الاثنين، 9 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2058 du 09.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


 بعث فضاء للحوار يتناول القضايا الجوهرية المتصلة بالانتقال الديمقراطي في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان
الحجاب ، سيرة الفاروق عمر وغيرها- متابعة خاصة على قناة ا.ن.ب مع الدكتورة منجية السوايحي الثلاثاء العاشر من جانفي
سويس انفو: أربعة مفقودين في غرق باخرة قبالة السواحل التونسية أخبار تونس: انقاذ جميع افراد طاقم الباخرة التجارية سوزان بعرض سواحل صفاقس الصباح الأسبوعي: نهاية هذا الشهر: جلسة عامة استثنائية لهيئة المحامين وصفقات انتخابية في الأفق مسعود الرمضاني: عندما يفلت رأس المال من عقال القانون
حسين المحمدي: شكرا للزّعيم اللّيبي.لفيصل القاسم ..لبن جدو..لفريق بنعلي.. عبدالحميد العدّاسي: هديّة العيد في تونس الإسلاميّة تمزيق خُمُر نسائها
الحبيب ابو وليد المكني: عندما يدافع  برهان بسيس عن السفساري …؟
الحياة: الجزائر: سحب ملفات «الجماعة» من المحاكم وحطاب الملتزم المصالحة … باق في «الجبل»
الجزيرة.نت:  التونسي بن يحيى يخلف مواطنه بولعراس بأمانة المغرب العربي القدس العربي:  العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب تواصل شل اتحاد المغرب العربي الحياة: شركات أميركية تستعد للاستثمار في المغرب والتوسع نحو أفريقيا وأوروبا القدس العربي: دول المغرب العربي تتفق علي التحضير لإطلاق مصرف للإستثمار والتجارة الخارجية
د. خالد شوكات: الليبرالية أقوم للعروبة والإسلام معا!
محمد بن غلبون: المنظمات الصهيونية تسعى للسيطرة على ليبيا بعد تسوية القضية الفلسطينية حسن السرات: عرض كتاب « الإسلامية في زمن القاعدة »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تتقدم أسرة « تونس نيوز » إلى السيدات والسادة القراء الكرام والمشتركين والأصدقاء داخل الوطن الحبيب وخارجه بأجمل التهاني وأطيب الأماني. 

 

وفي هذه المناسبة، نسأل الله العلي القدير أن يعيده على الجميع بالخير والبركة وصلاح الشأن كله في الدنيا والآخرة وأن يؤلف بين القلوب ويزيل الضغائن ويشفي الصدور ويكشف الغمة عن الأمة ويزيل الكرب عن المأسورين والمنفيين والمكلومين وأن يشفي المرضى وأن يقضي الدين عن المدينين والحوائج عن كل ذي حاجة.
 
إنه سميع قريب مجيب الدعـاء
 
عيد مبارك، كل عام وأنتم بألف خير


المؤتمر من أجل الجمهورية حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن 33 نهج الجزيرة-تونس http://www.cprtunisie.net/

تهاني للشعب التونسي بمناسبة عيد الأضحى المبارك .

باسم المؤتمر من أجل الجمهورية وباسمي الخاص أتقدم لكل المواطنين والمواطنات بأحرّ التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك وعلى وجه الخصوص للقابعين في زنزانات الدكتاتورية ،لأهلهم وأطفالهم ، للمنفيين والمحرومين من الوطن ، للمناضلين الصابرين الحاملين لهمّ الوطن ،للمدافعين عن كرامته وحقوقه، للعاملين على تخليصه من نظام الفساد والتزييف والقمع ، للمضحين بالغالي والنفيس من أجل تونس رائدهم في هذا قيم العروبة والإسلام وحقوق الإنسان .
د. منصف المرزوقي 9-1-2006


باريس، السبت 7 جانفي 2006 بلاغ إعلامي

انعقد اليوم السبت 7 جانفي 2006 بباريس اجتماع عام ضم مناضلات ومناضلين وممثلي أحزاب وجمعيات تونسية. واتفق الحاضرون على مواصلة النضال المشترك على أسس مطالب حركة 18 أكتوبر وعلى بعث فضاء للحوار يتناول القضايا الجوهرية المتصلة بالانتقال الديمقراطي في تونس.
قرر الحاضرون :
1- تكليف كل من :
– أمية الصديق – فاطمة قسيلة – اياد الدهماني – لطفي الهمامي – صالح التقاز – حسين الجزيري
بإعداد مشاريع أرضية وآليات عمل وخطوط أولية لبرنامج نضالي.
2- الدعوة لاجتماع عام تأسيسي مفتوح ينعقد بتاريخ 22 جانفي 2006 على الساعة الثانية بعد الزوال(*) للنظر في ورقات العمل وبعث هيئة 18 أكتوبر بباريس.
– طارق بن هيبة، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس. – عادل ثابت، حزب العمال الشيوعي التونسي. – خميس قسيلة. – اياد الدهماني، الوحدويون الناصريون. – الطاهر العبيدي، صحفي. – فتحي عبد الباقي، تجمع أبناء وأقارب المساجين السياسيين. – رياض حجلاوي، جمعية التضامن التونسي. – صالح التقاز، جمعية صوت حر. – لطفي الهمامي، باحث في الفلسفة السياسية. – فاطمة بوعميد، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس. – حسين الجزيري، حركة النهضة. – أمية الصديق، كاتب ومترجم. – رياض بالطيب. – الطاهر بن حسين، مستقل. – عبد الوهاب الهمامي، مناضل سياسي. – الهادي الجيلاني، التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات. – كمال الفحل، مستقل. – قيس دغري، مستقل. – محسن الشابي، طالب مرحلة ثالثة. – محمد بن سعيد. – ابراهيم بن جيلاني، مستقل. – سفيان المخلوفي، مستقل – باحث في علم النفس. – كمال الجندوبي، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس. – بشير عبيد، سجين سياسي سابق. – مصطفى عمايدي، طالب دكتوراه فلسفة. – سليم بن حميدان، المؤتمر من أجل الجمهورية. – عماد دايمي، اللجنة الدولية من أجل إطلاق سراح محمد عبّو. – شكري الحمروني، اللجنة الدولية من أجل إطلاق سراح محمد عبّو. – قيس الرياحي، مناضل يساري.


أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين  

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831

تونس في: 09/01/ 2006
عاد مساء أمس الثامن من شهر جانفي الى أرض الوطن المناضل الحقوقي و عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين المكلف بالعلاقات الخارجية الأستاذ سمير ديلو بعد رحلة زار خلالها كلا من فرنسا و سويسرا و بلجيكا و ألمانيا عرف خلالها بالوضع المأساوي الذي يعيشه المساجين السياسيون بتونس الذين يقبعون في السجون التونسية منذ أكثر من 14 سنة.   و قد تعرض الأستاذ ديلو عند حلوله بمطار تونس قرطاج إلى مضايقات من قبل أعوان القمارق بأمر من أعوان البوليس السياسي إذ قاموا بتفتيش و بعثرة كل أدباشه و حجزوا عنه بعض الكتب والأقراص المضغوطة.   و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تعبر عن احتجاجها على هذه المضايقات التي تتعارض مع مقتضيات الاتفاقية الدولية المتعلقة بنشطاء حقوق الإنسان و تطالب بوضع حد لهذه الممارسات وفسح المجال لكل نشطاء حقوق الإنسان للقيام بواجبهم في الميدان الحقوقي بكل حرية.   رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831  
تونس في: 09 جانفي 2006   يحل هذه الأيام عيد الأضحى المبارك و مئات المساجين السياسيين ما زالوا يقبعون في السجون التونسية و عائلاتهم و أبناؤهم محرومون من فرحة العيد و بعض أفراد العائلات يقضون يوم العيد في التنقل من مكان إقامتهم الى السجون التي يقيم بها أقرباؤهم و التي هي في بعض الأحيان بعيدة ما يزيد عن 100 كلم مثلما هو الحال بالنسبة لعائلة السجين السياسي و المناضل الحقوقي الأستاذ محمد عبو عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الذي ما زال يقبع في سجن الكاف و قد تحملت زوجته من جراء ذلك مشقة السفر كل يوم خميس في طريق جبلية وعرة.و مثلما هو الحال بالنسبة لعائلة طاع الله الخلصي التي يقيم ابناها رمزي و ماهر في سجنين بعيدين عن بعضهما و تضطر أمهما للتنقل مرتين لزيارتهما.   كما أن آلاف المبعدين و المهجرين الذين تحصلوا على اللجوء السياسي في بلدان إقامتهم ما زالوا يعيشون في غربة بعيدا عن أهلهم و ذويهم و قد طال مقامهم بأرض المهجر.   و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تتوجه بمناسبة العيد إلى جميع المساجين السياسيين و إلى جميع المهجرين و إلى عائلاتهم بأخلص التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك ترجو من الله العزيز القدير أن يخفف مصابهم و أن يلم شملهم و يزيل غربتهم.   رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري


الحجاب ، سيرة الفاروق عمر وغيرها- متابعة خاصة على قناة ا.ن.ب مع الدكتورة منجية السوايحي الثلاثاء العاشر من جانفي   إعــــــــلان
تم التطرق في غمرة التفاعل مع تصريحات وزير الشؤون الدينية حول الحجاب الى بعض ما صرحت به الدكتورة منجية السوايحي على شاشة أ.ن.ب ANB في برنامج البعد الآخر الذي أعدّه وأقدمه أنا برهان بسيس، وقد وقع تناقل ما صرحت به الدكتورة بشكل مشوه ومغلوط في ما يشبه الحملة المسنودة إلى سماع مقلوب تناقلته الألسن والأقلام .   لذا يسرني أن أدعو كل السادة المهتمين بالقضايا آنفة الطرح (الحجاب ، سيرة الفاروق عمر وغيرها) إلى متابعة حلقة خاصة من برنامج « البعد الآخر » على قناة ا.ن.ب تتقدم عبرها الدكتورة منجية السوايحي بما يستحق من الردود والتوضيح.   الموعد : الثلاثاء العاشر من جانفي على الساعة العاشرة ليلا بتوقيت تونس على قناة ا.ن.ب المبرمجة على القمرين الصناعيين نيل سات وهوتبورد   برهان بسيّس   


أربعة مفقودين في غرق باخرة قبالة السواحل التونسية

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاحد ان سفينة تجارية على متنها ستة بحارة غرقت في المياه الدولية قبالة سواحل تونس وتم انقاد اثنين منهم ولم يزل اربعة اخرون في عداد المفقودين. وقال مسؤول بميناء صفاقس طلب الا ينشر اسمه ان السفينة « سوزان » التابعة لجزر سانت فنسنت وجرينادين الواقعة بمنطقة البحر الكاريبي غرقت بينما كانت تقوم برحلة من اسبانيا الى صفاقس وعلى متنها ثلاثة بولنديين وروسي وأندونيسي وأكراني. وأكد أنه تم حتى الان انقاذ بحارين بولنديين ويتواصل البحث عن الاربعة المتبقين « وسط أحوال جوية سيئة ». وقال المصدر انه لم تعرف على الفور أسباب الحادث وان كان يرجح أن تكون سوء الاحوال الجوية نظرا لهطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية على السواحل التونسية. وأضاف أن وحدات من البحرية والطيران التونسيين تواصل عملياتها للعثور على بقية البحارة مشيرا الى أنه « تم توجيه نداء الى كل البواخر التي تعبر هذه المنطقة قصد المشاركة في عمليات الاغاثة ».
Reuters (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ8 جانفي2006 )  

 
انقاذ جميع افراد طاقم الباخرة التجارية سوزان بعرض سواحل صفاقس

الرئيس بن علي يسدي تعليماته في الابان لوزير الدفاع الوطني لتوفير كل الامكانيات المتاحة لنجدة الباخرة وانقاذ البحارة

تم انقاذ جميع البحارة الستة المكونين لطاقم للباخرة التجارية سوزان التي تحمل علم دولة سان فانسان وغرينادين والتى تعرضت يوم الاحد الى حادث غرق في عرض سواحل صفاقس بالمياه الدولية.   فقد انقذت خافرة تابعة للبحرية الوطنية في ساعة مبكرة اليوم الاثنين البحارة الاربعة الاخرين وهم بولوني وروسي واوكراني واندونيسى. وكان جرى يوم الاحد انقاذ بحارين يحملان الجنسية البولونية بفضل عمليات النجدة والانقاذ التى باشرتها وحدات من البحرية الوطنية ومن جيش الطيران.   وقد اسدى الرئيس زين العابدين بن علي تعليماته في الابان لوزير الدفاع الوطني لتوفير كل الامكانيات المتاحة لنجدة الباخرة وانقاذ البحارة. ويجدر التذكير بانه لا يوجد حسب التحريات الاولية اى خطر تلوث جراء هذا الحادث اذ ان حمولة الباخرة المجهزة من قبل الماني تتكون من 40 حاوية وزنها الجملي حوالي 1500 طن تتمثل في مواد خزفية من انتاج اسباني.   (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 8 جانفي 2006)

  نهاية هذا الشهر:

جلسة عامة استثنائية لهيئة المحامين وصفقات انتخابية في الأفق

تونس ـ الأسبوعي   تعقد الهيئة الوطنية للمحامين في نهاية هذا الشهر جلسة عامة استثنائية لمناقشة مشروعي النظام الداخلي وميثاق اخلاقيات مهنة المحاماة الى جانب مناقشة ما جاء به مشروع القانون المتعلق ببعث المعهد الأعلى للمحاماة والتغطية الصحية للمحامين.   مسألة المعهد   وستكون هذه الجلسة حسب بعض المصادر، مناسبة لمناقشة مشروع المعهد الأعلى للمحاماة وخصوصا ما تعلق بتمثيلية الهيئة الوطنية للمحامين في المجلس العلي للمعهد.   كما طالبت الهيئة، ضمن مشروع وجهته الى وزارة العدل، اعتماد طريقة التسيير المشترك لهذه المؤسسة وذلك بتشكيل مجلس إدارة تشرف عليه الهيئة ويترأسه احد المحامين الأكفاء. كما طالبت بالترفيع في نسبة المحامين الممثلين ضمن المجلس العلمي.   وكانت وزارة العدل أعدت مشروع القانون المتعلق ببعث معهد المحاماة وفق صيغة مختلفة عما طالبت به الهيئة الوطنية حيث جاء التنصيص في المشروع على ضرورة ان يكون بالمعهد مجلس علمي بحساب الثلث لكلّ طرف فيه (الهيئة الوطنية ووزارة العدل ووزارة التعليم العالي).   مشاريع   وستكون الجلسة العامة مناسبة لمناقشة مشروع التغطية الاجتماعية للمحامين بعد الأراء الكثيرة التي طرحها المحامون خلال الندوتين اللتين عقدهما فرعا تونس وسوسة مؤخرا.   وللتذكير فإن اللجنة المشتركة التي ضمت ممثلين عن هيئة المحامين ووزارتي العدل والشؤون الاجتماعية عملت على امتداد ستة أشهر تقريبا رغم بعض التقطّعات في اجتماعاتها، وتوصّلت الى اقتراح ثلاث فرضيات للتغطية الاجتماعية تقضي الأولى اعتماد النظام الحالي المتمثل في صندوق التقاعد والحيطة للمحامين والثانية باعتماد نظام التأمين الجماعي اما الثالثة فتتمثل في انضمام المحامين الى نظام المستقلين غير الأجراء مثلما هو الشأن بالنسبة الى الأطباء والصيادلة وبعض المهن الحرّة الأخرى.   ويبدو ان التوجه يسير نحو اعتماد نظام المستقلين غير الأجراء في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي رغم بعض المعارضات والتحفظات في صفوف المحامين انطلاقا من مبررات مهنية واخرى نقابية.   مضامين   وسيطرح النقاش خلال الجلسة العامة الاستثنائية لمناقشة مشروع ميثاق اخلاقيات مهنة المحاماة الذي ضبط جملة من قواعد التعامل والاخلاقيات للدفاع عن المبادىء الأساسية للمهنة والواجبات تجاه الذات وما أطلق عليه «واجبات الزمالة» و«أخلاقيات التعامل مع القضاء» ومع الحرفاء ومع مساعدي القضاء والإدارات والمؤسسات وآداب التعامل مع الخصوم والشهود وواجبات المحامي تجاه مساعديه.   أما مشروع النظام الداخلي فقد جاء محددا للمبادىء الأساسية لممارسة مهنة المحاماة وواجبات هياكل التسيير وواجبات المحامين والتنظيم الداخلي لهياكل التسيير وتنظيم ادارة وعمل الهيئة.   كما ينظم هذا المشروع الجلسات العامة للمحامين والعميد ومجلس الهيئة ومجالس الفروع الجهوية للمحامين الى جانب تنظيم المجلس الاستشاري ووضعيات المحامين وأساسا الترسيم والتمرين والمباشرة والإحالة على عدم المباشرة والتقاعد وتصفية المكاتب.   صفقات انتخابية   وكان مشروعا النظام الداخلي وميثاق اخلاقيات المحاماة محل نقاش وجدل في جلسات عامة استثنائية في هيئات سابقة حيث بادر العميد الأسبق الأستاذ عبد الجليل بوراوي الى عرض هذين المشروعين للنقاش والمصادقة لكنه لم يفلح في الحصول على مصادقة الأغلبية عليهما بسبب تباين الآراء حول مضامين مشروع النظام الداخلي وطغيان الحسابات الإنتخابية والسياسية على النقاشات مما ادى الى فشل مبادرة العميد بوراوي.   ويعود العميد الحالي الأستاذ عبد الستار بن موسى الى اعادة احياء هذين المشروعين على امل الحصول على مصادقة أغلبية المحامين لتكون خطوة حاسمة في مدّته الانتخابية.   غير ان الجلسة العامة الاستثنائية المقبلة ستكون أيضا مناسبة لعقد بعض الصفقات الانتخابية وستلقى بظلالها على الجلسة الانتخابية لجمعية المحامين الشبّان المقرّر عقدها يوم 4 مارس المقبل حيث ستستفيد بعض الأطياف السياسية من أجواء الجلسة العامة الاستثنائية لهيئة المحامين لتشكيل قائمات انتخابية وعقد تحالفات استعدادا لانتخابات المحامين الشبان التي لن تكون حتما عادية.    أ – ن   (المصدر: جريدة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 9 جانفي 2006)  


عندما يفلت رأس المال من عقال القانون

جاء السيد نادر سحنون من صفاقس ليستثمر مشروعا قيل في البداية انه فلاحي حيث اشترى أرضا فلاحيه بحفوز من ولاية القيروان بما قيمته دينارين للمتر الواحد ، وبعد ذلك تحول المشروع ألفلاحي إلى نقطة إنتاج المياه المعدنية، أطلق عليها اسم جنات ، وبدأ بتشغيل عددا من العمال من أبناء منطقة حفوز.

ورغم عدد الساعات الزائدة غير خالصة الأجر والتجاوزات العديدة إلا ان العمال كانوا مرتاحين لوجود مورد رزق يقيهم شر البطالة المتفشية في الجهة بأعلى النسب

. فقد صرح احد العمال ان الساعات الزائدة تصل إلى 206 ساعات أسبوعيا إلا ان العمال يفرحون كثيرا حين يجدون 100ساعة مسجلة في بطاقات خلاصهم ويسمون من يتحصل عليها انه ربح – البروموسبور-

وقارب العمال الأربعة سنوات وهي المدة المطلوبة للترسيم حيث ينص قانون الشغل على إمكانية عقد عقود شغل وقتية على ان لا تتجاوز مدتها الأربعة سنوات

’وكل انتداب للعامل بعد انقضاء هذه المدة يقع على أساس الاستخدام القار.

وبما ان العمال قضوا في اغلبهم أكثر من

3 سنوات فقد قرر السيد سحنون إنهاء عقد عملهم- أكيد لتعويضهم بعملة وقتيين آخرين- واتصل العمال بالمكتوب التالي مطالبين بإمضائه :

إنهاء عقد عمل وتصفية حساب

إني الممضي أسفله

————————- عامل بشركة إنتاج المياه المعدنية صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد——————— بتاريخ—————

تحصلت على جميع مستحقاتي بما في ذلك المرتب الأصلي والراحة السنوية وكل المنح القانونية .

وبهذا أضع حدا لعقد العمل الرابط بيني وبين شركة المياه المعدنية وامتنع عن كل إجراء نزاعي بما في ذلك المخاصمة لدى المؤسسات القضائية.

اطلعت عليه ووافقت

ورفض العمال الإمضاء واعتصموا بمقر العمل وفي جلسة

4 جانفي التي التأمت بمقر الولاية رفض صاحب المؤسسة التنازل .

وقد وجد العمال في الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والاتحاد المحلي بحفوز كل السند المعنوي والمادي والحضور الدائم إلى جانبهم

. كما ساند التحرك بالحضور والإعلام فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان على اعتبار ان حق الشغل هو من الحقوق الأساسية للمواطن.

ورغم التقدير الذي نكنه للعمال الذين يدافعون باستماتة عن حقهم في الشغل و كذلك التقدير الذي نكنه للنقابيين والحقوقيين لوقوفهم إلى جانب الحق والقانون والعدل فإننا نستغرب ردود السلطة الباهتة أمام الطرد التعسفي المستمر وهضم جانب عمال بنوا على كواهلهم مؤسسات جنت أرباحا طائلة ولم يلاقوا غير الجحود

.

 

الحالة المدنية

الاقدمية

الاسم

– متزوج واب لطفلين

– اعزب

– متزوج واب لطفلين

– اعزب

– متزوج واب لطفل

– متزوج واب لطفل

– متزوج واب لطفلين

– متزوج واب لطفلين

– اعزب وكافل لأبويه

– متزوج

– اعزب

– اعزب

– عزباء

– متزوج واب لطفلين

– اعزب

– عزباء

– متزوجة

– عزباء

– عزباء

– عزباء

– عزباء

– متزوجة

– متزوج واب لطفل

– اعزب

– عزباء

– اعزب

متزوج واب ل 3 اطفال

– متزوج وأب لطفل

3سنوات و3 أشهر

– 6 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

– 6 أشهر

– 6 أشهر

– سنتان وشهران

– سنتان وشهر

– 6 أشهر

3 سنوات و 8 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

– 6 أشهر

3 سنوات و4 أشهر

3 سنوات و4 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

– 5 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

3 سنوات و8 أشهر

3سنوات و 8 أشهر

سنة و7 أشهر

3

سنوات و8 أشهر

– 3

سنوات و8 أشهر

3

سنوات و8 أشهر

– 3 سنوات

3

سنوات و 4 أشهر

– 3

سنوات و 6 أشهر

-3

سنوات و5 أشهر

– عبد الكريم العياشي

– لطفي العياشي

– رضا المناعي

– سعيد العيدودي

– مكرم البحروني

– الزيتوني المخلوفي

– رضا العقرباوي

– سمير القفصي

– رؤوف الحجاجي

– فرج الزعيري

– نجيب الزعيري

– نعيمة الرويني

– محمد الغرسلاوي

– لسعد العامري

-عزالدين الرايسي

– فتحية المنصوري

– عفاف جاء بالله

– سامية الضفلاوي

– هاجر الحجاجي

– شريفة الكسابي

– ليلى السالمي

– ريم المناعي

– توفيق البحروني

– خالد التواتي

– عائشة الحجاجي

– زهير المسعودي

– لزهر العامري

– رشيد القيزاني

 

 

 

 

ولازال الاعتصام متواصلا في غرفة صغيرة لا تتجاوز ال

3 متر على 3 متر، تجمع العمال والمساندين من نقابيين ونشطاء حقوقيين.

مسعود الرمضاني


 شهادة جديدة في ظرف وجيز..على المجازر العربية..

شكرا للزّعيم اللّيبي.لفيصل القاسم ..لبن جدو..لفريق بنعلي..

شهادة خدام حول إجرام نظامه أدخلته عالم غضب الحاكم العربي..برقية صادرة عن الرئيس بوش بمناسبةعيدالأضحى المبارك وجهت إلى الرئيس التونسي على غراربقية رؤساء دول العالمين العربي والإسلامي تمّ الترويج لصاحبهاوكأنه يساندالجمودفي تونس والأرقام الغالطةوالمغلوطة وغياب الحريات والنزاهة في نفس الوقت الذي وصف ويوصف فيه الرجل وفريقه وأبناء وطنه بأقذرالنعوت في دينهم وعاداتهم وتفكيرهم بجمهوريهم وديمقراطييهم…شهادة من زعيم له في الحكم 36سنة بالتمام والكمال تقول بجرأة كبيرة ..بوش ضعيف..لا حرية ولا ديمقراطية..نخب عربيةجمعهاويجمعهافيصل القاسم تقول لبوش اترك لنامتاعنا؟مجموعةشبابيةمختارة بالذهن جمعهابن جدو في حوار
مفتوح؟دعاله مسئولاأمريكياوالخلاصةأترك لناالدكتاتوريات وأمريكاهي المجرمة؟وفي الظاّهر فتح الباب أمام المسئول للتعريف بخطابه وسماع الآخر؟
1-منذاقل من خمسةايّام جاءت شهادة خدّام حول نظام عربي كتبت الصحافة العربية حول طهارته وأخلاق رجاله وتضحياتهم عربيا؟منعاللتغييروتحديداقتلا لمشروع الشرق الأوسط الكبيروشمال إفريقيا؟ 2-يوم الأحد8جانفي2006اي بعد ثلاثةايّام من تصريحات خدام يتحفناالزعيم اللّيبي عبر الحرة بخطاب حول الحريةوالديمقراطيةالليبيةوخلوّهامن المساجين السياسيين؟الا من حفنة من رجال الزندقة؟متجاهلا الجهمي وغيره؟وهنايبدوالامرعاديامثل إخوانه العرب. 3-الملفت للانتباه.قول العقيدالليبي في راحة من عقله وتفكيره…أمريكا في مأزق في العراق..ما يجري في العراق مقاومة..أمريكاظهرت في العراق عكس ماكنانعتقد.. ليست بغول..هو ندم على خوفه منها؟..وصف مطالبةسوريابالتعاون مع لجنة التحقيق الدوليةبفاعليةوجديةبالإرهاب المسلط عليها؟وصف الإرهاب جاء بعد شهادات الرجل الثاني في النظام؟بماذا يصدّق الرجل؟ 4-القذافي كان صادقافي حواره إلى ابعدحدومجال من أي رئيس عربي آخر.ما نطق به العقيدهومايتداول بين الحكام العرب ومايتصرّفون على أساسه ووفقه مع أمريكا. 5-هذا الذهن العربي الحاكم والذي تعرّضت له في كتابي منذ فترة هو نفسه مارأيناه في مصر خلال الانتخابات وفي تونس وفي غيرهامن الدول العربية.طالماأمريكاضعيفة لماذاالتغيير؟وطالماالعصاوالمال يوجدان فلماذاالتغير؟وطالماالنخب صارت حاشية للسلطان لماذاالتغيير؟ 5-التغييرعندالحاكم العربي لا يكون الا من خلال الضّغط.وصاحب الضغط اليوم غير قادرعلى ذلك بحسب قراءة القذافي وهي القراءةالعربيةوالتي رأيناهافي هذه التفاصيل وأكثرمنذ نوفمبر2003؟وهي تنمّ على قدروفهم التحوّلات المجتمعيةفي البلادالعربية وهي صفعة لكل من يداري عن الدكتاتوريات. 6-شطحات العقيدأعطت بعداكبيراجدالعمل بوش من اجل الحرية.قالت للعالم..نوعية الحاكم العربي الجاثم على رقاب الشعوب…لن تغادرالا بالموت اوالانقلاب اوالحرب أي ماجرى ويجري في العراق كان هوالخيارالوحيدوالممكن لزحزحة دكتاتوراوهاهو السوري بالمثل.شهادة منه عليه يعتبرهامؤامرة؟ماذايمكن أن يقول حول مليون من مليس القديم والجديد؟ 7-الزعيم اللّيبي وهورجل الدولةمنذ 1970؟يرى نفسه إله اللّيبيين سنة2006؟لا احد يفكّرخارج إطاره.ولا يمكن معارضته مطلقا؟ويرى الديمقراطية لشعبه فقط في حال إذا كان بوش انتصرفي العراق؟أمّاوان كان منهاراهناك فلا حاجة للخوف منه ؟وتمكين الشعوب العربية من قدرهاوكرامتها.يعني بحسب منطقه ننتظرانتصارأمريكافي العراق حتى يخاف هو وأمثاله ونفرح نحن بالتصويت؟لا وجود لدى الحاكم لمواطن.. 8-هذا الرأي يعطي لبوش كل الحق.ويجعل من كان يقول الديمقراطيةلا تكون بالقوة في حرج.ذهن كهذاابتلي به المواطن العربي المدني المسالم ماذا يفعل له لكي يتغيّر؟ بوش كان ضرورة في العراق.وهذه الضرورة عكس ما توصّل إليه ذهن الزعيم.. جاء معهاتخبطافي سورياوحسابات خاطئةجدادفعت النظام إلى الرهان على الزعزعة في العراق وفي لبنان وبالنتيجة في فلسطين وإسرائيل وفي الأردن… 9-عراق يستقر.يعني سوريا تصبح مجبرة على التغيير.ولبنان يتخلى عن منطق محاربة العدووالاستعدادالأبدي له.ودفع كل أنواع الفواتيرمرة باسم الأديان.ومرة باسم محاربة العدوالصهيوني ومرة باسم شبعاوهكذاإلى أن تفنى الأجيال اللبنانية.وفي نظامناالعربي المتعفن من العمدةإلى الرأس لايمكنه أبداالإصلاح لأن الإعلام الحروالشفافية تعني
تعرية ركائزه وموته أصلا.فهويديرالبلادوالعباد من خلال الملفات والأخطاء؟ 10-هذاالتقديرجعل السوريين يرتكبون الحماقات.ويعتقدون أن أمريكاالغارقة في العراق ؟لا يمكنهاأبداأن تتحمّل مأزقاجديدا؟وهكذا فكّرالنظام في تونس خلال انتخابات 2004 و2005 وبالمثل المصري…وهي فرصة تاريخية للأمريكيين والأمريكيات ولمراكز الدراسات للوقوف عند نوعيات من الحلفاء والأصدقاء؟هم كانواحلفاء لأمريكالانّها أوصلتهم الحكم وحمتهم وتحميهم فقط.وعندالاختبارالأول كان منهم خطاب بن لادن. 11-هناأمريكاليست في مأزق.بل وجودهاهناك وطول المدة كشفت وتكشف الحليف للأمريكيين.ولشيراك نوعية الحاكم العربي وتفكيره بالحرية دون عصا؟أمريكا جادة وقوية نرضخ لها ونصلح.أمريكا ضعيفة نسحق الشعوب وندجّنها.هذاالذهن يلزمه العصاومليس لمحاسبته على جرائمه وبشاعاته.ويمكن أن يكون هذا في إطارالشطر الثاني من الحرب على الإرهاب.أي قانونيا وشهادات من رجال أحرار. 12-القذافي أضاف قائلا في استخفاف شديدعندماسئل حول مطالبةأعضاء الكونغرس الأمريكي ومسئولي البيت الأبيض باحترام حقوق الانسان واطلاق سراح بعض المساجين.بان هكذا طلبات تكون في استحياء شديد ومن باب تنحية الملامة؟ونتاج شكايات يرفعهاهذاوذاك وليس من خيارات الأمريكي واعتباره الحريةهمامشتركا انسانيا.وهو خطير. 13-أعطى الرجل صورة مزريةحول المسئولين الأمريكيين منتخبين ووزراء؟واظهرهم صغاراأمامه؟وركزعلى تمريرعدم اكتراثهم بالحرية؟بماذا سيكترثون معه ولديه؟ 14-لهم الشكرحتى وان كانوالم يسالواقط.وللعقيد كل اللوم.فهل ننتظرالأمريكي ليدافع عن الليبي؟حتى يعود له جوازالسفر؟والقدروالاحترام؟وبالمثل التونسي؟ 15-بحسب الزعيم الليبي وجب أن تنتصرأمريكافي العراق حتى يصلح هو وزملاءه في بلاد العرب؟ 16- قبل أن نقف عندهذاالمنطق.قلنا(يوم 6جانفي2006 عبرتونس نيوزفي مقال لنا)نحن نحب أمريكا.و10ساعات تكفينالسحب البساط مماشابه العقيدودون حرب أو كلام بذيء أو كذب.وليحضرالحاكم العربي أفضل مالديه من خبرات دعائية.وبعد تصريح العقيد يمكن أن تكون 5ساعات كافيةإلى ابعدالحدود.
17-شكرا للزعيم الليبي على صراحته وعلى مايخفيه زملاءه.وعلى تفكيرهم بنا وبالحرية من جهة وبحليفهم أمريكا التي كرهتها الشعوب من اجلهم من جهة أخرى.ألازمات فرصا ومصائب.واليوم الذي تقضيه أمريكافي العراق يعرّي لهانوعية الصديق.والحيل واستلاف هذا وذاك نوعية تصريفه الكذب وتمرير خداعه.العراقيون ربحوا.الأمريكان ربحوااليوم وخاصةغداوعلى عكس ما يرى هذاوذاك.ونحن سنربح غدا.الدكتاتوريات العربية درست وتشبّعت بنظريات الضغط علينا.نحن الرعايا.لم تدرس الضغط عليها ومن الحليف.هي لا تفكر وتخاف من يفكر.لهذاضغط الأزمات عليهاعرّاهاإلى اكبر مجال.ولولا حكمة الأمريكي التي سعت لضربه لكانت انهارت في لمح البصر.هو لا يتصرف بنظرية الصدمة.ولا الحب والكره.ولا الثورة.ولا التشنج.لهذا يتحمل في العراق لوحده لأنه كبير جدا.ولأنه ليس في أزمة. 18-الدكتاتوريات في أزمات.ويوم تستقرالأمورفي العراق.وسيكون ذلك في ظرف قصير جدا.ستمسح الدكتاتوريات الأرض أمام بوش.واراهن على ذلك وخلال اقل من سنة. 19-رهاني سببه واضح جدا.لو كانت أمريكا فعلا في مأزق.للجات إلى مجلس الأمن ولفرضت مراقبة دولية على الانتخابات العربية ولتهاوى الحاكم العربي والأحزاب الحاكمة.لماذا لم تفعل ذلك وهي قادرة؟لانها ليست في ازمة ولها ايمان بالحرية عكس ما حاول ايهامناالعقيد.الرجل لم يتعض قيدأنملة من كل المحن التي مرّبها.إنّهاالمجازر العربية بدم بارد…بشهادة زعيم حاكم. 20-كتاباتي حول بوش بهذاالتوصيف والوصف والمضمون.جعلت الحاكم يفكرفي الموضوع وفق نظريةسحب البساط على الأقل من هناالى2008؟والصديق يلوم؟ولكن والله كلام العقيد زادني اعتزازاواحترامافي بوش.نوعية حكامنا يلوم؟تصوروا حاكما يقول إذاكان بوش قويا نغيرودون ذلك نسحق؟ونجد اليوم نخباعربيةتنظّرلبقاء الفساد تحت مسمّيات مقيتة؟نخبا جعلتها الدكتاتوريات وقودا منذ 60سنة وتجدلهاالتبريرات؟ 21-بعد كلام القذافي هل توجد مبررات لمحاكمة خدام من نخبنا؟ومن هو المتخلق والوطني الساكت عن الفساد؟أم حاميه وصانعه؟من المتخلق الواقف في نصف الطريق والرافض لمزيد من الماسي؟أم المواصل المشوار؟على حساب الشعوب؟ذهن لنخبة؟ 22-شكرالنديم قطيش على تمتّعه بحوارشيق مع العقيد.وتمتعنانحن بماخفي من تفكير زعمائنا.انه تدليل للاسرائليين والفلسطينيين ولبوش وللكونغرس ولشيراك..بنوعية الوساطة والفهم للحكم والإنسان من حكامنا.وكيف يتعاملون مع الغرب ومعنا.دون العصاسيكون عليكم حكامنا كماهم علينامنذعقودا.اشتدي ازمةتكشفي عيوباوخفايا لمن لم يدرك بعد ذلك.ليت رجال شيراك وزاباتيرو يحضرون لهمامضمون تصريح القذافي ليقفاعندذهنيةالحكم العربي ؟وليعود طوني بليرالى الوراء ويستحضرجلسةالعقيد ورفع ساقه؟خلال زيارته الأخيرة للجماهيرية؟ 23-برنامج الاتجاه المعاكس تحديدامنذ11سبتمبر2001صارمن البداية يدعوواحدا مع أمريكاويختاره حتى من حيث المظهربائسا؟ويظهره من الأسئلةلا وطنيا؟وأمريكاعدوا للحرية وتضحك علينا؟ومن يقابل هذاضمن البرنامج رجلا وطنياعربيااسلامياوهو المدافع عن البطش وصناعات الإرهاب؟ 24-غسان بن جدو كان أكثرشطارة.في الظاهرفتح باباأمام مسئولاأمريكياللحديث مع مجموعةشبابية؟والصحيح أرادالقول له.أمريكالا تريدهاالنخب ولاالشباب.وجسّم المسرحية شاباسورياعندماهدّد بان يتحول الى قنبلة بشرية.وهونفس مانقلته الجزيرة قبيل الحرب في العراق؟عودةالى الأرشيف؟رجال الحرية يرون حقوق الإنسان همّامشتركا دوليا.ورجال القمع والعطش المالي والأخلاقي يرون الحفاظ على رجال العجزمن عوامل الثراء.تبرير خبيث للفساد والقمع..وإن تدثّر رجاله بخطاب الحكمة وان الديمقراطية لا تكون بالقوة. مرةأخرى اطلب من كل رجل عادي العودةالى تصريح القذافي للحرة..سيصاب بالقرف. .الحاكم العربي يقتل أولاده.ويتحدث عن القوة والأخلاق؟الجزيرة هنا. 25-كل الصحفيين العرب العاملين في صحف تشرف عليها الدكتاتوريات العربية لهم اليوم المال الرهيب بفضل القلم والكتابات.وبالمثل العاملين في الفضائيات العربية وزادالأمربعد1سبتمبر2001.الصحفيون وكل رجل مساند للدكتاتوريات في أمريكاذاتها هوفي بحبوحةالعيش ورغده.داخل الدول العربية لهم المال والحصانة.وفي الخارج يسيطرون على كل شيئ.لهم الوطنيةولرجال الحريةالخيانةوالمرض والجوع.   ملاحظة قبل الختام
.رجال الإعلام والسلطة المستنجبين من الحاكم العربي يملكون المال الرهيب. .رجال الإعلام العربي والعلاقات يملكون المال الرهيب.مضافاإليه هناعلاقات مع رجال من الغرب يحاولون بكل الوسائل إقناعهم بفشل بوش.وتخلف العرب.وأن؟الدّيمقراطية لا تكون بالعصاوهم من يبتزّالمال والخيرات العربية.لتكن هناك دراسة حول ممتلكات رجال الحكمةوماجمعوامنذ11سبتمبرفقط؟لماذالم يدخل القاسم الى السجون العربية؟ .رجال الحرية في تونس مثلا المحسوبين على أمريكاأن صح الأمر.القمع لهم والمحاصرة.والمنع من الرزق.وجلهم لم يتمكن من شراء خروف لأولاده.ورجال الدكتاتوريات العربية في البذخ؟وحديث عن الوطنيةوالاخلاق.توزيع للأدوارعربيا. .منذ11سبتمبرهتك عرض كل من فيه رائحة الليبرالية من دكتاتوريات نتنة ونافخة لريشها؟كل من فيه أوألصق به رائحةأمريكايذبح من رجال أمريكا؟إذاكان بنعلي يتغنى ببرقيةبوش فلماذايحاصررجال الليبرالية؟وهكذامبارك؟و… لهذاطرحنافكرة الأيدي والعقول النظيفة…حدّ فاصل بين خدمة دكتاتوروالحرية؟ .المشكلةالأساسيةعربياتتلخّص في عاملين يمنعان التغييروالتحولات السلمية.هماالمال والفساد والاجرام معهماوالسلطةالقمعيةللحفاظ عليهما.لهذاقلناحركةالأيدي والعقول النظيفة.الأيدي لا تكتب المحاضر.ولا تبطش.ولا تغتال .ولا تعدم.ولا تعلق.ولا تتلذذ بتصويرالتعذيب.ولا تسرق المال العام ولا الخاص. العقول لا تكذب ولا تستبله ولا تستغفل.ولا تستنجب القوانين للقتل والتزوير…هي بديل لذهن ليبي وتونسي..وهي من نتائج الحرب على الإرهاب..رغم ماجرى لصدام النخب تراهن على بقاء القمع؟ماذايجب سلميالكي تتغيرالامور؟حركةكهذه احدالخيارات المطروحة اعتباراوان الفسادهواساس الحكم عربياوالباقي هوامش.والذكي يذهب الى الأصل لا الى الفروع الصغيرة.طول الأزمة عرّى ويعرّي يوميامن يتصوّرون الذكاء والنباهة.التمس من كل مسئول أمريكي أن يستجمع ماقال له كل رئيس عربي منذ11 سبتمبرحول الحريةوالإرهاب والتغيير.حول قتل الحريري وغيره في لبنان.حول تصريحات خدام.ماقال له رجال الصحافة بعدانتهاء البرنامج المحددأواللّقاء حول ذات المواضيع. متاكّدجداأن الخلاصة ستكون…الدعوة لعدم التغيير.ومن هنايمكن معرفةالرجل ورسالته وهذه المعرفة تجعل بوش الفائز ورجال الحريةغدا. أقول عيدا سعيدا.لرجال العجز والفساد.ولمناضلي الحرية عيدكم اسعد ولو لم تتمكنوا من شراء ما يلزم لأولادكم.انتم لا تعملون بالمال العربي الوسخ.ولا من اجله.تحية للدكتور الصحبي العامري الذي اجبرعلى ترك العاصمة؟ولكل إنسان حر.الجهل لا يصنع سياسة.بل إرهابا.والمافيا المالية تدمر الإنسان في ابسط حقوقه.وهي حليفة متميزة للزرقاوي وغيره.أمي وجاهل وعابد متعبد المال عبر الدول العربية منذ60سنة… نتاجهم الطبيعي رأيناه ويراه العالم.القذافي أصرعليه. .أستسمج من الإخوة العاملين في المجالات الحقوقية محاولة فهم وتفهّم كتابتي حول أمريكا واعتباري بوش جديا في مجالات الحرية.وهو كذلك.صحيح الحرب لا أخلاق فيها.رجال الجمعيات الحقوقية دمرتهم الدكتاتوريات.والحقوق أوسع من أن تكون نصا. حقوق الإنسان لا يمكن أن يضمنها فاسدا أبدا.ومن يراهن على السراب يخدع نفسه قبل غيره.أجد للحقوقيين في الخارج كل الأعذار خاصة إذا تواجدو في بلدان يحمي رؤساؤها الدكتاتوريات ولو كانت البلد أوروبيا.الخيار صعب جدا.ويمكن التغيير دون حروب.أن يجمع كل من فيه رائحة الكره للفساد والعشق للوطن على الذهاب الى الأمم المتحدة لدفعها باتجاه انتخابات عربية سليمة في كل مراحلها.ويكون هذاهدفااستراتيجيا.وتزال كل الطابوات.والقطع مع الحاكم العربي كليا. .الحاكم العربي يتصرف أيضاهذه الأيام من خلال..افعل لك ياأمريكاشيئاماشريطة تركي أؤدب من فيه رائحتك؟ويجري تصريف هذا بشكل بديع.ومن هنايولدالكره لأمريكا.   حسين المحمدي – تونس 9جانفي2006 Houcine_mhamdi@yahoo.fr

هديّة العيد في تونس الإسلاميّة تمزيق خُمُر نسائها

كتبه عبدالحميد العدّاسي

بلغنا عبر مصدر جد موثوق أن حملة إيقافات ومضايقات تعرضت لها الفتيات والنساء المحجبات في تونس، حيث شهدت أكثر من ولاية في الأيام الأخيرة حملة إيقافات وتحقيقات مع حاملات الزي الإسلامي الذي تصفه الجهات الحكومية الرسمية بالزي الطائفي

المصدر جدّ موثوق حسب ما بيّن الخبر العاجل البارز على كثير من الصفحات والذي أخذتُ منه الفقرة أعلاه، ومع ذلك فإنّي أتمنّى ألاّ يكون صحيحا! فلعلّ الإيقافات والمضايقات كانت ضدّ بعض المومسات اللاّتي كثر عددهنّ بالبلاد هذه السنوات الأخيرة، أو لعلّ الحملة كانت ضدّ المتبرّجات كاشفات البطون والنّهود ممّن خالف أصله وفصله، من الذين طردوا الحياء من الرّحاب وأماتوا الغيرة في الصدور وأساؤوا الخطاب مع الله ثمّ مع النّاس، أو لعلّها ضدّ تجّار المخدّرات وشبكات المفسدين المتربّصين بأهل البلاد وبدينهم وبأخلاقهم وبعاداتهم، أو لعلّها ضدّ الرشوة والمتعاملين من الراشين والمرتشين والرّائشين!..
لعلّها تكون كذلك، فإنّ مسلما مهما ضَعُف إيمانه لا يستطيع أن يتجاسر فيُهاجم تشريعا ربّانيّا سيّما في هذه الأيّام التي قال عنها رسول الله صلّى عليه وسلّم:  » ما مِن أيّام العمل الصالح أحبّ إلى الله فيهنّ من هذه الأيّام  » ( يعني عشر ذي الحجّة ).
ولكنّه إنْ صحّ وثبت فقد أوصد كلّ مجال إلى الشكّ في أنّ المشكلة القائمة في تونس ليس كما يريد الكثير تصويرها على أنّها قائمة بين النّظام والحركة الإسلامية سواء كانت متمثّلة في النهضة أو في غيرها، وإنّما هي حرب حقيقية على الإسلام يقودها ما يمكن تعريفهم بـ » المثّقفون اللاّورائيون  » ( هم يحاربون الماضوية والرجعية: أي كلّ ما يذكّر بالماضي حتّى وإن كان ما يذكّر بأنّنا كنّا ذات يوم مسلمين ). بل إنّ الحركة الإسلامية لا تكون سببا لمضايقة النّساء الحرائر في تونس إلاّ بقدر ما كانت إزالة صدّام حسين من الحكم في العراق سببا لتجييش الجيوش ودفعها لغزو العراق وإعطاء الحريّة للعراقيين الغارقين اليوم في الحريّات التي لا تخفى على ذي بصيرة! فكما أنّ البترول وخيرات العراق الباطنية حرّض الأمريكان على غزو العراق فإنّ البُغض الشديد للإسلام حرّض المتمعّشين من الظلمات بضرب الإسلام ومظاهره .
وقد أدرك النّظام أنّ الأمر ليس نهضة ولا اتّجاها إسلاميّا، بل إنّه ليس حزبا ولا سياسة و لا تكتيكا كما يحلو للبعض وصفه، ولكنّه الدين الذي انتفض الشيخان ( بقية الخير في البلاد ) لنصرته ونصرة الله، فأعطى الأوامر الواضحة بالثبات على الباطل لأنّه لم يتعوّد أبدا على التسليم بالشيء مهما كان هذا الشيء حتّى لغيره من النّاس ولا حتّى لله، فانطلقت الأيادي القذرة طويلة بطّاشة. وعجبي كيف يَحدث هذا وبعض الأقلام تؤاخذ أقلامنا الغيورة على الحرمات، كيف لا تترك المجال للنّساء يَكتبن بأنفسهنّ ليدافعن عن أنفسهنّ ( عمت الأبصار عن الأقلام الممتازة لنسائنا الحرائر )! تؤاخذ أقلامنا الغيورة المسالمة وتترك الأيادي النجسة الشريرة تسوق الحرائر وتقطّع الخمر.
لعلّي لا أكون كثير التحرّي في انتقاء المفردات ولكنّي أقول: ليس مهمّا أن يقع إسكات حركة سياسية بحكم زيّها الإسلاميّة. وليس مهمّا أن تغلق أبوابها وتعلّق صحفها وتجففّ أقلام أدبياتها ويسجن رجالها. غير أنّه لا يمكن لأيّ كان أن ينتهك حدود الله في تونس، بلادنا، الإسلاميّة أو يعتدي على المرأة المسلمة الحرّة الأبيّة التي أكرمت ذاتها باستجابتها لنداء ربّها. وعليه فمثلما كان الكلام من الشيخين ربّانيّا صافيا، فإنّ المرأة اليوم و أهلها من ورائها لا بدّ أن يدافعوا جميعا عن أعراضهم من هذا المنظور، فلا انتماء سياسي ولكن مع ذلك لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد عصى المخلوق وأمر بالمعصية في وقت تعظم فيه الخطايا تماما كما تعظم فيه الحسنات. وشلّت كلّ الأيادي التي تمتدّ إلى الخمار بالكتابة أو بالتمزيق، ومزّق الله حكم أناس مزّقوا خُمُرَنا وكشفوا عوراتنا، وبارك الله في كلّ من وقَعَ عليه البلاء ونصر الله كلّ مظلوم، والله من وراء القصد!..


عندما يدافع  برهان بسيس عن السفساري …؟

الحبيب ابو وليد المكني – المانيا    » في هذا البلد بالذات ، في تونس يتجرا صوت الاجتهاد الذي أعطى للتونسيين مجلة أحوال شخصية و تشريعات تقدمية و نظاما تعليميا عصريا أن يظل مسموعا مدافعا عن رسالة الإسلام المتسامية عن إسفاف الغلو و التطرف  » بهذه الكلمات اقترب  » الداعية الإسلامي  » الجديد  برهان بسيس من اختتام  مقاله المنشور في جريدة الصباح التونسية والذي تم نقله إلى عدة مواقع الكترونية نذكر من بينها موقع الحوار نت .   والحق أني كنت مقتنعا بعدم الخوض في هذا الموضوع و تركه للقائمين على الشؤون الدينية من علماء و فقهاء و دعاة  حتى لا يختلط الدين بالسياسة و أقع في شبهة التطرف التي لا تحبها حكومتنا في تونس وتجتهد في مقاومتها بكل الوسائل بما فيها المحرمة دوليا تماما كما أصبحت نفعل الولايات المتحدة في غوانتانامو و سجونها السرية التي افتضح أمرها . و لكن أحد العرافين لدى هذه الإدارة أبى إلا أن   » يجاهد » كما قال في  هذا لموضوع بجرأة المقاتلين و روح الدعاة المخلصين ، فلم أجد ضررا في مسايرته و أنا مطمئن إلى أنني لن أتهم بالخلط بين السياسة و الدين و أنا أقف معه على أرض واحدة …   ــ 1 ــ معالم الخطاب  » البرهاني »   إن المتابع للخطاب الذي يعتمده  المدعو برهان بسيس في كل مقالاته و مشاركاته المتلفزة يلاحظ أنه يدافع عن نفس الأفكار التي تبنتها السلطة في تونس منذ انتخابات أفريل 1989م و التي في ظلها ارتكبت الأعمال الهمجية التي سيق خلالها آلاف التونسيين إلى السجون و المعتقلات فمورست عليهم شتى أنواع التعذيب الجسدي و النفسي  بما أدى إلى عشرات الشهداء و المعوقين و المرضى … والتي في إطارها تتواصل سياسة المحاصرة و التنكيل و السجن و التشريد إلى اليوم   فأصحاب هذا الخطاب يتوهمون أنهم بإجراء بعض التزويق و رش بعض المساحيق يمكنهم أن يجعلوا خيارات الاستبداد و التوحش قابلة للتسويق داخليا و خارجيا . هم يستبدلون بعض المفردات بأخرى أو يعلنون أنهم يؤمنون بعدالة بعض المطالب الديمقراطية أو يتفهمون القلق الذي يشعر به الكثير على مستقبل بلادهم  ، وهم في الحقيقة  لا يفعلون غير ما يزين للطغاة أعمالهم و يقوي من معنوياتهم في زمن بدأت فيه مخاطر التدخل الأجنبي الذي لن تعوزه التعلات إذا ما تقرر و لعل في مقدمتها ما يتعلق بحقوق الإنسان و الديموقراطية …   إن توفير الدعم للحاكم المستبد  في اوساط النخب  هو الهدف الأول من نشاطهم أما الهدف الثاني فهو الهجوم على المعارضة الوطنية و زيادة ضعفها بالتشكيك في المطالب التي ترفعها و التهوين من الأشكال النضالية التي تعتمدها والسخرية من خطابها في كل الأوقات . و في هذا الصدد نلاحظ بوضوح كيف يستهل   » المدعو برهان بسيس  كل مقال ينشر له   بالإكثار من المعاني التي تفيد الاستخفاف من أطراف المعارضة فهي عنده لا نعرف إلا البكاء و العويل و الندب و إثارة الغبار و المغالطة و التشويه …ثم بعد ذلك يطلق العنان لقلمه ليدخل في مقاربات لا تصح  مصداقا للمثل الشعبي التونسي  » يأخذ من الخابية و يضع في الجابية  »   و بالعودة إلى المقال المذكور يكمن أن نكشف عن هذه المعالم.   ــ 2 ــ الدفاع عن سياسة تجفيف المنابع   بالنظر إلى علاقة الحجاب بموضوع المرأة وحقوقها و حريتها فإن الجماعة تجد في طرقه فرصة للتبشير بالتشريعات التقدمية التي أقرت في تونس و من بينها مجلة الأحوال الشخصية التي يظن أنها نصوص مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها فقط لأن بعض الغربيين و الغربيات و المتغربين و المتغربات قد استدعوا إلى موائد سخية  فقالوا فيها كلمات مطرية ..؟َ رغم أن نصوص هذه المجلة ليس فيها ما يهتم بلباس المرأة  زيا طائفيا كان أو لباسا طائفيا.   ثم يأتي دعم سياسة تجفيف المنابع التي تعتمد على محورين:   الأول: هو سن القوانين التي تضيق على الدعاة و تحاصرهم  مثل قانون المساجد و إصدار المناشير التي تنتهك الحقوق وتحد من الحريات الفردية مثل المنشور 108 وملحقاته..   الثاني: هو فرض الصمت على العلماء و المتخصصين في الشؤون الدينية وفتح المجال أمام خصومهم من المتزلفين والمتسلقين و الجهلة و أصحاب المدارس المعادية لمنهج السلف لبث افكارهم المشككة التي تهدم أكثر من أن تبني لخلق جيل من اللادينيين الذين لا يلتزمون خلقا و لا يراعون معروفا و قد عبر  » البرهان  » بوضوح عن ذلك عندما كتب : « لقد ظل الطموح العقلاني الإسلامي بتطلع لاشتقاق تنويري حداثي يفتك العقيدة الإسلامية من دائرة الاحتكار النصي المغلق الذي أنتج مجمل انحرافات التطرف و الماضوية و التعصب… »و لعله كان يريد أن يقول أيضا .. حتى جاءت سياسة نجفيف المنابع ففتحت الطريق أمام هذا الطموح …   ــ 3 ــ  برهان من أنصار الرؤية العقلانية الإسلامية   يرتدي برهان في مقاله المذكور عباءة رجال الدين و يستعمل مصطلحات  المجاهدة والمصابرة و يدعو إلى تنقية العقيدة و ما إلى ذلك  و الحال أن الموضوع يتعلق  بحرية المرأة في اختيار لباسها و كأنه وجد في مسالة ما يسميه بالزي الطائفي فرصة لسرد كل ما يعلمه عن الإسلام و المسلمين وهو ينتصر في ذلك إلى ما يسميه بالرؤية العقلانية التونسية أو الإسلام التونسي .   وبالمناسبة نؤكد على اننا لا نعترض على أن يعبر برهان و أمثاله عن آرائهم في الدين والعقيدة بكل حرية بشرط أن يتركوا العلماء و المتخصصين و القائمين على شؤون الدين أحرارا  في القيام بدورهم  على أكمل وجه وهم  مجردون من كل سلطة مادية في تونس اليوم . و لكننا نعلم أن برهان و أسياده لن يسمحوا بالحرية إلا في اتجاه واحد .. الاتجاه الذي يناصر إبعاد العلماء من منتسبي المؤسسات العلمية العريقة مثل الأزهر و الزيتونة و القرويين و ترك الأمر للحكام و أمثال برهان بسيس ممن لا نعرف على وجه الدقة هل مسلمون أم ملحدون لقول الكلمة الفصل في شؤون الدين باعتبارهم حماته من  » المغرقين في التنميط و التشييئ و القوالب المصنعة في ورشة الإجماع و المطلق الذين يتلاعبون بسلطة المقدس ليمرروا تأويلهم البشري الشخصي كمرجع وحيد للنطق باسم المقصد الإلهي … » و الغريب أن هذا الإحتكار بقدرة قادر قد تحول من ورشة العلماء إلى ورشة السماسرة من أمثال الأخزوري و برهان وعلي الشابي و منجية السوائحي و … و لا عجب في ذلك فنحن نعيش عصر « التحول المبارك « .   ــ4ــ منهج الخلط و اللغط و التبرير   إن قارئ مقال يرهان بسيس عن الزي الطائفي تستفزه الكثير من المغالطات التي  قد تدفعه إلى الضحك و لكنه ضحك كالبكاء   أ ـ الحديث عن المستورد من التقاليد   لقد درجنا على الحديث عن المستورد عندما يتعلق الأمر يشيء مصدره أوروبا أو امريكا  على وجه التحديد أما الزمرة التي ابتلينا بها في تونس فهي منذ نصف قرن تتحدث عن المستورد من الأفكار الشرقية و الملابس الشرقية و التقاليد الآتية من المشرق ، وعندما يكون الحديث عن الدين والعقيدة و نؤكد على المستورد و المحلي فكأننا نقول إن الإسلام في تونس  له خصوصية محلية و ليس دينا قد جاءنا من المشرق ليشد برباط مقدس هذه المساحة من الأرض الممتدة شرقا و غربا والتي تعرف بالعالم العربي الإسلامي  …   ولعل السيد برهان بسيس هنا وهو يتناول مسألة يعلم علم اليقين أن المدارس الفقهية الإسلامية قد اجمعت عليها ظن أنه سيجد مخرجا حسنا إذا استغرق في تمجيد ما يسميه بالمدرسة العقلانية التونسية و الخصوصية التونسية و الإسلام التونسي و نسي أنه بهذا قد وقع في الخلط و اللغط الذي به يفقد مقاله أية فائدة   و الغريب أن المستورد مرفوض من »الأمة » التونسية » إذا كان مصدره المشرق أما عندما يكون أوروبيا فيصبح من التقاليد التونسية التي وجب الدفاع عنها كما هو شأن اللباس ، أو هو مطلوب بإلحاح إذا كان تجربة في التعامل مع الدين، فقد دعا الكاتب إلى الاستفادة من تراث الإصلاح الديني المسيحي الذي كما قال : » حقق الانسجام التاريخي النوعي بين  مسيحية متآكلة لفرط الهرسلة الكنسية على مر القرون و مدنية جديدة صاعدة في أوروبا  » وبالقياس يريد أن يقول لنا الكاتب أن الفكر الإسلامي التقليدي و المعاصر هو فكر متآكل لفرط الهرسلة التي تعرض لها من العلماء على مر التاريخ و أن المنشور 108 و ملحقاته  يقدم الرؤية التي ستحقق للإسلام الانسجام مع الأطروحات النورانية التي تدعو إليها المدرسة العقلانية الإسلاموية .   ــ ب ــ  الحديث عن النص المقدس   يتحدث برهان كثيرا عن النص القرآني لكنه لا يستشهد بأية آية او حديث أو أثر ، هو فقد يتظاهر باحترام النص الأصلي ثم يحمله ما لا يحتمل من مقاصد و رؤى مستوحاة من فكر المدرسة التي يدافع عنها و من ذلك : » لا أعتقد أن نصا قرآنيا ثريا و متعاليا ترك للأمة برمتها حرية الاختيار و نظام حكمها … أن يخص زي المرأة دون غيره بقالب نمطي واحد مقدس … » و لا ندري بعد هذا الخلط و اللغط ماذا سنفعل بآيات سورتي النور والأحزاب التي تتحدث عن الحجاب و الستر أم لعلها روايات ملفقة من الفقهاء و الإعلاميين المغرضين تماما كقصة العلمين الإسرائيلي و التونسي اللذان برزا من نافدة الطائرة الإسرائيلية التي كانت تقل الوزير المبجل على ارض جربة ؟؟؟…   ــ ج ــ في مسالة الحجاب بالذات   يتناغم برهان مع الخطاب الرسمي التونسي الذي لا يتحدث إلا عن الزي الطائفي المرتبط بظاهرة  » الإسلام السياسي الذي ابتليت بها الأمة التونسية منذ السبعينات  » فهناك في تونس دعاة الحجاب الطائفي من أصحاب الفكر المستورد من المشرق و هناك دعاة التمسك  » بتقاليد الأمة التونسية المسلمة التي لم تعرف هذا لزي من قبل  » مع التأكيد على عدم رفض غطاء الشعر و السفساري … فهل هي دعوة « بسيسية  » لعودة السفساري و الملية والتخليلة في المدارس والجامعات باعتبار ذلك من تقاليد الأمة التونسية التي ترتقي عن كل الشبهات أم أن الأمر يتعلق بشقشقة لفظية لن يكون لها أثر في الواقع باعتبار أن اللباس العصري للمرأة و الرجل أصبح من تقاليد البلاد  . و من حقنا بعد ذلك أن نسأل عن شكل لباس المرأة الأقرب إلي التمدن والعصرية أهو الزي الطائفي أم السفساري و التخليلة ؟ أفيدونا يرحمكم الله؟؟؟   و هكدا يكاد المريب يقول  » خذوني  »  فحديث برهان عن عدم منع السفساري التونسي يدخل في أسلوب الخلط و الغط الذي لن ينطلي  على أحد لأن الدعوة للحجاب بالشكل المعروف في تونس و البلدان الإسلامية الأخرى دون استثناء جاءت في محاولة لإيجاد شكل اللباس الذي يناسب المرأة العاملة و طالبة العلم ويحقق كذلك الرغبة في التزام هذه المرأة بما تراه شرع الله ، ولم يكن أبدا رمزا لانتماء سياسي أو مذهبي .   نصل الآن على الدعوة للمقارنة بين » الأم تيريزا المسيحية و نساء قصور الذكورة السلطانية الملتزمة تماما بقوالب الزي و المظهر فنقول أن الدعوة عندما تصدر عن مثل هؤلاء فهي لا تتجاوز ما يمكن أن نطلق عليه  » كلام فارغ « لسبب بسيط وهو أننا نجد من النساء المسلمات النكرات من الملتزمات بالزي الممنوع في تونس من يقمن بأعمال إغاثة تقترب مما قامت به الأم تيريزا الذي لا نملك إلا أن نجل أعمالها الطيبة و لكننا لا نجد من نماذج المرأة التونسية التي  كما قال  » تتباهي بأنها نعيش عصرها بامتلاء و قوة  » من تحدثهن أنفسهن بالقيام بمثل ذلك العمل ؟ ؟…   ــ د ــ منهج التبرير و التلفيق   في معرض دفاعه عن سياسة حظر الزي الطائفي  لجأ الكاتب إلى النموذجين الإيراني و الأفغاني ليبرر الإجراءات التي تتخذها السلطة التونسية ،  وذلك بعد أن كرر على مسامعنا أكثر من مرة أن الإسلام السياسي لا يدعو في النهاية إلا إلى إقامة الدولة الدينية التي لن تخرج عن الشكل الذي أعتمد في أفغانستان زمن الطالبان و إيران  في زمن حكم الملالي.   ففرض طالبان البرقع على نساء أفغانستان تبرر للنظام التونسي حظر الزي الإسلامي على المرأة في تونس و إذا رأت سلطات طهران أن حجاب أتباع رجوي من نساء مجاهدي خلق علامة انتماء سياسي لها أن تمنعه فمن حق سلطات تونس  » التي تحكم أمة تتباهى بأنها تعيش عصرها بامتلاء و قوة » أن تفعل نفس الشيء مع ما تعتقد أنه علامة انتماء لحركة النهضة.   و تونس في ذلك ليست بدعة بل هي فقط تقتدي بسلطات كابول و طهران مثلما هي نفسها قدوة لسلطات غوانتانامو وبوغريب ؟؟ … و لعلنا قد وصلنا بهذا إلى منتهى الإسفاف الذي لا يستحق الرد و لكنها طبيعة السلطة التونسية التي تعبر عن نفسها بوضوح و تبجح…   وفي  فسحة التفكير التي تركها لنا البرهان بسيس للإجابة عن سؤاله وجدنا أن الإجابة  واضحة جدا .. فلباس الأم تيريزا هو تقريبا الزي الطائفي الممنوع في تونس و الذي  » يجاهد هذا الكاتب وحكومته للقضاء عليه  فلماذا يعلن إجلاله لهذه المرآة الشهيرة و يرفض شكل لباسها ؟ ..   لعله هو في حاجة إلى فسحة للتفكير فلنتركها له.   الحبيب ابو وليد المكني – المانيا Benalim17@yahoo.fr  


نص مداخلة نشرها « الغرايري » في منتدى الحوار السياسي بموقع « حوار.نت » يوم 8 جانفي 2006 تعليقا على خبر الأمس العاجل بشأن « حملة إيقافات في صفوف المحجبات وانتشار أمني غير مسبوق »…     السلام عليكم   لـكُـنّ الله يا نساء تونس المسلمات …   أعتقد أن التعاطي مع تصريحات ما يعرف بوزير الشؤون الدينية كان فيه الكثير من « الحشو السياسي » ,لأن خطاب السلطة قديم وواضح ,والذين نددوا و أفتوا و تحدثوا يعلمون أن الحجاب لم ينكر يحرم تصريحا فقط ,بل انتزع من فوق رؤوس المسلمات قسرا دون أن يتحرك أحد و دون أن « ينتفض » رجل واحد .   و الحديث عن « انتفاضة العلماء » كان مبالغات مهجرية لا ترى أو لا تريد أن ترى بعين الواقع . كما أننا لم نسمع صوتا نسائيا واحدا محتجا أو ناقدا في موضوع نسوي بالدرجة الأولى … و النتائج الكارثية -كالعادة في تجاذبات السياسيين- يجنيها المساكين ,المكممين الذين خالف سلوكهم تصريح الوزير ,الذي يرد بقمعهم على منتقديه ومكفريه بعناد ملاك السلطة المتجبرين .   و في هذه المعمعة السياسية الباهته والمتكررة التي تعيد إنتاج ذاتها في كل مرة تجرجر نساء التوانسة و بناتهم الى مخافر البوليس الذي نعرف جميعا أساليب تعامله …   من سيحمي المحجبات اليوم ؟هل سنسمع أن علماء تونس اعتصموا دفاعا عن المحجبات ؟ هل من آليات واقعية ,ملموسة يمكن أن يتخذها أصحاب التصريحات الرنانة ؟…..لا, رغم أمنياتي بأن أكون مخطئا.   ما الجدوى إذن من الكلام و إذكاء صراع يقهر فيه الضعفاء فوق قهرهم ؟ أم أن المهم هو أن تدور طاحونة السياسة وليس مهما ماذا ومن ستأكل ؟؟   أليس حريا بالرجل – أي رجل – أن يصمت خجلا بدل أن يتحدث في شأن امرأة يعرف أنه لا يستطيع أن يحميها ؟؟؟   وصلة الموضوع وبقية التعاليق:http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=2572


الجزائر: سحب ملفات «الجماعة» من المحاكم وحطاب الملتزم المصالحة … باق في «الجبل»

الجزائر – محمد مقدم       أفادت مصادر رسمية أن وزارة العدل الجزائرية طلبت من المجالس القضائية والمحاكم سحب كل القضايا المتعلقة بالانتماء الى الجماعات الإسلامية المسلحة أو تقديم دعم لها من جداول الدورة الجنائية المقبلة «إلى وقت لاحق». ومن المقرر أن تفتتح المجالس القضائية دورتها الجنائية للفصل الأول من العام الجديد في 21 كانون الثاني (يناير) الجاري وتنتهي بحسب الجداول الرسمية بتاريخ 17 نيسان (أبريل) المقبل. وهي تختص عادة في معالجة قضايا الإرهاب والجرائم الكبرى.    وزير التضامن الجزائري الدكتور جمال ولد عباس يجول في شوارع الجزائر بحثاً عن متسولين ومشردين في إطار حملة عامة أعلن عنها ضد الأشخاص الذين لا مأوى لهم خلال موسم الشتاء. (الحياة) وقال مصدر قضائي في تصريح الى «الحياة»، أمس، ان مجلس قضاء الجزائر العاصمة أدرج في دورته الجنائية الجديدة 155 قضية « واستُبعدت منها، بطلب من السلطات، كل القضايا المتعلقة بالإرهاب، سواء تعلقت بناشطين موجودين رهن الحبس أو اولئك الموجودين في حال فرار أو ممن ينشطون في الخارج». وأضاف ان «الحكومة استبقت البرمجة وطلبت صراحة سحب كل الملفات إلى وقت لاحق».   ومنذ تزكية الشعب ميثاق السلم والمصالحة في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي بغالبية ساحقة، تعهدت السلطات السعي الى تنفيذ مبادئ وأحكام هذا الميثاق الذي يمنح عفواً مشروطاً لعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة في مقابل تخليهم عن العمل المسلح.   وطلبت الحكومة عشية افتتاح آخر دورة جنائية للعام الماضي في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من مختلف المجالس القضائية تأجيل النظر في القضايا المتعلقة بالإرهاب على أساس أن السلطات كانت على وشك إصدار قوانين المصالحة قبل الدورة الجنائية الجديدة، وهو ما تأخر تنفيذه، على الأرجح، بسبب مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.   واستناداً إلى مجموعة من المحامين، عبّرت عشرات من عائلات المسلحين الموقوفين أو الأشخاص الذين يقضون عقوبة الحبس بسبب تورطهم في نشاطات الجماعات المسلحة «عن قلقها لغموض موقف السلطات». وأوضح محام بارز لـ «الحياة» أن غالبية المساجين الذين كانوا يعتزمون الطعن في الأحكام القضائية التي صدرت في حقهم سابقاً «يُفضّلون حالياً إرجاء الطعن في الأحكام الصادرة ضدهم إلى غاية معرفة تفاصيل قوانين المصالحة». وأضاف: «قطاع واسع من الموقوفين والمساجين في قضايا الإرهاب يرغبون في الاستفادة من مسعى السلطات».   حطاب يلتزم … «الجبل»   إلى ذلك، أصدر حسان حطاب («أبو حمزة»)، مؤسس تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، بياناً توضيحياً في شأن موقفه من التطورات التي تعرفها البلاد بعد تأخر صدور قوانين السلم والمصالحة التي تعهد بها الرئيس بوتفليقة خلال حملة الاستفتاء الشعبي حول «ميثاق السلم» مطلع الخريف الماضي. ونفى حطاب في البيان الذي تسلمت «الحياة» نسخة منه أمس، أخباراً أفادت أنه قرر النزول من الجبل برفقة مجموعة من مرافقيه. وقال: «أكذّب هذا الخبر العاري عن الصحة والذي لا أساس له إطلاقاً». وأضاف: «أؤكد التزامي بالجبل إلى غاية تجسيد المصالحة الوطنية وإعادة الحقوق إلى أهلها».   ويعتبر حطاب رمزاً في «الجماعة السلفية»، لكن مراجع أمنية تقول إنه فقد تأثيره على عناصر الجماعة الذين لا يزالون ينشطون في الجبال. ورفضت القيادة الحالية لـ «الجماعة السلفية» مشروع المصالحة.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 9 جانفي 2006)


التونسي بن يحيى يخلف مواطنه بولعراس بأمانة المغرب العربي

عين وزير الخارجية التونسي الأسبق الحبيب بن يحيى أمينا عاما لاتحاد المغرب العربي، الذي يضم خمس دول هي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، ويوجد مقره بالعاصمة المغربية. وعين الحبيب بن يحيى في هذا المنصب لثلاث سنوات خلفا لمواطنه الحبيب بولعراس، خلال اجتماع مغاربي عقد أمس السبت في العاصمة الليبية طرابلس. ويتوقع أن يبدأ الأمين العام الجديد لاتحاد المغرب العربي -الذي ترأسه حاليا ليبيا- عمله في الأول من فبراير/ شباط المقبل. ويعطي النظام الداخلي لاتحاد المغرب العربي تونس الحق في اقتراح أحد مواطنيها لمنصب الأمين العام لهذا الاتحاد. وكان الحبيب بن يحيى قد تولى حقيبة الخارجية التونسية لعشر سنوات. ويعيش اتحاد المغرب العربي أزمة منذ العام 1995 بسبب الخلاف الحاد بين المغرب والجزائر بشأن النزاع حول الصحراء الغربية المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب منذ 1975 وتطالب جبهة البوليساريو المسلحة المدعومة من الجزائر باستقلالها. المصدر:الفرنسية (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 8 جانفي2006 )

 


 
وزراء خارجيته اجتمعوا بطرابلس واختاروا امينا جديدا في غياب بن عيسي

العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب تواصل شل اتحاد المغرب العربي

الرباط ـ القدس العربي ـ من محمود معروف   اختتمت السبت بطرابلس ليبيا الدورة 24 للمجلس السياسي لاتحاد المغرب العربي الذي دعا الي التنسيق والتشاور بين دول الاتحاد واختار وزير الخارجية التونسي الاسبق امينا عاما للاتحاد خلفا لمواطنه الحبيب بولعراس الذي كان في وقت سابق قد طلب اعفائه من مهامه لاسباب صحية. ويضم المجلس السياسي لاتحاد المغرب العربي وزراء خارجية كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وحسب اللوائح الداخلية للاتحاد فإن المجلس يعقد كل ستة شهور ويعد للقمة التي تعقد سنويا الا ان التوترات السياسية بين دول الاتحاد ادت الي جمود مؤسساته وعدم عقد القمة منذ 1994. ونفت مصادر مغاربية ان يكون لغياب وزير الخارجية المغربي عن اجتماعات المجلس السياسي بعد سياسي او نتاج التوتر الذي تعرفه علاقات بلاده الثنائية مع الجزائر. ولوحظ ان المغرب كان الدولة الوحيدة التي لم تمثل في الاجتماع علي مستوي وزاري حيث ترأس الوفد المغربي عمر هلال الامين العام لوزارة الخارجية. واكد مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي علي أهمية تكثيف التنسيق بين دولهم حول الهجرة غير الشرعية باعتبار بلدان الاتحاد دول استقبال وعبور وتتأثر بانعكاساتها المتنوعة ودعا الي مواصلة التنسيق مع الدول الافريقية والأوروبية المعنية لمعالجة هذه الظاهرة اعتمادا علي مقاربة شمولية متعددة الأبعاد. كما أكد المجلس علي مواقف الاتحاد المساندة لقضايا السلم والحق والعدل والتنمية في افريقيا والعالم العربي والإسلامي، مبرزا مساعي الاتحاد كقطب سلام وتنمية في شمال افريقيا وحوض المتوسط من أجل النهوض بالإنسان المغاربي وتحقيق التنمية والتواصل في هذه المنطقة. وأوصي المجلس الخبراء المغاربيين بالاستئناس بالتجارب الناجحة في التجمعات الإقليمية لبلورة مشروع إنشاء المجموعة الاقتصادية المغاربية داعيا الجهات الوزارية المغاربية المختصة بالصحة والزراعة للاجتماع عاجلا بتونس من أجل تنسيق سياسات الوقاية والتصدي لـ فيروس أنفلونزا الطيور في المنطقة . وأكد المجلس علي أهمية التنسيق الجماعي المغاربي في التعامل مع البذور المحسنة جينيا ، مؤكدا علي أهمية التعاون المغاربي في مجال الأمن الغذائي لتحقيق البرنامج المغاربي للأمن الغذائي بالاعتماد علي الطاقات المغاربية والاستفادة من المساعدة الدولية في هذا المجال وخاصة من قبل منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو. ودعا المجلس الوزاري المغاربي إلي إتمام الجوانب القانونية والإدارية لمشروع المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية لتركيز هذه المؤسسة الاتحادية ودفع رأس المال المقرر لتأمين انطلاقها الفعلي خلال السنة الجارية بغية المساهمة في تشجيع الاستثمار وتكثيف المبادلات في الفضاء المغاربي. من جهة أخري، اعتمد المجلس ميزانية الأمانة العامة لسنة 2006 وحث الدول الأعضاء علي دفع المتأخرات والمساهمة في الآجال القانونية كما اعتمد المجلس تقرير الهيئة العليا للرقابة العامة المجتمعة بالرباط خلال حزيران/يونيو الماضي لمراجعة حسابات الأمانة العامة. وقرر المجلس السياسي لاتحاد المغرب العربي تعيين وزير الخارجية التونسي الأسبق الحبيب بنيحيي أمينا عاما جديدا للاتحاد المغاربي خلفا للحبيب بولعراس. ونص القرار الذي صادق عليه المجلس السياسي بتفويض من مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي علي تعيين الحبيب بنيحيي أمينا عاما للاتحاد لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من فاتح شباط/ فبراير القادم. وقد أكد رؤساء الوفود المغاربية علي الثقة التي وضعها قادة دول اتحاد المغرب العربي في الحبيب بنيحيي لما يتمتع به من حنكة دبلوماسية وخبرة واسعة . كما أشاد المجلس بالجهود التي بذلها الحبيب بولعراس خلال الأربع سنوات الماضية التي أمضاها علي رأس الأمانة العامة للاتحاد المغاربي. وحسب الاعراف المتفق عليها مغاربيا فإن الامين العام للاتحاد المغاربي يكون تونسي الجنسية واختار الاتحاد في القمة التي عقدت في الدار البيضاء 1991 المستشار في رئاسة الجمهورية محمد عمامو اول امين عام للاتحاد وخلفه الكاتب الحبيب بولعراس وزير الثقافة الاسبق سنة 2002 وقرر المجلس السياسي المغاربي في اجتماع عقد 2004 التمديد له لمدة سنة. واكدت مصادر دبلوماسية مغاربية للقدس العربي الحاح الحبيب بولعراس علي عدم التجديد له لاسباب صحية. وقالت مصادر صحافية ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس بوتفليقة بعد اختتام وزراء خارجية الاتحاد اجتماعاتهم وبحث معه مسيرة اتحاد الذي لا زال يتعثر في مسيرته وتبديد الامال بإمكانية خلق تكتل سياسي اقتصادي في شمال افريقيا. ويدفع الاتحاد المغاربي وشعوب المنطقة ثمن حساسيات وتباينات بين الجزائر والمغرب حول عدد من الملفات الثنائية والاقليمية وابرزها ملف نزاع الصحراء الغربية الذي يقول المغرب ان الجزائر بدعمها لجبهة البوليزاريو ومطالبها بإقامة دولة مستقلة بالصحراء الغربية تتخذ موقفا معاديا من وحدته الترابية وتقول الجزائر انها تدعم جبهة البوليزاريو انسجاما مع ايمانها بحق الشعوب في تقرير المصير. وادت هذه التباينات المغربية الجزائرية الي فشل محاولات ليبية لعقد القمة المغاربية كان اخرها في شهر ايار/مايو الماضي حيث رفض العاهل المغربي الملك محمد السادس حضور القمة بعد برقية بعثها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمحمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو وهو ما ادي الي اعلان ليبيا الي تأجيل القمة الي موعد لم يحدد حتي الان. وأكد إسماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي) والذي تولي خلال السنوات الماضية عدة حقائب وزارية، أن تحقيق مشروع بناء المغرب الكبير رهين بـ المكاشفة والمصارحة بين المغرب والجزائر . وتحدث العلوي خلال منتدي نظمه الحزب السبت بوجدة علي الحدود مع الجزائر في إطار سلسلة منتديات تناقش مجموعة من القضايا في أفق انعقاد المؤتمر الوطني السابع للحزب شهر نيسان/أبريل المقبل عن المقومات المشتركة لمنطقة المغرب العربي والإمكانيات والطاقات والثروات الهامة التي تزخر بها ولاحظ أن ذلك لم يساعد علي رسم انطلاقة عملية بناء المغرب الكبير وإن كان أقرها الرعيل الأول في مؤتمر طنجة في نيسان/أبريل 1958 وأكدها قادة دول المنطقة قبل نحو 15 سنة من خلال تأسيس اتحاد المغرب العربي. وتمحور منتدي وجدة حول المغرب الكبير وأسئلة المرحلة وحضره من الجزائر عبد الحميد بوبغلة عضو القيادة الوطنية لحزب العمال وكريم طابو الكاتب الوطني للإعلام والتواصل والناطق الرسمي لحزب جبهة القوي الاشتراكية. وأشار العلوي إلي الوضع الذي طبع العلاقات المغاربية وانعكاسه علي التبادل التجاري البيني الذي لا يمثل سوي 2 في المئة من مجموع مبادلات هذه الدول وتطرق لنشاط التهريب الذي اعتبره، علي الرغم من مساوئه وانعكاساته السلبية علي اقتصاد الدول المغاربية، رسالة إلي المسؤولين مفادها أنه لا يمكن أن تكون هناك حدود فاصلة بين أناس انصهروا وتصاهروا . ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتركية كافة القوي الحية في بلدان المغرب العربي إلي الانخراط في البحث عن السبل التي تحقق المغرب الكبير المنشود عبر طرح ومناقشة كل الإشكاليات التي تقف أمام هذا المطلب والخروج بالتصورات والرؤي التي تبني أركانه و إرغام المسؤولين علي الإنصات إلي رغبة شعوبهم . وأبرز ممثل جبهة القوي الاشتراكية الجزائرية تركيز هذه الأخيرة منذ تأسيسها سنة1963 علي ضرورة وحدة المغرب الكبير. وقال إنه يجب الأخذ بالاعتبار أن تعثر بناء الصرح المغاربي لم يمنع من أن يظل الشعور والإيمان بالانتماء إلي المغرب الكبير من الثوابت التي لا تتغير ولن تتلاشي. وقال ان العمل علي تجسيد مغرب كبير لابد ان يكون مبنيا علي أسس التعددية والحرية والديمقراطية واستعادة روح التضامن التي سادت أثناء الكفاح ضد الاستعمار، وعلي ألا يشكل غياب التفاهم عائقا في وجه شعوب المنطقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وذكر ممثل حزب العمال بمقومات الوحدة والتاريخ المشترك لبلدان المنطقة وقال إن الوحدة التي ينادي بها حزبه تنبني علي مراعاة مصالح الشعوب وواقع المنطقة وليس كما تتصورها بعض المشاريع الخارجية التي تستهدف نهب الثروات وخدمة مصالحها.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 جانفي 2006)  


دول المغرب العربي تتفق علي التحضير لإطلاق مصرف للإستثمار والتجارة الخارجية

 

طرابلس ـ يو بي أي: اتفق وزارء خارجية اتحاد المغرب العربي السبت في العاصمة الليبية، طرابلس، علي إتمام الجوانب القانونية والإدارية لإطلاق أعمال المصرف المغاربي للإستثمار والتجارة الخارجية هذا العام. وكلف وزراء خارجية كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا فريق العمل المغاربي المختص بإعداد مشروع إتفاقية منطقة مغاربية للتبادل التجاري الحّر، بإستكمال إعداد النص المغاربي الخاص بهذه الإتفاقية . وقرر الوزراء دعوة المجلس الوزاري المغاربي للمالية والنقد إلي الإجتماع بتونس خلال شهر آذار (مارس) المقبل. وشددوا في قرار اتخذوه بشأن التعاون في مجال الأمن الغذائي، علي أن تحقيق الأمن الغذائي يعتمد علي الإمكانيات والطاقات المغاربية بالدرجة الأولي، الا أنهم اقروا الإستفادة من الخبرات والإمكانيات الدولية في هذا المجال خاصة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. كما قرروا تعيين وزير الخارجية التونسي السابق الحبيب بن يحيي اميناً عاماً للاتحاد لفترة السنوات الثلاث المقبلة بدلا من مواطنه الحبيب ابو العراس. ووصف وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم اجتماع الوزراء المغاربة في بلاده بأنه من أفضل الاجتماعات التي عقدت علي مستوي وزراء خارجية إتحاد المغرب العربي. وأعلن شلقم في تصريح له أن كل الشروط قد أصبحت متوفرة لإنعقاد قمة إتحاد المغرب العربي. وأشار إلي أن الوزراء ناقشوا خلال اجتماعهم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وشددوا علي ضرورة عقد إجتماع مشترك في إطار الإتحادين الأفريقي والأورويي لدراسة هذه الظاهرة بين دول المصدر ودول العبور ودول المقصد مع التشديد علي ضرورة إقامة مشاريع تنموية في دول المصدر لمواجهة هذه الظاهرة . ولفت الي ان مجلس وزراء خارجية إتحاد المغرب العربي اتخذ موقفاً مغاربياً موحداً حيال القضايا السياسية العربية والإقليمية والدولية التي ناقشها بشكل موسع في اجتماع دورته الرابعة والعشرين التي عقدت، الا أنه لم يكشف عن هذا الموقف .   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 جانفي 2006)


وصول وفد من الكونغرس إلى الرباط بعد بدء العمل باتفاق التجارة الحرة …

شركات أميركية تستعد للاستثمار في المغرب والتوسع نحو أفريقيا وأوروبا

الرباط – محمد الشرقي        أكد مسؤولون ورجال أعمال ودبلوماسيون تبدد المخاوف التي كانت قائمة قبل أسبوع من بدء العمل باتفاق المنطقة التجارية الحرة مع الولايات المتحدة، معبرين عن ارتياحهم إلى إمكان استفادة الاقتصاد المغربي من تحرير أسواقه أمام اكبر اقتصاد عالمي. واستقبل الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس، وفداً من الكونغرس الأميركي، برئاسة السيناتور توم لانتوس، جاء يطمئن المغاربة إلى أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بين واشنطن والرباط. وبحث الوفد مع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين مستقبل العلاقات التجارية بين المغرب وأميركا. وقال السفير الأميركي في الرباط توماس ريلي في تصريحات صحافية، ان بلاده تراهن على نجاح تجربتها التجارية مع المغرب، الذي بإمكانه تحقيق مكاسب عبر زيادة صادراته إلى الولايات المتحدة، خصوصاً صناعة الملابس والنسيج والتحف والمنتجات الحرفية والزراعية. وتوقع ارتفاع الاستثمارات الأميركية في المغرب للافادة من موقعه الجغرافي القريب من أسواق الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وبقية أفريقيا. وأشار خبراء أميركيون إلى ان المغرب رائد في قطاعات الصناعات التقليدية والحرفية، التي بإمكانها غزو الأسواق الأميركية من دون منافس. وشرعت الشركات المغربية في تصدير منتجات زراعية إلى الولايات المتحدة مثل زيت الزيتون والأعشاب الطبية وملابس الأطفال وغيرها.   دخول الشركات الأميركية   في المقابل، تستعد الشركات الأميركية الكبرى إلى دخول الأسواق المحلية والتوسع إقليمياً. وأفادت مصادر مأذونة ان قطاعات خدمات التأمين والمصارف والاتصالات والطاقة وقطاع الغيار تحظى باهتمام المستثمرين الأميركيين، الذين يتطلعون إلى الأسواق الأوروبية القريبة. ويتوقع ان تكون المنافسة قوية بين الشركات الأوروبية والأميركية حول قطاع التأمين والمصارف في المغرب، الذي بات مفتوحاً أمام الاستثمارات الأجنبية بعد تطبيق معاهدة «بال الثانية» للمعاملات المالية. ويقدر سوق التأمينات في المغرب بنحو بليوني دولار. وكانت شركة «إنترناشيونال بابر» الأميركية أنفقت 80 مليون دولار للسيطرة على شركة الورق والورق المقوى (الكرتون) المغربية، استعداداً للعمل بأنظمة جديدة لحماية البيئة والتخلي عن استعمال أكياس البلاستيك الملوثة. وقال رجال أعمال ان الأسواق الأميركية تطالب بإعادة هيكلة بعض الشركات المحلية العاملة في التصدير للتأقلم مع حاجة وشروط المستهلك الأميركي، «وعند تجاوز هذه المرحلة بما فيها اللغة، ستكون السوق مفتوحة بالكامل في الاتجاهين».   استمرار العجز التجاري   ويتوقع المغاربة استمرار العجز التجاري الخارجي في السنين المقبلة بفعل اتفاقيات المناطق الحرة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وتركيا وبعض البلاد العربية. لكنهم يعتبرون تلك الاتفاقات ضرورية لاندماج الاقتصاد المغربي في الاقتصاد العالمي. وهي تتضمن إجراءات لمواجهة إغراق الأسواق وحماية الملكية الفكرية. وكان العجز التجاري المغربي زاد 27 في المئة واقترب من عشرة بلايين دولار في نهاية عام 2005. ويراهن المغرب على المدى المتوسط، على التحول إلى قاعدة انتاج وتسويق بين المجموعات الثلاث، أي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول شرق المتوسط تركيا ومصر والأردن، إضافة إلى تونس وبعض دول الخليج العربي. وتمثل التجارة الثلاثية الأبعاد، هدفاً استراتيجياً للمغرب في العقد المقبل، بعد الانتهاء من بناء الميناء اليورومتوسطي في طنجة، الموجه الى تجارة إعادة التوزيع.   قطاع الزراعة   لكن المخاوف المغربية تبقى قائمة في مجال القطاع الزراعي، الذي يشكل نسبة 18 في المئة من الناتج الإجمالي، ويعمل فيه 34 في المئة من القوى العاملة. وأعلنت مصادر حكومية لـ «الحياة»، ان الاتفاق مع أميركا يشمل بنوداً لحماية الإنتاج الزراعي المحلي تمتد على مدى عقد كامل. وسيرتبط استيراد المنتجات الزراعية والغذائية بحجم الإنتاج المحلي، بحيث ينخفض في السنوات الجيدة، وقد يرتفع في السنوات العجاف كما هي الحال مع الاتحاد الأوروبي. ولا يخفي القائمون على اتفاق المنطقة التجارية الحرة ان يكون للبعد السياسي حضور في العلاقات الاقتصادية بين المغرب والولايات المتحدة. ورأت المصادر ان الإصلاحات التي اعتمدها المغرب في مجالات حقوق الإنسان وحرية التعبير، وحقوق الأسرة، والتحرير الاقتصادي والمالي، شجعت الجانب الأميركي في عام 2002 على اقتراح المنطقة التجارية الحرة مع الرباط، في انتظار توسيعها الى دول عربية أخرى في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، الممتد من المحيط الأطلسي الى جبال الهمالايا.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 9 جانفي 2006)


الليبرالية أقوم للعروبة والإسلام معا!

د. خالد شوكات (*)   تقف التيارات الإسلامية والقومية في العالم العربي، موقفا صداميا إزاء مسارات منطقتهم والعالم، انطلاقا من قناعة لدي قادة هذه التيارات ومنظريها، بأن زمن ما بعد الحرب الباردة، هو زمن امبريالي أمريكي بالضرورة، وأن المشروع المهيمن متناقض حتما مع مصالح الأمة العربية الإسلامية، وحائل لا محالة دون مساعيها لتحقيق طموحاتها في الوحدة والتقدم واستعادة الحقوق المسلوبة.
وقد كان هذا الموقف الصدامي المصدر الأساسي للمواقف التفصيلية من القضايا المتفجرة في العالم العربي منذ حرب الخليج الثانية، والمؤطر الرئيسي لنظرة الإسلاميين والقوميين العرب للعلاقات مع الأنظمة السياسية والقوي الدولية، فالعولمة برأي هؤلاء لا يمكنها إلا أن تكون شرا مستطيرا للعرب والمسلمين، والولايات المتحدة لا يمكنها إلا أن تكون عدوة أولي دائمة للأمة العربية والإسلامية.
وعلي الرغم من أن العرب لم يجربوا في غالب الأمر إلا المنطق الصدامي في تعاطيهم مع الموضوع الدولي والغربي، منذ أن طرحوا علي أنفسهم سؤال النهضة أوائل القرن التاسع عشر، وعلي الرغم من أنهم أيضا لم يجنوا غير الخيبات المتواصلة جراء إعمال هذا المنطق، إلا أن مفكريهم ومنظريهم ما يزالون متشبثين بصحة هذا المنطق، مقتنعين تماما بأن دروب النضال الصدامية طويلة ووعرة، وأن طريق التقدم لا بد وأن تكون متلازمة مع تأخر الآخرين، إذ لا يمكن بحسبهم أن نكون نحن والغرب متقدمين معا، وأن سنن تاريخنا المشترك تثبت برأيهم أن تقدمهم يعني تخلفنا وأن تقدمنا يعني تخلفهم.
وإذا ما نظر العرب في تاريخهم الحديث والمعاصر، سيصلون بلا شك إلي نتيجة مفادها أن الآخر ما انفك يطور أشكال تعاطيه معهم ومع العالم، فيما هم راكدون ملتزمون بشكل واحد في النضال والمقاومة، فالمقاومة ظلت واحدة في مواجهة الاستعمار التقليدي والاستعمار الجديد والاستعمار العصري علي السواء، وتجربة العرب في مواجهة الغرب يمكن أن تكون مفيدة لغيرهم من شعوب الأرض، إلا أن تجارب شعوب الأرض لا تأثير لها عليهم.
إن اليابانيين علي سبيل المثال قد قاوموا التدخل الغربي منذ القرن الثامن عشر تقريبا، فجربوا علي مر تاريخ مقاومتهم عدة أشكال من المواجهة، حيث ابتدأوا بمنهج العزلة حتي عصر المايجي خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم ساروا في منهج الحرب حتي نهاية الحرب العالمية الثانية، وأخيرا ابتدعوا ما يمكن تسميته بمنهج المقاومة الاستسلامية ، بناء علي قاعدة أن خير من تتعلم منه عدوك الذي هزمك، وأن الاستسلام العسكري إنما يقوم بتحييد أهم عناصر القوة لدي خصمك من ساحة المواجهة، التي هي بالضرورة أشمل وأولي بالرعاية والتخطيط والمقاومة.
وعلي نحو ما يلاحظ في سيرة العرب المفارقة، فإن اليابانيين قد نسوا – علي الأقل ظاهريا- مأساة نكازاكي وهيروشيما، ولم يروا في هذه الجريمة النكراء معوقا لتطوير علاقاتهم مع مرتكبيها والعمل علي الاستفادة القصوي من خبراتهم وتقدمهم وتقنياتهم لجسر الهوة الفارقة بينهم، وإعمال وسيلة السلم الأمضي لربح المعارك الخفية بديلا عن وسيلة الحرب البائدة المرعبة، فيما لا يزال كثير من قادة الفكر والسياسة العرب، يتباكون علي ضحايا المدينتين اليابانيتين، مزايدين علي اليابانيين في الانتحاب علي كوارثهم القومية.
والعرب يركزون في تمحيص العلاقة بينهم وبين الغرب، علي الجانب العسكري أساسا، ويرون أن عملية التصحيح ورد الاعتبار القومي يجب أن تستهل في هذا الاتجاه، بينما جربت أمم أخري كثيرة استهلال التصحيح في جوانب أخري، اعتقد أنها أقل صخبا واستفزازا، وأكثر انسانية وعملية وإمكانية، فاليابانيون والكوريون والصينيون والجنوب-أفريقيون والتشيليون والبرازيليون وغيرهم، يخوضون معارك تصحيح لمواقعهم علي الخارطة الدولية، يواجهون فيها الغرب بشكل أو بآخر، دون سلاح أو إرهاب أو دماء.
وفي التاريخ العربي الإسلامي، يمكن الاستنجاد بأكثر من واقعة تزكي هذه الرؤية الحضارية، فقد جاء التتار والمغول غزاة إلي بلاد العرب، فحققوا الانتصارات العسكرية الماحقة، وأسقطوا الدول العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخري، غير أنهم خسروا الحرب الحضارية في ظرف لم يتجاوز العشرين عاما، وسرعان ما أصبحوا جزءا من ثقافة وحضارة الخاسرين عسكريا.
والأمريكيون اليوم، ليسوا متفوقين حضاريا علي اليابانيين أو الكوريين أو التايوانيين أو الماليزيين، علي الرغم من تفوقهم العسكري الكاسح، تماما كما أن ظاهر الإسرائيليين أنهم منتصرون متفوقون عسكريا، إلا أنهم في حقيقتهم خائفون مرتعدون علي مصيرهم، يحملون في أعماقهم بوادر الهزيمة الحضارية والثقافية، يشيدون الجدران الإسمنتية العالية حفاظا علي وجودهم.
إن حاجة العرب والمسلمين الماسة اليوم، ليست للسلاح والمفاعلات النووية كما فكر صدام والقذافي بالأمس، أو أحمدي نجاد اليوم، بقدر ما هم بحاجة إلي عقل منفتح متوازن ينظر إلي الأشياء بطريقة جديدة مبتدعة، ويبحث عن مساحات مبتكرة للتفوق الحضاري والثقافي، ويضع نصب الأعين مجالات للعمل والمنافسة، وفرصا خارقة للتنمية الإنسانية الشاملة.
لقد ضرب المفكر السياسي الأمريكي توماس فريدمان للعرب مثلا لم يستوعبوه إلي الآن للأسف الشديد، عن شاب أردني أسس بإمكانيات متواضعة شركة أرامكس للشحن السريع، سرعان ما تحولت إلي مشروع عربي وعالمي رائد، ينافس أعظم الشركات في مجاله، كـ دي اتش إل و فيدرال اكسبريس ، وعلي العرب أن يعيدوا النظر في ضرورة الانتباه إلي هذه التجربة، وإلي تجارب أخري ممكنة الحدوث، قادرة علي أن تحول الطاقات البشرية العربية المهدرة، إلي طاقات فاعلة مفيدة، كما هي قادرة علي أن تشعل شمعة في سماء العرب المظلمة بدل التشبث بعقلية لعن الظلام.
وبالعودة إلي قضية أكثر حساسية، كالقضية العراقية مثلا، لا مناص من التساؤل عما إذا لم يكن بمقدور العرب تجريب منطق آخر للتحليل السياسي ولو لمرة واحدة، فلو اتفق علي أن هذا البلد قد وقع في أسر الاحتلال الأمريكي نهائيا، وأنه لا مجال لتخليصه من براثن هذا الاحتلال من خلال الآلة العسكرية، أفلن يكون متاحا أمام العراقيين نحت تجربة مميزة في التعامل مع المحتل الأمريكي علي غرار ما فعل اليابانيون أو الكوريون أو الألمان، أو حتي تجربة علي غرار تايوان أو بعض الإمارات العربية الخليجية، التي أصبح دخل مواطنيها الأعلي من نوعه في العالم، بفضل تعامل واقعي مع الحماية الأمريكية.
ولا ريب في أن هذا المطلوب ممكن أيضا، في التعاطي مع إشكاليات عربية جوهرية، من أهمها تثبيت قواعد تفكير نمطية تقيم تعارضا غير مبرر بين الليبرالية، التي هي مشروع العالم الجديد اليوم، وبين العروبة والإسلام، فيما يحيل التأمل العملي في المسألة إلي نتائج مغايرة تماما، حيث يكاد يجزم بأن الطريق الليبرالي وحده الكفيل بإقامة مجال حيوي عربي، اقتصادي وسياسي موحد، ووحده الكفيل أيضا بفتح آفاق عالمية واسعة أمام حركة الإسلام الدعوي، المسالم والمتسامح.
لقد جرب العرب صداقة المعسكر الشرقي، كما جربوا الربط بين الاشتراكية والمشروع القومي، فماذا كانت نتيجة نصف قرن من هذه التجربة؟ ولماذا يصر منظرو القومية العربية علي التشبث بمنهج ثبت فشله الذريع نظريا وعمليا؟ ثم لماذا الإصرار علي عدم تجريب مناهج عملية أخري، لعل أهمها المنهج الليبرالي، الذي لو نجح في الانتشار عربيا، لأتاح المجال أمام تواصل حركة الأشخاص والأموال والسلع بين الدول العربية، ولحول فكرة الوحدة العربية إلي مشروع اقتصادي مربح ومصلحة جماعية لكافة الطبقات والفئات الاجتماعية، بما يوفر قاعدة النجاح لأي مشروع وحدوي علي الصعيد السياسي.
وفي السياق ذاته، لماذا ينظر الإسلاميون العرب إلي المشروع الليبرالي الدولي، علي أنه تهديد للهوية الثقافية والحضارية الإسلامية؟ أو لم يعتمد الإسلام كدين وثقافة مبدأ العالمية منذ نشوئه؟ ثم ألم تكن تجربة انتشار المسلمين في مختلف أنحاء العالم، تجربة مفيدة وثرية لحركة الدعوة الإسلامية؟ وأخيرا إلي ماذا تحتاج الرسالة المحمدية أكثر من الحرية، التي تتيح لها القدرة علي نشر الدعوة علي أصعدة عالمية، ومخاطبة المؤمنين أينما كانوا بلا إعاقات أو منغصات سلطوية؟
خلاصة القول إذا، أنه ليس أفيد أو أقوم عندي للطموحات القومية العربية والإسلامية، من التشجيع علي اندماج العالم العربي في إطار المشروع الليبرالي العالمي، وتبني أساليب مستحدثة تركز علي العمل في المجالات غير المتنازع عليها، وهجر العقلية العسكرية، إلي عقلية حضارية وثقافية شاملة، لا تنافس الآخر فيما هو مهيمن فيه، وتبحث عن عناصر جديدة للإبداع والمقاومة.   (*) كاتب تونسي، مدير مركز دعم الديمقراطية في العالم العربي ـ لاهاي   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 9 جانفي 2006) 
 

رسالة من رئيس الاتحاد الدستوري الليبي محمد بن غلبون إلى رئيس الجالية اليهودية الليبية في بريطانيا رافائيل لوزون …

المنظمات الصهيونية تسعى للسيطرة على ليبيا بعد تسوية القضية الفلسطينية

 أعرب رئيس الإتحاد الدستوري الليبي محمد بن غلبون عن خشيته من ان نفوذ المنظمات الصهيونية داخل الأجهزة الأميركية المسؤولة عن سياسة الشرق الأوسط يجند لتحقيق الأطماع الصهيونية في السيطرة على ليبيا سياسيا واستغلالها اقتصاديا بمجرد ان تسوى القضية الفلسطينية. وعرض بن غلبون في رسالة مفتوحة إلى رئيس الجالية اليهودية الليبية في المملكة المتحدة رافائيل لوزون تعليقاً على خطاب ألقاه الأخير أمام مؤتمر الأقباط العالمي في واشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ملابسات هجرة الجالية اليهودية من ليبيا الى اسرائيل اثر حرب الايام الستة العربية – الاسرائيلية في حزيران (يونيو) 1967، وتطرق الى «الأطماع الأميركية والصهيونية بالاستيلاء على ليبيا منذ اكتشاف النفط فيها. وفي ما يأتي نص الرسالة:   تحية طيبة وبعد…   لقد عبّر خطابكم أمام مؤتمر الأقباط العالمي الذي انعقد في واشنطن بين 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 و19 منه عن شوق مواطن ليبي لبلاده وحنين طبيعي يقدّره كل من ذاق مرارة الإغتراب عن وطنه، وقاسى معاناة الغربة الجبرية.   وإننا في الإتحاد الدستوري الليبي نتمنّى أن تتحقق أمنية والدتك في زيارة بنغازي مسقط رأسها في أقرب وقت ممكن، كما نؤيد مطالبك المشروعة لاستلام رُفاة أقاربك المغدورين أثناء الإضطرابات الأمنية التي اجتاحت مدن ليبيا، في ما بدا و كأنه رد فعل عفوي لنبأ اندلاع حرب الأيام الستة في حزيران (يونيو) 1967، كما نؤيد تمكينك من دفنهم بالطريقة المناسبة.    وقد سبق أن عبرّنا عن رأينا، على صفحات جريدة «الحياة» الموقرة، في شأن كافة ما حدث لكم عام 1967 من قبل أن تفتح ملفّات هذه القضية وتُفرض من جانب الولايات المتحدة على سطح الأحداث الليبية وتجعل تسويتها من شروط تمديد عمر النظام الليبي وإعادته إلى الحظيرة الدولية بعد عزله لفترة طويلة من الزمن. (نسخة مصورة من المقال الذي نشر في 9 آذار (مارس) 1995 محفوظة في الصفحة المخصصة لهذا الموضوع في موقع أرشيف الإتحاد الدستوري الليبي على الرابط التالي: http://www.lcu-libya.co.uk/libjews.htm   ثم كرّرنا التعبير عن رأينا في رسالة مفتوحة لك بتاريخ 10 حزيران 2005 نشرت في غالبية المواقع الليبية على الإنترنت، مما يغنينا الآن عن التكرار. وما زلنا نشاطركم الآلام والأحزان ونتفهم مأساتكم. إلا أنه قد جانبك الصواب عندما قارنت قضيتكم بالقضية الفلسطينية وساويت بين معاناتكم ومعاناة الفلسطينيين. كما جانبك الصواب أيضا عندما وصفت الصراع العربي – الإسرائيلي بأنه صراع بين الديموقراطية والديكتاتورية.   ولا أريد أن أُسهب في هذا المجال لأنني أرغب في حصر تبادل وجهات النظر بيننا دائما في حُدود القضية الليبية، علّنا نوفّق إلى بناء جسر ودّي مادّته الحقائق وحسن النيات يعبر الهُوّة المؤسفة التي بيننا.   لقد جاء في خطابك أنه صدر قرار عام 1967 بطرد الجالية اليهودية من ليبيا والسماح لكل شخص منها باصطحاب حقيبة صغيرة ومبلغ 20جنيهاً فقط.   وهنا أرى أن من مصلحة الجميع تصحيح هذه المعلومات. فقد كان الخروج بهذا المبلغ النقدي الزّهيد بناءً على قانون مراقبة النقد المعمول به في ليبيا في ذلك الوقت، والذي يمنع أي مواطن ليبي من حمل أكثر من عشرين جنيهاً ليبياً نقداً، ولم يطبق على اليهود حصراً.   ولكن يمكن تحويل أي مبلغ في الحالات التي ينص عليها القانون عن طريق «بنك ليبيا» على شكل شيكات سياحية أو اعتمادات مصرفية أو خطابات ضمان.   قرار المغادرة   أما قرار مُغادرة ليبيا على عجل فقد اتخذه زُعماء الجالية اليهوديـة، ولم تطردهم الحكومة الليبية. وجـاء في كتاب المؤرخ اليهودي رينزو دي فيليشي «يـهـود في أرض عــربية» الذي صدر في الأصل باللغة الإيطالية عام 1978 تحت عنوان: Ebri in un paese arabo ويُعد من أهم المصادر اليهودية في هذا الخصوص، في الصفحة 278 من الترجمة الإنكليزية ما يأتي:   «جاءت الخطوة الرسمية الأولى من ليللو أربيب (زعيم طائفة اليهود الليبيين وقتئذ) في اليوم السابع عشر من حزيران، فقد بعث برسالة إلى رئيس الوزراء حسين مازق طلب فيها بالسماح بالسفر لليهود الراغبين في مغادرة البلاد حتى تهدأ الأمور ويتفهّم الشعب الليبي وضعيّة اليهود الليبيين الذين كانوا وسيبقون دائما مخلصين للدولة وفي تعايش سلمي مع السكان العرب. وافقت الحكومة على ذلك بسرعة وبدأت دائرة الهجرة أعمالها في 20 حزيران وحضرت الوثائق المتعلقة بالسفر».   ولكي يكون جميع قراء «الحياة» معنا في هذا الحوار سأقدم لمحة مختصرة لموضوعه:   كانت تقطن ليبيا طائفة يهودية يقدر عددها بحوالى 40 ألفاً (طبقاً للمصادر اليهودية). بعضهم كان متجذّرا في التربة الليبية، كما ذكر المستر لوزون في كلمته المشار إليها أعلاه، من قبل الفتح الإسلامي، وبعضهم هاجر إليها من دول شمال أفريقيا الأخرى، فيما لجأ بعضهم الآخر إليها من الأندلس هربا من محاكم التفتيش الكاثوليكية.   وعاشت هذه الطائفة آمنة معزّزة مكرّمة مع بقيّة طوائف الشعب الليبي المسلمة حتى تمكنت الدعوة الصهيونية من التغلغل فى نسيجها، لتنشر بينها فكرة الهجرة إلى «أرض الميعاد»، ثم إعمارها وتأسيس الدولة اليهودية على أركانها. ونتج عن ذلك أن تلونت تصرّفات شباب الطائفة اليهودية في ليبيا بما -لا يفيد أية أقلّيّة كانت – من رعونة وتحدٍّ للمجتمع.   وكان أول تصادم تشهده ليبيا بين سكانها من المسلمين واليهود في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1945 فيما كانت موجة من الإضرابات تجتاح العالم العربي في ذكرى وعد بلفور، ثم تكرّر الصدام عام 1948، كنتيجة للأخبار الدموية الواردة من فلسطين. وكان تحرك المسلمين عفويا وتلقائيا بلا ترتيب مبيّت ولا تخطيط واعداد مسبق استُعملت فيه الحجارة والعصيّ، وفي المقابل كان التحرك اليهودي مخطّطاً اذ جهزت له الأسلحة والذخائر، وذلك كما هو موثّق في التقارير السرية للحكومة البريطانية التي كانت تحكم ليبيا أثناء فترة الإنتداب، والتي يُفرج عنها بموجب القانون البريطاني بعد مضي 30/50 سنة من وقت حدوثها. وهي شهادة شاهد مستقل ومحايد ومسؤول ممن لا يُتهم بحب المسلمين ولا عداء اليهود، وقد سبق أن كتبنا بالتفصيل في هذا الموضوع ونشرنا تلك الوثائق على صفحات هذه الصحيفة في سلسلة وثائقية من ثلاث حلقات متوالية بين 21 أيلول (سبتمبر) 1997 و23 منه (يمكن الإطلاع على نسخة مصورة لتلك السلسلة على الرابط التالي: http://www.lcu-libya.co.uk/documentary.htm   وبعد صدامات 1948 «شجّعت» السّلطات البريطانية يهود ليبيا على الهجرة إلى إسرائيل بعد تصفية ممتلكاتهم ونقل أمتعتهم القليلة معهم، اذ كانت ليبيا آنذاك شبه معدومة الموارد يعاني سكانها بجميع طوائفهم من فقر مدقع وجهل ومرض من جرّاء سنوات الإستعمار الإيطالي الطويلة، والحروب الطاحنة بين قوات الحلفاء والمحور التي كانت تدور رحاها على أرضها.   وعلى رغم فقر الوطن وحال المرض والجهل المتفشيين فيه، وعدم وجود أية مؤشرات للإنفراج في حالته، تمسّك به نحو سبعة آلاف من يهوده لم يتأثروا بالدعوة الصهيونية ولا بـ «التشجيع» البريطاني على الهجرة. وموقفهم ذلك يُغني عن أية مقالات مطولة للتدليل على انتمائهم وتجذّر الوطن في قلوبهم.   ثم جاءت المفاجأة واكتُشِف البترول في ليبيا بعد الإستقلال، فانتشر الرخاء وازدهر حال الجميع، ورافق ذلك اهتمام مريب للمنظمات الصهيونية العالمية بليبيا، استخدموا فيه بخبث وجود تلك الأقلية اليهودية الصغيرة فيها. وكان على رأس تلك المنظمات وأكثرها نشاطا في هذا الصدد «الهيئة الأميركية اليهودية» التي زار رئيسها لويس كابلن ليبيا صيف 1961، ليرفع ـ على إثرها ـ زعماء الطائفة اليهودية الليبية (ليللو أربيب، وهاي جلام، وكليمنتي حبيب، وأنجلو ناحوم، وبنحاس نعيم) عريضة إلى رئيس الحكومة الليبية محمد عثمان الصيد تطالبه بالمزيد من الحقوق لليهود.   ونجحت هذه المنظمات الصهيونية العالمية في إقناع الممثل السابق لهيئة الأمم المتحدة إدريان بلت أثناء زيارته إلى ليبيا لحضور الإحتفالات بالذكرى العاشرة للإستقلال ببعض التحريات السرّية لمصلحتها. إلا أن التقرير السرّي الذي قدمه لها، والمنشور في الصفحة رقم 230 من كتاب المؤرخ اليهودي رينزو دي فيليشي السالف ذكره جاء مخيبا لآمال تلك المنظمات، اذ جاء فيه:   «إن العداء للسامية كما هو مفهوم عند الغرب لم يكن له أساس في ليبيا. إلا أن شعور الناس بالعداء ضد إسرائيل قوي جدا (…) وعلى مستوى العلاقات الشخصية لم تكن هناك مشاعر موجهة ضد اليهود، وكانت هناك لقاءات شخصية بين العرب واليهود (…)».    وعلى رغم ذلك، مارست المنظمات اليهودية العالمية ضغوطاً مكثفة ومدروسة على الدولة الليبية الوليدة بدعاية تظهرها وكأنها معادية للسامية ـ كما ذكر دي فيليشي ـ مما دفع الحكومة الليبية للجوء الى زعماء الطائفة اليهودية فى ليبيا لإصدار بيان رسمي موجه للأمم المتحدة يكذّبون فيه الإتهامات الموجهة اليها بمعاداة السامية، إلا أنهم رفضوا تلبية طلب الحكومة.   وحتى نجعل من هذه الرسالة وثيقة يُعتدّ بها في ملف هذه القضية المهمة، نرى أن من الجدير الإشارة إلى رسالة وزير خارجية كندا إلى السفير البريطاني في طرابلس بعدما كثُرت تقارير المنظمات اليهودية إلى الحكومة الكندية عن وجود اضطهاد لليهود في ليبيا.   والرسالة مؤرخة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 1964 ومحفوظة في مكتب أرشيف الوثائق الوطني البريطاني في الملف الرقم: (FO371 / 178894)، وثيقة رقم: ( VT1571 / 2)، طلب فيها الوزير الكندي من السفير البريطاني رودّ سارل أن يوافيه مشكورا بمعلومات واقعية عن وضعية اليهود في ليبيا. وجاء رد السفير سارل عليه في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 1964، وها نحن ننقل مقتطفات منه إلى قرّاء «الحياة» كما يأتي:   «لنا الشرف أن نرد على رسالتكم المؤرخة في 15/10/1964 بخصوص وضع اليهود في ليبيا:   إن عدد اليهود في ليبيا يتراوح بين 6500 و7000، والغالبية تعيش في طرابلس. وباستثناء عدد قليل ممن يشتغلون بالأعمال اليدوية كالنجارة وتحضير الأطعمة والخمور الخاصة باليهود، فإن معظمهم من التجار وأصحاب المحلات التجارية ومعتمدي الوكالات والعمولات التجارية. ولا نعدو الصواب إن قلنا إنهم يتمتعون، في الوقت الحاضر – كما هي الحال في كل ليبيا – بانتعاش اقتصادي لم تر مثله طائفتهم في تاريخها الطويل كله.   شغب معاد لليهود   ليس هناك تمييز رسمي ضد اليهود. لكن وضعية التوتّر بين الدول العربية وإسرائيل تؤدي بين الحين والآخر إلى ظهور بعض التهجمات في الصحف المحلية متهمة بعضهم بالعمالة للصهيونية، وينتج عن ذلك انتشار للشغب المعادي لليهود في بعض المناسبات. (…) ولكن من الإنصاف أن نذكر بأن جزءاً كبيراُ جداً من الأعمال المحلية بيد اليهود، ومن ضمنها كثير من أثمن الوكالات التجارية البريطانية.   ولهذا السبب، ولأن يهود ليبيا يعتبرون من شعوب البحر الأبيض المتوسط، ولهم تاريخهم العريق والذي يعود إلى زمن الرومان، فإن من المستبعد أن يرغب كثير منهم في الهجرة إلى كندا ما لم يكونوا تحت ضغوط قاهرة (…) وفي الحقيقة هناك 300 شخص يهودي له الحق في المطالبة بالجنسية البريطانية باعتبار أن أسلافهم ولدوا في جبل طارق خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبطبيعة الحال فإنه يحق لهؤلاء (الـ 300) أن يطلبوا الحصول على تأشيرة الهجرة إلى كندا وفقا للقوانين الجارية. وربما يوضح كيف يُنظر إلى موضوع الهجرة أن الطلب الوحيد الذي تعاملت معه قنصليتنا أخيرا هو المتعلق بعائلة حبيب – موضوع رسالتكم لنا بتاريخ 30 آب (أغسطس) 1963- والذي أسفر عن هجرة فرد واحد من العائلة إلى كندا على رغم تمتع باقي أفراد العائلة بالحق نفسه».   إن السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف ولماذا يتّخذ زعماء الطائفة اليهودية هذا القرار نيابة عنها بمغادرة البلاد؟ وهو القرار الذي لم تتخذه هذه الأقلية من الطائفة عام 1948 وهي تعاني الفقر والجهل والمرض من جهة، وتتعرض لإغراءات المنظمات الصهيونية العالمية و»التشجيع» البريطاني من جهة أخري؟ مع العلم بأن ما عانته من نتائج الصدامات الدموية مع المسلمين في تلك السنة كان أضعاف ما تعرضت له في 5 حزيران 1967.   وكيف، ولماذا اتخذوا ذلك القرار والطائفة اليهودية الليبية هي أول من أثرى فور اكتشاف النفط في ليبيا، ولم يكن ذلك إلا بداية الطريق لمزيد من الثراء.   وهنا نأتي بشهادة رينزو دي فيليشي الذي وصف أحوال الطائفة اليهودية في ليبيا على الصفحة رقم 269 من الترجمة الإنكليزية لكتابه السالف الذكر بالقول: «بعد مرور أقل من ست سنوات (على اكتشاف البترول الليبي) تحوّلت وضعية الطائفة اليهودية الإقتصادية من كونها مأسويّة إلى وضع أصبح فيه نصف أعضائها من الأغنياء، كما أصبح من بينهم من يُعتبرون من الأثرياء حقا».   يكمن في جواب هذه التساؤلات السرّ في الإنقلاب الليبي ويشرح أسباب شذوذ سياسته التي حيّرت العالم لأكثر من ثلاثة عقود.   ولنتدرج في الإجابة ينبغي أن نبدأ بذكر قضية أخرى ذات ارتباط مباشر بهذه التي بين يدينا:   في بداية القرن العشرين كانت منظمات يهود العالم منقسمة على نفسها في اختيار وطن قومي لليهود. ففي وقت كان جزءُ منهم لا يقبل أي بديل عن خيار فلسطين والقدس وجبل صهيون، كان هناك جزءُ آخر مُساوٍ في الوزن والأهمية يتخوّف من هذا الخيار، ويعتقد بأنه حلم غير قابل للتحقيق، ويحاول أن يجد وطناً بديلاً عنه يسهل على اليهود إستعماره وإقناع العالم بأحقيّتهم التاريخية فيه، وتكون فيه المقاومة أقل وأسهل بعيداً عن الصراع الديني.   ووقع اختيار هذا الجزء ـ بعد رحلات استكشافية، ودراسات وبحث وتدقيق ـ على ليبيا لتكون ذلك الوطن القومي الذي يحلمون به. وكان صاحب الفكرة اليهودي البريطاني الرّحالة المشهور السير هاري جوهانستين الذي تقدّم بها إلى اسرائيل زانجويل رئيس «جمعية الأراضي اليهودية» Jewish Territorial Organisation (مقرها لندن)، فأرسلت الجمعية بعثة علمية إلى ليبيا عام 1906 برئاسة ناحوم سلاوش الأستاذ في السوربون ثم ألحقتها ببعثة أخرى عام 1908. وكانت تقارير البعثتين مشجعة جدا لليهود حتى ان اسرائيل زانجويل ذهب إلى حد القول ان برقة (اقليم في شرق ليبيا) تفضل فلسطين نفسها في تحقيق الموطن القومي لليهود.   وللمزيد حول هذا الموضوع ولمعرفة أسباب هذا التفضيل يمكن الرجوع إلى الكتاب الوثائقي «المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في ليبيا» للأستاذ مصطفى عبد الله بعيو، والذي نشر في أذار 1975. كذلك نشرت «الحياة» في 20 أيلول 1997 مقالة مختصرة حول هذا الموضوع بعنوان «هجرة اليهود إلى فلسطين وقصة الوطن البديل» http://www.lcu-libya.co.uk/documentary.htm#Docs3   تم الإتصال بالسلطنة العثمانية التى وافقت على طلب اليهود فى هذا الخصوص، إلا أنها اشترطت أن تقتصر الهجرة إلى ليبيا على يهود السلطنة وحددت لهم منطقة سرت (منطقة على الساحل الليبي الغربي سبق أن لجأ إليها يهود برقة بعد ثورتهم على الإمبراطورية الرومانية سنة 115م) وما حولها في وقت كانت المنظمات الصهيونية تصرّ على برقة كلّها، وقد خطّطت لنقل يهود السلطنة إلى برقة حتى يزيد عددهم في وقت قصير على عدد سكان ليبيا كلها من المسلمين بأضعاف، وكان عدد السكان في ذلك الوقت أقل من مليون نسمة، وذلك لتخلق واقعاً جغرافياً جديداً على الأرض لا تملك السلطنة إلا الإذعان إليه، ثم يُفتح بعد ذلك الباب على مصراعيه لهجرة يهود أوروبا وروسيا. وقد عرضوا تسهيلات مالية وسياسية كان الباب العالي في أمسّ الحاجة إليها لتليين موقفه بخصوص برقة بدلاً من سرت، وكانت المفاوضات تسير في اتجاه مصلحة اليهود، وعريكة السلطنة قد لانت بتأثير التسهيلات المعروضة، وعندها حدث الإنقلاب في تركيا فأطاح بالخلافة العثمانية، وكان بلا شك سيوافق على جميع الطلبات اليهودية بلا قيد ولا شرط. إلا أن تحرّك إيطاليا السريع وغزوها لليبيا سنة 1911 بدّد أحلام اليهود في استيطانها، فاجتمع الرأي وتوحّدت الكلمة على استيطان فلسطين.   إننا فــــي الإتحــــاد الدستـوري الليبـــي علـــى قناعة تامّة بأن الثقة الصهيونية بالنفــــس – بعد استيطان فلسطين واحكام السيطرة على الرأي العام العالمي وتأكد الغلبة على العرب في كل مجال وميدان – قد جدّدت الحلم في امتلاك ليبيا وأجّج اكتشاف البترول فيها الأطماع.   وذلك يفسر تآمر المنظمات الصهيونية العالمية على المملكة الليبية واستعداءها للعالم ضدها وإحراجها على كل صعيد منذ اكتشاف البترول، ويبدو أن هذه المنظمات نجحت في استقطاب ولاء بعض زعاماتكم الذي يدلل عليه رفضهم لنجدة الحكومة بشهادة حق عندما احتاجتها منهم.   إصبع الإتهام   وأنني هنا لا أتّهمكم بأي تآمر أو خيانة ولكنني أوجه إصبع الإتهام إلى بعض زعمائكم، فإن ليبيّتكم تم التدليل عليها في خياركم الصعب عام 1948 كما أشرت سالفا.   إننا نخشى من أن نفوذ المنظمات اليهودية داخل الأجهزة الأميركية المسؤولة على سياسة الشرق الأوسط جند لتحقيق الأطماع الصهيونية في السيطرة على ليبيا سياسيا واستغلالها اقتصاديا بمجرّد أن تُسوّى القضية الفلسطينية ويصل الطرفان إلى صيغة من التفاهم تُرضي العرب وتفرض سلماً بينهم وبين اسرائيل، فكان الإنقلاب في ليبيا بمثابة الخطوة الأولى ليجهّز بضيق أفقه المناخ المطلوب لتنفيذ المخطط، فقوّض البنية التحتية في البلاد وعمّم الفوضى والإرتباك والرعب بين الشعب وأساء إلى سمعة الوطن حتى نُبذ من المجتمع الإنساني وفقد كل احترام وتعاطف من الجميع.   وبحس أميركي عميق بالتاريخ وأهميّته، ومعرفة بأن الأسرار السياسية وقتيّة، والتزاماً بسمعة أميركا، خططت تلك الأجهزة لأن يظهر تآمرها عندما يُكتشف، على أنه ردّ فعل انتقامي غاضب ضد شعب همجي نكّل بأقليّة من أهل الكتاب ضد كل المعايير الإنسانية والشريعة الإسلامية نفسها وطردهم من وطنهم ولم يسمح لأي منهم بالخروج إلا «بحقيبة صغيرة ومبلغ 20 جنيها فقط لا غير». فهذه غضبة مبرّرة لن تجد من يشجبها لمصلحة دولة أفقدها الإنقلاب الشاذ كل صدقية واحترام وصداقة يُعتدّ بها، ولا لمصلحة شعب أعاده ذلك الإنقلاب إلى الخلف أكثر من قرن في المجالات الحضارية كافة.   وحتى لا يكشف التاريخ أن أمريكا كانت تتآمر – بلا مبرر- على دولة موالية وعلى شعب صديق، تمت التضحية بكم عزيزي لوزون لخلق هذا الغطاء وتأديبكم على تفضيلكم ليبيا على أرض الميعاد عام 1948، ثم لاستعمالكم في الرجوع بالطريقة التي يرجونها، منظّمين ومدرّبين ومترابطين، وقد غسلت أدمغة الكثيرين منكم وربّت أجيال منكم على تفضيل اسرائيل وأولوية الولاء لها ولمصالحها وأُقنِعتم كما اقتنعنا نحن بأنكم أبرياء مظلومون – وهي حقيقة أُريد بها باطل- من أجل الرجوع بكم ومن خلالكم لمجتمع تعمّه الفوضى والجهل ويتخبّط في ارتباك واضح، فتكونوا طبقة عُليا في ذلك المجتمع تتمتّع من دون بقية طوائفه بالإحترام الدولي والتعاطف الإنساني، ويفضّل العالم التعامل معها ومع ذلك المجتمع اقتصاديا وسياسيا من خلالها، وتسهر أجهزة الإنقلاب على حمايتها وخدمتها بعد أن تيقّن أن بقاءه واستمراره مرتبطان باستمرار رضى تلك الطبقة وأمنها.   ولمزيد من الإيضاح يستطيع من يهمه الأمر الرّجوع إلى مقال «القذافي والدستور المعطّل» http://www.lcu-libya.co.uk/arab2000.htm#arbartcl   إن العلاقات لا تبنى ولا تستمر إلا على العدل الذي قامت عليه السموات والأرض، لذلك فإنني آمل يا رافائيل أن تضمّ جاليتكم صوتها إلى صوتنا في المطالبة بتحقيق دولي في القضية لإجلاء غموضها قبل البت فيها بأي قرار، فربما تفتضح أخسّ مؤامرات القرن الماضي فتنجو طائفتكم من أن تكون «مخلب القط» الصهيوني، وتعرفون سبب غربتكم وتشردكم، وتساهمون في انقاذ استقلال الوطن من دون أن يخاطر ذلك بحقكم في العودة المشرفة.   محمد بن غلبون رئيس الإتحاد الدستوري الليبي lcu@lcu-libya.co.uk
 المصادر:   1- النسخة الإنكليزية من كتاب المؤرخ اليهودي رينزو دي فيليشي: Jews in an Arab Land: Libya, 1835-1970. Austin: University of Texas Press, 1985   2- الأرشيف الوطني البريطاني للوثائق.   3- كتاب «المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في ليبيا» للأستاذ مصطفى عبد الله بعيو، الدار العربية للكتاب:1975.   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 9 جانفي 2006)


الإسلامية في زمن القاعدة

عرض

/ حسن السرات

الكتاب: الإسلامية في زمن القاعدة

المؤلف: فرانسوا بورغا

عدد الصفحات: 213

الناشر: دار « لاديكوفيرت »، باريس، فرنسا.

الطبعة: الأولى/ 2005

الخبير الفرنسي فرانسوا بورغا متخصص في علم السياسة ومدير أبحاث بمعهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي التابع للمعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وهو مؤلف كتاب

« الإسلامية بالمغرب العربي: صوت الجنوب » وكتاب « الإسلامية وجها لوجه« .

في كتابه الجديد

« الإسلامية في زمن القاعدة »، يسعى بورغا إلى التمييز بين شيئين أساسيين، الأول هو عودة شعبية عارمة لنزعة التدين الإسلامي، والثاني هو مئات الأشكال التعبيرية لأبناء الإسلام في المجال السياسي والاجتماعي.

يؤكد الكاتب تمسكه برؤيته للانبعاث الإسلامي، التي عبر عنها منذ أكثر من عقد من الزمان، على أنه رد فعل ضد الغرب وتجديد لموقف الرفض وأخذ مسافة معتبرة من الاستعمار الغربي.

انبعاث إسلامي ضد الغرب

ولوضع التعبئة الإسلامية في سياقات عرفت تطورا سريعا خلال قرن واحد

(من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين) يقترح المؤلف التفريق بين ثلاث فترات كبرى: الحضور الاستعماري، والاستقلال، ومن سنة 1990 إلى غاية اليوم.

وسعيا وراء فهم التعدد في التعبير الإسلامي، يستكشف الباحث التوترات بين الخصوصيات الوطنية والظواهر العابرة للأوطان والقوميات

. ويفرد فرانسوا بورغا لتنظيم القاعدة وشرح أسباب تشدده وظهوره فصلا كاملا هو الفصل السادس، ويتبعه بدراسة سير أربعة وجوه يعتبرها متشددة ساهمت في تأسيس هذه الحركة، انطلاقا من السيد قطب إلى المنفذ الرئيسي لتفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 محمد عطا. كما يتناول الكاتب تفسير التعاطي العاطفي المشحون لدى الغربيين مما يمنع من الرؤية الموضوعية والتحليل العلمي النزيه.

واعتمادا على خبرة امتدت

18 عاما قضاها الباحث في العالم العربي، وعلى تحقيقات مطولة قام بها في أوساط الحركات الإسلامية، يقدم تحليلا أساسيا لفهم الظاهرة المعقدة أكثر مما يتصور كثير من أشباه الباحثين.

وينتقد بورغا في ختام بحثه الخيار الأمني للغرب والحكومات الموالية له في مواجهة التشدد الإسلامي، معتبرا أنه خيار فاشل لا يختلف عن خيار المتطرفين الإسلاميين.

ويتساءل هل صحيح أن العالم دخل بعد أحداث

11 سبتمبر/أيلول في مواجهة بين أنصار « الحرية » أو « التسامح » والمدافعين عنها من جهة، والتهديد « الإرهابي » لـ »التطرف » الإسلامي؟

النظرية الأساسية للكتاب هي أن تمرد القاعدة في جوهره سياسي أكثر منه ديني، وأن

« التطرف الإسلامي » يجر وراءه قليلا من التشدد الديني والظلامية، بقدر ما يجر كثيرا من الدفاع، غير المشروع دائما، عن المصالح السياسية والاقتصادية المغلفة بتعبيرات الهوية والانتماء الديني.

مصطلح حربي

قبل التوغل داخل فصول الكتاب، يخصص بورغا الفصل الأول لتحديد مصطلح

« الإسلامية »، ويبذل جهدا كبيرا في تنقيته من الشوائب الانفعالية التي ألصقت به، ويبين كيف انتقل المعنى من النسبة إلى الإسلام في القرن التاسع عشر إلى تهمة جاهزة، حتى « أصبح سهلا اليوم أن « تتهم بالإسلامية » أو أن تكون « إسلاميا محتملا« .

ومن الصعب في هذا الجو المشحون تحقيق دراسة علمية وموضوعية عن الإسلامية، ولكن فرانسوا بورغا يصر على رفع التحدي المزدوج

: فلن يحول التهويل الغربي من الإسلاميين، ولا تمسك هؤلاء بالمرجعية الإسلامية، بينه وبين استخدام الوسائل العلمية المجمع عليها عالميا في متابعة تحولات تعبئة إنسانية محضة.

فمن حق الإسلاميين، كما يرى بورغا، أن يعبروا عن إسلاميتهم وليس من حق أحد أن يصادر هذا الحق، ومن حقهم السعي إلى الكونية والعالمية، إذ ليس هذا الحق مقتصرا على صنف من الناس دون الآخرين،

« وربما كانت الصعوبة التي يجدها الغرب في الإنصات إلى هؤلاء آتية من هذا الأمر » كما عبر عن ذلك الباحث الفرنسي.

وينتقد بورغا بعض

« الإسلامولوجيين » الذين يفسرون صعود الإسلامية بالعامل الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي، فهؤلاء الإسلاميون -والقول له- ليسوا فقط فقراء « منسيين من التنمية »، وليسوا فضلا عن هذا « أغنياء » منغمسين في ثروة بترول يبددونها، ولا فتية أخرجتهم ديمغرافية غير متحكم فيها، ولا « بورجوازيين ورعين »، ولا « مثقفين »، ولا حتى « مدنيين » أو « عسكريين »، أو « رجال » مرضى بالذكورية ولا نساء مسحوقات مقهورات.

إنهم هؤلاء جميعا، على تنوع شبيه بتنوع عوامل تعبئات أخرى نشأت كاستجابة ضد هذا الشكل أو ذاك من أشكال الهيمنة

. وبناء على هذه الرؤية، يتنوع الإسلاميون في التعبير عن إسلاميتهم، لا بل يختلفون أيضا فيما بينهم، ومن الواجب العلمي النظر إليهم جميعا دون أي استثناء.

« 

القاعدة » ضد تجديد الاستعمار

يصنف الباحث الفرنسي تنظيم القاعدة على أنه يمثل المرحلة الثالثة في المواجهة بين الاستعمار المتجدد والعالم الإسلامي، فبعد مرحلة مقاومة الاستعمار ومرحلة الاستقلال، جاءت المرحلة الثالثة التي تجدد فيها الاستعمار مغيرا جنسيته الأوروبية بجنسية أميركية.

ويرى بورغا أن هناك ثلاثة أشكال من الإقصاء والإنكار تعرضت لها الشعوب العربية والإسلامية حملت في رحمها جنين

« تنظيم القاعدة » ويخرج إلى الوجود كمولود متوحش لمظالم العالم.

الصنف الأول من أصناف الإقصاء يتمثل في انسداد العمل السياسي والتضييق على النخب الجديدة من طرف حكومات يصفها الباحث الفرنسي بأن حكامها وقادتها هم

« بينوشيهات العرب » تشبيها بليغا بالدكتاتور بينوشه المدعوم أميركيا قبل الإطاحة به والتخلي عنه.

والصنف الثاني للإقصاء يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ومآلاته في حالتي الحرب والمفاوضات

. أما الثالث فيرتبط بالتحولات العالمية عقب سقوط المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وانفراد الولايات المتحدة الأميركية بالقرار والهيمنة.

وفي الوقت الذي سعت فيه واشنطن إلى عولمة الخيار الأمني في مواجهة الإسلاميين، رد هؤلاء، خاصة منهم تنظيم القاعدة، بعولمة الجهاد والمقاومة والإسلامية، انطلاقا من القاعدة الأفغانية.

بعد الفراغ من هذا التحديد الرأسي أو الزمني لظهور

« القاعدة » يتولى فرانسوا بورغا التحديد الأفقي لهذا التنظيم بين مختلف التعبيرات الإسلامية أو فصائل الصحوة الإسلامية وأشكالها، ويحدد عوامل الانتقال من الإسلامية القطرية إلى الإسلامية العالمية، ومنها مواسم الحج والبعثات التعليمية والأسفار السياحية وتأثير مدرسة الإخوان المسلمين والسلفية السعودية.

المرضى بالإسلام

لا يكتفي بورغا برفض مناهج

« خبراء الإسلامية » (الإسلامولوجيين)، ولكنه يقدم صفحات معتبرة في انتقادهم وبيان تهافت أطروحاتهم، ويتكرر هذا في فصول مختلفة من كتابه. وفي بعض الأحيان يفرد فصلا كاملا للتفصيل مثل الفصل الثامن والفصل التاسع وخاتمة الكتاب.

في فصل بعنوان

« من المخاوف الموروثة إلى المخاوف المستثمرة: حرب التمثلات »، وهو الفصل الثامن، يستعرض الباحث أشكال المعالجة الإعلامية والسياسية المنحرفة للإسلامية المصابة بمواريث المواجهات الاستعمارية ومكتسبات موازين القوى وتقسيم مغانم الكعكة الإسلامية بين القوى الغربية.

ويعرب الكاتب عن تفهمه للانحرفات الإعلامية وخضوعها لضغوط المعالجات الأمنية، لكنه لا يقبل انخراط المتخصصين الأكاديميين في هذه

« المناورات السياسية » ليصبح الكتاب والنظار والمفكرون في خدمة الاستخبارات المطلوقة يدها.

ويتوقف بالخصوص عند حالتي كل من برنارد لويس وبرنار هنري ليفي، وكتاب يتبعون سبيلهما، يتهمون الإسلام ذاته بأنه حامل بجنين العنف ومحرض عليه

. وهو ما « اجتهدت (والقول لبورغا) طيلة الكتاب في بيان ضعفه وهشاشته« .

فالعنف، فيما يفصله الباحث الفرنسي، ليس له عقيدة أو دين، ويوجد في كل الثقافات والإيديولوجيات والقوميات

. ويكشف بورغا لعبة التوظيف والقيام بدور كاسحات ألغام أو أرانب سباق، التي يقبلها « أشباه » مثقفين لتشويه صورة الإسلامية وعرقلة سيرها وتعميق الحفر في طريقها، مقدما نماذج من هؤلاء في مشرق العالم العربي الإسلامي ومغربه، خاصة من الملحدين والمسيحيين واليساريين الماركسيين الستالينيين الذين ينطقون اليوم بلسان يميني فرنسي متطرف.

« 

المرضى بالإسلام » عند فرانسوا بورغا هم أولئك الذين خسروا معركة مزدوجة: معركة ضد غريزة التدين الإسلامي المتجددة من جهة، ومعركة ضد رجعية الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية والإسلامية من جهة ثانية.

وللخروج من زاوية العزلة والتهميش التي حوصروا فيها، سعوا إلى تقديم خدماتهم للأنظمة التي حاربوها من قبل وللدوائر الأجنبية الغربية التي طالما نعتوها بالإمبريالية

. ومن المغرب العربي يورد بورغا نماذج من حزب الطليعة الاشتراكي الجزائري وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين التونسيين.

اعدلوا في القسمة!

يشن فرانسوا بورغا في خاتمة

« الإسلامية في زمن القاعدة » هجوما لاذعا على خيار « الحرب الشاملة على الإرهاب »، ويعلن أنها حرب خاسرة لا محالة، وأن هناك حلا أو سلاحا آخر هو الكفيل بوضع حد للعنف والعنف المضاد، ولكنه سلاح لا يقدر عليه المرتهنون للنظام العالمي للقرن الواحد والعشرين، لأنه مكلف جدا وخاسر جدا بالنسبة لهم، إن هذا السلاح يسمى، حسب كلمات بورغا، « القسمة »، قسمة عادلة للثروات الاقتصادية والمالية والسياسية.

وتعني القسمة العادلة قبول الخطابات الأخرى والعقائد الأخرى لتكون لها حرية التعبير والظهور

. ويقول « إننا نقدر على البكاء من أجل مصير مستوطنين أكرهوا على ترك أرض لم تكن لهم، والتوجه نحو مستوطنات أخرى متمتعين بتعويضات سخية. لكن، علينا وقتها أن لا ننسى إطلاقا مصير الآلاف من أولئك الذين محيت منازلهم في صباح باكر، دون تهمة، وفي صمت، بعيدا عن عيون الكاميرات التلفزيونية« .

والقسمة العادلة تعني أيضا العطاء كما تعني الأخذ، خاصة من جهة الذين من حقهم أن يأخذوا ما يجب أن يعطيه الآخرون لهم.

ويختم بورغا كتابه متحدثا عن خصائص سلاح القسمة العادلة ومقاصدها النبيلة، فيكتب

« الشجاعة السياسية الحقيقية، التي تهيئ لترسيخ حقيقي للأمن، هي التي تكمن في قراءة أخرى للتوترات الدولية.

قراءة لا ترتهن للخيارات الاختزالية لكل أولئك الذين يرفضون، لهذا السبب أو ذاك، القبول بأن المسؤوليات حول الإرهاب مشتركة، وأنه يجب تحملها

. وما دام صوت الجوقة الموسيقية للذئاب هو الوحيد الذي يحظى بالاستماع والتجذر، فإنه يقوي يوما بعد يوم، أصوات السياسيين المهووسين بالبحث عن الانتصارات السهلة.

إما القسمة وإما الرعب

. يبقى هذا الخيار، أكثر من أي وقت مضى، هو خيارنا الأخير« .

إنصاف وحكمة

تفسيرات فرانسوا بورغا للإسلامية تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ، ويمكن أن تقبل أو ترفض كلها أو جلها، غير أنه يبقى من أكثر الباحثين إنصافا وحكمة في قراءة الصحوة الإسلامية وحركاتها المنظمة والعفوية.

ويعد منهجه العلمي في دراسة الإسلامية واستخلاص النتائج منها في علاقتها بالتحولات العالمية السريعة والمتعاقبة من أكثر المناهج موضوعية، مثله في ذلك مثل باحثين آخرين تعرض عنهم القنوات الفضائية الغربية المتحاملة والمنابر الإعلامية المنحازة إلى جوقة الذئاب التي تحدث عنها.

وقبل أن نختم هذا العرض، يجدر أن نثير انتباه كثير من الدارسين للصحوة الإسلامية العالمية، وحتى الصحوة الدينية الدولية، إلى عامل مهم في تجديد التدين وظهور الإسلامية، ألا وهو العامل الذاتي الذي يبقى في نظري أهم عامل ينبغي استحضاره في هذا المجال، وبتغييبه تغيب عنا كثير من الحقائق، وتنحرف بنا التحليلات وتزيع لنا النظرات.

(

المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة .نت بتاريخ 9 جانفي 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.