TUNISNEWS
7 ème année, N° 2260 du 30.07.2006
اللجنة العربية لحقوق الإنسان: إلى متى استمرار الفواجع في لبنان وفلسطين والعراق؟ رويترز: تونس تعبر عن صدمتها ازاء « المجزرة البشعة » في قانا رويترز: تونس تطلق حملة للتبرع بالدم بعد « مجزرة قانا » الحياة: 17 مفقوداً في غرق مركب مهاجرين قبالة تونس قنا: إعلان تونس يدعو الدول العربية لتعزيز أجهزة المكافحة والجمارك قنا: رؤساء أجهزة المكافحة العرب يقرون تدابير إضافية للتصدي للمخدرات الحياة: وزراء السياحة العرب يطالبون بتطوير السياحة البينية الشرق الأوسط: جميلة جميلات العرب تونسية في ليلة لصالح أطفال لبنان الشرق الأوسط: المهرجانات الخليجية والعربية.. «تحت النار» الصيف خالف التوقعات.. وبعض الفنانين اعتكف في منزله الحبيب مباركي :مأساة مساجين الرأي في تونس:شهادة السجين إبراهيم الزغلامي
عبدالحميد العدّاسي: للبنان وفلسطين القنابل الذكيّة ولنا في تونس ماريا كارى محمد العروسي الهاني: تدعم الذاكرة الوطنية و تتذكر يوم 31 جويلية 1954 الشروق: غدا الجلسة الخارقة للعادة لجمعية القضاة: نحو إعادة التركيبة القديمة للمكتب التنفيذي الشروق: بن ضياء في لقاء صريح وساخن: أدعو التجمعيين إلى الدفاع عن أفكارهم وتبليغ ارائهم بشجاعة وحيد حامد دهشان: هي وقفة لله علي قاسمي: قانا ( 2)… هولوكوست صهيوني رافع حيدري: تسقط الايديولوجيا من أجل الانسانية د.أحمد القديدي: الخطر الداهم على العربي النائم في الزمن القادم عبداللطيف الفراتي: حرب المفارقات منير شفيق: عدوان في طريقه إلى الفشل حمدي الحسيني: حكام العرب خارج نطاق الخدمة! سماك العبوشي :لقادة أنظمتنا العربية … إن كنتم تدرون فتلك مصيبة وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم ! توماس فريدمان: من يفهم الشرق الأوسط؟ د. خالد شوكات: قناة الجزيرة في ظل حكم الإخوان هيثم رباني : جـزائـر بـدون ديــون .. نعمـة أم نـقـمة؟
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
فتاة الحوار تستضيف الشيخ راشد الغنوشي
تستضيف قتاة الحوار التي تبث من العاصمة البريطانية لندن الشيخ راشد الغنوشي يوم الاثنين 31 07 2006 من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة التاسعة بتوقيت غرينيش للحديث حول ما تتعرض له فلسطين ولبنان من اعتداءات. Al Hiwar Tv °Hotbird 13 Frequence:10949 Polarisation: Verticale
اللجنة العربية لحقوق الإنسان
إلى متى استمرار الفواجع في لبنان وفلسطين والعراق؟
أين هي هيئة الأمم المتحدة إزاء ما يمارس على شعوب لبنان وفلسطين والعراق من جرائم عدوان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟ ما هي أسباب موقفها هذا، وما الحاجة لها إن لم تكن قادرة على حفظ السلم ووقف الصراعات المسلحة التي في صلب مهمتها؟ ألا يكفي فواجع بشرية وتحطيم للمعايير الأخلاقية والقوانين الدولية والنواظم البشرية؟ ألسنا في زمن يفترض فيه أن الإنسان لم يعد وحشا لأخيه الإنسان، حيث « الحضارة » نقلته من مرحلة الهمجية والقانون الدولي أخرجه من شريعة الغاب؟
هل قررت الإدارة الأمريكية اغتيال ما تبقى من أسس قامت عليها الشرعية الدولية المعاصرة؟ هل ستقنع الدولة العظمى التي تمارس ارهاب الدولة باسم محاربة الإرهاب العالم طويلا أنها في هزالتها وضحالتها تستحق امتلاك القرار السياسي الأممي؟ من يقبل في القرن الواحد والعشرين أن يشن بلد جرائم ابادة جماعية من الجو والبر والبحر باسلحة عالية التقنيات ويعلل ذلك بأسم محاربة الإرهابيين لحماية أمنه؟ هل هي صورة هذا الشرق الأوسط الجديد الذي يريدون تطبيقه على انقاض شعب أعزل إلا من ارادته في مقاومة الاستسلام؟ أليست الجرائم التي نشهدها منذ ثلاثة أسابيع باستعمال أسلحة محظرة دوليا وأجساد البشر لإختبار اسلحة جديدة كافية لوقف نار جهنم المفتوحة على لبنان من آلة الحرب الإسرائيلية؟
كم من الصدمات يجب أن يتلقى العالم العربي ليتحرك لوقف هذه البربرية الفالتة من عقالها؟ إلى متى ستستمر ثنائية طواعية الحاكم العربي لسلطان الإدارة الأمريكية بديلا لصمتها عن قمعه لمجتمعه؟ هل جريمة هذا البلد أنه قاوم العدوان الإسرائيلي وأبى أن يقبل بحل أمريكي مغطى غربيا لفرض التفوق الإسرائيلي في المنطقة؟
إلى متى سيبقى العالم يشهد على التلفاز، عندما يسمح اللوبي الإعلامي الموالي لإسرائيل بذلك، مجازر لبنان وهول ما يحصل دون حراك موازي وسريع لوضع حد لها؟ هل سيبقى المسؤولون السياسيون في الغرب مكتوفي الأيدي أمام استمرار هذا الكيان في تطبيق سياسة الأرض المحروقة؟ ألا نفترض أن هذه الوحشية التي تتجلى بأبشع تعبيراتها في لبنان تستوجب ردا موازيا من كل ذي ضمير وكرامة لوقف ما يتعرض له هذا البلد؟
لقد تحولت دولة إسرائيل إلى ترسانة عسكرية تتصرف فوق القانون الدولي والقواعد المتعارف عليها. تقتل، تغتال، تقصف وتحرق البشر والشجر وتلوث البيئة في البر والبحر في فلسطين ولبنان، تحت حماية من إدارة أمريكية مجروحة من هزيمتها الإمبراطورية وخططها في العراق والمنطقة العربية. هذه الوحشية التي تعيد انتاج المحرقة النازية بأشكالها المتوفرة في مطلع الألفية الثالثة، تطرح السؤال حول استقرار المعاناة في اللاوعي الجمعي والخلفية الباثولوجية لهذه الأعمال.
اسرائيل التي تنتقم اليوم من لبنان وفلسطين على الشكل الذي لم تعد حتى العين تحتمله، هل تستطيع أن تسوق بعد الآن لمشاريع التطبيع والسلام معها؟ نعم، لقد انتهت « الحرب على الإرهاب » بتحول القوتين الأمريكية والإسرائيلية إلى التعبير الأبرز للإرهاب في العالم، حيث بتنا لا محالة على اعتاب حقبة جديدة على البشرية.
بناء على كل ذلك، تكرر اللجنة العربية لحقوق الإنسان مطالبتها بوقف فوري للعدوان على لبنان دون شروط أو خطط معدة مسبقا. كما تطالب كل أحرار العالم وجمعيات المجتمع المدني أن تباشر في تشكيل جبهة واسعة لعدالة دولية. عدالة تعتمد القانون الدولي لحقوق الإنسان في وجه مجلس الأمن الخاضع لإرادة المحافظين الجدد. جبهة تفرض لجنة تحقيق دولية في المجازر والجرائم التي تشهدها الساحتين اللبنانية والفلسطينية وتوقف الموت اليومي في العراق وتضع نهاية لعار الاحتلال. جبهة تشاركنا في إقامة دعاوى قضائية بالاختصاص الجنائي العالمي ضد رئيس وزراء الدولة العبرية ووزير دفاعه وباقي قيادة الأركان والحكومة والمسئولين الأمريكيين.
كذلك نوجه نداء لبعض منظمات حقوق الإنسان الشمالية بالخروج من منطقها المختزل في مساواة الجلاد بالضحية. كما نطالب بعض وسائل الإعلام الأوروبي بعدم التخلي عن نبالة مهمتهم وبوقف تزوير الحقائق أو عدم تقديمها على حقيقتها. فأرواح الأبرياء والأطفال ينادون أخوانهم في الإنسانية وكل ذي ضمير للحراك قبل أن يضاف لهم المزيد من الشهداء.
باريس في 30/7/2006
C.A. DROITS HUMAINS
5 Rue Gambetta – 92240 Malakoff – France
Phone: (33-1) 4092-1588 * Fax: (33-1) 4654-1913
E. mail achr@noos.fr www.achr.nu
تونس تعبر عن صدمتها ازاء « المجزرة البشعة » في قانا
تونس (رويترز) – شجبت تونس بشدة الهجوم الذي شنته اسرائيل في قانا بجنوب لبنان يوم الاحد وعبرت عن صدمتها وذهولها ازاء « المجزرة البشعة » التي ارتكبتها اسرائيل. وجاء في بيان حكومي ان « تونس تعرب عن عميق صدمتها وذهولها ازاء المجزرة البشعة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا في جنوب لبنان بتعمدها قصف مدنيين ابرياء جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ العزل في تحد صارخ للقيم الانسانية والمواثيق الشرعة والدولية. » وقالت الشرطة اللبنانية ان القصف الجوي الاسرائيلي لقانا تسبب في مقتل 54 مدنيا على الاقل منهم 37 طفلا. وقال شهود ان عدة منازل في قانا انهارت وان الهجوم تسبب في تدمير جزء من مبنى من ثلاثة طوابق كان نحو 100 مدني يحتمون به. واضاف البيان ان تونس « اذ تشجب بشدة هذا التصرف الاجرامي الغادر فانها تؤكد ان الاطراف الدولية الفاعلة تتحمل مسؤولية فرض وقف اطلاق النار بشكل فوري. » وتعتبر الهجمة على قانا الاكثر دموية منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية على حزب الله ولبنان قبل 19 يوما. وجددت تونس دعوة المجموعة الدولية الى « ايفاد قوة دولية لحفظ السلام في المنطقة تحت راية الامم المتحدة. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جويلية 2006)
تونس تطلق حملة للتبرع بالدم بعد « مجزرة قانا »
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاحد ان الحكومة التونسية أطلقت حملة « استثنائية » للتبرع بالدم بعد الهجمات الاسرائيلية على لبنان وآخرها « مجزرة قانا ». وقالت الشرطة اللبنانية ان القصف الجوي الاسرائيلي لقانا تسبب في مقتل 54 مدنيا على الأقل منهم 37 طفلا. وقتل في القصف الاسرائيلي للبنان المستمر منذ 19 يوما نحو 750 غالبيتهم مدنيون. وأرسلت تونس في وقت سابق مساعدات انسانية الى لبنان وفتحت حسابا بنكيا لجمع التبرعات المالية لصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني.
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جويلية 2006)
أخبار الوحدة
*شكوك : تروج معلومات غير مؤكدة حول بعض العراقيل التقنية التي يمكن ان تعيق برنامج انجاز مشروع تبرورة وهو ما يدعو الى توضيح للمسألة، خاصة وان أهالي صفاقس يعلقون آمالا كبرى على هذا المشروع. *ابداع : شهد فضاء بيت الشعر بالعاصمة يوم الخميس 20 جويلية الجاري احياء الشاعر الكبير علي لسود المرزوقي لأمسية شعرية اكدت ثراء مخزون هذا الشاعر وقدرته على تطويع اللهجة المحكية لتقديم صور شعرية راقية تؤكد على عمق الالتزام بقضايا الانسان العادلة. وبما يمور في الوجدان من أحاسيس ومشاعر تسمو بالفرد الى عوالم من الابداع وتعانق الاتقان وتصل حد الروعة والابهار… وقد أجمع كل من تابع الامسية على أن السنين الطوال التي يحمل عبئها عم علي لم تحل دونه ودون الابداع لأن حديثه كان حديث الوعي الصافي والالتزام العالي والوجدان الفياض. *غريب : تقبل الفلاحون في مدينة البقالطة باستغراب تجاهل الاتحاد المحلي للفلاحين لمطالبهم المتصلة بفتح تحقيق حول تردي نوعية البلاستيك التي تولى أحد الصناعيين في الجهة ترويجها والتي تسببت في خسائر كبرى للفلاحين. الاتحاد المحلي للفلاحين تجاوز الصمت إلى توجيه رسالة شكر للصناعي المعني بهذه الخسارة التي تكبدها الفلاحون وهو ما زاد في غضب الفلاحين الذين يرون أن الاتحاد المحلي بتركيبته الحالية لا يمثلهم مادام لم يشهد عملية انتخاب شفافة خلال مؤتمره الأخير. *احتكار : المسيرة التضامنية التي وقع تنظيمها مطلع هذا الأسبوع وتحديدا يوم الاربعاء 24 جويلية في العاصمة عبرت عن اجماع التونسيين حول مساندة الاشقاء في لبنان وفلسطين والعراق. وهذا الاجماع هو الذي غيب مسألة الانتماء الحزبي وجعل الجميع يرتقي إلى ما يفرضه الظرف من اجماع حول مسألة معينة. وسائل الاعلام الرسمية جانبت مرة أخرى الصواب وكانت بعيدة كل البعد عن الواقع حين أفردت التجمع الدستوري دون سواه من الأحزاب السياسية بمسؤولية تنظيم هذه المسيرة في حين أن كل الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات قد ساهمت في التنظيم وشاركت في بادرة كان للاتحاد العام التونسي للشغل قصد السبق في الدعوة إليها وتولي القيام بالإجراءات القانونية لتنظيمها. *توحيد نقابي : عقد المكتب الجديد لنقابة التعليم العالي أول اجتماع له والتقى إثر ذلك من خلال كاتبه العام السيد سامي العوادي برجال الاعلام والصحافة. وقد ـ تلقى الرأي العام بارتياح ما ابداه السيد سامي العوادي من حرص على تجنب التصعيد والقطيعة مع الجامعيين الذين لم يلتحقوا بمسار التوحيد. من ناحية أخرى علمت ـ الوحدة ـ أن نقابة التعليم العالي شرعت في وضع برنامج عمل بالنسبة للسنة الجامعية القادمة. * اجتماع : يتوجه السيد عبد السلام جراد، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حاليا بسوريا وذلك للمشاركة في أشغال الاجتماع الطارئ للأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والذي سيخصص للنظر في المستجدات على الساحة اللبنانية وكيفية التعاطي معها. *حضور : لم يشارك النقابيون بكثافة في المسيرة التضامنية التي جابت أهم شوارع العاصمة يوم الاثنين 24 جويلية الجاري. وقد فتح ذلك الباب أمام بعض التأويلات التي تربط الأمر بانطلاق أجواء التنافس الانتخابي استعدادا للمؤتمر الوطني للمنظمة النقابية. مسيرة : بادر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس التي تنظم مسيرة تضامنية مع أبناء لبنان وفلسطين والعراق وذلك صباح يوم الأحد 23 جويلية الجاري. وقد شهدت المسيرة حضورا مكثفا للنقابيين ولممثلي الأحزاب السياسية وتميزت بانضباط المشاركين وهو ما يؤكد على أن الممارسة تطور التمتع بالحقوق السياسية. وألقى السيد محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس كلمة أشار فيها على أن المواقف الرسمية العربية تبقى للأسف دون المأمول في لحظة تاريخية فارقة وجدد التأكيد على التزام النقابيين في صفاقس بدعم نضال القوى المقاومة في الوطن العربي. *احتفال: تنظم جمعية الصحفيين التونسيين احتفالا بعيد الصحافة يوم الثلاثاء غرة أوت الجاري. *مشاركة : شاركت الرفيقة وسيلة العياري عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية في أشغال مؤتمر منظمة آلتايير بالمغرب الأقصى الذي انعقد يومي السبت والأحد 22 و23 جويلية الجاري. وقد تولت الرفيقة وسيلة العياري رئاسة جلسة من جلسات المؤتمر وأبرزت من خلال مداخلاتها المتعددة في النقاش مواقف حزب الوحدة الشعبية المناهضة للعولمة. *اجماع : انعقد يوم الاربعاء 26 جويلية الجاري المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة التقليدية بصفاقس. وقد أمكن من خلال انجاز المؤتمر تجاوز وضعية كانت تهدد بأن ينساق هذا الهيكل وراء أزمة. وقد وقع تقديم قائمة وفاقية وآلت رئاسة الاتحاد الجهوي للسيد عبد اللطيف الزياني الذي يخلف في هذا المنصف السيد المنصف خماخم الذي وقعت الحيلولة دونه والترشح من خلال تجميد أنشطته في مختلف هياكل الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. قرار التجميد لم يجد اجماعا وكان محل احتجاج خلال اشتغال مؤتمر الاتحاد الجهوي لصفاقس وهو ما أكد المكانة التي يحظى بها السيد المنصف خماخم في الجهة بوصفه إطارا منفتحا على مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والجمعياتية ولما عرف به من صفات انسانية. *مجلس وطني : تعقد جمعية القضاة التونسيين مجلسا وطنيا يوم الأحد 30 جويلية الجاري سيخصص لمناقشة تنقيح القانون الأساسي للجمعية. *جدل : أثار قرار الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين ايقاف الأستاذة عبير موسى عن الممارسة ردود فعل متباينة داخل المهنة وأكدت مدى الانقسام على قاعدة الفرز السياسي الذي يطبع مهنة المحاماة. * الى الملتقى : تحتجب جريدة الوحدة عن الصدور الاسبوع القادم على ان تعاود الصدور يوم الجمعة 11 أوت القادم. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 510، بتاريخ 29 جويلية 2006)
17 مفقوداً في غرق مركب مهاجرين قبالة تونس
تونس – رشيد خشانة الحياة – 30/07/06 تزايدت في الأيام الأخيرة حوادث غرق سفن تُقل مهاجرين غير شرعيين في مضيق صقلية الفاصل بين سواحل إيطاليا والساحلين التونسي والليبي. وفي ثالث حادثة من نوعها في أقل من أسبوع أفادت وكالة الأنباء الرسمية التونسية، أمس، أن 17 مهاجراً غير شرعيين قضوا في عرض سواحل المهدية (200 كيلومتر جنوب العاصمة تونس) لدى محاولتهم الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وأوضحت أن ثمانية أشخاص من جنسيات مختلفة أنقذوا على أيدي قوات خفر السواحل التونسية فيما نسبت للناجين أن 13 من ضمن الـ27 الذين كانوا على متن المركب لدى انطلاقه من السواحل الليبية «لم يتحملوا مشقة السفر فقضوا وألقيت جثثهم في البحر». وعلى رغم الإتفاقات التي توصلت لها وزارة الداخلية الإيطالية مع وزارتي الداخلية التونسية والليبية في السنوات الأخيرة لضبط الهجرة غير المشروعة وتشديد الرقابة على السواحل، ظل عدد المراكب التي تغرق في البحر أو تحتجزها خافرات السواحل في تزايد، خصوصاً منذ مطلع الشهر الجاري. (المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ 30 جويلية 2006)
إعلان تونس يدعو الدول العربية لتعزيز أجهزة المكافحة والجمارك
تونس – قنا – دعا المؤتمرالمشترك لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات ومسئولي اجهزة الجمارك في الدول العربية الي وضع بروتوكول تعاون بين اجهزة الجانبين وعقد اجتماعات دورية مشتركة لتبادل الخبرات والمعلومات والبحث في السبل الكفيلة بمكافحة تهريب المخدرات. وحثوا في بيان صدر أمس عقب اجتماع عقدوه أول امس بمقر الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس اجهزة المكافحة والجمارك في الدول العربية علي تبادل المعلومات المتعلقة بالمخدرات في بلدان انتاجها وطرق تهريبها واساليب اخفائها والاشخاص المشبوهين فيها بما يساعد علي مواجهة عمليات التهريب 0 وأوصي البيان الذي اطلق عليه اسم اعلان تونس الدول العربية بالعمل علي تعزيز اجهزة المكافحة والجمارك لديها بالكفاءات البشرية اللازمة والاجهزة التقنية المتطورة بما فيها انظمة مراقبة الحاويات عبر الاقمار الصناعية بما يؤمن مكافحة عمليات التهريب. كما دعا الي تعزيز اوضاع كافة العاملين في اجهزة المكافحة والجمارك ماديا ومعنويا وكذلك عقد دورات تدريبية لهم لتعزيز خبراتهم ومهاراتهم في مجال الكشف عن المخدرات واسلوب التسليم المراقب لها وكذلك حركة السلائف والمواد الكيميائية المشروعة للحيلولة دون تسربها الي قنوات غير مشروعة. وشارك عن دولة قطر في اجتماعات المؤتمر وفد برئاسة العميد محمد مبارك خميس الخليفي مدير ادارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية. (المصدر: صحيفة الراية القطرية بتاريخ 31جويلية 2006)
رؤساء أجهزة المكافحة العرب يقرون تدابير إضافية للتصدي للمخدرات
تونس – قنا- اختتم المؤتمر العربي العشرون لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات اعماله اليوم باقرار مجموعة من التوصيات تستهدف دعم جهود التصدي لهذه الافة والحد من اخطارها. وكان المؤتمر الذي بدأ اعماله أول امس الاربعاء بمقر الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس قد ناقش موضوعات تتعلق بالمستجدات الدولية في مجال المخدرات ومدي تأثيرها علي المنطقة العربية وظاهرة غسل الاموال في الدول العربية وحجم ومستوي زراعة المخدرات في اراضيها والسبل الكفيلة بدعم الدول التي توجد فيها زراعة للمواد المخدرة للقضاء علي تلك الزراعات وكذلك دراسة تحليلية مقارنة حول قضايا المخدرات المضبوطة في الدول العربية ونتائج اللقاءات العربية والدولية في مجال مكافحة المخدرات. وشاركت في اجتماعات المؤتمر وفود تمثل ستة عشر بلدا عربيا وممثلون عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الامنية في حين تغيبت عنه وفود ست دول. ومن المقرر ان يلتقي رؤساء اجهزة مكافحة المخدرات اليوم الجمعة مع نظرائهم في الجمارك في مؤتمر مشترك يعقد لاول مرة ويخصص لبحث اسس وافاق التعاون بين اجهزة المكافحة والجمارك في الدول العربية للتصدي لعمليات تهريب المخدرات. وينتظر أن تصدر عن هذا المؤتمر مجموعة من التوصيات لتحال مع توصيات مؤتمر رؤساء اجهزة مكافحة المخدرات الي الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تمهيدا لعرضها علي الدورة المقبلة للمجلس المقرر عقدها في مطلع العام المقبل للنظر في اعتمادها (المصدر: صحيفة الراية القطرية بتاريخ 28 جويلية 2006)
وزراء السياحة العرب يطالبون بتطوير السياحة البينية
القاهرة – ماجدة نصر الحياة – 30/07/06 طالبت الدورة التاسعة لمجلس وزراء السياحة العرب التي عقدت اخيراً في مقر جامعة الدول العربية، بمشاركة محدودة من وزراء السياحة في مصر والسودان والعراق ولبنان وليبيا وممثلين عن وزراء السياحة في باقي الدول العربية، بضرورة وضع برنامج عملي لتنمية السياحة العربية من خلال عدد من الخطوات اهمها تشجيع الاستثمارات العربية في المجال السياحي، إذ أن المنطقة العربية تعاني من نقص حاد في الغرف الفندقية وعناصر الترفيه، وتشجيع السياحة بين الدول العربية، والنظر في مقترح تقدمت به المنظمة العربية للسياحة والاتحاد العربي للمعارض باقامة معرض متخصص عن السياحة العربية البينية، اضافة الى برنامج «اعرف وطنك العربي» لسياحة الشباب الذي يتضمن تنظيم جولات عربية سياحية لمجموعات من الشباب العربي من الجنسين للتعرف على المعالم والامكانات السياحية بين الدول العربية.
وقال وزير السياحة الجزائري نور الدين موسى رئيس الدورة الحالية للمجلس: «على رغم أن السياحة العالمية باتت صناعة واعدة وتنمو بمعدلات مرتفعة ولها دورها الكبير في الاقتصاد العالمي، الا انها لا زالت غير قادرة على احتلال هذه المكانة في المنطقة العربية». وأكد أنه كي تحتل السياحة العربية مكانتها المرجوة في الاقتصاد العالمي فهذا يتطلب وضع استراتيجية عربية واقعية وعملية وملموسة للاستغلال العقلاني والناجح للموروث السياحي العربي لتعزيز مردوده كمقصد سياحي على الساحة الدولية. وشدد موسى على ضرورة وضع برنامج لتنمية السياحة العربية البينية لافتاً الى أن بلاده رسمت خطة للنهوض السياحي حتى عام 2015 تعطي اولوية قصوى للمستثمر العربي لاعتبارها مقصداً سياحياً واعداً في منطقة البحر المتوسط. وقال إن بلاده ستستضيف في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ملتقى المستثمرين العرب وسيكون الاستثمار في المجال السياحي احد عناصره، الى جانب النهوض بتنمية الموارد البشرية العاملة في مجال السياحة وايجاد كيان سياحي عربي يكون قادراً على النهوض والمنافسة في المجال السياحي.
وأكدت الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية السفيرة نانسي باكير على أهمية صناعة السياحة في الاقتصاد العالمي، معربة عن أملها في أن تحتل مكانتها على الساحة العربية، ونبهت الى ان عدد السياح في العالم بلغ حوالي 808 ملايين سائح في عام 2005 بزيادة قدرها 5.5 في المئة عن عام 2004، وتحصل اوروبا على 433 مليون سائح بنسبة 54.9 في المئة، فيما يبلغ نصيب الشرق الاوسط 35.9 مليون سائح بنسبة 4.8 في المئة من السياحة العالمية. ويتوقع المراقبون انتعاش السياحة العالمية بنسبة عالية خلال العام الجاري. ولفتت باكير الى أن هناك تحديين خطيرين يهددان السياحة العالمية هما الارهاب ووباء انفلونزا الطيور، وقالت انه يبدو أن خطر الارهاب بات محدوداً حتى في تأثيره السلبي على السياحة وأن المهم هو كيفية ادارة الازمة ووضع الخطط للتعامل عند وقوع الكوارث لأن الأمن والأمان لهما دور بالغ في السياحة. وأكد مندوب تونس السفير الشاذلي النفاتي على أن مجلس وزراء السياحة العرب أعد خلال العام الماضي دراسة تقييمية لواقع السياحة العربية والمعوقات التي تعترضها في هذا القطاع وسبل النهوض به في المجال الاقتصادي. وقال إن رئاسة المجلس تطمح من وراء هذه الدراسة الى رسم صورة للواقع السياحي ووضع آفاق المستقبل وتكريس جهود المجلس من خلال اهداف محددة نجد انعكاساتها في مجال السياحة العربية. (المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ 30 جويلية 2006)
جميلة جميلات العرب تونسية
في ليلة لصالح أطفال لبنان
شرم الشيخ (مصر): خالد رفعت الهواري فازت التونسية أميرة بن يوسف بلقب جميلة جميلات العالم العربي في حفل اختيار اجمل فتاة عربية اشتركت فيه فتيات يمثلن 13 دولة عربية. اقيم الحفل تحت رعاية زهير جرانه وزير السياحة المصري ومحمد هاني متولي محافظ جنوب سيناء، وعلى مدى ثلاثة ايام متتالية استضافها فندق انتركونتيننتال في شرم الشيخ. وقررت اللجنة المنظمة للمسابقة برئاسة سيدة الاعمال المصرية حنان نصر تخصيص ريع الحفل لصالح أطفال لبنان. تكونت لجنة تحكيم المسابقة من يوسف سباهي وخبيرة الجمال هويدا نصار وسيدة الاعمال التونسية وجيها الجبابلي ومريم يحيى مديرة مركز الفنان محمد الصغير للجمال وخبير التجميل الدكتور احمد الشريف والليبية زينب شاهين. وقد فازت بلقب الوصيفة الأولى جميلة جميلات العراق كلوديا حنا ولقب الوصيفة الثانية جميلة جميلات مصر دينا عادل. وقد احيت حفل المهرجان على مدار ثلاثة ايام المطربة المغربية فدوى المالكي والمطرب اللبناني جاد شويري والمطرب الليبي رضا جعفر. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 30 جويلية 2006)
المهرجانات الخليجية والعربية.. «تحت النار» الصيف خالف التوقعات.. وبعض الفنانين اعتكف في منزله
بيروت: فيفيان حداد جدة ـ القاهرة: «الشرق الأوسط» اعتذر معظم الفنانين العرب وخاصة اللبنانيين عن عدم احياء الحفلات الغنائية التي كان من المقرر تقديمها في عدد من الدول العربية وخاصة المجاورة للبنان. وتأتي المطربة امل حجازي في مقدمة الذين ارسلوا كتابا رسميا الى لجنة تنظيم مهرجان قرطاج اعتذرت فيه عن عدم المشاركة في احيائه بعد تدهور الحالة الأمنية في وطنها. وكان من المقرر ان تفتتح امل هذه المهرجانات التي تقام سنويا في موعدها المحدد في تونس ابتداء من نهاية شهر يوليو (تموز). المطرب راغب علامة الذي كان ينشغل في التحضير لاكثر من حفلة من المفترض ان يقدمها في مصر والاردن، اعتذر بدوره عن عدم المشاركة فيها بعدما اعتكف في منزله الصيفي في ضهر الصوان وانتقل منه لاحقا الى منزله في القاهرة. اما دينا حايك ومايا نصري وفضل شاكر الذين كان من المقرر ان يشاركوا في مهرجان قرطاج بدورهم ابتداء من اوائل اغسطس (آب) وبناء على اتصالات قامت بها الشركة المسؤولة عن انتاجهم الفني روتانا، فقد تمهلوا في تقديم الاعتذار عن عدم المشاركة في هذا المهرجان في انتظار تبلور الوضع الأمني في لبنان وفي ضوء نتائج الاتصالات المكثفة التي تجري على الصعيدين اللبناني والاقليمي من اجل وقف اطلاق النار. الا ان النجوم الثلاثة ينوون الغاء هذه الحفلات في حال استمرار الوضع اللبناني على حاله. من جهته، المطرب عاصي الحلاني الذي كان يستعد لاحياء مهرجانات بعلبك اللبنانية، طار الى مصر معلنا انه اوقف اي نشاط فني له في هذه الفترة. وهذا القرار قد يشمل جولته الفنية التي كان من المقرر ان يقوم بها في عدد من المدن الكندية في سبتمبر (ايلول) المقبل.
اما المطربة نانسي عجرم التي غادرت هي ايضا الى مصر مع افراد عائلتها وبينهم شقيقها الفنان الصاعد نبيل عجرم وذلك اثر القصف الذي طاول منطقة جونيه حيث تسكن، فقد اوقفت جميع نشاطاتها الفنية حتى اشعار اخر، كما اكد مدير اعمالها جيجي لامارا الذي قال انها فنانة حساسة جدا وحزينة على ما يحدث في لبنان. ولذلك اعتذرت عن عدم القيام بأي نشاط فني. وتوقفت جميع الاصدارات الفنية التي كان من المتوقع طرحها في الاسواق تباعا وابتداء من منتصف يوليو (تموز) وبينها ما يعود لجوليا بطرس، دينا حايك، عاصي الحلاني، ميليسا، جاهدة وهبي، جو اشقر وغيرهم. واعلنت شركة روتانا للانتاج والتوزيع الفني التي تحتضن اكبر عدد من المطربين اللبنانيين والعرب تحت جناحها انها اوقفت كل الاصدارات اللبنانية الى حين توقف الحرب. بينما حافظت على مواعيد اطلاق باقي الاعمال الفنية من البومات وشرائط كاسيت في مصر والكويت ودول الخليج العربي التي تعود لنجوم الطرب في تلك البلدان. ويستعد المطرب اللبناني ملحم زين لاداء اغنية وطنية تكون الاولى له منذ انخراطه في العمل الغنائي، وهي من تأليف الشاعر اللبناني نزار فرنسيس. والمعروف ان ملحم زين كان احد النجوم الاوائل لبرنامج «سوبر ستار» التلفزيوني الخاص باكتشاف المواهب الغنائية في لبنان والعالم العربي. وافاد المكتب الاعلامي للفنانة اللبنانية نوال الزغبي انها الغت كل عقودعا في لبنان وخارجه، وتتجول على مراكز استقبال النازحين لتفقد اوضاعهم الانسانية.
وفي جانب ذي صله، اعلن سابقا عن عدم اقامة حفلات غنائية لمهرجان جدة السياحي، بعد ان وضعت اسماء فنية خليجية لاحياء سهرات فنية في هذا الصيف ومنهم ابوبكر سالم ومحمد عبده. فيما قرر اكثر الفنانين الخليجيين الاعتذار عن المشاركة في حفلات كانت من المفترض اقامتها بين القاهرة ودبي والبحرين. وعلمت «الشرق الأوسط» ان هناك فنانين خليجيين فضلوا عدم اكمال تنفيذ البوماتهم والاعتكاف في المنازلهم ومتابعة تطورات الحرب ومنهم الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله. (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 30 جويلية 2006)
مأساة مساجين الرأي في تونس:
الصحة و التغذية
شهادة السجين إبراهيم الزغلامي
في إحدى ليالي شهر ماي سنة 1995 أحسست باختناق لم اعهده من قبل ( رغم أني أشكو من ضيق التنفس) و بتقيؤ غير عادي و ضغط شديد في الجنب الأيسر و لما قدم أعوان الحراسة الليلية بعد مناداتهم بمدة طويلة حقنني العون/ الممرض ب Thèophyline و عدت إلى الغرفة, و لكن بعد نصف ساعة عاودتني نفس الأعراض فتم حقني مجددا بحقنة Tedralon و لكن بمجرد عودتي إلى الغرفة عاودتني نفس الأعراض فحقنني العون بحقنة Bricany1 قائلا: »هذه آخر حقنة و لا أستطيع المزيد فاصبر حتى الصباح » و قضيت الليلة واقفا قرب النافذة أتنفس بصعوبة بالغة بل أصبحت غير قادر على الحراك (وصليت الصبح واقفا بالإيماء) و على الساعة التاسعة قابلت الطبيب فحقنني بنفسه وريديا بحقنة Solusdicadran بدون أن يحصل أي تحسن بل لم تمر ربع ساعة حتى لم اعد قادرا على التنفس و أغمي علي فوقع الإسراع بي نحو المستشفى الجهوي ببنزرت أين قدموا لي الأكسجين و كان ضغط دمي وقتها (68) ثم وقع تصويري بالأشعة فتبين وجود كمية كبيرة من الماء في صدري »Hydrothorax » ( من جراء التعنيف في محلات الشرطة) فنقلت على جناح السرعة إلى قاعة العمليات و أجريت علي العملية (وقد استعظم الجراح كمية الماء الموجودة بالصدر مستغربا عدم تمكن طبيب السجن من التنبه لذلك خاصة و أن الأعراض كانت واضحة جلية), و عند رجوعي إلى الغرفة التي اقطنها بالسجن-بعد أسبوع- لم أمكن من فراش تحتي رغم إلحاحي الكبير بتعلة أن التراتيب السجنية تمنع تمكين المساجين الإسلاميين من ذلك).
الحبيب مباركي سويسرا البريد الالكتروني mbarkiha@yahoo.fr
للبنان وفلسطين القنابل الذكيّة ولنا في تونس ماريا كارى
كتبه: عبدالحميد العدّاسي
تحت عنوان: « نجاح جماهيرى وفني لحفلي الفنانة العالمية ماريا كارى بتونس « ، نسبَ عصام العلاني ممثل مؤسّسة انترفال افنتس، النجاح الجماهيرى والفني والإعلامي الذى ميّز حفلي النجمة العالمية ماريا كارى يومي 22 و24 جويلية 2006 بالملعب الأولمبي بالمنزه، إلى حكمة القائد الملهم زين العابدين بن علي الذي ما انفكّ يعلّق الرهان الوطني على ثقافة ثوابت العولمة، لما يحتله الفعل الثقافي في مجتمع المعرفة والمعلومات من أهميّة في التنمية ونشر ثقافة الحوار والتقارب بين الأمم والشعوب ومن قدرة على التعريف بالمنجزات وبالخصائص الحضارية.
وأبرز أنّ الإقبال الجماهيرى الهام الذى تجاوز 80 ألف مفترجا في الحفلين يؤكّد تعلّق الشعب التونسي ( هكذا ) بثقافة التسامح وكل القيم التي كرستها مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي لإرساء عالم متضامن تنهض فيه الثقافة بدور محورى كآلية للتعارف والتلاقح والإبداع المشترك.
كانت البنيّة المتبقيّة من أطفال قانا الذين طالتهم قنابل ثقافة العولمة، فجر اليوم الأحد 30 يوليو 2006، تدلي بقصّة القصف المحروس بثقافة الحوار والتقارب، الذي دكّ تلك البناية المخصّصة إلى الفارّين من آلة الفتك والدّمار، حيث قضى حسابيا إلى حدّ هذه اللحظة 57 إنسانا أغلبهم من الأطفال، لمّا وقعت عينيّ المغرورقتين بالدموع على هذا الخبر الفضيحة المنقول أعلاه، الذي لا شكّ أنّه سيسمنا عند القرّاء والسامعين بالخيانة واللاّوعي: ففي حين يتصدّى المؤمنون في لبنان إلى الغزو الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني العالمي، وفي الحين الذي لا يجد فيه النّاس شربة ماء طهور ولا مكان آمن للرّاحة أو للنوم في أرض لبنان العربيّة المسلمة المناضلة المجاهدة العزيزة وفي أرض فلسطين المغتصَبة، يجد ناسُ في تونس إمكانيّة السهر على أرض المنزه في الهواء الطلق، في أسر المجون والهوى المطلق، تحت حراسة ثقافة العولمة التي آمن بها صاحب التغيير ذو الهُوّي المطلق، في الهوّة ذات العمق المطبق.
عار وَسَمَهُ على جباهنا مناصرو العولمة والصهيونبة العالميّة من حرّاس ثقافة التمييع والتبعيّة والذوبان في بلادنا، ونفاق أعان عليه أعوان منافقون سمّوا الأشياء بغير أسمائها، كهذا النكرة العلاّني الذي يسمّي أنانيته وأنانية قادته الفاشلين حكمة، ويسمّي خذلانهم لإخوانهم من اللبنانيين والفلسطينيين نشرا لثقافة الحوار والتقارب بين الأمم والشعوب…
فرِحٌ الرّجل بإبراز عدد المتفرّجين على فنّ هابط لا تمنعه الجثث والأشلاء من البروز، حيث يُظهر – دون خجل – أنّ معدّل الحضور كان أربعين ألف متفرّجا للحفل الواحد، في وقت كان يمكن فيه مشاركة اللبنانيين والفلسطينيين – على الأقلّ – بالإقلاع عن الفرح وعن المظاهر الاحتفالية التي لا تزيد الأخلاق إلاّ تردّيا وانحطاطا، ولا تزيد القلب إلاّ تحجّرا وغفلة وغشاوة…
وسبحان الله!.. أكانت تسمح هذه الثقافة المدعومة من صاحب التغيير إلى نصف أو ربع هذا العدد التواجد في ذات المكان للتسامر والتحاور – وهو الدّاعي دوما إلى الحوار حسب ما يبيّن منافقوه – حول الشأن التونسي ليجدوا الحلول السليمة لكلّ ما يعترضنا في البلاد من مشاكل عجز عن تجاوزها » المغيّرون » كي يوقفوا مثلا معاناة المساجين، وهبوط القيم وتردّي الأخلاق وارتفاع معدّلات الجريمة؟… أكانت تسمح لهم بمناصرة لبنان وفلسطين بالشكل الذي يريدون؟ …
قسما، لا… لأنّهم يعلمون أنّ اجتماعا كهذا سوف يُحدث في التونسي عودا سريعا إلى أصله ومعدنه القيّم الطيّب المقاوم للظلم وللاستكانة وللتّبعيّة الرّخيصة…
جيش كذلك من مهندسي الصوت والتركيب والديكور، والصحافيين تحدّث عنه هذا المنتشي بالنّجاح المنقطع النّظير، لا نرى لبعضهم أثرا في أرض الرّجولة والكرامة، تأسّيا بالتونسيين النّاجين من أرض » ثقافة العولمة والحوار » من أمثال العناصر التابعة لقناة الجزيرة الباحثة عن الحقيقة كغسّان ومحمّد وليلى وحبيب وغيرهم …
سحقا لداعِمِي هذه الثقافة وهذا الحوار الذي أسّس على أشلاء أطفالنا الأبرياء… بُعدا لقوم صمّوا آذان أبناء جلدتنا وأعموا أبصارهم وقتلوا فيهم نخوتهم وغيرتهم باستقدام ماريا كارى، العارية الصاخبة النيويوركية، » ابنة » بوش المدني المسالم الفاتح!.. ولقد تمنّيت لو أرسل إلينا بوش عوض ماريا هذه – وأحثو التراب في أفواه المؤوّلين – قنابله الذكيّة التي أرسلها لإخواننا في لبنان وفلسطين. فقد والله أحيت قلوبهم القنابل وألّفت بينهم في حين أماتت ماريا وأخواتها من الساقطين والساقطات ( لا سهو عندي في إلحاق جمع المذكّر السالم هنا بجمع المؤنّث السالم ) نفوسنا، وفرّقت جماعتنا وجعلتنا فريسة غرائزنا!…
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 29/07/2006 تدعم الذاكرة الوطنية و تتذكر يوم 31 جويلية 1954
بقلم محمد العروسي الهاني زيارة منداس فرانس رئيس حكومة فرنسا إلى تونس الذي أعلن بجرئة إستقلال تونس الداخلي في مثل هذا اليوم 31 جويلية 1954 و الحركة الوطنية التحريرية في أشدّ نشاطها و عنفوان كفاحها و جهاد أبطالها و مقاومة مناضلوها و صمود زعمائها و في طليعتهم المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي هو في المنفى بفرنسا منذ يوم 18 جانفي 1952 إنطلاق شرارة الثورة المباركة التونسية و صعود المقاومين و المناضلين إلى الجبال لمقاومة دولة عاتية ظالمة محتلة إستعمارية بعد أن هيأ الزعيم المجاهد الأكبر أسباب المعركة في الداخل و الخارج و من 1934 تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد في 2 مارس 1934 بمدينة قصر هلال شرع الزعيم الحبيب بورقيبة و رفاقه البررة الزعماء الكبار أمثال محمود الماطري و الطاهر صفر و البحري قيقة و محمد بورقيبة في تهيئة المعركة الحاسمة الفاعلة بخطة ذكية الكرّ و الفرّ و الملحمة الوطنية أصبحت معروفة و تناولتها الاقلام الطاهرة النزيهة الصادقة الوفية بكل أمانة و صدق.
و الكفاح التحريري له صفحات ذهبية ساطعة و التضحيات الجسام للزعماء و في طليعتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لا تحصى و لا تعد كما اشار بيان السابع من نوفمبر 1987. و عندما شعرت فرنسا بقوة النضال البورقيبي و تغلغل الشعب و تصميمه على المطالبة بالإستقلال و السيادة. جاء يوم 31 جويلية 1954 السيد منداس فرانس إلى بلادنا و خطب في حفل رسمي أمام الباي و حكومته وأعلن رئيس حكومة فرنسا الحكومة الإشتراكية و إعترف علنا بحق تقرير المصير للشعب التونسي و الإعتراف بالإستقلال الداخلي و تقرير المصير و فعلا بدأت المفاوضات السرية مع الزعيم الحبيب بورقيبة و هو في المنفى بفرنسا و ذللّ كل الصعوبات في إتجاه سياسة المراحل البورقيبية بشعاره خذ و طالب وتشكلت حكومة المفاوضات الذي كان الحزب ممثلا بثلاث أعضاء في الحكومة التي تشكلت برآسة الطاهر بن عمار رحمه الله و شرعت في التفاوض حتى يوم 3 جوان 1955 تم إبرام إتفاقيات الإستقلال الداخلي بعد عودة المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة يوم غرة جوان 1955 بميناء حلق الواد و إستقبل إستقبال الأبطال الاحرار و كان يوما خالدا مشهودا تاريخيا لم يعرف التاريخ مثله في العالم و نجحت سياسة المراحل البورقيبية خطوة خطوة و كانت كل خطوة محسوبة و ثابتة و رصينة و الملحمة الوطنية تطرقت إليها في أكثر من 51 مقالا منذ يوم 25 جويلية 2005 بموقع الأنترنات تونس نيوز بكل دقة و تفاصيل و بكل صدق و أمانة ووفاء و هي مشكورة على فتح أعمدتها للرأي الحرّ و شعورا منا نحن أعضاء جمعية الوفاء للمحافظة على تراث و إرث الزعيم الوطني المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و رفاقه رموز الحركة الوطنية فأنّ إحياء الذكريات الوطنية و الإحتفال بالذاكرة الوطنية أجمل و اثمن وأغلى ما يتصف به المواطن الصالح و المناضل القوي بالإيمان و العزيمة و كما يقولون دوما العبرة بالنتائج و النتائج واضحة إستقلال البلاد بناء الدولة، إعلان الجمهورية، ثورة على الأوضاع البالية، نجاح معركة الخروج من التخلف، كرامة الإنسان، ثورة التعليم العارمة و الشاملة من آخر نقطة ببنقردان ولاية مدنين إلى آخر نقطة بطبرقة ولاية جندوبة و ثورة التشريعات الإجتماعية الهامة و ثورة التنظيم العائلي و ثورة القضاء على كل مظاهر التخلف بجميع أنواعه و الحملات الصحية و الشعب يدرك كيف كان عام 1954 و كيف أصبح اليوم كل هذا بفضل حكمة قيادة الزعيم بورقيبة و إعلان منداس فرانس على إستقلال تونس الذي كان بحق في أيادي أمينة صادقة عاهدت الله على العمل من أجل شعار عش لغيرك و عاش بورقيبة لغيره و الحمد لله
و الملاحظة الأخيرة أنّ مقاومة الشعب التونسي للإستعمار الفرنسي هي نفس المقاومة لحزب الله بلبنان و حركة حماس بفلسطين و المقاومة بالعراق و هي بحق مقاومة ضد الطغيان و الكيان الصهيوني ومن يحميه و يدعمه أمريكا و بريطانيا و هو ليس إرهابا كما يقولون و يزعمون و هي كلمة حق أريد بها باطل و الحمد لله أننا في تونس قاومنا الاستعمار و لو كان في عهد بوش لقال أنّ التونسيين إرهابيون لكن و الحمد لله أخذنا إستقلالنا و قاومنا الإستعمار في تونس و الجزائر و المغرب بكل بسالة و شجاعة و كان في ذلك العهد رجال في العالم و حتى في أمريكا يتصفون بالإعتدال و يدافعون عن حقوق الشعوب و ليس هم من غلات الإستعمار و المنحازين للعدو الصهيوني كما هو اليوم و هذا المفهوم الجديد للمقاومة ليس منطقيا و لا موضوعيا و كما أسلفت كلمة حق أريد بها باطل قال الله تعالى : و لنبلونكم حتى تعلم المجاهدين منكم والصابرين و نبلوا أخباركم صدق الله العظيم و قال الله : إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم صدق الله العظيم ملاحظة : 96 مقالا التي نشرت على موقع الأنترنات تونس نيوز صالحة لكتاب هام للتاريخ يكون مرجعا للأجيال. و سأشرع بحول الله في إعداد الكتاب قبل موفى العام و أرجوا أن يحظى بالعناية و الاسراع بالتأشيرة القانونية دون انتظار و عسى أن تكون السنة القادمة سنة الغاء التأشيرة و إبدالها بالتزام أخلاقي حتى تزول كل العوائق أمام الطاقات الحية و أصحاب العزائم الصادقة قال تعالى : »إن ينصركم الله فلا غالب لكم« صدق الله العظيم.
غدا الجلسة الخارقة للعادة لجمعية القضاة: نحو إعادة التركيبة القديمة للمكتب التنفيذي
تونس ـ «الشروق»: تعقد جمعية القضاة التونسيين غدا الاثنين جلستها العامة الخارقة للعادة التي كان دعا اليها المكتب التنفيذي، وذلك بهدف النظر في مشروع تنقيح القانون الأساسي للجمعية وتحديدا الفصول 13 و15 و18 المتعلقة بتركيبة المكتب التنفيذي. ومن المعلوم ان جلسة الغد، هي الموعد الثاني بعد تأجيل موعد الجلسة الاولى التي لم يكتب لها الانعقاد يوم 15 جويلية الحالي لعدم اكتمال النصاب القانوني والذي يستوجب حضور ثلثي المنخرطين وهو في حدود 1200 من منخرطي الجمعية في حين لم يحضر الا حوالي 300 قاض وقاضية. وفي هذا الاطار فإن المتابعين يرون بأن التأجيل كان منتظرا لأن النصاب المطلوب اكتماله لا يتوفر حتى في المؤتمرات الانتخابية للجمعية. وفي ذات الاتجاه فإن المحيطين بشأن جمعية القضاة يرون ان هناك قناعة لدى عموم القضاة، في العودة الى التركيبة القديمة لمكتب الجمعية، وهي سبعة أعضاء عن تونس الكبرى فالوضعية الحالية بحسب عديد المتابعين كثيرا ما تعرقل نشاط المكتب التنفيذي ومواكبة اجتماعاته سواء منها العادية او الطارئة، اذ ان العضوين عن داخل الجمهورية يعسر عليهما المواكبة الدائمة بالحضور لهذه الاجتماعات والارقام تؤكد على ذلك، اذ ان المكتب التنفيذي الحالي لم يكتب لأعضائه الاجتماع مكتملين الا مرة واحدة طيلة اكثر من نصف العام. كما ان قناعة المراجعة بالتخفيض مردّها ان سلطة اتخاذ القرارات بحسب القانون الأساسي تعود الى المجلس الوطني الذي يتركّب في اغلبه من ممثلي محاكم داخل الجمهورية. مكاسب وبرغم اقتصار جدول اعمال جلسة الغد، على النظر في مشروع تنقيح الفصول 13 و15 و18 من القانون الأساسي للجمعية فإن فضاء الجلسة العامة الخارقة للعادة سيكون مناسبة للحضور للتأكيد على ما قام به المكتب التنفيذي للجمعية خاصة في ظل صدور القانونين المتعلقين بتركيبة الدوائر الجنائية الابتدائىة والاستئنافية وكذلك بالنسبة لتركيبة الدوائر الجنائية الابتدائىة والاستئنافية وكذلك بالنسبة لتركيبة الدوائر الشغلية وصدور الامرين المتعلقين بضبط الوظائف القضائىة لقضاة الصنف العدلي وفتح آفاق الترقية امامهم. كما صدرت عدة بلاغات ولوائح عبّر من خلالها المكتب التنفيذي عن مساندته ووقوفه الى جانب منظوريه بعيدا عن منطق الاقصاء وهذه النقطة عبّر عنها الاستاذ خالد عبّاس بالتأكيد على انه لا ينظر الى واضعي الثقة فيه إلا كقضاة اوكد واجب امامه هو الدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية والسعي الى تذليل الصعوبات التي تعترضهم في ممارساتهم لمهامهم القضائية. * سليم العجرودي
(المصدر: صحيفة الشروق بتاريخ 30 جويلية 2006)
بن ضياء في لقاء صريح وساخن: أدعو التجمعيين إلى الدفاع عن أفكارهم وتبليغ ارائهم بشجاعة
* تونس «الشروق»: بكثير من الصراحة وبوضوح كبير تحدث السيد عبد العزيز بن ضياء عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ووزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الدولة والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في منبر الحوار الذي نظمته لجنة تنسيق التجمع بالوردية عن ملفات عديدة تشغل بال الساحة السياسية والوطنية… اللقاء الذي حضره عدد كبير من إطارات التجمع حضره أيضا السيد منذر الفريجي والي تونس العاصمة. الظاهرة الأصولية وإضرابات نقابات التعليم ومطالبها ودور التجمعي وضرورة مشاركته الفعالة إضافة إلى قضية ارتفاع أسعار البترول وملف المحاماة في تونس قضايا ونقاط تعرّض لها بن ضياء بإطناب كبير وبصراحة شديدة كاشفا في كلامه الكثير من التفاصيل مؤكدا أن التجمع الدستوري الديمقراطي حزب تفتح فيه كل الملفات بصراحة كبيرة وبشفافية مطلقة…
اللقاء تواصل حوالي ساعتين وتفاعل فيه الحاضرون مع صراحة بن ضياء الذي كشف خفايا وتفاصيل ملفات تطرح اليوم بعمق داخل الساحة السياسية والوطنية في تونس. بن ضياء قال «إن اهتمامنا بالرد على الفضائيات وتبليغ الحقيقة لا يمكن أن يلهينا عن عملنا وعن مواصلة تحقيق الإنجازات والمكاسب التي يعيشها شعبنا والتي تحققت وتتحقق في عهد الرئيس بن علي… وقال إن خططنا مدروسة وسنواصل عملنا…
وأضاف بن ضياء بثقة شديدة اننا لا نخصص إمكانياتنا لبعث الفضائيات وتوجيهها بل نخصصها لتحقيق رفاهة شعبنا واستغلالها لتحقيق المكاسب والإنجازات وهو ما يشهد به شعبنا ويشهد به كلّ العالم وحول رواج بعض الإشاعات والرد عليها قال بن ضياء إن الإشاعات موروث لدى الشعوب وإن إطلاقها عرف منذ عهد الرسول الكريم ے وطالت تلك الشائعات حتى زوجة الرسول صلوات الله عليه… وقال إنّنا في تونس نحمد الله على أن رئيسنا هو زين العابدين بن علي الرجل الذي يعمل من أجل شعبه ومن أجل تقدمه ومن أجل رفاهيته وأيضا من أجل الأجيال القادمة ويواصل تحقيق المكاسب والإنجازات في كلّ يوم. ودعا بن ضياء كلّ التونسيين إلى العمل والإنتاج من أجل كسب التحديات المطروحة.
الظاهرة الأصولية وحول الظاهرة الأصولية وإثارة ما يعرف بالزي الطائفي قال بن ضياء إننا في التجمع الدستوري الديمقراطي نتناول هذا الموضوع بكل وضوح ومواقفنا دائما واضحة. وأضاف إنني أذكر الجميع بما تحقق للدين وللإسلام منذ التحول وإلى الآن وما تحقق لا يمكن إنكاره خاصة في مجال الإحاطة ببيوت الله ووضع كل الإمكانيات على ذمة وزارة الشؤون الدينية. وبيّن بن ضياء بأن الأمة الإسلامية هي الآن أمام تحديات تضرّ بإمكانياتها… وقال للأسف فإننا اليوم نشاهد من يتكلم في الدين وهو يجهل حتى قواعده وعلومه… وبين بن ضياء إن كلّ الأقطار الإسلامية تختلف في تفسير الزي الطائفي وتتناقض في ذلك كما تختلف في مواضيع أخرى كثيرة. وقال في حديثه أمام إطارات التجمع بجهة الوردية إن الآيات القرآنية واضحة ولا بد من تفسيرها التفسير الصحيح وليس توظيفها لحساب هذه الفرقة أو غيرها. وأضاف «إن هناك مظاهر لا علاقة لنا بها ولا بشعبنا ولا بإسلامنا و»بتقاليدنا مؤكدا اننا مسلمون سنيون… وبين بن ضياء في حديثه «إننا كتونسيين ومسلمين يهمنا مصير الأمة الإسلامية ولا بد لنا من التفطن وفهم الصراع الطائفي الذي يدور الآن في بعض بقاع العالم الإسلامي.
إضرابات إضرابات نقابات التعليم خلال السنة الدراسية المنقضية كانت من المحاور التي أجاب وتحدث فيها السيد عبد العزيز بن ضياء ليبين أمام الجميع إن نقابة التعليم الأساسي ونقابة التعليم الثانوي تقدمتا بمجموعة من المطالب وتمت دراستها بشكل دقيق وتمّ الاتفاق على المطالب التي يمكن للدولة الاستجابة إليها وتحقيقها وظلت بعض النقاط الأخرى مطروحة ومنها مطالبة نقابة الثانوي بالتخفيض من سن التقاعد إلى 55 سنة. وأضاف بن ضياء لقد قلنا لهم انه لا توجد دولة في العالم يتقاعد فيها مدرس الثانوي في سن 55 سنة وأن الصناديق الاجتماعية لا تتحمل ذلك لكننا مستعدون لدراسة الحالات التي لا يتمكن أصحابها من مواصلة العمل لكنهم تمسكوا بمطلبهم. وبخصوص المعلمين قال بن ضياء إنهم طالبوا بتقليص ساعات العمل مستغربا هذا المطلب كاشفا بأن المعلّم في الجزائر وهولاندا يدرس 40 ساعة وفي ألمانيا 38 ساعة وفي النرويج 37 ساعة وفي فرنسا 28 ساعة لكن في تونس المعلم يدرس 22 ساعة فقط. وقال إن هذا غير منطقي وكلّ المطالب المنطقية نستجيب لها بحرص وبتعليمات من رئيس الدولة الذي تهمه وضعية رجال التعليم في المقام الأول. وتحدّث بن ضياء عن دعوة نقابة الثانوي إلى الاضراب عن إصلاح اختبارات الباكالوريا لمدة ساعتين بالرغم من بيان الأمين العام لاتحاد الشغل الذي طالب كل لأساتذة بعدم الإضراب ومواصلة عملهم لكن النقابة رفضت التقيد والانضباط لبلاغ الأمين العام مؤكدا أننا بهذا أمام صورة غير مفهومة. وقال إننا نستجيب لكلّ المطالب المنطقية ومنها إدماج أكثر من 3 الاف مدرس متعاون وتسوية وضعيتهم المهنية وهو ما نعتبره مكسبا مهما.
التجمعي ودعا بن ضياء التجمعيين إلى المشاركة والدفاع عن المصلحة العامة والحضور في النقابات والدفاع عن أفكارهم وتبليغها بشجاعة. وقال إن التجمعيين لا يمكن لهم أن يكونوا متفرجين بل مشاركين ولا بد من الانخراط في النقابات والتعبير عن ارائهم وأفكارهم.
محامون وبخصوص موضوع المحاماة في تونس وما أثير حوله كشف بن ضياء بأن المحامين طالبوا بتوحيد مدخل الدخول إلى المحاماة وطالبوا بمعهد للتكوين وهذا المعهد لا يغير أي شيء بالنسبة إلى شهادة الكفاءة في المحاماة. وقال إن رئيس معهد المحاماة سيكون محاميا في التعقيب لكن البعض اعتبر ذلك استحواذا على المحاماة. وحول التغطية الاجتماعية للمحامين قال بن ضياء إن الوزارة استدعت المحامين للتشاور والحديث معهم بشأن التغطية لكن هيئة المحامين لم تقدم إلى حد الآن أي تصور لها. وبين بن ضياء أن مهنة المحاماة مهنة مهمة للمواطن ولا بدّ أن يكون المواطن مطمئنا للمحامي. لقاء السيد عبد العزيز بن ضياء عضو الديوان السياسي ووزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الدولة والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أمام إطارات التجمع بجهة الوردية اكتسى أهمية بالغة بعد تطرقه بصراحة كبيرة وشفافية مطلقة لجملة من المواضيع والملفات التي تشغل بال الساحة الوطنية والشارع السياسي في تونس. كما تطرق بن ضياء إلى موضوع البترول وارتفاع أسعاره مؤكدا أن تونس بقيادة بن علي كسبت الرهان وتعمل على تجاوز الأزمة ومضاعفاتها. وقال إننا نعول على أنفسنا في تجاوز انعكاسات هذا الموضوع الخطير وطالب التونسيين بمراجعة سلوكياتهم وترشيد استهلاكهم للطاقة. وأضاف أن الرئيس بن علي أكد أن تونس لن تلجأ للتداين على حساب أجيالها القادمة وأن تونس ستواصل تحقيق المكاسب والإنجازات لشعبها. * سفيان الأسود
(المصدر: صحيفة الشروق بتاريخ 30 جويلية 2006)
ومن جريدة الاسرة العربية لسان حال الاخوان المسلمين والتي تصدر بترخيص من حزب الاحرار، كتب المهندس وحيد حامد دهشان قصيدة عنوانها ـ
هي وقفة لله
ـ قال انه يهديها للشيخ نصر الله ومن ابياتها:
تيهي حروفي بالأمين المؤتمن حسن بن نصر الله ذي النهج الحسن من باع في ساح الشهادة روحه في عصر تجار المهانة والوهن أهل البطولة عند قمع شعوبهم ومع الأعادي هم أعاجيب الزمن وهم الزرايا في كتاب حياتنا وهم المصائب حين تشتد المحن حتي اذا نطقوا فإذا بحديثهم يؤذي الوقاحة والبجاحة والعفن كنا نظن الصمت عارا قبلما ترمي لنا افواههم هذا النتن اتراهمو هادوا وهاد ولاؤهم ووسيطهم الله اولمرت الوثن
من تقرير حسن كروم بصحيفة القدس29-7-2006
قانا ( 2)… هولوكوست صهيوني
علي قاسمي – سويسرا
مجزرة بلدة الشيخ (31\12\1947), مجزرة دير ياسين(15\2\1948), مجزرة خان يونس (3\11\1956), مجزرة كفر قاسم 29\10\1956), مجزرة صبرا وشاتيلا (18\9\1982), مجزرة الحرم الإبراهيمي (25\2\1994), مجزرة قانا (18\نيسان ابريل\1996)…..لقد رافق هذه المجازر و سبقها و تلاها أكثر من مجزرة و مذبحة, ما أعاد النازية و الهولوكوست بأيد صهيونية, قتل, إحراق و دمار, هو تاريخ الكيان الصهيوني منذ حلول فلول عصابات الهاجانا على ارض فلسطين. اليوم 30|7\2006 يعلق وسام أخر على صدر الكيان الصهيوني, وسام من الصنف الأول لم يوشح إلا صدر هتلر عدو الإنسانية, وسامالهولوكست, قرية قانا تدفع مرة ثانية ضريبة الدم, و تدخل التاريخ من باب المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الأمة الإسلامية و العربية وبل بحق الإنسانية.المكان واحد الضحايا هم و المعتدي واحد وان اختلف الزمان بعقد, على الساعة الواحدة صباحا بتوقيت بيروت تغير طائرات العدو الصهيوني على منزل في قرية قانا اتخذه أهالي البلدة ملاذا آمنا من غطرسة الآلة العسكرية الإسرائيلية, بعد أن تعذر عليهم مغادرة القرية والوصول إلى بر الأمان, مخلفة مجزرة رهيبة, و مذبحة شنيعة, 57 شخصا لقوا حتفهم أكثر من نصفهم أطفال ابرياءو الباقي نساء و شيوخ و معوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة. جثث متناثرة أوصال مقطعة ملامح بريئة ممزقة هذا ما خلفته الكراهية و الحقد الصهيوني. عيون الأطفال بقيت – بالرغم من الموت – تحدق في حيرة و ذهول و براءة وتمتد في تساؤل عفوي لماذا هذا؟ رئيس وزراء الكيان الصهيوني حمل الضحايا مسؤولية قتلهم قائلا:ً أن إسرائيل طلبت من سكان قانا مغادرتها فلم يستجيبوا. هذا المنطق الأعرج لم يكن ليقنع أحدا, فلو خرج السكان و تنقلوا إلى منطقة أخرى لاستهدفتهم الطائرات و لقنصتهم الصواريخ كما فعلت منذ بدء الحرب, فلم تسلم من همجيتها لا سيارات الإسعاف و لا قوافل الاغاثة و لا البعثات الإنسانية و لا حتى الأمم المتحدة. هذه المجزرة لها خصوصية لم تكن في ما سبقها من المجازر, مجزرة تحمل بصمات عربية هذا لم يحصل قبل. و تعد سابقة خطيرة. احد الناجين من المجزرة حمل مسؤولية فقد كل عائلته المتكونة من ستة أفراد لكل من الرئيس المصري حسني مبارك و الملك الأردني عبد الله و ملك السعودية, لتوفيرهم غطاءا للعدوان الصهيوني بل و مباركته. كان استهداف إسرائيل للمدنيين منذ بداية العدوان ممنهجا و مقصودا, و ضمن استراتيجية عسكرية واضحة المعالم تهدف لجعل دعم المقاومة أمرا مكلفا, محاولة بذلك إبعاد المقاومة عن أي دعم شعبي أو شرعية وطنية, لكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا, فلبنان اليوم موحد أكثر من أي وقت مضى, حكومة و شعبا. اسرائيل هزمت في الحرب من طرف المقاومة المدعومة من كل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم, عسكريا بتكبدها خسائر فادحة في الأرواح و العتاد أخرها اندحارها من بنت اجبيل و عيترون و مارون الراس, كما أعلن اليوم حزب اللًه قتله 8 جنود إسرائيليين من لواء غولاني الفرقة الخاصة مفخرة إسرائيل, و عدم قدرتها على تصفية المقاومة.كما فقد جيشها هيبته كاكبرقوة في الشرق الأوسط أمام مقاومة شعبية لا تملك أسلحة متطورة.استراتيجيا نهاية حلمها في إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل. سياسيا لم تستطع إملاء شروطها على لبنان بتجريد المقاومة من سلاحها, و جر لبنان و سوريا إلى اتفاقيات استسلام كالتي بينها و بين مصر و الأردن. كما انهزم الكيان الصهيوني أخلاقيا, فكانت حربه على لبنان و الأراضي الفلسطينية قذرة باتم معنى الكلمة, لقد تحرك حقدها الأعمى مجنونا ليقتل الأطفال و النساء و يحرق الأرض و يدمر البنيان و حاصر الشعبين الفلسطيني و اللبناني برا و جوا و بحرا و رفض إقامة وصول المساعدات الإنسانية لهما. الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كما تتشدق إسرائيل وأمريكا تقمصت شخصية دراكولا و أمعنت قتلا و تشريدا, وأبرزت بما لا يدع للشك تبلد عواطفها الإنسانية و تحول جيشها إلى قطيع من الذئاب ينهش براءة الطفولة و يغتال الفرح و يسرق الحياة و يحول لبنان و فلسطين إلى غابة. قانا لم تعد مجرد قرية في جنوب لبنان بل تحولت إلى رمز للتصدي و الصمود أمام الاستكبار و الجبروت. يذهب الأعداء و تبقى قانا لأهلها.
تسقط الايديولوجيا من أجل الانسانية
إلى الذين لا يعملون و يغيضهم أن يعمل الآحرون
بحكم إقامتي في إحدى العواصم الأوروبية، قدر لي أن أحضر منبرا حواريا حول الأحداث الأخيرة في لبنان دعاني إليه أحد الأصدقاء و كان الحاضرون مختلفي الانتماءات السياسية و التوجهات الفكرية و الأيديولوجية و بطبيعة الحال و دون تردد لبيت النداء و أنا كغيري تروعني تلك المشاهد اليومية التي تبثها الفضائيات و تعصف بقلبي و تجمع فيا إحساسا قد لا أجد له من المعاني تعبيرا إلا أن أقول إنه العدوان، إنها المجزرة و كل أشكال التنكيل و اللاإعتبار للمثل و الأخلاق و القيم.
نعم هناك في لبنان يسقط الصهاينة قيمة الإنسانية فما نشاهد و نسمع لا يعبر عن وجدان و لا عن عقل بل هو مشهد لا إنساني بكل تجلياته.
أعود من حيث بدأت لأقول أن ما دفعني للكتابة حول هذا اللقاء هو أحد المواقف المعبر عنها و المتمثل في الدعوة إلى الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني و رفض العدوان عليه دون مساندة المقاومة لأنها تمثل حزب الله أي الدعوة إلى الفصل بين الشعب و المقاومة و هي نظرة أيديولوجية بحتة غير قادرة على تجاوز ضيق أفقها و الانفتاح على الأخر بل ليس لها إلا أن تكرس الإقصاء بكل مفرداته.
ارتباطا بهذا الموقف جال بذهني تساؤلا: هل يكون إنسانيا من يدعي أنه يساند الشعب اللبناني دون مقاومته؟ و هل يرضى بذلك هذا الشعب الصامد و الملتف حول المقاومة رغم دعوات البعض المناوئة؟.
يمكن القول أن الموقف العدائي للمقاومة ينطلق أساسا من بعدين يتمثل الأول في أن حامل لواء المقاومة هو حزب الله المرتكز على أسس دينية باعتباره حزبا إسلاميا، أما الثاني و حسب زعم هؤلاء فإن الحزب مرتبط ارتباطا عضويا بإيران و هو لا يخدم مصالح العرب و اللبنانيين بل يخدم فقط المصالح الإيرانية و مطامعها في المنطقة باعتبارها حشرت نفسها في قضايا لا تهمها و في قضايا عربية بالأساس و لعمري في ذلك عدم وضوح في الرؤية و خلط كبير بين الأمور و الأشياء!
قد يتناسى هؤلاء أن حزب الله هو حزب لبناني بالأساس قدم و لا يزال العديد من التضحيات من أجل لبنان و قد حرر جزءا من الأرض احتله الصهاينة و فعل بذلك ما لم تقدر عليه الجيوش العربية، زد على ذلك مكانة هذا الحزب داخل المجتمع اللبناني و ما يقدمه من وظائف و خدمات في المجالين الاجتماعي و الاقتصادي جعلته يستحوذ على تعاطف الناس من ناحية و تبنيهم خطابه من ناحية أخرى نظرا لصدقه و إخلاصه في عمل فاق في بعض الأحيان قدرات الحكومة اللبنانية و قد تشهد على ذلك كل مؤسسات حزب الله الموجودة في لبنان.
لنأخذ أيضا مثال الأحداث الأخيرة و لننظر ما يقوم به شباب حزب الله في العمل التطوعي بعد كل هجوم و غارة يقوم بها العدو الصهيوني من أجل إجلاء الجرحى و مد يد المساعدة للعائلات المنكوبة.
هكذا إذا و بذلك الخطاب و بتلك الممارسة – و لم نذكر منها سوى القليل – اكتسب حزب الله حب الناس و التفافهم حوله و الدليل أن المقاومة في لبنان الآن ليست مقاومة معزولة بل هي ذات سند جماهيري و شعبي واضح و قد عبرت عن ذلك المشاهد و المواقف التي نراها و نسمعها عبر الفضائيات المختلفة.
إذا أين يكمن المشكل إذا كان هناك أناس آمنوا بوجود أرض مغتصبة و بإنسان مسحوق مستضعف يستوجبان التحرير فبادروا و نهضوا من أجل ذلك موفرين كل مستلزمات هذا الفعل و جعلوا من ذلك القضية الأساس و هل في ذلك عيب حتى و إن كانت إيران هي الدافعة و الداعمة و الحافظة للمقاومة من أجل الأرض و الإنسان و العمل على زوال الكيان الصهيوني الغاصب. هل يمكن أن نلمس في ذلك مصالح أنية ذاتية و مطامع خاصة كما يدعي البعض؟
أكيد أن تعاظم الدور الإيراني في هذه القضية ليس إلا نتاجا حتميا لتخلي القيادات و الأنظمة العربية عن هذا الدور خانعين متذللين لأمريكا و لإسرائيل و حتى أكثر من ذلك موفرين لهما سندا و غطاءا في تمرير مشاريعها في المنطقة و لعل المثال هنا دعم مصر و السعودية و الأردن و انخراطهم في المشروع الرامي للقضاء على المقاومة من أجل تحقيق خطة الشرق أوسط الجديد المزعومة.
هذه الأنظمة العربية المتخاذلة و الحاكمة في شعوبها بالجديد و النار لم تعد تهزها أي قضية و أي حدث بل أصبحوا طرفا في الجانب الآخر السلبي و في الوقوف مع القوى الغاصبة و مشاركتها في العبث بدماء الأبرياء. فهل تخلي هؤلاء عن دورهم في تحرير الأرض و الإنسان يعني انقياد الآخرين لهم و الركون للأمر الواقع؟.
في الحقيقة و في مثل هذه المواقف علينا أن نتجاوز حدود الإيديولوجيات الضيقة و المرتهنة و أن نرى المسائل خارج هذا الفضاء و بأفق أرحب و بحد أدنى من الموضوعية، فنحن في ظل هذا الواقع العربي الرديء محتاجون إلى هذا النموذج الذي يجسده حزب الله و إلى قادة و قدوات صادقين يضحون بأنفسهم و بأولادهم و نسائهم و أطفالهم من أجل الكرامة و العزة و النصر و قطعا من أجل التحرير.
المعادلة المنتصرة اليوم في لبنان هي المعادلة التي يفتقدها النظام العربي الرسمي و البعض من التيارات المنغلقة و المغرقة في الذاتية حتى أصبحت سجينة لخطاب رديء لا يؤسس في الواقع لشيء، هذه المعادلة هي معادلة القيم المعنوية و الروحية و الأخلاقية المستمدة من عمق التاريخ و من دماء نزفت و انتصرت ضد الظلم لتؤسس تجربة ذات أصول إيمانية و قيمية ولدت إشعاعا عسكريا و سياسيا يتجاوز الوهن الذي أصاب الواقع العربي.
أليس من الأجدر في مثل هذه المواقع و القضايا أن نعبر تعبيرا إنسانيا لا إيديولوجيا لأن المقاومة في الأخير تبقى قيمة إنسانية تتجاوز حدود النظرة الضيقة لها، مهما كان حاملها و خاصة في قضية مصيرية كهذه قضية الإنسان و الأرض.
فكن إنسانا أولا عندها ستجد نفسك و تجد موقعا لك بين الآخرين.
الخطر الداهم على العربي النائم في الزمن القادم
تحت قرقعة القنابل الاسرائيلية النازلة على رؤوس الأبرياء في لبنان وفلسطين و أمام مشاهد الدمار البربري للارهاب الصهيوني على شاشات التلفزيون و في بيتي في باريس أخذت أراجع أرشيفاتي الشخصية التي كنت على مدى ربع قرن أخطها على أوراق الأجندات السنوية يوما بيوم حين أقابل بعض أصحاب القرار و أستدرجهم للحديث عن تصوراتهم و رؤاهم حول مصير العرب في عالم الغد، و كنت في عهد سابق أتحمل بعض المسؤوليات السياسية و البرلمانية و الاعلامية و أمثل وطني في المؤتمرات الدولية أو أرافق رئيس حكومة تونس انذاك الى اجتماعات القمة العربية والافريقية أو الزيارات الرسمية لعديد الدول في أمريكا و أوروبا، واكتشفت بالحدس أن تلك المناسبات فرص ثمينة لأستشرف المستقبل لا من خلال التخمين والحسابات الوطنية والقومية الضيقة، بل من خلال اعترافات أولئك الذين يصنعون الحدث و يوجهون دفة الحكم ودفة الرأي العام في الغرب. والعجيب أني أكتشف اليوم و في صيف 2006 و نحن نمر بمحنة قاسية بأن عددا من مذكراتي المطوية و المنسية تستعيد كل قوتها و ترتبط بأحداث الساعة الراهنة وتسلط الأضواء الكاشفة على ما يجري أمام عيوننا من حروب جائرة و ما يعانيه العرب من حالات العجز و الهوان و فقدان البوصلة.
و لعل أول ما عدت لقراءته تلك الأحاديث التي كانت لي عام 1984 في مقر البنتاغون حينما دخلت لأول و لأخر مرة تلك القلعة الخماسية الأضلاع حسب موعد نظمه لي مع مسؤولين عن التوقعات الاستراتيجية بوزارة الدفاع الأمريكية صديقي عالم الاقتصاد و المرشح للرئاسة الأمريكية ليندن لاروش وكان انذاك على علاقة سياسية حميمة مع الرئيس رونالد ريغن وهو الذي أعد له برنامج حرب النجوم، كما أن ذلك الموعد ساعدني على تأكيده سفير الولايات المتحدة بتونس في مطلع الثمانينات السيد بيتر سيباستيان وهو مثقف مستعرب و دبلوماسي ذكي، تم تعيينه بعد سفارة تونس في منصب المسؤول عن ملفات الحركات الاسلامية في العالم في صلب وزارة الخارجية الأمريكية و كانت لي مع هذا الرجل مساجلات في تونس كنا خلالها أنا و هو نحاول مقارنة قراءاتنا المختلفة لقضايا العلاقات بين الاسلام و السياسة.
نعود الى البنتاغون حيث استقبلني مسؤول في وسط العمر و لكن في نضج التجربة اسمه الحقيقي أو المنتحل جامس كولبري، و قدم لي على شاشة صغيرة خارطة الحضور الأمريكي و الأطلسي في كل مناطق العالم بنقط حمراء اشارة للتواجد العسكري و بنقط زرقاء اشارة للتواجد الاقتصادي وبنقط خضراء اشارة للتواجد الاستراتيجي التي تعني بلا شك الحضور المخابراتي. وعجبت للانتشار الأمريكي الواسع و لكن في ذلك العهد لم يكن الاتحاد السوفييتي انفجر بعد حيث كانت الحرب الباردة تعيش اخر أيامها. وسألت المسؤول عن التوقعات من خلال التقارير التي يتصل بها كيف يتوقع أن يكون العرب في السنوات القادمة و كانت منظمة التحرير الفلسطينية ما تزال مقيمة في تونس ضيفة على بورقيبة، فقال الرجل وهو يمسك بعصا صغيرة يحركها على خارطة العالم: اننا نحن في الولايات المتحدة لدينا عقيدة ثابتة منذ نصف قرن هي التي تملي على كل رؤسائنا ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين سياساتهم الخارجية و بخاصة ازاء العالم العربي وهي أننا نعتقد بأن خارطة الشرق الأوسط الراهنة هي خارطة أوروبية. فقلت له كيف ذلك؟ فأجاب: كل الدول المتعايشة في الشرق رسمت حدودها في معاهدة سايكس بيكو يوم 16 مارس 1916 بالقلم و المسطرة من قبل وزيري خارجية فرنسا و بريطانيا حين قررت الأمبراطوريتان المتهالكتان التمديد في عمر الاستعمار المباشر، و شرعت السياسة الأمريكية منذ الرئيس وودرو ويلسن في مناهضة الاستعمار و الانتصار لحق تقرير المصير الذي فرضته واشنطن وحدها على ميثاق منظمة الأمم المتحدة. و من هنا جاءت مواقف واشنطن المعارضة للاستعمار الفرنسي للمغرب العربي و لقاء الوزير دين أتشيسن بزعماء المقاومة هناك و في مقدمتهم بورقيبة و فرحات عباس و الملك المغربي المنفي في مدغشقر محمد الخامس، و من هنا جاءت أيضا مواقف الرئيس ايزنهاور لوضع حد للعدوان الثلاثي الاسرائيلي الفرنسي البريطاني على السويس في أكتوبر 1956. كل مواقفنا جاءت للرد على الاستعمار الأوروبي و نجحنا لأننا نحن الذين حررنا أوروبا من النازية ثم شكلنا مخطط مارشال لاغاثة القارة العجوز و انقاذها من الفقر و الجوع و التخلف. فكف نرضى بعد ذلك بخارطة للعالم رسمتها أوروبا لخدمة مصالحها دون الرجوع الى القوة الأعظم المسؤولة حتى على أمن أوروبا و سلامتها و تقدمها؟ و سألت السيد كولبري عن المستقبل فقال: اننا سنعيد رسم الخرائط وفقا لمصالحنا نحن لا وفقا لمصالح أوروبا فالعصر عصرنا و التفوق الى جانبنا و أوروبا هي التي تسعى وراءنا لا العكس.
و اليوم حين تقف السيدة رايس في ختام أعمال مؤتمر روما لتعلن بأن الحرب الدائرة في لبنان و فلسطين هي التي سيولد من رحمها الشرق الأوسط الجديد، فهي بالنظر الى ما أوردته للقراء الكرام تواصل التعبير عن نفس السياسة الأمريكية الثابتة منذ نصف قرن و نحن العرب وحدنا الغافلون. و أنا أذكر ما كان يقوله لي دائما صديقي الكبير وزير الخارجية الفرنسية و العدو اللدود للدبلوماسية الأمريكية السيد ميشال جوبار عندما نلتقي كل أسبوع نتغدى في مطعم سان فرنسيسكو بباريس من أن واشنطن تهدف الى اعادة رسم الخارطة الشرق أوسطية حسب مفاهيم المدرسة الأمريكية و كان يقول لي منذ الثمانينات بأن أمريكا تريد بالضبط تقسيم العراق الى ثلاث كنتونات و تقسيم الجزيرة العربية الى دويلات مختلفة عن الوضع الراهن و اعادة الحاق لبنان بالشام القديم كما كان لكن بدون نظام سوريا الحالي و اعادة دولة تركستان الى الوجود على حساب سوريا وتركيا والعراق و تجميع قوى ضخ النفط تحت حماية اسرائيلية بعد سقوط الشرطي الايراني عام 1979 و ترشيح مصر الى دور اقليمي فعال بعد تخليها عن الارتباط العروبي و الاسلامي.
انني أستعيد كل هذه المذكرات حتى أنير عتمات ما تزال خافية عن الضمير العربي ، و أذكر حديثا جرى عام 1996 في بيت الدبلوماسي القطري الفاضل أبو ناصر أل خليفة حين كنا نتغدى مع المناضل الجزائري القدير عبد العزيز بو تفليقة( بالطبع قبل رئاسته للجمهورية) و كان معنا الشيخ علي ال ثاني الذي أثار تخوفات من التواجد المكثف للجالية الهندية في الخليج، فقال ساعتها بوتفليقة بصراحته المعهودة: لو كنت مكان الأخوة الخليجيين لكنت شديد الحذر من مخاطر التركيبة السكانية الراهنة لأن الهند اليوم حليفة ستراتيجية لواشنطن و هي قوة نووية و اقتصادية و صناعية وتكنولوجية صاعدة، و لا أستبعد أن تفكر الولايات المتحدة في جعل الهند غدا وصية على الخليج العربي بدعوى حمايته من الهيمنة الايرانية. و كنت أنا من مساندي بوتفليقة في هذه الرؤية المستقبلية المتشائمة لأني و بوتفليقة في ذلك الوقت واعون بمخطط اضعاف العالم العربي و ارادة تذييله بواسطة الذراع الاسرائيلية الطيعة!
هذه بعض ملامح ما أعلنته السيدة رايس من ولادة الشرق الأوسط الجديد من خلال حرب ابادة أخرى تستهدف من العرب الروح و الارادة والمقاومة.
http://www.tunisalwasat.com *نشر على الوسط بتاريخ 29 جويلية 2006
حرب المفارقات
بقلم: عبداللطيف الفراتي تبدو اليوم حرب لبنان أو ما اصطلح الكثيرون على تسميته بالحرب السادسة اعتبارا للحروب العربية الإسرائيلية السابقة وكأنها حرب المفارقات أو حرب غير المألوف في الحروب. فهي أول حرب لا يسارع المجتمع الدولي متمثلا في مجلس الأمن للدعوة إلى وقف إطلاق النار فيها. فمنذ الحرب العالمية الثانية وقيام منظمة الأمم المتحدة كان المسعى الطبيعي عند اندلاع أية حرب هو الدعوة لإيقافها أولا ثم البحث في ظروف تجاوزها. ولكن وفي هذه المرة لم يأت أي حرص من الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن يدلل على أن هناك رغبة حقيقية في إيقاف إطلاق النار ووضع حد للحالة اللاإنسانية التي بلغتها الحالة اللبنانية من تقتيل مدنيين وتهجير حوالي 20 % من أفراد الشعب اللبناني الذين على ما هم عليه من حال مرفهة نسبيا قد أصبحوا في العراء بلا سقف مشردين بدون طعام ولا أي حد أدنى من مقومات الحياة الكريمة. بل بات واضحا أن إنهاء حالة الحرب يمر بشروط لم تعلنها أمريكا وحدها بل يبدو أنها هي مطلب فرنسا وبريطانيا ومن طرف خفي روسيا متمثلة في دحر حزب الله عن الجنوب اللبناني بعيدا عن مرمى الصواريخ الإيرانية على المدن والبلدات الإسرائيلية وتفكيك ميليشيات ذلك الحزب عملا بقرارات مجلس الأمن السابقة ، وباتت إسرائيل هي مخلب القط في هذا التنفيذ وكأنها بهذه الصفة موكول إليها تنفيذ القرارات الأممية ، وحتى الصين فإنها لم تحرك ساكنا للواقع يمكن أن يبرزها بموقف متميز. ثم وغير المألوف الثاني فهذه أول حرب على ما نعلم تندلع بين دولة وحزب من خارج حدودها ، فليست هذه حرب تدور بين دولة ودولة أي بين إسرائيل ولبنان بل المعلن أنها تدور بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ، غير أن شعب دولة لبنان يكتوي كله بلظاها ويتحمل تبعتها. ولا تبدو الدولة اللبنانية معنية بما يجري على أرض إقليمها إلا من حيث نتائج تلك الحرب من دمار وقتلى ومهجرين ، أما المظاهر الأخرى فلا تبدو حكومة بيروت ولا الجيش اللبناني معنيين بها وبالتالي فإن جيش لبنان المعهود له بالدفاع عن حدود بلاده لم يتدخل في هذه الحرب ولم يتحرك للذود عن الحياض اللبناني، وهو أمر طبيعي في دولة لم تبسط فيها الحكومة الشرعية ولا جيشها سلطتها وسيادتها على جانب مهم من الأرض اللبنانية تبقى تحت السيطرة والسلطة المتمثلة في حزب الله الذي يعلن حقه في ذلك بوصفه يمثل المقاومة للحضور الإسرائيلي. ومن هنا يبدو ويعلن أن الحرب القائمة هي بين دولة إسرائيل من جهة وحزب الله من جهة أخرى، ومن هذا المنطلق فهي حرب تبدو غير مألوفة ولا سابقة لها من حيث قيامها بين طرفين لا تكافؤ بينهما لا من حيث القوة العسكرية فقط ولكن في اعتبار القانون الدولي وهي أشبه بحرب تعقب وانتقام، كما كان يجري من قبل في عدة حالات ولكنها اكتست هذه المرة صبغة حرب المواجهة الشاملة. أما ثالث غير المألوف فهو رد فعل السلطة اللبنانية ، فرئيس الجمهورية إميل لحود المفروض من سوريا وبالتالي حليف حزب الله بوصفه الحليف الأكبر لدمشق في لبنان مغيب عن الصورة وحتى الوفود التي تأتي إلى لبنان وتغادره في إطار محاولات الحل المتمثل في إنهاء وجود حزب الله وميليشياته في الجنوب اللبناني قبل الحديث عن وقف إطلاق النار، وخاصة منها زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية رايس لا ترى حاجة في مقابلة رئيس للجمهورية يبدو وكأنه خارج الصورة تماما ، بحيث تقع إهانته باستمرار، فيما يتلقى تلك الإهانات متمسكا بمنصب لا يملك فيه من سلطة أي قدر ، ولا يفعل ذلك سوى إرضاء لسوريا التي تريد له أن يحتفظ بذلك الموقع. وبين هذه وتلك من المفارقات يعيش الشعب اللبناني تحت نار عدوان لم يسبق أن مر منه شعب دون أن يتحرك المجتمع الدولي لإيقافه وإنهائه كل ذلك انتظارا من الخمسة الكبار لأن تنهي إسرائيل مهمتها بتمزيق حزب الله ودحره بعيدا وراء مناطق لا يستطيع منها أن ينال من أية مدينة إسرائيلية بالصواريخ الوافدة له من طهران والتي استوجبت تهديدات ضد هذا البلد ذاته. وهي مهمة قد تقتضي فوق الأسابيع المقررة لها أشهرا عديدة لما أظهره حزب الله من روح قتالية عالية لم تتوقعها لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الحامية الأولى وليست الوحيدة لإسرائيل التي لم يخطئ أحد ممن قال إنها تمثل الولاية الواحدة والخمسين والنجمة الأخرى على العلم الأمريكي. وبين المألوف وغير المألوف في الحروب يعيش لبنان في تجاهل فاضح من العالم واحدة من المآسي الكبيرة لا يشاركه في مثيل لها إلا شعب فلسطين الذي تعود الناس على مآسيه فلم تعد تثير لا حفيظة ولا شفقة أحد من العالم الذي يوصف بالمتحضر المتمدين. fouratiab@gnet.tn (المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 30 جويلية 2006)
عدوان في طريقه إلى الفشل
منير شفيق لم يسبق ان كان الجيش الإسرائيلي بهذه الرداءة: اداء واستراتيجية ووحشية فمنذ اللحظة الأولى لحربه العدوانية المزدوجة على قطاع غزة ثم لبنان اظهر رداءة في الاداء العسكري وذلك حين اعتمد فقط على النيران والتدمير والفتك بالمدنيين. كان فون كلا وزيفتش واضع علم الحرب يؤكد غباء القائد العسكري ورداءة ادائه إذا ما اعتمد على كثافة النيران دون ان تكون تمهيداً لحركة الجيوش ضمن خطة محكمة، ولاشك في ان تقاليد الجيش الإسرائيلي في مرحلة التكوين ثم في مرحلة القوة والتوسع اتسمت بإحكام الخطة العسكرية والتناغم بين النيران والحركة التكتيكية، مظهراً دقة في جمع المعلومات وتأمين عنصر المفاجأة هذا من الناحية العسكرية الفنية بالطبع، وان كانت اهدافه دائما غير عادلة وغير مشروعة الامر الذي يسمح بملاحظة اشارات الترهل والتراجع، والدليل ان الجيش الإسرائيلي أصبح معتمداً على التكنولوجيا وكثافة النيران وإلحاق أكبر قدر من الهدم والتقتيل والتهجير من دون ان يشتبك مع القوات المقاتلة المقابلة، ومن دون أن يعرف مواقعها حتى بدا متخبطاً يخبط خبط العشواء.. طبعا ثمة فضل كبير جداً، بل الفضل الأول في هذه النتيجة لحسن أداء المقاومة الإسلامية استراتيجية وتكتيكا، مما جعله يضرب في عماء، وعندما وجد نفسه مضطراً إلى الدخول في الحرب البرية بعد فشل استراتيجيته العسكرية على مدى اسبوعين تقريباً، واجه ما لم يكن في حسبانه من مقاومة استندت إلى دفاع مفكر به جيداً، وقد امتلك رباطة الجأش وللانتقال إلى المبادرة والمفاجأة مما ألحق بخيرة قوات العدو الضاربة خسائر كبيرة اعترف بها رسميا في معركتي مارون الراس وبنت جبيل. ولهذا تراه منذ اليوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري اي بعد ستة عشر يوماً من اندلاع العدوان يعود ليراجع حساباته بالنسبة إلى الهجوم البري وليعتمد مرة أخرى على سياسة التدمير، حتى راح يهدد احياء وقرى بتسويتها كلها بالأرض، اي راح الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية من بيروت يتعرضان إلى دمار شبه شامل، ولكن هذا لا يكسب حرباً وانما يزيد من عوامل الفشل فيها، كما لا يستعبد العودة إلى الهجوم البري اضطراراً.. هذا اللجوء العاجز النابع من الفشل عبر عن نفسه أيضا من خلال تصعيد تدمير البيوت وتقتيل المدنيين في قطاع غزة، وهذا أمر منطقي من قبل عدو ينظر إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني نظرة واحدة، ولهذا يخطئ من يفرق بين القضيتين والعدوانين، أو يرى أمريكا في لبنان أو في فلسطين غيرها في العراق أو افغانستان، أو في اي مكان، فأمريكا تعمدت ان تظهر شريكة مباشرة في هذا العدوان المزدوج على الشعبين اللبناني والفلسطيني وقد اظهرت تماهيا مع الموقف الإسرائيلي حير كل من يحاول أن يجد هامشاً يميزها عنه. وفي المقابل يخطئ من لا يقرن إسرائيل وهو يتحدث عن أمريكا في العراق أو في أي مكان آخر، فكأن أمريكا تقول له «انا إسرائيل وإسرائيل انا» فيما تقول له إسرائيل «انا أمريكا وأمريكا انا» وافهموا يا من لا تريدون ان تفهموا فإدارة بوش تميزت عن كل الإدارات الأمريكية السابقة في هذا التماهي، وفي محو أدنى هامش، فمن يستطيع ان يميز بين جون بولتون المندوب الأمريكي والمندوب الإسرائيلي في هيئة الأمم المتحدة؟ أما من جهة أخرى فإن الفشل في الإطار السياسي لا يقل بروزاً اليوم، كما عبر عن ذلك مؤتمر روما ففيما اندلع العدوان معززاً بدعم مجموعة الدول الثماني، وبمواقف عربية ذهبت إلى القاء مسؤوليته على عمليتي «الوهم المتبدد» و«الوعد الصادق»، نجد مواقف مجموعة الثماني قد تباعدت عن بعضها، ونجد الوضع العربي عاد إلى «التوازن» النسبي فقد كبر العدوان وارتكاباته وجرائمه على الا تستنكر ولا عاد من الممكن غير المطالبة بالوقف الفوري لاطلاق النار بالرغم من أن أمريكا تريد استمراره حتى الآن. يجب أن يضاف إلى ما تقدم ما راح يظهر من غضب في الوسط الشعبي العربي والإسلامي، وكثير منه اتجه إلى غضب على المواقف العربية الرسمية حتى بعد أن عادت لتستنكر العدوان وتطالب بوقف اطلاق النار، وقد صحب ذلك اتساع الادانة للعدوان في أوساط الرأي العام العالمي بما فيه الغربي، الأمر الذي يشكل حرجاً شديداً لبوش وأولمرت. من هنا يمكن القول ان العزلة السياسية والفشل العسكري وهما ثمرة الصمود الشعبي في فلسطين ولبنان، وثمرة استمرار المقاومة وعدم القدرة على تصفيتها، ادخلا السياسة الأمريكية والإسرائيلية الآن في مرحلة جديدة هي الخوف من النتائج المترتبة على انتصار حزب الله، فقد علق عدد من الصحفيين الإسرائيليين أن ذلك يعني انتصاراً لحماس والجهاد في فلسطين، مما سيربك «المعتدلين» ويضعفهم. ولهذا فإن تمديد الحرب الآن لم يعد يستهدف تحقيق انتصار عسكري من خلال انزال الهزيمة بالشعبين والمقاومتين في لبنان وفلسطين، وإنما الحيلولة دون انتهاء الحرب بنصر مدوٍ لهما، وهو ما سيجعل الأيام السابقة لوقف إطلاق النار في لبنان، كما في فلسطين الأشد صعوبة ودموية ودماراً. لكن الإشكال بالنسبة إلى حزب الله، خصوصاً، سيصبح أشد صعوبة بعد وقف اطلاق النار، منه مواجهة العدوان العسكري والسبب هو ابتعاد الدولة الإسرائيلية عن الصورة مباشرة ليواجه ما يسمى بـ «بالمجتمع الدولي» والمواقف العربية، وما قد ينشأ من خلافات سياسية لبنانية – لبنانية عن البحث في الوضع ما بعد وقف إطلاق النار. لكن ثمة نقطة يجب أن تؤخذ عند محاولة توقع مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار وهي صعوبة تراجع إسرائيل عن احتلال مزارع شبعا، ولو بتسليمها لقوات هيئة الأمم، أو قبولها بتبادل الأسرى وهي التي شنت الحرب رافضة التبادل، الأمر الذي سيربك الحشد السياسي الذي يمكن أن يتشكل ضد حزب الله. أما على المستوى الفلسطيني فالعقبة الإسرائيلية ستظل كأداء مستعصية، فهنالك قضية الأسرى الفلسطينية، والأهم مشروع أولمرت الذي لا يمكن لأحد أن يتجرأ على القبول به أو السكوت عنه أو المطالبة بهدنة مع تنفيذه واقعياً. ومن هنا فإن احلام كونداليزا رايس بأن ما يجري في لبنان وفلسطين، بما فيهما من الجرائم بحق المدنيين، هو مخاض «ولادة الشرق الأوسط الجديد» سينقلب عليها كوابيس وسبة وعارا. (المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 30 جويلية 2006)
حكام العرب خارج نطاق الخدمة!
القاهرة -حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت صعوبة عمل الجهاز العصبي بكفاءته الكاملة مصير حتمي لكل شخص في مرحلة الشيخوخة مهما اجتهد في ممارسة التمرينات الشاقة للإبقاء على حيويته… هذا ما أثبتته الأبحاث العلمية خاصة الأمريكية. حقيقة علمية دفعت الشعوب العربية للتساؤل مؤخرا عما إذا كانت تنطبق على حكامها الطاعنين في السن والذين يحكمون بلادهم منذ عقود عديدة، وسارعوا لإدانة عمليات المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي، على اعتبار أن أجهزتهم العصبية أصبحت غير قادرة على التعامل مع الأزمات التي تواجه الأمة. ويرى خبراء نفسيون في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » أن موقف الحكام العرب من روح المقاومة جاء متناسبا مع المراحل العمرية التي يمرون بها والتي تركن إلى القرارات الانفعالية، في حين تقدم وسائل الإعلام الرسمية تلك القرارات على أنها « عقلانية وحكيمة » تعكس تجارب السنين. ووفقا لأبحاث علمية حديثة فإن قدرات الذاكرة تضعف مع التقدم في السن، وبالتالي لا يستطيع مَن هو في سن الشيخوخة (فوق 60 عاما) وخاصة من هو في موقع قيادي البقاء في منصبه متحكما في مصير الآخرين لعدم قدرته على استعمال أجزاء من الدماغ لها علاقة بالذاكرة. وأثبتت تجارب نشرتها المجلات العلمية الأمريكية المتخصصة أن التقدم في العمر ترافقه صعوبات في التعلم، ويعود ذلك جزئيا إلى التراجع في استعمال القشرة الدماغية الأمامية، وهي الجزء المسئول عن الحالة الفكرية للشخص مثلهم مثل الأطفال. ويواجه أغلب الزعماء والقادة العرب ممن دخلوا مرحلة الشيخوخة مشاكل صحية ضخمة بعضهم يتحدث عنها بصراحة والبعض الآخر يخفيها وتكشفها الصدف. وتخطت أعمار معظم الحكام العرب الستين؛ فالرئيس المصري حسني مبارك من مواليد عام 1928، والعاهل السعودي الملك عبد الله مواليد 1921، أما أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح مواليد 1929، والعقيد الليبي معمر القذافي من مواليد 1942، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح من مواليد نفس العام 1942، أما الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مواليد 1936، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من مواليد 1937، وسلطان عمان قابوس بن سعيد فمن مواليد عام 1940. أعراض الشيخوخة
وعن المواقف المتراخية أو « العقلانية » لبعض الحكام العرب من الأزمات التي تواجه الأمة العربية وآخرها العدوان الإسرائيلي على لبنان وعمليات المقاومة وعلاقة ذلك بالتقدم في السن، قال الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: « بالرغم من التدريبات الحديثة المتعلقة بتنشيط الذاكرة والقدرة على الاحتفاظ بمعلومات جديدة فإن هناك أعراضا حتمية متعلقة بالتقدم في السن وبالشيخوخة. هناك أعراض متعلقة بالشيخوخة بشكل عام بغض النظر عن تحمل المسئولية من عدمها، منها ضعف الذاكرة وضعف القدرة على التفاعل السريع مع المتغيرات المتلاحقة مع التمسك بالأنماط القديمة والخوف الشديد من أي جديد وعدم الرغبة في العمل والاكتئاب ». وأضاف في حوار لـ »إسلام أون لاين.نت » السبت 29-7-2006: « لذلك نجد أن مدة الرئاسة في الدول الديمقراطية حددت بدورتين فقط على أساس اعتبارات صحية وجسمانية ونفسية يحتاجها هذا المنصب، أهمها اليقظة العالية والقدرات الذهنية الكبيرة ». وعن لجوء بعض الحكام العرب المسنين إلى تدريبات للحفاظ على قدراتهم العصبية متماسكة واتباع برامج لصيانة جهازهم العصبي عن طريق السيطرة على كل ظروف الحياة من طعام وقراءات ومواعيد النوم والاستيقاظ، قال عكاشة: « ذلك قد يطيل عمر كفاءة الجهاز العصبي لفترة لكنه لا يمنع أعراض الشيخوخة الحتمية ». احتراق الجهاز العصبي
وأكد أستاذ الطب النفسي أن « الاستمرار في السلطة لسنوات طويلة يؤدي إلى حالة الاحتراق، وهي حالة يصل إليها الجهاز العصبي بحيث يتوقف تماما عن الاستجابة للمؤثرات المحيطة، بالإضافة لحالة من الملل والفتور تجاه الأشياء، وهنا يلجأ المسئول في هذه الحالة إلى توكيل مساعدين للقيام بكثير من المهام لعجزه عن القيام بها ». وتابع: « تدريجيا يتضخم دور ونفوذ مساعديه ويتحولون لمراكز قوى؛ لأنهم يستطيعون القيام بما لا يستطيعه هو القيام به ». أما الدكتور خليل فاضل خبير الطب النفسي المصري فتحدث عن حساسية الجهاز العصبي وإمكانية تعرضه للانهيار الكامل خاصة لمن هم في موقع المسئولية. وقال: « أحيانا ينهار الجهاز العصبي لمن هو في قمة السلطة بشكل مفاجئ؛ فهناك من تقتله هذه المسئولية فيموت مبكرا كحال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي توفي بالسكتة القلبية عن سن 52 عاما، إلا أن هناك مَن قد يتحمل المفاجآت لسنوات طويلة لأنه تدرب على عدم الانفعال حتى في أحلك الظروف ». وضرب الدكتور خليل مثال على قدرة تحمل الأجهزة العصبية لبعض الرؤساء للصدمات والمفاجآت بالرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي تم عزله عام 1997 بعد أن أمضى 30 عاما بالحكم، وكان بورقيبة وقت عزله يبلغ من العمر 91 عاما. وقاد عملية عزل بورقيبة الرئيس الحالي زين العابدين بن علي الذي أدخل تعديلات تتيح له البقاء في الحكم مدى الحياة. واستدعى خليل مقولة للمفكر المصري أحمد كمال أبو المجد تقول: « السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ». السلطة أهم جورج إسحق منسق الحركة المصرية من أجل التغيير « كفاية » كان له تفسير لموقف الأنظمة العربية من عدم دعم المقاومة اللبنانية يربط هذا الموقف ببقاء الحاكم في السلطة لفترة طويلة. وقال في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت »: « استمرار الحاكم في السلطة إلى الأبد يجعله بمرور السنين يختزل كل أهدافه في التشبث بالسلطة وفي قمع من يطالب بالتغيير فلا يلتفت إلى أية مطالب أخرى ». وأضاف قائلا: « هذا ما حدث في مصر؛ فالنظام الحاكم أسس وجوده على منطق الشللية، واختزل جميع مؤسسات الدولة لتعمل من أجل بقائه في السلطة إلى الأبد، وأصبح ذلك هو مشروعه الوحيد بمرور السنين، فكيف يفكر بدعم المقاومة؟ ». وخلص إلى أن النتيجة الطبيعية لهذا الوضع كانت « ارتباط النظام بالقوى الغربية العالمية، حتى إنه لو تعارضت مصالح ومطالب وطنه مع بقائه في السلطة فإنه سيضحي بهذه المصالح لصالح البقاء في السلطة ».
النظرة « العقلانية » على الجانب الآخر هناك من يعتبر عدم تجاوب الحكام العرب مع المشاعر المتأججة للشارع العربي نابعة من خبرة وحكمة و »نظرة عقلانية » اكتسبها الحاكم دون سواه من خلال سنين حكمه الطويلة. ومن بين أصحاب هذا الرأي صلاح منتصر الكاتب الصحفي بصحيفة « الأهرام » المصرية الحكومية الذي قال: « عادة السياسة الانفعالية لا تضع في حسبانها النتائج، في حين أن السياسة الواقعية تبدأ أولا بحساب النتائج وردود الأفعال قبل اتخاذ أي قرار.. وأتصور أنه بعد أن تهدأ العواصف والأمواج سيتذكر الشارع للقيادات حكمتهم وقراراتهم بأنهم قاموا بحماية بلادهم في عدم الانجرار وراء العواطف ». وأضاف: « يجب على الحكام العرب أن يوازنوا بين احتمالات الخطر، واحتياجات القضايا الإستراتيجية عند اتخاذ أي قرار ». وخرجت في العديد من الدول العربية مظاهرات واسعة تندد بالموقف المتخاذلة للعديد من الحكام العرب من مناصرة المقاومة اللبنانية والسلبية تجاه وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان المستمر منذ يوم 12-7-2006؛ ردا على اختطاف حزب الله جنديين بهدف مبادلتهما بمئات الأسرى اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية. وأدى العدوان الإسرائيلي إلى مقتل نحو 600 شخص أغلبهم من المدنيين، إضافة إلى نحو 1800 مصاب و750 ألف مشرد. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 29 جويلية 2006)
لقادة أنظمتنا العربية … إن كنتم تدرون فتلك مصيبة وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم !
السبت ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم سماك العبوشي كفانا ضحكاً على أنفسنا ، وكفانا طمراً لرؤوسنا تحت الرمال خشية من أن نرى قبح وجوهنا وسوءة عوراتنا بمرآة الحقيقة فنعرف شكل مأساتنا وحجم تقاعسنا وتكاسلنا وتخلفنا عن أن نرد بنفس لهجة العدو الذي بات يتحكم بمصائرنا حين أطبق على خناقنا وقيدنا وسد أفواهنا فتحجّـمنا وتقزّمنا إلا من صوت شريف وفعل جريء للمقاومة الشريفة فيلبنان والمتمثلة بحزب الله اللبناني ورجال المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد الإسلامي و( بعض مما تبقى ) من حركة فتح ذات التاريخ العريق والمشرف في مقارعة » إسرائيل « .
لقد آن الأوان كي يحمل كل منا مرآة الحقيقة تاركاً وجهه على طبيعته دونما تزيين ولا تزويق، بلا صبغة حمراء أو خضراء أو ( تاتو الحواجب ) أو قلم الشفاه القرمزي كما تصنع بعض النساء اللاتي أصابهن الكبر والعجز وغطت وجوهن تجاعيد الكبر وقساوة الزمن ليخدعن أنفسهن بمظهر مزيف وليغطين تلك الأخاديد التي امتلأت بها وجوههن، لنرى كم هي وجوهنا صفراء كالحة شاحبة تنقصها قطرات الكرامة والشرف، لندرك أننا في الرمق الأخير من حياة ضاعت فيها الكرامة والشرف فأولى بنا أن ندفن بكليتنا تحت التراب غير مأسوف علين على أن نعيش بلا كرامة ولا كبرياء.
حسناً فعل حزب الله حين رفع عالياً مرآة حقيقة أمتنا لنرى ونعي حجم مأساتنا وضعفنا وزيف دعوات » السلام » الذي تنادي به » إسرائيل » وتطبل له أمريكا وانصاعت له بعض أنظمتنا العربية فتمسكت به، لنرى خيبة أملنا في جامعة دولنا العربية التي ما كان لها دور مذ نشأتها حتى يومنا هذا سوى الاجتماعات وإطلاق التصريحات والتنديد والتي آخرها ما صرح به أمينها العام قبل أيام قلائل حين أعلن عن فشل مبادرة » السلام » ووفاتها ودفنها حيث توقفت دون أن يتمكن من تحقيق لقاء عربي على مستوى القمة وعلى مستوى الحدث، لنعي ونتلمس خيبة أملنا ورجائنا في حكام عرب لم يتمكنوا من تحقيق لقاء قمة طارئ ليتدارسوا حجم مأساة لبنان وعدوان » إسرائيل » على أراضيها طيلة أسبوعين كاملين، فكان متوقعاً من رجل بمواصفات السيد (عمرو موسى) أن يعلن قرفه واشمئزازه من مواقف قادتنا فيقدم استقالته من منصبه في نفس الوقت الذي أعلن عن وفاة مشروع » السلام المزعوم!) بدلاً من أن يشارك ولو بشكل غير مباشر ( بفشله في قيادة الجامعة واتخاذ موقف صارم ومبدئي ) في دعم الاجتياح الصهيوني لأرض لبنان وغزة والضفة الغربية.!!
إن عملية ( الوعد الصادق ) وما سبقها من عملية ( الوهم المتبدد ) قد كشفتا عن جملة حقائق ( لم تكن خافية للكثيرين منا ) منها حقيقة نوايا وخطط » إسرائيل » في المنطقة وعدم مصداقيتها وجديتها في تحقيق سلام يجمعها مع من يجاورها من دول عربية، كما وأصابت رموز التسوية من قادة أنظمة عربية بخيبة أمل ممزوجة بحسرة ونكسة وحرج أمام مواطنيهم فراحوا يصرحون هنا وهناك لتسويغ جريمة » إسرائيل » في لبنان وفلسطين ، لاسيما بعد وضوح نيات وإصرار » إسرائيل » على مواصلة عدوانه وتدميره والتي أوضحت بشكل لا لبس فيه أن ردة الفعل الصهيونية التي تجلت بتدمير لبنان من شماله حتى جنوبه لم تكن ردة فعل لأسر جنديين هنا أو جندي هناك ، وإنما كانت تعبيراً ( صادقاً ) بعيداً عن التزويق والتمويه لإرادة الشر والحقد والأطماع الصهيونية المبيتة والتي جاءت تنسيقاً مع حلم أمريكي بمشروع ( الشرق الأوسط ) والذي حمل صفة ( الكبير ) تارة و ( الجديد ) تارة أخرى والذي يهدف إلى كسر ما تبقى من روح المقاومة العربية.
لقد كانت عملية ( الوعد الصادق ) إماطة للستار ورفعاً للبرقع الذي تخفى خلفه الكيان الصهيوني وتستر به بحجة حماية أمنه والعيش بسلام مع من يجاوره، لتأتي العملية البطولية إستباقاً لمخطط أمريكي – صهيوني كان يعد له بعناية فائقة لضرب معقل المقاومة الوطنية اللبنانية في جنوبه الصامد في محاولة منه لإركاعها وتحجيمها ضماناً لإطلاق يدي » إسرائيل » في منطقتنا العربية لتنفيذ حلم أمريكا بمشروعها الشرق أوسطي الذي دعت إليه منذ فترة والذي يتلخص بجعل الكيانات العربية اللصيقة والمجاورة للكيان الصهيوني كيانات مسخاً كسيحة هزيلة مشلولة فاقدة للسيادة والإرادة الوطنية ضعيفة مدمرة تتحكم بها » إسرائيل » فتقود المنطقة بأسرها كما تقاد النعاج في البراري والقفار!!. إن ما تردد من اتهامات لحزب الله من أطراف لبنانية وأخرى عربية عن مسئوليته بجرجرة لبنان إلى ( مغامرة غير محسوبة !) أدت إلى إشعال حرب ضروس شعواء كانت السبب في تدمير معظم بنيته التحتية، أقول بأن هذه الإتهامات إنما هي اتهامات يمكن تصنيفها إلى صنفين ، فهي إما أن تكون صادرة عن جهات فاقدة للوعي وغير مدركة لسياسات » إسرائيل » في المنطقة وغير مدركة لحجم أبعاد المخطط الأمريكي مما ينطبق عليها الشق الثاني من المثل العربي القائل ( إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!!) ، وإما أن تكون صادرة عن أبواق مأجورة ربطت مصيرها بالمشروع الأمريكي – الصهيوني ووضعت كل بيضها في سلته التي بدأت تتأرجح بين يديه لتسقط من بين أصابعه بفعل ضربات رجال المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية الشريفة.
وفي حقيقة الأمر … ولمن يتتبع مجريات الأحداث في منطقتنا العربية منذ نشأة الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية حتى يومنا هذا ، يدرك تمام الإدراك أن قادة الكيان الغاصب قد أعدوا خططهم بعناية فائقة وساروا بخطى حثيثة لتحقيق أحلامهم ومخططاتهم في التهام كل الأرض العربية ( من النيل إلى الفرات حتى خيبر!) مستثمرين سوء أوضاعنا وتردي أحوالنا وتخلفنا نتيجة ممارسات وسياسة قادة أنظمتنا العربية الذين مارسوا دكتاتورية المنصب على شعوبهم حفاظاً على كراسيهم ومناصبهم وامتيازاتهم ساعدهم في ذلك غفلة من جماهير شعبنا العربي التي باتت في سبات وخدر قل نظيره. فبأي حق تطالب أمريكا أن ترسم شكل لبنان السياسي، حين تدعو بكل وقاحة إلى تجريد رجال حزب الله من اسلحته التي وجدت أساساً للدفاع عن كرامة لبنان ووحدة أراضيه وعزة بيرقه، وإلى من حاول تسويغ وتبرير فعلة » إسرائيل » هذه في لبنان، كيف تناسيتم قيام » إسرائيل » باجتياح أراضيه وامتهان سيادته التي تكررت للأعوام 1982 وما تلاها من اعتداءات سافرة في عملية ( عناقيد الغضب ) في نيسان من عام 1996 حين تجرأت بضرب اللاجئين اللبنانين الذين احتموا من نيران شرها وحقدها في مقر القوات الدولية الفيجية في مدينة ( قانا ) اللبنانية، لتعود اليوم فتعيد رسم نفس مشاهد التدمير والخراب فلم يسلم من فعلتها طفل ولا أمرأة ولا عجوز، حتى أنها استباحت حرمة الأمم المتحدة حين عمد إلى ضرب مقر لها فقتلت أربعة من منتسبيها الأمميين ضاربة عرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية غير آبهة باحتجاج دولي وغير خائفة من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين لها فعلتها تلك سماك العبوشي كاتب عراقي (المصدر: موقع فلسطين بتاريخ 29 جويلية 2006)
توماس فريدمان خلال شرب فنجان من القهوة التركية، خلال زيارتي الى دمشق، التقطت نسخة من صحيفة «سيريا تايمز» الصحيفة السورية باللغة الانجليزية، ووقعت عيناي على اطار صغير في اعلى الصفحة الاولى. «الشرق الاوسط عشية الحداثة. الصفحة الخامسة». وفكرت: يا لها من طريقة جيدة لوصف الشرق الاوسط اليوم ـ العودة الى عصر ما قبل الحداثة؟ وللأسف لم تكن صحيفة «سيريا تايمز» تحاول السخرية. فقد تبين ان العنوان كان عنوان كتاب عن حلب في القرن الثامن عشر، ولكن لو كان عنوانا اخباريا لكان مناسبا. ولا بد ان كوندوليزا رايس كانت مصابة بحالة حادة من دوار الطيران، عندما قالت ان ما يحدث في لبنان والعراق اليوم هو «مخاض اعادة ميلاد الشرق الاوسط القديم، يشعله النفط والمزيد من الاسلحة التدميرية. وبعض المشاعر البدائية والقبلية، التي تتأجج تحت السطح هنا ـ الشيعة في مواجهة السنة واليهود في مواجهة المسلمين واللبنانيون في مواجهة السوريين ـ التي كان تتم عادة السيطرة عليها من الدول الحديثة او روابط الثقافة، صعدت الان الى السطح. ولا يوجد ما يمكن ان تفعله لشخص ما في الشرق الاوسط اليوم، فلا يوجد قائد او حركة ـ لا نيلسون مانديلا ولا مسيرة مليون أم ـ تتبلور في المنطقة، لوقف هذا الجنون.
واعني الجنون. لقد شاهدنا السنة ينفذون عمليات انتحارية ضد مسجد شيعي في العراق، في شهر رمضان وشاهدنا ميليشيات شيعية تعذب سنة في العراق بغرز مثقاب في رؤوسهم، وشاهدنا برلمانيين اردنيين يعزون في الارهابي ابو مصعب الزرقاوي، بالرغم من انه فجر حفل زفاف اردني، وشاهدنا مئات من الانتحاريين الفلسطينيين ينفذون عمليات في المقاهي الاسرائيلية والحافلات. وشاهدنا الاسرائيليين ينتقمون، في بعض الاحيان، بتدمير مبان بأكملها، بالابرياء والمذنبين فيها. والان شاهدنا زعيم حزب الله حسن نصر الله، يدفع لبنان بأجمعه الى حرب مدمرة بلا مبرر مع اسرائيل، لمجرد تحسين موقفه السياسي ورفع الضغوط عن ايران. ويجب على اميركا دفع قوى النظام ـ اوروبا وروسيا والصين والهند ـ للتحالف ضد هذه الاتجاهات. ولكن لا يمكننا ذلك. لماذا؟ يرجع ذلك، جزئيا، الى ان رئيسنا ووزيرة خارجيتنا، بالرغم من حديثهما بوضوح اخلاقي عظيم، ليست لديهما أي سلطة اخلاقية، التي تدمرت بسبب ادائهم في العراق. ويكره العالم الرئيس جورج بوش اكثر من أي رئيس اميركي آخر. فهو حبيس اساره الايديولوجي، الى درجة انه لم يعد قادرا على تخيل او صياغة استراتيجيات بديلة.
من ناحية اخرى، ايضا يكمن السبب في ان كلا من الصين وأوروبا وروسيا اصبحت مستفيدة من قوة الولايات المتحدة، إذ انها تجني أرباحا طائلة من نظام ما بعد الحرب الباردة الذي صاغته الولايات المتحدة، لكنها بدلا عن ان تصبح دولا شريكة في هذا النظام تساعد على تحديد ورسم خطوط هذه النظام، باتت تتوارى وتهمهم وتتحدث على نحو غير مفهوم او تبرم اتفاقاتها بنفسها. هذا الوضع لا يساعد في الاستقرار العالمي. فالميليشيا الدينية، التي تطلق على نفسها «حزب الله» تفرض سيطرتها على دولة وتجرها الى حرب، مستخدمة صواريخ متطورة، والعالم في حالة شلل. الذين يتجاهلون هذا الجنون سيجدونه يوما قد اقترب منهم. إلا ان هذا الجنون نشأ محليا. كنت اجلس يوما خلال زيارتي الاخيرة الى سورية مع بعض الكتاب السوريين الشباب واستمعت الى نقاش دار بين شابة ترتدي ملابس انيقة كانت تتحدث عن رغبتها في زوال اسرائيل وكاتب آخر يعتقد ان حسن نصر الله كارثة على العرب، وشارك في النقاش ايضا صحافي عربي تحدث عن «الكرامة» و«الفخر»، الذي يشعر بهما العرب بسبب مواجهة حزب الله عسكريا لإسرائيل.
متى يكف العالم العربي والإسلامي عن ان يستمد «كرامته» من محاربة اسرائيل، ليستمدها بدلا عن ذلك من بناء مجتمع يحسده الآخرون واقتصاد يجد احترام الآخرين واختراعات وتقدم في المجال الطبي يستفيد منه الآخرون؟ لن يكون هناك شرق اوسط جديد ما دام هناك انصار للشرق الاوسط الجديد، مثل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري يتعرضون للاغتيال، وما دام هناك انصار للشرق الاوسط القديم مثل حسن نصر الله يستخدمون كل دهائهم لإشعال شرارة حرب عربية ـ اسرائيلية جديدة بدلا عن بناء جامعة عربية جديدة. ولن يكون هناك شرق اوسط جديد ما دامت وسائل الإعلام العربية والمفكرون العرب لا يزالون يرفضون التحدث علنا وبصوت عال ضد الذين يشجعون شبابهم للشهادة بدافع الحماسة والحمية، بدلا عن تعزيز الثقافة العربية بالحداثة. بدون ذلك سنضيع وقتنا وسيضيع العالم العربي مستقبله، وسيظل دائما يطرق أبواب الحداثة من دون ان يلجها. * خدمة «نيويورك تايمز» (المصدر: صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 30 جويلية 2006)
قناة الجزيرة في ظل حكم الإخوان
د. خالد شوكات
ما تزال قناعتي راسخة بأن المكانة المميزة التي حققتها قناة الجزيرة القطرية في الساحة الإعلامية العربية والدولية، إنما مردها بالأساس توجهها الذي التزمت به في سنواتها الأولى إزاء قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، وجرأتها خلال تلك الفترة في تناول المسكوت عنه في السياسة العربية، وفضحها للكثير من الانتهاكات والانحرافات التي شابت سير الأنظمة العربية الحاكمة. كما هي القناعة أيضا بأن الجزيرة قد انقلبت على هذا التوجه خلال سنواتها الأخيرة لأسباب متعددة، وأن إدارتها الحالية تحاول الحفاظ على شعبية القناة بالتمويه على الرأي العام العربي من خلال دغدغة مشاعره وتهييج عواطفه في قضايا المنطقة الحساسة، كفلسطين والعراق وأفغانستان، بعد أن كانت الانطلاقة تنويرا للعقل السياسي العربي، ونقدا لمحدداته وتجلياته الفاسدة و المنحرفة، وسعيا إلى أن لا يكون العالم العربي استثناء غارقا في نير الاستبداد وكتم الصوت وكسر القلم.
اهتمامي الشخصي المتجدد بقناة الجزيرة القطرية سببه اعتقادي بأن الجزيرة كانت فرصة تاريخية لدعم المشروع الديمقراطي العربي، قد تكون تأسست من باب الصدف، لكن للصدف أيضا دور كبير في توجيه تاريخ الشعوب، تماما كما الحركة الذاتية والإرادة ووعي النخب والقادة السياسيين، وأن هذه الفرصة في طريقها إلى الضياع، إن لم تكن ضاعت، على غرار الفرص الكثيرة التي أتيحت في ما سبق للعرب وقاموا بتضييعها، حتى صح عليهم وصف البعض بأنهم « أمة الفرص الضائعة والطاقات المهدرة » ، فالتوجه الإعلامي الحالي للجزيرة لم يعد متطلعا إلى منافسة « بي بي سي » أو « سي إن إن » في المهنية والاستقلالية والشجاعة، إنما عاد مرتبطا بتنظيم سياسي وعقائدي وايديولوجي، يتطلع إلى نشر مواقفه على الجمهور العربي، وإلى التبشير برسالاته والتعريف بقادته وحلفائهم ومن سار على دربهم بإحسان إلى يوم الدين.
أملك القول بكل تواضع، أن قناة الجزيرة قد جرى اختطافها من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، سواء أتم هذا الاختطاف برغبة من أصحاب القناة في إطار لعبة سياسية معينة يعلمها حكام قطر، أو دون وعي من هؤلاء الحكام، حيث ما يزال يعتقدون بأن الوضع تحت السيطرة، وأنهم قد منحوا الإخوان فرصة التحكم في « الجزيرة » لاعتبارات محلية واقليمية ودولية، وأنهم قادرون على التخلص منهم أو تحجيمهم متى أرادوا، فإذا كان التقدير الثاني هو الدارج، فإن أهل الأمر في قطر يلعبون ببلادهم ومصالح شعبهم وأنفسهم لعبة خطيرة، سبقهم إلى تجريبها حكام عرب آخرون كانت نهايتهم غالبا حزينة. وحتى لا يفهم الأمر على أنه تحامل شخصي مغرض على تيار معين، من باب تصفية حسابات سياسية أو فكرية شخصية، فإنني أؤكد في البدء على إيماني العميق بحق كل من يملك كفاءة مهنية أن يأخذ حقه في العمل والبروز و الابداع والشهرة ، بصرف النظر عن قناعاته الخاصة، ولهذا لم يكن لدي في يوم من الأيام أي مشكلة مع وجود وجوه إعلامية متألقة معروفة بميولاتها الإسلامية في القناة القطرية أو غيرها، غير أن المشكلة تبرز عندما تتراجع معايير الكفاءة لصالح الولاء، وعندما يصبح الخط التحريري والإعلامي للمؤسسة الإعلامية رهين أجندة غير إعلامية، حزبية وسياسية وفئوية ضيقة.
لا شك أن أسرار قناة الجزيرة كثيرة، فبالقدر الذي انطلقت فيه هذه المؤسسة الإعلامية المختلفة، فضحا للمكتوم وتمردا على الإعلام الخشبي المتآكل، بالقدر الذي كانت فيه هي بحد ذاتها – ولا تزال- سرا كبيرا وإشكالية مستعصية على المحللين، حتى أولئك الذي كتبوا عنها من داخلها، فإلى حد الآن لم يجب أحد مثلا على سؤال « كيف تعمل قناة من أرض محمية أمريكيا على تأليب العالم العربي على السياسية الأمريكية وتقديم الدعم الإعلامي للحركات المسلحة الأكثر دموية وعداء لواشنطن؟ »، وإلى اليوم أيضا لم يقدم أحد إجابة عن المعايير التي جرى على أساسها تعيين السيد وضاح خنفر مديرا للقناة، وما إذا كانت كفاءة الرجل وسيرته الذاتية هي المحدد، على نحو المعروف في المؤسسات الإعلامية الدولية الرائدة، أم أن الأمر جرى بطريقة عربية محضة؟ ». تحدثت كثيرا قبل كتابة هذا المقال، إلى عدد من الصحفيين المعروفين وغير المعروفين في قناة الجزيرة، بعضهم ما زال يعمل بها، وبعضهم اضطر أو قرر مغادرتها، وجلهم أجمع تقريبا على أن « الولاء » أصبح مقدما على « الكفاءة »، وأن الصحفيين أو الموظفين من غير الخلفية الإخوانية، أصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التكيف مع شروط العمل الجديدة وتقديم البيعة لممثل المرشد في المحطة، أو الرحيل مضطرا أو مختارا حسب الطريقة التي يريد.
أحدهم وهو إعلامي بارز في القناة، ومن ذوي الخلفية الإسلامية، قال لي أنه أصبح على قناعة كاملة بأن « الإسلامي لا يصلح لإدارة مؤسسة إعلامية »، وليس الإسلامي وحده في الحقيقة من لا يصلح لذلك، بل كل صاحب عقيدة شمولية منغلقة تزعم امتلاك الحقيقة، غير أن الاستبداد باسم الدين بظل أبشع أنواع الاستبداد، فقد عانى هذا الإعلامي الأمرين طيلة السنوات الثلاث الماضية نتيجة تراجع المهنية وتصدر خطب الجمعة والمواثيق الوعظية عمل الإدارة الجديدة. الذين اختاروا التكيف مع شروط الإدارة الإخوانية كثر، وكل منهم ابتكر طريقته الخاصة لنيل رضا الإمام، فمنهم من هداه الله للصلاة أخيرا، أو هداها لارتداء الحجاب، بعد عمر أفناه (أفنته) في المعاصي، وإنك لا تهدي من أحببت، ومنهم من أصبح أكثر مزايدة في برامجه على توجهات الإخوان وشعاراتهم وتشتيت أعدائهم وإثبات تهمة الخيانة عليهم، من قادة التنظيم الدولي أنفسهم، وأخيرا منهم من انطوى على نفسه واكتفى بتقديم نشرات الأخبار دون الطمع في تقديم ما سواها، ولعل تلك الفئة هي الأكثر احتراما من سواها.
و لا ريب في أن الذي يتابع برامج الجزيرة خلال الأشهر الأخيرة، سيلاحظ كيف طغى ضيوف قادة الحركات الإخوانية على غيرهم من قادة الحركات السياسية، على نحو يمكن أن يحشر فيه في برنامج إخباري واحد مباشر ثلاثة أو أربعة منهم معا، وكأن الحدث السياسي في العالم العربي لا يستقيم تحليلا وتقييما إلا عبر رؤية قادة الفئة الهادية المهتدية ومن تبعها بإحسان وتحالف معها في الدنيا والدين. الجزيرة أيضا أصبحت حزبا في حد ذاتها، تكرم على الولاء وتقصي على النقد والعداء. قبل أسابيع استضفت في « ما وراء الخبر »، أحد برامجها الإخبارية، للتعليق على قضية النائبة البرلمانية الهولندية « أيام هيرسي علي »، وكنت الضيف الرئيسي في الحصة لكوني المعلق الوحيد من أرض الحدث، غير أنني فوجئت بأنني الوحيد الذي منع من أخذ كلمة ختامية، كما فوجئت بعدها بأن إسمي محذوف من قائمة ضيوف الحصة في النسخة المكتوبة المنشورة على موقع الجزيرة.نت، وقد أخبرني صديق كان متواجدا في غرفة التحكم حينها، أن مخرج الحصة أمر مقدمها أن لا يتيح لي مجال الكلام مرة أخرى، لأنني برأيه انتقدت في بداية حديثي « الجزيرة ».
و أحسب، كما ذكر لي عدد من معدي ومقدمي البرامج في القناة، أن هذه العقلية هي التي أصبحت سائدة، وأن الالتزام المهني والأخلاقي أصبح فرعا في العمل، فيما الأصل أضحى ما يخدم مصلحة التنظيم وما يتفق مع آراء وتوجهات الإدارة الموقرة. كما ذكر لي صديق آخر من كبار موظفي الجزيرة، أن بيانات أخلاقية توزع بانتظام على العاملين، مطلوب منهم قراءتها وحفظها عن ظهر قلب إن لم يكن ثمة مانع، والعمل بها كوصايا السيد المسيح العشر، داخل وخارج المحطة. الإسلاميون لديهم قدرة كبيرة أكثر من غيرهم على الانتفاخ وتقليد الديوك، وعلى الرغم من أنني أعرف أن أحب صفات البشر إلى الله التواضع، إلا أنني لم أر قط أكثر غرورا واستعدادا للزهو بالنفس من بعض الإسلاميين، وخصوصا أؤلئك الذين منحهم الله قدرا من سلطة أو شهرة، ولهذا لم استغرب عندما سمعت أن مدير الجزيرة قد ضرب حوله ستة حجب لا يملك مثلها أمير قطر أو وزير خارجيته، كما لم استغرب أيضا أن يعمد أحد الموظفين المطرودين من المحطة إلى التظاهر أمام مكتب المدير لكي يتمكن من مقابلته، غير أنه أغمي عليه ونقل إلى المستشفى دون أن يتحقق مبتغاه. التعيين في المحطة لم يعد بحسب الكفاءة، إنما بتزكية أو واسطة من أحد قادة التنظيم، ويحسب ما ذكر لي أحد الأصدقاء من داخل المحطة، أن ما يقارب ثمانين بالمائة ممن جرى تعيينهم في القناة مؤخرا، وخصوصا في طواقم الإعداد والتحرير الخلفية، هم أعضاء أو قريبون من حركات أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بل لقد طال التعيين بطريقة الولاء إدارة قنوات متخصصة تزمع الجزيرة إطلاقها قريبا، والمعينون لا علاقة وظيفية لهم بتخصص القنوات المذكورة، بل إن نكتة سرت مؤخرا تفسر التأخر في إطلاق قناة الجزيرة الدولية الناطقة بالأنجليزية، بأن مديرها الأنجليزي يرفض إلى حد الساعة مبايعة المرشد، بينما عجز الإخوان عن إيجاد بديل إخواني له، يمكن أن يستر العورة.
لقد قابلت السيد وضاح خنفر بالصدفة في مطار الدوحة ذات مرة، وتحدثت معه بصراحة تامة، وأخبرته بهواجسي القائمة على دراسة سلوك الإسلاميين في تسيير مؤسسات إعلامية سابقة، وقلت له أن التعصب لجماعة بعينها عادة ما يلحق الضرر بتلك الجماعة قبل غيرها، وأن مؤسسة بحجم الجزيرة يجب أن تكون منفتحة على كل الآراء، وأن تلتزم الحياد بين التيارات الفكرية والسياسية العاملة في الساحة العربية، وأن تظل منحازة لثوابت المشروع الديمقراطي العربي باعتباره دعوة للتعايش والحوار والتسامح وتقديس حقوق الإنسان..أمن السيد وضاح على ما قلت، وطبق ما ينسجم مع قناعته وأفق رؤياه كإمام خطيب وزعيم تنظيم طلابي إسلامي سابق وعضو ملتزم في تنظيم الإخوان المسلمين.. ختاما، ما يزال لدي أمل في أن تعود الجزيرة إلى أصلها، وفي أن لا يطول زمن الاختطاف، كما طال زمن الاستبداد… (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 29 جويلية 2006)
جـزائـر بـدون ديــون .. نعمـة أم نـقـمة؟
يحاول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سداد الديون الجزائرية المستحقة لدى دول مختلفة حول العالم، بعد المداخيل الهامة التي نتجت عن ارتفاع أسعار النفط والغاز في السوق العالمية. وقد تصبح الجزائر من بين دول العالم الثالث القليلة التي لا ديون خارجية لها على الإطلاق. ابتداء من الفاتح أغسطس من العام الجاري، لن يتحدث المسؤولون الجزائريون مع نظرائهم السويسريين عن الديون المستحقة لسويسرا على الجزائر، على اعتبار أن الحكومة الفدرالية قد قبلت الدفع الجزائري المسبق لديونها المستحقة لسويسرا والمقدرة بستة وستين مليون دولار أمريكي. ورغم أن مبلغ الدَّين ليس كبيرا، إلا أن رمزيته تحمل دلالات كبيرة من دون شك، وأراد أن يوجهها بوتفليقة إلى المجتمع الدولي الذي يتعطّـش، حسب مفهوم رئاسة الجمهورية للاستثمار في البلاد. الواقع أن مسألة الديون الجزائرية تمثل عقدة من نوع خطير يرددها غالبية وزراء المالية والاقتصاد الذين تعاقَـبوا على حكم البلاد منذ ثمانيات القرن الماضي، عندما أدى انهيار أسعار النفط العالمية إلى انهيار في القدرة الشرائية والنقدية للدولة، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية للمواطنين، الذين تحولت طبقتهم الوسطى من مثال للرفاه والحياة الرغيدة في المغرب العربي إلى مثال آخر لسوء المعيشة. وكثيرا ما كرّر بوتفليقة أخطاءه وأخطاء ولي نعمته الرئيس الراحل هواري بومدين، عندما قررا، ضمن ما كان يُعرف بمجلس الثورة، اختيار النهج الاشتراكي لتسيير الاقتصاد وإشراف الدولة المباشر على ما يرونه رفاه الناس. وما كان من الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، الذي خلف بومدين، إلا إتّـباع نهج السلف مع اختلاف بسيط. فعندما توفي بومدين، كانت خزينة الدولة غير مملوءة، ولكنها غير فارغة. وتقدّر بعض المصادر ما كان بحوزة الدولة حينها ما يعادل 7 مليار دولار، وهو رقم مهم في نهاية عام 1978 من القرن الماضي. غير أن هذا المال و فكرة الرفاه، لم يتمتع بهما غالبية الجزائريين، فقرر الشاذلي بن جديد، على غرار دول نفطية كثيرة، مثل المملكة العربية السعودية ونيجيريا وفنزويلا، الاستدانة من مختلف دول العالم لتمويل مشاريع اقتصادية أو لشراء السلع الاستهلاكية بكل بساطة. أما ضمان السداد، فهو النفط والغاز بسبب غلاء سعريهما في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وحدث أن استلفت الجزائر 44 مليار دولار لشراء سلع استهلاكية لا يعرفها النظام الاشتراكي، مثل السيارات اليابانية ومدن الملاهي، بالإضافة إلى سلع تثير الضحك لاهتمام الدولة بها، مثل السكر والقهوة والموز ومشتقات الحليب. « إفلاس الدولة الجزائرية » ثم جاء عام 1986، عندما انهارت أسعار النفط وبلغت 12 دولارا للبرميل، بعد أن حومت طويلا في مستويات الخمسين والأربعة وخمسين دولارا، ونتج عن ذلك أن وجدت الجزائر نفسها غير قادرة على سداد ديون الموز والجبن، وانكشفت أمام بنك الجزائر حقيقة مدوية، وهي أن دفع كل الديون مع فوائدها سيقفز برقم خمسة وأربعين إلى مائة وثمانية وعشرين مليار دولار يجب دفعها إلى الدائنين عبر ناديي باريس ولندن. في نفس العام، كانت الاستخبارات العسكرية الجزائرية تطارد عبد العزيز بوتفليقة في سويسرا بتهمة سرقة أموال الدولة. ويذكّـر بوتفليقة في ندوات صحافية كثيرة مرارة تلك المرحلة بتناقضاتها التي تبعتها أزمة سياسية واجتماعية، عرفت صعود نجم الإسلاميين بزعامة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، عام 89 من القرن الماضي. وعلمت سويس إنفو من عقيد متقاعد في الجيش الجزائري أن الصراع مع الإسلاميين أخفى شيئا رهيبا، وهو إفلاس الدولة الجزائرية بشكل شبه كامل. ويشرح هذا الضابط المتقاعد الوضع الذي تلا إلغاء انتخابات عام 92، التي كادت الجبهة الإسلامية أن تفوز بها، « حيث تحوّلت الدولة إلى باحث عن المال بكل الوسائل والطرق، بعد أن أغلق الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران كل الأبواب الأوروبية على الجزائريين. فالحصول على دولار واحد، أصبح مهمة شبه مستحيلة ». ويضيف العقيد المتقاعد: « من كان يتصور أن جزائر هواري بومدين تبيع عبر ناقلات نفطها العملاقة بترول البلاد في أسواق روتردام للعقود العاجلة، وبأسعار بخسة جدا. لقد كنا نبيع النفط في السوق السوداء للحصول على المال، هذا ما حدث في بداية التسعينات إلى غاية عام 1997 ». العملة الصعبة أما الأدهى من هذا كله، فهو فراغ خزينة الدولة من العُـملة الصعبة في أواسط التسعينات، لدرجة أنها لم تتجاوز بضع مئات من الدولارات على أبعد تقدير. وتزامن نقص الموارد مع الأزمة الأمنية، وأدى هذا بدوره إلى تقليص نفقات الجيش وانخفاض مستوى المعيشة وتخصيص الحكومة مبالغ هامة لسداد الدين، لتعلن في نهاية عام 1994 عجزها عن السداد وتستنجد بالمؤسسات المالية العالمية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، الذين فرضوا شروطا قاسية أدت إلى غلق المئات من مؤسسات الدولة وتسريح مئات الآلاف من العمال. لقد عاش الرئيس السابق ليامين زروال ويلات الاتفاقات المُـهينة مع صندوق النقد الدولي منذ عام 1994 إلى أواسط عام 1999، عندما بدأت أسعار النفط في الارتفاع، ثم تحول عداء الجيش ومصالح الاستخبارات لبوتفليقة إلى صداقة حميمة، عندما تغيرت توازنات القوى داخل أجهزة الحكم، ما أدى إلى استقدام بوتفليقة ليكون حبيب الجماهير الجديد. و بما أن بوتفليقة من الآباء الروحيين لفكرة الاستدانة، فيبدو أنه يريد تغيير هذه الصفة وإخراج الجزائر نهائيا من هذا النفق المظلم، بدليل أن الجزائر لم يبق لها سوى تسديد ما قيمته 10 مليار دولار، كي تنهي مشكلتها. يُضاف إلى هذا صحة مالية تقدر في نهاية العام الجاري بثمانين مليار دولار، هي قيمة العملة الصعبة المتوفرة للجزائر، الأمر الذي يكسبها مصداقية عالمية لا مثيل لها. « دولة بدون مشاكل هي مشكلة في حد ذاتها » غير أن عمر أميني، المحلل الاقتصادي الجزائري المقيم في لندن، يقول في تصريح خاص لسويس إنفو: « إن جزائر من دون ديون، سيؤدي إلى مشكلة كبيرة مع دول صناعية كثيرة في أوروبا وحول العالم، على اعتبار أن دولة ما من دون مشاكل مالية، هي مشكلة في حد ذاتها ». والسبب، حسب السيد عمر أميني هو « قدرة الجزائر على التفاوض لتمويل المشاريع من زاوية قوية. فمن كان يظن أن الجزائر ستقول لا للشركات الفرنسية والأمريكية، التي تنافست لبناء مشروع الطريق السريع شرق – غرب، الرابط ما بين الحدود التونسية والمغربية »؟ في هذا المشروع، فازت شركات يابانية وصينية، وانكفأت اللوبيات الفرنسية بشكل خاص إلى الوراء في انتظار وقت أفضل، فيما يبدو سمته فراغ خزينة الجزائر واتسجدائها بالدول الأوروبية للحصول على ما يسد الرمق. ويظهر من قصة الدَّين الجزائري أن الخلافات الجزائرية الفرنسية ليست كلها مرتبطة بالماضي الاستعماري، بل بعلاقات سياسية متناقضة خلفت آثارا كبيرة لدى الطبقة الحاكمة، التي يريد بوتفليقة من خلالها معاقبة فرنسا على ما فعلته في المؤسسة العسكرية في تسعينات القرن الماضي. ويؤكد الرئيس الجزائري، عبر سياساته، أن استيراد الموز والقهوة يُـترَكان إلى القطاع الخاص، فيما تلتزم الدولة بتمويل المشاريع التنموية الضخمة، على أن الوقوع في فخ الدَّين ممكن جدا بسبب الإهمال الفظيع في فتح المجال للقطاع الخاص كي يُشغّـل ملايين العاطلين عن العمل. فالحصول على تسريح حكومي لبناء مصنع، قد يستغرق عاما كاملا، وهو واقع لم يتمكن بوتفليقة من تغييره، رغم ملايير الدولارات. هيثم رباني – الجزائر (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 29 جويلية 2006)