TUNISNEWS
7 ème année, N° 2219 du 19.06.2006
البديـل عاجل: نتائج مناظرة الكاباس:السلطة تواصل سياسة الفرز الأمني والسياسي إسلام أون لاين: تجمع حقوقي بجنيف لدعم 52 ألف معتقل عربي الشرق الأوسط: البوسنة تسحب جنسيتها من 38 عربيا الموقف: التكتل الديمقراطي يندد بالعراقيل التي تستهدف نشاطه الموقف: في اليوم الوطني للبيئة حي التضامن يغرق في الأوساخ والناموس صــابر التونسي: على نخب “المونديــال”: معركة بين قلبي وعقلي حبيب الرباعي: إن لم نعتبر بمن سبقنا فسنكون عبرة لمن يأتي بعدنا محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة للتاريخ لسيادة رئيس الدولة التونسية أشرف زيد: وإذا رأيت الصحراء تمتدّ و تمتدّ… فأعلم بأنّ وراءها صحراء حبيب الرباعي: إن لم نعتبر بمن سبقنا فسنكون عبرة لمن يأتي بعدنا الحياة: المفكر التونسي مهدي بلحاج قاسم «عندما يعجز الفرنسيون عن استيعاب رسالة الغضب في الضواحي» الصباح:خريجو جامعات وطلبة عمال مرمة !! الصباح: الصيني للتونسي رحمة …لكن في باب الجودة قد تتحول الرحمة الى نقمة الحياة: المحكمة الإنكليزية العليا تأمر بتعويض للسعوديين خالد وعبدالرحمن بن محفوظ توفيق المديني: المجاعات المزمنة في إفريقيا محمد صادق الحسيني : بلحاج قاسم في كتاب نقدي … عندما يعجز الفرنسيون عن استيعاب رسالة الغضب في الضواحي يحيي القيسي: الضلال بالإشارات القدس العربي : كمال كمال: طيف نزار أول فيلم تحدث عن سنوات الرصاص في المغرب!
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
السلطة تواصل سياسة الفرز الأمني والسياسي
تجمع حقوقي بجنيف لدعم 52 ألف معتقل عربي
البوسنة تسحب جنسيتها من 38 عربيا
معلوم أن الهدايا التي يتلقاها مسؤولو البيت الأبيض الأمريكي، تحال إلى أرشيف الدولة و لا يحق لهم استعمالها شخصيا. هكذا يكون ” حامي حمى الدين في تونس” قد خطّ اسمه واسم تونس بخطوط من ” خمر ” في الأرشيف الأمريكي
محرر صفحة 18 أكتوبر
www.aktion18.oktober.com info@aktion18oktober.com
التكتل الديمقراطي يندد بالعراقيل التي تستهدف نشاطه
ندد المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في اجتماعه الشهري مع المسؤولين الأولين للحزب يوم الأحد 4 جوان 2006 بالعراقيل التي تتعرض لها هياكل التكتل في نشاطها اليومي، وبما يطال مسؤوليها ومناضليها من عسف ومضايقات .
وفي هذا الصدد استعرض المجتمعون حالة الأخ الهادي المناعي منسق جهة جندوبة الذي أصبح، منذ مدة طولية، هدفا لمضايقات يومية تعرقل عمله وتمنعه أحيانا حتى من مجرد التنقل. كما استعرض حالة الأخ جلال بوزيد من صفاقس المحروم من جواز سفره والذي منع، بالتالي، من المشاركة في مؤتمر علمي دولي في إطار اهتماماته المهنية بصفته باحثا، وكذلك حالة الأخ محمد بن خميس الطبيب المتقاعد وحسين السندي التاجر المتجول اللذين أجبرا من طرف مسؤولين وسلطات جهوية في الكاف على الاستقالة من التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وإلا فقدا لقمة عيشهما …
وعبر المجتمعون عن استيائهم من عدم رد وزير الداخلية إلى يومنا هذا على الرسالة المضمونة الوصول التي وجهها الأمين العام بتاريخ 20 أفريل 2006 لطلب مقابلته ليعرض عليه كل هذه المشاكل بهدف وضع حد للعراقيل التي تجعل من الترخيص القانوني الذي تحصل عليه الحزب منذ أكثر من ثلاث سنوات، ترخيصا بلا معنى .
ومن جهة أخرى، عبر المجتمعون عن إصرارهم على مواصلة عملهم رغم كل هذه الصعوبات والمشاكل الناتجة عن تشديد الخناق على الحياة السياسية بالبلاد، وذلك لتحقيق المزيد من الإشعاع لحزبهم وتمكينه في اقرب الآجال من صحيفة تكون أداة اتصال مع المواطنين وإطارا للحوار والنقاش مع القوى الحية بالبلاد
(المصدر: موقع
pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 364 بتاريخ 16 جوان 2006)
وراء القضبان
سجين الإنترنت علي رمزي بالطيبي
اعتقلت الشرطة الشاب علي رمزي بالطيبي يوم 15 مارس 2005 وفتشت منزله و صادرت أوراقاً شخصية وكتباً وأقراصاً مدمجة. ووجهت له المحكمة بعد ذلك تهمة نسخ بيان عن الإنترنت يهدد تونس بهجماتٍ إرهابية، وكذلك بإعادة إرساله من خلال أحد منتديات النقاش (الاخلاص) الذي يساهم في إدارته عبر الإنترنت وذلك احتجاجا على دعوة رئيس الوزراء السابق ارييل شارون إلى تونس.
واعتمدت المحكمة على المادة 222 من قانون العقوبات. ولم تتهم المحكمة الطيبي بكتابة البيان الذي نشر على الانترنت ولكنها قررت أنه قام بنسخه وإرساله عبر موقعين إلكترونيينٍ ورأت المحكمة أن هذا الفعل “يمثل تهديداً واضحاً للحكومة التونسية، ويشكل جريمة.ً
حكم عليه في 28 مارس 2005 بالحبس خمس سنوات وبغرامة قدرها 1000 دينار وهو الآن مقيم بسجن برج الرومي ويعاني من آلام بالمعدة و الساق اليمنى وصعوبة في التنفس.
ولد بالطيبي في 31 أوت 1976 وهو متحصل على شهادة البكالوريا وكان يشتغل يوم قبض عليه بمقهى عمومي للإنترنت. طالبت المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية بالإفراج عنه فورا لأنه سجن بسبب ممارسته حقه في حرية التعبير. وقالت هيومن رايس ووتش في رسالة إلى رئيس الدولة في 15 مارس 2006 أن ملف الدعوى لا يحوي أي أساس معقول لإدانة السيد بالطيبي. وأن “الجهة التي أقامت الدعوى ضده تبعث إلى التونسيين برسالةً مفادها أنهم معرضون للسجن إذا تلقوا أو تبادلوا عبر الإنترنت معلومات ترى الحكومة بأنها ذات صبغةٍ متطرفة“.
(المصدر: موقع
pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 364 بتاريخ 16 جوان 2006)
في اليوم الوطني للبيئة حي التضامن يغرق في الأوساخ والناموس
عادل السالمي
كل من يدخل حي التضامن الذي يضم حوالي 120 ألف ساكن أو الأحياء الشعبية القريبة منه يلاحظ بدون عناء أن أكبر حي شعبي في تونس يعيش على وقع الأوساخ والأوحال والبرك الراكدة والناموس والكلاب السائبة وجثث القطط المرمية هنا وهناك.
حالة من العفن لا يمكن أن تلخصها صورة أو مقال، وجحيم من الحشرات السامة والأوساخ والأدخنة المتصاعدة التي لم تترك المواطن يتنفس بسهولة لانه يبدو انه لا يستحق بيئة نظيفة. البلدية المسكينة التي كتب عليها أن تهتم بالتضامن وكذلك بالمنيهلة وحي الرفاهة ( ولا أدري ما علاقة الاسم بهذا الحي البائس) في نفس الوقت لا ترى مانعا من حين لآخر في حرق أكداس الفضلات بدلا من جمعها لأنه السبيل الأسهل. أما المواطن المسكين فعليه أن يستنشق الدخان السام ويشكر البلدية على المجهودات التي تدخرها ليوم الانتخابات أو لاستقبال مسؤول رفيع المستوى.
كل من يمرّ بالشوارع الرئيسية وعلى أطراف التضامن والأحياء المشابهة لا يمكن أن يتفطّن لهذا العفن لأن البلدية عملت بالمثل المعروف ” يا مزين من برّه آش أحوالك من داخل”. فأدخل من أي جهة شئت إلى قلب حي التضامن وستكتشف الحقيقة المرة. أكداس وراء أكداس وأطفال صغار يلعبون وسط ركام الفضلات التي تبقى مكدّسة ثلاث أيام وثلاث ليال. أما الناموس وحشرات أخرى سامة فهي مزهوة فرحة تلاحظها بالعين المجردة ترقص هناك وهناك و المواطن المسكين ” يحكّ” جلده كلما لسعته ناموسة ويلعن اليوم الذي سكن فيه هذا الحي. حاولنا الحديث مع بعض المسؤولين في البلدية فرفض بعضهم ولمح آخرون إلى أن إمكانيات بلدية “المنيهلة التضامن” متواضعة جدا ومساحة اهتمامها كبيرة إذ تهتم بأكبر أحياء العاصمة كثافة سكانية. وقال بعض العملة في البلدية “للموقف” أن البلدية تفتقر إلى المعدات والتجهيزات اللازمة. وإمكانياتها البشرية ضعيفة كما أن معدات أخرى لرفع القمامة أصبحت قديمة ولا تفي بالحاجة. وقد لاحظنا بدورنا أن بعض الانهج تشهد جمع القمامة عبر “جرار” أو بشكل يدوي مما يعطي انطباعا بأن البلدية فعلا لا تملك تجهيزات كافية لجمع فضلات هذا الحي الكبير.
وبسبب الكثافة السكانية وعدم وعي المواطن أيضا فإن أكداس الفضلات موزعة على كل مداخل الحي وأنهجه مما جعل الروائح الكريهة تسدّ أنوف المواطنين وتجعلهم يتأففون في صمت. والأغرب من كل ذلك أن المؤسسات التربوية والثقافية والسوق أخذت النصيب الأوفر من هذا العفن. وقد عاينا أكداس القمامة أمام مدخل المكتبة العمومية وأمام المدرسة الابتدائية بشكل لا يمكن أن يوحي إلا بأن الأطفال في هذا الحي مهددون بالأوبئة والأمراض.
وزيادة على أكداس القمامة والأتربة والفضلات فإن أنهج الحي التي تتصّف بضيقها ومنعرجاتها الكثيرة تمتلئ بالحفر والبرك الراكدة والمياه الملوثة.
(المصدر: موقع
pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف الأسبوعية، العدد 364 بتاريخ 16 جوان 2006)
على نخب “المونديــال”
معركة بين قلبي وعقلي
صــابر التونسي
حمي وطيس المونديال ورفعت الأعلام في كل مكان! ونادى كل قوم بفريقهم: اليوم يوم الملحمة! يوم المقابلة…. يوم امتحان الوطنية…. يوم تنسى فيه الفوارق…. وتشرئب فيه الأعناق …. يوم يجمع فيه الوطنيون و”اللاوطنيون” على تشجيع فريقهم والصلاة له علنا وبظهر الغيب (الدعاء)… إلا من تخاذل وتقاعس ولم يؤثر فيه النفير العام…..أو تآمر وكان هواه وقلبه مع “الأعداء”!
لست ممن يتابع أحداث المونديال عن كثب ولست ممن تحول عندهم مركز الجاذبية من كرة الأرض إلى كرة الهواء!
حاولت كثيرا أن أبقى على مبدئي وأن الرياضة جعلت لتمارس لا ليتفرج عليها! وأن التعصب الذي كثيرا ما يتحول إلى اقتتال حقيقي بين أبناء الوطن الواحد وأبناء العم والإخوة بسبب اختلاف ميولاتهم الكروية ظاهرة اجتماعية مرضية وتعبير عن كبت متعدد الأنواع في أي مجتمع كان وجب علاجه والبحث له عن حلول!
ولكن الضغط الإعلامي المكثف في الراديوا والتلفزة والشارع والناس يدفع الواحد مهما كان إصراره على وقوف موقف عدم الإنحياز أن يجد نفسه مدفوعا ولو فضولا لمعرفة شيئ مما يدور وأن يعرف النتائج على الأقل وأن لايكون “كالأطرش في الزفة”.
يحتدم الصراع دائما بين قلبي وعقلي كلما كان لفريقنا الوطني مقابلة ذات أهمية! وازداد الصراع هذه الأيام بسبب أحداث “المونديال” وكثرة الأعلام المرفوعة! ويصادف كثيرا أن أمر في مَوَاطِن غربتي فأرى في بيت من البيوت أونافذة من النوافذ علم بلادي معلقا فيخفق قلبي وأشعر أن بي رغبة لإحتضانه ومسح دموعي في احمراره وأعلم أن “وطنيا كرويا” يسكن هناك وأحيي الدار وساكنه وأمر غريبا في غربتي!
ويحدثني قلبي بأن أفعل مثله وأعلّق علما على بيتي تعبيرا مني على وقوفي إلى جانب فريقنا الوطني وتمنياتي له في مهرجانه الكروي بالتوفيق!
ثم يرجّني عقلي ويقول: إن الكرة لا تنهض بالشعوب، والأحذية لا ترفع الأمم! إنما الذي يرفع الوطن هو دفع الظّلم المُؤْذن بخراب العمران وإرساء العدل والمساواة، وإشعار المواطنين جميعا أنهم شركاء في الوطن قبل أن يجتمعوا على تشجيع فريق الوطن!
وأتساءل: إذا كان الفريق فريق الوطن فلماذا يُسمّى “بصقور قرطاج” ومن المقصود بقرطاج هل كل قرطاج أم قصر قرطاج؟ وما المقصود بالقصر أليس ساكنه؟
وما بغض من سكن الديار سكن قلبي **ولكن بغض من سكن الديار!!(أصل الكلمة المسطرة: “حبّ”)
لماذا لايسمونهم “بصقور زعبع” أم أن الكلّ في بلادنا يُعرّفُ بالجزء وإن كان الجزء تافها ويحتاج إلى من يعرفه لو لا ضربات الحظ ! وأن الجماعة سائرون على نهج بورقيبة في قوله :أنا النظام، أنا الدولة،
وهو ما يمكن أن يُفّسر لنا بأن صقور “قرطاج” تعني صقور تونس! فتونس كلها ملك لسكان ” قصر قرطاج”. ولذلك رفع بعض المُشجعين صور “الرئيس”!(وإن كان الأمر قليلا ولكنه حصل!!)
لهذه الأسباب وغيرها كثير أحاول التجاوب مع عقلي وأسعى أن أحدَّ من “الوطنية الكروية” لأبنائي ومن أعرف من الصغار والشباب. ولكنهم في هذا المجال أكثر منّي وأمثالي وطنية!
أبناؤنا الذين ولدوا في غربة مفروضة عليهم ولم يكحلوا ناظرهم بوطنهم يتحمسون إلى درجة الإندفاع في تشجيع فريقهم الوطني ومستعدون لمخاصمة كل من خالفهم وإن كان أقرب المقربين، والحق أن ذلك يسعد قلبي وهو علامة سلامة وإن جانبت الإتجاه الصحيح!
هاتفت بيتي أثناء المقابلة الأولى لفريقنا فإذا ابنتي تصرخ بي مبشرة : يا أبي سجلنا هدفا!
قلت: من أنتم وضد من؟ قالت تونس ضد السعودية! فرح قلبي وتظاهر عقلي بالفرح مراعاة لشعور أبنائي! ثم مررت بشارع حيث تُعرض المباراة فوجدت “الأعداء” متقدمين، حزن لذلك قلبي ولم يفرح عقلي! وشاهدت هدف التعادل وفرح اللاعبين به فكادت أن تنزل من عيني دمعة فرح!!
ومع أنني أجد أن كفة قلبي ترجح دائما على كفة عقلي الذي صعد بي المرتقيات الصعبة وجلب لي الشقاء والمتاعب فإنني أرى بأن الحماس الكروي عموما قد تحول إلى هستيريا وجنونا صاخبا! وأن الأمر لم يبق في إطار رياضة وتشجيع بريء.
وأن الساسة والسماسرة يستغلون مثل هذه الفرص لتحقيق أهدافهم الخبيثة فكم من مجازر ارتكبت في غمرة سكرة العالم “بالكرة”؟ وكم من حقوق انتهكت؟ وكم مرة ارتفعت أسعار “خبز الغلابا”؟ في مثل هذه المناسبات؟
وكم هي المبالغ الطائلة التي تنفق من أموال الشعب على الكرة وما تبعها وهناك مصارف أخرى كثيرة أولى بالإنفاق فيها؟! وهل يحقّ لمن يفقد الضروري والحاجي أن ينفق في التحسيني والكمالي؟!
وهل يحقّ لبلد تُقهر فيه الطاقات والعلماء والمبدعون وتُجوّع فيه الألوف تجويعا منظما ويُلقى بفلذات أكباده في البحر وفي أيدي عصابات الجريمة المنظمة أن يدفع الأموال الطائلة لشراء أناس ليس لهم من علم ولا فن عدا ركل كرة الهواء؟!
نعم هذا زمن تموت فيه الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله ال… ( الزناتيس والكلايتونات*).
هل يمكن أن يُحترم بلد لأن فريقه الرياضي حقق بعض “انتصارات” وهو يجوّع العلماء الذين خدموا البلاد وأسسوا الجامعات وعلّموا الشباب، ويمنعهم حتى من العلاج كما يحصل مع الدكتور بن سالم؟
لو أن السيد زانتوس أو غيره من أبناء فريقنا الوطني شكى ألما بسيطا في إصبع رجله قد يؤثر على حسن ركله للكرة لتداعى له سائر الأطباء وأشهرهم بالسهر والحرص على سلامته! أما غيرهم ممن خالف أو قال من حقي أن أختلف فيدمر تدميرا مبرمجا ومخططا!
قد يطعن البعض في وطنيتي بسب موقفي هذا فأقول بأن “وطنيتي الكروية” في قلبي وإن خالف عقلي كما أنكم تقولون بأن الإيمان في القلب وإن لم يصدقه العمل!
وأشهد أني أحب البلاد***وأني أصيل “بذاك” البلد (أصل الكلمة المسطرة:”هذا” ولبعدي عن الوطن غيرتها)
إذا فرقتنا مذاهب شتى***فحب البلاد به نتحـــــد **
أعترف بأنني في حيرة بين قلبي وعقلي “كرويا” وأني في حاجة إلى النصح والتوجيه والإرشاد من أهله وأرجو أن لا أنصح بما جرّبه غيري من تظاهر بحب الكرة ومتابعة أخبارها ورفع التهاني لأجلها والعيش على ماضيها والإعراض عن واقعه وتجاهل آلام قومه ومناشدة السيد الرئيس بأن يُفرج عن المساجين والمُغرّبين حتى يتمكنوا من متابعة المقابلات الكروية لفريقنا وتشجيعه!
كان يمكن أن يغير ماركس رأيه لو كان حيّا في أن الكرة هي أفيون الشعوب وليس الدين!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) جمع زانتوس وكلايتون
(**) بحري العرفاوي
تونس في 19-6-2006
للتاريخ مدلول هام
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تسعة عشر حروف البسملة وفيها أسرار عديدة
بقلم محمد العروسي الهاني
كاتب عام جمعية الوفاء
للمحافظة على تراث الزعيم
الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية
حول التذكير برسالة 13 جوان 2005 المتعلقة بطلب التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية
في مثل يوم 13 جوان 2005 بادر المكتب التأسيسي لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية بتوجيه رسالة تاريخية لسيادتكم قصد التشرف بإعطاء اذنكم وتعليماتكم لاسناد التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء التي اسست يوم 22/05/2005 على غرار الجمعية التي بعثت بباريس فرنسا وتحصلت على التأشيرة من الحكومة الفرنسية وشرعت في النشاط والعمل الفعلي وقد قامت بعدة انشطة هامة خاصة خلال العام الجاري وعلى هامش الاحتفالات بخمسينية الاستقلال 20 مارس 1956 . و 20 مارس 2006. وقد علمنا ان هيئة المديرة للجمعية بباريس والتي يرأسها السيد بير هانت السفير السابق ومساعده الاول السيد الطاهر بلخوجة وزير الداخلية الاسبق التونسي. وقد بادر السيد بير هانت
أي تكوين فروع لها بتونس واعلم السفير التونسي بباريس وربما بادر بالاعلام الحكومة التونسية بهذه الرغبة . وبناء على ذلك فإننا اعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة ورموز الحركة الوطنية نجدد رغبتنا وطلبنا بضرورة الحصول على التأشيرة القانونية بعد انتظار دام اكثر من سنة من 13 جوان 2005 حسب الرسالة التي وجهناها لسيادتكم ونورد مقتضات منها واهم ما جاء فيها للتاريخ .
سيادة الرئيس المحترم،
يسرنا ان نبعث الى سيادتكم نسخة من محضر الجلسة التأسيسية لتكوين الجمعية ونسخ من الرسائل التي وجهناها الى السيد والي تونس قصد الحصول على التأشيرة القانونية طبقا للقانون المتعلق بتكوين الجمعيات عدد 154 المؤرخ في 7 نوفمبر 1959 والمنقح بالقانون عدد 90 لسنة 1988 المؤرخ في 2 اوت 1988 وبالقانون عدد 25 لسنة 1992 المؤرخ في 2 افريل 1992. حول اجراءات التأشيرة وقد سلكنا طريق القانون واحترام المسالك الادارية وذلك قصد الحصول على التأشيرة القانونية في دولة القانون والمؤسسات … خاصة والمجموعة من المسؤولين الدستوريين السابقين ومن المناضلين العاملين تحت راية التجمع الدستوري الديمقراطي بقيادتكم الحكيمة الى يوم الناس هذا والنشاط ملحوظ في التجمع الى وقت قريب.
سيادة الرئيس،
إن تعميم تكثيف الجمعيات في مختلف المجالات يعزز مكانة المجتمع المدني ويدعم جهود الدول. وإن اهتمام المواطن بكل انواع النشاط الجمعياتي يبرز بصورة جلية وعي ونضج المواطنين. وقد يسر المواطن الاهتمام بالبيئة وصيانة المدارس والمعاهد والرفق بالحيوانات والطيور والمجالات الخيرية والثقافية والرياضية. والزوايا لدعم المهرجانات الموسمية للاولياء الصالحين وكل الجمعيات الانسانية للمعاقين وغيرها. وإن في هذا الاهتمام مؤشرا ايجابيا لنشر الوعي الاجتماعي والثقافي والحس المدني الراقي. وفي هذا الاطار تتنزل عنايتنا نحن اصحاب الوفاء والعرفان بالجميل لصانع الاستقلال وبطل التحرير وكل رموز الحركة الوطنية للمحافظة على الارث الثقافي والحضاري والوطني الذي هو جانب هام لدعم الحس الوطني والذي هو دعامة للحاضر وخير ضمان للمستقبل باعتبار المحافظة على تراث الماضي المجيد جزء من الشخثية التونسية.
وفي اعتقادنا ان تكوين جميعة الوفاء للمحافظة على التراث البورقيبي سيدعك توجهاتكم لارساء تقاليد جديدة للتعامل الحضاري لرموز الحركة الوطنية وفي طليعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. والتاريخ سيسجل لسيادتكم دعم هذه المبادرة التي ترمز للوفاء الدائم لكل من ضحى من أجل استقلال تونس وبناء الدولة العصرية الحديثة . ودام اشعاعها ومواصلة رسالتها في العهد الجديد بقيادتكم الحكيمة . والله ولي التوفيق. الموقعين محمد الصغير داود رئيس الجمعية ، محمد العروسي الهاني كاتب عام الجمعية ، عبد الحميد زقية مساعد الرئيس الثاني وعمر بن حامد أمين مال الجمعية.
سيادة الرئيس،
ان اعطى التأشيرة القانونية لجمعية الوفاء للمحافظة على تراث زعيمنا الاكبر رمز هذه الامة وقائد مسيرتها وبطل تحرير البلاد وباني النظام الجمهوري ومصمم تحرير نصف المجتمع (المرأة) تعتبر لفة كريمة وهدية لروح الزعيم الراحل ووفاء لتضحياته الجسام ونضالاته الغزيرة التي يشهد بها القاصي والداني : وما بعث جمعية للمحافظة على ذكرى الزعيم الحبيب بورقيبة بباريس من طرف شخصيات فرنسية وتونسية الا تأكيدا وحجة ساطعة وعلامة بارزة لما يكنه العالم من تقديرا واكبارا ووفاء واعجابا لرمز الوطن وزعيم الامة المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الذي كما ذكرتم واشرتم في بيان السابع من نوفمبر 1987 التاريخي ان التضحيات الجسام التي اقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة اول رئيسا للجمهورية صحبة رجال بررة لا تحصى ولا تعد هذه الجملة لا تمحى من ذاكرتنا الوطنية وهي قمة الوفاء والاخلاق وتجسيما لهذه الفقرة الخالدة في بيانكم .
وتبعا لرسالتنا المؤرخة في 13 جوان 2005 والرسالتين الاخيرتين بتاريخ 7 جويلية و 21 جويلية 2005 حول طلب انجاز التأشيرة المشار اليهما وبناء على مبادرة جمعية المحافظة على ذكرى الزعيم بورقيبة بباريس في طلب النشاط القانوني بتونس فإنه بات من الاجدر والانفع والاحسن والافضل اسناد التأشيرة لابناء الوطن باعتبار الزعيم بورقيبة زعيما تونسيا يستحق التكريم في وطنه قبل غيره مع شكرنا لكل الاوفياء داخل البلاد وخارجها وخاصة الشخصيات الفرنسية والتونسية المقيمة بفرنسا، واعتقد انه حان الوقت لدعم الجمعية والاذن باعطائها التأشيرة بعد انتظار دام أكثر من سنة دون إجابة، ملاحظة: التجأنا الى سيادتكم يوم 13 جوان عندما شعرنا بعدم الاستجابة من طرف الولاية ومقدمة رسالة 13 جوان تبرز لسيادتكم القصة.
حسب الرسالة المشار اليها ختاما تقبلوا فائق الاحترام . قال الله تعالى:” وهل جزاء الاحسان الا الاحسان” صدق الله العظيم .
وإذا رأيت الصحراء تمتدّ و تمتدّ… فأعلم بأنّ وراءها صحراء
بقلم أشرف زيد
تعقيب على مقال د. خالد الطراولي: “المشروع الإسلامي التّونسي وحسم الصّراع“
لا يختلف اثنان على وجه هذه البسيطة حول ماهيّة “المجتمعات المتحضّرة والواعية بدورها الإنساني والحضاري”، وبأن “لا سلطة مدنيّة بدون صراع سلمي ومدني”، وبأن “لا عيب في أن يطمح الفرد والمجموعة إلى الحصول على التمكين الأعظم حتّى يطرح برنامجه وينزّل رؤيته ويقود البلاد والعباد إلى شاطئ السلامة والرقي!” ولكن ماذا يعني هذا الكلام – المفعم بالتورية وبالتلطيف – وما هي قيمته إذا كان الإطار عربيّا، أو “أفضل” من ذلك، تونسيّا؟ هذا الإطار الّذي وصفه كاتب المقال “بالمشوّش”، و بالأحاديّة الشّاملة، وبغياب “الفعل والمبادرة الصائبة عند الحاكم والمحكوم”، ممّا يؤدّي بالجميع إلى “متاهات العبثيّة والترهّل والحكم الغير المسؤول وغير الرّاشد!” وهلمّا جرّا من العبارات الحالمة والمتّصلة بالحقل المعجمي لمفهوم “الإصلاح“.
و”الإصلاح” هذا، يُعتبر – حتّى وإن امتطى صهوة التجديد – السّمة الأساسيّة للبؤس السيّاسي الذي ساد ويسود بلاد العرب عامّة وخضراءنا خاصّة، ومنذ عقود. وهاهو الدكتور خالد الطراولي يبشّر به من جديد، ولا يرى بديلا غيره “للمشروع السياسي ذو المرجعيّة الإسلاميّة“… هذا المشروع “المغيّب والمهمّش” في “ظلّ هذا الإطار غير السليم والعبثي” (أتمثّل هنا ابتسامة شهداؤنا من أمثال عبد الرؤوف العريبي وفيصل بركات وغيرهما كثير، وكذلك سجناء برج الرومي وبقيّة أبراج القهر عند سماعهم للفظي “غير سليم” و”عبثي” في وصف جحيم بن علي الأرضي!)
ثمّ إنّ صاحب المقال يتساءل: “هل من صالح المشروع السياسي ذو المرجعيّة الإسلاميّة، حسم الصراع الآن؟”… و”حسم الصراع” يعتبر كلام كبير، خطيرة معانيه. ولكن سرعان ما يأتي التسّاؤل الموالي، ليحدّد مغازي الألفاظ، ولتلد الفيَلة فئرانا! فلا حسم ولا صراع ولا هم يحزنون. كلّ ما في الأمر- “ومصلحة البلاد اليوم، تستوجب ذلك” – هو عدم “تنزيل وتبنّي الورقة الإسلاميّة، تبني مشاعر وعاطفة وردّ فعل، دون مراحل وتدرّج واستشراف واستقراء وعقل؟” وهذا أيضا من الكلام الموزون والمعقول. بل من المعلوم من الدين بالضرورة… عيبه الوحيد أنّه من العموميّات التي لا تأتي بجديد ملموس.
ويتوخى الكاتب نفس السياق حينما يضيف، وبزئبقيّة مفرطة، بأنّ “الصراع الذي يلفّ الأنظمة بالمشروع الإسلامي، ليس صراع لحظة وموقع، ولكنّه صراع حضاري سلمي مدني (…) وليست الحركة الإسلاميّة في عجلة في حسمه بأيّ ثمن، فالتّاريخ والحاضر والمستقبل يعملون في صالحها إذا وعت دورها وتدرّجت في أهدافها، وصبرت وصابرت على الاستفزازات وتجنّبت ردّات الأفعال”. فمن حيث كون الصراع حضاري، فهذا معلوم وداخل في باب العقيدة، أي الإستراتيجيا، أمّا من حيث كونه سلمي ومدني، فهذا من أبواب فقه المعاملات، أي التكتيك. من منّا… منْ من الإسلاميين لا يرغب في أن يكون الصراع سلمي ومدني؟ لا أحد. ما الذي دفع ويدفع بالعديد من الحركات إلى توخي سبل القتال؟ هل فتحت أمام النّاس، بما فيهم شديدوا الاعتدال، أبوابا أخرى للتغيير “الحضاري السلمي المدني” غير أبواب السجون والمعتقلات؟ ثمّ ماذا تعني كلمات “حضاري، سلمي، ومدني” عند القائمين على الدكتاتوريّات العربيّة وعلى رأسهم (أو على ذيلهم) بن علي؟
ويستطرد الكاتب في نفس السياق ولكن على نغمة الخطب الجمعيّة طراز العهد الجديد، فيذكر الوضع العالمي وما يشوبه من “توجّس” تجاه الحركة الإسلاميّة و بأن هذا التوجس “ليس مبنيّا على عداء مطلق ودائم” بل إنّه نابع من “تراكمات ساهم فيها الآخر بنصيب، وساهمت الحركة الإسلاميّة بنصيبها”… وأتذكر هنا كيف توضع تحت الخانة نفسها: “العنف المتبادل”، رمي الحجارة من قبل أطفال غزّة والقصف المدفعي المركز من قبل قوات الإحتلال الصهيونيّة! ويطلعنا الدكتور على “الحالة الجديدة” والتي تتلخص في “قبول افتراضي من قبل أصحاب البيت الأبيض للإسلام المعتدل داخل المشهد السياسي” مما “يمثل منعرجا جديدا وهامّا” ولذلك وجب على الإسلاميين توضيح المناطق الرماديّة في خطابهم… “عندئذ يمكن لهذا المشروع أن يثبت أقدامه ويركزّ خطواته ولا يتعجّل أمره، ويكون في مساره غير المتسرّع و لا الكاسح، مصيرا هادئا ونافعا للبلاد والعباد وللإنسانيّة جمعاء”… ورجعت إلى البيت فرحا مسرورا! أليس ما يجري في العراق اليوم دليل وجيه على نجاح هذا المسار: فبعض التيّارات الإسلاميّة بادرت إلى “توضيح المناطق الرماديّة”، فأدّى بها هذا “التّوضيح” إلى قبول واقع الإحتلال، والرضا بأقذر الأدوار، (تسيير حكومة عميلة، ومعادية لمصلحة شعبها وأمّتها). هل هذا هو التّمكين الأعظم، الذي يبشّر به الدكتور؟ ما الذي يريده صاحب المقال بالضبط؟ أن نجمّل أنفسنا حتّى نروق في أعين “أصحاب البيت الأبيض“، وأن لا نشارك في انتخابات ما، إذا كنّا سنفوز فيها فوزا كاسحا، وأن لا نتعجّل الأمر، فنترك آلاف المساجين قابعين داخل قاعات انتظار الموت البطيء، وآلاف المفصولين عن وظائفهم على أرصفة التسوّل… ما هذه الملائكيّة وما هذا الهراء؟ وبقطع النظر عن مساجيننا وعن المفصولين عن عملهم… أنصمت عن النهب المنظم لموارد بلادنا من قبل عصبة من العائلات المافياويّة؟ أنترك لهذه المافيا مسخ هويّة وثقافة أجيال بأسرها؟ لقد أحدث عقد ونيف من حكم عصابة العهد الجديد لتونسنا ما لم يقدر على فعله الإستعمار الفرنسي ولا حتّى بورقيبة من تدمير لهويّة الشعب التونسي ولذكائه ونباهته… حتّى بات جلّ شبّاننا وشابّاتنا لا يتصوّرون الحياة إلاّ من خلال فيديو-كليب لنانسي عجرم أو لهيفاء وهبي!
ثمّ إنّ د. الطراولي يلمّح إلى ظاهرة “العودة المباركة التي تشهدها البلاد إلى رحاب الدّين والتّديّن ولو في جانبه الشعائري” وفي هذا لا أختلف مع الدكتور في أنّ الظاهرة لا تخلو في حدّ ذاتها من الإيجابيّة، إذ أنّها تعكس الفشل النسبي لمخططات نظام العهد الجديد الرامية إلى صرف الشباب وغيرهم عن ارتياد المساجد وعن التفكير أصلا في الآخرة. ولكن أرى من اللازم الوقوف على هذه الظاهرة لتمحّصها وسبر أغوارها، لا “لإستغلالها أو توظيفها أو تبنيها”، ولكن لترشيدها وللحيل دون استغلالها من قبل الأنظمة القائمة ومن ورائها “أصحاب البيت الأبيض“… فلطالما حلم هؤلاء وأولئك بإقامة ما أسماه سيّد قطب “إسلام أمريكاني“… إسلام تمتزج فيه الروحانيّات بالنفط وبالدولارات وترفرف في سمائه، شامخة، راية الرأسماليّة! لقد ساهمت الفضائيات، ولا سيّما قناة “اقرأ”، في إذكاء هذه الظّاهرة. وقناة “اقرأ” هذه، تنتمي إلى نفس الشركة التي تبث كليبات نانسي عجرم، وستار أكاديمي وتفاهات أخرى يلتقي فيها المال الخليجي بفتيات السليكون اللّبنانيّات بصناعة الأنغام المصريّة! ألا يوجد شبه محيّر بين ظاهرة la télé évangélisation المنتشرة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وبعض برامج قناة “اقرأ”: خطيب محاضر في زيّ أنيق، وجمهور من المتفرّجين مفعم بالشباب وبالأناقة، وخشوع ودموع على الهواء مباشرة!
ألا يعلم الدكتور بأنّ ما يزعج “أصحاب البيت الأبيض” أكثر من كلّ شيء هو كون التيّار الإسلامي يشكّل اليوم، من حيث الخطاب ومن حيث الثقافة، آخر معقل جاد لمناهضة العولمة ما بعد الرأسماليّة؟ هذه حقيقة لا بدّ من استيعابها وهضمها من قبل الحركات الإسلاميّة قاطبة، فيسهل عندها تحديد طبائع الصراع وآليّاته، ويتيسّر أيضا تمييز العدوّ من الصديق وتَبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود! وبهذا تخرج الحركة الإسلاميّة، في صراعها ضدّ أنظمة الاستبداد، من دائرة “القطبيّة القديمة” لتصبح رأس حربة الشعوب الطّامحة للتحرر ولاسترداد الكرامة المفقودة.
أنّ الخطر الذي يوشك أن يعصف بالحركات الإسلاميّة اليوم، بالإضافة إلى ما ذكرنا من خلط وتخبّط في المفاهيم، هو خطر ديموغرافي… أجل! لقد بدأت هذه الحركات تصاب بداء الشيخوخة وما يتبعها من عقم ménopause فصارت تخاطب النّاس بلهجة المتقاعدين… بل إنّ خطابها – ومقال الدكتور مثال صارخ لهذا الخطاب – بات موجّها إلى المتقاعدين من محترفي السياسة، بعد أن كان موجّها إلى قطاعات عريضة من تلاميذ المعاهد الثانويّة والجامعات… هؤلاء الفتيان والفتيات هم الذين نشروا – وبحيويّة خارقة – الظاهرة الإسلاميّة وفرضوا وجودها داخل العائلات التونسيّة وفي دور الشباب وفي النوادي وفي كلّ مكان… هؤلاء الفتيان والفتيات هم الذين حملوا مبادئ وشعارات الحركة الإسلاميّة في المظاهرات والتحرّكات الاحتجاجية. وهذا ليس بالغريب ولا بالجديد، فكلّ وقائع التّاريخ تدلل على أنّ تغيير المجتمعات يقوم على الشباب. كم كان معدّل العمر للمجموعة التي وضعت صحبة الرسول (ص) أُسس صرح الإسلام العظيم؟ كم كان معدّل العمر لمن قاموا بالثورة الفرنسيّة وكذلك بالثورة الكوبيّة؟ في كلّ الحالات دون الثلاثين.
(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 19 جوان 2006)
وصلة الموضوع: http://www.nawaat.org/portail/article.php3?id_article=1045
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
إن لم نعتبر بمن سبقنا فسنكون عبرة لمن يأتي بعدنا.
(الحلقة الأولى)
بقلم:حبيب الرباعي
بالرجوع إلى سور القرآن حسب ترتيب نزولها، نلاحظ أن الأوامر التي وجهها القرآن للمسلمين في العهد المكي أخذت منحيين مختلفين عن الأوامر التشريعية التي جاءت في العهد المدني:
1– أمر بالنظر في القوانين التي تحكم الساحة الكونية، قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..[يونس : 101] “أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ ….[الأعراف 185]
2– أمر بالنظر في القوانين التي تحكم الساحة التاريخية: مثل قوله تعالى “قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ” [الروم : 42] وقوله تعالى “ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ [النمل : 69] وقوله جل وعلا “ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين”َ [النحل : 36]
ففي المنحى الأول، استطاع الإنسان بعد النظر في ملكوت السموات والأرض، أن يتواضع للخالق سبحانه وتعالى وأن يستشعر ضعفه أمام هذا الخلق الهائل. “لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” [غافر : 57] ثم عندما أعاد ـ الإنسان ـ النظر في السماوات لفهم ماذا فيها من أسرار اكتشف قوانين الكون، فاستثمرها للبث الإذاعي والتلفزي وإرسال أقمار صناعية ثابتة وأخرى متحركة منها ما يؤدي عملا صالحا ومنها ما هو دون ذلك. وقد فتح المسلمون الأبواب أمام البشرية، لجعل القوانين الكونية مدارج يرتقون عليها، وقد كانت البشرية ـ قبل ذلك ـ خانعة لهذه القوانين مستسلمة لها، بل عابدة لبعض مظاهرها ومكوناتها.
وبالنظر ـ الذي هو أول خطوة في البحث العلمي والذي أمر القرآن به أمرا واضحا ـ ، في الأرض ومكوناتها وقوانينها، استطاع الإنسان أن يركب الحديد ويطير به عشرات الأميال فوق الأرض ليحمله من مكان لآخر، من أقصى الأرض إلى أقصاها، وقد أرهق الإنسان نفسه قبل ذلك في حمل الحديد من مكان لآخر سواء أكان سلاحا، أو أواني ، أو أدوات ومعدات.
وفي المنحى الثاني، استطاع المسلمون ومنذ فجر الإسلام، أن يدركوا قوانين حركة التاريخ بعد النظر في أكبر الأحداث وأهمها التي حصلت للأمم السابقة، ومآلات الصراع بين الحق والباطل، وبخاصة مآل الشعوب (التي تمثل الغالبية الصامتة) والتي ظنت بأن حيادها في وقائع الصراع هو مسلك نجاتها.
لقد فتح الله سبحانه أمام المسلمين الأوائل الأمصار، بعد أن فهموا السنن التي وضعها الله سبحانه في الحركة الإجتماعية لبني البشر. وقد كان الواحد منهم ـ قبل الإسلام ـ لا يرفع رأسا أمام الموروث الإجتماعي ولا يستطيع أن يتحدى أي جزئية من الأعراف القائمة في البيئة التي يعيش فيها.
ولإن كانت الآيات الآمرة بالسير للنظر في آثار الأمم السابقة، جاءت لتوجهنا لضرورة أخذ العبر ممن سبقنا، ومن ثم استخراج القوانين التي كانت تحكم المسيرة الإجتماعية عبر التاريخ البشري. فإن المقصد من السير (كما يقول الإمام الشوكاني) هو حصول المعرفة بذلك، فإن حصلت بدونه فقد حصل المقصود، وإن كان لمشاهدة الآثار زيادة غير حاصلة لمن لم يشاهدها.
ولو سرنا في رحلة إلى الأماكن التي عاش فيها من كان قبلنا، لوجدنا في إحداها المشهد الذي ترونه في الصورة أدناه.
وإذا أردنا السير والنظر المعرفي، (بحسب مقولة الشوكاني) للإستفادة من القوانين التي حكمت أصحاب تلك الآثار، فعلينا بالرجوع إلى كلام الباريء جل وعلا لمزج حقيقة ما جاء به الدليل الحسي، بالخبر اليقين من رب العالمين. تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما يعجز الفرنسيون عن استيعاب رسالة الغضب في الضواحي
الصيني للتونسي رحمة …لكن في باب الجودة قد تتحول الرحمة الى نقمة
خريجو جامعات وطلبة عمال مرمة !!
المحكمة الإنكليزية العليا تأمر بتعويض للسعوديين خالد وعبدالرحمن بن محفوظ
المجاعات المزمنة في إفريقيا
«التقية» النووية الإيرانية و «حوافز» الـ5+1
يحلم بإخراج فيلم عن حياة الراحل الحسن الثاني ويقر بوجود حرية فكرية بالمغرب لكن في حدود احترام ما هو مقدس
كمال كمال: طيف نزار أول فيلم تحدث عن سنوات الرصاص في المغرب!
الدار البيضاء ـ القدس العربي ـ من بشري الحضيكي:
رغم رصيده الفني المتواضع عددا فقد استطاع المخرج كمال كمال الذي يعتبر من الوجوه السينمائية الشابة أن يصنع نجوميته في وقت وجيز وذلك من خلال تقديم أفلام سينمائية ناجحة كان أولها طيف نزار سنة 1999 وهو أول فيلم روائي مطول تجرأ علي طرح ملف ما يسمي بسنوات الرصاص بالمغرب، إذ تناول الفيلم تجربة السجون والاعتقالات السياسية في سنوات الستينيات والسبعينيات يليها بعد ذلك فيلمه التلفزيوني سيد الغابة و مؤخرا السلسلة الهزلية عائلة محترمة جدا والتي وجهت إليها انتقادات كثيرة لكن مخرجها كمال كمال سرعان ما أبهر جمهوره بفيلمه السينمائي الجديد السمفونية المغربية المعروض حاليا بدور السينما، علاوة علي مشاركته في الدورة العاشرة لمهرجان السينما الإفريقية المنعقد بمدينة خريبكة والفيلم يحكي عن مجموعة من المهمشين والمشردين وفتيات الليل يعيشون في مقبرة للقطارات يحاولون رغم ظروفهم الصعبة عزف سمفونية مشتركة كمحاولة منهم لاستحضار ذواتهم والمصالحة مع المجتمع الذي تنكر لهم.
في هذا الحوار تحدث معنا المخرج كمال كمال عن بداية علاقته بالسينما وعن السر وراء اختياره نفس الوجوه الفنية للتمثيل بأفلامه وكذا عن آخر الأعمال التي ينكب علي إخراجها فلنستمع إليه:
كيف ومتي نشأت علاقتك بالسينما؟
علاقتي بالسينما بدأت منذ الطفولة حين كان عمري 10 سنوات دخلت لقاعة السينما وكانت تلك أول مرة أشاهد فيها فيلما سينمائيا ومع تقدمي في السن أصبحت هذه العلاقة وطيدة أكثر، خاصة بعد اختياري لدراسة فن الكتابة السينمائية والإخراج.
غياب معاهد السينما بالمغرب دفع أغلب المخرجين المغاربة لدراسة فن السينما والإخراج بفرنسا أو دول أوروبية أخري فكان تأثير تلك السينما واضحا في أفلامهم ماذا عنك؟
لا أظن أن المعاهــد الغربية لها تأثير علي المخــــــرجين بقدر ما هنالك تأثير للمدارس السينــــمائية كالمدرسة الروسـية أو المدرسة اليابانية، كما أن بعض المخرجين مغاربة كانوا أو أجانب من فرط حبهم لبعض المدارس السينمائية يسعون إلي تقليدها مما ينعكس بالتالي علي أعمالهم وبصفة عامة فاللغة السينمائية تظل لغة قوية لا تتأثر بشكل كبير بالمدارس الغربية.
تنتمي للجيل الجديد من المخرجين فما هو تقييمك لتجارب السينمائيين السابقين كأمثال الجيلالي فرحاتي ومصطفي الدرقاوي وحميد بناني؟
أعمال المخرجين السابقين كانت مهمة جدا والأفلام التي أخرجوها تبقي مميزة كغراميات الحاج مختار الصولدي لمصطفي الدرقاوي و باديس لعبد الرحمان التازي وغيرها ولا ننسي أن هؤلاء المخرجين هم الذين أسسوا سينما مغربية رائدة كما فتحوا المجال أمام المخرجين الشباب للعمل والإبداع ولولاهم لما تواجدت صناعة سينمائية بالمغرب.
هل من خصوصية تحملها الأفلام المغربية وتميزها عن السينما في الوطن العربي؟
لا أعتقد أن هناك خصوصية معينة باستثناء طبعا الديكورات والملابس وهما خاصيتان تميزان ثقافتنا المغربية ويظهر جليا من خلال مقارنة فيلم مغربي بآخر الاختلاف في طريقة إنجاز الديكورات واقتناء الملابس. أما دون ذلك فتبقي الأفلام الثقافية المصرية مثلا كأفلام يوسف شاهين تتشابه مع الأفلام التونسية والجزائرية والمغربية الجادة.
تعتبر السينما المغربية رائدة بالمقارنة مع السينما التونسية والجزائرية ويتجلي ذلك من خلال جرأة المواضيع التي تقتبسها من الواقع فكيف استفادت السينما المغربية برأيك من الانفتاح السياسي الذي عرفه المغرب مؤخرا؟
طبعا السينما المغربية رائدة الآن ويظهر ذلك من خلال الأفلام التي تنتجها سنويا والتي تتراوح ما بين 10 و14 فيلما سينمائيا وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا لكن لا ننسي أن كلا من السينما التونسية والجزائرية كانتا رائدتين في الثمانينيات وبداية التسعينيات وتطرقتا لمواضيع جريئة، ونذكر علي سبيل المثال الفيلم التونسي صفائح من ذهب و غيرها من الأفلام التي تناولت مواضيع جريئة.
فيلم طيف نزار هو أول فيلم روائي مطول أخرجته تناول ملف ما يعرف بسنوات الرصاص بالمغرب كيف جاء اختيارك لهذا الموضوع الطابو ؟
الموضوع كان يهمني بحكم الملاحظة. ملف سنوات الرصاص هو ماضٍ غير جميل بالنسبة للمغرب. أظن أن هذا الموضوع كان طابو لأن المواطن المغربي لم يكن يريد التكلم عنه ويوم أخرجت فيلم طيف نزار لم نواجه أية عراقيل ولم تكن هناك أية رقابة حكومية علي الفيلم ففي المغرب هناك حرية فكرية لكن في حدود احترام ما هو مقدس.
سيناريو فيلمك السمفونية المغربية يمزج بين الهموم الاجتماعية والهموم القومية ألا تري أن هذا الخلط يصعب علي المشاهد عملية فهم فكرة الفيلم؟
يمكن قراءة فيلم السمفونية المغربية قراءتين الأولي بسيطة وهي تتعلق بقصة هؤلاء المهمشين الذين يرغبون في إنجاز سمفونية مغربية والقراءة الثانية هي تحليلية تحتاج إلي إعادة مشاهدة الفيلم مرتين أو أكثر حتي يتسني للمشاهد فهم المغزي من الفيلم.
لماذا استعنت بنفس الوجوه الفنية الشابة التي شاركت في سلسلة عائلة محترمة جدا في فيلمك السمفونية المغربية ؟
لأنهم ممثلون مقتدرون ويتوفرون علي طاقات وثانيا لأنني أقدر عملهم واجتهادهم كما أنني أحس بنوع من الارتياح تجاههم لهذا فأنا أشتغل معهم.
تعمل حاليا علي إخراج فيلم يتحدث عن حياة الراحل الحسن الثاني لماذا هذا الاختيار؟
هذا حلم بالنسبة لي فشخصية الحسن الثاني مثيرة جدا أثرت بشكل كبير علي تاريخ المغرب والتاريخ الإنساني ويظل هذا المشروع حلما بالنسبة لي أتمني تحقيقه إلي حين كتابة سيناريو الفيلم.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
لدي فيلم تلفزيوني لفائدة القناة الثانية وهو يحكي عن حياة الرسامة الركراكية وأنا الآن بصدد كتابة سيناريو فيلم سينمائي جديد.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 جوان 2006)