الاثنين، 1 ديسمبر 2008

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3114 du 01.12.2008

 archives : www.tunisnews.net


عريضة للمطالبة بالتحقيق في العدوان على المصحف الشريف بتونس الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: نداء إلى علماء الأمة مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس: دعوة لحضور لقاء تضامني في بيروت لتكريم عدد من النشطاء و الصحفيين المهددين في تونس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة: بيـــــــان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:احتجاز الصحفي عبد الله الزواري 6 ساعات لمساءلته حول حواراته مع .. « المهجرين »..! حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بلاغ الشرق الأوسط: تونس: زعيم «التجديد» المعارض يعلن ترشحه للرئاسة رويترز: حركة التجديد المعارضة ترشح زعيمها لانتخابات الرئاسة في تونس

القبس: معارض تونسي يعلن ترشحه للرئاسة عام 2009

ايلاف : إعتبروا قدومهم تدخلاً سافرًا في شؤون البلاد نوّاب تونسيون وصحف يهاجمون وفدًا برلمانيًّا فرنسيًا

قدس برس: تونس: انتقادات حادة لزيارة وفد فرنسي وصفت بالتدخل الخارجي

د. منصف مرزوقي: حركة حقوق الإنسان : الحصيلة والمستقبل عماد الدائمي: رسالة إلى قداسة المطران هيلاريون كبوشي: بين عودتكم وعودتنا

كلمة حرّة على موقع « الحوار.نت » عهد تونس للشباب والمكان الخطأ محسن الشاوش:كيف لا يقع في البئر من كان يُـوغل في حفرها ؟؟

زهير مخلوف: تعليق سريع على محسن الشاوش صاحب المعارك الوهمية عبدالحميد العدّاسي: تونس أرض الممنوعات أو الردّ على بسيّس ملاحظ : عجيب :زيارة الداعية سلمان العودة والتوظيف الكاذب الحبيب التونسي: المنفيون التونسيون و مسيرة العودة كمال العيفي: بهتة العمري : رد اتهامات عبد المجيد الميلي للنهضة حبيب حوار: قيادة النهضة… و « الإستقالات المزيفة » صلاح الجورشي: قصة السجين السياسي الذي اختلف مع جدته مدونة المنجي الخضراوي: استياء كبير بسبب حرمان الصحفيين التونسيين من مقعد في اتحاد الصحفيين العرب

حازم عبده : التوازنات والتراضي حلت أزمة المناصب في اتحاد الصحفيين العرب

السبيل أونلاين : السجين السياسي السابق محمد الورتتاني يستأنف العلاج كريم : تحية « إيمانية » بمناسبة يوم التضامن نورالدين الورتتاني:لماذا أدعو الزملاء أعضاء المجلس القطاعي لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي إلى رفض مشروع اتفاقية الزيادات الخصوصيّة المقترحة مراد رقية:العيد الوطني للتضامن..يوم..يومين…موعد متجدد لابتزاز الكبار والصغار؟؟؟ عبد السلام الككلي: خمسينية الجامعة التونسية :  هنيئا لمن كرّموا … ولمن لم يكرّموا الصباح الأسبوعي: تشغيل: لمن يرغب في العمل بـأوروبا 99 اختصاصا تحتاجهـا فرنسا أهمها السياحة والبناء محمد العروسي الهاني: مبادرات عربية هامة لكسر الحصار الاسرائيلي :على قطاع غزة بفلسطين تستحق التنويه


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:

 manfiyoun@gmail.com


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم عريضة للمطالبة بالتحقيق  في العدوان على المصحف الشريف  بتونس نحن الموقعون أسفل هذا

* نطالب الحكومة التونسية بفتح تحقيق عدلي سريع وجاد في حالات العدوان المتكررة على المصحف الشريف في السجون، وآخرها ما ورد في بيان منظمة حرية وإنصاف الحقوقية التونسية بتاريخ: 28 نوفمبر تشرين الثاني 2008 حيث عمد السجان إلى إلقاء المصحف الشريف فوق الأرض ودوسه برجله بينما كان يقتاد السجين رمزي الرمضاني (سجن الناظور بولاية بنزرت) إلى وجبة عذاب. (أنظر بيان حرية وإنصاف بتاريخ: 28 نوفمبر تشرين الثاني 2008). *كما نطالب بإطلاع الرأي العام الإسلامي في الأمة قاطبة على نتائج ذلك التحقيق ونحمل الحكومة التونسية مسؤوليتها كاملة أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الأمة الإسلامية جمعاء بسبب تواتر الأخبار المؤكدة على هذا العدوان السخيف الذي يجرح مشاعر كل مؤمن ومؤمنة بالله تعالى فوق الأرض. *كما ننبه الإخوة الراغبين في التوقيع إلى أنّ هذه العريضة لا تستوعب الأسماء المستعارة نظرا لجدية القضية. للمشاركة في العريضة يرجى إرسال الأسماء عبر البريد الإلكتروني: info@alhiwar.net   أو إضافتها أسفل هذا النص  في قسم التعليقات  على الرابط التالي بموقع الحوار.نت http://www.alhiwar.net/pages/index.php?pagess=byanat&id=12836


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826  

نداء إلى علماء الأمة

 

علمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس، أن مدير سجن الناظور ببنزرت وثمانية من أعوانه إنتزعوا المصحف الشريف من سجين الرأي رمزي الرمضاني أثناء تعذيبه، ورمى أحد الأعوان المصحف أرضا وداسه بقدمه، وقام بتمزيقه على مرأى من عدد كبير من السجناء.   ونلفت نظر الرأي العام الوطني والدولي، وخاصة علماء الأمة و عامة المسلمين إلى أن هذه الحادثة الشنيعة قد تكررت في السجون التونسية، دون محاسبة أو عقاب من قبل السلطة، رغم نداءاتنا المتكررة لها بالنأي بنفسها عن مثل هذه الجرائم بمعاقبة المجرمين.    فقد عمد في شهر جوان سنة 2006، المدعو عماد العجمي مدير سجن برج الرومي، الى ضرب السجين أيمن الدريدي بالمصحف الشريف، وركل المصحف برجله استفزازا للسجناء،  دون ان يلقى عقابا على ذلك، بل عمد مدير السجن الى تعذيب السجين الدريدي ووضعه في السجن الانفرادي انتقاما منه لكشفه عن جريمة الاعتداء عن كتاب الله   وفي شهر نوفمبر من سنة 2006  قام المدعو صابر الجازي الناظر (سجين مكلف من قبل الادارة بالإشراف على باقي السجناء) بسجن المرناقية برمي المصحف في المرحاض بهدف استفزاز السجين الإسلامي محمد التايب، دون أن يتعرض الى عقاب عن جريمته.   وفي سجن الهوارب بالقيروان سبق لمدير السجن المدعو عادل عبد الحميد بجمع مصاحف السجناء الإسلاميين وألقى بها أرضا، وأخذ يمشي عليها ويدوسها بنعليه وهو يسب الجلالة.   وفي سنة 1996 قام مدير سجن الكاف آنذاك بحملة تفتيش عن المصاحف حتى عثر على أحدها مخفيا، فألقى به أرضا وداسه بقدميه وقذف به الباب.   وفي سنة 1994 أخذ الملازم شكري بوسريح مدير سجن قابس بالجنوب التونسي المصحف من أحد السجناء وألقى به في سلة المهملات ( الزبالة).   وأمام تكرار حادثة الاعتداء على كتاب الله في دار الإسلام تونس الزيتونة، دون أي تحقيق أو عقاب من قبل السلطة التونسية في حق المجرمين، فإننا في الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس   – نناشد علماء الأمة جميعا وخاصة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية وكل أئمة المملكة وعلمائها، ومشائخ الأزهر الشريف، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وآية الله محمد علي التسخيري نائب رئيس الاتحاد، والشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، وسماحة العلامة المرجع محمد حسين فضل الله، وعلماء المغرب والجزائر وكل ديار المسلمين، أن ينتصروا لكتاب الله تعالى، بفضح هذه الممارسات العدوانية تجاه أقدس مقدسات المسلمين، في خطب الجمعة والندوات العلمية والمجامع الفقهية، وتحميل السلطة التونسية مسؤولية التهاون في مواجهة مثل هذه التجاوزات، ودعوتها لمحاسبة المجرمين، والكف عن التمادي في انتهاك حرمات الله بدعوى القضاء على الإرهاب، او محاربة الاسلاميين المشهود لهم بالإعتدال والوسطية، فقد بلغ الأمر بكلية أصول الدين بجامعة الزيتونة، والتي من المفترض أن تكون منارة للعلم الشرعي والثقافة الاسلامية، أن تجبر طلابها على التوقيع على التزام بعدم ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات، وبوجوب حلق اللحية بالنسبة للطلبة، هذا فضلا عن ملاحقة أعوان الأمن للمحجبات في الشوارع، وايقاف الشبان المرتادين للمساجد خاصة عند صلاة الفجر، والذين تجاوز عددهم 1500 شاب لم يثبت تورطهم في أعمال عنف. – نحمل السلطة التونسية مسؤولية الإنتهاكات التي تتعرض لها مقدسات المسلمين، وتعدها سياسة  متعمدة من قبلها للإستهتار بالدين الإسلامي، واذلال الشعب التونسي وإهانته، ما لم تبادر الى  تدارك الموقف ومعاقبة الجناة. – نحذر من أن التمادي في تجاهل مشاعر المواطنين التونسيين، وأكثر من مليار مسلم، بالإعتداء على كتاب الله، ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب، ومحاصرة المساجد بإعتقال المئات من روادها الشباب وتعذيبهم، بموجب قانون مكافحة الإرهاب- سيئ الذكر- وعزل الأئمة من ذوي العلم والورع، لن يزيد الا في عزلة تونس عن محيطها العربي والاسلامي، وتغذية مشاعر السخط و الغضب لدى أبناء الشعب التونسي وعموم المسلمين.   – ندعو المسلمين الى الإحتجاج أمام السفارات التونسية و مراسلة الدوائر الحكومية وبعثاتها الدبلوماسية للتنديد بهذه الجرائم في حق الدين الإسلامي الحنيف، والمطالبة بالتحقيق في الجرائم المتكررة ضد كتاب الله العزيز ومحاسبة المجرمين.   الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن 1 ديسمبر  2008

 دعوة لحضور لقاء تضامني في بيروت لتكريم عدد من النشطاء و الصحفيين المهددين في تونس  English below:  Invitation to Tunisia Solidarity Event in Beirut Honouring Activists and Journalists Under Threat 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008

دعوة لحضور لقاء تضامني في بيروت لتكريم عدد من النشطاء و الصحفيين المهددين في تونس

 

إن مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس, التابعة للشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير  » آيفكس », تدعوكم لحضور لقاء خاص عن تونس سيعقد أثناء فاعاليات المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة الذي تستضيفه الجمعية العالمية للصحف في بيروت,  يومي 12و 13 ديسمبر 2008. و يعتبر المنتدى مبادرة مشتركة بين  الجمعية العالمية للصحف و جريدة النهار اللبنانية, و سوف يتضمن برنامج المنتدى نظرة عامة عن أخر تطورات الصحافة في العالم العربي. في الساعة الرابعة و النصف بعد ظهر يوم الثاني عشر من ديسمبر, سيتم تكريم الشركاء التونسيين للشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير. و ينتظر أن يلقي أثناء هذا اللقاء الأستاذ محمد عبو, المحامي الحقوقي المعروف و سجين رأي سابق على خلفية كتاباته على صفحات الانترنت كلمة هي الأولى من نوعها منذ الإفراج عنه في يوليو 2007 . و نأمل بهذه المناسبة  ألا تحرمه السلطات التونسية من حقه من السفر، مثلما فعلت ذلك  عدة مرات في الأشهر الماضية للحيلولة دون ظهوره في محافل دولية. ومن بين الضيوف التونسيين المرافقين للأستاذ عبو، الأستاذة نزيهة رجيبة و الأستاذة  سهام بن سدرين, محررتا مجلة « كلمة » الالكترونية. تشغل رجيبة خطة نائب رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس, و هو عضو في شبكة « آيفكس », بينما تتحمل بن سدرين مسؤولية الأمانة العامة في المرصد. كما يحل ضيف اخر من المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع، هو الأستاذ لطفي حيدوري.  و سوف تتحدث رجيبة عن التخريب الذي حدث مؤخرا لموقع « كلمة » و لمواقع الكترونية أخرى, بالإضافة الى القضايا المرفوعة ضدها نتيجة كتاباتها. و سوف يكون من ضمن الحضور أيضا ممثلون عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و الاتحاد الوطني للصحفيين التونسيين.  و يعقد هذا اللقاء التكريمي في فندق مونرو بسوليدير, و سوف يدير الحوار روهان جاياسكيرا من منظمة إندكس على الرقابة, الذي يرأس حاليا مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس. و يقول جاياسكيرا: » الوقت قد حان للمجتمع الدولي ان يعرف مدى تعرض النشطاء و الصحفيين المستقلين التونسيين للمضايقات. ونحن نطلب من الصحفيين في المنطقة أن يلقوا الضوء على كل الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة المستقلة, بما فيها اخر المحاكمات و اختراقات المواقع الالكترونية و المراقبة الدائمة. » يرجى الانضمام إلينا في هذا اللقاء الذي يليه حفل استقبال على شرف أصدقائنا. سيعطي هذا الحدث الفرصة للتونسيين للتحدث مع غيرهم من الصحفيين المحليين والمشاركين حول زيادة الرقابة والمضايقات التي يواجهها الصحفيون و نشطاء المجتمع المدني في تونس. و سيختتم المنتدى بكلمة السيد فرانك لا رو, المقرر الخاص لحرية التعبير لدى الأمم المتحدة, و كلمة للسيد جافين اوريللي رئيس الجمعية العالمية للصحف. وينتظر حضور حوالي 120 من أهم الصحفيين و الناشرين و نشطاء في حرية التعبير من مختلف أنحاء العالم لإثراء المشاركة و الاستفادة من فرص التشبيك. بينما سيكون حفل الختام تحية خاصة إلى الناشر اللبناني جبران تويني ، و هو عضو مجلس إدارة الجمعية العالمية للصحف منذ زمن طويل والمدافعة عن حرية الصحافة ، و الذي اغتيل في كانون الأول / ديسمبر 2005. و ستقدم جائزة لمسؤول عن صحيفة عربية, تجسيدا للصفات التي أرساها تويني. حضور المؤتمر مجاني و سيتم توفير ترجمة فورية للغة العربية و الفرنسية و الإنجليزية. لمزيد من المعلومات و التسجيل في المنتدى برجاء زيارة الموقع التاليhttp://www.wan-press.org/arabfreepressforum/home.php مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس مكونة من 18 منظمة عضوة في الشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير  » آيفكس ». لمزيد من المعلومات عن مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس:http://campaigns.ifex.org/tmg/   شكر خاص للجمعية العالمية للصحف و وزارة الخارجية النرويجية و معهد المجتمع المفتوح لمساعدتها  مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس على جمع وتكريم النشطاء والصحفيين التونسيين.   


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة 
قليبية في:01/12/2008 بيـــــــان  
انتشرت،(في الأيام القريبة الماضية)،بمدينة قليبية،مناشير مجهولة المصدر تتحدث عن كارثة حلت بالمدينة،و تتمثل في فقدان مركب صيد صغير يحمل أربعة من البحارة،ابتلعه البحر(بمن فيه)،ولا يعرف الى اليوم مصير هؤلاء البحارة الشهداء…وفي تلك المناشير تعريض  بعملية البحث عن المفقودين،وبطريقة تهكمية،تقارن بين المراقبة اللصيقة لنشطاء حقوق الإنسان،وبين الواجب الحقيقي المناط بعهدة الأمن و الإغاثة والنجدة،وما ينفق على الأولى من وقت وحرص،وحراسة مدققة ،والأخيرة وما يصاحبها من تهاون وسوء تقدير. ونحن،وان كنا لا نريد التعليق على أسلوب تلك المناشير فإنه يهمنا حياة البشر،(وكانوا في المركب أربعة من البحارة:1صلاح غبريش 2عبد الرزاق الزواري 3داود بن موسى 4فؤاد الحطبي) وهنا يكون »مربط الفرس كما يقال » و »بيت القصيد » و »مخ الموضوع »: ان مركب الصيد الذي ضاع في البحر،ليست له قيمة كبيرة في حد ذاته،باعتباره خشبا ومسامير وحديد وبعض الحبال،لأن القيمة الحقيقية تكون لمن في ذلك المركب وهم البشر،الذين ما كانوا هاربين من الوطن،وهم المشدودون اليه بعائلاتهم،بنسائهم وأطفالهم،بإخوتهم وآبائهم وأمهاتهم،سعوا في البحر ليلتقطوا رزقا لهم يجعلهم يعيشون،في وطنهم كرماء ،لكن الموت عاجلهم ،وقد ساعده،الإهمال و التباطؤ،وعدم احترام الروح البشرية،التي هي،عند هؤلاء المتهاونين المهملين،لا قيمة لها،ولا تساوي شيئا من تضحية بوقت أو راحة. والحال أن من طلبت منهم النجدة،عندما يستجيبون لها،لا تكون استجابتهم فضلا ولا إحسانا ولا مزية،بل هو واجب،مفروض عليهم القيام به باعتباره من مشمولات وظيفتهم المهنية،ويتقاضون عليه أجرا من مال الشعب،فماذا يكون حالهم وقد تهاونوا عن القيام بذلك الواجب؟هل يكفي أن نقول: لا إله إلا الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله،ونحن نعرف أن من قتل نفسا(مباشرة أو بسبب أدى إلى القتل) فكأنما قتل الناس جميعا،ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا؟وماذا يسمى الإهمال،والتهاون،الذي أدى إلى فقدان هؤلاء الشهداء الأربعة؟ وماذا تقولون،أيها السادة،في أن الشهيد صلاح  غبريش كان يطلب النجدة بهاتفه الجوال،ممن في ميناء قليبية،وذلك بداية من الساعة 15 30(الثالثة والنصف بعد منتصف نهار الخميس 27نوفمبر2008) إلى الساعة 21(التاسعة ليلا)،وكان يتصل بالأهل والأصحاب،حتى انقطعت مكالماته للأهل.وكان الرد من قبل النجدة: »ابقوا هناك حتى الصباح،ونحن الآن لا نستطيع أن نفعل لكم شيئا »،مع العلم وأن الزورق المصارع للغرق والموت لم يكن بعيدا عن قليبية،بل كان مابين حمام الغزاز وكركوان(8أو9كم على الأكثر)وترسو بميناء قليبية 3زوارق كبيرة للنجدة وزورقان صغيران،لكن لم تتحرك النجدة إلا بعد فوات الوقت الضروري للإنقاذ.والنتيجة ضياع أرواح بشرية بريئة،مناضلة. وبعد كل هذا فإننا نطالب: 1)فتح تحقيق في الحادثة وتحديد المسؤوليات دون تبرير ولاتغطية على أحد. 2)تخصيص مروحية دائمة بميناء قليبية ،وبالإمكان دفع دول أوروبية للتبرع بهذه الطائرة،وإن تعذر هذا فصندوق 26/26 قادر على تحقيق هذا الطلب،وهو داخل ضمن خدماته المتعلقة بمناطق الظل،وهل هناك ظل أخطر من ظل الموت،الذي يغرق فيه بحارة قليبية؟ وأخيرا نلتمس لهؤلاء الشهداء الرحمة،(إن كانوا أمواتا أو أحياء،ورحمة الحي أفضل) ولأهلهم الصبر الجميل،وللمتفرجين على نكبتهم يقظة ضمير وتقدير للروح البشرية.ومن أعطى قادر على المزيد،فلتجعلوا قلوبكم حية بالمحبة والرحمة والعدل. رئيس الفرع :عبد القادر الدردوري                


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 30 نوفمبر 2008

تصاعد حملة التنكيل بالمساجين السياسيين المسرحين   : احتجاز الصحفي عبد الله الزواري 6 ساعات .. لمساءلته حول حواراته مع .. « المهجرين »..!

 

فوجئ الصحفي عبد الله الزواري لدى مغادرته منزله صباح اليوم 30 نوفمبر على الساعة السابعة و 30 د بعدد كثيف من اعوان البوليس السياسي  (ثلاث سيارات )  يعترضون طريقه ، و قد طلب منه  » التفضل  » بمرافقة الأعوان إلى منطقة الشرطة  و بعد رفضه الإمتثال مطالبا مخاطبيه بالاستظهار  باستدعاء رسمي  تم اقتياده  عنوة الى مكتب  رئيس منطقة الشرطة المدعو مالك علوش  الذي استجوبه حول حواراته بـ « السكايب  » وتصريحاته المتكررة .. وخاصة حول مسؤوليته  في نشر خبر  منع البوليس  لإقامة حفل عشاء  بمنزل السيد الصادق شورو ،  وعن آرائه التي عبر عنها في  » ندوة   » هاتفية أقيمت يوم 22/11/2008  حول مشكلات المهجرين السياسيين ،   وتحالف 18 اكتوبر  وحول مشكلات الشباب  المحروم من التاطير والتوجيه والتوعية  و منهم الالاف من ضحايا   » قانون الارهاب  » ..و  الالاف من ضحايا المخدرات .. وقد رفض الصحفي عبد الله الزواري  الامضاء بمحضر يتضمن التنبيه   عليه بعدم الإدلاء بأي  تصريحات معبرا عن رفضه لأن يكون مجبرا على الصمت ..في منفاه القسري .. ! و هكذا يتأكد يوما بعد يوم أن عمليات الإحتجاز المتكرر لبعض النشطاء السياسيين و الحقوقيين  من المساجين السياسيين المسرحين أصبح يندرج ضمن سياسة أمنية تعتمد الهرسلة الأمنية و الإستعاض عن السجن الجماعي بسجون فردية تتوزع من شمال البلاد إلى جنوبها و لا يقوم عليها مديرو السجون و أعوان الحراسة بل رؤساء مناطق الشرطة و الحرس و أعوان البوليس السياسي ، فلا يكاد يمر يوم دون أن يحمل أخبار  » نشاط أمني مكثف  » .. اختطافات للشباب المتهم باعتناق  » الفكر السلفي  » و هرسلة لا تنتهي للمعارضين السياسيين ، واستدعاءات غير قانونية و عمليات احتجاز تعسفي لمناضلي حركة النهضة و النشطاء الحقوقيين .. و إزاء هذا التدهور الخطير تجدد الجمعية مطالبتها بوقف إطلاق يد البوليس السياسي في التنكيل بالمسرحين دون رادع و لا احترام لحرمة القانون ورقابة القضاء ، و تدعو إلى محاسبة كل من يعتدون على حريات المواطنين و حقوقهم المكفولة بالقانون و الدستور ..و المواثيق الدولية.. !  عن لجنة السجناء المسرحين رئيس الجمعية الأستاذة سعيدة العكرمي


 

حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بلاغ

30 نوفمبر 2008    

مرة أخرى تلجأ السلطة إلى تعطيل نشاط حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات. فبعد أن ضغطت في شهر سبتمبر على صاحب نزل « تينا » بمدينة صفاقص لحثه على إلغاء عقد كراء قاعة دعا التكتل إلى الاجتماع فيها حول موضوع « انتخابات 2009 أي دور للمعارضة »،رفضت الأسبوع الماضي تمكين التكتل من عقد اجتماع عام في « الفضاء الثقافي محمد الجموسي » و ذلك صباح الأحد 30 نوفمبر و لم يجد صاحب النزل مناصا من إعلامنا باستحالة عقد الاجتماع بتعلة وجود أنشطة مبرمجة في القاعة وهي تعلة واهية تأكدت عندما طلبنا من المسؤول عن الفضاء أن يقترح علينا اليوم و الساعة التي تناسبه لعقد اجتماعنا فلم يجد مخرجا سوى الاعتراف بأن المسألة تتجاوزه. و لا أدل على تدخل السلطة من الحضور المكثف للبوليس السياسي أمام الفضاء و منع الوافدين حتى من الجلوس في المقهى المجاور. و قد  حضر الأمين العام للتكتل صحبة الأخ جلال بوزيد عضو المكتب السياسي لاستقبال الوافدين و تقديم الاعتذار لهم. ثم استمرت المحاصرة قرابة الساعة لتصبح ملاحقة عندما انتقل الأخ مصطفى بن جعفر إلى منزل الأخ جلال بوزيد حيث اجتمع بثلة من مناضلي التكتل. إن التكتل الذي استوفى كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتنظيم الاجتماع يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الأساليب التي تؤكد حالة الاختناق القصوى التي بلغها الوضع السياسي بالبلاد حيث أصبح من المستحيل لحزب قانوني  أن ينظم ندوة في فضاء خاص أو عمومي و أن يلتقي بمن يرغب في الحوار معه. يقع ذلك  في نفس الوقت الذي تطغي فيه علامات الدعاية لحزب الدولة الذي لم يكتف باحتكار كل الفضاءات العمومية بل وظف الجهاز الإداري و الأمني لعرقلة من يخالفه الرأي  و شل تحرك من يعارضه في تناقض تام مع أبسط قواعد المنافسة النزيهة و مع ما يردده الخطاب الرسمي من ضرورة فتح الفضاءات العمومية للأحزاب. إن جهاز الأمن السياسي أصبح يتصرف خلافا لما جاء به لقانون و حسب قاعدة تجريم أي نشاط مستقل أو معارض سواء كان حزبيا أو جمعياتيا أو نقابيا، وهو مؤشر خطير تتضاعف خطورته إذا اعتبرنا أن للبلاد موعدا انتخابيا لن يكون له أي معنى إذا تمادت الأوضاع على ما هي عليه.و التكتل إذ يعبر عن شجبه لمثل هذه التجاوزات، فإنه يدعو الحكومة إلى رفع كل التضييقات على نشاط الأحزاب والمنظمات و تمكينها من حقها في العمل القانوني و السلمي كما يدعو كل القوى الحية لمزيد من اليقظة و التصدي الحازم لهذا الانحراف تفاديا لعواقبه الوخيمة.                                                               مصطفى بن جعفر                                                             الأمين العام


تونس: زعيم «التجديد» المعارض يعلن ترشحه للرئاسة

 
تونس – المنجي السعيداني أعلن أحمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد ذات التوجهات اليسارية، ترشحه بصفة رسمية للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة في خريف عام 2009. وجاء هذا إثر اجتماع المجلس المركزي للحزب يوم أمس بالعاصمة التونسية. وقال إبراهيم بعد الإعلان الرسمي عن ترشحه للرئاسة لـ«الشرق الأوسط»، إن ترشحه جاء لدعم الحركة الديمقراطية في تونس وهو يترشح اليوم باسم «المبادرة الديمقراطية» ويسعى إلى جمع التيارات اليسارية لدعم ترشحه للانتخابات الرئاسية التونسية. ويأتي إعلان احمد إبراهيم لانتخابات الرئاسة بعد ترشح كل من الرئيس زين العابدين بن علي، مرشح الحزب الحاكم، وأحمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي التقدمي، ومحمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية. وأعلن حزبان معارضان هما، حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري، دعمهما لترشح الرئيس بن علي. يشار إلى أن حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقاً) كانت قد شاركت في الانتخابات البرلمانية التي جرت خلال سنوات 1994 و1999 و2004. وقد أسندت للحزب بعض المقاعد البرلمانية المخصصة لأحزاب المعارضة. كما تقدم الحزب بمرشح له في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2004، هو محمد علي الحلواني، غير أنه حصل على نسبة تقل عن 1 في المائة من عدد الأصوات. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 1 ديسمبر 2008)


 

 معارض تونسي يعلن ترشحه للرئاسة عام 2009

تونس ــ أ. ف. ب ــ قرر حزب الوحدة الشعبية (معارضة برلمانية) ترشيح أمينه العام محمد بوشيحة للانتخابات
الرئاسية المقررة في السنة المقبلة في تونس. وبذلك يكون بوشيحة، الذي تم تعيينه الجمعة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حزبه، ثالث معارض يترشح إلى الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل. وينشط محمد بوشيحة (60 عاما) وهو صحافي يحمل شهادة في التاريخ، في السياسة منذ انتخابه عضوا في مجلس النواب عام 1999 ويقود حزب الوحدة الشعبية منذ 2000. وذكر لوكالة فرانس برس ان «ترشيحي يهدف إلى مزيد من تجذر التعددية والديموقراطية»، متحدثاً عن «تعبئة قوية بين الناشطين الشبان». وأضاف «نأمل في تحسين نتيجة حزبنا بالخصوص بفضل القوانين الجديدة والتدابير التي تحمي العملية الانتخابية». وكان بوشيحة في انتخابات 2004 أحد المرشحين الثلاثة أمام الرئيس زين العابدين بن علي الذي انتخب بنسبة 94،4% من الأصوات، في حين تقاسم منافسوه الآخرون الثلاثة الأصوات المتبقية. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 1 ديسمبر 2008)

 


إعتبروا قدومهم تدخلاً سافرًا في شؤون البلاد نوّاب تونسيون وصحف يهاجمون وفدًا برلمانيًّا فرنسيًا

إسماعيل دبارة من تونس هاجم عدد من أعضاء مجلس النواب التونسي (البرلمان) وعدد من الصحف الرسميّة وفدًا فرنسيًا قدم إلى تونس الأسبوع الماضي للتضامن مع أهالي منطقة الحوض المنجمي التي شهدت على امتداد ثمانية أشهر احتجاجات اجتماعية حادة. وإستغلّ عدد من النواب مناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2009 للتعبير عما قالوا إنه « رفض للتدخل السافر من قبل أي طرف أجنبي في شؤون البلاد الداخلية »، في حين أكد بعضهم على أن تونس « بلد ذو سيادة ولا يتلقى دروسًا من أي كان ولا يرتضي لنفسه سوى الخيارات الوطنية الخالصة ». وذهبت عدد من المداخلات إلى القول بأنّ « تونس تدعم مبادئ الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان عبر المشاركة واعتماد المعايير السليمة للتشغيل والعمل على تكريس مقومات الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستديم، وأنه « حريّ بمن يعتبر نفسه وصيًا على حقوق الإنسان ألا ينسى حق الشعوب في تقرير مصيرها ». وشددت بعض التدخلات الأخرى وأغلبها صادرة عن نواب الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) على أن « استقلالية القرار الوطني ستبقى من الثوابت التي يناضل من اجلها التونسيون من كل الأحزاب والحساسيات » في مواجهة كل المناوئين ». وحلّ في تونس منذ الأربعاء الماضي وفد فرنسي رفيع المستوى على رأسه السيدة ‘ماري جورج بيفات’ زعيمة الحزب الشيوعي الفرنسي مصحوبة بعدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين (13 ناشطًا)، وإلتقى الوفد بممثلين لعدد من أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية التونسية، قبل أن يتوجه عدد منهم إلى محافظة قفصة الجنوبية المضطربة للقاء بعض عائلات المساجين والمتهمين على خلفية ما بات يعرف باحتجاجات الحوض المنجمي (600 كلم جنوب العاصمة تونس). وهاجمت عدد من الصحف المحليّة أيضًا الوفد الفرنسي ومن استقبلهم مؤكدين على أن ما حدث هو « استقواء من قبل أقلية محسوبة على المعارضة بالأجنبي ». وإلتقى الوفد في مقرّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (منظمة قانونية) بعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية التونسية وأحزاب المعارضة، في خطوة اعتبرها بعض المقربين من الحكومة تهدف إلى تشويه صورة البلاد والتعلّل بالعلاقة مع الأجنبي لصالح حسابات سياسية ضيقة للغاية. كما إلتقى بعض الفرنسيين عددًا من عائلات المساجين ومن بينهم السيدة جمعة حاجي زوجة القيادي بالاحتجاجات عدنان الحاجي المعتقل بأحد سجون محافظة قفصة. وأكدت مصادر حقوقية تونسية لـ « إيلاف » أنّ الحملة على الوفد الفرنسي كانت « متوقعة للغاية وليست بالأمر الجديد على الصحف الرسمية التي تهاجم باستمرار منظمات حقوق الإنسان والمعارضة والشخصيات الوطنية ». و ذكر المصدر ذاته والذي رفض الكشف عن اسمه لإيلاف: « الوفد الفرنسي جاء للتضامن مع أهالي الحوض المنجمي كتعبير من قبل الحركة الديمقراطية الفرنسية لرفضها سياسة القبضة الأمنية التي انتهجتها الحكومة أمام المطالب المشروعة لسكان الحوض المحرومين من ابسط حقوقهم والمحرومين كذلك من تقسيم الثروات التي تزخر بها منطقتهم الغنية ». ويتابع المصدر: « الحكومة هي موضوع المسائلة هنا بخصوص العلاقة بالأجنبي وليس الشخصيات الحقوقية والسياسية المعارضة، سئمنا من هذه النغمة وإحتكار العلاقات مع الآخر ، سنمارس دورنا وسنقبل كلّ تعاطف أجنبي مع قضايانا المشروعة ». (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 1 ديسمبر 2008) الرابط: http://www.elaph.com/Web/Politics/2008/11/387399.htm

 تونس: انتقادات حادة لزيارة وفد فرنسي وصفت بالتدخل الخارجي

   

تونس ـ خدمة قدس برس وصف أعضاء بالبرلمان التونسي زيارة وفد فرنسي يقوده الحزب الشيوعي الفرنسي لمتابعة تطورات الأزمة الاجتماعية الحوض المنجمي بمحافظة قفصة الأسبوع الماضي بالتدخل السافر في شؤون البلاد الداخلية. وقال نواب بالبرلمان خلال مناقشة ميزانية الدولة لسنة 2009 إنّ « تونس بلد ذو سيادة ولا يتلقى دروسا من أى كان ولا يرتضي لنفسه سوى الخيارات الوطنية الخالصة ». ونقل التلفزيون التونسي الرسمي تصريحات النوّاب المذكورين الذين كان من بينهم ممثلون عن الأحزاب القريبة من الحكم، اعتبروا الانتقادات الصادرة من جهات دولية فاقدة المصداقية لأنها صادرة عن بعض الأطراف الأجنبية التي تستعمل شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد وسيلة لابتزاز الأنظمة والشعوب في آن واحد على حد عباراتهم. من جهته أصدرا الحزب الاجتماعي التحرري بلاغا انتقد فيه التيار اليساري الذي نظّم الزيارة واتهمه بأنّه يؤمن إيديولوجيا بأنّ الاستعمار يحقق نهضة الشعوب المتخلفة مثل موقف ماركس من استعمار الجزائر. وكان الوفد الفرنسي قد وصل الثلاثاء الماضي 25 تشرين ثاني (نوفمبر) في زيارة دامت يومين التقى خلالها أحزابا سياسية يسارية وممثلي جمعيات حقوقية وقام بزيارة ميدانية إلى مدينة الرديف بمحافظة قفصة التي شهدت أعنف المواجهات في الأشهر الأولى من العام الجاري. ونقلت أسبوعية « الطريق الجديد » الناطقة باسم حزب التجديد الشيوعي تأكيد الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي في تصريحاتها عزم الوفد تكثيف حملة التضامن مع المعتقلين على خلفية الأحداث ومساندة مطالب الأهالي وتوسيع الحملة لفائدتهم حتى تشمل أوسع القوى السياسية في فرنسا وأوروبا. ورغم أنّ السلطات لم تضع أية قيود على تحركات هذا الوفد إلاّ أنّ بعض الأقلام الصحفية المقربة من الحكومة شنّت حملة عنيفة على الوفد الفرنسي ومستقبليه في تونس، ووصف الصحفي برهان بسيس اليسار الفرنسي بالفلول المأزومة سياسيّا والمهزومة انتخابيا في بلدها فرنسا، على حد تعبيره.   (المصدر: وكالة (قدس برس) بتاريخ 1 ديسمبر  2008)


حركة حقوق الإنسان : الحصيلة والمستقبل

 

د. منصف مرزوقي تحتفل حركة حقوق الإنسان العالمية هذه السنة بالذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي سنته الجمعية العامة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 1948. لنذكر أن هذا النص، الذي لا يتجاوز صفحتين بديباجته ومواده الثلاثين الضامنة للحقوق الفردية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية، هو أول وفاق عالمي قاطع للثقافات والعقائد والأنظمة السياسية حول الحقوق الدنيا التي يجب أن يتمتع بها كل آدمي يعيش على سطح هذه الأرض. هو الجذع الذي تولدت عنه عشرات المواثيق والإعلانات منها العهدان الدوليان للحقوق السياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية عام 1967 والمعاهدة الدولية ضد التعذيب عام 1984، ثم إعلان حقوق الطفل عام 1991. حتى النصوص الإقليمية مثل الميثاق الأفريقي أو الإسلامي أو الأوروبي لحقوق الإنسان ليست إلا زيادة أو نقصانا تدور في فلك الوثيقة المؤسسة. هو مرجعية وكالات الأمم المتحدة التي تعنى بمتابعة إعمال هذه الحقوق من طرف الدول الأعضاء، ناهيك عن منظمات المجتمع المدني على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي والتي جعلت منه الرابط الفكري، حتى لا نقول العقائدي، الذي يجمع بين نشطاء منظمة العفو الدولية في الصين والأرجنتين، أو بين نشطاء الحركة العربية من الدوحة إلى نواكشوط. الأهم من هذا كله أننا أمام نص يطمح ليكون أول مشروع مشترك للبشرية. ذلك ما يتضح من الديباجة : « فإن الجمعية العامة تنشر على الملأ هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه المثل الأعلى المشترك الذي يجب أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم، ليسعى جميع أفراد المجتمع وهيئاتهم، واضعين هذا الإعلان نصب أعينهم على الدوام ومن خلال التعليم والتربية، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات، ويكفلون بالتدابير المطردة الوطنية والدولية الاعتراف العالمي بها ومراعاتها الفعلية ». هذا ما يمكننا من القول إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو المشروع العالمي لتحقيق الإنسان.  » حقا لا نستطيع وضع مؤشرات مرقمة لقياس ما تحقق من الحقوق التي بشر بها الإعلان، لكننا نستطيع تخيل الفراغ الرهيب لو لم يوجد النص  » السؤال : ما الذي تحقق لحد الآن منه؟ لا أصعب من تقييم مثل هذا المشروع حيث يتسم بتعدد المستويات (الأخلاقي والتشريعي والسياسي)، وحجم المعني بالأمر (الإنسانية جمعاء)، وتنوع الوسائط (دول من كل صنف، مجتمعات فقيرة وغنية، مجتمعات مدنية حرة وأخرى مكبلة). حقا لا نستطيع وضع مؤشرات مرقمة لقياس ما تحقق من الحقوق التي بشر بها الإعلان، لكننا نستطيع تخيل الفراغ الرهيب لو لم يوجد النص. ما يمكن قوله أيضا بصفة مؤكدة إن وجوده هذا، وبناء المؤسسات الأممية والجمعيات المدنية والحراك العالمي لنشره والدعوة لقيمه، هو في حد ذاته قفزة جبارة إلى الأمام. هذا لا يجب أن يخفي عنا مناطق الظل كما أظهرتها تجربة العقود الستة الأخيرة. إذا اكتفينا بمتابعة مؤشر واحد هو التعذيب فإننا نستطيع الجزم بأن العمل الحقوقي ساهم في تقليصه ولو بنسبة غير معروفة، لكن ما أبعدنا عن الهدف. فمنظمة العفو الدولية أحصت ما وقع في نصف قرن بعد ظهور الإعلان : 153 بلدا يمارس فيها التعذيب، منها 66 بلدا بكيفية خطيرة. كما قدرت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين عام 2003 أن ربع اللاجئين في العالم، أي قرابة الأربعة ملايين نسمة، تعرضوا للتعذيب. حدث ولا تسأل عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي. ففي عالم اليوم يجاهد للبقاء 250 مليون طفل يعملون في حالة قريبة من السخرة منهم عشرات الملايين من أطفال الشوارع وهم قرابة المليونين في مصر وحدها. وفيه أيضا يموت جوعا سنويا قرابة الثلاثة ملايين بينما يعيش ثمانمائة مليون على الكفاف المطلق. يصبح السؤال : حتى وإن كانت حركة حقوق الإنسان بمنظومتها الفكرية والأخلاقية ومؤسساتها الأممية وحراك تنظيماتها المدنية، مجرّد عنصر من بين عناصر التحضر الإنساني، كيف يمكن رفع فعاليتها علّنا نتقدم بخطى أكثر سرعة على الطريق الطويل؟ للرد عليه لا بد من تفحّص الإستراتيجية التي اعتمدت منذ ستة عقود والتي تمحورت حول خطين أساسيين.  الخط التشريعي الذي قادته الأمم المتحدة وأنتج كما هائلا من المواثيق والإعلانات تشكل الشرعة الدولية بطموحها لتكون دستور البشرية.  الخط الدعوي والاحتجاجي الذي قادته منظمات المجتمع المدني على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني وتشكل منظمة العفو الدولية أحسن ممثل له. لنلاحظ أن الخاصية المهمة للتيار جعله من الشخص المحور النضال الحقوقي، لا كانخراط في المنظومة الفردانية لليبرالية الغربية، بل لاعتباره الإنسانية جمعاء ممثلة في كل شخص، مثلما نريد خريطة الوطن اليوم مرسومة على جلد كل مواطن. ثمة إذن قطع جذري مع الفكرة الخطيرة الموجودة في السياسة أن الإنسانية، أو الوطن، مبدأ في المطلق مستقل عن البشر الذين يعطونه وجوده، ومن ثم يجوز في الحالات القصوى التضحية « بالثلثين الفاسدين لإنقاذ الثلث الصالح ». المشكلة أن التركيز على حالات محددة مثل تكريس كل الطاقة لإنقاذ شجرات معدودة والغابة تحترق باستمرار لأن هناك من يضرم فيها النار. أضف لهذا أن تكديس المواثيق -على أهميتها وضرورتها- عمل سحري عندما يتعلّق الأمر بسنها أنظمة استبدادية لا هاجس لها إلا البقاء في السلطة بكل ثمن ومنه انتهاك حقوق الإنسان. أما التوجه إليها بالاحتجاج والتوصيات فكمعاتبة الذئب على « ذئبيته » أو قراءة شعر عمر الخيام في أذن غوريلا. لو دققنا في الأسباب العميقة للنتائج المتواضعة للإستراتجيتين لاكتشفنا أنها مرتبطة بنقطة الضعف الأساسية في الإعلان. لنتذكر أنه جاء كرد فعل على فظاعات الحرب العالمية الثانية، بضغوطات مكثفة من المجتمع المدني الأميركي والأوروبي خاصة، لكن تحت إشراف دول الديمقراطية منها استعمارية، والاشتراكية منها دكتاتورية، ودول الجنوب إما غائبة وإما تدور في فلك الأولى أو الثانية.  » لقد كان حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة ضمن مسودة الإعلان لكنه أسقط بضغط الدول الاستعمارية ورضوخ الدول الاشتراكية  » مثل هذه الدول لا يمكن أن تتفّق إلا على مبادئ عامة وصيغ فضفاضة تعكس موازين القوى ولا تمس مصالحها. لقد كان حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة ضمن مسودة الإعلان لكنه أسقط بضغط الدول الاستعمارية ورضوخ الدول الاشتراكية. بديهي أن مثل هذه الدول، وهي كالسباع المشدودة لبعضها بعضا بسلاسل المصالح، لا تقبل إلا بنص لا يحدد المسؤوليات عن غياب الحقوق الدنيا. هكذا اكتفت الديباجة بالتلميح لأعمال في الماضي « أثارت بربريتها الضمير الإنساني » دون تحديد الأعمال في الحاضر والمستقبل التي يمكن أن تتعهّد بربرية لم تنته بزوال الفاشية. ولو قمنا اليوم بالمسكوت عنه في النص لاكتشفنا أن القوى التي تتسبب في انتهاك حقوق الإنسان ثلاث. 1-المنظومة الفكرية الفاسدة إن الحروب تنشأ في العقول قبل أن تتبلور على ساحات المعارك. بداهة ثمة مسؤولية كبرى لرجال الفكر والعقيدة الذين يزرعون في النفوس أفكار الحقد العرقي والديني والطائفي والقومي. هذه الأفكار هي بمثابة قنابل موقوتة ستنفجر يوما في وجه مئات الآلاف من الأبرياء. هي ليست نتاج الغباء أو حب الشر بقدر ما هي نتيجة ضيق رقعة الشعور بالانتماء والمسؤولية. فالطائفي لا يعتبر نفسه منتميا إلا لطائفته ومسؤولا إلا عن مصالحها وما عداها للتجاهل والعداء، وفي أحسن الأحوال « للتسامح » أي الصبر على الموجود الذي لا يمكن التخلص منه. زمن طويل سيمر قبل أن يتوسع شعور الانتماء والمسؤولية إلى المستوى المطلوب الذي يتطلبه خلاصنا جميعا، أي وعي كل شخص في العالم أنه لا عائلة له سوى البشرية ولا وطن له إلا الأرض. ثمة إذن عمل جبار ينتظر كل المفكرين في كل مكان، لا لمواجهة الخصوصية بالعالمية، ولكن لبلورة أحسن ما في الخصوصية لتكون زهرة في باقة العالمية، ولبناء الطابق الأعلى من الانتماء للإنسانية والمسؤولية تجاهها على طوابق الجهة والعشيرة والشعب والأمة والدين. 2- المنظومة السياسية الفاسدة انتهاكات الحقوق الفردية والسياسية مرتبطة بالنظام الاستبدادي ارتباط الظل بالماشي تحت الشمس. هي من خصائصه الجوهرية لذلك هو مثل الاستعمار والعبودية يحتاج للاستئصال لا للإصلاح. الملفت للانتباه السرعة التي تأقلمت بها الدكتاتوريات مع تنامي الحركة الحقوقية عبر التجاهل أو اتهامها بالعمالة أو بتبني خطابها لإفراغه من كل محتوى. وفي كل الحالات تبقي هذه الدكتاتوريات الطرف الأقوى في اللعبة بما أن الحركة الحقوقية تتوجه لها بمنتهى الأدب للمطالبة بالإصلاح ولا تمس بشرعية حكمها. إنها كما تظهر تجربة الستة عقود الأخيرة سياسة الحرث في البحر، كل هذا لتجاهلها قاعدة أننا أمام بشر ومؤسسات تمثّل الجزء المظلم في الطبيعة البشرية. لا شك أننا سنتقدم بسرعة على درب « الأنسنة » بتوخي منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي أهدافا ووسائل جديدة تسعى مهما كانت الآجال الزمنية إلى :  تبني الأمم المتحدة نصا يجعل الاستبداد السياسي جريمة ضد الإنسانية.  إنشاء محكمة دستورية أممية تبتّ في شرعية الانتخابات التي تجري في أي بلد مع رفض الاعتراف والتعامل مع أي نظام يستولي بالقوة والتزييف على سيادة شعبه.  توسيع صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية لتتبع كل دكتاتور ولو كان في الحكم، ناهيك عن رؤساء أجهزة إرهاب الدولة التي يحكم من خلالها.  إحداث جائزة نوبل معاكسة تسند سنويا لدكتاتور السنة أو للكاتب الملهم الذي يحث على الكراهية، أو للمؤسسة أو لرجل الاقتصاد الذي سببت تصرفاته في كارثة إنسانية ما أدت إلى منع الغذاء والدواء عن الملايين.  » محكوم علينا نظرا لازدواجية طبيعتنا أن يكون النضال من أجل « أنسنة » البشرية مشروعا لا نهاية له ومعركة كل لحظة  » 3-المنظومة الاقتصادية الفاسدة تحتضن لندن منظمة تدعى البند 19، مهمتها الدفاع عن حرية الصحافة المضمنة في هذا البند من الإعلان. لكن لا توجد إلى اليوم منظمة تدعى البند 25 (الحق في الصحة). ولو وجدت مثل هذه الجمعية الدولية لاصطدمت بكثرة وخطورة الانتهاكات التي تتسبب فيها شركات صيدلية عملاقة تدفّع في علاج نقص المناعة المكتسب عشرة آلاف دولار سنويا، في حين لا تتجاوز كلفته الثلاثمائة دولار، وتصديها المخزي، لأنها تستحوذ على البراءة، لبلدان مثل البرازيل وجنوب أفريقيا التي تحاول صنع الدواء وتوفيره للفقراء. هكذا لا يتحصل على الدواء إلا 5% من الأربعين مليون مصاب يموت منهم سنويا ثلاثة ملايين. مثال من بين حالات لا تحصى لشركات عالمية كبيرة تتسبّب في كوارث بيئية واقتصادية وصحية ولا أحد يتابعها لأننا قصرنا الاستبداد، بما هو تحكم أقليّة في الأغلبية بالخديعة والقوة، على السياسة ناسين أنه آفة أيضا في عالم المال. نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتوعية أن حالة حقوق الإنسان الكارثية اليوم ليست نتيجة قضاء وقدر وإنما أساسا نتيجة سياسات قصيرة المدى وأحيانا مجرمة يتحمل مسؤوليتها مفكرون ورجال سياسة واقتصاد ومؤسسات ودول، وأنه بقدر ما نفهم آليات الانتهاك ونتتبع مصدرها بقدر ما نرفع من فعاليتنا في تقديم العلاج. هذا العلاج لا يكون إلا بالمراهنة على الجزء الخير من الطبيعة البشرية بالتعليم والتربية والمشاركة الجماعية. وأيضا بشدّ الانتباه إلى النصف المظلم من هذه الطبيعة والذي يتطلب منا اعتبار انتهاك حقوق الإنسان جرائم ضد الإنسانية وراءها مجرمون من مختلف الأنماط والمستويات يجب رصدهم بدقة ومتابعتهم، على الأقل تسميم عيشهم كما يسمّمون عيش الملايين. وختاما لنذكر بالردة التي مثلتها غوانتانامو أو بمغزى محاصرة المارة في لندن بملايين الكاميرات، وواضعين بين أعيننا أن كل المكتسبات حتى في أعرق الديمقراطيات مهدّدة دوما. محكوم علينا نظرا لازدواجية طبيعتنا أن يكون النضال من أجل « أنسنة » البشرية مشروعا لا نهاية له ومعركة كل لحظة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  1 ديسمبر 2008)  

 رسالة إلى قداسة المطران هيلاريون كبوشي: بين عودتكم وعودتنا

 

(عماد الدائمي)

باريس – خدمة قدس برس « ما نيل المطالب بالتمني ..حقنا في العودة ينتزع ولا يستجدى.. تضامننا هو حجر الأساس لاستعادة حقوقنا والتحرير والعودة ». كلمات خالدة قالها المطران هيلاريون كبوشي مطران القدس المنفي من فلسطين منذ أكثر من ثلاثين عاما في ملتقى دمشق لحق العودة الفلسطيني في موقف مهيب اختلطت فيه دموع المطران الصادقة بتصفيق الحضور وهتافاتهم. كلمات استمعت إليها بخشوع أمام تلفازي يوم الأحد الماضي، فوجدتها تعبر بدقة متناهية لحد التماهي عن مشاعري وتصوري لمسألة عودتنا معشر المنفيين العرب الفارين من جحيم الدكتاتوريات وتعسف الأحكام العرفية والناجين بجلودهم من اضطهاد الأنظمة الثورية وتسلط الجمهوريات الملكية وتنكيل الحكام المتشدقين بالديموقراطية. إنكسار المحب المتشوق، وصدق المؤمن المخلص، وعزة الكريم الذي لا يرضى الهوان، وعزيمة الثائر الذي يرفض الانحناء … معاني مكثفة في خطاب المطران.. التقت في خطاب واحد لتعطي لمفهومه للعودة (ومفهومنا) هوية فريدة، تتعالى عن الزمان والمكان، وتخترق جدار المستحيل لتحلق فوق سماء الممكن، في إنتظار لحظة النزول على الأرض الموعودة، لحظة إلتقاء الثالوث المقدس: النية والفعل والقدر. « ما أحلى الحياة بالأمل »، أمل عاش به المطران ثلاثين عاما، وظل طيلة تلك الفترة حيا نابضا لم ينقص منه تعقد الواقع في بلد المنشأ ولا رغد العيش وكثرة المشاغل في بلد الملجأ. « ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل »، ضيق عبرت عنه دمعات صادقة لرجل فاق عمره الثامنة والثمانين، ودب في نفسه المكلومة مع تلك السنين شعور مرير بأنه مغادر لدنيانا هذه قريبا دون أن يطفىء ضمأه بتكحيل عينيه برؤية موطنه وتمتيع جوارحه برائحة ترابه الطاهر. ولكنه الايمان ما أعظمه، يحضر كلما اعترى نفس المؤمن ضعف بشري، ليطرد اليأس ويزيل الهم ويرفع الغم ويبث الأمل من جديد، فينبري المطران من جديد بلغة المتيقن من رحمة ربه والمحتسب له في بلواه والواثق في قدرته وجلاله ليصدع عاليا مدويا أنه « إن لم يعد لوطنه جسدا وحواسا » فإنه عائد حتما روحا وأنه سيحلق بفضل المولى فوق كنائس القدس ومآذنها ليلقي عليها نظرة وداع قبل أن يلقى ربه. ما أروع تلك الكلمات، وما أجمل تلك العبر، وما أصدق تلك المشاعر. مزيج عجيب من المشاعر تنازع نفسي وأنا أصغي لتلك الكلمات الخالدة: إشفاق وإعجاب وحزن وفرح وضيق وأمل. ما أقساه شعور الانسان بأنه قد يموت بعيدا عن وطنه، محروما من حق طبيعي أعطاه المولى بعدل وسواسية لكل خلقه: حق أن يكون لكل شخص موطن ومسقط رأس. ما أشده على النفس شعور حزين بالغبن والقهر لوجود موانع اصطناعية وإرادات خارجية ظالمة تمنع وصلا وتفرض فصلا وتقطع رجاء. ما أشد وطأتها على القلب مشاعر الحنين والشوق عندما تثور دون إنذار لتهز الوجدان وتشل الحركة وتعقد اللسان. ما أقواك في ضعفك، سيدي المطران، عندما اعترفت أمام الجميع، في إنكسار عزيز وذل كريم، أنك تلجأ يوميا إلى مكان صغير للصلاة حيث مقر إقامتك في منفاك بروما كلما ضاقت بك الدنيا وهاجمك الحنين والشوق ولا تنطق بأي حرف « لأن الله يعرف كل شيء ». كلمات مزلزلة في إنكسارها، تدك عرش الجبابرة … لو كانوا يفقهون.. نعم، سيدي المطران، « الله يعرف كل شيء » عن حالك وحال كل من حرم العودة إلى المهد وحضن الأم وتراب الآباء والأجداد ومرتع الصبا ومرابع الشباب.. وهو بجلاله ليس بعاجز على أن يردكم، ويردنا، إلى أرض الميعاد، رغم تدبير الأعداء وجبروت الظلمة. ولكنه الابتلاء يا سيدي. ابتلاكم المولى وابتلانا بالضعف والمنفى، وابتلى عدوكم وخصمنا بالقوة الموهومة والملك والجبروت، ليرى ما نحن وهم فاعلون. عادل سبحانه في خلقه، يهب لمن يشاء سطوة في الدنيا، ولكنه يسلبه راحة البال ومحبة الخلق وطيب الذكر عند الغيب.  ويبتلي من يشاء في صحته أو حريته أو يقدر له النفي من موطنه، ولكن يعوضه عن ذلك، إن صبر واحتسب وثبت، طمأنينة القلب وصفاء السريرة وحسن القبول ونصاعة الذكر في تاريخ البشر… وهي نعم ليس لها حدود. معذرة سيدي إن أسأت فيكم أدبي بمقارنة غربتنا بغربتكم ومنفانا بمنفاكم وعودتنا بعودتكم. فجلالة قضيتكم، أهل فلسطين، وقداسة موطنكم، ومسار نضالكم الخالد وما قدم فيه من أرواح وتضحيات، ومصيرية عودتكم الاستراتيجية إلى مهد الرسالات المغتصب في ظل حرب المشاريع والارادات التي تنخرط فيها كل قوى الخير والشر في العالم… كل ذلك وغيره عوامل تجعل القياس باطلا وموازين الأهمية والأولوية مختلة. غير أن عذري في جرأتي وسوء أدبي عاملان قد يشفعان لي، أولهما الإستواء بيننا وبينكم في الألم والضعف البشري عندما تلهب مشاعر الشوق والحنين كيان أحدنا وتجرح فؤاده وتطرد سهاده، أو عندما تضيق به الدنيا وهو يسمع نبأ رحيل قريب أو عزيز دون أن يرسم على جبينه قبلة وداع قبل أن يوارى أديم أرض هو محروم من وطئها.. أما العامل الثاني الذي يعدل نسبيا الكفة، كفة العذاب والمعاناة، ظلم ذوي القربى الذي هو أشد وأنكى من ظلم العدو الظاهر. فخصمنا الذي الذي نفانا من ديارنا، يا سيدي، على عكس عدوكم، يتكلم لغتنا ويدين ديننا ويشاركنا أعيادنا. مأساة مضاعفة أن يكون الذي يمنعك من العودة إلى وطنك أخ لدود لك يشاركك في الوطنية وفي التاريخ وفي تحديات المستقبل، اختلت لديه استحقاقات الحاضر وغلبت عليه مصالح اللحظة، فكسر العهد وفرط العقد وشتت الشمل. سيدي المطران، إن قدسية عودتكم وفرادتها وارتباطها بمسار ومآلات الصراع الأزلي بين الخير والشر، يجعل تحققها في آماد قريبة مسألة عسيرة المنال في حساب البشر. أما عودتنا معشر المنفيين والمهجرين واللاجئين العرب، رغم تعقد شروطها وكثرة عوائقها ورغبة الكثيرين في تجويفها من معانيها، فتبقى أيسر للتحقق. إذ يكفي أن يستفيق خصومنا ذات صباح ويقرروا أن يرفعوا الحواجز ويزيلوا العقبات مراعاة لمصلحة البلاد والعباد بل ومصلحتهم الشخصية المباشرة (مصلحة استقرار الحكم وتدعيم الشرعية) حتى نعود … وقد حصل ذلك فعلا مع العديد من المهجرين في السنوات الأخيرة (من البحرين والمغرب والجزائر وليبيا). وحتى إن استمر الخصوم على غيهم وعماهم، يكفي أن يتوحد أصحاب القضية ويضغطوا بكل ما أوتوا من جهد وقوة ومن وسائل مدنية إعلامية وحقوقية وسياسية حتى يفرضوا حقهم في عودة كريمة وآمنة ولو كره الكارهون… سيدي، عودتنا ستكون حتما رافدا صغيرا يصب في نهر عودتكم. لأن عودتنا تعني إعادة اعتبار لكرامة البشر في أوطاننا، ورفعا لقيود القهر والتسلط على مجتمعاتنا، وإعادة توجيه لبوصلات شعوبنا الحائرة نحو قضاياها المصيرية… وكل تلك شروط لانتصار قضيتكم وتحقق عودتكم. تأكد في الختام، سيدي المطران، أن قلوبنا ستظل معكم، وأن عودتكم كشعب وقضية، وعودة شخصكم الكريم كرمز حي لكرامة هذه الأمة وعزتها ووحدتها، ستظل من أوكد أولوياتنا.. سواء عدنا للوطن المفدى أو مكثنا معكم في المنفى. *مهندس تونسي وأحد مؤسسي مبادرة « حق العودة للمهجرين التونسيين ». المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال للأنباءبتاريخ1 ديسمبر 2008)

 

كلمة حرّة على موقع « الحوار.نت » عهد تونس للشباب والمكان الخطأ

 

إنعقد في تونس من 24 إلى 26 نوفمبر المنصرم ( تشرين الثاني 08) مؤتمر دولي بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ( أسيسكو ) تحت عنوان : قضايا الشباب في العالم الإسلامي ثم تمخض اللقاء عن وثيقة سميت : عهد تونس من أجل النهوض بالشباب وتعزيز مكانته في العالم الإسلامي. تضمن العهد التوصيات التقليدية الرسمية المعروفة في أعقاب كل مؤتمر يعالج قضايا الإرهاب والتطرف والعنف لدى الشباب ومن تلك التوصيات : تجديد الخطاب الديني الموجه إلى الشباب. تونس : المكان الخطأ سببان إثنان يجعلان من الدولة في تونس شريكا فاسدا في معالجة مشكلات الشباب : 1 ــ الدولة في تونس تقود منذ عقدين كاملين رسالة تجفيف منابع التدين التي تسخر لها كل مؤسسات وأجهزة الدولة وقسطا كبيرا من ميزانيتها حتى تقلدت في منتصف سنوات الجمر الحامية (تسعينيات القرن الميلادي المنصرم) في كثير من الأوساط الدولية والعربية صفة مكتشف اللقاح ضد طاعون الإرهاب والتطرف فهي تصدره بمقايضات مالية وسياسية ( بطاقة دولية خضراء تجيز إبادة المتدينين والمتدينات بإسم مكافحة التطرف والإرهاب) كما يصدر المنتجون بضاعتهم. 2 ــ ظلت تونس ـ بحمد الله وحده سبحانه ـ في منأى عن طاعون القاعدة وبناتها بالرغم من أن المحرقة الحكومية المنظمة ضد حركة النهضة على إمتداد عقدين كاملين كفيلة بإنتاج كل رعونات القاعدة وزيادة ولكن ثبات حركة النهضة على منهجها السلمي فوت على الدولة في تونس فرصة مواتية فلما إستبد بها اليأس إفتعلت ما عرف بقضية سليمان قبل عامين ( ديسمبر كانون الأول 06 ) لتزج بستة آلاف شاب في السجون لا ترعى فيهم إلا ولا ذمة. كيف تكون الدولة في تونس شريكا دوليا أو عربيا لمعالجة مشكلات الشباب وهي الخصم اللدود الذي بنى مشروعه منذ البداية ( 7 نوفمبر 87 ) على إبادة كل صحوة وطنية أو إسلامية من خلال خطة تجفيف منابع التدين وإستئصال المعارضة السياسية وتكميم الأفواه ولجم الإعلام ونصب نظام  » آبارتايد ـ ميز عنصري  » بغيض في البلاد ضد كل نفس حر مهما كان لونه السياسي والفكري؟ إختزال مشكلات الشباب في الإرهاب والتطرف مغالطة مكشوفة. بسبب الطبيعة الأمنية الغالية للدولة في تونس مما جعلها إستثناء دوليا وعربيا عفا عنه الزمن لولا إنخرام الموازين في ليالي هذه الحقبات الحالكة .. فإن الدولة في تونس إحتضنت على إمتداد عقدين كاملين كل مؤتمرات وزراء الداخلية العرب وبإنتظام عجيب وبجدول أعمال أعجب ليس فيه دوما سوى : تفعيل التنسيقات الأمنية لتضييق الخناق على كل معارضة فردية أو جماعية سياسية أو إعلامية عالمانية أو إسلامية. تلك هي رسالة الدولة وذلك هو مشروعها. وعلى المنوال ذاته جاء هذا المؤتمر المريب في المكان المريب والزمان المريب. جاء ليكون عنوانه : قضايا الشباب في العالم الإسلامي وحقيقته هي : تبييض الرساميل التونسية الفاسدة الوالغة في فرض نظام عنصري بغيض ضد الشباب التونسي لدى جهات دولية وعربية وتقديم الدولة في تونس لنفسها في صورة الباحث المنصف في قضايا الشباب فإذا رجعت إلى المداولات والتوصيات لا تقع عينك إلا على خلفية أمنية ودينية في حركة تختزل مشكلات الشباب العربي والإسلامي في مشكلة واحدة هي : مشكلة الإرهاب والتطرف. تونس هي المكان الخطأ لأنها إستثناء عربي وإسلامي ودولي بالتمام والكمال فهي التي تقود الحرب الضارية ضد الشباب التونسي ثقافيا وإجتماعيا وإعلاميا وسياسيا وقوميا أو إسلاميا. الشباب في تونس لا يعاني من مشكلة إسمها مشكلة الإرهاب والتطرف إلا من جانب الدولة التي تشن عليه إرهابا بوليسيا عنيفا فإن كان متدينا إعتقل وعذب وسجن وإن كان طالب عيش خنق وحوصر حتى ضاقت به الأرض بما رحبت فألقى  بنفسه في أمواج المتوسط فارا بحياته إلى أروبا وإن كانت فتاة طالبة علم أو طالبة عيش كريم طبق عليها نظام الميز العنصري البغيض كما لم تطبقه الستالينية المقبورة في أيام مجدها وإن كان ناشطا في المجال العام سياسيا أو إعلاميا أو نقابيا أو إنسانيا إتهم بالإنتماء إلى حركة النهضة والمصير معروف أو بالتعاطف مع القضية الإنسانية لمساجين حركة النهضة والمصير معروف كذلك وإن كان يقاوم التطبيع والتصهين بكلمة من قلمه جهزت له تهمة معاداة السامية والسجن ـ بعد وجبات دسمة من التعذيب ـ مثواه. عينات حية من إرهاب الدولة في تونس ضد الشباب : 1 ــ أصدر المعهد العالي لأصول الدين التابع لجامعة الزيتونة في تونس إلتزاما كتابيا يوقعه كل طالب بالمعهد ـ وطالبة ـ ويلتزم فيه بما ورد بالحرف :  » عدم الإلتحاء وعدم إرتداء الزي الطائفي « . أنظر بيان منظمة حرية وإنصاف بتاريخ 13 نوفمبر المنصرم. أنى لشباب جامعي يطلب العلم الشرعي الإسلامي أن يبني جسور ثقة في دولة بوليسية متطرفة ترهب شبابها على هذا النحو السخيف : تتدخل في علاقته بذقنه وتعتبر الإلتحاء ظاهرة قذرة ومخالفة لأصول التقدم والتحضر وتفرض على الطالبة التعري وتحول دونها ودون ممارسة حريتها فيما لا يضر غيرها ونحن في بلد إسلامي وجامعة إسمها : الزيتونة!!!! 2 ــ المصحف الشريف يداس بالأرجل للمرة الثالثة في سجون تونس وذلك يوم 28 نوفمبر المنصرم عندما هجم حرس السجن في الناظور ( بنزرت شمال البلاد ) على السجين رمزي الرمضاني وألقي بالمصحف الشريف أرضا وداسه الجلاد برجله. أنظر بيان منظمة حرية وإنصاف بتاريخ 28 نوفمبر المنصرم. أي علاقة بين الشباب والدولة في تونس بعد تجاوز التطرف التونسي الرسمي حدودا لا يكاد يصدقها العاقل لولا ورود الأخبار بها متواترة وعلى بيانات منظمات حقوقية تونسية ذات مصداقية فضلا عن شهادة المساجين المسرحين دفعة بعد دفعة؟ أي علاقة بين الشباب التونسي ودولته التي تقتل فيه آخر حصن من حصون الإنتماء الإسلامي وأي حصن أدنى إلى المؤمن بعد حصن المصحف الشريف؟ أي علاقة بدولة يدوس أعوانها المصحف الشريف مرة بعد مرة في السجون بأرجلهم القذرة؟ أي حرمة لدولة تنتهك أقدس المقدسات؟ وهل أقدس من القرآن الكريم في حياتنا؟ 3 ــ حرب لا هوادة فيها ضد جريدة الموقف لسان الحزب التقدمي الديمقراطي وهو حزب عالماني معترف به. تباع ممتلكات الجريدة في المزاد العلني بعد أن تفرض الدولة على المصرف الذي تتعامل معه الجريدة إفتعال قضية مالية ضدها والسبب معروف لكل تونسي : إصرار الحزب وأمينه العام السابق الأستاذ محمد نجيب الشابي على حقه الدستوري في الترشح لرئاسة الجمهورية. حرب لا هوادة فيه ضد هذا الحزب ورموزه منذ سنوات بسبب ثباته في القضايا الوطنية الكبرى ومنها : حق الإسلاميين في الوجود القانوني حتى مع الإختلاف الثقافي معهم. وذلك هو الخط الأحمر الذي يجعل الدولة في تونس تتصرف كما يتصرف الثور الهائج إذا إستفز بخرقة قماش حمراء. أي علاقة بين الشباب والدولة في تونس وحرية الإعلام منكوبة في الحد الأدنى الذي يغطي العورة؟ كيف يتنفس الشباب في تونس هواء نقيا يجدد الحياة ويذكي الإنتماء للبلاد وهو يرى بأم عينيه كيف أن آلة الدولة تسحق كل نفس حر حتى لو كان غير إسلامي؟ إذا كان الشباب في تونس معرضا عن القنوات الرسمية لفرط ولوغها في الكذب والنفاق وتأليه الرئاسة وحاشية الرئاسة ثم لا يتمتع بالحد الأدنى من حقه في إعلام وطني صادق .. كيف يشعر آنئذ بحرارة الإنتماء لتونس بعد أن حولتها الدولة سجنا خانقا؟ 4 ــ أوردت جريدة الصباح ـ شبه رسمية في الظاهر وتستولي عليها الدولة بالكلية في الحقيقة ـ التونسية خبرا بشأن أيام السنما الأروبية التي إنتظمت دورتها الخامسة عشر في الأسبوع المنصرم في تونس مفاده أن قطاعا عريضا من الشباب التونسي غادر القاعة ـ قاعة العرض السنمائي ـ منذ الدقائق الأولى لعرض شريط بعنوان  » السر  » وذلك بسبب تضخيم المخرج لقضية المحرقة اليهودية سيما أن ذلك العرض المريب تزامن مع أسوإ أيام المحرقة الإسرائيلية الصهيونية ضد الصامدين الصابرين في غزة. أي علاقة بين الدولة في تونس والشباب عندما تظل الدولة هناك تستنكف عن مجرد ذكر كلمة مقاومة فضلا عن صفتها الإسلامية على إمتداد سنوات طويلة إبان حربها الهوجاء ضد الحركة الإسلامية وتطبيقا لخطة تجفيف منابع التدين؟ أي علاقة بين الدولة في تونس والشباب عندما تظل الدولة هناك تبالغ في التطبيع والتصهين سرا وعلنا حتى تطيب لها دعوة السفاح شارون عام 2005 بمناسبة مؤتمر الإعلامية ويداه ملطختان بدماء المقاومين هناك ومنهم رمز المقاومة الإسلامية في فلسطين الشهيد أحمد يسن؟ أي علاقة بين الدولة وتونس والشباب عندما تتعمد الدولة تفعيل عملة جراحية ضد الشباب لخصي إنتمائه العربي والإسلامي بالكلية وقتل كل علامة إنتماء فيه لهذه الأمة وذلك من خلال السماح بمثل هذا الشريط المريب  » السر  » الذي يذرف دموع التماسيح على محرقة اليهود ولا يعلق بكلمة واحدة على محرقة الصهيونية المباركة عربيا ودوليا ضد غزة الصامدة؟  الشباب العربي والإسلامي له مشاكل أخرى وعليه تحديات أخرى. 1 ــ التحدي الإجتماعي. ذلك هو أكبر تحد يواجه الشباب العربي والإسلامي بسبب إستئثار بلاطات السلط الحاكمة المستولية على العروش بالدبابات والإنتسابات المزورة للعترة النبوية بثروات الأمة بينما يظل الشباب ذكورا وإناثا تطحنه مشكلات البطالة القاتلة والتفاوت الجهوي والفئوي والإنقطاع عن التعليم بسبب الميز العنصري وغلاء تكاليفه وسوء أحواله عامة والعزوبة الممتدة إلى غير أجل والإفتقار إلى سكن والنتيجة هي : الإرتماء في أحضان أمواج المتوسط فرارا إلى أروبا أو في أحضان الجريمة التي تبدأ بسيطة ثم تغدو منظمة ثم تتمزق أواصر الأسرة وتذبل قيم التراحم والتكافل. أي علاقة بين الدولة والشباب في بلد مثل تونس حيث يعرف الخاص والعام هناك من يستولي على الثروات اليانعة من الشركات الناجحة والمصانع المنتجة بسيف قانون المالية؟ أي دولة تستأمن على الشباب بعدما أضحى القصر خير جسر يعبر لتوفير أرباح وفيرة على حساب الكادحين والبطالين والمسحوقين والمقهورين؟ مشكلة الشباب الأولى هي : مشكلة لقمة العيش الكريم في ظل توحش رأسمالي كاسر وإنخراط الدول العربية والإسلامية في لعبة القط والفأر الدولية وإستئثار البلاطات الحاكمة بالمال ورغد العيش والإمتيازات. 2 ــ التحدي الثقافي. الشباب العربي متدين بالطبيعة والضرورة سواء كان ملتزما بالفرائض الدينية أو غير ملتزم والدليل على ذلك أنه عندما تداس المقدسات الإسلامية يكون ذلك الشباب في الصفوف الأمامية التي تعرض حياتها للخطر والموت في وجه جيوش البلاطات العربية الحاكمة التي تستأسد لحماية عروشها بينما تبدو أمام إسرائيل وأمريكا وأروبا كالنعامة بل أهون وأذل. الشباب العربي لم تفتنه عقود طويلة من المكر الثقافي السيء بالليل والنهار في السياسة الإعلامية والتربوية والتعليمية والإجتماعية : مسلسلات إباحية فاضحة على طول الزمان عقدا بعد عقد وإنتاج سنمائي وفني محوره المتأله دوما هو : اللذة والعنف والمال والحيرة الإيديولوجية وفي قلب الرحى دوما : إمرأة عارية لعوب وبرامج في كل قطاع وحقل تستهدف قتل العقيدة في النفوس حتى الغناء الطرب لم يسلم من تلك الآفة لا بل حتى الشعر من مثل إيلياء أبي ماضي والحصيلة : كل شيء في برامج الحكومات العربية يشعرك من أول لحظة بأن الأمة دون هوية أو ذات هوية مشوشة مضطربة لا لون فيها ولا طعم ولا رائحة فلا هي شيوعية خالصة و لاهي إسلامية خالصة بل هي هجين رقيع المقصد منه دون أدنى ريب : توهين عرى الدين في النفوس إستخفافا بالناس وتأهلا لإحكام القبضة عليهم وقيادتهم من فروجهم وبطونهم وشهواتهم وذلك هو شرط القيادات الغربية النافذة لحماية تلك العروش العربية المهتزة. أي علاقة بين الدولة والشباب في تونس مثلا عندما تعمد الدولة هناك إلى إطلاق العنان لكل لقيط من الشيوعيين والملاحدة ليستخف بالمقدسات الإسلامية المقدسة من مثل النبي محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم والصلاة وغير ذلك؟ كفر بواح لنا فيه من الله ألف برهان وبرهان ولكن الموازين منخرمة ومن جانبنا نحن أيضا وإلا فإن الذلة مهانة لا يرضى بها إلا دني شقي. أي علاقة بين الدولة والشباب في تونس مثلا عندما تمنع المرأة من الإلتزام بدينها في تغطية شعر رأسها وأي ثقة في دولة ـ تونس ـ بنت مشروعها على إعلان حرب لا هوادة فيها ضد خرقة قماش فوق رأس فتاة دون العشرين تطلب العلم أو لقمة العيش الكريم؟ 3 ــ وتحديات أخرى كثيرة يضيق عنها المجال هنا منها : التحدي السياسي أي تحدي الحرية والكرامة وتحدي الوطنية وتحدي الإنتماء لهذا الوطن أو ذاك من الرقعة العربية والإسلامية ولا يكون ذلك سوى بالإنتظام السياسي إهتماما فكريا أو إعلاميا أو حزبيا وهو ما يقبل عليه الشباب العربي في كل فرصة حرية مهما كانت محدودة فإذا خيم العنف الحكومي بليله الأسود وسجن من جسن وشرد من شرد وقتل من قتل كممت الأفواه وأغمدت الأقلام إلا قليلا .. ومنها التحدي القومي أو الإسلامي أي تحدي المقاومة وتوق الشباب في تونس إلى مؤازرة المقاومين في فلسطين بما تيسر وهل هناك قضية أغلى وأولى من قضية فلسطين لأسباب دينية وتاريخية وجغرافية؟ وهل هناك قوم تحدث عنهم كتابنا المقدس بمثل ما تحدث عن بني إسرائيل كأنه نزل اليوم علينا وليس قبل أربعة عشر قرنا في الجزيرة العربية؟ وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا .. 1 ــ تلك هي التحديات الحقيقية للشباب العربي والإسلامي في الوطن العربي والإسلامي فإذا كانت منظمة ( أسيسكو ) جادة وغيرها ممن شارك في تنظيم هذا المؤتمر في تونس فلتقم بإجراء إستفتاء شعبي واسع بين الشباب من ذكور وإناث ثم لتطلع الأمة على النتيجة أما الإستجابة لنزوات الدولة في تونس التي تطرح مشكلات وهمية أمام الشباب .. فلا يغني ولا يسمن من جوع. 2 ــ جدار اليأس بين الشباب العربي والإسلامي وبين البلاطات الحاكمة جدار غائر عميق إنقطعت منه كل حبة من ثقة فلا أمل في تلك البلاطات أن تنتج خطابا يلبي حاجة الشباب التواق إلى الإلتحام بهويته الإسلامية وذلك هو اليأس الإيجابي البناء لأنه علامة صحة وأمارة قوة ووعي ورشد وأي أمل يرجى من حكومات لا تريد من الشباب إلا مجموعات متخنثة متغربة لا صلة لها بدين ولا بهوية ولا بثقافة وطنية؟ أي أمل من حكومات تضيق بالرأي المخالف ومن طبيعة الشباب الثورة والحيوية والحركية وإنتاج الآراء والأفكار؟ 3 ــ أما إنصراف بعض الشباب إلى القاعدة والتنظيمات أو التيارات الإسلامية التي تعتمد التكفير بدل التفكير والتفجير بدل الإصلاح فهو مشكلة دون ريب ولكنها مشكلة أبعد ما يكون حلها عن طريق البلاطات الحاكمة إذ لا ينصلح التطرف بتطرف مماثل. لا ينصلح أمر ذلك الشباب إلا بحركة ترشيد واعية طويلة مدروسة يشترك فيها العلماء والفقهاء والإعلاميون والساسة والمصلحون والمفكرون بحلقات حوار أول شروطها : الثقة المتبادلة. ليس ثقة في البضاعة الفكرية ولكن ثقة في أن المحاور إنما يريد وجه الله تعالى والنصح للأمة والإشتراك في عمليات الإصلاح والتغيير ولكن بمنهج أدنى عدلا وقسطا وحرية. أول ثورات ذلك الشباب هي ضد البلاطات ومن يمثلها وأول نقمة تلك البلاطات هي ضد تلك التيارات ـ حتى المعتدلة منها ـ فكيف يكون من ذا حوار أو تواصل أو حرف واحد من ثقة؟ لا بد من طريق ثالث : هو طريق الحركة الإسلامية الوسطية المعتدلة بكل فئاتها المنتظمة حزبيا وغير المنتظمة حزبيا ولو كان بعضها في السلط الحاكمة أو على هوامشها أو قريبا منها. تلك رسالة من أهم رسالات الحركة الإسلامية المعاصرة. بكلمة : التحدي الذي ترسمه البلاطات العربية في العلاقة مع الشباب أي تحدي التطرف والإرهاب هو تحد موهوم من ناحية وهو تحد خاص بتلك البلاطات من ناحية أخرى أما التحديات التي يحملها الشباب فهي تحديات أخرى تتعلق بالقضية الإجتماعية وتأمين العيش الكريم والقضية الثقافية وتأمين الحرية والكرامة والإنتماء للدين والأمة والعقيدة والوطن والقضية السياسية والقضية الإسلامية أو القومية والقضية العلمية وغير ذلك .. تلك تحديات حقيقية أمام الشباب العربي والإسلامي لا شأن للبلاطات الحاكمة بها فهي وإياها على طرفي نقيض .. تلك تحديات الأمة وطلائعها المجاهدة ضد الإستبداد الداخلي والإحتلال الخارجي ..تلك تحديات منوطة بعاتق الصحوة الإسلامية والحركة الإسلامية ولكن بمعناهما الواسع وليس بالمعنى الحزبي التنظيمي الضيق .. فإذا ضحكت على ذقوننا دولة البوليس ( دولة قهر الشباب في تونس ) فأوهمتنا أنها ذات رسالة فكرية تعالج قضايا الشباب في الوقت ذاته الذي تعالج فيه الشباب أنفسهم بالسياط التي تلهب الجلود لهبا في السجون والمعتقلات ومآوي البطالة والعطالة .. فقل : على الدنيا سلام. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 ديسمبر 2008)


كيف لا يقع في البئر من كان يُـوغل في حفرها ؟؟

يقول مثل أنقليزي إذا وجدت نفسك في حفرة فأوّل ما يجب أن تفعله للخروج منها هو التوقّف عن الحفر >>  تذكرتُ هذا المثل القديم الحامل في طيّاته أبلغ المعاني وأفْيد النصائح لمّا بلغ إلى علمي عن طريق العديد من المناضلين الذين شاركوا في أشغال  اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 8 ـ 11 ـ 2008 بمقر الحزب ما آلت إليه الأوضاع داخله من إنقسام وتناقض مبين بين مناضليه وآختلافات عملت على استهلاك الوقت الذي كان يمكن إنفاقه على بناء مجهود موحّد للوقوف بنفس الصفّ والإحتشاد حول مشروع عمل ينفع البلاد والعباد ولكن الجماعة المُتنفّذة في الحزب إرتأت عكس ذلك وأصرّت على المضيّ قدما و أوغلت في حفر البئر ضاربة عرض الحائط بكل المحاولات لدرء الخطر وصيانة الحزب من داء التطاحن وعبادة الأشخاص ، وقد ظهر هذا التناقض بين القول والفعل في تغييب ما لا يقلّ عن عشرين عضوا باللجنة المركزية وقدوم أحد الأعضاء المؤسسين متأخرا بثلاث ساعات معلنا أنه لم تقع دعوته ولم يعلم بالإجتماع إلا منذ حين !! والأنْكى من هذا فإن ما بات يُعرف  » بـالأقلية  » داخل الحزب لم تُظهر إهتماما بهذه المسرحية الباهتة ، حيث أنها خفّضت من حضورها محاولة توجيه النقاش نحو محاسبة المكتب السياسي ونقد رؤيته و خطته وتقييم حصاده الضعيف ، وفي هذا الجو المشحون بالغضب والإستياء إفتتحت الأمينة العامة أشغال اللجنة المركزية مضطربة ، متردّدة ، عاجزة عن تنظيم المداخلات ، مما دفع بعصام الشابي إلى نجدتها ولكن ليستعرض عضلاته ، ويفسح المجال لثقافته الديمقراطية ويصرّ في المضيّ قدما في الإيغال في حفر البئر داعيا عز الدين صابر  إلى مغادرة القاعة بدعوى أن هذا الأخير قد تم تجميد نشاطه حتى مثوله أمام لجنة النظام بينما يعلم كل المناضلين أن المكتب السياسي ليس من مشمولاته إصدار قرار من هذا النوع وكان الأولى بالقليل من الضمير أن يراجع عصام الشابي  ومن معه النظام الداخلي للحزب ويكفّوا أيديهم عن إيذاء المناضلين الذين يُحلّقون خارج سربهم حتى لا يقعوا في هذه البئر التي أوغلوا في حفرها ! هذه هي ديمقراطيتهم التي يبشرون بها وهي في حقيقة الأمر ليست سوى صناديق للتمويل لإيجاد الأتباع والخدم القادرين على الرقص على إيقاع طبولهم والتغريد على أنغام مزاميرهم ! فديمقراطيتهم المستوردة والدكتاتورية كلتاهما يلعبان دور الوقاية من ممارسة الديمقراطية الحقيقية والتقليل إلى الحدّ الأدنى من المشاركة الجماهيرية ، وبالتالي فإن الديمقراطية التي تطالب بها الجماهير لا ينبغي أن يُتاح لها القيام بوظيفتها أبدا ! وعلى هذا الأساس فالمطلوب من هذه  الجماعة المُتنفّذة أن تلعب دور الوكلاء ليزاحموا ويُزيحوا من الساحة أصحاب التوجهات الأكثر موضوعية واستقلالية وحتى الذين يمكن أن يتخذوا لهم أجنْدة مختلفة ومتميزة لصالح وطنهم ! والوقائع تقول أن الجماعة لم تعد قادرة على الإستفادة من الدرس فقد فات الآوان وبالأخطاء التي ارتكبتها لم يعد أمامها من مخرج سوى مواصلة الهروب إلى الأمام وإستعمال آذان من طين وأخرى من عجين لتُوغل في حفر البئر ، والمتأمل فيما جرى أثناء أشغال اللجنة المركزية يلاحظ ويستنتج ما يلي : ــ  حزب تنهشه الخلافات ، معزول عن بقية المعارضة المناضلة . ــ جامعات في مهبّ الريح بعضها مستقيلة وأخرى لا هي شرعية ولا قانونية ( جامعة سوسة ) . ــ مناضلون مُطاردُون تائهون لم يجدوا قيادة موحّدة مستعدّة لنجدتهم وشدّ أزرهم ، ولم ينالوا سوى بيانات بها حشد من النوايا متبوعة بجمل باهتة مجّها الناس لكثرة استعمالها والتي تفيد الإستنكار والتنديد والإستهجان ! ــ حدوث مشادة كلامية عنيفة بين الهرماسي وخشانة بسبب حجب ورقة تقدّم بها الأول وعمل جاهدا خشانة على إخفائها وعدم نشرها على جريدة   » الموقف  »  ! ــ ذوْد الأمينة العامة بالصمت ورفضها كشف المستور حول رحلتها الثرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية  وإجتماعها بأصدقائها هناك للإستماع إلى نصائحهم والإصغاء لإملاءاتهم مما جعل منها << صوت أمريكا >> أخرى تتواطأ مع السمّ الزّعاف لتجد أعذارا للمحافظين الجدد وجرائمهم !! وكم كنّا نودّ حضورها بيننا في مقر جامعة سوسة لمحاسبتها كما فعلنا مع القوماني  سابقا لكنّها فضّلت التخفّي والهروب من المساءلة ! وبالمناسبة دعني أذكّر الأخت الأمينة العامة بحدث تاريخي وما أكثرها تلك الحوادث التي بقيت شاهدة على وطنية صانعيها ، أن المهاتما غاندي عندما جاء ليتفاوض مع البريطانيين على إستقلال بلاده  جلب عنزته معه لكي لا يشرب من مائهم ولا يأكل من طعامهم ، إحتقرهم فإحترموه ، وأذلّهم فأكبروه ،  وأراهم من هو فعرفوا من هم ، فأين أنت من هذه الأنفة وعزّة النفس وعشق الأوطان أيتها الأخت المناضلة ؟ ــ تشنج مرشح الحزب للرئاسة عند تقييم الأستاذ بوعجيلة رؤية الأمين العام السابق ونقد أسلوبه في تسيير الحزب ، معددا أخطاءه التي أضرت بمسيرة الحزب . ـ تقلص عدد المساندين لترشيح الأستاذ الشابي رغم الإجتماعات التعبوية والمقالات التي صيغت بُغية التأثير على مجرى أشغال اللجنة المركزية . ـ إتصال  رشيد خشانة  بقناة الجزيرة ليمرّر خبرا مفاده أن اللجنة المركزية قد تمسكت بترشيح الأستاذ الشابي والحال أن النقاش لم ينته بعد وأشغال اللجنة المركزية مازالت متواصلة ! مما أثار إمتعاض الحاضرين وآستيائهم. هكذا أتحفنا هؤلاء المتسلطون بممارساتهم التي جاوزت المدى حتى أنهم : بعيدا … بعيدا في تحكيم قوة الأفراد على حساب قوة القانون ذهبوا بعيدا … بعيدا في تكميم الأفواه أسرفوا لم يُراعوا قانونا ولا أعرافا ولا أخلاقيات !! لكن حمير الشيخ كما يقول المثل : عادة ما تنتهي إلى التوقف في العقبة  فهذا هو قدرهم لأنهم ببساطة سوف لن ينجحوا في جعل الحزب الديمقراطي التقدمي مثل بيت فارغ به خزانة ملابس فيها بدلة واحدة !! 

سوسة في :  نوفمبر 2008 بقلم  محسن الشاوش عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي وقائمته الإنتخابية لتشريعية 2004 بسوسة

 

 


 تعليق سريع على محسن الشاوش صاحب المعارك الوهمية

 
زهير مخلوف كان الأجدر بك كمحارب شريف يا سيد محسن الشاوش أن ترسل تعزية إلى الأمينة العامة للحزب بعد وفاة والدتها قبل أول أمس ، وتأجل خزعبلاتك التي شنفت بها مسامعنا فاصمتنا إلى يوم آخر . فإن أشد عتاة المحاربين حتى في عصور ما قبل التاريخ يضعون حدودا وقواعد أخلاقية في معارك وعداواتهم ، وإن قابيل قاتل هابيل قد وارى سوءة أخيه والجاهلون القريشيون قد وضعوا أشهرا حرما ، فلما لم تعتبر بالتاريخ والأخلاق والأعراف ، وكان الأجدر بك أن تؤجّل ترّهاتك إلى ما بعد معافاة الحزب من المعركة التي ُشنّت ضده يوم أول أمس حين ُوضعت معدات جريدة الموقف لسان حزبك في المزاد العلني وأنت ذاك الذي يذيل مقاله بانتسابه للحزب ، وإن أبسط قواعد الانتساب أن نواجه الخصوم صفا واحدا ثم ننقد بعضنا حين نرد كيدهم .  


تونس أرض الممنوعات أو الردّ على بسيّس

   

كتبه عبدالحميد العدّاسي   تونس: منع طالبة من استكمال تعليمها بسبب حجابها (هي سارّة الجميعي)…، منع الزيارة عن سجين بدعوى أنه معاقب (هو أنيس بوخذير)…، منع ناشطة حرية التعبير من مغادرة البلاد (وهي سهام بن سدرين)…، تونس منعت 8 آلاف كتاب (إسلامي) في معرض الكتاب (يقول وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور: « إنّ معرض تونس الدولي للكتاب هو درع ضد الظلامية والانكماش على النفس »…، منع انعقاد مؤتمر الرابطة التونسية لحقوق الإنسان (منعتهم الشرطة)…، إعلامي جزائري: منع تونس لجزائريين من دخول أراضيها مجرد حالات فردية آنية: (وليست هذه هي المرة الأولى التي يشتكي فيها مواطنون جزائريون من منع السلطات التونسية لهم من دخول تونس، بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة، ولا سيما منها تلك المتصلة بالحرب على الإرهاب…)، منع عشرات المحجبات من مزاولة الدراسة في تونس (وكان وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري قد برّر في تصريح شهير له في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي منع الحجاب في تونس بأنه « لباس طائفي قادم لتونس من الخارج و يرمز إلى شعارات سياسية « واصفا إياه بـ »النشاز »)، مارسيل خليفة « ممنوع » في تونس (لإهدائه أغنية للسجناء السياسيين العرب)….   وإذن، فتونس – حسب هذه العناوين القليلة التي اقتطفتُها من الشبكة العنكبوتية – تُحسن المنع وتتقنه، بل هي متخصّصة فيه، فقد منعت التنقّل ومنعت السفر ومنعت الإقامة ومنعت التجمهر ومنعت الاختلاء ومنعت التظاهر ومنعت النوم ومنعت القيام ومنعت الجلوس ومنعت الوقوف ومنعت المسير ومنعت الدروس ومنعت الدّراسة ومنعت كسب الفراسة ومنعت العمل ومنعت التطوّع ومنعت الاهتمام بالشأن ومنعت الحوار ومنعت أخذ القرار ومنعت المطارحة ومنعت المصالحة ومنعت التزاور ومنعت المؤازرة ومنعت صلة الأرحام ومنعت اللّباس ومنعت حتّى الكلام….، فلماذا سمحت لوفد فرنسي تقوده السيدة «ماري جورج بوفي» السكرتيرة الأولى للحزب الشيوعي الفرنسي بزيارة تونس في مهمّة أثارت كثيرا حفيظة صائد الزعماء(*)، برهان بسيّس، خاصّة والزيارة تأتي تحت عنوان  التّضامن مع أبناء الحوض المنجمي ودعم قضايا الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في تونس. برهان بسيس يصف الوفد الزائر بأنّه خليط يساري أو أنّه فلول يساريّة مأزومة تحمل عقيدة بغيضة تعتمد خطابا يتميّز بالتّعالي ويدّعي امتلاك الحقيقة…، وبما أنّي لا أعرف اليسار معرفة بسيس بهم فقد لا أملك إلاّ تصديقه فيما ذهب إليه… وأزيد بأنّي لا أحترم كثيرا الانتقاء الذي يتوخّاه الغربيون عموما يساريون ويمينيون عند تدخّلاتهم في بلداننا لـ »إنصافنا » من حكّامنا الظلمة، فلإن صادف تدخّلهم هذه المرّة اهتمام كلّ التونسيين من غير السلطة ومنافقيها، نظرا لما يتعرّض له أهلنا في الحوض المنجمي من مظالم، فقد تميّزت أغلب تدخّلاتهم السابقة بالفئويّة الموغلة في الميل إلى ما يخدم مصالحهم وأذيالهم في تونس دون طول نظر إلى مبادئ أو إنسانية أو حقوق إنسان… ولست في هذه السانحة بصدد اللوم على الوفود الزائرة رغم أنف بسيّس « الغيور »، ولكنّي أردت التوقّف مع نصّ « أخطأوا العنوان »، لإثارة بعض التساؤلات المنطقيّة:   1 – من الذي سمح للوفد بزيارة تونس المانعة الممنوعة؟!… فإذا كان النّظام هو الذي سمح بذلك، فكيف يتجاوز بسيّس حدوده فيوجّه إلى الوفد نقدا لاذعا مشكّكا في أهلية الصانع وحكمته التي طالما تغنّى بها هو نفسه وزيّنها للقاصي والدّاني، ملقيا بها عرض الحائط!؟…   2 – جميل جدّا أن ينتبه بسيّس إلى أنّ « أبناء الحوض المنجمي جزء لا يتجزّأ من تونس ومشاكلهم هي مشاكلها »، ومفيد جدّا اعترافه بأن « لا أحد يمكن أن ينكرها أو يغطّيها » (تلك المشاكل)، ويبقى السؤال، لماذا يتجاهل بسيّس هذه « الحكم » التي نطق بها فيساهم هو شخصيّا في طمسها وتخميرها كلّما سنحت له الفرصة – والفرص لا تسنح إلاّ له – في ذلك، سواء فيما يخصّ الحوض أو غيره من القضايا التونسية الكثيرة؟!   3 – القول بأنّ مشاكلنا « تبقى دَوْمًا شأنا وطنيّا داخليّا وجزءا من تحديات الوطن لا يمكن أن يحلّ إلاّ بسواعد أبنائه وقرب قيادته من انشغالاته »، قول لا يفوقه في القيمة إلاّ نصيحة إبليس لعنه الله لأبي هريرة رضي الله عنه، فقد أشار عليه بقراءة آية الكرسي التي هي سيّدة آي القرآن وأعظم آية فيه كما يقول المفسّرون، ويبقى السؤال: أين كانت القيادة طيلة هذه الأشهر الطويلة ولماذا لم تسمع استغاثات أبناء الوطن أصحاب السواعد قبل أن يسمعها هؤلاء اليساريون الفرنسيون فيقتحموا علينا ديارنا رغم أنف بسيّس وقيادته؟!…   4 – هب أنّ رئيس البلاد قد اعترف (وقد اعترف) بأخطاء السلطات الجهويّة وبعدم توخّيها الحكمة في حلّ مشاكل شباب المنطقة – كما ذكّر بسيس مبصبصا -، فما الذي كان بعد ذلك؟!… لقد كان القتل والتشريد والمحاصرة والمطارة والضرب على أيادي « الزّعيم » كما « يحبّ بسيس ويشتهى »… وإنّي لأرى أنّه ليس في الدنيا شعب يمدّ عينيه أو يديه إلى البعيد يستجديه من الخارج، غير أنّ الظلم المستشري في البلاد قد ذلّل الحكّام وأذيالهم حتّى داسهم هذا « الخليط اليساري الفاسد » – على حدّ تعبير بسيس – بأقدامهم وفي عقر دارهم… فعار على الحاكم في تونس وعلى من ساعدوه من المنافقين أن يلجؤونا إلى الغرباء نسألهم العون في تبليغ طلباتنا الشرعية الطبيعية البسيطة!… ما الذي ينقصنا في تونس حتّى يتجاهلنا الحكّام وبسيّس فيغشانا الأخلاط؟!.. لماذا لم يُسمع عدنان ورفاقه في الإبّان؟! لماذا لم يُكترث بالاتّحادات التونسية والمنظّمات التونسية والأعيان الأنقياء التونسيين والنّساء التونسيات؟!… لماذا لا نتحدّث إلاّ عن العقوبة والعفو؟!.. لماذا لا نخرج من الثكنات فنبدي آرائنا بحريّة ونؤدّي أعمالنا بإخلاص نراعي فيه الله سبحانه وتعالى ثمّ مصالح العباد والبلاد؟!… أين هذا الذي يردّده بسيّس – دون وعي (فهو يسبّ رئيسه به) – « تونسنا تعيش مشاكلها كأيّ بلد في العالم، تعلو فيها مطالب الإصلاح والتطوير شرعيّة ومُبرّرة بأصوات تونسيين أحرار يريدون الخير لبلدهم، لكنّ تونسنا الفتيّة أبدا لا تحتاج ولن تحتاج لأجنبيّ مُترنّح ليقدّم لها الدروس »، لماذا لا ينزّل هذا الكلام الذي حارب به النفعيون – وصاحبه منهم – الإصلاح؟!… أتَرَكتُمْ فيها أحرارا؟!… إذن ما خبر « الخليط » عند الأحرار، وما سبب الزغاريد والمباخر التي تحدّث بها (**) بسيّس؟!…   5 – جاء العنوان في خاتمة المقال وكان الاقتراح منطقيا وهو أن يعقل النشطاء التونسيون « الأعزّاء » – كما وصفهم بسيّس- « فيدلّوا وفْد التضامن الإنساني والسياسي النّبيل إلى الوجهة الحقيقيّة الذي تستحقّه (يبدو أنّ هناك بعض الخلل في الجملة السابقة ولكنّ الكلام لبسيس فأتركه كما هو..)… هُناك… في غزّة حيث يجوّع شعب بأكمله دون أن يجهد شيوعي أو اشتراكي أو أخضر فرنسي نفسه ولَوْ بتسليم سفارة إسرائيل بباريس شبه رسالة احتجاج!!! »… وأحسب أنّ الأوربيين قد قاموا بما يخدم مصالهم ثمّ تركوا المجال لشعوبهم تستنبط الوسائل لفكّ الحصار عن غزّة، التي حاصرها الصهاينة وحلفاؤهم العرب، بما استطاعوا، فترى بعضهم يصل إلى غزّة ويُدلي بالتصريحات وينتقد السياسات العامّة لبلدانهم دون أن تُسَجّل في حقّه قضيّة إرهاب فيتبنّاها بسيّس ويشهّر بهم عبر الفضائيات… وأقسم بالله لو كنّا مسلمين حقّا عادلين فعلا لما زارنا يساري متفضّل ولا تحدّث عنّا إعلاميّ إلاّ بما يثلج الصدور – كما كان ذلك مع محمّد الأوسط العياري عبر الجزيرة (***)– ولكُنّا أوّل من يفكّ الحصار عن غزّة وعن فلسطين وعن العراق… ثمّ إنّي لأحسب أنّ هؤلاء الذين قدموا إلى أهل الحوض يواسونهم – وأهل الحوض لا يختلون كثيرا عن أهل غزّّة – لهم أكرم على أهل الحوض من بسيّس الذي لم يفعل إلاّ ما يزيد من تضييق الخناق عليهم وعلى غيرهم من الأحرار في تونس!…      ______________   (*): لمّا بيّن بسيّس لسي الطاهر (بلحسين) تلميحا وتصريحا بأنّ عهد الزعامات قد ولّى، لم يتركها عدنان الحاجي تمرّ دون التأكيد على أنّ وقت البندير والقوادة قد ولّى كذلك، غير أنّ البندير قد واصل الدقّ في حين خُنِق « الزعيم » وخفت صوته إلى أن يأذن الله بالفرج…   (**): تحدّث عنها إذا رواها، وتحدّث بها إذا احتجّ… وبسيّس هنا قد امتعض لأنّ الزغاريد لا ترفع إلاّ لصاحب النعمة، وصاحب النعمة عنده واحد كما أنّ الله عند المؤمنين واحد!   (***): تابعت برمامجا تونسيا ركيكا استضاف العالم محمّد الأوسط العياري، سعوا من خلاله إلى أقحام اسم صانع التغيير، فأمسى مشروع « الشاهد » ناجحا بفضل توصياته ودعمه المتواصلين!… سبحان الله! والرجل قد صرّح في قناة الجزيرة أنّ المشروع خاص وبمال الأسرة!… 

عجيب :زيارة الداعية سلمان العودة والتوظيف الكاذب

   

صرح  برهان بسيس الناطق الغير الرسمي باسم السلطة في تونس  في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » و تعليقا عن زيارة سلمان العودة للمشاركة بمؤتمر بتونس بما يلي: »أن دعوة الداعي سلمان العودة إلى مؤتمر « قضايا الشباب في العالم الإسلامي » تعكس احترام تونس للأصوات المدافعة عن الهوية العربية والإسلامية، وقال إن « حضور الداعية السعودي المعروف سلمان العودة إلى مؤتمر « قضايا الشباب في العالم الإسلامي »، مسألة طبيعية تؤكد احترام تونس للأصوات التي تدافع وتعلي من شأن هويتنا العربية والإسلامية، وتدافع عن الأصالة الإسلامية بعيدا عن كل أشكال التطرف أو الاستغلال السياسي الضيق. وهذا ما يسقط كل الشرعية عن بعض الخطابات التي تحاول تشويه صورة تونس وتقديمها ظلما وتزويرا كنموذج لما يسمونه بالاستئصال أو استهداف التدين ومحاصرة وظاهره »، على حد تعبيره » ويبدو أن المغالطة وركوب الأحداث وتوظيفها للدعاية هي ديدن صاحبنا بدون حياء، فالأستاذ العودة قد رشحته منظمة إقليمية خليجية معنية بشؤون التربية لتمثيلها في مؤتمر يعقد بتونس بإشراف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وبدعوة منها، وأنه لم يكن لدى السلطة خيارا غير الموافقة على استقباله وإلا لأقامت الدليل على أن ممارساتها في مقاطعة الدعاة المحسوبين على التيار الوسطي السلمي من الاسلاميين من بين الأسباب التي تدفع الشباب دفعا إلى التطرف والمغالاة،  لقد نسي برهان أن يذكر أن سلمان العودة هو ضيف ثقيل كيف لا وهو الذي تمنع كتبه الوسطية جدا من التداول في الوسط التونسي خوفا على الشباب التونسي الاسلامي  من تبني الفكر الاسلامي الوسطي وبالتالي تنتفي المبررات لاعتقاله والزج به في السجون وما يترتب عن ذلك من تعاظم المد الاسلامي الذي يشكل تهديدا للتوجه العلماني للسلطة،   فقليلا من المصداقية والحياء يا برهان،  واعلم أنه ما عليك أن تدلو بدلوك في كل موضوع حتى لا تضطر للمغالطة حفاظا على خطك المادح للسلطة ملاحظ


المنفيون التونسيون و مسيرة العودة

 

الحبيب التونسي إن المتتبع للأحداث في تونس وخارجها يستطيع  إن يبني استنتاجا استقرائيا  INDUCTIVE REASONING لموضوع المهجرين والعودة كأهم وأخطر حدث ستعرفه تونس في الأيام القادمة والذي قد يغير الكثير من الخرائط وحتى إحداث معادلة جديدة على أرض الواقع فهناك جملة شواهد وعناصر وأعراض TOKENS تؤكد أن مشروع العودة يحمل شروط نجاحه ويتجه نحو البناء الصحيح فلو عرضنا بشكل سريع ومبسط  هوية ومشروعية ومطالب منفي تونس وطبيعة خطابهم وموقف السلطة  يمكن لنا القول أنهم قادمون لا محالة ومن أبوابها. *المنفيون التونسيون من هم ؟: إن عملية النفي والإبعاد والتهجير شملت العديد من التونسيين داخل الوطن وخارجه ففي تونس لازال الصحفي عبد الله الزواري في منفاه القسري  بالجنوب التونسي مبعدا ممنوعا عن عائلته ممنوعا من الشغل ومن كل الحقوق المدنية وغيره كثير ولا زالت « تصدر الأوامر إلى بعض السجناء السياسيين إثر الإفراج عنهم بالإقامة في مناطق معزولة بعيداً عن عائلاتهم (« منظمة العفو الدولية/تونس*1) أما خارج تونس فلا يزال عدد كبير من التونسيين مهجريين في كل بقاع الأرض مهددين بالملاحقات الأمنية و والقضائية وممنوع عنهم الحقوق المدنية لأجل قناعاتهم السياسية أو الفكرية أو لأجل أنشطتهم الحقوقية أو غيرها. *المشروعية:  تلتقي عديد الأحزاب والمنظمات الوطنية والدولية مع الأستاذ نور الدين ختروشي منسق مبادرة حق العودة في حواره مع إسلام أونلاين في 22-11-2008 * وتفهم جيدا معنى وجود آلاف التونسيين مهجريين وموزعين  » على القارات الخمس، وهم ضحايا الحملة الأمنية التي تواصلت في البلاد طيلة العقدين السابقين، وهو ما شكل ظاهرة جديدة في تاريخنا السياسي الحديث، حيث لم تشهد تونس في تاريخها الحديث والقديم موجة من التهجير القسري، كما شهدته في السنوات الأخيرة، حيث لدينا مئات العائلات نساءً وأطفالاً ورجالاً المحرومين من العودة إلى وطنهم خوفًا من التتبعات الأمنية الجائرة. » (*2) هذا الواقع الغير قانوني واللا إنساني والمرير لآلاف العائلات التونسية المتضررة ماديا ومعنويا من حالة النفي القسري تتطلب حلا عاجلا جذريا وموضوعيا وواقعيا وملموسا ييسر توفير حالة من الانفراج لجميع المهجريين دون استثناء وتفاعل وتوازن وانسجام بين القانوني والسياسي ليسند بعضه و يأ من تحقق المأمول. إن مسألة النفي واقعا قائما موضوعيا قطع أشواطا وعقودا من تاريخ الفرد والمجموعة وأصبح جزءا محفورا في الذاكرة الوطنية ومسألة العودة مصيرا حتميا لن يوقفه أحد بل السؤال في كيفية العودة وشرف المساهمة في إعادة بناء المسيرة والمسار الوطني بلا نفي ولا إقصاء.  *طبيعة المطالب : تتحدد المطالب بحسب طبيعة الواقع وتعقيداته وفق جهد وعمل واتزان بين معادلة الممكن والمأمول وقراءة تحليلية لكيفية حدوث توافق بين المهجرين كمجموعة منتظمة أو مساندة لمنظمة المنفيون التونسيون من جهة والسلطة من جهة أخرى  والمعنى أنه لابد من فريضة الحوار لما فيه من فائدة للجميع وخاصة لسلطة بحاجة لفتق الرتق وتجديد نفسها ومصافحة أبناء وطنها بدل تواصل حالة الاستنزاف المكرر . وتتلخص المطالب في ضمان عودة جميع المهجرين إلى وطنهم وذلك عبر حقهم في التمتع بالوثائق الرسمية وكل الحقوق المدنية والسياسية وعدم تعرض عائلاتهم وأبنائهم إلى سوء المعاملة وعن حقهم في التعويض عما لحقهم من ضرر مادي ومعنوي وكضمان لعدم تعرضهم لمحاكمات لقضايا يعلمونها أو يجهلونها ولتوفير مناخ سليم يعزز الأمان والثقة يطالبون بسن عفو تشريعي عام . ويلاحظ في جملة المطالب المعلنة أو المقترحة أو المتداولة أنه لا توجد مطالبة بمحاكمة من تورطوا في التعذيب أو القتل وغيرها من الاعتداءات والجرائم وهي إشارة لاستعداد المهجرين لطي هاته الصفحة السوداء من تاريخ تونس وأخذ مكانهم الطبيعي داخل وطنهم والمشاركة في حركة التنمية بمفهومها الواسع بما يضمن ازدهار وتقدم بلادهم. *موقف السلطة : لا زالت الآليات والخرائط القديمة تتحكم في قواعد اللعبة ولا زال التعاطي الأمني غالبا مسيطرا على المشهد العام فبعد مراقبة التطورات الحاصلة لمبادرة العودة وبعد بداية إعلان العريضة الأولية لمنفي تونس في دول العالم وما صاحبها من تحرك إعلامي وطني ودولي خاصة في الجزيرة وعديد المواقع الإعلامية فبدأ الانتباه أكثر إلى خطورة الموضوع  وأهميته. بدأ العمل  على محاولة الطعن في الأسماء الواردة بالعريضة ومحاولة تهديد أو مساومة البعض الآخر في مسألة جواز السفر والقول بأنها مبادرة حزبية نهضوية  ثم إعلان الناطق غير رسمي للسلطة بقبول مبدأ العودة لأسباب إنسانية وهو مؤشر ايجابي لكنه غير قابل للصرف إذ يبقى الهدف التضييق أكثر على خلق الله وحرمانهم من أبسط حقوقهم وإثقال كاهلهم بقضايا ومحاكمات ثم مساومتهم فرديا وكل قدير وقدره . واستسمح القارئ في إلحاق هذا التعليق التونسي للحالة نشر بالحوار نت في شهر أوت 2008 :  » بعيدا عن التحزب , إن الواقع التونسي الآن لا يشجع أي مهاجر تونسي على  العودة,والسلطة لا ترحب وإنما تفرق وتحلب , إن تأسيس منظمة قانونية تجمع المهجرين بمختلف المواقع والأسباب يقلق السلطة وقد يخيفها,خاصة لو فرضت المنظمة نفسها لما فيها من نزاهة ومهنية وقدرة على إدارة الأمور,وليست المسألة فضح الجحيم داخل الوطن فحسب ، وإنما فرض سقف مطالب يتعلق بالضمانات والتعويضات والحقوق والحريات..وغيره فضلا على تأسيس مرحلة من تاريخ تونس وبنك معلومات دقيق وحي وموثق قد يكفي لإدانة ومحاكمة من تورطوا داخل السلطة ويردع الكثيرين ممن لا يزال يبرتع … إن تحرك المظلومين الأحرار معا وكل من اعتدي عليه لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غيرها يجعل إمكانية ومعقولية وتوازن وعدالة المصالحة والعودة قائما وهو ما لم ولن يحققه أي فرد وسيبقى من أخذه الحنين لسيدي  بو سعيد له حق العشق ولن يتمتع بوصال ولا يأمن في ماله ورزقه و حريته وحقوقه المدنية..وسيبقى تحت الردة ودائم الخوف دائم الاتصال بسي بسي طالبا النجدة وهو وزهره…وقد يسامح هو جلاديه والسماح في كل سنين الغربة ولكن هل يجد السلام والسماح أم تمساحا فمه مفتوحا؟ تونس لكل أبنائها ليعيشوا فيها بكرامة وأحرار ونسأل الله أن تضيق السبل بكل من أعماه الحقد الإيديولوجي والمصلحة الرخيصة ومن يدفع بتونس وأبنائها لمحارق ومهالك..وأن يهد ينا ويهدي من بيده الأمور لضمان عودة كريمة وتحقق تطورات على الأرض تفرح كل العائلات التونسية ,انه مسارا تاريخيا وليس منة من أحد ,الكل حريص على تحقق سلاما وتقدما وازدهارا لبلدنا والله من وراء القصد. مثل هاته الرسالة قد تكشف حالة الوعي بالوجع المصحوب بأمل في الله أولا وفي من بيده أمر البلاد وإعراضا عمن يوسعون الهوة ويعمقون سوء الفهم، المسألة تكمن في عدم قراءة جيدة لأهمية قيام منظمة تدافع عن كل مهجر أو منفي في /من تونس واستثمار هاته الفرصة الذهبية في تاريخ تونس لإعادة ترتيب البيت والشأن والهم الوطني التونسي خاصة وأن المبادرة بها مستقلون ونهضويون وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب العمال التونسي ولم تفلح محاولات ردعهم أو إغرائهم ومساومتهم بل عددهم يوميا في ازدياد . ثم أن ما للمهجرين من خبرات وعلاقات عابرة للقارات وإحساس وطني وإرادة وهمم عالية وفكر منفتح ومعتدل وقدرات ومهارات ونجاحات وغيرها من الامتيازات قادر على صنع الحدث ويصعب إحكام القبضة عليه فلا تنطبق عليه قواعد سون تزو وفن الحرب ولا نظرية نفي النفي والأفضل حسب عديد المحللين إيقاف هذا النزيف أو الاستنزاف في أهم ثروة وطنية وهم من خيرة ما أنجبت تونس . *السيناريوهات المحتملة: إن هذه الفضيحة والنقطة السوداء القاتمة في تاريخ تونس السياسي قد تكبر ككرة الثلج بدافع من تجار السياسة والإعلام والمتربصين بتونس والقائمين عليها الذين يسوقون لمقولة أن الحوار يضعف السلطة وأن المبادرة  مناورة ومغالبة ولا يوجد حلا بديلا والتعويل على الحلول الفردية بحيث آخر المنتهى انتقاء بعض الأسماء المعروفة ومدها بجوازات سفر مصحوبة ببوق دعاية وترك الباقي ينتظر وهو ما قد يخلق حالة تململ وريبة وربما انقساما داخل أصحاب المبادرة وننتهي من هذه الزوبعة .ولكن الخوف أن تصحب الزوبعة برقا وتجبر العقل التونسي المهجر على استنباط آليات عمل تسمع العالم وتستقطب أخباره في القارات الخمسة وداخل كل بيت يموت شوقا لبلده أو لولده. كما يمكن حدوث بوادر في اتجاه تحقق حوارا جادا و مسؤولا وواعيا (وهو ما يتمناه كل تونسي حر) يضمن القطع نهائيا مع سياسة النفي أو الإقصاء ويحدث معادلة ممكنة ومطلوبة وملحة وتوافقا مهما على جملة المطالب إذ لا توجد أية نية لإحراج السلطة وإنما عودة كريمة وآمنة للجميع ومطالب مشروعة تعزز مكانة تونس وتدفع بجميع التونسيين إلى الفرحة ومباركة كل توجه نحو ضمان مستقبل آمن ومزدهر لبلدنا. وفق الله جميع التونسيين أينما كانوا، كل من موقعه لخدمة تونس و ضمان عزتها وتقدمها   ________________________________________________________________  *قالت منظمة العفو الدولية http://www.alhiwar.net/pages/index.php?pagess=byanat&id=12505 **أ. نور الدين ختروشي : منسق مبادرة حق عودة إسلاميو تونس من المهجر – فرنسا http://www.islamonline.net/livedialogue/arabic/Browse.asp?hGuestID=0Mn463 (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 1 ديسمبر 2008)


 

 بهتة  

كمال العيفي
بهت ليلة البارحة بهتة عجيبة ثم سألت نفسي الا يزال بعض الناس يكتبون شماتة و يتكلمون شماتة ويتنفسون شماتة و يعيشون شماتة؟ اذ اول ما قرأت الرسالة الساعة الثانية صباحا و المعنونة » لمصلحة من هذا التهريج الاعلامي » لشخص اسمه عبد المجيد الميلي خلت نفسي امام مدع عام داخل المحاكم التونسية او مسؤول امني داخل احدى سفارات النظام التونسي نصب نفسه مدع و قاض و منفذ دون ان يوكله احد وهو الذي اختار الانزواء طواعية و منذ مدة غير قصيرة ليتفرغ للتجارة و مكاسبها عندما كان المتهمون ،حسب رأيه، أو المجرمون يتجرعون كأس العذابات والسجون والمنافي. أيها « عبد المجيد » رسالتك تهمني لأسباب عديدة: أولها: إنني ابن هذه الحركة التي اخترت أنت الاستقالة منها طواعية واخترت انا البقاء فيها طواعية. ثانيها: انك تتهم جميع من ينتمي إليها دون معرفتك لا بأشخاصهم و لا بآرائهم و لا بتاريخهم ولا بنواياهم اللهم بعض ما تبقى لك من أصدقاء شاركوك هم الأخوة الإنسانية والمصالح العملية التجارية. ثالثها: إنني ممن يتشرف ببقائه في السودان ويعتز بمشاركة أولئك الأبطال الكرماء الذين آووا ونصروا وآثروا على أنفسهم لما اخترت أنت أوروبا ونعيمها على حساب من استجار بهم من غيلة الظالم المستبد لتركن أنت لنفسك و مستقبلك الدنيوي، وهذا ليس بعيب في حد ذاته، وإنما العيب أن تتكلم باسم غيرك ممن لا يريدون أن تنتصب محاميا عنهم لا في حضورهم ولا في غيابهم. ورابعها: إن من اختار الاستقالة و هذا حقه، عليه ألا يتدخل في شؤون من لا يزال على الدرب إذ ليس بوصي عنهم  طالما لا يقاسمهم لا الفكرة ولا المنهج و لا الأحلام اللهم إلا إذا كان مكلفا بمهمة من ذات نفسه أو بالوكالة ولا يستطيع رد نفسه عنها ولنا في الغد موعد مع التفصيل والتدليل و المدافعة والمجاهدة ان كنت في مقام من يواصل المشوار  

رد اتهامات عبد المجيد الميلي للنهضة

 

 
العمري أعترف صراحة أني لا أعرفك ولم أسمع بك لا من قريب ولا من بعيد  ولكنك يا هذا تكلمت كثيرا  وحالفك الصواب قليلا ,فما كان حديثك سوى حديث رجل متشنج غاضب ,لا يدري ما يقول وهاك الجواب. (رحب الجميع بخروج الدفعة الأخيرة من مساجين النهضة معتبرا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح حامدين الله على سلامة هؤلاء الرجال شاكرين الذين يسروا ذلك بقول أوبفعل  حاثين على استكمال خطوات في اتجاه تنقية المناخات واعادة الحقوق وغردت خارج السرب اصوات منكرة بعضها يربش في ماضي نريد ان نتجاوزه ………………….) الجميع رحب بخروج الدفعة الاخيرة من مساجين حركة النهضة  هذا صحيح  وقد اعتبرت ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح  اذن حدثنا فهل كان حشرهم في السجن خطأ وظلما أم كان حقا ؟ واعتبرتهم رجالا ولا أظنك تقصد الجنس بل الاخلاق والهمة وملازمة الحق  فكيف هو حال سجانهم اذن؟ وماذا تعتبره؟ (وغردت خارج السرب …..) تعتبر نفسك في هذا المقال داخل السرب ولا أدري عن أي سر ب تتحدث سرب غربان أم سرب حمام؟  لقد جعلت نفسك سربا و جماعة لا بل وشعبا ,  وخصومك غيرذلك فمن انبأك؟ومن خولك لتتكلم باسمه؟ (ماض نريد أن نتجاوزه) تتحدث باسم من أنت؟ هل تتحدث باسم اخوة مستقيلين من الحركة أم باسم السلطة  ؟ لقد قلت في الفقرة التي قبلها (حاثين على استكمال  خطوات  في اتجاه تنقية المناخات واعادة الحقوق ) طبعا أنت هنا تتحدث عن السلطة فلم تفتك الحركة حقا لأحد  ويؤكد ذلك بقية كلامك. اذن في رأيك من  بيده امكانية تنقية المناخات   واعادة الحقوق هي السلطة  وهي من بيدها الكرة فعلام تلوم حركة النهضة؟؟ ثم تتحدث عن اعادة الحقوق ؟اذن هناك حق فمن صاحب الحق ؟ومن افتكه ؟ وبأي طريقة يسترجع هذا الحق ؟ هل يستجدى مغتصب الحق ؟ أم تستعمل ضده كل الوسائل الشرعية المتاحة لاسترداده؟ الجميع يريد تجاوز الماضي ولكن السلطة التي تطبل لها من حيث تدري ومن حيث لا تدري لا تريد ذلك ؟كما قلت أنت انها بيدها تنقية المناخات واعادة الحقوق ولكن بربك عن أي الحقوق تتحدث؟؟ رايناك لاحقا تقول ( وبعضها يخون رفاق الامس لمجرد انهم طالبوا باستعادة حقوقهم  ولا يتورع  عن اتهامهم كذبا بأنهم قدمواخدمات أمنية للسلطة..) لقد قرات مقال الرجل وقد قال ان العائدين للبلاد اما أن.. واما أن ….. واما أن  …. الرجل وضع احتمالات يمكن ان يفعلها العائد لتونس دون ان يقطع بشيء فلا تقوله ما لم يقل وكان أضعف الاحتمالات التي وضعها أن يكف الاخ عن مقارعة الظلم والتشهير بجرائمه؟ ثم عن أي عودة تتحدث؟ انها فقط زيارة للأهل والأقارب و(الأصحاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)فهل سوف يعودون ويستقرون نهائيا بتونس؟ والله ما سمعنا بذلك؟ وهل سيتمتعون بحقوقهم في الاجتماع والتنظم وتكوين الأحزاب السياسية والدفاع عن تطبيق القانون و اعطاء الحرية للمسرحين في ممارسة أعمالهم و حقهم في التداوي؟؟؟ . ( وبلغت الحماقة ببعضهم نشر قائمة اسمية لمن اعتبرهم مسؤولين عن التعذيب….) إذن أنت ممن يقول أنه لم يحصل تعذيب في تونس أبدا بدلالة قولك لمن اعتبرهم  فليس هؤلاء جلادون في الواقع بل هم فقط باعتبار الناشر لأسماء هؤلاء فقط الجميع منظمات دولية ووطنية شهدت بدوث التعذيب في تونس فمن يغرد خارج السرب؟ ثم يا هذا ألم تعلم أن تونس قد صادقت على الاتفاقية الدولية لمنع التعذيب ؟يا هذا التعذيب جريمة يعاقب عليها القانون التونسي فمن حق أي شخص المطالبة بالتحقيق في هذه الجريمة ومعاقبة مرتكبيها  ؟هل سرعان ما نسيت كيف انطلق التحقيق في جرائم التعذيب ببوغريب أليست البداية كانت مقالات بعض الصحفيين ؟ثم عن أي دوامة تتحدث فالأمن مستتب والحمد لله  وقد تبجح رأس النظام بأنه قضى على التطرف والإرهاب وانه لا مكان لهما في تونس ؟ ثم الحديث عن تطبيق القانون يدخل البلاد في دوامة؟ ثم الم تعلم ان احد العائدين لتونس قد ذكر أسماء بعض الجلادين ونشرها على الملا والانترنت ؟ وكيف تصنف أخونا هذا هل داخل السرب ام خارجه؟ (فلمصلحة من تغرد هذه الأصوات المنكرة ومن يقف وراءها يبدو أن قيادة النهضة كانت غاضبة جدا من صدور كتابات عديدة في الأشهر الماضية شككت في خياراتها وفي أدائها  صدرت عن أقلام لها مكانتها على الساحة الإسلامية والوطنية الأمر الذي جعل الشك يدب الى قلوب أعضائها   ومناصريها وأحدثت تململا داخليا  لم تعرف له مثيلا في تاريخها) قال الرجل يبدو فليس حديثه اذن عن يقين بل هو رمي بالغيب وتخمين عن غضب قيادة النهضة من كتابات (لاندري ما هي ولا نخمن مثله) هو غضب موهوم بني عليه يقين  أن الشك دخل قلوب أعضاء ومناصري حركة النهضة   مما انجر عنه تململ ؟؟ داخلي ؟؟ لم تعرف له مثيلا في تاريخها ؟ تخمين بني عليه يقين وهو الغضب والنتيجة تململ داخلي؟ ثم يوصف هذا التململ بانه لا مثيل له ؟ يا هذا الم تعلم أن نتيجة القياس المنطقي تتبع قوة اخس المقدمتين فان كانت المقدمتان يقيينيتان كانت النتيجة يقينية وان كانت احدى المقدمتين ظنية كانت النتيجة ظنية ولكن هذا لا يهم ان كان الغرض التشويه والتلفيق؟ الشك دب في قلوب اعضائها ؟ هل تعرفهم جميعا واستمعت الى شكهم ؟ هل تعرف كم من تململ داخلي حصل داخل الحركة ؟وكيف علمت ان هذا اشدها؟ وزاد من ارباك قيادة النهضة ؟ كيف تبين لك او كيف تجلى لك ذلك ؟ ( الطريقة الايجابية التي تعاملت بها السلطة  مع بعض العائدين الى الوطن  حتى اذا جاء الافراج عن المساجين وجدت النهضة نفسها في حالة من  الضعف لا تسمح لها بأن تحتفل بهذا الحدث الهام ولا ان تعتبره احد مكاسبها  او نتيجة نضالاتها  بل زاد من ارباكها  باعتبارها فقدت آخر أوراق ضغطها على السلطة  وسقطت من يدها اخر الحواجز  التي تضعها في وجه المطالبين بحق العودة  وبواجب المراجعة….) يتحدث عن طريقة تعامل السلطة مع الزائرين ونسي كيف تعامل السلطة المقيمين من نفي ومنع من العمل وكسب الرزق ومنع والتضييق عليهم داخل المستشفيات وغرف الانعاش بل حتى المنع من حضور الجنائز واقامة الولائم ؟ فهل تشكو يا هذا من عمى الالوان؟ ثم لا أدري لم أقحم الحديث عن واجب المراجعة  مع حق الزيارة وربط بينهما وبين  طريقة معاملة السلطة للعائدين ؟ ثم لا ندري كيف تحتفل النهضة بسراح المساجين هل تحتفل بالطبل والمزمار؟؟ (وزادها خوفا امكانية اتخاذ السلطة  اجراءات جديدة في اتجاه تنقية المناخات ….) ياللعجب قيادة النهضة خائفة من امكانية؟ تننقية المناخات ؟ يا هذا مهلا ألم تعلم أن شعار الحركة الاسلامية  خلوا بيننا وبين الناس؟ وما يدريك ان الحرية ستزيد من عزلة الحركة ؟؟ هل يجب ان نذكرك بما حصل في  انتخابات 89 وهل الحرية حينئذ زادت الحركة عزلة ام أنصارا؟ ( وفي هذه الاجواء قام الجهاز التنظيمي للحركة…… فتحول الامر الى انزلاق خطير نحو اعادة  تعفين  المناخات في البلاد وقطع الطريق  على مسار التسوية  وساهمت في ذلك مواقع عديدة  خلطت بين حرية التعبير  وحرية التدمير ) قلت ان السلطة هي القادرة على تنقية المناخات  فكيف للنهضة ان تعفن المناخات ؟ الا ترى في ذلك تناقضا ؟؟ ثم من بيده منع سلطة من تنقية المناخات وهي من هي دولة في عنفوان شبابها كما قيل الا يعتبر خصما قويا فكيف تصفها بالانعزال والضعف؟ اعادة تعفين المناخات ؟ الا يفترض ذلك نقاءا ثم عفنا ثم نقاءا آخرا ثم عفنا نحن الان في العفن الاول والسلطة بيدها الان ازالة هذا العفن  فكيف تتحدث وتقول ان النهضة سترجع المناخات للعفن الثاني ولم يحصل بعد النقاء الثاني؟ تتحدث عن قطع الطريق  عن مسار التسوية  فبين من ومن هذه التسوية ؟؟ والقاصي والداني يعرف  ان التسوية المتحدث عنها هي بين النهضة والسلطة فهل ستقطع النهضة طريق التسوية على نفسها ؟ ام تسويتك أنت مع السلطة وجماعتك ان كان لك جماعة؟ وتتحدث عن مواقع عديدة خلطت بين حرية التعبير وحرية التدمير؟ هل نحن امام بسيس جديد؟ اذن انت تدعو لمنع المعارضين لافكارك ولافكار سلطتك من ابداء رايهم ؟ هل هذه هي تنقية المناخات التي تتحدث عنها؟؟ ثم انك تنشر افكارك من هذا الموقع ؟ فلم تريد منع غيرك من نشر افكاره؟؟ تتحدث عن التدمير , هل نسيت فيروسات سيدك للمواقع المعارضة؟؟ ( فمن له مصلحة في هذا الامر؟ أم ان قطاعا من جماعة المهجر لم يدركوا بعد ……) يا هذا الى من توجه خطابك ؟ ألقيادة النهضة أم لجماعة المهجر ( أم أن وجودهم في  المهجر محتمين بحق اللجوء جعلهم يفقدون  الاحساس  بطبيعة الواقع التونسي  وهامش الحركة فيه ….) بارك الله فيك هذه كلمة تدينك من حيث لا تدري ( هامش الحركة)  اذن في بلادك التي تتحدث عن حسن معاملتها للعائدين ليس هناك حركة ولا حرية بل هامش  و حتما أنت تقصد من الحركة العمل السياسي فعلى هذه المسائل أي حرية والحق في العمل السياسي اذن فليست المشكلة للرجوع الى البلاد امكانية زيارة  الوطن بل الحرية وحرية العمل السياسي وقد أقررت بذلك من حيث لا تشعر؟ ( ام أن المهجر أفرز طبقة ترتبط مصالحها باستمرار الوضع المتوتر  وأنها تقتات منه فهي بالتالي تعمل على استمراره) ويحك نحن لا نقتات الا من عرق جبيننا والكثير منا يعمل في قطاع البناء (المرمة) تقول أن الوضع متوتر والدولة تريد تنقية المناخات وحفنة في المهجر لا تريد ذلك ؟؟؟ ويحك هذه دولة أم ماذا أم نحن أمام  رب عائلة غلبه صغاره؟؟ ( ان حركة تروج هكذا خطاب تخيف مخالفيها داخل الصف الاسلامي  وتزعج معارضيها…….) مرة تقول وتتحدث عن  قيادة النهضة وانها مغررة بالمنتسبين اليها الذين يكادوا أن ينفضوا من حولها ومرة تتحدث عن الحركة بأكملها  ألا ترى أن هذا اختلاط , وخلط في الكلام؟؟ والحمد لله انك نسبت النهضة للصف الاسلامي فإلام تنسب نظام دولتك التي استقبلتك بحرارة؟؟ تقول ان الحركة تسفه وتخون من خالفها؟ هل صدر بيان في ذلك من الحركة نبئنا به ؟؟ كل ما هناك نقاش واختلاف حول زيارة تونس بين الاخوة مستقيلين ومنتمين واسلاميين آخرين والكل أحرار في آرائهم ولا يمكن منع أحد من ابداء رأيه؟ (ثم اسمحوا لي أن أسألكم  أيها السادة  من نصبكم أوصياء على الدين  وعلى الوطن …..) لم يدع ذلك أحد وهو من بنات أفكارك ولا احد وصي على الدين ولا على الجغرافيا ولا على الكيمياء ولا على مواقع الانترنت التي تريد منع المعارضين لأفكارك من الكتابة فيها ؟ أما قول عبد الباقي خليفة  إفرازات سامة يتخلص منها الجسم فهو حر في تعبيره وان كنت انا لا أشاطره الرأي في ذلك فليس الانتماء لحركة النهضة عنوان التقوى والصلاح وأنصحه بل انصحه أنت أن لا يستعمل هذه العبارات التي لا تورث سوى الغضب والتعصب للرأي (,,,,,,,,, ألستم أنتم الذين فررتم من البلاد قبل انتهاء المواجهة ,,,,,,,) ومتى كانت الشجاعة أن تلقي بنفسك في السجن ألم تسمع يوما قوله تعالى. أو متحرفا لقتال . (نتصدق عليكم بأعراضنا…) تصدق بعرضك فقط فلا يجوز لك شرعا أن تتصدق بما لا تملك حق التصرف فيه باقي كلامك خطابي وسب وشتم لا داعي للحديث عنه وقد وانتهى الحديث هنا لضيق الوقت وحرصا على عدم الإطالة وإلا لأسمعناك كلاما آخر يشيب له رأسك؟ العمري (مع العلم أني أتكلم بصفتي الشخصية فقط ولا أمثل حركة النهضة وانتمائي لحركة النهضة بقي فقط اسميا)  

قيادة النهضة… و « الإستقالات المزيفة »

 

حبيب حوار
في المدة الأخيرة كنت من الذين أعلنوا إستقالتهم من حركة النهضة، هذه الإستقالات أسالت كثيرا من الحبر، و لئن اختلف أصحابها بأسمائهم فمصدرها  ومحتواها واحد : تخوين وتكفير و إخراج من الملّة و كل ذلك مثبت لديهم بآيات و آحاديث. لكن لا عيب فهذا حال الديمقراطية التي ندعو إليها و مآل اختلاف الرأي الذي ننشده و حلم الإسلام الذي ندّعيه. وكل هذه الردود أقل من أن يرد عليها باستثناء مقالة  فتحي عبد الله  الناعس و ذلك لعدّة أسباب  أهمّها أن فتحي الناعس من قيادات النهضة المعروفة، و « الذي تسلّم المشعل » في المهجر. فما كتبه   فتحي الناعس إمّا جادت به عبقريّته و هذا ردّ قيادي متماشي مع  رأي الحركة و منسجما مع سياستها و إلاّ يكون خارجا عن  التنظيم طبعا. و إمّا أن قيادته كلفته بالرد و هو بشجاعته المعهودة يتزعّم الموقف، إذن هو في كل الحالات يعبّر عن رأي حركة  » ديمقراطية حتى النّخاع ». في هذا الرّد على السيد الناعس أردت أن أسأله بعد هذا العيش الرغد في أوروبا و الأرغد منه في قطر هل تعلّم أن يحترم رأي غيره و هل حدّث نفسه يوما بمقولة  » رأي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب ». لكن يبدو لي أن هذا العماء الحزبي، و هذه الدغمائية المفرطة جعلته لا يسمع إلاّ مقولة شيخه  « الفاضل » « الصادق » ، بل إنّ الأمر عند السيد الناعس يتعدّى كل ذلك فيتجرّأ على كتاب الله العزيز فيطوّع آياته الكريمات في خدمة حركة النهضة فسماها « الشجرة المباركة » بل إن الله عزّ و جلّ أنزل براهينه ليصدّق مقولة « الشيخ » « الفاضل » « الصادق » « المتوكّل على اللّه ». الأكيد يا سيد فتحي الناعس أنّك لم تقرأ تاريخ الأمّة الإسلاميّة و إلا ّ لعلمت أنّ مثل هذا التّوظيف لكتاب الله المقدّس، و مثل هذا التنزيل لآياته هو الذي أدّى إلى فتن و حروب مازالت الأمّة تعاني منها، فلقد كان أولى بك أيّها  » الديمقراطي حتى النّخاع  » أن تحيّد النصّ القرآني عن مثل هذه الإختلافات و ترتقي به فوق هذه الإعتبارات الضيّقة. و على كلّ حال أحمد اللّه أنّك لم تطوّع آيات القتل و الرجم و العقاب فأجزت فينا كلّ ذلك، و كيف لا تجيز ذلك و نحن خرجنا عن طاعتك و استقلنا من هذه « الشجرة المباركة » و  أعملنا عقولنا حيث لا يجوز إعمال العقل فحركة النهضة عندك هي  » الشجرة المباركة » و شيخك هو « الصّادق ».     لقد تمكّن السيد الناعس بعقله الراجح و ذكاؤه الفذ أن يفصل في أمر الإستقالات و أن يجد لها التفسير المبين فهي عنده  » إستقالات في سطرين مملات على أصحابها من الملحق الأمني…  ليتم تسليمهم جوازات سفرهم ليعودوا بها إلى بلادهم تونس ». ألم تعلم يا سيد فتحي أن مثل هذه السطحية في التفكير و العجز عن مراجعة الذات هو الذي أدّى بك و ب »شجرتك المباركة » إلى هذه الإنتصارات المتتالية و هذه الفتوحات المتعاقبة كما أشكر لك اعترافك بأنّ بلدنا هو تونس و ما الذي كان يمنعك من أن تطردنا من البلاد و لربّما من بلاد المسلمين و تلغي جنسيتنا التونسية، ألم نفسد عليك نشوة « الإنتصار » و « التمكين » و « الصمود » و » الإصرار » و »الثبات » و « التشفّي »، لقد كان علينا أن نطبّل و نهلل و نمجّد و نكرّم و نعظّم. لكن إعلم أنّ الإنحناء لغير الله مذلّة، و المدح في غير أهله نقصان. إن « الرّجولة » عند خازنها فتحي الناعس هي انحناء لشيخه و الشهامة عنده تحية لهذا « الفاضل » كيف لا و 18 السنة الأخيرة ضرب فيها فتحي الناعس و حركته دروسا في الرجولة و الشجاعة و الحنكة السياسية حتى حققوا نصرا عظيما و فتحا مبينا على كل أعداءهم في الدّاخل و الخارج عربا و عجما، فيكفي السيد الناعس فخرا أنّ شيخه هو »المنظّر الأوّل و الأوحد في الدّيمقراطية و حقوق الإنسان »    و « المشاركة السياسيّة »، بل لولاه لما دخلت الحركات الإسلاميّة في المشاركة السياسيّة. إنّ السيّد الناعس و ما يمثّله لا يتوارى  في أن يفرض على غيره ما يريد و يمنعه من أن يكون له رأي يخالف النهضة، فيجزم بأنّها « إستقالات مزيّفة » فكأنّه لا يحقّ لنا أن نستقيل من « الشجرة المباركة » فنحن باقون رغم أنوفنا. بل إنّ السيّد فتحي و بلغة قيادي نهضوي ديمقراطيّ حتى النّخاع، و بلغة مسلم حسن خلقه يأمرنا بأن « بلّوها و اشربوا ماءها »، و جيّد أنّك كتبتها بالعاميّة حتّى يعلمها كلّ تونسي أمّي أو متعلّم و يتبيّن أنّ كلّ اختلاف في الرأي عند الناعس محفوظ بهذا القدر. هذا هو حال قيادي يدّعي الإصلاح و يتبجّح بالديمقراطية فلو كان بيده سيفا لقطع رقابنا و كل ينفق ممّا عنده. لم ينسى السيّد فتحي أن يمنّ علينا بأنّه أعطانا  » شهائد ليحصلوا على اللجوء السياسي »، لكن عزيزي فتحي لعلّ الأسماء تشابهت عليك لكثرتها فجحيم حربك الخاسرة طال الجميع، أمّا أنا فما طلبت منك يوما شهادة، فما عانيناه من جرّاء سياستك و سياسة « الشجرة المباركة » كان كافيا لنا. و أضف إلى معلوماتك أيضا أنّ النهضة لم تموّل لي مشروعا و لا بنت لي أو اكترت لي مسكنا و لم تيسّر لي عقد عمل و لم تمنحني راتبا شهريّا، فاطمئن سيّد فتحي فمن هذا الباب ليس لك ما تهددني أو تتوعّدني به. إنّ الردّ على السيّد فتحي يطول فهو تمرّس لغة السبّ و التخوين فهي سياسة متّبعة مع كلّ من يخالفه الرأي حاكما أو محكوما فهذا ديدنه  منذ 18 سنة. و لكنّي في الأخير أنصحه أن يخرج من هذه الدّغمائيّة و أن يحاول النّظر إلى نفسه و لحركته بشيء من التّواضع رغم كلّ الإنتصارات. و لعلّه ينتابنا بعض من الحياء عندما نقارن حركة فتحي الناعس بغيرها من الحركات الإسلاميّة، فما علمنا أنّ حركة إسلاميّة انتحرت انتحارا شنيعا كما انتحرت « الشجرة المباركة » و ما علمنا أنّ حركة سياسيّة في عالمنا العربي  عانت ما عانته النهضة في تونس و رغم كلّ ذلك لم تكلّف نفسها عناء البحث في الأسباب و المسبّبات و أن تقيّم مسيرتها بعقل نقديّ . و رغم المحن و الكوارث التي أصابت حركة النهضة في تونس فإن فتحي الناعس « يفتخر بأسود الداخل و نسور تسلّموا المشعل في الخارج » و لكن أسأل السيّد فتحي من الذي تسبّب في هذه المواجهات الخاسرة و من الذي قاد الحركة إلى السجون و المهاجر، أم ان أسوده و نسوره من ذلك براء؟  إن الأحزاب بمجرد أن تخسر بعض المقاعد في البرلمان حتّى تخضع قيادتها للمحاسبة الصارمة فالقائد هو مسؤول و أبسط معاني المسؤوليّة أن يسأل عمّا خطّط و لكن هذا لا يقدر عليه من يعظّم قائده وينحني له. أنا أقدمت على الإستقالة لأنّي أملك ناصية أمري، فأنا لا أستطيع أن أكون من المطبّلين أمثالك و لا من الواثقين بحبل شيخك، و بالنسبة لي قيادة أدّت إلى مثل هذه « الإنتصارات » يجب أن تخضع للمحاسبة الصارمة. فما علمنا أن قيادة حركة سياسيّة قادت أنصارها إلى ما هو الحال عليه اليوم، أستقبلت بالتهليل و التكبير كقيادة النهضة. أنا أعتبر أنّ قيادة النهضة في الداخل و الخارج  مسؤولة عمّا حدث بأشكال متعدّدة، وإنّ ما تفخر به النهضة من وحدة الصف هو عندي الخلل الحقيقي. فهي لا تستطيع إلاّ أن تكون على رأي شخص واحد لو أخطأ فالهاويّة للجميع و لو أصاب – و هذا ما لم يحدث إلى حدّ الآن- فالفضل لشخصه الكريم. هل يحق لك أن تفخر بقيادة طيلة 18 سنة لم تستطع اللإفراج عن سجين و لا ردّت مغتربا ولا فكّت حصارا عن محاصر. بل في اليوم الذي يطلق فيه سراح المساجين بعد 18 سنة سجنا لا نبشّر بواقع جديد و لا ندفع إلى طي صفحة الماضي بل نكون نذير شؤم و نقول « إنّ الداخلون للسجن أكثر من الخارجين منه »،  » و من غادر السجن فإلى سجن أكبر منه ». سيّد فتحي إن قصدت في مقالتك تهديدي فأنا لا أخاف التهديد، فاستقالتي حقيقيّة و ليست مزيّفة و لا مملات بل استقالة عن وعي فأنت تناقض نفسك بنفسك فقلت « وهم استقالوا منها فعليا منذ سنوات طويلة » و قلت « إنّها مزيّفة » فأيّها نصدّق يا ناعس، و لقد قلت « أنّها مملات » و لكي يصدّقك الجميع أذكر لهم أنّ المستقيل كان سجينا سابقا و هذا « مملى » و أنّه ممّن أمضوا بيانات منذ سنة 2005 تدعوا إلى طيّ صفحة الماضي و هذا  أيضا « مملى »، و اليوم يعلن استقالته من النهضة و هذا طبعا « مملى ». و إن كنت و من معك بردّتكم العنيفة هذه تريدون أن ترهبوا من تحدّثه نفسه بالإستقالة من « الشجرة المباركة » و التعرض لأي شيخ من شيوخك بالنقد و المساءلة فأخال أنّى جيلي و من سبقني أصبحت لهم الخبرة الكافية لتحمل مسؤوليتهم إن مع النهضة أو بعيدا عنها، فلعلنا نذكر جميعا البيانات التي صدرت في حق الذين استقالوا من حركة النهضة سنة 91 و الذين نبّهوا إلى خطورة الخطط فنالهم ما نالهم من سب و شتم و نعتوا بأنهم تخلّوا يوم الزحف, لكن أثبتت الأيّام خلاف ذلك و يبقى لهم عند ربّهم شرف أنهم لم يقودوا أحدا إلى السجون و المنافي. يؤسفني جدا انه بعد 18  سنة لا زال السيّد فتحي يتوعّد فهو يقولها صراحة « لنا عودة معكم »، فكأنما لم يكفه ما حدث و لم يستوعب الدرس فعوض أن يكون داعية سلم فلا زال داعية حرب و عوض أن يحي الأمل في النفوس و يبارك الجيد و يطلب المزيد منه فهو يثبّط العزائم و يصف دار لقمان بأنها على حالها. و تصبح تونس عنده سجن كبير فلا تصلح للدنيا و لا للدين و حتى العودة إليها أو المطالبة بجواز سفرها يصبح عند القيادي فتحي الناعس خيانة كبرى و جريمة لا تغتفر و كفرا مباح.

قصة السجين السياسي الذي اختلف مع جدته

 

 
صلاح الجورشي (*) عندما يكتب شخص ما نصا ثم ينشره، ويتابع فيما بعد كيف تفاعل معه القراء، فإنه قد يصاب أحيانا بالدهشة والحيرة. فقراءة النص وفهمه قد يختلفان كليا عن مقاصد الكاتب التي من أجلها أمسك القلم وكتب. والأمر طبيعي فيما يبدو. وإذا كان القرآن الكريم قد أُوّل ولا يزال بطرق لا حصر لها، وفهم ولا يزال بأشكال متعددة وفي أحيان كثيرة بأفهام متضادة، فما بالك بمقال صحافي لكاتب لا يدعي الكمال أو امتلاك الحقيقة والحكمة. ومع ذلك تبقى هناك مشكلة قائمة، وهي تتعلق بدرجة أساسية بنوع من القراء. القراء أنواع. هناك من لا يفهم ما يقرأه، فيستنتج من النص ما ليس فيه أو على النقيض من معانيه الظاهرة، أو يجتزئ الكلمات من سياقها فيبني بذلك في ذهنه نصا غير النص الذي بين يديه. وهناك من له موقف مسبق ضد الكاتب، وبالتالي يحكم على نصوصه لا بالاستناد إلى ما يكتب، وإنما من خلال موقفه المعادي للكاتب، الذي مهما فعل أو حاول أن يخرج من جلده فإن صاحبنا لن يرحمه، وسيحكم عليه بناء على عدائه الشخصي له. وهناك أيضا القراءة الأمنية للنصوص، وهي قراءة أصبح يعتمدها بعض «المثقفين» الذين يبحثون عن منصب ما أو الاحتفاظ بامتياز ما، ولو تم ذلك على حساب الحقيقة والموضوعية ومصالح الأفراد. هؤلاء يقرؤون نصوص من يعتبرونهم «خصوما» بعيون تآمرية، وذلك بحثا عما يدعم إثبات تهمة جاهزة. وهذا الصنف من القراء يعتبر المخبر المحترف أفضل منه وأشرف، لأن تلك وظيفته، وهو عادة ما يلتزم بأمانة نقل الأحاديث والوقائع كما سمعها أو كما تمت أمامه. وأخيرا، هناك القارئ النبيه، الذي يفهم الإشارات والإيحاءات، فيدرك ما خفي من العبارة، ويلتقط المعنى والغاية من السياق. وفي كل هذه الحالات يكون القارئ هو المسؤول عن سوء الفهم أو صحته. من هذه النصوص التي تعرضت للتشويه المقصود أو العفوي، مقال نشرتُه في صحيفة «العرب» عن آخر دفعة من مساجين حركة النهضة في تونس. لقد ذهب الظن بأحد القراء إلى حد القول بأني كنت أتمنى لو لم يتم العفو عنهم، وأن يبقوا في السجن مدة أطول، ضاربا بذلك عرض الحائط بعشرات المقالات التي تعرضت فيها لمأساتهم، وطالبت بإطلاق سراحهم منذ أول يوم اعتقلوا فيه إلى آخر لحظة قضوها في السجون. لكن ما العمل مع من لا يحسن القراءة أو يسيء الظن في من له معه خصومة سياسية أو أيديولوجية لا علم لي بحيثياتها ودوافعها. كان غرضي من كتابة المقال، هو الاقتراب قليلا من العالم الصغير للسجين السياسي، وهو يغادر زنزانته الضيقة التي قضى بين جدرانها الباردة أهم سنوات عمره. فالمتعاطفون مع هذا الصنف من السجناء عادة ما ينظرون إليهم كأبطال محلقين في السماء، ومرتفعين بهم فوق الاعتبارات الإنسانية، وينسون في غمرة الحماس أو الرغبة في تحدي الأنظمة السياسية، أن هؤلاء المساجين أو كل معارض للحكم، هم بشر يتألمون، ويحزنون، وتمر بهم أحيانا حالات يأس وإحباط. إذا كان بعضهم قد منحه الله زوجة صبورة، انتظرت خروجه لسنوات طويلة، وتحملت في غيابه قسوة الوحدة وصعوبة العيش ومشكلات تربية الأبناء، فإن آخرين تخلت عنهم زوجاتهم وأسرهم في وقت كانوا فيه في أشد الحاجة لكلمة مواساة أو دعاء يستمدون منه القوة والتحدي. كان الغرض من المقال هو الاقتراب من العالم الشخصي أو الذاتي للسجين أو المعارض السياسي، وهو عالم مغاير في مكوناته وفي حقيقته عن الصورة الافتراضية التي يبنيها الآخرون عنه من الخارج. أما الجانب الآخر من المشهد فيتمثل في الكيفية التي يتعامل بها المجتمع والأقربون مع هذا السجين. وفي هذا السياق، تعرفت مؤخرا في باريس -على هامش ورشة نظمها مركز القاهرة لحقوق الإنسان حول «الدين وحرية التعبير- على أحد النشطاء السياسيين في منطقة الجزيرة العربية، الذي عانى الكثير في حياته. وبمجرد التعرض في حديثنا لمحتوى مقالي المشار إليه أعلاه، ورغم عدم وجود معرفة سابقة، انطلق صاحبي في الإشارة إلى بعض ما عاناه شخصيا على إثر خروجه من السجن. قال إنه اكتشف بعد انتهاء محنته بأنه ليس في تناقض فقط مع النظام الذي يحكم بلاده، ولكن وجد نفسه أيضا في خلاف عميق مع مجتمعه، بل ومع أسرته. ومن أطرف ما حدثني عنه نقاش دار بينه وبين جدته، التي حاولت المسكينة جاهدة أن تثنيه عن فكرة الخروج السياسي عن طاعة النظام، باعتبار ذلك من قضاء الله وقدره، مستشهدة بجزء من الآية المبتورة عن سياقها «يؤتي الله الملك لمن يشاء من عباده»! وهو ما جعله يفكر في قلب الأولويات عنده. وبالتالي بدل أن يعتبر الأصل في التغيير هو مواجهة الأنظمة الجائرة أولا، أصبح يعتقد نتيجة تجربته الخاصة أن نقطة البداية يجب أن تكون في توجيه الجهد نحو محاولة تحرير الناس المحيطين به من قابليتهم الفكرية والنفسية والاجتماعية للاستبداد بهم. بل إن صاحبنا بلغ به الإحساس بالإحباط إلى القول إنه لا فائدة من الجيل الراهن أو الذي سبقه، داعيا إلى التوجه نحو الأطفال للحيلولة دون أن تتسرب إليهم أمراض الكبار. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 نوفمبر 2008)  

تعليق من مدونة المنجي الخضراوي:
استياء كبير بسبب حرمان الصحفيين التونسيين من مقعد في اتحاد الصحفيين العرب

 

أجمع كلّ المراقبين على أنّه تمّ حرمان تونس من مقعدين باتحاد الصحفيين العرب بسبب الترشحات الموازية لنقابة الصحفيين التونسيين، وقد أدّى عدم صعود مرشّح النقابة إلى استياء كبير في صفوف الصحفيين، خاصة بعد أن رفض الزميل سفيان رجب إسناد صوته لمرشّح النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الزميل حبيب الشابي، ممّا سهّل مهمّة مرشّح الأردن الذي فاز بفارق صوت وحيد. فيما تمكّن الزميل الهاشمي نويرة العضو السابق باتحاد الصحفيين العرب والعضو السابق بجمعية الصحفيين التونسيين ورئيس الهيئة التأسيسية للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، فهنيئا له ونرجو أن يكون في خدمة مشاغل زملائه في تونس. وقد عرف المؤتمر 11 لاتحاد الصحفيين العرب لأوّل مرّة منذ ثلاثين عاما منافسة انتخابية لعبت فيها اللوبيات الماليّة دورا حاسما وخاصة من قبل ممثّلي الكويت والسعوديّة، وتمّ انتخاب ابراهيم نافع الذي يرقد في باريس للعلاج رئيسا للاتحاد، فيما كان جلّ الفائزين من ممثّلي الأنظمة الرسمية لدولهم. (المصدر: مدونة المنجي الخضراوي بتاريخ 1 ديسمبر 2008) الرابط: http://minerva2presse.blogspot.com/2008/12/blog-post.html  

التوازنات والتراضي حلت أزمة المناصب في اتحاد الصحفيين العرب

   

القاهرة – حازم عبده كانت اجتماعات المؤتمر الحادي عشر لاتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة التي اختتمت الخميس الماضي ( 27 نوفمبر ) ، بانتخاب إبراهيم نافع رئيسا للاتحاد ومكرم محمد أحمد أمينا عاما وحاتم زكريا أمينا للصندوق، واختيار الأمين العام لهيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبد الله الجحلان بمنصب (الأمين العام المساعد) ,الأكثر صخباً وجدلاً بل ومناوشات بين أعضاء الاتحاد من مختلف الدول العربة في مواجهة الطموح المصري للسيطرة على المواقع الرئيسة بالاتحاد وبالفعل احتفظ المصريون بالرئاسة والأمانة العامة وأمانة الصندوق. وفى محاولة لإحداث « التوازنات وترضية » بقية الدول الأعضاء تم اختيار خمسة نواب لرئيس الاتحاد هم إلياس مراد (سوريا) ملحم كرم (لبنان) – أحمد يوسف بهبهانى (الكويت) – عاشور تليسى (ليبيا) – عبد الله البقالي (المغرب)، أما على صعيد عضوية الأمانة العامة للاتحاد فقد تم انتخاب كل من الهاشمى نويرة (تونس) ,أم كلثوم محمد مصطفى (موريتانيا), نعيم الطوباسى (فلسطين) , سالم بن حمد الجهوري (عمان) , محيى الدين أحمد إدريس تيتاوى (السودان) ,عبد الوهاب زغيلات (الأردن). وقد بدت هذه الصيغة توافقية إلى حد كبير لتجاوز المشاحنات والمناوشات التي ألقت بظلالها على اجتماعات المؤتمر متوازنة إلى حد كبير ومرضية لبقية الأعضاء من مختلف الدول العربية الذين يتطلعون « إلى أن يقوم الاتحاد بتدارك ما فاته » من مهامه بسبب الخلافات ويحقق طموحات أعضائه الذين يعاني الكثير منهم من ظروف غياب الحرية وضعف الإمكانات المهنية والتدريب بل والتحديات القانونية والمعيشية وأيضا فيما يتعلق بدور المهنة نفسها كوسيلة للتقريب بين الشعوب العربية والمساهمة في نهضتها المشتركة فترى هل ينجح الاتحاد في هذا الدور؟. سؤال يطرح نفسه وينتظر خطوات عملية للإجابة عنه منذ كانت البداية في تأسيس الاتحاد في اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمره المنعقد بالقاهرة في الفترة من 19 إلى 21 فبراير1964، وذلك في أعقاب الاجتماع التاريخي لمجلس الملوك والرؤساء العرب، الذي تم عقده في القاهرة في 12 يناير 1964, حيث ضمت وقتها اللجنة التحضيرية ممثلين من صحافة الأردن والجزائر والجمهورية العربية المتحدة والعراق والكويت والمغرب واليمن وتونس وفلسطين ولبنان ، وقررت بالإجماع الموافقة على إنشاء اتحاد الصحفيين العرب ، نتيجة لاجتماعاتها بدار نقابة الصحفيين بالقاهرة وتم اختيار عدد من الصحفيين في الوطن العربي أعضاء في اللجنة التأسيسية واختير من بينهم مكتب تأسيسي برئاسة حسين فهمي نقيب الصحفيين المصريين، وفيصل حسون نقيب الصحفيين العراقيين نائباً للرئيس. (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – السعودية) الصادرة يوم 1 ديسمبر 2008)  


السجين السياسي السابق محمد الورتتاني يستأنف العلاج

 

السبيل أونلاين – من زهير مخلوف – تونس بعد أن أجرى السجين السياسي السابق محمّد بن عبد الله الورتتاني عملية جراحية لاستئصال داء السرطان بـ »القولون » والكبد ، يوم 27 – 10 – 2008 ، دعي اليوم الإثنين 01 ديسمبر 2008 ، إلى إتمام « بروتوكول المعالجة  » الكميائية ، وقد زاره مراسل السبيل أونلاين زهير مخلوف ، وأجرى معه حديثا تركز حول تاريخ الإصابة وأسبابها ونسق المعالجة ، فأكد أن ظروف السجن السيئة والإهمال الصحي المتعمد خلال فترة السجن وخارجه كانت السبب الرئيسي في تفاقم المرض وتمكنه منه . وقد وقفنا على حجم الألم الذى يعانيه محمد الوتتاني ، وتعذر علينا مواصلة الحديث معه اشفاقا على حالته الصحية . غير أننا لمسنا فيه صبرا وإحتسابا يثير الإعجاب ، وتجاوز حدود التوقع ، حيث أنه كان يواسي أهله بعد أن أعلمه الطبيب بخطورة حالته ، ومما جاء في حديثه لنا « الحياة هبة الله ، وكما وهب لنا فيها أياما سعيدة فيها البهجة ، إمتحننا بأيام أخرى فيها الشدة والمرض .. ونحن راضون بالساعة التى نغادر فيها هذه الدنيا .. وستأتى الساعة التى سنحاسب فيها ان خيرا أو شرا ، وسنقف أمام بارينا ونسأل من كان السبب في مصائبنا وأمراضنا ، وحينها لن يشفع للظالمين مكانتهم أو منزلتهم .. وكما سبق وأن غادرنا إخوان دربنا من مثل أحمد البوعزيزي والمنجي العياري والهاشمي المكي وعبد المجيد بن الطاهر والحبيب الردّادي والمبروك بن عبد الله وعبد الكريم المطوي والطاهر الشاذلي وعلى الدريدي ولطفي العيدودي … وغيرهم كثير ، فإننا على نفس الدرب سائرون ونحن به راضون ، قال تعالى: »مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا  »   وقد شحذنا حديث محمد الورتتاني بشحنة إيمانية ، لامسنا فيها معاني الصدق والصبر والرضا بالقدر وعلو همة  هؤلاء المساجين السياسيين المسرحين رغم ما عانوه من شدائد تنوء بها الجبال .    والسجين السياسي السابق محمد الورتتاني أصيل مدينة منزل جميل من ولاية بنزرت ، وعمره 56 سنة وله ثلاثة أبناء ، بنت وولدان .    ( المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 01 ديسمبر 2008)  

 

تحية « إيمانية » بمناسبة يم التضامن

 

بمناسبة اليوم الوطني للتضامن لا بد من الاشارة الى الجهد المتواصل الذي تقوم به ثلة من ابناء تونس بالمهجر لفائدة عائلات المساجين السياسين منذ انطلاق خطة تجفيف الينابيع و الى حد يوم الناس هذا. هذه الخطة المشؤومة جعلت العديد من هذه العائلات تعيش في شبه مناطق ظل بعد ان انقطع عنها مصدر رزقها بدخول عائلها الي السجن. هؤلاء التوانسة البررة لم تكن ايامهم الأولي بالمهجر يسيرة بل عاشوا الشظف و العسرة و آثروا علي أنفسهم ليبعثوا ما جمعوه الي المحاصرين في تونس.  نحييكم  نشدوا علي أياديكم  كريم ، سجين راي سابق


                                           تونس في 28 نوفمبر 2008

لماذا أدعو الزملاء أعضاء المجلس القطاعي لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي إلى رفض مشروع اتفاقية الزيادات الخصوصيّة المقترحة على قطاعنا و الاتحاد العام التونسي للشغل إلى دعم سيادة القطاع على قراراته و إسناد الموقف الذي سيتّخذه ؟

 

نورالدين الورتتاني

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل

 

 

         لقد كنت نشرت منذ مدّة قصيرة نصّا على صفحات الانترنات يخصّ القيمة المتدنيّة و التقسيم الغير عادل لما تريد وزارة التعليم العالي و البحث العلمي فرضه على القطاع بعنوان الزيادة الخصوصيّة التي ما فتئ القطاع يطالب بها منذ ما يقارب العشر سنوات و ركّزت على ما ترمي له الوزارة من إحداث تصدّع أو انقسام داخل صفوف نقابيي القطاع  و ذلك عبرتقديم زيادة، إلى جانب ضعفها العام، تكاد تقصي بأتمّ معنى الكلمة بعض أصناف و أسلاك المدرسين الذين يمثلون الغالبية العظمى من مدرسي القطاع و من نقابييه.

        و قد تقدّمت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي مؤخرا باقتراح جديد لا يكاد يختلف عن الاقتراحات السابقة في ما تميّز به من إقصاء كلي للزملاء المبرّزين من الزيادات الخصوصيّة بحجّة أنّهم غير جامعيين و ينتمون للتعليم الثانوي (!) و في ما يواصل التمسّك به من إرادة سحق المساعدين الجامعيين عبر التمييز بينهم و بين بقية زملائهم بخصّهم باقتراح حجم زيادة مضحكة و مهينة في آن واحد. و في ما توشك الوزارة بذلك على الإجهاز على العمل النقابي داخل القطاع ببثّ روح الفرقة و العداوة بين المدرسين المنتمين لرتب مختلفة داخل سلك المدرسين الباحثين الجامعيين و بينهم و بين الأسلاك الأخرى التي انتمت لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي بعد التوحيد و بترهيب النقابيين، كثرت المزايدات، هذه الأيام، من طرف النقابة الشبح  » النقابة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي !! » المندثرة منذ سنوات عديدة و التي لم يعد لها من وجود إلاّ في ديوان السيد الوزير »كديكور » نجزم أنّه سيغيّر بانتهاء مهمّته الموكولة له منذ سنوات (راجعوا بياناتهم بتاريخ 12 نوفمبر و 22 نوفمبر 2008 ).

         و قبل التطرّق لموضوع مقالتي أودّ تذكير الزميل كاتب عام  » النقابة الشبح  » بأنّ المجهود الذي استنزفه التصدّي لهم من القطاع منذ سنة 1999 هو مجهودا جبّارا كان من الممكن أن يصرف في النضال لتحقيق مكاسب عديدة. كما بودّي أن ألفت نظره إلى أنّ القواعد و الهياكل النقابية المنتمية للجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي، إذ لا تختلف معه في إرادة رفض ما تقدّمه وزارة التعليم العالي للقطاع من مشروع اتفاق حول الزيادة الخصوصيّة لا يرقى لانتظاراتها و طموحاتها و لا يتساوى مع المجهود الإظافي الذي نحن مدعوون لبذله في إطار منظومة  » أمد » و إذ لا تجادله في صحّة الحقائق الإحصائية التي قدّمها لكي يثبت بأنّ هذه الزيادة، على ضعفها » يقابلها زيادة في ساعات العمل تطبّق منذ الآن عبر مناشير و سيقع فرضها علينا عبر القانون الأساسي الجديد، و إذ نثمّن ما يذهب له من ضرورة ربط التفاوض في الزيادات الخصوصية بالتفاوض حول القانون الأساسي و ما سنطالب في إطاره من واجبات عمل إضافية ( و هو نفس موقف المجالس القطاعية السابقة للجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي)، فإنّها لا ترى إلاّ توظيفا واحدا ممكنا و مجديا و نافعا  » لوعيه المتأخّر » بمصلحة القطاع و هو سحب القضايا المرفوعة ضدّ الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و دعم نضالات القطاع المطالب و المقدم في الأسابيع و الأشهر القادمة على معركة وجود لتلبية مطالبه و لحماية الحقّ النقابي.

1) ضعف الزيادة الخصوصية المقترحة بالمقارنة مع آخر زيادة خصوصيّة تحصّل عليها القطاع

      يمكن بقراءة الجدول اللاحق الوصول إلى نتيجة أنّ الزيادة الخصوصية لسنة 1999 قد مثّلت ما يقارب ال 20 % من الأجر الخام لكل الرتب بينما اكتفت زيادة 2008 بزيادة ما يقارب ال 5 % لكلّ رتب المدرسين الباحثين ما عدى المساعدين الذين استهدفوا و لم تمثّل الزيادة المقدمة لهم أكثر من 2 % و عموما تبقى الزيادة المقترحة مخيّبة لآمال و انتظارات كلّ الجامعيين.

 

 

 

Tableau 1

Augmentation Spécifique Brute en 2008 (sur trois ans)

Augmentation Spécifique Brute en 1999 (Sur deux ans)

Salaire Brut

 

 

Grades

En % du Salaire Brut

Montant

En % du Salaire Brut

Montant

2008

1999

5.20

140

20

340

2692

1700

Prof

5.16

115

20.11

290

2226

1442

M.C

4.24

  80

18.26

226..500

1887

1240

M.A

2.18

  35  

17.28

181.500

1601

1050

A

 

             

2) توزيع غير عادل و لم يشهد له القطاع مثيل ترمي الوزارة من ورائه إلى ضرب وحدة الصفّ النقابي

      إنّ مجرّد قراءة بسيطة للجدولين التاليين تغني عن أيّ تعليق و تبرز حجم الحيف المسلّط على مدرسي الصنف  » ب  » و خاصّة المساعدين منهم و تبرهن على أنّ الهدف الحقيقي للوزارة هو ضرب مصداقية الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و خلق حالة من العزوف عن العمل النقابي داخل القطاع حتّى لا نقول التسبّب في تصدّع و انقسام داخل الهيكل النقابي القطاعي. 

Tableau 2-a

 

Rapportant pour comparer les augmentations de tous les grades à celle de l’Assistant

 

Grades

 

2008

1999

4

1.87

Prof / A

3.28

1.59

M.C / A

2.28

1.24

M.A / A

 1

1

A /A

 

Tableau 2-b

 

Rapportant pour comparer les augmentations de tous les grades à celle du Prof

 

Grades

 

2008

1999

1 ou 100 %

1 ou 100 %

Prof / Prof

0.8214 ou 82.14 %

0.8529 ou 85.29 %

M.C / Prof

0.5714 ou 57.14 %

0.6661 ou 66.61 %

M.A / Prof

0.25 ou 25 %

0.5338 ou 53.38 %

A / Prof

 

3) مخالفة التقسيم المقترح للزيادة الخصوصية بين الرتب لطبيعة المنحة الخصوصية التي ناضل من أجلها القطاع و لطريقة توزيعها في قطاعات التعليم الأخرى التي استوحينا منها مطلبنا

     لقد ناضلنا طوال سنوات من أجل مطلب واضح وضوح الشمس و هو منحة تكاليف بيداغوجية تقدر شهريا ب350 د شهريا و توزع بالتساوي بين كل رتب المدرسين الباحثين و نظّمنا الأيام الدراسية و نشرنا الدراسات المدعمة لمطلبنا هذا. و قد كان واضحا بأنّ جميع المدرسين الباحثين، و خاصة مدرسي الصنف « ب » الذين يكدحون لاتمام بحوثهم و اجتياز المناظرات، يخضعون لقوانين نفس السوق و يتكبدون نفس التكاليف.

     و نحن نذكر بهذه المسلمات خاصة و أنّنا قد استوحينا مطلبنا من مطالب المنحة العودة المدرسية التي طالب بها و تحصل عليها زملاؤنا في التعليم الأساسي و التعليم الابتدائي و وقع توزيعها بالتساوي و كان حجمها 180د سنويا تدفع لكل المدرسين المباشرين بالأقسام بدون اعتبار الرتبة وقد وقع الاتفاق على دفعها على دفعتين : 60 د لسنة 2008 و 120 د لسنة 2009 . كما تحصل مدرسو التعليم الثانوي قبل ذلك على منحة خصوصية ب30 د (2005-2006-2007) تدفع بالتساوي و بدون اعتبار الرتب لكل مدرسي السلك.

     كما لا يفوتنا التذكير بأنّ مجازات التقدم العلمي في الرتبة تتطلب من طرف الزملاء قي الصنف « أ » المطالبة الصريحة بمنح بذلك العنوان مثل التي تحصلوا عليها منذ أشهر، دون زملائهم من مدرسي الصنف « ب » بعنوان التأطير… 

 

4) مخالفة التقسيم المقترح للزيادة الخصوصية بين الرتب لمبدأ التضامن بين قطاعات المنظمة الشغيلة المطبّق في الزيادات العامة

      لقد دأب الاتحاد منذ قبل بمبدأ المفاوضات الاجتماعية و الزيادات العامة كلّ 3 سنوات على السعي إلى الحصول على نسبة زيادة عامة (taux annuel moyen sur les trois ans) هامّة بعد احتسابها على معدل الأجور في الوظيفة العمومية ثم تقسيمها بشكل يتحصل فيه الموظفون ذوي الاجور المرتفعة على أقل من معدل الزيادة و ذوي الاجور المنخفضة على أكثر منها. و مثال ذلك تقسيم نسبة أو معدّل الزيادة العامة ب4.7 % التي تحصلت عليها الوظيفة العمومية بحيث يبين الجدول اللاحق و يجسّد مبدأ التضامن بين أعلى سلم الأجور و أسفله :

Tableau 3 : Augmentation de 4.7 %

Sans actifs, juges

 

Salaire Moyen P 7

Coût P7

Taux d’augmentation annuelle moyenne

P 7 = 1.506 * P 6

Prog 6

05/07

Salaire Moyen

Eff.Estimé fin 2007

Corps et  Grades

 

 

2991

2514

2099

1783     

 

 

   3437

   2277

   8823

 17524

 

 

3.57 %

3.52 %

3.61 %

3.65 %               

 

 

299

248

212

182

 

 

 

198.5

164.5

140.5

121.0

 

 

                     2692

2226

1887

1601

 

 

 958

  766

3475

8014

Enseignants Chercheurs

– Prof

– M.C

– M.A

– A

1996

32062

 

202

 

1794

13213

Cout Fin prog

…..

….

….

….

 

….

….

….

 

 

653

535

462            

 

 

10923

30953

13317       

 

 

4.88 %

5.01 %

5.27 %

 

 

87

73

66          

 

 

58.0

48.5

43.5

 

 

566

462

396

 

 

10421

35315

16940   

Corps des ouvriers

3ème unité

 2ème  unité

1ère unité

535

55193

 

73

 

461

62676

Cout fin prog

   Source : DGSADRP (05/11/08)

                                                                                                               

      إنّ ما تريده منّا الوزارة هو أن نخرج في قطاعنا على مبدأ التضامن النقابي الذي يعتبر الإسمنت الذي تتماسك على أساسه نقابتنا لتعمل ضمنها أسلاك و رتب مختلفة في إطار الدفاع عن مصالحها المشتركة و هدفها، مرة أخرى، هو دفع غالبية المدرسين إلى العزوف عن العمل النقابي أو الانسلاخ عن الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي بسبب ما سيعتبرونه توظيفا لهم طيلة العشرية الفارطة، و هم غالبية القطاع و وقود نضالاته، (كما وظّف نظام الملالي في إيران آلاف الشبّان من الحرس الثوري ككاسحات ألغام عند مواجهة الجيش العراقي !!) ثمّ التنكّر لنضالاتهم و تقديم الفتات لهم.

5) مطالبنا : التمسّك بمطلب القطاع التاريخي في منحة التكاليف البيداغوجية و توزيعها بالتساوي بين مختلف الرتب 

 

      لن يكون من باب المزايدة التمسّك بالمطلب الأساسي الذي ناضلنا معا و طيلة سنوات من أجله أي زيادة خصوصية بعنوان تغطية التكاليف البيداغوجية و بمقدار 350 د شهريا و بالتساوي لكلّ رتب المدرسين الباحثين الجامعيين و ذلك وفاءا منّا لاتزاماتنا و لقرارات القطاع المتعددة و لنضالات و تضحيات مئات النقابيين. و هو مطلب طبيعي نظرا للأسباب التي شرحناها فيما قبل.

      إنّ الحلول الوحيدة المتبقّية لنا هي حلول ترقيعيّة و متناقضة مع مطالب القطاع السابقةّ و علينا، لو اخترنا القبول بهذا الاتفاق، أن نفسّر للزملاء بأنّنا قد تخلينا عن مطلب منحة التكاليف البيداغوجية و بتنا نطالب بمنحة أخرى و تحت مسمّى آخر تبرّر طبيعتها توزيعا غير متساو لها. و من الواضح بأنّ سلطة الإشراف تدفعنا للقبول مستقبلا بإحدى الحلول الآتية و الرامية في الآخر إلى فرض ما يقارب نصف زياد سنة 1999 مقابل زيادة مفروضة و غير متفاوض عليها في ساعات العمل تتجاوز مثيلتها في سنة 1999 :

  أ- الحلّ الاول أو المناورة الأولى : اقتراح الإبقاء على حجم الزيادة المقترحة حاليّا بالنسبة لرتبة الأستاذ مع  أعتماد حجمها كمرجع إلى جانب نسب التوزيع التي طبّقت في سنة 1999 و الواردة في Tableau 2-b لتعديل حجم الزيادة المقترحة على بقيّة الرتب :

       بما أنّ القطاع سيرفض بطريقة قطعية و حتمية تعريض هيكله النقابي الوطني للتفتّت لو قبل بحجم الزيادات المقترحة حاليا و التي تتميّز بالحيف ناحية المساعدين الذين يمثّلون أغلبية مدرسي القطاع فإنّ الوزارة ستقترح، في مناورة أولى، الإبقاء على حجم الزيادة المقترحة حاليّا بالنسبة لرتبة الأستاذ مع  أعتماد حجمها كمرجع إلى جانب نسب التوزيع التي طبّقت في سنة 1999 و الواردة في Tableau 2-b لتعديل حجم الزيادة المقترحة على بقيّة الرتب. و على سبيل المثال لنأخذ اقتراحا بتقديم 140 د للأستاذ، بدون اعتبار الانعكاس المالي الجملي للاقتراح، فينجرّ عن ذلك آليا، و بتطبيق نسب توزيع سنة 1999،الجدول التالي بالنسبة للزيادات التي تخصّ الرتب الأخرى :

 

Tableau 4

 

  Augmentation Spécifique Brute en 2008 (sur trois ans) Projection des taux de 1999

Augmentation Spécifique Brute en 1999 (Sur deux ans)

Salaire Brut

 

 

Grades

En % du Salaire Brut

Montant

En % du Salaire Brut

Montant

2008

1999

5.20

140

20

340

2692

1700

Prof

5.36

119.40

20.11

290

2226

1442

M.C

4.94

  93.25

18.26

226..500

1887

1240

M.A

4.66

  74.73   

17.28

181.500

1601

1050

A

 

ب- الحلّ الثاني أو المناورة الثانية و هي الهدف الأخير للوزارة : اقتراح تقديم نصف ازيادة سنة 1999 لجميع الرتب مقابل زيادة مفروضة و غير متفاوض عليها في ساعات العمل تفوق مثيلتها في سنة 1999 :

         إنّآخر ما في جعبة الوزارة لنا، كما قلنا من قبل، هو بأن تدفعنا للقبول بنصف زيادة 1999 بالنسبة لكلّ الرتب،   أو بأن يتحصّل أساتذة كلّ رتبة من رتب سلك الباحثين الجامعيين على نصف ما حصلوا عليه في سنة 1999 ، مقابل زيادة مفروضة و غير متفاوض عليه في ساعات العمل تفوق مثيلتها في سنة 1999 . و يكفي للاقتناع بذلك، حتّى قبل تقنينه في القانون الأساسي الجديد، احتساب ساعات العمل الجديدة المفروضة عبر المناشير التي فرضت نظام « أمد » و التي هي نتيجة تمطيط السنة الجامعية ليصبح كلّ سداسي مكوّن من 14 أسبوع بعد أن كان مكوّنا من 11 أسبوع قبل بضعة سنوات ، و نتيجة إجبار الأساتذة على إجراء 2 أو 3 فروض مراقبة في كلّ مادّة ، خارج ساعات التدريس، و إصلاحها. أمّا ما تستبقيه لما بعد فرض القانون الأساسي الجديد فهو ما ينصّ عليه نظام « أمد » من  » متابعة بيداغوجية للطلبةaccompagnement pédagogique » و ما سينجرّ عنه من ساعات مداومة بمكاتب الأساتذة. و للمقارنة فإنّ اتّفاق 1999 لم ينصّ إلاّ على زيادة ساعة درس لكلّ الرتب و هو ما يساوي، عند المساعدين مثلا، قرابة الساعتين من الأشغال المسيرة.

      إنّ النتيجة النهائية ستكون ضحلة و دون المرجوّ بالنسبة لكلّ الرتب و مجحفة في حقّ السلك « ب » (أنظروا الجدول رقم 5 ) الذي ناضل مع زملائه طيلة عشرية كاملة من أجل منحة التكاليف البيداغوجية الموزعة بالتساوي و من أجل رفض ربط الزيادة في الأجور بالزيادة في ساعات العمل لكي يجد نفسه في الآخر يتحصّل على الفتات و يدفع ضريبة الزيادة في ساعات العمل غاليا نظرا لما جرت عليه العادة من إضافة ساعات تدريس أكثر لمدرسي الصنف « ب » و نظرا لما سيفرض عليهم وحدهم من تكبّد مشقّة تصليح الفروض الإضافية على حساب بحوثهم.

 

 Tableau 5

 

  Augmentation Spécifique Brute en 2008 (sur trois ans)

50 % des Augmentations de1999 pour tout le monde

Augmentation Spécifique Brute en 1999 (Sur deux ans)

Salaire Brut

 

 

Grades

En % du Salaire Brut

Montant

En % du Salaire Brut

Montant

2008

1999

6.31

170.000

20

340

2692

1700

Prof

6.51

145.000

20.11

290

2226

1442

M.C

6.00

113.250

18.26

226..500

1887

1240

M.A

5.66

   90.750 

17.28

181.500

1601

1050

A

 

       هذا بطبيعة الحال إذا كنا لا ننوي النضال من أجل الترفيع في المبلغ الجملي الموضوع على ذمة القطاع بعنوان الزيادات الخصوصية و هو ما يعدّ في متناول القطاع خاصّة بعد سحب المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل لبعض القطاعات و بقاء 5 قطاعات فقط لتتقاسم مبلغ ال50 مليون دينار بعنوان الزيادات الخصوصية..

        و في كلّ الحالات فإنّني أعتبر رفض الاتفاق المقدّم و المطالبة بربط التفاوض حول الزيادات الخصوصية بالتفاوض حول القانون الأساسي الجديد للمدرسين الباحثين و ما سينصّ عليه من واجبات و أعباء إضافية للمدرسينو التمسّك بمطلب منحة التكاليف البيداغوجية الموزعة بالتساوي بين الرتب هو الحلّ الأمثل حتّى نحافظ على مصداقية الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و على حظوظنا في الحصول على زيادات عادلة و في مستوى انتظاراتنا و آمالنا و حتّى لا نتخلّى بمحض إرادتنا عن إمكانية تعديل أجورنا بما يعادل التدهور الحاصل في مقدرتنا الشرائية و بما يعادل الأعباء الإضافية التي ستلقى على عاتقنا و ذلك لأكثر من عشرية أخرى ريثما تسنح فرصة جديدة للتفاوض في الزيادات الخصوصيّة. كما أنّني أعتبر هذا الانقلاب الحاصل في موقف الوزارة التي كانت تعرض، إلى وقت قريب، التفاوض حول زيادة خصوصيّة معتبرة في الأجور مقابل الزيادة في ساعات العمل دليلا على أنّها قرّرت بعد فرض زيادة ساعات العمل بتقنينها و تمريرها عبر القانون الأساسي الجديد بعد أن طبّقتها من جانب واحد عبر المناشير التي فرضت بها، من جانب واحد و بدون استشارة الهياكل الممثّلة للقطاع من مجالس علمية و جامعة عامة، نظام  » أمد » و برهانا على أنّ ما ابتدأته خلال الصائفة الفارطة من ضرب للحقّ النقابي باستهداف بعض المسؤولين و الناشطين النقابيين لترويع النقابيين و دفعهم للعزوف عن العمل النقابي و ما تواصله حاليّا عبر اقتراحها المهين للسلك حول الزيادات الخصوصيّة لا هدف له سوى خلق تفجير الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي تحضيرا لاستئصال العمل النقابي من الجامعة. فإذا لم نستطع الحصول على زيادات في مستوى طموحاتنا في الوقت الحاضر فلماذا نقبل بالفتات و نقدّم فرصة لأعداء العمل النقابي حتّى نسهّل عليهم تدمير ما بنيناه بشقّ الأنفس في العشرية الأخيرة ؟

      و حتّى نتجنّب ما تذرّع به كاتب عام النقابة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي في سنة 1999 من إمضاءه على الاتفاقية التي رفضها القطاع بحجّة أنّ أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قد خيّروه بين الإمضاء باسم القطاع أو الانسحاب و ترك مسؤولية الإمضاء لهم فنحن ندعو المركزية النقابية، احترازيّا، إلى دعم سيادة القطاع على قراراته و إسناد الموقف الذي سيتخذه.

 

 

نورالدين الورتتاني

كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل


الإثنين,كانون الأول 01, 2008 العيد الوطني للتضامن..يوم..يومين…موعد متجدد لابتزاز الكبار والصغار؟؟؟ العيد الوطني للتضامن يوم…يومين موعد متجدد لابتزاز الكبار وحتى الصغار « جحا أولى بلحم ثورو » « ماتخرج الصدقة »

 

مراد رقية: لقد أطل علينا العيد الوطني للتضامن هذه السنة على غير عادته من حيث موعده المقدّم بأسبوع كامل  لتصادفه هذه المرّة مع عيد الاضحى المبارك ولترقيته من أولي الأمر من يوم واحد الى يومين أي يومي30 نوفمبرو1 ديسمبر2008؟؟؟ وقد سبق أن تناولت هذه المناسبة الابتزازية بامتياز في تدوينة تحمل عنوان »ادفع حتى يرضى عني سيدي المعتمد »،ولعل عيد هذه السنة اتخذ عديد المظاهر الجديدة من حيث توقيته،ومن حيث درجة الاصرار على أن يجعل منه فرصة للتذكر والتفكر ولايثار المعوزين وذوي الحاجة الذين يرتفع عددهم بحيث نجدهم في كل الأماكن تقريبا ،ولكن فرصة متجددة لنهب الكبار والصغار على السواء؟؟؟ وتصر معتمدية قصرهلال ككل سنة في اطار سعيها الدؤوب على أن تكون على الدوام في خدمة المواطن ليلا ونهارا على أن تجند  طاقما من الأعوان  والزبانية الذين تطلق أيديهم في رقاب وجيوب المواطنين خاصة منهم « العمد »أو المشايخ الترابيون فحتى العمدة المتقاعد قد التزم وأصرّ رئسائه على تجنيده مجددا للتجوال عبر أنحاء المدينة بحثا عن الغنيمة الظاهرة معالم نعمتها أو الخفية قبل أن يأتي عيد الاضحى المبارك ويستولي على ما تبقى لدى المستهدفين من حشاشة رصيد مالي مخصص لمواجهة تكاليف هذا العيد بعد توالي مناسبات انفاقية سابقة هي شهر رمضان والعودة المدرسية وعيد الفطر المبارك؟؟؟ وبقدر سعي رجال الأعمال والتجار وبعض أصحاب المهن الحرة الى الدفع حصولا على الحصانة وتأمينا لأنفسهم من اطلاق جهاز الجباية أو مراقبة الأداءات ورائهم اذا ما حاولوا الادلاء بدلوهم خصوصا وأن المطلوب هو ليس الدفع وكفى،ولكن الدفع أمثر من السنة الفارطة باعتبار اعتماد أرقام السنة الفارطة للحصول على المزيد من ضرع البقر الحلوب؟؟؟ ويبدو بأن السلطة المحلية أصبحت تعامل المتبرعين أو « المبتزين » مثل أبطال  الرياضة المطالبين على الدوام بتحسين أرقامهم القياسية حتى يحافظوا على ثقة جمعياتهم ومدرّبيهم وحتى يحصلوا على المقابل المالي المجزي،فهل بقي العيد حقا عيد تضامن أم أصبح فرصة للي الذراع والضغط حصولا على الأموال التي تجمع أحيانا ولا تقدم لقائها قصاصات أو وصولات  لحماية حقوق المتبرع برغم أنفه؟؟؟ وحتى المؤسسات التربوية التي يشرف عليها مديرون تجمعيون غيورون عوض أن تحرص على توفير حاجيات التلاميذ البيداغوجية وعلى الارتقاء بالمنظومة التربوية المحلية أصبح القائمون عليها يضغطون و »يحلبون » التلاميذ »مساومين اياهم تارة بالحصول على « شهادة » لعلها شهادة تقدير،وتارة أخرى في صورة عدم الاستجابة بالظرد ترسيخا لروح التضامن الاضطراري،واقناعا لأوليائهم المساكين الكادحين بوجوب الدفع مهما كانت التكاليف  تجنبا للضرر الأكيد وغضب الادارة؟؟؟ » وطالما أن الحكومة استفادت مؤخرا من خلال الزيادة الهزيلة المخجلة للأجور والمرتبات عبر مسرحية المفاوضات أو الاستسلامات الاجتماعية،ومن تراجع أسعار المحروقات التي لم تقبل تعديلها انخفاضا،وكذلك من الرفع المنتظم للدعم عن عديد المنتوجات اضرارا بطاقة المستهلك التونسي المطلوب منه التبرع مضطرا،فالمطلوب أن تنفق الحكومة من هذا الرصيد المتوفر عبر الفصول المختلفة،وبأن ترأف بعامة مواطني المجتمع الذين أصبحوا في وضعية معيشية متردية بانتظام يستحقون فيها هم أنفسهم الدعم والمساندة والتضامن؟؟؟ وقياسا على أغنية « ياناس حبّو الناس،ياويلو اللي ما بيحب »،الأولى أن يرفع شعار »ياويلو اللي ما بيدفع »،وقديما قيل »ماتخرج الصدقة اللي ما يتزازو مواليها »؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  

خمسينية الجامعة التونسية :  هنيئا لمن كرّموا … ولمن لم يكرّموا

   

عبد السلام الككلي    إن القارئ لقائمة الأساتذة الذين وقع تكريمهم من قبل السيد وزير التعليم العالي بمناسبة خمسينية الجامعة لا يسعه إلا أن يبتهج لكثرة المكرمين من جيل المؤسسين وغير المؤسسين  , أولئك الذين وهبوا أعمارهم لخدمة المشروع الكبير الذي لم يكن يعني في أواخر الخمسينات وطوال الستينات غير عدد قليل من الطلبة تحتضنهم بناية صغيرة ولكنها كانت تضم في جنباتها حلما وضع البناة الأوائل حجر الأساس فيه بجهد الأمل الفياّض واندفاع الطموح الغامر.غير أن الاحتفاء (ليس قصدنا الطعن في جدارة  هذا أوذاك ) قد استند إلى مقاييس لم نستطع تبينها بدقة . لقد كرم المكرمون حسب ما ورد في المعلقة التي سلمت إليهم  » تقديرا للمجهود المميز في مجالات التكوين والبحث والمساهمة في تطوير منظومة التعليم العالي  » ومن الواضح أن هذه  العناوين لا تتصل بالتأسيس فقط بل باعتبارات فرعية يمكن أن تعني  الجيل الثاني من الجامعيين  .وهو أمر يمكن التأكد منه من خلال قراءة القائمة التي احتوت على أسماء هي فعلا من الجيل الثاني  .ولكن المشكلة الأكبر هي أن بعض الأسماء من الصعب أن نجد لها مكانا بغض النظر عن المقياس الذي اعتمدناه فلا هم من المؤسسين ولا هم من المسيرين الأوائل او المتأخرين  نسبيا ولاهم من الأقلام البارزة في مجال الإبداع العلمي  مما يعطي  الانطباع عموما بان مجموعة من العناصر المتداخلة قد تفسر الاختيار. ومن غير المستبعد أن تكون هذه الاعتبارات على صلة وثيقة بالعلاقات الشخصية والقرب من مراكز القرار .ومهما يكن من أمر فإننا وفي كل الحالات بدون استثناء لا نعثر على أي اسم يمكن إدراجه في خانة غير المنسجمين سياسيا . معنى ذلك  وإذا أخضعنا القائمة إلى منطق المقياس الغائب لا الحاضر قلنا إن المطلوب في التكريم وقبل النظر في اعتبارات أخرى هو غياب أي شكل من أشكال  الاختلاف  أوعدم الانسجام حتى لا نقول المعارضة  . هذا في ما يخص المكرمين أما إذا نظرنا إليها من جهة غير المكرمين فان ملاحظاتنا السابقة تسعفنا أيما إسعاف لفهم الاستثناء. وقبل تقديم قائمة في هؤلاء « المتروكين  » وحتى نكون صريحين مع قرائنا فإننا وجدنا في حالات قليلة والحق يقال  صعوبة كبرى في فهم منطق الاستبعاد مثلما هو الأمر في ما يخص الأستاذ الشاذلي العياري المبرز في الاقتصاد منذ الستينات والعميد الأول لكلية الحقوق والوزير السابق . لم نفهم لهذا الاستثناء من معنى رغم رجوعنا إلى شيوخنا لإنارتنا . فهل يكون السبب هو النسيان ؟ وهل  النسيان ممكن بمنطق المؤسسة التي تعيش بذاكرتها الموثقة لا بمنطق الذاكرة البشرية التي آفتها النسيان ؟ ام أن وراء  الأمر اعتبارا لا يعلمه إلا الراسخون في العلم . عدا هذا المثال وربما أمثلة قليلة أخرى مثل الأستاذ عمر الشاذلي او محمد ستهم فانه من السهل أن نعثر على السبب الكامن وراء عدم وجود الاسم ضمن القائمة وهو في الحقيقة سبب واحد شامل لكل الحالات تقريبا  .فقد  كان » المنسيون « غير منسجمين بالقدر الكافي. فمنهم من انتمى إلى تيار مخالف للاتجاه الرسمي ولم يعلن توبته بعد ذلك. ومنهم من عبر عن رأي  أو آراء لم تعجب أو اتخذ مواقف لم ترق لمن يعنيهم الأمر أو جاهر بمعارضة صريحة. وهم في كل الحالات « غير جديرين  » بثقة الحاكم  . ونذكر على سبيل المثال لا الحصر- إذا أخذنا  في الحسبان المقاييس الواردة في الوثيقة الرسمية المذكورة آنفا – السادة الأساتذة محمد الطالبي وهشام جعيط وعمار المحجوبي وتوفيق بكار والطيب البكوش وعبد المجيد الشرفي .   هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم نفهم سبب استثناء الأموات  فلا مانع من تكريم الشخص بعد موته . فالذاكرة لا تعترف بالموت(وهبت الجامعة التونسية الدكتوراه الشرفية إلى الأديب محمود المسعدي بعد وفاته ) وهنا سنقتصر على ذكر الأساتذة محمد الشرفي و احمد عبد السلام وزهير السافي ومختار العتيري وقد جاء ذكر الثلاثة الأخيرين منهم على لسان السيد الوزير الأول في خطاب افتتاح ندوة خمسينية الجامعة .    إذن هكذا وكالعادة  كان الاحتفاء اقصائيا وتمييزيا إذ أن ذاكرة البعض لا يمكن  أن تحتفي بالجامعة  في تنوعها وثرائها ,في وحدتها وتناقضها, في  ولائها وتمردها بل تحتفي بالجامعة كما تحدد هي مقاييسها وحدودها . فتضع النياشين على صدور البعض وتمحو, أو هي تريد ذلك على الأقل  ,من الذاكرة أسماء ستظل عالقة بأذهان الطلبة  ,حاضرة في وعي البلاد وفكرها  .وهكذا ومرة أخرى تبدو المؤسسة الجامعية التونسية  لكثير من الاعتبارات غير مواتية للاحتفاء بالخبرة  العلمية وتثمين جهدها . ولعل اخطر هذه الاعتبارات تلك المرتبطة بالفرز السياسي إن وجود هذا الفرز لا يعني بالنسبة إلينا غيرا لافتقار إلى فكرة المؤسسية لحساب السلطة التقديرية الإدارية في كل المستويات  بل لحساب السلطة السياسية التي تبدو مصالحها بمعزل عن مصالح المجموعة ،  وان الافتقار لفكرة المؤسسية له تبعات خطيرة إذ أن  التوسيم اوالتكريم أو كل الإجراءات المرتبطة بتثمين عمل الجامعي وإعزاز دوره والإعلاء من شانه كرمز للجهد والتفاني في خدمة مستقبل المجموعة    إذا لم يرتبط بالشفافية التي تكرسها النظرة  الوطنية المحايدة  سياسيا والتي لا تميّز بين زيد وعمرو إلا على أساس الكفاءة  يخلق على المدى الطويل  بالإضافة إلى التبعات النفسية السيئة على كثير من الأساتذة الذين وقع استثناؤهم    سلوكاً غير سوى لدى أجيال الجامعيين في علاقتهم بالإدارة ، أي في علاقتهم بصاحب السلطة ، ويبدو ذلك خاصة في الميل إلى تجنب أي مشكلات و بالتالي عدم السعي إلى أي موقف أو رأي تكون له تبعات سياسية يخشاها الجامعي وهكذا يتحول الباحث  الذي اختص في مناقشة القضايا  العلمية أوالنظرية العامة  أقل قدرة و أقل شجـــاعة و أقل صلابة سواء في مواجهة المعضلات  التي تهم مصير التعليم والمؤسسة الجامعية أو في ما يخص المسائل الوطنية التي كثيرا ما يضطر إلى الانسحاب منها خوفا من التورط في  » شبهات  » تصنفه ضمن دائرة  » غير المنسجمين  » أو المغضوب عليهم  . إننا نتساءل مرة أخرى هل يمكن لبلد  فتي مثل تونس أن يربي أجياله على التنكر للجميل وغمط الحق  و يدخل في الاعتبار حتى وهو في غمرة أفراح التأسيس معايير أخرى غير المعايير العلميّة والتربويّة فيصبح التكريم  نوعا من الكرم السياسي في غير ميدان السياسة وبغلاف إداري؟ قطعا لا ,  لان التكريم مثل غيره من الحوافز والتشجيعات والتراتيب المرتبطة بالاحتفاء بالخبرة  والاحتفاظ بها والاستفادة منها أكثر ما يمكن من الزمن   مرتبط حصرا بوظيفة المحتفى به  داخل الجامعة  ولا صلة لذلك بوجوده وأفكاره ومواقفه خارج الجامعة  لأنه هناك في معترك الحياة لا توجد غير المواطنة  حيث يتحول الجامعي إلى تونسي كسائر التونسيين يتمتع بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبينة بالقانون ولا يحد من هذه الحقوق إلا بقانون ومنها حقه في أن يمارس قناعاته  و لا يجوز لأي كان أن يخلط بين الصفتين( الجامعي والمواطن) فيعاقب الأول لأجل الحقوق التي مارسها الثاني وهو ما فعلته وتفعله وزارة التعليم العالي التي لا مكان لديها إلا لمن اختار أن يكون جامعيا دون أن يكون مواطنا يعلن مواطنته ويدافع عنها  راقت للسلطان أو لم ترق له  . فهنيئا لمن وقع توسيمهم ولكن هنيئا أيضا لكل من لن ننساهم رغم جرثومة فقدان الذاكرة التي يريد البعض أن يحقننا بها .   

تشغيل: لمن يرغب في العمل بـأوروبا 99 اختصاصا تحتاجهـا فرنسا أهمها السياحة والبناء

   

تونس – الاسبوعي: بناءا على الاتفاقية الممضاة بين تونس وفرنسا لتسهيل هجرة التونسيين الى فرنسا، من المنتظر أن تفتح فرنسا أبواب هجرة العملة السنة المقبلة لذوي الشهادات العلمية حسب الاختصاصات التي تنص الدولة الفرنسية عليها.. ولئن أقرت الاتفاقية أن فرنسا ستستقطب حوالي 9 آلاف يد عاملة تونسية سنويا فإن عدد الاختصاصات وصل الى 99 اختصاصا.. ولكن تبقى اختصاصات الفندقة والبناء من أولى الاختصاصات التي تبحث عنها فرنسا والتي تحتاج اليها.. علما وأن مطالب الحصول على التأشيرة يشترط فيها وجوبا الاستظهار بشهادة تكوين في الاختصاص.. هذا ويذكر أن تأشيرة تدوم بين سنة وخمس سنوات وتسمح للمهاجـر التنقل بسهولة في دول أوروبا والعودة الى تونس والرجوع الى فرنسا متى تشاء خلال فترة صلوحية التأشيرة.   الحبيب العرفاوي   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي التونسية بتاريخ 1 ديسمبر  2008)  

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين الرسالة رقم 509 على موقع تونس نيوزتونس في : 29/نوفمبر/2008 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الاسلامي

 مبادرات عربية هامة لكسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة بفلسطين تستحق التنويه

   

تابعنا بكل اهتمام وعناية ولهفة الحوار التلفزي الممتاز الذي أجراه الصحفي القدير أحمد منصور في برنامج بال حدود بقناة الجزيرة الرائدة وكان ضيف البرنامج الدكتور عبد الله الأشعل نائب وزير الخارجية المصرية سابقا وكان بحق حوارا شيقا وممتعا ومفيدا وله أبعاد هامة تاريخية وأخلاقية وإسلامية وعربية بروح وطنية عالية وأخلاق فاضلة وواقعية ووضوح واعتدال وصدق وبكامل الشفافية والمصداقية وأعتقد بكل تقدير واحترام أن الحوار الذي دار يوم الأربعاء 26/11/2008 على شاشة قناة الجزيرة كان شاملا وصادقا ونزيها وضافيا وعميقا وأعطى صورة واضحة وحقيقية على الواقع الفلسطيني المعاش9 وعلى الوضع السياسي والاجتماعي والحالة الراهنة التي تعيشها غزة هذه الأيام وما تركه الحصار الإسرائيلي من أوضاع اجتماعية قاسية وأتعاب وانعكاسات سلبية على الوضع الاجتماعي لمليون ونصف نسمة عربي مسلم يعيشون أوضاع قاسية ونقص في المواد الغذائية وانقطاع النور الكهربائي والماء والغاز وكل المرافق الضرورية للحياة ويعتبر هذا الحصار الظالم الحائز ظاهرة خطيرة وسابقة في القانون الدولي والعالم صامتا نائما غائبا والأمم المتحدة صامتة ولم تحرك ساكنا والجامعة العربية موقفها ضعيف للغاية ؟؟؟ وأن منظمة فتح وحركة حماس لا يستطيعان مواصلة الحوار وقد سلط الأضواء الدكتور عبد الله الأشعل وحدد المسؤولية وكشف الأسرار وتحدث بصراحة وأشار إلى محاولة طرف وشخص في القيادة والسلطة للضغط على مصر وعلى رئيس الدولة المصرية قصد الإصرار على غلق معبر رفح لمواصلة الحصار على أخواننا بغزة وضرب حركة حماس وتعجيزها حتى تضطر إلى الاستسلام والإحباط والتراجع على روح المقاومة ومواصلة إستراتجية وخيار المقاومة الفلسطينية التي هي العنصر الايجابي والوسيلة لتحقيق أهداف المقاومة نظرا لتعنت إسرائيل التي جربت منذ عام 1948 وقد كانت طيلة 6 عقود تسعى إلى المراوغة والمغالطة وعدم الجدية وربح الوقت والتوسع مع نقض العهود والالتزامات ورغم جنوح القيادة الفلسطينية منذ عام 1992 إلى المفاوضات والطرق السلمية لكن الطرف الإسرائيلي غير جاد وليس له استعداد واقعي لإنجاح المفاوضات وهذا ما أدركته حركة حماس وفصائل المقاومة والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية وقد أطنب الدكتور عبد الله الأشعل في وصف البون الشاسع بين جدية حركة حماس وتمسكها بسلاح المقاومة وبين عدم حماس الطرف المقابل الذي يرفض المقاومة ويهرول إلى إسرائيل دون جدوى وأن هذا الحوار الشيق والعميق والصريح كان له الصدى البالغ لدى الرأي العام العربي والإسلامي فشكرا جزيلا للدكتور عبد الله الأشعل نائب وزير الخارجية مصر سابقا الذي وضع أصابعه على مكان الأوجاع والصداع وقد أعطى وصفة طبية للعلاج ومن هذه الوصفة مبادرة القيادة المصرية فورا بدعوة أبومازن وخالد مشعل زعيما فتح وحماس قد أجرأ حوار ديمقراطي ومسؤول برعاية أبوية عادلة غير منحازة وصادقة للإرادة السياسية المصرية وخاصة إشراف الرئيس محمد حسني مبارك رئيس مصر للقيام بهذه المبادرة العادلة لكسب رهان شرف الأمة العربية وحفظ ماء الوجه وسحب البساط من تحت أقدام إسرائيل الرابح الوحيد من هذه الأزمة أزمة الثقة وأزمة الكبرياء وأزمة الخلافات بين الأخوة الفرقاء في منظمة التحرير بقيادة فتح وحركة حماس الإسلامية وبالتالي بين الرئيس محمود عباس والزعيم خالد مشعل وهما أصحاب الحل لدعم الحوار وإيجاد حلول مشرفة قبل فوات الأوان بروح أخوية عالية وجعل مصلحة فلسطين العليا هي الهدف الأسمى واستقلال فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية هي الأساس والغاية والوسيلة مع دعم الدول العربية وتضامنها مع القيادة الموحدة والحكومة الموحدة والقلوب الموحدة دون خوف من إسرائيل وأمريكيا. كما أشكر مبادرة أمير قطر حفظه الله الذي قرر إرسال سفينة محملة بالمواد الغذائية وكل ما يلزم من أدوية وملابس لكسر الحصار وتحدي العدو الإسرائيلي فشكرا لقيادة قطر أميرا وحكومة وشعبا ، كما أشكر مبادرة العقيد معمر القذافي القائد الراعي لقضايا إفريقيا وقائد الثورة الليبية الفاتح من سبتمبر على قيامه بمبادرة إرسال سفينة إلى قطاع غزة لكسر الحصار والتضامن مع الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة المعزولة منذ أيام وهو موقف تاريخي هام ومبادرة كريمة ولفة أبوية ممتازة من لدن قائد ليبيا وزعيم إفريقيا ورجل المبادرات. ولا يفوتني بهذه المناسبة للتنوية بتدخل الأمير فيصل آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذي دعاء يوم 26/11/2008 في مجلس وزراء الخارجية العرب بمصر إلى ضرورة دعوة الفصائل الفلسطينية وخاصة منظمة فتح وحركة حماس لمزيد التفاهم والحوار والتعاون لاحتواء الخلافات بينهما لكسر الحصار وسحب البساط من تحت أقدام العدو الإسرائيلي ، هذه جملة من الخواطر استوحيتها من خلال المبادرات الطبية والحوار في برنامج بلا حدود وأن هذه المبادرات العربية أعتقد أنها جاءت في الوقت المناسب بعد نوايا استمرار إسرائيل للحصار وبعد مبادرات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات العالمية التي قامت بكسر الحصار وتضامنت مع أخواننا بغزة وقامت مجموعة من المؤمنين بقضايا الإنسانية وهو أجانب وبادروا قبل أبناء العمومة والأمة العربية والأجوار وأبناء أمتنا العربية وخاصة دول الجوار والحدود : ولعل مبادرة قطر وليبيا في إرسال سفينتان قريبا التي رفعت عنا الحرج وخفقت عنا الخجل والعار والمسكنة والإذلال والصمت الرهيب ورفع الحصار على الأشقاء في غزة قلب أمتنا العربية.   قال الله تعالى : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم .              صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني (مناضل) 22022354

 

Home – Accueil الرئيسي

Lire aussi ces articles

18 novembre 2007

Home – Accueil – TUNISNEWS 8 ème année, N° 2736 du 18.11.2007  archives : www.tunisnews.net        FGESRS   :Communiqué relatif

En savoir plus +

27 septembre 2006

Home – Accueil – الرئيسية TUNISNEWS 7 ème année, N° 2319 du 27.09.2006  archives : www.tunisnews.net BBC News: Tunisia attacked over

En savoir plus +

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.