الاثنين، 10 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2666 du 10.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس – بيان تأسيسي مجموعة حرة من المثقفين والنشطين التونسيين :عـريـضـة مساندة لسلوى الشرفي يو بي أي:  تونس تعرب عن إرتياحها لإطلاق سراح بحارتها المحتجزين في إيطاليا يو بي أي: محادثات عسكرية تونسية ـ صينية يو بي أي: تونس ترى أن التّحدي الأمني من أهم الأولويات في المنطقة المتوسطية يو بي أي: وفد أميركي يزور تونس لبحث التعاون في مجال التجارة والإستثمارات صحيفة « القدس العربي » :تونسي شكّ في سيرة زوجته… فذبح جاره واس: مرض اللسان الأزرق في تونس موقع الحزب الديمقراطي التقدمي:أخبار متفرقة من ولاية قابس موقع الحزب الديمقراطي التقدمي:ترهيب أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس موقع الحزب الديمقراطي التقدمي:إنقراض وشيك للشباب العاشق للمسرح في تونس أسماء القرقني: رسالة إلى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين زهير مخلوف:رد على بيان  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » الطاهر الأسود: حول « مشاركة الصباح » في المسابقة الاسرائيلية د. محمد الهاشمي الحامدي: الإسلاميون التونسيون ليسوا نازيين ولا فاشيين أبو أنيس: المراجعات المطلوبة من الإسلاميين و كيفية تنزيلها مرسل الكسيبي :حذاري أن يُستدرج المشروع الحضاري إلى مربعات القمع ! د. نورالدين بوفلغة: د.سلوى الشرفي ومقالة: « يكاد المريب يقول كفروني كفروني… وهي أغنى الاغنياء عن مكفر » محمد العروسي الهاني : الحلقة الثانية : حديث برهان يحتاج إلى برهان وبراهين برهان بسيس :توضيح صحيفة « الصباح الأسبوعي »:تحقيق « الصباح الأسبوعي »: بعد انقضاء العطلة وحلول العودة المدرسية وشهر رمضان »عدوان ثلاثي » على جيب المواطن المنفوض! صحيفة « الصباح الأسبوعي »:بداية من هذا الاربعاء:360 ألف طالب موزّعين على 780 شعبة يؤمون 194 مؤسسة جامعية صحيفة « الصباح الأسبوعي »:أخبار صحيفة « الصباح الأسبوعي » صحيفة « الصباح الأسبوعي »:يوميات تونسي عائد من جحيم العراق صحيفة « الصباح الأسبوعي »:المهدية:سرقوا زورقا لــ«الحرقان» فوقعوا في قبضة الاعوان صحيفة « الصباح الأسبوعي »:جريمة بشعة في ريف صفاقس:معوق هشـّم رأس والده بمسحاة وهو يصلّي ثم أضرم النار في جثـّته موقع « إسلام أونلاين نت » :جديد القاعدة بالجزائر.. ضرب « عصب » الدولة! فادي عزام: غسان بن جدو يصفن في « روتانا موسيقى »   


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

تونس في 10 سبتمبر 2007

بيان تأسيسي

الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس

تعتبر الجامعة رافدا تربويا يرنو إلى تكوين إطارات فاعلة يمكنها أن تاثر في نهوض المجتمعات والرقي به إلى الأفضل غير أن الجامعة التونسية بدأت شيئا فشيئا تفقد ذلك الدور الريادي خاصة مع دخول البوليس داخل الحرم الجامعي بداية من ماي 1987 مع الوزير عمر الشاذلي.

لقد تزامن ذلك مع خصوبة الحراك السياسي والثقافي وتنوعه الذي ساهمت فيه آنذاك العديد من الفعاليات خاصة التيار الإسلامي.

وبالرغم من أن السلطة حاولت تصفية تلك الحركات بصورة بوليسية بشعة والجز بكل مناضليها في السجون. مما افرز حالة من الفراغ واللامبالات عند الطلبة، فأصبحت الجامعة مجرد فضاء لإلقاء المحاضرات …

فإن هذه الأجهزة تواصل وجودها ،مع العلم أن السلطة حينها قد أعلنت أن هذا الإجراء هو ظرف، وذلك لترهيب الطلبة وتجريم العمل السياسي والفكري بل والنقابي ومحاصرة مناضلي الحركة الطلابية.

ولعل تعمد السلطة بناء مركز للبوليس داخل كلية العلوم القانونية والسياسية والإجتماعية بتونس يمثل امتداد للنهج الأمني الذي تمارسه ونقض وعدها بإخلاء الجامعة من البوليس.

إننا الموقعون نعلن عن انطلاق حملة من أجل الدفاع عن استقلالية الجامعة:

المبادئ:

1.    إن تواجد البوليس داخل الجامعة هو أمر غير شرعي.

2.    إن وجود البوليس داخل الحرم الجامعي يمثل شكلا من أشكال التضييق الذي تمارسه السلطة على أبناء هذا الشعب.

3.    إن إستقلالية الجامعة شرط أساسي للنهوض بها.

الأهداف:

1.    مطالبة السلطة بإخلاء الجامعة من البوليس ورفع يدها عن الحركة الطلابية.

2.    القيام بحملات إعلامية تهدف إلى تحسيس الطلبة بمسؤوليتهم تجاه الحفاظ على مكتسبات الجامعة.

3.    فضح الممارسات البوليسية داخل الحرم الجامعي.

4.    مقاومة وجود الأمن الجامعي والتأكيد على ضرورة القطيعة مع هذا الجهاز.

الوسائل:

·        القيام بتظاهرات قصد رفع الستار عن الإرهاب البوليسي داخل الجامعة.

·        إصدار بيانات وكتابة مقالات عن طريق استعمال وسائل الاتصال الحديثة (الإنترنت، الجرائد، الفضائيات…).

·        القيام باجتماعات عامة احتجاجا على تواصل وجود الأمن الجامعي,

·        الالتجاء إلى أشكال النضال الجماهيري.

الأعضاء:

·        أسامة القصوري

·        حمدي بن سالم

·        عبد الحميد الصغير

·        محمد الجدلاوي 

منسق الحملة

محمد جدلاوي

البريد الإلكتروني :

Contre_police_universitaire@yahoo.fr

 

 
عـريـضـة (نابعة عن مجموعة حرة من المثقفين والنشطين التونسيين)
 
تتعرض السيدة سلوى الشرفي، الأستاذة المحاضرة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، منذ أسابيع عدة إلى حملة شرسة عبر صفحات « تونس نيوز » تعتمد القدح والشتم والافتراء ووصلت حد التكفير وهو أسلوب لا علاقة له بالجدل الفكري ولا بالحوار السياسي الحقيقيين… تشارك في هذه الحملة بعض الأقلام المنتمية لحركة الإسلام السياسي، منها المعروفة – وأبرزها وجه إسلامي يشرف من لندن ومنذ عدة سنوات على قناة تلفزية – ومنها من يفتقد الشجاعة الفكرية والأخلاقية، فيخير حجب هويته وراء أسماء مستعارة… سبب هذه الحملة (وقد سبقتها حملة مماثلة ضد الأستاذة رجاء بن سلامه) صدور مجموعة من المساهمات والأبحاث للأستاذة سلوى الشرفي في « موقع العقلانيين العرب » (الأوان) تناولت فيها، من منطلق علمي وحداثي، إشكاليات العلاقة بين الدولة والسياسة والدين والشريعة ومسألة منزلة المرأة بين تعاليم الإسلام ومتطلبات الحداثة، كما سلطت الأضواء على الدور الذي يلعبه شيوخ الفتاوى في إعطاء صورة مشوهة  عن الإسلام والمسلمين… نحن الممضين أسفله نريد، بهذه المناسبة: 1- تأكيد انزعاجنا الشديد من الهجمات المتكررة التي يتعرض لها عديد المثقفين والمفكرين التونسيين من أوساط وأقلام انتصبت وصية على الدين وناطقة باسم المسلمين فجندت نفسها لنشر الجهل والتشدد والانغلاق… 2- التعبير عن تضامننا الكامل مع الأستاذة سلوى الشرفي ووقوفنا إلى جانبها والى جانب كل المستهدفين والمستهدفات من حملات التعصب الديني… الإسم                                   اللقب                                   المهنة  

محادثات عسكرية تونسية ـ صينية

تونس / 10 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: بحث وزير الدفاع التونسي كمال مرجان اليوم الإثنين علاقات التعاون العسكري بين بلاده والصين مع وفد عسكري صيني يزور تونس حاليا. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية أن الوفد العسكري الصيني يرأسه الفريق أول سون ويكيانغ مساعد رئيس المفوضية العامة للجيش الصيني،حيث تمحورت المحادثات حول تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجال العسكري. وأضافت أنه تم خلال هذه المحادثات أيضا مناقشة أفضل السبل « للنهوض بالتعاون الثنائي في مجالات التكوين والتدريب والصحة العسكرية،إلى جانب تبادل التجارب بين البلدين ».  

تونس تعرب عن إرتياحها لإطلاق سراح بحارتها المحتجزين في إيطاليا

تونس / 10 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: أعربت تونس عن إرتياحها لقرار القضاء الإيطالي الإفراج عن خمسة من بحارتها السبعة المحتجزين منذ الثامن من شهر آب/أغسطس الماضي بتهمة تهريب مهاجرين غير شرعيين. وقال مصدر رسمي مساء اليوم الإثنين إن محكمة اقريجنتو الايطالية « قررت إطلاق سراح 5 من البحارة التونسيين من أصل سبعة اعتقلوا في وقت سابق،وأن تونس ستواصل مساعيها من أجل الإفراج عن البحارين الإثنين المتبقين ». ولم يوضح المصدر حيثيات هذا القرار ، وإكتفى بالقول إن السلطات التونسية التي تابعت هذا الموضوع،وبذلت مساعي حثيثة من أجل إطلاق سراح البحارة،تعبر عن إرتياحها لهذا القرار،وعن شكرها للشخصيات ومكونات المجتمع المدني التي ساهمت في الوصول إلى هذه القرار. يشار إلى أن السلطات الإيطالية تتهم البحارة التونسيين السبعة بتهريب المهاجرين غير الشرعيين، بينما ينفي البحارة التهمة ويؤكدون أن جرمهم الوحيد هو إنقاذ 44 شخصا من جنسيات مختلفة بينهم نساء وأطفال كانوا على وشك الغرق في عرض البحر قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وقد أثارت قضية هؤلاء البحارة موجة إحتجاجات في أوساط المنظمات غير الحكومية، حيث إستنكرت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ما وصفته « عقاب التضامن »،فيما قرر البرلمان الأوروبي مناقشتها خلال جلسته المقرر عقدها في 26 الشهر الجاري، بوصفها « قضية أساسية تأتي في إطار النقاش الذي يجريه البرلمان حول مسألة الهجرة ». وكان نائب رئيس لجنة العدالة في البرلمان الأوروبي جوستو كاتانيا رحب اليوم بقرار السلطات الإيطالية إطلاق سراح البحارة التونسيين السبعة. وقال « نحن سعداء لقبول طلب إطلاق سراح البحارة التونسيين السبعة الذين اعتقلوا لأنهم أنقذوا حياة 44 مهاجراً ».  

وفد أميركي يزور تونس لبحث التعاون في مجال التجارة والإستثمارات

 
تونس / 10 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: بدأ وفد اقتصادي أميركي اليوم الاثنين زيارة إلى تونس، هي الثالثة من نوعها في أقل من شهر. وقالت السفارة الأميركية في تونس إن زيارة الوفد برئاسة أليزابيث ل. ديبل نائب مساعد أول لوزيرة الخارجية الأميركية المكلفة بالشؤون المالية والتّقدم العالمي بمكتب الشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال، ستستغرق ثلاثة أيام. وأوضحت أن الوفد يتألف من هولي فينايرد مساعد رئيس دائرة التجارة لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب أسيا، وبول بوركهيد مدير دائرة أوروبا والشرق الأدنى للتجارة، وأليزابيث هوبكينز مديرة شؤون المغرب العربي في وزارة الخارجية الأميركية، وناثان ماسون مسؤول دائرة شمال إفريقيا بوزارة التجارة الأميركية. وأشارت إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار المشاورات المتواصلة لدعم العلاقات التونسية الأميركية في مجال التجارة والإستثمارات، حيث سيجري الوفد محادثات مع عدد من كبار المسؤولين التونسيين لمزيد تعزيز أفاق التعاون الثنائي في المجالات المذكورة. يشار إلى أن الزيارة الحالية للوفد الأميركي لتونس هي الثالثة من نوعها في غضون أقل من شهر،حيث زار تونس في العاشر من الشهر الماضي وفد من مجلس النواب الأميركي برئاسة النائب الديمقراطية عن ولاية تكساس شايلا جاكسون لي. وتعكس هذه الزيارات التي ترافقت مع زيارات أخرى لوفود عسكرية أميركية، الاهتمام المتزايد الذي توليه واشنطن لعلاقاتها مع تونس. وكانت العلاقات التونسية-الأميركية قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطوّرا ملحوظا، انعكس على مختلف مجالات التّعاون الثنائي، ما ساهم في ارتفاع حجم المبادلات التجارية بين البلدين ليصل إلى 588 مليون دولار، بالإضافة إلى تطور حجم الاستثمارات الأميركية بتونس، ليبلغ حجمه العام الماضي 600 مليون دولار.  

تونس ترى أن التّحدي الأمني من أهم الأولويات في المنطقة المتوسطية

 
تونس / 10 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: اعتبر مسؤول حكومي تونسي أن التحدي الأمني المرتبط بالتّطرف والإرهاب والجريمة المنظمة يعد من أهم الأولويات في المنطقة المتوسطية. وقال حاتم بن سالم مساعد وزير الخارجية التونسي المكلف بالشؤون الأوروبية في كلمة إفتتح بها اليوم الإثنين ندوة حول العلاقات والحوار العربي-الأوروبي بتونس، إن هذا التّحدي « يشكل في نفس الوقت فرصة لمزيد دعم التعاون الأورو-متوسطي ». وشدد على ضرورة المعالجة الجماعية لهذا التحدي لما قد يترتب عنه من تداعيات سلبية على الإستقرار والسلم في المنطقة المتوسطية،لاسيما أمام تصاعد آفة الإرهاب. ودعا في هذا السياق إلى ضرورة إستكمال المنظومة القانونية الدولية لمكافحة الإرهاب،وإلى التعجيل بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لوضع مدونة سلوك لمكافحة الإرهاب. ومن جهة أخرى،جدّد المسؤول الحكومي التونسي التأكيد على ترحيب بلاده بمبادرة الرئيس الفرنسي لبناء إتحاد متوسطي،وإعتبر أن تطوير الحوار المشترك العربي-الأوروبي في المنطقة المتوسطية يستدعي تعزيز التعاون الإقليمي ، وتكثيف برامج التنمية،وتحقيق التوازن بين البعدين الأمني والتنموي. لكنه أشار بالمقابل إلى أن نتائج المسار الأورو-متوسطي « مازالت دون الأهداف المرسومة ولا ترتقي إلى مستوى الطموحات المشروعة لشعوب المنطقة  » بسبب ما وصفه بـ »تدهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ،وتفاقم الفوارق في مستويات التنمية بين ضفتي المتوسط ». وأرجع المسؤول التونسي هذ ا التدهور إلى « التعثر الذي تشهده عملية السلام العربية-الإسرائيلية على مختلف المسارات،وهو تعثر لايساعد على تحقيق الأهداف الإستراتيجية الرامية إلى مزيد إندماج وتنمية المنطقة المتوسطية ». وأعرب في هذا الصدد عن أمله في أن « تواصل الأطراف الدولية الفاعلة ،لاسيما اللجنة الرباعية،جهودها لإستئناف عملية السلام بما يمكن الشعب الفلسطيني من إسترجاع حقوقه ،ويعيد لسورية ولبنان كامل آراضيهما المحتلة،ويدعم المن والإستقرار والتنمية لكافة شعوب المنطقة ». يشار إلى ان الندوة ينظمها مركز جامعة الدول العربية تحت شعار « تطوير الحوار العربي الأوروبي في الفضاء المتوسطي »،وذلك بمشاركة عدد من الشخصيات والمختصين والدبلوماسيين العرب من مصر وتونس والمغرب، وإسبانيا وفرنسا. ويتضمن برنامجها بحث ومناقشة جملة من المسائل المرتبطة بالعلاقات العربية-الأوروبية،وسبل تطويرها،قسّمت على ثلاثة محاور هي « واقع وآفاق التعاون بين المفوضية الأوروبية والمؤسسات العربية الإقليمية »، و »آليات تمويل المشاريع المتوسطية »، و « آفاق المسار الأورو- متوسطي ».

 

تونسي شكّ في سيرة زوجته… فذبح جاره

 
تونس ـ يو بي آي: شك شاب تونسي في سيرة زوجته، فعمد إلي ذبح جاره بعدما أقنع نفسه بأن له علاقة مع زوجته،وفق ما ذكرته أمس الأحد صحيفة الشروق التونسية. واعترف المتهم البالغ من العمر 28 عاما، بارتكاب هذه الجريمة التي جرت أحداثها في بلدة غار الدماء في محافظة جندوبة الواقعة علي بعد 154 كيلومترا غرب تونس العاصمة. وبحسب ما ورد في التحقيقات الأولية،فإن هذا الشاب كان يشك في سيرة زوجته،وبمرور الوقت سيطرت عليه الهواجس إلي أن اقتنع بأن لزوجته علاقة مريبة مع جاره، فقرر عندها الإنتقام لشرفه. واشترى لهذا الغرض سكينا حادة، ثم كمن لجاره عند المعبر الذي عادة ما يسلكه أثناء عودته إلي المنزل، وبمجرد أن اقترب منه،هاجمه من الخلف، وسدد له عدة طعنات أردته قتيلا، وفر هاربا. غير أن السلطات الأمنية سرعان ما اكتشفت أمر هذا الشاب القاتل، فاعتقلته، حيث اعترف بجريمته،واحيلت قضيته الي القضاء لمحاكمته بتهمة القتل العمد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

 

مرض اللسان الأزرق في تونس

 
تونس – واس – سجلت المصالح البيطرية التونسية 489 اصابة بمرض اللسان الازرق بلوتونغ بين قطعان الماشية فى عدة مناطق تونسية منذ بداية العام الحالى وحتى شهر اغسطس المنصرم . وتتمثل ابرز أعراض المرض الذي ينتشر عادة فى فصل الخريف في اكتساب السنة الخراف المصابة لونا يميل الى الزرقة بعد ان ينتفخ ويتعطل سير الدم به .. وتنتقل عدواه من حيوان إلى آخر عن طريق بعوض ناقل للفيروس وهو لا ينتقل إلى البشر. (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 10 سبتمبر 2007)


أخبار متفرقة من ولاية قابس

 
من إعداد معز الجماعي *ضغوطات على أصحاب سيارات الأجرة: تمارس مليشيات الحزب الحاكم بقابس مجندة كل نفوذها ضغوطات على أصحاب سيارات الأجرة لمنعهم من تأسيس نقابة صلب الإتحاد الجهوي للشغل بقابس ،و لإجبارهم على البقاء و الانخراط في الشعبة المهنية للتجمع الدستوري الديمقراطي .مع العلم أن التجاء أصحاب سيارات الأجرة إلى هذه الخطوة يعود إلى لتدهورالذي يشهده القطاع و اكتفاء الشعبة المهنية بلعب دور الحياد مع السلط الجهوية. *حرمان من جواز سفر: أبلغنا المواطن محمد الرصافي المقداد ،بأنه لا يزال محروم من جواز سفره منذ أكثر من 9 أشهر رغم مراسلته وزارة الداخلية و رئيس الجمهورية عديد المرات و قد سبق له أن نشر مشكلته على أعمدة جريدة الموقف و على صفحات مواقع الأنترنات . أكد لنا هذا المواطن أن حرمانه من جواز سفره على خلفية قضية سياسية حوكم فيها سنة 1991 . *عريضة: أرسل بائعي الخضر، اللحوم و الأسماك بالسوق البلدي بقابس عريضة (تحصلنا على نسخة منها )إلى السيد والي قابس بعد فشلهم في مقابلته ،يطالبونه فيها بالتدخل لتحسين أوضاع السوق (نظافة ،ماء ،كهرباء….) و منع تكرار الانتصاب الفوضوي أمام السوق الذي كبدهم خسائر فادحة في شهر رمضان الفارط. *مراقبة أمنية: لا تزال عائلة السجين السياسي المفقود كمال المطماطي ،تعاني من مراقبة أمنية لصيقة على منزلها الكائن بحي بدور من معتمديه قابس الغربية ،مما أقلق سكان الحي الذين يضايقون بدورهم عائلة كمال بتحريض من عمدة الحي محمليها مسؤولية التواجد الدائم لأعوان الأمن بالحي. *إهانة العائلات المعوزة : اغتصب الحزب الحاكم بالتعاون مع معتمديات قابس المدينة،الجنوبية،والغربية حق وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتحديد اللجنة الجهوية للتضامن بقابس ،و ذلك بإشرافه على عملية توزيع الإعانات المدرسية على العائلات المعوزة . قدمت هذه الإعانات على أنها صدقة و عمل خيري رغم أنها حق لهذه العائلات التي لم تختار أن تكون فقيرة و بوصفها ضحية الأزمة الاجتماعية في تونس. تمت عملية التوزيع بطريقة مهينة باستعمال مضخمات الصوت للنداء على القائمة العائلات المنتفعة بالإعانات مما تسبب في حرجهم و اعتبروه كشف لخصوصياتهم. قدمت هذه الإعانات في أكياس بلاستكية عليها كلمات تناشد رئيس الجمهورية للترشح لإنتخابات 2009 (بن على 2009). *إنتزاع أرض: إتصل بنا المواطن محمد الحبيب كريم صاحب بطاقة تعريف وطنية رقم 03255957 صادرة في 14/10/2003 بقابس ،و أعلمنا بأن وزارة أملاك الدولة و وزارة التربية والتعليم إنتزعتا منه أرض على ملكه منذ سنة 1995 بنيت عليها مدرسة إعدادية . رفع إثر ذلك قضية لدى المحكمة الإدارية و قدم إلى لجنة النزاعات كل الوثائق التي تثبت ملكيته للأرض. يذكر السيد محمد بأنه أكمل كل الإجراءات القانونية و كلف محامي لمتابعة القضية ،رغم ذلك لا يزال ينتظر النظر في قضيته. مراسلة خاصة بالموقع (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 9 سبتمبر 2007)


ترهيب أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس

 
قام عدد من رجال الأمن بالزى المدني بإيقاف أعضاء مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس بعد إنهاء اجتماعهم الأسبوعي الدوري الذي عقد بمقهى الكازينو في ظل افتقار الجامعة لمقر بعد الضغط على صاحب العمارة بعدم تجديد العقد معها للمقر الذي سوغته لمدة 5 سنوات. طالب هؤلاء الأعوان أعضاء المكتب بالإستظهار بهوايتهم و استغرقت إجراءات التثبت في الهوايات أكثر من 45 دقيقة ،بعد نزل مسؤول أمني من السيارة و توجه بالحديث للشاب معز الجماعي و أعلمه بأنهم بصدد البحث عنه و طالبه بالالتحاق بمنطقة الأمن الوطني بقابس لمقابلة مسؤول أمني رفيع لم يكشف عن منصبه وهو الشيء الذي رفضه معز متمسكا باحترام القانون و إرساله استدعاء تحدد فيه بالضبط الأسباب.. إلا أن أعوان الأمن تمسكوا بمطلبهم و عبروا له بأن السيد المسئول يريد الالتقاء معه بصفة ودية. بعد يأسهم من إقناع معز غادروا المكان محذرين أعضاء المكتب من عقد اجتماعات في المقاهي و إلا سيتحملون مسؤولية عقد إجماع غير مرخص فيه. تواصل هذا الترهيب السياسي لأعضاء المكتب بتعرض سيارة تابعة الأمن السياسي لهم بعد 10 دقائق من إخلاء سبيلهم أنفرد سائقها بالشاب معز الجماعي و أبلغه رسالة شفوية من المسئول الأمني الذي يريد مقابلته يذكر فيها بأنه سيعتبر نفسه لم يصله رفض معز و أنه بانتظاره يوم الاثنين على الساعة العاشرة. وعليه إن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي: –  يدين بشدة هذا الأسلوب الأمني المتخلف لترهيب أعضائه. –  يرفض كل التهديدات الأمنية للحد من نشاطه ويتمسك بعقد اجتماعاته. –  يتعهد الحزب الديمقراطي التقدمي بمواصلة نضاله من أجل إنهاء القمع و الاستبداد و إرساء نظام ديمقراطي يحكم البلاد ،مهما كلفنا ثمن هذه الضلالات. عن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بقابس معز الجماعي (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 9 سبتمبر 2007)


إنقراض وشيك للشباب العاشق للمسرح في تونس

 
معز الجماعي يعتبر الفن المسرحي من أقدم الفنون على مستوى التاريخ البشري ، إذ يعتبره العلماء تغذية للروح و تهذيب للذوق .اعتمدت وزارة التربية و التعليم التونسية المسرح كمادة تدرس في التعليم الأساسي و الثانوي يدرسها أساتذة متخرجين من المعاهد العليا للفنون .رغم هذا نلاحظ عزوف الشباب التونسي في السنوات الأخيرة الانخراط في الجمعيات المسرحية و هجرهم لدور الثقافة و المسرح و الاكتفاء بزيارتهم إلا في الحفلات الموسيقية ،حتى المسرحيات الكوميدية لم تعد تجلب لها فئة الشباب و هو ما سجل في مهرجانات الصيفية هذه السنة . يرجح أهل الاختصاص أسباب هذه المشكلة لنقص الإعلام و التعريف بالفن المسرحي متهمين وزارة الثقافة بالانحياز و الدعم الغير محدود للإنتاج الغنائي و السينمائي الشيء الذي همش الإنتاج المسرحي و أدي إلى انقراض جمهوره خاصة من الشباب . تتعدد أسباب هذه الظاهرة و يبقي السبب الرئيسي العولمة و الغزو الثقافي الغربي-الأمريكي لمجتمعنا. (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 7 سبتمبر 2007)

 

حول « مشاركة الصباح » في المسابقة الاسرائيلية

محورية « التطبيع » في الاستراتيجيا الاسرائيلية و لاعقلانية خطاب « السلام » الراهن

 

الطاهر الأسود

باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية

 

مرت الآن بضعة أسابيع منذ إثارة مشاركة دار « الصباح » التونسية في مسابقة تم وسمها من قبل عدد من الشخصيات و الهيئات التونسية بأنها « تطبيعية ». و من بين كل الأشياء التي يمكن التعليق عليها كان أبرز ما لفت إنتباهي هو خطاب الذين قاموا بالدفاع عن هذه المشاركة. كانت تلك مناسبة لتفحص خطاب توارى في السنوات الأخيرة في الوقت الذي كان رائجا بعض الشيئ غداة « مؤتمر مدريد » و « اتفاقيات أوسلو » بداية تسعينات القرن الفائت. و بالرغم أنه خطاب « أقلي » و « مبعثر » مثلما أشار الى ذلك، عن حق، بعض أصحابه إلا أنه موجود و فاعل. و يقدم أصحاب هذه الرؤية موقفهم على أنه يخدم الصراع القائم في المنطقة في اتجاه حله و خدمة المتضررين منه. يتم الاعلان عن ذلك بنرجسية غير مبررة تتجاوز الصراع العربي الاسرائيلي لتقدم لنا تصور أصحاب هذه الرؤية لذاتهم بشكل خلاصي يمسح مجمل القضايا القائمة بما في ذلك « التنمية » و « الاصلاح » و « مقاومة الفساد » و طبعا مواجهة « الظلامية و الخرافة ». حيث يرى هؤلاء أنهم لا يقدمون مجرد موقف مختلف و لكن موقف متناقض من حيث المنهج و الرؤية لما هو سائد.

 

و في الحقيقة ربما كان من الصائب، مثلما فعل البعض، وصف الخطاب التنديدي بالمشاركة بأنه « خشبي ». ربما يستعمل المنددون بـ »مشاركة الصباح » الأسلوب غير المناسب في مقاومة « التطبيع ». و ربما كان من الأفضل تعميق النقاش و اللجوء الى خطاب هادئ واثق من قضيته عوض الصراخ. ربما كان كل ذلك صحيحا. لكن تلك ملاحظات خاصة بالأسلوب. القضية تبقى في تقييم هذه المشاركة: هل هي في خدمة القضية الفلسطينية و حل جدي و واقعي للصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام أم لا؟ و مثلما سأحاجج لاحقا، يقف هؤلاء المنددون موقفا تاريخيا صحيحا في حين يقف المدافعون عن « مشاركة الصباح » موقفا معاديا للحقوق الإنسانية الأساسية و للحقوق القومية و الشرعية لشعوبهم و أمتهم و من ثمة موقفا لا يقدم حلا واقعيا و ممكنا للصراع العربي الإسرائيلي. لأجل ذلك يستحق خطاب الأخيرين وقفة تأملية خاصة.

 

سأطرح هنا المسائل التالية:

أولا، كيف يصور المدافعون عن « مشاركة الصباح » الجدال الراهن؟

ثانيا، كيف يقومون بعرض ظروف « مشاركة الصباح » في المسابقة المعنية و ماهي طبيعة هذه المشاركة أصلا؟

ثالثا،  هل يعتبرون « مشاركة الصباح » مبادرة « تطبيعية » و هل هي حقا كذلك؟

رابعا و أخيرا، ماهو الموقف الاسرائيلي في علاقة بموضوع « التطبيع » بشكل عام و « التطبيع الثقافي » بشكل خاص؟

 

رؤيتين متناقضتين: « الماضوية » و « المستقبلية »؟

 

تبرز نرجسية خطاب المدافعين عن « مشاركة الصباح » في تصور طبيعة الصراع الفكري المؤطر للجدال الراهن. و على سبيل المثال كان السيد خميس الخياطي حاسما حيث رأى أن « القضية » لا تكمن في مجرد الموقف من « مشاركة الصباح » بل تتجازوها لتعكس « رؤيتين متناقضتين » تمسحان مختلف المسائل. و في علاقة بالمنددين بـ »مشاركة الصباح »، حسب السيد الخياطي، فنحن بصدد « رؤية ماضوية ديماغوجية » تتميز بتمسكها بنهج يهمش ماهو سياسي لمصلحة ماهو عقائدي و حسي، فهي ضمنيا « لا تضع السياسي نصب عينيها » و لا تفصل « بين العاطفي و العقلاني ». و في مقابل ذلك فإن موقف الدفاع عن « مشاركة الصباح » يعبر في الاساس، حسب الخياطي، عن « رؤية مستقبلية » (عوض المصطلح المهترئ « تقدمية »؟) معزولة، و من ثمة هي على الضد، مما هو سائد في العالم العربي/الاسلامي من « أمية » و « ظلامية و خرافة ».[1] في نفس الاتجاه يقترح السيد حبيب الكزدغلي في دفاعه من « مشاركة الصباح » صراعا بين رؤيتين: الأولى تطالب بكل شيئ أو لاشيئ و من ثمة غير واقعية في حين الرؤية الأخرى تعبر عن موقف أناس »إصلاحيين و عقلانيين ».[2]

 

و الواقع هناك ما يكفي من المعطيات كما سنرى للاعتقاد بأننا بصدد خطاب نرجسي غير مبرر. فحسم مسألة ما إذا كان الدفاع عن « مشاركة الصباح » يعبر عن موقف « مستقبلي » و « غير ماضوي » و « عقلاني » و « غير ديماغوجي » و « يضع السياسي نصب عينيه » و « يفصل بين العاطفي و العقلاني »، فحسم هذه المسألة، إذا، لا يحتاج إطلاق شعارات مماثلة بقدر ما يحتاج تمحيصا هادئا لظروف و أهداف المسابقة المعنية و من ثمة معنى « مشاركة الصباح » فيها. فهل قام المدافعون عن « مشاركة الصباح » بذلك أم انخرطوا في تهويمات و تجريدات لاعقلانية تجتر الماضي في أثواب جديدة و من ثمة فهم ليسوا جادين في إيجاد مخارج نحو مستقبل أفضل؟

 

منظمي « المسابقة »؟

 

بدت أكثر المسائل غموضا و ضبابية في كتابات المدافعين عن « مشاركة الصباح » المسألة التي من المفترض أن تكون الأكثر إهتماما و تمحيصا خاصة عندما يتعلق الأمر بأصحاب « رؤية عقلانية ». حيث تفادى هؤلاء عرض و تقديم بديهيات أساسية في ردودهم تتعلق بمنظم المسابقة و كيفية « مشاركة الصباح » فيها. بل أن عرضهم لمصدر و للإطار التنظيمي للمسابقة غير دقيق و ساذج في أقل التقديرات هذا إذا لم يكن مضللا. فبالنسبة للسيد رضا الكافي يتم التعرض للمنظمين في صيغة المبني للمجهول، مثل وصف ما يجري على أنه مجرد « اشتراك في عملية » من دون توضيح لطبيعة و منظم هذه « العملية »، في حين أنه الشخص الرئيسي المعني بالجانب التنظيمي في « المسابقة » ممثلا لدار الصباح و من ثمة الأعرف بماهية المنظيمين.[3] و حتى عندما يتعرض السيد الكافي للصفة الإسرائيلية للمنظمين يقوم بذلك من خلال الحديث في العام عن « تشارك » مع « مؤسسات إسرائيلية ».[4] في حين يتمادى السيد الكزدغلي، و هو الجامعي الذي من المفترض أن يتحرى من مصادره، إلى حد إما الجهل أو التضليل الفاضح عندما يقبل القول القائل بأن « المسابقة أطلقت من قبل عدد من المؤسسات و صحف ضفاف البحر المتوسط ».[5]

 

يأتي هذا في الوقت الذي يمكن فيه الإطلاع مباشرة على مختلف تفاصيل « المسابقة » و إطارها التنظيمي و الظروف التي حفت بإطلاقها على الموقع الالكتروني لمطلقيها و منظمها الرئيسي أي المؤسسة الإسرائيلية « مركز بيريز للسلام » (Peres Center for Peace).[6] حيث أن الأمر لا يتعلق بـ »عدد من المؤسسات و الصحف » بقدر ما هو أحد الأنشطة و المشاريع التي يقوم « مركز بيريز للسلام » بالإشراف عليها بوصفه مطلق المبادرة و الراعي الفكري و المادي لها. و بالرغم من تعرض عدد من التقارير الصحفية لهذه التفاصيل فإنه لا ضير من إعادة عرض بعض المعطيات هنا خاصة لأهميتها اللاحقة في نقاش مسألة « مشاركة الصباح ».

 

و تأتي « المسابقة » ضمن محور « الثقافة » في أحد مشاريع المركز المسمى « المتوسط 2020 » (Mediterranean 2020) و الذي يحتوي أركان و من ثمة « مسابقات » و « ورشات » أخرى ضمن محاور « الهوية » و « الديبلوماسية » و « البيئة » و « الاقتصاد ».[7] و تم تكليف إدارة خاصة من قبل « مركز بيريز للسلام » للإشراف على المشروع بشكل عام باسم « مؤسسة ليو سافير لرؤية المتوسط 2020 » (Leo Savir Foundation for a Mediterranean Vision 2020) و تكليف المركز للباحثة الاسترالية-الاسرائيلية الشابة رونيت زيمر (Ronit Zimmer) لإدارتها. و مثلما هو واضح من اسم المركز فقد تم تأسيسه من قبل الرئيس الاسرائيلي الحالي شيمون بيريز في حين يقوم برئاسته حاليا أوري سافير (Uri Savir) أكثر المقربين لبيريز الذي سمى المؤسسة التي تدير مشروع « المتوسط 2020 » باسم والده السفير الاسرائيلي الأسبق ليو سافير. و مثلما هو مذكور تحت ركن « مهمة » المشروع[8] يمكن اعتبار أوري سافير المهندس الأساسي للمشروع خاصة من خلال مقال كتبه سنة 2006 بعنوان « السلام المتوسطي » محمل على موقع المركز.[9] و لأن « مركز بيريز للسلام » هو المبادرفي تنظيم « المسابقة » فإن الصحف المشاركة التحقت بدعوة منه. و لهذا تحديدا يبدو أن دار « الصباح » التحقت بشكل متأخر حيث لا يرد اسمها في قائمة الصحف المشاركة على الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني[10] في حين يرد اسمها على الوثيقة الملحقة (المعدلة) الموضوعة على أحد الوصلات.[11] تبقى الإشارة الى أن الرابحين في مسابقة الرسم (التي من المفترض أن يحاكي فيها « أطفال بين سن 15 و 18 عاما » أحد أشهر رسومات بابلو بيكاسو) سيلتقون في مالقة الاسبانية في حين سيتكفل « مركز بيريز للسلام » بتغطية مصاريف اللقاء.

 

و في الواقع يعود تهرب المدافعين عن « مشاركة الصباح » من عرض بسيط لمنظمي « المسابقة » الى أنها نقطة محورية في حسم مسألة أساسية هي :هل نحن بصدد مبادرة « تطبيعية » أم لا؟ إذ لا يرغب هؤلاء الاقرار بأن ما يجري يندرج ضمن مسارات « التطبيع » عموما و « التطبيع الثقافي » خصوصا.

 

هل تهدف « مشاركة الصباح » لنشر « ثقافة السلام » أم هي مبادرة « تطبيعية »؟

 

للمفارقة يحرص المدافعون عن « مشاركة الصباح »، في الوقت الذي يتجاهلون فيه عرضا دقيقا لماهية منظمي « المسابقة »، على التأكيد على أن « الشركاء » الإسرائيليين المعنيين في هذه « المسابقة » يدافعون عن « ثقافة السلام » بل و أيضا « مناضلين من أجل السلام ». يعتبر السيد الكافي، عل سبيل المثال، في إشارة للـ »المسابقة » أن التشارك مع الاسرائيليين « الذين يناضلون من أجل السلام، و هم لحسن الحظ كثيرون، لا يجب أن تعتبر جريمة »، و يضيف الكافي أن هؤلاء « يعملون بنزاهة على وضع حد للانزلاق نحو الكراهية و العنف ».[12] في مقابل ذلك ينخرط الكافي في خطاب شعاراتي مثير للغرابة مثل القول بأن معارضة « المسابقة » لا تعني معارضة « ثقافة السلام » فحسب بل أيضا معارضة « التضامن مع الشعب الفلسطيني ».[13]

 

في نفس الاتجاه يعتبر السيد نزار البهلول بأن المعارضين للـ »المسابقة » لا يهمهم كثيرا أن « المؤسسات » المعنية بهذه المسابقة « معروفة برغبتها في السلام، و ماضيها المسالم النضالي ».[14] و يبدأ السيد « عدنان الحسناوي » في « عريضة » (ليس من الواضح مآلها) لدعم « مشاركة الصباح » بالإقرار المبدئي بأنها مساهمة في « عمل يهدف نشر ثقافة السلام ».[15] السيد زياد الهاني، و الذي كان مصدر أول التصريحات في هذا الشأن، اعتبر أن المشروع « يخدم ثقافة التسامح و السلام و التواصل بين شباب المتوسط » و أن « المؤسسات التي تتبنى مثل هذا المشروع تستحق التهنئة ».[16]

 

و الى جانب العناوين الشعاراتية التجريدية التي تعتبر ضمنيا « مركز بيريز للسلام » و من يقفون وراءه « مناضلين من أجل السلام » يوجد من يواجه المسألة بشكل مباشر لنفي صيغة « التطبيع » عن « المسابقة ». فالسيد الخياطي يطلق ما يشبه المصادرة الشعاراتية الباعثة على الحيرة بأن ما يجري « ليس تطبيعا » بل هو « حوار ». و في الواقع لا يبدو أن السيد الخياطي، الذي يمثل حسب تصوره لذاته « رؤية عقلانية »، يرى أي مبرر لأن يوضح لماذا لا يمكن اعتبار هذا « الحوار » مبادرة « تطبيعية » سوى الاشارة الايتمولوجية المضطربة الى أن ما يجري « ليس تطبيعا كما يدعي القومجية عندنا، لأننا لم نعش يوما حياة جيرة طبيعية مع إسرائيل »، كأن معنى « التطبيع » (normalization) هو ضرورة « العودة الى حياة طبيعية » و ليس « تطبيع » ما لم يكن طبيعيا أو « عاديا » حتى نقترب أكثر من معنى الأصل الاصطلاحي الانجليزي.[17] السيد الكزدغلي يحاول أن يقدم أفكارا أقل سطحية عندما يعتبر أن « تعليم الأطفال للسلام » ليس « تطبيعا مع السياسات العدوانية ». غير أنه، و مثلما تمت الاشارة أعلاه، لا يحاول وضع « المسابقة » ضمن إطارها التنظيمي و بالتالي السياسي الحقيقي حتى يمكن أن نقرر أن ما يجري هو مجرد « تعليم الأطفال للسلام ».[18]

 

و مرة أخرى لا نحتاج للكثير من الوقت حتى نحسم مسألة ما إذا كانت « المسابقة » الاسرائيلية تساهم في نشر « ثقافة السلام » أم مبادرة « تطبيعية » (و من ثمة « مشاركة الصباح » فيها، كذلك، مبادرة « تطبيعية »). يتوقف ذلك على أمرين يستوجب كلاهما حدا أدنى من البحث العقلاني و الهادئ: أولا، الهوية السياسية لمنظمي « المسابقة » و ما إذا كانوا « معروفين بكونهم مناضلين من أجل السلام ». ثانيا، بحث في في وثائق « مركز بيريز للسلام » خاصة تلك المتعلقة بالتأطير الفكري و السياسي للـ »المسابقة ». و في الحالتين لم يبد أي من المدافعين عن « مشاركة الصباح »، الذين من المفترض أنهم يمثلون « رؤية عقلانية » لا تقبل التحاليل الخرافية، أي رغبة في المحاججة و البحث في أي من هذين الاتجاهين، في الوقت الذي يطلقون فيه المصادرات التجريدية في علاقة بالتحديد بهذه المسائل.

 

إذا لننظر أولا في هوية « مركز بيريز للسلام » و الواقفين وراءه. لأبدأ بملاحظة أن المؤسسة المعنية « غير حكومية » إلا أن مؤسسها و رئيسها السابق (شيمون بيريز) و رئيسها الحالي (أوري سافير) من السياسيين الذين عملوا لفترات طويلة في الدولة و في حكومات متعاقبة. من ثمة تقييمها يتوقف على تقييم شيمون بيريز و أوري سافير كممثلين لتيار تواجد بشكل شبه مستمر طيلة العشريات الفارطة في الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة سواء تلك التي سيطر عليها « حزب العمل » أو الائتلافية. و من ثمة فإن المؤسسة المعنية، رغم أنها « غير حكومية »، إلا أنها تعبر عن رؤية « حكومية » فاعلة منذ إعلان دولة إسرائيل، بوصف بيريز من بين آخر « الآباء المؤسسين » الباقين على قيد الحياة.

 

من دون إطالة، يبدو تقييم بيريز، ما إذا كان « مناضلا من أجل السلام »، مسألة غير معقدة. و قد صدرت منذ أشهر قليلة « سيرة ذاتية » (بيوغرافيا) رسمية (أي صادق عليها المعني) لبيريز كتبها مايكل بار زوهار (Michael Bar-Zohar) قدمت الصورة التي يرغب بيريز الظهور بها و هو الأمر الذي يتوافق، حسب العروض النقدية للكتاب، مع الوقائع (و هو الأمر الذي لا يحدث دائما بالنسبة لشخص مثل بيريز). و تزامن صدور النسخة الانجليزية للكتاب (النسخة العبرية صدرت منذ سنة 2006) مع حملة بيريز للحلول محل كاتساف في منصب الرئاسة الإسرائيلية. و بالاعتماد على رزمة من المعطيات ينتهي الكاتب الى أن بيريز »رجل أمن و ليس سلام » (A man of security, not peace) و هي الخلاصة التي يقع تقديمها بشكل مدحي و ليس ذمي. و على سبيل المثال يقدم الكاتب محطات أساسية للتأكيد على ذلك من بينها: بيريز كمهندس أساسي لحرب 1956 من خلال موقعه كأقرب مستشاري بن غوريون، بيريز كمهندس للاتفاق الاسرائيلي الفرنسي للحصول على القنبلة النووية، و بيريز كمهندس للـ »الحائط العنصري » الذي تمت إقامته من قبل حكومة شارون (و التي شغل فيها بيريز منصب نائب رئيس الوزراء).[19] طبعا لا تتعرض هذه السيرة لما يمكن أن يرقى بسهولة الى مرتبة « جرائم الحرب » مثلما هو الحال بالنسبة للمسؤولية المباشرة لبيريز في قصف مقر الأمم المتحدة في « قانا » و عشرات المدنيين الذين قتلوا في الملاجئ و هو ما تم تضمينه في تقارير أممية. و دوره في مباركة القصف العشوائي على المدنين في لبنان، الأمر الذي دعمته تقارير منظمات محايدة بما في ذلك التقرير الأخير لمنظمة « هيومان رايتس واتش »، من خلال دعمه حكومة أولمرت في « حرب تموز » الصائفة الماضية في لبنان. هذا عدى مباركته عمليات الاعدام خارج القانون للقادة السياسيين للمقاومة الفلسطينية و ما يتم من خلالها من قتل للمدنيين. و قد سبق لبعض الكتاب أن أكدوا على « الشراهة الحربية » لبيريز و محاولته إخفاءها تحديدا من خلال خطوات مثل تأسيس « مركز بيريز للسلام » و الذي سبق أن خلفت أنشطته جدالا حادا بين الأوساط الفلسطينية.[20] و سواء تعلق الأمر بما يرغب بيريز في الظهور عليه أو الصورة التي يقدمها منتقدوه فإننا بالتأكيد لسنا بصدد « مناضل معروف من أجل السلام ». طبعا يمكن لبيريز أن يقول أي شيء عندما يتعلق الأمر بـ »صناعة السلام » في هذه المناسبة أو تلك: و لعله من المثير أن نعرف، و هو الأمر الذي يمكن أن يهم تحديدا السيد الخياطي و اختياراته الاصطلاحية حول « الرؤى الماضوية و المستقبلية »، أن أكثر كلمات بيريز ترديدا قوله « لا أنظر البتة الى الوراء. بما أني لا أستطيع تغيير الماضي، لماذا علي التعامل معه؟ يجب عليك التعامل فعلا مع المستقبل ».[21] و يصعب حقا التوصل لنتيجة معاكسة في علاقة بأوري سفير أقرب مقربي بيريز و هو الذي عمل لفترة كمدير عام لوزارة الخارجية الاسرائيلية و أشرف بصفته تلك على التوصل لـ »اتفاقيات أوسلو » (يشغل سافير الآن مقعدا في الكنيست الاسرائيلي). فمع الغبار الشعاراتي الكثيف حول « السلام » الذي يمكن يثيره سافير إلا أنه لا يتورع أن يكتب مثلا، إثر وقف إطلاق النار في « حرب تموز » الأخيرة و ما يفوق الألف قتيل من المدنيين اللبنانيين (و الذين من بينهم مئات الأطفال الذين كان منهم ربما من يرسم « حمامة سلام » عند مقتله)، أن يكتب ما يلي: « بالرغم من أننا لم نكن منتصرين حسب المعايير العسكرية المطلقة، فإن الحملة التي انتهت للتو تم قيادتها بشكل مناسب كما تم تحقيق معظم أهدافها ».[22] طبعا يبقى من الضروري الحديث في هذا الإطار عن « اتفاقيات أوسلو » و التي أشرف عليها كل من بيريز و سافير و مدى تعبيرها عن رغبة جدية في السلام. و هنا ليس من العناء المحاججة أن ياسر عرفات « الاصلاحي المتدرج و العقلاني » (حسب العبارات المحبذة من قبل السيد الكزدغلي مثلا) قد تم قتله في مقره المحاصر في رام الله بعدما رفض تصفية قضية شعبه مقابل العمل كحارس أمن لإسرائيل… و هو الهدف الذي تبين أنه الحد الأقصى إسرائيليا (سواء « العمل » أو « الليكود ») لـ »دولة فلسطين » كما فهم الزعيم الفلسطيني في محادثات كامب ديفيد مع باراك و بقية الفريق البيريزي سنة 2000 (تم عرض « الحد الأقصى » الاسرائيلي خاصة من قبل « حزب العمل » في تلك المحادثات في الرواية الأكثر مصداقية حسب عديد المراقبين و هي لروبرت مالي Robert Malley مستشار الرئيس كلنتون للشرق الأوسط و الذي شارك فيها).[23]

 

أنتقل الآن الى النقطة الثانية و التي على أساسها يمكن حسم ما إذا كانت « المسابقة » مبادرة « تطبيعية » أم مجرد نشر لاسياسوي لـ »ثقافة السلام »؟ سأبقى هنا مع أوري سافير بوصفه منظر مشروع « المتوسط 2020 » (و التي تندرج ضمنها « المسابقة » الثقافية التي تشارك فيها « الصباح ») كما هو مذكور في تقديم المشروع. و في الحقيقة ليس أفضل هنا من عرض أهم الأفكار الواردة في مقال سافير، المذكور أعلاه، و الذي يعتبره هو ذاته الإطار الفكري و السياسي لمشروع « المتوسط 2020 ».  و بالرغم أن أي طرف جاد في السلام يمكن أن يقتطف الاستعداد العربي الرسمي غير المسبوق (« إعلان قمة بيروت ») للـ »تطبيع » مقابل الانسحاب من أراضي سنة 1967 و هو الأمر الذي بدأ يحظى حتى بموافقة ضمنية لأطراف أساسية في الصراع المسلح (مثل حماس) فإن سافير يرى أن الحل لا يكمن في التوصل لاتفاقيات سياسية ضمن ظروف الوضع الراهن و هو الأمر المؤجل حتى في علاقة بإطار »خريطة الطريق ». في المقابل يبدو أن الوقت مناسب، حسب سافير، للقيام بأمر أساسي يسبق أي اتفاقيات سياسية و من ثمة يسمح بنجاحها (حسب مفهوم « النجاح » الاسرائيلي): « حل شامل و أكثر نجاعة يمكن أن يتطلب خلق ثقافة متفهمة للتعايش السلمي عبر التواصل على المستوى الإقليمي—المنطقة المتوسطية ».[24] و بمعنى آخر لا يرى سافير أن « السلام » ممكن عبر اتفاقيات سياسية ضمن الإطار البديهي القائل بـ »تبادل الأرض مقابل السلام » بل يراه، قبل كل شيء في خلق « تواصل إقليمي »: أي « تطبيع » من دون إنسحابات. طبعا فإن سافير « المناضل المعروف من أجل السلام » لا يشذ عن موقف الطبقة الإسرائيلية السياسية الرسمية من حيث أنه يعتبر أن العنف الفلسطيني بإجماله « رعبا » (terror) و ليس مجرد « إرهاب » (terrorism) و أنه المصدر المستفز للعنف الإسرائيلي. فهل يمكن أن يكون هذا الإطار المفهومي للـ »المسابقة » الذي يندرج ضمن مشروع « التطبيع » قبل قيام إسرائيل بأي إلتزام سياسي للانسحاب من أراضي محتلة سنة 1967 (و هو ما يعني آليا الاعتراف بـ »حقها في الوجود »)، هل يمكن أن يكون ذلك مجرد توجه لاسياسوي « لنشر ثقافة السلام » و ليس مبادرة « تطبيعية » ضمن خطة سياسية إسرائيلية للتملص من الاستحقاقات؟

 

مغزى « التطبيع » في الاستراتيجيا الاسرائيلية

 

السؤال الأخير الماثل أمامنا يكمن تحديدا في موقع رؤى بيريز و سافير في علاقة بموضوع « التطبيع » ضمن تقاليد الرؤية الاسرائيلية لهذا الموضوع: فهل نحن بصدد خطاب « سلام » استثنائي  و « حالم » يدعو للتفاهم بمعزل عن أي رؤى سياسوية أم أننا بصدد رؤية ثابتة تعتبر مطلبية « التطبيع » خطة سياسية و صيغة أساسية للتملص تحديدا من أي إمكانية لإقامة « سلام عادل و شامل » في المنطقة؟

 

كان مطلب « التطبيع » قبل عقد اتفاقية « الحل النهائي » (أي حل القضية الفلسطينية) بشكل دائم في صدارة المطالب الاسرائيلية في أي مفاوضات مع الجانب العربي. سأكتفي هنا بعرض محطات محددة للتدليل على ذلك.

 

أولا، مثلما توضح أحد وثائق الأرشيف السري الأمريكي و خلال مفاوضات « كامب ديفيد » سنة 1978 بين الجانبين الاسرائيلي و المصري كان من بين أهم هواجس الجنرال دايان و التي حرص على تكرارها أمام الرئيس كارتر ما اعتبره نوايا مصرية « لإبطاء التطبيع في العلاقات ». حيث من الواضح أن مطلب « التطبيع » مع الطرف المصري كان على رأس أولويات الجانب الاسرائيلي و واحدا من بين الأسباب الأساسية لعقد « اتفاقية سلام ». لكن ما يلفت الانتباه أن ذلك المطلب كان مرتبطا بفصل المفاوضات حول سيناء عن أي مطالب أخرى في علاقة بالقضية الفلسطينية. و بمعنى آخر كان الإسرائيليون يرغبون في تطبيع العلاقات مع مصر من دون الالتزام بأي حل في علاقة بالصراع الأساسي في المنطقة و هو احتلال الأراضي الفلسطينية. و هو الأمر الذي قبله في نهاية الأمر الرئيس السادات و أدى إلى عزلة مصر عن محيطها العربي و هو الأمر الذي أدى لسياسة « التطبيع الباردة » التي بدأها الرئيس مبارك بعد مقتل السادات.[25]

 

ثانيا، سبق التحضير لـ »مؤتمر مدريد » بداية التسعينات ورقة لإسحاق شامير عرفت باسم « خطة الأربع نقاط » (Shamir’s four-point plan). و كانت تلك الورقة المرجعية الرئيسية بالنسبة للإدارة الأمريكية أثناء التحضير للمؤتمر. و من بين الأربع نقاط تبين أن النقطة الثانية كانت على رأس أولويات الجانب الإسرائيلي. و تتعلق هذه النقطة بمطلب إسرائيلي يتمثل بتطبيع العلاقات مع مجمل الأطراف العربية، من خلال مفاوضات ثنائية مباشرة، قبل التوصل لأي حل سياسي نهائي في القضية الفلسطينية و ذلك « لبناء جو من الثقة ».و يتم تقديم هذه الرؤية بطريقة مشابهة للغاية مع أفكار سافير المذكورة أعلاه. [26]

 

ثالثا، في وثيقة اتفاقية « معادة السلام الأردنية الأسرائيلية » (المعروفة باتفاقية « وادي عربة ») الموقعة سنة 1994 كان من بين البنود الأولى القسم المتعلق بشكل واضح بـ »التطبيع الثقافي » بما في ذلك تغيير المناهج الدراسية الحكومية. و هو ما اشتمل على « الامتناع عن بث الدعايات المعادية » (في أردن غالبية سكانه من الفلسطينيين) في وقت يستمر فيه احتلال الاراضي الفلسطينية و السياسات العدوانية و الاستيطانية هناك.[27]

 

رابعا، في تصريحات أخيرة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية في حكومة أولمرت (التي يشارك فيها بيريز و مجموعته) تزيبي ليفني أشارت فيه الى أن « تطبيع العلاقات مع الدول العربية سيساهم في تسريع إنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ». و هذا يعني، مرة أخرى، التأكيد على الرؤية الاسرائيلية الثابتة القاضية بأسبقية « التطبيع » عربيا على أي التزام إسرائيلي بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية.[28]

 

أمام هذا الثابت الإسرائيلي في علاقة بمحورية « التطبيع » يبدو موقف بيريز و سافير ضمن إجماع إسرائيلي مستمر يقضي بمطلبية « التطبيع » قبل أي إلتزامات بالانسحاب. و هو ما يعني إفشالا لأي فرص جدية لـ »سلام عادل و شامل » في المنطقة.

 

هل يمكن بعد ذلك لأي رؤية « عقلانية » و « مستقبلية » النظر لـ »مسابقة » مشروع « المتوسط 2020 » أنها مجرد مبادرة غير سياسوية « لنشر ثقافة السلام » عبر توفير الفرصة للأطفال كي يرسموا الحمائم؟  

 

أعتقد أن هناك فعلا « رؤيتين متناقضتين »: رؤية عقلانية تقدر أن « التطبيع » السابق لأي إلتزامات اسرائيلية للانسحاب هو ثمن مجاني و ساذج يخدم مصلحة إدامة الصراع الراهن و بالتأكيد لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني (الذي بالمناسبة لم يحسم أمره في اتجاه « الحوار الأزلي » بما في ذلك فريق الرئيس عباس). في مقابل ذلك توجد رؤية ساذجة تهيم في خطاب ديماغوجي للـ »السلام » تعتقد أن تصور العدوانيين كـ »رجال سلام » و الغوص في عالم طوباوي من « النوايا الحسنة » المعزول عن الأطر السياسية الواقعية بالاضافة لتصوير بعض الحمائم على طراز حمامة بيكاسو خطوات كافية لتغيير وجه المنطقة.

 

إن المقولة التي رددها بشكل متكرر المدافعون عن « مشاركة الصباح » و التي مفادها « أننا نصنع السلام مع أعدائنا و ليس مع أصدقائنا » ليست غير مسبوقة و هي أيضا صائبة بشكل عام. و لكن ترداد شعار مماثل غير كافي إذا أردنا التحلي بالعقلانية. فالمسألة التي تحتاج التمحيص في تلك الحالة هي « ما إذا كان الحوار مع أعدائنا يخدم قضية السلام أم يعرقلها؟ » و هو ما ينطوي على عدد من الأسئلة الجوهرية التي من بينها « هل أن أعداءنا على استعداد بناءا على ممارساتهم لعقد سلام عادل و شامل؟ » لكن في الحالة التي بين أيدينا رأينا كيف أن « الحوار » (بما ذلك عبر الرسم للأسف) يعني بالنسبة لأعدائنا أمرا آخرا تماما من الناحية السياسية. فهو جزء من خطة سياسية عامة (ليست جديدة) تحت عنوان « التطبيع » تستهدف التحصل على « الاعتراف و القبول و من ثمة الأمن » من دون تقديم أي إلتزامات جدية على صعيد « حل نهائي عادل » للقضية الفلسطينية. و إلى أن يعبر الإسرائيليون (و أعني هنا تحديدا القادرين على التأثير على الموقف العام) عن نوايا جدية في ذلك الاتجاه فإن موقف مقاومي « التطبيع » هو الموقف الصائب تاريخيا و براغماتيا على السواء. و بذلك المعنى هو الموقف العقلاني الوحيد الممكن بعكس الموقف الآخر المدافع عن « السلام » (في صيغته « التطبيعية ») حتى لو حمل بكثافة شعار « العقلانية ».

 

ملاحظة أخيرة

Post-scriptum

 

علي أن أختم بملاحظة موجهة تحديدا للسيد رضا الكافي. حيث أني لم أنس بعد أن الأخير سرق منذ سنتين (في صيغة مقال مترجم الى الفرنسية لمصلحة « جون أفريك ») عرضا نقديا كتبته عن كتاب مايكل لاسكييرحول موضوع « التطبيع » في المغرب العربي. و هو الأمر الذي قدمت حوله ما يكفي من الأدلة في وقت سابق (أنظر تونسنيوز عدد 22 سبتمبر 2005 و لكن خاصة عدد 25 سبتمبر 2005 حيث قدمت عرضا تفصيليا و مطولا عن هذه السرقة) و لم يبلغ الى علمي أنه رد بشكل مفصل على ذلك أو قدم اعتذارا (باستثناء « رد » يشبه بعض البيانات الرسمية الخشبية المختصرة نفى فيه الأمر جملة و تفصيلا نشره في عدد تونسنيوز 23 سبتمبر 2005). و يبدو على كل حال، حسب بعض مصادري، أن انكشاف الأمر كان من بين أسباب إبعاده عن فريق تحرير « جون أفريك ». لكن ما دفعني لتذكر هذه الحادثة أن السيد الكافي لم يتعلم أي شيئ من المؤلف المذكور (الذي من المفترض أنه « قرأه ») مثلما يشير الى ذلك الدور الطليعي الذي بصدد لعبه في مسألة « مشاركة الصباح ». حيث بين لاسكيير بالاعتماد على رزمة هائلة من الوثائق الأرشيفية أن السياسة الاسرائيلية كانت تدفع دائما باتجاه « التطبيع » المجاني مع الأقطار المغاربية. في المقابل لم يقبل أي من القادة المغاربيين بما في ذلك أولائك الذين كانوا يحرصون على إقامة اتصالات سرية مع الدولة العبرية (و هذا يشمل الرئيس الراحل بورقيبة) بأي مبادرة تمنح بشكل فعلي إسرائيل مطلبها « التطبيعي » بمعزل عن « الاجماع العربي » و عن إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية. و هو الأمر الذي يعمق من الأسى الذي شعرت به منذ سنتين عندما قرأت مقال السيد الكافي الذي « ترجم » مقالي للفرنسية.


 


[1]  خميس الخياطي « لا للمقاومة الافتراضية و نعم للحوار العربي/الاسرائيلي » (تونسنيوز 28 أوت 2007). يقول الخياطي: «  أين القضية إذا؟ إنها في رؤيتين متناقضتين لتعثر المسار(…) القضية هي بين رؤية ماضوية ديماغوجية « لا تأكل مما تخبزه »، فشلت وستفشل في تأثيرها على للعالم إن لم تضع السياسي نصب عينيها وتعمل على طول المدى بروية وتماسك وفصل بين العاطفي والعقلاني… ثم رؤية مستقبلية ما زالت بذرة في عالم عربي/إسلامي يشكو الفقر والفاقة، الظلم والأمية، الظلامية والخرافة، ضيق القانون وفسحة الفتاوى وما إلى ذلك من نتائج الإستقلالات… « 

[2]  حبيب الكزدغلي في مقال بالفرنسية في صحيفة « لوطون » (24 أوت 2007).

Habib Kazdaghli “Colombe de la paix de Picasso, rameau d’olivier d’Arafat,

 œillets de Lisbonne et jasmin d’Hammamet” (Le Temps 24 Aout 2007).

«  Le problème se situe à ce niveau, les esprits chagrins d’ici et d’ailleurs veulent le tout ou rien, une politique qui n’a rien donné, nous avons la chance de faire partie d’une élite continuatrice des démarches réformistes et rationalistes et des avancées de Bourguiba à Jéricho depuis 1965« 

[3]  رضا الكافي في مقال بالفرنسية في صحيفة « لوطون » (16 أوت 2007).

Ridha Kefi “Y a-t-il parmi nous des ennemis de la paix ? » (Le Temps 16 Aout 2007)

مثلا يعرض السيد الكافي سلسلة من الأسئلة الاستنكارية في صيغة مماثلة للصيغة التالية: «  Quel mal y a-t-il alors à ce que la Tunisie, à travers le quotidien ‘‘Assabah’’, soit associée à une opération qui essaie de promouvoir l’idée de paix ?  »

لاحظ هنا أن مشاركة دار الصباح تصبح تمثيلا لتونس بأسرها. في حين يقع وصف ما يجري على أنه « تشارك في عملية ».

[4]  مرة أخرى في صيغة سؤال استنكاري يقوا السيد الكافي: «  Pourquoi, au prétexte de ne pas s’associer à des institutions israéliennes, refuser à nos enfants la possibilité d’exprimer leur solidarité avec le peuple palestinien, ainsi que leur espoir de le voir un jour vivre en paix dans le cadre d’un Etat indépendant aux côtés d’Israël ? « 

[5]  الكزدغلي في المقال المذكور أعلاه. «  En effet, je venais d’apprendre et d’apprécier un jour auparavant en lisant dans Le Temps du mercredi 15 août que nos deux quotidiens édités par la Maison Assabah  ainsi que plusieurs journalistes tunisiens ont adhéré à un concours lancé par plusieurs fondations et journaux des pays du pourtour méditerranéen. « 

[7]  ركن مشروع « المتوسط 2020 » على الرابط التالي:

http://www.peres-center.org/Med2020.html

ركن « الثقافة » في مشروع « المتوسط 2020 » على الرابط التالي:

http://www.peres-center.org/SectionProject.asp?cc=01130203

[8]  ركن « مهمة » المشروع على الرابط التالي:

http://www.peres-center.org/SectionPage.asp?cc=011301

[9]  Uri Saphir, “Pax Mediterraneo” Mediterranean Quarterly, Winter 2006, pp. 16-22.

http://www.peres-center.org/Media/paxmediterraneo.pdf

[10]  لا يرد ذكر صحيفة الصباح في النص الموجود على هذا الرابط من بين قائمة الصحف المشاركة:

http://www.peres-center.org/SectionProject.asp?cc=01130203

[11]  في حين دار الصباح مذكورة من خلال ممثلها السيد رضا الكافي في الوثيقة المحملة على هذا الرابط:

http://www.peres-center.org/Media/med2020%20contest%20details.pdf

[12]  الكافي في مقال مذكور أعلاه.

«  Parler aux Israéliens ne doit donc plus constituer un tabou. S’associer à ceux d’entre eux qui militent pour la paix, heureusement nombreux, ne saurait, non plus, constituer un crime. Tant il est vrai qu’on ne fait pas la paix avec ses amis, mais avec ses ennemis, lorsque ces derniers cherchent sincèrement à mettre fin à l’escalade de la haine et de la violence. « 

[13]  الكافي في مقال مذكور أعلاه.

«  Pourquoi, au prétexte de ne pas s’associer à des institutions israéliennes, refuser à nos enfants la possibilité d’exprimer leur solidarité avec le peuple palestinien, ainsi que leur espoir de le voir un jour vivre en paix dans le cadre d’un Etat indépendant aux côtés d’Israël ?« 

[14]  نزار البهلول في تقرير صادر في مجلة « حقائق » (23 أوت 2007).

Nizar Bahloul “Grande polémique autour d’un concours : La paix pourra attendre » (Réalités, 23 Aout 2007)

« C’est par là que le scandale est arrivé vu que certains considèrent qu’avec la participation de ces organismes-là, il y a une volonté manifeste de normalisation avec Israël. Peu importe que ces organismes soient reconnus pour leur volonté de paix, connus par leur passé pacifique militant, que Rabin ait décroché un Nobel de la Paix »

[15]  « عريضة » بإمضاء و حيد لـ »عدنان الحسناوي » تحت عنوان « دفاعا عن نشر ثقافة السلام و حرية التعبير » (تونسنيوز 29 أوت 2007). يبدأ نص « العريضة » كالتالي:  » من حيث المبدأ نعبر عن دعمنا لأي عمل من أي كان يهدف نشر ثقافة السلام ومكافحة أيديولوجية الكراهية والدعاية للحرب والتمييز على أساس الدين أو العرق أو أي شكل آخر للتمييز  » و تنتهي بـ »وعليه نساند ما قامت به « الصباح » من المشاركة في النشاط الذي نظمه مركز بيريز للسلام. »

[16]  زياد الهاني في تصريح لموقع « المغاربية » (تقرير لجمال العرفاوي بتاريخ 9 أوت 2007).

«  Ce concours Faire Rayonner [la Colombe de la Paix de Picasso] qui vise les jeunes des pays méditerranéens est un projet remarquable, qui sert la culture de la tolérance, de la paix et de la communication entre les jeunes de la Méditerranée… Les organismes qui adoptent ce projet méritent d’être félicités, tout comme les journaux qui y participent.« 

[17]  الخياطي في مقال مذكور أعلاه. تجب الإشارة الى أن السيد الخياطي يكتب عمودا في أكثر الصحف العربية « القومجية » انتشارا (« القدس العربي ») و أيضا التي يعارض خط تحريرها بشكل مستمر أي مبادرات « تطبيعية » بما في ذلك التي يقع تسميتها « حوارا ».

« هذا ليس « تطبيعا » كما يدعي القومجية عندنا، لأننا لم نعش يوما حياة جيرة طبيعية مع إسرائيل (…) هذا ليس »تطبيعا » كما يدعي القومجية عندنا لأن الحوار مفتاح المستقبل ولا خوف على المستقبل إن آمنت بحق كل الشعوب والأجناس والأديان في العيش الكريم« 

[18]  الكزدغلي في مقال مذكور أعلاه.

«  Initier nos jeunes à la paix, les encourager  à s’inspirer d’un tableau de peinture qui avait servi depuis presque 60 ans comme hymne à la paix et à la liberté entre les peuples, à la tolérance et au rejet de tout fanatisme, au respect de l’autre dans sa différence, n’est point à mon avis synonyme d’une quelconque «normalisation» avec les politiques agressives de quiconque ou d’une acceptation de la colonisation israélienne des territoires palestiniens occupés.  « 

[19]  يمكن الاطلاع على أحد العروض النقدية للكتاب على الرابط التالي:

http://www.slate.com/id/2161376

[21]  « I never think back. Since I cannot change the past, why should I deal with it? You have to really deal with the future« 

http://dir.salon.com/story/news/feature/2005/04/22/peres/index.html

[22]  عرض سافير موقفه مما جرى في « حرب تموز » في مقال بصحيفة « الهارتز » (19 أوت 2006).

Uri Savir “Sorry, we reached our goal” Haaretz (19-08-2006)

although we were not victorious in absolute military terms, the campaign just ended was properly conducted and most of the goals were achieved

[23]   أنظر عرضا نقديا لكتاب مالي « كامب دايفيد: تراجيديا الأخطاء » على الرابط التالي:

http://www.nybooks.com/articles/14380

[24]  سافير مقال مذكور أعلاه

«  the Road Map lacks the appropriate foundations and environment to cultivate the seeds of peace so that they actually grow. A broader, more effective solution might entail creating a comprehensive culture of peaceful coexistence through communication on a regional basis — the Mediterranean region.« 

[25]  ضمن وثيقة أرشيف سرية في شكل مذكرة من البيت الأبيض بتاريخ 17 أكتوبر 1978 (رفعت عنها السرية في 8 جويلية سنة 1998) نقرأ ما يلي:

«  Dayan’s third concern was the speed of normalization. He fears that the Egyptians are weakening their commitment to the establishment of diplomatic relations at the end of the interim withdrawal. They are speaking of gradual normalization. In the economic and cultural areas, Israel can accept this, but

not in the diplomatic area« 

[26]  تم نشر هذه الوثيقة في « مجلة دراسات فلسطين » (Journal of Palestine Studies) عدد صيف 1991 (صص. 149-150).  يأتي في النقطة الثانية ما يلي:

« The prime minister urged the U.S. and Egypt to call on the other Arab countries to desist from hostility towards lsrael and to re-place belligerency and boycott with negotia-tion and cooperation. Of all the Arab countries, only Egypt has recognized lsrael and its right to exist. Many of these states actively participated in wars against Israel by direct involvement or indirect assistance. To this day, the Arab countries are partners in an economic boycott against Israel, refuse to recognize it and refuse to establish diplomatic relations with it.The solution to the Arab-Israeli conflict and the building of confidence leading to a permanent settlement require a change in the attitude of the Arab countries towards Israel. Israel, therefore, calls on these states to put an end to this historic anomaly and to join direct bilateral negotiations aimed at normalization and peace.« 

[27]  جاء في نص معاهدة « وادي عربة » ما يلي:

« انطلاقاً من رغبة الطرفين في إزالة كافة حالات التمييز التي تراكمت عبر فترات الصراع، فإنهما يعترفان بضرورة التبادل الثقافي والعلمي في كافة الحقول، ويتفقان على إقامة علاقات ثقافية طبيعية بينهما، وعليه فإنهما يقومان -بأسرع وقت ممكن على أن لا يتجاوز ذلك فترة تسعة شهور من تاريخ تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة- باختتام المفاوضات حول الاتفاقات الثقافية والعلمية. المادة الحادية عشرة – التفاهم المتبادل وعلاقات حسن الجوار: 1- يسعى الطرفان إلى تعزيز التفاهم المتبادل في ما بينهما، والتسامح القائم على ما لديهما من القيم التاريخية المشتركة. وبموجب ذلك فإنهما يتعهدان بما يلي: أ – الامتناع عن القيام ببث الدعايات المعادية القائمة على التعصب والتمييز، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية الممكنة التي من شأنها منع انتشار مثل هذه الدعايات، وذلك من قبل أي تنظيم أو فرد موجود في المناطق التابعة لأي منهما. ب – القيام بأسرع وقت ممكن وبفترة لا تتجاوز ثلاثة شهور من تاريخ تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة، بإلغاء كافة ما من شأنه الإشارة إلى الجوانب المعادية وتلك التي تعكس التعصب والتمييز، والعبارات العدائية في نصوص التشريعات الخاصة بكل منهما. ج – أن يمتنعا عن مثل هذه الإشارات أو التعبيرات في كافة المطبوعات الحكومية« 

[28]  تصريحات ليفني بتاريخ 13 مارس 2007.

«  Israel urged Arab states on Monday to normalize ties now, saying this could hasten the end of the Israeli-Palestinian conflict, and cautiously welcomed a comprehensive Arab-Israeli peace proposal. The comments by Israeli Foreign Minister Tzipi came amid reports of « secret talks » between Israel and the Palestinians on reviving the peace process.« 

 

 

 

رسالة إلى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

 

الأستاذ الفاضل محمد النوري

القاضي الفاضل مختار اليحياوي

الأستاذة الفاضلة سعيدة العكرمي

 

أعضاء الهيئة المديرة للجمعية وكل أعضاء الجمعية وأصدقائها.

 

 

لقد تألمت كثيرا وأنا أقرأ الخلاف المستجد أخيرا والذي يكاد يشق جمعية حقوقية عزيزة على قلوبنا حققت الكثير من النتائج الباهرة في فترة وجيزة بفضل نضال أعضائها. ففي فترة وجيزة حققت هذه الجمعية المحاصرة والمطاردة مصداقية وطنية ودولية، ودافعت بإستماتة عن قضية قطاع كبير من الشعب التونسي وقدم اعضاؤها ورئيسها الكثير من التضحيات المادية والمعنوية من أجل هذا الهدف النبيل فلماذا يأتي هذا اليوم الأسود الذي نرى فيه الأبطال يتخصامون لأتفه الأسباب.. وتحقيقا لأمنية الاعداء والشامتين.. الذين يضحكون اليوم ملئ شدقهم. لأنه تحقق لهم ما يصبون إليه بأيدي أهل الدار. فقد عجزت السلطة وأنصارها عن إصابة الجمعية في مقتل ولكن أبناءها اليوم يخربون البيت بأيديهم.. ويدقون كل ما حققته الجمعية في سنوات في يوم واحد..

مهما كانت الأسباب التي تسوقونها لا يمكن لكم تبرير ما ينشر من غسيل وتبادل للسباب على وسائل الإعلام. ألم يكن الأجدر بكم حل أي خلاف بالأسلوب الديمقراطي أو الوفاقي ككل الجمعيات التي يقع بها خلاف ؟ ..أليست مصلحة البلاد والجمعية والمساجين السياسيين والشعب التونسي والقضية أرفع وأسمى من كل خلاف في الرأي أو في التسيير ؟  ألم تكونوا مناضلين طوال السنوات الماضية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ فماذا يقول الرأي العام اليوم وأنتم تفشلون في حل الخلافات فيما بينكم؟ وكيف ستنظر لكم السلطة وجميع الفرقاء في الساحة وأنتم تتصارعون كالديكة من اجل لا شيء..وذهب منكم الوقار والعقل.

ليس أمرا جديدا أن يدب الخلاف بين أعضاء الأسرة الواحدة وكل الجمعيات والاحزاب تشهد مثل هذه الخلافات، وهذه سنة الحياة.  ولكن المحزن والمحبط هو الفشل في حل الخلاف وتواصل التراشق بالكلمات ( الجارحة) وما يمكن أن ترسمه من جروح وآلام في المستقبل.

أين أصحاب العقل الراجح ؟ وأين نيتكم الصادقة ؟ وأين مسيرتكم الحافلة بالمبادئ ؟ واين طموحكم إلى تونس الغد الحرية والديمقراطية؟

لا يمكن أن أضيف جديدا إذا قلت أن الأستاذ محمد النوري رجل مناضل وطيب وقدم الكثير لتونس ولشعبها وهو يستحق كل التقدير. ولكن ربما يكون أيضا ميال للتصرف بفردية وإنفرادية وحب سيطرة..وربما ظن أن الجمعية ملك خاص له.  ربما يكون قد تجاوز أعضاء الهيئة المديرة ولم يستشرهم أو استخف بآرائهم.. أقول ربما وهذا أمر يمكن أن يحصل مع أي شخص ونحن لم نتربى على العمل الجماعي.

لن أضيف جديدا إذا قلت أن القاضي مختار اليحياوي رجل مناضل شهم وقام بخطوات كبيرة من أجل تصحيح القضاء في تونس..كما قدم تضحيات كبيرة خلال عمله في الجمعية وضرب في الشارع حتى سالت دماؤه على ما أذكر أمام مكتب سعيدة العكرمي. ولكنه ربما يكون متنطعا غير صبور وميال للعزلة وللإنفراد بالرأي.. وربما يقول البعض أنه عزل نفسه عن المجتمع المدني وخاصم الكثيرين يسارا ويمينا وساهم في إفشال هيئة 18 أكتوبر. ولكن لا يمكن الشك لحظة واحدة في حسن نيته وصبره على أذى السلطة من أجل الحرية ودفاعه المستميت عن حق السجناء في الحرية وحق تونس في ديمقراطية يعيش كل الناس في ظلها.

ولن أضيف شيئا إذا قلت أن الأستاذة سعيدة العكرمي عضو الهيئة الوطنية للمحامين مناضلة صبورة وخلوقة وقدمت ولازالت تقدم لتونس ولشعبها ولمساجينها ولعائلاتهم جازاها الله كل خير. ولكن ربما يقول البعض أنها منقادة لفلان أو علان أو أنها تتأثر برأي فلان أو أن لها طموحات معينة. ولكن لن يضرب ذلك كله من مصداقيتها ونضاليتها.

ويمكن بالمثل أن نتحدث عن كل المناضلين الآخرين في الجمعية الذين لهم ايجابياتهم وسلبياتهم الكثيرة ولكنهم أناس وليسوا بانصاف آلهة.. فكلهم خطوا بأجسادهم ووقتهم واموالهم طرقا في النضال لا تخلوا من الاخطاء ( لسعد الجوهري سمير بن عمر رشيد النجار سمير ديلو محمد عبو  لطفي العمدوني وغيرهم …)

فكيف يمكن لهذه الكوكبة من المناضلين الذين نكن لهم كل احترام ان يهدموا بيتا في لحظة غضب أو خلاف بعد بناء طويل وشاق؟

هل أنتم واعون بأنكم تقدمون هدية على طبق من ذهب لكل من يتبرص بكم الدوائر ؟

هل ستحققون شيئا كبيرا إذا تمسك كل واحد منكم برأيه ؟

هل تصلحون خطأ بعضكم بعضا إذا تراشقتم بالتهم والألفاظ الهابطة؟

هل أنتم واعون بأنكم تقدمون النموذج السيء لأبنائكم وبناتكم ؟

سيقول كل واحد أن الطرف الآخر مخطئ ؟ ولكم الحق في ذلك.. ولكنكم كلكم مخطئون؟ مخطئون لان طريقة التسيير لم تكن جماعية من الاول ؟ ومخطئون لأن هم الدنيا غلب على بعضكم ؟ ومخطئون لأن بعضكم ربما يناور لهدف أو لآخر ؟  ولأن الإحترام المتبادل غاب في لحظة بينكم فحضر الوسواس الخناس ؟

كيف يمكن أن تظن يا أستاذ محمد النوري أن الجمعية ستتواصل أو تكون بدون فرسانها الذي قدموا الكثير خلال السنوات الماضية؟ وكيف يظن القاضي اليحياوي والآخرون ان الجمعية يمكن أن تتواصل بعد التخلي عن رئيسها المناضل وتشويههه ؟

لقد شككت في لحظات وأنا اقرأ النصوص المختلفة أن هناك دسيسة ما، أو أن المخابرات نجحت في إختراقكم عبر هذا أو ذاك.. وهذا ليس ببعيد وليس بغريب ؟ ولكن الأغلب أن الحكمة غابت عنكم وعن بعض الناصحين من هنا وهناك. وزاد آخرون صب الزيد على النار لغاية في نفس يعقوب.  وكنت امني نفسي بين لحظة واخرى أن الحل قادم وان هذا خلاف عابر. ولكن يبدوا أن الخلاف استحكم وتطور مما يجعلنا نذكركم بأنكم تحملون امانة فلا تضيعوها.

أساتذتي الاعزاء

ليس الخلاف في الرأي عيبا.. وليس الخطأ جريمة أيضا..ويمكن لكم أن تغفروا زلات بعضكم بعضا حفاظا على المصلحة العامة وحفاظا على هذه الجمعية التي بنيت بدمائكم وقبلها بدماء أبنائنا وصحة سجنائنا.

إن الحلول كثيرة لرأب الصدع وللتوافق على حل يرضي الجميع إذا حضر العقل وصفت النية.

فبإسم كل نبض حرية وكرامة في دمائكم.. بإسم البراءة في بيت كل واحد منكم.. بإسم دماء شهداء تونس.. وبإسم الحب الذي نكنه لكم. بإسم من بقى من السجناء وبإسم أبناء من قضى في سجون الظلم..ننادي الشرف والحكمة فيكم أن غلبوا منطق التوافق ولا تضيعوا أملا  .. كنا نراه كبيرا فحولتموه سرابا.

أجتمعوا كلكم تحت سقف واحد دون إقصاء وطبقوا الديمقراطية بشكل من الأشكال وليتنازل بعضكم لبعض..فليتخلى محمد النوري عن الرئاسة ولتتخلوا عن مواقفكم للحظة ولتجعلوا الحوار منهجا لحل هذه الخلافات. لا تشمتوا فينا أعداء تونس وشعبها.. ويكفي ما لحق بأبنائها من ضيم وحرمان وعذاب.    

 

إبنتكم أسماء القرقني    

 

 
بسم الله الرحمان الرحيم عليه توكلي و به أستعين

رد على بيان  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين « 

 
زهير مخلوف تعقيبا على ما ورد في بيان » الجمعية الصادر  » في 30 أوت بتونس نيوز، رأيت من الأفضل صياغة هذا الرد توضيحا لحقيقة ما يدور للرأي العام الداخلي و الخارجي . الإشكال الأول: في بيانها الأخير أوردت الجمعية أن الأستاذ محمد النوري وقعت إزاحته من رئاسة الجمعية كما وقع الإعلان عنه في إبانه أي في بيان 31 / 05 / 2007 ونصه  » .. تعلن الهيئة المديرة بإجماع كل أعضائها :1) قبول تخلي رئيسها محمد النوري .. » . و قد جاء في بيان الأستاذ محمد النوري بتاريخ 28 / 05 / 2005 ما مفاده  » ووفاء مني لتعهدي فإنني لن أترشح من جديد .. » فأين بربكم الاستقالة ؟؟.. و هل التخلي كما قالوا في بيانهم الأول يعني الاستقالة !!! أم هل يعني كما قالوا في بيانهم الثاني الإزاحة !!! .. الإشكال الثاني: و الله أريد أن أفهم .. هل جمعيتنا تشرف عليها هيئة إدارية أم مكتب تنفيذي ؟ فقد ورد في بيان أوت في السطر الرابع  » و قد تمت هذه الإزاحة بإجماع أعضاء المكتب التنفيذي و دون اعتراض أي عضو من أعضائها .. » ، لا يوجد بالجمعية ما يمكن تسميته بالمكتب التنفيذي فبالتالي تكون الإزاحة باطلة أساسا ، و ما يؤكده بطلانها قولهم  » دون اعتراض أي عضو من أعضائها .. » أي من أعضاء الجمعية . و إني أؤكد للرأي العام الداخلي و الخارجي و أقسم على ذلك أن جل أعضاء الجمعية يرفضون هذا القرار الأخرق وارجعوا بالنظر إن شئتم لبعضهم من مثل أحمد السميعي ، فوزي الصدقاوي ، خالد بوجمعة ، عثمان الجميلي… كلهم يؤكدون عدم شرعية هذا القرار ويستنكرونه.. إن ما بني على باطل فهو باطل .. الإشكال الثالث: الفصل السادس عشر من القانون الداخلي للجمعية يقول : يمكن للهيئة المديرة تفويض جانب من سلطتها لأحد أعضائها ، إن القرار المتعلق بالتفويض ينبغي أن يصدر على أغلبية الثلثين على الأقل من أعضاء الهيئة المديرة ، و يجب أن يوقع من طرف عضوين على الأقل من بينها الرئيس و يسجل ذلك على دفتر المداولات ، هذا الفصل هو الذي اعتمد للتفويض  » للمنسق  » و إزاحة الرئيس الشرعي ، واعتمادا على ما جاء في هذا الفصل نرى أن التفويض القائم لمختار اليحياوي باطل لأنه لم يوقع من طرف عضوين من بينهما الرئيس الشرعي كما تم تبيينه ،و تظل الجلسة العامة الإطار الوحيد للفصل في إقالة الرئيس .. مرة أخرى ما بني على باطل فهو باطال .. الإشكال الرابع: جاء في بيان « الجمعية » بتاريخ 3 / 9 / 2007  » بما أن آخر جلسة عامة انتخابية انعقدت يوم 2 أكتوبر 2005 يكون موعد الجلسة العامة لهذه السنة 2007 خلال شهر أكتوبر  » .. حتى لانراوغ أنفسنا و لا الرأي العام أؤكد أن محضر الجلسة العامة كان بتاريخ 29 جويلية 2005 أقر فيه الانتخاب و لكن منع البوليس لهذه الجلسة الانتخابية حال دون ذلك و تقرر أن يكون الانتخاب عبر البريد و كان ذلك في آخر شهر أوت و بداية شهر سبتمبر و لم تتمكن الهيئة من تقبل و فرز كل الرسائل إلا بتاريخ 2 أكتوبر 2005 حيث صدر الإعلان عن الهيئة المديرة الجديدة . و لذا يكون تاريخ 2 أكتوبر موعدا موهوما و التاريخ الحقيقي حسب ما تم ذكره هو 29 جويلية . الإشكال الخامس : جاء في بيان الجمعية بالصفحة الثانية بتاريخ 3 / 9 / 2007 قولها  » … إذ لم يحضر أحد لتسجيل ترشحه في موعدين متتاليين يوم 20 / 06 / 2007 و يوم 29 / 07 / 2007 .. » . و إنني أؤكد للرأي العام و لكل التونسيين أن السيد محمد النوري لم يدع إلى جلسة عامة يوم 29 جويلية 2007 و إن وسائل الإعلام أقدر على تبيان هذه النقطة و فضح المغالطات.. الإشكال السادس : جاء في بيان الجمعية بالصفحة الثانية بتاريخ 3 / 9 / 2007 قولها  » ..و بعد إعلام الأستاذ النوري بقرار الهيئة المديرة ( قرار الإزاحة ) قبله و رضي به … دون أن يصدر منه اعتراضا حتى أنه لم يمض منذ ذلك التاريخ أي بيان باسم الجمعية » و في نفس البيان » للجمعية  » و بعد بضعة أسطر يقولون  » .. اختار الرئيس السابق مقاطعة جلسات الهيئة المديرة و بعث هيئة موازية ..استولت على مقر الجمعية وو ثائقها  » ثم يواصلون في بياتهم و يقولون « .. و يعد فشل مساعي عدد من أعضاء الجمعية و خاصة السادة عثمان ىالجميلي و طارق السويسي و فوزي الصدقاوي و لطفي العمدوني لرأب الصدع بعد إصرار الأستاذ النوري على رفض كل لقاء مع باقي أعضاء الهيئة المديرة .. » فأين بالله عليكم يا من تحترمون القراء و المناضلين و السجناء و القوانين و الأعراف و الحائق و تحترمون أنفسكم أين ما كنتم تقولون في أسطر سابقة بأن الأستاذ قبله و رضي به دون أن يصدر عنه اعتراض فلما كل هذه الوساطات إذا !!!! ؟؟ أما إحجامه أي الأستاذ النوري عن إصدار بيانات فيعود لتدخل جملة من الأطراف الوطنية و أعضاء من الهيئة بإقناع الرئيس الشرعي بضرورة الحفاظ على تماسك الجمعية صونا لمصلحة المساجين لأن الطرف المقابل لم يبد أي تنازل على قرار الإزاحة مما يهدد بضياع مصلحة المساجين تحت طائلة التجاذبات. الإشكال السابع : جاء في بيان الجمعية الصادر بتاريخ 3 / 9 / 2007 قولها  » .. ليصل الأمر حد محاولة تحريض أعضاء الجمعية و عائلات المساجين السياسيين ضد الهيئة المديرة و أعضائها مباشرة بواسطة السيد زهير مخلوف تحت ستار الدعوة للإمضاء على عرائض تنديد بما سماه انقلابا على الرئيس السابق ، دون رادع من أخلاق أو ضمير في سابقة لم يشهد تاريخ العمل الجمعياتي مثيلا لها  » وأقول : .. وأقسم على قولي أني لم ادع للإمضاء على عرائض تنديد بالانقلاب وأنا مستعد وأتحدى أعتى شهاد الزور فوق الكرة الأرضية أن يثبتوا ذلك قولا أو فعلا أو إمضاء أو حتى خربشة .. فرغم إيماني بأن الإزاحة انقلاب على الشرعية وأدنته وأدينه. و الحقيقة أني قمت بالدعوة إلى إمضاء عرائض من أجل عقد جلسة عامة بتاريخ 2 أكتوبر 2007 فقط فقط فقط … لتصحيح المسار فحسب و إني بدوري اعتبر أن هذا الاتهام هو سابقة خطيرة لم يشهد لها مثيلا في الحياة الجمعياتية في تونس.. و ليس لي ما أقول إلا أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. الإشكال الثامن : جاء في بيان الجمعية الصادر بتاريخ 3 / 9 / 2007 قولها  » .. تجميد عضوية زهير مخلوف في الجمعية بناء على ما نسب له من تجاوزات خطيرة و عرض الملف على الجلسة العامة .. » أقول إنكم و لأكثر من 9 مرات تجاوزتم القانون الداخلي للجمعية و لاعتبار أنكم قضاة ومحامون فإني أدينكم مرتين ، الأولى لأنكم تفهمون في القانون و تعددون عليه و الثانية لأنكم كتبتم القانون بأيديكم و تجاوزتموه واستعملتموه بدون وجه حق . فالفصل العشرون من القانون الداخلي للجمعية في الباب الرابع من التراتيب ينص على ..  » .. تقوم لجنة النظام باستدعاء المعني بالأمر ( أمر التجاوزات ) و الإتصال مباشرة للمثول أمامها و في صورة عدم الحضور بعد الاستدعاء الأول يوجه للمعني بالأمر استدعاء ثانيا على أن يبرر المعني بالأمر سبب غيابه و عند تعمد عدم الحضور أو تعمد الإثارة و مقاطعة اللجنة يقع المرور إلى المرحلة الموالية .. اعتماد الملف المتوفر لديها « . أكدتم في بيانكم أنكم أعلمتم السيد محمد النوري و لكنه لم يصل المعني بالأمر أي زهير مخلوف و عمد إلى إيغال صدره … فلماذا لم ترسلوا لي إعلاما رسميا و مباشرا ؟ لماذا كل هذه المواربة و التخفي و الضرب في القفا ؟؟.. لماذا تخشون مساءلة أحد أعضاء الجمعية مباشرة.. كان و لازال منضبطا بما يفيد المساجين السياسيين و الجمعية ؟ الإشكال التاسع: جاء في بيانكم 3 / 9 / 2007  » .. و تعديه أي الأستاذ النوري على أحكام القانون الأساسي و قرارات الهيئة … و إمضاء بيانات في مسائل فكرية و عقائدية خلافية لا تنسجم مع طبيعة الجمعية إلى أن قلتم و عند كل مساءلة يحاول التقصي من تبعات تجاوزاته بإنكار علمه بالموضوع أصلا  » و ما في هذا القول من إشارة مبطنة إلى هيئة 18 أكتوبر، أؤكد للرأي العام و أنا من المتابعين لكل ما صدر عن منتدى الحوار لهيئة 18 أكتوبر أن الأطراف السياسية هي وحدها الممضية على وثائقه ، و أن الجمعيات معفاة من هذا الدور و هذا الإمضاء فلم كل هذه الضجة المفتعلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أمام كل ما تم ذكره آنفا فإنني أؤكد ما يلي: 1- إن المساجين السياسيين يتحملون المسؤولية الأولى عن تدهور أوضاع الجمعية ، فرغم أنها لعبت دورا حاسما في الدفاع عن حقوقهم إلا أنهم لم يتنادوا بالالتفاف حولها لمعالجة مثل هذه الإشكاليات – ليست الأولى من نوعها – و ذلك إما اتقاء لأذى السلطة أو وجلا من قوى ضاغطة داخل الجمعية أو خارجها لا تريد إلا إزاحة الأستاذ النوري. 2- لقد تخلت القيادات السياسية و الوطنية و الجمعياتية عن دورها الايجابي ، إذ أنها لم تتحمس لتطويق أزمة الجمعية كأحد أهم النسيج الجمعياتي في الوطن . 3- أهكذا يجازى المناضل و الأستاذ محمد النوري بعدما لحقه من أذى و محاصرة مادية خطايا تجاوزت 90 مليون فرضتها عليه السلطة ، و متابعة قضائية هددته بالسجن، تدمير نفسي وصل حد الجرح الذي يصعب اندماله . أهكذا يجازى من ناضل من أجل المساجين السياسيين بماله و نفسه ووقته وكل ما يملك ..؟؟؟؟؟؟؟؟ غريب أمر بلدي و أهل بلدي . 4- حتى لا نكون ممن يريدون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أطالب بعقد لجنة تحقيق في موضوع نسخ كل الأشرطة المصورة التي أنجزتها الجمعية، و أن تتحمل الجمعية مسؤولياتها كاملة في نتائج التحقيق . 5- أطالب بوقف الافتراءات التي تكاد تمجها الأذن من كل الأطراف 6- أطالب بلجنة صلحية تضم بعض المساجين السياسيين حتى يطوقوا هذا الإشكال و يوقفوا كل المهاترات الإعلامية. 7- أعلن انسحابي من عضوية الجمعية مهما كان قرار الجلسة العامة، عذرا لإخوتي الذين مازالوا في السجن و ينتظرون منا الكثير و تفويت الفرصة على نظام هرسل الجميع و دمر الجميع ووضع إسفينا في كل شيء و لم يبق على أي نفس مناضل حر و نزيه .. أعلن انسحابي من عضوية الجمعية حتى تقوم بدورها كما كانت في فضح و كشف حقائق طالما وقع التعامي عنها ، فمازالت دماء 60 شهيدا لم تجف و مازالت جثة كمال المطماطي – الذي وقع تعذيبه حتى الموت في قابس في 8 أكتوبر 1991 ولم تسلم جثته إلى يومنا هذا – تنتظر من يكشف الحقيقة.. و مازالت حقوق آلاف المساجين المسرحين وعائلاتهم ضائعة بل مهانة .. تحية إلى كل المساجين السياسيين من سجين سياسي سابق يأبى إلا أن يلقى الله وهو عليه راض .. شعاره في الحياة قول سلمان الفارسي حين كلن في معسكر سيدنا علي كرم الله وجهه ضد معاوية  » والله لو رأيت الطير تتخطفنا الواحد تلوى الآخر لازددت يقينا أننا على حق و أنهم على باطل  » و الســـلام الإمضــاء زهير مخلوف


 

الإسلاميون التونسيون ليسوا نازيين ولا فاشيين

 

عزيزي زهير الشرفي: تحية طيبة، وبعد:

 

تألمت، واستغربت، وحزنت، عندما قارنت بين الإسلاميين التونسيين والحركات الفاشية والنازية. أنت كتبت ذلك في سياق الرد على دعوتي لتمكين الإسلاميين التونسيين من حق العمل السياسي القانوني في تونس.

 

تعلم أخي زهير كم نالني من الهجوم والأذى من قطاع واسع من الكتاب والنشطاء الإسلاميين منذ 1992، تاريخ استقالتي من حركة النهضة. وقبل شهور فقط، لا أشك أنك قرأت المقالات القاسية الحادة التي كتبها ضدي كثير من الإسلاميين ردا على العرض الذي طرحته للمصالحة بين حركة النهضة والحكومة التونسية. أذكر ذلك، لأبين لك أن لدي الدافع الشخصي ـ إن أردت ـ لمجاراتك في حملتك على الإسلاميين التونسيين وتشبيهك لهم بالنازيين والفاشيين، فهم آذوني معنويا لسنوات عديدة ومازالوا، ولعلني أكثر التونسيين تعرضا لهجمات الإسلاميين في مواقع الإنترنت خلال السنوات الماضية، أكثر حتى من الحكومة التونسية فيما يبدو، وافتح منتديات « الحوار نت » اليوم تجد حملاتهم القاسية مستمرة.

 

لكن الحق أولى بالإتباع. والموضوعية مقدمة على العواطف الشخصية. والله تعالى يأمرنا بالعدل وقول الصدق.

لذلك، أشهد، وأؤكد لك، من موقع تراكم الخبرة والتجربة الشخصية، والدراسة الأكاديمية، ومن موقع السجال الطويل الذي دخلت فيه مع الإسلاميين لعدة سنوات، أؤكد لك أن التيار الرئيسي للحركة الإسلامية التونسية، تيار حركة الإتجاه الإسلامي ثم حركة النهضة، تيار وطني معتدل مستنير، يتبنى الروح التجديدية في الفكر، والنهج المعتدل في السياسة، ويرنو للديمقراطية كهدف كبير له وللبلاد التونسية.

 

إن مؤاخذاتي على سياسة قيادة الحركة تجاه السلطات، وإعراضها عن خيار التقارب مع السلطات منذ السبيعينيات والثمانينيات، وعدم نجاحها في الفصل بين النشاط الدعوي الموجه لعموم المسلمين، والنشاط الحزبي الذي يستهدف كسب المزيد من الأنصار للحركة، والتعويل على العمل السري في بعض المراحل.. هذه المؤاخذات معروفة، لكنها لا ترقى لدرجة تبرير اتهام الحركة الإسلامية بالفاشية والنازية. وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

 

أخي زهير: المرجعية الإسلامية أصلا لا تبرر التوجه النازي والفاشي. وتاريخ المجتمعات الإسلامية هو في قسم كبير منه تاريخ التسامح والتعددية. لذلك لم يعرف تاريخنا الهولوكوست، ولا النازية ولا الفاشية ولا العنصرية. والحركة الإسلامية التونسية حركة معتدلة وديمقراطية، وهي اليوم قوة مهمة معتبرة للخيار السلمي في العمل العام.

 

لذلك، أناشدك ألا تظلمها وألا تتجنى على إخوانك ومواطنيك الإسلاميين التونسيين. وبدل التبرير لإقصائهم، وسجنهم، والتضييق عليهم، أدعوك بحق الأخوة الوطنية، والمبادئ الديمقراطية، أن تدافع عن خيار تطبيع أوضاعهم، وإدماجهم في الحياة السياسية القانونية، وتسوية الخلافات المتبقية بينهم وبين السلطة قبيل السابع من نوفمبر المقبل.

 

أخي زهير: ماذا نفعل بآلاف الإسلاميين التونسيين، وبالمعتقلين السابقين، وأنصارهم: هل نرميهم في البحر، أم نستمر في حبسهم، والتضييق عليهم في أرزاقهم، وإخضاعهم للمراقبة الإدارية؟ هل يتفق هذا السلوك مع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والأخوة الوطنية؟ أليس الأفضل، أن نتسامح، وأن نقبل العيش معا كتونسيين، كل منا بأفكاره التي يتبناها طوعا من دون اكراه. السياسة. ما هي السياسة؟ إنها في أفضل معانيها تنافس في خدمة الناس. فلنسمح بالتنافس بين الحركات والأحزاب في خدمة مجتمعنا والرقي باقتصادنا، ولنكن مثل فرنسا، إن لم يعجبنا اليمين انتخبنا اليسار!!

 

أخي زهير: الإسلاميون التونسيون ليسوا فاشيين ولا نازيين. هم تونسيون منا وفينا. قوة للخير والديمقراطية إن شاء الله. أرجوك أن تضم صوتك لصوتي وتناشد الرئيس بن علي تطبيع أوضاعهم بالكامل قبيل السابع من نوفمبر، فقد آن لصفنا الوطني أن يجتمع ويلتئم من دون اقصاء أو تهميش. واسلم لأخيك.

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 


المراجعات المطلوبة من الإسلاميين و كيفية تنزيلها

 
كتبه ابو أنيس لقد كثر الحديث خلال السنوات الأخيرة عن ضرورة المراجعة الفكرية و السياسية لحركة الإسلام السياسي في تونس. و ما فتئ عدد المنادين بتلك المراجعات يتكاثر و يتوسع إلى أن أصبح تيارا يعبر عن وجهة نظر جزء كبير من الإسلاميين بمختلف مواقعهم وانتماءاتهم واهتماماتهم. وقد اتخذ هذا النسق تسارعا في الفترة التي تلت انعقاد المؤتمر الثامن لحركة النهضة و الإفراج عن مجموعة من كوادر و قيادات الحركة بمناسبة عيد الجمهورية الماضي.وقد زاد من كثافة الطرح و إلحاحيته ما شهدته تركيا من انتصار باهر لحركة سياسية ذات أصول إسلامية. و رغم أن كل من خاض في الموضوع له منطلقاته و غاياته و أجندته الخاصة و لكني متأكد أن أغلب من كتب في الموضوع كان منطلقه وطني و غايته الوصول إلى حلول تجنب حركة الإسلام السياسي في تونس لعبة التكامل و التآكل و مراوحة نفس المكان إن لم يكن الرجوع إلى الخلف، و سبل فك الإشتباك مع السلطة. و قد أثار الأخ مرسل الكسيبي مواضيع في غاية الأهمية. إذ ساهمت مقالاته المتعاقبة حول الموضوع في تشخيص الداء الذي أصاب حركة النهضة و المعارضة الإسلامية بصفة عامة بل و تعدى ذلك لتوصيف العلاج و الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة و العودة الفعلية للتأثير في الواقع التونسي ولم لا العربي. لقد كانت حركة الإسلام السياسي في تونس النموذج الفكري و السياسي و التنظيمي لعقود طويلة حيث أثّرت و أثرت التجارب الحركية الإسلامية في المنطقة و العالم العربي حتى أني لأتذكر عندما يزورنا بالجامعة التونسية ضيوف من الدول العربية بمناسبة اشغال المؤتمرات العامة للإتحاد العام التونسي للطلبة يبهرون بدرجة الفعل و التأثير السياسي للإسلاميين في الجامعة و البلاد عموما و كانت كتابات الأستاذ راشد الغنوشي تمثل مرجعية محترمة لجل العاملين في حركة الإسلام الوسطي على امتداد العالم الإسلامي . و لكن و بعد عقد التسعينات تراجع أداء الحركة الإسلامية التونسية بل انقرض من تونس ليتحول إلى المهجر حيث لم يعد للحركة تأثير يذكر في الواقع التونسي و العربي. قد يكون من بين الأسباب غلظة القبضة الأمنية التي عولج بها ملف العشرية الماضية و لكن في تقديري إنه تجن كبير ومجانبة للموضوعية أن يقع إلقاء سبب التعثر و الإنكماش على الإستبداد الذي واجه الحركة وعمل على وأدها و استئصالها. إن هناك أسبابا أعمق لهذا الفراغ و العطالة التي طبعت طوال السنوات الماضية ولا بد للعاملين في الحقل الإسلامي الوسطي الوقوف الجاد و المتجرد من كل عاطفة لتشريح أسباب الجمود و اقتراح حلول عاجلة للرجوع لساحة الفعل و رسم الخطط الإستراتيجية والإستشرافية البعيدة المدى للصورة التي نود أن نرى عليها حركة الإسلام في أرض الزيتونة . إن هذا النقد الذاتي و المراجعات الناجمة عنه لهو ضرورة قصوى في المرحلة الراهنة حتى تجد حركة الإسلام لنفسها قدما ثابتة للإنطلاق و الوثوب مجددا لتبوء المكانة التي هي بها جديرة في ضمير كل تونسي. و لأن مثل هذا الفعل يحتاج لهامش من الحريات التي لا تزال غائبة عن الواقع التونسي فإنه يمكن فتح هذا النقد البناء على الشبكة العنكبوتية و يشارك فيه كل من له رأي و اقتراح و أن نصل في النهاية إلى أرضية توافقية تعيد حركة الإسلام إلى وضعها الطبيعي داخل الوطن. و لإنجاح هذا التمشي لا بد من حسن إدارة الحوار و تسجيل كل الإقتراحات من طرف الحركة و تجنب كل تشنج أو حسابات مسبقة و ليكن هدفنا فعلا إقرار مراجعات و كيفية تنزيلها في الواقع خطابا وممارسة. و إني لشديد العجب من غياب مؤسسات الحركة عن الفعل النقدي و التطور الفكري فالمواضيع التي تطرح على النات تحتاج تعليقا و نقاشا هادئا من طرف كل الإخوة و خاصة قيادات الحركة فأين هم من كل ذلك؟ إننا لا نكاد نسمع للحركة ذكرا إلا من خلال بعض البيانات الممضاة من طرف رئيس الحركة أما بقية أعضاء المكتب السياسي و أعضاء الشورى فلا و جود لهم على النات ولا في الواقع العملي حسب علمي و إن كنت مجانبا للحقيقة فأخبروني عن آثار فعلهم الميداني أو السياسي أو الفكري أم أن حركة بحجم حركة النهضة أصبحت حركة بيانات مناسباتية كغيرها من المعارضة الكرتونية؟ لا قدر الله . إن مراهنة الحركة على الفعل من خلال حركة 18 أكتوبر فقط لهو عين السلبية و الإنتظارية لأن تلك الحركة داخلها من المعوقات ما يحجّم إشعاعها و قدرتها على الفعل فهل نعلق و جودنا بذلك التحالف ونجلس ننتظر؟ إني لست ضد التحالف مع أي من مكونات المجتمع المدني الذين نشترك معهم في بعض المبادئ و قد كنت ناشطا في الإضراب السياسي الذي بعثت بعده الحركة و لكني ضد الانتظار السلبي . أما يكفي انتظار السنوات الطوال دون فعل حقيقي ؟ كنا نتعلل بالقبضة الحديدية للسلطة داخل البلاد و هو حقيقة. و كنا نتعلل بأن أغلب الفاعلين المفترضين يقبعون بالسجون وهو حقيقة و قد خرج معظمنا . أما آن الأوان لرسم خطة عملية و مراجعة جريئة يؤخذ فيها برأي كل الغيورين على الإسلام في الوطن للنهوض مجددا بعد طول سبات. كنت أظن أن من نجا من السجن و أمن على نفسه خارج الوطن سينتهز الفرصة لتجاوز الأخطاء و إرساء نمط جديد من التفكير و التطوير في اتجاه مزيد تفعيل العمل الإسلامي و الإجابة على الأسئلة الفكرية و السياسية التي يتخذ منها الإستئصاليون ذريعة لإقصائنا عن الساحة. فأين تلك الإجابات إني أرى أننا لا نزال نراوح مكاننا بل تخلفنا عنه أشواطا حيث لا زلنا نبحث عن إجابة لسؤال مللنا تكراره حول هوية الحركة الدعوية أو السياسية و أسئلة حول المرأة و الديموقراطية و الهوية والإصلاح و ما شاكل ذلك ألم تكن الفرصة متاحة لإخوة المهجر لتوضيح تلك الشبهات و حسمها نهائيا و علنيا في كتاب يكون مرجعية للمتخوفين و ميثاق صدق للسلطة و المجتمع المدني . إلى متى نبقى ندور في نفس النسق ( نفس من الحرية فبناء تنظيمي ضخم فمغامرات مغالبة فسجن و تهجير فمطالبة بالسراح والعودة و بالحقوق فعودة في هامش من الحريات فبناء جديد و تضخم تنظيمي لا واعي و لا مؤسس، فمغامرة جديدة تحدث فراغا جديدا و تعود الدائرة للتشكل). فإلى متى نبقى بين الفعل و رد الفعل والخطإ و الصواب دون تخطيط استراتيجي و بعد استشرافي ؟ إن حركة الإسلام اليوم قد دخلت مرحلة الكهولة بعد 35 سنة من الوجود مررنا من مرحلة الولادة والطفولة و المراهقة و الشباب إلى مرحلة النضج و الكهولة فهل نحن ناضجون أم لا زلنا نعيش مراهقة متأخرة؟ إن المراجعات ضرورة و حتمية و إن مناخها متوفر حيث التكنولوجيا العصرية و هامش الحرية المتاح في المهجر و حتى داخل البلاد يمكن للإخوة المساهمة عن طريق النات فما يجب أن يقال ليس سرا أو طابو أو شأن تنظيمي داخلي بل هو تفكر و استشراف و إرادة واعية لخير الوطن فلا خوف من نشره لكل الناس و لا خوف من تفصيل الطرح فلا مكان بعد اليوم للعمل السري مهما كانت القبضة الأمنية و درجة المنع السياسي .فأين أنت يا أستاذ حمادي الجبالي و يا أستاذ علي العريض ويا عشرات من القيادات في الداخل؟ إن الفرصة مواتية للمراجعة لأننا الآن ننظر من خارج الساحة كأننا ننظر إلى رقعة شطرنج و نخطط و لنا من التجارب ما يؤهلنا لذلك و لنا من الطاقات الخلاقة ما يفخر بها و لنا من المنابر الإعلامية وتكنولوجيا الإتصالات ما يسهل علينا المهمة فلم الصمت و الإنتظار و حتى المحاولات الجادة والصادقة و المنطقية لوضع الإصبع على الداء تجابه بالتجاهل و الصمت حتى من رأس الحركة ومؤسساتها فهل تضنون على أخ كصاحب مجلة الوسط التونسية المحترم و غيره من إيضاحات و لو قصيرة و لم لا الدخول في نفاشات معمقة؟ نتثاقف من خلالها و نعلم أن نبض الاحياة لا يزال موجودا في أوردة الحركة الإسلامية. وإني أحسب أن لأصحاب القرار من الوقت و الإمكانيات ما يجعلهم يستجيبون لهذه المبادرات المتوازنة و الهامة . وإن هذا لعمري من مسؤولياتهم القيادية أن يستمعوا ويتفاعلوا مع نبض الإخوة . كنت أود أن يدار مثل هذا الحوار قبل مؤتمر الحركة ليتسنى لكل الإخوة المساهمة في رسم السياسات و اتخاذ القرارات أو على الأقل الاستئناس برأيهم أثناء أشغال المؤتمر أم أن ال200 شخص الذين حضروا الأشغال ينوبون عن كل التيارات داخل العمل الإسلامي؟ أرجو أن نجد آذانا صاغية و خاصة من مسؤولي حركة النهضة و أرجو ممن يدلو بدلوه في هذا الحوار أن يلتزم آداب النصح و الحوار الهادئ و ليكن هدفنا كيف نراجع؟ و ماذا نراجع؟ و كيف نمضي عمليا و تفصيليا في المراجعات من أجل حركة إسلامية وسطية فاعلة، متوازنة ، قابلة للتفاعل و التطور و قادرة على التجاوز و التأسيس . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

 

حذاري أن يُستدرج المشروع الحضاري إلى مربعات القمع !

 
كتبه مرسل الكسيبي (*) لم يكن يدور بخلدي وتوقعاتي أن تتحول حركة المقاومة الاسلامية حماس يوم الجمعة المنقضي السابع من شتنبر 2007 الى سلطة قمعية من الطراز المفضوح على شاشات التلفزة العالمية … فبين أكثر من قناة تلفزية عربية وأوروبية تجولت مساء الجمعة والسبت متشوفا الى معرفة اخر التطورات على الساحة الدولية , فكان المشهد مروعا حين رأيت قوات الشرطة التنفيذية بعشرات الأنفار والعديد من العربات تحاصر شابا أعزلا توسط شارعا عاما لأداء الصلاة ,في حين لاحقت عناصر اخرى رجلا في الخمسينيات يبدو أنه كان قياديا في حركة فتح بالقطاع . لم تمض دقائق على نهاية صلاة الشاب الفتحاوي الذي ترجل بعدها في هدوء وسط جموع عناصر القوة التنفيذية حتى اقتربت منه مجموعة من عناصرها المحملين بعصي خشبية غليضة ورشاشات أوتوماتيكية ليقتادوه بغلضة ووحشية الى عربة رباعية مكشوفة وسط ملاحقة عدسات القنوات ووكالات الأنباء العالمية … لم يقف المشهد عند هذا الحد بل كشفت الكاميرا تهاوي الصورة المشرقة التي اختطتها حماس بدموع ودماء شهداء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي … لقد دفع الشاب الفتحاوي الهادئ بقوة وعنجهية الى عربة الاعتقال بعد أن انهال عليه عنصر على الأقل بالضرب بعصاه الخشبية الغليظة على ظهره ورأسه ومنكبيه وعموده الفقري في مشهد ذكرني بقساوة جنود الاحتلال أيام الانتفاضة الأولى …!!! فوالذي نفسي بيده لقد كانت الصدمة كبيرة لما رأيت ولما تيقنت عيني من أنه مشهد حقيقي وليس صورة مفبركة أخرجتها احترافية بعض أجهزة الدعاية المناوئة كما يحصل في بعض مفترقات الرسمية العربية وغيرها من أنظمة العالم الثالث .  صورة وضعتني أمام جمالية ماطرحه الدكتور حسن الترابي يوما ما من أفكار حين كتب كفارس متألق عن الديمقراطية من منظور اسلامي , ولكن سرعان ماتهاوت هذه الصورة حين تقلد ركاب السلطة وقاد تجربة سياسية اتضح مع الوقت أنها لم تختلف على عهده عن بقية ماتقدمه الأنظمة العالمثالثية , اذ تراجعت يومها الأحزاب وجيشت الجيوش ضد الجنوبين بعد أن اطلقت عليهم تسمية الخوارج وتدرجت حساباته بعدها الى سلب صلاحيات رئيس الجمهورية بعد أن اختطفته صورة الشيخ والفقيه والمنظر والمفكر الذي له السبق الكبير بين اخوانه من قادة الحركة الاسلامية العربية  ….! التطورات التي حدثت في ايران الثورة والاضطهاد الذي حصل على أيام الحرب العراقية الايرانية كان هو الاخر كفيلا بسلب جمالية الشعارات التي رفعتها النخبة الصاعدة ,حين استطاعت الثورة فعلا أن تلتهم أبناءها وتحول بعضهم الى مطاردين أو محاصرين تحت سلطان الاقامة الجبرية , وهو ماكشف عن وجه اخر لم نعرف تفاصيله الا حين رأينا أبا الحسن بني صدر والامام المنتظري والأقليات المذهبية والدينية تحدثنا عن حالة من سلب الحريات التي تراجعت شيئا فشيئا مع عقلنة الدولة على عهد رفسنجاني ومحمد خاتمي . التصور الاسلامي أو المشروع السياسي الاسلامي يبدو اليوم أمام مفارقة عجيبة , اذ أن روعة الشعار ودموع المشائخ والقادة الذين حدثونا عن عدل عمر بن الخطاب وعن عدالة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما, وعن النموذج الاسلامي الحضاري يجدون أنفسهم بعد تولي مقاليد الحكم اما محاصرين بجهاز تنظيمي متضخم يعجزون عن تقليم أظافره بعد أن تحول الى جهاز أمني ومخابراتي يصعب تحديد مجالات عمله وامتداده , أو أنهم يجدون أنفسهم أمام صورتهم المخفية حين تتكشف نيات بعضهم الحقيقية وهي تولي مغانم السلطة بكل الأثمان حتى ولو كان على حساب العدل وقداسة الهدف والشعار وروعة هذا الدين وقداسة وسمو أركانه الأخلاقية والروحية . واذا أثبتت التجربة أن الجناح الاسلامي الصادق والديمقراطي لايستسيغ مثل هذه الممارسات ومن ثمة يعيد تشكيل نفسه من داخل الاطار الاسلامي الحاكم والمثقف والمناضل , فانه هو الاخر لايسلم من الاضطهاد من ميليشيات سرعان مايتحول التنظيم السري و القديم الى عمودها الفقري … لقد فرحت كثيرا هذه المرة حين خابت تحليلات الباحثين والأكاديميين ومراكز الاستطلاع في توقع محاصصات نتائج العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية , ومن ثمة تراجع هذا التوقع الى احتلال هذا الحزب الاسلامي المعتدل الى المركز الثاني ب 47 مقعدا بعد حزب الاستقلال , وهو ماعنى لي أن تيار العدالة والتنمية سوف لن يتحمل مسؤولية الضبط الأمني وتشكيل الأجهزة التنفيذية التي على علاقة مباشرة بسلطة الاحتكاك العنفي , وهو ما سيرشحه بلا شك الى الحفاظ على صورته المشرقة مالم يتورط في ممارسة مغارم الحكم . ان قيم العدل والحرية واشاعة الطمأنينة بين المواطنين واعادة الاسلام كقيم جمالية رائعة تعيد النبض والثقة في حضارة الأمة وامكاناتها , لاينبغي أن يسقط اليوم أو يتهاوى أمام تلهث بعض التيارات الاسلامية على حلبة السلطة , وهو مايعني أن بقاء التيارات الاسلامية في صف التيارات الوسطية المعارضة خير لها ألف مرة من تلويث أيادي وسواعد مناضليها بدماء الأبرياء وحريات الاخرين التي تتحول الى هدف روتيني بعد تاكل الرصيد الشعبي نتيجة عجز الشعار عن تلبية حاجيات الناس الأساسية في ظل حصار محكم قد تفرضه هذه الجهة الدولية النافذة أو تلك .  (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 9 سبتمبر 2007)

   

 

د.سلوى الشرفي ومقالة: « يكاد المريب يقول كفروني كفروني… وهي أغنى الاغنياء عن مكفر »  

 

« في تضاعيف هذا المقال رد مقتضب عن سلوى يرد بين قوسين وبلون أخضر. مع الحفاظ على البنية الاصلية لنص الكاتبة. » لماذا تستسهل بعض الحركات السياسية الدينية تكفير المخالفين لآرائها، رغم تأكيدها على الإيمان بحق الاختلاف وحرية الرأي و التعبير، مما يدفعنا(من انتم ومن انت حتى تقبلي او تردي فهوم الناس وتحكمين على صحتها من خطئها) للاحتياط من إعلانات الإيمان بالديمقراطية وحقوق الإنسان التي تطلقها هذه التيارات ؟ وتجعلنا(أحسن ان تقولي: وتجعلني أواصل تتبع الثغرات والعورات التي يمكن أن أهدم بها هذا الدين وادل بها على ما به ينقص او ينقض عروة عروة وهيهات هيهات)  هذه الظاهرة نستخلص بأن المعيار الأساسي في تحديد طبيعة فكر ما لا يتمثل فقط في طبيعة المصطلحات السياسية المتداولة لغويا وفي مرجعياتها، بل في طبيعة الأسس المعرفية للفكر السياسي. وعليه فإن أهم سؤال يمكن أن يطرح على تيار سياسي، هو السؤال المتعلق بمصدر معرفته وكيفية استقائها وتفاعلها مع معطيات الواقع. الكاتبة تتخفى وراء سب الحركات السياسية التي بحمد الله بدأت تشق طريقها الى الدولة في كثر من الاقطار مثل تركيا وقبلها السودان وبدأت الكاتبة ترى تهاوي العلمانية والشوعية الواحدة تلو الأخرى ولكن لنعرف دائما انها لا تلمز بالحركات الا وهي تعني الدين بل مصادر التشريع وهي في هذا المقال لن ولن تكتفي بما صرحت به في العنوان وفي المقدمة خاصة (مصادر الفكر التكفيري: كيف يقرأ الفقهاء القرآن) وفي حالة التيارات السياسية التي تستلهم معرفتها من الدين هي تقول الحركات الساية لكن عجلان ما تقع مخالبها منذ السطر الثاني من هذه الفقرة على القرآن ، يبدو تحقيق التوازن بين الفكر والواقع صعبا، بالنظر إلى اعتقادها بأنها تنهل معتقدها حصريا من كلام الله، ما يجعلها لا تعرف للحق إلا وجها واحدا.( طبعا  و الحقيقة أن المسألة هي مسألة تقدير شخصي ليس لها من معيار سوى ما تعتقده هذه التيارات « حقا ثابتا » أو « باطلا مطلقا » اعتمادا على طريقتها الخاصة في قراءة النص والتراث الديني.( الدين الاسلامي ومصادر التشريع فيه عند سلوى قراءة نص مثل القصيد السعري او مقالها هذا الذي يمكن تشريحه واعادة نشره هكذا لا اكثر او في أحسن احواله تراث ديني قديم انتهى بتوالي القرون عليه…) وفي فهمها لهذين المصدرين. ويترتب على هذا الاعتقاد نتائج خطيرة تتمثل أهمها في تكفير كل من يخالف هذه الرؤية الإيديولوجية.( اذن الرؤية الايديولوجية, مثل تلك التي في ذهن سلوى, ان لم توافق القرآن فعيب تكفيرها فرؤيتها والقرآن والسنة على حد السواء محض اديولوجيا ومن يملك اللسان الاطول يتطاول على الثاني ويظهر عوراته… أما انها لا تفهم امورا منها أن التكفير يكون في الاعتقاد, اذا ما اعتقد المرء ما كان معلوما من الدين بالضرورة[1] من العقائد والشرائع والاحكام وأنا من خلال هذا الرد أعلن أنني أول الكافرين باديولوجية سلوى الالحادية التي تنفي الدين أساسا وتخرجه من حياة الفرد والمجتمع فلماذا لا تتجرأ سلوى بهذا المعيار وتقول انا أكفر بهذا الدين الذي يسلب مني حريتي الفكرية والعقلية والانثوية في كذا وكذا والمسكوت عنه أبلغ للقارئ…  لالالا  يا سلوى لن تمري هذه المرة حتى تكفري نفسك بنفسك وقد فعلتها مرات كثيرة في هذا المقال وانت والله لا يحتاج أحد الى تكفيرك لماذا وانت خارج المنظومة التي يؤمن بها أتباع دين محمد ومن حمل اليهم هذا الدين من الخلفاء الراشدين ومن الصحابة والفقهاء والعلماء لمذا انت خارج السرب وتبكين عزلتك امرك طبيعي جدا, حاشا لله ان أكفرك فأبوء بذنبك عسى الله أن يهديك للايمان والاسلام فتموتين على ذلك آمين…) إنه عقل يعتمد إيديولوجيا من أكثر الإيديولوجيات انغلاقا وتطرّفا( بدأ السب السياسي الذي من أجله كتبت سلوى ويا ليتها ما كتبت)[2]، لاعتقاده بأن منظومة قيمه تنبع من المقدس وليس من العقل البشري( طبعا يا سلوى ان كتاب الله مقدس ليس عندك ولكن عند من يتعبدون به ليل نهار ويقومون بأمره يحيون ويموتون لقول الله تعالى : (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين…)الدين كل الدين او لا فائدة يا سلوى من الدعاوى الجوفاء) ، مما يسمح له بتكفير كل من يفكّر خارج هذه الدائرة الفكرية( المسألة اعتقاد بالبنان اولا يا سلوى ثم تصديق باللسان يتلوه عمل بالجوارح وكل ذلك في منظومة متكاملة يا سلوى لا يغني بعضها عن كلها, وبعضها عن بعض منها) وإن تعلّق الآمر بمسائل بسيطة تخص المعاملات. وتتعامى هذه التيارات عن الفوضى الفقهية(يتواصل السب السياسي الذي من أجله كتبت سلوى ويا ليتها ما كتبت) أو حتى التناقض التام الحاصل في المنظومة القيميّة التي تسميها شريعة( هجوم شرس من سلوى صد: أيتها سلوى أظهري لي بتحد تام تناقضا واحد في شرع الله او سنة رسول الله او اجماع العلماء…. التحدي قائم الى أن تموتي)، والتي تظهر في الاختلاف الفكري لجلّ الحركات الإسلامية( الان تلاعب بفصة الحركات للتورية والا اللعبة مكشوفة فهيا قبل سطر واحد أشارت الى: ( أو حتى التناقض التام الحاصل في المنظومة القيميّة التي تسميها شريعة)  وكذلك في قوانين دول تعلن أنها تعتمد على الشريعة. ونحن لا نقصد تلك الدول التي تكتفي بالإعلان بأنها مسلمة( هذه متناغمة معك في الخداع يا سلوى اما تلك التي تجهر فما عاد الأمر مزحا ساعتئذ)، بل نقصد دولا تطبق يوميا على البشر ما تقدمه على أنه شرع الله،( هذا خط أحمر لسلوى لأن شع الله هو محض أدبيات وتراث ونصوص بائدة عيب اعلانها دستور حياة او بالاحرى كفر بأديولوجية سلوى العقلانية) ومنها السعودية والسودان وإيران وباكستان وأفغانستان طالبان سابقا. و تدّعي هذه الدول جميعا، رغم اختلافهم وتناقضهم في قضية واحدة، الاستناد إلى مصدر واحد وهو الشريعة الإسلامية ( وهذا ما لا تسمح به سلوى بالرغم من ملاحظاتنا وهي تعلم جيدا عن الكلام المدسوس وكون أغلب هذه الانظمة في أحسن احوالها تقف على بعض الحدود وتطبقها باسم تطبيق الشريعة اما الحقيقة فهي , هي الاخرى لا تعرف من الاسلام الا الرسم .). فإذا كان الاختلاف في التشريع الوضعي مفهوما ومطلوبا لأنه يتوافق مع ظروف كل بلد وخصوصياته،(طبعا هنا الكلام أصبح سياسيا وضعيا خارج أطر الدين داخل في منظومة الدولة الوطنية او القومية الحديثة…حتى الحركات الاسلامية بعيدة عنه ولم تشارك في نسجه عباءته…) ولأنه يعلن مصدره البشري ويقبل الخضوع للنقد والتعقيب البشري، فالمشكل مع ما يسمى بالقانون الإلهي( الله الله أستغفرالله . بالله يا سلوى ان لم يكن هذا مكفرا فما هو الكفر اذن!!! المشكل هو في ذهنك انت لماذا التخفي وراء الحركات الاسلامية والايهام بأن المقال سياسي عقلي وهو في صميم الاعتقاد وأركان الايمان بأركان الدين وأسس الايمان فيه!!! أعيد فأقول الايمان ضد الكفر لغة واصطلاحا وانا أكفر بهذا الفكر الذي تصدرين عنه وعنه تصدر هذه الافكار المعتقدات التي هي كافرة بالله أساسا . وأنت بينك وبين الايمان ان تقولي آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ,ان هذا الدين كامل شامل لقوله تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء وقوله : اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا… واما أن تواصلي هذه المقالات والسنفونيات الالحادية وأنت حينئذ من يكفر نفسه بنفسه ولن تحتاجي-وقتئذ- الى مكفر أبدا والمسألة لا تحتاج الى تزكية احد او الاعتراف من أحد)  هو عدم اعترافه ببشريته التي يفضحها هذا الاختلاف الدنيوي العادي، ولا يقبل بالتالي التعقيب البشري، بل ويجعل كل من يخالف ذلك عرضة للتكفير والقتل.( أعيد القول وأكرر: أنت في غنى عن المكفرين وأنت لست سلمان رشدي ولن تنالي ما ناله من فتوى الخميني, حتى وان كتبت آيات الحادية والامر بسيط لأنك غنية عن الفتوى او التكفير, مقالاتك كافية لكل ذلك…) هذه هي الأسباب الأساسية لنشوء الفكر التكفيري بخصوصياته التالية: – الإيمان بعدم كفاية العقل البشري المحكوم حسب رأيه بظروف المادة، والعاجز عن الوصول إلى الحقيقة مباشرة مما يبرر التضييق على مجالات عمل العقل. (طبعا هذا ما لا تقول به سلوى وتريد أن تلغي الق{ن ليحل اجتهادها محل النص المأثور كما تقول) – الإيمان بإطلاقية حقائق ما يقدمه كشريعة، والاعتقاد في استحالة خضوع هذه الحقيقة للتعقيب الإنساني.  » طبعا هي لم تقرأ قول الله : (لا معقب لكلماته) – البحث لكل طارئ عن مكانه في منظومة القيم التي يُعتقد راسخا بأنها تمثل الحقيقة الوحيدة التي استوعبت كامل المعرفة الإنسانية، فإذا لم يجد للمستجدّ مكانا فيها نبذه ووضعه في دائرة الخارج عن الدين.( طبعا هي يحب ان تكون داخل الدين لأن كلمة كافرة تخدش المساعر وتساوي بينها وبين كفار قريش مثلا وهذا عيب) – عدم القدرة على التمييز بين المعتقدات والعبادات باعتبارها ثابتة، وبين المعاملات المتغيرة. وقد تولّدت هذه التحريفات من الاكتفاء بالنقل عن السّلف، وإن خالف هذا السّلف القرآن ذاته( تحد 2 بالله أني اتحداك اظهار امر واحد خالف فيه السلف القرآن وعن أي ايديولوجيا نتكلم بازاء السلف الشيوعية, القومية ….؟؟؟؟، وإن كان هذا السّلف يعبّر عن مجرد إيديولوجيا. لذلك، ولفهم آلية اشتغال العقل التكفيري يجدر بنا البحث في آلية اشتغال عقل هذا السّلف ومصادر حقيقته وأهداف خطابه.(عقل السلف مبني على غاية واحدة عند سلوى هي التكفير لا غير هم لم يعملوا الا على تكفير الناس واشتغلوا كل حياتهم بالبخث عن الادلة التكفيرية واستخرجوها من مصادر الشريعة هكذا تحب سلوى ان تقنعنا وتبا لهذا القول ثم تبا له ثم الف تب له… ثم الف الف تب ثم الف الف الف تب).

 

 

 

يؤخذ حكم الشريعة من القرآن والسنة والقياس وإجماع الصحابة والعلماء وأخيرا الاجتهاد. ( واين الحركات الاسلامية يا سلوى لمن نصبت هذه المحكة التكفيرية يا سلوى اذا؟ اليس هذا تطاول بالجملة على مصادر التشريع الاسلامية) وتحمل الأحكام الاجتهادية الطابع الثقافي( ثقافة المزود والحضرة ومشموم الياسمين الذي يعشعش في ذهنك() لكل من الشخصيات التي قامت بها، وهو ما يفسر وجود خمس مدارس في الفقه الإسلامي معترف بها رسميا،[3] أربعة مدارس سنيّة و مدرسة جعفريّة. فحين يتحدّث المسلمون عن الشريعة فإنهم يقصدون غالبا الفقه المشار إليه، أي أن الأمر يتعلق بالنهاية بقانون بشري وضعي لا يكفي استناده إلى النص القرآني، ناهيك عن الحديث والإجماع، لإضفاء صفة القداسة عليه( هكذا بكل هذه البساطة يا سلوى يتحدث المسلمون عن الشريعة بهذه البساطة بل السذاجة بل الحماقة)، خاصة أن قاعدة السلم الهرمي للمصادر المشار إليها لم تطبق دائما بالصرامة والانضباط المطلوبين نظريا، بسبب غموض بعض الأحكام في القرآن وضعف بعض الأحاديث[4]، وبسبب طبيعة البشر المتأثرة بالتقلبات السياسية. وهو أمر ينطبق على جامعي الحديث وعلى الصحابة والفقهاء. فهؤلاء يتشددون تارة تشددا مبالغا فيه بحرفية النص، ويتحللون تارة تحللا تاما من بعض النصوص الواضحة، وذلك حسب موازين القوى ومتطلبات السياسة أو حتى بسبب قصور ذهني. وقد يصيب هذا القصور بعض الفقهاء الكبار، مثال ذلك فتوى الشافعي التي تجيز للرجل التزوج بابنته من الزّنا. كما رأى أبو حنيفة أن من تزوج امرأة لا يحل له نكاحها كأمه أو ابنته أو عمته فوطأها لا يجب عليه الحدّ و لو اعترف بأنه يعلم بأنها محرّمة عليه، و إنّما يعاقب على فعله بعقوبة تعزيريّة.( هذه الترهات وكلام امي سيسي, وعلي بابا… أنا اغنى عن النقاش فيه بلهى الرد عليه,  والدس على العلماء افتراء لا ياتي من ورائه الا ان يفضح الله صاحبه في الدنيا قبل الآخرة…) و يسقط أبو حنيفة الحدّ في هذه الحالة للشبهة. و بيان الشبهة، عنده، أنه قد وجدت صورة المبيح، وهو عقد النّكاح الذي هو سبب الإباحة، فإذا لم يثبت حكمه، وهو الإباحة، بقيت صورته شبهة دارئة للحدّ. كما قال ابن حزم في حديث الرسول في الماء الراكد: « لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم الذي يجري ثم يتوضأ منه » (1) و قد رأى ابن حزم أن الوضوء من ذلك الماء حرام أما شربه ووضوء الغير به فهو حلال، رافضا بذلك قياس الشّرب بالوضوء على البائل نفسه، و قياس غير البائل على البائل. كل ذلك تشددا في التمسك بظاهرية النص ورفضا لتعليل أحكام الشّرع وربطها بحكمة أو بمصلحة. فأجاز بذلك أن يكون المنهي عنه مأمورا به، كما في المثال المذكور، وأن يكون المأمور به منهيا عنه، كما في تفسيره لحديث: « البكر تستأذن و إذنها صمتها » (2)، ومن الواضح في هذا الحديث أن صمت البكر يدل على رضاها غير أن ابن حزم رأى أنها إذا تكلّمت بالرضا فلا ينعقد النكاح عليها، لأنه خلاف الحديث النبوي(3). ومن هنا نفهم، قياسا، كيف أن حتى النص القرآني القطعي الدلالة لا ينجو من التقلبات والتأويلات المتناقضة ومن التحويرات عن طريق الاجتهاد رغم وجود القاعدة القائلة: لا اجتهاد في ما ورد فيه نص. و هذا يجرنا إلى الحديث عن طريقة التعامل مع المصدر القرآني. ليس من اليسير فهم كل معاني القرآن. وقد تقود صعوبة الفهم أحيانا إلى الخطأ، غير أن هذا الأمر وعلى خطورته، يظل مقبولا طالما أن الخطأ حاصل عن حسن نية، مع أن سببه يكون في الغالب اختيار منهج غير ملائم، غير أن أخطر الممارسات إطلاقا تتمثّل في إعلاء الحديث (وهو رواية أشخاص) على القرآن من قبل بعض الفقهاء لأسباب اجتماعية بحتة مثل ممارسة ختان البنات على أساس أحاديث ضعيفة و متعارضة مع مقاصد النص الداعية إلى حفظ النفس، وحديث منع تولي المرأة منصب الولاية الكبرى رغم عدم تنصيص النص على ذلك. أما أغلب الانحرافات فسببها سياسي كما سنرى ذلك. إعلاء الحديث على النص اعتبر البعض أنّ السنة يمكنها نسخ القرآن، ويظهر ذلك في حكم الردّة مثلا. فقد جاء في القرآن « ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة و أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون » (البقرة 217) لقد أرجأ القرآن إذن العقاب إلى الآخرة، ربما تحسبا للخطأ فيظل القرار والحكم في بد الله الذي يعلم ما بالصدور. غير أن الفقهاء، ولأسباب سياسية، اعتبروا أن جزاء المرتد في الدنيا هو الإعدام لحديث: « من بدل دينه فاقتلوه » وبهذه الطريقة تم نسخ القرآن بالسنة. وهو أمر في منتهى الخطورة لأنه، وإلى جانب عدم احترام السّلم الهرمي للقانون الإسلامي، فإن المسألة تتعلق بالحدود، وبأقصى حدّ و هو قتل النفس. كما تم نسخ بعض الآيات مع الإبقاء على التلاوة مثلما جاء في حكم الصوم في سورة البقرة « وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين » بحيث تصبح ممارسة الصوم ممارسة تطوعية لا تتحمل الإكراه ولا العقاب « فمن تطوع خيرا فهو خير له، وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون » البقرة 184 وقد جاءت أغلب التناقضات الفقهية نتيجة لهذه الظاهرة. ومن أهم الخلافات والتناقضات، رفض الخوارج اعتماد السنّة كمصدر للتشريع. والحقيقة أن الحديث مهما كان متواترا لا يرقى إلى درجة القرآن فضلا عن إمكانية نسخ إحدى آياته، أي إبطال العمل بها. فالقرآن لا ينسخه إلا القرآن استنادا إلى الآية: « ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها » لكن الفقهاء اعتبروا نسخ القرآن بالحديث جائزا. والأخطر هو رفض جماعة السنة في عديد الحالات تحكيم القرآن في الأحاديث، وهي قاعدة خطيرة تنزّل الرواية منزلة القرآن، بل و تعليها عليه. فهم يعتمدون أحيانا الحديث ولو خالف القرآن. وحيث أن السنة هي تبيين للقرآن فإن هذا التبيين إنما يكون في حدود القرآن ولا يتجاوزه. وعلى هذا يمكن نبذ كل ما ينسب إلى الرسول مما يخالف نصوص القرآن. غير أن عديد الفقهاء في قرننا هذا، وكذلك بعض الإسلاميين يواصلون تحكيم الحديث في النص ويكفّرون على أساس ذلك الناس بل ويهدرون دمهم، كما أشرنا إلى ذلك في مسألة الرّدة، ويواصلون الاعتداء على الأعضاء الحميمة لبنات صغيرات بدعوى أن الختان ممارسة إسلامية، وغير ذلك من البدع المتخلفة التي تظهر المسلمين في شكل شعوب متوحشة. وبعدها يستغربون من الصورة السلبية المروجة عن المسلمين في حين أنهم رسموها بأنفسهم لأنفسهم. إعلاء النقل على العقل يرفض كذلك العديد من الفقهاء التخلي عن النقل لفائدة العقل في فهم النص، أي أنهم يرفضون تجاوز المنطوق إلى المدلول والأخذ بالمقاصة وتبني مبدأ تاريخية نزول النص. فالإمام الشافعي مثلا يرى استحالة تطبيق القرآن بمعزل عن أسباب النزول، وهي منهجية تسمح بالتمييز بين المعتقدات باعتبارها ثابتة وبين المعاملات المتغيرة. ولكن هذا التنظير يظل غالبا بين دفتي الكتب. فالإخوان المسلمون في مصر، ورغم انتمائهم تقليديا إلى هذا المذهب، فضلوا المذهب الوهابي البدوي المتشدد، فعادوا بالمجتمع المصري إلى الوراء مع الإدّعاء بأنهم صححوا العقيدة وأنتجوا صحوة إسلامية. ويحتج المتشبثون بحرفية النص وظاهره بآية: « ولا مبدل لكلمات ربك » دون التوقف عند المعنى العميق لهذه الآية التي تتعلق بالقضاء والقدر وليس بالمعاملات. وإلا كيف أمكن تبديل عديد الأحكام القرآنية القطعيّة من طرف الخلفاء الراشدين أنفسهم وأولهم عمر ابن الخطاب، اعتمادا على مبدأ « لكل حكم علة يدور معها » أو بدعوى الضرورة السياسية؟ لقد اتسمت قراءة النص القرآني بالضعف بسبب اعتماد منهج يجعل الحديث أعلى من النص ويشدد الخناق على العقل. ويظهر ذلك في طغيان منهج القراءة النصيّة. طغيان منهج الشرح على المتون يفصل البعض النص على دلالاته ولا يأخذون الألفاظ في معناها المجازي والرمزي بل في معناها الاصطلاحي فقط لاعتقادهم بأن « اللسان العربي يفيد العموم في التكليف إلزاما للإنسان مطلقا عن الزمان والمكان »، أما التأويل فهو محصور في النصوص الظنية وتتوقّف وظيفته على فك الألغاز والتعبيرات المبهمة، بطريقة تجعلها متطابقة مع النصوص القطعية. كما أن الأخذ بالمقاصد لا يتعدّى حرفية النصّ، أي أن المقاصد متماثلة عندهم مع النص. فالمصلحة العامة ومتطلبات الواقع لا تؤخذ عندهم بالاعتبار إذا أدّت إلى تعطيل الأساليب والأشكال التطبيقيّة التي جاء بها الوحي. وهكذا فإن تجريم الزنا في القانون الوضعي لا يعتبر كافيا في نظر الفقهاء إذا لم يطبّق حكمها كما جاء في النصّ أو في الحديث (الجلد أو الرجم). وعلى هذا فإنهم ليسوا مستعدين لتبني مناهج التفسير التي تتطلب الأخذ بالغايات وبما وراء النص من معطيات تاريخية وللبحث عن إرادة المشرع من خارج النص، حتى يتسنى تغيير الأحكام بما يتماشى مع متطلبات الواقع دون خرق الغاية التي جاءت من أجلها. وقد أوقع هذا المنهج بعض الفقهاء في أخطاء كبيرة وانتهى ببعضهم إلى أفهام غريبة ينكرها الشرع والعقل كما رأينا ذلك في الأمثلة المذكورة سلفا. و في المقابل نجد تحليلات لا يقبلها شرع ولا عقل مثل الإفتاء بجواز زواج المسيار، أو قطع الآيات من سياقها وبترها، مثل آية تعدّد الزوجات حيث لا يؤخذ في الحسبان ما يبرّرها نصّا وبوضوح تام، و هو القسط في الأيتام، ولا يذكر ذلك إلاّ نادرا و من طرف المطالبين بمنع رخصة التعدّد. و قد اتضح في عديد من الحالات أن السند الشرعي الذي يرتكز عليه أغلب الفقهاء، سواء كان من القرآن أو من السنة، ليس فيه ما يفيد التمييز الاجتماعي القائم حكما ضدّ المرأة أو الضعيف اجتماعيا أو الذمي، لأن الأمر يتعلق غالبا بتفسير أو تأويل أو بتر من النوع الذي أشرنا إليه. و مع ذلك يواصل اليوم المتشبثون بفقه السلف اعتماد هذه التأويلات واعتبارها من المسلمات. ( سلوى تخلص الى المنظومة الاصيلة التي تدافع عنها وهي التمييز الطبقي والعنصري والجنسي والعاطفي والاجتماعي للمرأة… وجمعه في كل مرة بغير وجه حق بالذمي والله أسأل ان يلهمني الجامع بينهما قبل أن يفوتني الوقت وألا أكتفي بالتطور الاجتماعي والارتقاء الجنسي عند سلوى الشرفي  لفهم هذه الفروق بين الجنسين) كما اجتهد الخلفاء الراشدون في عديد القضايا مع توفّر نصوص صريحة وأعلوا الرأي على النص (قال عمر، مثلا، ليبرر تعطيل حكم المؤلفة قلوبهم: « لا حاجة لنا فيهم ») و يبرّر بعض العلماء مثل هذه التجاوزات بالضرورات السياسية. يقول الشيخ الطاهر ابن عاشور في ذلك: « إن المعاملات موكولة إلى تدبير ساسة الأمة » وما زالت هذه الممارسات السياسية المتلفعة بجلباب الدين والتي تعلي الرأي على مع الأميركان في الحرب ضدّ العراق سنة 1991، وهي فتوى مخالفة نصا وروحا للآية الصريحة 28 من سورة آل عمران. و لو طالب اليوم مصلحون، من خارج السّاسة، بالعمل بالمثل في نصوص خاصة بالمعاملات لاتهموا بالكفر. النص الواضح متواصلة إلى اليوم مثل فتوى علماء السعودية التي برروا بها مشاركة جيوش المسلمين هذا فيما يخص القرآن و النصوص قطعية الدلالة، أما بالنسبة للحديث فأمره أكثر تعقيدا وخطورة. المراجع: (1) أحمد والترمذي والنسائي وصحيح الجامع الصغير (94-75). (2) صحيح الجامع الصغير (298). (3) أورد هذه الأمثلة الشيخ يوسف القرضاوي في مقال « أسس ومرتكزات السياسة الشرعية » نشر على ثلاث حلقات في جريدة الشرق الأوسط بدءا بتاريخ 17-1-1998 ص.

 

د. نورالدين بوفلغة


 


[1] سأل أحدهم اماما من أءمة المسلمين عن المعلوم من الدين بالضرورة وكانا –السائل والمسؤول –في أحد شوارع بغداد فأمسك الشيخ صبيا وسأله يا بني هل تحب شرب الخمرة فأجاب الصبي لا يا شيخ, فقال الامام لأن ذلك حرام… فالتفت الامام الى سائله وقال هذا هو المعلوم من الدين بالضرورة يا أخي هو ذك الذي يعلمه الصبيان والكبار من المسلمين…

[2] سوف يظهر علينا ناعقون من هنا وهاهنا للدفاع عن مظلومية سلوى مثل كل مرة في مشهد مألوف مبيت له و أظن الدفاع مكتوب قبل ان تأتي الردود على سلوى في تناغم عجيب وحق لها فلها بواك على الاقل او معجبين ان شئت ان تقول…

[3] من أعطاك هذه الوصفة السحرية, أحسب انها من وصفات وزارة الشؤون الدينية او من وزارة الداخلية لا أكثر

[4] متى ظهرت الأحاديث الضعيفة: اليس في زمن الزنادقة والمعتزلة العقليين الذين غلبوا العقل على النص او المرئجة الذين أرجؤوا الاحكام وعلقوها الى يوم الحساب …


 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                     تونس في 2007/09/10

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                 

                                                        بقلم محمد العروسي الهاني

الرسالة رقم 292                                               مناضل دستوري

على موقع تونس نيوز                                          رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

: الحلقة الثانية : حديث برهان يحتاج إلى برهان وبراهين

إن الكتابة مسؤولية أخلاقية كبرى وأمانة عظمى ورسالة تاريخية يحاسب عنها التاريخ حسايا عسيرا وتحاسب الأجيال ا      صاحبها حسابا طويلا ومن هذا المنطلق ينبغي على الكاتب الذكي الصادق أن يكون متفطنا على غاية من اليقظة والذكاء ويتصف بالصدق والنزاهة والنظافة و أكبر شرط ويتصف بالصدق والنزاهة والنظافة وأكبر شرط النظافة لأن النظيف يكتب بصدق ونزاهة وبدون إيعاز أو تعيمات أو لفت نظر أو حصول على منافع مادية وأدبية إذا الكاتب الناجح هو الذي يكتب بعقيدة وإيمان وصدق وتطوع للإصلاح وتضحية وشتان بين الكاتب المؤمن برسالة تاريخية والكاتب بمقابل ومصالح مادية ظرفية متقلبة ولن تكن ثابتة لان من شروط الثوابت المبادئ والقيم والاتجاه الصحيح الذي هو من الثوابت ومن أهمها التمسك بالدين الاسلامي وكتاب الله وشريعة الإسلام السمحاء والتشبع بالقيم الأخلاقية وأعتقد أن الكاتب الناجح هو صاحب المبادئ لا يتأثر بظرف معيّن ولا يجامل من أجل مصلحة ولا يجاري من أجل مسؤولية ولا يمدح من أجل حفنة من المال والكاتب الناجح هو الذي يضحي من أجل اعلاء كلمة الحق ويضحي بماله ومصلحته وصحته ووقته وأن الكاتب يدفع من ماله ومصلحته وصحته ووقته وأن الكاتب الذي يدفع من مكتوبه من أجل نشر الكلمة الحرة الطليقة الصريحة الواضحة ولا ينتظر جزاء ولا شكوارا هو الكاتب الناجح الذي يصدقه الناس أما الذي يكتب بمقابل ويسعى إلى التجارة الرابحة الظرفية فإن كتابته لا تأثر في القلوب ولا ترسخ في العقول ولا تفيد الناس في شيء بل العكس كتابتهم بعيدة عن الواقع وعن خلجات الشعب ولا تغني ولا يسمن من جوع وهي مجرد أدوات للاستهلاك اليومي حسب اعتقادهم والحمد لله اخترنا طريق الحق وطريق الوضوح وطريق الصراحة واعتمدنا أسلوب الشجاعة والجرأة وما ينفع الناس دون خوف أو خشية وشعارنا الصدق في القول والإخلاص في العمل وأحيانا حديثنا ومقالاتنا الشجاعة تحرج بعضهم لأنها من صميم الواقع وكما يقولون في الصميم وبعض الأصدقاء والإخوان الأوفياء الصادقين يقولون لي يا سي الهاني أنت تكتب بصدق من الأعماق ولكن الأذان  غير واعية وغير مفتوحة قال الله تعالى : »وتعيها أذن واعية » صدق الله العظيم أردّ على إخواني وأقول لهم أن الكتابة الهادفة يقدرها الناس ويحفظها التاريخ وأنا أكتب للتاريخ الذي لا يرحم…وأعود للحديث حول الكتابة التي تنفع الناس والأشقاء والأصدقاء والدول الشقيقة والصديقة وتحترم مشاعر الناس بلطف وأخلاق فاضلة التي تحترم القيم والمبادئ ولا تتدخل في شؤون الغير ولا نحكم أحكام قاسية على نوايا الناس أو الأحزاب السياسية مهما كان اتجاهها السياسي أو الديني أو العلماني وأن ما ذهب إليه برهان بسيّس في مقاله الأخير البعد الاَخر بجريدة الصباح يعتبر تدخلا في شؤون الغير وزعيمنا الأوحد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله علمنا أن من واجب المواطن الصالح والمناضل الصادق والسياسي الصاعد والقائد للفاتح …ولكل عاقل رصين أن لا يتدخل في شؤون الغير أنه لا يفيد ولا ينفع وقد يأجج المشاعر ويأتي بنتائج معاكسة ووخيمة وأشار قائلا ردا على العقيد القذافي أن التحدي يجلب المضرة وأن لكل دولة ناموسها وتقاليدها ونظامها ولا يمكن و لا يسمح بالتدخل في نظام المملكة المغربية مثلا فالمغرب حر في اختيار نظامه السياسي وتقاليده التاريخية والشرعية ونحن نقدر ونحترم هذا النظام الملكي الذي له تاريخه المجيد ونضاله الطويل كما لا نسمح بالتحدي لأمريكا ربما كلام من هذا الذي سمعته من العقيد يصاعد الضغط وربما نتائجه تكون وخيمة وكما قال بورقيبة كلمة طز في أمريكا بجلب لكم مشاكل وربما تاكل طريحة وصدق بورقيبة الخبير بالسياسة والمثل يقول العاقل الذي يزن كلامه قبل النطق والدروس والعبرة كثيرة وغزيرة والزعيم بورقيبة ترك أرثا عظيما علينا المحافظة عليه واستغلاله  في ما ينفع الناس ونقدر كل كلمة قالها زعيمنا رحمه الله.

 قال الله تعالى : » فأما الزيد فيذهب جفا، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » صدق الله العظيم

وألف تحية للشعب المغربي الذي اختار نوابه بحرية في المجليس التشريعي وألف شكر للملك  الشاب محمد السادس على راهنه على دعم الديمقراطية في المغرب الشقيق والله في عون عباده المخلصين المؤمنين والملك الشاب هو أمير المؤمنين في المملكة بحق يرفع راية الإسلام عالية.

محمد العروسي الهاني


توضيح
 
قرأت باهتمام النصوص التي تفاعلت مع مقالتي حول الانتخابات المغربية وما ورد فيها-أي هذه النصوص- من أفكار تستحق النقاش والتعقيب، واني أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن امتناني للأصدقاء السادة الهاشمي الحامدي ومرسل الكسيبي ونصرالدين بن حديد على تخصيص حيز من اهتمامهم لمثل هذا التفاعل وبمثل هذه الروح الحاثة على المجادلة الجديّة بعيدا عن السخافة المقرفة التي واظب على انتاجها البعض باصرار عجيب على التمرّغ في قاع التفاهة دون رأفة بالشيخوخة التي تأبى الاّ أن تعرّض نفسها للاهانة مادامت تزيد على ضيق الأفق كذبا واختبالا. كنت منذ مدة هاتفت المدعو العروسي الهاني –لا أعرف أيّ قلق وجودي أو فراغ ثقيل دفعني لذلك-لأوضّح له أنه خلافا لما كان يكرره في مقالاته العظيمة أني أنا برهان بسيس لا أستهلك قهوة يوميا تفوق ثمنها عشرة دنانير بل اني لا أجلس في المقاهي أصلا وأنه من العيب على شيخ مثله أن يكتب في سير أشخاص لا يعرفهم فيتبلّى عليهم في حياتهم الشخصية كذبا وزورا عدى عن التبلّي على أفكارهم وذاك مفهوم وشرعي تقرّه الحرية وتبرره محدودية مستوى التفكير والاستيعاب ، لكن يبدو أن الرجل المصاب باختبالات عميقة في الفهم لا يمكن أن يشفى من أمراض العدائية المجانية والقيل والقال السفلي سليلة ثقافة الميليشيا الحزبية التي نجح في نقلها لأحد أبناءه المختص حاليا في تحاليل رصد حركة المقاهي والملاهي وهتك أعراض البشر بنفس الصياغات المقرفة التي يكتبها أحيانا بعض من يدّعي أنه يدافع عن السلطة  ضد خصومها المعارضين. برهان بسيس

 
 

تحقيق « الصباح الأسبوعي »:

بعد انقضاء العطلة وحلول العودة المدرسية وشهر رمضان « عدوان ثلاثي » على جيب المواطن المنفوض!

البلديات شاركت في «الهجوم» بفاتورة الزبلة والخروبة إضافة لـ«الستاع» و«الصوناد» مواطن يلوم التونسيين ويتهمهم بالتبذير وقلة التدبير! مواطن آخر يجيب: «تعال واقسم لي 450 دينارا على الكراء والماء والكهرباء والهاتف والأكل.. وحاول تفضّلي شوية »!

 
«مسكين أبو الأولاد» «مسكين الزوالي» هاتان العبارتان هما أكثر العبارات تداولا بين الناس هذه الايام.. وهما تلخصان حالة الاستنفار القصوى التي فرضتها الظروف على كل العائلات التونسية تقريبا. وحالة الاستنفار لها ما يبررها إذ «تحالفت» ظروف عديدة مبرمة اتفاقيات تشن بمقتضاها عدوانا شرسا على جيب المواطن.. وخطة العدوان هذه المرة أتت شاملة ومن كل الاتجاهات. فعندما  يلتفت المواطن الى يمينه يجد هجوم «قوات» العودة المدرسية.. والى شماله توجد «قوات» الستاغ والصوناد والبلديات.. كل ذلك يأتي على جيوب منهوكة جراء مصاريف الصيف التي تراوحت بين مناسبات النجاح والخطوبة والاعراس وكذلك «التفرهيد» لمن استطاع اليه سبيلا. الحالة فريدة من نوعها ويبدو أنها لم تحصل سابقا بمثل هذه الصفة. واذا كانت هذه الحالة لا تعني شيئا بالنسبة لبعض عباد الله الموسرين فإنها تعني الكثير لمتوسطي الحال، وهم أغلبية الشعب التونسي،  فما بالكم إذن بضعاف الحال»؟ «يا وليداتي أش باش نعمل؟» في احدى محطات الحافلات هممت بطرح الموضوع على امرأة كانت تجلس هناك. لكنها أعفتني من السؤال إذ  ما إن وصلت حتى انطلقت تحكي وحدها قائلة لكل من كانوا حولها: «يا وليداتي آش باش نعمل؟ راني كارية وجاتني ورقة الماء وخلطت عليها  ورقة الضو.. وعندي  أربعة وليدات في المكتب.. راجلي  مات وخلاني  نعاني  وحدي.. وين باش نمشي؟ المكتب من شيرة ورمضان من شيرة.. والماء والضوء والكراء من شيرة أخرى.. يا حليلي راهي يد واحدة ما تصفقشي».. هذا الكلام الذي قالته هذه المرأة وهي عاملة نظافة باحدى المؤسسات يغني عن كل تعليق. فهو يصف حالة الكثير من الناس الذين تشبه ظروف عيشهم  ظروفها. وقد اعتادوا على القناعة وهم لا يمدون ايديهم لاحد صونا لكرامتهم.. لكن بصراحة ماذا سيفعلون وكيف سيتصرفون في هذه الظروف الاستثنائية بالذات؟ من أين سآتي بـ500 دينار؟ السيد «حامد .م» موظف يتقاضى 500 دينار وبعض المليمات حدثنا عن حاله قبل الهجوم المرتقب فقال: «بكل صدق أنا حائر كل الحيرة. فمعدل مصاريف الاولاد  في هذه العودة المدرسية 100 دينار لكل فرد وأنا لي ثلاثة أبناء يدرسون أي 300 دينار.. معدل المصروف  اليومي لا يقل عن 15 دينارا وهذا المبلغ عادي  جدا ولا يسمح لنا بالبهرج او التبذير وانما  نعيش «قد..قد» وهذا يعني ان رمضان يستهلك وحده 450 دينارا.. يضاف الى كل ذلك مصاريف العيد وبين الحلويات ولباس الابناء «ما يفكنيش ربي  من 150 دينارا»  هذا دون اعتبار مصاريفي الخاصة في التنقل. والسهر  في المقهى ليلا. وبعملية حسابية بسيطة انا محتاج لما لا يقل عن ألف دينار ومرتبي لا يزيد عن 500 دينار.. فمن أين سآتي بالفارق»؟ «تاجر وموش خالط»! السيد حامد حسب الحسبة بالتفصيل واستخلص انه «ناقص 500 دينار» فماذا يقول السيد  محسن الحامدي وهو تاجر  معروف بحيه؟ هذا الرجل قال: لا تغرنكم المظاهر. فالعطار اليوم لم يعد ذلك الشخص الذي يربح الملايين لان الفضاءات الكبرى قتلتنا ولان هامش الربح في المواد الغذائية وغيرها قليل ولم يعد يفي بالحاجة. وفي بعض المواد لا يتجاوز ربحنا  5 مليمات أو ستة في الكيلوغرام الواحد.. كل ما قلته الآن مقدمة لافيدكم أن كل الناس يستعدون خلال الشهر القادم وأقصد  شهر رمضان الذي يتزامن هذه المرة مع العودة المدرسية وكثرة مصاريفها وكذلك مع الفواتير  التي نزلت على رؤوسنا  دفعة واحدة. انا في كل الحالات احمد ربي لان حالي افضل  من احوال الكثيرين. لكن صدقوني فما أنفقه في العودة (4 أبناء منهم واحد في الجامعة)  وفي رمضان ليس من «الفاضل» بل هو من «اللحم» وبكل صراحة أشفق على أولئك الذين تتحكم فيهم مرتبات صغيرة ولا اعرف هل  سيكفيهم لمصاريف  ابنائهم ام لمصاريف  العائلة خلال شهر رمضان أم لماذا؟ كل شيء  زاد قبل «الهجوم»؟ السيدة زهرة تعمل في سلك التعليم  وزوجها  زميل لها.. دخلهما  يحوم حول الألف دينار ورغم ذلك فهي «تتشفع»  فقد عادت من «البلاد» حيث قضت عطلتها  صحبة زوجها والابناء. هذه المرأة قالت: و«الله العظيم عدنا «منفضين» تقريبا. فمرتب شهر أوت نفد نصفه تقريبا خاصة أننا وجدنا فواتير الهاتف والماء  والكهرباء في انتظارنا فدفعنا حوالي 400 دينار لخلاص  تلك الفواتير.  اما ما تبقى فاشترينا  به كافة لوازم الابناء  المدرسية ولست أدري كيف سنقضي  النصف الاول من شهر رمضان على الاقل في انتظار مرتب شهر سبتمبر. أما اكثر ما يحيرني فهو ان التجار استعدوا للحرفاء  كأحسن ما يكون الاستعداد. فالاسعار مقارنة  بشهر أوت مثلا قفزت الى ارقام  عجيبة في كل شيء  تقريبا.. فماذا  يعني هذا؟ ألا يكون رمضان رمضانا  الا عندما ترتفع الاسعار؟ وهنا استغرب مما اسمعه ومما اراه فما اسمعه يقول ان كميات الخضر والغلال والبيض والدجاج.. وغيرها من المواد الاستهلاكية متوفرة ولا مجال للنقص او الاحتكار.. اما ما أراه وقبل حلول رمضان فهو نقص واحتكار وارتفاع غير مبرر في الاسعار!! فكيف نجابه هجوم كل هذه المناسبات وفي آن واحد نواجه هجوم التاجر الذي لا يجد افضل من هذه المواعيد ليضرب ضربته!؟»  بين التنظيم والفوضى لئن اجمع كل الذين تحدثنا معهم وكذلك الذين لم نتحدث معهم باعتبار ما نسمعه من حديث يدور علنا بين الناس، على ان «الهجوم» شرس وان الظروف لا يعلم بها الا الله فان السيد «فتحي ـ ع» خرج عن صف الاجماع وادلى برأي مخالف قد يكون فيه الكثير من الصواب اذ قال: «التونسي لا يعرف التصرف في ميزانيته ولا يسمع عن شيء اسمه الاقتصاد والتنظيم.. فمنذ رمضان 2006 والعالم اجمع يعرف ان رمضان 2007 سيأتي متزامنا مع العودة المدرسية، وكل الناس يعرفون ان فواتير الماء والكهرباء هذا موعدها فلماذا اذن لا يبرمجون منذ مدة للعودة المدرسية ولشهر رمضان!؟ انا مثلا موظف اتقاضى 600 دينار والمحل الذي اسكنه ليس ملكي وادفع الفواتير مثل كل الناس لكن ليس لي مشكل مع العودة المدرسية ومع رمضان ومع العيد ايضا فمصاريف الترفيه لا تلزمني وقد ادخرتها لما هو اهم.. وعندما يكون في جيبي 10 دنانير فانني لا انفق 20 دينارا.. اضافة الى هذا انا استغرب من اولئك الذين ينفقون بلا رحمة في رمضان ثم يجدون ان اكثر من نصف ما انفقوه ذهب الى الزبلة!! لماذا هذا التبذير والحال ان الحكمة والتحكم في الشهرات كفيلان بتوفير نصف المصاريف على الاقل؟ ان المسألة وما فيها حسن تصرف وتنظيم للحياة ليس الا فلو ان كل تونسي ادخر قليلا منذ عيد الاضحى الماضي مثلا لما وصل الى هذه الحالة من الخوف والاستنفار لكن هل تعرف لماذا يصل التونسي الى هذه الحالة؟! ببساطة لان التونسي الذي يتقاضى 400 دينار مثلا يريد ان ينفق 800 دينار.. وهكذا دواليك..» من اين لي بالادخار؟! شاءت الصدفة ان يكون تدخل المواطن «بشير» بعد السيد فتحي وكأنه يجيب عن اهم ما طرحه من اسئلة خاصة في ما يتعلق بالادخار، بشير قال: «والله لو كنت اعرف ان هذا السيد خبير بشؤون الاقتصاد الى هذه الدرجة لكنت اعطيه مرتبي كل شهر ليتولى هو الانفاق على عائلتي لعله «يفضلي شوية» وانا هنا اسأله بعيدا عن الفلسفة والدمغجة كيف يمكن لعائلة تتركب من خمسة افراد كلهم كبار ان تعيش بمرتب 450 دينارا!؟ وهنا اقصد حالتي دون الحديث عن «السيمقار» (اصحاب الاجر الادنى المضمون) او الذين يقاضون اقل مني 450 دينارا منها الكراء (120 دينارا) ومنها الماء والكهرباء والهاتف (50 دينارا في الشهر بين الفواتير الثلاثة كمعدل) ومنها مصاريفي الخاصة في التنقل الى عملي ووجبة الغداء (حوالي 100 دينار على اقل تقدير) فماذا بقي لمصاريف المنزل ؟! 180 دينارا بالتمام والكمال.. فهل يستطيع السيد فتحي ان يقسم لي هذا المبلغ على 30 يوما؟ لنقل انه سيجد ستة دنانير في اليوم.. فهل يكفي هذا المبلغ لاطعام خمسة افراد؟ الا يلزم هؤلاء الافراد دواء اذا مرض احدهم.. هل عليهم ان يلبسوا ام يبقوا حفاة عراة؟! نحن يا سيد فتحي «هكة ما ناش خالطين» ومعداتنا تهرات من العجة والشكشوكة فهل تطلب منا ان ندخر؟! تعال انت ونظم حياتنا وادخر لنا سنكون لك من الشاكرين..» العدوان الرابع! تحدث الناس عن الجيب المنفوض بعد العطلة وعن العودة المدرسية وعن رمضان لكن البعض منهم تحدث عن «العدوان الرابع» على جيب المواطن، فالسيد «مختار ـ غ» تحدث عن هجوم رابع على جيبه اذ قال: «لم تجد البلدية وقتا اخر افضل من هذا الوقت لتطالب بما يعرف باسم الزبلة والخروبة فبتاريخ 27 اوت الماضي وجهت لي مكتوبا تطالبني فيه بدفع 51.236 مليما في اجل اقصاه 15 يوما اي ان البلدية لم يكفها ما دفعته للستاغ ودار الماء ولا تعلم ان لي ابناء يدرسون ولا تعلم ان الاجل الذي حددته لي قد يوافق اول يوم من شهر رمضان.. لم يكفها كل هذا فزادت الطين بلة.. والله لو ان لي بتصوير المشهد لرسمت شخصا واقفا قرب بئر ثم تأتي البلدية لا لتنقذه وانما لتدفعه الى داخل البئر..» تحقيق: جمال المالكي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

بداية من هذا الاربعاء 360 ألف طالب موزّعين على 780 شعبة يؤمون 194 مؤسسة جامعية

ما حكاية الصفوف الطلابية والاكتظاظ الذي ما انفك يتكاثف؟

 
تونس ـ الاسبوعي تستقبل بداية من بعد غد مختلف الجامعات والكليات والمعاهد العليا طلبتها الجدد والقدامى للانطلاق في سنة جامعية جديدة.. والاكيد ان مختلف الاطراف والهياكل المشرفة سعت الى ان تعد العدة كما ينبغي لضمان انطلاقة جيدة ومن دون مفاجآت.. وعليه فقد عقدت عدة اجتماعات اشرف عليها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا لتعزيز فرص انخراط المؤسسات الجامعية في منظومة «إمد» وتعزيز آفاق تشغيلية الاختصاصات والشعب سيما من خلال توثيق روابط التواصل بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي والانتاجي. «الاسبوعي» حاولت ان تواكب هذه العودة الجامعية بطريقتها الخاصة فالتقت بعض رؤساء الجامعات.. وتوقفت عند بعض المظاهر التي طغت على بعض الاوساط الطلابية والفضاءات الجامعية الى جانب رصد بعض الارقام والمعطيات الاحصائية حول هذه العودة الجامعية.. العودة بالارقام؟ هذا وسيتوجه هذا الاسبوع الى مقاعد الجامعات مالا يقل عن 360 الف طالب منهم 75 الف طالب جديد ليؤموا ما يناهز 194 مؤسسة جامعية منتشرة في شتى ربوع الجمهورية التونسية وتضم 24 معهدا للدراسات التكنولوجية. اما بالنسبة الى الشعب والاختصاصات التي تؤمنها هذه الجامعات والكليات وموضوعة على ذمة الطلبة فيقدر عددها بـ 780 شعبة واختصاصا منها 60 شعبة جديدة تدرس لاول مرة خلال مفتتح هذه السنة الجامعية الجديدة واقتضاها واقع تحسين مؤشرات التشغيل بالنسبة الى خريجي الجامعات وتفيد مصادرنا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ان عدد الخريجين قد بلغ خلال السنة الجامعية المنتهية 2006 ـ 2007 من 60 الف خريج حصل على شهادة جامعية عليا. وبخصوص اطار التكوين والتدريس في الفضاء الجامعي فتشير المعطيات الى انه يقدر بـ 18 الف استاذ جامعي وباحث يتولون مهمة التدريس والتأطير للطلبة بصيغ وخطط مختلفة على غرار الاستاذ المحاضر والاستاذ المساعد والمساعد والتكنولوجي والمتعاقد والمتعاون.. جامعة جندوبة الاستاذ مصطفى النصراوي رئيس جامعة جندوبة اكد ان «الاستعدادات للسنة الجامعية الجديدة انطلقت منذ اواسط السنة المنتهية، وقد توزعت هذه الاستعدادات الى مادية وبيداغوجية اما المادية فتتمثل اساسا في مبادرة جامعة جندوبة باقتناء بعض المعدات والتجهيزات العلمية والتقنية والوسائل السمعية والبصرية والكتب والمراجع التي من شأنها ان تدعم الرصيد الموجود وتستجيب للحاجيات المتزايدة للطلبة خاصة في ظل التجديد المتواصل والتنوع في الاختصاصات العلمية التي من شأنها ان تدعم تكوين الطالب وتدعم حظوظه في الاندماج في سوق الشغل. الى جانب الاستعدادات البيداغوجية حيث قمنا بالتنسيق مع مصالح واطارات التدريس لتهيئة كل الظروف وممهدات النجاح لبعض المسالك الجديدة والمنظومات كمنظومة «امد» التي ينبغي ان يستفيد طلبتنا كأحسن ما يكون مما تتيحه من تكوين ومهارات وقدرة على الانخراط في سوق الشغل ومؤسسات الانتاج. هذا الى جانب طبعا الحرص على مواصلة جهود تحسين الجودة في التعليم وهو برنامج انخرطت فيه جامعة جندوبة وشمل كل اطراف عملية التعليم بما فيها من اطار اداري ومدرسين وطلبة بغية تعزيز تشغيلية الخريجين سيما وقد سجلت جامعة جندوبة تغيرا نسبيا في اختيارات الطلبة وتوجههم نحو الشعب الاكثر التصاقا بالمؤسسة الانتاجية والاقدر على تسهيل فرص الانتصاب وبعث المشاريع الخاصة وهو خيار له فوائده الجمة على الخريج ومنظومة التشغيل في الوقت ذاته..». مرصد الحياة الجامعية وبالنسبة الى جامعة قابس بدوره ابرز الاستاذ مبروك المنتصر رئيس الجامعة ان عملية الاعداد للسنة الجامعية الجديدة انطلقت بصفة مبكرة وشملت كل الجوانب والمستويات منذ منتصف السنة الجامعية التي انقضت حتى تسير الامور على النحو الذي برمج له ومن دون اية مفاجآت.. وذكر الاستاذ مبروك المنتصر ان جامعة قابس هي جامعة فنية وديناميكية في تطورها حيث ارتفع عدد الطلبة الدارسين بالمؤسسات الجامعية باقليم الجنوب الشرقي من 12 الف طالب سنة 2003 ـ 2004 الى 28 الف طالب يؤمون 20 مؤسسة جامعية من بينها خمسة معاهد للدراسات التكنولوجية موزعة على ولايات قبلي وتطاوين ومدنين وقابس. وللاشارة فان جامعات قابس تعد من الجامعات الاكثر انخراطا في منظومة «امد» منذ السنة الماضية وهذه السنة الجديدة ستدخل كل الجامعات المعنية بـ «امد» هذا النظام وهي 13 مؤسسة. كذلك يشار الى ان جامعة قابس ستستقبل في مفتتح هذه السنة الجامعية الجديدة حوالي 6600 طالب جديد اضافة الى الف طالب معنيين بالاستاذيات الجديدة او النقل او بدخول مدارس الهندسة.. وسيجد هؤلاء الطلبة ما لا يقل عن خمسين اختصاصا يتوزعون الى 33 اختصاصا في المسالك التطبيقية (اجازات تطبيقية) و17 اجازة اساسية علما ان هذا الكم الهائل من الاختصاصات سيتفرع عليه عديد المسالك التي تساعد الطالب على الحصول على مؤهلات مهنية تؤهله للانخراط في المنظومة الاقتصادية وبعث المشاريع الخاصة. من جهة اخرى تجدر الاشارة الى أن جامعة قابس انخرطت في منظومة الجودة وهي تعتمد مقاييس دولية لتقييم اعمالها وانشطتها بناء على المؤشرات الدولية وقد شمل التقييم كل المؤسسات الجامعية التابعة الى جامعة قابس. هذا الى جانب مرصد الحياة الجامعية الذي عرفته جامعة قابس واحدث باعداد فني من الاتحاد الاوروبي وهو اليوم من المراصد الفاعلة في منظومة التعليم العالي شأنه في ذلك شأن مرصد جامعة سوسة وجامعة صفاقس وقد اصبح يقدم عديد الدراسات الجيدة لفتح الآفاق امام التكوين الجامعي حتى يتناسق باكبر قدر ممكن مع متطلبات سوق الشغل وبعث المشاريع واحداث المؤسسات سيما وان التشغيلية هي هاجسنا الاساسي وستشهد هذه السنة الجامعية الجديدة انطلاق تركيز اجازات البناء المشترك وهي اجازات يشترك فيها التكوين العلمي مع الفعاليات الاقتصادية وتم اعدادها وفق برامج واتفاقيات شراكة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية بهدف ضمان تشغيلية ارفع للطلبة عند التخرج.. سفيان السهيلي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

أخبار صحيفة « الصباح الأسبوعي »

 

صفوف وحشود طلابية لكن في مقابل ذلك وبالتوازي مع الجوانب الايجابية لهذه العودة الجامعية لا يفوتنا الا ان نتوقف عند بعض مظاهر الاكتظاظ والطوابير الطويلة لصفوف الطلبة خاصة ممن يعانون من بعض الاشكاليات العالقة والمتصلة اساسا بعملية التوجيه والنقلة من شعبة الى اخرى  وهم يملأون شارع سوسة امام المبنى الجديد لادارة الشؤون الطالبية التابعة الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا.. او كذلك بعض الاشكاليات.. وهي في الواقع كثيرة.. وتتعلق بالسكن والايواء الجامعي خاصة بالنسبة الى الطلبة والطالبات الذين قضوا سنة واحدة في المبيت الجامعي ولم يعد بالامكان ـ حسب دواوين الخدمات الجامعية ـ توفير سكن لهم. اما المظهر الثالث لطوابير الطلبة فلكم ان تلحظوه على سبيل الذكر لا الحصر في مركز بريد شارل ديغول (خلف وزارة تكنولوجيا الاتصال) اين وضع على ذمة الطلبة جهاز للتسجيل عن بعد عبر الانترنات وباعتماد الدينار الالكتروني (E.DINAR) وامامه يصطف العشرات من الطلبة منذ انبلاج الصباح الباكر بهدف التسجيل الجامعي واستخدام التكنولوجيات الحديثة.. ولكن ما ضر لو ان الجهود تظافرت وحال الساهرون على قطاع التعليم العالي وهذه العودة الجامعية دون مظاهر الاكتظاظ وهذه الصفوف الطويلة حتى تكون العودة مريحة للجميع، على الورق وعلى الواقع، في الاجتماعات وفي رحاب فضاءات تواجد الطلبة. «لمة..لمة.. وشيء ما ثمة» وكما يقول المصطلح الشائع في اوساطنا الشعبية «لمة.. لمة.. وشيء ما ثمة..» نعم هو كذلك لان هذه الصفوف المتراصة وهذه الطوابير ما كان لها ان تتجمع وتتراكم لو توفرت الاجابات الشافية والردود المستعجلة من اولئك العاملين القابعين في المكاتب والاخرين الذين يجوبون الاروقة غير عابئين بمن هو موجود او في انتظار ولو معلومة بسيطة تغنيه البقاء ووليه الذي قد يكون برفقته الساعات الطوال.. فالمسألة لا تحتاج الادعاء لابراز قيمة المركز الذي يشغله الشخص وانما تحتاج الى لفتة كريمة وطول بال للرد عمن يجهلون سير الاجراءات او يطلبون ماهو غير متاح لهم. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

يوميات تونسي عائد من جحيم العراق

الأمريكان اعتدوا عليّ وسجنوني في أبو غريب وقتلوا أفراد عائلة زوجتي الموت زارني  كذا مرة لكنه فضّل أن يخلف لي سقوطا ويتركني على قيد الحياة مسلحون بزي عسكري موحد اقتحموا بيتي وبعثروا محتوياته جندي أمريكي هدّ أسناني بمؤخّرة بندقيته ونقلني إلى أبو غريب هكذا فقدت صديقين من أبناء بلدي وهكذا عشت سقوط بغداد

 
المولدي بن محمد الغالي.. مواطن تونسي في منتصف عقده الثالث.. تعلّم مهنة الحدادة في تونس حتى أتقن كل فنونها  وأسرارها.. اختار ذات أكتوبر سنة 2000 الهجرة الى العراق أين حطّ الرحال  بمنطقة «الكرادة الشرقية» تحديدا.. لتنطلق رحلته المتخمة بالاحداث والمفاجآت والاهوال والمآسي  مع اندلاع شرارة الحرب الانقلوأمريكية على بلاد الرّافدين إليكم تفاصيل سنوات الجمر التي قضاها هذا المواطن التونسي  تحت وابل القصف  ودوي الانفجارات كما رواها «للاسبوعي» في لحظة صراحة وربما لحظة ألم ترجمتها تلك الدموع الحارقة التي ترقرقت في عينيه. سنوات «الكرامة».. رغم ظروف الحصار دخل المولدي التراب العراقي يوم غرة أكتوبر سنة2000 وبعد مدة وجيزة التحق بعمله في إحدى ورشات الحدادة، وبمرور الأشهر – يقول محدثنا «تحسنت وضعيتي المادية رغم ظروف الحصار الصعبة في تلك الفترة، حيث كانت الجالية العربية وخاصة التونسية تحظى بالرعاية والتكريم في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وهو ما ساعدني على فتح ورشة حدادة خاصة بمشاركة أحد العراقيين، ثم امتلاك منزل ، فالزواج من الآنسة العراقية أصيلة مدينة «الكاظمية» حنان الربيعي سنة 2002 التي رزقت منها  بابني البكر محمد علي، ليتواصل ايقاع حياتي بوتيرة عادية الى حدود اندلاع شرارة الحرب يوم 20 مارس 2003 .. التاريخ الذي انقلب فيه الواقع رأسا على عقب..  ليلة الرعب ليلة العشرين من مارس لازم العراقيون بيوتهم انتظارا لوقوع المكروه  الذي كان ينذر بالقدوم في كل لحظة.. ليلتها  كانت حالة الترقب  ثقيلة ومملة ورتيبة لكن مع بروز فجر ذلك اليوم كسر دوي صفارات الانذار الموحش حاجز الصمت الرهيب الذي كان يخيم على العاصمة بغداد، معلنا عن انطلاق أولى صواريخ «التوماهاوك» الامريكية نحو أهدافها، كنت في تلك الليلة المشؤومة منزويا في أحد أركان البيت صحبة زوجتي تحتضن طفلنا الذي لم يتجاوز شهره السادس في حالة رعب وهلع لا أستطيع وصفها، فهي المرة الاولى التي أعيش فيها أهوال الحرب، كانت أصوات الصواريخ والقنابل تصم الآذان، وكانت الأرض ترتجّ تحت أقدامنا  دون انقطاع، مما اضطرنا الى وضع القطن في أذني ابننا الرضيع وإحاطته  بالاغطية والوسائد في انتظار اشراقة شمس طال انتظارها قد تزودنا ولو بالقليل من الامان والطمأنينة. سقوط بغداد.. فوضى.. دمار وأهوال تواصلت أيام الحرب الاولى  على إيقاع جرعات الأمل التي كان يضخّها وزير الاعلام  العراقي  محمد سعيد  الصحّاف تسكينا لأوجاعنا، ولكن على ايقاع الواقع المر أيضا الذي يؤكد تقدم القوات الانقلوأمريكية على أرض المعركة وسط جو انتشرت فيه رائحة الخيانة، حيث كانت الانباء تتردد عن آداء صدام للصلاة في جامع «أبو حنيفة» قبل السقوط المدوي لبغداد ببضع ساعات، وعن إرساله لأحد أقاربه الى مكان سري في مدينة «اليوسفية» ليأتي له بجهاز تحكم عن بعد يمكنه في أية لحظة من إطلاق  صواريخ كان نصبها في أماكن استراتيجية قبيل الحرب، لكن قريبه خيّر تسليم هذا الجهاز للأمريكان.. ثم تلتها الصفعة الموجعة يوم 9 أفريل.. يومها كنت على بعد  بعض الامتار فقط من مشهد اسقاط تمثال  الرئيس صدام حسين في ساحة الفردوس، حيث خرج العشرات أغلبهم  من الاكراد  ومن المسيحيين للتعبير عن فرحتهم، أما البقية فكانوا  مضطرين للابتسام في وجوه الجنود الامريكيين خوفا من بطشهم.  ومنذ ذلك التاريخ تغيرت كل المفاهيم والقيم، فاختلط الحابل بالنابل وانتشر العنف وعمت الفوضى مختلف أجزاء العراق، دون أن تهمل انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشراب الذي زاد الطين بلة، إضافة الى النقص في المواد الغذائية الذي أجبرنا على الاكتفاء باستهلاك الدقيق والارز. في كلمة تدهورت أوضاعنا المعيشية الى الحضيض، وطالنا الاحساس بالضياع والحرمان والجوع والتشرد، الى الحد الذي جعلني أفكر جديا في العودة الى تونس بكل الطرق  لكن عدم امتلاك زوجتي وابني لجوازي سفر حال دون ذلك.  اعتقال في سجن أبو غريب والنجاة من الموت بأعجوبة عدة مرات بعد أن هدم الامريكان ورشتي بما فيها نتيجة القصف الجوي العشوائي، اضطرتني  الظروف للعمل في محل لبيع البلور، وبينما  كنت متجها في احدى الصباحات الى عملي  المذكور انفجرت سيارة مفخخة في نفس الشارع الذي أسير فيه أودت يومها بعشرات الضحايا، فوقع تطويق المنطقة من طرف الجيش الامريكي ثم قاموا بحملة تمشيط واسعة اعتقلوا خلالها  كل من كان متواجدا قرب مكان الانفجار بينهم أنا – يتقطع هنا صوت محدثنا وينغمس  في لحظة تأمل عميق في محاولة للملمة شتات أفكاره.. ثم يواصل وعندما حاولت مناقشتهم وتوضيح الامر ضربني أحد الجنود بمؤخرة سلاحه على فمي فأسقط أثنان من أسناني وتم نقلي دون اسعافي الى سجن «أبو غريب» وتحديدا داخل خيمة ضمن مجموعة ضمت 15 شخصا أين قضيت قرابة 21 يوما رهن الاعتقال في ظروف أقل ما يقال عنها أنها سيئة وقاسية، ليتم اطلاق سراحي اثر تحقيقات ماراطونية تأكدوا خلالها من هويتي ومن براءتي من تهمة «الارهاب». إذ لو لم تكن زوجتي عراقية لأخذت القضية أبعادا أخرى. وفي مرة ثانية بداية سنة 2004 على ما أذكر اقتحمت منزلي  حوالي  الساعة العاشرة ليلا مجموعة مسلحة ترتدي زيا عسكريا موحدا لم أتبينه جيدا، فقاموا بتحطيم الباب وصوّب اثنان منهم فوهات رشاشاتهم الى رأسي وأمروني بالصمت المطبق، أما البقية فعاثوا فسادا في محتويات البيت تكسيرا وتهشيما وبعثروا أدباشي في الشارع وسط توسلات وبكاء زوجتي وطفلي ثم رحلوا الى حال سبيلهم.. وفي حادثة أخرى ذهبت لشراء الطماطم والارز من احدى محلات منطقة «الكرادة الشرقية» وكانت أغلب  البضائع معروضة على الرصيف بحكم انقطاع التيار الكهربائي، وأذكر أن البائع وزن لي الارز ثم دخل المحل ليأتي بعلبة الطماطم المصبرة فانفجرت فجأة قنبلة وضعت تحت صندوق كرتوني وسط  الشارع، فتهدم الحانوت على رأس صاحبه بينما سقطت أنا أرضا وبقيت أحبو، الى أن ولجت محلا لبيع الاقراص المضغوطة ونجوت بنفسي  لابقى بعدها لا أسمع ولا أرى شيئا مدة أيام، والى هذه اللحظة مازلت أعاني من مخلفات تلك الحادثة التي سببت لي سقوطا مستمرا في عيني اليسرى وضعفا  في سمعي.  أحبّتي وأصدقائي…رحلوا! في أحد أيام شهر أفريل  سنة 2003 كنت بصدد طهي طعام الفطور إذ حلت بيننا والدة زوجتي واقترحت علينا اللجوء الى مدينة «بعقوبة» مسقط رأسها لاعتقادها أننا سنكون أكثر أمنا  وسط عشيرتها وأقاربها، ورغم الحاحها الشديد فقد رفضت الذهاب وتشبثت بالبقاء في  منزلي في حين غادرت هي صحبة ابنتها  الوسطى وحفيدتها وابن أخيها على متن السيارة في اتجاه «بعقوبة» ومن سوء حظهم أن قصفتهم احدى الدبابات الأمريكية فقتلوا جميعا وتفحمت جثتهم  باستثناء جثة والدة زوجتي التي علمنا أنها بقيت سليمة رغم فشلنا في العثور عليها، وأذكر في هذا الصدد بحثنا عنها في ملعب «الشعب» في بغداد الذي ألقيت يومها  على أرضيته قرابة الالف جثة من بينهم الكثير من الاطفال والشيوخ والنساء.. فبقي  مشهد الدماء والاشلاء محفورا في الذاكرة، لنكتشف بعد أيام أن احدى جاراتنا  هي التي عثرت على الجثة ودفنتها قرب أحد الجوامع في بغداد. وفي أواخر سنة 2005  فقدنا ابن أخت زوجتي ووالده في عملية اختطاف غامضة من طرف عناصر مجهولة والى يوم الناس هذا مازلنا لا نعرف مصيرهم، أما زوجتي وابني فقد تعرضا بدورهما الى محاولتي اختطاف لولا تدخل بعض الجيران في آخر اللحظات. كما خسرت في حوادث أخرى صديقين حميمين وهما سالم أصيل مدينة قابس، فني في الاعلامية  ويوسف أصيل منطقة الجريد، فبالنسبة لسالم فقد خرج يوما الى شارع «حيفا» المعروف بشارع الموت» فحدثت بمحض الصدفة مواجهة بين الجيش الامريكي وعناصر من المقاومة العراقية فأصابته رصاصتان طائشتان على مستوى الرأس توفي  على إثرها مباشرة، أما يوسف فقد عثر عليه جثة هامدة في مركز عمله باحدى المداجن في منطقة «اليوسفية» دون تحديد لاسباب الوفاة وبهذه المناسبة أود أن أشكر السفارة التونسية في بغداد  التي تمكنت بعد جهود مضنية من إعادة الجثتين الى أرض الوطن ليدفنا وسط أهلهما  وأحبّتهما  العودة الى أرض الوطن إثر محاولات العودة المتكررة الى تونس على امتداد أكثر من سنتين بالتنسيق مع السفارة التونسية ببغداد  التي وللأمانة أعانتني ماديا ومعنويا بسخاء، تمكنت أخيرا من استخراج جوازات السفر لأفراد عائلتي والحصول على التأشيرات اللازمة، وقد عينت لي السفارة موعد الرحيل جوا يوم الاثنين 19 ماي 2006 تحديدا، اما بالنسبة لزوجتي  وطفليّ (الثاني ولد أثناء الحرب) فقد خيرت أن يسافروا عبر البر على متن حافلة في اتجاه الحدود الاردنية على أن يكون لقاؤنا في العاصمة الاردنية عمان، لكن احتجازهم من طرف الامريكان لمدة يومين في احدى الجوامع على الحدود الاردنية العراقية منعنا من ذلك فأجبرت على المغادرة ليتم اللقاء في تونس بعد 10 أيام تقريبا». وعن وضعه الراهن يقول المولدي  بصوت متهدج أنه خسر حصيلة شقاء عمره هناك في العراق، وهو يعيش اليوم في منزل متواضع على وجه الكراء باحدى ضواحي مدينة صفاقس يفتقر لأبسط التجهيزات المنزلية كالثلاجة والتلفزيون.. عند هذا الحد عجز عن مواصلة الحديث.. وانخرط في موجة من البكاء العنيف  بعد رحلة قد تكون عن غير قصد  شكانا فيها جراحه  الغائرة  وأجبرناه على استرجاع لحظات رهيبة وقاسية ومؤلمة بل مدمرة، فلولا القدر.. ولولا إرادة الحياة لكان وعائلته في عداد الاموات.  أنور الغريبي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

المهدية سرقوا زورقا لــ«الحرقان» فوقعوا في قبضة الاعوان

 
الاسبوعي – القسم القضائي علمنا أن أعوان وحدة امنية تابعة للمنطقة الجهوية للحرس الوطني بالمهدية احبطوا خلال احدى ليالي الاسبوع الفارط عملية ابحار خلسة كان ما بين اربعة إلى خمسة اشخاص يستعدون للمشاركة فيها انطلاقا من احد شواطئ ولاية المهدية وقد تمكنوا من ايقاف شخصين احدهما كهل في الخمسين من عمره وحجزوا مركب صيد تبين انه مسروق ومحركين وكمية من المحروقات. وذكر المظنون فيهما اللذان القي القبض عليهما انهما خططا لــ«الحرقة» رفقة من لاذوا بالفرار لذلك استولوا على زورق وتدبّروا امرهم في محركين وابتاعوا كمية من البنزين ثم اتفقوا على التجمع باحد الشواطئ بالابحار خلسة غير أن دورية امنية للحرس البحري فاجأتهم ونجح اعوانها في إحباط العملية وحجز تجهيزاتها وإيقاف اثنين من المشاركين فيها وقد أحيل ملف القضية بعد ختم الأبحاث الأمنية على أنظار السلط القضائية بالمهدية. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

جريمة بشعة في ريف صفاقس معوق هشـّم رأس والده بمسحاة وهو يصلّي ثم أضرم النار في جثـّته

الابن خلد للنوم وترك جثة والده تحترق داخل الكوخ طوال 7 ساعات… وقطرة دم كشفته القاتل: «الخلافات تعددت مع والدي لذلك تخلصت منه»

 
صفاقس – الاسبوعي شهدت منطقة رأس السويني بالسديرات الشمالية التابعة لمعتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس خلال احدى الليالي القليلة الماضية جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شيخ في العقد السادس من عمره على يدي ابنه.  فما هي ملابسات هذه الجريمة التي هزت كامل ولاية صفاقس؟ ولماذا أقدم الابن على وضع حد لحياة والده بطريقة فظيعة جدا؟ «الاسبوعي» حملت تساؤلاتها وتحوّلت إلى مسقط رأس طرفي الجريمة وعادت بالمعلومات التالية: خلافات زوجية أفادنا اقارب هذه العائلة أن الابن القاتل وهو شاب في العقد الثالث من عمره ومتزوج وله طفل اعتاد الاعتداء على والده بين الفينة والأخرى بسبب الخلافات التي كانت تنشب بين والده ووالدته رغم أنه يحمل اعاقة عضوية باعتبار أن ساقه مبتورة ويتنقل بواسطة «عكازين»، وهو ما دفع بالأب في احدى المرات إلى طرد ابنه من المنزل… وأضاف احد افراد عائلة القاتل والقتيل: «لقد قرر في الأثناء الاب بيع قطعة ارض على ملكه غير أن ابنه المذكور رفض فكرة والده باعتباره كان يحلم بتشييد منزل عليها وهو ما تسبب في قطيعة بين الأب والابن الطلاق والانتقام هذه القطيعة تواصلت لفترة زمنية قبل أن تعود المياه إلى مجاريها ويعود الابن للعيش رفقة زوجته وابنه بمنزل والده ولكن فجأة وقعت المفاجاة الكبرى وسط هذه العائلة إذ تجددت الخلافات بين الأب والأم وبلغت إلى أروقة المحاكم قبل أن يصدر الحكم النهائي القاضي باقرار الطلاق بين الزوجين وهو ما أثار غضب الابن الذي عجز عن كتمان كراهيته لوالده الذي حرمه – حسب رأيه – من تشييد منزل بعد أن فرّط في قطعة الأرض لشخص غريب عن المنطقة ثم أطرد والدته من المنزل قبل أن يطلقها.. كل هذه الأحداث المتتالية أشعلت نار الحقد في قلب الابن فقرر أن يحرق بها – في لحظة فقد فيها ادميته – قلب وجسد والده وبالتالي الانتقام لنفسه ولوالدته. هشم رأسه بمسحاة كشفت المعلومات التي تحصلت عليها «الاسبوعي» أن المظنون اعترف باطوار جريمته البشعة وذكر أنه قرر في تلك الليلة التخلص من والده إلى الأبد فظل مرابطا بالبيت وعندما لمح والده بصدد اداء صلاة العشاء تسلح بمسحاة وولج غرفة والده ثم سدد له ضربة واحدة في الرأس اودت بحياته على عين المكان حينها اضطرب المظنون فيه – على حد اعترافاته لرجال الحرس الوطني اثناء التحري معه – وحاول في البداية اسعاف والده ولكن عندما ادرك انه فارق الحياة سحب جثته إلى الكوخ المحاذي للمنزل واخفاها داخله بعد أن وضع التبن فوقها ثم غادر المكان وكأن شيئا لم يكن. وذكر القاتل انه بدا يفكر لاحقا في الطريقة التي تضمن له عدم افتضاح امره وتدفن السر إلى الأبد فكان القرار الموالي أشد قسوة مما قام به في المرحلة الأولى من الجريمة. الجثة تفحمت كانت الساعة تشير إلى الثالثة من فجر اليوم الموالي عندما توجه الابن إلى المطبخ ومنه إلى وسط الدار وأشعل سيجارة نفث سمومها في الهواء قبل أن يسلك الطريق المؤدية إلى الكوخ حيث جثة والده وبوصوله اضرم النار في كوم التبن وغادر المكان نحو غرفته ليخلد لنوم عميق في الوقت الذي كانت فيه جثة والده تحترق. تتالت الساعات على تلك الوتيرة.. ابن نائم واب يحترق حتى الساعة العاشرة صباحا موعد تفطن الأجوار لنشوب الحريق واشعارهم أعوان مركز الحرس الوطني ببئر علي بن خليفة.. تمت السيطرة على السنة اللهب واخماد النيران.. ولكن حصلت المفاجأة عندما عثر الاعوان على جثة متفحمة داخل ما تبقى من الكوخ لتنطلق الابحاث والتحقيقات وتكشف عن جريمة بشعة نفذها شاب معوق في حق والده المعوق بعد العثور على قطرة دم على سرواله تبين انها من فصيلة دم والده.  سعيدة الزارعي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

جديد القاعدة بالجزائر.. ضرب « عصب » الدولة!

 
محمد جمال عرفة منذ إعلان « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » الجزائرية يوم 24 من يناير 2007 تغيير اسمها إلى « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، وهو امتداد فكري لتنظيم القاعدة العالمي، وتفجيرات « قاعدة المغرب » بالجزائر في تصاعد كبير. فبمعدل هجومين كل شهر نفذ التنظيم 6 تفجيرات مؤثرة في شهور فبراير ثم أبريل ثم يوليو ثم سبتمبر، وطالت ليس فقط مدنيون، وإنما مراكز حكومية وعسكرية تشكل « عصب » الدولة الجزائرية، بل لم يسلم منها موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسه، وكان آخرها السبت 8-9-2007، حين استهدف تفجير ثكنة عسكرية لقوات حرس السواحل التابعة للجيش خارج العاصمة؛ ما أسقط العشرات من العسكريين والمدنيين بين قتيل وجريح. ولم تتوقف بالجزائر أعمال العنف والقتل والاغتيالات منذ انقلاب الجيش على الديمقراطية، وإلغاء الجولة الثانية من انتخابات عام 1992، بعد أن أظهرت الجولة الأولى أن حزب « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » على وشك اكتساحها. لكن الجديد –بجانب حل « الجيش الإسلامي للإنقاذ »، الذراع المسلح للجبهة- أن عمليات « الجهاديين » الجزائريين الجدد الذين لبسوا عباءة « القاعدة »، بدأت تأخذ منحى خطيرا بضرب « عصب » الدولة نفسها سواء الحكومة أو الجيش أو الرئيس في سلسلة عمليات متلاحقة تثير التساؤل حول سر هذا الاختراق الأمني الكبير لعصب الدولة الجزائرية! والأخطر أن « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » ركز ضرباته على الداخل ومؤسسات الدولة، رغم أن هدفه الرئيسي هو الوجود الأجنبي –والفرنسي تحديدا– وهو توجه مشابه لنفس ما فعلته القاعدة في منطقة الخليج، عندما تحولت عملياتها من ضرب القواعد الأمريكية والوجود الأجنبي إلى ضرب مقرات حكومية سعودية، والدخول في صراع مع قوى الداخل. ويشير ذلك إلى توجه عام للتنظيم نحو ضرب الأنظمة العربية، ربما باعتبارها متعاونة مع الأجنبي، أو قد يشير لوقوف جهات استخبارية أجنبية وراء هذا الأمر للاقتراب من منابع النفط الإفريقية. ويزيد من هذا الغموض أن زعيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » بالجزائر، عبد المالك دردقل، ظل حتى اللحظة الأخيرة من وجود الجماعة كان يدعو لمقاتلة الأجانب، وفي آخر شريط مصور له بث على الإنترنت يوم 8-1-2007، دعا إلى « مقاتلة الفرنسيين وأبنائهم في البلاد »، وجدد ولاءه لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، معتبرا أن أوضاع أتباعه بالجزائر تسير نحو الأفضل، وأن كثيرا من الشباب ما زال يلتحق بهم في الجبال بعد « فشل خطة المصالحة الخادعة » كما قال. ثم بعدها بنحو أسبوعين أعلن دردقال تحول الجماعة إلى « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، وقيادته عمليات ضخمة ضد أهداف حكومية محلية بالأساس لا أجنبية. تفجيرات كل شهرين! ولو تتبعنا نشاط التنظيم منذ إعلانه بالجزائر سنلاحظ أنه دشن عملياته بعد شهر واحد من إنشائه (يناير) في 13 فبراير 2007 بمجموعة تفجيرات استهدفت عددا من المراكز والمرافق الحكومية بالعاصمة، وعلى رأسها مقر الحكومة، حيث جرى تفجير 7 قنابل بالتزامن؛ أدت لمقتل 6 أشخاص شرقي العاصمة. وبلغ عدد ضحايا العنف عموما خلال هذا الشهر 30 قتيلا، وفق وزارة الداخلية. وبعدها بشهرين في إبريل 2007، وقع تفجيران نفذهما 3 انتحاريين كانوا يقودون شاحنات محملة بالمتفجرات، ونجم الانفجار الأول عن سيارة ملغومة استهدفت مدخل القصر الحكومي، وهو مقر رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، ويضم أيضا مكتب وزير الداخلية، والثاني استهدف مركزا للشرطة بضاحية باب الزوار شرقي العاصمة قرب مطار هواري بومدين الدولي، وبلغت الحصيلة 33 قتيلا و222 جريحا. والملاحظ هنا أن التنظيم حرص على تأكيد أنه « لن يرتاح قبل أن يتم تحرير كل شبر من الأراضي الإسلامية من أي وجود أجنبي ». برغم أن التفجيرات كانت ضد مصالح حكومية ومدنيين جزائريين. وفي 11 يوليو 2007 نفذ التنظيم عملية انتحارية ضد ثكنة للجيش بضواحي مدينة الأخضرية في ولاية البويرة جنوب شرق العاصمة، خلفت 8 قتلى وأكثر من 20 جريحا. ثم أعلنت السلطات يوم 28 من يوليو أن قطارا للبنزين انحرف عن مساره بعد انفجار قنبلة عن بعد زرعت على خط السكة الحديدية في منطقة « ثنية الحد » بولاية بومرداس شرقي العاصمة، ونتج عنها 3 جرحى. كذلك قال مصدر أمني جزائري: « إن الإرهابيين استهدفوا أيضا ثكنة للجيش بمنطقة بوعيدل في بلدية عمال بولاية بومرداس، حيث لجأت الجماعة الإرهابية إلى زرع قنبلة قرب الثكنة؛ ما أدى إلى تضرر السور الخارجي لها، دون أن تسجل أية إصابات في صفوف عناصر الجيش ». ولم يمض شهران حتى واصل التنظيم مسيرته، لكن بصورة أعنف وأكثر حرفية عبر عمليتين ضد موكب الرئيس في مدينة باتنة، وضد ثكنة لسلاح البحرية بمدينة دليس في سبتمبر الجاري، لم يفصل بينهما سوى 3 أيام، وأسفرا عن مقتل نحو 50 شخصا وجرح العشرات. وأعلن بيان على الإنترنت منسوب لـ »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » مسئوليته عنهما. والملفت هنا أن الاعتداءات تطورت من استهداف مقر الحكومة ووزارة الداخلية إلى موكب الرئيس ثم مقرات الجيش، وأن غالبية من قاموا بها انتحاريون في العشرينيات من عمرهم قادوا سيارات مفخخة، وفي كل الأحوال أعلن عنها إعلاميا بصورة منتظمة ومنظمة. كما طالت بعض اعتداءات التنظيم أيضا مسئولين من « الجيش الإسلامي للإنقاذ » الذي نزل من الجبال بموجب ميثاق السلم والمصالحة، ومنهم القيادي السابق، مصطفى كرطالي، الذي نجا من محاولة اغتيال فاشلة يوم 24 أغسطس الماضي. « المصالحة الحقيقة »   وتشير جملة التفجيرات الأخيرة والتطورات على الساحة الجزائرية عموما إلى حدوث تحول في فكر المنتمين لتنظيم القاعدة، من استهداف الأجانب إلى استهداف أجهزة الدولة ومؤسساتها، وهو تحول مشابه لما اتبعه التنظيم في الخليج، وانتهى بصدام كبير مع الدولة والعلماء. وهذا التوجه ثبت وفق التجربة المصرية أنه غير مجد، ويؤدي لصراع داخلي، وإضعاف التطور الديمقراطي، وإعطاء الحكومات فرصة للتنصل من الحريات، بدعوى محاربة الإرهاب أولا. وكشف منتمون لـ »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » تخلوا عن النشاط المسلح، وعرض التلفزيون اعترافاتهم، عن جانب هام في التنظيم، حيث أكدوا أنه أقنعهم بأنه سيجرى تجنيدهم لقتال الصليبيين والأجانب بالعراق ودول أخرى، لكن بعد أسابيع من التحاقهم به ظهر لهم أن « الجهاد ضد الصليبيين » كان مجرد دعاية لا أساس لها في تفكير التنظيم، وأن التقجيرات موجهة ضد جزائريين. وربما لهذا قال وزير الداخلية يزيد زرهوني: إن الجماعات المسلحة « لم يعد أمامها سوى خيار وحيد؛ الاستسلام أو الموت ». وقال بلخادم: إن سياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس بوتفليقة « كشفت حقيقة الفئة التي ضلّت سواء السبيل، وأن الإرهاب في تقهقر وانحدار ». بيد أن المشكلة الحقيقة ستظل هي تباطؤ الحكومة في تفعيل فكرة المصالحة، وتحويلها لمصالحة حقيقية، خصوصا أن السلطة تعاملت مع تسليم « الجيش الإسلامي للإنقاذ » المنحل سلاحه بمنطق العفو فقط، لا بمنطق السماح لأفراده بالعمل السياسي، خاصة أن حزب « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تولي السلطة عام 1992 نُزع عنه هذا النصر بقوة سلاح الجيش. ولم يسمح للمستفيدين بالمصالحة من قادة « الجبهة » المحظورة بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما تراجعت وزارة الداخلية عن ترحيبها بتقديم مدني مرزاق الأمير السابق لـ »الجيش الإسلامي للإنقاذ » ملف تأسيس حزب سياسي جديد، مشددة على أن ميثاق السلم والمصالحة يمنعهم من المشاركة بالحياة السياسية. هذا التلكؤ الحكومي دفع المئات من الشباب الحانق للالتحاق بفكر القاعدة، والتمرد حتى على قيادة الجبهة المحظورة وفكرها السلمي، والسعي للانتقام من الجيش أولا عبر تفجيرات متلاحقة لثكناته، ثم الحكومة، وخاصة وزارة الداخلية، وحتى الرئيس بوتفليقة. وهو ما دفع ساسة جزائريين لحث الحكومة على تسريع خط « المصالحة الحقيقية »، والسماح للتيارات الإسلامية بتشكيل أحزاب، والانخراط في العملية الانتخابية، وهو خيار ترفضه الحكومة ليس بسبب ضغوط غربية، وإنما لأن عودة « الإنقاذيين » للساحة الانتخابية ربما تؤدي لاكتساحهم أي انتخابات يشاركون فيها، وتولي السلطة، وهو خط أحمر للجيش رغم أن احتمالاته ضعيفة. ولأن هناك خطوطًا حكومية جزائرية حمراء، وكذلك دولية، خصوصا من الأوروبيين المرعوبين من اقتراب التفجيرات من ساحل البحر المتوسط، ويتقاطع معها حالة من البطالة العنيفة والفقر المدقع بالجزائر، وتصاعد لحالة الكراهية والنقمة بين الشباب الجزائري والمغاربي عمومًا على الأنظمة الحاكمة لتحالفاتها الأجنبية، فمن المتوقع أن تتصاعد أكثر بالجزائر عمليات « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، وربما يحدث تنسيق –إن لم يكن بدأ بالفعل– بين المنتمين لفكر القاعدة في كل من الجزائر وتونس والمغرب لتتوسع العمليات بصورة أكثر عنفا. فهل توسع الحكومة من برنامج المصالحة، وتسمح بدمج عناصر « الإنقاذ » في العملية السياسية عبر أحزاب أو جمعيات سياسية تسهم في نشر الفكر الإسلامي « السلمي » بين الشباب الجزائري قبل أن يتحول لفكر القاعدة؟! أم يستمر الحال لينتقل المزيد منهم إلى الفكر القاعدي؟. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 9 سبتمبر 2007)


غسان بن جدو يصفن في « روتانا موسيقى »

 
فادي عزام (*) استطاع غسان بن جدو أن يقلب رأسا علي عقب القول العربي المأثور لكل مقام مقال ويستدرج ايقاعا مختلفا لبرنامج ضد التيار الذي يقدم علي قناة روتانا موسيقي فارتقي المقام لمقال الاعلامي التونسي المحنك الذي نجا من رشقة منوعة من الألغام الخفيفة المستوي والأسلوب الضحل وخرج منها تقريبا شبه خاسر وشبه رابح بعد أن كان مجرد حضوره علي قناة روتانا السعودية يعتبر للبعض زلة بلا طعمة. رسائل مبطنة يبعثها غسان كلما سنحت له الفرصة التخلص من الأسئلة السطحية. أهمها رغبته في اجراء لقاء مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. وهي رسالة شخصية بصيغة العام تعكس رغبة الجزيرة القطرية بتطرية الأوضاع مع المملكة التي تعاملت مع الجزيرة بمنتهي الحزم ورصدت وضخت الملايين من الريالات لاقامة معادل موضوعي علي شاكلة قناة العربية ونجحت في التخفيف من الاستقطاب المطلق لأكثر القنوات ربما في العالم اثارة للجدل. غسان بن جدو ظهر كمحنك أصيل ودبلوماسي محترف أكثر مما هو اعلامي يعكس رأياً شخصياً في برنامج متوسط الاعداد باذخ الاخراج متدني مستوي التقديم. يعتمد علي الاثارة الفوق رخيصة بقليل بطرحه قضايا معروفة تحمل صيغة مع أو ضد المشهورة وبالتالي الوصول للتصنيف الضيق للضيف كمعارض لما هو سائد. نجح بن جدو في كشف النقص في خبرة وحضور المذيعة وفاء كيلاني وخاصة عندما كانت تخرج عن الأسئلة المكتوبة وتجتهد من رأسها، رغم حرصه علي عدم الاستعلاء وتعامل مع هفواتها وضعف ثقافتها بحنو. ونجح لحد ما في اظهار نفسه موضوعيا معظم الوقت مما تسبب بسؤال عن جدوي وجوده في برنامج يحرص علي حشر الضيوف في خانة مع أو ضد، واختار اجابة ضبابية عندما طلبت منه مقدمة البرنامج توجيه نقد للقناة التي يعمل بها. وقدم اثارة متعمدة عبر مجموعة من الآراء المبطنة عندما قال أن قناة الحرة قناة مظلومة وهي مهنية وتعكس بشكل واضح لا رياء فيه من تمثله. وأن أذكي شخصية حاورها ليست حسن نصرالله كما كان متوقعا أن يقول بل فيدل كاسترو وأن اميل لحود قائد وطني صلب والرئيس المصري قائد سلاح طيران ناجح والملك عبدالله عاهل الأردن، من الظلم مقارنته بأبيه وانتقي كلماته بعناية متكلفة عند حديثه عن الرئيس بشار الأسد وصفن أكثر من اللازم عندما سئل عن رأيه بسمير جعجع. بينما كان غسان بن جدو يحاول جاهدا البقاء علي اتزانه وتوازنه في حلقة مشوقة من برنامج ضد التيار، كان شريط الأس أم أس في القناة يواصل استقبال مواعيد الغرام ومدمني الرسائل النصية غير عابئين الا بعالمهم الخالي من السياسة وهموم الديمقراطية، (فأميرة الحب تمسي علي الحلوين) (سوزي الحبابة تنتظر علي جمر النار) و(الرومنسي المهضوم يبحث عن نانسي الحزينة) وبالطبع لم ينتبه الكثيرون منهم الي جملة غسان بن جدو الأخيرة وهو يقول مكتب الجزيرة في بيروت لن يكون تابعا لتلفزيون المنار ولا فرعا لتلفزيون المستقبل. (*) كاتب من سورية (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 10 سبتمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.