الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادقشورو
وللصحافيين توفيق بن بريك وزهيرمخلوف
ولضحايا قانون الإرهاب
المؤتمر من أجل الجمهورية:حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن:لتكن 2010 سنة حوار القوى الوطنية
كلمة:السلطات السوريّة ترحل ثلاثة طلبة تونسيّين بعد إيقافهم إلى تونس
السبيل أونلاين:إطلاق سراح وليد الرمضاني شقيق السجين رمزي الرمضاني
إسلام أون لاين.نت :منظمات وأحزاب تدعو للإفراج عن نشطاء سوريا وتونس
كلمة:نشطاء اتّحاد الطّلبة يمنعون من دخول مقر جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّـات
ا ف ب:ابقاء الصحافي والمعارض التونسي توفيق بن بريك في السجن
كلمة: جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية تمنع من عقد مؤتمرها السّادس
المولدي الزوابي: أهالي مدينة بوسالم يطالبون بالإبقاء على رئيس مركز الشرطة الموقوف عن العمل
كلمة:عمليات حرق لسيارات مستثمرين أجانب في القصرين
ا ف ب:مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان في تونس
المرصد التونسي:وجهة نظر حول نتائج مؤتمر التعليم الثانوي
المرصد التونسي:تدهور ظروف العمل في المدرسة الاعدادية هنشير القلال – منزل بوزيان – سيدي بوزيد واضراب احتجاجي
خليفة مبارك:حول أحداث 26 جانفي 1978 // دعوة لإنشاء لجـــــــــنة تحـــــــقيق
نزار بن حسن:لا لاحتكار معالجة مشاكل الشّباب
الصباح:بسبب تراجع الخصوبة.. تونس تودع التنظيم العائلي وتشجع على الإنجاب
الصباح:وزير الفلاحة:صابة في الزيت والقوارص والتمور والحليب… ونقص في والأسماك والأعلاف
صلاح الجورشي :الإسلام والمستقبل: هل يمكن الفصل بين الدين ومعتنقيه؟
القدس العربي:بروفيسور اسرائيلي: جدار مصر على الحدود مع غزة نموذج لخدمات نظام مبارك لاسرائيل
العفيف الأخضر:اليمن اليوم هو العالم العربي غدا
بوفلجة غيات:لماذا يلتزم الحكام العرب بالولاء للغرب؟
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف
التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
نوفمبر 2009
https://www.tunisnews.net/31Decembre09a.htm
المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن
25-1-2010 تشتدّ وتيرة القمع والنظام الاستبدادي يستهدف رموز المجتمع المدني بكيفية لم يسبق لها مثيل جاعلا من كل مناضل ومناضلة فريسة صيد متروكة للضرب والتنكيل والمحاصرة والترويع . فقد داهمت مجموعة من المنحرفين بيت سليم بوخذير مواصلة سياسة ترويع عائلته بعد الاعتداء البشع الذي تعرض له . كما أوقف الأستاذ عبد الوهاب معطر ساعات لمنعه من السفر في الوقت الذي تستعد فيه السلطة الغاشمة لوضع بيته في المزاد العلني. ولا زالت راضية النصراوي تتعرض إلى حصار خانق وتتبّع لصيق يمنع كل حياة عادية كما هو الأمر مع عمر المستيري الذي تعرض لاعتداءات جسدية عدية . وفي نفس السياق تعدت مجموعات من البوليس السياسي على عائلة توفيق بن بريك لمحاولتها إيصال صوتها احتجاجا على تواصل اعتقال ابنها الذي يتهدده الموت في سجن سليانة وحاصرت بيتها لمنع كل مظاهر التعاطف مع نضالها من أجل الحق في العيش الكريم ، كل هذا في سياق الأحكام الجائرة ضد فاهم بوكدوس وزهير مخلوف لإرهاب الصحافيين وحملة الاعتقالات ضد الطلبة لإرهاب الجامعة والشباب والتمشيط العشوائي لإرهاب عامة المواطنين . إن السلطة التي حاولت دوما الحفاظ على المظاهر، طلقت عنها اليوم كل المحاذير وأصبحت لا تخشى من التصرف الإجرامي في وضح النهار وهذا تحول خطير ناجم عن بلوغ أزمة النظام الاستبدادي ذروته وشعوره أنه لم يعد له من حل آخر غير سياسة الفرار إلى الأمام . فالأزمة السياسية لم تكن يوما بمثل هذه الحدة و القطيعة بين السلطة والمجتمع المدني أصبحت مطلقة وهو ما أدى حتى أقرب أصدقائه وحلفاؤه لتصنيفه بين أكثر الأنظمة المتخلفة استبدادا . كذلك تعرف الأزمة الاقتصادية هي الأخرى منعطفا خطيرا بتوّقف الاستثمار وانهيار الادخار وتفاقم البطالة وكساد السياحة وتدني مستوى عيش المواطنين وتكاثر الهاربين من جنة الرخاء والاستقرار المزعومة. لقد شاءت سخرية التاريخ أن يعود » رجل التغيير » بتونس إلى المربع الأول الذي يدعي أنه أخرجها منه وهي مجددا مثل عشية رحيل بورقيبة تحت سلطة رجل مريض فاقد لكل هيبة ولكل مصداقية وشرعية ، أوصل البلاد إلى قطيعة مطلقة بين السلطة والشعب وأزمة سياسية واقتصادية ومعنوية لم يعد من الممكن التستّر عليها وتتصارع حول وراثته مجموعات وأشخاص يحركها الجشع والخوف من المحاسبة . كل هذا دون أن يحسب أي حساب لشعب مغيّب ومجتمع مدني مشلول بالقمع ومعارضة سياسية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤوليتها . إن المؤتمر من أجل الجمهورية إذ يحيّ نضال وصمود المجتمع المدني في ظروف قمعية لم يسبق لها مثيل، وإذ يحمّل مجددا البوليس السياسي والعصابات التي يطلقها على المناضلين مسئوليته اليوم وغدا وإذ يجددّ ندائه للقوى الوطنية من داخل الدولة لكي تهب هي الأخرى للدفاع عن دولة استولت عليها العصابات وحولت وجهتها لخدمة مصالحها الخسيسة، يدعو القوى الحية لجعل 2010 سنة الحوار الوطني حول مستقبل يخطط له أناس لا يعيشون إلا اللحظة ولا يهمّهم إلا المحافظة على السلطة والتمتع بكل الممكن من الامتيازات الخسيسة. إن هذا الحوار الذي ندعو له كل الأطراف السياسية والحقوقية دون أدنى شروط مسبقة هو ضرورة يتطلبها وضع لم يعد قابلا للاحتمال لنواجه متحدّين القمع الحالي والقادم أعظم وخاصة مسلسل التوريث الذي يعده لنا أشخاص لا يحسبون لوجود المجتمع حسابا.
عن المؤتمر من أجل الجمهورية د منصف المرزوقي
السلطات السوريّة ترحل ثلاثة طلبة تونسيّين بعد إيقافهم إلى تونس
حرر من قبل التحرير في السبت, 23. جانفي 2010 قامت السلطات السوريّة بترحيل ثلاثة طلبة تونسيّين بعد إيقافهم إلى تونس أين استقبلهم أعوان المخابرات التونسيّة في المطار، وهم حمزة الصدقاوي ووحيد عثمان وهما أصيلا مدينة بنزرت وسامي النابلي من مواليد مدينة تونس. وقد ذكر بيان لفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ببنزرت موقعا من طرف رئيس الفرع المناضل على بن سالم، أن البوليس السوري داهم منزل الصدقاوي قبل ثلاثة أشهر وروّع زوجته وأبناءه وذلك على إثر وشاية هاتفيّة مجهولة المصدر بأنه ينتمي إلى المقاومة في العراق، وبقي قيد الإيقاف بدون توجيه تهمة له حتى تاريخ ترحيله، مفيدا بأنه قد تمّ تحويله إلى السجن بتونس بتاريخ 21 جانفي بتلك التهمة، في حين أفرج عن النابلي وبن عثمان. هذا وقد أفاد البيان الصادر بتاريخ 21 جانفي أنّ مدينة بنزرت شهدت سلسلة من الاعتقالات خلال الأيّام الماضية حيث اعتقل كل من أحمد الغرسلي والبشير بن شعبان واسكندر البوغانمي، ولم تتمكّن عائلاتهم من معرفة مصيرهم ولا مكان اعتقالهم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2010)
إطلاق سراح وليد الرمضاني شقيق السجين رمزي الرمضاني
السبيل أونلاين – تونس قالت منظمة العفو الدولية أن وزارة الداخلية التونسية أطلقت سراح وليد الرمضاني يوم 20 جانفي الجاري ، والذي أعتقل على خلفية التحركات التى قام بها في قضية شقيقه السجين رمزي الرمضاني الذي تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة من طرف الداخلية التونسية في ثلاث مناسبات ، كان آخرها يومي 24 و25 ديسمبر 2009 ، وبعد مقابلة محامي شقيقه وتناول معه إمكانية رفع شكوى في التعذيب أعتقل في ذلك اليوم . وأعتقل ثمانية أعوان وليد الرمضاني من بيته من منطقة المروج القريبة من العاصمة ، يوم 18 جانفي 2010 على الساعة الحادية عشر ليلا ، دون الإستظهار بإذن قانوني . وقام ستة أعوان بتفتيش بيته وحجزوا وثائق وأقراص مضغوطة وجهاز حاسوب . وأشارت المنظمة إلى أن وليد الرمضاني كان على إتصال دائم بها و بمنظمات أخرى وبالمحامين الحقوقيين منذ أن أبلغه شقيقه في أفريل 2009 بما تعرض له من تعذيب وحشي وفضيع ، مما جعله هدفا لتهديدات فرقة أمن الدولة بفقدان عمله وملاحقته بهدف ردعه على متابعة قضية شقيقه والإتصال بالمنظمات الحقوقية . وتعرض رمزي الرمضاني خلال أقل من سنة إلى التعذيب ثلاث مرات، بالإضافة إلى المرّة الأخيرة ، فقد قام أعوان سجن المرناقية فى شهر أفريل 2009 بضربه بالعصي وركله بالأرجل وأحرق بالسجائر ونقع رأسه في في الماء حتى فقد الوعي . وفي شهر أوت من العام الماضي وخلال شهر رمضان إعتدى عليه أعوان السجن أثناء آدائه للصلاة ، حيث تلقى الصفعات ثم نقل إلى وزارة الداخلية أين تعرض للصعق بالكهرباء . و نقل يوم 24 ديسمبر 2009 إلى وزارة الداخلية للتحقيق معه حول علاقته بأحد الموقوفين ، وتعرض للضرب بعصا فوق عينيه وأحرقت أطراف أصابعه ، كما تعرض للرش بالغاز المسيل للدموع وبقي خلال يومين رهن التعذيب . للمزيد حول قضية رمزي ووليد الرمضاني :
العفو الدولية..تونس : شقيـق سجيـن رهن الإعتقال الســـري http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6143&Itemid=1 الرابطة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب:تونس..التعذيب المتكرر للمعتقل رمزي الرمضاني http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6123&Itemid=1 (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 24 جانفي 2010 )
منظمات وأحزاب تدعو للإفراج عن نشطاء سوريا وتونس
إسلام أون لاين.نت رحبت منظمات حقوقية سورية وعربية الأحد، باعتزام السلطات السورية الإفراج عن المدون السوري كريم عربجي، المودع داخل السجون السورية منذ يونيو 2007، ودعت الرئيس السوري إلى وضع حد لما وصفته بحملات التنكيل ضد النشطاء السياسيين، وإصدار عفو شامل بحق الأشخاص المعتقلين على خلفيات سياسية. وقالت هذه المنظمات في بيان صحفي أصدره مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الأحد 24-1-2010، وصلت « إسلام أون لاين. نت » نسخة منه: « تلقت المنظمات الموقعة على هذا النداء معلومات تفيد بصدور عفو رئاسي بحق المدون السوري كريم عربجي، المودع داخل أحد السجون السورية لأكثر من عامين ونصف منذ اعتقاله في يونيو 2007، على خلفية مشاركته في إدارة منتديات على شبكة الإنترنت ». وكان عربجي قد اتهم بـ »نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة »، وظل رهن الاعتقال إلى أن أصدرت محكمة أمن الدولة الاستثنائية في سوريا بعد أكثر من عامين من اعتقاله حكما في سبتمبر 2009، يقضي بمعاقبته بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بحسب البيان. وقال البيان إن المنظمات الموقعة « ترحب باستعادة كريم عربجي لحريته، حتى إن جاء ذلك قبل فترة وجيزة من انتهاء مدة محكوميته رسميا »، وأضاف أنها تتطلع لأن تبادر السلطات السورية لتبني ما وصفته بـ »إجراءات جادة تضع حدا لحملات التنكيل » بالنشطاء السياسيين والحقوقيين في سوريا. كما دعت المنظمات الموقعة السلطات السورية، إلى إنهاء حالة الطوارئ الاستثنائية التي تعيشها البلاد منذ عام 1963، وتجميد العمل بقانون الطوارئ، وإلغاء محاكم أمن الدولة الاستثنائية، وإجراء مراجعة شاملة لجميع النصوص العقابية المقيدة لحرية التعبير ومجمل الحريات العامة، وتقنين حق المنظمات غير الحكومية في العمل من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان، بحسب البيان. كما ناشد البيان الرئيس السوري إصدار عفو شامل بحق جميع المعتقلين « بسبب آرائهم المعارضة أو نشاطهم الحقوقي أو مطالبتهم بالإصلاح الديمقراطي ». ومن بين هؤلاء الذين ذكرهم البيان: المحامي مهند الحسني الذي يرأس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، والمحامي هيثم المالح الرئيس السابق للجمعية السورية لحقوق الإنسان، وقيادات المجلس الوطني لإعلان دمشق من أجل التغيير الديمقراطي، وكمال اللبواني مؤسس التجمع الليبرالي الديمقراطي، والحقوقي أنور البني، والكاتب السياسي المعارض حبيب صالح، والناشط الكردي مشعل التمو. ووقع على البيان 24 منظمة، ومن بينها البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان (مصر)، وجمعية حقوق الإنسان أولا (السعودية)، وجمعية الدفاع عن الحقوق والحريات « عدل » (لبنان)، والجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان « راصد »، ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومقرها العاصمة المصرية القاهرة. تونس وفي شأن متصل بحقوق الإنسان في العالم العربي، أصدر شباب الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض التونسي بيانا صحفيا ذكروا فيه أنهم قاموا بتنظيم إضراب رمزي عن الطعام ليوم واحد في مكاتب الحزب في العاصمة والمدن التونسية الأخرى تضامنا مع قيادي الحزب زُهيِّر مخلوف المعتقل حاليا لدى السلطات التونسية برغم انقضاء فترة الحكم الصادرة بحقه. ومثُل مخلوف، الذي كان مرشحا للحزب خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في تونس في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، أمام القضاء التونسي بتهمة « الإضرار بالغير عن طريق شبكة عامة للاتصال »، على خلفية موضوع نشره في صحيفة « السبيل أون لاين » الإلكترونية المحجوبة في تونس، حول المشاكل البيئية في الحي الصناعي بمدينة نابل (60 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة تونس). وفي 1 ديسمبر 2009، قضت محكمة ابتدائية تونسية بسجن مخلوف، مدة 3 أشهر مع النفاذ، مع تغريمه بمبلغ 6 آلاف دينار (حوالي 4.6 آلاف دولار)، وأودع في سجن المرناقية قرب تونس العاصمة. وتعهد شباب الحزب التقدمي التونسي في البيان الذي وصلت « إسلام أون لاين.نت » نسخة منه، بـ »النضال من أجل الإفراج عن زُهيِّر مخلوف دون تأخير، ومساندة عائلته »، كما دعا الحكومة التونسية إلى وقف ما وصفه البيان بـ »سياسة التشفي والانتقام ضد كل من يخالفها الرأي، وإلى تحييد جهازي الأمن والقضاء عن كل خلاف سياسي ». وتواجه السلطات التونسية من آن لآخر انتقادات من منظمات حقوقية تونسية وعربية، وأخرى دولية بسبب ما تصفه هذه المنظمات بانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها حكومة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وخصوصا في شأن حبس الصحفيين في تونس. ومن بين هذه الانتقادات تلك التي وجهتها منظمة العفو الدوليّة « آمنستي » لحكم السجن الذي صدر بحق مخلوف.
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 جانفي 2010)
نشطاء اتّحاد الطّلبة يمنعون من دخول مقر جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّـات
حرر من قبل نزار في السبت, 23. جانفي 2010 قامت قوّات البوليس السّياسي بمحاصرة مقر جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّـات عشيّة يوم الجمعة 22 جانفي 2010 حيث تنظم تظاهرة تضامنيّة مع الطّلبة المساجين والمطرودين على خلفية نشاطهم الطلاّبي. وتمّ أمام مقر الجمعية إيقاف الطّـالبتين أماني رزق الله و حنان الظاهري ، وقد سبق أن صدر في حقهما حكم قضائيّ بالسّجن لمدّة سنة في إطار قضيّة الاعتصام بمبيت الياسمين بالحي الجامعي بمنّوبة، وهما في حالة سراح. ثم أفرج عنهما يوم مساء يو أمس السّبت 23 جانفي. كما تمّ منع الطّـالب وسام الصغيّر، المنسّق الإعلامي للّجنة الطلاّبيّة الوطنيّة للدّفاع على مساجين ومطرودي الحركة الطلاّبيّة، من دخول مقر الجمعيّة وقد أمطره أعوان الأمن بالزّي المدني بوابل من الشّتائم و دفعوه من أمام مقر الجمعية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2010)
ابقاء الصحافي والمعارض التونسي توفيق بن بريك في السجن
تونس (تونس) (ا ف ب) – تقرر ابقاء الصحافي والمعارض التونسي توفيق بن بريك قيد الحجز السبت الى ان تصدر محكمة الاستئناف في 30 كانون الثاني/يناير قرارها بشأن الحكم بالسجن الصادر بحقه، كما افاد محاميه محمد عبده. ومثل الصحافي السبت امام محكمة الاستئناف التي تنظر في الحكم الصادر بحقه بالسجن ستة اشهر في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عن محكمة ابتدائية ادانته بالتعامل بعنف مع سائقة سيارة ارتطمت بسيارته. وقال المحامي لفرانس برس ان المحكمة، « وخلافا للتوقعات، رفضت طلب الافراج عنه واجلت موعد اصدار قرارها الى 30 كانون الثاني/يناير ». واكد بن بريك لدى مثوله امام محكمة الاستئناف بتونس انه يتعرض « لمحاكمة سياسية » في اطار « قضية اختلقتها اجهزة الامن » التونسية. وجلس بن بريك الذي ارتدى كنزة سميكة واعتمر قلنسوة من الصوف، مع متهمي الحق العام قبل ان يدعوه القاضي للمثول امامه. وتم جلب توفيق بن بريك (49 عاما) من سجن في سليانة التي تبعد 130 كلم عن العاصمة. وكان اكد خلال محاكمته الاولى انه وقع « ضحية شرك » نصب له من الشرطة السياسية على حد قوله وذلك بسبب كتاباته التي ينتقد فيها النظام التونسي. وادين الصحافي بتهم « اعمال عنف والاساءة علنا للاخلاق الحميدة والاضرار المتعمد باملاك الغير » وذلك بعد شكوى رفعتها ضده ريم نصراوي وهي سيدة اعمال (28 عاما) اتهمته بالاضرار بسيارتها وضربها وشتمها امام شهود. وطلب محامو بن بريك الافراج عن موكلهم المحتجز منذ 29 تشرين الاول/اكتوبر. ولم يتسن للمحامين تحديد ان كان سيعاد الى سجن سليانة ام انه سيحتجز في سجن في تونس بانتظار الحكم. وسبقت المحاكمة حملة للافراج عن بن بريك في فرنسا. واطلقت زوجته عزة في 15 كانون الثاني/يناير من باريس « صرخة استغاثة » بشأن صحة زوجها. وكلف الاتحاد الدولي لحقوق الانسان وبلدية باريس المحامية سابرينا غولدمان بمتابعة المحاكمة.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 24 جانفي 2010 )
جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية تمنع من عقد مؤتمرها السّادس
حرر من قبل نزار في السبت, 23. جانفي 2010 منعت جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية من عقد مؤتمرها السّادس الذي كان مقرراعقده يوم السّبت 23 جانفي 2010 في فندق بجهة المنار بالعاصمة. فقد اتّصلت السّلط المعنية بالهيئة المديرة للجمعيّة مساء الجمعة 22 جانفي وأعلمتها بعدم إمكانية عقد المؤتمر بالنّزل وطلبت منها عقده في مقر الجمعيّة بجهة أريانة. يشار إلى أن جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية قد تأسست في جانفي 1989 وتهدف الجمعيّة لتعزيز التفكير النقدي والبنّاء حول وضع المرأة في تونس من أجل المشاركة الفعالة في تطوير الحياة الاجتماعية في جميع أبعادها والثقافية والاقتصادية والسياسية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2010)
أهالي مدينة بوسالم يطالبون بالإبقاء على رئيس مركز الشرطة الموقوف عن العمل
حرر من قبل المولدي الزوابي في السبت, 23. جانفي 2010 شرع عدد كبير من أهالي مدينة بوسالم في توجيه عرائض إلى السلــط المعنية والإمضاء على أخرى تتضمن الإشادة بالجهود التي قام بهــا رئيس مركز شرطة بوسالــم الذي غاب عن العمل منذ يوم الثلاثاء 19 من الشهر الجاري اثر الأحداث التي عرفتها المدينة مؤخرا بعد غرق شابين في نهر مجردة. وذلك بعد ان شاع خبر امكانية نقل رئيس المركز المذكور لاحدى المدن الاخرى. وذكر عدد من أهالي المدينة بان أي قرار يقضي بنقلة رئيس مركز شرطة المدينة سيسبب لهم متاعب وشعورا بعدم الاطمئنان وتهديدا لأمنهم وسلامتهم لاسيما وأن وجوده لإدارة المركز، والذي يعود لنحو أربعة اشهر تقريبا، شكل استثناء لم يتحقق مع غيره بالجهة. وبرر عدد من الأهالي ذلك بأنهم لاحظوا تراجعا كبيرا في مظاهر التسيب والانحراف الذي كان يهدد سلامتهم وأمنهم واستقرارهم معتبرين أن تطبيق سلطة القانون على الجميع كان السبب المباشر لتلك النتائج. جاء ذلك بعد أن كشف اللثام على أن عددا من هياكل الحزب الحاكم وأصحاب مؤسسات مختصة في بيع الخمر وجهت عرائض للسلـط تدعوها لإقالة رئيس المركز المذكور بتهمة أنه أضر بمصالحها فضلا على أنها وظفت ودعمت جزءا من المسيرات الأخيرة للاعتداء على مركز الشرطة ومقر السيادة والتنديد برئيس المركز والمطالبة بمعاقبته متهمة إياه بأنه المتسبب في غرق شابين بنهر مجردة مساء الاثنين الماضي ومفارقتهم للحياة. وأضاف شهود عيان أن المتظاهرين رفعوا شعارات تنادي بإعادة رئيس المركز السابق الذي نقل لإحدى مراكز مدينة جندوبــة والذي حضر لنيابة زميله. وغير بعيد عن ذلك أشار عدد من متساكني المدينة والعاملين بها أن غياب رئيس المركز هذه الأيام لم يمنع من عودة أشكال الانحراف والتسيب رغم قوات الأمن المتواجدة بشكل لافت داخل المدينة وشاهد البعض عشرات الشباب يحتسي الخمر في الطريق العام فيما تعمد آخرون بيعه علنا واختار البعض الأخر حرق العجلات المطاطية والأشجار بمؤسسات عمومية كما عادت سيارات يقودها شباب لقيام باستعراضات مزعجة لراحة المتساكنين وغيرها… وقال البعض ان تلك الأشكال غابت عن أنظار أهالي المدينة منذ أن تولى رئيس المركز الإدارة وشكلت إحدى أهم مطالب الأهالي منذ سنين. من جهة أخرى أفادت مصادر حقوقية بان رئيس المركز المذكور نجح في مدينة غار الدماء التي كان يترأس مركز شرطتها في الحد من أنواع ليست بالقليلة من أشكال الإجرام والتسيب والتعدي على القانون والحد من جرائم تهدد حياة المواطنين وأمنهم وسلامة مؤسسات الدولة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2010)
عمليات حرق لسيارات مستثمرين أجانب في القصرين
حرر من قبل المولدي الزوابي في السبت, 23. جانفي 2010 أفاد شهود عيان بمدينة فريانة من ولاية القصرين أنه تم حرق ما يزيد عن اثنتي عشرة سيارة خلال الشهر الأخير تعود ملكيتها لمستثمرين أجانب، يعملون في مجال صناعة الاسمنت والصخور وغيرها من المجالات, وعادة ما تكون تلك السيارات مؤجرة. وأضافت ذات المصادر أن عمليات الحرق أصبحت تتم بمعدل سيارة كل يومين من بينها سيارتان إحداهما تابعة لمدير دار الشباب وأخرى تابعة لرجل أعمال تونسي من فريانة. مضيفة أن مئات العناصر من الأمن بالـزي المدني تحاصر منذ مدة مدينة فريانة تحسبا لتداعيات تلك العمليات وبحثا عن مرتكبيها. من جهة أخرى علمنا أن تحقيقات عديدة واعتداءات أمنية تعرض لها عدد من شبان المدينة، خاصّة منهم العاطلين عن العمل، وما تزال التحريات متواصلة. ورجّح بعض المراقبين بالجهة أن تكون هذه العمليّات رسالة أرادت بعض الأطراف توجيها للسلطة من أجل المطالبة بطرد المستثمرين الذين استأثروا بما اعتبروه خيرات الجهة وتشغيلهم عمالا دخلاء على المنطقة، خاصة مع تفاقم البطالـــة هناك. فيما يرى آخرون أن السلطة روّجت وجود خطر إرهابي لتعسكر المدينة تحسبا لاندلاع تحركات احتجاجية شعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. تجدر الإشارة إلى أن فريانة كانت تنعت « بفريانة الوردة » نظرا لجمالها الفائق، غير أن وضعها الحالي بيئيا واجتماعيا واقتصاديا جعل من هذه التسمية مناقضة للواقع. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 23 جانفي 2010)
مقرر الامم المتحدة لحقوق الانسان في تونس
تونس (ا ف ب) – التقى المقرر الخاص للامم المتحدة لنشر وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية في مكافحة الارهاب مارتن شاينن السبت في تونس مسؤولي رابطة الدفاع عن حقوق الانسان. وقال رئيس هذه المنظمة غير الحكومية لوكالة فرانس برس ان المحادثات « تناولت مهمة المقرر ووضع الرابطة ». وتوقفت انشطة الرابطة في ضوء قرار قضائي اثر ملاحقات لادارتها من جانب افراد قريبين من السلطة. وقالت اوساط المقرر انه سيحجم عن الادلاء بتصريحات خلال مهمته، على ان يلتقي الصحافيين قبل مغادرته الثلاثاء المقبل. وبدأ شاينن الجمعة مهمة من اربعة ايام بناء على دعوة الحكومة التونسية، وذلك في اطار التعهدات التي التزمتها تونس خلال عرض تقريرها امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة العام 2008، وفق بيان لوزارة العدل وحقوق الانسان. ويلتقي المقرر الدولي بالاضافة الى وزيري الخارجية كمال مرجان والعدل وحقوق الانسان لزهر بوعوني، ممثلين لعمادة المحامين والمنظمات غير الحكومية، بحسب ما افاد مكتب الامم المتحدة بتونس. ومن المقرر ان يزور المقرر الدولي اماكن احتجاز حيث يجتمع مع محتجزين مشتبه بهم او محكومين في قضايا ارهاب، بحسب المصدر نفسه. وتقضي مهمة المقرر بتقديم تقرير عن التشريعات التونسية في مجال مكافحة الارهاب وتطبيقاتها اضافة الى توصيات للدورة المقبلة لمجلس حقوق الانسان. واقيم هذا المجلس العام 2007 ليحل محل مفوضية حقوق الانسان، وتبنى مبدأ التثبت الدوري من اوضاع كل بلد مرة كل اربع سنوات.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 24 جانفي 2010 )
وجهة نظر حول نتائج مؤتمر التعليم الثانوي
لم يشكل المؤتمر الأخير للتعليم الثانوي المنعقد أيام 11 و12 جانفي 2010 حدثا مميزا في تاريخ القطاع، إذ استمرت العقلية الاستئصالية التي تقوم على إقصاء الآخر المختلف، كما كان لبعض أعضاء المكتب التنفيذي القول الفصل في تركيب القائمة الرسمية. في هذا السياق نفهم لماذا وقع إزاحة الأخ فرج الشباح المعروف بموقفه الثابت من مسألة الفصل العاشر الذي يقر بالتداول على المسؤولية في المكتب التنفيذي. إن الأخ فرج الشباح كان كاتبا عاما للقطاع ثم بعد ذلك عضوا في النقابة العامة في فترتين متتاليتين، وله تاريخه النضالي الذي يشهد له. الغـريب في الأمر أنّ البيروقراطية سعت للتخلص منه لموقفه النضالي في مؤتمر المنستير، ولكن البيروقراطية وجدت سندا في ” رفاق” الأخ فرج الشباح السابقين واللاحقين، الذين يتهمونه بالعديد من التهم من بينها الحصول بوجه غير شرعي على قطعة أرض بسعر رمزي ببرج السدرية ، إضافة إلى العديد من التهم الأخرى التي كان يتردد صداها في أرجاء نزل الديبلوماسي، حيث انعقد المؤتمر. وقد أصرّ هؤلاء على عدم إدراج الأخ فرج الشباح في القائمة المعارضة, بعد أن انسحبت الأخت سهام بوستة لفائدة الأخ فرج. وهنا نسأل الأخوة اليساريين : هل هكذا يجازى من قدم الكثير من أجل القطاع؟ لماذا وقع إقصاء الأخ الشباح بهذه الطريقة المذلة والمهينة (من طرف الوطد والوطج)؟ أليس ذلك جزاء سنمار؟ وعلى ذكر أرض برج السدرية : هل أن الأخ الشباح هو المستفيد الوحيد؟ ولماذا لا يحاسب الآخرون؟ لماذا لم يقع إلى الآن الكشف عن تلك الصفقة التي أبرمت على حساب القطاع؟ نقابي من التعليم الثانوي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
لا لاحتكار معالجة مشاكل الشّباب
نزار بن حسن شهدت بلادنا الأسبوع الماضي انطلاق فعاليّـات النّدوة الدوليّة حول الشّباب والمستقبل، وانطلقت أشغالها بخطاب لرئيس الجمهوريّة ، ولعلّ أهمّ ما تعرّض له الخطاب يتعلّق أساسا بمشاكل الشّباب وما يعترض هذه الفئة العمريّة من أخطار كالعنصريّة والانخراط في الكراهيّة ، وتمّ إعلان عدد من القرارات لعلّ أهمّها انطلاق الاستشارة الشبابية الرابعة بتونس سنة 2010 للاستفادة منها في إعداد المخطط الثاني عشر للتنمية و ضم ممثلين من الجنسين عن الشباب التونسي إلى الوفود الرسمية التي ستشارك في اجتماعات الأمم المتحدة ذات الصلة طبقا لدعوة منظمة الأمم المتحدة بجعل 2010 سنة دوليّة للشباب. المشاكل الّتي أوردها خطاب رئيس الجمهورية من عنصريّة وانخراط في الكراهيّة هي في الأصل نتاج لعدد لا يستهان به من العوامل ، ولا يتحقّق التصدي لها أو التّقليص من تداعياتها في صفوف شبابنا إلاّ بمعالجة أسبابها والقضاء على العوامل إلي من شأنها أن تغذيها وتزيد من انتشارها. فعلى سبيل المثال، لا يمكن القضاء على التطرّف الدّيني وغيره بتطبيق أقسى العقوبات على الشباب المتديّن، ولعلّ فشل قانون « مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال » في تطويق هذه الظّـاهرة دليل على أنّه كان من الأجدى البحث عن حلول أخرى غير الحلين الأمني والقضائيّ ، وتحول دون تعرّض شبابنا إلى « الدّمغجة » مما يجعله يوظف في أفعال من شأنها المس بالسّيادة الوطنيّة والأمن الدّاخلي أو تهديد هويّتنا العربيّة الإسلامية، فالكم الهائل من الأموال الّتي تمّ رصدها لملاحقة الشباب السلفي وحشرهم في السّجون ، وعدد الموظّفين الّذين تمّ تجنيدهم للقيام بهذه المهام لم يحل دون انتشار هذا المذهب المتطرّف، بل زاده انتشارا بفعل تعاطف الشّباب مع بعضه البعض وهو يرى قانونا يطبّق عليه على خلفيّة نيّة أو فكرة راودته ولم يتكتّم عليها. و إيمانا منا بحقّ المشاركة و إبداء الرأي ، نعتقد انه من الأجدى للشباب و للبلاد عامة أن تشفع برامجنا التّربويّة والتّعليميّة بنصوص توضّح خطورة هذا الفكر أو ذاك ، وتنتقد تهافته من الداخل ، بل وتشجع الشّباب على التمسّك بالوسطيّة والاعتدال ونبذ العنف بشكل ينهض به إلى درجة القدرة على التّفكير والتمييز وعدم الوقوع في شرك التطرّف و الارهاب. كما نعتقد أنه حان الوقت للقطع مع الحلول الأمنية والقضائية وتعويضها بالحلول الثقافيّة الفكرية و التربويّ ، بعيدا عن التخويف و الترهيب مع ما يعنيه ذلك من إتاحة الفرصة للشباب ليعبر بحرية عما يجيش في صدره من أفكار عبر الإعلام و الفضاء العام دون خوف من ملاحقة أو سجون. إنّ مشاكل الشّباب في تونس، تتجاوز برأينا ظاهرتي العنصريّة والانخراط في الكراهيّة، فأزمة البطالة وتردّي الوضع الثّقافي وعدم الثّقة في الإعلام الرّسمي و السياسة ، وعدم الانخراط في النّشاط السياسي والنقابي والحقوقي و الجمعياتي المدني والسلمي ، علاوة على تفشي ظاهرة الهجرة السرية وعدد من الأمراض الاجتماعية كالانحراف و العنف و المخدرات..إلخ ، هي مشاكل مهمة ولم يعد بالإمكان التعتيم عليها أو احتكار معالجتها والتصدي لها ، لأنها ببساطة تحتاج تكاتف الجميع ومشاركة أهل الرأي و الحلّ والعقدبعيدا عن الإقصاء و احتكار الحقيقة. من جهة أخرى تتطرّق خطاب رئيس الجمهورية إلى انطلاق الاستشارة الشبابية الرابعة بتونس العام الجاري ، للاستفادة منها في إعداد المخطط الثاني عشر للتنمية وهو ما يثير جدلا حول إمكانية أن ترقى هذه الاستشارة عن سابقاتها لتفتح المجال أمام الشّباب المسيّس والمنخرط في أحزاب المعارضة الجادة وتمكينهم من حضور اجتماعاتها ولقاءاتها ولتفسح المجال لكلماتهم وأفكارهم البعيدة نسبيّـا على التوجّه العام للحكم، أم ستكون هذه الاستشارة كسابقاتها وتقتصر على شباب الحزب الحاكم والمقرّبين منه من أحزاب الموالاة فحسبُ؟ وهل ستخرج هذه الاستشارة بوثيقة إلزاميّة تعالج المشاكل الحقيقيّة لشباب تونس وتمثّله بكلّ تصنيفاته وتلوناته وتعمل على أن لا تكون كـ »الميثاق الوطنيّ للشّباب » الّذي انبثق عن الاستشارة السّـابقة ولم يطلّع عليه غير عدد قليل جدّا من الشّباب وأكّدوا أنّه وثيقة « تجمعيّة » بكلّ المقاييس يمكن أن تندرج ضمن حملة انتخابيّة وليس لها صلة بواقع الشباب التونسيّ. كما يجدر تثمين الدّعوة الّتي أطلقتها منظّمة الأمم المتحّدة بضرورة إشراك شبّـان تونسيّين من الجنسين ليمثّلوا تونس في الوفود الرّسميّة الّتي ستشارك في اجتماعات الأمم المتحّدة، لكن من حقنا طرح استفهام عن الخلفيّـات السّياسيّة للشّبّان الّذين سيتمّ اشراكهم في هذه الوفود من قبل حكومتنا والّذين ستوكل لهم مهمّة ضبط البرامج التّنفيذيّة لهذه السّنة ونأمل ألا تقصى المعارضة الجادة مرة أخرى. إنّ الشباب يمثّل قوّة تدفع المجتمعات نحو الرقيّ والتقدّم ولهذا وجب اشراك جميع الكفاءات في اتّخاذ القرار السّليم للحفاظ عليه وتوجيهه في طريق الصّواب، كما توجّب تنشئته تنشئة سليمة تتّخذ من ثافة الديمقراطية وحق الاختلاف ومقوّمات الهويّة معيارا لها قبل معايير الولاء و الزبونية التي أثبتت عدم جدواها في مناسبات سابقة.
صدر بصحيفة الموقف العدد 530 بتاريخ 22جانفي2010
بسبب تراجع الخصوبة.. تونس تودع التنظيم العائلي وتشجع على الإنجاب
لئن يرى عدد من الباحثين والمتتبعين للوضع السكاني في تونس أن تونس بلغت اليوم «الفترة الذهبية الديمغرافية» فإن هناك من يقول إن هذه الفترة لن تدوم طويلا وإن انخفاض مؤشر الخصوبة سيؤثر مستقبلا على أنظمة التقاعد، وعلى تركيبة الأسر: ولن يجد من هم اليوم في سن الثلاثين من سيعيلهم في شيخوختهم.. وللإجابة عن هذه الاستفسارات اتصلت «الصباح» بمصادر الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري فذكرت هذه المصادر أن الوضع الديموغرافي الذي بلغته تونس اليوم يساعد على تجدد الأجيال.. وليس هناك خوفا على الخصوبة مستقبلا لأن كل البحوث والمسوحات السكانية التي تم انجازها تؤكد على أن الشباب التونسي لم يعزف عن الزواج بل هو يرغب فيه.. وفي هذا الصدد قالت السيدة ربح الشريف مديرة العلاقات العامة بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري: «عندما نسأل الشباب عن السن المثلى التي يريد أن يتزوج فيها لا يجيب بأنه لا يرغب في الزواج أو أنه لن يتزوج مطلقا أو أنه يرفض فكرة الزواج من أساسها مثلما هو حال أترابهم في بلدان غربية بل يقولون إنهم يرغبون في الزواج.. وتشير حصيلة المسوحات التي أجراها الديوان إلى أبعد من ذلك وتؤكد على أن الفتيان والفتيات يرغبون في الزواج في عمر أصغر بكثير من متوسط سن الزواج في الواقع إذ ترى البنات أن السن المثلى لزواجهن هو 22 عاما ولكن معدل سن زواجهن في الواقع يتجاوز 29 سنة ويرى الفتيان أن سن زواجهم المثلى هو 27 سنة.. ولكن المتوسط الفعلي لزواجهم هو 33 سنة. وبينت السيدة الشريف أن المسوحات بينت أيضا أن الشباب مازال يعتبر أن أفضل إطار لممارسة العلاقات الجنسية هو الزواج كما أنهم يتوقون إلى تكوين أسرة وإنجاب الأطفال وهو ما يؤكد على أن الرغبة في الزواج مازالت موجودة.. وعن سؤال آخر يتعلق بما إذا كانت هناك ضرورة لمواصلة الديوان تقديم خدمات تنظيم الأسرة وتحديد النسل في ظل انخفاض مؤشر الخصوبة أجابت السيدة الشريف أن هدف الديوان حاليا لم يعد تحديد النسل وإنما تحقيق التوازن الأسري بتوفير خدمات الصحة الإنجابية باعتبارها من حقوق الإنسان. وذكرت أنه منذ المؤتمر الدولي للسكان بالقاهرة سنة 1994 أصبح هناك مفهوما جديدا للصحة الإنجابية يقوم على توفير الرفاه البدني والعقلي للأفراد والأزواج. وبعد أن كان الديوان يهتم بالأم والطفل فقط أصبح يهتم بالجميع أطفالا ومراهقين وبالغين وعزاب ومتزوجين قبل الزواج وبعده قبل الحمل وبعده.. في سن الخصوبة وسن ما بعد الخصوبة كما يساعد من يعانون من العقم وصعوبات الإنجاب ويتقصى السرطانات النسائية ويقي من الأمراض الو راثية والمنقولة جنسيا والسيدا والعنف وكل ما يؤثر سلبا على رفاه الأسرة.. أي حل؟ حتى وإن كان الشباب يرغب في الزواج فإن الخصوبة في تونس تبقى في خطر مادامت هناك صعوبات تعوق تحقيق تلك الرغبة.. وهو ما يدعو إلى التساؤل كيف يمكن ضمان تجدد الأجيال واستمرار الخصوبة في ظل ارتفاع معدل سن الزواج وتضاعف إمكانية ظهور مشاكل في الحمل والولادة لمّا يكون الزواج متأخرا وتعرض الشباب إلى خطر الإصابة ببعض الأمراض على غرار «الكلاميديا» نتيجة علاقات جنسية خارج إطار الزواج تنجر عنها الإصابة بالعقم؟ هذا السؤال أجاب عنه المجلس الأعلى للسكان بعدد من المقترحات الهامة لعل أبرزها مزيد التشجيع على الزواج لتوفير تسهيلات للسكن للأزواج الجدد وإحداث مبيتات جامعية للطلبة المتزوجين والترفيع في المنح العائلية التي أصبحت لا تتماشى مع ارتفاع نفقات الطفل وطلباته وإحداث تشجيعات جبائية إضافية للأسرة وتكثيف العمل التحسيسي لتجاوز أشكال الزواج ذي الكلفة العالية والرفع في إحداث محاضن ورياض الأطفال وتعميمها بكامل الجهات.
سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 جانفي 2010)
وزير الفلاحة
صابة في الزيت والقوارص والتمور والحليب… ونقص في والأسماك والأعلاف
قدرت المساحة المبذورة إلى غاية 20 جانفي 2010 بــ1,242 مليون هكتار مقابل 1,32 مليون هكتار في نفس الفترة من السنة المنقضية أي بنسبة انجاز تقدر بــ79 بالمائة موزعة على 897 الف هكتار بالشمال وقرابة 345 الف هكتار في الوسط والجنوب. أحد المعطيات البارزة التي افتتح بها وزير الفلاحة والموارد المائية محور تقدم الموسم الحالي 2010.2009 في اطار انعقاد اللقاء الاعلامي الذي جمعه بممثلي الصحافة مساء أمس في مقر الوزارة من أجل الوقوف على نتائج الموسم الفلاحي الفارط والتوجهات الكبرى للسنة الحالية. وقد أرجعت أسباب التفاوت في نسب البذر بين مناطق الشمال والجنوب إلى نقص الأمطار والارتفاع القياسي لدرجات الحرارة في شهر ديسمبر حيث بلغ المخزون المائي في السدود الكبرى 1474 مليون متر مكعب الى غاية 22 جانفي 2010 مقابل 1233 مليون متر مكعب في نفس الفترة. الزيت والقوارص والتمور كما أكد السيد عبد السلام منصور ان موسم زيت الزيتون يتميز بالجودة مما انعكس على عمليات شراء الزيت من قبل المصدرين خلال الأسبوعين الأخيرين اضافة الى الاقبال الكبير على المعاصر حيث بلغت الصادرات الى غاية 19 جانفي 2010 بحوالي 19 الف طن. اما بالنسبة الى صابة القوارص فتبين الأرقام زيادة بــ4بالمائة مقارنة بالموسم الفارط حيث سجل صنف المالطي زيادة في الانتاج بــ19 بالمائة والمسكي بــ7 بالمائة كما بلغت الصادرات الى غاية 20 جانفي 2009 زيادة في الكميات والاسعار ويمر انتاج التمور بنفس نسق انتاج القوارص حيث حققت عائدات التمور وصادراتها ارتفاعا بــ19بالمائة و31 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة. وفيما يخص الخضر فقد تمت زراعة 2340 هكتارا من البطاطا منها 660 هكتارا من البطاطا ما قبل البدرية و10 الاف هكتار من البطاطا الفصلية و11 الف هكتار من اخر الفصلية. هذا ويتم تزويد السوق حاليا بمادة الطماطم الاخر فصلية والحقلية والمحمية بين 56 و62 الف طن منها 6 إلي 7 الف طن من الطماطم المحمية التي سيتواصل تزويد السوق بها الى غاية شهر فيفري المقبل. الأسماك واللحوم وحسب ما اكده وزير الفلاحة والموارد المائية فإن قطاع الحليب شهد تطورا على جميع المستويات من انتاج بــ2بالمائة والتجميع بــ3بالمائة الأمر الذي عزز من الكميات المخزونة التي قدرت بــ14.3 مليون لتر الى غاية 20 جانفي 2010. وبخصوص انتاج اللحوم الحمراء فقد سجلت لحوم الأغنام والأبقار تراجعا في الكميات مما رفع في اسعار العرض، ولتجاوز هذا النقص تم الالتجاء الى توريد 1000 طن من لحوم الابقار و700 طن من لحوم الأغنام والتي من المرتقب ان تغطى حاجيات السوق على مدى 3 أشهر الاولى من السنة الحالية. اما بالنسبة للحوم البيضاء فإنه من المتوقع برمجة انتاج 94.7 الف طن من لحم الدجاج لسنة 2010 و42,6 الف طن من لحوم الديك الرومي اضافة الى انتاج 1,580 مليون بيضة سنة 2010. وقد عرج وزير الفلاحة والموارد المائية الى الضغوطات على مادة السداري في مناطق الجنوب والوسط والتدابير المتخذة بالتنسيق مع وزارة التجارة لتعديل عملية التوريد وتشديد المراقبة على اسناد الحصص للفلاحين، وتعديل كميات تزويد السوق بمادة الشعير التي من المرتقب ان يتقلص حجم غيابها الى 9بالمائة في موفى 2014. وفي تفسير للنقص الذي يشهده حاليا انتاج الأسماك بقول الوزير ان الأسباب عدة تتلخص اساسا في سوء الأحوال الجوية وفترة الراحة البيولوجية التي دامت 3 أشهر وتعد تونس اول بلد في البحر المتوسط يصادق على مثل هذه الخطوة. توجهات سنة 2010 من أبرز المحاور التي ستعمل عليها وزارة الفلاحة خلال هذه السنة الانطلاق في تجسيم مكونات البرنامج الرئاسي عبر دفع نسق تنفيذ الخطط المرسومة للقطاع مع مواصلة تنفيذ المحاور الاستراتيجية لتنمية القطاع على جميع المستويات الزراعات الكبرى وتربية الاحياء المائية والزراعات البيولوجية والجيوحرارية. حنان حساينية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 جانفي 2010)
الإسلام والمستقبل: هل يمكن الفصل بين الدين ومعتنقيه؟
صلاح الجورشي 2010-01-24 هل يمكن القول بأن الإسلام كدين قد أصبح مهددا في مستقبله؟ لعل أهم مبرر لطرح مثل هذا السؤال هو الصورة السيئة الرائجة حاليا عن الإسلام والمسلمين في العالم بمختلف قاراته، وهي صورة أصبحت تقلق حتى المسلمين أنفسهم، سواء أكانوا جاليات تعيش في دول غربية أو حتى شعوب البلاد الإسلامية. ويكفي للمسلم أن يسافر سواء أكان متدينا أم لا، ويختلط بشعوب كثيرة، حتى يحس بأنه متهم ضمنيا، وأنه يتعرض لنوع من الإقصاء المستبطن أو المعلن عنه بطرق متعددة. وهو ما أكدته الاستفتاءات وعمليات سبر الآراء التي تواترت خلال السنوات الماضية في دول غربية عديدة، والتي كشفت عن ارتفاع ملحوظ في نسب الأفراد والجماعات المعادية للإسلام والمسلمين، وآخرها ما حدث في سويسرا حين قررت أغلبية الذين شاركوا في الاستفتاء منع بناء مآذن جديدة، أو في بريطانيا حيث ارتفعت نسبة القائلين بأن الإسلام يشكل تهديدا لهوية بلادهم، وأن التنوع الثقافي لم يجنوا منه سوى الكوارث. وبناء عليه يمكن القول بأنه نادرا ما ينتاب أمة من الأمم مثل هذا الإحساس بأنها منبوذة بسبب خصوصياتها الدينية والثقافية، وذلك رغم وزنها الاستراتيجي وأهميتها التاريخية. كما تسيطر حالة من الإحباط في أوساط واسعة من المسلمين، مما يؤكد أن الإسلام لم يتمكن حتى الآن من تجاوز المأزق التاريخي الذي تردى فيه أتباعه منذ خمسة قرون، وهو ما جعلهم الأقل حظا في العلوم وفي اكتساب شروط القوة، والأكثر عرضة للاستغلال والتدخل والاحتلال رغم كثرة عددهم (1.6 مليار مسلم) وما تتوفر عليه أوطانهم من ثروات. حتى بعض الأطراف التي عزمت على التصدي لمثل هذا الإذلال والتهميش اختارت أسوأ الوسائل، وحولت المعركة باسم جهاد غير محصن بالأخلاقيات الواجبة إلى اختطاف للأبرياء وقتل للمدنيين، واعتداء على الآمنين من بني جلدتهم أو من الأجانب الذين تحميهم الأعراف والشرائع والمعاهدات. وهي وضعية جعلت الكثيرين يتوقعون بأن ذلك كله قد يقلص من حظوظ استمرار الإسلام في المستقبل. كتب السيد بشير بن يحمد صاحب مجلة جون أفريك (27 ديسمبر 2009) التي تصدر بباريس مقالا هاما دافع فيه عن وجهة نظر تتميز بالجدية والطرافة، فهو خلافا لما سبقت الإشارة إليه يعتقد بأن حظوظ الإسلام في المستقبل ستكون قوية، ويبني توقعه على مؤشرات عديدة، من بينها قوله بأن الإرهاب الذي يبرره أصحابه باسم الإسلام ليس في حالة صعود وتوسع، وإنما هو على العكس من ذلك في حالة تراجع ملحوظ، وأن تنظيم القاعدة حاليا في اتجاه الأفول ويواجه مأزقا أيديولوجيا وعسكريا. أما المؤشر الثاني الذي يعتبر أكثر أهمية هو قوله بأن الدول التي لا تزال محكومة بأنظمة مستبدة قد أصبحت أقلية داخل الدائرة الإسلامية، وهذه الأقلية هي للأسف محصورة داخل المنطقة العربية لأسباب عديدة لم يتطرق إليها، أما بقية الدول الإسلامية فإن غالبيتها أصبحت نسبيا محكومة بأنظمة تستند على الآليات الديمقراطية. أما العامل الحاسم الذي أكد عليه صاحب المقال لتبرير تفاؤله بمستقبل الإسلام فإنه يتعلق بالتحولات الهامة التي حصلت في أوضاع النساء المسلمات، خلافا للمظاهر المغلوطة التي يستند عليها البعض للتحريض على الإسلام، واصفا تلك التحولات بـ « الثورة الصامتة ». يمكن أن نضيف لهذه المؤشرات، الإقبال المتزايد على اعتناق الإسلام، خاصة داخل المجتمعات الغربية، مما جعل منه أكثر الأديان استقطابا وجاذبية، وهي لعمري ظاهرة مدهشة وتحتاج إلى بحث عميق عن أسبابها. إذ رغم هذا الضجيج الذي يملأ الفضائيات والصحف المؤثرة عن « جمود الإسلام ووحشيته »، ورغم التخلف السائد الذي تشكو منه قطاعات واسعة من المسلمين، فإن هناك نساء ورجالا من قلب الحضارة المتفوقة والمتحكمة في مسار الإنسانية يقررون يوميا الانتقال إلى هذا الدين. هل يعود ذلك فقط إلى الأزمة القيمية التي تشهدها الحضارة الغربية نتيجة هيمنة الرأسمالية المتوحشة، وإحساس الفرد بالضياع في عالم يفتقر للمعنى ويختزل الإنسان في بُعدٍ واحد؟ أم أن هناك جوانب قوية في الإسلام تشد هؤلاء إليه وتجعلهم يفضلونه على غيره من الأديان؟ إنها في كل الحالات ظاهرة تبدو للبعض غير عادية. رغم ذلك، يجب ألاّ يؤدي هذا التوقع المتفائل إلى حالة من الاطمئنان الزائف لدى المسلمين، فهم والإسلام ليسا شيئا واحدا، والجاذبية التي يتمتع بها هذا الدين ليسوا هم مصدرها، وهو ما يقوله ويردده الكثير من معتنقيه الجدد. بمعنى آخر: مستقبل الإسلام ليس مرتبطا بمستقبل الذين ورثوه عن أجدادهم كما ورثوا الأسماء واللغات والأوطان. ويمكن التدليل على ذلك بمساحة الاجتهاد التي يتمتع بها بعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب، والذين تمكنوا من أن يتحرروا من العوائق التي لا تزال تتحكم في قطاعات عريضة من مواطني البلدان الإسلامية. وهو ما جعل البعض يتوقع بأن تجديد رسالة الإسلام قد تتم على أيدي هؤلاء الذي يتمتعون بحرية التعبير والإبداع، إلى جانب استفادتهم من مكاسب الحضارة الحديثة وإنجازاتها العديدة، وإن كان جزء من الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب لا تزال مهددة بالاختراق من قبل بعض الجماعات الراديكالية. كما يجب الانتباه أيضا إلى مؤشرات أخرى تسير في الاتجاه المعاكس، ومن تلك المؤشرات الاستعداد المتواصل للانتكاس لدى قطاعات واسعة من المسلمين. مثل هذه الموجة من المحافظة الدينية التي تتخذ من المظاهر وبعض السلوكيات القشرية بديلا عن الأفكار والمقاصد الكبرى التي جاء بها الإسلام. صحيح، قد تكون هذه المظاهر مجرد ردود فعل مؤقتة وظرفية على ما يجري من تحولات تحمل في طياتها حالة من الاختلال في التوازن لدى الأفراد والجماعات، غير أن نزعة المحافظة التي تصاعدت خلال السنوات الأخيرة تحت غطاء نمط من السلفية « الجديدة »، والتي تمكنت من استقطاب عدد واسع من الشباب، جاءت لتعصف بكثير من البديهيات التي ظننا بأنها قد استقرت في النفوس والعقول والسلوكيات، فإذا بها تسقط بحجة تعارضها مع القرآن والسنة، مثل تعليم البنات، وحق المرأة في الشغل، والكثير من حقوق الإنسان المنتهكة في البلدان الإسلامية، والانتخابات.. وغيرها من ثوابت النظام الديمقراطي. وإذا بهذه الأوساط تحاول أن تعود بمجتمعاتها إلى نقطة الصفر، زاعمة بأنها ستعمل على إعادة أسلمة المجتمعات والدول. هذا يعني أن معركة المستقبل ليست مضمونة حتى الآن، وأن هناك وجهين للقضية.. يتعلق الوجه الأول بجهود ضخمة لا بد أن تبذل على الأصعدة الثقافية والعلمية، إلى جانب الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي. هذا لكي يحصل تقدم ثابت ومتصاعد داخل المجتمعات الإسلامية. أما الجانب الآخر الذي يجب الإقرار به، فهو يتمثل في ضرورة العمل على ألاّ يبقى الإسلام رهينة لدى المسلمين، وهي عملية معقدة وصعبة، إذ كيف يتم الفصل بين الدين ومعتنقيه؟ لكن مع ذلك تبدو العملية ضرورية ليصبح الإسلام شأنا عالميا وليس خصوصية لمجوعة من الشعوب، تحتكره لنفسها دون أن تستفيد منه أو أن تجعله في متناول الإنسانية. تصوروا لو كان النفط غير موجود إلا في منطقة الخليج العربي، وقرر أصحابه احتكاره ورفضوا بيعه لأي جهة أخرى في العالم، لكانت النتيجة أن يفقد قيمته من جهة، ولحرمت الإنسانية من الثورة الكبرى التي أحدثها البترول في أكثر من مجال، هذا ما تريد أن تصنعه بعض الجماعات مع الإسلام، مع الفارق في الدلالة والتعقيد والخطورة. ولعل هذا ما قصده محمد عبده، عندما قال بأنه زار أوروبا فوجد إسلاما ولم يجد مسلمين، ورجع إلى الشرق فوجد مسلمين، لكنه لم يجد الإسلام. إنها ليست (فزورة)، وإنما هي مشكلة فلسفية شديدة التعقيد، ومرتبطة بأي حديث عن مستقبل الإسلام. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 جانفي 2010)
بروفيسور اسرائيلي: جدار مصر على الحدود مع غزة نموذج لخدمات نظام مبارك لاسرائيل
الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس ـ قال رئيس مركز (هرتسوغ) لبحوث الشرق الاوسط في جامعة بئر السبع، البروفيسور يورام ميطال، انّ الجدار الفولاذي الذي تشيده مصر حاليا على حدودها مع قطاع غزة يأتي كنموذج للخدمات التي يقدمها النظام المصري لاسرائيل، حيث يهدف الجدار لسد الانفاق التي تستخدم في تمرير الاحتياجات الانسانية لسكان القطاع واغلاق معبر رفح امام الفلسطينيين. وتابع الاكاديمي الاسرائيلي قائلا، ما افادت صحيفة « هآرتس » العبرية انّ هذا يأتي في اطار التعاون بين القاهرة وتل ابيب اللتين تنظران الى حركة المقاومة الاسلامية ((حماس) التي تسيطر على قطاع غزة باعتبارها منظمة ارهابية يجب استئصالها والقضاء عليها بقوة الذراع، مشددا على انّ الجدار الذي تبنيه مصر بالاضافة لاغلاق بوابات رفح ينسجمان ويتطابقان ويتماشيان مع مطالب الدولة العبرية والولايات المتحدة الامريكية من مصر بالعمل على منع التهريب من اراضيها، وينبعان من خوف اصحاب القرار في مصر من اجتياح مئات الاف الفلسطينيين الى سيناء، كنتيجة لهجوم اسرائيلي او ازمة انسانية بالقطاع، وتفادي مطالبة مصر بتخصيص اراض في سيناء وضمها الى الدولة الفلسطينية المقبلة. ولفت بروفيسور ميطال الى انّه في ذروة الأزمة بين مصر و(حماس) بسبب الجدار الحدودي نشرت « هآرتس » في الثامن من كانون الثاني (يناير) الجاري كاريكاتيرا ظهر فيه الرئيس المصري حسني مبارك يستقل رافعة ضخمة تنزل الواحا من الفولاذ على حدود قطاع غزة امام عيون الفلسطينيين، واشار الى ان هذا الرسم الساخر عبّر عن رضا الكثيرين بتل ابيب بسبب تعامل مصر الصلب والقاسي مع حركة حماس، على حد قوله. وزاد قائلا انّه ما من شك بانّ سياسة الرئيس المصري مبارك تخدم السياسة الاسرائيلية التي ترى في حماس منظمة ارهابية يجب القضاء عليها بقوة الذراع، او على الاقل اتخاذ خطوات ضدها تعمل على منعها من تثبيت حكمها وسلطتها في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه منذ تموز (يوليو) من العام 2007 عقب الاطاحة بحركة (فتح). ورأى الاكاديمي الاسرائيلي في هذا الاطار انّ الجدار الحدودي ياتي ضمن هذه الخطوات لوقف التهريب ورفض الرئيس المصري فتح معبر رفح امام الفلسطينيين، ما اعتبره يشكل تعبيرا مباشرا وملموسا عن معارضة مصر لقيام دولة صغيرة لحماس وخوفها من تداعيات استخدام الانفاق في عمليات التهريب على امنها القومي. بيد انّ البروفيسور ميطال يؤكد ان لتلك السياسة التي ينتهجها النظام المصري تجاه قطاع غزة آثاراً سلبية عليه حيث تواجه بانتقاد لاذع سواء في داخل مصر وخارجها، مضيفا انّ هذا النظام يتابع وبمنتهى القلق سهام الانتقادات التي يطلقها نحوه الناطقون بلسان المعارضة والذين يربطون احتجاجاتهم على السياسة المصرية تجاه (حماس) بكفاحهم لمنع توريث الحكم لجمال النجل الاصغر للرئيس مبارك. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جانفي 2010)
العفيف الأخضر اليمن من أكثر البلدان فقرا وأكثرها مشاكل . الارهاب ، الحرب الأهلية الكامنة هنا والطاحنة هناك ، جامعة الايمان الزندانية التي تعيد الانتاج الموسّع لفقهاء التّزمت والارهاب ، التناحر الطائفي والجهوي والقبلي ، قنبلة الانفجار السكاني التي مازال اليمنيون حكومة وشعبا يفجرونها في أنفسهم وأخيرا شح المياه . وهذا من ذاك . قلة المياه نتيجة مباشرة لكثرة السّكان . لم تفكر الحكومة منذ انقلاب 1962 في مواجهة أيّ من تحديات اليمن . بشجاعة سياسية هي الغائب الأكبر لدى النخب اليمنية والعربية الاسلامية . نقطة الانطلاق ، لو كان اليمن قد تعلم صنع القرار الواقعي ، كان من الممكن أن تكون تعميم وترشيد التعليم لتنوير أجيال الغد بالمبادئ الأولية للحداثة ، وأولها نزع فتيل قنبلة الانفجار السّكاني . أخصر الطرق الى ذلك : تعليم الفتيات لتوعيتهن على الأقل بأن المرأة التي تلد أكثر من 3 أطفال موعودة بالاكتآب كما يؤكد الطب النفسي وأن كثرة الأطفال ، في البلدان الفقيرة ، مرادفة لكثرة الفقر كما يؤكد علم الاقتصاد . قنبلة الانفجار السكاني هي التحدي الأول الذي يقف حجر عثرة ليس أمام اليمن وحسب بل وأيضا أمام العالمين العربي والاسلامي اللذين عجزا حتى الآن عن رفعه . من هذا التحدي الدائم تتناسل التحديات الأخرى : انتشار الأمية ، والفقر ، والجنوح ، والعنف ، والارهاب ، وسوء التمدرس ، وسوء التعليم وتدمير البيئة بمتواليات هندسية . شحّ ماء الزراعة والشرب الذي جعل القبائل اليمنية تقتتل للحصول عليه هو أحد أعراض العجز عن تحديد النسل الذي هو الخطوة الآولى الضرورية للانخراط في العالم الحديث . المرأة الحديثة هي التي تتصرف بحرية في جسدها بتزويج نفسها وبطلب الطلاق ، وبمنع الحمل ، وبالاجهاض والعزوبة … في السعودية ملايين العازبات معظمهن من المتعلمات وخريجي الجامعات . في فرنسا يوجد 11 مليون عازبة على 62 مليون نسمة . بالمناسبة كان الفرنسيون 58 مليون سنة 1960 زادوالآن ، بعد نصف قرن ، 2 مليون . وذلك عائد للمهاجرين : 30 ألف عائلة مسلمة متعددة الزوجات تملك 600 ألف طفل بمعدل 14،5 لكل عائلة . مع فشل مدرسي وتهميش وجنوح بمعدلات قياسية ! كانت القبائل في الجاهلية تتوالد كالأرانب لحروب النهب المتبادل . وظلت تتوالد بالوتيرة ذاتها في الاسلام للجهاد ، أي النهب الخارجي . اليوم انقطع النهب الداخلي والخارجي لكن التوالد الأرنبي لم ينقطع . فاختل التوازن الاجتماعي على نحو خَطِر . حتى الآن كان الانفجار السكاني السبب الأول في العجز عن اطعام البطون الجائعة . اما منذ اليوم فسيغدو السبب الأول في العجز أيضا عن ارواء الأجساد العطشى . انه منطق النزول درجة في سلّم النزول الى الجحيم ! البلدان الفقيرة في الموارد والمصابة خاصة بسوء تدبير الموارد ، والعالم العربي رائدها ، ستستأثر سنة 2025 بحوالي 96% من قنبلة الانفجار السكاني على حساب معدلات التنمية التي ستتدنى في بعض البلدان الكثيفة السكان الى ما تحت الصفر : لا طعام ولا ماء فضلا عن افتقاد الضروريات الأخرى . سيقتتل سكانها على الطعام والماء يوميا وستتعاظم التوترات والأزمات والحروب بين كل دولة جارة وأخرى من أجل الماء والغذاء . من هنا النبوءة الواقعية المشؤومة بأن حروب القرن 21 ستكون ، في الشرق الأوسط وافريقيا ، حروبا على الماء . وستتكاثر الهجرات الداخلية والخارجية مع صعوبات جمة في هذه وتلك . العنصر الأساسي في الهجرات الخارجية سيكون الأدمغة . مما سيجعل هذه البلدان في حالة افتقار شديد لعمال القرن 21 : التقنيين ، المهندسين ، الباحثين ، العلماء والأطباء الذين سيكونون من حصة » الهجرة المختارة » الى العالم الصناعي . تعيش ساكنة الاقليم العربي على 4،8% من مساحته . وهو من أكثر مناطق العالم نقصا في مياه الزراعة والشرب . معدل حصة الفرد فيه 1000 متر مكعب سنويا فيما المعدل العالمي 7 آلاف متر مكعب . أما عن هدر الماء فحدّث ولا حرج . في بعض امارات الخليج يستهلك الفرد ضعف ما يستهلكه الفرد الأمريكي من الماء ! العجز في الغذاء أكثر من 50% أما معدل النمو السكاني فقياسي . منذ توغلت أوربا وأمريكا في الحداثة غدت الآولى تتضاعف كل 125 عاما والثانية كل 100 . منذ النصف الثاني من القرن العشرين تراوحت بلدان القارتين بين معدل زيادة متواضع ونمو سلبي . أما ساكنة الاقليم العربي فتتضاعف كل 25 سنة بكل العواقب على الماء والطعام والبيئة والبنية التحتية التي نعرف . تونس هي البلد الوحيد من بلدان الجامعة العربية الذي نجح في نزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني . بفضل منع تعدد الزوجات وتقديم حبوب منع الحمل مجانا للنساء واباحة الاجهاض وتعميم تمدرس الفتيات وتكوين مؤسسة » تنظيم النسل » في كل ولاية ( محافظة ) . غداة الاستقلال سنة 1956 كان عدد الساكنة 4 مليون نسمة وكذلك عدد ساكنة سوريا . بعد نصف قرن تضاعف عدد سكان تونس مرة ونصف وعدد سكان سوريا 5 مرات ! سنة 2050 ستكون ساكنة تونس 13 مليون بزيادة 3 مليون خلال نصف قرن . أما ساكنة الاقليم العربي فستتضاعف وفي اليمن ستتضاعف مرتين . الهند والصين لم تنجحا في الاقلاع الاقتصادي والعلمي الا لأنهما نجحتا، بالتوازي مع ذلك ، في التحكم الكامل في الانفجار السكاني . أمّنا الارض كما أسماها قدماء الاغريق لا تتسع لاكثر من مليار نسمة . يجثم اليوم على صدرها 6،5 مليار وفي سنة 2050 سيصلون الى 9 مليار معظمهم جياع وعطاشى . كفوا عن التفاؤل الابله . اذا لم تتخلصوا ، بانتفاضة عقلانية ، من جبنكم الأسطوري فسيكون اليمن اليوم هو العالم العربي غدا . وأن غدا لناظره قريب .
لماذا يلتزم الحكام العرب بالولاء للغرب؟
بوفلجة غيات كنت بصدد كتابة موضوع حول أسباب ولاء الحكام العرب للدول الأجنبية الغربية، محاولا تحليل الواقع رغبة في استخلاص الدروس من ممارسات قادة غالبية الدول العربية. وقبل الإنتهاء من مقالتي، نشرت الصحافة العربية والعالمية تصريحات الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري. وقد صرّح لصحيفة « المصري اليوم »، أنه « لابدّ من موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل على رئيس مصر ». وهو تصريح لم يصدر عن إنسان عاد أو صحافي أو حتى محلل سياسي يحاول استقراء الواقع واستخلاص الدروس منه، وإنما صدر عن سياسي مطلع على أسرار الدولة المصرية ومتاهات السياسة وكواليسها. إن كان تصريحه صحيح دون شك، وهو ينطبق حتما على مصر، الدولة الكبرى في المنطقة، فما الحال بالنسبة للدول الأخرى الأقل قوّة في المنطقة، وفي الوطن العربي كله؟ وهو ما يؤكد أن القوى العظمى هي التي تختار الرؤساء وحتى الملوك والأمراء العرب، بل أنها قد تبدي رأيها في الوزراء وكبار موظفي الدولة. إن كان ذلك معروفا بالنسبة لأمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم، وهي المهيمنة على السياسة والإقتصاد والأمن في المنطقة وفي العالم. إلا أن ذلك لا يخفي دور دول غربية أخرى كبريطانيا ونفوذها في المشرق العربي، ودور فرنسا الفعال في اختيار بعض قادة المغرب العربي. إن كانت هذه الممارسات يمكن التعرف عليها من خلال التصرفات الغريبة لبعض القادة العرب، إلا أن ما كان مجهولا هو شرط موافقة إسرائيل على الرئيس القادم لمصر، وقد ينطبق ذلك على دول أخرى بالمنطقة. وبعد هذا التصريح، فما دور الشعوب والطبقة السياسية والنخبة المثقفة والدساتير والإنتخابات والأحزاب السياسية والبرلمانات والمجتمع المدني، وغيرها من مظاهر ديكور الديمقراطية في الوطن العربي؟ وهكذا، أصبح من حكم المؤكد أن عددا كبيرا من الحكام العرب نصبتهم المخابرات الغربية على شعوبهم، وهم يدينون بالولاء إلى من نصّبوهم. فحتى في حالات الدول التي شاهدنا فيها انتخابات، فعادة ما تكون صورية، وكل شيء يعدّ في الخفاء. لذا عادة ما تفرز الإنتخابات العربية قادة غرباء عن شعوبهم لا كفاءة ولا شعبية لهم، وذلك نتيجة أمر يكون قد دبّر بليل. لهذا ليس بغريب أن يدافع بعض القادة العرب عن مصالح إسرائيل وعن مصالح الولايات المتحدة، أو عن مصالح المملكة المتحدة أو فرنسا، أو دول أجنبية أخرى، وقد يتخذون قرارات في غير صالح شعوبهم وأمتهم. رغم ذلك يبقون في الحكم لعقود دون أن تتمكن شعوبهم من زحزحتهم، فهم يتشبثون بجهات أجنبية ترعاهم وتحافظ على سلامتهم وسلطاتهم. وإلا فما بال الرؤساء والملوك يسافرون دوريا إلى الغرب، لأسباب أو بدونها. فلكل رئيس دولة أو ملك أو أمير، دولة غربية يحج إليها، للحصول على الدعم والإستشارة في مواجهة أعداء الداخل والخارج، ويتلقون منها النصح والأوامر والتوجيهات. كما أنهم يقصدون نفس الدول للسياحة والإستجمام والعلاج، أو التمتع بكل ما هو ممنوع ومحرّم في دولهم. كل ذلك يدفع إلى إيجاد ارتباط مصالح القادة العرب بمصالح الجهات الأجنبية، وأن إستراتيجياتهم السياسية والإقتصادية والأمنية تكون مرتبطة بالمصالح الغربية، وليس بمصالح الشعوب العربية والأمة العربية والإسلامية عموما. إن تحكم جهات أجنبية في السياسة الدول العربية، هو الذي أدى إلى وجود خلافات بين الدول العربية وعقبات في وجه تعاونها، أو القيام بخطوات لتنسيق سياساتها الأمنية والإقتصادية. وفي الحالات التي يتم فيها هذا التعاون، فهو عادة لأغراض مرحلية عابرة، تكون القوى الأجنبية قد خططت لها لأهداف في نفس يعقوب. فلا تتحقق أهداف القوى الأجنبية حتى تعود الأمور إلى سالف عهدها من اختلافات ومواجهات بين الإخوة الأشقاء. إنها مشيئة الغرب الذي يتحكم في أرزاقنا ونصاب رقابنا. فمتى تنعتق الشعوب العربية من أغلال قوى الإحتلال الجديد؟، ومتى تتحرر من تسلط حكام يولون الولاء لجهات أجنبية معادية؟ ومتى تصبح الشعوب هي التي تختار قادتها؟. حينها فقط تتوحد الشعوب، ويتم التعاون بين الدول، ويتم تطبيق الديمقراطية، وتجد كل المشاكل التي تعرفها المنطقة حلولا لها، وينعم المواطنون العرب بالهناء.
كاتب جزائري
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جانفي 2010)