(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
تونس في 10 سبتمبر 2007
بيان تأسيسي
الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس
تعتبر الجامعة رافدا تربويا يرنو إلى تكوين إطارات فاعلة يمكنها أن تاثر في نهوض المجتمعات والرقي به إلى الأفضل غير أن الجامعة التونسية بدأت شيئا فشيئا تفقد ذلك الدور الريادي خاصة مع دخول البوليس داخل الحرم الجامعي بداية من ماي 1987 مع الوزير عمر الشاذلي.
لقد تزامن ذلك مع خصوبة الحراك السياسي والثقافي وتنوعه الذي ساهمت فيه آنذاك العديد من الفعاليات خاصة التيار الإسلامي.
وبالرغم من أن السلطة حاولت تصفية تلك الحركات بصورة بوليسية بشعة والجز بكل مناضليها في السجون. مما افرز حالة من الفراغ واللامبالات عند الطلبة، فأصبحت الجامعة مجرد فضاء لإلقاء المحاضرات …
فإن هذه الأجهزة تواصل وجودها ،مع العلم أن السلطة حينها قد أعلنت أن هذا الإجراء هو ظرف، وذلك لترهيب الطلبة وتجريم العمل السياسي والفكري بل والنقابي ومحاصرة مناضلي الحركة الطلابية.
ولعل تعمد السلطة بناء مركز للبوليس داخل كلية العلوم القانونية والسياسية والإجتماعية بتونس يمثل امتداد للنهج الأمني الذي تمارسه ونقض وعدها بإخلاء الجامعة من البوليس.
إننا الموقعون نعلن عن انطلاق حملة من أجل الدفاع عن استقلالية الجامعة:
المبادئ:
1. إن تواجد البوليس داخل الجامعة هو أمر غير شرعي.
2. إن وجود البوليس داخل الحرم الجامعي يمثل شكلا من أشكال التضييق الذي تمارسه السلطة على أبناء هذا الشعب.
3. إن إستقلالية الجامعة شرط أساسي للنهوض بها.
الأهداف:
1. مطالبة السلطة بإخلاء الجامعة من البوليس ورفع يدها عن الحركة الطلابية.
2. القيام بحملات إعلامية تهدف إلى تحسيس الطلبة بمسؤوليتهم تجاه الحفاظ على مكتسبات الجامعة.
3. فضح الممارسات البوليسية داخل الحرم الجامعي.
4. مقاومة وجود الأمن الجامعي والتأكيد على ضرورة القطيعة مع هذا الجهاز.
الوسائل:
· القيام بتظاهرات قصد رفع الستار عن الإرهاب البوليسي داخل الجامعة.
· إصدار بيانات وكتابة مقالات عن طريق استعمال وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت، الجرائد، الفضائيات…).
· القيام باجتماعات عامة احتجاجا على تواصل وجود الأمن الجامعي,
· الالتجاء إلى أشكال النضال الجماهيري.
الأعضاء:
· أسامة القصوري
· حمدي بن سالم
· عبد الحميد الصغير
· محمد الجدلاوي
منسق الحملة
محمد جدلاوي
البريد الإلكتروني :
Contre_police_universitaire@yahoo.fr
محادثات عسكرية تونسية ـ صينية
تونس تعرب عن إرتياحها لإطلاق سراح بحارتها المحتجزين في إيطاليا
وفد أميركي يزور تونس لبحث التعاون في مجال التجارة والإستثمارات
تونس ترى أن التّحدي الأمني من أهم الأولويات في المنطقة المتوسطية
تونسي شكّ في سيرة زوجته… فذبح جاره
مرض اللسان الأزرق في تونس
أخبار متفرقة من ولاية قابس
ترهيب أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس
إنقراض وشيك للشباب العاشق للمسرح في تونس
حول “مشاركة الصباح” في المسابقة الاسرائيلية
محورية “التطبيع” في الاستراتيجيا الاسرائيلية و لاعقلانية خطاب “السلام” الراهن
الطاهر الأسود
باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية
مرت الآن بضعة أسابيع منذ إثارة مشاركة دار “الصباح” التونسية في مسابقة تم وسمها من قبل عدد من الشخصيات و الهيئات التونسية بأنها “تطبيعية”. و من بين كل الأشياء التي يمكن التعليق عليها كان أبرز ما لفت إنتباهي هو خطاب الذين قاموا بالدفاع عن هذه المشاركة. كانت تلك مناسبة لتفحص خطاب توارى في السنوات الأخيرة في الوقت الذي كان رائجا بعض الشيئ غداة “مؤتمر مدريد” و “اتفاقيات أوسلو” بداية تسعينات القرن الفائت. و بالرغم أنه خطاب “أقلي” و “مبعثر” مثلما أشار الى ذلك، عن حق، بعض أصحابه إلا أنه موجود و فاعل. و يقدم أصحاب هذه الرؤية موقفهم على أنه يخدم الصراع القائم في المنطقة في اتجاه حله و خدمة المتضررين منه. يتم الاعلان عن ذلك بنرجسية غير مبررة تتجاوز الصراع العربي الاسرائيلي لتقدم لنا تصور أصحاب هذه الرؤية لذاتهم بشكل خلاصي يمسح مجمل القضايا القائمة بما في ذلك “التنمية” و “الاصلاح” و “مقاومة الفساد” و طبعا مواجهة “الظلامية و الخرافة”. حيث يرى هؤلاء أنهم لا يقدمون مجرد موقف مختلف و لكن موقف متناقض من حيث المنهج و الرؤية لما هو سائد.
و في الحقيقة ربما كان من الصائب، مثلما فعل البعض، وصف الخطاب التنديدي بالمشاركة بأنه “خشبي”. ربما يستعمل المنددون بـ”مشاركة الصباح” الأسلوب غير المناسب في مقاومة “التطبيع”. و ربما كان من الأفضل تعميق النقاش و اللجوء الى خطاب هادئ واثق من قضيته عوض الصراخ. ربما كان كل ذلك صحيحا. لكن تلك ملاحظات خاصة بالأسلوب. القضية تبقى في تقييم هذه المشاركة: هل هي في خدمة القضية الفلسطينية و حل جدي و واقعي للصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام أم لا؟ و مثلما سأحاجج لاحقا، يقف هؤلاء المنددون موقفا تاريخيا صحيحا في حين يقف المدافعون عن “مشاركة الصباح” موقفا معاديا للحقوق الإنسانية الأساسية و للحقوق القومية و الشرعية لشعوبهم و أمتهم و من ثمة موقفا لا يقدم حلا واقعيا و ممكنا للصراع العربي الإسرائيلي. لأجل ذلك يستحق خطاب الأخيرين وقفة تأملية خاصة.
سأطرح هنا المسائل التالية:
أولا، كيف يصور المدافعون عن “مشاركة الصباح” الجدال الراهن؟
ثانيا، كيف يقومون بعرض ظروف “مشاركة الصباح” في المسابقة المعنية و ماهي طبيعة هذه المشاركة أصلا؟
ثالثا، هل يعتبرون “مشاركة الصباح” مبادرة “تطبيعية” و هل هي حقا كذلك؟
رابعا و أخيرا، ماهو الموقف الاسرائيلي في علاقة بموضوع “التطبيع” بشكل عام و “التطبيع الثقافي” بشكل خاص؟
رؤيتين متناقضتين: “الماضوية” و “المستقبلية”؟
تبرز نرجسية خطاب المدافعين عن “مشاركة الصباح” في تصور طبيعة الصراع الفكري المؤطر للجدال الراهن. و على سبيل المثال كان السيد خميس الخياطي حاسما حيث رأى أن “القضية” لا تكمن في مجرد الموقف من “مشاركة الصباح” بل تتجازوها لتعكس “رؤيتين متناقضتين” تمسحان مختلف المسائل. و في علاقة بالمنددين بـ”مشاركة الصباح”، حسب السيد الخياطي، فنحن بصدد “رؤية ماضوية ديماغوجية” تتميز بتمسكها بنهج يهمش ماهو سياسي لمصلحة ماهو عقائدي و حسي، فهي ضمنيا “لا تضع السياسي نصب عينيها” و لا تفصل “بين العاطفي و العقلاني”. و في مقابل ذلك فإن موقف الدفاع عن “مشاركة الصباح” يعبر في الاساس، حسب الخياطي، عن “رؤية مستقبلية” (عوض المصطلح المهترئ “تقدمية”؟) معزولة، و من ثمة هي على الضد، مما هو سائد في العالم العربي/الاسلامي من “أمية” و “ظلامية و خرافة”.[1] في نفس الاتجاه يقترح السيد حبيب الكزدغلي في دفاعه من “مشاركة الصباح” صراعا بين رؤيتين: الأولى تطالب بكل شيئ أو لاشيئ و من ثمة غير واقعية في حين الرؤية الأخرى تعبر عن موقف أناس”إصلاحيين و عقلانيين”.[2]
و الواقع هناك ما يكفي من المعطيات كما سنرى للاعتقاد بأننا بصدد خطاب نرجسي غير مبرر. فحسم مسألة ما إذا كان الدفاع عن “مشاركة الصباح” يعبر عن موقف “مستقبلي” و “غير ماضوي” و “عقلاني” و “غير ديماغوجي” و “يضع السياسي نصب عينيه” و “يفصل بين العاطفي و العقلاني”، فحسم هذه المسألة، إذا، لا يحتاج إطلاق شعارات مماثلة بقدر ما يحتاج تمحيصا هادئا لظروف و أهداف المسابقة المعنية و من ثمة معنى “مشاركة الصباح” فيها. فهل قام المدافعون عن “مشاركة الصباح” بذلك أم انخرطوا في تهويمات و تجريدات لاعقلانية تجتر الماضي في أثواب جديدة و من ثمة فهم ليسوا جادين في إيجاد مخارج نحو مستقبل أفضل؟
منظمي “المسابقة”؟
بدت أكثر المسائل غموضا و ضبابية في كتابات المدافعين عن “مشاركة الصباح” المسألة التي من المفترض أن تكون الأكثر إهتماما و تمحيصا خاصة عندما يتعلق الأمر بأصحاب “رؤية عقلانية”. حيث تفادى هؤلاء عرض و تقديم بديهيات أساسية في ردودهم تتعلق بمنظم المسابقة و كيفية “مشاركة الصباح” فيها. بل أن عرضهم لمصدر و للإطار التنظيمي للمسابقة غير دقيق و ساذج في أقل التقديرات هذا إذا لم يكن مضللا. فبالنسبة للسيد رضا الكافي يتم التعرض للمنظمين في صيغة المبني للمجهول، مثل وصف ما يجري على أنه مجرد “اشتراك في عملية” من دون توضيح لطبيعة و منظم هذه “العملية”، في حين أنه الشخص الرئيسي المعني بالجانب التنظيمي في “المسابقة” ممثلا لدار الصباح و من ثمة الأعرف بماهية المنظيمين.[3] و حتى عندما يتعرض السيد الكافي للصفة الإسرائيلية للمنظمين يقوم بذلك من خلال الحديث في العام عن “تشارك” مع “مؤسسات إسرائيلية”.[4] في حين يتمادى السيد الكزدغلي، و هو الجامعي الذي من المفترض أن يتحرى من مصادره، إلى حد إما الجهل أو التضليل الفاضح عندما يقبل القول القائل بأن “المسابقة أطلقت من قبل عدد من المؤسسات و صحف ضفاف البحر المتوسط”.[5]
يأتي هذا في الوقت الذي يمكن فيه الإطلاع مباشرة على مختلف تفاصيل “المسابقة” و إطارها التنظيمي و الظروف التي حفت بإطلاقها على الموقع الالكتروني لمطلقيها و منظمها الرئيسي أي المؤسسة الإسرائيلية “مركز بيريز للسلام” (Peres Center for Peace).[6] حيث أن الأمر لا يتعلق بـ”عدد من المؤسسات و الصحف” بقدر ما هو أحد الأنشطة و المشاريع التي يقوم “مركز بيريز للسلام” بالإشراف عليها بوصفه مطلق المبادرة و الراعي الفكري و المادي لها. و بالرغم من تعرض عدد من التقارير الصحفية لهذه التفاصيل فإنه لا ضير من إعادة عرض بعض المعطيات هنا خاصة لأهميتها اللاحقة في نقاش مسألة “مشاركة الصباح”.
و تأتي “المسابقة” ضمن محور “الثقافة” في أحد مشاريع المركز المسمى “المتوسط 2020” (Mediterranean 2020) و الذي يحتوي أركان و من ثمة “مسابقات” و “ورشات” أخرى ضمن محاور “الهوية” و “الديبلوماسية” و “البيئة” و “الاقتصاد”.[7] و تم تكليف إدارة خاصة من قبل “مركز بيريز للسلام” للإشراف على المشروع بشكل عام باسم “مؤسسة ليو سافير لرؤية المتوسط 2020” (Leo Savir Foundation for a Mediterranean Vision 2020) و تكليف المركز للباحثة الاسترالية-الاسرائيلية الشابة رونيت زيمر (Ronit Zimmer) لإدارتها. و مثلما هو واضح من اسم المركز فقد تم تأسيسه من قبل الرئيس الاسرائيلي الحالي شيمون بيريز في حين يقوم برئاسته حاليا أوري سافير (Uri Savir) أكثر المقربين لبيريز الذي سمى المؤسسة التي تدير مشروع “المتوسط 2020” باسم والده السفير الاسرائيلي الأسبق ليو سافير. و مثلما هو مذكور تحت ركن “مهمة” المشروع[8] يمكن اعتبار أوري سافير المهندس الأساسي للمشروع خاصة من خلال مقال كتبه سنة 2006 بعنوان “السلام المتوسطي” محمل على موقع المركز.[9] و لأن “مركز بيريز للسلام” هو المبادرفي تنظيم “المسابقة” فإن الصحف المشاركة التحقت بدعوة منه. و لهذا تحديدا يبدو أن دار “الصباح” التحقت بشكل متأخر حيث لا يرد اسمها في قائمة الصحف المشاركة على الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني[10] في حين يرد اسمها على الوثيقة الملحقة (المعدلة) الموضوعة على أحد الوصلات.[11] تبقى الإشارة الى أن الرابحين في مسابقة الرسم (التي من المفترض أن يحاكي فيها “أطفال بين سن 15 و 18 عاما” أحد أشهر رسومات بابلو بيكاسو) سيلتقون في مالقة الاسبانية في حين سيتكفل “مركز بيريز للسلام” بتغطية مصاريف اللقاء.
و في الواقع يعود تهرب المدافعين عن “مشاركة الصباح” من عرض بسيط لمنظمي “المسابقة” الى أنها نقطة محورية في حسم مسألة أساسية هي :هل نحن بصدد مبادرة “تطبيعية” أم لا؟ إذ لا يرغب هؤلاء الاقرار بأن ما يجري يندرج ضمن مسارات “التطبيع” عموما و “التطبيع الثقافي” خصوصا.
هل تهدف “مشاركة الصباح” لنشر “ثقافة السلام” أم هي مبادرة “تطبيعية”؟
للمفارقة يحرص المدافعون عن “مشاركة الصباح”، في الوقت الذي يتجاهلون فيه عرضا دقيقا لماهية منظمي “المسابقة”، على التأكيد على أن “الشركاء” الإسرائيليين المعنيين في هذه “المسابقة” يدافعون عن “ثقافة السلام” بل و أيضا “مناضلين من أجل السلام”. يعتبر السيد الكافي، عل سبيل المثال، في إشارة للـ”المسابقة” أن التشارك مع الاسرائيليين “الذين يناضلون من أجل السلام، و هم لحسن الحظ كثيرون، لا يجب أن تعتبر جريمة”، و يضيف الكافي أن هؤلاء “يعملون بنزاهة على وضع حد للانزلاق نحو الكراهية و العنف”.[12] في مقابل ذلك ينخرط الكافي في خطاب شعاراتي مثير للغرابة مثل القول بأن معارضة “المسابقة” لا تعني معارضة “ثقافة السلام” فحسب بل أيضا معارضة “التضامن مع الشعب الفلسطيني”.[13]
في نفس الاتجاه يعتبر السيد نزار البهلول بأن المعارضين للـ”المسابقة” لا يهمهم كثيرا أن “المؤسسات” المعنية بهذه المسابقة “معروفة برغبتها في السلام، و ماضيها المسالم النضالي”.[14] و يبدأ السيد “عدنان الحسناوي” في “عريضة” (ليس من الواضح مآلها) لدعم “مشاركة الصباح” بالإقرار المبدئي بأنها مساهمة في “عمل يهدف نشر ثقافة السلام”.[15] السيد زياد الهاني، و الذي كان مصدر أول التصريحات في هذا الشأن، اعتبر أن المشروع “يخدم ثقافة التسامح و السلام و التواصل بين شباب المتوسط” و أن “المؤسسات التي تتبنى مثل هذا المشروع تستحق التهنئة”.[16]
و الى جانب العناوين الشعاراتية التجريدية التي تعتبر ضمنيا “مركز بيريز للسلام” و من يقفون وراءه “مناضلين من أجل السلام” يوجد من يواجه المسألة بشكل مباشر لنفي صيغة “التطبيع” عن “المسابقة”. فالسيد الخياطي يطلق ما يشبه المصادرة الشعاراتية الباعثة على الحيرة بأن ما يجري “ليس تطبيعا” بل هو “حوار”. و في الواقع لا يبدو أن السيد الخياطي، الذي يمثل حسب تصوره لذاته “رؤية عقلانية”، يرى أي مبرر لأن يوضح لماذا لا يمكن اعتبار هذا “الحوار” مبادرة “تطبيعية” سوى الاشارة الايتمولوجية المضطربة الى أن ما يجري “ليس تطبيعا كما يدعي القومجية عندنا، لأننا لم نعش يوما حياة جيرة طبيعية مع إسرائيل”، كأن معنى “التطبيع” (normalization) هو ضرورة “العودة الى حياة طبيعية” و ليس “تطبيع” ما لم يكن طبيعيا أو “عاديا” حتى نقترب أكثر من معنى الأصل الاصطلاحي الانجليزي.[17] السيد الكزدغلي يحاول أن يقدم أفكارا أقل سطحية عندما يعتبر أن “تعليم الأطفال للسلام” ليس “تطبيعا مع السياسات العدوانية”. غير أنه، و مثلما تمت الاشارة أعلاه، لا يحاول وضع “المسابقة” ضمن إطارها التنظيمي و بالتالي السياسي الحقيقي حتى يمكن أن نقرر أن ما يجري هو مجرد “تعليم الأطفال للسلام”.[18]
و مرة أخرى لا نحتاج للكثير من الوقت حتى نحسم مسألة ما إذا كانت “المسابقة” الاسرائيلية تساهم في نشر “ثقافة السلام” أم مبادرة “تطبيعية” (و من ثمة “مشاركة الصباح” فيها، كذلك، مبادرة “تطبيعية”). يتوقف ذلك على أمرين يستوجب كلاهما حدا أدنى من البحث العقلاني و الهادئ: أولا، الهوية السياسية لمنظمي “المسابقة” و ما إذا كانوا “معروفين بكونهم مناضلين من أجل السلام”. ثانيا، بحث في في وثائق “مركز بيريز للسلام” خاصة تلك المتعلقة بالتأطير الفكري و السياسي للـ”المسابقة”. و في الحالتين لم يبد أي من المدافعين عن “مشاركة الصباح”، الذين من المفترض أنهم يمثلون “رؤية عقلانية” لا تقبل التحاليل الخرافية، أي رغبة في المحاججة و البحث في أي من هذين الاتجاهين، في الوقت الذي يطلقون فيه المصادرات التجريدية في علاقة بالتحديد بهذه المسائل.
إذا لننظر أولا في هوية “مركز بيريز للسلام” و الواقفين وراءه. لأبدأ بملاحظة أن المؤسسة المعنية “غير حكومية” إلا أن مؤسسها و رئيسها السابق (شيمون بيريز) و رئيسها الحالي (أوري سافير) من السياسيين الذين عملوا لفترات طويلة في الدولة و في حكومات متعاقبة. من ثمة تقييمها يتوقف على تقييم شيمون بيريز و أوري سافير كممثلين لتيار تواجد بشكل شبه مستمر طيلة العشريات الفارطة في الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة سواء تلك التي سيطر عليها “حزب العمل” أو الائتلافية. و من ثمة فإن المؤسسة المعنية، رغم أنها “غير حكومية”، إلا أنها تعبر عن رؤية “حكومية” فاعلة منذ إعلان دولة إسرائيل، بوصف بيريز من بين آخر “الآباء المؤسسين” الباقين على قيد الحياة.
من دون إطالة، يبدو تقييم بيريز، ما إذا كان “مناضلا من أجل السلام”، مسألة غير معقدة. و قد صدرت منذ أشهر قليلة “سيرة ذاتية” (بيوغرافيا) رسمية (أي صادق عليها المعني) لبيريز كتبها مايكل بار زوهار (Michael Bar-Zohar) قدمت الصورة التي يرغب بيريز الظهور بها و هو الأمر الذي يتوافق، حسب العروض النقدية للكتاب، مع الوقائع (و هو الأمر الذي لا يحدث دائما بالنسبة لشخص مثل بيريز). و تزامن صدور النسخة الانجليزية للكتاب (النسخة العبرية صدرت منذ سنة 2006) مع حملة بيريز للحلول محل كاتساف في منصب الرئاسة الإسرائيلية. و بالاعتماد على رزمة من المعطيات ينتهي الكاتب الى أن بيريز”رجل أمن و ليس سلام” (A man of security, not peace) و هي الخلاصة التي يقع تقديمها بشكل مدحي و ليس ذمي. و على سبيل المثال يقدم الكاتب محطات أساسية للتأكيد على ذلك من بينها: بيريز كمهندس أساسي لحرب 1956 من خلال موقعه كأقرب مستشاري بن غوريون، بيريز كمهندس للاتفاق الاسرائيلي الفرنسي للحصول على القنبلة النووية، و بيريز كمهندس للـ”الحائط العنصري” الذي تمت إقامته من قبل حكومة شارون (و التي شغل فيها بيريز منصب نائب رئيس الوزراء).[19] طبعا لا تتعرض هذه السيرة لما يمكن أن يرقى بسهولة الى مرتبة “جرائم الحرب” مثلما هو الحال بالنسبة للمسؤولية المباشرة لبيريز في قصف مقر الأمم المتحدة في “قانا” و عشرات المدنيين الذين قتلوا في الملاجئ و هو ما تم تضمينه في تقارير أممية. و دوره في مباركة القصف العشوائي على المدنين في لبنان، الأمر الذي دعمته تقارير منظمات محايدة بما في ذلك التقرير الأخير لمنظمة “هيومان رايتس واتش”، من خلال دعمه حكومة أولمرت في “حرب تموز” الصائفة الماضية في لبنان. هذا عدى مباركته عمليات الاعدام خارج القانون للقادة السياسيين للمقاومة الفلسطينية و ما يتم من خلالها من قتل للمدنيين. و قد سبق لبعض الكتاب أن أكدوا على “الشراهة الحربية” لبيريز و محاولته إخفاءها تحديدا من خلال خطوات مثل تأسيس “مركز بيريز للسلام” و الذي سبق أن خلفت أنشطته جدالا حادا بين الأوساط الفلسطينية.[20] و سواء تعلق الأمر بما يرغب بيريز في الظهور عليه أو الصورة التي يقدمها منتقدوه فإننا بالتأكيد لسنا بصدد “مناضل معروف من أجل السلام”. طبعا يمكن لبيريز أن يقول أي شيء عندما يتعلق الأمر بـ”صناعة السلام” في هذه المناسبة أو تلك: و لعله من المثير أن نعرف، و هو الأمر الذي يمكن أن يهم تحديدا السيد الخياطي و اختياراته الاصطلاحية حول “الرؤى الماضوية و المستقبلية”، أن أكثر كلمات بيريز ترديدا قوله “لا أنظر البتة الى الوراء. بما أني لا أستطيع تغيير الماضي، لماذا علي التعامل معه؟ يجب عليك التعامل فعلا مع المستقبل”.[21] و يصعب حقا التوصل لنتيجة معاكسة في علاقة بأوري سفير أقرب مقربي بيريز و هو الذي عمل لفترة كمدير عام لوزارة الخارجية الاسرائيلية و أشرف بصفته تلك على التوصل لـ”اتفاقيات أوسلو” (يشغل سافير الآن مقعدا في الكنيست الاسرائيلي). فمع الغبار الشعاراتي الكثيف حول “السلام” الذي يمكن يثيره سافير إلا أنه لا يتورع أن يكتب مثلا، إثر وقف إطلاق النار في “حرب تموز” الأخيرة و ما يفوق الألف قتيل من المدنيين اللبنانيين (و الذين من بينهم مئات الأطفال الذين كان منهم ربما من يرسم “حمامة سلام” عند مقتله)، أن يكتب ما يلي: “بالرغم من أننا لم نكن منتصرين حسب المعايير العسكرية المطلقة، فإن الحملة التي انتهت للتو تم قيادتها بشكل مناسب كما تم تحقيق معظم أهدافها”.[22] طبعا يبقى من الضروري الحديث في هذا الإطار عن “اتفاقيات أوسلو” و التي أشرف عليها كل من بيريز و سافير و مدى تعبيرها عن رغبة جدية في السلام. و هنا ليس من العناء المحاججة أن ياسر عرفات “الاصلاحي المتدرج و العقلاني” (حسب العبارات المحبذة من قبل السيد الكزدغلي مثلا) قد تم قتله في مقره المحاصر في رام الله بعدما رفض تصفية قضية شعبه مقابل العمل كحارس أمن لإسرائيل… و هو الهدف الذي تبين أنه الحد الأقصى إسرائيليا (سواء “العمل” أو “الليكود”) لـ”دولة فلسطين” كما فهم الزعيم الفلسطيني في محادثات كامب ديفيد مع باراك و بقية الفريق البيريزي سنة 2000 (تم عرض “الحد الأقصى” الاسرائيلي خاصة من قبل “حزب العمل” في تلك المحادثات في الرواية الأكثر مصداقية حسب عديد المراقبين و هي لروبرت مالي Robert Malley مستشار الرئيس كلنتون للشرق الأوسط و الذي شارك فيها).[23]
أنتقل الآن الى النقطة الثانية و التي على أساسها يمكن حسم ما إذا كانت “المسابقة” مبادرة “تطبيعية” أم مجرد نشر لاسياسوي لـ”ثقافة السلام”؟ سأبقى هنا مع أوري سافير بوصفه منظر مشروع “المتوسط 2020” (و التي تندرج ضمنها “المسابقة” الثقافية التي تشارك فيها “الصباح”) كما هو مذكور في تقديم المشروع. و في الحقيقة ليس أفضل هنا من عرض أهم الأفكار الواردة في مقال سافير، المذكور أعلاه، و الذي يعتبره هو ذاته الإطار الفكري و السياسي لمشروع “المتوسط 2020”. و بالرغم أن أي طرف جاد في السلام يمكن أن يقتطف الاستعداد العربي الرسمي غير المسبوق (“إعلان قمة بيروت”) للـ”تطبيع” مقابل الانسحاب من أراضي سنة 1967 و هو الأمر الذي بدأ يحظى حتى بموافقة ضمنية لأطراف أساسية في الصراع المسلح (مثل حماس) فإن سافير يرى أن الحل لا يكمن في التوصل لاتفاقيات سياسية ضمن ظروف الوضع الراهن و هو الأمر المؤجل حتى في علاقة بإطار”خريطة الطريق”. في المقابل يبدو أن الوقت مناسب، حسب سافير، للقيام بأمر أساسي يسبق أي اتفاقيات سياسية و من ثمة يسمح بنجاحها (حسب مفهوم “النجاح” الاسرائيلي): “حل شامل و أكثر نجاعة يمكن أن يتطلب خلق ثقافة متفهمة للتعايش السلمي عبر التواصل على المستوى الإقليمي—المنطقة المتوسطية”.[24] و بمعنى آخر لا يرى سافير أن “السلام” ممكن عبر اتفاقيات سياسية ضمن الإطار البديهي القائل بـ”تبادل الأرض مقابل السلام” بل يراه، قبل كل شيء في خلق “تواصل إقليمي”: أي “تطبيع” من دون إنسحابات. طبعا فإن سافير “المناضل المعروف من أجل السلام” لا يشذ عن موقف الطبقة الإسرائيلية السياسية الرسمية من حيث أنه يعتبر أن العنف الفلسطيني بإجماله “رعبا” (terror) و ليس مجرد “إرهاب” (terrorism) و أنه المصدر المستفز للعنف الإسرائيلي. فهل يمكن أن يكون هذا الإطار المفهومي للـ”المسابقة” الذي يندرج ضمن مشروع “التطبيع” قبل قيام إسرائيل بأي إلتزام سياسي للانسحاب من أراضي محتلة سنة 1967 (و هو ما يعني آليا الاعتراف بـ”حقها في الوجود”)، هل يمكن أن يكون ذلك مجرد توجه لاسياسوي “لنشر ثقافة السلام” و ليس مبادرة “تطبيعية” ضمن خطة سياسية إسرائيلية للتملص من الاستحقاقات؟
مغزى “التطبيع” في الاستراتيجيا الاسرائيلية
السؤال الأخير الماثل أمامنا يكمن تحديدا في موقع رؤى بيريز و سافير في علاقة بموضوع “التطبيع” ضمن تقاليد الرؤية الاسرائيلية لهذا الموضوع: فهل نحن بصدد خطاب “سلام” استثنائي و “حالم” يدعو للتفاهم بمعزل عن أي رؤى سياسوية أم أننا بصدد رؤية ثابتة تعتبر مطلبية “التطبيع” خطة سياسية و صيغة أساسية للتملص تحديدا من أي إمكانية لإقامة “سلام عادل و شامل” في المنطقة؟
كان مطلب “التطبيع” قبل عقد اتفاقية “الحل النهائي” (أي حل القضية الفلسطينية) بشكل دائم في صدارة المطالب الاسرائيلية في أي مفاوضات مع الجانب العربي. سأكتفي هنا بعرض محطات محددة للتدليل على ذلك.
أولا، مثلما توضح أحد وثائق الأرشيف السري الأمريكي و خلال مفاوضات “كامب ديفيد” سنة 1978 بين الجانبين الاسرائيلي و المصري كان من بين أهم هواجس الجنرال دايان و التي حرص على تكرارها أمام الرئيس كارتر ما اعتبره نوايا مصرية “لإبطاء التطبيع في العلاقات”. حيث من الواضح أن مطلب “التطبيع” مع الطرف المصري كان على رأس أولويات الجانب الاسرائيلي و واحدا من بين الأسباب الأساسية لعقد “اتفاقية سلام”. لكن ما يلفت الانتباه أن ذلك المطلب كان مرتبطا بفصل المفاوضات حول سيناء عن أي مطالب أخرى في علاقة بالقضية الفلسطينية. و بمعنى آخر كان الإسرائيليون يرغبون في تطبيع العلاقات مع مصر من دون الالتزام بأي حل في علاقة بالصراع الأساسي في المنطقة و هو احتلال الأراضي الفلسطينية. و هو الأمر الذي قبله في نهاية الأمر الرئيس السادات و أدى إلى عزلة مصر عن محيطها العربي و هو الأمر الذي أدى لسياسة “التطبيع الباردة” التي بدأها الرئيس مبارك بعد مقتل السادات.[25]
ثانيا، سبق التحضير لـ”مؤتمر مدريد” بداية التسعينات ورقة لإسحاق شامير عرفت باسم “خطة الأربع نقاط” (Shamir’s four-point plan). و كانت تلك الورقة المرجعية الرئيسية بالنسبة للإدارة الأمريكية أثناء التحضير للمؤتمر. و من بين الأربع نقاط تبين أن النقطة الثانية كانت على رأس أولويات الجانب الإسرائيلي. و تتعلق هذه النقطة بمطلب إسرائيلي يتمثل بتطبيع العلاقات مع مجمل الأطراف العربية، من خلال مفاوضات ثنائية مباشرة، قبل التوصل لأي حل سياسي نهائي في القضية الفلسطينية و ذلك “لبناء جو من الثقة”.و يتم تقديم هذه الرؤية بطريقة مشابهة للغاية مع أفكار سافير المذكورة أعلاه. [26]
ثالثا، في وثيقة اتفاقية “معادة السلام الأردنية الأسرائيلية” (المعروفة باتفاقية “وادي عربة”) الموقعة سنة 1994 كان من بين البنود الأولى القسم المتعلق بشكل واضح بـ”التطبيع الثقافي” بما في ذلك تغيير المناهج الدراسية الحكومية. و هو ما اشتمل على “الامتناع عن بث الدعايات المعادية” (في أردن غالبية سكانه من الفلسطينيين) في وقت يستمر فيه احتلال الاراضي الفلسطينية و السياسات العدوانية و الاستيطانية هناك.[27]
رابعا، في تصريحات أخيرة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية في حكومة أولمرت (التي يشارك فيها بيريز و مجموعته) تزيبي ليفني أشارت فيه الى أن “تطبيع العلاقات مع الدول العربية سيساهم في تسريع إنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني”. و هذا يعني، مرة أخرى، التأكيد على الرؤية الاسرائيلية الثابتة القاضية بأسبقية “التطبيع” عربيا على أي التزام إسرائيلي بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية.[28]
أمام هذا الثابت الإسرائيلي في علاقة بمحورية “التطبيع” يبدو موقف بيريز و سافير ضمن إجماع إسرائيلي مستمر يقضي بمطلبية “التطبيع” قبل أي إلتزامات بالانسحاب. و هو ما يعني إفشالا لأي فرص جدية لـ”سلام عادل و شامل” في المنطقة.
هل يمكن بعد ذلك لأي رؤية “عقلانية” و “مستقبلية” النظر لـ”مسابقة” مشروع “المتوسط 2020” أنها مجرد مبادرة غير سياسوية “لنشر ثقافة السلام” عبر توفير الفرصة للأطفال كي يرسموا الحمائم؟
أعتقد أن هناك فعلا “رؤيتين متناقضتين”: رؤية عقلانية تقدر أن “التطبيع” السابق لأي إلتزامات اسرائيلية للانسحاب هو ثمن مجاني و ساذج يخدم مصلحة إدامة الصراع الراهن و بالتأكيد لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني (الذي بالمناسبة لم يحسم أمره في اتجاه “الحوار الأزلي” بما في ذلك فريق الرئيس عباس). في مقابل ذلك توجد رؤية ساذجة تهيم في خطاب ديماغوجي للـ”السلام” تعتقد أن تصور العدوانيين كـ”رجال سلام” و الغوص في عالم طوباوي من “النوايا الحسنة” المعزول عن الأطر السياسية الواقعية بالاضافة لتصوير بعض الحمائم على طراز حمامة بيكاسو خطوات كافية لتغيير وجه المنطقة.
إن المقولة التي رددها بشكل متكرر المدافعون عن “مشاركة الصباح” و التي مفادها “أننا نصنع السلام مع أعدائنا و ليس مع أصدقائنا” ليست غير مسبوقة و هي أيضا صائبة بشكل عام. و لكن ترداد شعار مماثل غير كافي إذا أردنا التحلي بالعقلانية. فالمسألة التي تحتاج التمحيص في تلك الحالة هي “ما إذا كان الحوار مع أعدائنا يخدم قضية السلام أم يعرقلها؟” و هو ما ينطوي على عدد من الأسئلة الجوهرية التي من بينها “هل أن أعداءنا على استعداد بناءا على ممارساتهم لعقد سلام عادل و شامل؟” لكن في الحالة التي بين أيدينا رأينا كيف أن “الحوار” (بما ذلك عبر الرسم للأسف) يعني بالنسبة لأعدائنا أمرا آخرا تماما من الناحية السياسية. فهو جزء من خطة سياسية عامة (ليست جديدة) تحت عنوان “التطبيع” تستهدف التحصل على “الاعتراف و القبول و من ثمة الأمن” من دون تقديم أي إلتزامات جدية على صعيد “حل نهائي عادل” للقضية الفلسطينية. و إلى أن يعبر الإسرائيليون (و أعني هنا تحديدا القادرين على التأثير على الموقف العام) عن نوايا جدية في ذلك الاتجاه فإن موقف مقاومي “التطبيع” هو الموقف الصائب تاريخيا و براغماتيا على السواء. و بذلك المعنى هو الموقف العقلاني الوحيد الممكن بعكس الموقف الآخر المدافع عن “السلام” (في صيغته “التطبيعية”) حتى لو حمل بكثافة شعار “العقلانية”.
ملاحظة أخيرة
Post-scriptum
علي أن أختم بملاحظة موجهة تحديدا للسيد رضا الكافي. حيث أني لم أنس بعد أن الأخير سرق منذ سنتين (في صيغة مقال مترجم الى الفرنسية لمصلحة “جون أفريك”) عرضا نقديا كتبته عن كتاب مايكل لاسكييرحول موضوع “التطبيع” في المغرب العربي. و هو الأمر الذي قدمت حوله ما يكفي من الأدلة في وقت سابق (أنظر تونسنيوز عدد 22 سبتمبر 2005 و لكن خاصة عدد 25 سبتمبر 2005 حيث قدمت عرضا تفصيليا و مطولا عن هذه السرقة) و لم يبلغ الى علمي أنه رد بشكل مفصل على ذلك أو قدم اعتذارا (باستثناء “رد” يشبه بعض البيانات الرسمية الخشبية المختصرة نفى فيه الأمر جملة و تفصيلا نشره في عدد تونسنيوز 23 سبتمبر 2005). و يبدو على كل حال، حسب بعض مصادري، أن انكشاف الأمر كان من بين أسباب إبعاده عن فريق تحرير “جون أفريك”. لكن ما دفعني لتذكر هذه الحادثة أن السيد الكافي لم يتعلم أي شيئ من المؤلف المذكور (الذي من المفترض أنه “قرأه”) مثلما يشير الى ذلك الدور الطليعي الذي بصدد لعبه في مسألة “مشاركة الصباح”. حيث بين لاسكيير بالاعتماد على رزمة هائلة من الوثائق الأرشيفية أن السياسة الاسرائيلية كانت تدفع دائما باتجاه “التطبيع” المجاني مع الأقطار المغاربية. في المقابل لم يقبل أي من القادة المغاربيين بما في ذلك أولائك الذين كانوا يحرصون على إقامة اتصالات سرية مع الدولة العبرية (و هذا يشمل الرئيس الراحل بورقيبة) بأي مبادرة تمنح بشكل فعلي إسرائيل مطلبها “التطبيعي” بمعزل عن “الاجماع العربي” و عن إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية. و هو الأمر الذي يعمق من الأسى الذي شعرت به منذ سنتين عندما قرأت مقال السيد الكافي الذي “ترجم” مقالي للفرنسية.
[1] خميس الخياطي “لا للمقاومة الافتراضية و نعم للحوار العربي/الاسرائيلي” (تونسنيوز 28 أوت 2007). يقول الخياطي: “ أين القضية إذا؟ إنها في رؤيتين متناقضتين لتعثر المسار(…) القضية هي بين رؤية ماضوية ديماغوجية “لا تأكل مما تخبزه”، فشلت وستفشل في تأثيرها على للعالم إن لم تضع السياسي نصب عينيها وتعمل على طول المدى بروية وتماسك وفصل بين العاطفي والعقلاني… ثم رؤية مستقبلية ما زالت بذرة في عالم عربي/إسلامي يشكو الفقر والفاقة، الظلم والأمية، الظلامية والخرافة، ضيق القانون وفسحة الفتاوى وما إلى ذلك من نتائج الإستقلالات… “
[2] حبيب الكزدغلي في مقال بالفرنسية في صحيفة “لوطون” (24 أوت 2007).
Habib Kazdaghli “Colombe de la paix de Picasso, rameau d’olivier d’Arafat,
œillets de Lisbonne et jasmin d’Hammamet” (Le Temps 24 Aout 2007).
“ Le problème se situe à ce niveau, les esprits chagrins d’ici et d’ailleurs veulent le tout ou rien, une politique qui n’a rien donné, nous avons la chance de faire partie d’une élite continuatrice des démarches réformistes et rationalistes et des avancées de Bourguiba à Jéricho depuis 1965“
[3] رضا الكافي في مقال بالفرنسية في صحيفة “لوطون” (16 أوت 2007).
Ridha Kefi “Y a-t-il parmi nous des ennemis de la paix ? » (Le Temps 16 Aout 2007)
مثلا يعرض السيد الكافي سلسلة من الأسئلة الاستنكارية في صيغة مماثلة للصيغة التالية: “ Quel mal y a-t-il alors à ce que la Tunisie, à travers le quotidien ‘‘Assabah’’, soit associée à une opération qui essaie de promouvoir l’idée de paix ? ”
لاحظ هنا أن مشاركة دار الصباح تصبح تمثيلا لتونس بأسرها. في حين يقع وصف ما يجري على أنه “تشارك في عملية”.
[4] مرة أخرى في صيغة سؤال استنكاري يقوا السيد الكافي: “ Pourquoi, au prétexte de ne pas s’associer à des institutions israéliennes, refuser à nos enfants la possibilité d’exprimer leur solidarité avec le peuple palestinien, ainsi que leur espoir de le voir un jour vivre en paix dans le cadre d’un Etat indépendant aux côtés d’Israël ? “
[5] الكزدغلي في المقال المذكور أعلاه. “ En effet, je venais d’apprendre et d’apprécier un jour auparavant en lisant dans Le Temps du mercredi 15 août que nos deux quotidiens édités par la Maison Assabah ainsi que plusieurs journalistes tunisiens ont adhéré à un concours lancé par plusieurs fondations et journaux des pays du pourtour méditerranéen. “
[7] ركن مشروع “المتوسط 2020” على الرابط التالي:
http://www.peres-center.org/Med2020.html
ركن “الثقافة” في مشروع “المتوسط 2020” على الرابط التالي:
http://www.peres-center.org/SectionProject.asp?cc=01130203
[8] ركن “مهمة” المشروع على الرابط التالي:
http://www.peres-center.org/SectionPage.asp?cc=011301
[9] Uri Saphir, “Pax Mediterraneo” Mediterranean Quarterly, Winter 2006, pp. 16-22.
[10] لا يرد ذكر صحيفة الصباح في النص الموجود على هذا الرابط من بين قائمة الصحف المشاركة:
http://www.peres-center.org/SectionProject.asp?cc=01130203
[11] في حين دار الصباح مذكورة من خلال ممثلها السيد رضا الكافي في الوثيقة المحملة على هذا الرابط:
http://www.peres-center.org/Media/med2020%20contest%20details.pdf
[12] الكافي في مقال مذكور أعلاه.
“ Parler aux Israéliens ne doit donc plus constituer un tabou. S’associer à ceux d’entre eux qui militent pour la paix, heureusement nombreux, ne saurait, non plus, constituer un crime. Tant il est vrai qu’on ne fait pas la paix avec ses amis, mais avec ses ennemis, lorsque ces derniers cherchent sincèrement à mettre fin à l’escalade de la haine et de la violence. “
[13] الكافي في مقال مذكور أعلاه.
“ Pourquoi, au prétexte de ne pas s’associer à des institutions israéliennes, refuser à nos enfants la possibilité d’exprimer leur solidarité avec le peuple palestinien, ainsi que leur espoir de le voir un jour vivre en paix dans le cadre d’un Etat indépendant aux côtés d’Israël ?“
[14] نزار البهلول في تقرير صادر في مجلة “حقائق” (23 أوت 2007).
Nizar Bahloul “Grande polémique autour d’un concours : La paix pourra attendre » (Réalités, 23 Aout 2007)
« C’est par là que le scandale est arrivé vu que certains considèrent qu’avec la participation de ces organismes-là, il y a une volonté manifeste de normalisation avec Israël. Peu importe que ces organismes soient reconnus pour leur volonté de paix, connus par leur passé pacifique militant, que Rabin ait décroché un Nobel de la Paix »
[15] “عريضة” بإمضاء و حيد لـ”عدنان الحسناوي” تحت عنوان “دفاعا عن نشر ثقافة السلام و حرية التعبير” (تونسنيوز 29 أوت 2007). يبدأ نص “العريضة” كالتالي: ” من حيث المبدأ نعبر عن دعمنا لأي عمل من أي كان يهدف نشر ثقافة السلام ومكافحة أيديولوجية الكراهية والدعاية للحرب والتمييز على أساس الدين أو العرق أو أي شكل آخر للتمييز ” و تنتهي بـ”وعليه نساند ما قامت به “الصباح” من المشاركة في النشاط الذي نظمه مركز بيريز للسلام.”
[16] زياد الهاني في تصريح لموقع “المغاربية” (تقرير لجمال العرفاوي بتاريخ 9 أوت 2007).
“ Ce concours Faire Rayonner [la Colombe de la Paix de Picasso] qui vise les jeunes des pays méditerranéens est un projet remarquable, qui sert la culture de la tolérance, de la paix et de la communication entre les jeunes de la Méditerranée… Les organismes qui adoptent ce projet méritent d’être félicités, tout comme les journaux qui y participent.“
[17] الخياطي في مقال مذكور أعلاه. تجب الإشارة الى أن السيد الخياطي يكتب عمودا في أكثر الصحف العربية “القومجية” انتشارا (“القدس العربي”) و أيضا التي يعارض خط تحريرها بشكل مستمر أي مبادرات “تطبيعية” بما في ذلك التي يقع تسميتها “حوارا”.
“هذا ليس “تطبيعا” كما يدعي القومجية عندنا، لأننا لم نعش يوما حياة جيرة طبيعية مع إسرائيل (…) هذا ليس”تطبيعا” كما يدعي القومجية عندنا لأن الحوار مفتاح المستقبل ولا خوف على المستقبل إن آمنت بحق كل الشعوب والأجناس والأديان في العيش الكريم“
[18] الكزدغلي في مقال مذكور أعلاه.
“ Initier nos jeunes à la paix, les encourager à s’inspirer d’un tableau de peinture qui avait servi depuis presque 60 ans comme hymne à la paix et à la liberté entre les peuples, à la tolérance et au rejet de tout fanatisme, au respect de l’autre dans sa différence, n’est point à mon avis synonyme d’une quelconque «normalisation» avec les politiques agressives de quiconque ou d’une acceptation de la colonisation israélienne des territoires palestiniens occupés. “
[19] يمكن الاطلاع على أحد العروض النقدية للكتاب على الرابط التالي:
http://www.slate.com/id/2161376
[20] أنظر في علاقة بهذا الموضوع المقالين الموجودين على الرابطين التاليين:
[21] “I never think back. Since I cannot change the past, why should I deal with it? You have to really deal with the future“
http://dir.salon.com/story/news/feature/2005/04/22/peres/index.html
[22] عرض سافير موقفه مما جرى في “حرب تموز” في مقال بصحيفة “الهارتز” (19 أوت 2006).
Uri Savir “Sorry, we reached our goal” Haaretz (19-08-2006)
“although we were not victorious in absolute military terms, the campaign just ended was properly conducted and most of the goals were achieved”
[23] أنظر عرضا نقديا لكتاب مالي “كامب دايفيد: تراجيديا الأخطاء” على الرابط التالي:
http://www.nybooks.com/articles/14380
[24] سافير مقال مذكور أعلاه
“ the Road Map lacks the appropriate foundations and environment to cultivate the seeds of peace so that they actually grow. A broader, more effective solution might entail creating a comprehensive culture of peaceful coexistence through communication on a regional basis — the Mediterranean region.“
[25] ضمن وثيقة أرشيف سرية في شكل مذكرة من البيت الأبيض بتاريخ 17 أكتوبر 1978 (رفعت عنها السرية في 8 جويلية سنة 1998) نقرأ ما يلي:
“ Dayan’s third concern was the speed of normalization. He fears that the Egyptians are weakening their commitment to the establishment of diplomatic relations at the end of the interim withdrawal. They are speaking of gradual normalization. In the economic and cultural areas, Israel can accept this, but
not in the diplomatic area“
[26] تم نشر هذه الوثيقة في “مجلة دراسات فلسطين” (Journal of Palestine Studies) عدد صيف 1991 (صص. 149-150). يأتي في النقطة الثانية ما يلي:
“The prime minister urged the U.S. and Egypt to call on the other Arab countries to desist from hostility towards lsrael and to re-place belligerency and boycott with negotia-tion and cooperation. Of all the Arab countries, only Egypt has recognized lsrael and its right to exist. Many of these states actively participated in wars against Israel by direct involvement or indirect assistance. To this day, the Arab countries are partners in an economic boycott against Israel, refuse to recognize it and refuse to establish diplomatic relations with it.The solution to the Arab-Israeli conflict and the building of confidence leading to a permanent settlement require a change in the attitude of the Arab countries towards Israel. Israel, therefore, calls on these states to put an end to this historic anomaly and to join direct bilateral negotiations aimed at normalization and peace.“
[27] جاء في نص معاهدة “وادي عربة” ما يلي:
“انطلاقاً من رغبة الطرفين في إزالة كافة حالات التمييز التي تراكمت عبر فترات الصراع، فإنهما يعترفان بضرورة التبادل الثقافي والعلمي في كافة الحقول، ويتفقان على إقامة علاقات ثقافية طبيعية بينهما، وعليه فإنهما يقومان -بأسرع وقت ممكن على أن لا يتجاوز ذلك فترة تسعة شهور من تاريخ تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة- باختتام المفاوضات حول الاتفاقات الثقافية والعلمية. المادة الحادية عشرة – التفاهم المتبادل وعلاقات حسن الجوار: 1- يسعى الطرفان إلى تعزيز التفاهم المتبادل في ما بينهما، والتسامح القائم على ما لديهما من القيم التاريخية المشتركة. وبموجب ذلك فإنهما يتعهدان بما يلي: أ – الامتناع عن القيام ببث الدعايات المعادية القائمة على التعصب والتمييز، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية الممكنة التي من شأنها منع انتشار مثل هذه الدعايات، وذلك من قبل أي تنظيم أو فرد موجود في المناطق التابعة لأي منهما. ب – القيام بأسرع وقت ممكن وبفترة لا تتجاوز ثلاثة شهور من تاريخ تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة، بإلغاء كافة ما من شأنه الإشارة إلى الجوانب المعادية وتلك التي تعكس التعصب والتمييز، والعبارات العدائية في نصوص التشريعات الخاصة بكل منهما. ج – أن يمتنعا عن مثل هذه الإشارات أو التعبيرات في كافة المطبوعات الحكومية“
[28] تصريحات ليفني بتاريخ 13 مارس 2007.
“ Israel urged Arab states on Monday to normalize ties now, saying this could hasten the end of the Israeli-Palestinian conflict, and cautiously welcomed a comprehensive Arab-Israeli peace proposal. The comments by Israeli Foreign Minister Tzipi came amid reports of “secret talks” between Israel and the Palestinians on reviving the peace process.“
رسالة إلى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
الأستاذ الفاضل محمد النوري
القاضي الفاضل مختار اليحياوي
الأستاذة الفاضلة سعيدة العكرمي
أعضاء الهيئة المديرة للجمعية وكل أعضاء الجمعية وأصدقائها.
لقد تألمت كثيرا وأنا أقرأ الخلاف المستجد أخيرا والذي يكاد يشق جمعية حقوقية عزيزة على قلوبنا حققت الكثير من النتائج الباهرة في فترة وجيزة بفضل نضال أعضائها. ففي فترة وجيزة حققت هذه الجمعية المحاصرة والمطاردة مصداقية وطنية ودولية، ودافعت بإستماتة عن قضية قطاع كبير من الشعب التونسي وقدم اعضاؤها ورئيسها الكثير من التضحيات المادية والمعنوية من أجل هذا الهدف النبيل فلماذا يأتي هذا اليوم الأسود الذي نرى فيه الأبطال يتخصامون لأتفه الأسباب.. وتحقيقا لأمنية الاعداء والشامتين.. الذين يضحكون اليوم ملئ شدقهم. لأنه تحقق لهم ما يصبون إليه بأيدي أهل الدار. فقد عجزت السلطة وأنصارها عن إصابة الجمعية في مقتل ولكن أبناءها اليوم يخربون البيت بأيديهم.. ويدقون كل ما حققته الجمعية في سنوات في يوم واحد..
مهما كانت الأسباب التي تسوقونها لا يمكن لكم تبرير ما ينشر من غسيل وتبادل للسباب على وسائل الإعلام. ألم يكن الأجدر بكم حل أي خلاف بالأسلوب الديمقراطي أو الوفاقي ككل الجمعيات التي يقع بها خلاف ؟ ..أليست مصلحة البلاد والجمعية والمساجين السياسيين والشعب التونسي والقضية أرفع وأسمى من كل خلاف في الرأي أو في التسيير ؟ ألم تكونوا مناضلين طوال السنوات الماضية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ فماذا يقول الرأي العام اليوم وأنتم تفشلون في حل الخلافات فيما بينكم؟ وكيف ستنظر لكم السلطة وجميع الفرقاء في الساحة وأنتم تتصارعون كالديكة من اجل لا شيء..وذهب منكم الوقار والعقل.
ليس أمرا جديدا أن يدب الخلاف بين أعضاء الأسرة الواحدة وكل الجمعيات والاحزاب تشهد مثل هذه الخلافات، وهذه سنة الحياة. ولكن المحزن والمحبط هو الفشل في حل الخلاف وتواصل التراشق بالكلمات ( الجارحة) وما يمكن أن ترسمه من جروح وآلام في المستقبل.
أين أصحاب العقل الراجح ؟ وأين نيتكم الصادقة ؟ وأين مسيرتكم الحافلة بالمبادئ ؟ واين طموحكم إلى تونس الغد الحرية والديمقراطية؟
لا يمكن أن أضيف جديدا إذا قلت أن الأستاذ محمد النوري رجل مناضل وطيب وقدم الكثير لتونس ولشعبها وهو يستحق كل التقدير. ولكن ربما يكون أيضا ميال للتصرف بفردية وإنفرادية وحب سيطرة..وربما ظن أن الجمعية ملك خاص له. ربما يكون قد تجاوز أعضاء الهيئة المديرة ولم يستشرهم أو استخف بآرائهم.. أقول ربما وهذا أمر يمكن أن يحصل مع أي شخص ونحن لم نتربى على العمل الجماعي.
لن أضيف جديدا إذا قلت أن القاضي مختار اليحياوي رجل مناضل شهم وقام بخطوات كبيرة من أجل تصحيح القضاء في تونس..كما قدم تضحيات كبيرة خلال عمله في الجمعية وضرب في الشارع حتى سالت دماؤه على ما أذكر أمام مكتب سعيدة العكرمي. ولكنه ربما يكون متنطعا غير صبور وميال للعزلة وللإنفراد بالرأي.. وربما يقول البعض أنه عزل نفسه عن المجتمع المدني وخاصم الكثيرين يسارا ويمينا وساهم في إفشال هيئة 18 أكتوبر. ولكن لا يمكن الشك لحظة واحدة في حسن نيته وصبره على أذى السلطة من أجل الحرية ودفاعه المستميت عن حق السجناء في الحرية وحق تونس في ديمقراطية يعيش كل الناس في ظلها.
ولن أضيف شيئا إذا قلت أن الأستاذة سعيدة العكرمي عضو الهيئة الوطنية للمحامين مناضلة صبورة وخلوقة وقدمت ولازالت تقدم لتونس ولشعبها ولمساجينها ولعائلاتهم جازاها الله كل خير. ولكن ربما يقول البعض أنها منقادة لفلان أو علان أو أنها تتأثر برأي فلان أو أن لها طموحات معينة. ولكن لن يضرب ذلك كله من مصداقيتها ونضاليتها.
ويمكن بالمثل أن نتحدث عن كل المناضلين الآخرين في الجمعية الذين لهم ايجابياتهم وسلبياتهم الكثيرة ولكنهم أناس وليسوا بانصاف آلهة.. فكلهم خطوا بأجسادهم ووقتهم واموالهم طرقا في النضال لا تخلوا من الاخطاء ( لسعد الجوهري سمير بن عمر رشيد النجار سمير ديلو محمد عبو لطفي العمدوني وغيرهم …)
فكيف يمكن لهذه الكوكبة من المناضلين الذين نكن لهم كل احترام ان يهدموا بيتا في لحظة غضب أو خلاف بعد بناء طويل وشاق؟
هل أنتم واعون بأنكم تقدمون هدية على طبق من ذهب لكل من يتبرص بكم الدوائر ؟
هل ستحققون شيئا كبيرا إذا تمسك كل واحد منكم برأيه ؟
هل تصلحون خطأ بعضكم بعضا إذا تراشقتم بالتهم والألفاظ الهابطة؟
هل أنتم واعون بأنكم تقدمون النموذج السيء لأبنائكم وبناتكم ؟
سيقول كل واحد أن الطرف الآخر مخطئ ؟ ولكم الحق في ذلك.. ولكنكم كلكم مخطئون؟ مخطئون لان طريقة التسيير لم تكن جماعية من الاول ؟ ومخطئون لأن هم الدنيا غلب على بعضكم ؟ ومخطئون لأن بعضكم ربما يناور لهدف أو لآخر ؟ ولأن الإحترام المتبادل غاب في لحظة بينكم فحضر الوسواس الخناس ؟
كيف يمكن أن تظن يا أستاذ محمد النوري أن الجمعية ستتواصل أو تكون بدون فرسانها الذي قدموا الكثير خلال السنوات الماضية؟ وكيف يظن القاضي اليحياوي والآخرون ان الجمعية يمكن أن تتواصل بعد التخلي عن رئيسها المناضل وتشويههه ؟
لقد شككت في لحظات وأنا اقرأ النصوص المختلفة أن هناك دسيسة ما، أو أن المخابرات نجحت في إختراقكم عبر هذا أو ذاك.. وهذا ليس ببعيد وليس بغريب ؟ ولكن الأغلب أن الحكمة غابت عنكم وعن بعض الناصحين من هنا وهناك. وزاد آخرون صب الزيد على النار لغاية في نفس يعقوب. وكنت امني نفسي بين لحظة واخرى أن الحل قادم وان هذا خلاف عابر. ولكن يبدوا أن الخلاف استحكم وتطور مما يجعلنا نذكركم بأنكم تحملون امانة فلا تضيعوها.
أساتذتي الاعزاء
ليس الخلاف في الرأي عيبا.. وليس الخطأ جريمة أيضا..ويمكن لكم أن تغفروا زلات بعضكم بعضا حفاظا على المصلحة العامة وحفاظا على هذه الجمعية التي بنيت بدمائكم وقبلها بدماء أبنائنا وصحة سجنائنا.
إن الحلول كثيرة لرأب الصدع وللتوافق على حل يرضي الجميع إذا حضر العقل وصفت النية.
فبإسم كل نبض حرية وكرامة في دمائكم.. بإسم البراءة في بيت كل واحد منكم.. بإسم دماء شهداء تونس.. وبإسم الحب الذي نكنه لكم. بإسم من بقى من السجناء وبإسم أبناء من قضى في سجون الظلم..ننادي الشرف والحكمة فيكم أن غلبوا منطق التوافق ولا تضيعوا أملا .. كنا نراه كبيرا فحولتموه سرابا.
أجتمعوا كلكم تحت سقف واحد دون إقصاء وطبقوا الديمقراطية بشكل من الأشكال وليتنازل بعضكم لبعض..فليتخلى محمد النوري عن الرئاسة ولتتخلوا عن مواقفكم للحظة ولتجعلوا الحوار منهجا لحل هذه الخلافات. لا تشمتوا فينا أعداء تونس وشعبها.. ويكفي ما لحق بأبنائها من ضيم وحرمان وعذاب.
إبنتكم أسماء القرقني
رد على بيان ” الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين “
الإسلاميون التونسيون ليسوا نازيين ولا فاشيين
عزيزي زهير الشرفي: تحية طيبة، وبعد:
تألمت، واستغربت، وحزنت، عندما قارنت بين الإسلاميين التونسيين والحركات الفاشية والنازية. أنت كتبت ذلك في سياق الرد على دعوتي لتمكين الإسلاميين التونسيين من حق العمل السياسي القانوني في تونس.
تعلم أخي زهير كم نالني من الهجوم والأذى من قطاع واسع من الكتاب والنشطاء الإسلاميين منذ 1992، تاريخ استقالتي من حركة النهضة. وقبل شهور فقط، لا أشك أنك قرأت المقالات القاسية الحادة التي كتبها ضدي كثير من الإسلاميين ردا على العرض الذي طرحته للمصالحة بين حركة النهضة والحكومة التونسية. أذكر ذلك، لأبين لك أن لدي الدافع الشخصي ـ إن أردت ـ لمجاراتك في حملتك على الإسلاميين التونسيين وتشبيهك لهم بالنازيين والفاشيين، فهم آذوني معنويا لسنوات عديدة ومازالوا، ولعلني أكثر التونسيين تعرضا لهجمات الإسلاميين في مواقع الإنترنت خلال السنوات الماضية، أكثر حتى من الحكومة التونسية فيما يبدو، وافتح منتديات “الحوار نت” اليوم تجد حملاتهم القاسية مستمرة.
لكن الحق أولى بالإتباع. والموضوعية مقدمة على العواطف الشخصية. والله تعالى يأمرنا بالعدل وقول الصدق.
لذلك، أشهد، وأؤكد لك، من موقع تراكم الخبرة والتجربة الشخصية، والدراسة الأكاديمية، ومن موقع السجال الطويل الذي دخلت فيه مع الإسلاميين لعدة سنوات، أؤكد لك أن التيار الرئيسي للحركة الإسلامية التونسية، تيار حركة الإتجاه الإسلامي ثم حركة النهضة، تيار وطني معتدل مستنير، يتبنى الروح التجديدية في الفكر، والنهج المعتدل في السياسة، ويرنو للديمقراطية كهدف كبير له وللبلاد التونسية.
إن مؤاخذاتي على سياسة قيادة الحركة تجاه السلطات، وإعراضها عن خيار التقارب مع السلطات منذ السبيعينيات والثمانينيات، وعدم نجاحها في الفصل بين النشاط الدعوي الموجه لعموم المسلمين، والنشاط الحزبي الذي يستهدف كسب المزيد من الأنصار للحركة، والتعويل على العمل السري في بعض المراحل.. هذه المؤاخذات معروفة، لكنها لا ترقى لدرجة تبرير اتهام الحركة الإسلامية بالفاشية والنازية. وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
أخي زهير: المرجعية الإسلامية أصلا لا تبرر التوجه النازي والفاشي. وتاريخ المجتمعات الإسلامية هو في قسم كبير منه تاريخ التسامح والتعددية. لذلك لم يعرف تاريخنا الهولوكوست، ولا النازية ولا الفاشية ولا العنصرية. والحركة الإسلامية التونسية حركة معتدلة وديمقراطية، وهي اليوم قوة مهمة معتبرة للخيار السلمي في العمل العام.
لذلك، أناشدك ألا تظلمها وألا تتجنى على إخوانك ومواطنيك الإسلاميين التونسيين. وبدل التبرير لإقصائهم، وسجنهم، والتضييق عليهم، أدعوك بحق الأخوة الوطنية، والمبادئ الديمقراطية، أن تدافع عن خيار تطبيع أوضاعهم، وإدماجهم في الحياة السياسية القانونية، وتسوية الخلافات المتبقية بينهم وبين السلطة قبيل السابع من نوفمبر المقبل.
أخي زهير: ماذا نفعل بآلاف الإسلاميين التونسيين، وبالمعتقلين السابقين، وأنصارهم: هل نرميهم في البحر، أم نستمر في حبسهم، والتضييق عليهم في أرزاقهم، وإخضاعهم للمراقبة الإدارية؟ هل يتفق هذا السلوك مع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والأخوة الوطنية؟ أليس الأفضل، أن نتسامح، وأن نقبل العيش معا كتونسيين، كل منا بأفكاره التي يتبناها طوعا من دون اكراه. السياسة. ما هي السياسة؟ إنها في أفضل معانيها تنافس في خدمة الناس. فلنسمح بالتنافس بين الحركات والأحزاب في خدمة مجتمعنا والرقي باقتصادنا، ولنكن مثل فرنسا، إن لم يعجبنا اليمين انتخبنا اليسار!!
أخي زهير: الإسلاميون التونسيون ليسوا فاشيين ولا نازيين. هم تونسيون منا وفينا. قوة للخير والديمقراطية إن شاء الله. أرجوك أن تضم صوتك لصوتي وتناشد الرئيس بن علي تطبيع أوضاعهم بالكامل قبيل السابع من نوفمبر، فقد آن لصفنا الوطني أن يجتمع ويلتئم من دون اقصاء أو تهميش. واسلم لأخيك.
د. محمد الهاشمي الحامدي
المراجعات المطلوبة من الإسلاميين و كيفية تنزيلها
حذاري أن يُستدرج المشروع الحضاري إلى مربعات القمع !
د.سلوى الشرفي ومقالة: “يكاد المريب يقول كفروني كفروني… وهي أغنى الاغنياء عن مكفر”
“في تضاعيف هذا المقال رد مقتضب عن سلوى يرد بين قوسين وبلون أخضر. مع الحفاظ على البنية الاصلية لنص الكاتبة.” لماذا تستسهل بعض الحركات السياسية الدينية تكفير المخالفين لآرائها، رغم تأكيدها على الإيمان بحق الاختلاف وحرية الرأي و التعبير، مما يدفعنا(من انتم ومن انت حتى تقبلي او تردي فهوم الناس وتحكمين على صحتها من خطئها) للاحتياط من إعلانات الإيمان بالديمقراطية وحقوق الإنسان التي تطلقها هذه التيارات ؟ وتجعلنا(أحسن ان تقولي: وتجعلني أواصل تتبع الثغرات والعورات التي يمكن أن أهدم بها هذا الدين وادل بها على ما به ينقص او ينقض عروة عروة وهيهات هيهات) هذه الظاهرة نستخلص بأن المعيار الأساسي في تحديد طبيعة فكر ما لا يتمثل فقط في طبيعة المصطلحات السياسية المتداولة لغويا وفي مرجعياتها، بل في طبيعة الأسس المعرفية للفكر السياسي. وعليه فإن أهم سؤال يمكن أن يطرح على تيار سياسي، هو السؤال المتعلق بمصدر معرفته وكيفية استقائها وتفاعلها مع معطيات الواقع. الكاتبة تتخفى وراء سب الحركات السياسية التي بحمد الله بدأت تشق طريقها الى الدولة في كثر من الاقطار مثل تركيا وقبلها السودان وبدأت الكاتبة ترى تهاوي العلمانية والشوعية الواحدة تلو الأخرى ولكن لنعرف دائما انها لا تلمز بالحركات الا وهي تعني الدين بل مصادر التشريع وهي في هذا المقال لن ولن تكتفي بما صرحت به في العنوان وفي المقدمة خاصة (مصادر الفكر التكفيري: كيف يقرأ الفقهاء القرآن) … وفي حالة التيارات السياسية التي تستلهم معرفتها من الدين هي تقول الحركات الساية لكن عجلان ما تقع مخالبها منذ السطر الثاني من هذه الفقرة على القرآن ، يبدو تحقيق التوازن بين الفكر والواقع صعبا، بالنظر إلى اعتقادها بأنها تنهل معتقدها حصريا من كلام الله، ما يجعلها لا تعرف للحق إلا وجها واحدا.( طبعا و الحقيقة أن المسألة هي مسألة تقدير شخصي ليس لها من معيار سوى ما تعتقده هذه التيارات “حقا ثابتا” أو “باطلا مطلقا” اعتمادا على طريقتها الخاصة في قراءة النص والتراث الديني.( الدين الاسلامي ومصادر التشريع فيه عند سلوى قراءة نص مثل القصيد السعري او مقالها هذا الذي يمكن تشريحه واعادة نشره هكذا لا اكثر او في أحسن احواله تراث ديني قديم انتهى بتوالي القرون عليه…) وفي فهمها لهذين المصدرين. ويترتب على هذا الاعتقاد نتائج خطيرة تتمثل أهمها في تكفير كل من يخالف هذه الرؤية الإيديولوجية.( اذن الرؤية الايديولوجية, مثل تلك التي في ذهن سلوى, ان لم توافق القرآن فعيب تكفيرها فرؤيتها والقرآن والسنة على حد السواء محض اديولوجيا ومن يملك اللسان الاطول يتطاول على الثاني ويظهر عوراته… أما انها لا تفهم امورا منها أن التكفير يكون في الاعتقاد, اذا ما اعتقد المرء ما كان معلوما من الدين بالضرورة[1] من العقائد والشرائع والاحكام وأنا من خلال هذا الرد أعلن أنني أول الكافرين باديولوجية سلوى الالحادية التي تنفي الدين أساسا وتخرجه من حياة الفرد والمجتمع فلماذا لا تتجرأ سلوى بهذا المعيار وتقول انا أكفر بهذا الدين الذي يسلب مني حريتي الفكرية والعقلية والانثوية في كذا وكذا والمسكوت عنه أبلغ للقارئ… لالالا يا سلوى لن تمري هذه المرة حتى تكفري نفسك بنفسك وقد فعلتها مرات كثيرة في هذا المقال وانت والله لا يحتاج أحد الى تكفيرك لماذا وانت خارج المنظومة التي يؤمن بها أتباع دين محمد ومن حمل اليهم هذا الدين من الخلفاء الراشدين ومن الصحابة والفقهاء والعلماء لمذا انت خارج السرب وتبكين عزلتك امرك طبيعي جدا, حاشا لله ان أكفرك فأبوء بذنبك عسى الله أن يهديك للايمان والاسلام فتموتين على ذلك آمين…) إنه عقل يعتمد إيديولوجيا من أكثر الإيديولوجيات انغلاقا وتطرّفا( بدأ السب السياسي الذي من أجله كتبت سلوى ويا ليتها ما كتبت)[2]، لاعتقاده بأن منظومة قيمه تنبع من المقدس وليس من العقل البشري( طبعا يا سلوى ان كتاب الله مقدس ليس عندك ولكن عند من يتعبدون به ليل نهار ويقومون بأمره يحيون ويموتون لقول الله تعالى : (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين…)الدين كل الدين او لا فائدة يا سلوى من الدعاوى الجوفاء) ، مما يسمح له بتكفير كل من يفكّر خارج هذه الدائرة الفكرية( المسألة اعتقاد بالبنان اولا يا سلوى ثم تصديق باللسان يتلوه عمل بالجوارح وكل ذلك في منظومة متكاملة يا سلوى لا يغني بعضها عن كلها, وبعضها عن بعض منها) وإن تعلّق الآمر بمسائل بسيطة تخص المعاملات. وتتعامى هذه التيارات عن الفوضى الفقهية(يتواصل السب السياسي الذي من أجله كتبت سلوى ويا ليتها ما كتبت) أو حتى التناقض التام الحاصل في المنظومة القيميّة التي تسميها شريعة( هجوم شرس من سلوى صد: أيتها سلوى أظهري لي بتحد تام تناقضا واحد في شرع الله او سنة رسول الله او اجماع العلماء…. التحدي قائم الى أن تموتي)، والتي تظهر في الاختلاف الفكري لجلّ الحركات الإسلامية( الان تلاعب بفصة الحركات للتورية والا اللعبة مكشوفة فهيا قبل سطر واحد أشارت الى: ( أو حتى التناقض التام الحاصل في المنظومة القيميّة التي تسميها شريعة) وكذلك في قوانين دول تعلن أنها تعتمد على الشريعة. ونحن لا نقصد تلك الدول التي تكتفي بالإعلان بأنها مسلمة( هذه متناغمة معك في الخداع يا سلوى اما تلك التي تجهر فما عاد الأمر مزحا ساعتئذ)، بل نقصد دولا تطبق يوميا على البشر ما تقدمه على أنه شرع الله،( هذا خط أحمر لسلوى لأن شع الله هو محض أدبيات وتراث ونصوص بائدة عيب اعلانها دستور حياة او بالاحرى كفر بأديولوجية سلوى العقلانية) ومنها السعودية والسودان وإيران وباكستان وأفغانستان طالبان سابقا. و تدّعي هذه الدول جميعا، رغم اختلافهم وتناقضهم في قضية واحدة، الاستناد إلى مصدر واحد وهو الشريعة الإسلامية ( وهذا ما لا تسمح به سلوى بالرغم من ملاحظاتنا وهي تعلم جيدا عن الكلام المدسوس وكون أغلب هذه الانظمة في أحسن احوالها تقف على بعض الحدود وتطبقها باسم تطبيق الشريعة اما الحقيقة فهي , هي الاخرى لا تعرف من الاسلام الا الرسم .). فإذا كان الاختلاف في التشريع الوضعي مفهوما ومطلوبا لأنه يتوافق مع ظروف كل بلد وخصوصياته،(طبعا هنا الكلام أصبح سياسيا وضعيا خارج أطر الدين داخل في منظومة الدولة الوطنية او القومية الحديثة…حتى الحركات الاسلامية بعيدة عنه ولم تشارك في نسجه عباءته…) ولأنه يعلن مصدره البشري ويقبل الخضوع للنقد والتعقيب البشري، فالمشكل مع ما يسمى بالقانون الإلهي( الله الله أستغفرالله . بالله يا سلوى ان لم يكن هذا مكفرا فما هو الكفر اذن!!! المشكل هو في ذهنك انت لماذا التخفي وراء الحركات الاسلامية والايهام بأن المقال سياسي عقلي وهو في صميم الاعتقاد وأركان الايمان بأركان الدين وأسس الايمان فيه!!! أعيد فأقول الايمان ضد الكفر لغة واصطلاحا وانا أكفر بهذا الفكر الذي تصدرين عنه وعنه تصدر هذه الافكار المعتقدات التي هي كافرة بالله أساسا . وأنت بينك وبين الايمان ان تقولي آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ,ان هذا الدين كامل شامل لقوله تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء وقوله : اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا… واما أن تواصلي هذه المقالات والسنفونيات الالحادية وأنت حينئذ من يكفر نفسه بنفسه ولن تحتاجي-وقتئذ- الى مكفر أبدا والمسألة لا تحتاج الى تزكية احد او الاعتراف من أحد) هو عدم اعترافه ببشريته التي يفضحها هذا الاختلاف الدنيوي العادي، ولا يقبل بالتالي التعقيب البشري، بل ويجعل كل من يخالف ذلك عرضة للتكفير والقتل.( أعيد القول وأكرر: أنت في غنى عن المكفرين وأنت لست سلمان رشدي ولن تنالي ما ناله من فتوى الخميني, حتى وان كتبت آيات الحادية والامر بسيط لأنك غنية عن الفتوى او التكفير, مقالاتك كافية لكل ذلك…) هذه هي الأسباب الأساسية لنشوء الفكر التكفيري بخصوصياته التالية: – الإيمان بعدم كفاية العقل البشري المحكوم حسب رأيه بظروف المادة، والعاجز عن الوصول إلى الحقيقة مباشرة مما يبرر التضييق على مجالات عمل العقل. (طبعا هذا ما لا تقول به سلوى وتريد أن تلغي الق{ن ليحل اجتهادها محل النص المأثور كما تقول) – الإيمان بإطلاقية حقائق ما يقدمه كشريعة، والاعتقاد في استحالة خضوع هذه الحقيقة للتعقيب الإنساني. ” طبعا هي لم تقرأ قول الله : (لا معقب لكلماته) – البحث لكل طارئ عن مكانه في منظومة القيم التي يُعتقد راسخا بأنها تمثل الحقيقة الوحيدة التي استوعبت كامل المعرفة الإنسانية، فإذا لم يجد للمستجدّ مكانا فيها نبذه ووضعه في دائرة الخارج عن الدين.( طبعا هي يحب ان تكون داخل الدين لأن كلمة كافرة تخدش المساعر وتساوي بينها وبين كفار قريش مثلا وهذا عيب) – عدم القدرة على التمييز بين المعتقدات والعبادات باعتبارها ثابتة، وبين المعاملات المتغيرة. وقد تولّدت هذه التحريفات من الاكتفاء بالنقل عن السّلف، وإن خالف هذا السّلف القرآن ذاته( تحد 2 بالله أني اتحداك اظهار امر واحد خالف فيه السلف القرآن وعن أي ايديولوجيا نتكلم بازاء السلف الشيوعية, القومية ….؟؟؟؟، وإن كان هذا السّلف يعبّر عن مجرد إيديولوجيا. لذلك، ولفهم آلية اشتغال العقل التكفيري يجدر بنا البحث في آلية اشتغال عقل هذا السّلف ومصادر حقيقته وأهداف خطابه.(عقل السلف مبني على غاية واحدة عند سلوى هي التكفير لا غير هم لم يعملوا الا على تكفير الناس واشتغلوا كل حياتهم بالبخث عن الادلة التكفيرية واستخرجوها من مصادر الشريعة هكذا تحب سلوى ان تقنعنا وتبا لهذا القول ثم تبا له ثم الف تب له… ثم الف الف تب ثم الف الف الف تب).
يؤخذ حكم الشريعة من القرآن والسنة والقياس وإجماع الصحابة والعلماء وأخيرا الاجتهاد. ( واين الحركات الاسلامية يا سلوى لمن نصبت هذه المحكة التكفيرية يا سلوى اذا؟ اليس هذا تطاول بالجملة على مصادر التشريع الاسلامية) وتحمل الأحكام الاجتهادية الطابع الثقافي( ثقافة المزود والحضرة ومشموم الياسمين الذي يعشعش في ذهنك() لكل من الشخصيات التي قامت بها، وهو ما يفسر وجود خمس مدارس في الفقه الإسلامي معترف بها رسميا،[3] أربعة مدارس سنيّة و مدرسة جعفريّة. فحين يتحدّث المسلمون عن الشريعة فإنهم يقصدون غالبا الفقه المشار إليه، أي أن الأمر يتعلق بالنهاية بقانون بشري وضعي لا يكفي استناده إلى النص القرآني، ناهيك عن الحديث والإجماع، لإضفاء صفة القداسة عليه( هكذا بكل هذه البساطة يا سلوى يتحدث المسلمون عن الشريعة بهذه البساطة بل السذاجة بل الحماقة)، خاصة أن قاعدة السلم الهرمي للمصادر المشار إليها لم تطبق دائما بالصرامة والانضباط المطلوبين نظريا، بسبب غموض بعض الأحكام في القرآن وضعف بعض الأحاديث[4]، وبسبب طبيعة البشر المتأثرة بالتقلبات السياسية. وهو أمر ينطبق على جامعي الحديث وعلى الصحابة والفقهاء. فهؤلاء يتشددون تارة تشددا مبالغا فيه بحرفية النص، ويتحللون تارة تحللا تاما من بعض النصوص الواضحة، وذلك حسب موازين القوى ومتطلبات السياسة أو حتى بسبب قصور ذهني. وقد يصيب هذا القصور بعض الفقهاء الكبار، مثال ذلك فتوى الشافعي التي تجيز للرجل التزوج بابنته من الزّنا. كما رأى أبو حنيفة أن من تزوج امرأة لا يحل له نكاحها كأمه أو ابنته أو عمته فوطأها لا يجب عليه الحدّ و لو اعترف بأنه يعلم بأنها محرّمة عليه، و إنّما يعاقب على فعله بعقوبة تعزيريّة.( هذه الترهات وكلام امي سيسي, وعلي بابا… أنا اغنى عن النقاش فيه بلهى الرد عليه, والدس على العلماء افتراء لا ياتي من ورائه الا ان يفضح الله صاحبه في الدنيا قبل الآخرة…) و يسقط أبو حنيفة الحدّ في هذه الحالة للشبهة. و بيان الشبهة، عنده، أنه قد وجدت صورة المبيح، وهو عقد النّكاح الذي هو سبب الإباحة، فإذا لم يثبت حكمه، وهو الإباحة، بقيت صورته شبهة دارئة للحدّ. كما قال ابن حزم في حديث الرسول في الماء الراكد: “لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم الذي يجري ثم يتوضأ منه” (1) و قد رأى ابن حزم أن الوضوء من ذلك الماء حرام أما شربه ووضوء الغير به فهو حلال، رافضا بذلك قياس الشّرب بالوضوء على البائل نفسه، و قياس غير البائل على البائل. كل ذلك تشددا في التمسك بظاهرية النص ورفضا لتعليل أحكام الشّرع وربطها بحكمة أو بمصلحة. فأجاز بذلك أن يكون المنهي عنه مأمورا به، كما في المثال المذكور، وأن يكون المأمور به منهيا عنه، كما في تفسيره لحديث: “البكر تستأذن و إذنها صمتها” (2)، ومن الواضح في هذا الحديث أن صمت البكر يدل على رضاها غير أن ابن حزم رأى أنها إذا تكلّمت بالرضا فلا ينعقد النكاح عليها، لأنه خلاف الحديث النبوي(3). ومن هنا نفهم، قياسا، كيف أن حتى النص القرآني القطعي الدلالة لا ينجو من التقلبات والتأويلات المتناقضة ومن التحويرات عن طريق الاجتهاد رغم وجود القاعدة القائلة: لا اجتهاد في ما ورد فيه نص. و هذا يجرنا إلى الحديث عن طريقة التعامل مع المصدر القرآني. ليس من اليسير فهم كل معاني القرآن. وقد تقود صعوبة الفهم أحيانا إلى الخطأ، غير أن هذا الأمر وعلى خطورته، يظل مقبولا طالما أن الخطأ حاصل عن حسن نية، مع أن سببه يكون في الغالب اختيار منهج غير ملائم، غير أن أخطر الممارسات إطلاقا تتمثّل في إعلاء الحديث (وهو رواية أشخاص) على القرآن من قبل بعض الفقهاء لأسباب اجتماعية بحتة مثل ممارسة ختان البنات على أساس أحاديث ضعيفة و متعارضة مع مقاصد النص الداعية إلى حفظ النفس، وحديث منع تولي المرأة منصب الولاية الكبرى رغم عدم تنصيص النص على ذلك. أما أغلب الانحرافات فسببها سياسي كما سنرى ذلك. إعلاء الحديث على النص اعتبر البعض أنّ السنة يمكنها نسخ القرآن، ويظهر ذلك في حكم الردّة مثلا. فقد جاء في القرآن “ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة و أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون” (البقرة 217) لقد أرجأ القرآن إذن العقاب إلى الآخرة، ربما تحسبا للخطأ فيظل القرار والحكم في بد الله الذي يعلم ما بالصدور. غير أن الفقهاء، ولأسباب سياسية، اعتبروا أن جزاء المرتد في الدنيا هو الإعدام لحديث: “من بدل دينه فاقتلوه” وبهذه الطريقة تم نسخ القرآن بالسنة. وهو أمر في منتهى الخطورة لأنه، وإلى جانب عدم احترام السّلم الهرمي للقانون الإسلامي، فإن المسألة تتعلق بالحدود، وبأقصى حدّ و هو قتل النفس. كما تم نسخ بعض الآيات مع الإبقاء على التلاوة مثلما جاء في حكم الصوم في سورة البقرة “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” بحيث تصبح ممارسة الصوم ممارسة تطوعية لا تتحمل الإكراه ولا العقاب “فمن تطوع خيرا فهو خير له، وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون” البقرة 184 وقد جاءت أغلب التناقضات الفقهية نتيجة لهذه الظاهرة. ومن أهم الخلافات والتناقضات، رفض الخوارج اعتماد السنّة كمصدر للتشريع. والحقيقة أن الحديث مهما كان متواترا لا يرقى إلى درجة القرآن فضلا عن إمكانية نسخ إحدى آياته، أي إبطال العمل بها. فالقرآن لا ينسخه إلا القرآن استنادا إلى الآية: “ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها” لكن الفقهاء اعتبروا نسخ القرآن بالحديث جائزا. والأخطر هو رفض جماعة السنة في عديد الحالات تحكيم القرآن في الأحاديث، وهي قاعدة خطيرة تنزّل الرواية منزلة القرآن، بل و تعليها عليه. فهم يعتمدون أحيانا الحديث ولو خالف القرآن. وحيث أن السنة هي تبيين للقرآن فإن هذا التبيين إنما يكون في حدود القرآن ولا يتجاوزه. وعلى هذا يمكن نبذ كل ما ينسب إلى الرسول مما يخالف نصوص القرآن. غير أن عديد الفقهاء في قرننا هذا، وكذلك بعض الإسلاميين يواصلون تحكيم الحديث في النص ويكفّرون على أساس ذلك الناس بل ويهدرون دمهم، كما أشرنا إلى ذلك في مسألة الرّدة، ويواصلون الاعتداء على الأعضاء الحميمة لبنات صغيرات بدعوى أن الختان ممارسة إسلامية، وغير ذلك من البدع المتخلفة التي تظهر المسلمين في شكل شعوب متوحشة. وبعدها يستغربون من الصورة السلبية المروجة عن المسلمين في حين أنهم رسموها بأنفسهم لأنفسهم. إعلاء النقل على العقل يرفض كذلك العديد من الفقهاء التخلي عن النقل لفائدة العقل في فهم النص، أي أنهم يرفضون تجاوز المنطوق إلى المدلول والأخذ بالمقاصة وتبني مبدأ تاريخية نزول النص. فالإمام الشافعي مثلا يرى استحالة تطبيق القرآن بمعزل عن أسباب النزول، وهي منهجية تسمح بالتمييز بين المعتقدات باعتبارها ثابتة وبين المعاملات المتغيرة. ولكن هذا التنظير يظل غالبا بين دفتي الكتب. فالإخوان المسلمون في مصر، ورغم انتمائهم تقليديا إلى هذا المذهب، فضلوا المذهب الوهابي البدوي المتشدد، فعادوا بالمجتمع المصري إلى الوراء مع الإدّعاء بأنهم صححوا العقيدة وأنتجوا صحوة إسلامية. ويحتج المتشبثون بحرفية النص وظاهره بآية: “ولا مبدل لكلمات ربك” دون التوقف عند المعنى العميق لهذه الآية التي تتعلق بالقضاء والقدر وليس بالمعاملات. وإلا كيف أمكن تبديل عديد الأحكام القرآنية القطعيّة من طرف الخلفاء الراشدين أنفسهم وأولهم عمر ابن الخطاب، اعتمادا على مبدأ “لكل حكم علة يدور معها” أو بدعوى الضرورة السياسية؟ لقد اتسمت قراءة النص القرآني بالضعف بسبب اعتماد منهج يجعل الحديث أعلى من النص ويشدد الخناق على العقل. ويظهر ذلك في طغيان منهج القراءة النصيّة. طغيان منهج الشرح على المتون يفصل البعض النص على دلالاته ولا يأخذون الألفاظ في معناها المجازي والرمزي بل في معناها الاصطلاحي فقط لاعتقادهم بأن “اللسان العربي يفيد العموم في التكليف إلزاما للإنسان مطلقا عن الزمان والمكان”، أما التأويل فهو محصور في النصوص الظنية وتتوقّف وظيفته على فك الألغاز والتعبيرات المبهمة، بطريقة تجعلها متطابقة مع النصوص القطعية. كما أن الأخذ بالمقاصد لا يتعدّى حرفية النصّ، أي أن المقاصد متماثلة عندهم مع النص. فالمصلحة العامة ومتطلبات الواقع لا تؤخذ عندهم بالاعتبار إذا أدّت إلى تعطيل الأساليب والأشكال التطبيقيّة التي جاء بها الوحي. وهكذا فإن تجريم الزنا في القانون الوضعي لا يعتبر كافيا في نظر الفقهاء إذا لم يطبّق حكمها كما جاء في النصّ أو في الحديث (الجلد أو الرجم). وعلى هذا فإنهم ليسوا مستعدين لتبني مناهج التفسير التي تتطلب الأخذ بالغايات وبما وراء النص من معطيات تاريخية وللبحث عن إرادة المشرع من خارج النص، حتى يتسنى تغيير الأحكام بما يتماشى مع متطلبات الواقع دون خرق الغاية التي جاءت من أجلها. وقد أوقع هذا المنهج بعض الفقهاء في أخطاء كبيرة وانتهى ببعضهم إلى أفهام غريبة ينكرها الشرع والعقل كما رأينا ذلك في الأمثلة المذكورة سلفا. و في المقابل نجد تحليلات لا يقبلها شرع ولا عقل مثل الإفتاء بجواز زواج المسيار، أو قطع الآيات من سياقها وبترها، مثل آية تعدّد الزوجات حيث لا يؤخذ في الحسبان ما يبرّرها نصّا وبوضوح تام، و هو القسط في الأيتام، ولا يذكر ذلك إلاّ نادرا و من طرف المطالبين بمنع رخصة التعدّد. و قد اتضح في عديد من الحالات أن السند الشرعي الذي يرتكز عليه أغلب الفقهاء، سواء كان من القرآن أو من السنة، ليس فيه ما يفيد التمييز الاجتماعي القائم حكما ضدّ المرأة أو الضعيف اجتماعيا أو الذمي، لأن الأمر يتعلق غالبا بتفسير أو تأويل أو بتر من النوع الذي أشرنا إليه. و مع ذلك يواصل اليوم المتشبثون بفقه السلف اعتماد هذه التأويلات واعتبارها من المسلمات. ( سلوى تخلص الى المنظومة الاصيلة التي تدافع عنها وهي التمييز الطبقي والعنصري والجنسي والعاطفي والاجتماعي للمرأة… وجمعه في كل مرة بغير وجه حق بالذمي والله أسأل ان يلهمني الجامع بينهما قبل أن يفوتني الوقت وألا أكتفي بالتطور الاجتماعي والارتقاء الجنسي عند سلوى الشرفي لفهم هذه الفروق بين الجنسين) كما اجتهد الخلفاء الراشدون في عديد القضايا مع توفّر نصوص صريحة وأعلوا الرأي على النص (قال عمر، مثلا، ليبرر تعطيل حكم المؤلفة قلوبهم: “لا حاجة لنا فيهم”) و يبرّر بعض العلماء مثل هذه التجاوزات بالضرورات السياسية. يقول الشيخ الطاهر ابن عاشور في ذلك: “إن المعاملات موكولة إلى تدبير ساسة الأمة” وما زالت هذه الممارسات السياسية المتلفعة بجلباب الدين والتي تعلي الرأي على مع الأميركان في الحرب ضدّ العراق سنة 1991، وهي فتوى مخالفة نصا وروحا للآية الصريحة 28 من سورة آل عمران. و لو طالب اليوم مصلحون، من خارج السّاسة، بالعمل بالمثل في نصوص خاصة بالمعاملات لاتهموا بالكفر. النص الواضح متواصلة إلى اليوم مثل فتوى علماء السعودية التي برروا بها مشاركة جيوش المسلمين هذا فيما يخص القرآن و النصوص قطعية الدلالة، أما بالنسبة للحديث فأمره أكثر تعقيدا وخطورة. المراجع: (1) أحمد والترمذي والنسائي وصحيح الجامع الصغير (94-75). (2) صحيح الجامع الصغير (298). (3) أورد هذه الأمثلة الشيخ يوسف القرضاوي في مقال “أسس ومرتكزات السياسة الشرعية” نشر على ثلاث حلقات في جريدة الشرق الأوسط بدءا بتاريخ 17-1-1998 ص.
د. نورالدين بوفلغة
[1] سأل أحدهم اماما من أءمة المسلمين عن المعلوم من الدين بالضرورة وكانا –السائل والمسؤول –في أحد شوارع بغداد فأمسك الشيخ صبيا وسأله يا بني هل تحب شرب الخمرة فأجاب الصبي لا يا شيخ, فقال الامام لأن ذلك حرام… فالتفت الامام الى سائله وقال هذا هو المعلوم من الدين بالضرورة يا أخي هو ذك الذي يعلمه الصبيان والكبار من المسلمين…
[2] سوف يظهر علينا ناعقون من هنا وهاهنا للدفاع عن مظلومية سلوى مثل كل مرة في مشهد مألوف مبيت له و أظن الدفاع مكتوب قبل ان تأتي الردود على سلوى في تناغم عجيب وحق لها فلها بواك على الاقل او معجبين ان شئت ان تقول…
[3] من أعطاك هذه الوصفة السحرية, أحسب انها من وصفات وزارة الشؤون الدينية او من وزارة الداخلية لا أكثر
[4] متى ظهرت الأحاديث الضعيفة: اليس في زمن الزنادقة والمعتزلة العقليين الذين غلبوا العقل على النص او المرئجة الذين أرجؤوا الاحكام وعلقوها الى يوم الحساب …
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 2007/09/10
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني
الرسالة رقم 292 مناضل دستوري
على موقع تونس نيوز رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
: الحلقة الثانية : حديث برهان يحتاج إلى برهان وبراهين
إن الكتابة مسؤولية أخلاقية كبرى وأمانة عظمى ورسالة تاريخية يحاسب عنها التاريخ حسايا عسيرا وتحاسب الأجيال ا صاحبها حسابا طويلا ومن هذا المنطلق ينبغي على الكاتب الذكي الصادق أن يكون متفطنا على غاية من اليقظة والذكاء ويتصف بالصدق والنزاهة والنظافة و أكبر شرط ويتصف بالصدق والنزاهة والنظافة وأكبر شرط النظافة لأن النظيف يكتب بصدق ونزاهة وبدون إيعاز أو تعيمات أو لفت نظر أو حصول على منافع مادية وأدبية إذا الكاتب الناجح هو الذي يكتب بعقيدة وإيمان وصدق وتطوع للإصلاح وتضحية وشتان بين الكاتب المؤمن برسالة تاريخية والكاتب بمقابل ومصالح مادية ظرفية متقلبة ولن تكن ثابتة لان من شروط الثوابت المبادئ والقيم والاتجاه الصحيح الذي هو من الثوابت ومن أهمها التمسك بالدين الاسلامي وكتاب الله وشريعة الإسلام السمحاء والتشبع بالقيم الأخلاقية وأعتقد أن الكاتب الناجح هو صاحب المبادئ لا يتأثر بظرف معيّن ولا يجامل من أجل مصلحة ولا يجاري من أجل مسؤولية ولا يمدح من أجل حفنة من المال والكاتب الناجح هو الذي يضحي من أجل اعلاء كلمة الحق ويضحي بماله ومصلحته وصحته ووقته وأن الكاتب يدفع من ماله ومصلحته وصحته ووقته وأن الكاتب الذي يدفع من مكتوبه من أجل نشر الكلمة الحرة الطليقة الصريحة الواضحة ولا ينتظر جزاء ولا شكوارا هو الكاتب الناجح الذي يصدقه الناس أما الذي يكتب بمقابل ويسعى إلى التجارة الرابحة الظرفية فإن كتابته لا تأثر في القلوب ولا ترسخ في العقول ولا تفيد الناس في شيء بل العكس كتابتهم بعيدة عن الواقع وعن خلجات الشعب ولا تغني ولا يسمن من جوع وهي مجرد أدوات للاستهلاك اليومي حسب اعتقادهم والحمد لله اخترنا طريق الحق وطريق الوضوح وطريق الصراحة واعتمدنا أسلوب الشجاعة والجرأة وما ينفع الناس دون خوف أو خشية وشعارنا الصدق في القول والإخلاص في العمل وأحيانا حديثنا ومقالاتنا الشجاعة تحرج بعضهم لأنها من صميم الواقع وكما يقولون في الصميم وبعض الأصدقاء والإخوان الأوفياء الصادقين يقولون لي يا سي الهاني أنت تكتب بصدق من الأعماق ولكن الأذان غير واعية وغير مفتوحة قال الله تعالى :”وتعيها أذن واعية” صدق الله العظيم أردّ على إخواني وأقول لهم أن الكتابة الهادفة يقدرها الناس ويحفظها التاريخ وأنا أكتب للتاريخ الذي لا يرحم…وأعود للحديث حول الكتابة التي تنفع الناس والأشقاء والأصدقاء والدول الشقيقة والصديقة وتحترم مشاعر الناس بلطف وأخلاق فاضلة التي تحترم القيم والمبادئ ولا تتدخل في شؤون الغير ولا نحكم أحكام قاسية على نوايا الناس أو الأحزاب السياسية مهما كان اتجاهها السياسي أو الديني أو العلماني وأن ما ذهب إليه برهان بسيّس في مقاله الأخير البعد الاَخر بجريدة الصباح يعتبر تدخلا في شؤون الغير وزعيمنا الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله علمنا أن من واجب المواطن الصالح والمناضل الصادق والسياسي الصاعد والقائد للفاتح …ولكل عاقل رصين أن لا يتدخل في شؤون الغير أنه لا يفيد ولا ينفع وقد يأجج المشاعر ويأتي بنتائج معاكسة ووخيمة وأشار قائلا ردا على العقيد القذافي أن التحدي يجلب المضرة وأن لكل دولة ناموسها وتقاليدها ونظامها ولا يمكن و لا يسمح بالتدخل في نظام المملكة المغربية مثلا فالمغرب حر في اختيار نظامه السياسي وتقاليده التاريخية والشرعية ونحن نقدر ونحترم هذا النظام الملكي الذي له تاريخه المجيد ونضاله الطويل كما لا نسمح بالتحدي لأمريكا ربما كلام من هذا الذي سمعته من العقيد يصاعد الضغط وربما نتائجه تكون وخيمة وكما قال بورقيبة كلمة طز في أمريكا بجلب لكم مشاكل وربما تاكل طريحة وصدق بورقيبة الخبير بالسياسة والمثل يقول العاقل الذي يزن كلامه قبل النطق والدروس والعبرة كثيرة وغزيرة والزعيم بورقيبة ترك أرثا عظيما علينا المحافظة عليه واستغلاله في ما ينفع الناس ونقدر كل كلمة قالها زعيمنا رحمه الله.
قال الله تعالى :” فأما الزيد فيذهب جفا، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم
وألف تحية للشعب المغربي الذي اختار نوابه بحرية في المجليس التشريعي وألف شكر للملك الشاب محمد السادس على راهنه على دعم الديمقراطية في المغرب الشقيق والله في عون عباده المخلصين المؤمنين والملك الشاب هو أمير المؤمنين في المملكة بحق يرفع راية الإسلام عالية.
محمد العروسي الهاني
بعد انقضاء العطلة وحلول العودة المدرسية وشهر رمضان “عدوان ثلاثي” على جيب المواطن المنفوض!
البلديات شاركت في «الهجوم» بفاتورة الزبلة والخروبة إضافة لـ«الستاع» و«الصوناد» مواطن يلوم التونسيين ويتهمهم بالتبذير وقلة التدبير! مواطن آخر يجيب: «تعال واقسم لي 450 دينارا على الكراء والماء والكهرباء والهاتف والأكل.. وحاول تفضّلي شوية”!
بداية من هذا الاربعاء 360 ألف طالب موزّعين على 780 شعبة يؤمون 194 مؤسسة جامعية
ما حكاية الصفوف الطلابية والاكتظاظ الذي ما انفك يتكاثف؟
أخبار صحيفة “الصباح الأسبوعي”
يوميات تونسي عائد من جحيم العراق
الأمريكان اعتدوا عليّ وسجنوني في أبو غريب وقتلوا أفراد عائلة زوجتي الموت زارني كذا مرة لكنه فضّل أن يخلف لي سقوطا ويتركني على قيد الحياة مسلحون بزي عسكري موحد اقتحموا بيتي وبعثروا محتوياته جندي أمريكي هدّ أسناني بمؤخّرة بندقيته ونقلني إلى أبو غريب هكذا فقدت صديقين من أبناء بلدي وهكذا عشت سقوط بغداد
المهدية سرقوا زورقا لــ«الحرقان» فوقعوا في قبضة الاعوان
جريمة بشعة في ريف صفاقس معوق هشـّم رأس والده بمسحاة وهو يصلّي ثم أضرم النار في جثـّته
الابن خلد للنوم وترك جثة والده تحترق داخل الكوخ طوال 7 ساعات… وقطرة دم كشفته القاتل: «الخلافات تعددت مع والدي لذلك تخلصت منه»
جديد القاعدة بالجزائر.. ضرب “عصب” الدولة!
غسان بن جدو يصفن في “روتانا موسيقى”