاية.
بعض التقارير تضع استهلاك العالم والمدمنين في العالم علي انه 4500 طن من المخدرات، لكن انتاج افغانستان العام الماضي وصل الي 6100 طن. صندوق النقد الدولي رأي في احد تقاريره ان افغانستان تنزلق الي دولة مخدرات، وعقبت صحيفة الايكونوميست البريطانية في احد اعدادها علي ذلك بالقول: ان ذلك يؤدي الي اصابة الحكومة الافغانية بالشلل شبه الكامل، ويضعف قدرتها علي ادارة مناحي الحياة الامنية تحديداً. في كتاب حالة حرب ينقل الكاتب الامريكي ومراسل النيويورك تايمز الامريكية جيمس رايزن قائلاً: ان امريكا رفضت محاربة مافيا المخدرات، وقصف معامل ومختبرات تصنيع المخدرات في افغانستان، ووجهت قواتها بألا تتخذ اية اجراءات ضد المخدرات، وان القيادة الامريكية ابلغتهم بانهم سيكونون آمنين، ولن يتم التعرض لهم ما داموا حالفوها في الحرب علي ما يوصف بالارهاب . ويعكس ذلك صمت القيادة الامريكية وقوات التحالف الدولي علي كبار تجّار المخدرات الذين تحولوا من امراء حرب الي امراء مخدرات لادارة تجارة تدر علي الواحد منهم مئات الملايين من الدولارات، وباتت القوات الدولية بين شاطر استعدائهم وتحولهم ضدها، وبين مشطور الصمت عليهم الذي سيجر عليها تمويل طالبان من قبل هذه المخدرات، ومشطور بينهما وهو التورط اكثر واكثر في الوحل الافغاني.. ولذلك فقد وفّر البرلمان الافغاني اكبر مظلة شرعية وقانونية لكثير من امراء الحرب المتهمين بارتكاب مجازر جماعية بالشعب الافغاني، عبرت عن ذلك مراسلة الاسوشيتد بريس الامريكية كاثي غنن في كتابها الاخير بقولها: ان البرلمان الافغاني يضم اكبر تجمع للقتلة بشكل جماعي عرفه العالم . اما اخطر تداعيات الافيون في افغانستان هي ما كشفه نائب مراقب شؤون المخدرات في الدولة الروسية الكسندر ميخائيلوف من ان عدداً من الجنود الامريكيين بدؤوا بتعاطي المخدرات في افغانستان، وقال: علي الرغم من ظهور حالات كثيرة من هذا النوع، الا ان القيادة الامريكية تحرص علي الابقاء عليها طي الكتمان خشية من تداعياتها . ويتابع المسؤول الروسي في مقابلته مع وكالة روسية محلية تدعي روسبالت لا يسيطر الامريكيون علي الوضع، وهذا الدرس ينبغي ان يكون جيداً لقواتنا في طاجيكستان . وكانت مصادر افغانية عدة تحدثت لي عن قيام بعض الطالبان والمقاتلين الافغان ببيع المخدرات والافيون للقوات الامريكية، وهو نفس الاسلوب الذي اتبعه المجاهدون الافغان ايام حربهم ضد السوفييت بين 1979 ـ 1989 من اجل تخريبهم وعزفهم عن القتال. الطالبان… الثورة الناعمة جلس محمد غول التاجر الافغاني المعروف وسط سوق هزارة جفت في هلمند يداعب لحية بشتونية طويلة غير مشذبة، وخطها الشيب، فعمره في الخمسينيات، ومن اصعب الاسئلة علي الافغاني ان تسأله عن عمره، فهو لا يعرف عمره، وحين تفاجئه بذلك يبدأ يقدر وكأنه يسمع بالسؤال لأول مرة، البعض يقول لك علي طريقة اجدادنا بأنني ولدت يوم زراعة القمح او زراعة الافيون، او في الشتاء، ويبدأ عملية حسابية طويلة معقدة علي طريقته، تشعرك بالملل والسأم حتي تدفعك الي الندم علي الساعة التي سألته هذا السؤال، لكن جهدك الآن وسعيك الي تفادي وتحاشي الجواب لن يفيدك، فقد نصبت لنفسك فخاً وشركاً وعليك ان تصبر حتي يفرغ من جوابه وعمليته الحسابية المعقدة، فالسؤال من حقك؛ ولكن الآن الجواب من حقه ان يأخذ وقته ويجيب علي طريقته الخاصة… اعود الي بداية قصتي وبطلها وهو محمد غول، كان محمد يسعي الي ترتيب حانوته الكئيب، والذي يحتوي علي مواد بسيطة بعضها وضع علي الرف والبعض الآخر علي الارض، سألته كيف حال البيع والشراء، ففوجئت بالجواب: الامر ممتاز، فنحن الآن سوق مفتوحة لكل البضائع القادمة من عبر الحدود، ولكن طالبان اليوم ليست طالبان الامس، فنشعر انها انسنت وجهها، بعد ان انسنت عملها وتصرفاتها، نشعر انهم منا ونحن منهم، لا نريد الامريكيين، انهم لا يجرؤون علي الوصل الي هذا السوق المحرم عليهم، فطائراتهم وافرادهم يأتون فقط الي تلك الصحراء، ويشير بيده الي صحراء بعيدة، يأتون هناك ويفرغون ذخائرهم ليقولوا لاسيادهم انهم هاجموا مواقع طالبان.. سعيت الي معرفة تفاصيل اكثر عن العلاقة الطالبانية مع الشعب، وما عُرفت به من التشدد والقسوة ايام حكمها ؛ فقال لي محمد غول: بامكانك ان تتجول في السوق وتسأل وتستفهم، كان مرافقونا من الطالبان قد ابتعدوا عنا ليتركوا لنا حرية المجال في السؤال والاستفسار، دون تدخل ودون احراج الناس الذين نسألهم ايضاً، تابع غول: الطالبان لا يتدخلون ابداً في شؤوننا.. كيف نلبس.. وكيف نحلق رؤوسنا او لحانا، ولا حتي بشؤون المرأة، فهناك مستوصف وفيه طبيب وطبيبة ويخدمان اهالي المنطقة، ولم يحصل ان تدخلوا في شؤون المستوصف، انهم منا ونحن منهم، وهم في النهاية اما ابناؤنا او اقاربنا، وبالتالي افضل بالف مرة من المحتل الاجنبي الذي لا يمكن مقارنتهم به . خرجت من الحانوت لأتجول في السوق، فالكل يعمل وكأنه لا رقيب عليه او عتيد، بخلاف ما كان عليه الحال في مناطق طالبانية ايام حكمها، كانت الموسيقي تصدح في السوق دون اي خوف من وصول بعض قادة طالبان المرافقين لنا، وظلت الموسيقي تصدح، وهو ما لم يكن ممكناً من قبل.. حملت هذه التساؤلات الي المستوصف الذي ذكره لي محمد غول، وسألت الطبيب والطبيبة عن ذلك، فأكدا لي ان الطالبان لا يتدخلون ابداً في شؤون الناس، ولا شؤون المستوصف تقول الطبيبة حديقة: طالبان يحترموننا، ويهتمون بنا، فبيوتنا آمنة وكذلك ارواحنا، ولا نواجه اية مشاكل معهم، ففي بعض الاحيان اترك منزلي لشهر كامل دون ان يتعرض له احد، وطالبان لا يتدخلون في شؤوننا البتة، فاخرج احيانا الي السوق ببرقع او بدونه لكنهم لا يتدخلون في طريقة لباسي، ولو كان لدينا مشاكل معهم لما رأيتني هنا ولانتقلت للعمل في منطقة اخري . توجهت بالسؤال الي القادة الطالبانيين الذين رافقوني في هذه الرحلة لأسألهم عن استراتيجيتهم في ذلك، وعن مدي التغير الذي حصل في عقليتهم وسياستهم في التعاطي مع الناس خلال فترة السنوات الست الماضية بعد سقوط الحركة… ربما سؤال صعب لا يريد احد منهم الخوض في تفاصيل جوابه والرد عليه، سيما وان الماضي بالنسبة لبعضهم كئيب من ناحية تجربة الحركة في التعاطي مع الشأن العام، وتحديداً التدخل في شؤون الناس اليومية، تجرأ احدهم علي الرد فقال: ان الحركة ايام كانت في السلطة اختطفت من قبل عناصر معينة عملت علي تشويه صورة وسمعة الحركة من خلال التدخل في قضايا صغيرة لا تخدم افغانستان ولا العالم الاسلامي، والعجيب ان هؤلاء المتشددين الآن هم الذين تخلوا عن الحركة ولجأوا الي مساعدة الحكومة الافغانية العميلة للامريكيين، ومن بينهم وزير العدل السابق ترابي الذي شوه هو ومنظمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سمعة وصورة طالبان، وقدموا عنها صورة قاسية ومتوحشة . وهنا يعقب بعض الحاضرين بالقول: ان طالبان الحالية ستختلف كلياً عن طالبان القديمة، فنحن لا نستطيع ان نعيش لوحدنا وفي مجرة مختلفة عن مجرات الآخرين، فنحن وغيرنا من الحكام ومن هم في السلطة بمثابة السمك في مياه شعبية تدعمنا، ودون توفر مياه صالحة تسمح لنا بالعيش والبقاء سنموت وسننتهي كما حصل لحركات واحزاب كثيرة.. القائد الطالباني المعروف في هلمند عبد الناصر ميرويس جلست معه في حقل من حقول الافيون وسط هلمند، كان السؤال الاول الذي وجهته له الي اي مدي تغيرت حركة طالبان الافغانية؟ رد علي ميرويس قائلا: …. بعد سقوط الحركة اصبحنا مدفوعين بايديولجية ثورية عالمية وليس ايديولجية محلية افغانية كما كان عهدنا في السابق، هناك ايديولجية ثورية عالمية تدفعنا الي الامام وقودها ما يجري في فلسطين والعراق وافغانستان، ونريد ان نواصل ونشارك في الحملة العالمية ضد العدوان علي الامة الاسلامية . كنت قد تحدثت الي احد كبار التجار الممولين للحركة عن نفس الموضوع فقال: ان الذين كانوا يتشددون مع الناس ويشترطون طول اللحية ويعاقبون علي قصرها هم اول من ترك وتخلي عن الحركة من امثال ملا خاكسار وترابي وغيرهما، بينما كان الملا محمد عمر يطالبنا بعدم التشدد مع الناس، ويوصينا بالتلطف معهم، الآن من كان يحدد طول اللحية ويتشدد مع الناس هو من تخلي عن الحركة وانضم الي معسكر الكفرة والمحتلين، بينما من كان يتودد الي الناس ويعاملهم بالحسني هو من حلق لحيته لاخفاء نفسه ولمقارعة الكفرة والمحتلين . اما طريقة ادارة الحكم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة فهي من شقين، الشق الاول يمثل الحركة، بحيث طرحت الحركة مجلساً قبلياً للحكم، يضم احدي عشرة شخصية تدير شؤون المنطقة، من حيث حياة الناس اليومية، وهذا المجلس هو الذي يقوده حاكم المنطقة المعين من قبل قادة الحركة، شرح لي رحمت الله حاكم المنطقة كيفية ادارة المنطقة قائلا: نحن حكومة محلية متنقلة بحيث نسمع عن شكاوي الناس هنا او هناك ؛ فنطير اليها، ونسعي الي تسويتها وحل مشاكلهم، وهذا المجلس هو المسؤول امام الحركة، وبالتالي تتم محاسبته من قبل قيادتها في حال اخطأ، وهو ما يقوم بالشؤون اليومية، اما المجلس الثاني فهو المجلس القبلي الذي تفرزه القبائل والعرقيات، فلدينا ممثلان عن الاوزبك والهزارة الشيعة في المنطقة، وكلاهما ينقل لنا هواجس عرقياتهم حتي نعيش في أمان وتفاهم وانسجام، وهذا المجلس القبلي هو الذي يقر في قضايا الشأن العام مثل القتل والقصاص والرجم ونحو ذلك، حتي لا نتحمل نحن كحركة تحرر اخطاءً من هذا النوع التي تحرفنا عن هدفنا الحقيقي وهو التحرير.. يتابع الحاكم رحمت الله حديثه لي فيقول: .. الي جانب ذلك هناك المحكمة العليا وكذلك السجن، وهو ما يخص قضايا الجنح، وكذلك القضايا التي تمس حياة الناس . توجهت الي المحكمة وتحدثت بالتفصيل الي رئيس المحكمة والقضاة حيث شهدت بنفسي جلسة مقاضاة تتضمن اعتداء شخص علي آخر، حيث استمع مجلس القضاء لاحدهما، اما الثاني فقد فر، لكن مقاتلي طالبان تمكنوا من القبض عليه وايداعه السجن من اجل جلبه الي القاضي ليبت في امره. في هذه اللحظة حرصت اشد الحرص علي التوجه الي السجن لاري بنفسي هؤلاء المتهمين، وبدأت مساعيّ لاقناع طالبان بالسماح لي بزيارة السجن، في البداية سعوا الي رفض طلبي، لكن ظللت اواصل عملية الاقناع حتي نجحت اخيراً، وتوجهنا الي السجن الذي كان عبارة عن مدرسة سابقة، دخلنا الي احدي غرفه واذ بثلاثة متهمين خلف القضبان، وفي رجلي احدهما القيد، سألته مباشرة لماذا تم اعتقالك؟ قال لقد اعتقلت وانا اخدم مع جنرال امريكي وجنرال افغاني، عمري لم يتعد الاثنتي عشرة سنة حين قدّمت طلباً للخدمة، وكنت اتقاضي ما يعادل المئة دولار شهرياً، اعتقلني مقاتلو طالبان خلال احدي المعارك، وها أنذا في السجن الآن لا ادري ما سيفعلون بي.. حانت مني نظرة الي القائد الطالباني الذي دس في يده بعض النقود، قائلاً له ماذا ستفعل الآن، وهل انت نادم، ثم التفت الي القائد الطالباني ليقول لي: يقولون للاعلام الدولي اننا نحن الذين نجند الاطفال في الحرب، بينما اوامر زعيمنا امير المؤمنين الملا عمر واضحة جداً في ذلك بعدم تجنيد احد مجبراً، وحتي من يأتي الينا ينبغي ان تكون لحيته قد نبتت، اما الامريكيون فانظر اليهم كيف يعارضون المبادئ الدولية والاممية التي وضعوها بانفسهم، هل تجيز لهم هذه المبادئ ان يجندوا مثل هذا الطفل في حربهم وعدوانهم هذا. . بجانب الشرطي الافغاني هذا، كان هناك متهم آخر، لكن كان يدافع عن نفسه بقوة، ويتهم طالبان انهم اخطأوا حين اعتقلوه بتهمة مهاجمة بيوت معينة في الحي، فانا متهم ولا علاقة لي بالامر، بدأ يوجه كلامه لي وكأنني انا القاضي هنا، او ربما يسعي الي استدرار عطفهم من خلال حديثه هذا، فوعده القائد الطالباني بالنظر في امـــره مجددا وتسريع مقاضاته.. اهل المنطقة مرتاحون جداً لسير المحاكم والقضاء الطالباني، فاكبر قضية لا تستغرق اكثر من جلسة او جلستين، بخلاف القضايا التي قد تكون في مناطق الحكومة، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً تتعطل فيه مصالح العباد والبلاد، قالها لي احد الناس في السوق الرئيسي للمنطقة مضيفاً: ان طالبان سريعون وحازمون في الفصل والبت في القضايا، وهو ما يمنع من حصول تداعيات وملابسات ومشـــاكل، بمعني ادق، لن تتطور الامور الي اسوأ مما حصل، كما قد يجري مع بعض القضايا حين تطول ويتأخر البت فيها… عدنا الي السوق وكان قد تجمع فيه بعض قادة ومقاتلي طالبان الذين يسعون الي تجميل صورتهم امام الناس والعامة، يتحدثون اليهم بلطف امامنا، ويبحثون معهم مشاكلهم وشؤونهم، وحين اشتري احدهم شيئاً من السوق دفع ما طلبه البائع دون ان يفاصله او يطلب تخفيضاً، او يساومه.. بالقرب من هذا المشهد كان نهر يخترق المنطقة، التفتُّ الي الجسر الذي نصب علي النهر للعبور الي السوق فوجدت علي حافته منظراً رائعاً، انه فلتر طبيعي، فعند حافة النـــهر سعي بعض الناس الي حجز الماء ومن الجهات الاربع باستثناء مدخل صغير للماء، ووضعوا بعض الرمل تحت هذه المنطقة المحجوزة وهو ما يعنــــي ان يدخل ماء النهر الي هذا المكان المحجوز، لينفصل التــــراب والوسخ الي اسفل، ويبقي الماء النظيف في المكان المحــــجوز الذي هو اعلي مكاناً من النهر المنخفض، بحق كان فلتر هزارة جفت كما قلت لاهالي المنطقة الذين فرحوا وسُروا بهذه التسمـــــية، وكأنهم دخلوا كتاب غينيس للارقام القياسية، الذي لم يسمعوا به من قبل….. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 ماي 2007)  

رحلة في معاقل طالبان وحوارات عن امارتهم الثانية (الحلقة 3)

** الملا داد الله قبل مقتله: لسنا عصابة بل مقاومة للتحرير وعمليات الاختطاف لاحراج كرازي عمدة كابول

** هناك اكثر من مئتي عملية انتحارية وطالبان تعتبرها سلاحها الذكي الجديد ضد اسلحة امريكا الغبية !

احمد موفق زيدان تنشر القدس العربي مقتطفات من كتاب للصحافي في قناة الجزيرة القطرية احمد زيدان عن امارة طالبان الثانية التي يقول انها تختلف عن الامارة الاولي في قندهار وكابول. ويشير الكتاب الي تحولات في اسلوب وفكر الحركة، وانها تعيش ما يقول انها ثورة ناعمة. وتظهر الشهادات اقوال عدد من قادة الحركة الذين يقولون ان الحركة ايام كانت في السلطة اختطفت من قبل عناصر معينة عملت علي تشويه صورة وسمعة الحركة من خلال التدخل في قضايا صغيرة لا تخدم افغانستان ولا العالم الاسلامي، والعجيب ان هؤلاء المتشددون الآن هم الذين تخلوا عن الحركة ولجأوا الي مساعدة الحكومة الافغانية المدعومة من الامريكيين. ويشير الي حياة الامان التي يعيشها السكان في المناطق التي تسيطر عليها طالبان، والي عودة ازدهار تجارة الافيون والمخدرات. وفي لقاءات مع القائد العسكري للحركة ملا داد الله يتحدث عن رغبته في التوجه الي العراق والمشاركة في الجهاد هناك. ويكشف عن وجود صلة مع المقاومة العراقية وتبادل في الخبرات والآراء بشان الوضعين الافغاني والعراقي وامكانية التنسيق بين الطرفين. القدس العربي اسلحة جديدة… الخطف وصواريخ كروز وقنابل نووية طالبانية في احد البيوت الطينية في ولاية هلمند، التي تنتج ـ ربما ـ نصف الانتاج العالمي من المخدرات، جلس بعض مقاتلي وقادة طالبان يشاهدون شريطاً مرئياً للزعيم الملا داد الله، كان داد الله الخجول في الشريط يسعي الي تحميس وتشجيع الحاضرين الذين ارتدوا ملابس سوداء وغطوا وجوههم وقدموا انفسهم علي انهم استشهاديون بالعرف الطالباني، كان داد الله يقول لهم: ان كان الكفرة واعداء الاسلام لديهم السلاح النووي ولديهم صواريخ كروز ؛ فقد منحنا الله تعالي صواريخ كروز، وقنابل نووية جديدة، انها انتم الذين تتوقف رفعة الاسلام والدين والعالم الاسلامي وتحرير هذا البلد علي اكتافكم ، كان يقولها بكل ما تمكن من استجماع للقوة والتحفيز.. تجاوبت الاصوات معه والحناجر، وهتفت بالاستعداد لاية اوامر توجه لهم. همس احدهم في اذني قائلا: ان خطاب الملا داد الله هذا هو الاول من نوعه له في حياته، ولم يسبق له ان وجه خطاباً بهذا الشكل، لكن بكل تاكيد كان خطاباً ناجحاً وجيداً في تحفيز المقاتلين الذين ابدوا استعدادهم لان يكونوا جزءاً من هجوم الربيع الذي توعدت به حركة طالبان.. معظم الانتحاريين او الاستشهاديين الطالبانيين كما يحلو لهم ان يصفوا انفسهم في العشرينيات من عمرهم، وهم الذين قدموا انفسهم لهذه المهمة، مهمة شاقة وعسيرة وداخلة في اللا مفكر فيه بالعرف الافغاني، اذ طوال تاريخ الجهاد الافغاني ايام السوفييت لم يقم المجاهدون الافغان باية عملية انتحارية، وحتي بعد سقوط حركة طالبان الافغانية لم تشهد افغانستان عمليات انتحارية، الا مما قام به المقاتلون العرب، بل ان الافغاني كان يرفض ان يتبرع بالدم لاخيه المجاهد الافغاني ابان مرحلة الجهاد، لكن يبدو العولمة الجهادية، والعلاقات والروابط مع المقاومة العراقية دفع المقاومة الافغانية الي استنساخ اساليب مقاومتها وطرقهم في المقاومة فبدأوا العمليات الانتحارية ضد القوات الامريكية وحتي الافغانية التي كان زعيم الحركة الملا محمد عمر حض اتباعه في بداية الغزو الامريكي علي تفادي التعرض للشرطة الافغانية، ما لبثت الحركة ان غيّرت رايها وبدأت تستهدف الشرطة الافغانية قتلا وخطفاً وحتي ذبحاً.. اكثر من مئتي عملية انتحارية نفذتها حركة طالبان الافغانية، معظمها وقع في مناطق الجنوب الافغاني، وهناك عمليات وقعت في العاصمة الافغانية كابول، كان من اهم واوقع هذه العمليات، العملية التي نفذها مقاتل طالباني من ولاية غزني وسط افغانستان، واستهدفت نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني خلال زيارته اواخر شباط (فبراير) الماضي، وقتل فيها اكثر من سبعة عشر افغانياً، ومن بينهم اجانب، هذه العملية حسب المسؤول العسكري لحركة طالبان الافغانية داد الله الذي تحدث لي عنها، فان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن هو الذي اشرف وخطط شخصياً لهذه العملية. حين سالت القادة الطالبانيين عن رايهم في العمليات الانتحارية وفاعليتها وتاثيرها، خصوصاً وانها توقع قتلي مدنيين، اجاب احدهم: هذه الاسلحة الطالبانية والجهادية بشكل عام هي من افضل القنابل الذكية التي ابدعها وانتجها الجنس البشري، وليس القنابل الغبية الامريكية والغربية والتي يطلق عليها القنابل الذكية ظلماً وعدواناً، فكل هذه القنابل كانت غبية وعمياء، وقتلت من الابرياء اضعاف ما قتلته من المتهمين والمطلوبين لهم، وهذا موثق لدي بعض مؤسساتهم ومراكز دراساتهم، بخلاف الاسلحة الذكية التي لدينا، وهي العمليات الاستشهادية المحصورة في الزمان والمكان المحددين، وحتي لو قتلت بعض الابرياء غير المقصودين، لا يتعدي ذلك عشر معشار ما يحصل من وراء قنابلهم الذكية. . العمليات الانتحارية لم تقتصر علي المسرح الافغاني فحسب، وانما انتقلت الي المشهد الباكستاني الذي كان قبل سقوط حركة طالبان الافغانية بمنأي عن العمليات الانتحارية، وهو ما يقلق المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين في باكستان، الذين يرون ان خسائرهم من جراء الدخول في تحالف الحرب علي ما يوصف بالارهاب اكثر من النجاحات والانجازات، فثقافة الطلبنة وثقافة العمليات الانتحارية انتقلت الي باكستان من افغانستان، وتحديداً بعد سقوط حركة طالبان وظهور المقاومة الافغانية ضد وجود القوات الاجنبية في البلاد.. يدرك النظامان الافغاني والباكستاني دور العامل الروحي والديني وراء قيام الانتحاريين، ولذا فقد سعي النظامان الي استصدار فتاوي من قبل علماء موالين للسلطة تحرّم وتجرّم القيام بالعمليات الانتحارية، لكن يبدو ان صداها لم يتعد القاعة التي حرّمت فيها هذه العمليات، ما دام المستهدفون من وراء هذه الفتاوي لا ينظرون الي هؤلاء العلماء الا علي انهم عملاء للنظام، واشخاص لا علاقة لهم بالعلم والعلماء، الامر الذي زاد حتي من اصرار وعزم الانتحاريين علي القيام بمثل هذه العمليات الانتحارية، ما دامت تغيظ امثال هؤلاء العلماء المقربين من النظامين الباكستاني والافغاني، الذين هما جزءاً لا يتجزا من الحرب علي ما يوصف بالارهاب كما قال لي احد المسؤولين الطالبانيين. الخطف والرهائن ننتقل الي مشهد الخطف والرهائن الذي هو بدوره ايضاً جديد وحديث علي المسرح الافغاني، فطوال الحرب الافغانية ضد السوفييت لم تشهد تلك الفترة اية عمليات خطف واحتجاز، ولكن مشهد الخطف تعاظم وتكاثر في الفترة الاخيرة، مرة اخري يبرز دور العولمة وانتقال هذه العدوي من العراق الي افغانستان، التفت الي احد القادة الطالبانيين الذي يُنظر اليه علي انه قائد مهم في عمليات الخطف، وكان وراء عمليات الخطف الاخيرة، وبدا القائد الطالباني يشرح لي مبررات واسباب اقدامهم علي هذا العمل: … في البداية لا اريد ان نُفهم في الخارج علي اننا عصابة نعمل علي الخطف والقتل والذبح، نحن مجاهدون نريد تحرير بلدنا من ستة وثلاثة دولة قامت بغزوه واحتلاله بدعم كامل من قوات افغانية عميلة وشريحة افغانية صغيرة.. واصل القائد الطالباني حديثه مستغلاً صمتي وطامعا في ايصال صوته الي من ورائه واضاف: نحن نريد ان نرسل رسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، رسالة مفادها اننا اولاً نريد ان يفهم العالم عجز كل هذه القوات الاجنبية ومعها القوات الافغانية العميلة علي توفير الامن لرعاياها وللاجانب، وان الدولة التي يتحدثون عنها ما هي الا وهم لا واقع له ولا حقيقة، وتذكر معي كيف وصفت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت ما يوصف بالرئيس الافغاني كرزاي بانه رئيس بلدية كابول، اعود فاقول ان الهدف الاول من الرسالة هو هذا، اما الهدف الثاني فهو مبادلة معتقلين وسجناء طالبانيين بايدي القوات الامريكية والقوات الافغانية، وقد نجحنا في تحرير بعضهم من خلال صفقة مبادلة مع الصحافي الايطالي، حيث حررنا خمسة من المعتقلين الافغان والحبل علي الجرار. كان المسؤول العسكري الطالباني داد الله قد شرح لي وجهة نظره في خطف الاجانب والافغان ممن يخدمونهم بالقول: …. ان هدفنا من خطف الرهائن هو النيل من حكومة كابول ومن كرزاي، ولاكون اكثر دقة من الحكومة الامريكية ايضاً التي تحتل بلدنا وتبث في العالم اخباراً غير صحيحة، مستندين علي ملكيتهم لوسائل اعلامية، وتاسيسهم مراكز اعلامية محلية واذاعات في كل ولاية، الامريكان يبثون بين الشعب اخباراً عارية عن الصحة تقول ان سيطرتهم كاملة علي كل افغانستان، وهذا غير صحيح، لقد ذهبت وتجولت بنفسك في عدة مناطق في الجنوب الافغاني، وبالتالي ما نريده هو ان نضع الصورة امام العالم وامام شعبنا وليسأل العالم بنفسه ان كان الامريكيون يبسطون سيطرتهم علي كل افغانستان، فكيف تحصل عمليات الخطف هذه للاجانب والعملاء الذين يرافقونهم، وتحديداً في وسط الولاية او المدينة ؛ بل ونحتفظ بهم في المدينة ذاتها وفي افغانستان ذاتها، ومن ثم نطلب اجراء عملية تبادل للاسري في نفس تلك المنطقة؟!، كل هذا مدعاة لتكذيب اخبارهم وعدم الوثوق بما يدعونه وما يقولونه . ما قاله لي داد الله وجدته بعد ايضاً علي لسان المندوب الامريكي في الامم المتحدة ريتشارد هولبرك، الذي امضي اياماً في افغانستان وصرح عقبها: ان الوضع يزداد تدهوراً في افغانستان، ومخاطر خسران الحرب تتصاعد في ظل تراجع شعبية الرئيس الافغاني حامد كرزاي، والحكومة ينبغي ان يخلفها احد، او ان طالبان ستكسب المعركة . طالبان التي تمارس الخطف، كان ربما اول تجربة ديبلوماسية وسياسية لها مع عمليات الخطف حين تم خطف الطائرة الهندية اواخر عام 1999، ونقلت الطائرة حينها الي قندهار، وطالب الخاطفون من السلطات الهندية الافراج عن معتقلين اثنين باكستانيين، وهما: عمر شيخ ومولانا مسعود اظهر، وهدد الخاطفون بتفجير الطائرة ان لم يتم تلبية شروطهم، ودخلت طالبان في وساطة بين الطرفين حتي تمكنت من جلب وزير الخارجية الهندي الذي اصطحب المعتقلين الذين افرج عنهما مقابل الافراج عن الطائرة، وشهد الجميع حينها بحسن ادارة طالبان للازمة. لكن حين سألت احد المسؤولين الطالبانيين لماذا تم قتل الرهائن الافغان؟ سعي البعض الي اعطاء تفاسير عدة، البعض قال هو قرار قيادي وتم تنفيذه، اما البعض الآخر فراح يدافع عنه قائلاً، ان الافغاني هذا عميل، وبعضهم كان في مقرات الاستخبارات الافغانية يعمل كسجان، ومعروف ان كثيراً ممن يرافقون الصحافيين في هذه الدول يكونون عملاء وجواسيس، وبالتالي كافغان لا نستطيع ان نتسامح معه فعليه ان يدفع ثمن خيانته لبلده بخلاف الاجنبي الذي جاء ليحتل ويغزو بلادنا، اعتدل شخص آخر بجانبه وبدا يدافع عن قرار الاعدام قائلاً: بالاضافة الي ما قاله زميل استطيع القول: ان عملية القتل هذه احرجت ادارة كارزاي الذي ظهرت بمظهر المستعد للمساومة علي خطف الاجانب، كما كان الحال مع الصحافي الايطالي، اما دماء الافغان فسهلة عليه، وهو ما انعكس علي المداولات والمشاورات داخل البرلمان الافغاني، الذي وجه اعضاؤه انتقادات قاسية لكارزاي عن التمييز بين المختطفين الاجانب والافغان. يتحدث احد الطالبان المعني بالملف الاعلامي كما قدم نفسه لي فيقول: العجيب ان هؤلاء الصحافيين الاجانب لا يأتون الا مع القوات الامريكية والاجنــــبية، وينقـــــلون صورة وردية عن الاحتلال الامريكي والاجـنبي لبلادنا، هؤلاء الصحافيون لا يعرفــــون الا كيل الاتهامات لنا ولنضالنا، بينما ينقــــلون في تقاريرهــــم موقف الاقــــوي شراســـة وعدوانا وهو الاحتلال، اما نحن فنتهم وينقل من تصريحاتنا ما يتواءم ويتوافق مع الاجــــندة الاعلامية الغربية…. الاعلام الطالباني… تحفيز وتجنيد وارعاب للعدو.. لاول مرة تسمح طالبان ـ كما ذكرت لي ـ لاحد بالدخول الي معقلها الاعلامي، دخلنا الي غرف بسيطة، وسمح لنا بالحديث الي الاشخاص الذين يسعون جاهدين الي تعريف العالم بقضية طالبان وقضية افغانستان، وما يجري علي الارض.. تحدثت الي احدهم وهو يقوم بانتاج بعض الصور علي الكومبيوتر، الذي قال لي ان عملهم يتركز علي جمع الصور المرئية لتوثيق هذه المرحلة المهمة والمفصلية من تاريخ افغانستان، اذ ان الصور تردهم من المصورين المنتشرين في مراكز طالبانية عدة، وتحديداً ممن يرافقون المقاتلين الطالبان في المعارك ضد القوات الامريكية او الافغانية، ونعمل علي استلام هذه المادة هنا، ثم نقوم بمونتاجها من خلال هذه الاجهزة، لندفع بها اما الي وسائل الاعلام الدولية للتعريف بعملياتنا، وبما يجري في افغانستان، واما بدفعها عبر اسطوانات مدمجة الي الاسواق من اجل تشجيع الناس علي دعم طالبان ونحو ذلك.. طالبان التي كانت تقاوم وبقوة كل ما يمتّ الي الصورة الحية بصلة طوال فترة حكمها حين كانت في السلطة واوقفت العمل بالتلفزيون ولم تسمح لاحد بالتصوير الا في حالات استثنائية، ها هي تقوم بذلك بنفسها، وتدعو الي ذلك بعد ان ادركت قوة واهمية وديكتاتورية الصورة، فمن اصل اربعة آلاف موقع علي الشبكة العنكبوتية، تتواجد طالبان علي ثلاثين بالمئة من هذه المواقع، ويبدو ان تاثير العولمة القاعدية انسحب علي طالبان حين استنسخت اساليب القاعدة في التعاطي مع الاعلام، واهمية اخراج الصور للراي العام العربي والاسلامي وحتي الدولي. ننتقل الي الساحة الاخري الاعلامية لحركة طالبان، وهي الساحة الاهم والمتمثلة في ساحة المتحدثين الرسميين باسم الحركة ؛ فقد عرف العالم حركة طالبان من خلال متحدثيها الرسميين، ومن ابرزهم عبد اللطيف حكيمي و محمد حنيف و محمد ياسر و قاري محمد يوسف احمدي ، و ذبيح الله مجاهد شهاب الدين اتل الناطق الرسمي باسم المسؤول العسكري الطالباني الملا داد الله، فاما الثلاثة الاوائل فقد تم اعتقالهم اما مباشرة من قبل القوات الافغانية والامريكية، او من قبل القوات الباكستانية التي سارعت الي تسليمهم الي افغانستان، ونجحت طالبان اخيراً في تأمين الافراج عن حكيمي ومحمد ياسر مقابل افراجها عن الصحافي الايطالي، لكنها فشلت في تأمين الافراج عن محمد حنيف، الذي كان من المفترض ان يتم مبادلته بالصحافي الافغاني اجمل نقشبندي ، الذي كان يرافق الايطالي، لكن القوات الافغانية رفضت الافراج عن حنيف، وهو ما دفع طالبان الي تنفيذ حكم الاعدام به.. متحدثون لا يظهرون وراء الكاميرا اللافت ان المتحدثين الرسميين باسم طالبان لا يظهرون شخصياً امام الكاميرات، وكل ما يقومون به هو مقابلات صوتية او مكتوبة مع وسائل الاعلام الدولية، من اجل التعريف بالحركة، التي سعت قبل اعتقال محمد ياسر الي اعادة هيكلية الخلية الاعلامية الطالبانية من خلال تعيين محمد ياسر شخصياً كمسؤول عن اللجنة الاعلامية والثقافية الطالبانية، ادراكا منها ـ كما تقول ـ لاهمية الاعلام، وهذا السلاح الجديد في هذه المعركة، هو نفس الامر الذي يقوم به الآن المقاتلون الطالبان من مناطق القبائل الباكستانية، حيث يحرصون كل الحرص علي توزيع الاشرطة وتسجيل العمليات الطالبانية داخل افغانستان، من اجل تثوير هذه المناطق لصالح طالبان وضد القوات الامريكية والافغانية وحتي الباكستانية الموالية لها.. السؤال الذي يقلقني وحملته للمسؤول العسكري داد الله عن سبب خطف الصحافيين ؛ فقال سريعاً وكانه ينتظر السؤال: .. اننا نقوم بخطف الصحافيين الذين يعملون كبوق للقوات الامريكية والافغانية الحكومية، وهذا يتناقض مع ابسط مهمات الصحافي الذي ينبغي ان يكون محايداً ونزيهاً وعلي مسافة واحدة من الطرفين المتصارعين، استمعـــت امس الي ما قاله رئيس اتحاد الصحافيين المستقلين الافغان رحيم الله صمندر حين قال: ان حكومة كارزاي تبسط سيطرتها علي كل افغانســــتان، وهي حكومة شرعية وقانونية، ومعترف بها من قبل كل العالم، ولا يحق لطالبان ان تقاتل ضــــدها، كيف ينصّب من يدّعي الصحافة والحرية نفسه قاضياً علي حكومة عميلة موالية للاحتلال؟!! الا يخرم ذلك ابسط قواعد المهنة الصحافية التي تتحدثون عنها ؟!! من ضمن وسائل التعريف بالعمل والنشاط الطالباني داخل افغانستان هناك الاشرطة التي تصور عمليات الذبح لما يعرفوا بالجواسيس، الذين وصل عددهم في مناطق القبائل الباكستانية لوحدها الي 52 جاسوساً مقتولاً حسب مصادر طالبانية، مثل هذه الاشرطة وطريقة الذبح، وظهور اسم مجموعة الزرقاوي في احد الاشرطة كخلفية لعملية ذبح بعض الجواسيس، كلها تهدف بنظر البعض الي تخويف وارعاب الآخرين من التعاون مع القوات الاجنبية في افغانستان.
اعلام باكستاني موال للحركة علي صعيد المطبوعات فهناك بعض وسائل الاعلام الباكستانية المقربة من طالبان، والتي تعكس ما يريدونه ؛ لكن يبقي ان طالبان تدرك كما قالت لنا اهمية اذاعة الـ بي بي سي باللغة الافغانية، كون الشعب يعتمد بشكل شبه اساسي علي الراديو في ظل افتقار معظم مناطق افغانستان للكهرباء الضرورية لتشغيل التلفاز… اما الوسيلة الاعلامية الاخري المهمة التي تركز عليها طالبان فهي الشريط الاسلامي، وتحديداً الاناشيد الاسلامية التي تحفز علي القتال والموت في سبيل الله، ويقف علي هرم هؤلاء المنشدين المنشد الطالباني المعروف محمد درويش، الذي يتردد صوته في كل سيارة طالبانية، وفي كل مجلس طالباني، تمكنت من الالتقاء به، والذي شرح لي بالتفصيل اهمية الاناشيد الاسلامية، واعياً ومدركاً كما يقول لاهمية ما يقوم به.. حين تنتقل الي السوق الافغاني تجد الاغلبية العظمي تستمع الي الاناشيد الطالبانية، هذه الاناشيد التي تعكس حالة المقاومة، وحالة الاعتزاز بارث الآباء والاجداد، وتذكر الشعب الافغاني بمقاومته للبريطانيين ثلاث مرات وهزيمتهم لهم، بالاضافة الي المقاومة والجهاد ضد السوفييت، فاحدي الاغنيات التي يحرص كل افغاني طالباً كان او غير طالب التقيــنا به علي سماعها، اغنية معارك ميوند الشـــــهيرة التي وقعت بين البريطانيين والافغان في القرن التاسع عشر، وادت الي وقوع مقتلة عظيمة في صفوف القوات البريطانية حينها، وما تزال قبور شهداء ميوند من الافغان شاهدة علي عظم تلك المقتلة في صفوف القوات البريطانية، بالاضافة الي اناشيد حماسية تذكر الشعب الافغاني بمعتقليه في معتقل غوانتانامو وبغرام، وضرورة السعي الي تحريرهم. انتقلنا الي مكتب شهاب الدين اتل الناطق الاعلامي باسم المسئول العسكري للحركة داد الله، لنجد مسجلات واكثر من مذياع يتابع كل شاردة وواردة عن افغانستان، فمذياع لراديو آزادي الذي انشئ بدعم وتمويل امريكي، بالاضافة الي اذاعات البي بي سي الناطقة باللغة البشتونية، وكذلك اذاعات اخري، اما الصحف الباكستانية والافغانية فقد انتشرت هنا وهناك، يبتدئ اتل حديثه لنا عن الاعلام واهميته فيقول: الاعلام سلاح خطير في هذه المعركة، ونحن ندرك ذلك تماماً، تذكر ما اعترف به وزير الدفاع الامريكي حين قال ان القاعدة والمقاومة هزمتنا في ميدان الانترنت والاعلام، ونحن ندرك ذلك، فالمعركة اعلامية، اعلامية علي صعيد تحفيز الشباب لمقاومة الاحتلال والعدوان، واعلامية علي صعيد فضح ممارسات العدو وجرائمه امام الراي العام العالمي، وامام الراي العام في بلاده، واعلامية لتعريف الامة والشعوب بواجباتها تجاه هذه المعركة المصيرية من تاريخ امتنا المضطهدة في كل صقع من اصقاعها . يتابع شهاب الدين فيقول: نحن هنا نسعي الي متابعة كل ما يهم افغانستان والمشاهد والقارئ والمستمع في هذا المجال، نسعي بكل قوة الي دحض الشبهات، وتوضيح الصورة الحقيقية، وعكس الواقع كما هو، والسرعة في نقل الخبر، التي هي اهم عوامل نجاح المؤسسات الاعلامية والهيئات السياسية والحركية هذه الايام، فالمعركة هنا لا تقل عن المعركة العسكرية . يلتفت الي احد زملاء شهاب الدين العاملين معه فيقول: الصورة مهمة للغاية في هذه المعركة، فندرك ان المعركة معركة صور، فكم من تقرير او صور توضح ممارسات العدو، جذبت شباب الي المقاومة والجهاد للمشاركة في شرف تحرير البلد، لقد فضحت الشاشة ممارسات الاعداء وعرّتهم، وجعلت موقفهم الاخلاقي امام شعوبهم وحتي امام عملائهم في بلادنا صعباً جداً، بل من المستحيل الدفاع عنه، الا تري تراجع دور العلمانيين والليبراليين في العالمين العربي والاسلامي، تراجع عجيب علي كل الصعد، فعن ماذا يدافعون؟!! هل يدافعون عن جرائم اليهود والامريكيين في فلسطين؟!! ام عن جرائم المحتل في افغانستان والعراق؟!! غدا، موقفهم صعب للغاية، وبالتالي لا تحس لهم ركزاً . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي 2007)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

28 avril 2005

Accueil TUNISNEWS 5 ème année, N° 1784 du 28.04.2005  archives : www.tunisnews.net نهضة.نت : الجبالي: ساعدونا على مغادرة هذا

En savoir plus +

20 octobre 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1978 du 20.10.2005  archives : www.tunisnews.net بلاغ من المضربين عن الطعام « الجوع ولا الخضوع »

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.