الاثنين، 16 مارس 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3219 du16 .03 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة تمشيط  » استرشادي  » تطال مساجين سياسيين سابقين..

المؤتمر من أجل الجمهورية : بيان حول الاعتداء الأخير على الأستاذ عبد الوهاب معطر

صحيفة « الموقف:العدد 489 بتاريخ 13 مارس

الحياة:تونس: إرجاء محاكمة الرئيس السابق لـ «النهضة»

السبيل أونلاين:انشغال حقوقي عن الحالة الصحية للرئيس السابق لحركة النهضة المسجون

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بلاغ صحفي  

الشروق :لماذا دعا عميد المحامين إلى مقاطعة برامج تلفزية؟

الشروق:تضامنا مع السودان: الاتحاد الوحدوي واللجنة الشعبية لدعم العراق وفلسطين تنظمان ندوة سياسية بسوسة الحبيـــــــــــــــب ستهـــــــــــــم:نـــــــــــــــــــــــــــدوة الحبيب قيزة : ان لم تستحــــــــــــى فأكذب كما شئت

كلمة حرة من « الحوار.نت » : ألم يأن لبلد الزيتونة أن يتصالح مع هويته الثقافية والسياسية

الطاهربن يحيى:لماذا لا يتجاسرون على نقد الأصولية في الضفة الأخرى؟

نزار قباني في  تقرير سري جداً من بلاد قمعستان

خـاص بالصباح الأسبوعي: تعديلات منتظرة في مجلة الطرقات

الصباح الأسبوعي:بن قردان القبض على 100 «حارق»

الصباح الأسبوعي:بعد الخبريْن السّاريْن اللذيْن زفّـتهما الحكومة الناس فـي انتظـار الخبر السعيد الثالـث

الصباح الأسبوعي:نهاية الشهر وبحضور 400 مشارك من العالم ندوة الليونس الدولية للبحر المتوسط تعقد بتونس

وات:صدور العدد الاول من مجلة / رؤى /

عامر عياد:سوق أسبوعية تقلق أهالي خنيس

آمال الهلالي : نساء القيروان ينشدن البركة من مزاراتها

محمـد العروسـي الهانـي : أكد السيد عبد العزيز بن ضياء  بأن الأزمة المالية العالمية كان تأثريها طفيف على بلادنا

همام الشماع :تفسير آخر للأزمة المالية العالمية.. الإفقار المتعمد  

قدس برس:باحثة تونسيّة: ما يسمّى « مصحف صنعاء » ربّما لا يعدو شروحا وإصلاحات لتمرينات على الكتابة

رويترز: خُـبـراء يـسـعـوْن لإجراء تحقيق في جرائم حرب إسرائيل بغزة

معز الزغلامي: إجتثـــــــــــاث المقاومة

الجزيرة.نت : طابو: جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر رفضت بيت الطاعة

توفيق المديني:موريتانيا من التطبيع مع إسرائيل إلى إغلاق سفارتها

رويترز:سوريا تسجن معارضا « أضعف الشعور القومي »

انتر بريس سيرفس:مذكرة إعتقال الرئيس البشير: مخاوف من إنسحاب أفريقيا من المحكمة الدولية

سعيد حارب:هل أنت متديـــــــــــــــــــــــــن؟

ابراهيم درويش:اليستر كروك في ‘مقاومة: قراءة في ملامح انفتاح في الخطاب الاسلامي الجديد والانغلاق الغربي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري:حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

 جانفي 2009
منشور على صفحتنا بتاريخ 17 فيفري 2009
 فيفري 2009
منشور على صفحتنا بتاريخ 15 مارس 2009 https://www.tunisnews.net/15Mars09a.htm
 


الحرية لجميع المساجين السياسيين  الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 16 مارس 2009

حملة تمشيط  » استرشادي  »  تطال مساجين سياسيين سابقين..


عمدت عدد من مراكز الأمن بولاية بنزرت إلى توجيه دعوات شفوية لسجناء سياسيين سابقين للحضور لديها لغرض قالت عنه:« أنه استرشاد روتيني» فيما إكتفى بعض رؤساء مراكز الأمن بتفقد سجناء سياسيين سابقين بمحلاتهم التجارية وأماكن إنتصابهم بالأسواق بغرض « التعرف عليهم ّ  واصفين عملهم بأنه «.. تفقد روتيني..» وقد جدت هذه ..الزيارات التفقدية في مدن بنزرت ومنزل عبد الرحمان ومنزل الجميل والعالية ورأس الجبل.. وكان من بين من شملهم هذا التفقد السجناء السياسيون السابقون: بن عيسى الدمني و داود الكوّاش وخالد الكوّاش وطارق الكوّاش و فتحي عبيّد والمنصف بن سعيد وفتحي يجّرو لطفي بن يوسف وحسن الغانمي وعربي الخرباش ورضا الغربي وتوفيق الونزرفي وتوفيق وديع ومحمود الحبيب وإسماعيل الحبيب وفاروق الحبيب وسفيان الخلاّدي وعلي البحري وحاتم المرموري. و قد لاحظ السجناء السابقون الذين تلقوا ّ الزيارات التفقدية  » حرص أعوان البوليس السياسي على إبداء التلطف و عدم استعمال الوسائل الفظة المعهودة في عقد التسعينات… كما لاحظوا تمدد الإسترشاد من الإسم والسن والحالة المدنية وعدد الأبناء إلى السؤال عن الموارد المالية ورقم الهاتف ورقم السيارة وعن الأملاك و العقارات.. وقد فسّرأحد الأعوان سبب  » نعومة « هذه الأساليب بأن الأمر يعود:« إلى العهدٌ الجديد »..!!. وردّ أحد السجناء السياسيين المسرحين عليه بالقول أنه: « إن كان عهدا جديدا  فالصواب أن نخاطب برجال الإدارة مثل المعتمد أو الوالي لا برجال البوليس السياسي ». والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي تابعت سلسلة الإيقافات التي طالت في الأيام القليلة السابقة عدداً من السجناء السياسيين المسرحين ونشطاء حقوقيين معروفين على خلفية التوقيع على رسالة توجه بها نشطاء سياسيون وحقوقيون تونسيون إلى رئاسة السلطة الفلسطينية يدعونها إلى تنقية الأجواء الداخلية بإطلاق سراح المساجين السياسيين الفلسطينيين، لا تجد من معنى لهذا التفقد الأمني لسجناء سياسيين سرّح أغلبهم منذ 1995 أو1999غير الحرص على تذكيرهم أن الرقابة عليهم لم تُرفع و أن حقوق المواطنة لا تزال بعيدة المنال.  كما تخشى الجمعية أن تكون« دورة التفقد الأمني»هذه، إيذانا بسلوك منهجي و متواصل في إطار التحضيرات لموسم الاستحقاقات الانتخابية. عن الجمعيـــــة لجنة  متابعة أوضاع السجناء السياسيين المسرحين  


المؤتمر من أجل الجمهورية

بيان حول الاعتداء الأخير على الأستاذ عبد الوهاب معطر

تواصل مسلسل التنكيل والتضييق على الاستاذ عبد الوهاب معطر حيث بلغ يوم أمس درجة غير مسبوقة من الخساسة عندما تم اعتراض سبيله مرات عديدة جدا من طرف دوريات شرطة المرور المأمورة على طول الطريق السيارة الرابطة بين تونس وصفاقس عندما كان عائدا الى مقر سكناه برفقة زوجته وابنه و زوجة ابنه وحفيده الرضيع ذي الثماني أشهر. وقد تعرض في كل عملية ايقاف الى صنوف عديدة من المضايقات من احتجاز لوثائق السيارة، الى تفتيش كامل للسيارة بعد انزال ركابها، الى منع من مواصلة السفر الى حين وصول الأوامر من « الجهات العليا » التي كانت تتابع فصول المهزلة عن بعد. وقد تسببت تلك المضايقات المقصودة في تعريض سلامة الأسرة للخطر بايقاف سيارتهم لمدد مطولة على جانب طريق سيارة كثيفة الحركة، اضافة لتعريض الرضيع لخطر المكوث المطول تحت أشعة الشمس. ولم يتمكن الاستاذ معطر واسرته الكريمة من الوصول الى منزلهم الا في حدود الرابعة والنصف مساء في حين كان من المفترض وصولهم حوالي الواحدة زوالا. وقد ضرب حصار على المنزل بثلاث سيارات مدنية وعدد غير محدد من أعوان البوليس السري. وأمام هذا الاعتداء الحقير الذي يليق بأساليب العصابات وقطاع الطرق، فان المؤتمر من أجل الجمهورية: ـ يعبر عن مطلق تضامنه مع عضوه القيادي وأسرته الكريمة في مواجهة محاولات التنكيل والترهيب متعددة الأوجه التي تنتهجها معهم أجهزة الدولة الفاقدة للسيادة والارادة، انتقاما منه أساسا لتجرئه على رفع قضية دستورية لابطال الاستفتاء الذي شرع للرئاسة الأبدية في البلاد ولنضاله المستميت ضد الدكتاتورية الحاكمة. ـ يدعو كل قوى المجتمع المدني للتجند من أجل دعم الأستاذ المناضل عبد الوهاب معطر وحمايته من آلة الانتقام البوليسي والجبائي التي تسعى لمحاصرته. ويهيب بالخصوص بزملائه المحامين وأطرهم المنتخبة الوقوف الصارم الى جانب زميلهم والدعم اللامشروط لقضيته العادلة. ـ يعتبر أن هذا الاعتداء، الذي تزامن مع المضايقات المتزايدة على الكثير من المناضلين، من مثل المنع المتكرر للاستاذ محمد عبو من السفر الى الخارج والاختطاف اللاقانوني للمعارض البارز عبد الله الزواري، لدليل على ارتباك السلطة وتخبطها وهروبها الى الأمام في اتجاه سياسة أشد قمعا، في ظل ازدياد الغضب الشعبي والنقمة العارمة على عصابات الحق العام التي تغتصب حكم البلاد وتنهب ثرواته.    ـ يحمل أعوان الأمن والمرور الذي شاركوا في هذا الاعتداء المنظم (الذي وثقت بعض فصوله) مسؤوليتهم الفردية الكاملة على ما جرى لا ينقص منها شيء كونهم مأمورون، مثلهم في ذلك مثل مسؤولي ادارة الجباية والقضاء الذي شاركوا بدورهم في المؤامرة التي تستهدف الاستاذ معطر. ونذكر هؤلاء المغرر بهم جميعا وغيرهم من مرتكبي الحماقات والجرائم تجاه بني وطنهم من ناشطي المجتمع المدني أنهم سيحاسبون يوما طال الزمان أو قصر على أي انتهاك يثبته قضاء عادل لدولة ديموقراطية تقدس الانسان وتحترم حقوقه. المؤتمر من أجل الجمهورية في 15 مارس 2009  


صحيفة « الموقف »، لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي (أسبوعية – تونس)

العدد 489 بتاريخ 13 مارس ‏2009 http://pdpinfo.org/PDF/489.pdf

 

تونس: إرجاء محاكمة الرئيس السابق لـ «النهضة»


تونس – الحياة     أرجأت محكمة الاستئناف في العاصمة التونسية أول من أمس محاكمة الرئيس السابق لحركة «النهضة» الإسلامية المحظورة الدكتور الصادق شورو إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وقال محامون لـ «الحياة» إن صحة شورو (62 عاماً) بدت متدهورة. وهو اعتقل قبل ثلاثة شهور بعدما قررت محكمة الدرجة الأولى سجنه عاماً واحداً بتهمة «الاحتفاظ بجمعية غير مرخص لها»، في إشارة إلى «النهضة». وأشاروا إلى أنه «كان متعباً ويتكلم بصعوبة، ما حمل القاضي على إرجاء استنطاقه إلى الجلسة المقبلة». وأوضحوا أن الدفاع طلب الإفراج عنه مؤقتاً، إلا أن المحكمة رفضت. وكان شورو أمضى في السجن 18 عاماً قبل إخلاء سبيله أواخر العام الماضي مع آخر سجناء «النهضة». غير أن السلطات أعادته إلى السجن في أعقاب إدلائه بتصريحات لقناة «الحوار» اللندنية أكد فيها تمسكه بالانتماء إلى الحركة وحق الأخيرة في الوجود الشرعي. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 مارس 2009)

انشغال حقوقي عن الحالة الصحية للرئيس السابق لحركة النهضة المسجون

 


السبيل أونلاين – جينيف – طالب « المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة » بسويسرا إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو و كل المساجين السياسيين « القابعين قي أقبية سجون النظام التونسي » ، والكف عن التوظيف السياسي للقضاء، وعرض شورو على طبيب مختص لتحديد أسباب المرض الذي بدأ يظهر عليه منذ إقامته بسجن الناظور بمدينة بنزرت شمال الجمهورية ووقف « الاعتداء السافر » على حقوقه. وقال المكتب ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الإثنين 16 مارس 2009 ، : »بلغنا أن الحالة الصحية التي بدا عليها الدكتور الصادق شورو عند مثوله أمام قاضي الاستئناف يوم السبت 14 مارس 2009 كانت سيئة للغاية. حيث بدا عليه جليا شحوب و اصفرار في الوجه كعلامات تعب مصاحبة للهزال الذي ظهر عليه لأول مرة رغم قضائه أكثر من 18 سنة سجنا قبل ذلك و قد اخذ منه الإجهاد كل مأخذ حتى انه لم يستطع الكلام إلا بصعوبة » ، وفق تأكيده. كما أكد أن أكثر من20 محاميا سجلوا أسماءهم على قائمة الدفاع و قدموا للمحكمة بطلب الإفراج عن الرئيس السابق لحركة النهضة ، كما قدموا التماس التأجيل ليتسنى لهم الإطلاع على القضية للدفاع عن موكلهم بدراية و معرفة ، « ولكن قوبل الالتماس الأول بالرفض و حاول القاضي تجاهل الطلب الثاني حيث بدأ مباشرة في استجواب الدكتور الصادق شورو فأجابه بأنه لا يستطيع الإجابة عن أسئلته نظرا لشدة الإنهاك التي هو عليها و يضم صوته لمجموعة المحامين فما كان من القاضي و الحال كما يشاهد ألا أن أعلن عن تأخير الجلسة إلى يوم 28 مارس ». وعبّر »المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة » عن « جزعه الشديد » من الحالة الصحية التي بدا عليها الدكتور الصادق شورو عند مثوله أمام محكمة الاستئناف و حمّل النظام التونسي مسؤولية ما قد ينجر عن سياسة الإهمال الصحي التي يمارسها في تعامله مع سجناء الرأي . (المصدر: موقع السبيل أونلاين.نت بتاريخ 16 مارس 2009)


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي بلاغ صحفي


اجتمع المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم 14/3/2009 بالمقر المركزي بتونس ونظر في جدول أعماله وقرر: 1- في إطار الاستعداد للمحطات السياسية القادمة وبالخصوص الانتخابات التشريعية. تكليف  الدوائر المختصة والتي يرأسها أعضاء من المكتب السياسي بإعداد البرامج السياسية والانتخابية لتمكين  الحزب من خوض الانتخابات  بما يضمن له مزيدا من الإشعاع والفاعلية. إن لدوائر كل من الانتخابات والإعلام والهيكلة والتثقيف السياسي والبديل الاقتصادي والاجتماعي دور فاعل وأساسي في نجاح هذه المحطات السياسية الهامة بما تعده من برامج داخلية وبدائل سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية ومجتمعية. 2- إعداد برنامج تنشيط المقر المركزي والجهات مرتبط بالمحطات السياسية المذكورة يمكن الحزب من مزيد الانتشار داخل البلاد ومن توثيق العلاقات الحزبية داخله وبين مناضليه وفي محيطه وحزامه المتفاعل معه. 3- دعوة كل المناضلين في جميع المستويات وكل الكوادر الحزبية للاستعداد على كل المستويات من اجل الرقي بعمل الحزب من خلال حركته وخطابه وبدائله وتميزه في الساحة والتصاقه بمشاغل المواطنين. كما تطرق المكتب السياسي لبعض الحملات المغرضة التي نالت الحزب في الفترة الأخيرة من خلال ما نشرته بعض الصحف والتي روجت – بإيعاز من بعض الأطراف المعادية للحزب – لصراع بين شقوق وخطوط داخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تعمل كل منها على السيطرة على هياكله والتحكم فيه وإقصاء الأخر. ويؤكد  للرأي العام الحزبي والوطني إن كل هذه الحملات الغرض منها  التشكيك والإرباك في هذه المرحلة وإنها لا تمت للواقع بشيء وفاقدة لكل مصداقية أخلاقية فضلا عن أن تكون سياسية ولا تأثير لها على تماسك الحزب في كل مستويات هياكله منذ مؤتمر جربة 2006. عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام عبد الكريم عمر


لماذا دعا عميد المحامين إلى مقاطعة برامج تلفزية؟

قرّر عميد المحامين أمس دعوة مجلس الهيئة الوطنية لعقد جلسة طارئة يوم الثلاثاء المقبل للنظر في المستجدّات التي عرفها القطاع بعد بث برنامج تلفزي لقضية تحيّل تورّط فيها محام، وذلك يوم الخميس الماضي. وجاء في بيان عميد المحامين بأن الحصص التلفزية التي تبثّ في القناتين التونسيتين (الخاصة والعمومية) تضمنت «نيلا من سمعة المحاماة ومسّا بكرامة المحامين وحرمة لسان الدفاع» وقال البيان بأن البرنامج تضمّن تجاوزات خطيرة للقانون. عميد المحامين اعتبر ان ما أسماها بالتجاوزات تمثل «تجنّيا وهتكا مجانيين لحرمة المحاماة وتعديا صارخا على حقوق الدفاع..» ونبّه في بيانه المحامين الى ان مشاركتهم في مثل تلك الحصص «يعدّ خروجا عن القانون وعن تقاليد وأخلاقيات المهنة وأعرافها» ودعاهم الى «الكف حينا عن أية مشاركة مستقبلا» ودعاهم ايضا الى مقاطعة مثل تلك البرامج الاعلامية. واعتبر عميد المحامين أن قانون المحاماة خصّه دون سواه بتمثيل المحامين والتخاطب باسمهم في كل شأن يتعلق بالمحاماة والمحامين. بيان عميد المحامين سبقه بيان في شكل إعلام من الفرع الجهوي للمحامين بتونس وضّح فيه ملابسات قضيّة احد المحامين المتهم بالاستيلاء على أموال احد حرفائه وجاء في التوضيح بأن منشط البرنامج أشعر رئىس الفرع بالموضوع وطلب منه أيفاد من يمثله للدفاع عن المهنة وقد طلب رئىس الفرع «بإلحاح العمل على عدم بث البرنامج لما في ذلك من مخاطر المس من صورة المحاماة وتأويل ذلك تأويلات خاطئة» على حدّ نص البيان. وأوضح الفرع بأن المحامي المعني أحيل على مجلس التأديب الذي قرّر إحالته على عدم المباشرة وتمّ توجيه ملفه الى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس والى وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائىة بتونس منذ فيفري الماضي.
(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 مارس 2009)


تضامنا مع السودان: الاتحاد الديمقراطي الوحدوي واللجنة

الشعبية لدعم العراق وفلسطين تنظمان ندوة سياسية بسوسة


* «الشروق» ـ (مكتب الساحل):

احتضن مقر جامعة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بسوسة مساء الجمعة ندوة سياسية تضامنية مع السودان الشقيق بعد صدور مذكرة اعتقال بحق الرئيس البشير من محكمة الجنايات الدولية وشهدت هذه الندوة حضور السيدة مها أيوب ممثلة عن السفارة السودانية وعدد من إطارات الحزب ومناضليه بجهة سوسة. في كلمته الافتتاحية أوضح السيد عبد المجيد ملوكة المنسق العام للجنة الشعبية لدعم المقاومة في فلسطين والعراق بالساحل ان القوى الغربية تسعى عبر مذكرة الاعتقال وعبر عديد الاجراءات الأخرى إلى بتر أطراف الأمة العربية وقد جاء الدور هذه المرّة على السودان باعتباره بوابة العرب على إفريقيا وبالنظر إلى الثروات الطبيعية الهائلة التي تختزنها أرضه وخصوصا في منطقة دارفور أصل النزاع الحالي في هذا البلد العربي. ملوكة قال ان الصهاينة والغربيين هم الذين صنعوا أزمة دارفور ومن هنا يمكن فهم هذا الاصطفاف الفرنسي ـ الأمريكي في المحافل الدولية وأضاف: «من السودان خرجت اللاءات العربية الشهيرة، لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، ومن بغداد خرجت جبهة الصمود والتصدي وبعد أن عاقبوا العراق واحتلوه ها هم يحاولون الآن الانتقام من السودان ومعاقبته على مواقفه القومية المشرفة، لكن محاولات تركيع الأمة العربية ستفشل بل هي قد فشلت فالمحتل الأمريكي بصدد الخروج من العراق والكيان الصهيوني انهزم في حرب تموز بلبنان وفي الحرب الأخيرة بغزة وسوف ينهزم المشروع الصهيوني قطعا في كل الجبهات بما فيها السودان». ومن جهتها أكدت السيدة مها أيوب ممثلة السفارة السودانية أنها لاحظت إدراكا عميقا لدى الشعب التونسي لما يجري في الوقت الراهن على الصعيد الدولي وتحديدا في ما يخص السودان مشددة على أن الهدف هو الاستحواذ على الثروات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض السودانية ومصادرة القرار المستقل للسودانيين وأضافت أنهم يدركون أن السودان يملك مقومات الدولة القوية من موارد ومياه وموقع جغرافي استراتيجي وثقل سكاني وما يقومون به هو محاولة تقويض هذه المقومات أسوة بما فعلوه في العراق ولئن كان السودان حاليا ضحية هذه الهجمة الغربية التي لا تخفى نواياها على أحد فإن السؤال المطروح، على من سيأتي الدور غدا ان بقينا صامتين ولم نتحرك بفعالية لحماية أنفسنا». السيدة مها أيوب اختتمت كلمتها بالتأكيد على عمق الروابط بين الشعبين التونسي والسوداني قائلة في هذا الصدد: «نحن أشقاء والموقف الطبيعي هو التضامن في ما بيننا.. عبر السنوات التي عشتها في تونس أدركت مقدار تحمس التونسيين لكل القضايا العربية ومحبتهم لأمتهم ولأبناء أمتهم».. * ما بُني على باطل كان الطبق الرئيسي في الندوة السياسية المنتظمة بمقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي محاضرة الأستاذ الحبيب شلبي حول الجوانب القانونية المتعلقة بمذكرة إيقاف الرئيس عمر البشير وقد أكد المحاضر بداية على أن المذكرة تهدف إلى نسف شرعية الرئيس السوداني والإطاحة بالحكومة السودانية متسائلا كيف يمكن بجهاز تنفيذي في الأمم المتحدة أن يصدر قرار إحالة للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية وأضاف: «أمكن للولايات المتحدة أن تكرس المحكمة الجنائية لمصالحها على الرغم من عدم مصادقتها على اتفاقية روما فكيف ترفض الاتفاقية من جهة وتصادق على إحالة الملف إلى محكمة الجنايات».. وتساءل الأستاذ حبيب شلبي عن مبدإ الاستقلالية في نظام محكمة الجنايات الدولية فكلمة استقلال لم ترد في أي فصل من فصول الاتفاقية بل في إشارة عابرة في مقدمة الاتفاقية المذكورة قائلا: «على عكس محكمة العدل الدولية التي ضمنت الحدّ الأدنى من الاستقلالية فإن محكمة الجنايات خرقت هذه القاعدة بل إنها ذهبت أبعد من ذلك إلى حدّ انتهاك السيادة السودانية، ففي السودان قضاء مستقل وكان ممكنا الاحتكام إلى هذا القضاء لكن ذلك لم يحدث لغايات سياسية واضحة ولذا يجب أن نتخذ موقفا قانونيا موحدا لمجابهة هذه المذكرة غير القانونية». * مجرمو الحرب الصهاينة

لم يخف الأستاذ المحاضر أيضا وهو يحلّل الأبعاد القانونية والاجرائية المتعلقة بمذكرة «أوكامبو» استغرابه من ازدواجية المعايير والتلاعب بالقوانين الدولية لافتا الانتباه في هذا السياق إلى عدم توقيع السودان على اتفاقية روما ومتسائلا كيف يمكن محاسبة ومتابعة هذا البلد العربي قضائيا بناء على ذلك وأضاف: هل يمكن تطبيق الاتفاقية على مجرمي الحرب الصهاينة وما هو موقف أوكامبو من الدعاوى القانونية التي رفعتها 240 منظمة حول احتلال العراق وسجن أبو غريب.. هذه سياسة الكيل بمكيالين وهي بعيدا عن الإطار القانوني حرب باردة بين الولايات المتحدة والصين التي تستورد 60 من نفط السودان.. هي حرب وقودها السودان ولا بد من التمسك بالموقف الرافض رفضا قطعيا لهذه المذكرة ومن سعي القادة السودانيين إلى إبراز انتهاك هذا الاجراء لميثاق الأمم المتحدة والتأكيد على أن القضاء السوداني متعهد بهذه المسألة أما المدعي العام لمحكمة الجنايات فعليه إثبات عدم سلامة القضاء السوداني بالتوازي مع ذلك مطلوب الضغط على مجلس الأمن لتعليق أعمال المحكمة الجنائية لمدة سنة والكلّ مدرك طبعا أن هذه السنة يمكن أن تتجدّد إلى ما لا نهاية».

* تغطية: ياسين بن سعد  

(المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 مارس 2009)
 


نــــــدوة


تتشرف جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوة كافة أنصار حرية الرأي والتعبير لحضور ندوة حول حرية الاعلام يقدمها الأستاذ رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف وأمين عام مساعد بالحزب الديمقراطي التقدمي بحضور بعض أعضاء الكتب السياسي للحزب وذلك يوم الأحد القادم 22-03-2009 على الساعة العاشرة ونصف صباحا بمقر الجامعة الكائن بمحطة الاحواش نابل. في حضوركم دعما لكل الأصوات الحرة والأقلام المسؤولة جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم


الحبيب قيزة ،   نقابي 

ان لم تستحى فأكذب كما شئت


 
قرأت بكل استهجان « مقال » بعنوان  « يا مقبلى انك تحرث فى البحر » ظاهره رد على تعقيب السيد بوبكر المقبلى على حوار نشرته جريدة « الشروق »  مع عبيد البريكي  خلال فيفري 2009 ،  وجوهره كيله لشخصى المتواضع  سيل من الاتهامات الباطلة والتشويهات  المقرفة. و تعقيبا على هذه الترهات وانارة للرأي العام النقابي والوطني أود أن ألاحظ ما يلى: أولا ، ان المدعو « محمد القابسى » اسم بلا مسمى لا وجود له فى الواقع ولا صلة له  بالوضع النقابي بقابس ، لاسيما ان الرد  كان على مقال لم يتعرض  لذلك لا ماضيا ولا حاضرا وانما هو « شريان شبوك لشخصى ». ثانيا، اسغربت  ان يصل الحقد ببعض أشباه النقابيين الى هذا الحد من المغالطة والثلب  و تشويه الحقائق الى درجة الانحطاط  الذي ينم عن حالة مرضية . ثالثا ، تمنيت لو كانت لدى « كاتب » هذه الافتراءات ومن تواطئ معه ، الشجاعة الكافية ليتحمل مسؤولية ما كتب  ويمضى باسمه ، حتى أتمكن من الرد  على أكاذيبه ومغالطاته لأننى تعودت أن لا أصارع  طواحين الهوى. والسلام على من اتبع الصواب  الحبيب قيزة ،   نقابي

كلمة حرة من « الحوار.نت » ألم يأن لبلد الزيتونة أن يتصالح مع هويته الثقافية والسياسية


من دواعي طرق هذا الموضوع : 1 ــ إقتراب الذكرى العشرين لأول محطة إنتخابية ( رئاسيا وبرلمانيا ) بعد الإنقلاب ضد بورقيبة وهي الإنتخابات التي جرت في الثاني من أبريل نيسان 1989. 2 ــ إختيار مدينة القيروان التونسية ( عاصمة الأغالبة ) من لدن الأسيسكو عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام الجاري 2009. 3 ــ زيارة الإمام القرضاوي لأول مرة لتونس زيارة رسمية.( الأسبوع الثاني من الشهر الجاري مارس آذار 09). وإنزعاج بعض العالمانيين من تلك الزيارة. 4 ــ تمديد حبس الدكتور شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة حتى جلسة 28 مارس الجاري. بداية ما هي الهوية الثقافية والسياسية لتونس بلد الزيتونة. دون أدنى منازع بما هو معلوم من الحياة بالضرورة فإن هوية تونس: 1 ــ هوية عربية إسلامية رسخها الفتح الإسلامي لأفريقية عامة بدء من عهد الخليفة الراشد الثالث ذي النورين عثمان عليه الرضوان حتى إستقر الأمر للإسلام قبل نهاية القرن الهجري الأول. 2 ــ لم تكن تونس مجرد بلاد فتحها الإسلام فعربها بل كانت أشرف من ذلك بإحتضانها أول معلمين إسلاميين فوق الأرض للعلم والعبادة والدعوة نحو إفريقيا وأوروبا بعد مكة والمدينة والقدس الشريف. (القيروان والزيتونة). 3 ــ ذلك ما ثبته الدستور التونسي في أول بندوه صريحا لا لبس فيه ( تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة العربية لغتها والإسلام دينها والجمهورية نظامها).. ثمرة لحركة التحرير الوطني أيام الإحتلال الفرنسي التي كانت تذكيها الزيتونة أساسا. 4 ــ أركان النظام الجمهوري قائما على مشهده المعلوم : التعددية الحزبية سياسيا ـ الحرية الإعلامية فكريا وثقافيا ـ التداول على السلطة عبر الإنتخابات الحرة ـ .. أركان نظام جمهوري ثبته الدستور من جانب وظل الشعب يكافح دون محاولات دوس متواصلة في العهدين البورقيبي والنوفمبري من جانب آخر.. تونس إذن : عربية إسلامية ثقافيا وحرة ديمقراطية سياسيا .. هل خاصمت تونس هويتها الثقافية والسياسية. ليس هنا مجال لبحث المسألة التي تعدو من المسلمات عند التونسيين وعند المراقبين : 1 ــ تميزت الخصومة في العهد البورقيبي بتجميد الزيتونة علميا ودعويا تجميدا قاسيا طال كثيرا من معالم العروبة والإسلام رسميا وشعبيا وقانونيا وثقافيا وهو الأمر الذي تصدت له ثلة كبيرة من علماء الزيتونة فسجنوا وشردوا وجمدوا ومن علماء الشرق فإذا كانت جناية بورقيبة ضد العروبة والإسلام في تونس محل ريب أو تردد ( بمثل ما يحمله بعضهم على محمل الإجتهاد!!!) .. إذا كان ذلك كذلك فإن ضوء الشمس في حاجة إلى دليل.. 2 ــ كما تميزت الخصومة في العهد النوفمبري بمواصلة السياسة البورقيبية ذاتها وبحذافيرها مع إضافة ( إجتهاد آخر جديد معاصر!!!) هو : تبني توصية أكبر محفل ماسوني بالإنخراط في خطة تجفيف منابع التدين مشروعا مركزيا للدولة الجديدة من جهة وإستخدام أقسى ألوان التنكيل ضد المعارضين أيا كان لونهم حتى لفظت السياسة آخر أنفاسها وإنتحرت الحرية وإنقبض الوضع العام إنقباضا كئيبا بائسا أثمر فظائع أخلاقية وإجتماعية يندر جدا وجودها في أي بلد عربي إسلامي شرقا وغربا.. تونس اليوم بعد 53 عاما من الإستقلال .. أسوأ مثال عربي وإسلامي على الإطلاق في أكثر مطلبين حيويين للتونسي : حرية التدين الشخصي والحرية السياسية ناهيك أن جزيرة لامبادوزيا الإيطالية أضحت مقبرة للتونسيين الفارين من جحيم البطالة والحيف والقهر!!! مقارنة عاجلة بالمحيط الإقليمي القريب. 1 ــ ليبيا. نبدأ بليبيا بسبب أن الحكم هناك بدأ كافرا كأشد ما يكون الكفر بالإسلام والحريات(تهجم صريح من أعلى هرم السلطة ضد القرآن الكريم وضد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وإعدامات بالجملة في رمضان 85 بعيد الإفطار بقليل على مرأى ومسمع من العالم عبر النقل المباشر بطريقة قتل موغلة في الإنتقام : شنق الضحية الإسلامية ( الكلاب الضالة) إلى جانب ضحايا آخرين بحبل بمثل ما يعبث الأطفال بقتل العصافير تماما!!!).. ليبيا إنتهى بها المطاف إلى تسريح المساجين السياسيين التابعين للإخوان المسلمين قبل سنوات ثم تسريح مساجين الجماعة المقاتلة في هذه الأيام ( جماعة ليبية حملت السلاح ضد السلطة خاصة في مدن الشرق بنغازي وغيرها).. أما المناخ الإسلامي العام فلم يتضرر في عهد الجماهيرية( مساجد ودروس وإملاءات وحرية اللباس والمظهر وغير ذلك مما يتصل بآداب الدين أو العادات والتقاليد ).. 2 ــ في مصر ظل الوجود الإسلامي السياسي( الإخوان) ثابتا رغم كل ألوان الحصار بل تدعم بوصول حوالي 100 نائب إلى البرلمان رغم أن عقدة مبارك الكبرى هي : الوجود الإسلامي الذي إغتال السادات جزاء له على إطلاق سراحهم لا بد أن تخضد شوكته لئلا ألقى المصير ذاته يستوي في ذلك الإخوان المعتدلون مع الجماعات المقاتلة.. 3 ــ في المغرب إستقرار سياسي وإسلامي كبير رغم حوادث العنف التي ضربت في بعض المدن وإدماج للحركة الإسلامية في الحركة الحزبية والسياسية شعبيا ورسميا.. 4 ــ في موريطانيا لا سبيل لنجاح الإنقلابات العسكرية بسبب حدة الوعي الشعبي وإصرار على الحياة الديمقراطية ووجود إسلامي ديمقراطي فاعل وواعد يصنع مستقبل البلاد.. 5 ــ في الجزائر وجود إسلامي متنوع ومدمج في الحياة السياسية رغم إنتكاسات كبيرة من مثل ميلاد الجناح المسلح لــ( الفيس) وإضطراب الحالة الأمنية بما لم يكن معهودا من قبل أبدا في الحياة العربية والإسلامية المعاصرة ورغم إصرار الرئيس بوتفليقة على إحتكار الرئاسة مدى الحياة.. 6 ــ في شمال تونس القريب جدا( أروبا الجنوبية) ديمقراطية غربية لها شراكة إقتصادية مهمة مع تونس رغم تحفظها المحتشم والمنافق على خنق الحريات في البلاد إلى أدنى مستوى ممكن.. أما في بقية المحيط العربي والإسلامي فإن الحركة الديمقراطية التي إستوعبت الإسلاميين تتوسع يوما بعد يوم ( من تركيا حتى السودان مرورا بلبنان وفلسطين والأردن والكويت والبحرين فضلا عن إيران وماليزنا وطاجكستان وباكستان إلخ ..).. حتى الوجود الإسلامي في الغرب عامة وأوروبا خاصة تستوعبه يوما بعد يوم فضاءات إجتماعية وثقافية وإعلامية وسياسية مهمة .. تونس .. إستثناء مؤكد إقليميا وعربيا وإسلاميا في إستيعاب الديمقراطية السياسية من جهة وإستيعاب الصحوة الإسلامية .. إستثناء مريب غريب عجيب كان يمكن أن يكون في الجزائر أو في ليبيا أو في مصر ( بسبب موجات العنف القاسية) أو في البلدان الأقل تحديثا من مثل موريطانيا .. ماذا ستخسر تونس بسبب إستبعاد الديمقراطية وخنق الهوية الثقافية. 1 ــ غياب الديمقراطية بتلك الطريقة المتطرفة وعلى إمتداد عقود لن يثمر أبدا سوى إرتهان البلاد إلى المديونية الباهضة وتلبية الشروط الدولية المجحفة دون قيود تحمي الهوية الثقافية ولا التماسك الإجتماعي .. قد يثمر ذلك إنتفاضة شعبية تأكل الأخضر واليابس وتدمر كل شيء كما أنه قد يثمر إستكانة وإستقالة وإنكماشا وتلاشيا للحس الوطني وتمزقا إجتماعيا مخيفا.. إحتملان واردان بنفس مستوى الورود .. وفي الحالين فإن مستقبل البلاد يؤول يوما بعد يوم إلى المجهول الثقافي والإجتماعي والسياسي .. مجهول في ظل أوضاع دولية سمتها التكتل والنهب .. يقدم البلاد فريسة إلى تلك الأوضاع .. وعندها يخسر التونسيون جميعا لا يستثنى واحد منهم.. 2 ــ غياب الديمقراطية بتلك الطريقة المتطرفة وعلى إمتداد عقود لن يثمر أبدا سوى حضورا وتناميا لميولات العنف وتيارات الغلو التي تحتضن بدورها ثقافة الغضب ثم التكفير ثم التفجير إنتقاما من أوضاع مخيفة وليس ذلك على خلفيات سياسية أو فكرية دوما بل إن ما تشهده البلاد اليوم من ذلك الإنتقام هو على خلفيات إجتماعية وإقتصادية حيث بلغت الجريمة الفردية والمنظمة مستويات كما وكيفا غير مسبوقة لا في تونس ولا في المحيط العربي والإسلامي.. 3 ــ خنق التيار الوسطي الإسلامي الذي تمثله حركة النهضة أساسا منذ أربعة عقود كاملة أي من عام نشوئها ( 1969 ـ 2009) .. خنق ذلك التيار الإسلامي الوسطي المعتدل فكرا ومنهجا في الحركة والإصلاح لن يثمر أبدا سوى تمهيدا لتسليم البلاد إلى عدم الإستقرار السياسي والإجتماعي والثقافي .. ليس بمعنى وراثة العالمانية للإسلام في تونس بسبب أن العالمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة حتى لو كانت تساهم في الحكم والقرار وتنتفع بالثروة إلى جانب ( الأمن) والمستفيدين عامة .. ولكن بمعنى : نشوء تيارات فكرية إسلامية مغالية أو مجافية قد يتلهى بها الحكم لعقود ولكن المجتمع يصاغ في إثر ذلك صياغة جديدة هجينة قوامها التعدد الذي لا يرعى تجانسا إجتماعيا ولا وحدة قومية ولا مصلحة وطنية فضلا عن مصلحة إسلامية عليا.. مواصلة خنق حركة النهضة خطر محدق محقق بمستقبل البلاد. 1 ــ لو نشأت على ضفاف حركة النهضة قبل خنقها أو بعد ذلك تيارات إسلامية وسطية معتدلة لهان الأمر ولكان للحركة فضل التأسيس ولها أن تغادر المشهد ولكن العكس هو الذي حصل ويزداد ترسخا يوما بعد يوم. إيجابية حركة النهضة من هذا الجانب الذي يساهم في إستقرار البلاد إجتماعيا وسياسيا وثقافيا ومذهبيا ودينيا .. تلك الإيجابية لا تخسرها الحركة فحسب بل الخاسر الأول والأكبر فيها هو المجتمع نفسه والبلاد نفسها.. تلك حقيقة لم يعد يجدي فيها أن الحركة إرتكبت أخطاء سياسية أو أحرزت نجاحات ثقافية .. 2 ــ ليس معنى ذلك أن المسؤول الوحيد عن أيلولة البلاد والمجتمع إلى وضع مجهول ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا .. هو السلطة أو الحركة أو المعارضة أو المجتمع .. ولى زمن تحميل المسؤوليات بسبب التراكم الكثيف لطبقات الزمن وحبات التطور وبعد عشرين عاما كاملة من أول تجربة إنتخابية بعد الإنقلاب ضد بورقيبة ( 2 أبريل نيسان 89) أضحى الحديث عن الماضي من الماضي .. وليكن هذا الطرف أو ذاك هو المسؤول الأوحد .. لا يجدي ذلك نفعا لا لهذا الطرف المبرإ ولا لذاك.. 3 ــ حتى الطرف العالماني الذي كان يمكنه ملء فراغ ما كما هو الحال في العهد البورقيبي لم يعد طرفا مؤهلا بكل المقاييس لا شعبيا وإجتماعيا ولا ثقافيا وفكريا ولا حتى بديلا سياسيا لضمان حد أدنى من مقومات الوجود الإجتماعي لكيان عربي إسلامي حر مستقل ذي سيادة إسمه تونس منتميا لأمة العرب والمسلمين وطامحا إلى اللحوق بركب الديمقراطيات ( النامية). البديل عن غياب ذلك الطرف العالماني بسبب شيخوخته الحضارية هو البديل ذاته عن مواصلة تجميد الطرف الإسلامي الوسطي المعتدل فكرا ومنهجا في الإصلاح ( حركة النهضة) .. البديل عن ذاك وعن ذاك هو : إنهيار إجتماعي رهيب وتقلبات سياسية مفجعة في ظل نظام لا هو جمهوري فعلا ولا هو ملكي دستورا .. تونس لا تحتمل عشر معشار ما وقع في الجزائر أو في ليبيا أو في مصر من تبادل للرصاص الحي بين الجماعات الإسلامية المقاتلة وبين السلطة والدولة.. أظن أن ذلك الفراغ المرتقب في ظل مواصلة خنق حركة النهضة رمزا للمشروع الإسلامي الوسطي المعتدل فكرا ومنهجا إصلاحيا .. أمر يقض مضجع كل تونسي وطني حر غيور.. وأخيــــــــــــــــــرا … 1 ــ كان يمكن لأول زيارة رسمية لإمام في الإسلام والدعوة في وزن الإمام القرضاوي أن تكون مناسبة لفتح باب المصالحة بين السلطة في تونس وبين هويتها الثقافية والسياسية .. كان يمكن أن يكون ذلك حتى لا تستأنف حلقات ماضية من حلقات النفاق الإعلامي الذي وصل في يوم من الأيام إلى حد أن السلطة ستنشيء حزبا إسلاميا بديلا عن حركة النهضة وستعترف به وتمكنه من ولوج مناطق أغلقت في وجه النهضة .. إذا كان إستقبال إمام في وزن الإمام القرضاوي كتب عن تونس العالمانية المستبدة المتطرفة كتابا خاصا بها بطلب من المجمع الفقهي الإسلامي الدولي في جدة فضلا عن فقرات أخرى لا تحصى في مؤلفات أخرى لا تحصى وخطب جمعة وملتقيات ومنابر .. يذكر فيها إسم الرئيس التونسي الحالي صراحا.. إذا كان إستقباله رسميا بعد الذي كتب وحبر لا يغتنم لطي صفحة ماضية وتدشين صفحة جديدة مع ما يمثله ذلك الإمام في الساحة الإسلامية مرشدا عاما للحركة الإسلامية وصحوتها الوسطية المعتدلة .. إذا لم يكن ذلك كذلك فكيف يمكن قراءة الزيارة إذن!!! 2 ــ إذا إستقبل الإمام القرضاوي رسميا ودعي رسميا بينما يقبع في السجن أحد أكبر مؤسسي الحركة التي كتب الله لها فضلا منه سبحانه سابقة ترسيخ الوسطية الإسلامية إعتدالا فكريا ومنهجا إصلاحيا ( الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق للحركة ) .. بعدما قضى أزيد من 18 عاما كاملة في السجن تنكيلا وتشفيا وقد ناهز عمره 62 عاما .. إذا كان ذلك كذلك فإنه كان من الأولى إطلاق سراحه تكريما لهذا الإمام وما يمثله من حاجة عربية والإسلامية غضت عنها تونس الطرف عقودا طويلة ثم لم يسعفها إلا اللجوء إليها .. لجوء المضطر بعد ما هاجمت الرسمية التونسية الإمام القرضاوي طويلا .. 3 ــ إذا إستقبل الإمام القرضاوي رسميا ودعي رسميا إلى القيروان .. فإنه كان من الأولى إطلاق سراح الزيتونة لتستأنف رسالتها التي جمدها بورقيبة ثم تلاه من يزيد على تجميدها تخصيص عصا غليظة تتعقب من يحن إلى مجد تليد بنته الزيتونة لتونس .. أشد ما يحزن القلب ويدميه بدموع حمراء قانية ما يجده المرء التونسي اليوم في ألمانيا من دعاة وعلماء تخرجوا من الأزهر الشريف ينافحون عن الوسطية الإسلامية المعتدلة فكرا ومنهجا إصلاحيا بالحجة والبرهان من شباب صنع منهم الأزهر شيوخا في العلم والدعوة .. يسأل التونسي نفسه في حسرة وأسى سؤالا يكتمه عن غير التونسيين : أليست الزيتونة أسبق من الأزهر بحوالي ألف عام!!! لماذا عقرت الزيتونة وعقر شيوخها حتى غدت أثرا بعد عين وغدوا؟ ألا يفخر التونسي بذاك المعلم العلمي الدعوي الإصلاحي الديني العظيم!!! أي مستقبل لتونس دون الزيتونة؟ لو درس الفيلسوف اليوناني هيرودوت تونس أليس يقول ( تونس هبة الزيتونة) بمثل ما قال قديما : مصر هبة النيل؟ بماذا نفخر اليوم بعد وأد الزيتونة؟ بالخمارات والحانات التي تفتح أبوابها قبالة المدارس الإبتدائية والثانوية مباشرة تغوي الشباب اليافع؟ أم بالنمط الغربي في الإستهلاك والمظهر الغربي في لباس المرأة والرجل؟أم بالحرس والعسس الذي يحصي على الناس أنفاسهم حتى ألجأهم الجوع إلى لمبادوزيا الإيطالية فيها يموت وفيها يقبر ومنها يبعث ملبيا يدعو على الظالمين وينشد العيش الحلال والكسب الحلال؟ أم بالجريمة التي لونت الحياة الإجتماعية في تونس تلوينا قبيحا حتى غدت قيم الحياء والتراحم والتكافل والتضامن أثرا بعد عين!!! 4 ــ أليس مناسبا إنهاء معاناة الحوض المنجمي من مساجين ومعتقلين وعائلات جائعة أخمد صوتها الرصاص الحي قبل شهور؟ أليس مناسبا إنهاء معاناة آلاف مؤلفة من الشباب المعتقل والمسجون على خلفية قانون الإرهاب ( ولا إرهاب من لدن هذا الشباب المتدين)؟ أليس مناسبا إنهاء معاناة المساجين المسرحين من حركة النهضة فلا عمل ولا حق في العمل ولا حركة ولا حق في الحركة؟ أليس مناسبا إنهاء معاناة طائفة كثيرة من النشطاء الحقوقيين فلا يمنع هذا من حقه في جواز سفره ولا ذاك من إستقلال الطائرة إلى حيث يريد ولا ذلك من حضور ملتقى؟ إذا لم يكن كل ذلك مناسبا اليوم بمناسبة زيارة الإمام القرضاوي الرسمية الأولى إلى تونس وبمناسبة إختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية في هذا العام 2009 وبمناسبة إقتراب الإنتخابات 09 وبمناسبة مرور عشرين عاما كاملة على أول إنتخابات 89 فاز فيها التيار الإسلامي بخمس الأصوات بشهادة الحكم بعد قعقعات التزوير الشنيعة.. إذا لم يكن ذلك مناسبا اليوم بمناسبة تلك الأحداث المهمة وحرصا على مستقبل البلاد أن يؤول إلى المجهول فتتلقفه الأطراف الداخلية والخارجية الحريصة على إستغلال المجهول.. فمتى يكون مناسبا!!! هل يكون مناسبا عندما تلفظ كل شروط الإصلاح والتدارك أنفاسها!!! (المصدر: ركن « كلمة حرة » بموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 مارس 2009)


لماذا لا يتجاسرون على نقد الأصولية في الضفة الأخرى؟

تونس – الموقف – 13 مارس 2009

الطاهربن يحيى  بعض « العقلانيين » جدّا من مثقّفينا اختزلوا الحرب الأخيرة على غزّة في تعبير مكتنز ومحيّر  »  لا للأصوليّة « . وبقطع النّظر عن الكفاءة العلميّة والقيمة التّفسيريّة لمثل هذه المختصرات والشّعارات، نتساءل: كيف نبرّر عدم تمييز هؤلاء-إمّا عن جهل وإمّا عن قصد وكلاهما أسوأ من الآخر- بين الأصوليّة بما هي رؤية وطريقة في الفهم والقراءة وهي متشابهة، والأصوليّة بما هي تنظيمات وأحزاب وتكتّلات اختلفت مواقفها تجاه المقاومة اختلافا جذريّا. هل نحتاج إلى التّذكير بموقف بعض الأوساط الأصوليّة السنيّة تجاه المقاومة اللبنانيّة، وهل نحتاج إلى التّذكير بموقف « الأصوليّة الوهابيّة الرسميّة »- أمّ الأصوليات في عالمنا العربيّ- تجاه فكرة المقاومة نفسها بل تجاه التّظاهر من أجل مساندة المقاومة. ألم يصدر أحد كبار »الفقهاء » أخيرا فتوى نظنّها نزلت بردا وسلاما على أتباع « الطائفة السّلطانيّة »، مفادها أنّ التظاهر- بما في ذلك التظاهر من أجل نصرة المقاومة – ضرب من « البدعة » و »الغوغائيّة » !!!. لكنّ الأغرب من كلّ ذلك أن لا أحد من المنشغلين بتعاظم شأن الأصولية الإسلاميّة أشار من قريب أو بعيد إلى تعاظم شأن الأصوليّة اليهوديّة في الحرب الأخيرة وفي كلّ الحروب التي شنّتها وستشنّها إسرائيل. لا تـأخذنّكم  بهم رأفة !  فعلى مرأى ومسمع من العالم، كان الحاخامات في طليعة الجيش الإسرائيلي، يتقدّمون الدّبابات والمدرّعات وآلات القتل و التّدمير، يرتّلون على مسامع الجنود ما تيسّر من آيات العهد القديم  ويذكّرونهم بأحد أهمّ ّ »الشّعارات الأخلاقيّة » للمؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة: « اتبعوا هذا الرجل في أنحاء المدينة ( القائد )  واقتلوا سكانها ، لا تأخذنّكم بهم رأفة ولا تبقوا عليهم ، أبيدوا الشيوخ  ، اقتلوا اليافعين مثل اليافعات ، الأطفال مثل النساء   » ( سفر حزقيال 9-5 ) .إنّها لنصيحة غريبة من إله كانت أولى وصاياه إلى إسرائيل- وهو شعبه- :  » لا تقترف أيّة جريمة  » ( سفر الخروج 20.-13. ) . لا أحد من « طحالب » الثقافة العربيّة تجرّأ  أن  يذكّرنا بهذا ، وكانت له الشجاعة أن يروي لنا قصّة الصواريخ التي يكتب عليها الأطفال الإسرائيليون  رسائل الموت إلى أترابهم الفلسطينيين ،  مضمونها ما تعلموه من حقد آبائهم . لا أحد منهم تجاسر على نقد الأصوليّة في الضّفة الأخرى ليقول لنا أنّ ذنب الآباء – إذا كانوا مذنبين -لا يبرر بحال قتل أبنائهم. إنّهم لا يفعلون ذلك لأنّهم يمثّلون ببساطة شديدة الوجه الآخر للأصوليّة. إنّها الأصوليّة الجديدة التي بدأت تخترق مند سنوات قليلة أوساط مثقّفينا وجامعيّينا تحت تسميات مضلّلة ، هدفها الوحيد- فضلا عن الخيرات والمنافع- إنتاج خطاب يبرّر القتل والوحشيّة ويجمّل أعمال البطش و البربريّة. إنّ أخطر ما في هذا الخطاب القائم على الاختزال والمغالطة والمرصّع بآخر « تقليعات » الحداثة أنّ الصّورة التي يقدّمها عن نفسه والصورة التي تقدمها عنه بعض وسائل الإعلام بكلّ أسف ، هي صورة الخطاب الجديد المختلف المتحرّر من « سورات » الانفعال والعاطفيّة والممثّل للنّخبة اللّيبراليّة والعلمانيّة في عالمنا العربيّ. وهذا محض ادّعاء وزيف وانتحال.و ما قرأناه في المدّة الأخيرة من مقالات عنيفة ذات نبرة سلفيّة واضحة تخوّن كلّ من نقد ظاهرة الإسلام السّياسي وبعض ممثّليها ،هو نتيجة لهذا الخلط الشّائع بين خطاب « الأصوليّة الجديدة » وخطاب من يؤمن بالمقاومة لكنّه يؤمن أيضا بضرورة نقد خطابها حتّى يكون أكثر عقلانيّة وأكثر نجاعة في إقناع الآخرين بعدالة قضايانا. فأن تنتقد حركة حماس في أدائها أو في خطابها لا يعني بالضّرورة أنّك ضدّ المقاومة ، وأن تنتصر لمبدإ المقاومة لا يعني بالضّرورة أنّك تتبنّى أطروحات حماس. تلك هي آليّة الاختزال المتحكّمة في « رؤية »الأصوليّة التّقليدية والأصوليّة الجديدة. الأولى تحاول إقناعنا « بأنّ المقاومة دون عصبيّة دينيّة لا تتمّ » ،والثانية تحاول أن تقنعنا بأنّ المقاومة أصوليّة والأصوليّة إرهاب والإرهاب من « محور الشّر ». لكن تجربة المقاومة الفيتناميّة ضدّ الاحتلال الأمريكيّ وتجربة المقاومة الفرنسيّة ضدّ الاحتلال النّازي شاهدان على تهافت الموقفين معا. ويخطئ البعض ممّن لا نشكّ في « حماسه » حينما يصوّر « النخبة العلمانية » منبتّة عن مجتمعها غريبة عن هوّيتها وهي لذلك « متخاذلة » معادية للمقاومة بل « متصهينة » كما جاء على لسان أحد « الباحثين « . إنّه قياس فاسد لأنّ مقدّماته فاسدة. ففضيلة التّجذّر أو تهمة الانبتات لا يحدّدهما الانتماء السياسي أو الإيديولوجي الخاضع في الغالب لسلطان الانفعالات وتقلّبات الهوى بل تحدّدهما المعرفة العلميّة المتخصّصة بحاضر المسلمين وتاريخهم. فكم من شيخ يحفظ عن ظهر قلب « المتون » و »شرح المتون » و »شرح شرح المتون » وهو غريب عن أمّته وهويّته وتاريخه لأنّه في انقطاع شبه كامل لا عن مكتسبات الفكر الحديث فحسب بل عن أهمّ ما أنتجه علماؤنا ومتكلّمونا وفلاسفتنا في العصور القديمة. ومن هذا المنطلق نرفض أن يتحوّل خطاب المقاومة إلى خطاب « مقدّس » غير قابل للمراجعة والنّقد. فترديد كلمة « الانتصار » مثلا لم يكن موفّقا -من وجهة نظرنا- في تقييم نتائج العدوان الأخير على غزّة. صحيح أنّ الانتصار أو الهزيمة يقاسان بمدى قدرة العدوّ على تحقيق أهدافه،وصحيح أنّ الحاجة إلى التّعبئة ورصّ الصفوف ورفع المعنويّات قد تفسّر سبب اللّجوء إلى لغة المجاز والرّمز ، وصحيح أيضا أنّ استبسال المقاومة الفلسطينية وصمودها واستعدادها للتّضحية بقادتها قبل مقاتليها لا يمكن إلّا أن يثير فينا مشاعر التّقدير والاحترام بل الإجلال، لكن يجب ألا ننسى أنّنا نخاطب رأيا عاما دوليّا زرعت وسائل الدّعاية الصهيونية في خلايا وعيه أنّ اليهود في كلّ الأزمنة والأمكنة هم الضحايا و المضطهدون والمهدّدون. ومن ثمّة هذه « التّعويذة » السّياسية التي تتواتر على ألسنة كلّ زعماء السياسة الأوربية: حماية أمن إسرائيل. ولا نعتقد أنّ الحديث عن الانتصار والقدرة على سحق الأعداء ووصفهم بـ « أخسّ الملل  » كما جاء على لسان النّاطق العسكري لكتائب عزّ الدين القسّام سيغيّر أو سيعدّل  من هذه الصّورة شيئا. في فن إخراج التراجيديا الفلسطنية من الضروري أن نتقن تقمّص دور « الضّحيّة » دون أن نكون في حاجة إلى دروس في المسرح والتّمثيل، ولا بدّ أن نتقن إخراج فصول « التّراجيديا الفلسطينية » على خشبة كلّ المسارح السّياسية في العالم. إنّ الّذين تعاطفوا معنا في فنزويلا وبوليفيا وبعض العواصم الأوربيّة لم يتعاطفوا معنا لأنّنا منتصرون أو منهزمون  بل لأنّنا ضحايا ولأنّ المئات من أطفالنا ونسائنا تحوّلوا إلى عجين من بقايا عظام ودماء و كتل من أجساد محروقة. تلك هي المشاهد التي حرّكت ضمائر بعض المثقّفين والجامعيين اليهود فأدانوا بكلّ شجاعة أخلاقيّة بربريّة الجيش الإسرائيلي واستهدافه للمدنيّين ،وأدانوا بالمثل ما نشره  » جامعيون فرنسيّون  » تبريرا لجرائم القتل والإبادة. تلك هي المعاني التي تضمّنها مقال جان دانيال في مقاله: « الأولويّة لغزّة » (Le Nouvel Observateur- n2308-le 29/01/2009 ) ،وتلك هي المواقف التي عبّر عنها  المؤرّخ اليهودي أندري نوشي في رسالة بعث بها إلى السّفير الإسرائيلي بفرنسا، وفيها  شبّه السّياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين بالسّياسة النّازية  والهتلريّة ،و عبّر عن خجله كيهودي ومقاوم خلال الحرب العالميّة الثانية من سياسة إسرائيل القائمة على »الاغتيالات » و « التوسّع الإمبريالي » و »سرقة الأراضي » والاستهانة « بقواعد الأخلاق اليهوديّة » وقيم « العدالة الإنسانيّة ». إنّ هذا النّوع من ردود الفعل على محدوديّته وضعف تأثيره يؤكّد أنّ الكيان الإسرائيلي بدأ يتحوّل تدريجيّا إلى عبء أخلاقي ، وقد يتحوّل إلى عبء سياسيّ إن أحسنت المقاومة أوّلا والدّول المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني ثانيا إدارة الصّراع والمواجهة. أخيرا، من بين المشاهد التّي ستظلّ عالقة في الذّاكرة –رغم أنّها جميعا تستوي في البشاعة والبربريّة والوحشيّة – ذاك المشهد الّذي نقلته جريدة الشّرق الأوسط (11/01/2009) وفيه تروي قصة  سائق إسعاف فلسطينيّ عثر على جذع الطّفلة الصّغيرة « شهد سعد الله » بعد أن نهشت  الكلاب الضّالة أطرافها وتغذّت من لحمها طيلة خمسة أيّام كاملة. والسّبب أنّ قوات الاحتلال لم تسمح لطواقم الإسعاف بالوصول إلى مكان الجريمة لانتشال الجثّة ودفنها. للكلاب عذر أنها كلاب رغم الفظاعة، لكن لا عذر لمن ينهشون القيم والمبادئ والحقائق باسم العقل والحداثة وحقّ الاختلاف، ولا عذر لمن يقدّم مصير الطفلة « شهد » بعد موتها أوّل درس من دروس ثقافة الحياة.  الطاهربن يحيى  كلية الآداب – منوبة المصدر : جريدة الموقف بتاريخ 13 مارس 2009 المصدر  :  إعادة نشر  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


نزار قباني في   تقرير سري جداً من بلاد قمعستان


لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان.. جميعهم هياكل عظميَّة في متحف الزمان.. تساقط الفرسان عن سروجهم.. وأعلنت دويلة الخصيان.. واعتقل المؤذنون في بيوتهم .. و ألغي الأذان.. جميعهم تضخمت أثداؤهم.. وأصبحوا نسوان.. جميعهم يأتيهم الحيض، ومشغولون بالحمل وبالرضاعة.. جميعهم قد ذبحوا خيولهم.. وارتهنوا سيوفهم.. وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان.. ما كان يدعى ببلاد الشام يومًا.. صار في الجغرافيا.. يدعى (يهودستان).. الله .. يا زمان.. لم يبق في دفاتر التاريخ لا سيف ولا حصان جميعهم قد تركوا نعالهم وهربوا أموالهم وخلفوا وراءهم أطفالهم وانسحبوا إلى مقاهي الموت والنسيان جميعهم تخنثوا… تكحلوا… تعطروا… تمايلوا أغصان خيزران حتى تظن خالدا … سوزان ومريما .. مروان الله … يا زمان… جميعهم موتى . ولم يبق سوى لبنان يلبس في كل صباح كفنًا ويشعل الجنوب إصرارًا وعنفوان جميعهم قد دخلوا جحورهم واستمتعوا بالمسك، والنساء، والريحان جميعهم مدجن، مروّض، منافق، مزدوج .. جبان ووحده لبنان يصفع أمريكا بلا هوادة ويشعل المياه والشطان في حين ألف حاكم مؤمرك يأخذها بالصدر والأحضان هل ممكن أن يعقد الإنسان صلحا دائما مع الهوان؟ الله … يا زمان .. هل تعرفون من أنا؟ مواطن يسكن في دولة (قمعستان) وهذه الدولة ليست نكتة مصرية أو صورة منقولة عن كتب البديع والبيان فأرض (قمعستان) جاء ذكرها في معجم البلدان … وأن من أهم صادراتها حقائبا جلدية مصنوعة من جسد الانسان الله … يا زمان .. هل تطلبون نبذة صغيرة عن أرض (قمعستان) تلك التي تمتد من شمال إفريقيا إلى بلاد نفطستان تلك التي تمتد من شواطئ القهر إلى شواطئ القتل، إلى شواطئ السحل، إلى شواطئ الأحزان . وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة ويفقأون أعين الأطفال بالوراثه ويكرهون الورق الأبيض، والمداد، والأقلام بالوراثة وأول البنود في دستورها: يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الإنسان الله … يا زمان .. هل تعرفون من أنا؟ مواطن يسكن في دولة (قمعستان) مواطن… يحلم في يوم من الأيام أن يصبح في مرتبة الحيوان مواطن يخاف أن يجلس في المقهى .. لكي لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان مواطن يخاف أن يقرب زوجته قبيل أن تراقب المباحث المكان مواطن أنا من شعب قمعستان أخاف أن أدخل أي مسجد كي لا يقال إني رجل يمارس الإيمان كي لا يقول المخبر السري: أني كنت أتلو سورة الرحمن الله … يا زمان .. هل تعرفون الآن ما دولة ( قمعستان)؟ تلك التي ألفها.. لحنها.. أخرجها الشيطان… هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟ حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج إلى قرار والشمس كي تطلع تحتاج إلى قرار والديك كي يصيح يحتاج إلى قرار ورغبة الزوجين في الإنجاب تحتاج إلى قرار وشَعر من أحبها يمنعه الشرطي أن يطير في الريح بلا قرار.. ما أردأ الأحوال في دولة (قمعستان) حيث الذكور نسخة عن النساء  حيث النساء نسخة من الذكور حيث التراب يكره البذور  وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور وصاحب القرار يحتاج إلى قرار تلك هي الأحوال في دولة (قمعستان) الله … يا زمان .. يا أصدقائي: إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان ليس لها شوارع ليس لها أرصفة ليس لها نوافذ  ليس لها جدران ليس بها جرائد  غير التي تطبعها مطابع السلطان عنوانها؟ أخاف أن أبوح بالعنوان كل الذي أعرفه أن الذي يقوده الحظ إلى مدينتي يرحمه الرحمن… يا أصدقائي: ما هو الشعر  إذا لم يعلن العصيان؟ وما هو الشعر إذا لم يسقط الطغاة … والطغيان؟ وما هو الشعر إذا لم يحدث الزلزال في الزمان والمكان؟ وما هو الشعر إذا لم يخلع التاج الذي يلبسه كسرى أنوشروان؟ من أجل هذا أعلن العصيان باسم الملايين التي تجهل حتى الآن ما هو النهار وما هو الفارق بين الغصن والعصفور وما هو الفارق بين الورد والمنثور وما هو الفارق بين النهد والرمانة وما هو الفارق بين البحر والزنزانة وما هو الفارق بين القمر الأخضر والقرنفلة وبين حد كلمة شجاعة، وبين خد المقصلة … من أجل هذا أعلن العصيان باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان باسم الذين انتزعت أجفانهم واقتلعت أسنانهم وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان باسم الذين ما لهم صوت … ولا رأي … ولا لسان .. سأعلن العصيان … من أجل هذا أعلن العصيان باسم الجماهير التي تجلس كالأبقار تحت الشاشة الصغيرة باسم الجماهير التي يسقونها الولاء بالملاعق الكبيرة باسم الجماهير التي تركب كالبعير من مشرق الشمس إلى مغربها تركب كالبعير .. وما لها من الحقوق غير حق ألماء والشعير وما لها من الطموح غير أن تأخذ للحلاق زوجة الأمير أو إبنة الأمير .. أو كلبة الأمير .. باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم حزمة البرسيم … يا أصدقاء الشعر: إني شجر النار، وإني كاهن الأشواق والناطق الرسمي عن خمسين مليونًا من العشاق على يدي ينام أهل الحب والحنين فمرةً أجعلهم حمائما ومرة أجعلهم أشجار ياسمين يا أصدقائي … إنني الجرح الذي يرفض دوما سلطة السكين .. يا أصدقائي الرائعين: أنا الشفاه للذين ما لهم شفاه أنا العيون للذين ما لهم عيون، أنا كتاب البحر للذين ليس يقرأون أنا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون أنا كهذا العصر، يا حبيبتي أواجه الجنون بالجنون وأكسر الأشياء في طفولة  وفي دمي، رائحة الثورة والليمون … أنا كما عرفتموني دائما هوايتي أن أكسر القانون أنا كما عرفتموني دائما أكون بالشعر .. وإلا لا أريد أن أكون .. يا أصدقائي: أنتم الشعر الحقيقي ولا يهم أن يضحك … أو يعبس … أو أن يغضب السلطان أنتم سلا طيني … ومنكم أستمد المجد، والقوة، والسلطان .. قصائدي ممنوعة … في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة قصائدي ممنوعة … لأنها تحمل للإنسان عطر الحب، والحضارة قصائدي مرفوضة … لأنها لكل بيت تحمل البشارة يا أصدقائي: إنني ما زلت بانتظاركم لنوقد الشرارة …


خـاص بالصباح الأسبوعي: تعديلات منتظرة في مجلة الطرقات

** هكذا سيتمّ تجريم مخالفات الرّادار الأوتوماتيكي ** عقوبات جديدة لمن لا يضع لوحة التسجيل أو يحجب جزءا منها ** الرادار الأوتوماتيكي لن يرفع إلاّ المخالفات التي تتجاوز فيها سرعة العربة السرعة المحدّدة بـ 20 كلم ** الخطايا ستحرر باسم صاحب العربة مع إمكانية الاعتراض


تونس- الأسبوعي: ستشهد مجلة الطرقات مرّة أخرى تعديلات لبعض فصولها في إطار الحرص على دعم الأمن والسلامة على الطرقات لفائدة مستعملي الطريق ومسايرة التقنيات الحديثة وتحديدا تركيز جهاز الرّادار الأوتوماتيكي في عدد من النقاط… بما من شأنه إضفاء المزيد من الشفافية والنجاعة على تطبيق أحكام مجلة الطرقات. وعلمنا في هذا السياق أنّ التعديلات الجديدة تعلّقت كذلك بإقرار أحكام إضافية لتجريم «الجولان بعربة غير مجهزة  بلوحتي التسجيل اللازمتين» أو «الجولان بعربة تعمّد سائقها حجب لوحة تسجيلها كليا أو جزئيا» إضافة لضبط الإجراءات المرتبطة بالآلية الجديدة لمراقبة السرعة بالرادار الآلي. المخالفة وكانت مصالح المرور بادرت خلال العام الماضي إلى تركيز عدد من أجهزة الرادار الآلي في بعض النقاط السوداء على شبكة الطرقات في إطار تكثيف المراقبة على الطرقات لتحسين مستوى السلامة المرورية ومسايرة التقنيات الجديدة لمعاينة مخالفة تجاوز السرعة… وعلى اعتبار أنّ مجلة الطرقات في صيغتها الحالية لا تتضمن أحكاما تتعلق بمعاينة مخالفات المرور بالاستعانة بتجهيزات الرادار الآلي دون تحرير محضر فوري من قبل أعوان المرور، فقد تضمّنت التعديلات الجديدة أحكاما لاعتماد المراقبة الآلية للعربات عند تجاوز السرعة القصوى المسموح بها بعشرين كيلومترا في الساعة أو أكثر وذلك باعتبار أنّ الرادار الآلي يعاين لوحة  تسجيل العربة. حق الاعتراض وتضمّنت التعديلات تحديد إجراءات الإعلام بالمخالفة عن طريق رسالة مضمونة الوصول إلى مالك العربة في أجل زمني سيتمّ تحديده بمقتضى أمر. كما تمّ تمكين مالك العربة من ممارسة حقّه في الاعتراض بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع الإعلام بالتبليغ إلى الجهة الصادر عنها الإعلام بالمخالفة مع الإدلاء بالهوية الكاملة لمرتكب المخالفة الذي يمكنه بدوره ممارسة حقّه في الاعتراض وفقا للإجراءات ذاتها. وقد ضبطت ـ التعديلات التي سيتم إدخالها ـ الآجال والإجراءات المتعلّقة بهذا الأمر والمتمثّلـة أساسا في توجيه نسخة من الإعلام بالمخالفة إلى قابض المالية بانقضاء آجال الاعتراض ومضاعفة مبلغ الخطية بانقضاء  15 يوما من تاريخ توصّل القابض بنسخة من الإعلام. إجراءات ويتولّى قابض المالية توجيه نسخة من الإعلام إلى السجل الوطني لجرائم الجولان في حال انقضاء هذا الأجل دون خلاص مبلغ الخطية وتعتبر من ذلك التاريخ رخصة السياقة معلقة الصلوحية، ونظرا إلى أنّه لا يمكن تعليق رخصة السياقة بالنسبة للشخص المعنوي فقد تمّ تعويض هذا الإجراء بحجز شهادة تسجيل العربة موضوع المخالفة إلى حين خلاص الخطية. لوحات التسجيل وتضمّنت التعديلات الجديدة في جانبها الآخر أحكاما إضافية تتعلّق بتعمّد بعض الأشخاص الجولان بسيارة أو شاحنة غير مجهّزة بلوحتي التسجيل اللازمتين أو تعمّد حجبهما كليّا أو جزئيّا. ومعلوم أن الأمر المؤرخ في 24 جانفي 2000 الجاري به العمل حاليا ضبط القواعد الفنية لتجهيز وتهيئة العربات تجهيز العربة بلوحتي تسجيل (أو لوحة واحدة) تثبتان بصفة غير قابلة للنزع، وتضمنت مجلة الطرقات تجريم الجولان بعربة تحمل رقم تسجيل ليس رقمها الأصلي دون التعرض إلى حالتي الجولان بعربة غير مجهزة بلوحة التسجيل والجولان بعربة تمّ حجب لوحة تسجيلها كليّا أو جزئيا. عقوبات وعلى هذا الأساس فقد تضمنت التعديلات المدخلة على أحكام مجلة الطرقات إضافة حالتي «الجولان بعربة لا تحمل لوحتي تسجيل بالنسبة إلى العربات الخاضعة إلى إلزامية تجهيزها بلوحتين أو غير مجهزة بلوحة تسجيل بالنسبة إلى العربات الخاضعة إلى إلزامية تجهيزها بلوحة واحدة» و«الجولان بعربة تعمّد سائقها حجب لوحة تسجيلها كليا أو جزئيا» إلى الحالات المستوجبة لعقوبات جزائية. كما تضمنت التعديلات إقرار إمكانية حجز العربات على ذمة القضاء عند معاينة هذه المخالفات. وعلمنا في ذات السياق أن التعديلات الجديدة ما تزال محلّ درس ومراجعة لمزيد التعمّق في مختلف جوانبها وخصوصا التقنيات الجديدة المستعملة في ضبط المخالفات المرورية عن طريق جهاز الرّادار. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 مارس 2009)

بن قردان القبض على 100 «حارق»


بن قردان – الأسبوعي: تمكن أعوان الحرس الحدودي ببن قردان بالتنسيق مع أعوان الديوانة منذ أيام من إلقاء القبض على مجموعة تفوق الـ 100 شاب يستعدون لـ«حرقان» عبر الصحراء وقد تبين أن بعض الموقوفين صدرت ضدهم بطاقات تفتيش وقد أحيلوا جميعا بحالة إيقاف على النيابة العمومية بابتدائية مدنين. المريمي بولبابة (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 مارس 2009)

بعد الخبريْن السّاريْن اللذيْن زفّـتهما الحكومة الناس فـي انتظـار الخبر السعيد الثالـث


نزل خبر إلغاء تقديم الوقت القانوني بساعة بداية من موفى الشهر الجاري على قلوب التونسيين بردا وسلاما خصوصا والجميع يتوجسّ منها خيفة لحلول شهر رمضان المعظم في عز الصيف.. شهر سيطول فيه يوم الصائم ويقصر ليله بما يعنيه ذلك من معاناة ومخاطر صحية. و«زيادة الساعة»  لم يجن منها المواطن غير التعب ولم توفرّ له على مستوى الانفاق العائلي شيئا يذكر ففواتير الكهرباء ظلّت كما هي مصرّة على مواصلة الارتفاع رغم المجهودات المبذولة من قبل الفرد والمجموعة للاقتصاد في الطاقة.. وحتى ما أعلن عنه رسميا من اقتصاد في استهلاك الطاقة لم يعد منه بالنفع على العائلات أي شئ.. بل بالعكس فحتى أسعار الفوانيس المقتصدة للطاقة تضاعف سعرها في وقت كنّا ننتظر انخفاضها. ولعلّ لتراجع أسعار النفط دورا في تشجيع أصحاب القرار على إلغاء تقديم الوقت القانوني على اعتبار أن قرار التعديل جاء على خلفية التهاب أسعار النفط وفي إطار استراتيجية متكاملة للاقتصاد في استهلاك الطاقة.. ورغم أن هذا التراجع حمل معه في الآن نفسه بوادر أزمة اقتصادية عالمية عاصفة فإن التونسي البسيط لا يقدر أن يقول الاّ مصائب قوم عند قوم فوائد. ولأن الأزمة لا تحمل الأخبار السيئة فقط فقد سرّت الحكومة التونسي للمرّة الثانية على التوالي خلال أسابيع بعد أن كانت أعلنت عن التخفيض بـ 50 مليما في سعر الوقود منذ مدة قصيرة.. تخفيض ان كان لا يغني ولا يسمن من جوع فإنه على الأقل قادر على «إسكات» هذا الجوع لمدة قصيرة. وبما أن شهيّة التونسي – المغلقة منذ مدّة في وجه مثل هذه الاخبار السارة – فُتحت فإنّ الأمل ان تزفّ له الحكومة في القريب العاجل خبر التخفيض في سعر الكهرباء الذي ارتفع خلال السنة المنقضية بما  يناهز الـ %30 حسب بعض الجهات المطلعة وغير الرسمية وأضرّ بميزانية العائلات وخصوصا منها المحدودة والمتوسطة الدخل ضررا إن لم يكن فادحا فواضحا. خبر ثالث سار نأمل أن يزّف للشعب أفلم يقل المثل الفرنسي Jamais deux sans trois… فما رأي حكومتنا يا ترى؟ حافظ الغريبي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 مارس 2009)

نهاية الشهر وبحضور 400 مشارك من العالم ندوة الليونس الدولية للبحر المتوسط تعقد بتونس


تونس ـ الاسبوعي: تلتئم من 26 الى 29 مارس الجاري وتحت سامي اشراف سيادة رئيس الجمهورية الندوة 12 لليونس البحر الابيض المتوسط.. التي تنظمها الجمعية الدولية لأندية «ليونس» والتي اختارت أن تدور فعالياتها هذه السنة في تونس.. وقد عقدت هيئة ادارة اقليم 414 لأندية ليونس (الذي يضم كامل أندية البلاد) ندوة صحفية لكشف الأضواء عن هذا المؤتمر. وفي مفتتح حديثه ذكر السيد محمود الشاوش منصور الرئيس (المرحوم) للأقليم أنّ تونس شهدت الانطلاقة الحقيقية لهذه التظاهرة السنوية عندما انعقدت بها في سنة 1998 تحت سامي إشراف رئيس الدولة آنذاك وبحضور 500 مشارك و14 سفيرا.. فخلال تلك الندوة تقرر بعث مرصد متوسطي رأى النور خلال مؤتمر مالطا في سنة 1999 ويهدف هذا المؤتمر السنوي الذي ينعقد كل سنة بدولة من دول المتوسط إلى مساهمة أندية ليونس في إنقاذ المتوسط من خلال فرصة اللقاء وتبادل الأراء والمقترحات والانصات للخبراء وإصدار جملة من التوصيات في الغرض ويتم سنويا تناول 3 محاور تتعلق بالاقتصاد والعلاقات الانسانية والاجتماعية والمحيط. ورغم أن فكرة هذا اللقاء تعود لـ 23 سنة فإن الانطلاقة الفعلية جاءت من تونس وتواصل العمل بها بانتظام وبمشاركة كل أندية ليونس بدول المتوسط لذلك ينتظر أن يحل هذه السنة 400 مشارك من ضمنهم 200 من دول المتوسط كما سيسجل لأول مرة حضور ممثلين عن أندية ليونس العراق الذين ينتمون لإقليم الأردن لبنان وكذلك وفود من كل من الكونغو والكوت دي فوار وبوركينافسو والولايات المتحدة الامريكية وسيفتتح الندوة السيد نذير حمادة وزير البيئة والتهيئة الترابية ويختتمها رئيس اللجنة الوطنية لحماية البيئة وجمالية المحيط السيد المهدي مليكة. وستتعلق محاور هذه الندوة بحماية المحيط للأجيال القادمة في عمومياته وبدور المرأة في الاقتصاد المتوسطي في محور الاقتصاد وبلقاء الحضارات: المتوسط رجال وثقافات في محور العلاقات الانسانية والاجتماعية والمتوسط.. بحر يستوجب الحفاظ عليه في محور المحيط وعلى اعتبار أن دورة السنة المنقضية التي كان مبرمجا عقدها بلبنان لم تلتئم للظروف الحرجة التي مرّ بها البلد قرر المنظمون هذه السنة أن يتم إحياء إحدى السهرات على الطريقة اللبنانية تكريما لهذا البلد.. كما علمنا أنه تم رفض حضور أندية من اسرائيل لأن أعضاءها رغبوا في رفع العلم الاسرائيلي وهو ما رفضه المنظمون.. وللاشارة فإن عددا من أندية ليونس في تونس تعمل على مد يد المساعدة للبرامج البيئية اضافة للبرامج الصحية والانسانية. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 مارس 2009)


وات:صدور العدد الاول من مجلة / رؤى /


 

تونس 13 مارس 2009 (وات) تعزز المشهد الثقافي والإعلامي في تونس مؤخرا بصدور مجلة جديدة تحمل عنوان / رؤى/ وهي مجلة شهرية مستقلة فكرية ثقافية سياسية اجتماعية وأوضح السيد رضا الملولي المدير المسؤول ورئيس تحرير هذه المجلة في الافتتاحية أن مجلة / رؤى/ هي عنوان على التعدد والاختلاف والمواطنة وما كان لهذه المجلة أن ترى النور كصوت للعقل والحرية لولا دعم وثقة الرئيس زين العابدين بن علي إيمانا من سيادته بقدرة الكلمة الحرة على النفاذ والإقناع والتغيير. وأكد أن هذه المجلة تناضل في سبيل التحديث الاجتماعي والسياسي وتدافع عن ثوابت التغيير في تونس كما رسمها رئيس الدولة ممثلة في التحديث الاجتماعي والسياسي والتعددية الفكرية والسياسية والوفاق الاجتماعي ويحتوى هذا العدد الأول على مجموعة من المقالات والدراسات موزعة عبر أركان قارة هي / أبعاد/ و/ الملف الفكري السياسي/ و/ حوار العدد/ و / جدل/ و / كتاب العدد/ و / شخصية العدد/ و / عيون المقالات / و/ إصدارات/ وأركان تضم مقالات تناولت بالدرس مواضيع فكرية وسياسية وفلسفية بإمضاء شخصيات ثقافية وسياسية. وقد انتظم يوم الجمعة بأحد نزل العاصمة حفل استقبال احتفاء بهذا المولود الثقافي الجديد وذلك بحضور عدد كبير من أهل السياسة والفكر والثقافة والإعلام.

(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 13 مارس 2009)


سوق أسبوعية تقلق أهالي خنيس


بقلم : عامر عياد
يشتكي عدد من متساكني مدينة خنيس من ولاية المنستير من انتصاب السوق الأسبوعية أمام منازلهم مما يحد من حرياتهم الشخصية آخر كل أسبوع و يجعلهم عرضة لفحش ما يتسرب من أفواه المنتصبين من بذيء الكلام …و قد كان موقع السوق مؤقتا حين انتصابه إلى حين إيجاد مكان ملائم حسب وعد السيد رئيس بلدية المكان..و قد تفهم حينئذ الأهالي التماس البلدية لما يمثله السوق من أهمية إلا أن الوعد مر علية أكثر من عشريتين من الزمن ليصبح موقع السوق موقعا دائما وتدوم معه معاناة الأهالي و ماساتهم. لم يبق السكان مكتوفي الأيدي بل اتصلوا بالسيد رئيس البلدية و السلطات المحلية الذين ماطلوهم ووعدوهم و لكن كان وعدهم هباء منثورا و هو ما جعل الأهالي يلتجئون إلى السيد وزير الداخلية و السيد والي المنستير عبر عريضة أمضى عليها  أكثر من سبعين من المتضررين..كما سلطت قناة تونس 7 الضوء على بعض معاناة الأهالي في ذات نشرة للأنباء بثت في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2008 ورغم كل ذلك تواصلت معاناة الأهالي الذين حرموا من التمتع براحتهم الشخصية حيث لا يمكنهم استعمال وسائل نقلهم الخاصة إضافة إلى ما يتركه الباعة من فضلات و أوساخ و روائح كريهة خاصة روائح ماء غسل الأسماك أمام المدرسة الإعدادية ..هذا إضافة إلى ما يحدثه الباعة من ضوضاء و ما يصدر من البعض منهم من ألفاظ و عبارات لا أخلاقية على مسمع أبناءهم وزوجاتهم..كما أن موقع السوق يعطل حركة المرور تعطيلا كاملا بكل من شارع الحبيب بورقيبة و شارع ابن خلدون و نهج ليبيا و الانهج و الشوارع المتصلة بحيث لا يمكن عند الحالات الطارئة و المتأكدة دخول سيارات الإسعاف و الإطفاء كما حدث يوم السبت28 فيفري الفارط حيث جد حريق لم تستطع سيارات الإسعاف التدخل لاطفاءه و كادت السنة اللهب تمتد إلى انانيب الغاز لولا حزم و المجهود الكبير الذي بذله رجال الإطفاء. ورغم كل ذلك لم ييأس الأهالي بل عاودوا الاتصال بالسيد رئيس المجلس البلدي و حضروا بكثافة في دورة شهر نوفمبر لينتزعوا حسب ما هو مسجل في محضر الجلسة وعدا جديدا يقتضي بتحويل مكان السوق قبل شهر مارس 2009  إلا أن دار لقمان بقيت على حالها و استمرت معاناة الأهالي و تأبدت مقاساتهم و ماساتهم لتصبح كل ما يتردد عن جودة الحياة و حق الإنسان في ذا العيش الكريم و الحياة المترفة مجرد شعار للاستهلاك ..و لم يدخل اليأس في نفوسهم بل عاودوا الاتصال بالسيد الوالي و السيد وزير الداخلية عبر عريضة إمضاء حوالي مائة من المتضررين يطالبون فيه السلطات بالتدخل العاجل لوقف معاناتهم و استهتار السلطات المحلية بمشاغلهم وكلهم أمل بان تستجيب السلطات إلى نداءاتهم و استغاثتهم.


نساء القيروان ينشدن البركة من مزاراتها


آمال الهلالي   أمال الهلالي من القيروان: تعيش مدينة القيروان 160 كم جنوب العاصمة على وقع الاحتفالات بتظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية »في 2009 وقد انطلقت الاحتفالات الرسمية يوم 10 مارس لتتواصل على مدار سنة كاملة وكانت ضربة البداية بعرض فرجوي احتضنته الساحة الخلفية لمسجد عقبة بن نافع تحت عنوان »القيروان الخالدة » للموسيقي مراد الصقلي والكاتب علي اللواتي والمخرج الياس بكار وهي ملحمة تاريخية تتألف من سة لوحات فنية تروي بأسلوب مشهدي وبتقنيات ضوئية وسمعية بصرية متطورة تاريخ هذه المدينة الإسلامية كمركز ديني روحي وأدبي وعلمي وفني فضلا عن إبراز فقهاءها وعلماءها ومبدعيها.إيلاف قامت بجولة في هذه المدينة وكانت لنا وقفات في بعض المحطات التي تحتل مكانة روحية كبيرة في نفوس »القراوة ».   بركات سيدي الصحبي وتضرع النساء…  لم تخفي مريم فرحتها بعد ختان ابنها علي في مقام « سيدي الصحبي » وهاهي تعود بعد أسابيع للتبرك والتقرب لضريحه وتدعو لها و لولدها بدوام الصحة والعافية شأنها شأن نساء كثيرات أرامل ومطلقات ومتزوجات يتقربن ويتضرعن لضريح هذا الصحابي الجليل أبي زمعة البلوي والذي فاقت شهرته حدود تونس. سيدي الصحبي الذي يتمتع بمكانة دينية كبيرة في نفوس « القراوة » سكان البلاد الأصليين يقصده آلاف الزوار من مسافات طويلة لاسيما في المناسبات الدينية وقد دفن جثمانه في موضع القيروان قبل تأسيسها ويذكر أن هذا الصّحابي الجليل يحمل معه شعيرات من الرّسول صلى الله عليه وسلّم ويعتبر أبو زمعة البلوي الشخصيّة المقدّسة الأكثر زيارة من قبل كل التونسيين وفي مقامة تعقد الزيجات ويختن الصّبية وإليه تهدى أوّل زربية تنسجها الفتاة القيروانيّة.   بروطة: زمزم القيروان محطتنا الثانية من خلال الجولة التي قمنا بها في مدينة القيروان قادتنا « لبئر بروطة »حيث دعانا أحد القائمين على هذا البئر إلى شرب حفنات من ماءه والذي تقول الأساطير الشعبية أن « من شرب من ماءه عاد إلى القيروان باءذن الله » كما كتبت على أحد جدران المدخل عبارة » لكل مدينة زمزمها وزمزم القيروان هو ماء بروطة ».ويعتقد سكان المدينة العتيقة بالقيروان أن ماء هذا البئر قادمة بعد رحلة طويلة من الأراضي المقدسة بالجزيرة العربية وبأن ماءه قادر على علاج كل أنواع الأمراض المستعصية. والمثير في هذا البئر هو ذاك الجمل المعصوب العينين الذي يقوم بحركة دوران مستمرة بهدف استجلاب الماء من قعر البئر وقد قيل لنا من أحد الشيوخ أن موقع البئر كمارواه له أجداده يعود لكلب من فصيلة « سلوقي » تخلف عن قافلته وقادته عملية نبش التربة إلى انبثاق عين ماء صافية في مكان يعتبرونه في ذلك الوقت صحراء مقفرة ليتم اثر ذلك حفر البئر التي سميت باسم الكلب « بروطة ». لكن الوقائع التاريخية المدونة تقول غير ذلك وتنسب إحداث هذه البئر لهرثمة بن أعين لما كان واليا على إفريقية سنة 180هـ/796م. ليتولى من بعده الباي محمد بن مراد إعادة بناء المعلم بصورة جذرية عند إقامته بالقيروان سنة 1101هـ/1690م.   الكاملة… وسيدي الصحبي عرجنا في إطار جولتنا في مدينة القيروان لمتحف الزربية هذا المعلم التاريخي الشهير والذي يحتوي كما أكد لنا أحد المسؤولين عن المتحف على منسوجات تعود للقرن الثامن عشر وعلى أول زربية قيروانية في التاريخ « الكاملة » وتعود لصانعتها الكاملة بنت محمد الشاوش أصيلة القيروان وقامت بنسجها سنة 1828 لتنتهي منها سنة 1830 ثم أهدتها للصحابي أبي زمعة البلوي وتتميزهذه الزربية بأشكالها وزخرفتها المستوحاة من التراث الإسلامي والمخيال الشعبي على غرار جناح الخطاف وعود المشموم والفانوس وخمسة » للا فاطمة » كذلك زربية « القطيف »وتعود للقرن 18 وهي زربية بدوية تعتمد كغطاء وسجاد في نفس الوقت وتتميز بألوانها الفاقعة وزخرفتها وكانت في تلك الفترة تنسج من قبل الرجال نظرا لما تتطلبه من مجهودات بدنية مضاعفة لحياكتها وتستمد موادها الأولية من وبر الجمال وصوف الخرفان وشعر الماعز. محدثي أكد أنه من عادات فتيات القيروان أن تقوم بإهداء أول زربية تنسجها بنفسها إلى مسجد أو ضريح صحابي جليل وولي صالح. مقروض « العمراني » نهاية المطاف والرحلة قادتنا »للعمراني » أحد أشهر تجار المقروض القيرواني الأصيل والذي فاقت شهرته حدود القيروان حيث يأتيه حرفاءه خصيصا من ليبيا والجزائر ومن كامل محافظات تونس وقد أكد لنا أحد أبناءه أن صناعة المقروض ورثوها أبا عن جد.والمقروض هو عبارة على نوع من الحلويات المصنوعة من السميد والمحشوة بالتمر والمغموسة في العسل وهي شبيهة ب »المعمول »عند الخليجيين.   (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 15 مارس  2009)


     بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

الرسالة رقم 568 على موقع تونس نيوز

بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي  حسبما أكد السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن الأزمة المالية العالمية كان تأثريها طفيف و كاد لا يذكر في بلادنا و مرت بسلام


طالعنا يوم الأحد 15-03-2009 بجريدة الصباح فحوى كلمة السيد عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية و عضو الديوان السياسي للتجمع بمناسبة إشرافه على منبر حرب إطارات بولاية تونس و قد بشرنا الأخ بن ضياء بأن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في بلادنا و تأثيرها طفيف و كادت لا تذكر كلام ممتاز و هام ومفيد و مطمئن وهو ينفي التخوفات و يشجع على مواصلة المفاوضات الإجتماعية للزيادة في الأجور و المراتب و تحسين ظروف العيش الكريم للعمال و الموظفين و أعوان الدولة و قد سمعنا في البداية إن الأزمة المالية العالمية كان لها تأثيرا واضحا على الوضع العام ربما ينعكس هذا على الزيادات في الأجور لسنة 2009 و هناك من أكد و صرح و أصرا على أن الأزمة لها انعكاسات على تونس و الدول العربية جمعاء و لكن جاء خطاب وزير الدولة الناطق الرسمي بإسم رئيس الجمهورية ليؤكد و يطمئن الناس و هذا الشيء إيجابي و هام و مفيد و يبشر بالخير و الحمد لله مرت الأزمة دون تأثير على بلادنا *- أما النقطة الثانية التي تعرض إليها الأخ المشرف على المنبر الحر حول أبواق الدعاية في الخارج  و قال حرفيا الجمعيات لا يجب أن تكون بوقا لتشويه الإنجازات و المكاسب و الإساءة للبلاد و هذه النقطة لها أبعادها و مفهومها و مغزاها و لها تحاليل خاصة و شرحا ضافيا و سردا شاملا و طرحا لمفهوم المواطنة و بصراحة المناضل الغيور و واقعية الوطني الصادق و بفكر نير و عقل نزيه و لعل المقالات التي نشرتها طيلة 3 أعوام و 10 أشهر عبر هذا الموقع الإعلامي الديمقراطي و التي وضعت أغلبها أو جلها في كتابي بعنوان الوفاء الدائم للرموز و الزعماء و الشهداء الأبرار الذي حجزته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث منذ يوم 23-07-2008 في رفوف المكتبة الوطنية و رغم المقالات و الرسائل المفتوحة للمسؤولين الكبار فهو لازال رهين الحبس الإحتياطي حتى يفرجها الله و قد كان الرئيس وضع حد لكل أشكال الممارسات و قرار سيادة الرئيس واضحا في إلغاء الإيداع القانوني كما أكد يوم 10-02-2009 على دعم الكتاب و قال فليكتبوا و ليكتبوا و الأخ عبد العزيز بن ضياء لا شك أنه إطلع على كتابي الذي أهديت نسخة منه للأخ يوم 29-07-2008 و هي النسخة الثانية بعد النسخة الأولى التي أهديتها إلى رئيس الجمهورية سيادة الرئيس . و كما أسلفت الأخ بن ضياء قد إطلع على فحوى كتابي لماذا لم يتحرك و لماذا لم يبادر بالرد برسالة تشجيع خاصة وهو إبن مناضل حضر و شارك في مؤتمر قصر هلال عام 1934 و الكتاب يحتوي على مناقب و خصال و بصمات و إنجازات العهد البورقيبي و رموز الحركة الوطنية و الأخ عبد العزيز عمل طويلا في حكومة الزعيم بورقيبة و تحمل مسؤولية كبرى في الحزب الحاكم خطة مديرا للحزب الإشتراكي الدستوري و يعلم الأخ بن ضياء أن بعضهم تنكروا للعهد البورقيبي و هناك من تحامل على الزعيم و منهم أشخاص قاموا بطبع كتب جديدة و حظيت بالدعم و التشجيع و وقع توزيعها و ترويجها و الإشادة بها في الصحف و خاصة الصباح و وجدت الدعم و وزارة الأشراف سهلت لهم كل الظروف و منحتهم التأشيرة أو الترخيص أو رفع الرقابة هذه بعض الصيغ التي برزت و أصبح معمول بها أي هناك مكيالين مكيال للوزارة سهلا و آخر ممنوعا و محبوسا المكيال الأول : لمن يخدش في تاريخ الماضي و يتحامل بعضهم أساءة إلى الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله . المكيال الثاني : يفرض على صاحب كتاب الوفاء الدائم لماذا لأن الكتاب يذكر خصال و مناقب الزعيم الحبيب بورقيبة و يتكلم بالصراحة و الوضوح و يذكر خصال الرجال البررة و ينشر الرسائل المفتوحة للمسؤولين و يتحدث على الأخلاق الفاضلة و خصال الزعماء و دور بعض القادة و دور الإعلام و ما أدراك ما الإعلام . ذكرت هذه المحاولة الجريئة حتى أجدد تأكيدي و أقوالي و مذكراتي التي وردت في كتابي و في مقالاتي التي نشرتها بعد طبع الكتاب و قلت فيها أن المواطنة و الوطنية لا تباع و لا مزايدة عنها و لكن التصرفات هي التي تفرز عناصر فاعلة تتحرك على الساحة بأكثر حرية أم أن كل من يكتب أو يعبر بحرية و جرأة فهو بوقا فهذا ينبغي أن يفتح فيه بسرعة حوار حر نزيها و ديمقراطي و على الهواء و دون إختيار الأشخاص حتى يدلو كل واحدا بدلوه و بصراحة و وضوح و بدون حكر الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب وقتها تبرز الحقيقة للرأي العام التونسي و تظهر قيمة الرجال و الوطنية الخالصة أم الإساءة للبلاد أو بوقا للخارج فهذا مرفوضا على الجميع و لكن أيظا لا يمكن نستعمل الأموال لتلميع الصورة على حساب عيش المواطنين و تشغيلهم و هذا أيضا بوقا لكن المواطن الصالح هو الذي يكتب و لو في مواقع الانترنات العالمية بوضوح و من ماله وقوة عياله و يتكلم من أجل الإصلاح و المصالحة و الوئام و الدفاع على المهمشين و ضعاف الحال و المقهورين و الإعلام الذي لا يواكب مشاغل الناس و يقوم بالتعتيم الإعلامي و لم يحترم الرأي الآخر فهذا من حقنا أن نكتب فيه بكل قوة و صدق و في المقابل نرجوا مواقف واضحة من من يشتمون الزعيم و نقول لأخونا الأكبر لماذا وقع الصمت عندما تتحامل الأقلام على الزعيم بورقيبة و تسيء إليه أتذكر هذا و لا نخاف أحدا إلا من الله سبحانه و تعالى و إذا كانت مقالاتنا تقلق بعضهم نرجوا توضيح هذا الأمر حتى نفهم الحقيقة لماذا هذا الخوف و الإنزعاج بينما الرئيس بن علي أوضح و أكد و يؤكد على أن يتحمل الكتاب مسؤولياتهم و قال فليكتبوا و ليكتبوا و هذا ما قاله يوم 10-02-2009 بمناسبة إستقباله للسيدة جميلة الماجري رئيسة إتحاد الكتاب و كلام الرئيس مازال لم يجف حبره نرجوا بكل لطف أن تقولوا لنا بصراحة هل بعد كلام الرئيس كلام آخر أم ماذا ؟؟؟ قال الله تعالى :  » سيجعل الله بعد يسر يسرا  » صدق الله العظيم   
محمـد العـروسـي الهانـي مناضل يريد الخير للوطن ويطمح لدعم العدل السياسي والتنموي في تونس الهاتف: 22.022.354


تفسير آخر للأزمة المالية العالمية.. الإفقار المتعمد

  


همام الشماع (*)   إذا كانت الأزمة المالية الحالية التي يمر بها العالم هي نتاج الإفراط والتفريط، الإفراط « في التمويل لصالح الربح الوفير » والتفريط « بالأمان لصالح ركوب المخاطر العالية »، فإننا نعتقد أيضا أن فقاعة الاقتصاد المالي التي نجمت عن « الإفراط والتفريط » قد أدت إلى انتفاخ الاقتصاد الحقيقي الذي ظهر بشكل ارتفاعات مغال بها في قيم الأصول بكل أنواعها الحقيقية والمالية، والمادية الملموسة والكامنة، والظاهرة والخفية. ولقد نجم عن هذا الانتفاخ شعور بالإثراء لدى الدول والأفراد أفرز بدوره ميلا نحو نمو الإنفاق والاستهلاك في الاقتصادات المتقدمة وانتقل منها إلى الاقتصادات الناشئة عبر الطلب المتزايد على صادرات هذه الدول التي انتعشت اقتصاداتها الحقيقية ولكن تأسيسا على فقاعة الاقتصاد المالي للدول المتقدمة. وهكذا كانت العولمة المالية وسيلة لنقل الفقاعة إلى كل الاقتصاد العالمي. فالدول ذات الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند اللتين تضمان أكثر من ثلث سكان الكرة الأرضية (بنسبة 37.1%) حسب بيانات 2009 بدأت تحقق بفضل انتشار فقاعة الاقتصاد المالي العالمية نموا متسارعا نجم عن تزايد الطلب على صادراتها ومكنها من الحصول على فوائض تجارية عالية رفدت وعززت النمو. ونتيجة لهذا النمو الكبير في الناتج المحلي العالمي الذي ارتفع إلى ما يقرب من ثمانية أمثال ما كان عليه منذ 1950 مرتفعا من حوالي سبعة تريليونات دولار إلى ما يقارب الخمسين تريليونا في 2008 في وقت تزايد السكان بأكثر من الضعف فقط من ثلاثة مليارات إلى 6.6 مليارات في 2008، نتيجة لذلك فقد أصبحت المنافسة على الموارد خصوصا الناضبة والمنافسة على السلع تشكل سمة جديدة للاقتصاد العالمي، حيث بدأت نسبة الاستهلاك الأسري في العالم ترتفع لصالح الدول النامية على حساب الدول الغنية التي كانت تستحوذ على 80% في عام 1998 لتصبح هذه الحصة في أوائل العام الماضي 65%، في حين ارتفعت حصة الاستهلاك الأسري للدول النامية والاقتصادات الناشئة إلى 35%. ولقد كان من أبرز تجليات هذه المنافسة الحادة على الموارد والسلع هو الارتفاعات الجنونية في أسعار الموارد الرئيسية في أوائل العام 2008 حيث ارتفعت أسعار النفط والسلع الأولية والخام إلى مستويات قياسية غير مسبوقة نتيجة المضاربات العفوية التي جرت في البورصات العالمية والتي بدورها نجمت بشكل عفوي عن الشعور بأن الموارد شحيحة بعد أن بدأت قيمة الدولار تجاه العملات الرئيسية في التراجع بشكل متواصل، حيث كان الهروب من الدولار إلى السلع الحقيقية. الحيثيات أعلاه تشير إلى أن فقاعة الاقتصاد المالي التي بدأت من فقاعة الرهن العقاري وامتدت للائتمان المصرفي، ربما تكون قد أسهمت في إيجاد حل مستقبلي للتنافس الحاد على الموارد النادرة لصالح البلدان الأقوى وعلى حساب الضعيفة أو لنقل على حساب المعتمدة في نموها على البلدان القوية اقتصاديا. فمن هي البلدان المعتمدة في نموها على البلدان القوية اقتصاديا؟ هي دون شك الاقتصادات المصدرة سواء للسلع المصنعة أو الخامات. ولعل ما سيترتب على الأزمة كما يبدو لنا هو العودة نحو الحمائية التجارية بدرجات متفاوتة، والبحث المتواصل عن الخامات البديلة وخصوصا النفط مقابل انحسار العولمة المالية. البلدان المصدرة للفوائض المالية كالصين والدول المصدرة للنفط بما فيها روسيا قد بدأت تعيد النظر في سياسات الاستثمار لصناديقها السيادية وتتجه بدرجة أكبر نحو الاستثمار في داخل اقتصاداتها، كما أن المصارف والمؤسسات المالية في أرجاء العالم والتي حضيت بدعم الحكومات والمصارف المركزية إثر تراجع مستويات السيولة فيها بسب استثماراتها في أصول لم تكن مأمونة (سامة) سوف تلتزم الحذر من الآن فصاعدا في سياساتها الاستثمارية وستبحث عن التوظيف الآمن وعلى الأغلب في أصول محلية. وفي المقابل فإن أكبر اقتصاد في العالم الولايات المتحدة التي كانت المستورد الأكبر الذي يحفز الطلب على السلع الصينية والهندية والآسيوية وعلى المواد الخام بما في ذلك النفط معتمد على عجز الميزان التجاري الذي كان يقابله ويموله تدفق فوائض الدول المصدرة المستثمرة في الصناديق السيادية في الأسهم وخصوصا في سندات الخزانة الأميركية، هذا الطلب الأميركي سوف يتراجع إلى حدود كبيرة كنوع من الرد (العفوي أو المقصود) على سياسة دول الفوائض المالية في التوجه نحو الاستثمار الداخلي. تراجع الطلب على سلع البلدان النامية المصنعة والخام سيؤدي حتما إلى تراجع معدلات نموها التي فاقت لدى البعض منها الرقم الأحادي لتصل إلى 11% في الصين، بحيث أصبح معدل النمو السنوي لصادراتها الصناعية إلى الولايات المتحدة يهدد التوازن الاقتصادي الدولي، كما أن هذا النمو القوي في الصادرات رشحها بفضل الفوائض العالية لأن تحقق نموا عاليا في الناتج المحلي ومعدل دخل الفرد الذي أصبح مرشحا للاقتراب من مستويات الاستهلاك الفردي الأميركي خلال بضعة عقود. وهذا هو ما يصنع الرعب في الدول الغنية، إذ إن شح الموارد بالقياس إلى نمو السكان ونمو المستوى المعيشي لهم في الاقتصادات الناشئة يهدد بعملية إفقار شاملة في العالم تطال مستوى معيشة ورفاه الفرد الأميركي التي يتفاخر بها الشعب الأميركي ويباهي بها كل شعوب العالم، وذلك عبر آلية التضخم الذي يخفض من مستويات المعيشة للأغنياء عبر آلية ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة النقود وأسعار الصرف. ولقد اقترب الغرب والولايات المتحدة من الشعور بهذا الإفقار في صيف 2008 عندما ارتفعت أسعار النفط والسلع المختلفة رغم أن هذا الارتفاع قد لا يعني شيئا بالقياس إلى الإفقار الذي كان متوقعا إذا استمر نمو صادرات الدول النامية من حيث القيمة والكم. فبدون الأزمة المالية العالمية فإن أسعار النفط كانت مرشحة لأن تتجاوز حاجز المائتي دولار وتستقر فوقه إلى فترة طويلة. في نفس الوقت فإن ارتفاع أسعار النفط كان سيساهم في رفع أسعار السلع المستوردة في الولايات المتحدة وأوروبا من الصين والهند، ناهيك عن الارتفاع المتوقع لأسعار كل المواد الأولية والخام نتيجة ارتفاع مستويات المعيشة في الدول ذات الفوائض المالية والتي سيزداد طلبها على هذه المواد. كان هناك اطمئنان لدى الكثير من الاقتصاديين إلى أن الوضع آمن ولا توجد مخاطر تهدد علاقات الاقتصادات العظمى بالدول النامية طالما أن الفوائض المالية يتم تدويرها في أصول في مختلف أنحاء العالم وأنها في النهاية تستقر في الأصول المالية الأميركية وتؤدي وظيفتها في تمويل الرفاه الاقتصادي الأميركي القائم على الاستهلاك الذي يموله عجز تجاري مزمن يغطى بالتوظيف المالي في أصول أميركية منها سندات الخزينة. لقد كان العالم مستسلما لفكرة أن لا مجال لنزع أسباب القوة عن الأغنياء بل مقتنعا بفكرة أن غناهم هو الذي يؤمن استيراد السلع المصنعة من الصين والهند وسائر الدول النامية ويؤمن استيراد النفط بالأسعار المرتفعة من الدول المنتجة للنفط، ولولا هذا الغنى المفرط لما استطاعت الدول النامية أن تصدر لهم السلع المصنعة والمواد الخام. طوال كل تلك السنين لم تكن فكرة الإفقار أو لنقل نظرية الإفقار قد تبلورت بعد لتثير المخاوف من إجراءات احترازية وحتى قمعية يتخذها الأغنياء للحد من إثراء الفقراء الذي ينافس غنى الأغنياء. ولكن السؤال الذي بدأ يطرح نفسه بعد الأزمة المالية العالمية هو: هل تم دس السم بالسمن؟ أي هل أن الأصول المسمومة التي تم نشرها في كل أصقاع المعمورة كانت مدسوسة عن عمد وعن سبق إصرار في النظام المالي الأميركي ومنه إلى النظام المالي العالمي؟ مهما حاولنا أن نسوق أدلة الإثبات فإن هناك ما يفوقها من أدلة النفي خصوصا عندما نتتبع السياق التاريخي لظهور أزمة الرهن العقاري. فكل المؤشرات تؤيد الرأي القائل بأن ما حدث هو في أسوأ الأحوال كان مجرد إفراط في التمويل جريا وراء الربح. كما أنه أخطاء ترتبت على تبني أفكار الليبراليين الجدد والتي تدعو إلى حرية بدون حدود وتدعو للعودة عن الأفكار الإصلاحية للكنزية منقذة اقتصاد السوق من الأزمات، إضافة لكونها سلوكا غير مسؤول اتخذته السلطات الاقتصادية الرقابية في الولايات المتحدة والتي اتخذت نفس الموقف الفكري الذي سمح بهذا التدهور. ولأن هدف هذه المقالة ليس إثبات وجود نظرية المؤامرة بقدر ما تهدف إلى توضيح بعض النتائج المحتملة للأزمة، فقد برزت أمامنا نظرية الإفقار المتعمد كتفسير آخر ممكن للأزمة المالية العالمية. فالعبرة يجب أن تكون بالنتائج وليس بالنوايا التي أدت إلى هذه النتائج. ويكفي للتدليل على واحد من أهم النتائج وهو انحسار العولمة المالية بسعي الدول الغربية للتقليل والحد من ظاهرة تنقل رؤوس الأموال بين الدول بحثا عن ملاذات آمنة للمتهربين من الضرائب في العالم. والواقع أن أحدا لم يسمع كثيرا عن الملاذات الآمنة إلا بعد الأزمة المالية والتي تُستهدف بها الآن كمرحلة أولى كل من سويسرا ولوكسمبورغ والنمسا ولربما في مرحلة لاحقة دول الخليج التي تخلو من الضرائب حيث يمكن أن يطلق عليها أيضا ملاذات آمنة مستقبلا. من النتائج المترتبة على الأزمة، تنامي النزعة الحمائية التي ستمتد آثارها فترة طويلة لما بعد انتهاء الأزمة. هذه النزعة ستتسبب بأضرار بالغة وخراب ستتحمله الصناعة التصديرية للأسواق الناشئة، التي صُممت أصلا للتصدير إلى الأسواق الغنية، مما قد يؤدي إلى الإغلاق والإفلاس للعديد منها ويحول بالتالي دون إمكانية استعادة موقعها السابق في السوق العالمية. وذلك لأن الأسواق الغربية والسوق الأميركية خصوصا سوف تتكيف في ظل النزعة الحمائية الجديدة على الاعتماد على المنتجات المحلية التي يجب أن تستعيد نشاطها لتوفير فرص العمل التي فقدتها السوق الأميركية خلال الأزمة. فمعلوم أن الاقتصاد الأميركي قد فقد ملاين الوظائف خلال الأزمة بسب تراجع الإنفاق الاستهلاكي الذي تعتمد عليه في توليدها نسبة تزيد عن 65% من الناتج المحلي الإجمالي وخصوصا في قطاعي الصناعة والخدمات مما يدفع إلى تراكم المخزونات الذي بدوره يؤدي إلى تراجع التجارة العالمية إلى أدنى مستوياتها في 80 عاما. ولهذا فحتى لو تعافى الاقتصاد الغربي من أزمة الائتمان فإن الصناعة الأميركية والأوروبية عموما التي تلقت الإعانات والدعم الحكومي في مواجهة الأزمة سوف تعمل المستحيل يساندها في ذلك جهد حكومي واضح وصريح على استعداد لنسف كل أسس منظمة التجارة العالمية. ولكن إذا ما تخندق الاقتصاد العالمي في بوتقة الحماية التجارية وتراجع حجم التجارة العالمية وتبعا لذلك صادرات الأسواق الناشئة وفوائضها المالية ومن ثمة نموها، فإن من المؤكد أن يتراجع طلبها على مختلف السلع والمواد الخام المستوردة بما في ذلك النفط الخام الذي بفضل طلبها إياه ارتفعت أسعاره في السنوات الأربع الماضية بسب التنافسية العالية التي أفرزها النمو في الأسواق الناشئة. من هنا نصل إلى غاية أخرى لعملية الإفقار المتعمد، وهي سحب بساط الثروة من تحت أقدام الدول المنتجة للنفط وتقليل تنافسيتها ليس على الموارد المتناقصة فحسب، بل أيضا على مقدرتها في استقطاب الاستثمارات والسيولة إلى دولها. ———————– (*) خبير اقتصادي عراقي   (المصدر: موقع الجزيرة نت (قطر) بتاريخ 16 مارس  2009)


باحثة تونسيّة: ما يسمّى « مصحف صنعاء » ربّما لا
يعدو شروحا وإصلاحات لتمرينات على الكتابة

تونس – خدمة قدس برس   اعتبرت باحثة تونسية تشتغل على تحقيق مخطوطات من القرآن الكريم أنّ حجم القيمة الدلالية لنتائج هذا التحقيق لا يمكن أن تحدّد إلا في مراحل متقدمة منه وأنّ النتائج الأوّلية تشير إلى أنّ الرقوق التي عثر عليها ربّما هي نسخ لأشغال تعليمية. وقدمت الدكتورة « أسماء الهلالي » الباحثة في مركز الاستشراق الألماني عرضا حول دراسة مخطوطات صنعاء النادرة للقرآن الكريم ظهر الجمعة الماضي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس العاصمة. وكشفت الباحثة أنّ المخطوط الذي تشتغل عليه منذ ستة أشهر هو عبارة عن صورة فوتوغرافية لجزء من ميكروفيلم عن هذه الرقوق بقي في حوزة صاحبه الألماني مدة ثلاثين عاما دون عرضها على الباحثين. ثمّ أفرجت زوجته بعد وفاته على قسم منها. وكان قد تم العثور على مئات الرقوق في مسجد بصنعاء أثناء ترميم أحد جدرانه. وهي لا تؤلّف مصحفا كاملا بل تحتوي نتفا من سور القرآن، وقد أثبتت المخابر العلمية أنّها تعود إلى الفترة ما بين 100 إلى 250 للهجرة. وبيّنت الباحثة أنّ النسخة المصوّرة عن المخطوط هي عبارة عن طرس (رقّ) كتب عليه نصّ من القرآن ثمّ مُحي وكتب فوقه نصّ آخر. وقد اشتغلت ضمن فريق بحث على تحقيق النصّ الممحوّ الذي استقرّت عليه كتابة أخرى. وخلال المحاضرة تم عرض نسخ مصوّرة عن الوثيقة بها بعض الجمل والمقاطع والكلمات التي تختلف عن نصّ المصحف مثل غياب خواتيم البقرة وبعض الإضافات المتعلّقة بأدوات الربط (الواو والفاء وقد) أو بعض الألفاظ، لكنّ الباحثة أشارت مع ذلك إلى أنّ مخطوطها المصوّر يتطابق مع نصّ المصحف الأصليّ مع بعض الإضافات التي يمكن أن تكون شروحا وإصلاحات لتمرينات على الكتابة والإملاء للمبتدئين وذلك نظرا لتعدد الخطوط وعدم حرفيّتها. واستبعد الجامعي التونسي عبد المجيد الشرفي في تعقيبه على العرض المذكور فرضيّة أن يكون ما اشتغلت عليه الباحثة نصّا موازيا للقرآن أو قراءة أخرى بل استبعد أن يكون نصّا منسوخا بشكل فنّي من ناسخ محترف. ورجّح أن يكون ضربا من التدريب على حفظ القرآن للتلاميذ المبتدئين وقع إخفاؤه خشية إتلافه أو من باب الاحترام لقدسية النصّ. من جهته أشار « شوقي بوعناني إلى أنّ الطرس المصوّر لم يقع التأكّد من مطابقته للمخطوطات الأصلية، كما أنّ عملية التحقيق أي الانتقال من نصّ محيت معالمه إلى نصّ مقروء هي عمليّة تأويليّة تضفي النسبيّة على نتائج التحقيق. من جهته قارن الباحث سامي براهم بين عدم تسرّع المحاضرة في تقديم استنتاجات عن النسخة التي تدرسها والتصريحات الخطيرة لجامعي تونسي يشتغل ضمن فريق بحث آخر بألمانيا على هذه المخطوطات يضمّ أيضا عبد المجيد الشرفي ورجاء بن سلامة من تونس، حيث لمّح المنصف بن عبد الجليل سابقا إلى وجود اختلافات نوعيّة بينها وبين المصحف العثماني تكون كفيلة بتغيير نظرة المسلمين لقضايا حساسة مثل المرأة والردّة والجهاد، على حدّ تعبيره. وحذّر براهم من الترجمات غير الدقيقة في هذه البحوث من قبيل الخلط بين قضيّة الانتحال وتعدد الأناجيل عند المسيحيين واختلاف القراءات والروايات عند المسلمين.    

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 مارس 2009)


 خُـبـراء يـسـعـوْن لإجراء تحقيق في جرائم حرب إسرائيل بغزة


لندن (رويترز) – دعت يوم الاثنين مجموعة من القضاة والمحققين البارزين الى اجراء تحقيق « فوري ومستقل وغير متحيز » في اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال حرب اسرائيل في غزة. وفي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة قال 16 شخصا وقعوا عليها من بينهم ريتشارد جولدستون كبير المدعين سابقا ليوغوسلافيا ورواندا والاسقف ديزموند توتو الحاصل على جائزة نوبل ان كلا من طرفي الصراع لديه مزاعم يتعين الرد عليها ولابد من المحاسبة. وتقول الرسالة ان « مزاعم بارتكاب انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب ظهرت طوال احدث صراع في غزة تتعلق بسلوك وتصرفات كل من الجيش الاسرائيلي والجماعات الفلسطينية المسلحة. « بدون توضيح الحقائق بأسلوب موثوق به وموضوعي سيكون من الصعب على تلك المجتمعات التي تحملت الثمن الباهظ للعنف تجاوز الاثار الرهيبة للصراع. « وسيقدم اجراء تحقيق فوري ومستقل وغير متحيز سجلا علنيا للانتهاكات الجسيمة للقانون الانساني الدولي التي ارتكبت ويوفر توصيات بشأن الطريقة التي يتعين بها محاسبة هؤلاء المسؤولين عن الجرائم. » وشنت اسرائيل هجوما استمر ثلاثة اسابيع على غزة في 27 ديسمبر كانون الاول عام 2008 قائلة ان هذا الهجوم البري والبحري والجوي استهدف وقف اطلاق جماعات متشددة ومن بينها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) صواريخ عبر الحدود على جنوب اسرائيل. وقالت جماعة فلسطينية لحقوق الانسان الاسبوع الماضي ان تحقيقا اجرته اظهر ان 1434 غزويا قتلوا خلال الصراع من بينهم 960 مدنيا و239 شرطيا و235 مقاتلا. ومن بين المدنيين القتلى 288 طفلا و121 امرأة. وفي رد على تلك النتائج قال متحدث عسكري اسرائيلي ان الجيش « بذل كل الجهود لتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين الى الحد الادنى. » وقتل 13 اسرائيليا خلال الحرب من بينهم ثلاثة اصابتهم صواريخ اطلقت على اسرائيل. وقال جولدستون والاخرون في رسالتهم ان الاحداث التي وقعت في غزة »هزتهم بعمق » وقالوا ان هناك حاجة لاجراء تحقيق مستقل للالتزام بالقوانين التي كفلتها اتفاقيات جنيف بشأن الحرب. واضافت الرسالة التي وزعتها منظمة العفو الدولية « يجب على العالم ان يطالب بشكل يقظ باحترام تلك المعايير وان يحقق ويدين خرقها. » وقالت ان لجنة التحقيق لابد وان تشكلها الامم المتحدة ولكن يجب الا تقتصر على التحقيق في الهجمات على منشآت الامم المتحدة وان يكون لديها اكبر قدر ممكن من الخبرة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 مارس 2009)

إجتثاث المقاومة بقلم


إجتثاث المقاومة مازال الشعب الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة يقبع تحت نار الالية العسكرية الصهيونية رغم المساعي الاقليمية و الدولية لوقف اطلاق النار . الحدث يبدو عاديا ازاء ما ارتكبه الصهاينة عبر التاريخ من مجازر في حق الشعب الفلسطيني و في حق الامة العربية و الاسلامية بشكل عام… من مجزرة دير ياسين الى حصار جنين مرورا بكفر قاسم الى غيرها من الاغتيالات التي طالت القادة و الشعب على حد السواء بايعاز من المخيلة التدميرية التي يقوم عليها الفكر الصهيوني و تمظهره الامثل كان في ممارسات الدولة الحاضنة لليهود بعد الحرب العالمية الثانية . يستحثنا العدوان على غزة للنظر في عدة مسائل لعل اهمها الارادة الصهيو- امريكية في تغيير الجغرافيا السياسية للشرق الاوسط ككل و قمع كل نفس مقاوم و اخص بالذكر المقاومة الاسلامية التي تتعرض للعدوان الصهيوني الثاني على التوالي بعد حرب تموز 2006 بوعي صهيوني ان الهدف الاول وهو قمع المقاومة في جنوب لبنان لا يتحقق الا عبر قمع المقاومة الاسلامية في غزة . من هذا المنطلق يمكن ان نجزم ان العدوان على غزة هو محطة مهمة في التكتيكات الصهيو – امريكية لرسم شرق اوسط جديد طيع و متفاءل .. وهو ايضا منعطف خطير في تاريخ الامة العربية التي لم تسع الى امتلاك اليات القوة التي تكفل موقفا سياسيا ( رجوليا ) بالمعنى الادبي اوموقفا متسقا مع مصالحها بالمعنى السياسي . ثمة مبدا في العلاقات الدولية يقول: ( ان الحرية مع الجيران لابد ان تتقلص دائما الى القدرة على مواجهتهم) و الكيان الصهيوني من وراءه الولايات المتحدة الامريكية عزز القدرة العسكرية و مايليها من ثقافة و سياسة للسيطرة على المنطقة تطبيقا لهذا المبدا . ازاء هذا الواقع لم يعزز العرب سوى الحرية مع الاعداء عبر التطبيع سواء كان ذلك في السلع او المواقف … وهو تطبيع ينتهي به الامر الى التواطئ و التامر … ليس فقط مع الاعداء ضد الجيران بل ايضا مع الاعداء ضد ذواتهم … كما لو ان المشهد المفهومي للمسالة لا يتعد كونه انتحار سياسي على يد العدو… و لعل الموقف المصري المتحامل على حماس و المقاومة في القطاع يشكل الدليل الابرز على ذلك . ترى بعض المواقف الرسمية العربية و العالمية اضافة الى ادعاءات بعض المثقفين و المحللين ان حماس تنتحر على يد العدو العبري عبر كسر التهدئة و اطلاق الصواريخ هذه المواقف لا تعدو سوى ذرا للرماد على العيون لغاية حجب حقيقة ان العدوان على غزة هو مخطط صهيوني ابتدا من اوسلو و مر بمحاولة اجتثاث المقاومة في عهد الزعيم عرفات الى اغتيال الرنتيسي و ياسين و تطويق القطاع و محاصرته و عزله و اقالة الحكومة المنتخبة و تعزيز صراع الوان الشتات السياسي الفلسطيني … اي ان العدوان على غزة ليس ردة فعل بقدر ماهو في الاصل تربص بالمقاومة جسدته في النهاية مشاهد القتل و القصف و الترويع التي طالت الشيوخ و الاطفال و النساء . ان المتامل في واقع العدوان على غزة و ردود الفعل العالمية الرسمية و الشعبية يرى مشهدا تتشابك فيه المصالح و الرؤى … مشهد مليئ بالمفاهيم بل لا ابالغ حين اقول ان ما يحدث فيه استحضار لواقع الامم و الشعوب و ايضا تذاكر لمستقبلها. لقد تحول الخطاب الرسمي الصهيوني من رمي غزة في البحر الى تعطيل امكانات حماس و هو ما يبين ان الانتصار او لنقل التفوق العسكري لا يتلوه دائما تسوية سياسية على مقياس المتفوق… ان الانتصار العسكري لا يكون انتصارا الا بالقضاء او تطويع اسباب الصراع و هذا ما لم تحققه الالية العسكرية الصهيونية الى حد الان و لن تحققه مهما بلغت شدة القتل و التشريد . و بالتالي تحمل هذه النتيجة بوادر نصر سياسي لفائدة حماس و المقاومة بشكل عام لان عدم اخضاع هذه الحركة لا يعدو الا ان يكون اقرارا ببقاءها الرمزي و حتى الواقعي على خارطة المشهد السياسي الفلسطيني المقاوم . ان التاريخ القريب اثبت ان محاولات التغريب و الموضعة لم تات اكلها لا في العراق و لا في افغاننستان … بل ان المحاولة اختتمت رمزيا بحذاء منتظر الزيدي الذي ان لم يصب الرئيس بوش وهو المتمرس بفنون المراوغة فانه اصاب العلم الامريكي الشاهد على مناورات رؤساءه في السياسة و في اتقاء شر الاحذية . لقد استشهد في لبنان نحو الفي مدني لكن الانتصار السياسي كان لحزب الله الذي ساق العدو الى حرب عبثية بلا اهداف و لا مكاسب من هذا المنطلق ان المقاومة في الوقت الراهن هي المنتصر رمزيا و سياسيا لان خطاب المقاومة المفعل يجد صداه الكبير و الواسع لدى الشعوب ليس بدافع عاطفي فقط بل بدافع نفعي استوعب درس الرضوخ للمحتل بعد التجربة العراقية . لقد اثبتت مظاهرات الشعوب في عديد العواصم الهوة بين الحاكم و المحكوم حتى في تلك الدول التي تحمل لواء المقاومة من خلال المواقف و التصريحات لفشلها في المرور الى موقف عملي يترجم رغبة الشعوب في امتلاك السيادة و سلطة اتخاذ القرار . ان تباين التشكيلات السياسية في الوطن العربي من اقصى اليسار الى اقصى اليمين لم يمنع التوحد تحت صوت حق الشعب الفلسطيني المقاوم في العيش الكريم بل ان الصراع الفلسطيني- الفلسطيني اضمحل في الضفة و القدس الى وفاق انساني حول وجوب وقف العدوان . و هنا لابد من الاشارة الى ان الشعوب والحكومات كان عليها ان لا تنتظر ساعة الصفر للتعبير عن مواقفها لان تاخر التوقي من الكوارث يعني حصيلة سياسية و عسكرية و مدنية يصعب تجاوزها بسهولة . اذا كانت السياسة هي حدود الممكن و اذا كانت حدود الممكن عند العرب ضعيفة للغاية حيث لا تتعدى اضعف الايمان وهو ارسال المساعدات و الدعاء بالنجاة لاهالي غزة او التصدير المصري للصراع مع الاخوان في الداخل الى المشاركة في تطويق غزة في الخارج تحت شعار الامن القومي او السيادة … فان السؤال المطروح : هل ان السيادة تتعلق فقط بالداخل؟ ان السيادة تقتضي موقفا وطنيا صارما و مستقلا يعبر عن مكانة الدولة لدى العالم و الجيران و مصر هي الدولة العربية الاولى المعنية بذلك . ثمة تقديرات تحتمل الخطا و الصواب تقول ان الكيان الصهيوني يعمل على انشاء مخيم كبير في مصر اسمه غزة و هكذا يقمع النفس المقاوم الاخير و المفروض هنا ان على مصر ان تجد كقوة عربية خطة بديلة ليس فقط لحماية القضية الفلسطينية بل لحماية مصالحها الاستراتيجية . ان قراءة في الواقع الراهن يستبعد هذا الافتراض و لكنها ترجح حربا ستكون طويلة هي حرب الانتقام و الابادة اثبتت فشل الديبلوماسية العالمية و بزوغ ديبلوماسيات اقليمية ليست عربية بالطبع قد يكون لها تاثير على المدى القريب .

معز الزغلامي استاذ انقليزية :تونس مطرود من العمل لاسباب نقابية


طابو: جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر رفضت بيت الطاعة


أميمة أحمد-الجزائر أرجع السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية في الجزائر كريم طابو قرار الجبهة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر إلى أن الجو السياسي العام في الجزائر لا يشجع على العمل السياسي الحقيقي. وقال في حديث للجزيرة « إن الشعب الجزائري يئس من العملية الانتخابية لأنها لم تنعكس إيجابا على حياته لذا لا يذهب للاقتراع، وموقف الحزب ينسجم مع موقفا الجزائريين ». وأضاف « البلاد في حالة طوارئ، والسلطة تحتكر وسائل الإعلام، وكل أجهزة وهيئات الدولة تقبل بترشيح رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة والنتيجة محسومة لصالحه، وهذا  يلغي أهم مبدأ في الانتخابات وهو المنافسة والنقاش السياسي ».  استفزاز رسمي واعتبر طابو قرار وزير الداخلية الجزائري نور الدين زرهوني منع الترويج لمقاطعة الانتخابات، واتهام الوزير الأول أحمد أويحيى دعاة المقاطعة بزعزعة البلاد « استفزازا رسميا ضد حركة سياسية معتمدة، وهي جبهة القوى الاشتراكية، بمنعها من المشاركة في النقاش السياسي بشكل عام وهو تكريس للأحادية السياسية ».   وأضاف « تعرف كافة الانتخابات الجزائرية منذ أول انتخابات تعددية جرت في عام 1990 غياب زهاء خمسة ملايين ناخب لا يكترثون للانتخابات، ودعوة المقاطعة تعتبر توظيفا سياسيا لهؤلاء الأغلبية الصامتة كما يطلق عليهم في الساحة السياسية ». وقال إن حزبه أصبح أمام خيارين « إما القبول باللعبة السياسية ودخول بيت الطاعة كباقي الأحزاب، أو اختيار صف المواطن البسيط حتى وإن كانت مقاطعته لا تحمل مدلولا سياسيا، فاختار الحزب بالإجماع وبشجاعة موقف المواطن البسيط ». انشقاق وحول إعلان أعضاء من جبهة القوى الاشتراكية المشاركة في الانتخابات دعمهم للمرشح عبد العزيز بوتفليقة واعتبار تصريحات طابو لا تمثل إلا نفسه، يرد طابو « إنها المرة الأولى في تاريخ الحزب التي يؤخذ قرار بالإجماع، واتخذنا قرار المقاطعة بنسبة 100% من أعضاء الحزب، والشخص الذي صرح بذلك مفصول من الحزب منذ عشر سنوات، فطرق أبواب النظام بهذا البيان ليحصل على مكاسب شخصية ». ونفى طابو أي بوادر انشقاق في الحزب قائلا « اليوم لا يوجد أي مشكل سياسي أو أي اختلاف في الخيار السياسي » وكان الحزب تعرض في السنوات الماضية إلى الانشقاق مرتين. التغيير كما دافع طابو عن أدبيات حزب جبهة القوى الاشتراكية -الذي يعد أقدم حزب معارض- والتي تنتقد النظام الجزائري بعدم التغيير، في حين أن زعيمه حسين آيت أحمد لم يتغير منذ تأسيس الحزب 1963. وقال طابو « لا يجب المقارنة بين قواعد تسيير البلاد وبين القوانين المتعامل فيها داخل الحزب، فالدولة فيها قوانين لا يمكن تحديها ». وأضاف « في حزبنا هناك رجل اسمه حسين آيت أحمد، لديه ثقل سياسي ومصداقية سياسية، وفي ظل الفوضى السياسية في البلاد أصبح من الشخصيات القليلة التي يمكن أن تعطي بعض الأفكار التي تمّكن الشعب الجزائري الخروج من الأزمة ».

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 مارس 2009)


موريتانيا من التطبيع مع إسرائيل إلى إغلاق سفارتها

توفيق المديني
قرر المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا، إغلاق السفارة الإسرائيلية في نواكشوط يوم الجمعة 6مارس الجاري ، تنفيذا لقرار تجميد العلاقات مع الدولة الصهيونية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وقال وزير الإعلام الموريتاني الكوري ولد عبد المولى، أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لقرار اتخذ في قمة للدول العربية في الدوحة في منتصف شهر كانون الثاني الماضي. وأوضح «أبلغناهم (الإسرائيليون) بقرار تعليق العلاقات في وقت انعقاد القمة في الدوحة، ويجري الآن تنفيذ». وأضاف :«السفارة أغلقت». وتابع عبد المولى أن «المجلس الحاكم لم يكن هو من أقام هذه العلاقات مع تل أبيب، ولم يرحب بها قط، فكان لا بد من أن يضع حدا لها تماشيا مع التطلعات العربية والإسلامية والوطنية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة». وأشار إلى أن «إخلاء السفارة الإسرائيلية في نواكشوط جاء تجسيدا لقرار اتخذه (الحاكم العسكري) الجنرال محمد ولد عبد العزيز في شهر كانون الثاني الماضي حينما قررت موريتانيا وعلى الملأ تجميد روابطها مع إسرائيل». وكانت موريتانيا أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني في عام 1999.وشكلت زيارة وزير خارجية موريتانيا ولد عبدي إلى الكيان الصهيوني منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية   أول استجابة عربية للحرب العدوانية التي خاضها مجرم الحرب شارون ضد الشعب الفلسطيني، وأول خرق عربي لقرار وقف الاتصالات السياسية مع تل أبيب الذي اتخذته لجنة المتابعة العربية في اجتماع عملها في القاهرة عام 2000. كما أن تلك الزيارة عكست في حد ذاتها عمق التغلغل الصهيوني في قلب موريتانيا، وكشفت عن خطأ الحكم في موريتانيا الذي بلغ استفزازه  لمشاعر الأمة العربية ذروة التحدي، لكنه لم يكن إلا كذلك دائماً . فبالرغم من نأيه جغرافياً، وابتعاده سياسياً، وصمته إعلامياً، وتجاهله قومياً، إلا أن النظام الموريتاني السابق في عهد حكم معاوية  أراد أن يتهافت مع المتهافتين على مائدة العدو فيثبت جدارته، لا في انضمامه الفعال إلى الأمة العربية ولا وقوفه الصلب – ولو إعلامياً – مع الشعب الفلسطيني الذي كان يتعرض للمذابح والتشريد والاقتلاع ومحو الهوية والتآمر على قضيته بهدف تصفيتها كلياً، ولا في تطوير صناعة موريتانيا أو تحسين زراعتها أو تنمية خدماتها، أو انتهاج سياستها على آفاق الحرية، الخ، ليس في كل ذلك، بل في تهافته على التطبيع مع الكيان الصهيوني حصراً. وباركت الحكومة الموريتانية إتفاق أوسلو ، مثلها في ذلك مثل باقي الدول المغاربية الأخرى، التي أصبحت تروج لفكرة مفادها أن خط التطبيع مع العدو الصهيوني هو الخط السالك الوحيد بالنسبة للعرب. وجاءت الاتصالات الموريتانية – الصهيونية ضمن هذا السياق السياسي حيث جرى أول اتصال رسمي بين وزير الخارجية الموريتاني السابق محمد سالم ولد لكحل ونظيره الصهيوني آنذاك شمعون بيريز في 18 حزيران 1995 في مدريد، برعاية وزير الخارجية الإسباني السابق خافيير سولانا.  كما التقى الوزير الموريتاني نفسه مع نائب وزير الخارجية الصهيوني السابق موسى بيلين في عمان،  في الاتصال الثاني من نوعه بعد ثلاثة أسابيع من لقاء مدريد، وشارك وزير الخارجية الأردني السابق عبد الكريم الكباريتي في اللقاء الذي تم بناء على طلب الوزير الموريتاني السابق  ولد لكحل . وعندما قام وزير الخارجية الصهيوني السابق سيلفان شالوم بزيارة إلى موريتانيا، تمت تلك الزيارة تحت دخان المواجهات بين الطلاب والشرطة العميق. واعتبرت المعارضة الموريتانية أن زيارة شالوم لنواكشوط حققت نتيجة ايجابية واحدة هي أنها أيقظت الشارع الموريتاني من سباته وجعلته يتململ محتجا ً على ما تسميه تدنيس أرض موريتانيا الطاهرة . يقول أحد أقطاب المعارضة رب ضارة نافعة.. فشالوم حرك الخنجر في الجراح وأيقظ شعبا ً عشعش اليأس في شغاف روحه . ومنذ انطلاق قطار التطبيع بين موريتانيا وإسرائيل مع بداية سنة 1994 وحتى اليوم. يتساءل المحللون :أين وصل التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي بين نواكشوط وتل ابيب؟ وهل أن السفارة الصهيونية في نواكشوط التي لا يزورها زائر، دخلت هي بأساليبها إلى البيوت الموريتانية؟ والأخطر: هل أصبحت موريتانيا نقطة انطلاق للمشروع الصهيوني في غرب إفريقيا؟ وكان رجال الأعمال الموريتانيين من أهم الأطراف التي دفعت الرئيس المخلوع  ولد الطايع لربط العلاقات مع الكيان الصهيوني وللتطبيع بهذا الشكل الذي يرفضه الشعب الموريتاني بكل أطيافه العربية والإفريقية. وقد تجلت أولى مظاهر هذه العلاقات في المشاريع الزراعية ،إذ وصل مستشارون وخبراء صهاينة للعمل في المشاريع الزراعية التي أقامها رجال أعمال في ضواحي روصو (عاصمة الجنوب الموريتاني).. وطبعا كان هؤلاء الخبراء والمستشارون ينامون في السنغال بعد مداومتهم في الضفة الموريتانية لأنهم يخافون من الشعب الموريتاني الذي يمقتهم. وكانت مسألة التبادل بين موريتانيا و إسرائيل هي بالتأكيد على أشدها دون أن يعلم عنها الشعب الموريتاني شيئا ً، بحكم طبيعة أجهزة الأمن الاستخبارية التي تعمل خارج القانون والدستور. وكانت زيارات الصهاينة لموريتانيا تكلف الميزانية الموريتانية أكثر مما تكلفه زيارات رؤساء الدول، لما يبذل فيها من تدابير وتحضيرات ترهق ميزانية الدولة لاستقبال المستشارين الصهاينة، وعلى كل حال فهي زيارات تعكس عمق التبادل والتواصل. وعلى المستوى الإفريقي شهدت علاقة النظام مع بلدان القارة الإفريقية نوعا ً من الفتور والتذبذب، فقد تقلص الدور الموريتاني في إفريقيا ومنظمتها الإقليمية .وفي هذه العزلة التامة بدأ النظام يفكر في مخرج من أزماته القاتلة، (ملفات ساخنة في مجال حقوق الإنسان، مساعدات اقتصادية مشلولة، ضغط من البنك الدولي، فساد إداري وسياسي، حالة اجتماعية مزرية).. أما دواعي النظام لقرار التطبيع، فدوافعها مرتبطة  بملفات حقوق الإنسان والوضع الاقتصادي، وسياسة النظام الرسمي العربي التي شجعته على إقدامه على التطبيع، إذ لم يعد هناك من ضمير جمعي عربي حيال الموقف من الكيان الصهيوني،ولم تعد توجد زعامات عربية قوية تفرض رأيها، فتولد نوعا ً  من الإحساس والاعتزاز الزائد بالذات عند بعض الدول الهامشية أو بعض الدول الصغيرة بمفهوم المعطيات والإمكانات كما الحال بالنسبة لموريتانيا في المغرب العربي وغيرها. من النادر جدا ً أن يكون الموريتانيون مجمعين على موقف ما في  شؤون حياتهم السياسية الداخلية، كما هم عليه الآن  في حالة العلاقات الدبلوماسية المقامة مع الكيان الصهيوني..فتلك العلاقات تشكل قطيعة نفسية فظيعة في مخيلة الموريتاني مهما كانت أصوله العرقية أو مشاربه الثقافية. فالعداء الفطري للكيان الصهيوني يشكل إحدى السمات المميزة للموريتاني بغض النظر عن موقفه الشخصي من النظام السياسي الحاكم أو غيره، فتأثير الواقع اليومي للقضية الفلسطينية وتطورات الساحة الدبلوماسية في الشرق الأوسط خصوصا ً على الموريتاني أمر مباشر يملي عليه مواقف تزيده تشبثا ًبالمساندة الطبيعية والتعاطف التلقائي مع الأشقاء. فالمهادنة مع الكيان الصهيوني في نظره خيانة والتحالف مع أمريكا تقاعس أو استقالة من واجب المساندة الفعلية للقضية الفلسطينية التي تغذي رموزها، مسميات الأحياء والقرى الموريتانية. (المصدر:صحيفة الشرق ( يومية – قطر) ،رأي، تاريخ 16مارس2009)


سوريا تسجن معارضا « أضعف الشعور القومي »


دمشق (رويترز) – قال احد النشطاء المدافعين عن حقوق الانسان إن محكمة سورية اصدرت حكما على معارض يبلغ من العمر 64 عاما بالسجن ثلاث سنوات يوم الاحد « لاضعافه الشعور القومي » بعد نشره مقالات تنتقد النظام السياسي بالبلاد. وأضاف ان الحكم على حبيب صالح الذي امضى بالفعل خمسة اعوام كسجين سياسي على فترتين بين عامي 2001 و2007 يعبر عن منهج متشدد للسلطات لسحق المعارضة في الوقت الذي تشهد فيه سوريا تقاربا مع الغرب. وقال احد النشطاء الذي شهد محاكمة صالح في قصر العدل ان « صالح كتب مقالات فقط ومع ذلك صدر الحكم بسجنه ثلاث سنوات. وهو لم يكن نشطا في اي تنظيم. » وقال مهند الحسني محامي صالح ان القانون المستخدم ضد موكله لا ينبغي ان يطبق الا اذا كانت سوريا في حالة حرب من الناحية الرسمية. وقال الحسني لرويترز ان « السياسة القضائية تزيد تشددا.. لقد حاولت أن أقنع المحكمة بأن المادة التي تتعلق بوهن نفسية الامة تطبق بشكل لا مبرر له. » « لقد طالبنا بكسر العزلة الدولية عن سوريا.. وقضايا حقوق الانسان بحاجة ماسة للرأفة ولكن الامور تسير بعكس ذلك. » وترفع دول غربية من مستوى الاتصالات مع سوريا وقام اثنان من كبار المسؤولين الامريكيين بزيارة دمشق في الشهر الحالي للمرة الاولى منذ اربعة اعوام. وكانت الحكومة السورية تعاني من قبل من العزلة بسبب دورها في لبنان ومساندتها للجماعات الفلسطينية النشطة. وبدأ التقارب كبيرا بعد ان شرعت سوريا في محادثات غير مباشرة مع اسرائيل في العام الماضي ولم تعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان. وقال دبلوماسيون غربيون في العاصمة السورية ان سجل سوريا في حقوق الانسان نزل الى درجة اقل في جدول اعمال المسؤولين الغربيين الذين يزورون دمشق. وقال احد الدبلوماسيين « انه عصر السياسة العملية. » والقي القبض على صالح في شهر مايو ايار من العام الماضي. وحدد في احد مقالاته الحريات التي يضمنها الدستور السوري وما وصفه بالتضارب على الارض على شكل الرقابة وحجب مواقع على الانترنت والعقوبات غير القانونية. وانتقد صالح القومي العلماني ما رأى انه تحالف بين الحكام العرب المستبدين وبين الاسلاميين مما قضى على اي محاولة للاصلاح العلماني والتقدم الاجتماعي. ونشر صالح مقالاته على موقع (ايلاف) العربي الذي تحجبه سوريا ودعا ايضا الى الحرية من اجل 12 من شخصيات المعارضة الذين صدر ضدهم الحكم بالسجن عامين ونصف لكل منهم في العام الماضي. وكان الاثنا عشر معارضا قد حضروا اجتماعا لاحياء « ربيع دمشق » وهو حركة من اجل الاصلاح الديمقراطي تم القضاء عليها في عام 2001 بعد عام من تولى بشار الاسد الحكم بعد رحيل والده حافظ الاسد. والمعارضة محظورة في سوريا منذ تولى حزب البعث السلطة في انقلاب وقع عام 1963 وفرضه قانون الطواريء المطبق حتى اليوم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 مارس 2009)


مذكرة إعتقال الرئيس البشير
مخاوف من إنسحاب أفريقيا من المحكمة الدولية


بقلم ثاليف ديين/انتر بريس سيرفس الأمم المتحدة , مارس (آي بي إس) – أثارت التهكنات القوية التي راجت مؤخرا حول إحتمال إنسحاب بعض دول أفريقيا، إن لم تكن كلها، من عضوية المحكمة الجنائية الدولية جراء مذكرتها بإعتقال رئيس السودان عمر البشير، موجة من المخاوف من خطر إنهيار شرعية هذه المحكمة التي لم تنضم لها الولايات المتحدة والتي تركز حاليا علي القارة الإفريقية. فقد عقب مايكا راتنر رئيس مركز الحقوق الدستورية في نيويورك، علي ما يتردد عن إنسحاب عدد من ال 30 دولة أفريقية أو كلها، الموقعة علي إتفاقية روما بتأسيس المحكمة، محذرا بأنه « من الصحيح القول بأن قرارا (أفريقيا) بالإنسحاب لن يواتي المحكمة، لكنه ينبغي التذكير بأن الولايات المتحدة وغيرها من الدول العظمي، هي أكثر من أضر بهذه المحكمة ونال من سلطتها ». لقد أرسل عدم قرار الولايات المتحدة بعدم الإنضمام إلي المحكمة الجنائية الدولية، رسالة مفادها أنه المحكمة قادرة فقط علي التصرف ضد الدول الأضعف دون غيرها، وهو ما يوفر لهذه الأخيرة « عذرا للتشكيك في شرعية المحكمة، خاصة علي ضوء فشلها في التصرف ضد دول الغرب ». وأضاف رانتر، أستاذ القانون المشارك بجامعة كولومبيا وأخصائي قضايا حقوق الإنسان، أنه طالما لم ينجح (رئيس الحكمة) لويس مرينو أوكامبوس، في التصرف أيضا ضد منتهكي حقوق الإنسان من هذه الدول (الغربية)، فإن المحكمة ستواجه صعوبات جمة ». وبالتحديد، ذكر الخبير الحقوقي مثال ممارسة وكالة المخابرات الأمريكية عمليات تعذيب سرية (ضد متهمين بالإرهاب) في بولندا، « فأين المحكمة الجنائية الدولية من هذا؟”. هذا ويشار إلي أن العديد من المنظمات الحقوقية العالمية قد رحبت بقرار المحكمة بإصدار مذكرة الإعتقال في حق البشير. ومع ذلك، يذكر أيضا أن المحكمة لاحقت مؤخرا 13 متهما من أوغندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية أفريقيا الوسطي والسودان، وكلها أفريقية، ما أثار تساؤلات علي ألسنة الأفارقة عن الأسباب الكامنة وراء التركيز علي قارتهم. فيجيب المدافعون عن المحكمة، ومنهم جائزة نوبل الأسقف ديزموند توتو، أن تنشيط تحريات المحكمة الجنائية الدولية لا يرجع إلي أحكام مسبقة بل لأن ثلاث دول أفريقية (أفريقيا الوسطي، أوغندا، الكونغو الديمقراطية) قد طلبت تدخل المحكمة. لكن دبلوماسي أفريقي صرح لوكالة انتر بريس سيرفس »ألا يوجد هناك مجرموا حرب في الويات المتحدة وغرب أوروبا؟ »… … لقد لقي أكثر من مليون عراقي أغلبهم من المدنيين حتفهم منذ أن إحتلت الولايات المتحدة بلدهم ستة أعوام مضت، وقتلت قوات أمريكا وحلف شمال الأطلسي الآف المدنيين في أفغانستان فيما يسمونه أضرار عرضية، وقتلت إسرائيل أكثر من ألف مدني في غزة. وصرح السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد، أن نظام العدالة هذا هو الذي شاهد تدمير العراق وأفغانستان وغزة دون أن يحرك ساكنا. الولايات المتحدة، كالسودان، ليست عضوا في المحكمة الدولية، لكنها تفاوضت علي ضمان الحصانة لجنودها، حتي إذا خدموا في صفوف بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد إستخدام المحكمة الجنائية الدولية دون أن تكون عضوة فيها… الحصانة مكفولة للجنود الأمريكيين، لا لرئيس السودان.
 
(آي بي إس / 2009)


هل أنت متدين؟


سعيد حارب   هل أنت متدين؟ هذا السؤال طرحه معهد «غالوب» (GALLUP) الأميركي في 143 دولة، وشمل ألف شخص في كل دولة، في دراسة لظاهرة التدين في العالم، واستمرت الدراسة لمدة ثلاث سنوات (2006 – 2008)، ولم تقتصر الدراسة على دين محدد وإنما شملت أدياناً مختلفة، وعرضت نتائج الدراسة في الشهر الماضي، فماذا كانت النتيجة؟ إن أكثر عشر دول متدينة هي كالتالي: مصر حيث جاءت على رأس القائمة، فقد أجاب جميع الذين تم سؤالهم (1000 شخص) بأنهم متدينون، وكانت النسبة %100، تلتها بنغلاديش وسريلانكا بنسبة %99 ثم إندونيسيا والكونغو كينشاسا وسيراليون وملاوي والسنغال وجيبوتي والمغرب ثم الإمارات العربية المتحدة بنسبة %98 لكل من هذه الدول، ولم تختلف النسبة أو تقل كثيرا في بقية الدول لكنها تشير إلى بعض المفارقات، فلبنان مثلاً كان من المتوقع أن تقل فيه نسبة الذين يعتقدون أن الدين مهم في حياتهم اليومية، إلا أن النسبة وصلت في لبنان إلى %86، ومن المفارقات كذلك أن النسبة في إيران انخفضت عن المتوقع، فقد كان من المتصور أن تأتي إيران ضمن الدول العشر الأولى من حيث نسبة المتدينين نظراً للحالة الدينية السائدة هناك، لكنها لم تكن ضمن تلك المجموعة رغم أن نسبة الذين يعتقدون أنهم متدينون كانت عالية، إذ أجاب %83 من الإيرانيين الذين تم استقصاء آرائهم بأنهم يعتبرون أنفسهم متدينين، ومثل ذلك في العراق إذ أجاب %79 من العراقيين بأنهم يعتبرون أنفسهم متدينين، وهي نسبة تخالف التوقعات، خاصة بعد التغيرات الأخيرة في العراق وسيطرة الاتجاهات الدينية على المجتمع! وكذا الهند التي تعتبر نفسها دولة علمانية لادينية، إلا أن %79 من الهنود بمختلف أديانهم أجابوا بأنهم يعتبرون أنفسهم من المتدينين، ومثل ذلك أيضاً ما تشير إليه الدراسة من نسبة المتدينين في إسرائيل حيث تدنت نسبة الذين يعتقدون أنهم متدينون إلى %50 فقط، وهو عكس ما يعتقده الكثيرون عن الإسرائيليين! ولا تختلف الأرقام في كثير من الدول على اتساع القارات، فقد كانت النسبة في رومانيا %78، وبوتسوانا %77 وهايتي %76 ومثلها في طاجيكستان، أما قبرص وجورجيا فقد كانت النسبة فيهما %75، ولعل من المفاجآت نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أنهم متدينون، إذ بلغ متوسط النسبة بين الأميركيين %62، وترتفع هذه النسبة في بعض الولايات مثل المسيسبي حيث تبلغ %85 وألباما %82 لتكون آخر الولايات العشر هما كنتاكي وتكساس، حيث بلغت نسبة الذين يعتبرون أنفسهم من المتدينين %74، أما بقية الولايات فقد تفاوتت النسبة لتكون ولاية فيرمونت أقل ولاية يشعر الناس فيها أنهم متدينون فقد بلغت نسبتهم %42. ومن الملاحظ أن معظم دول أوروبا الغربية هي أقل الدول تديناً، فقد تفاوتت النسبة بين النمسا التي يعتقد %55 من تم استقصاء آرائهم أنهم من المتدينين، وإستونيا التي بلغت النسبة فيها أدنى معدل بين جميع الدول، إذ يعتقد %14 فقط ممن تم استقصاء آرائهم أنهم من المتدينين، وتختلف النسبة في بقية الدول ففي صربيا بلغت النسبة %51 وفي سويسرا بلغت النسبة %42 وفي فرنسا بلغت النسبة %25 وفي الدنمارك بلغت النسبة %18، أما في قارة آسيا فقد كانت هونغ كونغ أقل الدول من حيث التدين، إذ لم تتجاوز النسبة فيها %22 بينما كانت في اليابان %25 وفي سنغافورة %50. هذه الدراسة وغيرها من الدراسات تشير إلى أن العالم يمر «بحالة» من التدين، على اختلاف الناس في أديانهم، كما تشير إلى بحث الإنسان عن ميدان روحي يوفر له حالة من الاطمئنان النفسي والرضا الداخلي، وهو شعور لا يمكن لأية وسيلة أن تحققه أكثر مما يحققه الدين، لكن يبقى سؤال لدى جميع الذين تم استقصاء آرائهم والذين لم يشاركوا في هذه الدراسة، وهو: ماذا يعني أن تكون متديناً؟ لا شك أن كل واحد من المشاركين كانت لديه إجابة مختلفة عن غيره، وبخاصة إذا كان يختلف معه في الدين، ولا نستطيع أن نفهم ماذا يعني أن تكون متدينا، مسيحيا أو هندوسيا أو بوذيا أو يهوديا أو غير ذلك، لكننا يمكن أن نقارب فهمنا بالنسبة للمسلم، فظاهرة التدين في العالم العربي والإسلامي لا يمكن أن تخطئها العين، فأنّى اتجهت تجد «مظاهر» الدين واضحة بدءاً من اللباس والالتزام الشخصي، مروراً بإنشاء المساجد والمراكز الإسلامية وانتشار الكتب الإسلامية، وانتهاءً بالدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كما تدعو لها بعض من التيارات الإسلامية، لكن على المستوى الشخصي، ما زالت الإجابة على السؤال غير واضحة، إذ إن ظاهرة «الالتزام» الديني -إذا جاز لنا تسميتها- لم يواكبها لدى الكثيرين «الالتزام» العملي، فممارسة الشعائر الدينية من صلاة وصيام وحج وعمرة ليست هي كل الدين وإن كانت من أركانه، إذ يصاحب التدين لدى البعض جفاف في التعامل مع الآخرين، وبخاصة إذا كان مختلف معه مذهبا أو طائفة أو لغة أو عرقا أو لونا، ولا بأس إذا كان الأمر كذلك من الغيبة والنميمة مع هؤلاء المخالفين والكيد لهم والتآمر عليهم، وربما وصل الأمر للتفسيق أو التكفير وكل ذلك باسم التدين، بل إن بعض المتدينين لا «مشكلة» عنده أن يكون متدينا ويكون مقصرا في واجباته العائلية أو العملية، فمعاملة الأسرة لا تكون إلا بشدة وغلظة، ودخوله المنزل إيذان بفرض «حالة الطوارئ»!، والزوجة ليست «لتسكنوا إليها» كما يأمر الإسلام، بل لتسكنوا معها، وهناك فرق كبير بين الأمرين، أما التزاماته الوظيفية فليست سوى مصدر للرزق دون أن يكون في عمله إنتاج أو إبداع أو تطوير، ولا بأس من تعطيل مصالح الناس بحجة الصلاة، ولو استغرق الأمر ساعة كاملة، علماً بأن الصلاة لا تتجاوز عشر دقائق، ولا بأس من «سرقة» وقت العمل للمصالح الشخصية، فسرقة المال تقطع فيها الأيدي، أما سرقة المصالح والوقت وجهد الآخرين فلا «حد» فيها. لقد شاعت مفاهيم الفصل بين التدين الشخصي والسلوك العملي لدى بعض المتدينين، علما بأن التدين ليس التزاما شخصيا فقط، بل هو ممارسة عملية للحياة بما يأمر به الدين من قيم وأخلاق وحسن معاملة، فإذا كانت الصلاة وهي ركن واحد من أركان الإسلام تنهى عن الفحشاء والمنكر، فماذا عن الدين كله؟ أليس نهى عن كل الفواحش والمنكرات ودعوة للقيام بكل الأعمال الصالحة. لقد أجاب الكثير بأنهم متدينون، وهناك الملايين الذين لو سألوا لأجابوا بأنهم متدينون، ولكن أحداً لم يجبنا، ماذا يعني أن يكون متديناً؟ drhareb@gmail.com   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 16 مارس  2009)


اليستر كروك في ‘مقاومة: جوهر ثورة الاسلاميين’:

قراءة في ملامح انفتاح في الخطاب الاسلامي الجديد والانغلاق الغربي


ابراهيم درويش   في تقريظه لكتاب اليستر كوك الخبير البريطاني ‘مقاومة: جوهر ثورة الاسلاميين’ كتب االباحث في الاسلام ودراسات المسلمين المعروف جون اوزبوزيتو قائلا انه في ضوء فشل الحرب على الارهاب التي شنها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بات البحث عن حلول لظاهرة الارهاب الدولي امرا مهما، وكتاب اليستر كروك يدخل ضمن هذه الجهود التي تحاول البحث عن حلول تستعيض عن المواجهة والخراب خلاقا ام غير خلاق بأرضية من الحوار وما شابه ذلك. ويدعو الباحث الامريكي لقراءة الكتاب نظرا لأهميته.   الاحلال، الفرد والتطهير العرقي يسعى كروك الى قراءة في الارضية النظرية لجذور التطرف الديني وتمظهراتها في الفلسفة والسياسة الدينيتين. وهو ان حدد اصول الفصام، الصدام او المواجهة في منظومة كل حركات الاصلاح الديني ذات الطابع المتطرف، فما آمن به بوش لم يكن يختلف عن موقف البروتستانت من الكاثوليك ولم يكن بعيدا عن المسار الذي اتخذته الفكرة الدينية في امريكا التي ارتبطت بالقدرية والخيرية واشكالية المخلص الامريكي الحامل على ظهره هم انقاذ الانسانية من تيهانها وشرودها واعادتها للصراط المستقيم. فالتقابل في تحليل الضلال الانساني بين ما قدمه بوش كحل ينهي القاعدة وتنوعاتها الاسلامية، يتمظهر في مجمل التراث الديني. واشكاليته، اي امكانية التصدي للشر، سواء كان هذا تمثله القاعدة، الكاثوليك وحتى البابا نفسه ضمن ما حدث في المسيحية كامنة في تنوع الرؤية واختلافها حول دور الانسان في المجتمع ودور المجتمع تجاه الفرد. يحيلنا اليستر كروك في قراءاته لمحاولة الحداثة والتنوير الاوربييين لابعاد فكرة التسييس والمجتمعية عن الدين والتأكيد على اهمية الفرد واحلاله في مركز الكون، وتمكين قوى السوق من السيطرة على المصير لم تتم عبر تحاور وتنازل بين قوى المجتمع بل كانت في نزوعها قاتلة وشرسة، واستعانت في الاطار نفسه بقدرة العلم وامكانية العقلانية التي تسيدت الفكر الاوروبي في القرن التاسع عشر. واعتمدت في الوقت نفسه على نظرية الانتقاء الاجتماعي ذات الطابع العنصري لتدمير المجتمع واحلال الفرد في مركزه. يحيلنا كروك على افكار مدرسة فرانكفورت وعلى اليعاقبة في نزوعهم الذي يذكرنا بالفوضى الخلاقة وكتابات ماكس ويبر خاصة مقاله عام 1905 وافكار داروين. ولأنه يتجنب السرد التاريخي في محاولة لفهم الظاهرة الدينية في اشكالها المتطرفة، فهو ينقلنا الى الطريقة التي تم فيها تحقيق الانسجام الاجتماعي ‘التطهير العرقي’ وتم هذا عبر عدة آليات منحتها فكرة الدولة القومية التي تناقض وتهدم التنوع. فالظاهرة القومية قامت باسم الطهارة ونقاء الجنس القومي بتدمير كل الثقافات ‘المحلية’ او تنوع الاقليات من اجل بناء مجتمع الطهارة القومي العنصري المثالي. فباسم النقاء العنصري تم اخراج امم وشعوب من التاريخ. فحينما قالت غولدا مائير، رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة انه لا يوجد شيء اسمه ‘الفلسطينيون’ كانت تقوم بالغائهم وتخرجهم من التاريخ تماما كما الغت القومية التركية المتطرفة الاكراد وتجنبت الاعتراف بهم واكتفت بالاشارة اليهم في الرواية الوطنية على انهم ‘سكان الجبال’. باسم القومية تم تدمير هويات، تهجير، قمع، وقتل وابادة شعوب. فباسم تأكيد القوميات الاوروبية تم تهجير وقتل اكثر من خمسة ملايين مسلم في اوروبا، وسط وجنوب القارة. وباسم النقاء التركي تمت ابادة الارمن وتهجيرهم وقتلهم. وترافق مع عملية الالغاء والتهجير والقتل، هم آخر، وهو إبعاد الدين عن حركة التاريخ والسياسة، ففي الحالة اليهودية تمت علمنة الدين اليهودي. ومع هذا حاول القوميون تزييف وخلق هويات بناء وتأكيد بالاستعانة بالاركيولوجيا. ما يهم في تحليل الكاتب هنا واضاءته على تجليات الحداثة القاسية هو ان الالحاح الاوروبي الدائم على الدول العثمانية لاعادة صياغة نفسها، اي الاصلاح، تم ضمن هذه الجهود وتدخل القوى الاوروبية في اقدار الدولة العثمانية، خاصة الدخول كعنصر يحمي الاقليات ويدول قضاياها هو جزء من هذا النزوع الوحشي. وليس غريبا ان يكون لورد ستراتفورد هو من صاغ مشروع الاصلاح العثماني عام 1856. المهم في هذا التحليل هو ان ما تم في داخل الدولة العثمانية من مذابح وقتل لم يتم باسم التنوع الذي كانت تمثله الفكرة العثمانية، والخلافة التي تمثل وجهة النظر الاسلامية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم. ليس غريبا ان تقوم القومية التركية، او الطورانيين بحملة تطهير عرقي على الشعوب التي كانت داخلة في منظومة الخلافة وبناء هوية وطنية، تزعم انها سليلة حضارة عظيمة في آسيا الوسطى. باسم هذه القومية قامت تركيا الفتاة بالانقلاب على الخلافة العثمانية عام 1908 وبدأت حملة ضد الارمن والاكراد. ليس غريبا ان يكون احد دعاة الصهيونية التصحيحية، فلاديمير جاكوبوتنسكي ودعاة الحل التطهيري محررا لإحدى صحف الطورانيين. لا يشير الكاتب الى سياسة التتريك الا في اطارها العام ولكنه لا ينقل اثرها على مواطني الخلافة العرب، الذين كانوا يمثلون غالبية الدولة. المهم في هذا السياق ان الطورانيين المصابين بلوثة القومية بمعناها الاوروبي قاموا بعمليات الابادة ضد الارمن والاكراد ثم جاء مصطفى كمال اتاتورك بإكمال الحملة ولكن هذه المرة ضد الاسلام، بداية بالغاء الخلافة، ثم الحرب على الهوية العثمانية الاسلامية، اللباس، اللغة، والمكان الديني، المسجد والمدرسة والتكايا وما الى ذلك. ويشير الكاتب هنا الى مجمل مواقف اتاتورك من الاسلام والتي كانت قاسية، ويقول ان تطرف العلمانية التركية، قوبل بنوع من الاعجاب والمديح من قبل الاوروبيين. كما ان اتاتورك الذي شن الحرب على الاسلام ورموزه، انتهى مثل الحداثة نفسها وحيدا بعيدا عن امته التي كان صانعها ليموت في قصر السلطان الذي حاول تغييب ذاكرته وذاكرة اجداده اي السلطان ‘ دولمة بهجة’. توحش الطورانيين الذي عادة ما يوصفون بالملحدين القوميين، وشراسة اتاتورك ‘الاب’ المعروف بغروره ومشاكسته زرعت بذور الرفض الاسلامي والثورة، اي المقاومة.   الخلافة والخطاب الاسلامي تجليات نهاية الخلافة الاسلامية واثرها على الوعي الاسلامي ستظل تلاحق كل كتابات جيل ما بعد الاصلاح الاسلامي، فالجيل الاول آمن بالجامعة الاسلامية ودعم افكارها على الرغم من السوس الذي كان ينخر في جسد الدولة، اما الجيل الثاني الوارث لتراث المنار فهو الذي سيقوم بتشكيل ماهية الرد على الهزيمة وسقوط رمز وحدة الشريعة والمجتمع. هنا يقدمنا الكاتب الى مفهوم الاسلامية وهو ان لم يكن معنيا مرة اخرى بتحليل معانيها المتعددة الا انه يقرأ تجلياتها السلفية والسياسية والمتطرفة، فالاسلامية ليست ظاهرة تشير الى انموذج واحد فهناك اسلاميات متعددة، لكن ما يعنيه هنا في هذا التحليل ان هذه الاسلاميات تمثل كل واحدة رد فعل على شراسة النموذج الغربي والعلماني. وهي كما نعرف تحمل في طياتها مرة تقاربا وتسامحا مع الاخر وفي مرات اخرى لا ترى الا المواجهة سبيلا، وعبر الحطام يبرز الامل. فان كان المسيحيون الاصوليون تعاملوا مع توطين اليهود في فلسطين كجزء من تحفيز عمل الرب، فهناك اسلاميون لا يرون الا في تدمير النموذج الغربي، الفاسد والمنحل وتطهير العالم من شروره وسيلة للحل. على العموم يحلل كروك تمظهرات الخطاب الاسلامي السني والشيعي المقاوم للغرب او الحداثة عبر محاولة فهمه عبر الاليات ومنظومة الافكار التي قامت عليها الحداثة الاوروبية اي باعتباره صورة عن تجادل بين الفكرين، ومقارنة بين الاليات التفسيرية التي استخدمها ممثلو الاصلاح والخروج. ويركز هنا على سيد قطب باعتباره مركزا للفكر الذي استخدم لمواجهة الغرب وتوغل القوميين في البلدان العربية والاسلامية ويتعامل ومع فكره باعتباره ردة فعل على الغاء الخلافة في اسطنبول. وهو ان ربط بين تأثيرات سيد قطب على ما يطلق عليه الفكر الشيعي الا انه يتجاوز تجادل الفكر السياسي السني السني ويركز عوضا عن ذلك على قراءة اثار التجربة السنية السياسية من خلال تمظهرها القطبي لربطها بما حدث في التجربة الشيعية حيث اسهمت كتابات سيد قطب باخراج الفكر الشيعي من حالته المسالمة وقدريته. وهنا مغامرة في التحليل لان سيد قطب لم يكن الوحيد الذي اثر على النخب الشيعية الاسلامية وان كان الاكثر حضورا في الكتابات هذه. والحقيقة ان الباحث في الفكر الاسلامي الحديث لا يجد الا ان يتعامل معه كخطاب واحد عندما يتعلق الامر بنقد تلكؤ ما يطلق عليه المؤسسة الرسمية الدينية واذعانها للسلطة وموقفها من الغرب، ايا كان حداثيا، دينيا، تغريبيا ام استعماريا فخطاب المواجهة مع الغرب يحمل نفس الملامح التي تطبع كتابات المفكرين الشيعة والسنة مع ان الطرف الاول تأثر بالطرف الثاني. فسيد قطب وكتابات الشيخ محمد الغزالي وغيره من النخب الاخوانية تركوا اثارهم على كتابات الاسلاميين الشيعة. ومن هنا فالتقسيم بين خطاب اسلامي سياسي سني واخر شيعي يبدو متجاوزا للحالة الاسلامية الحديثة. ان قراءة كتاب الحكومة الاسلامية لآية الله الخميني، وهو مجموعة محاضراته التي بلور فيها فكرة ولاية الفقيه، تعطي انطباعا ان كاتبه ‘سني’ ان تجاوزنا الاشارات المذهبية. فالاطار التحليلي نفسه وطريقة عرض حال الامة نفسها. صحيح ان كلا من كتابات الطرفين تمايزت فيما بعد، مع ذلك يمكن للباحث الزعم ان مجمل الخطاب الاسلامي المعاصر، السياسي منه هو واحد وهو ما يظهره تحليل الكاتب في الفصل المخصص للحالة السياسية الشيعية، محللا اثر تجادل الاسلام الحركي الاخواني مع النشاط الشيعي في العراق ودور النجف ممثلا بمحمد باقر الصدر الذي تظهر كتاباته هذا التجادل. كما ان كتابات علي شريعتي في مراحلها الاولى لم تكن منفصلة عن تأثيرات الكتاب المصريين، فشريعتي يذكر انه تأثر بكتاب عبدالحميد جودة السحار عن ‘ابو ذر الغفاري’. هناك تمايزات في كتابات الاسلاميين عامة. فالخميني كانت مرجعيته الاولى عرفانية من ملا صدرا، وشريعتي نظرا لتعليمه الحديث كانت مرجعيته الرموز الشيعية ومحاولة تثويرها بناء على فكر ما بعد الاستعمار والعالم الثالثي نتيجة لدراسته في فرنسا. لكن القراءة الاسلامية المعاصرة من قبل هؤلاء تحمل ملامح تفسيرية ومواقف من التراث وعلاقته بالحداثة. تركت الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 اثارها على الوعي الاسلامي وادت الى تمظهرات مقاومة تبرز الان في المواقف التي يمثلها حزب الله اللبناني الذي جاء ليمثل مجمل التغيرات والكفاحات الفكرية داخل الفكر الشيعي ويمثل المقاومة. وهناك حماس التي خرجت من عباءة الاخوان لكي تتبنى المقاومة. يدرس الكاتب خياري المقاومة لكل من الحركتين. ما يجمع حزب الله وحماس هو عقيدة المقاومة، وتحالف حماس مع ايران هو تحالف من اجل المقاومة. ويمكن فهم هذا باعتباره الارضية المشتركة بين الحركتين. وتظل الارضية صلبة طالما ظلت بعيدة عن الخلافات ‘العقدية’ التي ادت للخلاف السني الشيعي. فالمقاومة كانت كافية لكي يتجاوز كل فريق مواقفه. فالوحدة عبر المقاومة كانت كافية لانتصارها، مثال حماس وحزب الله، لكن استخدام ‘ورقة الطائفية’ وتكييفها سياسيا ادت لمذابح وتشريد تماما كما حدث مع بناء الدولة الطائفية. فسقوط النظام العراقي ممثلا بصدام حسين، ادى لولادة منظومات تفسيرية عن التاريخ والطائفة والحرمان والحق والتهميش الذي عاشه الشيعة طوال القرون الماضية، مع ان هذه الرؤى تظل من اختراع الاحزاب السياسية التي جاءت لتحكم باسم الشيعة في العراق اليوم. اهمية هذا الكتاب انه يقدم مجملا للرؤى والافكار التي يقوم عليها النموذج الغربي ويموضع الظاهرة الاسلامية في داخلها اي يحاول فهمها باعتبارها ردا على تغوله او محاولة للتكيف معه. ففي هذه القراءة نلتقي مع معظم الاسماء والافكار التي صنعت ثقافة اوروبا، هوبز وهابرماس، فوكو وادوارد سعيد وميلتون ومدرسة شيكاغو وغيرهم.   بانتظار البرابرة وكما لاحظنا منذ البداية فان التشريد والاضطهاد والقهر والظلم هي نتاج محاولات الغرب تصدير رؤيته القائمة على تحرير السوق من سيطرة المجتمع والسياسة عليه. فالعلمانية والتحديث القسريان كما في المثال التركي اصبحا رمزا على ابشع اشكال الحداثة العلمانية. وهذا هو الدرس الاول او الملمح الذي حاولت الدراسة الحالية تقديمه. ذلك ان الكاتب اراد استكشاف ارضيات ومنظومات فكرية يرى انها تسهم في تشكيل فكرة المقاومة ان من داخل الفكرة نفسها او كرد عليها وهي اضافة للملمح الاول. فالملمح الثاني يتحدث عن تضاد رؤية الغرب القائمة على اسطورة السوق الحرة والخيارات الفردية التي تعمل داخل المجتمع وهذه الرؤية ليست مضادة فحسب بل تشكل تهديدا وجوديا على الاسلام. اما التيمة الثالثة فانه في قلب هذه الرؤى الغربية عن الحداثة وهندسة المجتمع والتطهير العرقي اشكال متنوعة من الفهم الديني المسيحي، مما يعني ان عمليات اعادة تشكيل المجتمع بعيدا عن سلطة الدين لم تتخلص ابدا من سطوته. ومن هنا نحن امام نقاش رابع يتعلق برؤية الغرب والاسلام وموقف كل منهما من الانسان ودوره. امام الموضوع الاهم في النقاش تحرر الاسلاميين في مراحل تشكيل ايديولوجيتهم من قيود التقاليد الفكرية الغربية، مما ادى لنشوء ظاهرة اسلامية منفتحة ذات آليات متحركة بشكل تجعل من الظاهرة الاسلامية اقرب لمفهوم المجتمع المفتوح فيما تنغلق العقلية الغربية وتصبح اكثر التصاقا بشخصية المجتمع المنغلق. ومن هنا فالفارق بين النموذجين الغربي والايديولوجية الاسلامية هو طريقة فهم الانسان ففي الوقت الذي يتميز فيه الغرب برؤيته المثالية يلتزم الاسلام الايديولوجي بالواقعية وانفتاحه على امكانيات الانسان، اي الحكم بالمعايير الانسانية وقدراته المحددة. اما الملمح السابع في هذا السياق فهو ان الاسلامية هي تطور طبيعي لاحداث يمكن تفسيرها وفهمها ضمن رؤية التاريخ. وضمن هذا السياق فالاسلامية هي محاولة لتصحيح الاعوجاج عبر اجبار الغرب على الاعتراف بمبادئ اساسية تسهم في هذا الحل. ومن هنا يجب التفريق بين المقاومة التي تعني الانعتاق والتحرر وتمثلها حماس وحزب الله وبين الحركات التي تدعو لحرق وتدمير النظام كله وبناء نظام جديد على اساس ايديولوجيتها. ومن هنا ففشل الغرب في التفريق بين الاسلام السياسي الواقعي الذي يقبل بتجليات الواقع وتنزيلات الفكر عليه وبين تلك الجماعات القيامية المدفوعة بقوة غيبية عامل في تسليح وتعزيز القوى القيامية على حساب قوى الانعتاق والتحرر. ويرى الكاتب انه وان تجذر كل من المقاومة والرد الغربي العنيف في الخطاب الديني الا ان الرد الغربي على المقاومة الاسلامية يغلق كل امل في بدء حوار او بناء تواصل بين المقاومة والعنف المشرعن الغربي. في الاطار التاسع الذي حاولت الدراسة تحليله قصة شيطنة الاسلاميين التي يسميها الاستشراق الجديد وهي ليست نتاجا لسوء فهم للاسلاميين وفكرتهم ولكنها محاولة مدروسة وعملية ايديولوجية تهدف الى اضعاف الليبرالية في مكان ولتوسيع مجال رد امريكا الحاسم وتدخلها في الشرق الاوسط. والاسلاميون ضمن هذه السياسة ما هم الا بيادق لتأمين انتصار امريكا على الليبرالية وتعزيز السيادة العالمية لها. في الفصل التاسع يحلل الكاتب ابعاد هذه الشيطنة من خلال حوار بسيط ‘تحدثت مع حماس، ومع حزب الله، قالوا انهم يريدون الديمقراطية. وصدقتهم’ في اشارة الى ان الاسلاميين لا يقولون شيئا مفيدا وليس لديهم اطار فكري نافع. يعتقد الكاتب انه في القرون الثلاثة الاخيرة ومع تجربة العقد الاخير كانت محاولة ملاحقة وتحقيق هذه الاهداف فاشلة مما زاد في الطين بلة على طبيعة العلاقة بين عالم الغرب والاسلام. وارث هذه المحاولات الفاشلة سيلاحق الامبراطورية وقد يؤدي للاطاحة بها. وليس مصادفة ان يستعيد الكاتب هنا بطل جي ام كويتزي كاتب المحكمة في راوية ‘بانتظار البرابرة’ وهو الكاتب الذي لم يكن معنيا بمصير الانسان ولكنه بعد تعرض جماعات البدائيين للتعذيب والقهر يتعاطف معهم، في اشارة الى ان النظام نفسه يحمل في طياته ملامح التفجر، التمرد والانهيار. المهم في كل النقاش هنا ان العلاقة المضطربة بين الشرق والغرب وان قامت على تكرار الاخطاء الا ان المستقبل مرهون في النهاية بقرارات الرجال الذين يعيدون العقل السياسي لأرضيته الصلبة تماما كما فعل كاتب المحكمة العامل على حافة الامبراطورية قرب البرابرة (قصيدة كفافي ‘بانتظار البرابرة’ هي ختام الكتاب) وما فعله التكنوقراط في جنوب افريقيا. والانتباه الى ما حصل داخل الفكرة الاسلامية نفسها التي تحررت من الذرائعية. فهذه التحولات التي تحمل في داخلها بذور الحياة التي تجعلنا قادرين على التعرف اليها هي في النهاية مقياس او علامة على المستقبل على حد تعبير ريموند ويليامز. كتاب مهم في طبيعة الافكار الجديدة التي يطرحها، ويختلف عن كتب الاسلام السياسي الصادرة في الغرب. ——————————– ـ عمل اليستر كروك مستشارا لخافيير سولانا، ممثل الاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط 1997 ـ 2003. وكان له دور في العمل على تخفيف حدة التصعيد في المناطق الفلسطينية في الفترة ما بين 2000 2003. وكان عضوا في لجنة ميتشل حول اسباب الانتفاضة 2000. وهو مؤسس ومدير منبر النزاعات. ——————————— (*) كاتب من اسرة ‘القدس العربي   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 16 مارس  2009)

Lire aussi ces articles

14 août 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1911 du 14.08.2005  archives : www.tunisnews.net الجزيرة.نت: بوتفليقة-الاستفتاء على قانون العفو نهاية سبتمبر ياسر

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.