TUNISNEWS
8 ème année, N 3190 du 15 .02 .2009
الطلبة المضربون عن الطعام: بيان :إلى الرأي العام الوطني و الديمقراطي
الطلبة المضربون عن الطعام:الى كل الاحرار تحية نضالية
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــلام
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية :دفاعا عن حقوق ومكتسبات اعوان دار الانوار
منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية « :توضيح حول مقال الككلي بخصوص استقالة المنصف بن سليمان
سامي بن غربية : إسترتيجيات القمع و المقاومة على الشبكة التونسية
محمد الحمروني : مسؤولو الصحيفة يوزعون أعدادها بأنفسهم- تونس: تأجيل قضية «الموقف» للمرة التاسعة
موقع مراسلون بلا حدود : مراسلون بلا حدود : »تونس، جرأة الإعلام »
الحوار.نت :في مذكرات تنشر لأول مرة: علي المرزوقي يكشف أسبـــاب تخلّي الثورة الجزائريــة عن دعم اليوسفيين
الصباح :في رحاب العدالة… العمل أوّلا
الوطن:الإعلامية فاطمة الكراي لــ »الوطن »: الإعلام هو دعم للمقاومة ولو لا الإعلام لما اكتشف العالم جرائم الصهاينة
الوطن:الأزمة المالية والاقتصادية وأثرها على النشاط السياحي
الصباح :نسبة كبيرة من حالات الطلاق في السنوات الأولى للزواج : قريبا دليل للإعداد للحياة الزوجية..ثم تأهيل في مرحلة ثانية
عبد السلام بوعائشة : شباب تونس: رحلة التيه بين خيار الانتماء وخيارات الأزمة
الوطن:التشغيل في مدينة الصخيرة
الوطن : العناية بالبيئة بين الخطاب الدّعائي والوعي المدني الفاعل
وات :إجراءات لتخفيف وطأة موجة البرد بمرتفعات الشمال الغربي
المصري اليوم :الصفاقسى يحتج رسمياً للسفارة المصرية فى تونس على المعاملة السيئة لجماهيره
الدكتور منصف المرزوقي:هل هي بشرى مثول أول دكتاتور عربي أمام المحكمة الجنائية الدولية ؟
توفيق المديني: ساركوزي وسياسة الحضور الفرنسي في العراق والخليج
الوطن:حسبنا الله ونعم الوكيل في الجامعة العربية ونظمنا الرسميّة !!
المولدي الشاوش:هل أثمر الفكر الإصلاحي العربي أم دار العروبة على أسوإ حال ؟
الصباح :البابا واليهود ،، والمسلمون
الجزيرة.نت :منير شفيق يكتب: بعد قطاع غزة.. فتح ملف الضفة الغربية
الوطن : أشرعة الذاكرة : الصحافة الحرة تتحدى الأعداء في المياه الإقليمية الفلسطينية
عبدالحميد العداسي:الحِكمُ الغزّاوية الحلقة الأخيرة: معرفة الله: عبدالحميد العدّاسي
الصباح :اسطورة التضامن العربي تتهاوى على اسوار غزة….
أحمد منصور : ‘المرفوضون’ على معبر رفح !!!!!!!!!!
المصريون :دعاة ومفكرون إسلاميون : حكومة حماس هي الممثل الشرعي المنتخب لفلسطين
أبوجعفرالعويني:المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني
الوطن:هل تعصف الأزمة المالية العالمية بمنظومة الفكر اللبرالي
الوطن:كتاب جديد : « التجربة السوفياتية اشتراكية أم راسمالية؟ نحو تجديد المشروع الاشتراكي
محمد العروسي الهاني: بــشرى كبيرة لدعم الكتاب إصلاح الإعلام ضرورة حتمية في بلادنا لمواكبة العصر
ابراهيم علاء الدين:الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطيني
الجزيرة.نت :خطر البطالة سيؤدي إلى عدم الاستقرار في العالم
محيط :رئيس وزراء النرويج يوقف قرار عمل المسلمة المحجبة في الشرطة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
الطلبة المضربون عن الطعام بيان إلى الرأي العام الوطني و الديمقراطي
نناشد كل الرأي العام الوطني و الديمقراطي بالوقوف إلى جانبنا نحن الطلبة المضربون على الطعام منذ يوم الأربعاء 11 فيفري 2009 منتصف الليل من اجل حقنا في العودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن تمّ طردنا على خلفية نشاطنا النقابي كما نطالب كل أحرار تونس الأبية في التعريف بقضيتنا إلى كل أحرار العالم لا سيما و أن الحالة الصحية لأحد المضربين بدأت تتعكر منذ اليوم الأول. هذا هو البريد الالكتروني الذي نستقبل عليه رسائل المساندة : matroudine@gmail. com و هذا هو رقم الهاتف : 0021621286625 و هذا عنوان مقرّ الاتحاد : نهج نابلس تونس عدد17 عاشت نضالات الاحرار عاشت الحرية الطلبة المضربون عن الطعام
الى كل الاحرار تحية نضالية:
الى كل من ساندنا في اضراب الجوع نشكره و نحي فيه وقفته الى جاتبنا و انحيازه الى جانب القضايا العادلة و نقول لهم لان مثل هذا النفس الوطني مازال موجود لذلك فالحق اطول عمرا من الظلم و الاستبداد وشكر خاص الى المنابر الحرة و النزيهة و تونيس نيوز في مقدمتها تحية الى كل الطلبة في الخارج الذين بعثوا رسائل المساندة و قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس و كل النقابيين و نشطاء حقوق الانسان و السيسيين بالمهجر او بتونس و كل النظمات و الاحزاب و الجمعيات من كل مكان في الكون.
الطلبة المضربون عن الطعام
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 15 فيفري 2009 إعـــــــلام
تعقيب : بعد الحكام القاسية التي أصدرتها محكمة الاستئناف بقفصة يوم 4 فيفري 2009 في حق المتهمين بقيادة التحركات الاحتجاجات في منطقة الحوض ألمنجمي ، أحكام تراوحت بين 8 سنوات وعامين سجنا مع تأجيل التنفيذ ، رفعت هيئة الدفاع يوم الخميس الماضي مطلبا في التعقيب، تقدم به ،باسم الهيئة، ألأساتذة : العميد البشير الصيد وزهير اليحياوي وعلي كلثوم. اللجنة تتمنى أن ينصف التعقيب المتهمين. كما تتمنى أن تتغلب الإرادة السياسية الحكيمة كي يطلق سراح كل المسجونين . الوضع الصحي لمساجين الحوض المنجمي أفادنا محامون من هيئة الدفاع وبعض الأهالي أن عدد من مسجوني الحوض ألمنجمي في قفصة يعانون من ظروف سجنية قاسية وان حالتهم الصحية صعبة و وإنهم لم يتمكنوا من العلاج لما أصابهم من أمراض. فالسادة هارون حلايمي وبوبكر بن بوبكر ورشيد العبداوي ومظفر العبيدي وعثمان بن عثمان وجهاد المالكي ينامون أرضا وليس لهم سرير . كما تشكو غرفة إقامتهم من الاكتظاظ، حيث يقيم 93 سجينا في غرفة لا تتسع إلا لأربعين شخصا. إلى ذلك فان بعضهم يشكو من بعض الأمراض ، اغلبها من مخلفات الاعتداءات أثناء الإيقاف : بوبكر بن بوبكر يشكو من حساسية وألام بالرأس ، الى جانب انتفاخ في أحدى ركبتيه وعبيد الخلايفي يشكو من الم في العينين ومشاكل في المعدة وطارق الحلايمي يشكو من زكام متواصل منذ مدة ، كما انه في حاجة الى تعديل نظاراته وعادل جيار يشكو من حساسية جلدية ، ناتجة عن الرطوبة داخل السجن. كما يشكو سامي عمايدي من سعال متواصل وحاد وأوجاع بالرأس، ويشكو عبد السلام هلايلي من الم بأذنه ، التي ضرب عليها أثناء الإيقاف ,ويخشى ان يطال التقيح الذي بداخلها حنجرته إن استمرت السلطات السجينة في رفضها تمكينه من العلاج. هذا الوضع يتطلب تدخلا عاجلا من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان ، المدعوة لتطبيق قوانين البلاد والمواثيق الدولية في علاقة بظروف السجن ، وذلك بتوفير ظروف إقامة عادية للسجناء وتمتيعهم بحقهم في العلاج. اما السيدعدنان الحاجي ، الموجود بالسجن المدني بالقصرين ، فان ظروف إقامته لاتختلف كثيرا عن هؤلاء. فإلى جانب الاكتظاظ ، فان شبابيك الغرفة تبقى مفتوحة ليلا رغم برودة الطقس ، هذا الى جانب انه محروم من الرسائل ، فبطاقة اعداد ابنته التي ارسلت منذ مدة طويلة لم تصله الى حد يوم الجمعة الفارط. كما انه في حاجة الى مراقبة صحية كل ثلاثة اشهر، لانه يعيش بكلية واحدة ، بعد ان اعطى الأخرى إلى زوجته. اللجنة الوطنية تدعو إلى توفير المراقبة الصحية اللازمة للسيد عدنان الحاجي . كما تطالب بنقلته إلى سجن قفصة للتخفيف من معاناة عائلته. السيد بشير العبيدي ، الذي أعيد إلى مستشفى اريانة للامراض الصدرية بعد المحاكمة الاخيرة ، لازال وضعه الصحي دقيق ، حيث لم يسترجع كامل صحته ويشكو من ضعف في وزنه. اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي تتمنى ان يستعيد السيد العبيدي كامل صحته وان يشفى نهائيا من المرض الذي الم به في السجن المدني بالقصرين. كما ترى اللجنة أن الحل الأسلم لكل هذه التعقيدات يكمن في إطلاق سراح كل مساجين الحوض ألمنجمي وفتح صفحة جديدة في التعامل مع قيادات هذه الحركة ، صفحة جديدة قوامها الحوار الذي يفضي لحل كل مشاكل الجهة. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com تونس في 15 / 02 / 2009
دفاعا عن حقوق ومكتسبات اعوان دار الانوار
يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير توتر المناخ الاجتماعي في مؤسسة دار الأنوار الصحفية بسبب إصرار إدارة المؤسسة على مواصلة سياسة التصلب والهروب إلى الأمام ورفض الحوار الجدي والمسؤول مع النقابة الأساسية كما أن الإدارة عمدت إلى تخويف المنخرطين في النقابة والضغط عليهم وهو ما يعد انتهاكا صارخا لكل المواثيق والقوانين الوطنية والدولية الضامنة لحرية العمل النقابي , كما عمدت الإدارة إلى التراجع عن بعض المكتسبات مثل التراجع عن خلاص أيام العطل الرسمية والتراجع عن عقد التامين الجماعي وحساب منحة الإنتاج بطريقة مخالفة للآليات المتفق عليها سابقا مع النقابة. إن المرصد يأسف على وقوع هذه التجاوزات في حق الأعوان وهو يعبر عن مساندته المطلقة واللامشروطة لمطالبهم المشروعة ومساندته الثابتة لأي تحرك احتجاجي دفاعا عن حقوقهم, و يأمل المرصد أن تجد دعوة النقابة إلى الحوار الجدي والمسؤول التجاوب المطلوب من طرف الإدارة لتنقية المناخ الاجتماعي . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
توضيح حول مقال الككلي بخصوص استقالة المنصف بن سليمان
تونس في 13 فيفري 2009 ورد علينا و على موقع المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية التوضيح التالي من النقابي منصف بن سليمان تعليقا على مقال عبد السلام الككلي الذي نشر بتاريخ 13 /02 / 2009 تحت عنوان » كاتب عام سابق لنقابة الجامعيين يعلن خروجه من الاتحاد » ونحن ننشر التوضيح كما ورد :
Mise au point à propos de l’article de Kekli sur la démission de Moncef Ben Sliman Dans un commentaire de Abdessalem KeKLI à propos de ma démission de l’UGTT; il pourrait être compris que j’ai boycotté la grève administrative. Or, tous les syndicalistes savent que j’y ai participé malgré toutes les réserves que j’avais exprimées sur son efficacité, et les journées de grève ont été défalquées de mon salaire. Merci pour votre collaboration. Moncef BEN SLIMANE Professeur d’Urbanisme Ecole Nationale d’Architecture et d’Urbanisme Rue el Kods. 2026. Sidi Bou Said.TUNISIE
إسترتيجيات القمع و المقاومة على الشبكة التونسية Nawaat
أنشر هنا تسجيلا مصورا للكلمة التي ألقيتها خلال المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة، الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت بين 12 و13 ديسمبر/كانون الأول 2008. الجلسة التي خصصت لمناقشة موضوع المعالم المتغيرة للتدوين العربي، ضمت كل من المدونة المصرية و نورة يونس، و المدونة السودانية كيزي شوكت، صاحبة مدونة “لا قبيلة لي“، و المدون السوري محمد عبد الله، صاحب مدونة “رايح ومش راجع“. و قد تحدثت في مداخلتي عن إستراتيجيات القمع التي تتبعها السلطة التونسية من أجل فرض قيود على حرية التعبير على الشبكة و الإستراتيجيات المضادة التي يتوخاها المدونون و النشطاء الرقميون التونسيون لممارسة حقهم في الوصول إلى المعلومة و إيصالها و التنديد بسياسة الحجب و الرقابة. و إثر الكلمة، إتهمني أحد “الصحفيين” التونسيين، الذين بعثهم النظام التونسي للتشويش على أعمال المنتدى، بكوني “ذيلا” من أذيال حركة النهظة الإسلامية، و بأن النشاط الألكتروني التونسي يمثل نموذجا من نماذج إستعمال القاعدة و المجموعات الإرهابية لتكنولوجيات الإتصال الحديثة. أكثر ما أغضبهم هو عندما عرضت شريط تتبع طائرة الرئاسة التونسية و استعمالها المشبوه الذي فضحه صديقي صدربعل و كذا شريط استعمال خدمة جوجل أرث لعرض أشرطة الفيديو الحقوقية التي حاصر بها نشطاء موقع نواة قصر الرئاسة بقرطاج. و كنت قد نشرت أيضا شريطا يعرض تصرفات هؤلاء “الصحفيين” التونسيين إثر مداخلة نزيهة رجيبة و مداخلة سهام بن سدرين خلال اجتماع مجموعة آيفكس لمراقبة أوضاع حرية التعبير بتونس. و كانت السلطات التونسية قد منعت الأستاذ محمد عبو و الصحفي لطفي الحيدوري من السفر إلى بيروت و حضور المنتدى. سامي بن غربية
مسؤولو الصحيفة يوزعون أعدادها بأنفسهم-
تونس: تأجيل قضية «الموقف» للمرة التاسعة
تونس – محمد الحمروني أصدرت هيئة تحرير صحيفة «الموقف» الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي -أبرز أحزاب المعارضة في تونس- بيانا قالت فيه إن المحكمة الابتدائية بالعاصمة المنعقدة أمس قررت تأجيل النظر فيما بات يعرف بـ «قضية الموقف» إلى 28 مارس القادم. وهذه هي الجلسة التاسعة التي تؤجل فيها المحكمة النظر في القضية بسبب عدم تقديم الشركات الشاكية أي دليل على ادعاءاتها. وطالب المحامون الذين تكفلوا بالدفاع عن «الموقف» بطرح القضية ورفض الدعوى بناء على عدم تقديم الخصوم أي حجج طيلة عشرة أشهر، لكن المحكمة استجابت مرة أخرى لطلب دفاع الشركات وأجّلت النظر في القضية. وكانت خمس شركات لتعليب الزيت رفعت خمس قضايا ضد صحيفة الموقف تتهمها فيها بنشر أخبار زائفة أدت وفق تلك الشركات إلى تراجع مبيعاتها في السوق المحلية. وطالبت الشركات بتعويضات مالية مبدئية -في انتظار قيام أحد الخبراء بتقدير الأضرار- تصل إلى 500 ألف دينار تونسي. ويعود أصل الخلاف بين شركات الزيت وصحيفة «الموقف» إلى الافتتاحية التي كتبها رشيد خشانة رئيس تحرير الصحيفة وطالب فيها السلطات بإجراء التحاليل اللازمة للتثبت من صلاحية زيت المائدة الموزع في تونس للاستهلاك وعدم إضراره بصحة المواطنين. وجاءت مطالبة خشانة بعد التقرير الإخباري الذي نشرته صحيفة «الخبر» الجزائرية وأكدت فيه أن السلطات الجزائرية أجرت تحاليل على زيت المائدة التونسي المهرب إلى الجزائر ووجدت أن كمية الرصاص الموجودة به تفوق بمئات المرات النسب المسموحة دوليا. وفي تصريح لصحيفة «العرب» اعتبرت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي أن «الهدف من رفع هذه القضايا على صحيفة الموقف هو إضعافها ماديا ودفعها للاحتجاب». وشددت الجريبي على أن ما يؤكد وجهة نظرها تواصل رفع القضايا ضد الموقف والتي بلغت الآن نحو عشر قضايا لم يفصل القضاء في أي منها. وأوضحت أن الخصم -أي شركات الزيت- لم تستطع رغم مرور 10 أشهر على رفعها للقضايا ضد «الموقف» إثبات تضررها من المقال المذكور، ونحن نعلم، -كما قالت- أن زيت المائدة التونسي «كان مفقودا من الأسواق في الفترة التي تدّعي فيها هذه الشركات أن مبيعاتها تراجعت، علاوة على أن العدد الذي نشر به المقال حُجز من قبل السلطات الرسمية في البلاد ولم يُوزع». من جانبه أكد رشيد خشانة رئيس تحرير الصحيفة على أن القضايا المرفوعة ضد «الموقف» تأتي ضمن مسار كامل من المضايقات والمنع والحجز كان آخره ما تعرض له العدد 485 من صحيفة «الموقف» الصادر بتاريخ 13 فبراير الجاري الذي منعه التوزيع. وقال خشانة إن إدارة الصحيفة لاحظت أن العدد لم يُوزع بالكمية المعتادة، وأن الكمية التي تم توزيعها لم تتجاوز %10 من الكمية المعتادة، وهو ما يؤكد -حسب رأيه- وجود قرار حكومي بحجب العدد ومواصلة الضغط على الصحيفة. (المصدر: موقع تونس أونلاين بتاريخ 15 فيفري 2009)
مراسلون بلا حدود : »تونس، جرأة الإعلام »
بعد مرور ستة أيام على مصادقة محكمة الاستئناف في قفصة في الرابع من شباط/فبراير 2009 على الحكم الصادر بحق الصحافي المستقل فاهم بوقدوس والقاضي بسجنه لمدة ستة أعوام، تنشر مراسلون بلا حدود اليوم تقريراً يلقي الضوء على استحالة المؤسسات الإعلامية التونسية المستقلة أداء واجبها المهني باستقلالية وسلامة. أعدّ تقرير « تونس، جرأة الإعلام » إثر قيام وفد من المنظمة بمهمة تحقيق في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 التقى في خلالها بصحافيين مستقلين لا يزالون يؤدون عملهم بالرغم من الضغوط المستمرة التي لا تنفك القوى الأمنية عن ممارستها عليهم. توقفت مراسلون بلا حدود عند استخدام الرئيس التونسي لصحافة المعارضة معتبراً إياها « قطعة من ديكور التعددية التونسي ». بيد أن تغطية الصحافي فاهم بوقدوس للنزاع الاجتماعي السائد في قفصة لتكذّب هذا الجهد المبذول وتشكل تحدياً تاريخياً لفرض التعتيم الإعلامي الكامل على هذا الحدث. ونظراً إلى هذه الصعوبات، لا تزال بعض الأصوات ماضية في التنديد بالانحرافات السلطوية والتوتاليتارية للنظام التونسي بالرغم من كل شيء مراهنة على الإعلام ومجازفة أحياناً بحريتها وسلامتها. لتحميل التقرير « تونس، جرأة الإعلام » http://www.rsf.org/IMG/pdf/Rapport_Mission_Nov_08_AR_PDF_.pdf
(المصدر: موقع مراسلون بلا حدود بتاريخ فيفري 2009 )
في مذكرات تنشر لأول مرة: علي المرزوقي يكشف
أسبـــاب تخلّي الثورة الجزائريــة عن دعم اليوسفيين
علي بن المكي المرزوقي احد المناضلين الدستوريين الذين ارتبطت اسماؤهم بالثورة الجزائرية في تونس في سنوات 1956 – 1959 وهي سنوات اللهب والدماء التي اشتدت فيها مطاردة القوات الفرنسية لوحدات الثورة الجزائرية داخل التراب التونسي قد أطلق عليه الزعيم الحبيب بورقيبة لقب «أسد الصحراء» عندما نصبه في رمادة. آنذاك كان المرحوم علي المرزوقي معتمدا بفريانة وقد عين فيها في جويلية 1956 باقتراح من المرحوم الطيب المهيري الذي عرفه عن قرب في ايام التحصيل الزيتوني عندما وصل المرحوم علي المرزوقي الى تونس العاصمة من بلدته دوز في اعماق الصحراء بعد ان ابعد منها بسبب نشاطه السياسي المناهض للاستعمار الفرنسي وهو لم يبلغ العشرين. وإذا كانت ساقية سيدي يوسف هي التعبير الاشهر في تلاحم النضال التونسي الجزائري عندما استهدفت المروحيات الفرنسية القرية الآمنة مخلفة اكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى فإن منطقة القصرين التي كانت معقلا لوحدات الثورة الجزائرية شهادة اخرى على قوة دعم تونس السياسي والعسكري لاستقلال الجزائر وتكشف مذكرات المرحوم علي المرزوقي ومراسلاته السرية مع قيادات جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري حقيقة الموقف التونسي من استقلال الجزائر فطيلة سنوات ظل بعض المؤرخين يعتبرون ان استقلال تونس وخاصة اتفاقية الاستقلال الداخلي كانت صفقة على حساب استقلال الجزائر. لكن هذه الرسائل التي حصلت «الشروق» على نسخ منها من عائلة المرحوم علي بن المكي المرزوقي تكشف بوضوح عن حقيقة الدور الذي لعبته تونس من خلال المناضل علي المرزوقي معتمد فريانة وتالة بين 56 – 59 في دعم الثورة وتقديم الامدادات العسكرية والتموينية والغطاء اللوجستيكي لحماية الثورة. ومن خلال المذكرات والرسائل يتضح ان المرحوم علي المرزوقي كان مكلفا من القيادة التونسية وأعني بذلك من الزعيم الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية السابق بمتابعة ملف الجزائريين في منطقة القصرين وكان قد عرفه عن قرب في أواخر سنة 1955 عندما اختاره مع الشهيد مصباح الجربوع والمناضل حسن بن عبد العزير لمرافقته في رحلته لمدن الجنوب لإقناع القبائل المنحازة لبن يوسف بأهمية خطوة الاستقلال الداخلي. أما المرحوم الطيب المهيري وزير الداخلية آنذاك فقد كان على علاقة حميمية معه واتصال يومي لأن مرحلة 56-59 كانت أخطر مرحلة باعتبار احتدام المواجهة مع اليوسفيين والمعروف ان الثورة الجزائرية انحازت الى اليوسفيين في البداية على اعتبار ان الديوان السياسي خان القضية الجزائرية لكن مذكرات المرحوم علي المرزوقي تكشف عن حقيقة تخلي جيش التحرير الوطني الجزائري عن دعم اليوسفيين اذ أن اغتيال عبد الحميد الجزائري في الجبال القريبة من قفصة من طرف مجموعة من اليوسفيين مع مرافقيه كان نقطة القطيعة بين الثورة واليوسفيين وكان الشهيد عبد الحميد الجزائري اتصل بالمجموعة اليوسفية بطلب من السلطة التونسية كوسيط خير لإقناعهم بالتخلي عن مواجهة الدولة الناشئة لكن المجموعة اعتبرته خائنا وجاسوسا فعمدت الى ذبحه وكانت هذه الحادثة المؤلمة سببا في القطيعة بين جيش وجبهة التحرير الوطني الجزائري واقتناع قيادات الثورة بسلامة التمشي السياسي للديوان السياسي. وهذه المذكرات التي ستصدر قريبا في كتاب بعنوان: «علي المرزوقي: سيرة رجل وتاريخ نضال: المذكرات والرسائل السرية مع قيادات جبهة وجيش التحرير» ستكون وثيقة جديدة في قراءة تاريخ النضال التونسي الجزائري المشترك وتقدم «الشروق» مجموعة من الصور النادرة والرسائل مع قيادات جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري. (المصدر:جريدة » الشروق » ( يومية – الجزائر ) بتاريخ 15 فيفري 2009)
في رحاب العدالة .. العمل أوّلا
بقلم الأستاذ: المنجي غريبي يفسرّ بعض المتابعين لشأن المحاماة كثافة تحرّكات بعض المحامين، إعلانا مبكّرا لحملة إنتخابات الدورة المقبلة. ولكن يلاحظوا أن هذا التبكير، يكتفي في غالب الاحيان باللّوم والتشهير، بدل العمل الجاد لحلّ الاشكاليات الّتي يتعرّض لها المحامي يوميا. فيتذمّر البعض مثلا من طول إنتظار ترجيع مصاريف التداوي والعلاج، ولاحظوا أن الكم الهائل من الاعوان في مقر إدارة صندوق الحيطة والتقاعد الخاص بالمحامين، لا يعكس البتّة نسق الاستجابة لطلباتهم.و قد إشتكى البعض من سوء الاستقبال، ومن المماطلة في الحصول على ردود بخصوص إستفساراتهم. وقد كان على إدارة الصندوق أن تعدّ مطويات توضيحية لكل المسائل، وأن تقوم بحملة تحسيسية بواسطة المعلّقات في مختلف المحاكم. وقد كان على مجلس إدارة الصندوق أن ينشر كل المعطيات المتعلّقة بنشاط الصندوق وخدماته ،و إستغلال النشريات الدّاخلية للمحامين الّتي تكاثرت ،في المدّة الاخيرة، لافادة المحامين بما يهمهم بدل، الاكتفاء بنشر البلاغات، والتباهي بالذات وإعادة نشر ما نشر… قد ينفع التذكير من جملة التقاليد الّتي بدأت تندثر في المحاماة،تبجيل المحامين لزملائهم، سواء عن الاتصال ببعضهم البعض بواسطة الهاتف، أو عند تبادل الزيارات المكتبية في نطاق العمل. والحال أن هذا التبجيل مردّه التعاون الّذي تقتضيه أعمال المحامين في الجلسات حيث نيابة المحامي لزميله يكاد يصبح واجبا مهنيا ملزما. وقد يكون من واجب الممثّلين للهياكل أن يذكّروا في زيارات المجاملة الّتي يؤديها لهم المحامون الجدد، ببعض التقاليد الّتي لا وجود لها في الكتب القانونية، كما على المحامي الّذي تعرّض لسوء معاملة أو لتصرّف مناف للتقاليد أن يشعر هياكله بذلك كي تلفت نظر كل مخالف للامر حتى لا تضيع التقاليد النبيلة في اللاّمبالاة سبهللا…. إصلاح جذري بعد أن تمّ الاعلان عن إنتهاء مصالح وزارة العدل وحقوق الانسان من درس ومراجعة ملفات الخبراء العدليين المعتمدين لدى المحاكم، بالتنسيق مع اللّجان الجهوية المختصّة الّتي يترأسها الرّؤساء الاول لمحاكم الاستئناف، أصبح عدد الخبراء العدليين في حدود 1810 خبيرا (الاسبوعي 9 فيفري 2009). وقد تناول هذا الركن في أكثر من مناسبة هذا الموضوع، ويبدو أن الاهتمام إتجه نحو تحيـين قائمات الخبراء، ومزيد تأهيلهم وتكوينهم في المسائل القانونية المتعلّقة بأعمالهم، ولكن، لم تقع مراجعة الاجراءات الخاصّة المتصّلة بتنفيذ الخبراء للمأموريات الموكولة لهم، وخاصّة فيما يتعلّق بآجال الانجاز، وجزاء عدم إحترام تلك الاجال.و كذلك تحديد كيفية ضبط الاجرة. والافضل عدم تجزئة النظر في مسألة الاختبارات العدلية وإدخال الاصلاحات اللاّزمة لتجاوز كل النواقص. تعيين عيّن السيد كمال بن جعفرالقاضي من الرتبة الثالثة رئيسا للمحكمة العسكرية الدّائمة بتونس لمدّة عام بداية من غرّة فيفري 2009 . وعيّن السيد المنصف ذويب القاضي من الرتبة الثالثة من جديد رئيس دائرة بنفس المحكمة لمدّة عام بداية من أوّل سبتمبر 2009. الهروب من الموت.. حسب المبعوث الخاص لاستقلالية القضاة والمحامين التّابع للامم المتحدة، بلغ عدد القضاة والمحامين الّذين وقع إغتيالهم منذ 2003 بالعراق، 210 من القضاة والمحامين، أي ما يعادل 42 اغتيالا سنويا. وهذا ما قد يفسّر حسب مصادر مجلّة الاتحاد الدّولي للمحامين، « القانوني الدوّلي » Juriste international، إنخفاض عدد الممارسين للمحاماة بالعراق بحوالي 40%. «الاشكال التنفيذي» تنظّم الجمعية التونسية للمحامين الشبّان دورة تكوينية ثالثة بمكتبة المحامين بمحكمة الاستئناف بنابل على الساعة منتصف النهار، بداية من 19 فيفري الجاري. وتتمحور الدورة حول تعطيل تنفيذ الاحكام وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه ». وتكون البداية مع موضوع « الاشكال التنفيذي » الّذي سيتناوله الاستاذ عزيز بن عزيزة المحامي لدى التعقيب . اللّمسات الاخيرة.. إنتهت أشغال المقر الجديد ،لتعاونية القضاة، الّذي يقع قرب محكمة الاستئناف بتونس . ولم تبق غير اللّمسات الاخيرة لتجهيزه وإعداده لاستقبال روّاده في أفضل الظروف… زفير الرياح … في ضفة المحاماة، بقى الريح يصفّر في مقرّات نادي المحامين بسكرة، وتعشّش فيه الطيور، وتعلو في حديقته هامات الاعشاب الطفيلية.. حماة المعطيات الشخصية فتحت الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية مقرّا لها بمنطقة متيال فيل بتونس العاصمة. وللتذكير فإنّ تركيبة هذه الهيئة متعدّدة الانتماءات مهنيا ومن بينهم عدد من النشيطين في المجالات القانونية. هل من رد؟ في أكثر من مناسبة أشرت إلى وجود مكان مجهّز بالخزائن خاص بالمحامين خلف شبابيك كتبة المحكمة الابتدائية بقصر العدالة بتونس. ودعوت أكثر من مرّة إلى ضرورة تنظيف هذا المكان وإعادة تهيئته، لاستغلاله كما يجب، ولكن كان الحديث في النافخات زمرا، فهل وراء الامر أمرا؟؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2009)
الإعلامية فاطمة الكراي لــ »الوطن »:
الإعلام هو دعم للمقاومة وهو عماد أيّ تحرّك مقاوم ولو لا الإعلام لما اكتشف العالم جرائم الصهاينة
تونس/الوطن
قالت فاطمة الكراي (رئيس تحرير بجريدة الشروق) إن أداء الإعلام العربي خلال العدوان الصهيوني على غزة هو » انعكاس أمين للمشهد العربي في وجهيه الرسمي والشعبي المناضل ». أما أداء الإعلام التونسي فإنه تميّز بكونه « أصغى أكثر إلى صوت الشعب في فلسطين نظرا لمكانة فلسطين… فالتونسي على يقين بأن فلسطين هي قضية عادلة ». واعتبرت فاطمة الكراي في حوار مع « الوطن » أن الإعلام الغربي غير محايد.. »لأنّ الإعلام ابن بيئته ينتمي إلى الجهة التي تموّله.. » وفيما يتعلق بأداء المقاومة الفلسطينية خلال العدوان على غزة قالت فاطمة كراي إن انتصارها » يتجسّد في مجرد الصمود » لأن الانتصار بالنسبة لمقاومة ولثورة ليس هو نفس مفهوم الانتصار الذي يمكن ان تتحدث عنه دولة.. » وفيما يلي نص الحوار: حاورها نورالدين المباركي نبدأ بالانتخابات « الإسرائيلية » التي جرت يوم الثلاثاء الفارط من وجهة نظرك أية علاقة لنتائج هذه الانتخابات بما افرزه العدوان على غزة؟
ظرفيا، اتخذت الانتخابات الإسرائيلية من العدوان الصهيوني على غزة، حلبة صراع ومزايدة بين الأحزاب السياسية المتقدمة للانتخابات. ولكن على مستوى استراتيجي عام، فان كل القضية الفلسطينية، لها شأن ودخل في ما يسمى بالمنافسة السياسية داخل المشهد الصهيوني (السياسي). أما في مستوى النتائج، فإن هذه الانتخابات التي وقعت يوم الثلاثاء المنقضي تدلل من خلال الخطاب السياسي، أن لا فرق يذكر بين ما يسمى باليمين أو اليسار، « الناخب الإسرائيلي » وحسب توصيف صحف غربية قريبة من إسرائيل، يسند بطبيعته الأكثر تطرفا باتجاه قتل وقمع الشعب الفلسطيني. فلو كان هذا الناخب مدنيا، ومتطورا وله حس إنساني، لثار ضد القتلة والمجرمين… لكن هو ليس كذلك… بعد « وقف إطلاق النار » أعلنت المقاومة الفلسطينية انتصارها مستندة في ذلك إلى فشل العدو الصهيوني على تحقيق أهدافه (المعلنة والخفية)… لكن هناك أيضا من شكك في هذا الانتصار… وقد نُشرت تقارير وتحاليل إخبارية في هذا الاتجاه في وسائل إعلام عربية … هل حققت المقاومة انتصارا وما هي ملامحه؟ أولا الانتصار بالنسبة لمقاومة ولثورة ليس هو نفس مفهوم الانتصار الذي يمكن أن تتحدث عنه دولة أو كيان. فانتصار ثورة أو مقاومة على الاحتلال يعني إبطالها لأهداف العدو. كما أن انتصارها (أي المقاومة) يتجسد في مجرد الصمود. وهذا بالفعل ما حدث في غزة ومن أهل ومقاومي غزة. أما الطرف المقابل في هذه المعادلة، فهو احتلال، مدجج بالسلاح وبآلة الدمار المحرمة منها والمباحة… فإذا يعتبر أصحاب الرأي القائل بأنّ « إسرائيل » كسبت الجولة، وقد قتلت أكثر من ألف مدني وهدمت مساكن مدنيين، فهذا مقياس لا نعرفه. المقاومة الفلسطينية اليوم أو بالأمس، مع حماس ومع فتح والشعبية والديمقراطية، وكل فصيل آمن برفع السلاح سبيلا لتحرير الوطن المحتل، ما فتئت تحقق الانتصار تلو الانتصار إذ لا يجب أن ننسى أن الثورة الفلسطينية وعلى عكس الثورات في العالم وعبر التاريخ ليس لها من سند سوى الالتفاف الجماهيري الفلسطيني حولها، وإيمانه بتقديم التضحيات. لقد شهدت ثورة الجزائر مساندة قوية من مصر الناصرية ومن هند عدم الانحياز ومن قوى ثائرة من هنا وهناك. المعركة السياسية مع العدو الصهيوني لا تقل أهمية وخطورة عن المعركة العسكرية… من خلال متابعاتك كإعلامية لإدارة هذه المعركة من قبل المقاومة… هل تعتقدين أنها ستتمكن من تحقيق مطالبها، خاصة فيما يتعلق برفع الحصار وفتح المعابر؟ خلال العدوان الأخير يمكن أن نقول إن المقاومة استفادت بذكاء من الطّفرة الإعلامية في مستوى الإعلام المرئي… إذ لم تكن هناك تصريحات قوية من مسؤولين في حماس، بقدر ما وقع السماح لكاميرات العالم حتى تستنطق الواقع صورا فظيعة ونتائج لأعمال قتل وهمجية من الاحتلال. أما بخصوص رفع الحصار وفتح المعابر فانه على المقاومة باعتقادي أن تنأى بنفسها حتى لا تجعل هذه الأهداف بمثابة المطالب. فالمطلب الأساسي من المقاومة والثورة في فلسطين هي تحرير الأرض من الاحتلال. يرى بعض المراقبين أن من بين نقاط ضعف الموقف الفلسطيني في المعركة السياسية حالة الانقسام بين الفصائل وحالة التجاذب بين حماس وفتح… إلى أي مدى يمكن أن يتجاوز الموقف الفلسطيني هذه النقطة؟
صحيح أن الانقسام الفلسطيني يمكن أن يضر نظريا بالمقاومة وبعلمية التصدي للاحتلال، لكن هذا لأمر يصبح جائزا ومتأكدا عندما يهم الأمر تعاطيا مع رأي عام ساذج. لكن واقع الحال هذه المرة هو غير ذلك إذ أن وسائل الإعلام الأجنبية الغربية أساسا كشفت النقاب في أكثر من مرة وطوال العدوان عن أن رد المقاومة جائز لأن « إسرائيل » لا تقبل السلام وان الطرف الآخر في السلطة الفلسطينية موقفه ضعيف لأنه قدّم كلّ التنازلات دون أن ينال شيئا من « إسرائيل » إزاء ملف التسوية. طبعا هذا لا يعني استمرار حالة التجاذب والانقسام في صفوف الفلسطينيين. لكن البعض الآخر يعتبر أن هذه الحالة هي إفراز طبيعي لحالة الفرز بين خط المقاومة وخط التسوية؟ في كل ثورة عبر التاريخ نجد خط التصعيد و »العين بالعين » تجاه الاحتلال، وخط التهدئة والتسويه. ولكن في النهاية ومع كل ثورة، فان خط الممانعة هو الذي ينتصر لأنه الخط الذي يقدم اكبر التضحيات. الأكيد انك اهتممت بأداء الإعلام العربي عموما والإعلام التونسي خاصة خلال العدوان… كيف تقيمين هذا الأداء؟
الإعلام العربي عموما هو انعكاس أمين للمشهد العربي في وجهيه الرسمي والشعبي المناضل… لكن الإعلام التونسي تميز من حيث انه أصغى أكثر إلى صوت الشعب في فلسطين… وقد لمسنا تجانسا في المواقف نظرا لمكانة فلسطين عند المسيس والإنسان العادي… التونسي على يقين بان فلسطين هي قضية عادلة. ربما هذا يدفعنا إلى طرح السؤال التالي: أي دور للإعلام في دعم المقاومة؟ الإعلام هو دعم للمقاومة وهو عماد أي تحرّك للمقاومة فلولا الإعلام لما اكتشف العالم قيْد اللحظة جرائم الصهاينة لكن وسائل الإعلام عربية رفضت الانتقادات الموجهة إليها بسبب أنها تتمسك « بمقاييس وقيم العمل الصحفي » وأساسها الحيادية والموضوعية… هل يمكن أن يكون الإعلام محايدا في مثل هذه القضايا؟
الحيادية والموضوعية في الإعلام هي أساس العمل الصحفي الشريف وهي كما تعلمناها ونعلمها اليوم لا تعني الانسلاخ عن الحقيقة ومداراتها الحيادية والموضوعية عندما يكون الصحفي في ساحة من ساحات غزة فينقل ما يرى دون تأثير أو محاولة تجميل ما يقدّمه أصحاب الرأي الذي تفضلتم به من تبرير هو ضرب للموضوعية وللحيادية. فمثلا يلام على بعض وسائل الإعلام أنها تقدم صور الشهداء بأمانة وكما هي موجودة في الواقع وهذا خطأ أنا صحفي أنقل ما هو موجود فالمشكلة ليست في إطار الصورة بل في محتوى الصورة من أثّث الصّورة بالدّم وتكسير العظام وبتر الأرجل هو الذي يحاسب لا ناقل تلك الصور البشعة والفظيعة. البعض يرى أن بعض وسائل الإعلام العربية مارست خلال العدوان على غزة خطابا « تعبويا وتحريضيا » وهذا من وجهة نظرهم لا علاقة له بالعمل الإعلامي لأن هذا الأخير جوهره الإخبار والكشف؟ الإعلامي والصحفي أساسا ينقل الخبر بأمانة لكن حريته تكمن في التعليق « التعليق حرّ والخبر مقدّس » والصحفي هو صاحب قلم وصاحب فكر وصاحب موقف إن انتقت هذه الأركان الثلاثة فيه فهو يصبح شيئا آخر غير الصحفي… العدوان على غزة كشف أن الإعلام الغربي غير محايد وانه يعمل وفق أجندا سياسية مرتبطة بالحكومات أو بالشركات التي تموّله… هل مازال اليوم من الممكن الحديث عن « إعلام حرّ » في هذه البلدان. الإعلام الغربي غير محايد وهذا ليس جديدا ولا هو غريب الإعلام ابن بيئته ينتمي إلى الجهة التي تموّله وهنا إذا عرف السبب بطل العجب والحديث عن إعلام حر ما زال ممكنا فالحرية هي قبل كل شيء حرية فكرية تخلّ عن تبني مصالح الأقوياء الذين يقتلون الذات البشرية في واضحة النهار. ومع ذلك ما زالت هذه البلدان تحاول أن تقدم دروسا في حرية الإعلام؟ الحقيقة أن كل الذي يعاني من عقدة ذنب دولا كانت أم أجهزة أو أفرادا هم الذين يحاولون أن يقدموا دروسا في حرية الإعلام وقس على ذلك أمثلة عديدة. (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
الأزمة المالية والاقتصادية وأثرها على النشاط السياحي
بقلم محمد مسيليني أعلنت الحكومة التونسية أنها خصصت حوالي 30 مليون دينار تونسي (20 مليون دولار) للقيام بحملة ترويجية للسياحة التونسية تحسبا لما قد تتركه الأزمة الاقتصادية من اثر على هذا القطاع وعلى النقل والسياحة عموما وفي كل البلاد. هذا المبلغ واستنادا لقرارات الحكومة سيصرف خلال أربعة أشهر أي في حدود شهر جوان 2009 وقبل فترة الذروة السياحية في تونس. حملة الدعاية والترويج ستشمل الأسواق التقليدية في أوروبا وكذلك الأسواق المغاربية والسوق الداخلية. المنظمة العالمية للسياحة التي كانت توقعت نموّ النشاط السياحي بـ2 في المائة سنة 2008 توقعت أيضا أن النمو سنة 2009 سيكون في أحس الأحوال 0 في المائة وقد يكون سلبيا بالمقارنة بالسنوات الفارطة ومعنى ذلك أن النشاط السياحي سيشهد سنة 2009 ركودا وتراجعا بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على القدرة الشرائية لجميع شرائح المجتمعات وخاصة الشريحة المتوسطة. كل الدول المعنية بالنشاط السياحي سارعت باتخاذ جملة من الاجراءات والتدابير للحفاظ على حصتها في هذا المجال. في المغرب التي تعمل على الوصول إلى مستوى 10 ملايين سائح في حدود 2010 اعتمدت في هذا المجال خطة سميت ب « كاب 2009 » تستهدف استجلاب أكثر ما يمكن من المهنيين من السواح من الخارج ومن الداخل. في الأردن اتخذت إجراءات عديدة لتشجيع النشاط السياحي من ضمنها التخفيض في الأسعار و الحط من نسب الأداءات الموظفة على مجمل النشاط السياحي من 18 في المائة إلى 6 في المائة في مصر حيث يقدر عدد السياج سنة 2009 ب 13 مليون سائح وضعت الجهات الرسمية خطط تحرك لمواجهة الأزمة تشمل الرعاية والنقل والاستثمار وغيره ليبيا التي تخطط لبلوغ 1.5 مليون سائح في حدود 2010 تقوم بإجراءات عديدة في مجال التكوين والاستثمار وغيرها. بقية الدول السياحية القريبة جغرافيا مثل أسبانيا وتركيا واليونان ولبنان ومالطا وسوريا وغيرها معنية بما بجري على الساحة الدولية . المنافسة شديدة جدا بين الدول المعنية والكل يحاول الحفاظ على مكانته في مجال النشاط السياحي (فندقة، نقل، ترفيه ….) خاصة في ظل الأزمة والتوقعات بتراجع الحركة السياحية في العالم. وما اتخذته الحكومة التونسية من إجراءات يعتبر إجراءات في الاتجاه الصحيح لاهتمامه بالسوق المغاربية وبالسوق الداخلية ولتدخل الدولة مباشرة ولكنه يستوجب بعض الملاحظات الهامة. 1- لقد جاء هذا الإجراء متأخرا نسبيا بالمقارنة بين الأزمة الاقتصادية والمحيط الدولي والإقليمي المعني بالسياحة. هذا التأخير يطرح عديد الأسئلة حول قناعة الجهات الرسمية بأثر الأزمة الاقتصادية العالمية على النشاط الداخلي وعلى السياحة بالخصوص والذي يبدو انه جاء متأخرا رغم ما كتب وقيل حول الموضوع ومن نتيجة ذلك ما نشهده من تراجع في الخطاب لدى العديد من كبار المسؤولين حول الأزمة. كما يبدو أن ثقل الجانب الإداري يؤثر كثيرا في دراسة الملفات واتخاذ الإجراءات وهو أمر يتعارض والحركية الاقتصادية من حولنا مما يستوجب عديد الإصلاحات العميقة. 2- ما نعرفه هو أن الحجوزات تحصل لفترات سابقة خاصة في فترة الذروة وقد عودتنا الدعاية الداخلية على ذلك مما يعني أن القيام بالحملة الآن لفائدة الصائفة يبدو متأخرا شيئا ما وقد لا يكون لهذا التحرك اثر كبير خاصة في الأسواق الأوروبية. من ناحية ثانية يؤكد هذا التحرك حصر النشاط السياحي في فترة الصيف أي انه مرتبط بالشواطئ ولم نستطع رغم كل الجهود تطوير منتوجات سياحية أخرى مثل التسوق والثقافة والمؤتمرات وغيرها والتي تمثل جزءا هاما من النشاط السياحي في العديد من الدول 3- غياب دور القطاع الخاص المستفيد المباشر من النشاط السياحي وترك القيام بكل هذا العمل وهذه الكلفة للمجموعة الوطنية وكأنه يقول إن « المردود للقطاع الخاص والمجهود من مشمولات القطاع العام » وهي معادلة لا يمكن أن تستقيم. صحيح أن من دور الحكومة القيام بكل ما يمكن أن يضمن النشاط الاقتصادي والاجتماعي وخاصة الحفاظ على موارد الرزق ومواطن الشغل ولكن على القطاع الخاص أن يتحمل مسؤولياته ولا يرفع الشعار المشهور »داخل في الربح خارج من الخسارة » وإلا تصبح إعادة النظر في دوره ضرورية. الأزمة يتحملها الجميع وليست الحكومة وحدها أو العمال أي المجموعة الوطنية بل أن أصحاب المهن المتدخلة في النشاط السياحي عليهم أن يتحملوا جزءا هاما من آثار ألازمة ومتطلباتها. 4- إن التوجه للسوق الداخلية والمغاربية يتطلب من الحكومة والمصالح الإدارية المعنية التدخل بحزم من أجل إقناع أصحاب النشاط السياحي وخاصة الجانب الفندقي من أجل اعتبار النزيل التونسي أو المغاربي كالسائح الأجنبي في مستوى السعر والمعاملة. إن المؤسسات الاقتصادية بما فيها الخاصة تصبح ملكا للجميع على مستوى الخدمات ولا يحق إطلاقا لمالكها التصرف فيها كما يريد ما دامت فد استفادت من كل الامتيازات الممنوحة. القول في أي مكان « ملكي وأنا حر فيه » لا يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الحديث ولا مع برامج الحكومة. وعلى الحكومة أن تفرض سلوكا عاما تمنع بموجبه كل من يدعي انه يتصرف على هواه في مجال النشاط الاقتصادي والسياحي بالأساس. 5- الاستفادة من السوق الداخلية والسوق المغاربية يمر عبر التخفيض في الأسعار من خلال مراجعة الأداءات وكذلك نسب الأرباح وإلا ستكون هذه الحملة فاشلة ولن تؤدي المطلوب منها خاصة إذا علمنا أثرها قد يكون محدودا في السوق الأوروبية للاعتبارات سالفة الذكر. ومع ذلك لا بد من التنبيه إلى أن الأزمة قد تستمر لبعض السنوات حسب تقدير عديد الخبراء مما يعني ضرورة الاستعداد من الآن لمواجهة أثارها في السنوات القادمة علما وأن فترة الذروة مستقبلا ستتزامن مع شهر رمضان المعظم الذي يتراجع فيه بالضرورة النشاط السياحي الداخلي والمغاربي بشكل كبير.
(جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
نسبة كبيرة من حالات الطلاق في السنوات الأولى للزواج
قريبا دليل للإعداد للحياة الزوجية..ثم تأهيل في مرحلة ثانية
تونس ـ الصباح: يكتسي برنامج اعداد الشباب للحياة الزوجية الذي اعلنت وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين عن الشروع في اعداده مند فترة، اهمية بالنظر الى انه الاول من نوعه الذي يهم موضوع التأهيل للزواج اضافة الى دوره المنتظر في الحد من حالات الطلاق في بلادنا المتفاقمة من سنة الى أخرى. وتشير مصادر الوزارة في هذا السياق الى الانكباب حاليا على اعداد «دليل الشباب للحياة الزوجية» كمرحلة اولى من البرنامج. وان لا تتوفر احصائيات رسمية وفقا لما اكدته لنا مصالح وزارة العدل ترصد بشكل دقيق متى يحصل الانفصال والطلاق بين الازواج اي بعد كم من سنة زواج، لكن الكثير من المهتمين والمتابعين لقضايا الطلاق من رجال قانون ومرشدين اجتماعيين.. يؤكدون ان نسبة كبيرة من حالات الطلاق المسجلة في بلادنا تكون خلال السنوات الاولى من الزواج. ويرجع الاخصائيون الاجتماعيون والنفسيون ذلك الى مدى استعداد وتأهيل الشباب للحياة الزوجية التي لم يكن من الاولويات لا في اهتمامات الاسر ولا ايضا في برامج الهياكل المعنية بالأسرة التونسية. دليل الحياة الزوجية يتم اعداد دليل الشباب للحياة الزوجية انطلاقا من استغلال ما تم جمعه من معطيات تعكس اراء الشباب وافكارهم وتصوراتهم حول الحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين وتوزيع الادوار داخل الاسرة واسباب تأخر سن الزواج في اطار دراسة باشراف مختصين في علم الاجتماع والاتصال. وسيتضمن الدليل ارشادات للشباب حول مواضيع جاءت في تساؤلاتهم ضمن فضاءات الحوار، في شكل نصائح لمساعدة الشباب على الاقبال على الزواج باكثر ثقة من خلال ارشاده حول المواقف والسلوكيات التي توفر اكثر حظوظ النجاح للزواج كاختيار القرين وعوامل الصحة الانجابية السليمة والتصرف الرشيد في اعداد بيت الزوجية والاحتفالات بالزواج والتقاسم العادل للادوار داخل الاسرة.. ودور الحوار بين افرادها في ضمان الاستقرار الاسري لا سيما وان مشاكل الاسرة اليوم تتمثل في جزء كبير منها في العنف وغياب الحوار ويكفي الاشارة الى ان الاحصائيات المتعلقة بالطلاق تبين ان العنف بين الزوجين يأتي في مقدمة الاسباب المؤدية الى الطلاق. المرحلة الثانية تجدر الاشارة الى ان البرنامج ينفذ بالشراكة مع المنظمات والجمعيات وخاصة منظمة التربية والاسرة وجمعية التوازن الاسري وسيكون عمل هذه الاطراف أكثر فاعلية في المرحلة الثانية من برنامج اعداد الشباب للحياة الزوجية وذلك من خلال تكوين مجموعة من الاطارات والشبان في مختلف ولايات الجمهورية ومن المبيتات الجامعية قصد تأهيلهم في مجال تأطير الشباب المقبل على الزواج. نشير ايضا الى انه سيتم ايضا تكوين عدد من المتقاعدين للاضطلاع بدور التأهيل والتأطير وذلك ضمن برنامج توظيف الكفاءات المسنة وتشريكهم في بعض النواحي الاجتماعية والتطوعية. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2009)
شباب تونس: رحلة التيه بين خيار الانتماء وخيارات الأزمة
بقلم عبد السلام بوعائشة قال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: » لقد بعثني الله بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ « . شاهدنا وتبعنا ووقفنا – للمرة لست ادري كم – عند خيار الشعوب العربية عامة وخيار شبابها خاصة في التعامل مع قضايا تحرر أوطانها وعلى رأس هذه القضايا قضية اغتصاب فلسطين على يد تحالف العدوان الصهيوني الاستعماري الغربي… شاهدنا وتابعنا ووقفنا عند حشود الشباب في كل مدينة وقرية عربية معبرين عن خيار الانتماء لنضال الأمة وتضحياتها واستعدادها للسير بالملايين إلى فلسطين نصرة للمقاومة ورفضا للعدوان وإدانة للتواطؤ والتخاذل والعجز الكامن في نظام الجامعة العربية وحكوماتها. ولم يكن شباب تونس العربية وأطفالها أيضا بمعزل عن هذا الغضب الشبابي العربي فقدموا مشهدا ناصعا في الانتماء والهوية الكامنة في تاريخ هذه البلاد وفي أحلام وانفعالات أجيالها المتعاقبة مقدمين إلى كل من يعلم ومن لا يعلم دليلا غاضبا على أن خيار البلاد – رغم الحدود ورغم السياسات العرجاء ورغم طابور الفرنكوفونية والتسلط العولمي وأتباعه – إنما هو خيار المقاومة وخيار العروبة وخيار المصير الذي صاغه الإسلام في تاريخ هذه الربوع منذ تأسيس القيروان كأول مدينة للإسلام في أفريقيا إلى يوم الناس هذا. ولكن… ورغم ما يثبته هذا الموقف الشعبي عامة وموقف الشباب خاصة فإن السادة القائمين على مؤسسة التلفزة التونسية وشبكة برامجها المتنوعة وكذلك السادة الساهرين على صناعة الإعلام والترفيه والإشهار والدعاية مازالوا في تعاطيهم مع الشعب عامة ومع الشباب والأطفال خاصة ينتهجون سياسية الاستصغار والاحتقار والإذلال أحيانا لحضارته وثقافته وأحلامه الوطنية والقومية متناسين أن دولة الشعب هي من يمول برامجهم ويصرف عليها من حرّ ماله وثروات أرضه وعرق جبينه. ما يدفعنا إلى هذا الرأي هو الإصرار الغريب والعنيد من سادة الإعلام والدعاية والإشهار بل والثقافة أيضا على إغراق بيوتنا وفضاءاتنا العمومية وأسواقنا ومهرجاناتنا بمضامين الرداءة المستوردة ومشاهد الاستعراض البائس وفنون التحريض ضد اللغة والأخلاق والذوق الفني الرفيع وقيم الإبداع والإنتاج الأصيل . لست في حاجة لكي أقدم الأمثلة الدالة على صحة ما ذهبت إليه من تعميم بل يكفي في هذا السياق أن نتأمل الأوضاع التي آلت إليها ملاعبنا وشوارعنا ومقاهينا وساحات مدارسنا ومعاهدنا وأسواقنا ومنوعات برامجنا التلفزية الموجهة للشباب والأطفال من انحطاط ورداءة… لا احد يتجرأ على نفي أن العنف أصبح ظاهرة وان فساد اللغة أصبح ظاهرة وان الفردية والأنانية أصبحت ظاهرة وان التردي في المستوى العلمي أصبح ظاهرة وان فساد أخلاق الشارع أصبح ظاهرة وان عجز الأسرة عن التأطير والتربية أصبح ظاهرة لأن الطلاق والعنف الأسري أصبح ظاهرة هو أيضا٬ ولا أحد يتجرأ على نفي حقيقة أن نزوع الشباب للهروب من جغرافية البلاد أصبح ظاهرة ليس بسبب البطالة فقط بل أيضا بسبب رغبة الالتحاق بالبلدان المتقدمة واستجابة لإغراءات النموذج الحضاري الذي تقدمه له – ويا للأسف – برامجنا الشبابية وخياراتنا الاقتصادية ومرجعيتنا الثقافية. قد يختلف معي في هذا الرأي كثيرون – خصوصا من بين محترفي الصناعة الثقافية وأصحاب المشاريع التغريبية المستندة إلى إيديولوجيا الحداثة الليبرالية وأنصار الخصوصية التونسية القائمة على عملية جمع حضاري فجّ لا ترى فعل العروبة والإسلام في ربوع البلاد لكن- و بقدر ما أفهم هذا الاختلاف وأسبابه- إلا أني حريص على أن نحسن جميعا الإصغاء إلى الشباب ونزوعه – المرضي أحيانا – لكي يكون كما أراده التاريخ الكامن في انفعالات غضبه نصرة للمقاومة وتمسكا بالهوية وتعبيرا عن انتمائه التلقائي لأمة يأبى التاريخ إلا أن تكون عربية مسلمة رغم الحدود ورغم العدوان الجاثم على أرضها ورغم برامج التفتيت والتفكيك. إن غضب شباب الشوارع في كل مدينة عربية وفي تونس مناط الحديث هو دعوة للأحزاب والمنظمات والجمعيات ولسادة الإعلام والدعاية والثقافة لكي ينصتوا له ولطموحاته المشروعة وليس للارتزاق و الاستثمار في أزمته والعزف على أوتار عواطفه وميولات المراهقة فيه٬ كما أن غضب الشباب هو دعوة للحكومة حتى تعدّل من سياسات التوجيه الخاطئ لأجيال المستقبل بصورة تستجيب لرغبة الشباب في المساهمة الجديّة لبناء المستقبل الوطني وتحديد مضامين الحياة فيه وعلى رأس هذا البناء المشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي والثقافي والإعلامي بكل حرية دون وصاية أو استبداد من أصحاب المنافع والمصالح والنفوذ٬ أما أن يستمر الحال على ما هو عليه من التفاف واحتواء وتوجيه مشوه لميولات الشباب فإن النتيجة هي استمرار نزيف الأزمة وتغذية كل عناصر الاستلاب والاغتراب والضياع لدى جيل كامل يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل.
(جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
التشغيل في مدينة الصخيرة
وصلنا البيان التالي من الاتحاد المحلي للشغل بالصخيرة نحن الإطارات النقابية المجتمعين بدار الاتحاد المحلي للشغل بالصخيرة يوم الأحد 08 فيفري 2009 لتدارس موضوع التشغيل بالجهة التي تشهد تكثفا للمؤسسات الصناعية وتهاني في ذات الوقت تفاقما لافتا للبطالة وخاصة أصحاب الشهادات العليا وإثر الاعلان عن نتائج المناظرة المتعلقة بانتداب فنيين ساميين للشركة التونسية الهندية للأسمدة والتي جاءت مخيّبة لآمال أبناء الجهة ومناقضة للوعود والاتفاقيات بين الاتحاد المحلي للشغل بالصخيرة والسلط المحلية والممثلة في إعطاء كل الأولوية في التشغيل لأبناء الجهة وخاصة فيما يتعلق بانتداب كل الفنيين الساميين من أبناء المنطقة. فإننا نعبّر: أولا: عن رفضنا المطلق للنتائج المصرح بها والتي لا تستجيب بأيّ حال من الأحوال لحاجات وطموحات الجهة. ثانيا: نعتبر أن من شأن هذا الإجراء التأثير السلبي على المناخ الاجتماعي والتعدي على أبسط حقوق المتساكنين في التشغيل خصوصا وأنهم هم الذين يتحمّلون التبعات الخطيرة للتلوث الصناعي. ثالثا: ندعو السلط المعنية الالتزام بالوعود التي قطعتها على نفسها ومراجعة الصيغة المجحفة التي وقع بها الانتداب حتى ينال أبناء الجهة حظهم في التشغيل وتحملها مسؤولية ما قد ينجرّ عن هذه النتائج من تبعات سلبية. رابعا: نعبّر عن استعدادنا للدفاع عن حقوق أبنائنا في التشغيل بكل الوسائل المشروعة. (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
العناية بالبيئة بين الخطاب الدّعائي والوعي المدني الفاعل
محمد رضا سويسي
ارتبط مفهوم التّنمية الشّاملة أو المستديمة منذ ظهوره بمفهوم آخر قديم في معناه العام لكنّه طفا على السّاحة نتيجة تنامي الهواجس الإنسانيّة بالمخاطر الّتي أصبحت تحدق بالأرض مع انتشار الصّناعات الملوّثة الّتي أثّرت على الطّبقات الجويّة العليا بإصابة طبقة الأوزون وارتفاع المعدّلات الحراريّة على سطح الأرض بشكل أصبح يهدّد عدّة توازنات في الطّبيعة والبيئة الأرضيّة هذا المفهوم هو بلا شكّ العناية بالبيئة والمحيط. ومع تزايد استشعار الأخطار المحدقة بالأرض تنامى الخطاب المرتبط بهذا المفهوم وعُقدت لذلك النّدوات والمؤتمرات الوطنيّة والدّوليّة بإرادات رسميّة يغلب عليها الطّابع الدّعائي المنسجم مع التيّار العولمي أحيانا وإرادة شعبيّة مدنيّة ذات أبعاد إنسانيّة صادقة في أحيان أخرى. ولم تكن البلاد التّونسيّة بعيدة عن هذه التّوجّهات منذ ظهورها وهو اقتراب راجع بداهة إلى ارتباط الإقتصاد الوطني في توجّهاته الإيديولوجيّة كما في الفعل الميداني بالخيار الليبرالي في كلّ ما عرفه هذا الخيار من تحوّلات انتهت به إلى لحظة العولمة. وكما انتشرت ظاهرة الجمعيّات والهيئات المتخصّصة في شّؤون البيئة والمحيط وذلك خاصّة منذ ندوة الأمم المتّحدة حول البيئة في استوكهولم سنة 1972 فإنّ هذا التّيار انتقل بدوره إلى تونس لينتشر تدريجيّا مواكبة لما كان يدور على السّاحة الدّوليّة حتّى تحوّل الخطاب البيئي إلى محور رئيسي من محاور الخطاب الرّسمي وكذلك الجمعيّاتي والمدني. وبالعودة إلى بعض المعطيات الاحصائيّة الّتي مدّنا بها مشكورا الدّكتور رضا عبد مولاه الأستاذ المختص في شؤون البيئة بقسم علم الاجتماع بكلّية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس نلاحظ أنّ مجموع عدد الجمعيّات المدنيّة بالبلاد يقارب ثمانية آلاف جمعيّة منها حاليا مائتا جمعيّة مختصّة في شؤون البيئة والمحيط إلى جانب جمعيّات أخرى مهتمّة بشؤون لها صلة بالشّؤون البيئيّة كالهيئات البحثيّة أو الجمعيّات الشّبابيّة وغيرها. والمتابع للأمر يمكن أن يذهب إلى أنّ خطابا بيئيّا رسميّا بالحجم القائم مع مثل هذا العدد من الجمعيّات لا يمكن إلاّ أن يفرز واقعا مثاليّا للوضع البيئي الوطني. غير أنّ معاينة الواقع الميداني يستدعي عدّة ملاحظات: – فالكثرة العدديّة لهذه الجمعيّات لا تنعكس في شكل حركيّة ميدانيّة وانجازات على أرض الواقع إذ باستثناء بعض الجمعيّات المحدودة العدد فإنّ البقيّة تغطّ في سباتها ولا يكاد صوتها يُسمع خاصّة إذا كان القول مغايرا للخطاب الرّسمي. وهذه الحالة لا تقتصر في الحقيقة على الجمعيّات البيئيّة بل هي معضلة الحياة الجمعياتيّة والمجتمع المدني في تونس إذ تنقسم الجمعيّات عموما إلى أقلّية تحاول أن تكون مستقلّة فعلا بما يفترض أنّه ينسجم مع طبيعتها القانونيّة وقوانينها الأساسيّة وهي جمعيّات أقلّ ما يُقال عنها أنّها لا تتحرّك بحرّية بل أنّها في غالب الأحيان عرضة للمضايقة. أمّا الغالبيّة السّاحقة من هذه الجمعيّات والمنظّمات فهي إمّا أنّها مجرّد أرقام لا وجود حقيقيّ لها أو أنّها تابعة للحزب الحاكم إمّا من خلال الأشخاص القائمين عليها أو من خلال مقرّاتها أو كذلك من خلال خطابها الّذي لا همّ له أحيانا إلاّ مباركة خطاب السّلطة وحزبها وتبريره مهما كان اتّجاه هذا الخطاب ونسبة الصّواب فيه. إنّ صلابة مكوّنات المجتمع المدني وفاعليّتها إنّما هي في الواقع مستمدّة من الوعي المدني الّذي هو بدوره أحد عناوين المواطنة والّذي يستمدّ قوّته من مدى ارتفاع سقف الحرّيات العامّة ومدى التزام جميع مكوّنات المجتمع المدني والمجتمع السّياسي بالدّفاع عن الخيار الدّيمقراطي والعمل على تجذيره وفي مقدّمة ذلك حرّية التعبير وقوامها النّقد البنّاء والاستعداد لتقبّله والتّجاوب معه. – إنّ الوقوع في هذا الخطاب الجامع بين التّبرير والتّمجيد قد فتح الباب لارتكاب عديد التّجاوزات والصّمت عليها فالنّسب الحقيقيّة للتّطهير في محطّات التّطهير هي في أحيان كثيرة دون المعلن كما أنّ عدّة مصانع تنتصب وتنطلق في العمل دون أن تتجهّز بالوسائل اللاّزمة للوقاية والمحافظة على البيئة. بل أنّ بعض الصّناعات الاستراتيجيّة الّتي تخضع لإدارة الدّولة بالكامل قد أقيمت قرب مناطق إمّا سكنيّة أو فلاحيّة بما نجمت عنه أضرار خطيرة على صحّة البشر إمّا بصفة مباشرة من خلال تلوّث الهواء الّذي يتنفّسونه أو من خلال تلوّث الموائد المائيّة وكلاهما، أي تلوّث الهواء والماء، يؤثّر سلبا على سلامة المنتوجات الزّراعيّة المُعدّة للإستهلاك البشري. ولعلّ ما تشهده مدينة الرّمان والحنّاء قابس يعدّ دليلا كافيا على ما نقول. أمّا مدينة صفاقس فإنّها بدأت تتنفّس الصّعداء بعد إغلاق مصنع MPKوهي تعيش اليوم في انتظار تنفيذ قرار غلق مصنع السّياب الّذي يعتبره الأهالي مصدرا كارثيّا للتّلوّث بالمدينة. إنّ الوعي البيئيّ أصبح اليوم فعلا ضرورة حياتيّة ليس من أجل تقديم تقارير على الورق تُرضي الهيئات الدوّليّة خاصّة منها المانحة للقروض والهبات وإنّما من أجل التّصدّي لأخطار حقيقيّة أصبحت تهدّد هواءنا وماءنا وترابنا بما يعرّض كلّ ثرواتنا الزّراعيّة والحيوانيّة والسّمكيّة لمخاطر عديدة فضلا عن صحّة البشر. كما أنّ هذا الوعي يجب أن يتجسّم في إجراءات وقرارات حازمة تذوب فيها كلّ مسافة بين القول والفعل أي بين الخطاب المعلن والسّلوك الميداني فمراقبة أداء مختلف تجهيزات التّطهير وصرف المياه أمر واجب ومتأكّد كما أنّ الحزم تجاه باعثي المشاريع الصّناعيّة خاصّة الملوّثة منها لا يجب أن يخضع لأيّ تسامح أو محاباة ولو كان ذلك تحت غطاء تشجيع الاستثمار وذلك سواء في اختيار مواقع الانتصاب أو في توفير التّجهيزات الأساسيّة لتأمين السّلامة للأعوان والمحيط على حدّ سواء. إنّ أيّ منظومة قانونيّة إنّما تستمدّ قيمتها بالنّسبة إلى المجتمع من قابليّة تطبيقها وكذلك من قدرتها على تحقيق الأهداف الّتي بُعثت لأجلها فلا فائدة في أن تكون لنا أرقى النّصوص القانونيّة في مجال البيئة لكن دون أن تجد هذه القوانين طريقها للتّطبيق الحازم والدّقيق… تطبيق لا يتسنّى إلاّ بتكاتف جهود كلّ الأطراف المتدخّلة من مؤسّسات مهنيّة مختصّة وسلطة إشراف ومتابعة … أمّا دور الإعلام والجمعيّات المختصّة فهو أساسا التّوعية والرّقابة والتّنبيه إلى مواطن الخلل حتّى يتمّ تداركها وهو دور مشروط باستعداد الطّرف الآخر أي سلطة القرار لتقبّل الملاحظة والنّقد والتّصويب، شرط لا يمكن تناوله بمعزل عن تصوّر كامل لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين السّلطة ومختلف مكوّنات المجتمع وأوّلها هذا الإنسان الّذي لم يتوقّف يوما عن النّضال من أجل أن ينال الجدارة بلقب مواطن بكلّ ما لهذا اللّقب من مضامين ومقتضيات.
(جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
إجراءات لتخفيف وطأة موجة البرد بمرتفعات الشمال الغربي
جندوبة 14 فيفري 2009 (وات) تعيش مناطق ولاية جندوبة تحت وقع انخفاض درجات الحرارة الى ما دون الصفر فى بعض المناطق مصحوبة بتساقط الثلوج خصوصا بمرتفعات غار الدماء وفرنانة وعين دراهم وبلطة بوعوان. وينتظر ان تتواصل موجة البرد والتى تتزامن مع الايام المعروفة فى المصطلح الفلاحي بقرة العنز حتى نهاية الاسبوع الحالى باغلب المناطق مع امطار متفرقة بالشمال والوسط واحتمال تساقط الثلوج بمرتفعات الشمال الغربي. وشهدت الجهة في الايام الاخيرة نزول كميات هامة من الامطار وتساقط الثلوج التى تراوح سمكها خلال الاربع وعشرين ساعة الاخيرة بين 7 صم بمرتفعات بلطة بوعوان على مستوى طريق 7 مشايخ و3 صم فى مناطق الفايجة. وقد اضفت هذه الثلوج اجواء البهجة والاستبشار فى اوساط ابناء الجهة سيما الفلاحون اعتبارا لاهميتها فى تغذية المائدة المائية وفى تنمية الزراعات الكبرى والاشجار المثمرة. كما ساهمت فى تحريك السياحة الداخلية بالجهة حيث لوحظ توافد العديد من الزوار والسياح على مدينة عين دراهم للتمتع بمشاهدة الطبيعة تكسوها الثلوج. وقد اتخذت السلط الجهوية الاجراءات اللازمة بالتنسيق مع كافة الاطراف المعنية لمراقبة حالة الطرقات والقيام بالتدخلات اللازمة عند الاقتضاء حيث خصصت مصالح التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية 6 الات ماسحة والتين رافعتين لفتح الطرقات والمسالك مما امن تواصل حركة المرور بصفة طبيعية الا ان الانتباه يبقى ضروريا بالطرقات خاصة المؤدية الى معتمدية عين دراهم. كما اتخذت مصالح وزارة التجارة والصناعات التقليدية الاحتياطات اللازمة لضمان تزويد الاسواق بانتظام بالمواد الغذائية الاساسية وكذلك المحروقات ومواد التسخين بصفة عامة. وفى اطار الحرص على مواجهة تاثيرات موجة البرد وتساقط الثلوج قامت السلط الجهوية بتوزيع دفعات اضافية من المساعدات على عدد من العائلات الضعيفة بمناطق فرنانة وغار الدماء وعين دراهم. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للانباء) وات( بتاريخ 14 فيفري 2009 )
الصفاقسى يحتج رسمياً للسفارة المصرية
فى تونس على المعاملة السيئة لجماهيره
إيهاب الجنيدى أعلن المنصف خماخم، نائب رئيس النادى الصفاقسى التونسى، أن مجلس إدارة ناديه قدم مذكرة احتجاج رسمية عبر اتحاد الكرة التونسى إلى السفارة المصرية فى تونس، والاتحاد الأفريقى لكرة القدم، يشكو فيها ما تعرضت له جماهير الصفاقسى من مضايقات وتعسف فى ستاد القاهرة خلال مباراة كأس السوبر الأفريقى أمام النادى الأهلى. وقال خماخم فى ندوة عقدت بمقر النادى، يوم الأربعاء الماضى، ونشرتها صحيفة «الصباح» التونسية، إن مجلس إدارة ناديه سكت كل هذه الفترة للوقوف على الحقيقة، وبعدما تأكد له أن المضايقات وراءها العديد من أفراد الألتراس من الجماهير قرر التنديد بهذه التصرفات غير الرياضية بشكل رسمى للحفاظ على حقوق النادى والجماهير وتجنب تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلاً. وتطرقت الندوة التى حضرها المدير الفنى للفريق غازى الغرايرى وثلاثة من لاعبى الفريق إلى أسباب الخسارة فى القاهرة وأرجعها الغرايرى إلى كثرة إهدار الفرص السهلة وسوء تمركز المدافعين، ودافع الغرايرى عن تشكيلته واختياراته التى واجهت انتقادات كثيرة من وسائل الإعلام التونسية عقب خسارة السوبر. وفى السياق ذاته، أكد عضو مجلس إدارة النادى التونسى رشاد الكراى، أن التجاوزات التى حدثت تجاه جماهير فريقه فى شوارع القاهرة عقب المباراة وفى مدرجات الاستاد أثناء المباراة، وتحديداً عقب إحراز فريقه هدف التعادل، نجمت عن استعمال بعض الشماريخ، معرباً عن أسفه العميق للمعاملة السيئة التى تعرض لها مشجعو الصفاقسى من الأشقاء فى مصر. (المصدر: موقع صحيفة المصري اليوم بتاريخ 15 فيفري 2009)
هل هي بشرى مثول أول دكتاتور عربي أمام المحكمة الجنائية الدولية ؟
البشير قريبا أمام المحكمة الجنائية الدولية ؟…كل النواقص الخلاقة
الاحد 15 شباط (فبراير) 2009
الدكتور منصف المرزوقي لنستعرض جملة الحجج الممكنة ضد شرعية أو أخلاقية وضع الأصفاد يوما في يدي عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. أن السودان ليس طرفا في معاهدة روما ولا يحق قانونا المطالبة بمثول مواطن دولة غير ممضية .أمام محكمة لا تعترف صلاحياتها أن التوصيف للتهم ضدّه مثل الإبادة الجماعية غير دقيق وحتى منحاز أن العملية سياسية مدبرة من قبل الغربيين الذين لا يستهدفون إلا العرب والمسلمين وصغار الأسماك الأفارقة . أنه كان من الأولى والأجدر التوجه للسادة بوش ورامسفيلد وشيني وأيديهم ملطخة بدماء مئات الآلاف من العراقيين ناهيك عن الشكوك في استجابة عدالة المكيالين مع الشكوى المقدمة ضدّ مجرمي الحرب الإسرائيليين بعد فضائع غزّة . أنه من السهل جدا على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبعث بالبشير عبر مجلس الأمن للسجن مستعملة اتفاقية ترفض إمضاؤها بل حاربتها إلى آخر لحظة وكانت السبب في تقليص الكثير من صلاحياتها . * المشكلة بالنسبة لأنصار إحالة البشير- وكاتب هذه السطور منهم – أن كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما. نعم ثمة انتقائية في اختيار صغار الأسماك وليس من باب الصدفة أن الأربعة المتهمين حاليا أمام المحكمة الجنائية الدولية أفارقة كلهم . نعم هناك استعمال واضح لمجلس الأمن في هذه القضية ، هذا المجلس العتيد الذي فشل في فرض وقف إطلاق النار على الشيوخ والعجز والأطفال في غزة . نعم إنه من قلة الحياء أن تستعمل الولايات المتحدة آليات ترفضها لنفسها. لكن هناك بعد يجب أن ننتبه له وقد تكون أحسن طريقة لشرحه التذكير ببعض الوقائع التاريخية لقضية مشابهة. قلّ من يعلم إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي لا يحتوي إلا على 30 بندا ، كان في الأصل يحتوي على 48 منها بند يتعلّق بحقّ الشعوب في السيادة والاستقلال وحذف هذا البند من المسودّة الأصلية بضغط قوي من الدول الغربية الاستعمارية. هذا لم يمنع أنه بعد أقل من عشرين سنة أي سنة 1967 صدور عهد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعهد الحقوق السياسية ويتضمنان هذا الحق وبقية الحقوق الأخرى التي رميت في سلة المهملات كحق الأقليات الثقافية وحق التنمية الخ. ثم تواترت الاتفاقيات الناجمة كلها عن نضالات مريرة لتتوج بالمعاهدة العالمية ضدّ التعذيب سنة 1984 وهي إلى اليوم الوثيقة التي تمكن من محاربة أبشع مظاهر الحكم الاستبدادي الذي راح ضحيته سنة 2003 قرابة العشرين مليون شخص في العالم. معنى هذا أن الاتفاقيات الدولية لا تولد مكتملة وإنما ناقصة وأحيانا يتمّ إجهاضها من قبل القوى التي لا مصلحة لها فيها، لكن وجودها مؤشّر على أن حاجزا كسر، أن طريق فتح، أن على المناضلين التوغّل بكل قوة في الفجوة المفتوحة لدفع قضاياهم . هكذا هي الحياة ولا يوجد طريقة أخرى للتقدّم. عوض أن نتباكى إذن على مظالم العدل الدولي ، والمكيالين ، والأسماك الصغيرة الخ، فإن واجبنا كبشر يسعون لتقليص العنف الهمجي الذي تتسبب فيه أنظمة إرهابية بكل معاني الكلمة ،الترحيب بكل مسعى لإيقاف البشير ، .والجهر إنها بداية متواضعة لكنها بداية على كل حال …ونحن نريد البقية نحن لا نقبل أن يقتصر مفعولها على ال106 دولة المبرمة فالأمر بسخافة أن يقول مجرم في مجتمع ما لا أمثل أمام المحكمة لأنني لا أعترف بها. نحن نريد لهذه المحكمة أن تكون ككل محكمة مستقلة تماما ونطالب بفصلها عن مجلس الأمن. نحن نطالب ألا يكون هناك شخص في أي دولة ولو كانت الولايات المتحدة يفلت من المتابعات. نحن لا نريد للمحكمة أن تفقد مصداقيتها ونطالب بتتبع المجرمين الإسرائيليين. نحن نريد استعمال الفقرة المتعلقة بجريمة التعذيب لتتبع كل الدكتاتوريين وجلاديهم الكبار والصغار. * كل هذه المطالب هي ساحات معارك المستقبل لنطوّر مؤسسة دولية تساهم في لجم غرائز العنف المدمر عند من يفقدهم التسلط كل صواب ولا أمل في إصلاحهم أخلاقيا ولكن في ردعهم بالقانون لأنهم يخافون ولا يستحون. ويوم يعلم كل زعيم عربي وكل وزير داخلية ومدير مخابرات أن منظمات حقوق الإنسان العربية بصدد إعداد ملفاتها لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية وأن تتبعه لن يكون فقط على وسائل الإعلام ورمزي فقط ، فتيقنوا انه سيعود لهم ذلك الجزء من الحذر الذي فقدوه وهم يتصورون أنفسهم فوق كل محاسبة. لنقبل إذن كعرب وأفارقة ومسلمين بالتضحية بهذا الكبش الصغير وهو رسالة مضمونة الوصول لمجانين خطرين وبلا ضمير قد يكفوا عنا شرهم على الأقل خوفا من إكمال بقية حياتهم وراء القضبان في دولة ترضى باستقبالهم على نفقتها المدة المحددة من قضاة لاهاي يحكمون بنفس الصرامة ضدّ » الكبار » و » الصغار.
ساركوزي وسياسة الحضور الفرنسي في العراق والخليج
توفيق المديني
قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة شملت العراق، ودول الخليج العربي الثلاث (الكويت والبحرين وعمان)، والتي لم يزرها أي رئيس فرنسي منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي، حيث أبدى ساركوزي أسفه، لأنها «ثلاث دول متأثرة ببريطانيا، والنفوذ الأميركي فيها واضح، وفرنسا لم تدخلها سياسياً ولا تجارياً منذ فترة طويلة». وشدد ساركوزي على أنه «من المؤسف ألا يجري الاستثمار في هذه الدول الثلاث، مع أن لديها حاجات كبيرة». وتحتل فرنسا المرتبة العاشرة بين الدول المصدرة إلى عمان، والحادية عشرة بين الدول المصدرة إلى البحرين والكويت. واختتم الرئيس ساركوزي جولته الخليجية بزيارة دولة الكويت، حيث التقى هناك أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتم التوقيع على اتفاقيتي تعاون بين الكويت وفرنسا، تتعلق الأولى بالإعفاء المتبادل من تأشيرة الإقامة القصيرة لحملة جواز السفر الدبلوماسي لرعايا البلدين والخاص بالكويتيين فحسب، والخدمة للفرنسيين فحسب، والثانية إعلان مشترك في المجال الاقتصادي بين الحكومتين. ورأى الرئيس ساركوزي أن الصداقة الكويتية – الفرنسية «تستمد قوتها من قيم مشتركة، مثل الحياة السياسية الحافلة بالحرية الكبيرة في التعبير»، موضحا أن «قيم الديمقراطية تتجاوز حدود البرلمان، وتتجلى في التراث العريق المتمثل بالديوانية». غير أن اللافت في جولة ساركوزي هذه زيارته المفاجئة لبغداد، حيث توقف الرئيس الفرنسي في مطار عمّان ليلا، قبل أن ينقل في طائرة هركوليس س. 130 التي حطت فجرا في بغداد الأربعاء الماضي. وفي العاصمة العراقية التقى ساركوزي بالتناوب مع الرئيس العراقي جلال الطالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي. وتعتبر زيارة ساركوزي للعراق الأولى لرئيس فرنسي، وكان لها هدف رئيس محدد، ألا وهو استكمال تطبيع العلاقات بين فرنسا والسلطات العراقية منذ انتخاب الرئيس ساركوزي. وكانت الفاتحة في مسلسل التطبيع هذا، الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بغداد في 19 أغسطس 2007، وزيارته الثانية لها في سنة 2008، واللتان جاءتا بمبادرة فرنسية صرفة، وفي وقتهما المناسب لتعبرا عن موقف مدروس بدقة، وليستا خاضعتين لحسابات سياسية تكتيكية عابرة، ولم تكونا نتاج تفاهم فرنسي – أميركي معطوف على تنامي درجة التنسيق بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولاسيما بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين ساركوزي وجورج بوش في أغسطس 2007. وكانت السلطة الجديدة التي استقرت في بغداد تنتقد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بسبب موقفه المعارض من الحرب الأميركية على العراق في مارس 2003. وقد وجدت فرنسا نفسها آنذاك في مأزق حقيقي، بل في وضع لا تحسد عليه، لأن عدم تقديم الإسناد العسكري للأميركيين في ظل تلك الحرب، يعني إخراج فرنسا من اللعبة في منطقة الشرق الأوسط، حيث مازالت تحاول المحافظة على شبه وجود وتأثير منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية. وبعد احتلال العراق من قبل الأميركيين والبريطانيين، هُمشت فرنسا على المسرح الدولي، ولاسيما حين بدأت الولايات المتحدة تتحدث أمام العالم كله، عن أنها ستعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط جذريا، وسوف تحتكر البترول العراقي لمصلحة الشركات الأميركية. ومنذ صيف العام 2004 استغربت الشعوب والنخب في العالم العربي والإسلامي، بصورة مدهشة عودة هذا التحالف بين فرنسا القوة الغربية، التي عارضت بشدة الحرب الأميركية الاستباقية على العراق، والإدارة الأميركية، الأكثر عدوانية على مدى التاريخ المعاصر. وحتى في أوروبا، تساءل العديد من الدبلوماسيين بشكل صريح: «ما الذبابة التي لسعت جاك شيراك، لكي يرتمي في أحضان الذئب الأميركي؟» هل يعني هذا أن تحولا تاريخيا حقيقيا حصل في السياسة العربية لفرنسا؟ أم أن الأمر يتعلق بنهاية الأوهام حول هذه الإستراتيجية الديغولية، المحفوظة في الذاكرة العربية منذ زمن بعيد؟ أو كما تعتقد بعض الحكومات الغربية الصديقة، أن فرنسا التي تعلم بمدى السيطرة الأميركية على المنطقة، تريد أن تستمر في تحقيق أهدافها الخاصة، حتى لو أدى ذلك إلى الدخول في لعبة محفوفة بالمخاطر، ولا تمتلك أوراقها كلها؟ وعلى الرغم من أن ساركوزي كان وزيرا للمالية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك، فقد كان له موقف متميز من الأزمة العراقية، التي وسّعت الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، إذ صرّح لصحيفة «المحافظين الجدد» في فرنسا الموالية لأميركا، والمؤيدة للحرب في العراق، مثل السيد أندريه غلوكسمان: «يمكن اختصار توجهي حول تلك المسألة كالآتي: لا شيراك ولا بلير. لا تعجرف شيراك غير المثمر، ولا تبعية بلير». وأضاف ساركوزي في العدد نفسه من الصحيفة: «إنني لا أريد فرنسا متعجرفة». زيارة الرئيس ساركوزي الأخيرة لبغداد أملتها الضرورة في هذا الوقت بالذات لأسباب عراقية داخلية وإقليمية ودولية، وفي مصلحة جميع الأطراف، فضلا عن أنها نابعة من إدراك باريس للتداعيات الناجمة عن عدم التدخل في هذه اللحظة بالذات، في بلد ذي تأثير كبير في الاقتصاد العالمي، بفضل مخزونه النفطي الكبير، وموقعه الاستراتيجي، وسوقه الاستهلاكية الواسعة. الرئيس ساركوزي جاء إلى بغداد ليقول للسلطات العراقية: إن «فرنسا تقف إلى جانب العراق، وتحيي جهوده، وتساند مساره الديمقراطي، واستعادته التدريجية لسيادته، ومصالحاته الوطنية، وإعادة إعماره». وفي بغداد شدّد الرئيس ساركوزي على تقوية العلاقات بين بغداد وباريس في جميع الميادين، ودعا الشركات الفرنسية إلى الاستثمار في العراق. فالتجارة بين العراق وفرنسا تكاد تكون مقطوعة منذ الحصار الدولي الذي فرض على بغداد منذ العام 1990، عقب الغزو العراقي للكويت. وجاء انعدام الأمن بعد سقوط نظام البعث في سنة 2003 ليعيق عودة الشركات الفرنسية للاستثمار. وفي نطاق برنامج «النفط مقابل الغذاء» باعت فرنسا للعراق مواد غذائية وتجهيزات بقيمة 5،3 مليارات دولار. بيد أن ذلك البرنامج أفسح في المجال لتورط رجال سياسيين ودبلوماسيين فرنسييين في فضائح فساد ورشاوى. وأصبحت فرنسا المشتري الثالث للنفط العراقي بعد الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا. وبعد قرار نادي باريس في سنة 2004، القاضي بإلغاء 80 في المئة من الديون العراقية، وقّعت فرنسا مع السلطات العراقية اتفاقاً في سنة 2005، تلغي فرنسا بموجبه 4 مليارات دولار من الديون العراقية خلال ثلاث مراحل، ما بين 2005 و2008.
كاتب من تونس
(صحيفة أوان (يومية كويتية) ،رأي،15 فبراير 2009)
حسبنا الله ونعم الوكيل في الجامعة العربية ونظمنا الرسميّة !!
الصادق الحفيان عندما نشاهد العدو الصّهيوني وقد سخّر وسائله الحربيّة بمختلف أنواعها وفيالقه العسكريّة البحريّة منها والجويّة والبريّة وعندما نتابع ذاك الهجوم الشرس على أهالي غزّة وفظاعة الدمار الذي خلّفه والعدد الهائل من الشهداء من مختلف الأعمار الذين راحوا ضحيّة هذه الهجمة العنصريّة التي تواصلت ثلاثة أسابيع كاملة عانى فيها سكّان غزّة الويلات وصمدت خلالها المقاومة صمودا أسطوريّا وعندما يتوقف العدوان فجأة وبقرار صهيوني أحاديّ الجانب رغم اعتراف الصّهاينة بعدم تحقق أهدافهم… لا نستطيع إلاّ أن نمجّد هذا النّصر الذي حققته المقاومة الباسلة ونكبر في هذا الشعب « شعب الجبارين » صموده البطولي في وجه العدوّ الغاشم. إلاّ أنّنا حين نستعرض مواقف الجامعة العربيّة وتفاعلاتها ومن ورائها النظام الرّسمي العربي، لا يسعنا إلاّ أن نقول « حسبنا الله ونعم الوكيل في هذه الجامعة وذاك النظام ». فهذه الجامعة والتي من المفروض أن لا يهدأ لأعضائها بال حتى تؤدّي واجبها نحو أقطارها إذا ما حلّ بها خطب فما بالك حين يتعلّق الأمر بحرب إبادة يتعرّض لها أحد أقطارها هذه الجامعة لم تحرّك ساكنا خلال هذه الاعتداء الغاشم ! هذه الجامعة التي لم تقدر على الاتفاق لعقد قمّة لنصرة غزّة حتى بعد عشرين يوما كاملة من الهجوم المتواصل على كامل القطاع بل والأدهى من ذلك انعقدت أشباه قمم زادت الأقطار العربيّة تباعدا وفُرقة. هذه الجامعة التي لم تتجرّأ على الوقوف إلى جانب إخوتنا في غزة ولم تتوصّل إلى موقف صلب ومناصر للمقاومة كما أنّها عجزت وإلى يومنا هذا عن إجبار أحد أقطارها على فتح المعابر التي هي بمثابة شريان الحياة لسكّان القطاع كاملا بل عجزت أيضا عن فكّ الحصار المفروض على غزة منذ شهور عديدة. أفبعد هذا يستطيع المواطن العربي أن يعلّق آمالا على هذه الجامعة ويشعر نحوها بقدر من المصداقيّة و »الشرعيّة » ؟ وهو لا يذكر لها موقفا إيجابيّا مناصرا لقضايا الأمّة منذ أكثر من أربعة عقود؟ أمّا النظام الرّسمي العربي فحدّث ولا حرج ! فهذه مصر العربيّة مصر الثورة الناصريّة مصر العمق والثقل العربي تتنصّل من كلّ هذه الصّفات ليحوّلها نظامها إلى طرف متآمر ساهم في تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة بل ورفض وما زال مصرّا على رفضه لفتح المعابر لتمكين سكّان غزة من ضروريّات سدّ الرّمق وبعض التداوي والترميم لما خرّبه الاعتداء. هذه مصر المناصرة لمؤيّدي سياسة التفاوض من الفلسطينيين والمعادية لكلّ خطّ مقاوم على هذه الأرض تتزعّم – وبمباركة أمريكيّة وصهيونيّة- كل محاولات المصالحة بين الفلسطينيّين فهل يعقل أن يفلح المسؤولون المصريّون في توحيد الفلسطينيين وهم يقفون مع طرف ضدّ الآخر؟ ثمّ لسائل أن يسأل : لماذا وقع الاكتفاء بدعوة بعض ممثلي الأقطار العربيّة « المعتدلة » حسب التصنيف الأمريكي – لحضور اجتماع أبو ظبي وأقسي العديد من ممثلي الأقطار العربيّة الأخرى وهي أقطار لم تحظ برضا السّلطات الأمريكيّة والكيان الصّهيوني فصنفت بالدول الممانعة والمتطرّفة وللإجابة عن مثل هذا التساؤل نقول إنّ إقصاء مثل هذه الأقطار التي اجتمعت في قمّة الدوحة وأصدرت قرارات لم تعجب السّلطة الأمريكيّة بل وحتى بعض الأنظمة العربيّة لا يحق لها أن تعكّر جو الصّفاء والتفاهم الذي ستوفره الأطراف المعتدلة بل وقد تقوّض ما خطّط من مناورات للقضاء على المقاومة وفسح المجال أمام مناصري التعلّق بسلام مزعوم لا يلهث وراءه سوى قصيري النظرة قليلي الحكمة. إنّه لوضع مهين لكل عربيّ وضع بلغ من المذلة والخذلان مبلغا لم يشهد تاريخ الأمّة له مثيل إنّه وضع ينبئ بخطر جسيم يتهدّد القضيّة الفلسطينيّة ويعدّ لمشاريع إمبرياليّة صهيونيّة تستهدف القضاء على كل نفس مقاوم في هذه الأمّة إلى حدّ يتسنّى فيه للكيان الصّهيوني بسط نفوذه على كامل الوطن وبمختلف أقطاره وحتى تتمكن القوى الامبرياليّة من إحكام سيطرتها على هذه الأمّة وضمان خضوعها لها ولكن هيهات لن تركع الأمّة ولن يستسلم شعبها فنحن شعب يقاوم لينتصر أو يستشهد. وأخيرا إنّ نصرة القضيّة الفلسطينيّة و الدفاع عن المقاومة في هذه الأمّة لم يعد من مهام جامعتها ولا حتى نظمها الحاكمة بل العبء كلّ العبء يجب أن تتحمّله الأحزاب العربيّة والمنظمات والجمعيّات الأهليّة فهي القادرة على الضغط والتحرّك من أجل مناصرة كلّ مظاهر المقاومة. (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
هل أثمر الفكر الإصلاحي العربي أم دار العروبة على أسوإ حال ؟
بقلم الأستاذ: المولدي الشاوش
هذه قراءة مطولة ترسم خطّا بيانيا لتطور العرب وانكسارهم الحضاري عبر التاريخ ننشرها في حلقات. 1 – في البدء: حياة الإنسان فوق هذا الكون المترامي الأطراف والمليء بالأحداث بإيجابياتها وسلبياتها تسير وفق نواميس معقّدة لا مجال لنكرانها سواء لدى المؤمن أو غيره. الليل والنهار والشهر والسنة هذه الأزمنة دوراتها الأزليّة منتظمــــــــة. ويا ويح من لا يسابقها، ويستغلها بضروب المعارف المتجددة جيلا فجيلا. )الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعـــــــــك). خاصة في عصرنا هذا، الذي تشعبت فيه العناصر الأساسية للحياة، وتعقّدت وانفرطت فيه القيم والمفاهيم من قبل الأقوياء وحتى الضعفاء على حدّ سواء. وقد دقق العلماء مفاهيم الكون والزمن والاتصال وغيرها من المفاهيم التي كانت مجهولة عن عقولنا القاصرة فـــي زمن ما فبحثوا ودققوا ولم ينلهم الفتور رغم المصاعب الجمّة إلى أن استطاعوا أن يفتحوا العديد من طلسمة هذا الكون العجيب وما اشتمل عليه أرضا وسماء وبحرا من مجاهيل قابلة للبحث والتوغّل في فكّ رموزها ومعرفتها معرفة دقيقة لأن الإنسان خلقه الله طموحا دائم التطلّع إلى مزيد الاكتشاف والبحث والاستمرار فيه ما دام هذا الإنسان إنسانا في عالم الأحياء. ومن كان خلاف ذلك فهو إلى الجماد أقرب إذ الكون بسمائه وأرضه ومحيطاته جزء من حياتنا فلا تكون حياتنا مكتملة ومفيدة على هذا الكون إلا إذا تمكنا من معرفة هذه المجاهيل التي نراها ولا ندرك لها كنها إلا ما ظهر منها طافيا على السطح أمام أعيننا لأن الدراسات العميقة للعلماء الموهوبيـــــــن والمتخصصين فـــــــي مناحي العلم والتكنولوجيا وعلوم الفضاء والجيولوجيا وعلوم البحار وغيرها من الشعـــــب العلميّة التي تتطوّر مع الزمن هي المفتاح السري الذي فتح ويفتح الآفاق الخلاّقة لغيرنا ثمّ بالتالي للإنسانيّة جمعاء لتسير الحياة إلى الأحســـن وإلا يكون الجدب والتصحّر الفكريان وذلك إذا انحرفت هذه المعارف إلى الضدّ والأسوأ وصارت تجرّد الإنسان من إنسانيّته والتي بدونها يصبح العالم غابة . فالمجهودات الخارقة للعادة التي بذلها العلمــاء والباحثون والمستكشفــــــون والمخترعون للتكنولوجيات المتطوّرة على اختلاف جنسياتهم في كشف الغطاء عن عديد العناصر الكونيّة المجهولة لدى الإنسان على مرّ التاريخ مما يثير الذهول إنّه عمل رائع ولا شكّ لأنه يفتح آفاقا جديدة للبشريّة جمعاء ويساهم فــــي رقيّها فكريّا ويغذّيها بالمعارف الرائدة من أجل أن يعيش الإنسان في كلّ مكان في سلام ووئام وهنا يكمن بيت القصيد. لأن الآمال يكذّبها الواقع المعيش والمليء بالمتناقضات. إذ الكون ليس كما يراه العلماء الإنسانيون بل كما يراه الساســـة الكبار في العالم والطموحون إلى إشعال الحروب من أجل الهيمنة والاستبداد والتسلّط على الشعوب واستنـــــــــزاف ثرواتها بمختلف أنواعها . ومن يقف في وجه هذا التيّار الظالم ويقاومه تحبك ضده عديد التهم باسم الشرعية الدولية في ظلّ القطب الأوحد وتحت شعار » الغاية تبرر الوسيلة » كما هو الشأن في العراق والسودان ولبنان وفلسطين….. أفلا يزول هذا الفكر الجائر في يوم من الأيام . أم أنّ الكون لا تسير عجلته إلى الأمام إلا بمثل هذا الجنون والصراع الحاديــــــــن من هذا المنطلق : يجب علينا كعرب أن لا نقف في محيطنا ومكاننا قانعين بجهلنا البسيط والمركّب بل يجب علينا أن نغيّر ذهنيّتنا التي دأبت على التواكل بعد سقوطنا من عليائنا وأن نسابق الزمن ونسارع السير ونجدّ ونكدّ ونبحث عن كلّ ما يساهم في نهضتنا الشاملة. عسانا نقترب أكثر فأكثر ممن عانقوا ناصية المعرفة بحقّ وأن لا نبقى نتغنّى بالماضي الذي أدركه الذبول ونحن لم نزل نتسلحف وراء العربة الأخيرة من قطار العولمة الزاحف نحونا والذي لا يرحم المتخلّفين عــــــن الركب فالعرب المسلمون زمن الرسالة المحمّدية كانت تطغى عليهم ظاهرة الأمّية. والذين يقرؤون ويكتبون كانوا قلّة من الرجال وأقلّ منهم النساء لذلك كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يشجّع الناس على العلم والمعرفة وقد ورد أنّه في غزوة بــــدر « كان فداء بعض الأسرى الذين يكتبون أن يعلموا عشرة من صبيان المدينة القراءة والكتابة » وشيئا فشيئا شبّ الناس على تعلّم الكتابــــــة والقراءة والبعض تعلّم اللغة العبرية والسريانية بإشارة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . كما جاء في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت قال : « أتي بي النبي صلّى الله عليه وسلّم مقدمه المدينة فقيل هذا من بني النجار، وقد قــرأ سبع عشرة سورة، فقرات عليه فأعجبه ذلك ، فقال : تعلّم كتاب »كتابة » يهود فإني ما آمنهم على كتابي ففعلـــــــت. فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له » وفي حديث آخر : « عن زيد بن ثابت قال : قال لي النبي صلّى الله عليه وسلّم إنّي أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا عليّ أو ينقصوا . فتعلّم السريانيّة، فتعلّمتها » وهكذا سارت أمّة ـ اقرأ ـ نحو المعرفة فارتفع المستوى العقلي والاجتماعي شيئا فشيئا، وتوسّع إلى فتح آفاق جديدة لم يألفها العرب من قبل فغزا التنوير مداركهم وعقولهم واستحسنوه بفضل ما أخذوه من الحضارات الأخرى وهضمــوه سواء في عهد الخلفاء الراشدين أومن جاء بعدهم في حكم المسلمين كالدولة الأمويّة والعباسيّة إذ استوعب النـــــاس القرآن وفهموا معانيه فهما دينيّا ودنيويّا لأن آياته ترشد إلى البحث والتأمل وإعمال الفكر للوصول بآياته إلى ما ينفـع الناس في كل عصر ومصر. وبذلك تطوّرت الحياة العقليّة شيئا فشيئا وتفاعلت مع غيرها من الثقافات الأخرى التـــــي أفادت المسلمين وزادت من إثراء رصيدهم المعرفي المنشود.ففي العهد الأموي اتّسعت الحياة العلميّة والأدبية بمختلف مدارسها وباحتشام فلم تزدهر الحركة العلمية والفلسفيّة ولم ينلها تشجيع الخلفاء رغم أن الفرق الفكريّة من شيعة وخوارج ومرجئة ومعتزلة وغيرها ظهرت في هذا العهد إلا أن هذا النشاط الفكري والديني لم يكتمل إلا في العهد العباسي . )لأن حكم الأمويين بني على الضغط والقهر، فكانت حاجتهم إلى الشعراء والقصاص أشدّ لأنهم هم الذين يبشّرون بهم ويشيدون بذكرهم ويقومون في ذلك مقام الصحافة لأحزابها( كما ذهب إلى ذلك أحمد أمين في فجر الإسلام ص164 ط بيروت. .إلا أن هذه الدولة بعد سقوطها امتدت بالأندلس بعبد الرحمان الداخل )صقر قريش( الذي فرّ من مذابح العباسيين إلــــى الأندلس وأسس في قرطبة دولة عربية سنة 756 م وأصبح لهذه المملكة في التاريخ شأن عظيم من ناحية التحضّر والحركات العلمية بمختلف فروعها والتي تركت بصماتها العربية ثابتة إلى اليوم في إسبانيا المسيحيّة وشاهدة على هذا النبوغ والذكاء العربيين. (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
البابا واليهود ،، والمسلمون
بقلم: نور الدين عاشور بين بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني والبابا الحالي بينديك السادس عشر عدة نقاط اختلاف سواء من حيث التوجهات أو المواقف بخصوص مسائل منها التي تهم شؤون الكنيسة أو تتعلق بمسائل وقضايا دولية.. فالأول بولوني الأصل عايش انتهاكات ما وراء الستار الحديدي في الحقبة الشيوعية ومحاولات طمس معالم المسيحية في مجتمعات أوروبا الشرقية بما يعني أنه يدرك ما تعنيه كلمة معاناة في شتى سياقاتها في حين أن الثاني – الألماني الأصل – ظل على ما يبدو يرزح تحت وطأة عقدة الذنب الناتجة عن جرائم ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية معطيا في شتى المناسبات انطباعا عن ميله إلى التيار الأصولي المتواجد حاليا صلب الكنيسة. وقد برهنت مواقف البابا الحالي المتسمة بالصمت تجاه ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب في قطاع غزة وتلك المتحدية لتقاليد الكنيسة الكاثوليكية- بإلغاء قرار صدر قبل 21 عاما بالحرمان ضد أربعة أساقفة قادوا انشقاقا على الكنيسة ومن بينهم أسقف شكك في محرقة اليهود على يد النازيين- أنه على ضوء المعادلة فيما يتعلق بإسرائيل لم يتردد في أن ينحاز إلى جانبها منحرفا عن المبادئ الدينية والأخلاقية وحتى على ضوء مقتضيات القوانين الدولية خصوصا أنه يعتبر في الآن نفسه رئيس دولة تقيم علاقات ديبلوماسية مع عديد البلدان بما في ذلك العربية والإسلامية. لقد توقع الرأي العام العالمي أن يقف البابا إلى جانب المظلومين والمضطهدين الفلسطينيين الذين أمعنت إسرائيل في ارتكاب أبشع الجرائم الشبيهة بجرائم النازية في حقهم إلا أنه في الوقت الذي تتحرك جهات سياسية وحقوقية من أجل تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للقضاء لم يحرك ساكنا بل لم تسمع إسرائيل منه حتى بعد أزمة العفو عن الأسقف المشكك في محرقة اليهود اي انتقاد بل إنه أعلن عن زيارة لها في ماي المقبل إضافة إلى الأردن دون إشارة إلى زيارة أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. ولم يفت البابا تجديد موقفه بتجريم المشككين في المحرقة قائلا: «إن ما جرى لليهود على يد النازيين كان جريمة بحق الله والانسانية». وللمرء أن يستنتج ماذا تعني المذابح والمجازر في غزة عند الزعيم الروحي لملايين الكاثوليك في العالم؟ وبالتالي وفي ظل بقاء رواسب دينية في التفكير والممارسة السياسية في الديموقراطيات الغربية لا يمكن طلب المستحيل من قادة غربيين ما زالوا يتألمون للمحرقة ضد اليهود فيما لم يشعروا بأي ذنب حيال ما ارتكبته إسرائيل التي زرعوها في أرض فلسطين والتي تعلن على الملإ أنها جزء من الغرب. ومن المفارقات أنه في الوقت الذي أطنب البابا في الحديث عن العلاقات مع اليهود مؤكدا «أن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ملتزمة بعمق وبلا تراجع برفض كل أشكال معاداة السامية وبالاستمرار في علاقات جيدة ودائمة بين المسيحيين واليهود» تغافل في لقاء مع وفد من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية عن الحديث عن العلاقات مع المسلمين حتى على افتراض أهمية العمل من أجل إحلال السلام والاستقرار في العالم من خلال التعايش بين الأديان ومواصلة الحوار بينها. لكن هذا الحوار بقي مطلبا عند المسلمين يدفعهم إليه أفق أوسع ونظرة أكثر شمولية للبشرية إيمانا بأن الرسالات السماوية هدفها الرئيسي التعايش بين الناس مهما كانوا وأينما كانوا.. فهل أن العالم من زاوية الفاتيكان مقتصر على يهود ومسيحيين لتخضع كل قضايا العالم حتى الأساسية منها إلى هذا المنطق؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2009)
منير شفيق يكتب: بعد قطاع غزة.. فتح ملف الضفة الغربية
منير شفيق كثيرون بل أكثر من كثيرين لم يستطيعوا أن يهضموا، أو يتفهموا، ما حدث من انقسام فلسطيني إلى سلطتين، إحداهما في رام الله والأخرى في قطاع غزة. وقد مثل الأولى الرئيس محمود عباس وحكومة سلام فياض (غير الشرعية)، ومثل الثانية حماس وحكومة إسماعيل هنية المقالة بعد الرابع عشر من يونيو/حزيران 2007. وكانت هناك حكومة الوحدة الوطنية التي اكتسبت شرعيتها من تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حينه، وتصويت المجلس التشريعي بإعطائها الثقة. منذ نجاح حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي عبر انتخابات لم يشكك أحد في نزاهتها، انقسم الوضع إلى شرعيتين، وعمليا منذ مطلع عام 2006. والانقسام في جوهره يتعلق بالسياسة وليس صراعا على السلطة، كما حاول البعض أن يصوره، ويخفي بعده السياسي. فالخلاف السياسي قديم (قبل اتفاق أوسلو وبعده) بين فتح وحماس ثم انتقل إلى صراع حول السلطة بعد انتخابات المجلس التشريعي 2006. وهنا أصبح بالإمكان -لمن يرغب عن وعي أو دون وعي- أن يصوره كأنه صراع على السلطة (أو الكراسي.) من يتابع المواقف التي عبر عنها الاتجاه الذي قرر منذ أول يوم إسقاط حماس وإفشال حكومتها، ووصل به الأمر في قطاع غزة إلى استخدام سيطرته على بعض الأجهزة الأمنية (الأمن الوقائي والمخابرات) وبغطاء من محمود عباس، الذي قاتل في صراعه مع الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات من أجل نزع مسؤوليته عن الأجهزة الأمنية لإتباعها للحكومة عبر وزير الداخلية، ولكنه راح يقاتل بعد أن أصبح رئيسا للسلطة من أجل إبقائها بيده وحرمان حكومة هنية ووزير داخليتها من أية صلاحية عليها. وهو ما دفع إلى تشكيل قوة أمنية موازية في قطاع غزة تحت سلطة وزير الداخلية، كما دفع الرئيس محمود عباس إلى عدم الاعتراف بها أو بشرعيتها. و »بلا طول سيرة »، كما يقول الخطاب الشعبي، انتهى الأمر في قطاع غزة إلى ما سمي بالحسم العسكري من جانب القوات التابعة لحكومة هنية، علما بأن البادئ، بلا شك، كانت قوات الأمن الوقائي. وقد صدرت قبل ذلك خطابات معلنة تتهدد أو تتوعد بالحسم ضد حكومة هنية. علما أنه ذلك الحسم في القطاع، أضر أول ما أضر، بحماس وحكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها إسماعيل هنية (حماس), فبعد أن كانت الحكومة الشرعية لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أصبحت حكومة مقالة محصورة في قطاع غزة. من يتابع الخطوات الفورية، والحاسمة التي اتخذها محمود عباس بعد الحسم من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة إثر مسلسل من الاقتتال، يلحظ أن ما حدث كان هبة مجانية له، أو فرصة (اهتبلها) ليتخلص من حكومة الوحدة الوطنية بإقالتها، ومن المجلس التشريعي بعدم الالتفات إليه، وإحلال « المجلس المركزي » فاقد الصلاحية منذ زمن، والملفق وغير الشرعي عمليا، ليحل مكانه، في إعطاء الشرعية لكل الخطوات التي اتخذها أو سيتخذها. فلم يعد النظام الداخلي المعدل المرجعية الدستورية للسلطة. وبهذا جاء بحكومة سلام فياض، بداية كحكومة طوارئ، ثم حكومة تسيير أعمال، ثم حكومة دائمة تمثل السلطة بلا عود إلى المجلس التشريعي، أو استناد إلى النظام الداخلي المعدل (الدستور.( على أن كل ما تقدم من إجراءات وإعلان قطيعة مع حماس وحكومة هنية، وضع في خدمة السياسة. وهذا هو الأهم والأخطر. فكان فاتحة الانتقال إلى المفاوضات السرية الثنائية التي أطلقها مؤتمر أنابوليس. وهنا أصبح الانقسام سياسيا بامتياز، أو كشف عن حقيقته باعتباره انقساما سياسيا بين اتجاهين رئيسين. بل إن الخط السياسي الذي عبرت عنه المفاوضات الثنائية السرية، حيد عمليا، حركة فتح التي فقدت سلطتها على حكومة رام الله. وأصبحت مجرد غطاء لها من خلال محمود عباس. وكذلك حول اللجنة التنفيذية فاقدة النصاب والصلاحية إلى شاهد زور على عملية المفاوضات التي تجري باسم منظمة التحرير الفلسطينية دون أن تكون م. ت. ف. بما فيها من استمرت عضويتها في اللجنة التنفيذية، موافقة عليها، ولا سيما الجبهة الشعبية (في الأقل، كما يعلن.) ولأن المطلوب كان أن تمضي المفاوضات الثنائية السرية، وبإشراف مباشر ويومي، من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، من دون أن يكشف ما تم التوصل إليه من تفاهم، ولهذا استخدم الانقسام « قميص عثمان »، وراح « يتعثر » به كل من لا يريد أن يطرح الموضوع في بعده السياسي، فأصبح الانقسام موضوعا في ذاته كأن من الممكن الحديث عن مصالحة أو وحدة وطنية، من دون مناقشة الخط السياسي الذي فرضه محمود عباس وسلام فياض على الساحة الفلسطينية، أي خط المفاوضات الثنائية السرية، وتفكيك خلايا المقاومة في الضفة الغربية، تنفيذا من طرف واحد للبند الأول من خريطة الطريق. هذا وما كان أسهل أن يصار إلى تجاهل المفاوضات أو عدم الاصطدام السياسي بها تحت حجة أنها « عبثية »، ولن نصل إلى شيء. ومن ثم تحويل النقاش إلى الأشكال والصيغ والأطر حول الوحدة الوطنية. وأصبح إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في آن واحد هو « المخرج » من أزمة الانقسام. وذلك من دون الانتباه إلى أن الضفة الغربية أصبحت محتلة تماما، ومجزأة بحكم سبعمائة حاجز (محسوم) فلم يعد هنالك حتى مناطق (أ)، ومن دون الانتباه إلى أن قوات الأمن التي بنتها حكومة سلام فياض لم تعد تلك التي بناها ياسر عرفات. والأهم من قال إن الانتخابات تعالج الانقسام ولا تؤدي إلى انقسام ربما أعمق وأشد. والدليل أن الانتخابات السابقة نفسها هي الرحم الذي خرج منه الانقسام الحالي، وذلك حين أفرزت شرعيتين متصارعتين. وخلاصة، إن الانقسام الفلسطيني هو انقسام سياسي بين إستراتيجيتين إحداهما تتجسد بخط المفاوضات، فالمفاوضات، إلى ما لا نهاية، مع استمرار التوسع في الاستيطان والحفريات تحت المسجد الأقصى، وزيادة الحواجز، وصولات الاغتيالات والاعتقالات والدوريات التي تذرع شوارع رام الله أكثر من تغلغلها في أية مدينة أو بلدة أخرى في الضفة الغربية. وفي المقابل، خط مقاومة وممانعة يسقط المفاوضات، أو ما بينهما من خط « مع مبدأ التفاوض، ولكن ليس التفاوض الذي يجريه محمود عباس ». وليس مع سياسات حكومة سلام فياض في تفكيك خلايا المقاومة وبناء أجهزة أمنية لا علاقة لها بـ »السياسة »، أو بالشعب الفلسطيني. شنت حرب العدوان على قطاع غزة، وقد طالت إلى 22 يوما، وذهبت بعيدا في قتل الأطفال والمدنيين، وهدم البيوت والبنى التحتية، وتخللها محاولات برية للسيطرة على القطاع، ففشلت ميدانيا حيث ظن البعض بأنها ستحسم الموضوع. وجاءت هذه الحرب لتكشف حقيقة المواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية شعبيا ورسميا منها. فلم يعد من الصعب أن تحدد تخوم سياسات كل طرف ومحتواها بأعلى درجات الدقة. أما فلسطينيا، فهنالك ما عكسته المواقف داخل القطاع. ولكن الأهم والأوضح كانت المواقف في الضفة الغربية من حيث كيفية « التضامن » مع ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإلى أي مدى، خصوصا، من جهة المشاركة الفعلية في الصدام مع قوات الاحتلال ليكون الهدف الانخراط في الحرب عمليا. وبالمناسبة، لو كان هنالك قرار سياسي للدخول في معركة أو إعلان انتفاضة ضد الاحتلال خلال الـ22 يوما لقصرت المدة، ولفتح ملف الاحتلال في الضفة مع ملف وقف إطلاق النار التهدئة والانسحاب بلا قيد أو شرط. طبعا هذه نقطة أخرى ليس هنا مكان مناقشتها والتوسع فيها، ولكن لا شك في أن فرصة ثمينة ضاعت بسبب المستوى المتدني للمناصرة والمواجهة في الضفة الغربية. طبعا من دون أن نسقط من حسابنا دور حكومة سلام فياض وقواتها الأمنية في القمع « والإنجاز ». وقد ساعدها على ذلك تدني مستوى مواقف عدد من الفصائل في مناصرة قطاع غزة، وإلا كان القمع سيكسر حتما، ولا يبقى من مكان لحكومة سلام فياض. يجب أن يلاحظ هنا قبل مغادرة هذه النقطة أن الانقسام الفلسطيني يتحمل مسؤولية الوضع الذي قام في الضفة الغربية في ظل حكومة سلام فياض وسياسة المفاوضات. وذلك من جهة ما حدث من تنازلات داخل تلك المفاوضات، وهو ماستكشفه الأيام القريبة القادمة عندما يضع جورج ميتشل التوصل إلى اتفاق على الطاولة، لأنه سيبدأ من حيث انتهت تلك المفاوضات، ويسعى لإنجاز ما توقفت عنده أو تعثرت إزاءه. فالانقسام الفلسطيني كان كارثة على الضفة الغربية، أيضا من جهة التوسع الاستيطاني في ظل المفاوضات، وما تم من حفريات وبناء كنيسين أحدهما تحت المسجد الأقصى وثانيهما قربه، وما « أنجزته » حكومة فياض في تفكيك خلايا المقاومة إلى جانب التوسع في بناء الجدار والاستيلاء على الأغوار وبناء الطرق الالتفافية وزيادة الحواجز وخطوات تهويدية إضافية في الخليل والقدس. ولكن من جهة أخرى، لم يمنع هذا الانقسام من تحقيق نصر تاريخي للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان على قطاع غزة سواء أكان على مستوى الصمود والمقاومة أم على مستوى التظاهرات والاعتصامات التي عمت كل عواصم الأقطار العربية ومدنها وكذلك على مستوى الدول الإسلامية وحتى على مستوى العالم كله. ويكفي أن نلحظ العلم الفلسطيني الذي يرمز إلى القضية الفلسطينية مرفرفا فوق القارات الخميس، حتى نتأكد أن الانقسام لم يصل إلى حد القضاء على القصية الفلسطينية كما روج له البعض من المعادين للمقاومة أو من المؤيدين لخط محمود عباس. بل كان أفضل من وحدة في ظل خط محمود عباس، وإن كانت الوحدة الفلسطينية تفضله كثيرا لو قامت على أساس خط المقاومة والممانعة وامتدت المعركة من رفح وإلى جنين. فها هنا يجب أن ترى سلبيات الانقسام وليس بالمعنى الذي أراده البعض، أو وضع كل البيض الفلسطيني في سلة محمود عباس وسلام فياض. ولهذا فإن ما ظهر من مؤشرات خلال الأسبوع المنصرم مثل عقد اجتماعين لوفدين من فتح وحماس، ومثل البحث الجدي لفتح معبر رفح، تفترض بعد إنجاز المصالحة وفتح الحوار أن يركز على حل مشكلتين فلسطينيتين: الأولى تتعلق بإيجاد وفاق وطني حول التهدئة في قطاع غزة وإدارة القطاع وتضميد الجراح والتعويض والمساعدات وإعادة البناء. والثانية فتح ملف الاحتلال في الضفة الغربية لأن المشكلة الحقيقية الآن ومنذ الانقسام في يونيو/ حزيران 2007 هي في الضفة الغربية. فمن جهة، ثمة ضرورة لوقف المفاوضات، وعدم السماح للرئيس محمود عباس ومستشاريه وحكومته المضي بالسياسات التي اتبعوها، ويبدو أنهم يريدون مواصلتها مع ميتشل للوصول إلى تسوية لا بد من أن تكون تصفوية بامتياز. لأن الاعتراف بـ »يهودية » الكيان الصهيوني يعني تهجير الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين تحت احتلال « الدولة العبرية » ذلك لأن المقصود، كما أعلن، من « يهودية الدولة » بأنها لليهود فقط. ثم سيطر حق العودة تحت عنوان التعويض وهو الاسم الحركي للتوطين والوطن البديل. ثم سيقبل بمبدأ تبادل الأراضي بحيث تثبت المستوطنات الكبرى ولا سيما حول القدس وفي القدس مقابل أراض أراض في النقب الفلسطيني المغتصب بدوره عام 1948-1949. وذلك فضلا عن الأراضي والمياه من وراء الجدار، كما في مناطق الأغوار. وهكذا لتقوم « الدويلة » على أجزاء من الضفة وعاصمتها القدس (أجزاء من القدس الشرقية.( وأضف « الاعتراف العربي » بكل ذلك وبالدولة العبرية وفقا لـ »مبادرة السلام العربية »، مدعوما بموضوعية نرضى بما يرضى به الفلسطينيون » (والمقصود ما يرضى به محمود عباس وسلام فياض) مع إجراء استفتاء مزور بالتأكيد يجرى في الضفة الغربية. ولكن هذا جانب في فتح ملف الضفة الغربية لأن الجانب الآخر المقابل يتطلب الاتفاق أو الوفاق الوطني من أجل مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة لدحره عن الأراضي المحتلة في 1967، بلا قيد أو شرط، واعتبار الجدار والمستوطنات وكل المتغيرات التي استحدثت في القدس أو تحت المسجد الأقصى باطلة ولا يجوز المساومة حولها. ولهذا يجب أن ترفض نظرية « حل الدولتين » لأنها تتضمن تقديم كل التنازلات آنفة الذكر ثمنا مقابلا لإقامة دويلة فلسطينية، علما أن فتح وكل الفصائل تأسست أصلا على التحرير الكامل ورفض « الدويلة الفلسطينية ». وبالمناسبة، لقد تسللت بدعة تقديم شعار الدولة الفلسطينية ليوضع قبل تحرير الأرض من الاحتلال ولتسقط كل الحقوق الفلسطينية (والعربية والإسلامية) في فلسطين التاريخية، لأن الحديث عن حل الدولتين يعني « العوض بسلامتك » بالنسبة إلى ما اغتصب واحتل عام 1948-1949 وقامت عليه دولة الكيان بما في ذلك التهجير والحرمان من حق العودة، والحق في الممتلكات الفردية، ناهيك عن الحق في تقرير المصير الذي هو حق حصري للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي وهو ما تؤكده المرجعيات الأخرى الوطنية والعروبية والإسلامية والإنسانية. إن رفض ما يسمى « حل الدولتين » يجب أن يكون جزءا من الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما يجب أن يوضع دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات هدفا للمقاومة. أما بعد تحرير الأرض فلكل حادث حديث سواء أكان ما يمكن أن يقوم من سلطة أو دولة أن استمرار الاستمساك بحق العودة ورفض نتائج حرب 1948-1949 أو كلاهما. طبعا قد يكون بعض ما تقدم فيه الكثير من الخلاف داخل الساحة الفلسطينية، كما الموقف العربي الرسمي. ولهذا يمكن أن يحصر الاتفاق بفتح ملف الاحتلال في الضفة الغربية تحت هدف دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وهدم الجدار بلا قيد أو شرط. فتلكم هي المهمة الرئيسة بعد تسوية الوضع في قطاع غزة المنتصر عبر فتح كل المعابر وفي المقدمة معبر رفح فتحا دائما، وتهدئة لا تختلط بحصار أو اغتيالات. ــــــــــــــ كاتب فلسطيني
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 فيفري 2009 )
أشرعة الذاكرة
الصحافة الحرة تتحدى الأعداء في المياه الإقليمية الفلسطينية
عبد الكريم بن حميدة
أوغاريت دندش صحافية تعمل في تلفزيون « الجديد » اللبناني.. كانت على متن سفينة « الأخوة » اللبنانية المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية لأهالي قطاع غزة المحاصر، والتي أجبرتها قوات الاحتلال « الإسرائيلي » على الرسوّ في ميناء أسدود في فلسطين المحتلة، واحتجزت ركابها قبل أن تطلق سراحهم. حقق الصهاينة معها على ظهر السفينة أولا.. ثم على الأرض.. الأرض الفلسطينية ثانيا، شأنها في ذلك شأن جميع ركاب السفينة، فهم في عُرف الصهاينة إرهابيون طالما أنهم يقفون إلى جانب أهلهم وأحبّتهم المحاصَرين في قطاع غزة. ولكن هذا المحقق كان أكثر استفزازا في أسئلته الموجّهة إلى الإعلاميين. فأعداؤنا يدركون بلا أدنى ريب أن إحدى ساحات الصراع الأساسية في معركتنا الطويلة معه هي الواجهة الإعلامية. وهو يدرك أكثر من ذلك أن الإعلام لعب في الحرب الأخيرة على غزة دورا رياديا في كشف الجرائم الصهيونية وتعرية حقيقة العقيدة الصهيونية المدججة بالعنف والتعصب والكراهية والأكاذيب والتضليل وأشكال الخداع. ووسائل الإعلام كانت وما زالت تخوض حربها العادلة في نقل الحقيقة ورفض التزييف، وهو ما عرّض الكيان الصهيوني لأكبر حملة ملاحقة قانونية عربية ودولية وأكبر أشكال الإدانة الشعبية لممارساته وجرائمه، مثلما جلب أقصى قدر من التعاطف الشعبي العالمي مع شعب فلسطين وقضيته. حاول المحقق الصهيوني أن يختبر الصحافية أوغاريت وأن يغمز من قناة صدق الصحفيّ وموضوعيته اللذين يقتضيان « الحياد ». قال لها: «ألم يعلّموك في الصحافة أن الصحافي يجب أن يكون محايداً؟». أوغاريت لم تتردد. كان الجواب جاهزا. صفعته به بكل ثقة: « تعلّمت أنه يجب أن يكون صادقاً.. » نعم.. الصدق قبل الحياد.. وفوقه.. الصدق أشمل من الحياد وأبقى وأسلم. إنهم يريدون منا أن نكون محايدين. وقتها سنحصد الجوائز و نتلقى الدعوات و »الهدايا ». والحياد في مثل هذه الحالة أن يقول الإعلامي إن حربا تدور بين الفلسطينيين و »الإسرائيليين ».. أو أن أعمال العنف تصاعدت بين طرفي الصراع.. أو أن إصابات قد وقعت في صفوف المدنيين من الجانبين. هذا هو الحياد الذي يراد لنا أن نلتزم به. ولهذا فنحن نقول إننا لسنا محايدين.. لسنا محايدين، فإذا أردنا فلن نستطيع، وإذا ألزمونا فلن نستطيع، وإذا أكرهونا فلن نتنازل. تلقّى المحقق الصهيوني الصفعة الأولى من أوغاريت.. قبل أن تضيف: « … لا سيما مع قتلة مثلكم ». كان وجود ذلك العسكري الصهيوني على ظهر سفينة تُقلّ ناشطين حقوقيين وإعلاميين ومساعدات إنسانية وتمّ تفتيشها في ميناءي لارنكا وطرابلس أكبر دليل على أن الدولة التي يمثلها دولة جريمة وإرهاب .. دولة قتلة. تعرّضت أوغاريت مثل كل ركاب السفينة إلى الاعتداء والدفع والضرب والإهانة. غير أن كل ذلك لم يزدها إلا إيغالا في تحدّي العسكري الصهيوني. سألها عن بلدها، فقالت: من البلد الذي لكم فيه ذكريات ثمينة. وسألها إن كانت تريد مياها يهودية، فردّت عليه بسؤال: ألا تريد دماء عربية؟ كان الحوار الذي دار بين هذه الصحفية والمحقق « الإسرائيلي » درسا في الصمود، ودرسا في الوطنية، ودرس في الصحافة. ليت الذين يروّجون للتطبيع ويعملون على تلميع صورة العدو ويخرّبون عقول أبنائنا.. يطّلعون على هذا الحوار.. لعلهم يخجلون.. ويصمتون.
(جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
الحِكمُ الغزّاوية الحلقة الأخيرة: معرفة الله
عبدالحميد العداسي لمّا وقفت مع الحِكم الغزّاوية أحصيت منها الكثير فاخترت منها معرفة تحصينات العدو ودكّها، ومعرفة الله وحبّه ومعرفة الشيطان وإبغاضه، وضرورة مراجعة كلّ الهياكل الدوليّة كهيأة الأمم المتّحدة ومختلف المحاكم المُقامة من أجل تضييق الخناق على المسلمين… وقد ابتدأت بالحديث عن التحصينات في الحلقة الأولى ثمّ واصلت مع إثارة موضوع الهياكل الدولية وخاصّة منها هيأة الأمم المتّحدة في الحلقة الثانية، وآتي اليوم إلى خاتمة هذه السلسلة بإبراز معرفة الله وحبّه موازاة مع معرفة الشيطان وإبغاضه… معرفة الله وحبّه: ليس أغلى في حياة المرء وأدعى إلى الرّاحة والطمأنينة من معرفة الله سبحانه وتعالى معرفة تسمو به سموّا يقطع التصاقه بالأرض ويحرّره حتّى لا يرى قويّا غير الله ولا رازقا غير الله ولا متحكّما في المصائر غير الله، فتصغر بذلك في عينيه الأصنام الجامد منها والمتحرّك، ويرى الدنيا – كما قدّمها له رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم – قصيرة لا تزيد مدّتها على فترة استظلال المسافر بتلكم الشجرة! حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة!… معرفة تجعله يُخلص في الحبّ إلى الله ويجتهد فيه حتّى يحبّه الله كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنّ الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال إنّى أحبّ فلانا فأحبَّه قال فيُحبُّه جبريلُ ثم ينادى في السماء فيقول إنّ الله يحبّ فلانا فأحِبّوه فيُحِبّه أهلُ السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض… »… معرفة تحفّزه على الإخلاص في نصر الله حتّى ينصره الله ويثبّت أقدامه تحقيقا وتصديقا لقوله جلّ وعلا: « يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم »… وقد أرتنا غزّةُ أو عرّفتنا على ناس فيها، عرفوا الله وأحبّوه ونصروه حتّى اجتباهم شهداء، حتّى نصرهم بجند من عنده، حتّى وضع لهم القبول في الأرض، كلّ الأرض، حتّى أغضب لهم هوقو شافيز وإيفو موراليس في الديار البعيدة هناك جوار رعاة البقر، وهما يريان تخاذل « إخوان » الغزّاوين بل يريان خيانتهم وقد هبّوا يدعمون اليهود الصهاينة ويطعمون جنودهم المرابطين على تخوم الدماء المهراقة والأشلاء المتناثرة(*)… معرفة الله في غزّة أبطلت كلّ المعادلات والقوانين المعتمدة على ما يُسمّى بموازين القوى، فلا قوّة مع الله ولا غالب لمن التجأ إليه بصدق!… وحريّ بكلّ من قال لا إله إلاّ الله – ولو مرّة في حياته – أن يفهم الدرس من غزّة فيجتهد في معرفة الله موقنا أنّ في ذلك فلاحه وفلاح قومه وبلده، وحريّ به أن يدوس على كلّ الحطام الذي صغُرت به دنيا النّاس وفسدت به آخرتهم؛ فلا معنى لحياة يُساوَى فيها بين الواهب والموهوب وبين الخالق والمخلوق وبين الدنيا والآخرة (ومنهم من لا يعترف بالآخرة) وبين الكريم واللئيم وبين العامل والقاعد وبين المخلص والخائن وبين الصالح والطالح وبين المحسن والمفسد وبين المُبغض لليهود الصهاينة والمطبّع معهم أو الخادم لهم وبين المتودّد للمؤمنين المتذلّل لهم والذي لا يرقب فيهم إلاّ ولا ذمّة وبين المحبّ لله والمحبّ لأعدائه وللشياطين!… سهل على من عرف الله التعرّف على الشياطين والتحوّط منهم ومن وساوسهم!… الفروق الدّالّة: لا مجال للخلط بعد غزّة: فهؤلاء عباد الله وحزبه بأوصافهم التي وصفهم الله بها: يسالمون في غير مذلّة، يصلحون ويعمرون الأرض لا يفسدون، يذكرون الله لا يفترون، يقيمون الليل لا يهجعون، ينفقون لا يقبضون أيديهم ولا يُقترون، يقتصدون لا يسرفون، يوحّدون الله لا يشركون، يقسطون لا يعتدون، يعفّون لا يزنون، يجتنبون الكبائر لا يصرّون، يبغضون من حادّ الله ورسوله ويعادونهم لا يُوالون ولا يُجاملون، يجاهدون لا يستكينون، يعتزّون بربّهم لا يذلّون، فهم المفلحون!… وأولئك حزب الشيطان أعداء الله وأعداء المؤمنين: يبيعون آخرتهم بدنياهم ويشترون النّار بالجنّة، يتصاغرون ويسالمون في مذلّة، يتولّون في الأرض مفسدين، يحاربون الله باقتراف المعاصي، يقبضون أيديهم إلى أعناقهم بإغلاق المعابر، ينسون الله فيتصرّفون بأخلاق الأنعام التي لا تعقل، يوالون الأعداء يظلمون أنفسهم والمؤمنين، يفحشون، يصخبون، يحسدون، يتربّصون بالمؤمنين، يعضّون الأنامل عليهم من الغيظ؛ فهم الخاسرون!… والعاقبة للمتّقين… والعاقبة للمتّقين… والعاقبة للمتّقين، و »كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز »!… فلا يجوز بعد غزّة أن تعود الشعوب إلى انكماشها، فينحصر فعلها وردّ فعلها، فيتغوّل عليها النّظام الحاكم – الذي قد لا يكون وفّق إلى مصاحبة عباد الله والتخلّق بأخلاقهم – فيعمد إلى أعمال رعناء، كهذه التي نراها في الساحة التونسية، بالحوض المنجمي أو بمختلف الساحات والميادين، فالعديد من القطاعات يشهد الكثير من التردّي والظلم المؤذن بخراب العمران!… ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): قرأت – وأسأل الله أن يكون ذلك خاطئا – أنّ شركة مصريّة، كانت أثناء الحرب على غزّة، تزوّد المجرمين الصهاينة بالبازلاّ والفاصوليا والمواد الغذائية الطازجة… غير أنّي لا أستغرب من ذلك ولا أستبعده، فالذي زوّد – دون حياء – اليهود بالغاز الطبيعي المصري الممنوع على غزّة لصهر الرّصاص وسكبه على أهلنا في غزّة (أليس اسم العملية الإجرامية: « الرّصاص المصهور ») قد لا يتردّد في تأكيلهم وإلباسهم!…
اسطورة التضامن العربي تتهاوى على اسوار غزة….
بقلم: آسيا العتروس بعد ثلاثة اسابيع على انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة يبدو العالم أكثر اهتماما بسباق التحالفات والابتزازات والمساومات الجارية لتشكيل الحكومة الاسرائيلية المقبلة من اهتمامه بالازمة الانسانية في غزة التي تزداد عمقا واستنزافا لجهود الاهالي وامكانياتهم المحدودة لتوفير لقمة العيش اليومي والبحث عن بقية سقف بين الانقاض يلجاون اليه اتقاء للبرد وسيول الامطار التي داهمتهم الى خيامهم وابت الا ان تعيد تشريدهم مجددا. كل ذلك طبعا بعد ان وجدت اسرائيل في الكذبة التي اطلقتها لمنع دخول مواد البناء الى غزة بدعوى استعمالها لتصنيع الصواريخ ما ساعدها على تبرئة الذمة ودفع بالقريبين من حدودها قبل البعيدين الى تصديق روايتها بل وتبنيها وتوفير كل الاسباب لتنفيذها وتشديد الطوق المفروض على القطاع ليواجه اهل غزة الخيبة بعد الاخرى من امكانية وصول اكوام المساعدات الانسانية المحتجزة على الجانب الاخر من القطاع. ولاشك ان في تلك التصريحات النارية التي اطلقها نواب جزائريون عائدون من غزة وقد شاهدوا باعينهم حجم المساعدات العربية المتلفة بعد ان انتهت مدة صلاحياتها ما اعاد الى الذاكرة اسطورة التضامن العربي المتهاوية على ابواب غزة لا سيما على معبر رفح الرئة الوحيدة المتبقية امام القطاع لمواصلة التنفس وتجنب الموت البطيء… قبل سنتين فقط وفيما كانت اثينا تعاني من موجة الحرائق لم ينتظر البرلمان الأوروبي طويلا للتحرك على عجل وتقديم المساعدة المطلوبة لبلد اوروبي في حاجة للمساعدة واليوم وفي خضم تفاقم الازمة المالية الاقتصادية في العالم لم يتردد الاتحاد الاوروبي في بحث كل اسباب الدعم للدول الاوروبية المحدودة الامكانيات ومع موجة الحرائق الجديدة في استراليا لم تترد بريطانيا بدورها في تقديم كل اسباب الدعم المطلوب لهذا البلد الذي يناهز في حجمه وامكانياته حجم قارة باكملها ولاشك ان في هجمات الحادي عشر من سبتمبر من دروس التضامن الدولي ما تجاوز كل الاوصاف بعد ان تحركت كل دول العالم وقياداته لتاكيد تعاطفها وتاييدها لامريكا حكومة وشعبا بعد تلك الاعتداءات فالتضامن الاوروبي والدولي لا يقف عند حد ولايعترف بحواجز او موانع وحقوق الانسان في المجتمعات الغربية قبل كل الاعتبارات والولاءات والحسابات والمصالح… ولعل ما يدعو للاستغراب فعلا ان مواقف جامعة الدول العربية لم تخرج حتى الان عن اطار ذلك الدور المثير للاستهزاء الغارق في البحث عن دفع الانتقادات وتلميع صورة لم تعد تقبل التلميع اذ يكفي الاستماع لحديث الامين العام عمرو موسى وهو يقدم التبريرات ويشرح اسباب عدم انسحابه من مؤتمر دافوس على غرار رئيس الوزراء التركي لادراك حقيقة ومفهوم التضامن العربي في ثوبه القائم وهو لا يكاد يختلف في شيء عن حادثة حذاء الصحفي العراقي الزيدي السجين في انتظار محاكمته بعد رشقه الرئيس الامريكي السابق بحذائه وما وفرته تلك اللقطة لشعوب العالم العربي من فرصة للتنفس فكانت فعلا امة متنفسها الحذاء في زمن عزت معه المواقف المشرفة الجريئة والشجاعة. فليس سرا بالمرة انه وبعد اكثر من ثلاثة اسابيع على عدوان غزة لم نسمع بعد عن مسؤول في العالم العربي اعرب عن نيته تجاوز الحصار المفروض وزيارة غزة بل حتى زيارة الامين العام للامم المتحدة الى القطاع لم تات الا بعد أن تكثفت الانتقادات الموجهة للمنظمة بعد الاستهداف الدموي لمقراتها وموظفيها هناك وليس سرا ايضا ان اغلب النشطاء والاطباء والحقوقيين الذين ارادوا القيام بتلك الخطوة قد وجدوا انفسهم يقفون على ابواب غزة بلا تصاريح للدخول… مفارقة معقدة وغريبة في نفس الوقت ولكنها قائمة… قبل اسابيع فقط وطوال ايام العدوان على غزة الذي لم تترك فيه الالة الحربية الاسرائيلية سلاحا الا واستعملته لم تتوقف المظاهرات الاحتجاجية الشعبية في مختلف انحاء العالم من اجل انهاء تلك الحرب القذرة ولم تتوقف معها الجهود والمساعي لجمع التبرعات التي تسابقت كل الفئات الاجتماعية والفقراء قبل الاغنياء في تقديمها لاطفال غزة ونسائها وشبابها اقتناعا منهم بان ذلك ابسط ما يمكن تقديمه لجزء من ابناء الشعب الفلسطيني في مواجهة احدى المحن المستمرة مع الاحتلال قبل ان يتضح لاحقا ومع انسحاب الات الحرب الاسرائلية الى حدود غزة ولكن دون ان تغادرها نهائيا الى ثكناتها ان حجم المآسي اكبر واعمق من ان تنقله الاخبار والصورالمتواترة من القطاع المنكوب وقد كشف الاطباء القادمون من العواصم الاوروبية وغيرهم جزء من تداعيات وجروح حرب الثلاث والعشرون يوما النفسية والمادية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها وهي تداعيات وجروح قد لا يكتب لها ان تتوقف عن النزيف قريبا… بالامس فقط اعلن طلبة الجامعات البريطانية نجاحهم في اقتلاع منحتين دراسيتين لصالح اثنين من الطلبة الفلسطينيين وذلك رغم كل الضغوط الاسرائيلية المستمرة منذ عام لالغاء حق الطلبة الفلسطينيين في الدراسة في الخارج. وقد جاءت هذه الخطوة لتثير الكثير من التساؤلات حول اسباب فشل الجهود العربية والدولية في ايصال المساعدات الانسانية الى غزة التي يعيش اهلها على الكفاف وتثير اكثر من نقطة استفهام حول غياب الارادة الحقيقية في انقاذ اهل القطاع من كارثة انسانية لم تعد وشيكة ولكنها قائمة وتتفاقم بسرعة غريبة. طبعا الامر لا يتعلق بارسال المؤن والذخيرة والسلاح لدعم المقاومة فتلك امور محسومة ولا مجال لمناقشتها سواء في السلطة الفلسطينية او خارجها ولكن الامر بات يتعلق بمستلزمات الحياة الضرورية والادوية والادوات الطبية وتوفير قارب النجاة لاطفال غزة ونسائها وشبابها وكل الجرحى والمصابين فيها… صحيح ان اصوات كثيرة ما انفكت تردد من داخل اسرائيل بان قوافل المساعدات الانسانية تمر بشكل عادي الى داخل القطاع ولكن ما لم تقله تلك الاصوات ان حجم تلك المساعدات لا يكاد يفي بالحاجة وانه ليس اكثر من ذر للرماد على العيون وتجنيب السلطات الاسرائيلية المزيد من الانتقادات والاحراجات… لقد بات واضحا ان اجمل صور التضامن الانساني مع غزة المنكوبة واروع ملاحم التكاتف تلك التي انطلقت من بين انقاض غزة نفسها بصمود اهلها واصرارهم على عدم الركوع واقتسام لقمة العيش تحت سقف خيمة من قماش فقدمت بذلك غزة للعالم العربي اروع دروس التضامن المفقود… (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2009)
‘المرفوضون’ على معبر رفح !!!!!!!!!!
أحمد منصور
كنت أقف مع العشرات من الصحفيين والأطباء والعالقين الفلسطينيين والحقوقيين الدوليين ننتظر رد سلطات معبر رفح من الجانب المصري علي طلباتنا الخاصة بالعبور إلي قطاع غزة بعد يوم طويل من الانتظار في ظروف غير آدمية أمام المعبر ، ومع تثاقل الوقت وتسرب الملل إلي نفوس الكثيرين كانت بوابة المعبر تفتح من آن لآخر ليطل ضابط البوابة وينادي » أين الوفد الألماني ؟ » » أين الصحفيون الأمريكيين ؟ » » أين الوفد الفرنسي ؟ » وهكذا … فخلال اليوم الأول لوجودي علي المعبر دخلت عشرات الوفود لاسيما من الأوروبيين والأمريكيين كان من بينهم أكثر من خمسة وعشرين من الصحفيين ، وحينما أوشك المعبر علي الإغلاق نادي الضابط بصوت عال علي مسمع من الجميع قائلا : » أحمد منصور » لم يمهلني حتى للأجابة حتي أتبع الأسم بكلمة » مرفوض » وكانت هذه هي المرة الأولي في هذا اليوم التى تعلن فيها هذه الكلمة » مرفوض » كان الجميع يقال لهم » التنسيق الأمني لم ينته بعد » عليكم مراجعة » المخابرات » حتى الغربيين أصبحوا يقولون كلمة » مخابرات » باللغة العربية تماما كما ننطقها نحن العرب لكن بالنسبة لي كان القرار فاصلا : » مرفوض » قلت للضابط : » ما معني مرفوض » قال لا أعرف » هذا ما بلغت به من الداخل » أنت مرفوض » لم أجادله كثيرا فهو مثل غيره ينفذ الأوامر ، لكن كان هناك اثنان آخران ينتظران جوابا أيضا لكنهما لم يبلغا بالرفض مثلي ولكن قيل لهما » التنسيق الأمني لم يتم بعد » . ليس هناك أسرار علي المعبر كل ما يدور داخل المعبر وخارجه يتداوله الجميع ، أشخاص ينادي عليهم ويدخلون للداخل يقضون دقائق وأحيانا ساعات ثم يعودون مرة أخري في انتظار » التنسيق الأمني » وهي عبارة مهذبه للرفض ، وأحيانا لاختبار قدرة طالب الدخول إلي غزة علي الصبر والتحمل ، أو يأخذ قراره من تلقاء نفسه بالعودة إلي القاهرة مرة أخري ومن ثم العودة إلي بلده إن كان أجنبيا . لم أقض اليوم الأول في المشاهدة والانتظار فقط ولكني ما تركت وفدا في طريقه إلي غزة أو عائدا منها إلا وتحدثت إليهم ، كان بعضهم يتحفظ إلي حد عدم الإفصاح عن الهدف من الدخول ، بل قالت لي إحداهم وهي ألمانية » لدينا أوامر من المسئول ألا نتحدث إلي أحد » أما المسئول عنهم فقد رفض حتى الأدلاء بالمعلومات البسيطة التى كنت أجمعها من أفراد الوفد المتناثرين ، بعض الوفود كانت تتكون من شخصين وبعضها كان يصل إلي عشرين شخصا ، معظمهم أوربيون لاسيما الألمان والفرنسيين واليونانيين والأيطاليين وقد لاحظت أن كثيرا منهم يتحدث العربية أو يفهمها علي الأقل ، وأصبحت علي يقين جازم من اليوم الأول لوجودي علي المعبر أنه ما من جهاز مخابرات في العالم إلا وأرسل بعض عملائه و مندوبيه تحت أي من المسميات الكثيرة التى كان يدخل بها هؤلاء لمعرفة ماذا حدث ويحدث في غزة بعد حرب إسرائيل عليها ، بل إني لا أستبعد أن هناك إسرائيليين ممن يحملون جنسيات مزدوجة لاسيما الأوربيين والأمريكيين قد دخلوا للقطاع خلال الأيام الماضية لجمع المعلومات ، فجواز سفر غربي ومهنة صحفي أو لجنة إغاثة أو حتى طبيب أو متطوع أو جمعية من الجمعيات التي تملأ العالم ورسالة من سفارة بلدك وتنسيق أمني كفيل بأن تكون في غزة خلال ساعات تجمع ما تريد من معلومات ثم تعود .. تعرفت في اليوم الأول علي كل من كورت جورنج النائب الأول للمدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية وهو أمريكي يقيم في واشنطن ، وزميلته نانسي هوكر وهي بريطانية تعمل مسئولة للحملات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة ، وقد جاءا كوفد من المنظمة لدعم زميلين لهما تمكنا من الدخول إلي غزة في اليوم الأول لفتح المعبر مع عشرات من الصحفيين والناشطين حيث دخل في هذا اليوم مئات من الصحفيين وناشطي حقوق الأنسان كان من بينهم بعض زملائنا من قناة الجزيرة ، ولأن منظمة العفو الدولية مكروهة من قبل السلطات المصرية بسبب تقاريرها حيث لم تشفع لجورنج وهوكر جنسياتهما الأمريكية والبريطانية ولا عشرات الأتصالات التى بقيا يجريناها طوال ثلاثة أيام بقيا فيها معي علي المعبر مع كل من وزارات الخارجية وسفارات بلديهما ومقر المنظمة الرئيسي في لندن ووزارة الخارجية المصرية التى ربما أي جندي من الواقفين علي المعبر له سلطة أكبر من سلطة وزيرها عليه ففي نقاش بين أحد المرفوضين ومسئولي بوابة المعبر قال المرفوض وهو أوروبي : » لقد اتصل وزير خارجيتنا مع وزير الخارجية المصري وأكد له أن كافة الترتيبات الخاصة بنا قد أنجزت من أجل الدخول إلي غزة فرد عليه المسئول الأمني قائلا » خلي وزير الخارجية ييجي يدخلك » . كان كورت ونانسي لديهما دأب وإصرار عجيب علي الدخول إلي غزة وتوثيق الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، في بعض الأحيان كنت أجدهما وقد استبشرا بمكالمة أو اتصال ثم يملأ الإحباط وجهيهما مرة أخري ، ثم يعودا معي في المساء إلي الفندق وهما بين الدهشة والذهول مما يحدث ، قلت له : كورت … هل تعرضت لمثل هذا في أي من مهمات عملك طوال عشرين عاما في منظمة العفو الدولية ؟ قال : » علي الإطلاق هذا شيء غريب لا أكاد أصدقه ، وما يؤلمني هو أن مصر تمنعنا من دخول قطاع غزة لنوثق تجاوزات قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين وليس مصر فلماذا تمنعنا مصر ؟ » ، أما نانسي فقد قالت لي : » حتى حكومة طالبان لم تعاملني علي الحدود الأفغانية الباكستانية بهذه الطريقة ، فمرة واحدة طال وجودي علي الحدود الأفغانية ولم يزد عن ساعة أما ثلاثة أيام ومن أجل رصد انتهاكات قام بها الأسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني والذي تمنعني هي الحكومة المصرية أنا لا أكاد أصدق ؟ » . بعد آذان الظهر في اليوم الثالث لوجودهما علي المعبر جاءني كورت متهللا وقال لي : » أحمد لقد أصبح كل شيء علي ما يرام ، جاءت الموافقة والتنسيق الأمني تم ، الضابط قال لي بعد الصلاة سوف نبدأ في إنهاء إجراءات دخولكم ، لقد أكد لي الضابط أن كل شيء قد انتهي سوف ندخل إلي غزة يا أحمد » لكن كورت ونانسي ظلا باقي اليوم يركضان إلي البوابة كلما ظهر الضابط لينادي علي من يتم الإفراج عنهم والسماح بدخولهم إلي غزة ثم يعودان إلي حيث أقف غير بعيد والإحباط يعلو وجهيهما وانتهي اليوم الثالث لهما دون جدوى ، وفي في نهاية اليوم جاءني الاثنان وقالا لي : هل يمكن أن تعيرنا سيارتك لتوصلنا إلي العريش حتى نأخذ سيارة من هناك تعيدنا للقاهرة ؟ قلت لهما : هل ستراجعان الخارجية المصرية أم سفارات بلديكما ؟ قال : لا سنعود أنا إلي واشنطن وهي إلي لندن يبدوا أن هناك قرارا نهائيا من الحكومة المصرية بعدم السماح لنا بالدخول إلي غزة لتوثيق الانتهاكات التي وقعت هناك وسوف نوثق ذلك في تقارير منظمتنا . أما وفود الأطباء فكانت تتري من كل الدول العربية تقريبا ، ولم يكن الأطباء يقضون في العادة وقتا طويلا علي المعبر فقط ساعات وهي في مفهوم المعبر تعتبر شيئا من النزهة ، غير أن وفدا طبيا سوريا عومل بشكل آخر ففي اليوم الأول بقوا حتى نهاية اليوم تقريبا علي بوابة المعبر ثم نادي ضابط البوابة عليهم كانوا ستة عشر طبيبا كلهم تقريبا من الجراحين ومعظمهم من جراحي الأوعية الدموية والجراحات الدقيقة وتم اختيارهم بعناية من قبل نقابة الأطباء في سوريا من بين عشرات ممن تقدموا للذهاب إلي غزة ، وبعد مساومات معهم أخبرهم الضابط أن نصفهم فقط سيدخل اليوم أي ثمانية ، دخل ثمانية ثم أخبروهم في الداخل أن سبعة فقط سوف يدخلون استبد القلق بالباقين وبالطبيب الذي أعادوه من الداخل وقال لي : » الضابط أقسم لي بشرفه أننا سوف ندخل جميعا في الصباح » وفي التاسعة صباح اليوم التالي كانوا يقفون علي بوابة المعبر مذهولين بينما كان الطبيب الذي تلقي الوعد بالشرف يكاد يهذي وهو لا يصدق أن الضابط سحب قسمه بشرفه بهذه السهولة باتوا يوما إضافيا في العريش وصباح اليوم التالي نشرت لهم خبرا علي شاشة الجزيرة وتدخلت حكومتهم وفي نهاية اليوم نادوا عليهم غير أن الضابط أصبح يفحص تخصصات كل منهم ويقول لهم هذا التخصص ممكن أن يدخل وهذا غير مطلوب ، وهكذا دخلوا في مساومة أدت في النهاية إلي دخولهم جميعا عدا أحدهم لأنه جراح أوعية دموية وهي من التخصصات الدقيقة التي يحتاجها أهل غزة ، لكن ضابط المعبر الخبير في الطب والجراحة أكد أن هذا تخصص غير مطلوب في غزة وأعاد الطبيب وحده دون باقي الوفد وبقي الطبيب محبطا علي المعبر طيلة الأيام كل يوم يأتي في الصباح ويبقي علي أمل الدخول إلي آخر اليوم حتى أعلن عن إغلاق المعبر بشكل نهائي . في اليوم الثاني لوجودي علي المعبر جاء وفد علمي من أساتذة الجامعات المصرية برئاسة الدكتور عادل عبد الجواد رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة ويضم الوفد أساتذة من معظم الجامعات المصرية متخصصين في تخصصات عملية دقيقة تتعلق بالاحتياجات المعمارية والطبية التي يحتاجها أهل غزة في مرحلة ما بعد العدوان أهمها خبراء في إعادة الأعمار وبراءات اختراع بسيطة التكاليف تسهل كثير من المشكلات للذين هدمت بيوتهم وتقوم علي أفكار حازت علي جوائز دولية ، قضي العلماء المصريون ثلاثة أيام علي المعبر يحاولون كل يوم من الصباح إلي المساء ثم عادوا للقاهرة بعدما أعلن أن المعبر سوف يغلق بشكل نهائي في الخامس من فبراير وقال لي الدكتور عادل عبد الجواد وهو يشعر بالأسى بعد ثلاثة أيام من البقاء علي المعبر » كيف نمنع نحن المصريون من الدخول لمساعدة إخواننا في غزة بينما يسمح لكل جنسيات العالم بالدخول إننا نشعر بالعار من تصرفات هذه الحكومة ؟ هل يجب أن نحمل جنسية أوروبية حتى يحترمونا ؟ » كان يحدث هذا في الوقت الذي كانت الوفود اليونانية والايطالية والفرنسية والأمريكية يسمح لها بالدخول دون عقبات بينما نحن المرفوضون نقضي سحابة النهار أمام المعبر ثم نتلقى وسام الرفض نهاية اليوم وأحيانا في منتصفه » مرفوض » . غير أن قصة وفد التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين والذي تكون في أوروبا بعد قيام إسرائيل بشن حربها علي غزة و الذي يضم أكثر من 800 منظمة قانونية وإنسانية كانت من أغرب القصص ، فبعد توقيع السلطة الفلسطينية قبل أيام علي اتفاقية روما الخاصة بالمحكمة أصبح من حقها المطالبة بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ، وبالفعل تحرك هؤلاء المحامون الغربيون برئاسة البروفيسور جيل دوفير أستاذ القانون الدولي في جامعة ليون في فرنسا وأشهر المحامين الدوليين في أوروبا ، وقد أعلن لويس أوكامبو المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في بداية فبراير من العام 2009 عن استعداده لقبول الدعوي ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين وهذا يعتبر انقلابا في القانون الدولي حيث سيصبح مجرمي الحرب الإسرائيليين من السياسيين والعسكريين مطاردين في دول العالم مثل غيرهم إن نجح هذا الأمر وتم تشكيل أربع لجان من المحامين لجمع الأدلة من أجل تقديمها للمحكمة وبالفعل وصل الوفد الأول المكون من محاميين نرويجيين وفرنسيين أحدهما نجل دوفير إلي القاهرة مع ترتيبات عليا حيث جاءا إلي معبر رفح في اليوم الثاني لوجودي وتعرفت عليهما كما كنت أتعرف علي كل الوفود وأخبراني بطبيعة مهمتهم التي تعتبر خطيرة وحساسة ، فمهمة اللجنة الأولي التي تتكون منهم الأربعة هي توصيف أركان الجريمة وفق القانون الدولي وجمع الأدلة وقائمة الشهود ، ومن المقرر ألا تزيد مهمتهم عن عشرة أيام ، أما اللجنة الثانية فهي تتكون من أطباء شرعيين مهمتهم هي تشريح الجثث للقتلى الذين قضوا أثناء الحرب للتعرف علي أسباب الوفاة جراء الأسلحة المحرمة التي استخدمت ، واللجنة الثالثة لجنة عسكرية من معاهد عسكرية أوروبية عديدة مهمتهما تحديد نوعية الأسلحة التي استخدمت والإصابات التي نتجت عنها وتأثيرها المدمر علي عموم السكان ، أما اللجنة الرابعة فهي من علماء النفس والباحثين الاجتماعيين التي سترفع تقريرا عن الأضرار النفسية والاجتماعية التي لحقت بسكان غزة جراء الحرب الإسرائيلية ، وقد تم تشكيل اللجان الأربع غير أن اللجنة الأولي منعتها السلطات المصرية من الدخول لقطاع غزة للقيام بمهمتها ، وبقي أعضاء اللجنة الأربعة علي المعبر حتى أعلن عن إغلاقه بشكل نهائي حيث أن الاتصالات بينهم وبين سفاراتهم وحكومات بلادهم ومقر لجنتهم في باريس لم ينقطع ولديهم موافقات موقعة ومختومة من جهات كثيرة لكنها لا قيمة لها أمام الكلمة التي يعلنها ضابط المعبر » مرفوض » وبعد مرور ستة أيام علي وجودهم علي المعبر حيث أكتب هذا الموضوع لازالوا عالقين وهم علي اتصال دائم معي حيث أن المهلة التي حددتها المحكمة الجنائية الدولية لهم لجمع الأدلة يمكن أن ننقضي ويفلت مجرمو الحرب الإسرائيليين من العقاب وقد سألني الدكتور لؤي ديب المتحدث الرسمي باسم الوفد وهو نرويجي الجنيسة قائلا : لمصلحة من عرقلة مهمتنا التى لو تمت لأصبح الأسرائيليون ملاحقين بشكل رسمي في معظم دول أوروبا ؟ » » ما هي مصلحة الحكومة المصرية في منع دخولنا لجمع أدلة جرائم حرب تدين الأسرائيليين ؟ » . أما الحالات الإنسانية المؤلمة التي علي المعبر فهي أكبر من أن توصف غير أن أكثرها إيلاما لي كانت في الخامس من فبراير وهو اليوم الذي أعلنت فيه السلطات أن المعبر سيغلق ولن يكون مفتوحا إلا أمام الحالات الإنسانية ، في هذا اليوم جاءت كثير من سيارات الإسعاف تحمل جرحي عائدين وكان هناك أيضا جثتين لفلسطينيين من أهل غزة غير أن المعبر ظل مغلقا حتى قاربت الشمس علي المغيب حتى أن بعض الناس في المعبر أخذوا يتناقلون أن رائحة الجثث بدأت تفوح بعدما تركت أكثر من يوم كامل دون ثلاجات مع طريق طويل وقال لي أحدهم إن إحدى الجثث جاءت من دبي والأخرى لفلسطيني استشهد في أحد مستشفيات القاهرة متأثرا بجراحه وقد تأكدت من ذلك حينما سأل أحد الفلسطينيين العالقين مسئول البوابة متى سندخل واليوم أوشك علي الانتهاء قال له : حينما يدخل الأموات أولا ندخل الأحياء ، كما روي لي بعض المسعفين قصصا مؤلمة مما تقوم به سلطات المعبر جعلتني أطلب منهم أن يتوقفوا عن الاستمرار في الحديث لشعوري بألم لا يحتمل أهذا يحدث في بلادي ؟ ومِن مَن؟ من المصريين أهل المروءة والشهامة والرجولة والشرف وضد من ضد أهل غزة الذين هم امتداد لأهل مصر وعمقها الإستراتيجي ؟ .!! رأيت امرأة معها خمسة أطفال بينهم رضيع ردت من علي باب المعبر أكثر من مرة في الوقت الذي كانت تسمح فيه السلطات للفلسطينيين العالقين بالعبور عائدين لغزة ، قلت لها : لماذا ردوك ؟ قالت أنا مصرية وزوجي فلسطيني هل تتخيل قالوا لي يمكن أن يعود أولادك إلي غزة بينما تبقين أنت هنا في مصر ؟ كيف يعقل هذا ؟ وهذا الرضيع من الذي يرعي شأنه ؟ هل أعاقب أني مصرية تزوجت بفلسطيني علما بأني أحمل الهوية الفلسطينية لكني فضلت أن يبقي جواز سفري مصريا كما هو ؟ وبعد نهار كامل قضته السيدة مفترشة أرض المعبر عادت إلي القاهرة مرة أخرى بأولادها ؟ أم مصرية أخري جاءتني تقول لي : لقد رفضت طيلة خمسة وعشرين عاما من زواجي من فلسطيني أن أبدل جواز سفري المصري بآخر فلسطيني معتبرة أن جواز سفري المصري هو شيء أعتز به الآن أنا نادمة فمنذ خمسة أ شهر لم أر زوجي وأولادي فهم داخل غزة لا يستطيعون الخروج وأنا هنا في مصر جئت لزيارة أهلي فلم أستطع العودة إليهم يقولون لي : جواز سفرك مصري غير مسموح لك بالعودة لغزة ؟ هناك عشرات القصص المؤلمة مثل هذه غير أن أكثر ما كان يؤلمني هو الأطفال الصغار ؟ الرضع والأكبر منهم بقليل نحن الكبار كنا نعاني فكيف بهؤلاء وبعد رحلة طويلة ربما من بلاد بعيدة كما شاهدت من جاء من استراليا ومن جنوب إفريقيا وحتى من أمريكا الجنوبية وأوروبا من فلسطينيين مجنسين بجنسية هذه الدول ويريدون بعد الحرب زيارة أهليهم لكن كثيرين منهم كانوا من المرفوضين علي المعبر ومن ثم فأنا أنادي الإعلاميين باعتماد مصطلح جديد يضاف إلي مصطلح العالقين وهو مصطلح » المرفوضين » . أما وفد حماس الذي كان في مباحثات رسمية مع كبار المسئولين المصريين والذي عاد إلي غزة في الخامس من فبراير فقد عايشت ما حدث لهم داخل المعبر وروي لي بعض العابرين والعاملين في المعبر كيف عوملوا كما قالت حماس في بيان لها بـ » إهانة » رغم أنهم ضيوف مصر ، وبينما غادر الوفد المعبر سيرا علي الأقدام لمسافة حتى بلوغ السيارات بقي أيمن طه عضو الوفد مع مبلغ تسعة ملايين دولار ومليوني يورو حيث جاءت سيارتين للأمن حملتاه مع المبلغ حتى يودعها في بنك في مدينة العريش بعدما رفضت السلطات المصرية دخول المبلغ معهم . السلطات لم تكن تسمح علي الإطلاق بدخول المواد الغذائية التي أرسل معظمها الشعب المصري لاسيما البسطاء من الناس الذين اقتسموا قوت يومهم مع إخوانهم في غزة قابلت كثيرا من البسطاء الذين جاؤوا من كل محافظات مصر وبقوا علي المعبر مع شاحناتهم أياما طويلة حيث ملأت أرض الإستاد الرياضي في العريش ومعظم المخازن في العريش والشيخ زويد بالمعونات بينما رأيت عشرات الشاحنات تقف محملة في الشوارع المحيطة بإستاد العريش بينما أبلغني بعض السكان أن بعضها تعرض للسرقة ويباع بثمن بخس في الأسواق ، وقد أعلنت السلطات أن هذه المعونات التي فسد بعضها من تركه في العراء سوف تذهب عبر المعابر التي يسيطر عليها الإسرائيليون ولأن هوجة الأعلام حول المعبر قد انتهت منذ مدة طويلة ولا توجد أية تغطية لمثل هذه الأمور فإن السلطات المصرية تراهن دائما علي أن الناس تمل وتنسي وهي في النهاية سوف تفرض ما تريد علي الجميع ، لكن الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة هو أن السلطات المصرية لا تسمح علي الإطلاق بمرور أية أجهزة طبية للأشعة أو التخدير وهي الأكثر احتياجا لمستشفيات غزة ، وقد أبلغني الذين جاؤوا بهذه الأجهزة أنهم لا يفهمون مبرر السلطات في منع مرور هذه الأجهزة تحديدا وهي الأكثر أهمية في العمليات الجراحية ، وقد أبلغني استشاري تخدير بريطاني كان عائدا من غزة مع ستة آخرين أن أجهزة التخدير في مستشفيات غزة معظمها مهترئة حتى أن أطباء التخدير يخشون أثناء إجراء العملية من توقفها ومن ثم وفاة المصابين أثناء العمليات ؟ رغم ألمي الشديد لمنع السلطات المصرية لي ولزميلي غسان بن جدو من الدخول إلي قطاع غزة عبر رفح طوال ما يقرب من أسبوع قضيناه علي معبر رفح إلا أن هذه الأيام كشفت لي كثيرا من الحقائق وأكدت كثيرا من الظنون وطرحت كثيرا من الأسئلة التي بحاجة إلي إجابات ، لاسيما هذه السياسات التي تمارس علي المعبر ، فما يحدث علي المعبر هو تاريخ يسجل الآن وليس مجرد أحداث عابرة والثمن الذي يدفعه الفلسطينيون باهظ لكن الثمن الذي تدفعه مصر من سمعتها وتاريخها أيضا لن يكون بسيطا فمصر الكبيرة يجب أن تبقي كبيرة في كل شيء لا أن يقزمها صناع القرار بهذه الطريقة فتنفلت الأمور من بين أيديهم لأن التاريخ لن يرحم أحدا من هؤلاء و سنن الكون غلابة لكنهم لا يسمعون .
(عن موقع السبيل أونلاين العـ92ــدد 15 فيفري 2009 )
دعاة ومفكرون إسلاميون : حكومة حماس
هي الممثل الشرعي المنتخب لفلسطين
أصدر قرابة تسعين من العلماء والدعاة والمفكرين المسلمين المجتمعين في اسطنبول بيانا إلى الأمة دعوا فيه إلى نصرة أهل غزة وحذروا من محاولات الالتفاف على المقاومة لتصفيتها ، معتبرين أن الحكومة الممثلة في حركة حماس هي الحكومة الشرعية المنتخبة التي يتوجب التعامل معها دون غيرها محذرين أيضا من التعامل مع الرئيس الذي وصفوه بالسابق محمود عباس ، وجاء في البيان الذي صدر بعنوان : * بيان من علماء ودعاة الأمة الإسلامية إلى الحكام والشعوب كافة حول أحداث غزة الحمد لله الذي أعز جنده، ونصر عباده، وهزم الصهانية اليهود وحده، القائل: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين القائل: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله.( أما بعد: فإن هذا بيان للامة الاسلامية؛ علمائها وحكامها وشعوبها، وفيه نهنئ أهل الإسلام جميعاً على ما تفضل الله به من نصر مبين في أرض غزة، أرض العزة والكرامة، على اليهود الصهانية المحتلين، جعله الله بداية النصر الكامل لكل فلسطين ومقدسات المسلمين، هذا وإنا لنؤكد فيه على تقريرات وأحكام: الأول: التأكيد على التقريرات القطعية المتمثلة في الآتي: 1. نؤكد أن ما أنجز الله تعالى من نصر على أيدي إخواننا المجاهدين، وأهالينا الصامدين الصابرين في غزة إنما تحقق بفضله تعالى وعونه، ثم بالقيام بفريضة الجهاد في سبيله، مصداقاً لقوله سبحانه: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.( 2. نؤكد أن هذا النصر المبين قد كشف بوضوح حجم المؤمراة الدولية والمحلية عسكرية وسياسية على الجهاد والمجاهدين في غزة، والمتمثلة في الآتي: • التعاون العسكري بإحكام الحصار وإقفال المعابر على أهل غزة وعلى رأسها معبر رفح. • التأييد العلني أو شبه العلني للعدو. • منع المظاهرات والفعاليات الشعبية المؤيدة للمجاهدين، واعتقال رموزها ومحاكمتهم والتنكيل بهم. • الضغط بقوة على المجاهدين لكسر إرادتهم وإجبارهم على الموافقة على شروطهم وشروط العدو الصهيوني. • السعي في اعتبار حكومة حماس هي المتسبب في قيام الحرب اليهودية الصهيونية الغاشمة على غزة. • غياب الموقف الرسمي العربي والإسلامي الفاعل وضعفه، بحيث لم يعبر عن إرادة الشعوب العربية والإسلامية في نصر إخواننا في غزة مما يدل على سعة الفجوة بين الأمة ومن يقودها من الحكام. • إستعمال أموال إعادة الإعمار ومساعدة المتضررين كورقة ضغط سلبية على المجاهدين للتخلي عن مطالبهم المشروعة أو بعضها . • الحيلولة دون تسليم المساعدات وأموال إعادة الإعمار إلى حكومة حماس والجهات الأمينة في غزة، واعتبار السلطة الفلسطينية والمتمثلة في رئاسة عباس وحكومة فياض هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، دون حكومة حماس، وتسليمها تلك الأموال والمعونات ليزيدوا من الخناق على حكومة حماس الشرعية المنتخبة، ويضاعفوا معاناة أهل غزة في وقت هم أحوج ما يكونون فيه لتلك الأموال والمساعدات. 3. نؤكد القناعة التامة بأن السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها ليست أهلاً لتمثيل الشعب الفلسطيني، لوقوفها خارج إرادة شعبها، وتخليها عن خيار الجهاد في سبيل الله تعالى كوسيلة فاعلة في دحر الاحتلال وتحرير المقدسات الإسلامية ، وتجاوبها مع رغبات أعداء الأمة مقابل أوهام السلام الزائف. 4. نؤكد القناعة التامة بأن ما يدعى بمبادرة السلام العربية اصبحت اليوم خيانة أكيدة للأمة الإسلامية وللقضية الفلسطينية، وخيانة صارخة للشعب الفلسطيني وتهدف إلى تجريم المقاومة ضد الكيان الصهيوني المحتل إلى الأبد من خلال الاعتراف به كأمر واقع وكذلك مصادرة حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم. ثانياً: التأكيد على الأحكام الشرعية المتمثلة في الآتي: 1. الواجب على الأمة الإسلامية المسارعة في إغاثة أهالي غزة، وإعادة ما دمره العدوان الصهيوني، وتعويض المتضررين، وكفالة الأرامل والأيتام، وأصحاب الإعاقات الدائمة، والعجزة والمسنين. 2. الواجب على الأمة الإسلامية حصر التعامل فقط مع الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة ( حماس ) في إيصال المساعدت وإعادة الإعمار، فهي الحكومة الوحيدة المخولة بذلك، لثبوت ولايتها الشرعية، وحفاظها على الثوابت في مقاومة الاحتلال اليهودي الصهيوني، واستفاضة نزاهتها، ووقوفها مع مصالح شعبها في كل الظروف. 3. الواجب على الأمة الإسلامية عدم اعتبار السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها ممثلاً للشعب الفلسطيني، وتحريم اختيارها مرة أخرى بعد أن ثبت فسادها المالي والإداري، وهدرها للوقت والمقدرات جرياً وراء عملية السلام الكاذبة، ووجوب العمل الجاد لاختيار سلطة جديدة من شأنها الحفاظ على الصف الفلسطيني، واحترام إرادته وحقه في مقاومة الاحتلال، والعمل على تحرير كامل أرضه ومقدساته. 4. الواجب على الأمة الإسلامية إشاعة الإعلان بحرمة صرف المساعدات لغير مستحقها ، أو وضعها في أيد غير مؤتمنة عليها، واعتبار ذلك خيانة شرعية تجب المقاضاة عليها، وتضمين من تسبب في تعطيلها أو التفريط فيها أو هدرها. 5. الواجب على الأمة الإسلامية العمل على إيجاد صيغة مصالحة عادلة بين أبناء الشعب الفلسطيني، تتشكل بموجبها سلطة شرعية، ترعى الثوابت والحقوق الشرعية والوطنية، واستمرار الجهاد ومقاومة المحتل، حتى تحرير كل فلسطين. 6. الواجب على الأمة الإسلامية العمل على فتح المعابر كل المعابر من وإلى فلسطين بشكل دائم لدخول كل احتياجات الفلسطينيين، من مال وكساء وغذاء ودواء وسلاح وغيرها، مما يمكنهم من العيش والجهاد في سبيل الله تعالى، واعتبار قفلها أو منع دخول السلاح عبرها خيانة عظمى للأمة الإسلامية، وموالاة ظاهرة للعدو الصيهوني. 7. الواجب على الأمة الإسلامية أن تعتبر كل من يقف مع الكيان الصهيوني سوءا كانت دولاً أو مؤسسات أو أفراداً مساهماً مساهمةً فعلية في جرائم هذا الكيان ووحشيته وأن الموقف منه كالموقف من هذا الكيان الغاصب. 8. الواجب على الأمة الإسلامية اعتبار إرسال السفن الحربية الأجنبية إلى مياه المسلمين بدعوى مراقبة الحدود وعدم تهريب السلاح إلى غزة بمثابة إعلان حرب، واحتلال جديد، وعدوان آثم، وانتهاك واضح لسيادة الأمة يجب رفضه ومحاربته بكل الوسائل والسبل. وختاماً: فان علماء الأمة ودعاتها يذّكرون الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين بضرورة عودتها إلى دينها، والاعتصام بكتاب ربها وسنة نبيها، والعمل على وحدتها، والأخذ بأسباب القوة التي تمكنها من تفوقها والحفاظ على مقدساتها ومقدراتها، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.( الموقعون على بيان علماء ودعاة الأمة الإسلامية بشأن أحداث غزة: 1. الشيخ أحمد سليمان أهيف – اليمن 2. الدكتور أحمد الغامدي – السعودية 3. الدكتور أحمد المصباحي – اليمن 4. الشيخ أحمد عبدالرزاق الرقيحي – اليمن 5. الداعية أحمد محمد عبدالله – مصر 6. الشيخ إسماعيل عبدالباري – اليمن 7. الشيخ إسماعيل عثمان محمد – السودان 8. الدكتور امين علي مقبل – اليمن 9. الداعية الأمين كركوش – الجزائر 10.الشيخ بلال بارودي – لبنان 11.الداعية توارم كشلاكجي – تركيا 12.الدكتور حارث سليمان الضاري 13.الدكتور حاكم المطيري – الكويت 14.الداعية حسن سالم حسن – قطر 15.الداعية خالد الضاهر – لبنان 16.الداعية خليل عاصي – الدنمرك 17.الداعية داود عبدالله – بريطانيا 18.الشيخ رائد الجبوري – العراق 19.الشيخ راشد الغنوشي – تونس 20.الداعية ربحي صبحي العطيوي – الاردن 21.الداعية ربيع حداد – لبنان 22.الدكتور سامي محمد صالح 23.الداعية سامي نجيب سعيد – الاردن 24.الدكتور شافي الهاجري – قطر 25.الدكتور شاكر توفيق العادوري -الاردن 26.الداعية شاه جهان عبدالقيوم – بريطانيا 27.الدكتور شوكت كراشجي – كوسوفا 28.الشيخ صفوان مرشد – اليمن 29.الشيخ صلاح ناصر البجر – اليمن 30.الدكتور عادل حسن يوسف الحمد – البحرين 31.الشيخ عارف بن أحمد الصبري – اليمن 32.الشيخ عباس أحمد النهاري – اليمن 33.الشيخ عبدالحي يوسف – السودان 34.الشيخ عبدالرحمن الخميسي – اليمن 35.الداعية عبدالرحمن عبد الله جميعان – الكويت 36.الدكتور عبدالسلام دواد الكبيسي – العراق 37.الدكتور عبدالصمد الرضى – المغرب 38.الدكتور عبدالعزيز كامل – مصر 39.الدكتور عبدالعلي مسئول – المغرب 40.الداعية عبدالفتاح حمداش – جزائر 41.الدكتور عبدالكريم الشيخ – السودان 42.الشيخ عبدالله احمد العديني – اليمن 43.الشيخ عبدالله حسن خيرات – اليمن 44.الشيخ عبدالله فيصل الأهدل – اليمن 45.الشيخ عبدالمجيد بن محمد الريمي – اليمن 46.الشيخ عبدالملك الوزير – اليمن 47.الشيخ عبدالواحد الخميسي – اليمن 48.الشيخ عبدالوهاب الحميقاني – اليمن 49.الدكتور عبدالوهاب بن لطف الديلمي – اليمن 50.الداعية عز الدين جرافة بن محمد – الجزائر 51.الداعية عزام الأيوبي – لبنان 52.الدكتور علي محمد مقبول الأهدل 53.الداعية عماد الدين بكري – السودان 54.الداعية عماد سعد – العراق 55.الشيخ عمر سليمان الأشقر – فلسطين 56.الداعية فارس محمد – الدنمارك 57.الشيخ لطيف السعيدي – بريطانيا 58.الدكتور محسن العواجي – السعودية 59.الداعية محمد الخالد – الدانمرك 60.الشيخ محمد الصادق مغلس – اليمن 61.البروفسور محمد العاني – بريطانيا 62.الداعية محمد الغانم – السعودية 63.الداعية محمد المفرح – السعودية 64.الشيخ محمد أحمد الوزير – اليمن 65.الشيخ محمد بن موسى العامري – اليمن 66.الشيخ محمد بن ناصر الحزمي – اليمن 67.الدكتور محمد جهيد بو عينين 68.الدكتور محمد أحمد عبدالله – البحرين 69.الداعية محمد خالد مواسي – فلسطين 70.الداعية محمد سالم العلي 71.الشيخ محمد سعد الحطامي – اليمن 72.الداعية محمد صوالحة – فلسطين 73.الشيخ محمد عبدالكريم الدعيس – اليمن 74.الشيخ محمد عبدالكريم أبو فارس – الأردن 75.الشيخ محمد عبدالله الغبيسي – اليمن 76.الشيخ محمد علي الآنسي – اليمن 77.الشيخ محمد علي مرعي – اليمن 78.الدكتور محمد مجدي قرقر- مصر 79.الشيخ مدثر أحمد اسماعيل – السودان 80.الشيخ مراد أحمد القدسي – اليمن 81.الدكتور مصطفى الريف – المغرب 82.الداعية ناصر الفضالة – البحرين 83.الدكتور ناصر جاسم الصانع – الكويت 84.الداعية ناصف ناصر – فلسطين 85.الداعية نذيرألن – تركيا 86.الشيخ هزاع بن سعد المسوري – اليمن 87.الدكتور همام سعيد – الأردن 88.الدكتور وليد مساعد الطبطبائي – الكويت 89.الداعية يوسف الجبابلي – تونس 90.الداعية يوسف محمد البراهيمي – السويد (المصدر: جريدة المصريون ( يومية – مصر ) بتاريخ 15 فيفري 2009)
المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني
أخي القارئ الكريم وجدت هذا النصّ على موقع الحوار, ولعلّه عُمّم على كثير من المواقع ,فرأيت من المصلحة وخدمة للقضية الفلسطينية التي هي عزيزة على الجميع,أن أساهم بالترجمة ليستفيد من لايحسن اللغة الفرنسية,فيقوم بإرسال النّسخة أدناه,يأي لغة شاء ولا ننسى أنذ اللغة العربية هي السادسة اليوم لدى الأمم المتحدة ,والله وليّ التوفيق .أبوجعفرالعويني المحكمة الجنائية الدولية : جيل DEVERS طلب منا التدخل جيل Devers ، المتحدث باسم مجموعة من المحامين والمنظمات غير الحكومية ، طلب من الجميع أن يكتب الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لدعم ما قدم طلب لفتح تحقيق في الشكاوى المقدمة ضد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. فيما يلي رسالة من جيل Devers ، الذي أكد : « إن حشد من الناشطين يعد شرطا أساسيا لنجاحنا واستقلالنا ». أصدقائي الأعزاء ، منذ تقديم الشكوى ، في 22 يناير 2009 ، تقدمت العملية بشكل كبير. إنّ فضاعة الهجوم المرعب على غزة دعت لإعادة قراءة شبكات القانون. بعد الشكوى من 350 من المنظمات غير الحكومية والجمعيات ، والسلطة الفلسطينية لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وجاء أول دليل من قطاع غزة تأكد الرغبة في القتل والتدمير ، لا تشكل أهدافا عسكرية. الآن ، وأحيانا الشكوك التي تحيط الإجراءآت ليس لها تفسيرإلاّ أن تفسح المجال لتذوق للغزو. ولكنّ العدالة يجب أن تسود وهناك أربعون محامي يعملوون معا بشكل وثيق. سيفتح موقع و باب التسجيل في الاسبوع القادم وتبادل المعلومات وتعزيز الاتصالات. سنبذل الجهودالأولى في تقديم الأوراق والشكاوى الفردية. والدلائل على التقدم المحرز في المحضر ، تلك البيانات من قبل المدعي العام أوكامبو في نيويورك تايمز ، 2 شباط / فبراير. لا شيء اكتُسب، لكنه مضى الى حد بعيد : فالمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يدرس سبل محاكمة الضباط الإسرائيليين عن جرائم الحرب في غزة. والمحكمة الجنائية الدولية تبحث سبل ملاحقة القادة الإسرائيليين عن جرائم الحرب في غزة. ولمّا قدّمت الجماعات الفلسطينية التماسا الى المحكمة الجنائية الدولية هذا الشهر ، قال محاميها انه غير قادر على اتخاذ هذه القضية لانه ليس لديه سلطة أوولاية قضائية على اسرائيل ، وهي ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي. ومع ذلك ، لويس مورينو أوكامبو ، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، صرّح لصحيفة نيويورك تايمز انه الآن في مناقشة ما إذا كان القضاء الفلسطيني لا يمكن أن يمارس ولاية قضائية على الجرائم التي ارتكبت في غزة . ويدّعي أنّ الفصائل الفلسطينية قدمت الحجج قائلا ان السلطة الفلسطينية هي الحالة في الأراضي التي ارتكبت فيها الجرائم. واضاف « هذه هي الدولة الإقليمية يجب أن تمتثل للمحكمة. فالنقاش هو ما إذا كانت السلطة الفلسطينية هي في الواقع ، هذه الدولة « ، وقال مورينو اوكامبو في نيويورك تايمز في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. جزء من هذه الحجة يقوم على الإصرار الفلسطيني على اسرائيل لانها لا تعلن المسؤولية في قطاع غزة بموجب القانون الدولي لأنها انسحبت من الأراضي في عام 2006. « وأشاروا إلى السوابق القضائية » ، وقال مورينو اوكامبو. واضاف « انه امر معقد. وأنا حاليا في حالة النظر في آخر تحليل للحالة. ا قد يستغرق وقتا لكنني سأتخذ قرارا وفقا للقانون « . وقال السيد مورينو اوكامبو ان التحقيق في القضية لا يعني بالضرورة أن حصة إدانته بارتكاب جرائم حرب قد ارتكبت في غزة. ولكن الخطوة الأولى لإنشاء المحكمة ، فقط بعد أن يتقرر فتح تحقيق. » نيابة عن الضحايا في غزة ، يجب أن نعبئ نسخة. لا شيء مكتسب ، ولكن تم إحراز تقدم كبير. لا نزال في حاجة إلى إقناع. والدعم الفعال لهذا العمل هو عامل حاسم للمحكمة الجنائية الدولية. وسيكون من المفيد جدا إذا كان للمنظمات غير الحكومية الموقعة على حشد أعضائها وأصدقائها المواطنين في هذه الحملة من خلال إرسال رسائل فردية الى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ، لإظهار الاهتمام للعدالة الدولية. وقريبا سيكون موقعنا الإلكتروني للتلاقي والتواصل مفيدا للجميع، ولكن يمكن لأي شخص أن يكتب على طريقته. فالرسائل التي يمكن إرسالها بشكل فردي, أو في مجموعات من المنظمات غير الحكومية ، التي توفر الشحن يجب أن ترسل بالبريد. مثال للرسالة التي يودّ كلّ من يهمّه الأمر بأيّ لغة أراد. (التاريخ) السيد وزير العدل المحكمة الجنائية الدولية ص ب 19519 2500 م لاهاي هولندا السيد المدعي العام ، إنّ العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، بين 27 ديسمبر 2008 و 18 يناير 2009 ، لا يزال واحدا من أسوأ الفظائع في العالم الحديث. فالشعب الاعزل من دون حماية ، ودون إمكانية الهرب ، كان ضحية العنف الساحق للجيش المدجّج بالسلاح ,والذي يدل على أنه خيارا متعمدا للوصول إلى السكان المدنيين. والذي من شأنه أن نفهم أن هذه الجريمة تبقى دون عقاب؟ فإذا لم تعاقب اسرائيل ، تكون إذا عودة البربرية. ستتّجه أنظارنا، بطبيعة الحال ، للّجوء إلى العدالة الدولية ، المنصوص عليها في المحكمة الجنائية الدولية. باسم حقوق الإنسان ، ونتذكر الذين قتلوا لمجرد كونهم فلسطينيين ، وأنا أتكلم إليكم طالبا التحقيق ، للدفاع عن ذكرى الضحايا والقانون علامة للحضارة. ففي هذه المنطقة من العالم العنف في أغلب الأحيان هو الذي تكون له الكلمة الأخيرة. ولكن السلام لا يمكن إلا أن يكون على أساس احترام حقوق الأفراد. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام من المواطن ( نة) في العالم (التوقيع) * * * تعبئة الناشطين يعد شرطا أساسيا لنجاحنا واستقلالنا. قريبا موقعنا يساعد في عملنا ، لحساب أعمالنا على أساس يومي ، واستعراض كافة الإجراءات والاقتراحات. شكرا لك على المساعدة على الإطلاق. Gille Devers CAPJPOالإلكترونية EuroPalestin نشرت يوم الثلاثاء 10 فبراير 2009
هل تعصف الأزمة المالية العالمية بمنظومة الفكر اللبرالي
بقلم: عبدالسلام بوعائشة نشرت الزميلة « الملاحظ » في عددها الصادر يوم الثلاثاء 10 فيفري وجهة نظر الأخ عبد السلام بوعائشة في ملف موضوعه » هل تعصف الأزمة المالية العالمية بمنظومة الفكر الليبرالي » نعيد نشره في هذا العدد من « الوطن »: في البداية لا بد من التأكيد على أننا نتناول الأزمة التي يمر بها النظام الرأسمالي العالمي من موقعنا كضحايا تاريخيين لهذا النظام وليس من موقع الشركاء فيه وعندما نستحضر هذه البداية لاشك أننا نفرح لمقولة أن هذه الأزمة قد تكون بداية لانهيار اللبرالية كفلسفة والرأسمالية كنظام اقتصادي ولكن تجربة العالم وخاصة تجربة الشعوب الفقيرة والمتخلفة اقتصاديا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مع اللبرالية الغربية تثبت أنه وفي ظل غياب البديل الإنساني والاشتراكي فإن المرجح هو أن تسعى قوى التغول اللبرالي و الرأسمالي لمزيد فرض قواعد الربح والسيطرة و بسط النفوذ وإملاء الشروط داخل دول المركز وخارجها على حساب شعوب المركز وبخاصة على حساب الشعوب الفقيرة والتابعة في بقية أنحاء العالم. وعلى الرغم من قناعتي الثابتة بكون اللبرالية كفلسفة تبني صرحها على الفرد والرأسمالية كنظام اقتصادي معبر عنها تتنافى مع كل القيم النبيلة التي صاغتها تجارب الإنسانية ونادت بها الأديان والحضارت والفلسفات القديمة مما يجد ترجمة له في الحروب الاستعمارية المعاصرة وفي مجمل الفروقات المخيفة على جميع الأصعدة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب وعلى الرغم من قناعتي الثابتة بحتمية تجاوز الإنسانية لهذه الفلسفة وهذا النظام الرأسمالي المعولم إلا أني لا أرى نهاية قريبة له فضلا عن أن تكون انهيارا مفاجئا كما يتمنى الكثيرون .ومن الأسباب التي نسوقها للتأكيد على هذا الرأي نشير أولا إلى أن اللبرالية ليست مجرد فكرة أو فلسفة تدرس في الجامعات أو نظما سياسية واقتصادية واجتماعية تتزين بها الدول والأحزاب بعيدا عن الواقع الملموس فيسهل تغييرها بمجرد قرار أو رغبة أو أزمة عارضة وإنما هي اليوم أصبحت سلوكا وطريقة تفكير تتحكم في مجمل الفعل البشري سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول بما في ذلك الأفراد والجماعات والدول التي تعتقد بكونها تسلك أو تفكر بطريقة غير لبرالية وغير رأسمالية ويكفي في هذا السياق أن نشير إلى تسابق الدول للدخول في منظمة التجارة العالمية وقبولها جميعا الاحتكام إلى ما يسمى الشرعية الدولية التي هي في النشأة وفي الواقع شرعية الأقوياء على الضعفاء وشرعية فيتو الأقلية على أصوات الأغلبية وشرعية سلطة إمبراطوريات المال والسلاح والإعلام على الشعوب الفقيرة والمضطهدة والمعمية.لقد أصبحت اللبرالية كمنظومة فكرية واقتصادية وسياسية وللأسف تتحكم في ردود أفعال خصومها وتحدد لهم مسارات تفكيرهم بشكل لا يهدد سيادتها بل على العكس تماما يعزز هذه السيادة ويدعم ادعاء اللبرالية بكونها نظاما للفطرة الإنسانية يستجيب لنزعة الفرد ويتلاءم مع طبيعته البشرية وهو ما ذهب إليه فيلسوف العولمة اللبرالية فوكوياما عندما قال بنهاية التاريخ ويقصد بالنهاية استقرار الإنسانية على النهج اللبرالي في الفكر والسياسة والاقتصاد ويبدو أنه كان مأخوذا في قوله بلحظة سقوط الاتحاد السوفياتي في نهاية ثمانينات القرن الماضي. لا شك عندي أن اللبرالية العالمية ومشروعها الاقتصادي المسمى الرأسمالية قادرة-في ظل غياب البديل الإنساني الاشتراكي-على تجاوز أزمتها الراهنة٬ وقد بدأت فعلا بمراكمة إجراءات التجاوز من خلال حماية جوهر النظام أولا بادعاء أن الأزمة طارئة وليس هيكلية وبتحميل المضاربين ولصوص أسواق المال المسؤولية ثم اتجهت للدعوة عبر رموز سلطتها من رجال سياسة وفكر ومال وإعلام إلى ضرورة إصلاح-وليس تجاوز-النظام المالي العالمي وتدعيم تدخل و رقابة الدول-التي هي في الجوهر واقعة تحت نفوذ إمبراطوريات المال والسلاح والإعلام- على هذا النظام لأجل حمايته ثم بدأنا نشهد ونسمع عن ضخ آلاف المليارات من الدولارات لإنقاذ المؤسسات الرأسمالية المنهارة وطرد ملايين العمال من وظائفهم . ولا شك أن مؤسسات السيادة في المشروع اللبرالي العالمي (البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن الدولي وحكومات المركز الرأسمالي) لن تفتقد الحيلة – في ظل غياب البديل الجدي وفي ظل انخراط ما كان يسمى باليسار الاشتراكي ضمن مشروعها- لاستنباط آليات جديدة لإحكام نفوذها وسلطتها على الشعوب غربا وشرقا شمالا وجنوبا ولربما تلجأ لنصائح بعض مفكريها العنصريين الذين اقترحوا ذات مرة فكرة القضاء على الوفرة السكانية في إفريقيا وبعض دول الشرق الآسياوي وهو أمر غير مستبعد مع ما نراه اليوم من محاولات تصفية حقيقية يتعرض لها الشعب الفلسطيني دون أن تثور للعالم ثائرة. إن ما سبق عرضه من رأي لا يعني البتة تفوق اللبرالية كفلسفة أو الرأسمالية كنظام اقتصادي٬وإنما يدل على أنها هي الأقوى في هذه المرحلة التاريخية من عمر الإنسانية وأن كل البدائل التي واجهتها لم تستطع-لقصور فيها أو في القوى التي حملتها- أن تهزمها رغم ما دفعتها إليه من تراجعات سواء على المستوى النظري أو على مستوى الممارسة ولا شك أنه على الإنسانية مواصلة النضال على جميع الجبهات من أجل تأصيل بديل فكري وسياسي يهزم اللبرالية ويحقق حلم الشعوب في التخلص من إفرازاتها المدمرة وعلى رأسها ظاهرة الاستعمار والاستغلال والتبعية وكل أشكال القهر الفكري والثقافي٬ واعتقادي أنه وبعد فشل الفكر الشيوعي في مواجهة اللبرالية وتحول أغلبية قواه إلى توابع لثقافة العولمة الزاحفة ومع تعاظم دور الإسلام كقوة دفع ديني و وتموقع شعب الأمة العربية تاريخيا ضد الهيمنة والاستغلال والعنصرية وضد التغول الرأسمالي كل ذلك يؤشر على أن البديل الإنساني الاشتراكي القادر على تجاوز المشروع اللبرالي الرأسمالي رهين بنجاح الحركة القومية العربية في استرجاع زمام المبادرة السياسية وتصحيح مسار الأمة في أداء رسالتها وإيصالها إلى كل شعوب العالم بعيدا عن الرجعية السلفية والاغتراب اللبرالي والانعزالية القطرية. (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
كتاب جديد :
« التجربة السوفياتية اشتراكية أم راسمالية؟ نحو تجديد المشروع الاشتراكي
تونس/الوطن
» التجربة السوفياتية هل كانت فعلا تجربة اشتراكية قادتها الاشتراكية العلمية لكن حالفها الفشل أم أنها تجربة قادها فكر وسياسة خليط بين الاشتراكية العلمية والاشتراكية الطوباوية حكم عليها بالعجز على الخروج من الأطار الرأسمالي رغم ما رافقها من خطاب » شيوعي »؟ « . هذا السؤال الجوهري الذي حاول محمد الكيلاني الإجابة عنه في كتابة الجديد الصادر قبل أيّام يحمل عنوان « التجربة السوفياتية، اشتراكية أم رأسمالية؟ نحو تجديد المشروع الاشتراكي » الكتاب جاء في أكثر من 400 صفحة من الحجم الكبير ونحو 11 فصلا مبوبة حسب المراحل التي مرّت بها تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي منذ استلام الحزب البلشنفي السلطة في ثورة أكتوبر 1917 ، وتضمّن عدّة تفاصيل وإحصائيات تشير إلى عمق البحث الأكاديمي الذي قام به الكاتب. اعتمد الكاتب آليات التحليل الماركسي (المادية التاريخية) لإعادة قراءة تجربة البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي والاستنتاجات التي توصل إليها تعتبر بمثابة المراجعة لإحدى أهم التجارب الاشتراكية في العالم على الأقل بالنسبة للكتاب ولفصيل معيّن داخل الحركة الشيوعية في تونس. لقد نزع محمد الكيلاني عن تجربة البناء الاشتراكي في عهدي لينين وستالين جانب « القدسية » وأخضعها للنقد بآليات ماركسية وتوصّل إلى استنتاجات مغايرة تماما » للقناعات السابقة ». من المنتظر أن تحظى استنتاجات محمد االكيلاني التي يمكن اعتبارها إلى جانب كتابات أخرى عربية ودولية إضافة لمشروع » التجديد الاشتراكي ». (جريدة الوطن (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) –العدد72 الصادر في 13 فيفري 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 551 تونس في 14/02/2009
بــشرى كبيرة لدعم الكتاب إصلاح الإعلام ضرورة حتمية في بلادنا لمواكبة العصر و النهضة التكنولوجية في العالم بأسره
تعرضت منذ يوم 30 سبتمبر 2006 إلى عدّة جوانب في مجال الإعلام سواء المرئي أو المسموع والمكتوب. وأعطيت بعض العينات الحيّة على دور الإذاعة الوطنية في عهد الاستقلال وما قامت به الإذاعة الوطنية من اعمال هامة في مجال التوعية والتثقيف الإعلامي والسياسي والتربوي والإجتماعي حسب خطة ذكية مفيدة… وأشرت إلى المتابعة اليومية والإنصات الفعلي والإهتمام من طرف رئيس الدولة شخصيا لبرامج الإذاعة وخاصة الحوارات التي كانت تدور في الساحة الإعلامية وعلى امواج الاثير ومشاركة المواطن والمواطنة في الحوار وطرح القضايا الإجتماعية بصراحة وكثيرا ما يستدعي إهتمام وعناية رئيس الدولة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بعض القضايا المطروحة فيأذن حالا وبدون تردد لمعالجة المشكلة و إيجاد الحلول لها و يخاطب المسؤولين على الصعيد الوطني و الجهوي وحتى المحلي للإهتمام فورا ودعوة المعنيين بالأمر والإصغاء إليهم مباشرة وقد اشرت في مقالات سابقة عينات من هذه المشاغل التي إسترعت إهتمام رئيس البلاد. وفي إحدى المناسبات إستمع إلى حصة التنمية الريفية التي كان يديرها المنشط الإذاعي محمد الهادي التريكي حول برنامج التنمية الريفية بولاية باجة وقد إستمع الرئيس بورقيبة إلى تدخل مواطنة من جهة باجة تلح وتطالب بمنحها كمية من الصوف مع السداية التي تسلمتها من الولاية واكدت أنّ آلة السداية بدون كمية الصوف لا قيمة لها في إطار العناية بتحسين ظروف العيش لسكان الريف وبلغ صوتها حالا إلى قلب رئيس الدولة الذي كان يتابع الحصة وبعد الإنتهاء من الإستماع إلى البرنامج إتصل الرئيس بورقيبة بالمدير العام للإذاعة والتلفزة الوطنية فورا قال له يا سي عبد الرزاق الكافي هل إستمعت إلى الحصة المخصصة للتنمية الريفية منذ حين و فاجئه بالخبر وأذن بالبحث عن المواطنة والإتصال بها وكلفه بالإتصال بالسيد والي الجهة لتمكين المرأة من مبتغاها حالا … وتمّ ذلك في ظرف يوم واحد. ولا أريد أن اعدّد التدخلات والإجراءات الرئاسية لأنها كثيرة وتتطلب كتاب من الحجم الكبير… هذه عينة أخرى من متابعة الرئيس الحبيب بورقيبة و حرصه الشديد على الإصغاء إلى الإذاعة الوطنية نقول هذا لنؤكد أنّ دور الإذاعة أسمى من الغناء الهابط و المزود و الفكاهة والاشياء المبتذلة التي أصبح الشعب لا يحبّذ الإستماع إليها وهذه نادرة حصلت لي يوم 29/09/2006 السادس من شهر رمضان المعظم الحالي أوقفت سيارة أجرة من حمام الشط للذهاب إلى مدينة حمام الأنف على بعد 4 كلم وبعد إمتطاء السيارة التي كان بها عدد من الركاب نساء ورجال وكان صاحب السيارة فاتح المذياع للإستماع إلى الأغاني ومن الصدف كانت أغنية بالفرنسية مبتذلة غريبة عن مجتمعنا العربي الأصيل والفتيات داخل السيارة منصتين للأغنية فقلت بكل لطف لصاحب سيارة الاجرة ياخي بدّل الموجة أو أقفل المذياع يا أخي فأجابني بكل لطف ياعمي الأغنية موجودة في الإذاعة وهذا برنامجهم الإعلامي فلا دخل لي في ذلك يا عمي قلت له مبتسما إفعل ما قاله الصحفي القدير المرحوم الاستاذ عبد العزيز العروي عندما سأله مواطن عاتبه على حصة سمر لم تعجب المواطن قال له العروي رحمه الله بيننا فلسة أعني أغلق المذياع… و أصبحت هذه الكلمة شائعة في تونس منذ عام 1959 إلى اليوم ففهم سائق السيارة و أغلق المذياع و فعلا و كان في المستوى و على غاية من التربية و الأخلاق الفاضلة… هذه عينة على الأغاني المبتذلة و لست أدري لماذا المسؤولين على الإعلام مصّرين على ذلك… و ما هو هدفهم و ما هي غايتهم هل هذا هو يصنع الرجال و يغذي الشباب أم ماذا … نرجو من الله تعالى أن يلهم إخواننا في الإعلام الرشّد و اليقين حتى يدرك أن 65 بالمائة من الشباب التونسي يرفض الميوعة والإغراء ولا ينساقون وراء الموضة الغربية و الغزو الثقافي الخطير الجارف الذي أتى على الأخضر واليابس إلا من رحم ربك… ومظاهر الإنحلال الاخلاقي مست نسبة 25 بالمائة من شبابنا تعود أصلا إلى هذه البرامج و موضة الغرب والتقليد الأعمى عفانا الله وعافاكم من التقليد الأعمى الخطير قال الله تعالى فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور. صدق الله العظيم أوجه تحية تقدير و إكبار لموقع الأنترنات تونس نيوز الذي قام و لا زال بدور هام و فاعل على الساحة الإعلامية في ظرف وجيز وبفضل المصداقية و الحرية الإعلامية و دعم الأعلام الإلكتروني في عصر التكنولوجيا و الطرق السيارة العصرية تمكن المواطن أينما كان و في أي أرض من العالم و بدون حواجز أو رقابة أو طمس 75 بالمائة من المقالات على الطريقة القديمة الصحافة المكتوبة في بلدنا و قد اشرت في إحدى المقالات أنه تمّ بفضل موقع تونس نيوز في ظرف 3 سنوات ونصف نشر 551 مقالا أي بمعدل مقال كل يومين ونصف بينما في صحافتنا المحلية منذ يوم 6 جويلية 1966 إلى جوان 2006 طيلة أربعون عاما تم نشر 97 مقالا فقط أي بمعدل مقالتين و نصف في العام و الفارق واضح للعيان و هذا العدد تطرح منه وحذف أكثر من نصف المقالات…أما المقالات التي لم تنشر فعددها يفوق 125 مقالا حتى جاء نصر الله و إنتصرت الكلمة الحرة وعتقت كما يعتق الاسير أو العصفور ليعود إلى وكره… و بفضل هذا الموقع الممتاز الذي جاء في الوقت المناسب و الظرف المناسب تم نشر كل مقالاتي بدون تحفظ أو حذف جملة واحدة و تلك هي أمانة الصحافة و نزاهة أسرة التحرير و بفضل هذا الموقع نشرت كل الخواطر و الآراء التي كانت ممنوعة في الصحافة المكتوبة و يقرأ لها مليون حساب و مليار إحتياط و حذر كأنها قنابل عنقودية خطيرة بل هي آراء نزيهة و افكار حرة و خواطر صريحة و اقتراحات جريئة شجاعة…و لولا الموقع الحرّ لم تنشر تسعة وعشرين رسالة مفتوحة لسيادة رئيس الدولة في 26/12/2005 إلى يوم 11/02/2009 و عالجت و شرحت فيها لسيادة الرئيس كل المشاغل المطروحة بكل حرية و ديمقراطية و بأسلوب حضاري راقي و بأخلاق فاضلة عالية و ايضا بشجاعة و جرأة المؤمنين الصادقين بقضايا الوطن و مشاغل المجتمع و حياة المواطن و تطوير الإعلام و مزيد الديمقراطية و التسامح و العفو و الصفح على غرار ما يجري في بلدان العالم و حتى في الدول العربية المجاورة… و طالبت بمزيد كرامة المواطن و كشفت عن بعض التجاوزات. و أطنبت في الحديث عن بعض المظالم و مزيد العناية بالمناضلين و دعم الحريات. و تكوين الجمعيات دون خطوط حمراء كما هو الحال المسكوت عنه منذ أكثر من سنتين 7 اشهر حول تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية. و اشرت أنّ تكوين هذه الجمعية يندرج ضمن دور الجمعيات المدنية بإعتبارها روافد للمجتمع المدني و قانونها واضحا على الورق. واستغرب من الصمت والسكوت وعدم الرد بينما الكل يقول أنّ الزعيم بورقيبة هو زعيمنا جميعا إذا كان هذا الشعار صحيحا لماذا الصمت على تكوين الجمعية و عدم الإستجابة للحصول على التأشيرة و قلت لا خوف من الجمعية فاعضائها كلهم ملتزمون و مناضلون ووطنيون أحرار من قدم الساق إلى أعلى الراس عيبهم النظافة و الكرامة و الشهامة وضد الطمع والانبطاح. كما استغربت من الصمت على كتابي الذي مازال محبوسا بوزارة الثقافة إلى حد كتابة هذا المقال. وإن الرسالة التاريخية المأثرة التي وجهتها يوم 11/02/2009 إلى سيادة الرئيس تعطي فكرة واضحة على هذه الممارسة التي لا تمت بصلة لقرار سيادة الرئيس القاضي بحذف الإيداع القانوني للكتب. لماذا هذه الممارسة من طرف الوزارة. ملاحظة : أعتقد أن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لا علم له بهذه الممارسات التي لا تتماشى مع قراره التاريخي في إلغاء الإيداع القانوني للكتب. إن المناضلين الشرفاء أصحاب كرامة وبعضهم له أبناء عاطلين عن العمل وفي مستوى الإجازة… وذلك من شدة الانفة و عزّة النفس والكرامة… هؤلاء الاشخاص هم أصحاب المبادئ و الثوابت بعضهم معاشر الرتل صباحا مساءا ليس لهم دراجة نارية و لا عادية… ولا ضيعة فلاحية ما عدى ورثة الوالدين رحمهم الله… و قد كانوا ضد شطحات اليسار المتطرف و رقصات اليمين المتطرف… ولكن كانوا ايضا في دارهم و حوارهم أشداء في الحوار و الصراحة. حتى أنّ بعضهم قديما وجديدا يتحرجون من صراحتهم وكأنهم أشخاص معارضون و لكن الحقيقة هي صفاة المناضل الدستوري الذي لا يقول دوما نعم بل له راي حرّ و ثوابت وقيم و مواقف لماذا نخاف من مجموعة مثل هؤلاء لتكوين جمعية للمحافظة على تراث زعيمنا الرمز العملاق في التاريخ الوطني… هذه عينات من فحوى الرسائل التي وجهتها للرئيس بموقع الانترنات تونس نيوز مواقف يستحق التنويه و الشكر علمنا ان رئيسة إتحاد الكتاب قد صرحت إثؤ مقابلتها يوم 10 فيفري 2009 إلي سيادة رئيس الجمهورية أكدت السيدة جميلة الماجــري أن سيادة الرئيس ، حمّلها رسالة إلى كل الكتاب والأدباء وبالتالي إلى أصحاب الرأي الحر مويد دعمه اللامشروط لحرية النشرو التعبير خاصة عندما يقول الــرئيس بصٍـريح العبارة فليكتبوا وليكتبوا فهذا أمـر رئاسي لا معقب له. وعلمنا بواسطة تونس نيوز في مقال منشور يوم السبت 30/09/2006 أنّ السيد المبروك الطرابلسي وقع رفع الرقابة عنه بتعليمات من رئاسة الجمهورية خطوة هامة تستحق الذكر و الاستحسان كما علمنا أنّ السيد محسن الجلاصي رئيس تحرير الحرية الذي وقع إعلامه بالتقاعد المبكر نتيجة قصة طويلة شرحتها في مقالات سابقة من 10 جويلية إلى 28 منه عبر موقع تونس نيوز وممارسات خطيرة قام بها آنذاك مدير جريدة الحرية ضد صحافيين مناظلين منهم الأخ الذي وقع تكليفه مؤخرا بمهمة الإعلام بمجلس المستشارين وغيرها من الموافقف الطيبة التي قام بها سيادة الرئيس خاصة التسوية الأخيرة لعدد هام من الأعوان والصحافيين بإدارة التلفزة التونسية حيث أذن سيادته بتسوية وضعيتهم على مرحلتين الأولى خلال شهر فيفري 2009 والصنف الثاني خلال شهر مارس 2009 تلك خطوات إيجابية تستحق كلمة الخير لأنّ المناضل الدستوري دوما يبحث على الحقيقة و يشكر المواقف الإيجابية و الفرق بين الدستوري الوطني و الذي تعلق باليسار الشيوعي المتطرف الفرق بينهما واضح الأول صاحب ثوابت و قيم و مبادئ من أجل الوطن و الطرف الثاني و بعضهم بالخصوص أصحاب البحث على المكاسب المادية و المطامع بشتى الطرق و مقالي يوم 23/09/2006 المنشور بموقع الانترنات تونس نيوز وكذلك الرسالة الأخيرة المؤرخة في 11 فيفري 2009 والتي أشرت إليها، وفيهما الكفاية للتعريف بأهمية المقترحات والآراء الواردة و ندعو الأخوة المسؤولين لمراجعة المقالات في كل وقت للتشبّع بها وفهمها فهما صحيحا يتماشى مع ما جاء في بيان السابع من نوفمبر 1987 الذي قال » … لا ظلم بعد اليوم، ولا لاستغلال النفوذ… » ملاحظة : أن قرار الرئيس وقوله فليكتبوا جاء مدعّما للرسالة التي وجهتها لسادته يوم 11/02/2009 قبل نشر حوار رئيسة إتحاد الكتاب بجريدة الصباح اليوم 14 فيفري 2009 قال الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. (صدق الله العظيم). بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب في الشأن الوطني
الايديولجية الدينية تغذي التطرف اليميني الاسرائيلي والفلسطيني
١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٩بقلم ابراهيم علاء الدين
مشكلة كبرى عندما تتنازع ديانتان سماويتان ارضا، وتدعي كل منهما ملكية هذه الارض بموجب مستندات ربانية ، تضمنتها كتبهما السماوية ، كما هو النزاع على ارض فلسطين، وبالتالي فان ابسط النتائج المترتبة على هذا الادعاء من قبل الطرفين هو اننا امام حرب دينية ، وطالما تمسك دعاة الاسانيد الألهية بدعواهما فان الحرب بينهما سوف تستمر الى يوم الدين. وهذا ليس استنتاجا عبقريا بل هذا ما تؤكده الرواية الديانة اليهودية حول وعد الله لنبيه ابراهيم وذريته من بني اسرائيل، وتؤكده الديانة المسيحية بعودة المسيح المخلص، كما تؤكده الديانة الاسلامية بقول الرسول (ص) « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود « .(رواه البخاري ومسلم). ولذلك فان كل الجهود التي بذلها المحللون والمثقفون (بغض النظر عن مستواهم) من كلا الطرفين انتماءا او اهتماما حول ما اسموه ميل المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين والتطرف لا قيمة لها، لانها لم تتعامل الا شكليات ورتوش، الاعلاء منها يؤدي الى تسطيح القضية ولا يقدم أي خدمة عقلانية للتعامل مع الواقع. ومن الملفت للنظر ان الكتاب الفلسطينيين والعرب والسياسيون كذلك اصيبوا بنوع من الرعشة لنجاح المتدينين في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية، وبدت عليهم الدهشة والمفاجأة، وانطوى خطابهم على نوع من التحذير، واشاعة المخاوف مما تحمله الايام من عدوانية صهيونية، ولم يشر أي منهم الى المد الديني المتزايد في المنطقة العربية بما في ذلك فلسطين، ولم يخطر ببال احد ان يقارن بين نتائج صناديق الاقتراع الفلسطينية التي صبت لصالح اليمين الفلسطيني الممثل بحركة حماس، وبين نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي صبت لصالح اليمين الصهيوني. ولماذا الاستغراب فاذا كان الفلسطينيون يصوتون ويمجدون صاحب الصوت المرتفع والاكثر تطرفا، فلماذا لا يصوت الاسرائيلي لمن يريد ان يضرب غزة بالقنبلة النووية ؟؟ والاغرب من كل ما تضمنته مواقف الفلسطينيين وبعض العرب، كتابا وسياسيين، ذاك التصريح الصادر من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجاء فيه قوله ان الانتخابات الاسرائيلية « كرست الحقيقة التي يعرفها الجميع بأن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمن والتطرف ». مضيفا « ان نتيجة هذة الانتخابات اعتبرها رسالة الى معسكر الاعتدال في المنطقة وان لا يراهن ان التحولات الاسرائيلية ستذهب به الى السلام ». فهل السيد مشعل مثلا يساريا ثوريا ام انه اصبح شيوعيا ماركسيا لينينيا ..؟؟ ام انه يميني مثل نتنياهو وليبرمان وايتان وكاهانا وغيرهم من زعماء اليمين الديني المتطرفين..؟؟ وهل حركة المقاومة الاسلامية حماس غير الوجه الاخر الاسلامي لاحزاب الليكود واسرائيل بيتنا وشاس والمفدال و هدوت هتوراة وغيرها من الاحزاب الدينية..؟؟ وهل هناك أي وجه للخلاف بين باقي الاحزاب الدينية الفلسطينية مثل الجهاد او حزب التحرير، او الجماعات السلفية بانواعها وبين الاحزاب الصهيونية مثل أغودات اسرائيل وشاس وديقل هتوراة…؟؟ وهل هناك أي وجه للخلاف بين الاحزاب القومية الصهيونية وبين الاحزاب القومية المتياسرة الفلسطينية..؟؟؟ ان التطرف والتعصب موجود لدى الطرفين فكما قال السيد مشعل ان الانتخابات الاسرائيلية « كرست الحقيقة التي يعرفها الجميع بأن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمن والتطرف واعتبرها رسالة الى معسكر الاعتدال في المنطقة ، فان زعماء اليمين الصهيوني قالوا عندما فازت حماس بالانتخابات نفس الجملة تقريبا، وكما يقول الفلسطينيون اليمينيون متدينون وقوميون ان اسرائيل لا تفهم غير لغة القوة، فان اليمينيين اليهود يقولون ان الفلسطينيين لا يفهموا غير لغة القوة. هذا هو الواقع فالمتطرفون في كلا الجانبين يغذي كل منهما الاخر، ويدعم كل منهما الاخر، ويساند كل منهما الاخر، وينتخب كل منهما الاخر، رغم الكراهية العميقة بين كل منهما تجاه الآخر. واذا قارنا بين رؤية وموقف وبرامج اليمين الصهيوني المتطرف وبين موقف وبرامج اليمين الفلسطيني المتطرف فسوف نجد ان كليهما ينطلقان من نفس المنطلق الديني، ويسعى كل منهما الى افناء الاخر من الوجود. اليمين الاسرائيلي في اسرائيل توجد ايديولجيات راسخة شكلت ولا تزال ركيزة اساسية في السياسة الاسرائيلية، ويشهد المجتمع الاسرائيلي صراع ايديولوجي يتصاعد بين دعاة سلام ويمين متشدد يرفض أي تسوية سلمية مع الفلسطينيين، و يعتبرها تنازلا عن مبادئ الدولة العبرية. وبلغ الحد في هذا الصراع ان خصص المتشددون جوائز مالية تصل الى مليون شيكل لكل من يقتل ناشط سلام. ويرتبط هذا التطرف بنشأة دولة اسرائيل ونصوص التوراة التي تقول بان هذه الارض ملكيتها خالصة لليهود ويجب طرد المحتلين الفلسطينيين منها وقتل من يرفض ذلك. والى جانب الايديوجيا التوراتية فهناك عوامل سياسية مباشرة تدفع المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين منها عدم شعور سكان المستوطنات بالامن الذاتي، ومستقبل بقائهم في منازلهم اذا ما تمت تسوية سلمية، كونها قد تتضمن ازالة المستوطنات، بالاضافة الى مخاوفهم من العمليات المسلحة التي قد يشنها عليهم الفلسطينيين، حتى لو تم تفكيك المستوطنات كما حدث في غزة، ولم يتوقف تعرض المستوطنات القريبة للصواريخ. كما ان اليمين الاسرائيلي يستمد قوته من الايديولوجية العنصرية لليهود « شعب الله المختار » ويتلقى دعما من الجيش، وتموله الحكومة، وتقدم له الاراضي التي تصادرها من الفلسطينيين، كما ان غالبية المجتمع الاسرائيلي يرفض الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 67 ، ويرفض حق عودة اللاجئين، ويستند في كل ذلك الى قوة اسرائيل العسكرية. وبالتالي فاليمين الاسرائيلي ليس طارئا او مجموعات هامشية شاذة، بل يستند الى القيم التي تاسست عليها الدولة والمجتمع. ويتشكل معسكر اليمين من مجموعتين الاولى اليمين القومي مثل حزب الليكود واسرائيل بيتنا والاتحاد الوطني، واليمين الديني ومن ابرزها شاس والمفدال ويهودت هتوراه. حيث يقوم برنامج حزب الليكود على ثلاث لاءات اساسية هي : لا للدولة الفلسطينية، لا لأي انسحابات جديدة، لا لتشغيل العمال الفلسطينيين او تحويل اموال لحكومة برئاسة حماس. ويتعهد بنقل الجدار شرقا والحفاظ على القدس موحدة، وعلى السيادة الكاملة على هضبة الجولان، وان تنفيذ خارطة الطريق ليس ممكنا في ظل غياب شريك فلسطيني شرعي. اما حزب اسرائيل بيتنا والذي ينتشي باستخدام القوة العسكرية حتى انه هدد بتدمير السد العالي وضرب العواصم العربية بالقنابل النووية، فان برنامجه يقوم على اساس اجراء تبادل ديمغرافي ، ويعتبر الفلسطينيون في داخل الخط الاخضر 2ر1 مليون شخص خطرا على دولة اسرائيل، ويطالب بطردهم الى الضفة الغربية الا اذا اثبتوا ولائهم لاسرائيل، وقد وظف ليبرمان صواريخ حماس التي تطلقها على مستوطنات الجنوب لزيادة عدد اعضاء حزبه، ورفضه التسوية واقامة دولة فلسطينية، بقوله ان الصواريح سوف تطلق على تل ابيب في حال اقامة دولة فلسطينية. لكن حزب شاس وهو تكتل لابناء الطوائف اليهودية الشرقية فانه يركز على القضايا الدينية اكثر من القضايا السياسية، وكان زعيمه الروحي قد اصدر فتوى دينية تجيز التنازل عن الارض حقنا للدماء. لكنه صوت ضد اتفاقية اوسلو، ويعارض خارطة الطريق. اما حزب الاتحاد الوطني فانه يرفض بشدة اقامة دولة فلسطينية، ويدعو الى ما يسمى بالخيار الاردني، ويطالب بترحيل الفلسطينيين الى الدول العربية، ويدعو الى السماح لليهود بالصلاة في حرم المسجد الاقصى. فيما حزب المفدال يطالب باعادة تشكيل دولة اسرائيل وفقا للتوراة، ويرفض رفضا قاطعا المساس بالشريعة اليهودية في أي مجال من مجالات الحياة، ويؤمن بفكرة أرض اسرائيل الكاملة من النهر إلى البحر والاستيطان في كل فلسطين ويرفض أي تسوية سياسية ممكن أن تتنازل فيها اسرائيل عن أي قطعة أرض ويرفض حق العودة للاجئين حتى إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ويرفض اتفاقية أوسلو التي قد تؤدي إلىدولة فلسطينية ومثله حزب يهدوت هتوراه الذي يركز على الجوانب الدينية والاجتماعية الا انه اكثر تشددا من الناحية السياسية فيؤيد توسيع الاستيطان، ويعارض التخلي عن ارض اسرائيل التوراتية. ويرى حزب تسومت الذي يراسه رفائيل ايتان أن فلسطين هى حق تاريخى لليهود وليس أحد سواهم ويؤمن بأن السلام مع العرب يكون سلام مقابل سلام، وأى تنازل لأى جهة عن الأرض يمس بأمن اسرائيل والمنطقة ويرى فى سينا أو غزة و الضفة الغربية و الجولان و جنوب لبنان مناطق حيوية للحفاظ على أمن دولة اسرائيل، وأن حل مشكلة الشعب الفلسطينى لن تحل إلا عبر ترحيلهم للأردن ويرفض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية فى أراضى 1967. اما حركة كاخ التي اسسها مئير كهانا فهي الاكثر تطرفا فلا تعترف بحق الفلسطينيين كل الفلسطينيين فى السكن فى دولة اسرائيل (أي فى كل فلسطين من النهر الى البحر) ويجب ترحيلهم إلى الدول العربية المجاورة. ومثلها حركة موليت فهي ترى أن كل فلسطين حق تاريخى فقط لليهود، وتؤمن بترحيل الفلسطينيين برغبتهم إلى الأردن وهذا فى نظرهم شرط للسلام فى المنطقة، كما وترفض اتفاقية أوسلو واي اتفاق سلام مع الفلسطينيين. اليمين الفلسطيني مقابل هذه المواقف اليمينية للاحزاب والحركات الصهيونية فان خطاب الاحزاب والحركات الفلسطينية الدينية والقومية لا يقل تطرفا، وشعارها العام والرئيسي هو القضاء على دولة اسرائيل وطرد اليهود المهاجرين الى بلادهم ، وان ذلك يتم بواسطة القوة التي لا يفهم اليهود سواها. وكما في اسرائيل فان لدى الفلسطينيين ايديولوجيات راسخة كانت وما زالت تشكل ركيزة اساسية في برامج وتكتيكات السياسة المتبعة من قبل الحركات والاحزاب الفلسطينية، وايضا هناك صراع ايديولوجي متصاعد بين دعاة السلام ويمين متشدد يرفض أي تسوية سلمية مع الاسرائيليين، ويعتبرها تنازلا عن المباديء القومية والاسلامية، ويبلغ حد الصراع بين دعاة السلام والمتشددين الى درجة الصراع المسلح، والانقلاب على الشرعية المعتدلة (سيطرة حماس على غزة وما رافق ذلك من عمليات مسلحة) وكما يدعو المتشددون اليهود الى قتل دعاة السلام، فان المتشددين الفلسطينيون قاموا بالفعل بقتل دعاة السلام، وما زالوا يحرضون على قتلهم ويتهمونهم بالخيانة والعمالة. وكما في اسرائيل يرتبط التطرف بنشأة الدولة، فان التطرف الفلسطيني ايضا نشأ مع نشوء الدولة الصهيونية، وكما يدعي المتشددون اليهود بان ارض فلسطين كاملة (من النهر الى البحر) ملكا خالصا لليهود، فان المتطرفين الفلسطينيين يعتبروا ان ارض فلسطين كلها ملكا لهم ويجب طرد اليهود منها. والى جانب الايديولوجيا فهناك مثلهم مثل اليهود مخاوف لدى الفلسطينيين من الاطماع الصهيونية بالاستيلاء على كامل الارض الفلسطينية وطردهم منها، الى جانب المخاوف الدائمة من اشكال القتل والقمع والتنكيل والاعتقال التي تمارسها القوات العسكرية والامنية الصهيونية ضدهم. مما يعزز من الميل الدائم نحو التشدد والتطرف والتمسك باستخدام القوة كطريق وحيد لاسترداد الحق المغتصب. ويرفض اليمين الفلسطيني بشقيه الديني والقومي التسوية السلمية واتفاقية اوسلو وخارطة الطريق وكافة الاتفاقات التي ابرمتها منظمة التحرير او السلطة الوطنية مع اسرائيل، بما فيها شروط اللجنة الرباعية التي دعت الى الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقيات السابقة. وتمثل حركة حماس في الوقت الراهن ابرز القوى اليمينية الفلسطينية وهي تتمسك بسياستها الاساسية التي تستمد جذورها من المعتقدات الدينية، التي تشاركها فيها قاعدة شعبية تستمد الحركة منها قوتها، وتدعي انها تمثلها في كل اماكن تواجدها في الدعوة الى استمرار المقاومة حتى يتم القضاء على اسرائيل واقامة الدولة الاسلامية بدلا منها ومن السلطة الفلسطينية. وتنطلق حماس من مفهوم الحاكمية وسلطة التراث والنص، ولا تعير اهتماما كبيرا لتفسير الوقائع والقراءة التحليلية لها. مثلها مثل الحركات الإسلامية الاخرى التي قوم رؤيتها على مسلمات ثلاثة: الماضوية والأصولية والجهادية. ولا ترى نفسها إلا على البديل لكل القوى والاحزاب والتيارات الاخرى. ولا تعتبر حماس انها معنية بعملية السلام، وتلتقي في ذلك، مع اليمين الصهيوني ومع قادة إسرائيل من احزاب الوسط الراغبين في التنصل من التزاماتهم وتكريس حلاً من طرف واحد بزعم أنه لا يوجد شريك فلسطيني. ميثاق حماس ويمثل الميثاق الاساسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس نموذجا لمفهوم اليمين الديني السياسي الفلسطيني، ولا يختلف عنه مفهوم الاحزاب القومية اليمينية والمتياسرة الا بتغيير بعض المصطلحات الدينية واستبدالها بمصطلحات قومية فلنلق نظرة على بعض بنود ميثاق حماس: ففي المادة الاولى من الميثاق جاء فيها : حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها. وجاء في المادة الثانية: حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة، وفي باقي مجالات الحياة. وجاء في المادة السادسة: حركة المقاومة الإسلامية حركة فلسطينية متميزة، تعطي ولاءها لله، وتتخذ من الإسلام منهج حياة، وتعمل على رفع راية الله على كل شبر من فلسطين، ففي ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعًا في أمن وأمان على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم، وفي غياب الإسلام ينشأ الصراع، ويستشري الظلم وينتشر الفساد وتقوم المنازعات والحروب. وجاء في المادة السابعة: وحركة المقاومة الإسلامية حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده. هذا وإنْ تباعدت الحلقات وحالت دون مواصلة الجهاد العقباتُ التي يضعها الدائرون في فلك الصهيونية في وجه المجاهدين، فإن حركة المقاومة الإسلامية تتطلع إلى تحقيق وعد الله مهما طال الزمن، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود « .(رواه البخاري ومسلم). شعار حركة المقاومة الإسلامية: وجاء في االمادة الثامنة: شعار حركة حركة المقاومة الاسلامية : الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها. وجاء في المادة التاسعة: أمّا الأهداف: فهي منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان. وحول إستراتيجية حركة المقاومة الإسلامية: جاء في المادة الحادية عشرة: تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية، لأن فلسطين أرض وقف إسلامي على الأجيال الإسلامية إلى يوم القيامة. هذا حكمها في الشريعة الإسلامية، ومثلها في ذلك مثل كل أرض فتحها المسلمون عنوة، حيث وقفها المسلمون زمن الفتح على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة. وكان ذلك أن قادة الجيوش الإسلامية، بعد أن تم لهم فتح الشام والعراق قد أرسلوا لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب يستشيرونه بشأن الأرض المفتوحة، هل يقسمونها على الجند، أم يبقونها لأصحابها، أم ماذا؟ وبعد مشاورات ومداولات بين خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقر قرارهم أن تبقى الأرض بأيدي أصحابها ينتفعون بها وبخيراتها، أمّا رقبة الأرض، أمّا نفس الأرض فوقف على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، وامتلاك أصحابها امتلاك منفعة فقط، وهذا الوقف باقٍ ما بقيت السماوات والأرض، وأي تصرف مخالف لشريعة الإسلام هذه بالنسبة لفلسطين، فهو تصرفٌ باطل مردود على أصحابه. وحول الحلول السلمية، والمبادرات، والمؤتمرات الدولية: جاء في المادة الثالثة عشرة: تتعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين، فوطنية حركة المقاومة الإسلامية جزء من دينها، على ذلك تربى أفرادها، ولرفع راية الله فوق وطنهم يجاهدون. ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث. وجاء في المادة الخامسة عشرة: يوم يَغتصب الأعداء بعض أرض المسلمين، فالجهاد فرض عين على كل مسلم. وفي مواجهة اغتصاب اليهود لفلسطين لا بد من رفع راية الجهاد، وذلك يتطلب نشر الوعي الإسلامي في أوساط الجماهير محليًا وعربيًا وإسلاميًا، ولا بد من بث روح الجهاد في الأمة ومنازلة الأعداء والالتحاق بصفوف المجاهدين. ولا بد من ربط قضية فلسطين في أذهان الأجيال المسلمة على أنها قضية دينية، ويجب معالجتها على هذا الأساس، فهي تضم مقدسات إسلامية حيث المسجد الأقصى الذي ارتبط بالمسجد الحرام رباطًا لا انفصام له ما دامت السماوات والأرض، بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه منه. جاء بالحديث « رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة، خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، والغدوة خير من الدنيا وما عليها « . (رواه: البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة). كما جاء بحديث اخر »والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل ثم أغزو فأُقتَل ثم أغزو فأُقتَل ».(رواه: البخاري ومسلم). الخلاصة: بعد هذا الاستعراض للاسس الفكرية والايديولوجية للتطرف اليهودي والاسلامي فهل يمكن معه التوصل الى نهاية سلمية للصراع القائم ..؟ فالطرفان اليهودي والمسلم يراهنان على استعداد الانسان للموت ثم يحيا فيموت ثم يحيا فيموت، الى يوم القيامة عندما يموت كليهما . ووفق هذه الايديولوجيا وما ينبني عليها من سياسات وبرامج واعمال وافعال فلن يكون امام الفلسطينيين واليهود سوى الحروب والقتل وسفك الدماء والتدمير، فهل هذا هو ما يسعى اليه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، ام ان الشعوب مستلبة ومختطفة من قبل تجار الدين في الناحيتين، وان هذا الاختطاف يتحمل مسؤوليته كل من يحترم انسانية الانسان، ويقدر قيمة الانسان، ويؤمن بان الله خلق الانسان لاعمار الدنيا وليس لافناء نفسه في حروب ينظمها ويرتبها ويقررها احزاب وجماعات لها اهداف سياسية دنيوية وليس لها علاقة بالله والآخرة والجنة والنار. ان هذه الايديولوجيا والسياسات المترتبة عليها تعني انها سوف تؤدي الى اندثار المشروع الوطني الفلسطيني، وتهويد الضفة وابتلاعها بحكم موازين القوى الراهنة، والمتوقع ان تظل راهنة لسنوات طويلة مقبلة، سيظل خلالها الشعب الفلسطيني يقدم القرابين البشرية، ومنهمكا باعداد الجنازات، واقامة بيوت العزاء، والجزء الاكبر منه مشردا في بقاع الارض، والمنطقة العربية باسرها ترزح في غياهب الفقر والجهل والتخلف على كل الاصعدة، بسبب عدم الاستقرار وغياب الامن، والتوترات السياسية التي تصاحب الحروب التي لن تتوقف. وللخلاص من هذا الوضع المأساوي لا بد من اقصاء الدين عن السياسية، وحصره في دور العبادة كما فعل الاوروبيون عشية الثورة الصناعية ، وذلك من خلال عملية تنمية شاملة في مقدمتها تنمية اقتتصادية تصاحبها حملة تنوير وتوعية ثقافية عميقة تؤدي الى تغيير البنية الفكرية للمجتمع بحيث تقبل الشعوب التعايش مع الاخر. وتتمكن من الوصول الى السلام . www.3almani.com
خطر البطالة سيؤدي إلى عدم الاستقرار في العالم
تسببت الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تجتاح العالم بموجات من الاستغناء عن العمالة هي الأعتى في عدة عقود. وطبقا لتقديرات منظمة العمل الدولية فقد يفقد نحو خمسين مليون شخص وظائفهم في العالم جراء هذه الأزمة الطاحنة بنهاية عام 2009، وفقدت الولايات المتحدة التي بدأ الركود ينخر اقتصادها منذ نهاية عام 2007 نحو 3.6 ملايين وظيفة. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حول البطالة في العالم إلى أن الاستغناءات طالت جيل الشباب من بين الموظفين وأدت إلى احتجاجات في مختلف أنحاء العالم بدءا من لاتفيا وتشيلي واليونان إلى بلغاريا وآيسلندا وبريطانيا وفرنسا. وكان من أبرز آثار الأزمة انهيار حكومة آيسلندا الشهر الماضي حيث أعلن رئيس الوزراء الآيسلندي تقريب موعد الانتخابات العامة بعد أسابيع من الاحتجاجات على ارتفاع معدل البطالة وزيادة الأسعار. أكبر خطر أمني وفي وصفه للأزمة المالية العالمية قال الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أيه دينس بلير أمام الكونغرس الأسبوع الماضي إن الأزمة الاقتصادية العالمية أصبحت أكبر خطر أمني يواجه الولايات المتحدة، حتى إنها فاقت ما سماه خطر الإرهاب. ونقلت نيويورك تايمز عن نيكولا فيرون من معهد بروغيل للأبحاث في بروكسل القول « إن سرعة انتشار البطالة فاجأت الجميع، ويسعى الجميع لإيجاد حلول ». وفي الاقتصادات الناشئة مثل اقتصادات أوروبا الشرقية تتزايد المخاوف من أن يؤدي ارتفاع معدلات البطالة إلى تحرك ينأى بنفسه عن نظرية السوق الحرة التي تؤيدها السياسات الغربية، بينما قد تدفع البطالة في الدول الصناعية الجهود نحو حماية الصناعات المحلية على حساب التجارة الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن خطط الإنقاذ الأوروبية والخطة التي وافق عليها الكونغرس يوم الجمعة الماضي تتضمن حماية الشركات المحلية، ما ينذر باحتمال إثارة حروب تجارية حمائية. وكانت هذه المسألة مثار نقاش حاد في اجتماع وزراء مالية الدول السبع الصناعية أمس السبت. وقد ارتفعت وتيرة الاستغناءات عن العمالة مؤخرا في أوروبا وآسيا رغم اعتراض الشركات في الماضي على الإقدام على تسريح أعداد كبيرة من العمال. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل معدل نمو الاقتصاد العالمي نهاية هذا العام إلى أدنى مستويات سجلها منذ الكساد الكبير. وقال الصندوق إن النمو وصل إلى « توقف حقيقي » بينما يتوقع أن تنكمش اقتصادات الدول المتقدمة بنسبة 2% في 2009. ووصف لورنت وكويز وزير التوظيف الفرنسي الوضع بأنه الأسوأ منذ عام 1929. وقال إن الشيء الجديد فقط هو أن الأزمة الحالية عالمية وتجتاح كل الدول. وفي الصين يبحث ملايين العمال المهاجرين عن وظائف ليجدوا أن معظم المصانع تغلق أبوابها. وشهدت الصين احتجاجات للعمال ربما ليس بالعنف الذي شهدته اليونان ودول البلقان. كما انتشرت الأزمة لتغزوا تايوان. دعوات للحمائية وقد ارتفعت أصوات الجماهير المذعورة للمطالبة بالحمائية. فترك العمال في مصافي النفط ومحطات الطاقة مواقع عملهم الشهر الماضي في بريطانيا للاحتجاج على استخدام عمال من إيطاليا والبرتغال في مشروع للإنشاءات على الساحل. ويتوقع أن ترتفع نسبة البطالة في بريطانيا إلى 9.5% في منتصف 2010 من 6.3% حاليا, طبقا لبيتر ديكسون الاقتصادي ببنك كوميرتس بنك في لندن. وفي ألمانيا يتوقع أن تزداد نسبة البطالة إلى 10.5% من 7.8% حاليا. وفي فرنسا قال الرئيس نيكولا ساركوزي الأسبوع الماضي إنه وافق على تقديم قرض بثلاثة مليارات يورو (3.86 مليارات دولار) لشركتي بيجو ستروين ورينو مقابل عدم الاستغناء عن عمال فرنسيين. كما اكتوت بنار أزمة البطالة دول امتدت من كولومبيا في أميركا اللاتينية إلى الهند في آسيا. ويقول جيم غالينوي الذي يعمل ضابط أمن في كولومبيا وهي بلد اشتهر بالعنف المتصل بالمخدرات « إن ظروف إيجاد وظيفة حاليا صعبة للغاية ». وفي الهند تم الاستغناء عن نصف مليون وظيفة في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما شعرت أفريقيا بارتدادات الأزمة التي عصفت بأوروبا وأميركا الشمالية وآسيا. وبدأ العمال الأفارقة المهاجرون يشعرون بالأزمة بفقدانهم الوظائف وعدم مقدرتهم على تحويل الأموال لأوطانهم. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 فيفري 2009)
رئيس وزراء النرويج يوقف قرار عمل المسلمة المحجبة في الشرطة
كشف رئيس وزراء النرويج » ينس ستولتنبرج » عن إيقافه لقرار عمل المحجبات في الشرطة، بعد أن وافقت مديرة شرطة النرويج على ارتداء الحجاب في وظيفة الشرطة للنساء المسلمات، ما أظهر معارضات يمينية ضد القرار وحوارات متشنجة دارت ومطالبات بوقف قرار الشرطة. وقال ستولتنبرج، بحسب جريدة « الوطن » السعودية ، « إن مثل هذا القرار يجب ألا يتخذ انفرادياً من جانب مديرة الشرطة ووزارة العدل وإنه سيحيله للدراسة ». وأكد رئيس المجلس الإسلامي في أوسلو صهيب سلطان أن تحريم الحجاب في النرويج سيمنع المرأة المسلمة من الاندماج في المجتمع ويحرمها فرص العمل. (المصدر: موقع شبكة الإعلام العربية ( محيط ) بتاريخ 15 فيفري 2009)