الأربعاء، 8 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2116 du 08.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


مــؤتمــر النـقابة الجهويـــة للتعليم الثانوي بصفاقس: لائحـة عــاّمـــــة مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس: لائحة الـّصراع العربي الّصهيوني وات: رسالة الرئيس بن علي إلى رئيسة اتحاد المرأة:العمل على أن تبقى المرأة والأسرة حصنا ضد نزعات الغلو والتطرّف وتيارات الردة والرجعية الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: هجمة حكومية عربية على مواقع الإنترنت  الحياة : الكويت: إقرار قانون جديد للنشر يسمح بإصدار صحف جديدة عبد الحميد الحمدي :ماذا بعد العفو الرئاسي في تونس؟ محمد العروسي الهاني، تعليقا على الاحتفال بعيد المرأة العالمي 08 مارس 1977 وتعليقا على الحوار التلفزي بقناة حنبعل يوم 07-03-2006 مناضلون يساريون: حتى  لا يسقط  الحد  الادنى الطيب السماتي: شكرا للسيد الرئيس حسين المحمدي تونس: القلم يتجاوز السلاح النووي(2) توفيق المديني: حماس من المقاومة إلى السلطة د. أحمد القديدي: الرسوم حلقة من إذكاء صدام الحضارات وهذه هي البراهين! محمد كريشان : اللعنة الطائفية د. عصام العريان:  رسالتي إلى العلمانيين في مصر د. محمد عجلاني: البعد الديني في السياستين الداخلية والخارجية لسورية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

   

مــؤتمــر النـقابة الجهويـــة للتعليم الثانوي بصفاقس

لائحـة عــاّمـــــة

 

نحـــــن نـــــّواب مــؤتمــــــــر النـقابـــــــة الجهويـــة للتعليم الثانــــوي بصفاقـــس المنعقد في 19 فيفري 2006 برئاســــــة الأخ سمير الشفي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل  بصفاقس وحضور الأخوين زهير المغزاوي و لسعد اليعقوبي عضوي النقابة العامة للتعليم الثانوي . نسـّجل الهجمة الـّشرسة للإمبريالية العالمية وأداتها المتمثلة في الصهيونية وبمساندة الأنظمة الـّرجعية العميلة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل هيمنتها على العالم وسعيها المحموم إلى صياغة خارطته بما يخدم مصالحها ويكـّرس هيمنتها على مصائر الأمم والشعوب وعلى ثرواتها وثقافاتها. وتّتجسد هذه الّسياسة عربيا عبر ما تقوم به العصابات الّصهيونّية في فلسطين من محاولات مستمّرة بهدف القضاء على كّل أشكال المقاومة ومن استيطان وهدم للمنازل وإقامة لجدار الفصل العنصري… أّما في العراق فتعمل الولايات المّتحدة الأمريكّيـة بمعّية حلفائها على تأييد احتلاله والـّزج بالمناضلين في معتقلات العار واغتيال علمائه ومفّكريه المناضلين وتدمير بنيته الـّتحتّية وتنصيب حكومة عميلة تكـّرس الـّطائفّية وتمـّهد للّتقسيم…

 وفي غير هذين القطرين العربّيين تسعى الأمبريالّية الأمريكّية إلى إستهداف سوريا ومزيد إحكام القبضة  على لبنان قصد تجريد المقاومة الوطنّية من سلاحها وإلى تكبيل الأنظمة العربّية بإتفاقيّات مذّلة ومزيد دفعها الى الّتطبيع الكامل مع الكيان الّصهيوني. وقد تجّلت هذه الهجمة قطريا في تسارع وتيرة الّتفويت في القطاعات الإستراتيجّية والّتراجع عن الخدمات الإجتماعّية ومنها بالخصوص الّصحة والّتعليم (قانون الّتأمين على المرض والقانون التوجيهي للّتربية والـّتعليم). وعلى المستوى الّسياسي عمد الّنظام إلى سن عديد القوانين والّتشريعات المكّبلة للحّرّيات كالمجّلة الانتخابية و تحوير الدستور وقانون « مقاومة الإرهاب وتبييض الأموال » وقانون الّصحافة هذا علاوة على التضييق على كّل معارضة تقــدمّية وعلى تدجين المنظمات والجمعّيات ومحاصرة أنشطتها وملاحقة مناضليها.

 

إزاء كّل ما تقــّدم :

1)     نعتـّز بدور  الإتحـــاد العــام الـّتونســـــي للـّشغــــــل في التصـّدي للهيمنة الأمبريالية وندعوه لتطوير مساهمته في الحركة العالمية المناهضة للعولمة.

2)     نثـــّمن كل النضالات الجماهيرية التي تصدت لزيارة الوفد الصهيوني لبلادنا و مشاركته فيما سمي « بقمة مجتمع المعلومات » ونعـّبر من جديد عن رفضنا لكـّل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به والتفاوض معه.

3)     نعـّبر عن تنديدنا الشديد بالـّرسوم المسيئة للـّرسول صلى الله عليه و سلّم باعتبارها حلقة من حلقات استهداف مقومات الحضارة العربية الإسلامية ومظهرا من مظاهر استهداف ماضيها المجيد.

4)     نعّبر عن دعمنا لكل الحركات التي تناضل من أجل الحريات العامة والفردية والمطالبة بسن قانون العفو التشريعي العام وإيجاد الآليات للتعويض للمتضّررين ضحايا كل تجاوز مع رفض الإستقواء بالخارج. كما نطالب بإطلاق جميع المساجين السياسيين ونعـّبر عن رفضنا للمناشير المكـّبلة للحريات وخاصة منشور 108.

5)     نطالب بالكف عن التفويت في الخدمات العمومية للخواص وبوضع حـّد لشركات الـّسمسرة باليد العاملة (المناولة) باعتبارها شكلا من أشكال إستعباد العمال واستهداف العمل الـّنقابي، والتصدي للفساد وإهدار المال العام.

6)     نطالب بمراجعة الأجور مراجعة جذرية على ضوء ارتفاع أسعار المواد والخدمات وبالترفيع في قيمة المنحة العائلية ومنحة الأجر الوحيد .

7)     نطالب بتعليق كل القوانين وكل مشاريع القوانين التي تشـّرع لتخــّلي الــّدولة عن دورها في تمويل قطاعات المرافق الاجتماعية ، ولاستهداف الهـّوية العربية الإسلامية للـّناشئة.

8)     نطالب بإحداث صندوق لحماية المطرودين كشكل من أشكال الحد من تفاقم ظاهرتي البطالة وتسريح العمال.

9)     نطالب بالغاء المنشور عدد 40 وبمصادقة الحكومة التونسية على الاتفاقية عدد 135 المتعلقة بحماية المسؤول النقابي.

 

عـاش الإتحـــاد العــام الـّتونســـــي للـّشغــــــل

نصـــــيرا لقضايا التحــّرر والتـــــقــّدم

 

رئيـــــــــس المــــــؤتمـــــــر

سميـــــر الشفـــــــــــي


 

مــؤتمــر النـقابة الجهويـــة للتعليم الثانوي بصفاقس

لائحـــــة الـّصـراع العـربـي الّصهيـــوني

 

 

نحن نــّواب مــؤتمــر النـقابة الجهويـــة للتعليم الثانوي بصفاقس المنعقد في 19 فيفري2006 برئاســــــة الأخ سمير الشفي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل  بصفاقس وحضور الأخوين زهير المغزاوي و لسعد اليعقوبي عضوي النقابة العامة للتعليم الثانوي. نظرا لما تتعــّرض له اليوم الأ ّمة العربّية من هجوم إمبريالي صهيوني شرس إّتخذ عـديد الأشكال والمظاهر من الإحتلال المباشر لفلسطين والعراق الى تهديد سوريا ومزيد إحكام القبضة على لبنان إلى فرض الّتطبيع مع الكيان الّصهيوني مع جـّل الأنظمة العربـّية وصولا إلى فرض مشاريع وبرامج اقتصادّية وإجتماعّية وتعليمّية تهدف في إطار مشروع « الشرق الأوسط الكبير » إلى تدمير الّسوق العربّية وتفقير الجماهير واستهداف هـّوية المتعّلمين وفرض أنظمة سياسّية عميلة تكون في خدمة المشروع الإمبريالي الّصهيوني وحارسة أمينة لمصالحه.

 

1)    نقف وقفة إجلال وإكبار للمقاومة العربّية الباسلة في فلسطين والعراق ونجـّدد دعمنا الّسياسي المطلق لها ووقوفنا الـّدائم إلى جانبها ونندد بتدخلات الانظمة العربية الرجعية المتواطئة مع الضغوطات الدولية الساعية لضربها. وفي هذا الّسياق نعّبر عن اعتزازنا بشموخ القائد صـّدام حسين وعن تنديدنا بالمحاكمة المهزلة.

2)    نحـّيي شعبنا العربي في سوريا ولبنان الـّرافض لكـّل الـّتهديدات الأمريكّية الصهيونـّية ولكـّل مظاهر الـّتدّخل في شؤونه الـّداخلّيـة الهادفة أساسا لضرب سلاح المقاومة وإخراج لبنان من دائرة المواجهة مع الكيان الصهيوني.

3)    نرفض كـّل أشكال الـّتطبيع مع الكيان الّصهيوني ونطالب بإيقاف كل ما من شأنه أن يمـّهد للاعتراف به والـّتفاوض معه.

4)    نثــّمن المواقف المبدئّية للاتحاد العام الـّتونسي للـّشغل في نصرة قضايا الأّمة العربـّية ونخّص بالّذكر بيــــان 26 /02/2005 وندعو إلى تفعيل أشكال النضال الميداني من أجلها.

5)    ننـّدد بكـّل أشكال استهداف مقـّومات الأّمـة العربـّية ونخّص بالّذكر منها الّرسوم التي تسيء للّنبّي محـّمد صلى الله عليه وسلم  والتي تعّبر عن الحقد الـّدفين الذي يكّنه الأعداء لتاريخنا وتراثنا عقيدة وحضارة.

6)    نندد بزيارة مجرم الحرب رامسفيلد الى تونس ونحـذر من نتائجها الخطيرة في استهداف روح المقاومة.

7)    نجـّدد دعوتنا لكّل هياكل الاتحاد العام الـّتونسي للـّشغل وللّنقابة العاّمة للّتعليم الثانوي بالخصوص إلى فتح ملف البرامج والمناهج التعليمية في تونس تصّديا لكّل مظاهر الخنوع والاستسلام وانتصارا لثقافة المقاومة والّصمود وتجذيرا لناشئتنا في هويتها العربية الاسلامية.

8)     نعـّبر من جديد عن رفضنا المطلق لمشروع « الشرق الأوسط الكبير » الأمريكي الّصهيوني الذي يستهدف مقّومات أّمتنا الحضارّية والثقافّية بدعوى نشر « الحـّرية والّديمقراطّية » ونؤّكد مواصلة نضالنا من أجل ديمقراطّية حقيقـّية تسمح لشعبنا بالعيش في حـّرية وبالّتمّتع بحّقه في ثروات بلاده…

 

عـاش الإتحـــاد العــام الـّتونســـــي للـّشغــــــل

 نصـــــيرا لقضايا التحــّرر والتـــــقــّدم 

رئيـــــس المــــــؤتمــــر

                                                                             سميـــــر الشفـــــــــــي

 


رسالة الرئيس بن علي إلى رئيسة اتحاد المرأة:

العمل على أن تبقى المرأة والأسرة حصنا ضد نزعات الغلو والتطرّف وتيارات الردة والرجعية

قرطاج (وات)   بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وجه الرئيس زين العابدين بن علي الى رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية السيدة عزيزة حتيرة رسالة في ما يلي نصها:   «ان احتفال تونس مع الاسرة الدولية باليوم العالمي للمرأة يكتسي هذه السنة طابعا خاصا وبعدا متميزا اذ يتزامن مع استعداد بلادنا للاحتفال بخمسينية الاستقلال وخمسينية صدور مجلةالاحوال الشخصية في اجواء وطنية بهيجة من النخوة والاعتزاز.   وهي مناسبة سانحة لاعرب لك ولاعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للمرأة ولكل منخرطاته وللنساء التونسيات في جميع المواقع والجهات وبمختلف الاجيال والفئات عن تهاني الحارة وتمنياتي الخالصة لهن بمزيد النجاح والتالق.   ويحق لنا ان نعبر عن كامل ارتياحنا وفخرنا للمنزلة الرفيعة التي تحظى بها المرأة التونسية في الاسرة والمجتمع ولما تنعم به من حقوق وما تضطلع به من واجبات في نطاق المساواة والشراكة مع الرجل والمواكبة الواعية لمقتضيات الحداثة والتقدم.   لقد حرصنا في كل اختياراتنا وتوجهاتنا عليى فتح الآفاق رحبة امام المرأة لتعمل وتناضل داخل المجتمع المدني والنسيج الجمعياتي ولتتحمل ارفع المسؤوليات في شتى المناصب ومراكز القرار ولتسهم في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجتمع تعددي متفتح ومتوازن يتجاوب فيه ويتكامل دور المرأة مع دورالرجل في جميع الميادين سواء بالجهد البدني وسخاء البذل والعطاء او بالنشاط الفكري وثقافة الابداع والابتكار او بالانخراط في تكنولوجيات الاعلام والاتصال والاندماج في الاقتصاد المجدد واستنباط المشاريع واستحداث المؤسسات.   وان في مرور خمسين سنة على صدور مجلة الاحوال الشخصية ما يوجب استخلاص الكثير من المعاني والدلالات لكي نتبين بامعان ماكرسته هذه المجلة من حقوق ومكاسب في عهد بناء دولة الاستقلال وما اضفناه اليها في عهد التغيير من مبادرات وقرارات دعمت حضور المرأة في مجالات التعليم والتكوين والانتاج والتمويل والاستثمار وبواتها مراكز قيادية متقدمة داخل المجالس البلدية والمجالس الجهوية والمؤسسات الدستورية.   ومن واجبنا اليوم ان نعمل علي الدوام  دولة ومنظمات وجمعيات ومجتمعا مدنيا  من اجل حماية مكاسب المرأة والاسرة وتنميتها واثرائها حتى تبقى المرأة خاصة والاسرة عامة حصنا حصينا ضد نزعات الغلو والتطرف وتيارات الردة والرجعية وتكون  باستمرار قوة دفع الى الامام في مسيرة شعبنا نحو التطور والرقي  اذ ان سلامة المجتمع من سلامة المرأة والاسرة ومناعتهما من مناعته.   ولنا في الدستور التونسي وفي مجلة الاحوال الشخصية وفي قانون الاحزاب وفي الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها بلادنا علاوة علي مخزوننا الاصلاحي العريق وقيمنا الحضارية والثقافية والاجتماعية والدينية النيرة وتقاليدنا الراسخة في الاعتدال والوسطية والتوفيق الرشيد بين الاصالة والحداثة ما يؤمن اليوم للمرأة التونسية الصمود والمناعة ويكسبها الريادة والسبق ويتيح لبلادنا فرص التجدد الذاتي مع كل مرحلة دون قطيعة مع هويتها وجذورها ولا انغلاق عن مستجدات العصر وتغيراته.   واذ نعتز بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية ونكبر مواقفه ونشيد برصيده النضالي في الحركة التحريرية وفي بناء دولة الاستقلال وفي دعم خيارات التغيير وتوجهاته فاننا على يقين بانه سيثابر على ترسيخ انشطته الميدانية في برامجه وعمله القاعدي وسيواصل مشاركته الايجابية مع بقية منظماتنا الوطنية العتيدة لتمكين بلادنا من قطع اشواط جديدة على درب العزة والرفاه والتنمية الوطنية الشاملة.   وكل عام والمرأة التونسية بخير».   (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 7 مارس 2006)


تونس تقدم توقيتها الصيفي «لخفض استهلاك الطاقة»

تونس ـ رويترز: أفادت الحكومة التونسية امس بأنها تعتزم تقديم الساعة وبدء العمل بالتوقيت الصيفي خلال الشهر الحالي، في اطار حملة لترشيد استهلاك الطاقة. واعتادت تونس التحول الى التوقيت الصيفي في شهر يونيو (حزيران) لكنها قالت في بيان اصدرته امس ان فترة التوقيت الصيفي لهذا العام ستبدأ يوم 26 مارس (آذار) الحالي وتمتد حتى 29 اكتوبر (تشرين الاول).   وأشارت الى ان هذا الاجراء يندرج في اطار الجهود المبذولة للتحكم في استهلاك الطاقة على كافة المستويات وبالنظر للارتفاع المتواصل لأسعار المحروقات في السوق العالمية وانعكاساته المباشرة على ميزانية الدولة.   وأطلقت الحكومة حملة كبيرة لترشيد استهلاك الطاقة وتوسيع استغلال شبكة الغاز الطبيعي واللجوء لموارد الطاقة المتجددة بعد تواصل ارتفاع اسعار النفط العالمية وتضاؤل إنتاج البلاد من النفط نتيجة تقادم الآبار.   (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 8 مارس 2006)


تقرير إخباري عن « حزب الخضر للتقدم » التونسي بثته قناةالعربية الفضائية

(اضغط على الصورة لمشاهدة التقرير)

 

حزب الخضر التونسي في تعليق بقنات العربية. (أضغط على الصورة للإستماع )

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 5 مارس 2006)

وصلة التقرير:http://pdpinfo.org/mcgallerypro/show.php?start=0&id=58&video=1

 

هجمة حكومية عربية على مواقع الإنترنت

السعودية: تهديدات للحوار المتمدن بعد حجبه، مصر: حجب موقع شئون مصرية

5 مارس 2006   القاهرة في 5 مارس 2004م ، أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، اليوم عن انزعاجها الشديد ورفضها للهجمة التي تتعرض لها حرية الرأي والتعبير من قبل بعض الحكومات العربية ، من خلال التوسع في مجال حجب المواقع التي تنادي بحرية الفكر والتعبير .   ففي اقل من أسبوع ، تم حجب موقع شئون مصرية » www.masreyat.org   » في مصر ، وتعرض الموقع الشهير الحوار المتمدن « www.rezgar.com   » لتهديدات من رجل أعمال سعودي ، ضمن ثلاثة مواقع هي ( الحوار المتمدن) و ( إيلاف ) و (دار الندوة ) بمقاضاتها ، بادعاءات واهية مثل الكتابة بطريقة لا يتقبلها رجل الأعمال السعودي عن المسلمين .   يأتي هذا التهديد ، في وقت تعاني فيه هذه المواقع فعليا من الحجب في العديد من الدول ، وإن كان موقع الحوار المتمدن هو الأكثر حجبا ، في السعودية والإمارات وتونس ، بسبب استضافة هذا الموقع للكثير من الكتاب والصحفيين العرب الذين وجدوا به مساحة من حرية التعبير يندر إيجادها بالعالم العربي ،خاصة دفاع الموقع عن العلمانية والقضايا الشائكة مثل حقوق المرأة ومناهضة عقوبة الإعدام ودفاعه عن الصحفيين والكتاب وغيرها .   وقالت سالي سامي ، منسقة البرامج بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان  » أغلب الحكومات العربية تفتئت بشكل كبير على حرية الصحافة وحرية التعبير ، والآن وبسبب توفير الإنترنت لمساحة من هذه الحريات ، تسعي هذه الحكومات للحد من هذه المساحة ، عبر حجب المواقع وترويع كتابه مستخدميه « .   ويذكر أن الحكومة التونسية على سبيل المثال ، كانت أسرع دولة تحجب موقع بعد إنشائه ، حيث حجب موقع يزي اورج – مظاهرة افتراضية –  » www.yezzi.org  » حيث قامت بحجبه بعد 18 ساعة من إطلاقه. فضلا عن العديد من المواقع الحقوقية والسياسية التي تحجبها الحكومة التونسية .   وفي مصر ، نشطت الأجهزة الأمنية مؤخرا في حجب المواقع التي تنادي بالإصلاح ، مثل جبهة إنقاذ مصر ، وشئون مصرية ، بجانب الحجب المستمر لموقع جريدة الشعب و موقع حزب العمل .   أما الحكومة السعودية ، فلم تكتفي بحجب نحو 200 موقع يوميا ، بل بدأ رجال الدين ورجال الأعمال الموالين لها ، في شن حملات تستهدف حرية استخدام الإنترنت وحرية تداول المعلومات ، حيث أصدر أحد رجال الدين فتوى تحرم دخول المرأة على الإنترنت وحدها بدون محرم ، وتلى ذلك إعلان أحد رجال الأعمال عن الملاحقة القانونية للمواقع التي تفسح مجالا للنقد وتنادي بحرية الفكر والعلمانية ، مثل المواقع المذكورة عاليه .   وقالت سالي سامي  » ضمن الحكومات العربية التي تهدر حرية التعبير وحق تداول المعلومات ، تظهر الحكومات التونسية والسعودية والمصرية عداءا أكثر للإنترنت ، يسفر عن انتهاك لحقوق مواطنيها في تلقى المعلومة والخبر ، وتحرمهم من تنوع مصادر تلقيهم هذه المعلومات   (المصدر: بيان صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان يوم 5 مارس 2006) وصلة البيان: http://www.hrinfo.net/press/2006/pr0305.shtml


حصر سجن الصحافيين بحكم قضائي …

الكويت: إقرار قانون جديد للنشر يسمح بإصدار صحف جديدة

الكويت – حمد الجاسر       وافق مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي أمس، بالاجماع، على القانون الجديد للمطبوعات والنشر الذي تضمن اصلاحات كثيرة منها منع اعتقال الصحافيين من دون حكم قضائي، وفتح المجال للمرة الاولى، منذ 30 عاماً، لاصدار صحف يومية جديدة، وجاءت الموافقة بمداولتين أولى ونهائية.   وقال وزير الاعلام الدكتور أنس الرشيد بعد إقرار القانون «بحسب القانون الجديد يحق لأي مؤسسة أو شركة اعلامية التقدم الى وزارة الاعلام بطلب اصدار صحيفة مع اشتراط ان يكون رأسمالها لا يقل عن 250 ألف دينار (800 ألف دولار) اذا كانت الصحيفة يومية… ويُلزم القانون وزارة الاعلام منح الترخيص خلال 90 يوماً أو ابلاغ طالب الترخيص بالرفض مع شرح الأسباب، ويحق للمرفوض طلبه التظلم لدى القضاء ضد وزارة الاعلام لكي يحدد ما إذا كان الرفض موضوعياً أو متعسفاً.   وكانت «الأنباء» آخر صحيفة يومية حصلت على ترخيص بالصدور العام 1976 لتكون خامس الصحف اليومية الكويتية وبعدها أغلق باب التراخيص بإحكام، وقيل وقتها ان مرجعاً سياسياً كبيراً رأى ان «فوضى الصحافة» في لبنان قادت الى الحرب الأهلية وأنه لا يرغب في رؤية الشيء نفسه يحدث في الكويت.   ولم يتضمن القانون ما كان يأمله ليبراليون من انهاء عقوبة السجن نهائياً في قضايا النشر اذ تضمن عقوبة السجن لمدة سنة على الأكثر وغرامات مالية تصل الى 20 ألف دينار (67 ألف دولار) على من «يمس بالذات الالهية أو الأنبياء أو آل البيت أو زوجات النبي (ص) أو الصحابة، أو بأصول العقيدة الاسلامية بالطعن أو السخرية أو التجريح أو الرسم أو الصور أو بأي وسيلة من وسائل التعبير الواردة بهذا القانون» كما جاء في المادة 19.   وشهدت هذه المادة من القانون مساجلات بين نواب سنة وشيعة اذ قال نواب شيعة ان تضمين المحظورات الدينية «آل البيت» يضمن عدم المساس بهم مشيرين الى ما حدث في العراق أخيراً من اعتداءات على المراقد الشيعية، لكن النائب السلفي الدكتور فيصل المسلم قال ان «كل المسلمين يحبون ويتولون آل البيت، وانهم داخلون في معنى «الصحابة» ولا داعي لاضافة نص خاص بهم».   ولكن المادة أقرت بهذه الصورة وتضمنت المذكرة التفسيرية للقانون ان المقصود بـ «آل البيت» هم المعاصرون للرسول صلى الله عليه وسلم، تحسباً من النواب السنة من «توسع الشيعة في تفسير معنى آل البيت» كما قال أحدهم.   ولجعل القضاء وحدة الفصل في قضايا النشر، عدلت المادة 23 من القانون القديم باضافة كلمتي «دون غيرها» لتصبح «تختص النيابة العامة دون غيرها بالتحقيق والتصرف والادعاء في جميع الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون، وعلى أن تكون هناك نيابة متخصصة لهذه الجرائم» ما يعني عدم السماح لأجهزة الأمن باستدعاء الصحافيين واعتقالهم من دون قرار من النيابة أو المحكمة كما حدث في حالات العام الماضي.   وقال وزير الاعلام، خلال الجلسة، ان إقرار قانون المطبوعات «يُسجل لمصلحة الحريات في الكويت خصوصاً اننا وصلنا الى مرحلة متقدمة في مسيرتنا الديموقراطية تستوجب معها العمل بمقتضى قانون عصري يواكب التطورات الاعلامية ويجسد مدى إيماننا بالحرية وما يترتب عليها من مسؤولية وهو ما سيعيد للكويت روح الريادة بالمنطقة ويجعلها نموذجاً تسعى بقية الدول للحاق به على صعيد الحريات والممارسة الديموقراطية».   واضاف ان «القانون الجديد سيتيح لكل من تنطبق عليه الشروط التقدم للحصول على ترخيص لصحيفة يومية وهو الأمر الذي سيميز الكويت على مستوى الشرق الأوسط، اضافة الى انه سيتيح المجال للتظلم أمام القضاء مما يعني ان الكويت مقدمة على مرحلة جديدة من المهنية الصحافية والتعاطي معها قضائياً ما سيعزز مهنية العاملين في مجال الصحافة ويعمق روح المسؤولية لديهم ويصب لمصلحة تطوير الممارسة الصحافية في الكويت».   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 مارس 2006)

 

ماذا بعد العفو الرئاسي في تونس؟

عبد الحميد الحمدي ـ الدنمارك   أخيرا وبعد انتظار طويل غادر مجموعة من سجناء الرأي منازلهم السجنية في خطوة عدها الجميع إيجابية وقالوا بأنها تتطلب خطوات أخرى أكثر جرأة تعيد البسمة لباقي العائلات التونسية المكلومة في فلذات أكبادها. وبهذه المناسبة أقدم تهاني القلبية والحارة لكل من رأى الشمس بعد سنوات الظل الكريهة، وأخص بالذكر أمهات السجناء اللاتي لازلن على قيد الحياة فقد تحققت أمانيهن في معانقة أكبادهن قبل الرحيل إلى الديار الباقية، أقول هذا وأنا لازلت أكتوي بنار الحزن التي أدعو الله أن يعينني على تحمل حرارتها عندما ثكلت في والدتي العزيزة رحمها الله قبل نحو عام أو يزيد من دون أن يمنحني القدر فرصة النظر إليها ولو للمحة واحدة لا قبل زيارة مفرق الجماعات ولا بعدها. مشاعر متضاربة انتابتني وأنا أتابع صورة المهندس حمادي الجبالي وهو يعانق فلذات كبده بعد ما يزيد عن العقد ونصف من الغياب المفروض، فهنيئا له ولعائلته ولرفاقه والدعاء أن يمنح الله الحرية لكل من لازال وراء القضبان.   قرار الإفراج الرئاسي هذا لم يكن مفاجئا للمتابعين للتطورات السياسية والمطالب الحقوقية منها المتسارعة في العالم حتى أن الحديث عن وجود مساجين للرأي في أي بقعة من قريتنا العالمية أصبح وصمة عار في جبين قادة العالم الحر.   ومع أنني تابعت كغيري الصور المؤلمة لمساجين العراق في أبو غريب وفي الجادرية وغيرهما من معتقلات العراق، وتألمت أكثر عندما أيقنت بالدليل أن الذي عرى تلك البشاعات اللاإنسانية هو الغرب نفسه في سلطته الرابعة ولم تكشفها سلطاتنا الأولى ولا الثانية ولا الثالثة بل ولا حتى الرابعة إن وجدت.. مع ذلك أعتقد شخصيا أن الرحمة في قلوب المسلمين لم تنزع بعد وأن قيم العفو والتسامح تبقى في قلوبنا جميعا حتى وإن تلبدت سماء سياساتنا العربية بغيوم المصالح السياسية الضيقة، بل وحتى بعقد الإيديولوجيات الاستئصالية البائدة. لهذا لم يكن مفاجئا خروج عشرات الإسلاميين التونسيين والليبيين والجزائريين في سياق ما يمكن الإصطلاح عليه بالعودة للوعي أو صحوة الضمير على ألا تكون نهاية مطاف لحلم إصلاح كبد جيلا كاملا ثمنا باهظا دفعه من زهرة عمره إما سجنا أو نفيا في الأرض، بل تحولا ديمقراطيا يراه هذا الجيل النكد بأعينه لا بأعين أحفاده.   التجربة التونسية في الحكم أو في المعارضة ليس لها مثيل في العالم العربي، ومع الاحترام والتقدير للجميع فإن حصاد التجربة السياسية التونسية بعد ما يقارب العقدين من الصراع الذي حكم العلاقة بين السلطة والإسلاميين لا يكاد ينبئك بخير. صحيح أن السلطة تتحدث عن إنجازات إقتصادية لكن الصحيح أيضا أن المعارضة ولا أستثني منها أحدا تتحدث عن موت للسياسة في تونس، ومع أن السلطة ومعها كثير من الكتاب اليساريين يحملون على الحركة الإسلامية ويتهمونها بعرقلة المسار الديمقراطي وتعطيله لكل هذه السنوات، فإن المتفحص للأمر بإنصاف لا يكاد يعثر على ما يؤكد هذا الانتقاد.   استطاعت التجربة الإسلامية التونسية على حداثة سنها وقلة تجربتها أن تؤسس لطريقة في التعاطي مع الإسلام كمرجعية فكرية وسياسية تقبل بالتعددية وتحترم الخصوصية الفكرية وتجادل بالتي هي أحسن دفاعا عن هوية تونس العربية والإسلامية. وهي تشترك في ذلك مع عدد من علماء الزيتونة كعلامة القيروان الشيخ عبد الرحمن خليف الذي وافته المنية أخيرا وهو ينافح عن الهوية الإسلامية ومعالمها.   يشهد كثير من المتابعين للنظام التونسي بالفطنة والذكاء في التعامل مع المستجدات الدولية وفقا لما تمليه ضوابطه، وربما اعتقد البعض أن حالة الاستقرار التي انعكست إيجابا إلى حد ما على الوضع الإقتصادي إنما هي تجل من تجليات الكفاءة التي تتصف بها الكوادر التونسية. ومع أنني لا أقلل من أهمية هذا المعطى فإنني أضيف إليه البعد الآخر وأعني به فكر الحركة الإسلامية المعتدل الذي جنب البلاد الإنزلاق في متاهات ردود الفعل المتهورة.   لست من المداحين ولا أتقن لغة النفاق والمراوغة لأجل ذلك كتبت سابقا أنتقد نهج الحركة الإسلامية وتعثرها في معالجة بعض الملفات المطروحة على رأسها ملفي السجناء والهياكل التنظيمية، مثلما كتبت عن الإنجازات الاقتصادية المهمة للحكومة التونسية، أكتب اليوم وقسم كبير ليس من أبناء الحركة الإسلامية وحدها بل وأغلب التونسيين يعيشون نشوة اللقاء بعد طول غياب لأسجل ما يلي:   1 ـ إن محنة العقدين المنصرمين قد أوقفت الجميع في السلطة والمعارضة حتى لكأن السياسة توقفت مع بداية المواجهة بين الحكومة والاسلاميين، ومنذ ذلك التاريخ لم نعد نسمع عن الديمقراطية والمنافسات السياسية إلا تلك الأخبار المنغصة عن إضرابات الجوع وغيره من التعبيرات الشاذة التي لا تصلح أن تكون دليلا ديمقراطيا.   2 ـ لقد اقتنع الجميع وإن بدرجات متفاوتة أن الإقصاء بأساليبه المختلفة ليس أسلوبا سياسيا بالمرة وأن عواقبه وخيمة على الجميع.   3 ـ إن المناخ الوطني والدولي الراهن مهيأ لتعزيز خطوات الانفتاح التي اتخذتها الحكومة التونسية باستكمال إفراغ السجون من نزلائها على خلفية انتماءاتهم الفكرية أو السياسية خصوصا أولئك الذين لم يعرف عنهم أنهم روجوا للعنف أو مارسوه كالأمين العام السابق للإتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبد الكريم الهاروني ورفيقه في العمل الطلابي الوريمي العجمي ود. الصادق شورو والشيخ الحبيب اللوز غيرهم من القيادات التي شابت رؤوسها في الإنتقال من سجن إلى آخر من شمال تونس إلى جنوبها.   4 ـ لا شك أن إطلاق سراح المساجين خطوة سياسية تستوجب خطوة مماثلة من الحركة الإسلامية تعبر فيها قيادة الحركة بما لا يدع مجالا للشك رغبتها الجادة في الحوار المبني على الاعتراف المتبادل بالأخطاء والحسنات.   5 ـ إن خطوة مرجوة من الحركة الإسلامية تستوجب من الناحية السياسية توفير المناخ الملائم لقادة الحركة في الداخل والخارج للمراجعة والمحاسبة وتجاوز الماضي بالجدية اللازمة والتحدي الفروض.   تلك بعض من أفكار لتونسي أحب بلاده وأحب الله ورسوله قبل كل شيء. مع الدعاء للجميع بالسداد والتوفيق   8 مارس 2006
 

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

 

تونس في 08 مارس 2006

 

 

تعليقا على الاحتفال بعيد المرأة العالمي 08 مارس 1977

وتعليقا على الحوار التلفزي بقناة حنبعل يوم 07-03-2006

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري من حزب تحرير البلاد وبناء الدولة العصرية – تونس

 

أرى من الواجب الوطني والديني والأخلاقي التعليق على الاحتفالات بالعيد العالمي للمرأة الذي يصادف يوم 08 مارس 1977. نعم بدأ الشعور المعاصر بضرورة صيانة حقوق المرأة منذ عام 1910 وتعددت الاجتماعات النسائية من ذلك الحين للتحسيس بحقهن باعتبارهن نصف المجتمع لهن حقوق وعليهن واجبات. وتبلورت الفكرة وتطورت حتى جاء موعد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يوم 08 مارس 1977 بدعم وقرار أممي من الأمم المتحدة.

 

ولكن للتذكير فإن حرية المرأة الحقيقية جاء بها الإسلام الدين الحنيف. وأكرم الله المرأة وأعطاها حقوقها وكرامتها وأنزلها منزلة هامة في الأسرة والمجتمع. قال الله تعالى: « ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثبرا ونساء واتقوا الله الذي تسّاءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا » صدق الله العظيم.

 

وفي هذا الإطار عزز الإسلام مكانة المرأة التي أصبحت مرموقة. وسيدنا محمد صلى  الله عليه وسلم أوصى بالمرأة خيرا وقال « كلكم خيار لأهله وأنا خياركم لأهلي » صدقت يا رسول الله.

 

ولكن عصور الانحطاط والجهل والتخلف التي ابتعدت على شريعة الله وانغمست في الشهوات والمحارم أهانت المرأة في حقبة من الزمن.

 

وفي تونس وقبل 08 مارس 1977 بـ21 سنة أقدم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وقام بمغامرة كبرى وأعاد كرامة المرأة وحقوقها المسلوبة وأدمجها في المجتمع باعتبارها كانت النصف المشلول ردحا من الزمن. وكانت نظرة الزعيم سامية ونبيلة وصادقة وراقية وهو الذي يعرف ما عانته والدته المرحومة فطومة بورقيبة رحمها الله.

 

13 أوت 1956 كان منعرجا حاسما

 

إن يوم 13 أوت 1956 كان يوما حاسما في تاريخ البلاد وليس كما يقول بعض الناس وحتى النسوة اليوم أن بورقيبة تأثر بدعوة طاهر الحداد رحمه الله أو أخذ بفكرته.. كلا وألف كلا.. أن بورقيبة رفض نداء الحداد عام 1933 لأنه يسب في خندق الاستعمار الفرنسي الذي يريد في ذلك التاريخ مسخ الهوية والشخصية التونسية العربية الإسلامية في زمن الاستعمار الفرنسي ومحاولاته المعروفة.

 

ومع الأسف الشديد صباح يوم 08 مارس 2006 فتحنا الإذاعة التونسية على الساعة السابعة صباحا فاستمعنا طيلة ربع ساعة تقريبا للتعليق على الاحتفالات العالمية بعيد المرأة والمكاسب التي تحصلت عليها المرأة التونسية الحقوق التي اكتسبتها.

 

ولكن طيلة ربع الساعة تقريبا لم نسمع كلمة واحدة من باب الأخلاق والتاريخ تذكر أو تشير إلى المغامرة الكبرى التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة 1956 بعد حوالي 5 أشهر على الاستقلال في ظرف دقيق للغاية وخاصة العقليات مازالت بعيدة على هضم هذا الإجراء السياسي الهام والتحدي السياسي ولا نرد أن ندخل في التفاصيل

 

ولكن تعتبر تونس أول دولة عربية وإسلامية أقدمت على إصدار مجلة الأحوال الشخصية طبقا لاجتهادات علمية واستنادا للنص القرآني والآية الواردة في سورة النساء: « فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا » صدق الله العظيم.

 

قلت الإذاعة التي أسسها بورقيبة عام 1956 واهتم بها.. يحبها ويتابع أخبارها وبرامجها وحصصها ويعمل بها في كثير من الأحيان.. هذه الإذاعة اليوم أصمتت وأبكمت وتجاهلت ذكر إسم الزعيم المؤسس.. حتى من باب والوفاء والأخلاق..

 

وطيلة ربع ساعة كاملة وردت كلمة واحدة صدرت مجلة الأحوال الشخصية في عام 1956 ولكن جاء التغيير …. وبدون تعليق

 

وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. لا أستطيع مزيد الحديث في هذا الموضوع وأقول إن هذا التجاهل لا يخدم مصلحة البلاد.

 

قناة « حنبعل »..

 

أما التعقيب على الحوار التلفزي بقناة « حنبعل » بتونس مساء يوم 7 مارس 2006 -إعادة- بحضور 3 أشخاص (رجلين وامرأة).. لا أريد الخوض في موضوع الحوار والأسلوب والدروس وحتى الشتم من أحدهم لفترة 35 أو 40 سنة يقصد عهد الزعيم الحبيب بورقيبة « ثقافة الحزب الواحد »… وغير ذلك

 

أعتقد أن هذا يتطلب مقالا طويلا توضيحا وتفصيلا وشرحا يأتي إن شاء الله في وقته… إن شاء الله. قال الله تعالى: « وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين » صدق الله العظيم.

 

ويأتي هذا الكلام عشية الإعداد للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال 20 مارس 1956 .. الاستقلال الذي صنعه الزعيم بورقيبة ورفاقه والوطنيين الأحرار..

 

ولست أدري هل ولد وقتها صاحب النقد وفارس اليوم… سامحه الله. ولست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها بهذا الأسلوب وتجاهل « مشاعر حوالى سبعة ملايين أو أكثر عاشروا الزعيم ويحترمونه » كما قال الصحفي سعيد الخزامي مشكورا. ونسي صاحبنا أن الزعيم هو الرمز الخالد على الدوام

 

أما في خصوص الحوار التلفزي فكان من الأجدر والأنفع حضور ومشاركة نسور من أجناس وألوان سياسية أخرى وكذلك صقور الحزب الدستوري القدامى أمثال الأستاذ الباجي قائد السبسي ـ وعبد المجيد شاكر ـ ومحمد الناصر ـ ومحمد المصمودي- ومحمد الصياح ـ والحبيب بولعراس..

 

يكفي ذكر هؤلاء على المستوى الوطني أما المستوى الجهوي والمحلي في القائمة تطول لصقور حزب التحرير والبناء الذي تهكم عليه صاحبنا.. ابن الأمس « ولد البارح ».. ولا يخفى عليه أن بعض المناضلين قضوا في الزنزانات نصف عمره وبدون تعليق

 

وحتى يكون الحوار مفيدا كان من المفروض حضور الرأي الآخر حتى لا يكون حوار الطير « يغني وجناحاه يردان عليه ».. ويرددان كلامه بالتأييد والثناء والدعم.

 

ليس هذا أسلوب الحوار وليس منبرا سياسيا.. وإذا كان هذا المقصود فهناك خطباء أجدر وأقدر نضاليا وتاريخيا ووطنيا وأخلاقيا وسلوكيا وحتى نظافة شاملة.

 

وبعضهم في مستويات جهوية ومحلية لا يملكون دراجة نارية أو عادية.. يغدون ويريحون على متن الرتل.. وبعضهم غير قادر على الجلوس في مقهى سعر فنجان القهوة يفوق خمسة دنانير يؤمها الشباب أما المناضلون فيجلسون في مقاهى عادية سعر القهوة لا يتجاوز 700 مليم في أحسن الظروف وهم غير قادرون على السفر دوما إلى الخارج..

 

إذا هناك فرق كبير بين هذا وذاك.. بين من يدافع بالروح والوطنية الصادقة والانتماء طيلة نصف قرن وسنتين بالتحديد وبين من يتحدث بلغة مقاصدها لا تخفى على أحد

 

أما التاريخ النضالي لا أريد الخوض فيه اليوم و »كبار الحومة » يعرفون جيدا التاريخ. قال الله تعالى: « ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى » صدق الله العظيم.

 

كفى نصيحة لابني -وهو فعلا في سن ابني الرابع- وكفى ابني من الإساءة إلى زعيمنا الذي كما قال رئيسنا زين العابدين بن علي في بيان السابع من نوفمبر 1987 : « أحببناه وقدرناه وعملنا السنين الطويلة في حكومته وجيشه الوطني« ..

 

وكان من الأجدر عشية الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال الوطني أن نعدد خصال هذا الرمز الخالد الذي قال فيه السيد ديلانوي رئيس بلدية باريس يوم 6 أفريل 2004 -عند تدشين الساحة الكبرى بباريس التي تحمل ذكرى الزعيم الراحل- قال رئيس بلدية باريس « أن الرئيس الحبيب بورقيبة هو أب الاستقلال وصانع مجد تونس وتاريخها المعاصر« …

 

أذكرك أيها الابن الابتعاد وتجنب كل ما يخدش تاريخ زعيم الوطن وآلاف من المناضلين الذين عملوا معه طيلة 35 سنة بصدق وإخلاص.

 

وأذكركم حتى لا أنسى أني قلت يوم 29 جويلية 1996 في اللجنة السياسية أمام السيد محمد جغام عضو الديوان السياسي ووزير الداخلية آنذاك -ردا على تدخل عضو في قيادة التجمع محامي نعت عهد بورقيبة بالعهد البائد- عقبت عليه بأن « العهد البائد هو عهد الاستعمار والبايات ما عدى المرحوم محمد المنصف باي« .

 

وأردفت قائلا « أنه من كان وفيا للزعيم الحبيب بورقيبة فسيكون حتما غدا وفيا للرئيس بن علي، ومن تنكر لبورقيبة فسيتنكر غدا قطعا لبن علي وهذه سنة الله في مخلوقاته« …

 

أرجوك مستقبلا احترام مشاعر سبعة ملايين من التونسيين نصفهم من الشيوخ والعجائز ونصفهم الآخر من الكهول والشبان لا يحبذون إساءتكم.. وهذا يدخل في نطاق العقوق للوالدين..

 

وبورقيبة هو الأب الروحي لهذا الشعب العظيم الذي أنجب فرحات حشاد الشهيد الوطني.. وأنجب الشهيد الهادي شاكر.. وأنجب الزعيم الكبير الهادي نويرة.. والزعيم الصامت الباهي الأدغم.. والزعيم الشاب الطيب المهيري.. والزعيم المتواضع المنجي سليم.. رحمهم الله..

 

هؤلاء الثلة لا يرضون وهم أموات أن تذكر زعيمهم بسوء وأنت صغير السن لم تذق يوما واحدا من الحرمان والسجون..

 

يكفي هذا الكلام وأن عدتم عدنا لتوضيح أسرار أخرى لا يعرفها إلا زملاؤكم في الدراسة العليا.

 

قالى تعالى: « فأما الزبد فيذهب جُفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض » صدق الله العظيم.

 

محمد العروسي الهاني، مناضل دستوري – تونس


حتى  لا يسقط  الحد  الادنى

 

شهدت البلاد حركية سياسية كبيرة منذ اواسط شهر اكتوبر الماضي كان من ابرز سماتها اضراب الجوع الذي شنه مناضلون سياسيون وحقوقيون بعضهم منتطم في احزاب والبعض الاخر ينشط في اطر المجتمع المدني. وقد كنا في الصفوف الامامية من المساندين لاضراب الجوع  مساهمين في كسر الطوق الاعلامي محليا وجهويا والوقوف مع المضربين ودعمهم وزيارتهم مباشرة في مقر الاضراب للتعبير عن مساندتنا لمطالب نعتبرها من صميم معركتنا في سبيل تغيير واقع الحريات والاعلام وحرية التنظم وخصوصا العفو التشريعي العام الذي رفعته القوى التقدمية واليسار خصوصا منذ عشرات السنين لرد الاعتبار لقوافل المناضلين الذين حوكموا وسجنوا وحرموا من الحياة الكريمة منذ الستينات. ورغم احترازنا السياسي على تشريك بعض العناصر المحسوبة على التيارات السلفية في اضراب الجوع الا ان ذلك لم يمنع مساندتنا المطلقة للحركة الاحتجاجية الرائدة شاننا شان كل قوى اليسار التي رفضت المشاركة لكنها ساندت التحرك بشكل من الاشكال. لكنه وبداية من نهاية الاضراب اواسط نوفمبر بدات تلوح ارهاصات ودلائل تشير الى ان مشاركة السلفيين بشكل مقنع في اضراب الجوع اخذت تتطور لتصبح ما يشبه الشراكة السياسية بين الاحزاب السياسية التي شاركت في الاضراب وحركة النهضة السلفية من خلال الهيئة الوطنية التي تشكلت باسم 18 اكتوبر واعلنت عن نفسها كمولود جديد يهيكل الطاقات التي تجمعت حول المضربين. كما اعلن في فرنسا عن تكوين  لجنة تنسيق تمثلت فيها الاحزاب المتحالفة وفي مقدمتها حركة النهضة السلفية. وهنا يهمنا ان نوضح ما يلي.. 1.ان قوى اليسار التي تتصارع مع السلطة من اجل بناء مجتمع ديمقراطي لا يمكن ان تقبل بالشراكة مع فصيل سياسي نختلف معه سياسيا وايديولوجيا وحضاريا.فمشروع النهضة والسلفيين معادي لتطلعات شعبنا في الرقي والتقدم وبناء الديمقراطية.ولا يمكن لنا تصور حزب يؤمن بالدولة الدينية واقامة الحدود ودونية المراة والخلافة الراشدة يناضل يوما ما من اجل علوية الدستور او القانون او المساواة الكاملة بين الرجل والمراة.   2.ان الارث الفكري والسياسي الذي يمثل الرصيد الاساسي لقوى اليسار والذي جعلها دوما ومنذ اجيال الستينات في مواجهة مفتوحة مع الاستبداد والحكم الفردي هذا الارث لا يمكن ان يكون في خدمة مشاريع السلفيين المرتبطة عضويا بمشاريع الامبريالية الامريكية.وقد لا يمر  وقت طويل لنقف على تركيبة استعمارية  جديدة تجعل من حليفي امريكا= سلطة واخوان= شريكين لضمان مصالح الغرب الامبريالي.ومثال مصر امامنا. ان صراعنا ضد الاستبداد لا معنى له اطلاقا اذا لم يكن مقرونا في الزمان والمكان بصراعنا ضد الظلامية وضد الامبريالية واطماعها في بلادنا .ولا اطيل حين اقول ان السلفيين انفسهم لم يقبلوا بالعمل المشترك مع اطياف اليسار الا للخروج  للعلن وللشارع مجددا  تحت يافطات ديمقراطية وفي محلات بعض الاحزاب العلنية التي كانت منذ سنين تتودد للنهضة وذلك في اطار الاجندة الغربية  الاستعمارية التي تحاول لملمة اصدقاء الغرب وضمان قبولهم بلعبة امريكا الجديدة والتى سمتها رايس الشريرة الفوضى الايجابية…هل ننخرط كيسار في لعبة قذرة تلعبها قوة قذرة بوسائل  قذرة من اجل اهداف قذرة…هل يجوز التخلى على الثوابت باسم البراغماتيسم التى تسمى ماركسيا الانتهازية. هل نتحالف مع الكوليرا لضرب السرطان..باسم فن التناقض.. هل نقبل بالدخول تحت جبة الرهبان هروبا من  قمع السجان …هل نضع ايدينا في ايدي الذين يجهزون حربهم ضد اليسار واللائكية والمراة.. ان تحالف حزب الشابي والمرزوقي مع النهضة لا يشكل مفاجئة لاي كان.. فالمرزوقي يافطة بيضاء كتب عليها شيخ السلفيين ما اراد منذ مدة..اما الشابي فانقلاباته على اليسار اصبحت مسرحية تعاد باستمرار..وقد خرج الشابي من هذا اليسار مرارا ولكن بعض الرفاق ما زالوا يحاولون …حتى بعد سفرته الميمونة للجزيرة العربية… ماذا يفعل الشيوعيون داخل بيت النحل …واين حدكم الادنى…هل اصبحت حرية اللباس فصلا في الحد الادنى..ما معنى فصل الفضاء الديني عن الفضاء السياسي..ما وراء هذه الجمل الجديدة..ومن اين جئنا بها..هل نسينا ان مجلة الاحوال الشخصية التي تمثل عند السلفيين خروجا عن الدين ومروقا عن الاسلام وسفورا فاضحا للمراة    نراها نحن من جهة اليسار  مجلة لا بد ان تتطور اكثر وتعطي للمراة حريتها الكاملة وتعطي للرجل مساواته الكاملة مع المراة…كيف نلبس جبة واحدة . والى اين نسير معا وماذا ننسق  وماذا نؤسس وماذا نهيكل معا….ان مشاريعنا  متقاطعة  بمعنى متضاربة ومتناقضة ..وحتى لو كان لكل منا  خصومته مع السلطة فهذا لا يعني بالضرورة ان نتفق..فالسلفيين ليسوا في مجال تحالفاتنا لانهم في صفوف  الاعداء..فالاستعمار والسلطة والاخوان في خندق مناهض لمصالح الشعب..ولا سبيل للتقدم والنهوض الا بنزع الاوهام حول السلفيين واتباعهم والقطع مع  وهم تاهيل الغنوشي وزمرته وكسب معركة بناء اليسار الوطني التقدمي لان المعركة   من اجل بديل ديمقراطي ومن اجل  الحريات السياسية تحتم علينا تجميع شتات القوى الوطنية والتقدمية في جبهة سياسية وتناسي الخلافات الثانوية  وتعبئة طاقات اليسار الديمقراطي والنقابي والحقوقي من اجل بناء قطب قوي ومتماسك وموحد قادر على قيادة الحركة الديمقراطية وقادر على مواجهة اعداء  الديمقراطية الحقيقية.   مناضلون يساريون.  جبنيانة  جانفي 2006

الحمد لله

شكرا للسيد الرئيس

الطيب السماتي.   اهنئ حزب الخضر للتقدم بمناسبة حصوله على التاشيرة القانونية  و اعتبر هذه الخطوة التي جاءت مباشرة بعيد الافراج على عدد هام من المساجين، تعزيزا للمسار الديمقراطي و التعددي الذي اختاره السيد الرئيس زين العابدين بن علي.   فشكرا للسيد الرئيس على ثباته في المضي قدما في نهج الاصلاح التدريجي و رفض نهج الاصلاح المرتجل و المتسرع و اؤكد اني اصبحت من اتباعه و مسانديه و مساعديه و المدافعين عن افكاره و ارائه من اجل غد افضل لتونس.   اتخذت قراري هذا بعد 5 سنوات من نشاط سياسي معارض متطرف متشنج، يساري، غير متطابق مع النصوص التشريعية الوطنية و معاكس تماما لشريعتنا الاسلامية الامرة و الفارضة للوسطية و الاعتدال و معالجة الامور بالهدوء و الصواب و الحكمة.   5 سنين قضيتها  منبوذا من طرف معارضة سياسية يسارية شعارها »اقصاء الاخر ».كلما حاولت الاقتراب منها الا و رفضتني، و نعتتني ب « النازي » و رفضت دائما ادراج اسمي و اسم حزبي على قوائم المتعاطفين معها. لم يعاملني النظام السياسي بهذه المعاملة رغم ما كتبت فيه و في السيد الرئيس شخصيا.   اليوم اعتذر لسيادة الرئيس زين العابدين بن على شديد الاعتذار، و اعده بان اكون له سندا و اغير لهجة خطابي السياسي و اسم حزبي. كما اعلن ان نشاطي السياسي المعارض يصبح من داخل المجموعة الوطنية وفاءا للوطن.   الطيب السماتي تونس في 5 مارس 2006

 


 

القلم يتجاوز السلاح النووي(2)

 

حسين المحمدي تونس

 

تذكير جديد للرئيس بوش

.في باكستان ورغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها مشرف لكم خلال الحرب الدائرة هناك منذ سقوط طالبان والى غاية اليوم(1)كذلك موقع باكستان في الاستراتيجية الأمريكية تحديدا(2)فإنكم طلبتم من الرجل في خطابكم (وهو أمر جميل جدا)أن تكون انتخابات باكستان لسنة2007حرة نزيهة.

.في تونس لا مقارنة بتاتا بين انتخاباتنا وانتخابات باكستان الحالية والتي لم تعجبكم؟وهذا منذ سنوات ووضع كل شيء أمامكم ولكن حمايةلا مثيل لهاللنظام؟يعني كل حالم بالحرية سيكون بالضرورة يوما ما بنلادن جديد؟

.انتخابات من أتعس ما يكون دوليا وفساد وإرهاب وبعلم الجميع دوليا.والرجل وفريقه يمرحان ويسرحان ويدمّران ما يعترض طريقهم والحرة هناك تنقل تقارير ومراسلات كاذبة وكلها ولي ما يثبت ذلك مجالا ومكانا.ومع ذلك رضوخ للنظام؟بل قول من هذا اليهودي التونسي وفي واشنطن بالذات بان الرجل في تونس يعمل للسلام؟وعند المقارعة بالحجة يهرب هذا وذاك…إنها معركة طويلة سيتعرى معهاللناخب الإسرائيلي والفلسطيني الكثير من أسباب الموت في إسرائيل وفي فلسطين ومن يعيش بسيلان الدم؟

.الحرة تتحدث عن مصر؟وضجيج لاغيروفي الجوهرحماية لمبارك؟عن السعودية تنحية للملامة واستبلاها لنا.وتونس حتى من باب الاستغفال لم تتح لنا الفرصة؟سأعود خلال المقال اللاّحق…

.الكونغرس الأمريكي مطالب بالوقوف عندالأمر.وبالمثل الرئيس بوش.افتحوالناالباب ولنالا تعني شخصي بل كل شخص ليبرالي مقموع وأرجو أن يكون ذلك بحضورالحاكم.نريدالحديث عن حكاية الإرهاب في أصلها.عن التشغيل والتعليم في جميع مراحله والفساد والثراء الرهيب السريع والفاحش عن الأمن والأحزاب.عن أسباب الإرهاب ومشاريعنالمحاربة ذلك ….هذا ورد في خطبكم سيادة الرئيس.الحرة في أفضل الحالات تأتي لمحاورة رجال الحكم في أحزاب المعارضة؟

الإعلام الحر والهادف له قنوات أخرى لاستجاب الأفكار والأهداف والأشخاص…يعني القول للأمريكي بان هناك حرية في مصر؟وان هناك تقدما؟…وهكذا مراكز الدراسات…دعوات لذهنيات صنعها الحاكم واستكانت له…

.في تونس الحاكم رهيب ويرهب ويدمرحيث مامر.إذاأردتم تغييراعربيانطلب منكم وجهرا..

.فتح الإعلام وبحضورالحاكم ومساعدتنامالياوجهرالان الأمم المتحدة مصيبة فعي انعكاس لحاكم فاسدوتزويروحديث عن دول.لا نريددبابة.ولا نريدكمايقال تنصيب هذا وذاك.بل نريداعلاما حرّا ومالا.لان الدكتاتورلا يترك مجالا للمال.ولا توجد سيادات.الحاكم العربي جاء بانقلاب وظل بالتزوير.هذافقط يحسّن من صورةأمريكاويوفرإلى ملاين السنوات الحرية للأمريكي والأمريكيةلا في أمريكا فحسب بل حيث انتقلوا. .دون هذا مضيعة للوقت.

.الحرّة ولدت في  أمريكا في 2004.ويموّلها الكونغرس.ويسهر على رعايتها واحترامها للميثاق والسياسات المرسومة ذات الكونغرس؟(عفوا البارحة حضر مديرها مع القاسم؟والقاسم يضع

أمريكا في الركن وبعيون مفتوحة؟سبحانك رب العالمين؟هل أمريكا على استعداد لتقبل هذا وغيره؟دون الحريةوالديمقراطيةعربيا؟وبن لادن وغيره من لن يترك لهم مجالات للاستقطاب؟القاسم وقطر والجزيرة؟مبارك؟فريقنا في تونس؟عجيب…)

.ذات الكونغرس هو من يرعى السياسات الإعلامية والإخبارية من حيث الضوابط القانونية والمهنية والأخلاقية وما ينسجم مع خيارات الأمريكي والأمريكية من جهة والحرية والإبداع من جهة أخرى.

.الحرة لا تختلف في شيء عن القنوات العربية الحكومية.وهو ما يعني خدمة لهذا النظام وذاك.

وكان من نتائج هذا إضرارا مثيل له بالحرية والتغيير عربيا.كان من المفروض أن تكون الحرة

مثل القنوات الأمريكية الحرة اعتبارا وأنها جاءت في فيفري2004للحديث عن الفساد والإفساد والقهر والتسلط والتزوير والدكتاتورية وتمكين المجتمعات المدنية من فضاء يعرف بها.إلاّ أنها

صارت أداة لحماية دكتاتورية مبارك وبن علي والسعودية وغيرها…

.تنويه إلى التونسيين والتونسيات وكل من فيه ذرة الحرية عبرالجغرافيا

منذ21فيفري 2006 نقدم فكرةعملية مع كل كتابة يكون من خلالهاالتحرك الفعلي تحقيقاللحرية

 والتداول السلمي المدني على السلطة في تونس من جهة وحدا فاصلا بين عناصر منتشرة تحديدا في فرنسا منذ عهود تعمل بأجندة جهوية مفلسة ولصالح سيطرة الفكر الجهوي والتعاسة والفساد على تونس لعقود جديدة..إلى جانب حمايات غربية وكتابات كاذبة….

الفكرة5

…توجيه مراسلة الكترونية قصيرة إلى ما أمكن من العائلات التونسية بهدف التعرف على منخرطي أحزاب الحضن..وتجميع بلاغاتها ما أمكن ذلك وإرسالها إلى من يراهن عليها محاربة لإرهاب؟وبالمثل أملاك وممتلكات رجال الحزب الحاكم مع توليهم المسئولية…ونبذة عن حزب الخضر وعدد منخرطية وهيئته التأسيسية؟وسيقال لنا غدا هناك خطوات في تونس و….نفس البلاغات تتكرر ومطلوب منا اعتبار ذلك منحة ومزية من الفساد والقهر…مع كل تنفيسة وقطرة قطرة بلاغات وترحيب…من هنا خرج بن لادن ….

الفكرة6

توجيه مراسلة الكترونية قصيرة إلى كل محامي ومحامية بمناسبة انتخابات جمعية المحامين الشبان تقول لهم

كيف حالكم ماديا؟وحال رجال السلطة؟وحال التعامل معكم عبر منح الإعداد للحياة المهنية؟وحال المؤسسات الخاصة والعامة؟المحامي ذكي وهو من يجلب الحق للغير كيف هو؟وأين عبو؟هل انتم مع المباركة والمبايعة والبرقيات ؟أم مع إعطاء المثل لغيركم من الهياكل؟

الحرية قلم وعقل وسلوك…وهؤلاء من أعداء الفساد والدكتاتوريات

القلم للحرية؟أم عليها؟الدكتاتوريات والفضائيات والحياة والشرق الأوسط و…العراق أفضل تعبير

عن الذهنيةالعربيةالحاكمةواحزابهاواعلامهاوخبثها..منذ11سبتمبر(لننسى الماضي)انبرى الكل

مدافعاعن نقيض ماكان يسوّق.تحالفات حينيةتمريرالخطرما؟خطرالحرية؟وإذاكانت الحريةعنوان الحاضروالمستقبل ولزمن طويل؟الكتابةأرشيف وتوثيق وبالمثل جميع وسائل الإعلام الأخرى. وهناك مكاتب دراسات عبرالعالم.وهناك قوقل يرصدالكتابات عبرالفضاءات الالكترونية يعني عبرتجميع وتبويب وقراءة ماكتب ويكتب يمكنناالوقوف عند…

.أصدقاء الحرية قبل وبعد11سبتمبروسلوكياتهم الفعليةعبركل الوسائل الموصلة للتعرف على السلوك الخارجي والمنطوق…

.سلوك الفضائيات العربيةالتي جاءت أصلا لتفكيك الحاكم الفاسد؟ولتعليمنا الحوار وبدائيات المحاورة؟والمدنية؟وسماع الواحد للآخر؟

.هذه الفضائيات رجالها من الفساد والبطالة والقهر والبطش وغياب الحرية هربوا..؟

.الكتب التي صدرت منذ11سبتمبرتقريبا جلها(اعرف هنا من موّل اغلب الكتب؟ومن تطوّع بالنشر؟ومدى مشاركة هذه المخابرات العربية وتلك؟وكلها كانت ضد الحرية والتغيير وليس كما يروّج ضدّ بوش؟إذا كان بوش مخطأ فعبر الحرية وطرد الفاسد نقول له نحن هنا وليس عبر جعل العروبة والإسلام مرادفين للعطش المالي والأخلاقي والتخلّف؟لدينا العروبة والإسلام على غرار بقية الأجناس والأديان علم ونور وعدل وإيمان رفيع بإنسانية الإنسان.وان العالم والإنسان الفرد اكبر من أن يحصروا الوجود أصلا للجهاد ومحاربة الكفارو…)

.كل الندوات التي عقدت وتعقد مضيعة للوقت وضحك على ذقون البشر.من صنع الإرهاب لا يمكنه محاربته.الإرهاب تحاربه الحرية عبر فضائيات جديدة وأنظمة جديدة وأحزابا جديدة

حاكمة ومعارضة.

.وهنا أقول لمكاتب الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وللحزبين الجمهوري والديمقراطي

ولفريدم هاوس….الجاليةالتونسية أمامكم وهناك يمكن أن يكون سبراحراللآراء…اطرحواالاسئلة التالية….

1-ماذا يمثل لك الحزب الحاكم في تونس؟(هنا ستندهشون من مضامين الإجابات من العامل إلى الدكتور.وستفهمون بها من هو النظام في تونس سنة2006؟وسيخجل كل من يحميه؟)

2-ماهوعددأحزاب المعارضة؟واذا وجدتم واحد على مليون يعرف الرقم انسحب من السياسة؟

3-هل تنخرط في حزب معارض؟وانتظرواالإجابات وهي عفوية وصادقة.

وهكذا تقريبا عبر جل الجاليات العربية.وهذا سنة2006وحديث عن تحالف هذا وذاك مع واشنطن في حربها على الإرهاب؟التحالف لا يمكن أن يكون أساسه امنيا معلوماتيا مخابراتيا فقط.السبب

هنا واضح وبسيط.هذا المخبر..وزيرالداخلية.. الجنرالات الأمنية هم أنفسهم تورطوا في صناعات هذه النماذج.بل ترقياتهم نالوهاعبر هذه الصناعات.وأنظمة استلمت الحكم عبر هذه الصناعات.

.من الغباء أن يتصوّر أي عاقل أن الجنرالات العرب من رجال الأمن معنيون في جدية بالانخراط الحقيقي في الحرب على الإرهاب.ولا يمكن هنا بتاتا التضخيم في التعامل التقني العادي بين دولة

وأخرى في مجال تبادل المعلومات.فهذه تحدث بين عائلة وأخرى.وهي من البديهيات بين الدول..

.واكبر دليل على فشل وعدم جدية التعامل الاستخباراتي بجدية وحماس وايمان بخطورة الارهاب

الوضع السائد في العراق اليوم.وتحديدا منذ ذهبت إليه الجامعة العربية؟لنقارن بين الوضع في السابق-قبل ديسمبر واليوم؟هل ذهب عراقي وجاء آخر؟).وسنرى لاحقا…

.الجامعةالعربيةواعني هناالدكتاتوريات العربيةهي من سيمزق العراق عبرالسنة مقابل الشيعة

والعكس صحيح.الأكراد وصفوا ويوصفون باقذر النعوت.بل الدم يسيل بسرعة مع محاكمة صدام

أليس في هذا إجراما من الحاكم العربي؟أليس هذااشتراكامع إيران في تدمير تجربة للحرية؟

هناك اليوم(دعنا من الخطاب)التقاء مصالح بين إيران والعرب وليس العكس.التقاء على حساب

الحرية والإنسان العربي والإيراني.وأقول لأمريكا مرة أخرى لا تنخدعي بكلام الفاسد العربي..

إيران متعاطفة معها الشعوب العربية من منطلق بسيط….هو أن حاكمها افسدمن الفساد…

وإيران قلت وأعيدها ليس بنيتها الذهاب بعيدا…بل تكتيك داخلي منعا للفكر الإصلاحي من جهة

وحماية للفساد عربيا من جهة أخرى.وفعلا ربحت إيران هنا.ولكن الحرية بعكس ما يتصور نجادي والحاكم العربي اللعين وغيره في لبنان وسوريا وتونس ومصر والسعودية وقطرو…

ليست مرتبطة ببوش.ولن يتوقف وجهها.

وهن يمكنني تقديم أمثلة بسيطة على لؤم الحاكم العربي.تحت الطاولة تعامل مع إسرائيل وإعلاميا التهييج عليها من ذات الحاكم وحتى ضمن المناهج؟الحاكم يخافه الكل والمعارضة صنيعته..

ممن يخاف؟خذو خطاب الظواهري ليوم السبت الماضي وقارنوه مع ما قيل عربيا ويقال وما كتب ويكتب…نفس المفردات والكلمات والغايات مع لعن بن لادن فقط.

خطاب لبن لادن أوالظواهري في كل مرة يشتد فيهاالحديث عن التغييروتتضمن الخطب الدعوة

إلى تغييرالأنظمة حتى تعمل أمريكابالعكس؟تغييرالأنظمة باتجاه الحرية هو من سيجعل أي خطاب لبن لادن ولغيره دون معنى ولا تراه الجزيرةحدثاولا يقال عبره للأمريكي انك في خطر…

الخطرهو انه بعد 4سنوات بعد أن كان فريق تونس ومصر والسعودية يتوددون للبقاء في الحكم

صاروا اليوم يتحدون؟والحرة في حمايتهم وغيرها من الشهادات في حسن السلوك وأمامنا نحن؟

الإرهاب يسمع صوته حيث الفساد وغياب التداول على الحكم.وهذا هو الحال عربيا.إذن جوهريا

سيسمع الخطاب ولن يكون لا بمقدورحماس ولا غيرها التقدم على نهج أية خطوة جريئة؟

 أمريكا تحارب الارهاب برجال الارهاب؟شيراك يدعم رجال الارهاب.ويتحدث عن الحرية والنووي الإيراني؟هنا يقول للأجيال الجديدة بان يكونوا مشاريع متطرفين؟

.أمريكاوالحالةالعراقيةاليوم…نحن في تونس قلناونقول عبركتاباتناهذاهوالفساد العربي..أمريكا…

عليهاأن تقول…نحن في العراق…هناك إيران وسورياوالكويت والأردن والسعودية وتركيا…

كيف تصرفوا؟من يقف من العرب وراء هؤلاء؟مالجديد في 2006؟وفي نظري هذه الأسئلة وغيرهاستكون المحددالأساسي لنظرةجديدةللحليف والصديق ونوعية قيام ذلك على أساس الحرية؟

.الدكتاتوريات العربيةأغلقت كل الأبواب أمام أمريكا.ورضخت هذه الأخيرة لها.على سبيل المثال عبرالجزيرة والعربية والحرة وغيرها….إما ترويج لدعايات مفضوحة تزيد من كره رجال الحرية لأمريكا ونشوة الدكتاتوريات بذلك.وإما تنظيروبالوضوح للفساد والكذب وبعيون مفتوحة.ودعوات لهذاالمسئول الأمريكي وذاك وبهذلته؟ويعود من جديد؟

.الجلبي دمر وقبلها سعدالدين ابراهيم ونورو….من ذات الحليف الاستراتيجي…الدعوات التي تجريهاالحريةالممولة من مال الأمريكي والأمريكية وباستثناء سلامة نعمات(هو نفسه لم يعد هناك؟)فانها كلها تضر بالحرية وبأمريكا وليس ببوش فقط.ما تفعله منذ يوم الاثنين الماضي في مصرمهزلة جديدة هدفها تنظيف مبارك وطمس تزويره ووضع العيب في غيره؟المشرف على

الحوار شاب مصري مدرك للممكن والمتاح والهدف من وراء هكذا ندوات وحوارات؟

.الحرة كان يمكن أن تكون على نوعية الفضاءات الأمريكية-س-أن-أن-فوكس نيوز-…لا على شاكلة الفضائيات العربية والرسمية…يقول مثلنا العربي …عشاؤه يكون من مشترياته…كل التقارير المحلية والدولية قالت بعدم شرعية وجود مبارك والمؤسسات اعتبارا وان الانتخابات باطلة ومنعدمة…ولكن المنعدم هو من يمنح التحرك والوجود والوطنية وترضخ لها الرجال..

من لا يرضخ إرهابيا ويسجن لعشرات السنوات وتبارك هذا الديمقراطيات؟

قيادات المعارضة في الخارج رهائن مع اختلاف المكان

أنظمة تونس ومصر و…يحميها الغرب…مناضلوناهناك محاصرون مثلنا…لا حرية من هناك

ولا يوجد فرقا بين اليمين والوسط واليسار وقمت بالتجربة ولي الدليل…اليهود من التونسيين مساهمون إلى ابعدحدفي تعاستناوماسيناوسيلان الدم في إسرائيل وفي فلسطين…الأحزاب

هناك بالمثل ودون استثناء….لي ما يثبت هذا…تكتلنا وموت الخوف فينا ولدينا…كفيل بان تكون

تونس حرة… أي كتابة ومن أي شخص نفضحها وسط الناخب الإسرائيلي والغربي…لن يكتب

بعدها واحدا الكذب وربط تونس بالفريق الحاكم او مصر بمبارك…هذه هي المعركة الأصلية

الواجبة على كل حر ورجل جدي..وليست معارك هامشية وتنفيسات من النظام تلهينا عن الجوهر

معركة الحرية لن تربح عربيا إلا إذا نجحنا في إقناع الناخب الغربي والإسرائيلي بخطورة

الدكتاتوريات وان الفساد أب الإرهاب عربيا…من هنا مرت وتمر كتاباتي حول أمريكا واليهود.

ومن هنا نربح المعركة…الجزيرة والأحزاب العربية اللقيطة خارج التاريخ…وهذه معركة

المستقلين عن الحاكم والفساد والعطش في كل أنواعه وعن الأحزاب…يعني معركة يحمل وزرها كل مواطن حيثما كان.ولا تلكفه جهدا ولا تحرجه مع عيون المخابرات العربية والرجال الغربيين الذين وصل إليهم العطش المالي بدورهم…منذ11سبتمبر مرت اليوم حوالي 5سنوات وباستثناء سقوط صدام ماذا وقع؟وحديث عن إصلاح الأمم المتحدة بحكام من افسد ما يكون؟نعم.لي

مقال حول هذا الموضوع لوحده….أمس الحاكم صنعوا له ضحايا..اليوم لا يتغير لان القاعدة هناك؟القاعدة نتاجه.وبقاءه مكانه خير ما تريد القاعدة أن صدقنا الروايات…الإبقاء على فرق العجز هو القاعدة عينها.وإزالتها بالمكنسة إفقار وتفقير للقاعدة…وعلى الناخب الغربي أن يختار

من يفقر التربة العربية من التطرف ومن يجعلها خصبة لذلك..لم نعد من البلهاء…

.اليوم جل القيادات الإسلامية متواجدة في الخارج.وهذا الخارج هو من يحمي الحاكم الفاسد واللقيط؟هل فهمتم شيئا؟بل خلال حكم باسكوا اطرد الغنوشي من فرنسا؟ووضع غيره تحت الإقامة الجبرية؟ورأينا من هو باسكوا؟ولماذا يحاكم ابنه؟وأين يتواجد ولده اليوم المحكوم غيابيا في فرنسا؟

يعني لو بقي الغنوشي في تونس وأصر على التحرك الجدي لكان رحل إلى تونس؟أو لو يتحرك اليوم من الإسلاميين من هوفي فرنسا ويتحرك معه الشارع في الداخل سيصبح إرهابيا وسيحاكم طبق قانون الإرهاب؟

.هنا(في كتابي الجديد هناك الكثير)وجود القيادات الإسلامية في الخارج هو نفسه حيلة هدفها ترك

الحاكم الفاسد يحكم على هواه.بطريقةأخرى الرجال رهائن؟وعندما قلت قبل انعقاد قمة المعلومات

نذهب ونتسمر أمام السجون إلى غاية خروج آخر سجين سياسي أو نلتحق بهم.وعندما قلت ننصب خياما.كان هدفي التذكير الذكي بان المناضلين في الخارج رهائن.وان الجميع في فرنسا يكذب عليهم.كل فرنسا تريد بقاء العجز والفسادفي تونس.ونحن تونسيون هل هناك صديق واحد من رجال فرنسا غير مورط في الفساد والترهيب؟ذهب هذا وذاك واضربوا؟

.الإعلام ورجال الحرية من مهماتهم زمن الكوارث واختلاط الحابل بالنابل مثلما هو حال الأقلام اليوم والكتابات والكتب وردود الأفعال…..

صنعنا نصنع توجها جديدا للحرية

هناك قلم السلطان والمال والإرهاب والترويج لعلو دين على اخروالاستعداد الأبدي لجعل العالم

دينا واحدا.وهذا النهج قام ويقوم على الارهاب في كل مظاهره وتعبيراته والوانه ووسائله.

.هذا النهج تمكن لحد اليوم من أن يتعرّى بشكل بديع وهو يظن انه ربح المعركة وانه دفع الشر

وانه انتصر واقنع العالم أن العراق زمن الدكتاتورية الكل كان راكعا واليوم الحرية جلبت له الفوضى.

.هنا قلتها مرارا اكبر خطا ارتكبته إيران طردها الإصلاحيين والقدوم بنجادي لتكتمل حلقة

الانغلاق والتطرف عربيا وإيرانيا.هل نظام مصر وتونس وقطر؟من مرجعيات الحكم لنا

سيختلفون جوهريا مع إيران؟هذا ما لم يدركه بعد بوش؟وسيضر بمصالح أمريكا برمّتها.

.الدكتاتوريات لأنها تنطلق من نفسها ولا تخاطب إلا ذاتها وتعتبر الغير مثلها.تصرفت بغباء

رأيناه وهي رأته حكمة في إدارة أمورها مع بوش؟ووقع شيراك في ذات الخطأ الفضيع الأخلاقي والقيمي والتاريخي والذي سيكلفه غاليا خلال انتخابات2007مهما فعل.الأفكار لا يمكن محاصرتها

ولا يمكن تبرير الدفاع عن البطش بالمصالح الاقتصادية.

لو كنت لبنانيا لما سمحت مطلقا لفرنسا وهي على هذه الشاكلة أن تتدخل في ما يجب وما لا يكون

شيراك في السعودية الراعية والممسكة بالدكتاتوريات العربية؟للحديث حول مستقبل لبنان الذي

به حرية مقارنة بالسعودية؟هل نتعلم مماهوأحسن؟أم ممن يحاكم إصلاحيين لأنهم طالبوا بملكية دستورية.السعودية اليوم تحارب بنلادن؟والغرب خائف عليها من بن لادن.قلتها يوم6نوفمبر2003

وأعيدها اليوم سيخرج عشرات من بن لادن في نسخ أخرى..

الحرية تولد من وفي تعرية القمع….الشطر الأول…

هناك دوليا اليوم توجهان.واحد يدافع عنه الحاكم العربي وأحزابه وارو بيين على رأسهم شيراك دفاعا عن القمع والتخلف والترويج لنظرية أننا متخلفون وواجب حكمنا عبر العصا.وان الفساد أهون من الإسلام السياسي.

هذا التوجه جلب للعالم الدمار والقتل وانتشار الفكر الغيبي.وتعرى أكثر مع 11سبتمبر.

وهناك توجه جديد ناضلنا ونناضل تحقيقا له.وفعلا تمكنا عبر كتابات بسيطة إلى حد اليوم من تعرية رجال وأسلوب تعامل النهج الأول ونحن محاصرون ليلا ونهارا.يعني بنافذة صغيرة جدا

وبوليس يرهب ومال غائب منذ3سنواتفعلنا هذا لنهجنا وهو نهج سيتعزز مع المستقبل بشكل كبير لان الحياة أمل وإنسان وليست ختل.ومثلما قلت البارحة الحرية ستكون عنوان انتخابات فرنسا وأمريكا وأي انتخابات غربية.الحرية لها نهجها ورجالها.والفساد له ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء عرب.

الشطر الثاني من عمل النهج الجديد…هو نهج وليس انتماء لشخص

الفضائيات والصحف ومراكز الدراسات إذا لم يكن عملها للحرية فان خطورتها تتجاوز السلاح النووي.وقلت قلمنا اكبر من السلاح النووي.فإذا كانت دعواتها واخراجاتها من ذات بضاعة

الحاكم الفاسد فان الاستقلالية والموضوعية والأفكار الجديدة تنتهي.وبحلول هذه النتائج تصبح

خلايا حكومية لا غير.وحدث ويحدث هذا عندما يصبح هذا المركز وذاك تابعا في دعواته لهذا الصحفي البائس أوالصديق الغاطس في الفسادإلى أذنيه أواستشارةهذاالصحفي العامل في فضائية ما(مع العلم وان المستشار يبيع الوهم والكذب و…اخطر دور على أمريكا ولا أقول بوش وعلينا نحن رجال الحرية ما تقوم به الجزيرة والعربية وصحف متمركزة في الغرب…ومقابلة علنية تقول للعالم بهذا وتمسح خرابهم وتخريبهم.ولكن الحمد لله العالم لا يزال به رجال يموتون من اجل الحرية.والكذاب دغدغه واجلبه إلى حضيرة القلم وسترى كيف ينهار وهو يتصور الانتصار)

.هناك اليوم عربيا إطلاق سراح ضحايا ورهائن من أصحاب الرؤية الإسلامية للحكم.ولهم ذلك ومرة أخرى ..مبروك…ولكن هذا الفعل العادي نجاحه محكوم بتمكيننا من الفضاءات الإعلامية

وخاصة الفضائيات لنقول للعالم من نحن؟لماذا لا نرى العالم إسلاميا؟لماذا نهج جديد للحرية؟

الأخذ بما فعله مبارك في مصر خلال انتخاباته الأخيرة خطر على العالم.إما أنا وإما الإسلام السياسي؟

.نريد أن نخرج من هذه المسخرة العربية.وهنا اقترحت واقترح على الحرة والعربية والجزيرة

ومراكز الدراسات فسح المجال أمامنا.ليحضر دكتاتورا وإسلاميا وشخصي الكريم ونتحدث

وبعدها يكون هناك سبرا للآراء في تونس الداخل وعبر الجاليات…لا يوجد بشرا واحدا يحب البطش والفساد والقهر والتزوير.وتونس ليست الأمية التوجه كما يقول هذا وذاك ومن نتائج الحاكم

بن علي له في الحكم 18سنة وشهادات الدنيا تحصّل عليها وملايين فرص العمل؟

.الحريري (رحمه الله)في لبنان تبنّى عائلات محدودة جدا أمام الأرقام التي يكرها بنعلي وفريقه في كل مجالات الحياة وشهادات شيراك وغيره تغني عن كل تعليق.وصار الحريري ينجح عبر أصوات صحيحة.

في تونس منذ 7نوفمبر ما يزيد عن 5ملايين فرصة عمل؟أكثر من العدد الحقيقي للناخبين؟وقول

بوجود السلفية الجهادية والإسلام السياسي و…ماذا يعني هذا؟لنأخذ مثلا ولاية-محافظة بن عروس)تقع على بعد 7او8كلم من العاصمة وبها تقريبا كل أحزاب المعارضة واتحادا جهويا للشغل من أهم مكونات الاتحاد العام التونسي للشغل؟وجمعيات وهيئات وامن يتداخل معه الأمن المركزي….في كلمة منخرطي الحزب الحاكم(المعلن)وما يسنب للمعارضة وباقي الهيئات يصل إلى حوالي ضعف مايقدم لناعلى انه أرقاماانتخابية؟أين الخلل؟نظام مبني على التزوير ومعارضة غير موجودة ويتم الترويج لهذاغربيا..من هنا نبتت وتنبت كل أنواع التيارات…

العلة ليست في إطلاق سراح إسلاميين عسى أن يمتصوا بعض الشحنات؟ولا جعل الشباب يذهب إليها بعاتبارها أهون من غيرها…هذا القول يتناقض مع تحرير الصناعة والتجارة والخدمات وعدد المتخرجين سنويا من الجامعات والمعاهد والكليات..وملايين فرص الانتصاب للحساب الخاص..

هذا التحليل خطير إلى ابعد الحدود وهودليل إضافي لأمريكا ولشيراك على انهيار النظام العربي

وانه صار جثة هامدة.وان العلاج يبدأ من هنا.وان إطلاق سراح إسلاميين وربط ذلك بمحاربة

السلفيةوغيرها.هوتخريب إضافي للإسلاميين ودفع نحوتطرف اكبر.اللعبات الأمنية انتهت.

انتهت.

الليبرالية في تونس حقيقة وقوة فمن يطمسها؟ويحصرها في حزب تعب وكلّ من الجري وراء السلطة؟من حزب ليبرالي به رئيسه أو رئيسته ويتم التهليل له تضليلا للرأي العام الأمريكي نفسه؟

وتبييض وجه النظام؟

.اكبر حزب في تونس هو حزب المستقلين.وهنا التوجه الليبرالي متغلغل.والحاكم الفاسد ومعه

الغرب اليوم يمنع قيام حزبا ليبراليا حقيقيا.ويريدنا أن نتقاتل من جديد مع بعضنا.حزب للخضر؟

كم هو عدد المنخرطين والمساندين الذين امضوا على عريضة مساندة للحزب؟قد تخرج لاحقا

عريضة؟تذكرني بملفات الحضائر زمنا ما واليوم؟وسنرى مباركة لهذا الأمر واعتباره خطوة نحو الإصلاح.

.هذا الذهن هو من سيدمّر العالم.ورغم خطورة هذا وصعوبة الامرفاننا اخترنا التأسيس لنهج

يعيد للليبرالية حضورها وأخلاقها ومصداقيتها.والشوط الأهم قطع.بتعرية رجال الكذب والتزوير

وهناأقول لمراكز الدراسات دعنا من الكتابات والتحاليل…لتكن لقاءات بيننا جميعا ولنخرج للمواطن العادي في تونس مثلا…واذا فاز الحزب الحاكم أو كل أحزاب المعارضة الحالية باستثناء النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية ..عبر انتخابات حقيقية وتساوي الفرص أمام الجميع

أكون من المهزومين المقرين بالعجز والمسئولية.

بل اعطيك من اليوم نتائج 2009 أو عند إجراء أية انتخابات بالمكتب والقرية والمدينة والأسباب.

لا داعي من الضحك علينا.لعبة تحريك وإدارةوإطالة عمرالدكتاتوريات هي المنبت الأصلي للإرهاب.الإسلاميون نفسهم لا تحملوهم أكثر مما يحتملون.الحاكم فعل الكثير على جميع المستويات وخلق حواجز رهيبة ستكون عليهم وليس لصالحهم.ومن يريد الحرية يتوجه

إلى الرأس.ونهجنا منصب على دفع هذا التوجه واراهن على أن يتغير بالسرعة المطلوبة.

حسين المحمدي تونس

7مارس2006-

.منذ اوت2001وشخصي ممنوع من العمل والمال والعلاقات حتى يركع.كل رجال الغرب اخذواعلماولكن….حماية لا مثيل لها للعجز باسم الاستقرار والتوازن؟الفاسد نحميه.والحرية والحر تجلب الانهيار؟

أقول لشيراك ولبوش ولسفراء الدول الغربية في تونس….ليتصوّرأي واحدمنكم أن حاكمه يمنع عنه العمل لأنه جاهر بفساده…ليتصوّر أي واحد منكم أولاده منذ 3سنوات الله اعلم كيف وبماذا يعيشون؟ستدافعون عن حقوقكم بكل الطرق…وستحاربون هذا الحاكم…والله لو كنت دبلوماسيا وعرفت فعلا وتيقنت من هذا…لن اقبل يوماواحداالعمل في بلادقانونهالا يحترم…رأيتم كيف رفضت شرائي بالمال؟الإرهاب مر وسيمر من هنا.

من 11/9/2001 الى10/3/2006ذات الدكتاتوريات؟وذات الحماية؟وحديث عن الحرية؟ ومعارضتناهناك تتصوّرأنها تناضل؟الحرية صناعة تونسية بحتة.وهناك رهان على أن يكون مبارك الى 2011ثم ولده وهكذا حال العقيد وحالنا نحن…هناك ربح للوقت عبر القطرة قطرة

وهناك حماية لا مثيل لها لهذا وذاك؟في جورجيا الحرية.وفي تونس الفساد؟ومن لا يقبل هذا

فهو ضد السلام؟بنعلي يعمل للسلام؟هذا الكلام قيل لي منذ أيام من يهودي؟وعندما كان العكس

أمامه وبالحجة هرب؟نعم هرب؟لهذا هناك أشباه سياسيين لم يفهموا كتاباتي حول امريكا واليهود

وشنوا حملات.شخصي اعرف من يمسك ببنعلي اليهود وشيراك والأمريكان.ومنذ مدة ركزت عملي هنا في إطار من الموضوعية وعبر التوثيق.وهنا كتبت وهنا كان الكتاب.وهنا كانت الاتصالات والعلاقات…وعرفت الكثير الايجابي والسلبي…ومهما تكن النتائج…فان الحق واحد

وبيّن…بعد عملنا الذي بقي له القليل..لا احد غدا يحدثنا عن الإرهاب والحرية والديمقراطية والتخلف….كل شيء وضع أمامهم وعليهم أن يختاروامبارك وبن علي و….أو التغيير.ولا نطلب

منهم دبابة.ولا توجيه جنديا واحدا إلى تونس…بل رفع أيديهم علنا…وفتح المجالات الإعلامية

وتفعيل القرارات الأممية ذات العلاقة بالإجرام والترهيب والفساد وأبجديات الانتخابات الحرة

 

حسين المحمدي 11مارس2006

Houcine_mhamdi@yahoo.fr

Observation au comite de rédaction de tunisnews

 

Dans mon article publié le 6 mars 2006 sous le même nom (première partie), cet émail témoin a sauté, veuillez Laisser le lecteur prendre acte de tels comportements.l’email émane d’un certain lotfi ben hamida lotfi.benhami@wanadoo.fr (du 6janvier2006 et ceci après des articles destinés aux saoudiens..).

 

L’émail est accompagné du drapeau ou est écrit..la ilaha illa allah Mohamed rassoul allah.. (la personne voulait  m’aider financièrement? à condition que mes écritures prennent la direction des dictateurs et non de la liberté ?

 

Date Mon, 16 Jan 2996 13>04>08 00100 (Paris, Madrid)

De “lotfi”  lotfi.benbenhamida@wanadoo.fr

À “Hocine”  Houcine_mhamdi @yahoo.fr

 

Bonjour je suis lotfi j´habit en Framce je suis tunisien j´ai lu votre discour sur internet je suis vraiment désolé pour vous et votre famille

Moi j´aimerais bien vous aidez si vous voulez d´argent donner moi votre adresse merci

merci houcine mhamdi

 


الرسوم حلقة من إذكاء صدام الحضارات وهذه هي البراهين!

د. أحمد القديدي (*) alqadidi@hotmail.com    حللت النشرة الأمريكية الأسبوعية – ستراتيجك ألرت المعادية لخطة بعض غلاة المحافظين الجدد المنادين بصدام الحضارات في عددها ليوم 16 فبراير الجاري ما سمته التخطيط الشيطاني لصدام الحضارات، وقالت هذه النشرة التي تصدر طبعاتها بلغات عديدة من عشرين عاما إن صحيفة جيلاندس بوستن الدنمركية التي نشرت الرسوم المخزية ترتبط بمعهد سيبوس الدنمركي الذي يعتبر امتدادا دنماركيا لخط جورج شولتز منظر المحافظين الجدد. وتقول ستراتيجك ألرت إن الأحداث المتسلسلة تؤكد أن نشر الرسوم جاء حلقة مبرمجة في مسلسل تكريس حرب الحضارات بما يخدم نظريات ومصالح هذه الجماعة العنصرية المتطرفة.   فبعد اعتداء 11 سبتمبر 2001 اجتمع رئيس الحكومة الدنماركية- نيروب رسموسن بممثلي الصحف ووسائل الإعلام في بلاده ونصحهم بأن يجتنبوا المس بمقدسات الإسلام وكرامة المسلمين وذلك حين قرأ افتتاحيات نارية ومتجاوزة للحقائق الموضوعية ومحرضة على الكراهية والحقد على أعمدة بعض هذه الصحف، والتزمت هذه الصحف بخط الاعتدال وابتعدت عن إثارة الأحقاد وإذكاء الكراهية ما عدا صحيفة جيلاند بوستن التي كتب رئيس تحريرها يوم 20 نوفمبر 2001 يقول حرفيا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر يؤكد بوضوح صحة نظرية صمويل هنتنجتن الرائعة القائلة بضرورة التصادم بين المثل العليا للحريات في الغرب وبين النظرة القادمة من القرون الوسطى للإسلام.   والرسوم التي أساءت للرسول الكريم وللمسلمين كان مدير القسم الثقافي في الصحيفة- فليمنغ روز هو الذي طلبها من الرسام وأعطاه فكرة محتواها وعددها 12 رسما وهو الذي نشرها تحت مسؤوليته، ونفس فليمنغ روز هو الذي نشر في 15 أكتوبر 2004 استجوابا للكاتب الأمريكي- دانيال بيبس المعروف بهجماته المتكررة على الإسلام والمدافع الشرس على كل سياسات إسرائيل والعضو النشيط في لجنة الأخطار المحدقة التي يرأسها جورج شولتز وهو كذلك مؤسس ومدير مجلة- ميدل ايست فوروم وأيضا مدير الموقع الالكتروني كمبس واتش الذي يمارس نفس وسائل- ماك أرثر في ملاحقة المثقفين الأحرار في الولايات المتحدة وفي العالم. ولا عجب أن يتلقى روز المذكور دعم ومساندة رئيس المركز اليميني سيبوس – ديفد غريس الذي قال على أمواج أثير الإذاعة الدنماركية الأسبوع الماضي إن الحرب الباردة بدأت بين العالم الإسلامي والغرب، والسيد غريس هذا هو أستاذ تاريخ الحضارات بجامعة بوسطن والعضو الناشط في منظمة جون اولين التي تمول أغلب الأعمال الدعائية للمحافظين الجدد.   وتقول إستراتيجيك ألرت إن توسيع حملة نشر الرسوم إلى أغلب البلدان الأوروبية كان أيضا مبرمجا بالتعاون بين المؤسسة الوطنية من أجل الديمقراطية «ان أي دي» الأمريكية وبين المنظمة الفرنسية «ريبرترس بلا حدود أو صحفيون بلا حدود» التي ساند الناطق باسمها روبير مينار نشر الرسوم رافعا شعار حرية الرأي، ومنظمته هي التي تتلقى مساعدات مالية من أوتو رايش أحد المقربين من المحافظين الجدد والذي عمل مستشارا لجورج شولتز وكان هو الذي هندس سلسلة الانقلابات الفاشلة ضد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز. والدليل على ذلك هو أن الإعلامي الأول في فرنسا الذي نشر الرسوم هو سيرج فوبير مدير تحرير اليومية فرانس سوار وهو صديق حميم لهذه الجماعات المشبوهة، كما أنه منذ العام 1995 ظل حريصا في مقالاته بمجلة – ليفينمون دو جودي ومجلة – في اس دي على اعتبار الحرب ضد صدام حسين أمرا حيويا بالنسبة للغرب وهذه هي ذاتها العقيدة الثابتة لجماعة المحافظين الجدد في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.   وتؤكد نشرة استرتجيك ألرت أن فكرة الرسوم وإعادة نشرها تخضع لعملية مدارة بالريموت كنترول من قبل أوساط مشبوهة ولها مصالح جهنمية في إثارة الفتنة الكبرى بين الإسلام والغرب، وأهداف هذه الأوساط هي حسب النشرة:   1- تعميم إذكاء الحقد ضد المسلمين بإظهارهم همجا وبرابرة جددا لا يمكن اعتبارهم بشرا أحرارا في عالم العولمة.   2- تغذية الكراهية ضد الجاليات المسلمة المقيمة في بلدان الاتحاد الأوروبي واستغلال كل ردود فعلها على الرسوم لإحداث انشقاق خطير بين هذه الجاليات وبين الحكومات الأوروبية، مما يدعو في المستقبل إلى الحذر منها ومن أبنائها وتعزيز إجراءات عزل المسلمين ومقاومة ممارساتهم السلمية لشعائر دينهم.   3- تخطيط بعض الجهات العالمية بواسطة أعوانها لاختراق المظاهرات العفوية في بيروت ودمشق لإحراق مقرات البعثات الدبلوماسية وإشهاد الرأي العام العالمي على سلوك المسلمين الغوغائي حتى في بلدانهم وبالتالي دفع العواصم الغربية إلى إعادة النظر في سياسة الإصلاح والديمقراطية في الشرق الأوسط.   4- وهذا هو الأهم التمهيد بواسطة الحرب النفسية لعملية ضرب إيران أو جرها للمواجهة أو حتى غزوها على الطريقة العراقية في المدى المنظور.   5- إيقاف المد الإسلامي بداية من فلسطين بإعاقة منظمة حماس عن استلام السلطة وإعادة سيناريو محاصرة ياسر عرفات في المقطع، لأن اتهام حماس بالإرهاب كما كان قد اتهم أبو عمار بدأ على قدم وساق.   6- تخريج طابور من المثقفين العرب والمسلمين يؤيدون هذا المخطط بدافع الدفاع عن العلمانية وحرية التعبير والحداثة ومكافحة التطرف والإرهاب، ليكونوا طلائع التبشير بالمستقبل كما يراه المحافظون الجدد. وهذا المخطط بدأ بالفعل حين يصف أحد هؤلاء المغرورين حماس بأنها منظمة قتلة وإرهابيين تغتال الأبرياء الإسرائيليين !!! وعلى صحيفة عربية !   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 8 مارس 2006)

حماس من المقاومة إلى السلطة

توفيق المديني   1-أسباب قادت إلى فوز حماس   شكل فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنحو 76 مقعداً (57 بالمئة) من مقاعد المجلس التشريعي  (132 مقعداً)، بينما حصلت فتح على 43 مقعداً فقط (32 بالمئة) ،زلزالاً حقيقياً في النظام السياسي الفلسطيني لم يتوقعه أكثر المتفائلين من « حماس » نفسها أو أكثر المتشائمين من حركة « فتح ».ويمثل الفوزهذا لحماس   قمة الموجة، التي في غضون خمس سنوات ، أي منذ أحداث 11 أيلول /سبتمبر 2001، قد أمنت الإنتصار للإسلام السياسي بحدود معينة في العالمين العربي والإسلامي .   ففي كل مكان يفسح فيه المجال للشعب ليقول كلمته ، من تركيا إلى فلسطين ، مرورا بالمغرب، ومملكة البحرين، و لبنان ، و الكويت، و مصر ، و العراق، نجحت الحركات الإسلامية  في تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات التي جرت في البلدان المذكورة آنفا. إن القاسم المشترك لهذه الانتصارات ، بصرف النظر عن الخصوصيات الوطنية لكل بلد، هو المناخ الدولي الناتج عن أحداث 11 سبتمبر. فالرئيس بوش أعلن الحرب على شيء لم يححده بدقة: الإرهاب ، و الذي يضم أطياف من الإسلاميين ، تمتد من الإخوان المسلمين إلى تنظيم القاعدة.وكردة فعل على هذا الهجوم الأمريكي ، صوت العالم العربي لمصلحة الإسلاميين. وتكمن المفارقة أن الحرب الأمريكية على الإرهاب، ساعدت الفريقين  الإسلاميين المتناقضين بحدة ،و هما :  » الإسلام السياسي و الاجتماعي المعتدل » من جهة ، و »الجماعات الإسلامية »التي تتبنى منهج العنف لحسم الصراعات ، من جهة أخرى. و إن كان الزمن يلعب لمصلحة الإسلام السياسي المعتدل، يقينا أن الإسلام عرف عبر تاريخه الطويل عدة حركات متطرفة وعنيفة انتهت إلى الزوال.   وفي ربيع عام 2004، اعتقدت حكومة آرييل شارون ، أنها وجهت ضربة غاية في القوة و القسوة إلى حركة المقاومة الإسلامية « حماس » ،  باغتيال الزعيم الروحي للحركة الشيخ أحمد ياسين في 22 مارس ، و القائد البارز الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 22 أبريل .واعتقدت « إسرائيل »أيضا  أنها تخلصت من ألد أعدائها، وأقصت  حماس من المشهد السياسي الفلسطيني بصورة دائمة.بيد أن ذلك لم يحصل منه شيئا: فبعد بضعة أشهر من التردد ، استطاعت حركة حماس أن تتموقع من جديد في مركز المسرح السياسي الفلسطيني.   من أجل فهم من أين جاءت هذه الموجة من الإسلام السياسي ، يجب العودة إلى الوراء. الإسلام السياسي ليس جديدا في المنطقة.لقد كان الأب المؤسس له الشيخ حسن البنا، الذي أسس  حركة الإخوان المسلمين  في عام 1928، لمقاومة تأثير الأفكار الغربية على الشباب المصري. واليوم ، حركة حماس الفلسطينية ، تنتمي ضمنيا إلى هذا التيار .   لقد تأخرت انطلاقة و تجذر حركة الإسلام السياسي كثيرا في العالم العربي و الإسلامي. فبعد ولادتها بقليل تمت  إزاحتهامن قبل الإيديولوجيات  القوية التي سادت القرن العشرين ، القومية العلمانية و الاشتراكية.فحزب البعث ، الذي كان يمثل حركة النهضة العربية تأسس  عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، و استلم السلطة لاحقا في كل من سوريا و العراق.وهو حزب  قومي علماني و اشتراكي في آن معا.و الأمر عينه للحركة الناصرية، التي خاضت صراعا عنيفا ضد حركة الإخوان المسلمين.   إن الحركة الإسلامية التي ولدت  ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى – التي شهدت  انهيار الامبراطورية العثمانية، وولادة الدولة التركية الحديثة بقيادة مصطفى كمال ، الذي قام بعلمنة الدولة بعد أن أسقط الخلافة عام 1924، و ألغى المحاكم الدينية، و تعدد الزوجات، وفرض اللباس الغربي – و بين الحرب العالمية الثانية ، التي شهدت تجذرحركات التحرر الوطني المناهضة للكولونيالية، و الثورات القومية، لم تتوصل في البداية إلى الإنغراس في المجتمعات العربية-الإسلامية.   ماهي العوامل التي قادت إلى تنامي حركة الإسلام السياسي في العالم العربي.؟   في البداية ، الأمر يتعلق بإخفاق أنماط التنمية  المستوردة ثقافيا من أوروبا.ففي الجزائر، لم تنتج الاشتراكية(وضع الأراضي في خدمة المجموع المعبر عنه ب »الثورة الزراعية »، و خلق مجمعات صناعية دولنية « استراتيجية التصنيع الثقيل » على الطريقة السوفياتية)،سوى الفقر للجميع ، باستثناء الطبقة السياسية الحاكمة » النومونكلاتورا » التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني، التي ترسل أبنائها  يدرسون في المعاهد السويسرية الراقية  ، لكي يتجنبوا التدريس باللغة العربية. وكانت هزيمة الحركة القومية العربية في كل من سوريا و العراق ومصر  هزيمة تاريخية  عادلة بسبب عدم ديمقراطيتها، واحتكارها للسلطة بصورة إطلاقية.   الحكومات العربية التي انبثقت من مرحلة الحقبة الاستعمارية ، سواء التقليدية السياسية والسوسيولوجية المتينة والراسخة، منها، أو ال »ثورية »التي جاءت بها   إيديولوجياتٍ راديكالية وانقلابات عسكرية وحركات انتفاض وتغيير، أقامت  جميعها أنظمة استبدادية انفردت بالسلطة ،وانفردت بالمجتمع ، وتماهت معه، واستغلت السلطة لتمارس عمليات  الفساد و الإفساد والنهب،وأجهضت  التعبيرات الحقيقية لمظاهر التعددية السياسية ، وأحدثت فراغاً  فكريا و ثقافيا و سياسيا من ناحية، وتصلبت من ناحية أخرى، بحيث لم يبق أمامها، عندما تشتد بها الأزمة وتنتفي أمامها سبل البقاء، سوى الذواء نتيجة انفجار داخلي يصيبها، أو أن يدركها عدوان خارجي لأنها أضحت عبئاً على نصاب استراتيجي ودولي بعينه ما عاد يتسع لها. وهذا الوضع جعل السلطات العربية مكروهة من شعوبها.   و إذا كان الجزائريون هم الأوائل من استطاعوا أن يعبروا بحرية  في صناديق الاقتراع (الانتخابات البلدية في حزيران 1990)، وصوتوا بقوة لمصلحة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التشريعية في نهاية عام 1992، التي حققت فيها الجبهة فوزا كاسحا، فلأنهم  كانوا يريدون معاقبة ما كانوا يسمونه « حرامية جبهة التحرير الوطني ». و من المعروف أن فتح ياسر عرفات ، الذي كان الفساد معشعشا فيها، كانت تجد صعوبة بالغة في توزيع الأموال  المرسلة من البلدان العربية و الاتحاتد الأوروبي إلى السكان الفلسطينيين  . وبالمقابل كانت  قيادات حركة حماس متواضعة  دائما في نمط عيشها.   وهكذا برز شعار « الإسلام هو الحل  »  شعارا  انتخابيا بسيطا للإخوان المسلمين  لكنه يمتلك قوة  لا تقاوم ، و أصبح يجوب العالم الإسلامي. ومن الذي يستطيع في القاهرة، و غزة ، وبغداد، أو في الجزائر،  أن يتناقض مع مثل هذا الشعار ؟و من الذي سيفضل الحكومة العلمانية على الحكومة الدينية؟ أليس الإسلام  الذي جعل منه التواضع قوة ، كان ينهي عن السرقة،ويوصي بتقديم العون للمعوزين و الفقراء.؟ في غزة، و في القاهرة ، أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، الإسلاميون هم الذين  يقدمون الخدمات الاجتماعية للمواطنين حيث كانت الدولة خائرة .   في فلسفة الناس الفقراء،الإسلام يعني المساواة، إذا فهو دين تحرير.ولقد أ صبحت المساواة أمام الله من الناحية الايديولوجية شعارا تعبويا و تحريضيا أقوى بكثير من الشعار العلماني الذي يطالب بالمساواة في الحقوق  على الطريقة الغربية، بوصفه شعارا منافقا في البلدان العربية.   لقد كانت ولادة حركة حماس في زمن عصيب جداً. ففي الوقت الذي كانت فيه المقاومة الفلسطينية التي كانت حركة فتح  بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات تمثل عمودها الفقري ، قد انسحبت  من بيروت  في سبتمبر عام 1982، مذلولة، و غارقة في خضم من الإحباط و الياس، وتفرقت شراذم  في عواصم عربية شتى متباعدة تبدأ بعدن و تنهي بتونس مارة بدمشق وطرابلس الغرب، ولدت حركة حماس بعد خمس سنوات من ذلك التاريخ، في 9 ديسمبر 1987، مع بداية الإنتفاضة الفلسطينية الأولى  من رحم جماعة الإخوان الفلسطينيين المرتبطين بالإخوان الأردنيين، و الذين كانوا ينشطون في المناطق  الفلسطينية الثلاث: مناطق عام 1948، الضفة « الغربية »، و قطاع غزة.   وكانت تجربة الحركة الإسلامية في قطاع غزةخلال عقدي الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي  مميزة نتيجة عدة عوامل داخلية وخارجية مختلفة. أما العوامل الداخلية: فأهمها البنية الاجتماعية التقليدية للقطاع التي تجد لها تعبيرات في سيطرة العلاقات العشائرية والقبلية،إضافة إلى نمط الثقافة و الأفكار المحافظة السائدة في أوساط سكانه، و الضعف الذي كان يحيط بالقوى الوطنية والديمقراطية ، و الذي غالبا ما يترافق مع اتساع نفوذ الحركة الإسلامية و تنظيماتها.و أبرز العوامل الخارجية، كان في مقدمتها  أنشطة الإخوان المسلمين المصريين، و موقف الحكومة المصرية المتسامح تجاه نشاط الإسلاميين  الفلسطينيين.   وكان خلق حركة المقاومة الإسلامية –حماس- قد جسد القطيعة مع السياسة السابقة للإخوان المسلمين الذين كانوا يتحاشون المقاومة النشيطة ضد الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزةالمحتلين  منذ العام 1967، ويفضلون إعادة الأسلمة للمجتمع.وتشكل الجناح العسكري للحركة  ، كتائب عزالدين القسام  في عام 1989.وبانخراطها في العمل المسلح ، سارت حركة حماس على خطى حركة الجهاد الإسلامي ، التي تأسست  من قبل الدكتور فتحي الشقاقي، وهو ناصري سابق ، تحول إلى الإخوان المسلمين عقب هزيمة 1967، وتم الكشف عن وجودها أواخر 1987، في قطاع غزة، حين شن أعضاء منها مجموعة عمليات عسكرية مهمة ضد الكيان الصهيوني، أسهمت في ترتيب الأجواء الشعبية للإنتفاضة..بالنسبة للأخوان المسلمين  المصريين ، تقود عملية الأسلمة للمجتمع إلى تحرير فلسطين . بالنسبة للجهاد الإسلامي ، تعتبر التحرير أولوية قبل أسلمة المجتمع. أما حركة حماس ، فقد مزجت بين المقاربتين.   إذا كانت حركة الجهاد الإسلامي قد تأثرت بالثورة الإسلامية الإيرانية ، فإن حماس لم تكن منفصلة عن عملية التجذير للشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الصهيوني، منذ عقد الثمانينيات.و يأتي صعودها في إطارصعود الإسلام السياسي الذي ساد في العالم العربي بعد هزيمة الحركة القومية العربية ، و تراجع اليسار العلماني.لكن حماس تظل قبل كل شيء حركة وطنية دينية  تعطي أولوية للمسألة الوطنية الفلسطينية، و هذا ما يجعلها مرفوضة في نظر الجهاديين السلفيين.   في الواقع، كان الإسلام بالنسبة إلى « حماس » أداة تعبئة استعداداً لحرب تحرير وطني أكثر منه أيديولوجيا سياسية. ليس الإسلام وسيلة للشرعنة (لأنّ شرعيّة النضال من أجل التحرير ليست محطّ شكّ من أحد) بل إنّه علامة فارقة عن منظّمة التحرير الفلسطينية عامة ، وحزب السلطة  الفلسطينية- حركة فتح- خاصة، التي أمسكت مقاليد الأمور منذ أن وقعت إتفاقيات أوسلو في عام 1993، التي لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة، ولا تنص على تجميد عمليات الاستيطان أو الإنسحاب الكامل من الضفة الغربية و قطاع غزة، بل تقود من وجهة نظرالراديكاليين الفلسطينيين  إلى تكريس حكم ذاتي فلسطيني هزيل ، و هذا يتناقض مع ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، و مع طموحات الشعب الفلسطيني في الإستقلال.. والإسلام هو أيضاً تقنية لتعبئة المدنيين. لكنّ الفارق مع الحركات الإسلامية الأخرى هو أنّ « حماس » تبقى في وضعيّة المعارضة المطلقة. فهي لا ترى في غزّة نواة الدولة الفلسطينية بل قاعدة للقتال، وهذا ما جعل الكيان الصهيوني ينتهج نهجا غاية في العداءإزاء حماس.   وعلى الرغم من أن حماس هُمِشَّت  من قبل أوسلو، وحُوِربَت من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطسنية، إلا أنها استفادت من مجموعة من الأخطاء الصهيونية و الفلسطينية  .فقد  قادت محاولة الإغتيال الفاشلة للقائد خالد مشعل في الأردن  إلى إطلاق الزعيم الروحي للحركة من السجون الصهيونية في عام 1997. إضافة إلى إن الركض وراء سراب السلام من جانب السلطة الفلسطينية لم يقد إلى بناء الدولة الفلسطينية المستقلة ، رغم كل التنازلات  التي قدمها عرفات للكيان الصهيوني و الولايات المتحدة الأمريكية، و قمعه للمعارضة الفلسطينية خاصة حركتي حماس و الجهاد الإسلاميين ، خلال العشر سنوات الأخيرة. لانه كان يعتبر، ومعه المزاج العام لفلسطينيي الضفة والقطاع والقدس الشرقية أن أي مساس فلسطيني امني بالتزامات اوسلو هو مساس بالمشروع الوطني الفلسطيني.   وفضلا عن ذلك فإن  وصول  المفاوضات بين عرفات و باراك بإشراف الرئيس الأمريكي السابق  بيل  كلينتون إلى طريق مسدود ، و الزيارة الإستفزازية التي قام بها مجرم الحرب آرييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى في سبتمبر 2000، و إنطلاقة الإنتفاضة الفلسطينية  الثانية ، و تداعيات أحداث 11 سبتمبر إقليميا و دوليا، و صعود شارون إلى السلطة في الكيان الصهيوني الذي أطلق رصاص الرحمة على إتفاقيات أوسلو  ،و تبني الرئيس بوش أطروحات شارون لجهة التخلص من عرفات ، و تصفية المقاومة الفلسطينية ، والإتيان بقيادة فلسطينية مطواعة  تنفذ المخطط الأمريكي – الصهيوني  التصفوي ،وانتهاج شارون سياسة الاغتيالات التي استهدفت قادة محدَّدين من حماس  ،  و قيام كتائب عزالدين القسام بعمليات اشتشهادية داخل العمق الصهيوني ردًّا على استهداف العدو قتل المدنيين ، كل هذه العوامل مجتمعة  أدت إلى تعزيز شعبية حماس بوصفها القوة الأولى المستهدفة من قبل الكيان الصهيوني،  وإلى  تحويل الانتفاضة الى عمل مسلح في فلسطين المحتلة.   ويرى محللون أن تفاقم ازمة السلطة الفلسطينية  في ضوء الفساد و الإفساد الذي تاه به  رموز السلطة بعدما توافدت أموال الخارج بمليارات الدولارات  على أمل أن يكون إنماء المناطق الفلسطينية و إنهاضها من الرماد يقود إل تخلي الشعب الفلسطيني عن انتفاضته ،  ويجعل قواه المناضلة تلقى أسلحتها طواعية ، فضاعت المليارات ، وتبددت الأمال العريضة، وتعرضت  حركة « فتح » بوصفها حركة فضفاضة وغير مؤطرة بأطر حزبية وتنظيمية دقيقة وصارمة، إلى إنقسامات كبيرة شكلت تهديدًا جدياً لوحدتها الداخلية،لا سيما بعد  رحيل (أبو عمار) المفاجئ ، الذي جاء في ذروة انهيار السلطة الفلسطينية ، وفي ذروة بروز مراكز قوى متعددة في الحالة الفلسطينية كلها وفي حركة « فتح » بالذات، كل هذه العوامل مجتمعة جعلت الشعب الفلسطيني يعاقب فتح  إنتخابيا ،لأنها تعاملت مع السلطة كما لوكانت مزرعة إقطاعية خاصة بها.   إن الأزمة الاقتصادية الفلسطينية  الناجمة  عن عملية الحصار الاقتصادي الذي فرضته حكومة شارون ، جعلت الشعب الفلسطيني يتجه نحو شبكة الجمعيات الأهلية التي تتمتع بفاعلية كبيرة.وهنا لعبت البرامج الاجتماعية لحركة حماس دورها أيضا .إذ إن تشكيلة الخدمات الاجتماعية والخيرية التي تقدمها « حماس » تمثل تناقضاً صارخاً مع تداعي وزارات السلطة وانعدام فعاليتها مع ما يصيبها من سياسة العقاب الجماعي الصهيوني التي استهدفت عزل المؤسسات الفلسطينية وتدميرها. ففي الوقت الذي ادرك فيه الفلسطينيون « حجم الفساد المعشعش في دوائر السلطة » كانت حماس تعرض نفسها كبديل « نظيف اليد » يعكف على تقديم المساعدات للفقراء و المعوزين و المحتاجين.فمن حركة معارضة للسلطة وسياستها نجحت  حماس  في عرض نفسها  كبديل سياسي (ممكن) واجتماعي وعسكري وايديولوجي للنظام الفلسطيني الحالي.   2-الاعتراضات والتحفظات عن ديموقراطية الحركات الإسلامية   يبدوأن موجة الديمقراطية التي بدأت تعم في العالم العربي آخذة في التصاعد.فعندما انتخب العراقيون مجلسهم التشريعي مع بداية هذا العام ، هللت إدارة بوش لنصر ديمقراطي في المنطقة التي ترزح تحت عبء الفساد و المحسوبية و الديكتاتورية.   و أن تنتصر حركة حماس في ظل كل التعقيدات المتعلقة بالمشهد السياسي الفلسطيني ، فهذا يعني أن الشعب الفلسطيني متمسك و مناضل عنيد من أجل التحول الديمقراطي المنظور حاليا ، كبديل لخيبة السلطة الفلسطينية القائمة على حركة فتح.وقد أظهرت نتائج الإنتخابات في فلسطين المحتلة ، أن الرهان الحقيقي يتمثل الآن  في الحركة الإسلامية الفلسطينية  حماس لكي تكون هذه الشرعية السياسية.   الكل في العالم العربي، و في العالم الغربي، يتساءلون عن التطورات السياسية والإسقاطات السياسية داخل فلسطين المحتلة، و في منطقة الشرق الوسط، على ضوء الفوز الكاسح الذي حققته حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، و على توازنات القوى السياسية داخل المجتمع الفلسطيني، و مدى تفاعل مجموعة من التغيرات الفلسطينية مع المعطيات الإقليمية و الدولية في منطقة الشرق الأوسط.   الشعب الفلسطيني  يتطلع  إلى الديمقراطية الحقيقية المرتبطة بضمان إقامة دولته الوطنية المستقلة  ‘ و عاصمتها القدس الشريف، فهل ستكون حماس بمستوى هذا التحدي التاريخي والحضاري، أي بمعنى آخر تحترم المشروع الديمقراطي كخيار سياسي تاريخي لا رجعة عنه في فلسطين، وتحترم وجود معارضة علمانية وديمقراطية، و أكثر من ذلك تؤمن بمبدا التناوب في السلطة، وقبول ضرورة وجود صحافة حرة وديمقراطية تكون ركيزة للحياة الديمقراطية في فلسطين؟   مما لاشك  أن وصول حكومة إسلامية  بقيادة حماس  إلى السلطة في فلسطين المحتلة سيكون له وقع كبير ، ربما حركة من التغيير السياسي  في بلدان الشرق الأوسط، ،لا سيما أن الإنتخابات التي جرت مؤخرا في العراق، و في مصر، وفي دول أخرى من المنطقة، أظهرت مهارة الأحزاب الإسلامية في الإستفادة من الحريات السياسية الجديدة لكسب حجم من النفوذ و الشرعية لم يسبق له مثيل في الشرق الأوسط.و تعتبر القوة المتنامية للأحزاب ذات القواعد الدينية العنصر المفاجىء الأكبر الذي طرأ على رؤية إدارة الرئيس بوش لعملية استبدال الأنظمة الديكتاتورية بالديمقراطية.   هناك تساؤل ألقى بثقله على الساحة السياسية الفلسطينية ، و العربية، منذ انتصار حماس في الانتخابات البلدية و التشريعية، و يتمثل ماهو الأفضل للعالم العربي، أن يبقى على حالة الديمقراطية ، حتى و إن أدت عملية الانتخابات الإشتراعية إلى وصول الإسلاميين إلى السلطة، أم أن الأمر على عكس من ذلك يتطلب الإبقاء على الأنظمة التسلطية عن طريق إجهاض  الفوز الإنتخابي للإسلاميين بحجة حماية المسار الديمقراطي، و المثل الديمقراطية؟وفي سؤال جامع ، هل حالة الديمقراطية حالة شر تام أم حالة خير للعالم العربي؟   الأحزاب الإسلامية ، سواء كان الحديث عن الإئتلاف  العراقي الموحد، أو حزب الله في لبنان،أو حركة حماس في فلسطين، أو الإخوان المسلمين في مصر، استفادت من الدعم الأمريكي لإحلال الديمقراطية، و الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتحسين اوضاع الأقليات و حقوق الإنسان و القوانين المقيدة للحريات و حرية التعبير، في العالم العربي. لكن هذا الدعم لم يكن مصدر القوة الوحيد للحركات الإسلامية التي استفادت أيضا  من مشاعر العداء الشعبي الحاد للسياسات  الأمريكية و الصهيونية ، إذ إن قوة الدعم الشعبي للأحزاب الإسلامية شكلت مخزونا استراتيجيا وظفته هذه الأخيرة لمصلحتها عبر صناديق الإقتراع.   إن فوز حركة حماس في فلسطين المحتلة يتماثل إلى حد كبيربفوز الإخوان المسلمين في مصر، حين شاءت الضغوط الأمريكية أن تعفي واشنطن بعض الشيء من تهمة الممالأة وشبهة الإنحياز في تطبيق شعار الديمقراطية في العالم العربي، وبالتالي تجبر النظام المصري على الإفساح في المجال أمام تنظيم الإخوان المسلمين في مصر لخوض اختبار الديمقراطية.   3-حماس و انتقاء أمريكا للديمقراطية   قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، في الطائرة التي اقلتها من واشنطن الى لندن امس للمشاركة في مؤتمر حول افغانستان، ان المساعدات الى الفلسطينيين سيتم بحثها « على اساس مناقشة كل قضية بمعزل عن الاخرى »، مشيرة إلى أن الادارة الأميركية ستواصل تقديم المساعدات إلى السلطة الحالية التي يرأسها محمود عباس. وتابعت ان « الولايات المتحدة غير مستعدة لتمويل منظمة تدعو الى تدمير اسرائيل، وتدعو الى العنف وترفض (تنفيذ) واجباتها » في اطار اتفاق سلام محتمل في الشرق الاوسط. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد قال لشبكة « سي بي اس نيوز » الاميركية ان على « حماس ان تتخلص من هذا الجزء من حزبها، هذا الجزء المسلح والعنيف، وثانيا، عليهم ان يتخلصوا من هذا القسم من برنامجهم السياسي الذي يدعو الى تدمير اسرائيل »، مضيفا « واذا لم يفعلوا ذلك لن نتعامل معهم. ولن يتم تقديم برامج المساعدات ». وتابع « ان القرار يعود اليهم، لكننا لن نقدم المساعدة لحكومة تريد ان تدمر حليفتنا وصديقتنا » »اسرائيل ».   تؤكد مختلف مواقف مسؤولي الإدارة الأمريكية  بشأن فوز حماس في الإنتخابات التشريعية الأخيرة، أن الديمقراطية  التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لنشرها في الشرق الأوسط، هي ديمقراطية انتقائية، وكلمة « انتقائية » هنا هي التعبير الدبلوماسي المهذب عن مصطلح آخر هو « الديمقراطية بالمزاج »، بدأ يطرح نفسه بقوة على الساحة العربية. ففي عام 2005، جرت انتخابات في العراق، و فلسطين ، و لبنان، ومصر، وشاهد العالم كيف كانت الإدارة الأمريكية صريحة في الإعلان عن دعمها المالي و السياسي لأحزاب سياسية عراقية بعينها، و كيف أنها رفضت رفضا باتا  فكرة قيام حكومة إسلامية في العراق على غرار نظام الملالي في إيران. ورأينا كيف أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اعتراضها مكاسب حماس في الإنتخابات الفلسطينية البلدية و التشريعية، و كيف أن القاعدة البغيضة الجاهزة التي سبق تطبيقها على النمساوي يوج هايدر أصبحت جاهزة للتطبيق في أي وقت من أجل استخدامها لمهاجمة الطرف الفائز غير المرغوب فيه ، كما هو الحال الآن مع حركة حماس.فالمبررات واحدةوواهية وهي:لاديمقراطية إذ ا وصلت جماعة لا تؤمن بالديمقراطية إلى السلطة، أو أن بعض الجماعات تستخدم الديمقراطية للوصول إلى السلطة وعندما تنجح في ذلك ،فإن أول ما تفعله هو القضاء على الديمقراطية.   لا شك ان وصول  الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى السلطة ، و المشكلات التي اثارها  للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني ، رغم حقيقة أنه رئيس منتخب من قبل شعبه، هي أبرز مثال على أن الديمقراطية التي تنادي بها الإدارة الأمريكية دائما ربما تصل  بأفراد إلى السلطة ليسوا على هواها، هذا بالطبع مع كثير من التحفظ حول مصداقية الديمقراطية على الطريقة الإيرانية.    وهنا فإن رفض نتائج الديمقراطية قدم نموذجا سيئا عن النظام كله إلى شعوب المنطقة،فقد باتوا مقتنعين أن جلوسهم  على طاولة اللعبة ليس هو المقصود، فالمسؤول عن الطاولة قد لا تعجبه النتائج فيتدخل ليقلب الطاولة على من عليها إذا لزم الأمر لإفساد اللعبة، و الحجج جاهزة  مسبقا و كثيرة. وعندما حققت جماعة « الإخوان المسلمون  » بعض المكاسب في مصر، تحدث كثيرون باللغة عينها للإعراب عن الإستياء مما تسفر عنه الديمقراطية من نتائج  في كثير من الأحيان، رغم ماهو متوقع من أن هذه الجماعة »المحظورة » لن تستطيع ممارسة شيء غير السياسة تحت قبة البرلمان ، و كذلك الأمر عينه لحركة حماس.   يقول حسام  تمام مؤلف كتاب « إخوان في حالة تغيير » أن دخول الإخوان المسلمين إلى السياسة « جاء على حساب هويتهم ». ويقارن تمام الأجندة السياسية الحالية للإخوان المسلمين في مصر و التي تدعو على الاقتصاد الحر، و لاتعارض العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بأجندات الأحزاب المسيحية في أوروبا. و سيضيف تمام « إنس ما يقال عن الدولة الإسلامية و الخلافة و غيرها. فكلما ازداد انجرار الإخوان إلى السياسة كلما زاد استعدادهم للعمل تبعا لقواعد اللعبة ».    ويجادل منتقدو السياسة الأمريكية ، أن الإدارة المريكية  مستعدة للقبول بالاضطهاد الديني عندما تمارسه حكومات إسلامية صديقة. لكنها تعتبر الخوف من مثل هذا الاضطهاد مبررا لمعارضتها للجماعات الإسلامية المعارضة التي يمكن أن تشكل  تهديدا للحكومات الصديقة ، مثل « إسرائيل ».ويقول المسؤولون الكبار في إدارة بوش أن التاريخ المختلف و التركيبة المختلفة لكل دولة من دول المنطقة يتطلب مواقف تفصل على قياس كل دولة على حدة.   الديمقراطية الإنتقائية المكانية تعد مشكلة أخرى لا حظناها في السياسة الأمريكية ، و ستزداد حدتها في العام 2006. فالولايات المتحدة الأمريكية تضغط و تلح من أجل إحلال الديمقراطية في العالم العربي، بينما هي أولا تتجاهل دولا أخرى لا تعرف عن الديمقراطية شيئا، الأمر الذي ينتج  عنه شعور بالتفرقة في المعاملة بين دولة و أخرى و ، حالة و أخرى، والأهم من ذلك هو أن  النموذج  الديمقراطي الذي قدمته  الإدارة الأمريكية في العراق حتى الان لا يرضي أحدا، حتى من بين أولئك الذين روجوا كثيرا للمنتج الديمقراطي الأمريكي، فما يجري و جرى في العراق من انتهاكات وفضائح لا يحتاج إلى مزيد من العبارات لتوضيحه. وعندما يتعلق الأمربالعراق، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على إخفاء عدم رضاها من الزعماء الإسلاميين. ويعتبر بعض المحللين  العراق مثالا أعلى على الثغرة الموجبة للقلق في الدعوة الأمريكية إلى الديمقراطية. فقدد عزز الانفتاح الديمقراطي الهويات المذهبية و العرقية.   لاتزال ظاهرة الإسلام السياسي على تنوع حركاته وتياراته في العالمين العربي والإسلامي تشغل اهتمام الباحثين والمفكرين العرب. فقد عقدت في السنوات الأخيرة عدة ندوات فكرية، شارك فيها باحثون ومفكرون لهم تجربة غنية بالفكر وخبرة سياسية عملية ومساع ديموقراطية معروفة، ومتحفظون ومعترضون على الديموقراطية، لتقديم مقاربات حول إشكاليات الديموقراطية، بهدف نقل الحوار حول الديموقراطية في البلاد العربية خطوة إلى الأمام على طريق تأسيس أرضية فكرية سياسية مشتركة لتأصيل الديموقراطية في الحياة السياسية العربية دون تعد على ضوابط نظام الحكم الديموقراطي ومبادئه العامة المشتركة، ودون تضحية بثوابت الأمة ومصالحها الحيوية.   وغالباً ما يتساءل بعض الباحثين والمنظرين العرب والأجانب عن العلاقة بين الإسلام والديموقراطية، وهل تتلاءم أو تتعارض الثقافة الإسلامية مع بعض التجربة « الديموقراطية الغربية » أو « الليبرالية »؟ ».   والحال هذه ساد في البلاد العربية نموذج الدولة التسلطية التي وأدت الديموقراطية الليبرالية، وهي لا تزال طفلة تحبو. ومنذ إنتصار الثورة المحافظة في الغرب مع مجيء تاتشر وريغان، تبدل المناخ العالمي، وأصبحت الديموقراطية بمفهومها الليبرالي إيديولوجية مهيمنة ومطلباً شعبياً جارفاً لايمكن الوقوف بوجهه ورفضه. ولم تسلم المنطقة العربية من شظايا هذه الإيديولوجيا التي استعمرت المخيلة الإنسانية منذ سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي.   وانتهجت النظم العربية سياسة مكيافيلية رديئة، حين تبنت وشرعت في تطبيق برامج الإصلاحات الهيكلية المفروضة من جانب المؤسسات المالية الدولية، خاصة صندوق النقد الدولي في محاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي وتقنينه. ولكنها بالمقابل رفضت الإنخراط في مشروع الإصلاح الديمقراطي على صعيد الداخلي، لاعبة على الأسطوانة القديمة فيما يتعلق بالأخطار التي يمكن أن تترتب على تطبيق مفاهيم الديموقراطية في المجتمعات العربية، لأنها ستعبد الطريق لوصول الإسلاميين الأصوليين إلى السلطة.   وفيما شهدت المنطقة العربية نهاية الحرب الإيديولوجية بين الأحزاب والحركات الإسلامية واليسارية، حيث إن اعتناق فضاء الديموقراطية تطلب من التيارين الإسلامي واليساري إنهاء تحفظ كل منهما على مشاركة التيار الآخر في اللعبة السياسية والإعتراف العلني والصريح بحقه المشروع في المنافسة السلمية من أجل الوصول إلى سدة الحكم، رفضت الدول التسلطية العربية خيار الديمقراطية التعددية، والتخلي عن امتيازاتها ومصالحها التي يؤمنها لها احتكار السلطة.   لاشك أن التعددية السياسية تكسر احتكار النظم التسلطية العربية للدولة والمجتمع، وتفسح في المجال للإسلاميين لإنهاء عزلتهم وإقامتهم الجبرية، و تمنحهم فرصا ذهبية للعب دور فاعل في الحياة السياسية العربية. ويصل الباحثون المتخصصون في الحركات الإسلامية   إلى نتيجة مفادها، أنه في ظل إنقلاب ميزان القوى لمصلحة الإسلاميين، أصبح هؤلاء أكثر تقبلا للتعددية السياسية والإنتخابات العامة، بالرغم من إستمرار تحفظهم عن مفاهيم الديموقراطية الغربية. كما إن نجاحات الإسلاميين المحدودة ناجم عن كونهم الفريق الأساسي الذي يصارع النظم الإستبدادية الضعيفة المشروعية في العالم العربي، إضافة إلى مواقفهم الراديكالية من الكيان الصهيوني ، لاسيما الحركات الإسلامية الجهادية.   وإذا كان الإسلاميون بدأوا جدياً في تحديد مواقفهم المعقدة من قضية الديموقراطية وروافدها المتعددة ـ الحزبية، التعددية السياسية، المواطنة، المساواة القانونية بين الرجل والمرأة، إلا أن هذا التعاطي الإيجابي لا يعني أن الإسلاميين أصبحوا ديموقراطيين أو تخلوا عن تحفظاتهم العديدة عن بعض المفاهيم في الديموقراطية الغربية.   في مقابل ميلاد هذا التيار الإسلامي الديموقراطي الذي جاء كنتاج لعملية مستمرة داخل منظومة فكرية تتراوح بين التجديد والإنفتاح والأنسنة وبين الإنغلاق والجمود وتعطيل العقل الإجتهادي، يظل الموقف من الديمقراطية في العالم العربي بوجه عام هو موقف زئبقي يتحول من طرف إلى آخر تبعاً لإرتفاع درجة الطقس السياسي والإجتماعي، وحسب المصالح والأهواء، لا حسب القناعات والوعي والثقافة الديموقراطية.   4-حماس في مواجهة التحديات   إن وصول حركة حماس إلى السلطة على هذا النوع الكاسح ، يعتبر تحدياً كبيراً أمام الحركة التي  انطلقت من المساجد و مخيمات البؤس ، و على ايدي  علماء دين ، أو أشخاص مشبعين بالتعليم الديني و الفقهي، وكان قادتها قبل أعوام قلائل نزلاء شبه دائمين في سجون هذه السلطة. وكانت حماس قبل هذا الفوز  تبحث فقط عن الشرعية الدستورية عبر الدخول الى المجلس التشريعي وتحقيق الشراكة السياسية ، بينما تجد نفسها اليوم  أمام موقف ربما لا تحسد عليه في تحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة الذي أولاها ثقته باجماع حقيقي لتتولى قيادته في السنوات الاربع المقبلة.   و من الواضح أن حركة حماس التي حصلت على الأكثرية المطلقة في المجلس التشريعي  الفلسطيني ، أصبحت مطالبة  سياسيا و دستوريا بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، خلفا للحكومة المستقيلة التي كان يترأسها احمد قريع. و لكن السؤال  الذي يطرح نفسه ، كيف يمكن لحكومة إسلامية أن تتعايش مع رئيس الدولة، الذي ينتمي إلى حركة فتح، وكيف ستواجه « حماس »  الكثير من التحديات  على مختلف الصعد؟    في الواقع الداخلي امام « حماس » الكثير من التحديات:   1-الأمريكيون و الأوروبيون هم الآن على نفس الخط.إنهم يعترفون بشرعية الانتخابات و نتائجها، لكنهم يعتبرون أن الديمقراطية و « العنف » أو » الإرهاب « ، (والحال هذه المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني)لا ينسجمان  مع الديمقراطية. فهم يعتقدون أنه من الغرابة بمكان ، بعد أن وضعوا خريطة الطريق بشأن المفاوضات بين « الإسرائيليين » و الفلسطينيين، أن يقبلوا بحزب إسلامي فلسطيني لا يعترف ب »إسرائيل ».   حتى سنة 1992، تاريخ إدارج حركة حماس  على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل واشنطن، كانت الإدارة الأمريكية تقيم روابط معها.وبعدها، قطع الأمريكيون كل صلة رسميا.بينما استمر الأوروبيون في إقامة علاقات مع حماس، وحاولوا أيضا القيام بوساطات  بين حماس و السلطة الفلسطينية و »إسرائيل »، لا سيما من أجل الحصول على هدنة في عام 2003.وقاد إخفاق  الهدنة الاتحاد الأوروبي بدوره إلى إدراج حماس على القائمة السوداء.   وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، قد حذرا بالفعل من مشاركة اعضاء من « حماس » في أي حكومة مقبلة .فكيف لو شكلت « حماس » نفسها مثل هذه الحكومة ما قد يعني ان كافة الالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة وأوروبا، وخصوصاً المالية منها لن تجد طريقا الى النور بل وسيعمل الجانبان ايضا على افشال برنامج حركة « حماس ».تلك هي العقبات المباشرة التي سيصطدم بها مسؤولو حماس لحظة خروجهم من مخيمات البؤس إلى اروقة مؤسسات السلطةودواوينه. فقد ارتفعت المساعدات الدولية إلى 1،1 مليار دولار في عام 2005( ثلث للمساعدات الإنسانية، وثلث للمشاريع ، وثلث لدعم الموازنة المباشرة للسلطة الفلسطينية).وكانت أغلبية المساعدة للموازنة(200 من أصل 360 مليون دولار في عام 2005) قد تم تأمينها من البلدان العربية. أما اللجنة الأوروبية فقد دفعت ما يقارب 80 مليون دولار، أما ال80 مليون دولار المتبقين، فقد تم الحصول عليهم من عدة دول ، مثل اليابان.وكان المبلغ الوحيد اتلذي وافقت الولايات المتحدة على دفعه هو 20 مليون دولار في عام 2004، وقد استخدم لتغطية دين لدى شركة الكهرباء افسرائيلية.وبمعزل عن الدعم الدولي للموازنة، ارتفع العجز المالي  للسلطة الفلسطينية إلى 70 مليون دولار شهريا، نتاج افختناق الاقتصادي و الحصارات الإسرائيلية.   2- سيكون على حركة حماس أن تمسك وحدها « كرة النار »، أي السلطة الفلسطينية التي هي في الأصل هياكل متهالكة، مثقلة بنحو 120 ألف موظف يرضعون من ثدي هذه السلطة، ويتخذونها مصدر رزقهم الساسي. وفضلا عن ذلك ،فإن حركة حماس قدمت برنامجاً طموحاً جداً للشعب ، وانتخبت على أساسه ، وهذا يجعلها في مواجهة جملة من التحديات المحلية والاقليمية والدولية وأول هذه التحديات هي معالجة التغير الذي احدثه فوزها في الخارطة السياسية الفلسطينية. فهي لم تعد الحركة المعارضة التي تنتقد من خارج الأطر الرسمية، ولكن ستكون عليها مسؤولية قضيتين مهمتين، الاولى توفير الظروف الحياتية المريحة للمواطنين عبر تحسين الواقع الاقتصادي والأمني، أما الثانية فهي تحقيق اختراق في الملف السياسي والحصول على انجازات في اطار القضايا الأساسية في الصراع مع الاحتلال.   3-ستواجه حماس حالة من التنافس مع حركة « فتح » التي لن تكون سعيدة او مساهمة في انجاح برنامج مغاير لبرنامجها، ما سيدفعها على الأرجح الى عدم المشاركة في حكومة ائتلاف وطني تسعى اليها حركة « حماس » للخروج من مأزق فوزها الكبير، في محاولة من « فتح » إقناع الشارع الفلسطيني بفشل « حماس »واستعدادا اما لانتخابات مبكرة او لجر « حماس » نحو مربع التفاوض وتحقيق حكومة وفق برنامج « فتح » نفسها القائم على التفاوض مع الاحتلال او في احسن الاحوال المزاوجة بين المقاومة والتفاوض.   وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق بتاريخ 28كانون الثاني 2006، حذر زعيم حماس االسلطة الفلسطينية من محاولة « تعطيل » انتصار الحركة في الانتخابات التي جرت يوم 25 كانون الثاني عبر تسريع تسليم السلطة اليها، واكد ان اتفاق اوسلو « انتهى زمنيا ودفن وقد ابنه الجميع » لكنه اوضح « لدينا سلطة نشأت على اساس اوسلو وسنتعامل مع هذا الواقع بواقعية شديدة ». وبخلاف اعلانه ان « حماس لا تزال تمد يدها الى المشاركة » مع القوى الفلسطينية الاخرى، فان رئيس المكتب السياسي لـ »حماس » بقي غامضا في ما يتعلق بالعلاقة مع الكيان الصهيوني ، وارفق حديثه المتكرر عن « الواقعية » بتأكيد تمسك الحركة ببرنامجها « الذي انتخبها الشعب الفلسطيني على اساسه ».   4-ستواجه « حماس »  تعقيدات الواقع الجديد ، لجهة صعوبة قدرتها على الإلتزام ببرنامج تحرير كل فلسطين ، نظرا لوجود محيط  عربي و صهيوني و دولي رافضالإستراتيجية المقاومة المسلحة، و خيار التحرير . ف »السلام » هو الخيار الاستراتيجي الذي تبنته القمم العربية واكثرها صراحة قمة بيروت ،2002 فضلا عما سيخلفه فوز « حماس » من قلق لدى الانظمة العربية التي تعاني الكثير منها من حركات الاسلام السياسي، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين التي حركة « حماس » ذاتها جزء منها، ما قد يدفع ببعض هذه الانظمة الى العمل بشكل مباشر او غير مباشر على إفشال تجربة قيادة حركة « حماس ».   5-أما التحدي الأكبر أمام « حماس » فيتجسد في الكيان الصهيوني الذي سيبذل كل السبل لافشال حركة « حماس » في تحقيق برنامجها السياسي، فهذه الحركة لا تزال ترفض الإعتراف بهذا الكيان الصهيوني،الذي قام باغتيال العشرات من قادتها ومؤسسيها على أمل في اضعافها غير انه كان يقدم لها المزيد من التأييد الشعبي والجماهيري.   ومن غير المتوقع بالمطلق ان تقدم »إسرائيل »اي مساعدة ممكنة لحركة « حماس » اذا ما قامت بتشكيل الحكومة، بل قد لا يسمح بتنقل الوزراء واعضاء المجلس التشريعي من الحركة بين المدن الفلسطينية أو بين الضفة والقطاع، في محاولة لشل اي حكومة، كما سيعمد الى جملة من التعقيدات في الحياة الفلسطينية كنوع من العقاب الجماعي للمواطنين ومحاولة إقناعهم بفشل اختيارهم لحركة « حماس ».   5-صعوبة حكم التعايش بين عباس و حماس   بعد يوم واحد من تنصيب المجلس التشريعي الجديد الذي تهيمن عليه حركة حماس، كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الفلسطينية. ويعتبر  إسماعيل هنية من جيل القيادات الشابة لحركة حماس الذي صعد باكرا إلى قمة المسؤوليات. ويعزو المحللون هذا الترقي  في تحمل المسؤوليات  إلى السياسة الصهيونية التي ركزت في البداية على اغتيال القيادات العسكرية ، ثم توسعت بداية من عام 2003 لتطال  القيادات السياسية من حركة حماس.   ويعتبر إسماعيل هنية إسلاميا براغماتيا، إذ إنه كان من المؤيدين لدخول حركة حماس إلى المؤسسات السياسية الفلسطينية الموروثة من اتفاقات أوسلو،و حافظ دائما على عدم الخروج علانية عن الخط الرسمي لحركة حماس الذي يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني ، ويؤكد على استمرار خيار المقاومة  المسلحة من دون قيود.   و السؤال الذي يطرحه  المحللون في العالم العربي ، هل إن التعايش بين الحكومة التي يرأسها إسماعيل هنية بعد فوز حماس بالغالبية المطلقة في المجلس التشريعي الفلسطيني ، و بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ينتمي إلى حركة فتح ، سيتم سلميا ، و سيدوم طويلا ، في ظل تزايد الضغوطات الغربية على حركة حماس، و انتهاج الكيان الصهيوني استراتيجية عقابية للشعب الفلسطيني قوامها المحاصرة الاقتصادية و التجويع؟   إن التجربة الديمقراطية  في فلسطين المحتلة  لم تنضج بعد لكي تقبل مبدأ التعايش في الحكم على غرار الديمقراطية الكلاسيكية في الغرب، لأسباب متعددة، لعل أهمها:   1-إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لا يتمتع بالمواصفات القيادية التي كان يتمتع بها سلفه ياسر عرفات، لكن الصحيح أيضاً أن هذا الرجل لديه قدرة فائقة على امتصاص الأزمات، وأنه، وإن تنقصه مناورات أبو عمار وحضوره الكاسح، فإنه يحظى باحترام كبير في أوساط « فتح » وفي الساحة الفلسطينية كلها، إضافة إلى  أنه يحظى أيضا بدعم كبير في الساحتين العربية والدولية.وفضلا عن ذلك ، فإن خطاب أبومازن يعترف بالكيان الصهيوني ، و يعارض بشدة  خيار المقاومة المسلحة. فالعنف يمثل في نظره منذ زمن طويل خيارا غير مفيد وغير منطقي كأن يصار إلى استخدام أضعف الأسلحة الفلسطينية ضد الخاصرة الصهيونية الاقوى. وهو  يقارن بين فوائد العنف الهزيلة وتكاليفه الباهظة: « اسرائيل » نجحت في رص صفوفها الداخلية، الولايات المتحدة اختارت معسكرها، المجموعة الدولية ادارت ظهرها للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية في حال انهيار.و من وجهة نظر أبومازن ، الهدف المنشود في رأيه هو على العكس معاودة الصلة مع مختلف المجموعات الصهيونية والتحدث بلغة تفهمها واشنطن وكسب العالم لصالح القضية الفلسطينية. لذلك على الفلسطينيين تهدئة الاوضاع وترتيب البيت الفلسطيني والسيطرة على الميليشيات المسلحة وبناء مؤسسات شفافة ومركزية وخصوصا وقف الهجمات المسلحة على الكيان الصهيوني.   2-  هناك تناقض  سياسي و وأيديولوجي بين الرئيس الفلسطيني و حركة حماس ، يتمثل في رفض هذه الأخيرة الاعتراف باتفاقات اوسلو، بوصفها أساس وجود السلطة  الفلسطينية.  وينتج من ذلك انشطار السلطة الفلسطينية الى استراتيجيتين تلغي الواحدة منها الأخرى، وهو واقع يتم إخفاؤه بالإعلان عن وقف إطلاق النار وغيره من الحلول المؤقتة بدل مواجهته. ويعمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على  تعزيز سلطته ، عبر اضطلاعه بمركز القوة الموازية لـ « حماس »في الحكومة. وهو يملك صلاحية تعيين رئيس الوزراء وإقالته ونقض القوانين، وهو يتولى أيضاً منصب قائد القوات المسلحة، على رغم ان صلاحيته تمر عبر وزير الداخلية. فهل يستطيع عباس أن يمنع « حماس » من ضم أعضاء الميليشيا التابعة لها والبالغ عددهم خمسة آلاف عنصر إلى جدول رواتب قوى الأمن مثلاً؟ أيمكنه إدارة المساعدة الدولية من خلال مكتبه وليس من خلال الوزراء المسؤولين عن الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية؟   3- إن الإشتراط الذي تفرضه الدول المانحة للمحافظة على تدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية ، هو أن تعترف حماس بالكيان الصهيوني،  و أن تستعد للتنازل عن بعض مبادئها الإيديولوجية بغية تحقيق الاعتراف الدولي والمحافظة على تدفق الأموال إلى خزينة السلطة الفلسطينية.   4-إن حركة حماس تجد نفسها  للمرة الأولى أمام اختبار حقيقي محلياً وإقليمياً ودولياً.فوصولها إلى السلطة يفرض عليها تحولات مؤلمة ، كمثال   الاقتراب من مناقشة « المحرّمات »، وإعادة النظر في كل ما كان ممنوعاً وغير أهل للتفكير في السابق .   بالنسبة للعديد من المراقبين الفلسطينيين يبقى الامل الوحيد في الخروج من المأزق الراهن و إقامة حكم تعايش بين عباس و حماس ، هو تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح ، كمخرج مناسب لمسألة الاعتراف بالاتفاقات من خلال توزيع أدوار. فحركة حماس لا تنازع الرئيس عباس- بوصفه الطرف المقبول دوليا و صهيونيا- صلاحياته الدستورية بشأن  إدارة  المفاوضات مع الكيان الصهيوني ، و كذلك السياسة الخارجية بالإجمال ، اللتين لا تدخلان في صلاحيات المجلس التشريعي . فيما تتولى حماس مسؤولية الوزارات الاجتماعية التي تعنى بشؤون المواطنين الفلسطينيين.   فهل ستلعب فتح دور خشبة الخلاص لبرنامج حماس السياسي السابق؟ المؤكد أن وصول حماس إلى السلطة يتطلب منها مواجهة التحديات الداخلية و الإقليمية و الدولية ببرنامج مغاير لبرنامجها القديم.   خاتمة:   هناك إجماع عربي و إسلامي يقول أن وصول حركة حماس إلى السلطة سيجعلها تواجه تحديات كبيرة . ففي ظل هذا الوضع الجديد، هل ستستمر حركة حماس في تبني استراتيجية  سياسية و عسكرية يحدّدها في شكل كامل النضال من أجل تحرير فلسطين، مع ما يقتضيها ذلك المحافظة على سلاحها الذي ينتمي عمليا ً  إلى المرحلة التي كانت فيها في صف المعارضة، أم أن حماس بحكم براغماتيتها السياسية  ستستبدل  النضال المسلح برؤية سياسية ، و ستتحوّل تاليا من ثقافة الحرب نحو ثقافة السلطة، والإهتمام بالإدارة الملموسةلها.؟!.   من  السابق لأوانه إعطاء جواب قطعي على هذا التساؤل المشروع ، إذ إنه ليس من السهولة بمكان   أن تتخلى حماس عن استراتيجية المقاومة، و بالتالي عن ثقافة القتال التي تعتنقها بمجرد أن تسلّمت  زمام السلطة  فجاة.. إنّه وضع تقليدي بالنسبة إلى حركات التحرير الوطني،  وإن كان الوضع الفلسطيني يتميز بتعقيداته الخاصة نظرا لوجود استعمار استيطاني  على أرض فلسطين ،فضلا عن أن  الدولة الفلسطينية  التي يمكن قبولها غير موجودة.   من المؤكّد أنّ حركة حماس ستحاول التأكيد على التزامها بتحرير فلسطين تحريراً كاملاً، وإدارة السلطة الفلسطينية عبر تبنيها مشروع السلام العربي الذي طرحه العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيزكمخرج للضغوطات التي بدأت تمارس عليها دوليا، لاسيما من جانب الدول المانحة للسلطة الفلسطينية.   كبار المسؤولين الصهاينة ،ورؤساء في الجيش الصهيوني ،وعدد كبير من كبار قادة المؤسسة الأمنية عبروا عن تشاؤمهم في اجتماع عقدوه مؤخرا ، بقولهم :أن « حركة حماس تريد هدنة الآن فقط لاعتبارات تكتيكية ». وهم على قناعة أيضا  أنه « اذا تمكنت حماس من الاستيلاء على السلطة الفلسطينية، فإنها ستعمل بجد من أجل التحضير للمواجهة المقبلة مع اسرائيل من دون ازعاج من أحد وستكون مواجهة لا مثيل لها ». فهم يعتبرون أنه  اذا سيطرت حماس على البنية المدنية في السلطة الفلسطينية، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فسيعرض هذا الأمر الكيان الصهيوني للخطر، لأن الحركة تُحضر نفسها للمواجهة القادمة.   (المصدر: هذه الدراسة الجديدة  نشرتها مجلة « حوار العرب »  الشهرية – العدد 16 – مارس 2006، وهي تصدر عن مؤسسة الفكر العربي ببيروت، ويرأس تحريرها الدكتور محمد الرميحي.)


اللعنة الطائفية
محمد كريشان   قبل يومين كتب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص مقالا مؤثرا بجريدة السفير تحدث فيه بألم وحرقة عن التصنيفات الطائفية التي باتت متوغلة في حياتنا السياسية الحالية بين المسلمين بين سنة وشيعة وما يحمله ذلك من نذر شؤم اكتوي لبنان بنارها لسنوات وها هو العراق الآن علي الطريق إذا لم يعمل العقلاء علي وأد فتنة مدمرة لا تعكس فقط ضيق أفق وتعصب يلغي العقل بل وحتي الإيمان بالدين الحنيف نفسه.   كل العراقيين الذين تعرفهم أو تلتقي بهم لا يختلفون في معظمهم في القول إن هذه النعرة الطائفية البغيضة والمتخلفة بين سنة وشيعة لم يكن يعرفها أبناء العراق أبدا، وعلي حد قول أحدهم فأنت لا تعرف دين أحدهم أو مذهبه إلا بعد أن توافيه المنية في ضوء ما يقام له من مراسم، وكان الأهالي ينهرون أولادهم إذا ما عن لأحدهم أن يسأل عن شيء من هذا القبيل. حتي الرئيس العراقي السابق وما عرف به عهده من جور واستبداد لم يكن طائفيا، علي عكس ما يروجه البعض، بمعني أن الولاء لشخصه ونظامه هو الميزان الذي تقاس به كل الأمور عنده وليس اعتناق هذا أو ذاك للدين الفلاني أو المذهب العلاني.   هذه الطائفية المقيتة فيروس كريه حمله العائدون علي ظهور الدبابات الأمريكية لأنه يمكن أن يشكل وقودهم الوحيد إن هم عملوا علي إذكاء المخزون الديني الكامن في كل شخص بطريقة انتقائية لئيمة وإقصائية حتي بات الانتماء للطائفة يتقدم عن كل ما عداه والولاء لها يتفوق عن الولاء للوطن والدين نفسه. هذا ما كشفته أحداث عديدة كان آخرها الاعتداء المدان علي المراقد في سامراء وما فجره من أعمال قتل وانتقام لم تراع لبيوت الله حرمة فنهب منها ما نهب وحرق منها ما حرق وسط حديث معيب عن مساجد للسنة وأخري للشيعة، وهي أعمال لم تتجرأ علي ارتكابها بهذه الفظاعة والاتساع قوات الاحتلال نفسها التي كان يشهر بها لاقتحام مسجد هنا أو هناك أو إهانة للمصحف الكريم فإذا بمن تمكن به جن الطائفية وتلبـّــسه يفعل ما هو أشنع وألعن.   من الصعب إقناع العالم بعد كل هذه الضغينة والحقد المقيتين أن مصيبة العراق هي في بقاء الاحتلال، بل إن ما يحصل لن يصلح إلا لإطالة أمده وليس من الصعب أبدا السعي للترويج بأن أبناء العراق يحملون لبعضهم من الكراهية ما يجعل مغادرة القوات الأجنبية إشارة الانطلاق لحرب تصفية مذهبية واسعة لا تبقي ولا تذر. لقد نفخ الطائفيون العائدون إلي العراق في نار هذه الفتنة التي عمل علي إيقاظها من رماد التاريخ الغابر المحتلون ثم زاد في إذكائها والانخراط فيها جماعة الزرقاوي ومن يوصفون بالتكفيريين الذين تقدمت عندهم مقاتلة الشيعة عما عاداه من قتال، فيما تسرب الفيروس الطائفي إلي المؤسسة الأمنية التي تحول قسم كبير منها تدريجيا من صمام أمان وملاذ يحمي أمن الناس عامة إلي عصابة طائفية لتصفية حسابات قديمة وجديدة وكثير منها لحسابات غير عراقية أصلا.   و إذا لم يكن أمام العراقيين أو اللبنانيين من خيار سوي التصالح مع تاريخهم والعيش المشترك في دولة عصرية تحمي قوانينها ومؤسساتها المواطن مهما كان دينه ومذهبه فإنه من العبث الخطير ترك فيروس الطائفية يمتد الآن إلي الساحة الفلسطينية عبر هذا الحديث عن مجلس شيعي مصطنع لن يزيد الأمور إلا سوءا في ساحة لا ينقصها التوتر أصلا. لهذا فلا مفر الآن لهم سوي السعي الدؤوب والصعب لإعادة مارد الطائفية إلي قمقمه لأنه إذا تعملق أكثر وغذته أحقاد الساسة والمتاجرين بالسياسة وأطماع القوي الكبري فسيكون ذلك تسونامي المنطقة المقبل ربما بما لا يبتعد كثيرا عن مأساة رواندا المخجلة أواسط تسعينات القرن الماضي… لا سمح الله   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 مارس 2006)
 

 

رسالتي إلى العلمانيين في مصر

د. عصام العريان   عندما فكرت في مخاطبة العلمانيين العرب والمصريين خاصة تبادر إلى ذهني عدة خواطر سريعة أحب أن أتقدم بها بين يدي رسالتي إليهم:   أولا : أهمية الحوار على كافة الأصعدة داخل الوطن الواحد بين كل الفرقاء فهو يتيح التعرف عن قرب على أفكار الأطراف المختلفة وقد يؤدي إلى الاتفاق على قواسم مشتركة تنقلنا إلى عمل مشترك. وهنا ألفت النظر إلى أنني أدرت عام 1984 ندوة هامة وحظيت بإقبال شعبي كبير في « دار الحكمة » بنقابة الأطباء تحت عنوان « الإسلام في مواجهة العلمانية » دعي إليها وقتها الشيخان المرحوم محمد الغزالي والدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ومن الطرف الآخر دعي الدكتور فؤاد زكريا متعه الله بالصحة والمرحوم فرج فودة الذي امتنع عن المشاركة. وقد طبعت في كتاب ونسخت على أشرطة كاسيت وفيديو وقتها.   ثانيا : أنني أقتطع هذا الوقت للكتابة من بين ورشة عمل الآن لمدة أربعة أيام (6ـ 9/2/2006) بمقر لمنظمة الصحة العالمية الإقليمي بمصر وتنظمها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية حول « الوراثة والتكاثر البشري بين رؤية الأديان السماوية ورؤية العلمانية » ويشارك فيها علماء دين مسلمون ورجال دين مسيحيون ويهود وأطباء من بلاد مختلفة وخلفيات فكرية متنوعة لمناقشة موضوع عام يرتبط بالتطور العلمي ودور الأخلاق والقيم في ضبط التجارب في مجال الوراثة والاستنساخ ومدى اختلاف منظور الدين ومنظور الفكر العلماني حول هذه المسألة الخطيرة. إذن هناك ارتباط ذهني أن الدين في مواجهة العلمانية. فهل هذا هو الواقع في مصر والوطن العربي كما هو في الغرب؟ وهل المدى الذي وصل إليه فصل الدين عن العلم أو عن الخلق أو عن القانون فضلا عن الدولة هو ما يمكن أن يصل إليه العلمانيون العرب وفي مصر التي عرفت الدين منذ عصور الفراعنة.   ثالثا : عندما فازت حركة « حماس » المقاومة الإسلامية بالأغلبية في الانتخابات الفلسطينية التشريعية الأخيرة وقبلها في المحليات والبلديات كانت أكثر التعليقات خاصة في الغرب تصف الفوز أنه على حركة « فتح » العلمانية، فما معنى وصف « فتح » بالعلمانية؟ وهل ذلك صحيح وقد نشأت فتح من قبل من أفراد ينتمون في بواكير حياتهم إلى « الإخوان المسلمين » وهل يمكن وصف أحزاب مصرية « الوطني » « الوفد » مثلا بالعلمانية كما يتردد في الصحف الغربية وتنقلها عنها الصحف المصرية والعربية وأنا أرى في حياتي كثيرين متدينين في أوساط الحزبيين، وكانت ملاحظتي عندما شاركت في مؤتمر حزب « التجمع » اليساري ذي الجذور الماركسية قبل سنة تقريبا ولاحظت ارتفاع نسبة المحجبات وعندما أبديت ملاحظتي قال لي الأستاذ حسين عبد الرازق أن نسبة المواظبين على أداء الصلاة من المنتسبين للحزب أزداد بدرجة كبيرة جدا ،وقبلها بسنوات كتب الصديق الدكتور رفعت سد أحمد في « أخبار اليوم » عن « الناصرية الإسلامية » ثم حرر الصديق الدكتور عبد الحليم قنديل وآخرون سفرا ضخما حول « الناصرية والإسلام » فهل يمكن اعتبار هؤلاء رغم انتسابهم إلى أحزاب « علمانية » بأنهم علمانيون أي لا دينيون بالمعنى المتبادر إلى الذهن نقلا عن التجربة الأوروبية؟!! وهنا نجد تصنيفا آخر يضع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أو الدينية في مواجهة الأحزاب السياسية الأخرى التي لا تستند إلى تلك المرجعية في مواجهة علماني /إسلامي أخرى تعتمد على الموقف السياسي وليس الديني ، فالإسلاميون يعتمدون مرجعية دينية تتخلخل في شئون الحياة العامة وتنظم حياة الناس بقواعد عامة تستند إلى الشريعة بينما الآخرون يعتمدون مذاهب فكرية وضعية من صنع البشر غالبيتها مستوردة أو معدلة عن الغرب مثل : الفكرة القومية أو الاشتراكية أو الماركسية أو الليبرالية وهي في بلادنا تحصر الدين في الشأن الشخصي الفردي فقط أو على الأكثر في الشأن الأسري يضم الزواج والطلاق والميراث إلى الشأن الشخصي.   بينما نجد أن كل الأحزاب في الغرب لا تعتمد مثل ذلك التقسيم حتى مع تسمية بعضها بالمسيحية حيث أن المسيحية لا تعرف شريعة عامة تنظم الحياة وهنا ينصرف الوصف الديني إلى سياسات محافظة فقط تستلهم رؤية الكنيسة الكاثوليكية المحافظة في مجال الحق في الحياة ضد الإجهاض والتحفظ تجاه الشواذ وغيرها من القضايا الاجتماعية. **** كيف نعرف العلمانية في بلادنا؟ ومن هم العلمانيون في مصر؟   سؤالان يصعب الإجابة عليهما ، وهما من الأهمية بمكان إذا أردنا أن نوجه إليهم رسالة واضحة. ينكر العلمانيون المصريون أنهم ضد الدين ودوره في الحياة حتى غلاه الماركسيين، ولكن الأكثرية منهم تبدي رفضا لتدخل الدين في الشأن العام أو تحفظا قويا على ذلك الأمر أو خشية من فرض رؤية واحدة للفهم الإسلامي للنصوص على بقية الناس. لقد نادى البعض الآن في كتابات متكررة بمصطلح « العلمانية المؤمنة » ويدللون على ذلك بما حدث بتركيا التي ينص دستورها على علمانية الدولة على عكس دساتير الدول العربية في غالبيتها التي تنص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام حتى في الدول التي حكمها أحزاب بعثية مغرقة في العلمانية وهنا اتساءل بالمناسبة إذا كان النص في دستور تركيا على العلمانية (وكذلك في فرنسا) محبذا ومحل تقدير لدى البعض فلماذا ينكرون على واضعي دساتير أخرى النص المقابل؟!! أنا أعتقد أن هناك أسبابا أدت إلى هذا الالتباس في فهم مسألة « العلمانية » ولا أريد أن أحيل القارئ إلى الخلفيات الفلسفية التي شرحها الدكتور عبد الوهاب المسيري في سفرية حول العلمانية الكاملة والعلمانية الجزئية. جوهر المسألة في نظري أن العقل المصري والعربي والمسلم عندما صدمته الحضارة الغربية « اليهودية والمسيحية » في جذورها أرتبك ارتباكا شديدا في مواجهتها وانقسم إلى طائفتين كبيرتين تحملان تنوعا داخليا ضخما وكان الفرز حول الإجابة عن سؤال : على أي أساس نقيم نهضة تستطيع مواجهة التحدي الاستعماري؟ كان جواب أغلبية المبهورين بالتجربة الغربية وعلى مذهب ابن خلدون في تقليد المهزوم للغالب أننا لابد أن نقيم نهضتنا المرتقبة على تقاليد الغرب في كل شيء دون أي حساسية وأن الإصلاح الديني يجب أن يصل إلى الحدود التي وصل إليها الغرب في الفصل التام بين الدين والشأن العام وحصر الدين في شأن شخصي محدد جدا. تصدي لذلك المفهوم الذي ساد مع بواكير القرن العشرين قلة قليلة من المفكرين والعلماء وكان أكثرهم تأثيرا من جاء من خارج المؤسسة الدينية التقليدية ومن العجيب أن تلامذة الشيخ الأمام محمدعبده المصلح الديني كانوا من أبرز دعاة العلمانية السياسية ولعل ذلك هو الذي صبغ سياسي مصر منذ ذلك الوقت بطابع ديني رغم وقوفهم في مربع  » العلمانية « . تبلور الرد الشعبي على النزعة العلمانية الليبرالية مع النصف الأول من القرن العشرين ثم الاشتراكية القومية من النصف الثاني مؤخرا في الحركة الإسلامية التي تعرضت في الحالتين لاضطهاد كبير وإن كان على يد النظم الثورية الاشتراكية والقومية بصورة أعنف. لم يثر السؤال حول العلاقة بين الإسلاميين والعلمانيين طوال تلك الفترة ولم يجر حوار جاد الحوار كان مهمة الأجهزة الأمنية التي تولت الشأن الإسلامي. الدافع الآن للحوار والنقاش ومحاولة بلورة تصور مشترك للخروج من المأزق المصري والعربي هو : الفشل الذي وصلت إليه تجربة الدولة العلمانية في مصر في العالمين العربي والإسلامي ربما أدي إلى دعوة الاحتلال من جديد وهيمنة الصهاينة والأمريكيين على المنطقة وثرواتها. يقوي هذا الدافع بتصاعد المد الإسلامي بقوة وحلوله في انتخابات حرة ونزيهة في الصدارة.   والأسئلة الحائرة ما زالت كما هي :   ما هو مفهوم الدين الإسلامي ؟ ما هي حدود تدخل الدين الإسلامي في الشأن العام ؟ هل يمكن لشخص واحد أن يفرض فهمه على الآخرين ؟ أو بمعني صريح ما هي حدود حرية الاختلاف في الإطار الديني ؟ ما هو موقف الإسلام من الحريات الشخصية والحريات العامة ؟ وهل يمكن تصور تطبيق إسلامي معاصر خاصة في مجال العقوبات ؟ ما هي الحدود التي يفرضها الانتماء إلى عالم واحد علماني بطبيعته شرقا وغربا في التعامل مع هذا العالم ؟ وهل سيتم عزل أي دولة تطبق النظام الإسلامي بما يعنيه ذلك من آثار سلبية خطيرة؟ وهل نحن بحاجة الآن ونحن لم نحسم حوارنا الداخلي إلى فتح حوار إسلامي علماني على المستوي العالمي ؟ خاصة وقد فرض نفسه علينا مع أزمة الرسوم الكرتونية  » الكاريكاتيرية  » الدنماركية ؟!!   أسئلة كثيرة حائرة منذ مطلع القرن الماضي تفاوتت الإجابة عليها ولكن الوضع الحالي يلقي بأثقاله علينا وتتعاظم الحاجة إلى اجتهاد جديد وتجديد مستمر وإصلاح بنية العقل المسلم وإعادة الاعتبار إلى علوم شرعية نقليه وعقلية لإخراجها من التقليد إلى التجديد وإعادة الاعتبار إلى فرضية الاجتهاد في الإسلام من منطلقات إسلامية ذاتية وليس كرد فعل فقط أو من نفسية مهزومة إزاء الغرب المنتصر. لذلك أوجه رسالتي إلى الإخوة العلمانيين في مصر والوطن العربي : تصالحوا مع الدين : إسلاميا أو مسيحيا أو حتى يهوديا فهو طاقة روحية هائلة وطاقة تحرر وإبداع. حولوا طاقة التدين عند الشعوب إلى طاقة عمل وإنتاج . تعرفوا على المفاهيم الإسلامية المعتدلة ولا تحشروا كل الإسلاميين في سلة واحدة ولا تنجرفوا مع المفاهيم الغربية عن الإسلام. أفصموا علاقة التبعية بالفكر الغربي لا مانع من الاستفادة والتفاعل مع الغرب : فكرا وثقافة وحضارة وعلما وتكنولوجيا ولكن من موقع مستقل وليس تابعا. ولا تقفوا في وجه الديمقراطية بحجة أنها ستؤدي إلى فوز الإسلاميين فهذا تناقض شديد يؤدي إلى خسارة الجميع. كونوا مع الحرية للجميع مع ضمانات حقيقية جادة عبر الحوار المتصل أن تبقي راية الحرية ودعائم الديمقراطية مستمرة. لا تساندوا نظما استبدادية ثبت فسادها وفشلها وديكتاتوريتها خشية تحولات قد تكون على نفس النمط ، فالخطر القائم الحالي يجب مواجهته قبل أن نتحسب لمخاطر قادمة الله أعلم هل تقع أم لا ؟ كونوا في خندق المقاومة والتصدي والصمود في وجه الهجمة الصهيونية والأمريكية والتي تسكت عنها أوروبا حينا وتساندها أحيانا وبداية المقاومة هي في العقل والفكر والوجدان ، فالمهزوم فكريا لا يستطيع أن يقاوم. شاركوا في حوارات متصلة وجادة ومنتجة تؤدي إلى بلورة القواسم المشتركة التي تدفع الجميع إلى عمل وتنسيق للجمهور ، لا تضعوا العصي في دولايب الحركة والعمل والمشترك بين الإسلاميين غيرهم وها نحن نري حماس في فلسطين كيف تدعو فتح إلى المشاركة وهي التي تتمنع بعد أن انفردت بالقضية والقرار أربعين سنة عجاف أدت إلى ما نراه الآن من ابتلاع الأرض والثروات انتهاك المقدسات وتهديد الأقصى وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه وهو ما تصنعه الأنظمة العربية العلمانية التي يساندها بعض العلمانيين بشعوبها. اعملوا على نهضة حقيقية تقوم على الطاقة الإيمانية والعلم الدؤوب والتقنية والتكنولوجيا الحديثة نهضة عربية إسلامية قادرة على وضع العرب والمسلمين في مصاف الأمم الحديثة فنستطيع إجراء حوارات عالمية من موقع المساواة وليس من موقع التبعية.   (المصدر: « قائمة مراسلات 18 أكتوبر » بتاريخ 7 مارس 2006 نقلا عن يومية « المصريون » بتاريخ 27 فيفري 2006)  


البعد الديني في السياستين الداخلية والخارجية لسورية

د. محمد عجلاني (*)   من الصعب جدا عدم ملاحظة امر هام وهو هام وله دلالاته ومعانيه، ان النظام السوري له علاقات جيدة وحتي تحالفية مع جميع التيارات الاسلامية والعربية التي تعمل خارج سورية من حزب الله ومرورا بحركة حماس في فلسطين وانتهاء بالنظام الايراني الاسلامي وحتي بحركة الاخوان المسلمين في السودان، ما عدا ذلك، فهو يرفض وما زال مستمرا في رفضه لاجراء اي حوار او تسوية مع تنظيم الاخوان المسلمين في سورية، الذي يعبر عن الذراع السياسية للحركة الاسلامية في سورية، هذا الرفض والتعنت الغبي دفعا زعيم التنظيم البيانوني الي عقد تحالف مؤخرا مع خدام الخارج من رحم النظام وبطانته الفاسدة.   والغريب في الامر انه لم يبن جوامع ومساجد وحلقات تدريسية اسلامية ومعاهد ولم تشهد سورية مثل هذا الحشد من الاقبال علي الدين، الا في عهد الاسدين، ولسان حال الحكم يقول افعلوا ما شئتم من صلاة وعبادة وفكر وممارسة شعائر وتحجب ومكاتب دينية لكن لا تقربوا عل شغلة واحدة، وهي اتركوا السياسة والامن الخارجي والجيش لنا لابناء السلطة أي اتركوا للقيصر هذه الامور وتدبروا اموركم الاخري وهكذا نعيش بسلام. وكأن البلد تقاسمها الحكم مع الاسلاميين، وتناسوا بأن سورية بلد الثقافة والمفكرين وبلد الانفتاح الفكري وبلد التسامح ومن شهد المجادلات والنقاشات البرلمانية ويطلع علي محاضرها في الخمسينات من القرن الماضي يقف اجلالا واحتراما لهذا البلد الذي سبق الجميع في مجال الفكر والجدل ومقارعة الحجة بالحجة.   والاغرب من هذا وذاك، ان الغربيين وعددا كبيرا من المراقبين يعتبرون ومنهم اسرائيل ان الحكم اذا فقده ابناء السلطة الحالية سيذهب للاسلاميين. وكأنه لا يوجد بين السلطة والاسلاميين تيار اخر ينادي بالديمقراطية والعلمانية الحقيقية وبالانفتاح الفكري وباحترام التعددية وعدم إلغاء الآخر، وليس قدر سورية أن تعيش بين الثكنة والمسجد. سورية بلد متسامح وله مكانته الخاصة وتنوعه الطائفي والديني ثراء لهذا البلد.   وما حرق السفارات النروجية والدنماركية مؤخرا الا عبارة عن تطرف ديني لم يكن له وجود في سورية ولكن السلطة هي التي اوجدته، اوجدت نوعين من التيارات الدينية، تيار لا يهتم الا بشعائر الوضوء والذكر والركع نهارا وليلا، وتيار اخر فوضوي ديني علي بعثي في الصباح يتحدث بالدين وفي الليل يتحدث بأمور البزنس والاعمال التجارية، وما بينهما حلقة الدراويش كفتارو وجماعته ثم النقشبندية وما تلاهم.   واضف الي هذا وذاك التيار الشيعي الصاعد بقوة من حي الامين بدمشق مرورا بحي العمارة وانتهاء بالست زينب، وهذه كلها تخضع لمراقبة عيون السلطة التي توظفها عندما تهدد كما حدث في ملف مقتل الحريري وكذلك بالرسوم الكاريكاتورية التي طالت مؤخرا الرسول (ص).   النظام السوري فهم تماما التركيبة الدينية المعقدة لموازييك سورية لذلك فهو يناور ضمن هذه التركيبات ويحاول ان لا يغضب الكل دفعة واحدة بل ويرمي القسم الاكبر منهم في نفس الوقت، فهو تراه يختلف مع ابناء الزعيم الدرزي سلطان باشا الاطرش لكنه في نفس الوقت يتوجه الاسد الاب الي السويداء في منتصف الليل للتعزية بوفاة سلطان باشا الاطرش، بينما احفاده وابنه كانا في صفوف المعارضة، ونفس الامر يفعل مع وليد جنبلاط، فهو ضد الجنبلاطيين في لبنان، ولكنه مع الدروز في سورية، عملا بسياسة ضربة علي الحافر وضربة علي النابر، سياسة العصا والجزرة ونفس الامر يفعل مع المسيحيين في سورية، فهو دائما يذكرهم بأنه اول من انقذ المسحيين من هزيمة حقيقية في لبنان علي ايدي قوات جنبلاط، وعندما حصل اقتحام مركز الجنرال عون في التسعينات من طرف القوات السورية، ابعدت القيادة العسكرية السورية العاملة في لبنان الضباط المسيحيين السوريين من عملية الاقتحام، حتي لا يحصل تعاطف مع ضباط لبنان.   والنظام يساير الطائفة المسيحية في سورية بتياراتها المختلفة من كاثوليكية الي بروتستانتية الي مارونية وارثوذكسية ويخصص حلقات دينية اعلامية لها، وجعل عيد الميلاد عيدا رسميا دينيا لسورية، ولرجال الدين المسيحيين اعتباراتهم الخاصة ومداخلاتهم وعلاقاتهم داخل السلطة السياسية، والنظام اقام استقبالا حافلا مؤخرا للبابا الراحل يوحنا بولص الثاني شارك فيه الرئيس الاسد شخصيا، مستقبلا ومودعا له عندما زار سورية قبل وفاته بمدة قصيرة. ونفس الامر يفعله مع الطائفة الاسماعيلية فهو يستقبل كريم اغا خان زعيم الطائفة ويقيم له كل مراسم الاحتفال ويشجع مؤسسته العلمية والثقافية علي منح بعثات دراسية لابناء الطائفة الاسماعيلية.   هكذا هو قدر سورية، ان تعيش بهذا الثراء الفكري والطائفي والديني، ولكن قدرها ايضا ان تنعم بنظام ديمقراطي حر وذي شفافية كاملة، بحيث لا يكون هناك رئيس الي الابد، ولا تكون هناك هيمنة لفئة معينة علي اخري، بل الجميع سواسية كأسنان المشط بحيث يحق للمسيحي كما للسني كما للعلوي او الدرزي او الاسماعيلي ان يتبوأ اعلي المناصب ولكن بشكل ديمقراطي وعن طريق الانتخابات الشفافة النزيهة الحرة.   (*) رئيس مركز دراسات الحياة السياسية السورية في باريس   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 مارس 2006)

Home – Accueil الرئيسية

Lire aussi ces articles

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.