الأحد، 8 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2057 du 08.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


حسين المحمدي: الدكتور الصحبي العامري يُـحـمـل على العودة من تونس إلى سيدي بوزيد
قائمة مراسلات 18 أكتوبر: تونس -حملة ايقافات في صفوف المحجبات وانتشار أمني غير مسبوق منذ سنوات
قدس برس:  تونس: ارتفاع مشطّ لأسعار زيت الزيتون بسبب تنامي التصدير
الشروق: 3 مارس القادم، جلسة انتخابية للمحامين الشبان: «محرار» لقياس الأوضاع والتوجهات داخل قطاع المحاماة

الموقف: طاقات مهدورة

الموقف: إضاءة شجاعة استثنائية

الوحدة: مارسال خليفة ممنوع من دخول تونس

الوحدة: فضيحة في الجامعة التونسية؟… لمصلحة من هذا الصمت؟

الوحدة: المنتدى الاجتماعي التونسي: جـدل…. وتوجه نحو التأسيس

الوحدة: الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي: من أجل تأكيد الخصوصية والتنوع الثقافي

إيلاف: السياحة

الصحراوية في تونس محدودة

عبدالحميد العدّاسي: وقفة مع العيد

عبد الرؤوف المقدمي: الكليشيهات اليسارية.. واللّحى المؤدلجة !

 

حقائق: عن الايداع القانوني، الصحافة ولصوص الجامعة

حقائق: البشير زرق :«رجل السر رقم واحد للزعيم بورقيبة»

أخبار تونس: صدور كتاب » الهادى نويرة : مسيرة مثقف مناضل ورجل دولة

ال سي ن ن: « شلل شارون » وأنفلونزا الطيور يزيدان شهرة فلكي تونسي

الحياة :محمد السادس: المصالحة التي أنجزناها لا تعني نسيان الماضي… بل الصفح

سمير صبح: التكامل المغاربي مطلب غربي

يحيي أبو زكريا: الغرب بين حريّة سبّ الإسلام وحرمة الحديث عن الهولوكست 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

اللقاء الإصلاحي الديمقراطي يفتتح موقعه على النات

« ادخلوها بسلام آمنين »

يطيب لنا إحاطة الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات علما، بأن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي قد افتتح موقعه على النات على الوصلة

:

 http://liqaa.net/

تسعدنا مرافقتكم في هذا المشوار الجديد من أجل قيم الخير والمحبة والسلام وبناء تونس المستقبل، على أسس صادقة وشفافة، من الأخلاق والحرية والعدالة، والمواطنة الكاملة لكل التونسيين والتونسيات،  دون إقصاء أو تهميش

.

نتمنى أن نكون عند حسن ظنكم،  ونسأل الله التوفيق في مسعانا، ونرجو أن لا تبخلوا علينا بآرائكم ونقدكم ومراسلاتكم، وكلنا آذان صاغية لكم، بصدر رحب وعيون متفائلة وحالمة بأن الخير في تونس وأهلها الطيبين لن يندثر ولن ينته

.

لمراسلة المشرف على الموقع : liqa2005@yahoo.fr


الدكتور الصحبي العامري يُـحـمـل على العودة من تونس الى سيدي بوزيد

حسين المحمدي

– تونس

1-.يوم 4اكتوبر2004 سلمت نسخة من كتاب لي إلي جهة دولية هامة ومهمة تضمنت من ضمن تضمنت…لو يرسل بوش برقية إلى النظام في تونس وبها كلمة مجاملاتية يمكن تصريفها…فإن رجال العبقرية في تونس سيحولون بوش ومساعديه من طغاة وإرهابيين وقتلة في العراق..إلي أنبياء ورجال حكمة.

.فعلا كان هذا منذ يوم الجمعة 6جانفي2006؟ شهادة لي وعليهم.

.برقية أرسلها بوش على غرار ما يرسل لرؤساء العالم.وطابعها عادي.

والبرقيات أصلا مخصصة للأعياد والمناسبات…ماذا يمكن أن نقول نحن في مثل هذه المناسبات؟ المجاملات حتى مع العدو…

.الرئيس بوش يحارب أولاده في أفغانستان والعراق من اجل الحرية.

وعليه فلن يكون أبدا من حماة الدكتاتوريات مطلقا ولا من القائلين للشعب التونسي إني أساند نظامكم. خطبه منذ11سبتمبر2001وآخرها يوم15ديسمبر2005. ركز الرئيس على الحرية والديمقراطية وعلى استشهاد رجلا أمريكيا عالما ..لن تبكي الأمريكية على أولادها من هنا ورئيسها يحمي من ينتج ويصنع الإرهاب؟

.البرقية أخرجت وروجت وكان بوش يحمي النظام وقمعه وقتلنا نحن في تونس. بوش ومساعديه اكبر من هذا بكثير.وشخصيا يمكنني القول لكل تونسي وتونسية داخل وخارج تونس. تونس مع الحرية.ومؤمن بها الى حد كبير.والشعب الأمريكي برمته بعد11سبتمبرمع الحرية.

.اطلب من كل تونسي أن لا تختلط لديه الأمور رغم الدعاية الكبيرة والصخب.وترويج مضمونها في ابتذال يدلل على عقلية رهيبة تقول الإنسان ما لم يقل ويقصد؟شخصيا لي كل الثقة في بوش وخاصة وزيرة خارجيته.

.2-.كان لي موعد مع الدكتور العامري مساء يوم السبت7جانفي2006باحد الأماكن العامة في مدينة بنعروس. وإذا به يغيب الى صبيحة الأحد 8جانفي2006 ولغاية الحادية عشرة صباحا؟

بحثت عن الرجل في كل مكان.اتصل بي أصدقاءه من الخارج لذات الموضوع؟

.في خلاصة شديدة الرجل حمله رجال الأمن؟نعم؟ التابعين لمنطقة باب سويقة على العودة الى سيدي بوزيد قبل أن نتقابل؟ أخذوا منه هاتفه ونقلوا الأرقام ؟عينة من عينات؟هكذا هو المواطن والقانون؟ وهل بوش يغطي هذا؟ويقبل بهذا؟

.مواطن اعزل من مرتبه وعلاقاته ويخيف نظاما يروج عبر صحافته هذه الأيام…

3- أن بوش قال له…سيدي الرئيس..يسعدني العمل معكم؟واحيي إنجازاتكم الاقتصادية والاجتماعية لهذه السنة؟.هكذا شهادة تجعل الرجل يرتاح ويمضي الى الأمام؟وليس حمل مواطنا على ترك العاصمة خوفا من مقابلته لي؟وبوش رجل عقلا وحكمة قد يكون فعلا أراد الطمأنة..ولكن ما بالطبع لا يتغير.أيريدك معي وتحميني في إرهاب أولاد بلدي؟

4-.إخراج البرقية يقول للتونسيين …بوش يفرح عندمايقبل رئيسناالعمل معه؟

5-.طيب ليكن هذا.وهوغيرصحيح بالمرة.فلماذايرتعدالنظام الناجح والممسوك من بوش ؟ومن شيراك؟ومن….؟من الدكتورالعمري؟ومن حركة الأيدي النظيفة؟هو يعلم إن ما تردده صحف الاعلانات وليدةإرادته لاوجودلهافي قلوب التونسيين والتونسيات ولذايخاف الكلمةالحرة؟نظام قال في الأمريكي اتعس النعوت والصفات وبالمثل في المسيحية كدين؟هل فعلا يقول له بوش…يسعدني العمل معكم؟السباب في مناهج تربوية وليس من إنتاج الشروق والحدث والإعلان والصريح و…؟.

6-.نظام تتهاطل عليه الشهادات ويجبرالدكتورالصحبي على العودة الى سيدي بوزيد خوفاعليه من مقابلتي؟هوعنوان اضطراب شديد وذهنية أساءت لبوش ولليهود ولكل حليف…نظام يشيطن بوش من هنا والأمريكي والأمريكية وصحافته المسيرة تقترحقداوشماتة في رجل يصارع المرض؟اللهم لا شماتة..وشخصيا أعلم في أدق التفاصيل ما فعل ويفعل له اليهود لتغطيةعجزه وإضطرابه؟أخلاق الصديق وصحافته؟

7-.الفريق الحاكم في تونس صاريخاف لقاء شخصين؟ويريدأن يسمع المكالمات الهاتفية حتى يكون كل حديث تحت عينه ونظره؟البوليس السياسي عبرالدول الحرة

يحمي البلاداقتصادياواجتماعياوفي تونس يحمي النظام من الحرية؟والوطنية؟

8-.رجال يدافعون عن التزوير والفساد والتعذيب ومنع الحرية والأرقام الغالطة والمغلوطةاقتصادياواجتماعياوميزانية2006 أحد العناوين والتي سيرى العالم تفاصيلها عبر الكتاب.. وبالمثل منجزات2005؟شخصيا ولسنوات قبل خروجي من النظام بقيت اطرح السؤال التالي…هل هناك ما يجعلني أدافع عن هكذا نظاما؟ بعدما رأيت ورأيت ورأيت؟وعرفت؟وفعلا غادرت وجاهرت…وما برز لا يعني شيئا.

9-.الدكتاتورية تخاف الوضوح.والكلمة الحرة.وأفضل دليل على الرعب من فكرة الأيدي النظيفة هو ترويج بشكل سخيف لبرقيةالرئيس بوش وعبركل الفضائيات؟

.الحرية تمر.والترهيب وصناعةالارهاب والمتاجرة في ذلك.لن تمر.قلنامنذ يومين..من يعذب ويقتل لا يكون رجل وساطة ولا تنمية.انصح كل معذب بان

يلتفت الى نفسه وان يتساءل لماذا يفعل ذلك ولمن؟وان يتذكركل رجل أمن وديوانة وحرس وقضاء وجيش…ما وقع لكل واحدمنهم-على خدماتهم الجليلة للنظام؟-سنة1997بتعلةحياتزتهم لسيارات غيرخالصةالمعاليم الديوانية؟هم يعرفون كل تجاوز

وتزويرفي كل مكان ومجال ومن فعل ماذا؟

10-الكلمة الحرة ستجبرالدكتاتوريات على الفرار.خدام نطق ووجب على كل رجل

داخل الأنظمةالمتعفنةالمجاهرةمن اجل الوطن.

الوطنية لدى رجال العفن إرهاب وترهيب.وعندنانحن تعريةورفض الخنوع و

والتضحية بالحياة من اجل أن يعيش الآخر.ومن يساند رجال الفساد نضع بين يديه خطورتهم على البشرية.

أقول في الختام الأمريكي والأمريكية لا يقبلون أبدا من يصفهم بأقذر النعوت في البرامج التربوية.واكرر أن بوش لا يساند الفساد ولا التزوير ولا الترهيب.وله عطف على رجال الحرية والمناضلين من اجلها عبر الجغرافية.سنتولى تمكين رجال الحرية من منجزات النظام في كل المجالات حال صدور الكتاب قطاعا قطاعا ولسنوات وليس فقط2005؟

حسين المحمدي– تونس

8جانفي2006


بسم الله الرحمن الرحيم

خبر عاجل

تونس -حملة ايقافات في صفوف المحجبات

وانتشار أمني غير مسبوق منذ سنوات

 

بلغنا عبر مصدر جد موثوق أن حملة ايقافات ومضايقات تعرضت لها الفتيات والنساء المحجبات في تونس ,حيث شهدت أكثر من ولاية في الأيام الأخيرة حملة ايقافات وتحقيقات مع حاملات الزي الاسلامي الذي تصفه الجهات الحكومية الرسمية بالزي الطائفي

هذا وقد بلغنا من مصادرنا الخاصة أن الكثير من النسوة والفتيات المتحجبات قد اقتدن من الشوارع العامة والأسواق الى مراكز الشرطة حيث وقع التحقيق معهن في الغرض ,ليطلب منهن دون مقدمات وفي طلب مباشر خلع حجبهن والامضاء على التزامات كتابية يتعهدن فيها بعدم العودة الى ارتداء الزي الاسلامي

وفي حوار مباشر مع بعض اللواتي تعرضن لهذا الاجراء علمت قائمة مراسلات الثامن عشر من أكتوبر أن أوامر صدرت لضباط الشرطة والأمن والحرس الوطني بعدم التساهل مع حاملات الزي ,حيث كانت لغة التخاطب مع المحجبات على درجة عالية من الجفاء والقسوة 

وعللت بعض المحجبات هذا الاجراء القمعي والمتنافي مع أبسط حقوق الانسان ,بانتشار الظاهرة في أغلب المدن التونسية حيث راوحت نسبة الفتيات والنسوة المحجبات على حد نقل بعضهن مايزيد عن نسبة الخمسين في المائة من الراشدات في بعض المدن الكبرى

وفي نفس هذا السياق رصدت مصادرنا في تونس أن تواجدا أمنيا مكثفا وغير مسبوق يلف شوارع وطرق أكثر من مدينة تونسية ,مما حدى بالكثير من المواطنين الى التساؤل عن أسباب هذا الانتشار الأمني غير المسبوق في السنوات الأخيرة,وقد أبلغ شهود عيان بأن دوريات مشتركة لقوات الأمن والحرس الوطني والشرطة العسكرية تقوم بايقاف السيارات وتفتيش أمتعتها على أكثر من مفصل من شوارع المدن التونسية

 هذا وقد علمت مصادرنا في تونس أن العديد من الاشاعات تسري في الساحة الوطنية حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانتشار الأمني ,وأن حالة من الوجوم قد أصابت ضباط الأمن أنفسهم الذين فسر بعضهم الأمر على أنه مجرد تطبيق لأوامر عليا

 
كتبه ونقله مصدر خاص بقائمة مراسلات 18 أكتوبر

* الخبر للتوزيع على مختلف المواقع التونسية الصديقة

(المصدر:  قائمة مراسلات 18 أ بتاريخ 8 جانفي 2006)


تونس: ارتفاع مشطّ لأسعار زيت الزيتون بسبب تنامي التصدير

تونس – خدمة قدس برس
شهدت أسعار زيت الزيتون ارتفاعا جنونيا في تونس، الأمر الذي تسبب في تذمر كبير في صفوف المواطنين. وانتقل سعر اللتر الواحد من 3 دينار ونصف في العام المنقضي إلى 6 دينار ونصف خلال هذا العام.
ويعتبر زيت الزيتون مادة أساسية في الاستهلاك اليومي للتونسيين، حيث تؤكد البحوث الطبية وخبرة الأجداد منافعه الصحية الكبيرة. ولذلك فقد تسبب الإقبال على هذه المادة محليا وعالميا في أزمة كبيرة، ووضع الجهات الحكومية في خيار صعب بين تلبية طلبات السوق الداخلية بأسعار معقولة، وتلبية طلبات التصدير الكبيرة لتوفير العملة الصعبة للبلاد.
وتعتبر الجهات الحكومية أن أسعار زيت الزيتون المفروض تسويقها في السوق المحلية تتأثر بجملة من العوامل الموضوعية، وفي مقدمتها وضع السوق العالمية، وحاجة الدولة للتصدير، وهو ما يوّفر عملة أجنبية هامة.
كما يمارس المزارعون ضغوطا على الحكومة بغاية الحصول على هامش معقول من الربح. وطالب عدد من نواب البرلمان التونسي وزير التجارة بعدم التدخل في تحديد الأسعار، وهو ما دفع الوزير منذر الزنايدي خلال مناقشات ميزانية الدولة لسنة 2006 إلى المطالبة بضرورة مراعاة حق التونسيين في استهلاك قدر من المنتج المحلي بأسعار معقولة.
وقالت منظمة الدفاع عن المستهلك إن الأسعار الجديدة لا تناسب المقدرة الشرائية للمواطن التونسي، كما إن التدرج في زيادة سعر الزيت أصبحت مهددة بهذه القفزة، التي من الممكن أن تدفع المستهلك إلى البحث عن بدائل، أو التخلي عن زيت الزيتون نهائيا.
ويقول خبراء إن السوق الداخلية كانت تستهلك حوالي 50 ألف طنّ، ولكن الدوائر المسؤولة وجهت هذه السنة للسوق الداخلية كمية لا تتجاوز 40 ألف طن، وهو ما أحدث اختلالا في العرض.
كما يؤكد الخبراء أن الارتفاع المشط في سعر زيت الزيتون في السوق الداخلية، يعود أساسا إلى محاولات المضاربين إرباك السوق، لغايات ربحية، مستفيدين من الإقبال العالمي على شراء الزيت التونسي. وكانت الصادرات التونسية من زيت الزيتون بلغت مستوى قياسيا خلال الموسم المنقضي، حيث بلغت حوالي 210 ألف طن، محققة بذلك عائدات مالية تجاوزت 700 مليون دينار تونسي (الدولار يعادل نحو 1,3 دينارا).
وازداد الطلب العالمي خلال هذا الموسم على الزيت التونسي، بسبب ندرة الإنتاج العالمي، وخاصة بعد تراجع إنتاج الزيت في إسبانيا، التي تحتلّ المرتبة الأولى في العالم. وتعتبر تونس من أهمّ منتجي زيت الزيتون. وتحتلّ المرتبة الرابعة في العالم بعد إسبانيا إيطاليا واليونان، ويقدّر عدد معاصر الزيتون فيها بـ1440 معصرة.
وتخصص ثلث الأراضي التونسية لغرس أشجار الزيتون. وتعتبر 31 في المائة من أشجار الزيتون التونسية أشجار شابّة و54 في المائة أشجار في طور الإنتاج. وتتكون الزيتونة التونسية من عدة أصناف تسمى حسب اللهجة التونسية « الشملالي والشتوي والوسلاتي والزلماتي والمسكي والباروني والقفصي ».
ولعبت سياسة الخصخصة دورا هاما في ارتفاع سعر الزيت. فالديوان الوطني للزيت الذي تأسس منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وأشرف على حماية شجرة الزيتون، وعلى ترويج الزيت في السوق الداخلية، والتصدير، ولعب دورا رئيسيا في استقرار أسعار الزيت، حماية للمستهلك من خطر المضاربة والاحتكار، تخلى عن دوره لصالح العديد من الشركات الأخرى التي دخلت الميدان. أما الدولة فتخلّت عن دعم الزيت، وعملت في المقابل على دعم الزيوت النباتية المستخرجة من عبّاد الشمس والصوجا والنخيل، وشجعت على استهلاكها بدلا عن زيت الزيتون.
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 7 جانفي 2006)


 
3 مارس القادم، جلسة انتخابية للمحامين الشبان:

«محرار» لقياس الأوضاع والتوجهات داخل قطاع المحاماة

تونس ـ «الشروق»
تأكد لـ «الشروق» ان موعد الجلسة العامة الانتخابية لجمعية المحامين الشبان قد تقرر ليوم 3 مارس القادم.
وككل المواعيد الانتخابية السابقة ينتظر ان يشهد الموعد الجديد تسابقا وتنافسا للوصول الى مكتب الجمعية، وفي الوقت الذي عبّر فيه غالبية اعضاء المكتب الحالي وهم من المحامين التجمعيين عن نيّتهم في اعادة الترشح من جديد لمواصلة عملهم في الاهتمام بشؤون المحامين الشبان، في مقابل ذلك بدأ الحديث وسط المحامين عن تحالفات متعددة لتشكيل قوائم منافسة للقائمة التجمعية.
وبحسب ما يروّج هذه الايام فإنه قد اتضحت بعد ملامح قائمة جدية متكوّنة اساسا من اليسار والقوميين وتطرح نفسها كمنافس حقيقي للقائمة التجمعية المنتظرة ويبدو ان الاجتماع التشاوري الذي انعقد نهاية الاسبوع الماضي بين التيارات المشار اليها قد توصل الى نقاط التقاء مهمة برغم عدم وضوح الرؤية بعد في خصوص اجازة التحالف مع التيار الوضعي من عدمها.
ولا تستبعد اوساط مقربة من المحامين امكانية بروز قائمة ثالثة في السباق تكون مبنية على تداعيات ما عرفته الساحة السياسية الوطنية مؤخرا على ان ذلك لن يكون بالامر السهل بالنظر الى عمق التباينات الموجودة والآثار المتبقية لتحالفات سابقة سواء على مستوى الجمعية او مجلس الهيئة.
* مساندة وتمسّك
ورغم ان القائمة اليسارية القومية قد بدأت تتضح بعد وأعلنت عن اجزاء مهمة من رؤاها وخاصة في المسألة الجوهرية التي تفصلها عن «القائمة التجمعية» من حيث الاشارة الى الهيئة المتخلية (التجمعية) على انها لم تساند مواقف الهيئة الوطنية.
بالرغم من ذلك تصرّ الهيئة المديرة الحالية للجمعية على انها قد انتهجت خيارا صائبا بتمسكها بالخيار المهني والابتعاد عن المنحى التصعيدي وقد مكنتها تلك السياسة من جني مكاسب مهمة للمحامين من بينها 200 قرض تم تخصيصها لفتح مكاتب لمحامين جدد بعد نهاية فترة التربص بالاضافة الى 100 قرض سيارة شعبية والمكسب الهام الاخير المتمثل في اجراء منح الإعداد للحياة المهنية بالنسبة للمحامين الشبان.
* مكاسب وانتظارات
كما قالت مصادر بجمعية المحامين انه تم تعزيز المكاسب الخاصة بالمحامين على عدة اصعدة وتم اثراء التكوين عبر 12 ندوة تمت للغرض مع الاتفاقية الهامة التي تم امضاؤها مع الخطوط التونسية مؤخرا والتي تمكّن المحامين وازواجهم وابناءهم من تخفيض بـ 10 عن تذاكر السفر.
ويرى عديدون من المهتمين بقطاع المحاماة ان الجلسة العامة الانتخابية للجمعية ستكون محرارا لقياس حجم التفاعلات والمتغيّرات داخل القطاع ككل وإعادة توضيح برامج ومواقع كل التيارات والأطراف في ظل حالة التداخل التي عرفتها عدة مجالات خلال الاشهر الماضية والتي كان فيها لأعضاء اسرة المحاماة أدوار بارزة ومهمة: فإلى اين ستؤشر اعمال الجلسة المشار اليها؟
* خالد الحدّاد
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 8 جانفي 2006)  


* ارتفاع : رغم وفرة صابة الزيتون هذه السنة فإن أسعار الزيت شهدت ارتفاعا غير عادي لتبلغ 6د للتر الواحد وهو ما حرم آلاف العائلات من استهلاك هذه السلعة. ويبدو أن النية تتجه في هذه الفترة إلى تخصيص نسبة من الإنتاج الوطني من الزيت وتسويقه في السوق المحلية بأسعار معقولة حتى لا يحرم المواطن من هذه البضاعة الحيوية.
* مؤتمر عربي : تحتضن العاصمة السورية دمشق يومي 17 و 18 جانفي الجاري مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي سينعقد تحت شعار (الدفاع عن سوريا واجب قومي وإنساني). وسيشهد المؤتمر انتخاب أعضاء ممثلين للنقابات والهيئات في كل من تونس والجزائر وليبيا والأردن والبحرين ومصر.
* رابطة : أعلن عدد من المثقفين التونسيين عن تأسيس رابطة أطلق عليها اسم (الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي) تهدف إلى مقاومة (الهيمنة الأمريكية الثقافية على العالم واحترام هوية وخصوصية المنتجات الثقافية) الوطنية في ظل العولمة.
وأشار هؤلاء المثقفون في بيانهم التأسيسي إلى رفضهم إدراج المنتجات والخدمات الثقافية في المفاوضات التجارية مع البلدان ذات الأهداف الهيمنية في المجال الثقافي وخصوصا الولايات المتحدة.
* نقص : رغم أهمية المساحات المخصصة للزراعات الكبرى في بلادنا وقيمة مردوديتها الاقتصادية فإن بعض الإشكاليات ما تزال حائلة دون تطور نسق الإنتاج الزراعي حيث أن قرابة الـ500 ألف هكتار غير صالحة للزراعة ومردودها ضعيف لا يغطي تكاليف حرثها وزراعتها وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لمساعدة صغار الفلاحين أساسا لتحسين مردودية هذه الأراضي.
* برمجة : تعكف الهيئة المديرة لمنتدى الجاحظ للفكر المستقبلي على ضبط البرمجة النهائية لنشاط المنتدى بالنسبة للسنة الحالية. ونشير الى ان المنتدى قد نظم في الأسابيع الأخيرة ندوتين مهمتين اهتمت الأولى بالاشكاليات المتصلة بالعمل النقابي وتناولت الثانية آليات التحول الديمقراطي انطلاقا من تجربة جنوب إفريقيا. وقد نشط الندوة الأولى السيدان الحبيب قيزة ومهدي المسعودي في حين قدم العرض الرئيسي في الندوة الأولى الدبلوماسي المصري محمد عاشور.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 7 جانفي 2006)


 
طاقات مهدورة
محمد فوراتي
بطالة أصحاب الشهائد التي تنخر مستقبل شبابنا تمثل أهم معظلة تواجه حكومتنا في السنوات القادمة فإذا كان عدد الطلبة سيصل سنة 470 ألف طالب خلال سنة 2010 حسب توقعات وزارة التعليم العالي وإذا كانت الدولة عاجزة عن تشغيل حاملي الشهادات خلال هذه السنوات فماذا سيكون حالها عندما يتضاعف عدد طالبي الشغل؟. فـ » الكاباس » مثلا والتي تعتبر أكبر مناظرة يتوجه لها المتخرجون من التعليم العالي أصبحت مناظرة فاشلة. فاختصاص اقتصاد وتصرف شارك منهم في آخر مناظرة 13 ألف طالب في حين أنّ البقاع المطلوبة هي 15 عشر فقط، آما شعبة العربية التي تعد حوالي تسعة آلاف أستاذ مجاز فإن البقاع لا تتجاوز 350 مكان شاغر والعلوم الطبيعية التي تعد 5 آلاف أستاذ مجاز البقاع فيها 60 فقط وهي أرقام تتشابه في بقية الشعب بدون استثناء. ويبقى الحاصلون على الإجازة في الحقوق هم الأكثر تضررا من عجز الدولة عن استيعاب طالبي الشغل فهم بالآلاف المؤلفة.
وقد تحدثنا مع كثير من هؤلاء الذين تخرجوا من الجامعة وبعضهم معطل منذ ثمان سنوات فأكدوا أنهم عجزوا عن ايجاد شغل حتى في القطاع الخاص الذي يستغل في كثير من الاحيان ظروف هؤلاء ويشغل بعضهم بجرايات مضحكة ( البعض يشتغل 12 ساعة ب200 دينار ). وبعض هؤلاء المعطلين من أصحاب الشهادات قارب عمره الأربعين دون أن يشتغل يوما واحدا رغم أن المجموعة الوطنية صرفت على تعليمهم أموالا طائلة، فتكوين المهندس مثلا ودائما حسب مصادر من وزارة التعليم العالي يكلف المجموعة الوطنية ما بين 5 و 10 آلاف دينار وقس على ذلك كل الاختصاصات الأخرى.
إن تكوين الطلبة في جميع الاختصاصات يتطلب مجهودات مالية وبشرية كبيرة يتكبدها الأولياء والمربين والدولة ولكنها تذهب سدى عندما نستثمر هذا الجهد البشري الكبير ثم في النهاية يكون مآله التهميش والعطالة.
فلماذا نستثمر إذا كلّ هذا المجهود في تكوين إطاراتنا إذا كنّا عاجزين عن استيعابهم ؟ أليست هذه خسارة كبيرة ؟ في تصريحات حديثة أقرت وزارة التربية أن أساتذة التعليم الثانوي عادة ما يلتحقون بالتدريس والعمل في سن ما بعد ال30 سنة وأحيانا بعد سن 35 سنة. وجاءت هذه التصريحات على خلفية مطالبة نقابة التعليم الثانوي بتخفيض سن التقاعد إلى 55 سنة.
والسؤال المطروح إذا كان من أسعفهم الحظ يشتغلون في هذه السن المتأخرة نسبيا فما الذي يحصل لمن حكمت عليهم الظروف ببطالة قسرية بعد سنوات من الكدّ والجهد من اجل الحصول على شهادة عليا ؟ لماذا نحكم على شبابنا بأن يقضي أحلى فترات عمره ضائعا مهمشا متسكعا ؟ و لماذا تضيع سن البذل والعطاء والإنتاج في البحث عن الشغل ؟ حتى إذا وجد الشاب شغلا تكون قواه قد انهارت ومعنوياته وشاهيته قد فترت ؟
أإها عبقرية ما بعدها عبقرية أن نبني مستقبل بلادنا على أنقاض جيل بدأت آماله تضيع في المستقبل حتى أصبح يردد « تقرى وإلا ما تقراش المستقبل ما ثماش ». فهل من استفاقة قبل فوات الأوان ؟ أم أن عبقرية إنتاج الفشل ستتواصل ؟
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 6 جانفي 2006)


إضاءة شجاعة استثنائية

الحبيب الحمدوني
في زمن يطغى عليه الخوف من الغالب والجلوس على الربوة للتفرّج عليه وعلى ضحاياه والسكوت من سوئه، تخرج أصوات من فينة إلى أخرى ومن هنا وهناك تدويّ عاليا. ومن بين هذه الأصوات صوت من العيار الثقيل: هارولد بنتر، المتحصّل على جائزة الجوائز ( نوبل للآداب (. والمناسبة تقتضي بدءا التنويه بالساهرين على هذه الجائزة والذين أسندوها إلى كاتب عُرف منذ زمان بمناهضته للاستعمار ووقوفه في وجه سياسات الولايات المتحدة في حربها على العراق وتنديده باصطفاف بلاده بريطانيا وراءها. فإسناد الجائزة في ذاته صفعة لكلّ من جورج بوش وتوني بلير وينم عن جسارة نادرا ما عودتنا بها مؤسسة نوبل.
أما عن الرجل ذاته فقد منعته ظروفه الصحيّة من حضور حفل توزيع الجوائز. ولا شكّ أن طرفا ما تسلّم الجائزة نيابة عنه. وكان بالإمكان أن تقف الأمور عند هذا الحدّ ويمرّ حفل التسليم بهدوء. غير أن بنتر أبى إلا ان يكون حاضرا ويخلق المفاجأة وبقوّة فأرسل شريط يحتوي على خطاب موجّه إلى الحشد الحاضر ومن خلاله إلى كلّ العالم. وكان بالإمكان أيضا أن يبعث بخطابه فيما لو كان ضروريا ويكتفي فيه بشكر الجهة المانحة وبالتطرّق إلى جوانب من فنّه. لكنه تجاوز هذا كلّه وحلّق في سماء السياسة وهيمنة الأقوياء وبؤس الضعفاء بقوة تعبير كبيرة وبسخرية لاذعة وبوضوح ما بعده وضوح.
فبعد أن تحدّث بصورة عامة و عن أثر كتاباته واعماله المسرحية في القراء والمتفرجين، وبعد أن تحدّث عن المقامات النفسية والذهنيّة الحافة بعملية الإبداع عنده فيما يشبه التقويم لمسيرته الفنية من بداياته إلى ذروة شهرته، انتقل بصورة مفاجئة تأخذ القارئ من عالم إلى عالم آخر مغاير تماما دون أن يشعر بالانعطاف الحادّ وكأن صاحب الخطاب يمارس عليه تنويما مغناطيسيا مستعذبا، قلت انتقل إلى الحديث عن السياسة فبينما كان يتحدّث عن الدراما التي يرى أن مهمتها تنحصر في البحث عن الحقيقة يتسلل بذكاء العباقرة إلى مسألة أن السياسة هي نقيض الدراما لأنها تقوم على إخفاء الحقيقة وتطويقها بجبال من المغالطات والأكاذيب ليتيح لنفسه الفرصة لتعرية مغالطات وأكاذيب السياسة الأمريكية وتابعتها البريطانية، وبذلك شاء عن وعي وسابقيّة إضمار وببراعة ألا يفوّت على نفسه هذه الفرصة الذهبيّة حيث تتركز عيون العالم بأسره لإدانة استبداد أقوياء العالم الجديد وجبروتهم ولمساندة المظلومين والمضطهدين وهو ما لم يفعله كثير من المثقفين العرب في مثل هذه المحافل الحاسمة.
ويبين بنتر بحجج دامغة أن رجل السياسة يصب كل طاقاته في سبيل الالتفاف على الحقيقة للاستمرار في السلطة. ويستشهد بأمريكا التي قدّمت تبريرات مخادعة مخالفة للحقيقة أي حقيقة نواياها في غزو العراق واحتلاله. ويبين أنها أبعد ما تكون عن الإيمان بالديمقراطيّة التي تدّعي نشرها في العراق وحجته أن أمريكا ساندت وأنشأت كلّ الديكتاتوريات العسكرية اليمينية في شتى بقاع العالم على امتداد نصف قرن. ثم يعدّد جرائم هذه الدولة القاسية الشريرة على حدّ تعبيره ويظهر حقيقتها على عكس ما تدّعيه من كونها تعمل على تحقيق الخير والرخاء في العالم.
وتصل الشجاعة ببنتر إلى كشف ممارساتها الحاطّة بالكرامة البشريّة ويضرب مثال التعذيب الذي تعرض له المعتقلون في  » جوانتانامو » و  » أبو غريب » بما يسقط نهائيّا قناع الدفاع عن حقوق الإنسان الذي تغطي به وجهها البشع. وبما أنه بريطاني يطالب في نهاية خطبته جهارا بضرورة مثول توني بلير أمام محكمة مجرمي الحرب الدوليّة وكأنّه بذلك يستحّث ضمنيّا المثقفين والمبدعين الأمريكان على أن يقتدوا به وينادوا بمحاكمة جورج بوش لكونه زعيم هذه الجرائم الأكبر والمسؤول الأوّل عن سياساته المفزعة وما سببته من مآس وويلات للإنسانيّة.
إنها بامتياز شجاعة استثنائيّة لا تصدر إلاّ من رجل فاضل نبيل شديد الايمان بمبادئ العدل والحريّة والإخاء الإنساني حتى لو كان قد وهن العظم منه وأقعدته أمراض أرذل العمر.
(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 342 بتاريخ 6 جانفي 2006)
 


فضيحة في الجامعة التونسية؟… لمصلحة من هذا الصمت؟

عادل الحاج سالم
بعد أن تقدم احد نواب الوحدة الشعبية في مجلس النواب بسؤال إلى السيد وزير التعليم العالي حول ما تردد عن ترقية أستاذة الى رتبة أستاذ محاضر رغم ما يشوب ملفها العلمي من ملابسات وتمت تغطية المداخلة في الصحف اليومية، فاجأنا البعض بنشر مقالات في بعض المواقع بالواب بأسماء مستعارة تتناول تفاصيل الحادثة، فيما اكتفى السيد وزير التعليم العالي في إجابته على النائب بأن الأمر ليس من مشمولاته بل من مشمولات اللجان المعنية، وعندما توجهت الوحدة إلى السيد الملحق الصحفي لوزير التعليم العالي حول التفاصيل المنشورة أكد أن المسألة علمية أكاديمية خلافية لا شأن للوزارة بها.. وقد بادرنا إلى الاتصال ببعض الأساتذة الجامعيين القريبين من نقابة التعليم العالي فأمدونا بتفاصيل راجين نشرها والاحتفاظ بهوياتهم إلى حين إصدار النقابة موقفا في المسألة.
فبخصوص مسؤولية الوزارة يرى هؤلاء الأساتذة أن الوزارة تتحمل المسؤولية كاملة عن مصداقية الشهادات الوطنية خاصة وأن شريط الفيديو الذي يسجل أطوار مناقشة الأطروحة يسجل تلميحات واضحة من رئيس اللجنة إلى وجود نقل لجهود الآخرين، كما أن مسؤولية الوزارة واضحة في كون الأستاذة المعنية لم تطعن في تركيبة اللجنة إلا بعد أن اسقطتها في المرة الأولى، والحال أن الطعن ينبغي تقديمه لدى الإعلان عن تشكيلها، وجاء تغيير احد المقررين استجابة إلى هذا الطعن، وهناك نقاط استفهام حول تغير التصويت، فاللجنة التي صوت كل أعضائها الخمسة ضد اقتراح ترقية الأستاذة المعنية، صوت ثلاثة منها في السنة الموالية لفائدة الترقية والحال انه لم يتغير في تركيبتها إلا واحد فقط… كما أن اللجنة رفعت في سنتها الأولى تقريرا مفصلا عما اعتبر سرقة علمية لا في أطروحة الدكتوراه وحدها بل وكذلك في بعض المقالات المصاحبة ضمن الملف، وخاصة مقال علمي منشور بمجلة المعجمية التونسية أمكن للوحدة الاطلاع عليه وعلى الكتب التي اقتبست منها المترشحة صفحات كاملة دون اية إحالة.. ويتساءل هؤلاء الجامعيون عن مصير ذلك التقرير ولماذا لم يؤخذ بعين الاعتبار عندما تقدمت المترشحة بطعنها، بل ولماذا رضي أعضاء اللجنة الذين صوتوا في المرة الاولى برفض اقتراح الترقية وصوتوا لفائدته في الثانية بذلك التقرير..
وعندما قدمنا الى هؤلاء الجامعيين موقف السيد الوزير وتصريح السيد ملحقه الصحفي، فانهم أثاروا مسائل أخرى تتعلق بالطرف الذي يمكن أن يفصل في هذا الامر.. فهل ان المسألة من مشمولات القضاء، وفي هذه الحال يعترفون بوجود فراغ قانوني يخص مسألة السرقات العلمية طالما أن الأطروحة لم تنشر في كتاب، وبتساؤل قانوني حول ما ثبت من سرقة في المقالات العلمية: هل ان المتضررين هم المنقول عنهم فقط أم الهياكل الجامعية والإطار التعليمي بل وحتى الطلبة؟ واذا كان المتضررون هم المنقول عنهم فهل يقومون باجراءات التقاضي في تونس أم في بلدانهم الاصلية؟ واذا اعتبرنا ان السرقة العلمية تسيء الى سمعة الجامعة باساتذتها وطلبتها وادارتها فهل يمكن ان تتم الاثارة من أشخاص او هياكل؟ ولماذا تصمت ادارة كلية الاداب بمنوبة وبالذات مجلسها العلمي الذي من المفترض أن يحقق في المسألة ويقرر ما يراه صالحا؟ لكن السؤال الاخر هو اذا افترضنا أن المجلس العلمي اقر بوجود سرقة علمية فما تأثير ذلك على قرار الترقية الذي أمضاه السيد الوزير باقتراح من لجنة الانتداب؟
مسائل شائكة ومتعددة الجوانب نكتفي بالاشارة اليها ونطالب الدوائر المسؤولة من كلية الاداب بمنوبة الى وزارة التعليم العالي ان تقوم بخطوة ما في سبيل اجلاء الحقيقة، واعطاء كل ذي حق حقه، لان ما نشر الى حد الان خارج حدود البلاد لا يمكن أن يخدم باية حال السمعة الناصعة للجامعة التونسية والمكانة الرفيعة لمدرسيها وبحوثهم العلمية، لأنه اذا صح ما يتردد من وجود أكثر من مائتي صفحة من الاطروحة المعنية منقولة نقلا يصح تسميته (سرقة علمية) فان الحرج يتجاوز حدود لجنة أو كلية ليمس كرامتنا جميعا كتونسيين وهذا ما لا يرضاه أحد…ولنا عودة الى الموضوع.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 7 جانفي 2006)


المنتدى الاجتماعي التونسي: جـدل…. وتوجه نحو التأسيس

هشام
شهدت الساحة النقابية في الفترة الأخيرة جدلا عميقا ومطولا حول مشاركة النقابيين في بعث المنتدى الاجتماعي التونسي خاصة وأن اسهام الاتحاد العام التونسي للشغل في بعث هذا الفضاء يبدو أكثر من ضروري.
وفي إطار تعميق الحوار حول المسألة نظم الاتحاد العام التونسي للشغل لقاء يوم الثلاثاء 3 جانفي الجاري، احتضنه نزل اميلكار وشهد اشرافا مباشرا من الأمين العام للاتحاد السيد عبد السلام جراد وعرف نقاشا مطولا بين الحاضرين.
وقد علمت « الوحدة » من شخصيات حضرت هذا الاجتماع الذي استغرق طوال يوم الثلاثاء أن النقاش الذي جرى في أجواء وضعت بأنها ديمقراطية قد تأثر إلى حد كبير بطبيعة القراءات التي تخترق الساحة النقابية حاليا في ما يتعلق بدور الحركة النقابية في الحراك السياسي والاجتماعي وأن الاعتبارات التي تأخذ بعين الاعتبار الإعداد للمؤتمر الوطني القادم للاتحاد العام التونسي للشغل وافرازاته قد كانت حاضرة. وقد أبرز ثراء النقاش أساسا ارتباط تجربة المنتديات الاجتماعية بحركة مناهضة العولمة والتصدي لخياراتها الليبرالية المجحفة.
وفي هذا الصدد كان السيد عبد السلام جراد واضحا في التأكيد على أن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكن له إلا أن يكون طرفا فاعلا في التصدي للعولمة ولكل الاختيارات التي تهدّد مصالح الشغالين وأشار بوضوح إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل يمارس نشاطه في ظل التزاماته المتعددة ودوره الوطني الذي يفرض عليه وضع مصالح العمال وتطلعاتهم بعين الاعتبار وهي الاعتبارات التي لا تحضر كثيرا في نشاط الجمعيات والمنظمات وذلك بالنظر إلى خصوصية المهام التي تطرحها على نفسها ومحدوديتها.
السيد عبد السلام جراد كان واضحا أيضا في التأكيد على أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيتولى في السنة القادمة بعث نقابة للصحفيين، وقد تقبل الحاضرون هذا التأكيد بارتياح كبير.
وقد علمت « الوحدة » من مصادر مطلعة في الحركة النقابية أن نقاشات داخلية وقعت في الفترة الأخيرة وفي مستويات متعددة حول المسألة أدت إلى الالتقاء مع التصورات التي تتبناها الكنفدرالية الدولية للنقابات الحرة والقائمة على الإيمان بأحقية تكوين نقابات للصحفيين في صلب الاتحادات المهنية والنقابية وذلك في إطار الخضوع للاعتبارات المهنية دون سواها وهذا يعني أن نقابة الصحفيين التي ستبعث في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل ستشهد انضمام وجوه جديدة وتغييرا في المسؤوليات.
وفي مستوى النتائج العملية لاجتماع النقابيين يوم الثلاثاء 3 جانفي وتناولهم لمسألة بعث المنتدى الاجتماعي التونسي فلقد استقر الرأي على أن يعهد بمتابعة المسألة لأربعة من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل لتولي الاتصال بالجمعيات المستقلة. والأعضاء الأربعة هم السادة: محمد الطرابلسي، عبيد البريكي، المنصف اليعقوبي ومحمد السحيمي.
وقد وقع التأكيد على مصطلح الجمعيات المستقلة حتى يشمل التشاور الجمعيات كل التي تنشط في الفضاء الجمعياتي بما فيها تلك التي لم تتحصل على التأشيرة القانونية وفي إطار التشاور حول موقف النقابيين من بعث المنتدى الاجتماعي التونسي وآليات مشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل تشكلت لجنة موسعة تضم أربعة عشر نقابيا عهد إليها بالاتصال بالاتحادات الجهوية وبالقطاعات حتى يكون هناك توافق نقابي حول المسألة.
وبالنظر إلى ما تعيشه منطقة المغرب العربي حاليا من سعي حثيث لبعث المنتدى الاجتماعي المغاربي فإنه يبدو من المتأكد أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيكون طرفا فاعلا في بعث المنتدى الاجتماعي التونسي خاصة وأن الاتحادات الجهوية للشغل بكل من جندوبة والمهدية والقيروان وبن عروس قد كانت حاضرة في كل النقاشات المتصلة ببعث هذا المنتدى وفي الاعداد لبعث المنتدى الاجتماعي المغاربي.
واذا كان انخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في بعث المنتدى الاجتماعي التونسي يعتبر أمرا ايجابيا في حد ذاته فان هناك أسئلة تطرح نفسها بالحاح وتتمثل في السلطة التقريرية التي منحت لهذا الاجتماع وأساسا في ما يتعلق بوجاهة دعوة أعضاء الهيئة الادارية دون غيرهم والاسئلة المهمة تتصل بما قد يؤدي اليه التصنيف في ما يتعلق بالجمعيات التي سيقع التعاطي معها الى ما يشبه الاقصاء المسبق علاوة على أن ما برز من ثنايا الاجتماع قد يحول هذا المنتدى الى ما يشبه الجبهة المناهضة للسلطة السياسية وللاحزاب السياسية التي يحق لكل طرف ان يكون له منها موقف شريطة أن يخضع التقييم لاعتبارات موضوعية لان مناهضة العولمة والتصدي لمفاعيلها يستدعي مرحلية من واتساع الجبهة المناهضة وذلك بالنظر الى اتساع المهام وتنوعها لان اعتماد عقلية الاقصاء أو الاكتفاء بالشعار أو التأثر بتوجهات سياسية دون أخرى قد يحشر المنتدى الاجتماعي التونسي في زاوية القراءات الضيقة التي تعيق المنتدى لانها تجعل منه مشروعا محكوما برد الفعل وباعتبارات سياسوية نأمل أن يترفع عنها النقابيون خاصة وأن في برامج الاحزاب السياسية وممارساتها ما يمثل شكلا من أشكال مناهضة العولمة والانفتاح بين الاحزاب السياسية والمجتمع المدني هو الذي يسمح بالتطور في الاتجاهين.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 7 جانفي 2006)


الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي:

من أجل تأكيد الخصوصية والتنوع الثقافي

محمد
انتظم خلال الأيام القليلة الفارطة بقاعة الحمراء بتونس العاصمة جلسة اجتماع تم خلالها الإعلان عن تأسيس منظمة الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي وهي جمعية تؤسس لحماية الإنتاج الثقافي الوطني.
*حضور مكثّف:
بالنظر إلى أهداف الائتلاف وشموليتها شهد هذا الاجتماع حضورا متنوعا ومكثفا لجملة من المبدعين والفنانين والفاعلين في مختلف المجالات والميادين الثقافية وبعض الجامعيين وقد كان من جملة الحضور الفنانة سنية مبارك وكل من الشاعر الصغير أولاد أحمد والصحفي والناقد خميس الخياطي والفنان رؤوف بن عمر ورئيس اتحاد الممثلين عبد العزيز المحرزي والسيدة زينب فرحات مديرة فضاء التياترو والفنان المسرحي نور الدين الورغي والفنانة رجاء بن عمار والمنتج نجيب عياد والسينمائي أحمد بهاء الدين عطية والفنان عبد اللطيف بن عمار والسيد صالح بوكاف رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما هذا إلى جانب بعض الجامعيين والمبدعين والمتابعين للمشهد الثقافي.
*ضرورة الائتلاف:
حسب ما جاء في بيان الائتلاف فقد أصبح اليوم المجال الثقافي محور صراع دولي بين إستراتيجيتين متعارضتين: الأولى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الثقافة ترفيها وبهذا فهي مادة تجارية يتوجب دخولها في إطار اتفاقيات التبادل الحر العالمية من خلال المنظمة العالمية للتجارة والإستراتيجية الثانية تضم أغلب دول العالم من الشمال والجنوب التي تعتبر أن المنتوجات والخدمات الثقافية حاملة لهوية وقيم ومعنى.
وقد اعتمدت منظمة اليونسكو في جلستها العامة الثالثة والثلاثين لشهر أكتوبر 2005 الاتفاقية الدولية حول حماية وتشجيع تنوع التعابير الثقافية. ولأن الرهانات الاقتصادية لهذا الصراع هائلة إذ يمثل القطاع السمعي البصري ومشتقاته مجال التصدير الأول في الولايات المتحدة الأمريكية فقد التجأ المسؤولون الأمريكيون إلى تغيير تكتيكهم وذلك بالعمل على إمضاء أكثر ما يمكن من الاتفاقيات الثنائية للتبادل الحر التي تدرج المنتوجات والخدمات الثقافية كقيمة تجارية وتهدف هذه السياسة إلى منع السلط الوطنية للبلدان الممضية على هذه الاتفاقية. ولمعارضة هذا التوجه وحث الدول على فهم الرهانات الإستراتيجية لهذا الواقع تجنّدت عبر العالم جمعيات المبدعين لتنتظم في القارات الخمس في ائتلافات وطنية من أجل التنوع الثقافي وقد تمّ بعث 31 ائتلافا للتنوع الثقافي عبر العالم.
وفي تونس وبالنظر إلى التجربة العريقة في إنتاج وتوزيع المنتوج الثقافي الوطني وقصد الحفاظ على الدعم الذي توفره الدولة للإنتاج الثقافي الوطني وتطويره يعبّر الفنانون والمستثمرون الثقافيون عن انشغالهم عن الانعكاسات الممكنة لهذه المعركة العالمية على المستوى الوطني خصوصا وأن بلادنا بصدد التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية حول اتفاقية للتبادل الحر. وبهذا فإن جمعيات ثقافية ونقابات وتجمعات المهن الفنية والثقافية يعلنون بعث الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي ولكل جمعية فنانين أو عاملين في المجال الثقافي الحق في الانخراط في هذا الائتلاف بمجرّد الإمضاء على إعلان الائتلاف.
*أهداف الائتلاف التونسي للتنوع الثقافي:
1. العمل على تأكيد الطابع الخصوصي للمنتوجات والخدمات الثقافية وإقرار أنها حاملة لهوية وقيم ومعنى، وليست فقط قيمة تجارية. 2. الاعتراض على إدراج المنتوجات والخدمات الثقافية في المفاوضات التجارية الثنائية مع البلدان ذات الأهداف الهيمنية في المجال الثقافي (وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية) حتى لا يقع ارتهان إرادة الدولة التونسية في تصور وصياغة وتطبيق سياسات ثقافية خاصة بها. 3. العمل على المصادقة السريعة من طرف جميع الدول وخاصة الدولة التونسية، على الاتفاقية الدولية حول حماية وتشجيع تنوّع التعابير الثقافية المعتمدة من طرف اليونسكو في جلستها العامة الثالثة والثلاثين. 4. مساعدة الدولة على إعداد واعتماد سياسات ثقافية وطنية وتدابير ملائمة لحماية وتشجيع الإنتاج الثقافي الوطني المتنوع والعمل على نشره وتوزيعه وطنيا وعالميا. 5. القيام بدراسات ضافية حول مجمل جوانب الحياة الثقافية الوطنية في إطار العولمة وعرضها على السلط المختصة. 6. حث الدولة على مزيد من الصرامة في الدفاع عن حقوق المؤلفين ومقاومة القرصنة على المصنّفات الفنّية. 7. العمل على تأكيد حرية تنقّل المصنفات الفنية والمؤلفين والفنانين ودعم نشر وتوزيع المصنفات الفنية لبلدان الجنوب في بلدان الشمال والجنوب وذلك قصد المساهمة في ترسيخ قيم التنوع والتسامح كشرط أساسي لتفعيل الحوار المنشود بين الثقافات والحضارات. 8. الانخراط في الديناميكية العالمية للائتلاف من أجل التنوع الثقافي والعمل على تكوين ائتلافات عربية وإفريقية.
*هيئة تمثيلية:
في ختام الجلسة الأولى للائتلاف التونسي للتنوع الثقافي وقع تركيز هيئة هذا الائتلاف وهي هيئة تمثيلية لمختلف القطاعات الفنية والإبداعية كما أنها أيضا هيئة وقتية في انتظار إعطاء هذه المبادرة شكلها النهائي في 24 ديسمبر 2006 حيث ستنتظم جلسة رسمية تقييمية للائتلاف ومن مهام هذه الهيئة التعامل والاتصال مع السلط المسؤولة والتمثيل على المستوى الدولي.
وقد تضمنت هذه الهيئة 16 شخصا ممثلين عن قطاعات الموسيقى والفنون التشكيلية واتحاد الكتاب والمسرح والناشرين والسينما والجامعيين وجمعية الصحفيين التي يمثلها الزميل محسن عبد الرحمان.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 7 جانفي 2006)


مارسال خليفة ممنوع من دخول تونس

هشام
يعتبر الفنان اللبناني مارسيل خليفة نقطة ضوء لافتة في الثقافة العربية المعاصرة، ذلك أن مغامرته الابداعية تبقى بكل المقاييس متفردة لانها مثلت توفيقا لافتا في المزج بين الكلمة التي تختزل شحنات فنية وجمالية وقيمية راقية وبين احترام الضوابط الموسيقية بما تستدعيه من سمو ومن تأكيد على أهمية البحث الموسيقي في معانيه الشاملة والمتسامية.
ولعل هذه الاعتبارات هي التي أفردت لمارسيل خليفة مكانة متميزة في الثقافة العربية المعاصرة وجعلت تجربته وتجربة الميادين تتجاوز حدود هذه الثقافة وتتعداها لتقيم جسور تواصل وتفتك التقدير والاحترام في مستوى الفاعلين في الثقافة الانسانية.
ولا شك ان مسيرة الفنان مارسيل خليفة ترتبط بشكل من الاشكال بعلاقته بتونس وبجمهورها ونخبها. فلقد كانت بلادنا من أول الاقطار العربية التي تفتح لها مسارحها وفضاءاتها الثقافية فتكررت زياراته لتونس منذ سنة 1981 وكان من أكثر الفنانين العرب الذين تنقلوا بين مدنها وطافوا كل ولاياتها. وامتدت زيارات مارسيل خليفة منذ سنة 1981 لتتواصل الى الصائفة الفارطة. فلقد كان مارسيل خليفة ضيفا على ركحي قرطاج والحمامات في مهرجانات 2005.
وكان في هذه الصائفة وفيا لمنهجه الموسيقي ولقناعاته السياسية فتغنى بالحرية وبالعدالة وأكد على أهمية الالتزام وتحدث بعيدا عن الأغاني مهديا حفليه لمن أسماهم أسرى الحرية قاصدا من ذلك المساجين السياسيين في الوطن العربي.
ولم تثر حفلات مارسال خليفة أي اشكال بل ان وزير الثقافة والمحافظة على التراث كان متواجدا في حفل قرطاج وأبدى تفاعلا ايجابيا مع مارسال خليفة وكلامه وهو ما يعتبر طبيعيا مادامت وزارة الثقافة هي التي دعت الفنان اللبناني ومادامت السجون التونسية لا تأوي مساجينا سياسيين.
ولعل هذه الاعتبارات واساسا ثراء التجربة الفنية لمارسال خليفة وارتباطها بنضالات العمال وتطلعاتهم هي التي جعلت الاتحاد العام التونسي للشغل يفكر في دعوة صاحب وقفوني على الحدود لاحياء احتفالات المركزية النقابية بالذكرى الستين لانشاء الاتحاد العام التونسي للشغل، وهي الاحتفالات التي تنطلق بصفة رسمية يوم 20 جانفي الجاري. لكن بعض المصادر والاوساط أشاعت ان مارسال خليفة قد وقع منع بث أغانيه في الاذاعة والتلفزة الوطنية وان بعض محاولات دعوته لاحياء حفلات فنية خلال شهر ديسمبر الفارط قد فشلت نتيجة ما يبدو رفضا لقبوله في تونس على خلفية مواقف قد يكون منشد جفرا اتخذها.
واذا كانت الاوساط الرسمية لم تعقب بشكل علني على ما أوردته هذه المصادر فان بث التلفزة الوطنية مساء الخميس 29 ديسمبر 2005 ومباشرة اثر شريط الانباء لاغنية من أغاني مارسال خليفة يشكل طريقة ذكية لتكذيب الخبر وللاشارة الى ان هناك مساحة واسعة للقبول بالاختلاف والتعدد والتنوع متى كان هذا التنوع مبنيا على تجنب هتك الاعراض والتشنج. وهذا يعني ان ما أشيع عن منع مارسال خليفة من دخول تونس يبدو ولحد الان أمرا لا يستند الى حقائق.
والاكيد ان ما نريده لاتساع ممارسة الحرية وللارتقاء بالذائقة الفنية يجعلنا نتفاعل ايجابيا مع الترحيب بمارسال خليفة ومع تمكينه من زيارة تونس، التي لها مكانة أثيرة في وجدانه، متى أراد ذلك.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 483 بتاريخ 7 جانفي 2006)

 

السياحة الصحراوية في تونس محدودة

GMT 5:00:00 2006 السبت 7 يناير   إيهاب الشاوش من تونس

الى جانب قطاعات الخدمات و صناعة التكنولوجيا تشكل السياحة في تونس شريانا هاما في الإقتصاد فقد بلغ حجم العائدات السياحية الى غاية جوان 2005، 903 مليون دولار_الدينار يساوي 1.35دولار. لكن ورغم تنوع المخزون الحضاري و الثقافي التونسي و ثراءه لم تتجاوز السياحة التونسية عقدة المنتوج الشاطئ الذي يشكل 90% من مجمل النشاط السياحي في تونس اضافة الى انه يتسم بالموسمية واستقطاب حرفاء ذوي طاقة انفاق متوسط. تنويع المنتوج
و تسعى وزارة السياحة التونسية حاليا الى تنويع المنتوج السياحي و تأهيل القطاع و الإتجاه نحو اسواق اخرى كالسوق الصينية، و تستأثر السياحة الصحراوية في هذه الفترة بالذات باهتمام وزارة الإشراف نظرا لإرتباطها بمهرجان دوز الدولي و مهرجان توزر للواحات الذان يستقطبان اعداد كبيرة من السياح.
و قد سجلت موءشرات القطاع السياحي بولاية توزر بالجنوب التونسي ،منذ بداية العام الحالي وحتي موفي شهر اكتوبر الماضي نتائج طيبة حيث ارتفع عدد الوافدين علي الجهة من السياح الاجانب فقد توافد على الجهة حوالي 314478 سائح من مختلف الجنسيات محققة بذلك تحسنا بنسبة 13 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة2004 اذ توافد علي الجهة 278304 سائح.
كما تم خلال هذه الفترة تسجيل 499632 ليلة مقضاة مقابل 460485 ليلة في السنة الماضية وحققت بذلك تحسنا بنسبة5ر8 %
وقد توزع الوافدون علي الجهة علي مختلف الجنسيات وخصوصا من اوروبا الغربية اذ يحتل الفرنسيون المرتبة الاولي بتوافد حوالي291432 سائح فرنسيا ثم الاسبان في المرتبة الثانية نواقص
ورغم التقدم الحاصل في السياحة الصحراوية فإن القطاع مازال محدودا حيث تشير الإحصائيات الى ان نسبة النزل من فئة 5 نجوم لا تتجاوز 7% فيما ترتفع فئة 3 نجوم الى 42.2% كما لا تتعدى مدة الإقامة 1.3ايام وهو رقم ضعيف بالمقارنة مع اهمية المهرجانات التي يحتضنها الجنوب التونسي و عمق تراث تلك الجهة.
و دعا بعض العاملين في القطاع السياحي الذين التقتهم ايلاف في مدينة دوز بالجنوب التونسي، الى مزيد تطوير السياحة الصحراوية و ذلك بتنويع منجاتها و التعريف اكثر بمواردها الطبيعة و مواقعها و عادات اهلها، كما اكدوا على اهمية التوجه نحو السكن الشبه الفندقي كالفلل التي يصل سعر كراء الأسبوع فيها الى 1200 دولار.
و قال محمد وهو احد العاملين بنزل في مدينة توزر ، ان الأنشطة التي يقوم بها السياح في المنطقة لم تتغير منذ عديد السنوات مبرزا اهمية افتتاح ملعب الصولجان بتوزر في تنويع الأنشطة المقدمة للسياح. (المصدر: موقع إيلاف  بتاريخ 7 جانفي2006 )


وقفة مع العيد

كتبه عبدالحميد العدّاسي

« ربِّ هَبْ لي مِنَ الصّالحين(100) فبشّرناه بغُلامٍ حليمٍ(101) فلمّا بلغَ معه السّعْيَ قال يابُنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبَحُك فانظُرْ ماذا ترى، قال يَاأبَتِ افعَلْ مَا تُؤمَرُ ستجدني إن شآء اللهُ مِنَ الصَّابِرينَ(102) « . الصّافات. صدق الله العظيم .

أردت بمناسبة العيد أن نقف مع بعض الآيات المتحدّثة عن أصل شرعية العيد، مستعينا في فهمها بما كتب شيخُنا الفاضل محمد الطاهر بن عاشور، صاحب التحرير والتنوير رحمه الله تعالى، و بما كتب أهلنا السابقون من العلماء الأفذاذ، علّنا نفقه معا معنى العيد الذي نسأل الله أن يعيده علينا (في تونس) وعلى الأمّة الإسلامية قاطبة باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق والإحسان، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه. وقد رأيت لتبسيط الأمر عليّ ولمحاصرة الفائدة قصد جنيها إن شاء الله الوقوف عند بعض المسائل التي سأوردها فيما يلي:

1 – يقول الشيخ: بعد أن أخبر إبراهيم عليه الصلاة والسّلام أنّه مهاجر-« وقال إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين« -، استشعر قلّة أهله وعقم امرأته، وثار ذلك الخاطر في نفسه عند إزماع الرّحيل لأنّ الشعور بقلّة الأهل عند مفارقة الأوطان يكون أقوى، لأنّ المرء إذا كان بين قومه كان له بعض السلوّ بوجود قرابته وأصدقائه… قلت: وشعورنا اليوم بقلّة الأهل أكبر، سيّما بعد أن عافتنا الأوطان وطالت فترة الاغتراب الإجباري وبعد أن حَكمَنَا قومٌ لا يقرؤون مثل هذه الآيات ولا يستشعرون معانيها وبعد أن صار وجودُنا بين الأهل لا يُشعرنا بأنّهم أهل لكثرة ما حفروا لنا ومكروا بنا ودلّسوا علينا وتاجروا برقابنا وبأعراضنا!.. وإذا سأل إبراهيم الخليل بدعوته تلك، الولد الصالح ( على أكثر التفاسير )، فإنّا نسأله سبحانه بمناسبة هذه الأيّام والليالي العشر أن يُؤمّر علينا مَن يخافه فينا وأن يهديَ شبابنا إلى برّ أهلهم وذويهم وأن يُصلح ذات بيننا وأن يجمع شملنا وأن يتقبّل مَنْ توفّى من أحبابنا ( لعلّ آخرهم والد أخينا السيد الفرجاني ) برحمته الواسعة ومغفرته الماحية ونعيمه المُنسِي لمصائب الدنيا..

2 – دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام جاءت بعد أن عزم الهجرة «  وقال إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين« ، وذلك عقب نجاته من النّار التي رُمِي فيها من طرف أهل بلده. وهي أوّل هجرة في سبيل الله للبعد عن عبادة غير الله، كما قال الشيخ رحمه الله. وقد كانت علنيّة حسب الظاهر، فقد كان الأمم الماضون – والكلام للشيخ – يُعدّون الجلاء من مقاطع الحقوق ( أي حقّا مقطوعا به ).. قلت: إذا كان مِنْ عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرّه، تصديقا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  » إنّ من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبره « ، فإنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أبرّ عباد الله لله، فلذلك كانت الاستجابة سريعة ولذلك كان الولد حليمًا، وهو ابنه البكر إسماعيل عليه السلام…ومنه نستفيد أنّ للدعاء ركائزَ ترفعه إلى درجة الاستجابة أهمّها القرب من الله سبحانه والتذلّل إليه و » التملّق » بين يديه، وثانيها أكل الحلال فقد نبّه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم كعبا بن عجرة بقوله:  » إنّه لا يدخل الجنة لحمٌ نبَتَ من سُحتٍ، النار أولى به « ، ولهفي على بعض أهل بلدي كيف صار تعلّقهم بالموزّع الصوتي – الذي قد يُحيلهم على  » دليلك ملك  » أو على غيره من برامج المسابقات التي إن لم أجزم بحرمتها فإنّني أجزم بشبهتها- أكثر من تعلّقهم بربّ النّاس أجمعين! وأسفي على حكّامٍ لم يَقوَوا على احترام عُرفٍ سبق إليه قومُ إبراهيم عليه الصلاة والسلام، سمّوه حقّ الجلاء ونسمّيه اليوم حقّ حرية التنقّل..وبئس ما ينتظرهم وهم يمنعون المرء حتّى من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان حبيبه من أمّ وأب وولد وأخ…أو يمنعونه من زيارة أمّه وأبيه الهرمين ويقطعون رحما دُعوا لوصلها وحُذّروا من قطعها بما خرّجه الترمذي وصححه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:  » قال الله تعالى أنا الرحمن، خلقت الرّحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلتُه ومن قطعها قطعتُه« ..

3 – « .. إنّي أرى في المنام أنّي أذبَحُك .. » قال الشيخ: الأمر هنا ليس للتشريع ولكنّ المقصود من هذا الابتلاء هو إظهار عزمه وإثبات علوّ مرتبته في طاعة ربّه فإنّ الولد عزيز على نفس الوالد، والولد الوحيد الذي هو أمل الوالد في مستقبله أشدّ عزّة على نفسه لا محالة…قلت: سبحان الله، لعلّنا لا نجد أحسن من هذا الموقف كي نواسي به الكثير من آبائنا وأمّهاتنا. فقد حُرموا الولد وحرموا خدماته – بفضل أب التونسيين وحامي حمى الدين صانع التغيير زين العابدين و بطانته  » العابدة  » – وقت الشدّة ووقت الحاجة. ولقد فشل صبر أخي السيّد الفرجاني – أحسن الله عزاءه على مصيبة فقد والده المغفور له إن شاء الله – في إخفاء هذا الهمّ الذي يحمله ويحمله الكثير منّا حيث عبّر بصوته الواقع تحت حِمل الدموع المخزّنة في المآقي عن أسفه الشديد لعدم قدرته على مساعدة والده في آخر عهده بالدنيا وعدم إرجاع بعض مستحقّاته عليه. فلعلّ الله أن يعوّض آباءنا وأمّهاتنا فينا خيرا. ولعلّ الله أن يرفع مرتبتهم عنده بهذا الأبتلاء الشديد.. وحسرتي على ولاّة الأمور فينا كيف يطيقون حمل كلّ هذه الأثقال على ظهورهم!…

4 – « ..يَاأبَتِ افعَلْ مَا تُؤمَرُ ستجدني إن شآء اللهُ مِنَ الصَّابِرينَ « ، بصيغة الترقيق والتحنّن أجاب صادقُ الوعد أباه، تصديقا لأبيه وامتثالا لأمر الله فيه. قال الشيخ: وفي  » ستجدني  » تخفيف من عبء ما عسى أن يعرض لأبيه من الحزن لكونه يعامل ولده بما يكره. قلت: فما أحلى هذا التناغم بين الولد وأبيه الذي لا يتحقّق إلاّ بالإيمان القويّ الصادق. وما أجمل هذا الحبّ الذي لا يقوى على إتيانه إلاّ من أحبّ الله وعرف ذاته. وما أشرف هذه التضحية التي لا يقوى على القيام بها إلاّ ذوو الهمم العالية والمقامات الرّفيعة. ولعلّها تذكير لنا كي نلتزم بالأدب مع آبائنا ونتفانى في طاعتهم فيما لا يغضب الله عنّا أو يدفعنا إلى معصيته، بعيدا عن الأضاليل التي ما انفكّ يروّجها ويشجّع على اقترافها دعاة التفتّح والانفتاح ممّن عمل على محاربة المجتمع  » الأبوي  » كي ينزلوا محلّه المجتمع المتحرّر من كلّ الضوابط الأخلاقية… وعجبي كبير ممّن ينزع من رقبته طاعة أبيه أو يخرج من تحت جلبابه كما يزعمون ليضع في رقبته طاعة زمرة قد تكون فاسدة لا تحترمه ولا تحترم أباه ولا أمّه…ولا خير أبدا فيمن أساء لأمه أو أبيه، فإنّ الخير لا يتحقّق بفضلِ مقطوعٍ مطرودٍ من رحمة الله، وإن بَدَا ظاهرُ الأمر حمّال خير!..

ثمّ في الأخير، بسرعة ومباشرة بعد التسليم والانقياد إلى مشيئة الله والخنوع له، النابعين من التصديق الكامل به، يَفدي الله إسماعيل عليه السلام  » وفديناه بذبح عظيم « ، ليظلّ ذلك الذّبح ذكرى حاضرة في حياة المسلمين يُحيونها كلّ عام بتقديم الأضاحي واعتبارها سنّة مؤكّدة متأكّدة عند القدرة، في أيّام قال عنها الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بأنّها « أيّام أكل وشرب وبعال« ، حيث منع فيها الصوم وأباح فيها اللعب واللهو والغناء المباح، كي يُظهر المسلمون بهجتهم وتعمّ فرحتُهم. ولكي يزيد من نجاعة ذلك فقد أوصى فيها بالتزاور والتهاني بالعيد ووجّهنا إلى طريقة التصرّف القويم في الأضحية فندب إلى الأكل والإطعام و الادّخار منها « كلوا وأطعِموا وادّخروا « …ولعمري كيف يقدر الكثير من أهل بلدي على إحياء هذه السنة وثمن الخروف الواحد يفوق بكثير قيمة أجرتهم الشهرية. فلقد والله فوجئ الجميع بهذا الغلاء الفاحش الذي لم يستقرّ إلاّ بفعل استقرار الشرّ في البلاد وغياب البركة في المال والرزق. وإلاّ فكيف يعقل أن يكون سعر الخروف الواحد في تونس بلد الخير وفرحة الحياة كما يردّدون – هو سعر ثلاث خرفان، هنا في الدانمارك مثلا، والحال أنّ القيمة الشرائية للمواطن الدانماركي تفضل بكثير مثيلتها للمواطن التونسي .. فحسبنا الله ونعم الوكيل

وكلّ عام وأنتم والمسلمون جميعا بخير…


الكليشيهات اليسارية.. واللّحى المؤدلجة !

بقلم : عبد الرؤوف المقدمي
أدّعي معرفة كبيرة بمصر، فقد زرتها تسع مرّات، وجلت في مناطق عدّة منها، ونقّبت فيها وغصت حتى أطللت على روحها ومسكت بتلابيب ضميرها!
أعرف مصر جدّا جدّا، أزقتها، حواريها، أحياءها، إعلامييها، مفكّريها، سياسييها. وفي فترة ما كان اهتمامي كلّه منصبّا عليها، وتركيزي موجّها لها، وعملي الصحفي منطلقا منها. لذلك تابعت انتخاباتها الأخيرة (وبصراحة) كانت تلك المتابعة (هذه المرة) من باب الفضول ومن منطلق الانتشاء، خصوصا في ظل مشهد صنعه أيضا زملاء صحفيون (أصدقاء) لي مع الكثير منهم ذكريات لا تنسى،وأصبحوا كما يقال (في المشرق) الآن «قيادات» صحفيّة بارزة، ونجوما يبزغون من الفضائيات المصرية الخاصة، ويطلّون على المشاهد العربي أينما كان!
وقد كنت أنتشي وأنا أشاهدهم، وأحيانا أضحك من قلبي وأنا أرى بعضهم وقد بلغ من الجدّية مكانا عليّا، وأقهقه عندما أرى فيهم ذلك الحماس الزّائد للأشياء، وتلك اللغة المنتقاة للمناسبة. خصوصا عندما أتذكّر أيام تلك «الشقاوة» الجميلة وليالي تلك «البوهيمية» المحبّبة. ولعلّ مروري لرؤيتهم ينبع أيضا من أنّهم يذكّرونني بأيام الشباب أيضا بزحف الكهولة التي «أكلتنا» جميعا. وبمضي أيام العمر ثقيلة وجاثمة ورتيبة، وبتبخّر تلك الأحلام القديمة الخاصة بيوم تسطع فيه شمس أمّتنا من جديد خيرا ونموّا وازدهارا ووحدة وحداثة وعلما وتحرّرا واستقلالا!
فكيف كانت النتيجة، والى أي وجهة اتجهت الأحداث؟ وكيف تحوّلت تلك الأحلام الوردية الى كوابيس سوداء وتلك الأماني البريئة الى إحباط مرّ؟
* * * وليس هذا هو المراد من هذا المقال بل فسحة مع النّفس ونزهة في رياض الضحك، سأواصلها مع الدكتور رفعت السعيد المسؤول الأول عن حزب التجمّع (اليساري)، إذ كلّما أطلّ هذا الرجل ـ وكم تعدّدت اطلالاته ـ كلّما (بارك الله فيه حقّا) جعلني أضحك وأضحك وأضحك. فالرجل انهزم هو وحزبه هزيمة نكراء وتاريخية في الانتخابات الأخيرة، ومع ذلك ظلّ يردّد تقريبا كل ليلة أنه انتصر في الانتخابات هو وحزبه. أما كيف؟ فالجواب بسيط وهو متمثّل في أنه حافظ على مبادئه ولم يشأ أن يدخل في تحالفات لا مع الحزب الوطني الحاكم ولا مع اليمين الديني. هذا إضافة الى التعتيم الذي مورس ضدّه والى قوانين الطوارئ مع تضييق الخناق عليه حتى لا يكون في عمله منطلقا من داخل الجماهير وعائدا إليها!
ومن بين هذه الأسباب التي ردّدها الرجل لا يوجد الا سبب واحد وجيه وحقيقي أما البقية فمن بنات أفكار الرجل لا أكثر ولا أقلّ إذ هو حقّا لم يتحالف لا مع التيار الديني ولا مع الحزب الوطني، وهذا أمر يعتبر في حدّ ذاته انتصارا له. كما ينظر ويُنظّرُ هو للانتصارات وللهزائم، أما عن التعتيم فلا وجود له اطلاقا والدليل أنّه احتلّ تقريبا وكلّ ليلة شاشات التلفزيون المصرية التي هي على ملك الدولة والخاصّة، وتحدّث كما أراد وقال ما شاء بلا ضابط زمني وبلا حدود للوقت!
* * * وفي هذا المجال أيضا انتصر الرجل حقّا على التعتيم الإعلامي، حتى أنه كان الوحيد من المعارضين الذين يتكلّم بلذة ظاهرة وبسرور مكشوف وببهجة واضحة، حتى أن الكل استظرفه واستلطفه، وتمنّى لو تواصلت الحملة الانتخابية حتى لا يحرم من رؤية واستماع الدكتور السعيد حقا، بالتلفزيون وبالانتصار الذي لم تؤكّده صناديق الاقتراع وبالخسارة التي أرضته لأنّه بها حافظ على مبادئه التي لم تتجاوز بعض «الكليشيهات» اليسارية القديمة المطعّمة ببعض الشعارات الليبرالية الجديدة التي لا يمكن أن يؤمن بها من قضّى عمره مبهورا بماركس ولينين وأنغلز. وفي هذه النقطة بالذات فإنه لا فرق، للحقيقة، بين تيار السّعيد وتيار اللّحى المؤدلجة، فلا دليل أن هؤلاء تابوا أيضا «ديمقراطيا» ولا علامة أنهم فهموا حقا بأن طرحهم المازج بين الدين والسياسة يضرّ بالاثنين، وأن شعارهم الكبير المرفوع يستفزّ بالضرورة 12 مليون قبطي مصري!
* * * الأمور كما نرى ملتبسة، والمعارضات العربية سواء في مصر أو في غير مصر، تتجمّل كلّها ديمقراطيا وتتسابق لغويا نحو تأكيد أنها فهمت قوانين اللعبة والعالم، وتهرول صوتيا صوب الاقناع بأنّها طلّقت مفاهيم الإقصاء والشمولية التي آمنت بها بل وخرجت من صلبهما، ولولا الموانع لتحوّلت كلّها الى أحزاب ذات تسمية ليبرالية، فنسمع وقتها عن الحزب اليساري الليبرالي والحزب البيئي الليبرالي.. وهات.
لكن المشكلة أن لا أحد يصدّقها من هذه الجماهير التي يدّعي كل حزب أنه ينطق باسمها وأنّه يمثّلها وأنها لن تصوّت لغيره فيما لو تُركت وأنها لن تختار غيره لو أطلق لها العنان!
ولا أعرف بالضبط أين تكمن مشكلة معارضاتنا، فكلما أمسكت بواحدة ظهرت أخرى وكلّما حاولت من جهة أثارت عليك جهة أخرى وكلما طرقت بابا الا وظهر آخر..
ولعلّ العزاء يكمن في أن الديقمراطية كلمة وافدة وجديدة تحتاج الى زمن يهضمها بكل المعاني الاجتماعية والتاريخية والسياسية، فتصبح سلوكا لا كلاما وحقيقة لا إدّعاء وقيمة لا تمويها وقناعة لا حيلة… وعندما يأذن وقت الإيمان الحقيقي والعام بالديمقراطية ستأتي بالفعل وليس تصوّرا وكلاما وخيالات، وعندما ينتشر «ورمها» الجميل ستحملها الأجساد والمهج والقناعات وليس الكلام المطلق مع الرياح والمردّد مع الضغوطات، وعندما يهلّ زمن ظهورها سوف تصبح الانتصارات انتصارات حقّا والهزائم هزائم حقا، بلا خلط بين النقيضين ولا لبس بين المتضادين!
* * * الهزيمة بطبعها مرّ، في طعم الحنظل، أما أن تصبح عسلا فيه شفاء للناس، فذلك لم نسمع به الا في العالم العربي ولم يتردّد إلا في هذه الجغرافيا. لذلك ننهزم دائما ونحتفل أيضا بهذه الإنجازات «التاريخية»!
الله يستر! (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 8 جانفي 2006)


 

عن الايداع القانوني، الصحافة ولصوص الجامعة

رضا الملولي
-1- يتم اليوم الخميس عرض مشاريع قوانين على أنظار مجلس المستشارين للنقاش وابداء الرأي والمصادقة ومنها المشروع القاضي بالغاء اجراء الايداع القانوني المتصل بالصحافة المكتوبة… ويعتبر هذا المشروع / الالغاء اجراءا تحرريا قرره السيد الرئيس لتدعيم مكانة الاعلام والغاء كل أشكال الرقابة المسبقة وفي ذلك تجسيد فعلي للتوجهات التحررية المتعددة والتي كان السيد الرئيس يضع خطوطها الكبرى في كل المناسبات الوطنية دون استثناء. وبالرغم من قيمة هذا الالغاء على صعيد ممارسة المهنة الصحفية فانه يتطلب أن ننظر اليه من زاوية أخرى، كالتأكيد على أن الايداع القانوني في كل الديمقراطيات العريقة لم يكن بالمرة اجراءا رقابيا تفرضه السلطات على النشريات، بل ان الايداع يكون مصحوبا عادة برقم يندرج في باب التأريخ والحفاظ على الذاكرة. وفي المجال الذي نحن بصدده فان الغاء الايداع القانوني برمته ودون احساس من قبل الناشرين بحتمية الحفاظ على ذاكرة البلاد، التي تشكل النشرية المودعة جزءا لا يتجزأ منها. وهنا نسأل : كيف نؤرخ لدورية صدور نشرية ما، اذا لم يتم ايداعها قانونيا وخصوصا في المكتبة الوطنية أو الأرشيف الوطني؟ لمن يلتجئ الباحثون في حال عدم توفر الذاكرة المحفوظة، والتي يساهم الايداع في حفظها؟ ما هو مصير مؤسسات برمتها، يشكل الايداع القانوني آلية رئيسية في دواليب عملها؟ بعد الغاء الايداع، هل سيتم الالتجاء الى تخصيص ميزانيات اضافية لاقتناء الصحف والدوريات؟ أليس في ذلك اثقالا لكاهل الميزانية العمومية؟ والأخطر من كل ذلك هو عدم توفر احساس بقيمة الذاكرة في حياة الشعوب. تلك تساؤلات نسوقها بحثا عن المشترك والصالح العام، وقد تساهم مداولات مجلس المستشارين في تقديم التصورات المثلى. -2- وما دمنا نتحدث عن الايداع والصحافة، فان مرضا آخر بدأ ينخر الجسم الاعلامي وهو نزعة المجهود الأدنى واستيقاء الخبر لا من مظانه، بل عبر السمع والفعل المبني للمجهول -اسْتُفيدَ- وأحيانا عبر الهاتف. والأمرّ من ذلك تقييم آداء مؤسسة دستورية كمجلس المستشارين دون حضور مداولاتها وعلى هؤلاء الاطلاع على النصوص الكاملة والحرفية للمداولات ليتبينوا خيبة مسعاهم. هناك نوع آخر من الصحافيين يحاور بعض المسؤولين انطلاقا من أسئلة دقيقة احتضنها فضاء المجلس دون التنصيص على أصحاب الأسئلة وينسبونها لأنفسهم في تكرار مسيء ويتحولون الى مفجرين لقنابل اعلامية – (هكذا)-. كل ما سبق لا يمت الى أخلاقيات المهنة الصحافية بصلة بل يتطلب القضاء عليه نوعا من مجاهدة النفس ولم لا العودة الى أصول المهنة، البعيدة عن التزييف والانتحال. -3- في باب الانتحال والسرقات الموصوفة، بلغنا خبر فضيحة علمية شهدتها احدى الكليات، تثير الاشمئزاز وتبعث على الحيرة والتساؤل حول مصداقية الشهائد التي تسندها بعض اللجان ولا أقول الكليات. هذا الخبر الفضيحة تناولته مواقع انترنات عديدة حول تعمّد باحث(ة) سرقة عشرات الصفحات وادراجها ضمن اطروحة تمت مناقشتها بالرغم من التقارير السلبية التي حررها احد المقرّرين وحصول الباحث(ة) على شهادة الدكتوراه وفيما بعد الارتقاء الى رتبة جامعية ارفع.. ولا حديث هذه الايام في الاوساط الجامعية الا عن هذه الفضيحة التي نرى من واجب وزارة التعليم العالي انارة الرأي العام حول ملابساتها والمتسبّبين فيها، درءا لكل شبهة ولإيقاف نزيف الشائعات ولنا عودة مفصّلة الى هذا الموضوع، في شكل ملف يتناول بالدّرس السرقات العلمية والآليات القانونيّة التي لابدّ من توفرها حماية للعلم واهله من لصوص الجامعات.
(المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1044 بتاريخ 5 جانفي 2006)


في الذكرى السادسة لوفاة المناضل البشير زرق العيون، قائد حركة المقاومة المسلحة داخل الحزب الحر الدستوري:

«رجل السر رقم واحد للزعيم بورقيبة»

المقاوم المرحوم البشير زرق العيون من مواليد سنة 1912 بميدون بجربة من ولاية مدنين وتوفي في 18 جانفي من سنة 1999 عن عمر يناهز 87 سنة وثلاثة عشر يوما، هو شخصية وطنية فذة، ومناضل من الرعيل الأول، هو رجل كان يتقد حماسا وحيوية، تجده كل صباح مراقبا لأعمال شركته بالوردية، يخصص لها ثمان ساعات يوميا من وقته، الى جانب عضويته بالديوان السياسي للحزب ورئاسته للمجلس الاستشاري للمقاومين وقد كان في الحقيقة رجلا مهما من رجال الدولة والنظام في عهد الزعيم بورقيبة الذي كان يتمتع بثقته، فهو كان رجل السر رقم واحد لبورقيبة وهو الذي أنشأ لجنة المقاومة داخل الحزب الحر الدستوري لمقاومة الاستعمار الفرنسي، حيث حكمت عليه السلطات الفرنسية بالاعدام شنقا يوم 19 جويلية 1940 فاستأنف المذكور أعلاه ذلك الحكم واستبدل بالحكم عليه بالأشغال الشاقة مدى الحياة يوم 9 جانفي 1941 . أما من الناحية الانسانية والاجتماعية فكان المرحوم عطوفا على الضعفاء والمساكين، رقيق القلب، يستقبل في بيته المسؤولين والسياسيين والمواطنين العاديين من جميع الأصناف بدون تحديد مواعيد مسبقة. لقد جمعتني فرص عديدة للالتقاء بذلك المناضل الكبير الذي تربطني به علاقات ودية من أب عن جد لأنه كان من العسير أن أجري معه حوارا صحفيا لأنه كان يكره الادلاء بالتصريحات والحوارات وطيلة حياته النضالية والسياسية أدلى مرة واحدة بتصريح الى مجلة »حقائق» رقم 76 الصادرة يوم 26 جويلية 1985 ولدى اطلاع زرق العيون الزعيم الحبيب بورقيبة على ذلك الحوار قال له بورقيبة »ما هو الدواء الذي تناولته للادلاء بهذا التصريح؟». لهذا اعتبرت اللقاءات التي جمعتني به والتحادث معه عديد المرات بمثابة الفرصة والمؤانسة الممتعة، وفي حديث اليوميات أردت الحديث عنه لانارة الرأي العام بمناسبة الذكرى السادسة لوفاته واماطة اللثام عن كثير من أسرار ذلك الرجل المناضل الصامت والصامد الذي واصل نضاله دون طموحات سياسية أو وظائف وزارية أو غيرها.
التكالب على المناصب
سألته مرة عن اختيار مسكنه في منطقة »بالفي» بضواحي تونس الجنوبية وبالضبط بالقرب من (برج علي رايس) وكيف لم ينتقل الى حي من أحياء العاصمة الراقية، فأجابني أنه رجل »شعبي» يريد أن يبقى قريبا من الطبقة الشعبية، وأن ينشئ أولاده كذلك في نفس المكان ليظلوا مثله شعبيين. ورغم دوره الريادي المهم في صلب بناء الدولة اثر الاستقلال، أكد لي المرحوم أنه اصطدم بعد الاستقلال، بوجوه تتكالب على المسؤوليات والمناصب، بكثير من الصخب الاعلامي والنفاق السياسي، فرأى في ذلك داء يصيب المجتمعات، وهو ما جعله يكره الظهورفي وسائل الاعلام وخاصة التلفزة، زد على ذلك أن طبيعة نضاله زمن الاستعمار اتسمت بالخفاء والتخفي، لذلك فضل الابتعاد عن الأضواء. من خلال اللقاءات الكثيرة التي جمعتني به لمست كثيرا من الصدق في نبراته، سيما وهو المناضل الكبير، والدستوري الصميم، الذي سخر حياته في خدمة بلاده وناضل من أجل الاستقلال ثم من أجل بناء الدولة وقيام الجمهورية. وقد حكم عليه الاستعمار مرتين بالاعدام ونجا بفضل الله وبقي محبا لهذا الوطن، متفانيا في خدمته الى اخر يوم في حياته.
أنشطة فدائية
ولقد حدثني مرارا كيف كان دائما مهددا، زمن الاحتلال بالموت في كل يوم. سألته مرة عن ذكريات نضاله، ونحن في طريقنا الى المنستير لمقابلة الزعيم بورقيبة في شهر اوت 1989 وطلبت منه أن يحدثني عن أهمها وقعا في حياته، أجابني أنه هو المؤسس الرئيسي للجنة المقاومة داخل الحزب، سنة 1934، وكان آنذاك عمره 22 سنة، دخل على اثرها السجن وتعرف على الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان له خير مشجع لمواصلة المقاومة، واستلهم منه الكثير من خصاله ومواقفه الشجاعة، قائلا: «لقد عملت في صلب تلك اللجنة لمجابهة ظلم الاستعمار والوقوف بجانب بورقيبة ، الذي اتهم آنذاك بتهمة خطيرة جدا وهو ادعاؤهم التعاون مع موسوليني والمحور، وقد كان ذلك محض اختلاق وافتراء، رغبة منهم في التخلص من بورقيبة ورغبة مني في توسيع عمل تلك اللجنة»، سالته عن أحد أعمالها ضد الاستعمار، فأجابني مستعيدا ذكرى عملية لا تمحى من ذاكرته، نفذها بنفسه، وبمساعدة رفيقي دربه آنذاك في أعمال التخريب ضد الاحتلال، وهما عمر بن عبد السلام حميدة، ومحمد بن عمارة، فبين لي أنه أضرم النار في مركز البريد الكائن بشارع شارل ديغول، بحيث أحرق كافة مكاتبه، وقد كان ذلك العمل هدية لزعماء الحركة التحريرية، وهو عمل رحب به بورقيبة ورفاقه وطلب من المناضل البشير زرق العيون أن يثابر ويواصل، ولا يخشى شيئا كما أكد لي قائلا : »واصلنا »التخريب» داخل مؤسسات الهاتف، والسكك الحديدية، ومستودعات السلاح بالموانئ وقد امتد عملنا حتى مراكز البوليس الفرنسي والجندرمة»، ومن طريف الذكريات لدى المناضل البشير زرق العيون قوله »كنت وابن عبد السلام وبن عمارة نذهب الى بنزرت نقوم بأعمال التخريب، ثم نضع ورقة نكتب عليها »فرع لجنة المقاومة في بنزرت» لنوهم الاستعمار الفرنسي أن لجنتنا تعمل في كل مكان، وقد كنا نتصل بالخارج، لبث أخبار نشاطنا من ذلك أن المذيع يونس بحري، في اذاعة برلين، كان يعلن عن أنشطتنا »الفدائية». وقد أرعبت تلك الأنشطة أعداءنا حتى أن الجنرال بلون أذن باطلاق النار على كل شخص يقبض عليه عند كل عمل تخريبي وأوضح لي بأنه بعث له برسالة يهدده فيها بمواصلة النشاط الفدائي ان لم يطلق سراح الزعيم بورقيبة.
وعن تواصل أعمال التخريب، أكد لي المناضل البشير زرق العيون بأنه تأثر كثيرا لدى اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد من طرف اليد الحمراء صباح يوم 5 ديسمبر 1952 بمدينة رادس وقد كانت تلك الحادثة نقطة تحول في حركة المقاومة، فقد تمرّس زرق العيون ورفاقه على النضال المسلح، وكون لجنة خاصة فيها صالح بودربالة، وعلي بن يوسف (شقيق صالح بن يوسف) والدكتور محمد بن صالح (شقيق احمد بن صالح) وحسونة عطية، والضابط عبد الله عياد…وكان أعضاء تلك اللجنة على اتصال بالمناضل مصباح الجربوع الذي قاد المقاومة بجبال جنوب البلاد، وهكذا اندلعت شرارة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي. توالت جلساتي مع »عم البشير» الذي أكن له كل معزة وتقدير وهو يسترجع الذكريات التي أكدت صدق نضاله ووفائه لهذا الوطن لذلك سألته مرة عن الصفات التي تعجبه في الزعيم بورقيبة ، فبين لي أنه يمتاز بعبقرية سياسية فذة تفوق القدرات البشرية، وأن له صفات أربع على الأقل تميزه وهي حب الوطن، والوفاء له، والصراحة، ونكران الذات، وهي صفات قل أن تجتمع في شخص واحد، دفعة واحدة.
حب متبادل
كما أكد لي قائلا : «لا ننسى أن بورقيبة هو المحرك الرئيسي وصانع الجمهورية، فلولاه لما تحصلنا على الاستقلال سنة 1956، لأن في تلك الفترة بالذات كثيرا من أعضاء الحزب كانوا يرددون أن الحزب الحر الدستوري هو حزب سياسي وليس هيئة ثورية، لهذا لم يتحمسوا للنزاع المسلح في حين أن بورقيبة كان يشجع المقاومين على مواجهة الاستعمار الفرنسي وكان الزعيم دائم التألم من حنجرته ذلك لأنه يخاطب الشعب مباشرة في كل مكان وكان ملتصقا به، ينتقل من جهة الى أخرى، يتبلل قميصه عرقا، فينزعه ليجففه، ولذلك أصيب بذلك البرد الذي طال حنجرته» كما أضاف: »أن بورقيبة أحبني باخلاص وأحببته بالمثل وأخلصت له لأنه رجل الصراحة، وأنا كذلك، وكم كان يستشيرني ويأخذ رأيي في مواضيع مهمة، فأعطيه رأيي، فأحيانا يأخذ به ومرات لا، الا أنه اقتنع بوجاهة رأيي في موضوع التعاضد وكان ذلك في 3 أوت 1969، فنبهت بورقيبة الى خطر ذلك الاختيار وتراجع فيه، سألت مرة »عم البشير» عن الديمقراطية في بلادنا وكيفية اشاعتها، أجابني أن الديمقراطية في تونس لا بد أن تتأقلم مع واقع شعبنا وألا تكون مستوردة من بلدان سبقتنا في هذه التجربة ومرت بأزمات ومحن حتى استقام لها الأمر».
وعن المعارضة ودورها ومدى حضورها في المشهد السياسي للبلاد، قال لي: «إن المعارضة شيء لا بد منه وهو أمر طبيعي يجب أن يكون موجودا في المشهد السياسي لكل وطن، ولكن النظام لا بد أن يكون شديدا وصارما اذا كان اتجاه المعارضة يرمي الى تهديد البلاد من الداخل أو من الخارج» وحول عدم قبوله لتحمل مسؤوليات في الحكومة أكد لي المناضل البشير زرق العيون أن الزعيم بورقيبة اقترح عليه في عدة مناسبات تحمل منصب وزاري لكنه رفض طوال حياته السياسية والنضالية، وبقي بعد انهاء مهمته كقائد حركة المقاومة المسلحة مناضلا ناصرا للوطنيين والسياسيين والمناضلين والمظلومين والمقصيين والمهمشين وأبناء الشهداء، وهو الذي فتح بيته للجميع حيث كان يسمع كثيرا ولا يتكلم الا القليل، وما يمتاز به ذلك المناضل القدير زرق العيون هي الشجاعة ورفع المظالم عن السياسيين الذين يلتجؤون اليه من خلال المؤامرات التي تحاك ضدهم في الكواليس وذلك لاخماد نار الفتنة السياسية والتكالب عن المناصب والمسؤوليات والتي تكاثرت في تلك الفترة بالذات.
وعندما يقتنع بقضية تهم مصير الوطن أو مواطن لا يتأخر وأمام الجميع لا يتردد ويأخذ السماعة أمام الحضور ويخاطب مباشرة الزعيم بورقيبة ويتحدث معه في ذلك الموضوع دون مجاملات ولا بروتكولات مادام الامر يهم تونس (الوطن)، وعلاوة على ذلك فان المناضل البشير زرق العيون يتناول كل يوم أحد فطور الغذاء على مائدة الزعيم بورقيبة ويتحدث معه بكل صراحة في أوضاع البلاد دون مجاملات ولا مكياج ويبقى »عم البشير» له الفضل الكبير على العديد من السياسيين الذين وجدوا فيه خير منقذ ونصيروهو الذي اقترح تسمية العديد من الوزراء والولاة والمعتمدين والملحقين الاجتماعيين بالخارج وغيرهم.
انتمائية متأصلة
وكم كان حديث الرجل جميلا وصادق النبرات وواضح العبارات حين شهّر بالصراعات والتكتلات التي كانت تنخر الحزب من الداخل في بداية الثمانينات قائلا: »اننا كنا نظن أننا قضينا على العروشية والانتمائية، ولكنها مازالت متأصلة فينا»، وهو ما جعله يؤكد على وجوب التحلي بالشجاعة في التصدي لكل تلك المحاولات الهدامة، مؤكدا على ضرورة اختيار المسؤولين في كل المستويات على أساس الكفاءة والاشعاع والنظافة والوطنية دون الالتجاء الى الوساطة والمعارف و*للأولياء الصالحين-*. لقد كان المناضل زرق العيون رجل الفعل الناجع قبل أن يكون رجل القول، لأنه يؤمن بربط الفعل بالقول حتى يكون العمل صادقا، وكم كان يدعو الى التفتح على الشباب وعلى الطاقات الحية والكفاءات دون اقصاء ولا تهميش مؤكدا بأنه لا بد من تكوين الناشئة تكوينا وطنيا صحيحا، ليحصل الترابط النظيف السليم بين أجيال الوطن، لأن بلادنا في حاجة الى كل أبنائها بمختلف أعمارهم وفئاتهم ومستوياتهم، وهل أفضل في كلام المرحوم من دعوته الى الأخلاق الحميدة وضرورة التحلي بالنزاهة وبالمثالية في السلوك، حتى نجلب احترام الجميع وحتى ينضم الينا المعارضون. وهل ثمة في العمل النضالي أحسن من صيانة مكاسب الأمة والذود عنها ونكران الذات والبذل والعطاء والاتصال المباشر بين القاعدة والقمة والتشاور والتحاور المستمر حول المواضيع المتعلقة بحياة الحزب والوطن حاضرا ومستقبلا؟
وكثيرا ما كان المناضل الراحل البشير زرق العيون يعقد الصلة في كلامه بين الماضي والحاضر، لرسم صورة المستقبل المشرق لتونس، فيذكر المناضلين بأنهم على قدر ما تعرضوا له من اهانات وتعذيب ونفي وتغريب زمن الاستعمار ومدى صبرهم وثباتهم على المبدإ، فانهم مطالبون دائما بالمثابرة والاجتهاد والبقاء على العهد والاخلاص المستمر للوطن والعمل النضالي من أجل اسعاد الآخرين من أبناء الشعب، وراء حزب عتيد يتمتع بشرعية تاريخية وبنضال عريق وأساليب راقية في التسيير والتعامل مع المستجدات، وهو حزب فريد في العالم يعود تاريخ تأسيسه الى 1920.
وقد تجدد سنة 1934 وتطور بعد ذلك مع تطور الزمن والقضايا والأحداث والأساليب والطرق، وقد أكد لي بأن الحزب ازداد اشعاعا منذ السابع من نوفمبر 1987 مع التغيير المبارك بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي، بحيث أصبح يحمل اسم التجمع الدستوري الديمقراطي موضحا لي بأن لهذه التسمية معانيها العميقة ورموزها ومدلولها الإنساني العالمي الكبير،لقد قال ان حزبنا قاد معركة التحرير وكسب الاستقلال وأسس الدولة العصرية وهو يواصل اليوم تجمعا قويا فاعلا في الحياة الوطنية بتجديد الأفكار ومزيد الابتكار وجديد البرامج التي يسهر على تنفيذها خدمة للشباب ولكل فئات الشعب وشرائحه.
والمرحوم زرق العيون كان يرأس المجلس الاستشاري للمقاومين والمناضلين داخل الحزب لسنوات عديدة، فقد ظل دوما وفيا لمواقفه وأفكاره التي تجمع في آن واحد القدماء والجدد من أبناء الحزب ومنخرطيه ومناضليه، نساء ورجالا، كهولا وشبابا وشيوخا، كما كان دائما حريصا على تكريم المقاومين وأبناء الشهداء والمناضلين من بين الذين قاموا بواجبهم لتحرير الوطن أو عند مرحلة بناء الدولة في عهد الاستقلال وما تلاها من معارك خاضها الشعب ضد بقية مخلفات الاستعمار مثال ذلك معركة رمادة، والغارة والفرنسية على ساقية سيدي يوسف، ومعركة الجلاء، والجلاء الزراعي والغارة الاسرائيلية على حمام الشط وغيرها من الأحداث والمواقف، كما كان زرق العيون يوجه للمقاومين الدعوة للحضور بصفة منتظمة في المناسبات والأعياد الوطنية الرسمية لتعريف الشباب والأجيال الصاعدة بأهمية النضال وبدور الحزب في تحقيق مطامح الشعب في الحرية والسيادة والكرامة والمناعة والعيش السعيد، وكذلك بدور الشهداء والمقاومين الذين نجوا من الموت في المعارك التي خاضوها ضد الاستعمار، وقد كان المناضل زرق العيون أحد هؤلاء الذين كان جنود الاحتلال وجواسيسه يترصدونه ليغتالوه، ثم كادوا يعدمونه عندما قبضوا عليه، فقد ذكر لي أنه سعيد بتواصل حياته في عهد الاستقلال حيث لم يكن يظن أن عمره سيمتد الى بناء الدولة والوطن.
أما عن شجاعة المرحوم زرق العيون فأتذكر مرة أني اقترحت عليه بوصفي كاتبا عاما للجنة التنسيق ببنعروس بالتدخل لدى الزعيم بورقيبة ليفك العزلة عن المناضل الباهي الأدغم الذي لم يظهر على الساحة السياسية على مدى خمسة عشرة سنة وذلك للاشراف عن احياء ذكرى عيد الاستقلال 20 مارس 1985 ببنعروس فوافق على ذلك المقترح ومباشرة خاطب المناضل الباهي الادغم في الموضوع الذي وافق على الاشراف على تلك الذكرى بحضور زرق العيون نفسه – كما تبينه الصورة أعلاه-، وفي أول لقاء بين زرق العيون والزعيم بورقيبة حدثه عن ذلك الاجتماع الشعبي الكبير فخاطب الزعيم بورقيبة السيد الباهي الادغم الذي شكره عن تلك البادرة وبذلك عاد الباهي الادغم الى الساحة الحزبية وأصبح يتنقل من ولاية للاشراف على النشاطات الحزبية والذكريات الوطنية الى أخرى بعد اقصاء دام خمسة عشر سنة.
أما عن انطباعاته حول تحول السابع من نوفمبر 1987، فقد أكد لي المناضل البشير زرق العيون بأن تونس كانت على حافة الانهيار والحمد لله الذي أنعم على تونس بالرجل الوطني القدير الرئيس زين العابدين بن علي الذي أنقذ البلاد والعباد.
وللتذكير فان المناضل البشير زرق العيون تحول يوم الثامن من نوفمبر الى قصر قرطاج رفقة ابنه الأكبر – طارق- والتقى بالرئيس زين العابدين بن علي وقدم له التهاني على ما أقدم عليه ابن تونس البار خدمة لتونس واستقرارها وأمنها دون إراقة دماء.
(المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1044 بتاريخ 5 جانفي 2006)


صدور كتاب » الهادى نويرة : مسيرة مثقف مناضل ورجل دولة

صدر مؤخرا بتونس كتاب بعنوان » الهادى نويرة : مسيرة مثقف مناضل ورجل دولة » من تاليف الاستاذ احمد خالد. وجاء هذا الكتاب وهو من الحجم الكبير في طبعة انيقة تشتمل على قسم عربي واخر فرنسي يضم بالخصوص نماذج من مقالات الهادى نويرة المنشورة في صحيفتي  » لاكسيون » و » لاميسيون » وقد اراد الموءلف من هذا الكتاب ان يكون  » تاريخا لعلم وعصره وبيئته  » ضمن روءية تعتمد فن تراجم الاعلام اذ ان الكتاب يحكي منشأ الهادى نويرة واطوار حياته الى حين وفاته ويصف محيطه وتكوينه وعلاقاته ونضاله وانجازاته.
يشتمل القسم العربي وهو الاوفر من هذا الكتاب الذى صدر في جانفي 2006 على مدخل عام وسبعة أبواب تهم  » النشأة والتكوين في المنستي » و  » المحيط الثقافي والوطني بسوسة وتكوين الشاب الهادى نويرة  » و  » الهادى نويرة في باريس  » و  » العودة الى تونس ومواصلة النضال الفكرى والميداني » و  » الخروج من السجن واستئناف الكفاح الفكرى والميداني  » الى جانب  » مدخل تاريخي عام لتقديم العشرية الثانية 1970/1980″ وهي مدة حكومة الوزير الاول الهادى نويرة وقد وصفها الموءلف في الصفحة 372 بانها كانت حاسمة لاخراج البلاد من ازمة اقتصادية خانقة ناجمة عن عدة عوامل منها الطبيعية ومنها السياسية الايديولوجية المسقطة على الاقتصاد في فترة التعاضد. ويشرح أحمد خالد هذه النقطة الجوهرية في الصفحة 434حيث اشار الى ان العشرية الاولى 1962/1971 وهي التي شهدت التجربة التعاضدية السلطوية لمدة خمسة سنوات سجلت نسبة نمو محتشمة بينما ادت العشرية الموالية الى تحسين مستوى عيش المواطن بتحسين مداخيله عبر تسريع نسق النمو الاقتصادى بالموازاة مع برنامج اجتماعي مصاحب ليستفيد اغلبية الاهالي ان لم يكن جميعهم استفادوا من ثمار التنمية ويضيف انه في الموءتمر التاسع للحزب الحاكم  » 1974″ رفض الهادى نويرة في خطابه ان يختار احد النقيضين اما الراسمالية الليبيرالية  » المتغولة » واما » الاشتراكية الماركسية » البروليتارية القائمة على الصراع الطبقي مفضلا عليهما اقتصادا حرا انسانيا.
من ناحية اخرى يورد الموءلف عديد التفاصيل المتعلقة بحياة الهادى نويرة في الطفولة والشباب وكذلك في مراحل حياته النضالية والسياسية مع نشر صور نادرة في الغرض منها صورة اخذت في 30 ديسمبر 1988 يحيي فيها الرئيس زين العابدين بن علي السيد الهادى نويرة حينما دعي الى حضور الجلسة العامة الممتازة التي اختتم بها رئيس الجمهورية مداولات مجلس النواب حول ميزانية الدولة لسنة .1989
كما يعرض معلومات قيمة عن علاقات الهادى نويرة بشخصيات كان لها التاثير الكبير في حياة تونس المعاصرة من امثال الحبيب بورقيبة والحبيب ثامر وفرحات حشاد وعلي بلهوان ومحمود الماطرى وصالح بن يوسف والحبيب عاشور وغيرهم ويورد الموءلف فقرات ضافية من حوار شامل ومهم اجراه الصحفي الفرنسي المعروف جاك شانسيل مع الهادى نويرة في نوفمبر 1975سلط فيه الاضواء على مختلف جوانب مسيرة الرجل والافكار التي حركت ورافقت اعماله ولد الهادى نويرة في 6 افريل 1911 بمدينة المنستير في اسرة مناضلة ضد الاستعمار الفرنسي تربت على حب الوطن والتضحية.
وقد التحق الشاب اليافع في سن الرابعة عشر بكوليج سوسة لمواصلة الدراسة الثانوية في اكتوبر من السنة الدراسية 1925/1926 بعد نيله شهادة ختم الدروس الابتدائية بالمنستير في صائفة .1925 وخارج ذلك المعهد الذى كانت اغلبية تلاميذه من الفرنسيين والجاليات الاجنبية الاخرى ارتبط الهادى نويرة واترابه برموز الاصلاحيين والوطنيين كما كان ولوعا بالرياضة وبالانشطة الثقافية والفنية. ثم انتقل الشاب الهادى نويرة الى باريس في خريف 1931 لمواصلة الدراسة الثانوية في اخر مرحلة  » الباكالوريا بجزءيها » ويقول احمد خالد ان رسائل الطالب الى والده تفيدنا بمعلومات هامة عن ظروف اقامته الاولى بباريس كما نجدها في كتاب  » ذكريات عصفت بي » لشقيقه الحبيب نويرة.
وبعد حصوله على الباكالوريا درس الهادى نويرة الحقوق في باريس ويرى احمد خالد ان اختيار التخصص في الحقوق والعلوم السياسية لم يكن من باب الصدفة بل يمكن تعليله بما كان يسكنه كالعديد من القياديين الدستوريين امثال الحبيب بورقيبة والمنجي سليم وصالح بن يوسف ومحمد معروف من هاجس مواجهة الظلم باكتساب العلوم القانونية للدفاع عن الكيان الوطني المهدد ببلية الاستعمار.
وبعد ان استعرض الموءلف نشاطات الهادى نويرة السياسية والفكرية ومقارعته للاستعمار بعد عودته من باريس وتعرضه للسجن والمنفى قدم معلومات ضافية عن دور الهادى نويرة كرجل دولة اسهم في بناء تونس الحديثة ملاحظا انه  » وعلى مدى اربعة عشر عاما 1956/1970 استطاع ان يضع الارضية الصلبة التشريعية والاجرائية والموءسساتية للجهاز المصرفي والمالي وان ينوعه لخدمة التنمية الاقتصادية الشاملة.  »
وقد انتهت مهامه الحكومية في افريل 1980بعد دخوله المستشفى اثر جلطة دماغية. وتوفي الهادى نويرة في 26 جانفي 1993وتبنت الدولة باذن من رئيسها اقامة جنازة وطنية للفقيد.
(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 7 جانفي 2006)

« شلل شارون » وأنفلونزا الطيور يزيدان شهرة فلكي تونسي

1641 (GMT+04:00) – 08/01/06 تونس (CNN)– لفت فلكي تونسي الأنظار إلى توقعاته مجددا للعام الجديد، قبل أن ينقضي أسبوعه الأول مع وقوع حدثين لافتين أشار إليهما في ديسمبر/كانون الأول، ويتعلقان « بنهاية مسيرة شارون على كرسي متحرك » وانتشار أنفلونزا الطيور في عديد من الدول من ضمنها تركيا.
وتوقع الفلكي التونسي حسن الشارني في تصريحات له في النصف الثاني من ديسمبر/كانون الأول تناقلتها وسائل الإعلام أن تكون « نهاية شارون على كرسي متحرك » في العام الجديد،  وظهور خليفة له « يكون أكثر صلابة ودموية » ، و »محاولة اغتيال » رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويرقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون منذ أيام في مستشفى هداسا لنزيف في المخ يتوقع أكثر المتفائلين أن يكون الشلل أخفّ أضراره.
وكان الشارني تنبأ بوفاة أميرة ويلز ديانا قبل ثمانية أشهر من حادث السير الذي أودى بحياتها في نهاية أغسطس/أب 1997 في باريس.
كما كان تنبأ بوفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في ظروف غامضة، وهو ما أكسبه منذ ذلك الحين شهرة عالمية.
كما توقع حسن الشارني  أن تكون سنة 2006، سنة « صعبة جدا » تشهد « اضطرابات لا تحصى »وأن تتواصل » حمامات الدم » في عديد المناطق  في العالم، كما تنبأ بمقتل ووفاة عدد من الشخصيات العالمية والعربية المعروفة مثل الرئيس الأمريكي جورج بوش، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس العراقي السابق صدام حسين.
أما الحدث الثاني الذي توقعه الشارني بالنسبة إلى 2006 فيتعلق بانتشار مرض انفلوانزا الطيور في عديد البلدان من ضمنها تركيا، و »زلازل » جديدة تضرب بلدان حزام النار وخاصة  تركيا والصين واليابان وإيران.
وتزامن انطلاق العام الجديد مع إعلان السلطات التركية وفاة ثلاثة أشخاص بالفيروس والاشتباه في إصابة 36 آخرين به.
 ويقول الشارني إنه يطالع الأبراج على كمبيوتر خاص ويعتمد في حساباته الفلكية على كواكب المجموعة الشمسية ويستخدم تنبؤات المنجم الفرنسي نوستراداموس التي تعود للعام 1555. (المصدر: موقع ال سي ن ن العربي بتاريخ 8 جانفي2006 )
 

100 نائب أميركي مع حل في الصحراء ليس فيه غالب ومغلوب …

محمد السادس: المصالحة التي أنجزناها لا تعني نسيان الماضي… بل الصفح

الرباط – محمد الأشهب
أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس تسوية الملفات الشائكة المرتبطة بسجل المغرب في قضايا احترام حقوق الانسان. وقال في خطاب وجهه الى الشعب المغربي امس في حضور شخصيات سياسية وحقوقية وأفراد من ذوي ضحايا فترات الاحتقان السياسي ان المصالحة الصادقة التي انجزناها لا تعني نسيان الماضي، فالتاريخ لا ينسى، وانما تعتبر بمثابة استجابة لقوله تعالى: «فاصفح الصفح الجميل». وأضاف: «انه لصفح جماعي من شأنه ان يشكل دعامة الاصلاح المؤسسي، ما يجعل بلادنا تتحرر من شوائب ماضي الحقوق السياسية والمدنية وتركز الجهود على الورش الشاقة والحاسمة للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
بيد انه عرض في خطابه الى تقرير هيئة الانصاف والمصالحة المكلفة الطي النهائي لملف حقوق الانسان، وكذلك تقرير حصيلة وأفاق خمسين سنة من الاستقلال. وقال: «لا نريد ان نجعل من أنفسنا حكماً على التاريخ الذي هو مزيج من الايجابيات والسلبيات، فالمؤرخون هم وحدهم المؤهلون لتقويم مساره بكل تجرد وموضوعية، بعيداً عن الاعتبارات السياسية الظرفية»، في اشارة الى فترات الصراع على السلطة وتداعياته على صعيد انتهاكات حقوق الإنسان.
ورأى أن ذلك «لا يعني اننا ننظر الى هذه المرحلة كماضٍ طواه الزمن، ولا أن نبقى سجناء لها، وإنما نعتبرها جزءاً من سجل امتنا العريق، فنحن حريصون على أن يظل التاريخ بالنسبة الى المغاربة جميعاً وسيلة ناجعة لمعرفة الماضي وفهم الحاضر والتطلع الى المستقبل بكل ثقة». وقال إن في مقدم الدروس التي يتعين استخلاصها «وما يوفر الضمانات الكفيلة بتحصين بلادنا من تكرار ما جرى واستدراك ما فات، هو التوجه المستقبلي البناء والانكباب على القضايا الملحة» و «ما أكثر ما ينتظرنا انجازه». غير أنه ربط مفهوم المواطنة بالتلازم بين ممارسة الحقوق وأداء الواجبات. ودعا الى الكف عن الأنانية والانطواء على الذات.
وكان لافتاً في غضون التطورات السياسية أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد أن مفهوم التغيير الذي ينهجه يتم في اطار الاستمرارية التي تطبع النظام الملكي. واستحضر مقولة لوالده الراحل الحسن الثاني حول عزمه الطي النهائي لملف حقوق الانسان حين قال انه ملتزم «كي لا يبقى المغرب جاراً من ورائه سمعة ليست هي الحقيقة وليست مطابقة لواقعه ولا تفيده في مستقبله». وخاطب الملك محمد السادس روح والده قائلاً: «باسم الشعب المغربي قاطبة، فإنني ارفع هذه البشرى لتزفها ملائكة الرحمن الى روحه الطاهرة وتثلج به قلبه وأفئدة جميع الضحايا والمتضررين وكل الاسر المكلومة التي هي محط عطفنا وعنايتنا». وكلف المجلس الاستشاري لحقوق الانسان تنفيذ توصيات هيئة الانصاف والمصالحة ذات العلاقة بتحسين سجل احترام حقوق الانسان في المغرب.
على صعيد اخر، دعا نواب في الكونغرس الأميركي الى تسريع خطة الحل السياسي لنزاع اصلحراء. وجاء في رسالة وجهها أكثر من مئة عضو من الجمهوريين والديموقراطيين الى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، أن الأمم المتحدة في حاجة الى دعم كبير من واشنطن وحلفائها لدعم الحل السياسي «كون أي حل آخر قد يفرز رابحاً وخاسراً لن يكون ناجحاً»، في إشارة الى خطة الاستفتاء باعتبارها «غير قابلة للتنفيذ».
ورأى أعضاء الكونغرس الأميركي أن دوافع الأمن والاستقرار في منطقة الشمال الافريقي رهن «تمكين سكان الصحراء الغربية من آلية للحكم الذاتي في إطار الاحترام الكامل لسيادة المغرب ووحدته الترابية». واضافت الرسالة: «لا ينبغي أن نسمح بأن تستمر هذه القضية التي استغرقت وقتاً أطول في تشكيل مزيد من التهديد لاستقرار المنطقة ولأمن المغرب وتقدمه». ورأت ان التوتر القائم والتهديدات المتواصلة التي تطلقها جبهة «بوليساريو» لجهة معاودة الحرب، وكذلك الهجمات ضد موريتانيا «قد تتولد عنها أنشطة متطرفة وإرهابية تعرّض استقرار المنطقة الى المخاطر».
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 7 جانفي 2006)


التكامل المغاربي مطلب غربي

سمير صبح (*)
خلال الندوة المغلقة التي جمعت في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي في الجزائر وزراء مالية الدول المغاربية الثلاث: المغرب والجزائر وتونس، اضافة الى محافظي مصارفها المركزية، بالمدير العام لصندوق النقد الدولي، رودريغو دي راتو، فاجأ هذا الأخير المشاركين بخروجه عن جدول الأعمال الرئيس المتمحور حول توفير الآليات الخاصة بتسهيل المبادلات التجارية بين الأطراف المذكورة والتي لا يتجاوز حجمها الاجمالي 2 في المئة.
ففي مداخلته التي افتتح بها هذا اللقاء، طالب مسؤول المؤسسة المالية العالمية بإعادة فتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، واعتماد البراغماتية التي تعطي الأولوية للمسائل التقنية، ووضع جانباً كل الاعتبارات السياسية التي أعاقت حتى الآن، ليس فقط نمو العلاقات الاقتصادية بين الجارين الكبيرين، بل أيضاً تطورها على مستوى اتحاد دول المغرب العربي الذي سيصل عدد مستهلكي منتجاته الى أكثر من 100 ألف بحلول العام 2010.
هذه «النصيحة – المطلب» التي لاقت استحساناً علنياً لدى الوفد المغربي المشارك، وتقبلاً ضمنياً لدى الوفد التونسي، لم تعجب في المقابل قط، الجانب الجزائري المستضيف لهذه الندوة. فاعتبرها وزير المالية الجزائري، مراد مدلسي، وكذلك الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين – وهو قوة فاعلة على الساحة -، بمثابة تدخل في شؤون السياسة الخارجية للبلاد. وبالتالي، فإنه لا يمكن السماح لأي كان المساس بالأمور السيادية مهما كانت النصائح أو المبررات. خصوصاً أن الدول المغاربية الثلاث حققت خلال السنين الخمس الماضية، تقدماً ملحوظاً على مستوى الازدهار والتطور، سواء على صعيد التحرير التدريجي لاقتصاداتها أم لناحية تحسين نسب نموها.
بيد أن هذه الخطوات لا تبدو كافية في نظر خبراء صندوق النقد والبنك الدوليين، الذين يعتبرون ان اقتصادات الدول المعنية الثلاث لا تزال تواجه تحديات كبيرة تتلخص بضرورة تسريع وتيرة الاصلاحات والتكامل الاقتصادي بهدف العمل على استمرار معدلات نموها، وبالتالي خفض نسب الفقر والبطالة التي تبلغ بحسب الاحصاءات الرسمية 18 في المئة في الجزائر و4 في المئة في تونس و11 في المئة في المغرب. وهي أرقام لا تتطابق مع تلك التي توصل اليها الباحثون في المؤسستين العالميتين، والتي تفوق الى حد بعيد تلك التي تعلنها هذه البلدان، إذ تتراوح بين 20 و26 في المئة في أوساط القوى العاملة، الشبابية منها على وجه الخصوص.
فإذا كانت هذه الدول شهدت خلال المدة المذكورة أعلاه معدلات نمو تتراوح بين 4 و5 في المئة، إلا انها بحاجة الى أكثر من 20 سنة كي تصل نسب دخل المواطن فيها الى مقربة من تلك الموجودة حالياً، في حدها الأدنى، في بلدان «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية». لذا، فإن تغليب الجانب السياسي في نظر مدير صندوق النقد الدولي على الشأن التكاملي الاقتصادي، وإن تنوعت الذرائع، لن يساعد دول المنطقة على مواجهة التحديات المفروضة عليها بإلحاح في هذه المرحلة بالذات، لناحية تسريع تطبيق الاصلاحات الاقتصادية الموعودة في جميع الميادين والهادفة الى تحسين الانتاجية وزيادة حجز الاستثمارات الخارجية المباشرة.
في هذا السياق، ينبغي التذكير بأن جميع المسؤولين داخل الاتحاد الأوروبي، العاملين تحديداً ضمن إطار الشراكة اليورو – متوسطية، ممن زاروا تباعاً في الشهور الأخيرة كلاً من الجزائر والمغرب وتونس، أوضحوا لنظرائهم في هذه البلدان أن من الأفضل التعاطي مع مجموعة مغاربية موحدة المطالب والطروحات الاقتصادية، لأن عناصر التكامل والاندماج الاقتصادي متوافرة الى حد كبير، مقارنة ببعض التكتلات الأخرى في العالم، التي تنتج وتصدر السلع والخدمات نفسها تقريباً. فالتكامل، في هذه الحال، من شأنه أن يسهل انسياب الاستثمارات الى المنطقة. والنصيحة عينها جاءت من قبل الموفدين الرسميين الاميركيين الذين يحاولون في هذه المرحلة إعادة إحياء «مبادرة آيزنستات»، (نسبة الى وزير التـجـارة الـخـارجية في عهد الرئيس بيل كلينتون) التي دعت في حينه الى ارساء شراكة اقتصادية مميزة عن الشراكة اليورو – متوسطية مع دول المغرب العربي، تقوم على التعاطي مع اقتصاداتها بالجملة. ما يفرض على هذه الأخيرة وضع أطر مشتركة بينها تقوم على التكامل الاقتصادي وإعداد المشاريع المشتركة تمهيداً لاستقطاب الاستثمارات الأميركية الكبيرة.
إنطلاقاً من هذه التوجهات، قدم مدير صندوق النقد الدولي، رودريغو دي راتو، اقتراحات عدة تصب جميعها في خانة التقارب الاقتصادي والتجاري بين الدول المغاربية الثلاث. يتلخص أولها وأهمها بالاندماج الاقتصادي الذي يفضي الى قيام سوق إقليمية مؤسساتية، بعيدة من أشكال الأسواق الموازية الموجودة حالياً، والتي تمثل 30 الى 35 في المئة من ناتج الدخل القومي الإجمالي في كل منها. وتعَد هذه السوق الاقليمية حالياً بأكثر بقليل من 75 ألف مستهلك، ما يكفي لخلق اقتصادات ناشئة تجعل، من جهة، المنطقة أكثر جذباً للاستثمارات الخارجية، ومن جهة أخرى، قدرات التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، أكثر أهمية ومردودية في المديين المتوسط والطويل.
على أية حال، تجدر الإشارة الى ان خبراء صندوق النقد الدولي حددوا بدقة أبرز العقبات أمام نمو التبادل التجاري في منطقة شمال افريقيا، ووضعوا بالتالي الاقتراحات الملائمة لتسهيلها وتطويرها. ويعتبر هؤلاء الخبراء ان التعقيدات المرافقة لشبكة اتفاقات التبادل التجاري الحر والقوانين التجارية الحمائية والتعرفات الجمركية المرتفعة، وكذلك النقص في الشفافية وغياب نظام فاعل للتعامل مع الوثائق، وصعوبات التسديد، تشكل اجزاء من سلسلة هذه المعوقات.
فأياً كانت ردات فعل الجانب الجزائري على خروج مدير صندوق النقد الدولي عن «النص» وإثارته موضوع ضرورة فتح الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، إلا أن التركيز على مفهوم «التكامل الاقتصادي المغاربي» في ظل وجود سوق اقليمية موسعة، وأهميته لناحية جذب الاستثمارات الخارجية، ومضاعفة الصادرات للاتحاد الأوروبي وبقية انحاء العالم، دليل على ان هذا الخروج المقصود عن النص هو مطلب غربي موجه الى من يهمه الأمر في هذه الدول المغاربية ويعني ان التعامل الاقتصادي معها مستقبلاً لن يكون ثنائياً، بل بالجملة.
رسالة يبدو ان جميع المسؤولين في البلدان المعنية فهموا جيداً مضمونها، ومن المنتظر أن يعملوا على أساسها بغض النظر عن ردات الفعل التي لن تكون سوى موقتة. هذا ما أكده بعض وزراء المال ممن شاركوا في هذه الندوة التي احتضنها مقر «جنان الميثاق» الحكومي في الجزائر.
(*) باحث اقتصادي لبناني مقيم بباريس
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 8 جانفي 2006)
 


 

الغرب بين حريّة سبّ الإسلام وحرمة الحديث عن الهولوكست

يحيي أبو زكريا (*)
تجيز القوانين الغربية للمواطن الغربي أن يعيش الحريّة بكل تفاصيلها وأن يتحررّ من كل القيود التي تكبلّه وبناء عليه أصبحت الحريّة الجنسية والحرية السياسية والحرية الإقتصادية في متناول الجميع، وهناك كمّ هائل من القوانين الرئيسية والفرعية التي تكفل مبدأ الحرية للمواطن الغربي الذي يحقّ له أن يستهين بالقيم الدينية وبالأنبياء، وعلي الرغم من ذلك فإنّ مناقشة موضوع الهولوكست تعتبر محرمة ولا يجوز مطلقا الخوض فيها أو الحديث عنها أو الدعوة إلي إعادة قراءة ظاهرة الهولوكست فإنّ ذلك يعتبر محرما ويعرّض الداعي إلي إعادة قراءة هذه الظاهرة إلي الملاحقات القانونية والإعتقالات، كما حدث مع روجي غارودي وفوريسون في فرنسا وكما حدث مع أحمد رامي في السويد الذي سجن ستة أشهر بسبب تناول إذاعته راديو الإسلام موضوع الهولوكست وأستضاف شخصيات غربية تحدثت في راديو الإسلام عن الموضوع.
و للإشارة فإنّه في تاريخ 19 آذار (مارس) 2005 أقام الكيّان الصهيوني معرضا في تل أبيب أطلق عليه معرض الهولوكست المحرقة العظيمة ودعت الحكومة الإسرائيلية إلي هذا المعرض آلاف الشخصيات والزعماء الدوليين التي لبّت الدعوة وحتي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لبّي الدعوة وزار المعرض متناسيا جرائم الكيّان الصهيوني في قانا وجنين وغيرها من المجازر الصهيونية.
وقد تعرض الكثير من الكتّاب الغربيين إلي الإعتقال في ألمانيا وهولندا والنمسا بسبب حديثهم عن الهولوكست وتفنيد مزاعم الرواية الإسرائيلية للمحرقة اليهودية.
وللإشارة فإنّ السويد وعندما دعت الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية رحبّت كل وسائل الإعلام السويدية بقدومه وأتاحت له فرصة واسعة لمخاطبة الجمهور السويدي، وفي نفس زمن وجوده في السويد دعت جمعية عربية الكاتب الفرنسي المعروف بطروحاته ضدّ الحركة الصهيونية فوريسون وقـــــامت الدنيـــــا ولم تقعد ضدّ فوريسون المعادي للصهيونية وقوبل بتظاهرات مضادة الأمر الذي جعــــــل البعض يقول لماذا الحرية متاحة لسلمان رشدي والذي تهجمّ علي المسلمين وشبّه طوافهم حول الكعبة بمثابة طواف الزناة حول بيت الزانية، وغير متاحة لرجل كفوريسون أو روجي غارودي بمجرّد حديثهم عن الحركة الصهيونية ومزاعمها؟
وفي الغرب مسموح لوسائل الإعلام ودور المسرح أن تطعن في كل الأنبياء بدءا بالرسول محمد ـ ص ـ ومرورا بعــيسي عليه السلام ولكن غير مسموح لا من قـــــريب ولا من بعـــــــيد تناول موضوع الهولوكست، لا مباشرة ولا بالإيحاء.
ففي هولندا مثلا قامت نائبة هولنديّة من أصل صومالي بسبّ رسول الله ـ ص ـ وتنتمي هذه النائبة الصوماليّة إلي حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الهولندي. وكانت النائبة الهولنديّة حرسي علي قد أدلت بتصريحات صحافيّة مثيرة لجريدة هولنديّة وصفت فيها رسول الإسلام والدين الإسلامي بأخسّ النعوت والتي لا تليق مطلقا برسول علمّ البشريّة أسمي المبادئ.
وأرادت حرسي علي العزف علي الوتر الذي يأنس إليه الغربيون، حيث صرحّت أنّ رسول الله ـ ص ـ حارب المرأة وحرمها من العمل والخروج من بيتها.
وفي كل لقاءاتها التلفزيونيّة كانت تتهم الإسلام بأخسّ النعوت، وقد رأي المراقبون في هذه التصريحات ونقلها بسرعة البرق في وسائل الإعلام الهولندية بأنّ اليمين الهولندي يريد أن يفتح معركة مع الجالية المسلمة في هولندا، وكثيرا ما يحتفي اليمين الغربي عموما بأشخاص من أصول عربية ومسلمة ليهاجم من خلالهم الحضارة الإسلامية، ليقال هذه الحرب علي الإسلام يقف وراءها اناس قدموا من الجغرافيا الإسلامية ويدينون بالإسلام علي شاكلة سلمان رشدي وتسليمة نسرين وحرسي علي ومئات آخرين.
وفي الوقت نفسه فقد تعرض بعض الكتّاب الهولنديين في هولندا إلي مضايقات قانونية بسبب حديثهم عن المحرقة اليهودية وتشكيكهم فيها.
ولا يكاد يمرّ يوم في الغرب إلاّ وتتحفنا الصحف الغربية في كل البلاد الأوروبية بمقالات وتصريحات مضادة للإسلام ورسول الله محمد بن عبد الله ـ ص ـ ولم يعد التهجم علي الإسلام في الغرب حكرا علي الملوك ورجال السياسة والقرار ورؤساء الأحزاب الدينية بل باتت كل طبقات المجتمع الغربي تشترك في نعت الإسلام بأخس النعوت، ومن قبيل ذلك ما صرّح به الكاهن والواعظ السويدي رينار سوغارد زوج أشهر مطربة في السويد كارولا، لجريدة أفتون بلادت وقد وصف سوغارد رسول الله بأنّه مرتبك للغاية ومزواج ويحبّ النساء وخصوصا الصغيرات منهنّ حيث تزوج بفتاة لم يتعد عمرها تسع سنوات، كما خصّ سوغارد الإسلام بأوصاف قبيحة. كما قال سوغارد لجريدة أفتون بلادت أنّ كتب التاريخ تحدثنا عن شخصية محمد المرتبكة وهي نفسها التي تشير إلي حبّه للفتيات الصغيرات وولهه بهنّ.
ويقول في تصريحه بالحرف : محمد، الله ليس ربّا مطلقا، وقد أورد سوغارد كلمة الله بصيغتها العربية وكما يتلفظها المسلمون.
هذا وقد نشرت جريدة أفتون بلادت الذائعة الصيت في السويد تصريحاته بالعنوان العريض: سوغارد يتهجم علي الإسلام، وفور صدور هذه التصريحات من شخصية مشهورة في السويد حيث لسوغارد حضور إعلامي كبير في السويد ودول شمال العالم. ولم يحدث لسوغارد أي شيء مطلقا وفي نفس الفترة تقريبا إقتحم القضاء السويدي مسجد ستوكهولم لحجز كل الأشرطة الدينية التي كانت معروضة في مكتبة مسجد الشيخ زايد في ستوكهولم والتي إدعّي القضاء السويدي أنهّا تحرضّ علي كراهية اليهود، كما رفع مواطن سويدي دعوي قضائية علي الرابطة الإسلامية في ستوكهولم بحجة إستضافتها للدكتور يوسف القرضاوي الذي تحدثّ بسلبية عن الحركة الصهيونية. وفي النرويج تهجمّ رئيس حزب التقدم المسيحي النرويجي كارلي هاغين المعادي للعرب علانية علي رسول اللّه ـ ص ـ والذي في نظره يجبر الأطفال علي قتل الآخرين لأسلمة العالم.
بينما يعتبر الحديث عن الهولوكست في النرويج جريمة نكراء ولا يسمح لكائن من كان أن يشكك في المحرقة اليهودية.
وفي الدانمارك سمحت جريدة رسمية لنفسها بتصوير رسول الله ـ ص ـ في رسوم كاريكاتورية، بينما تلتزم كل الصحف الدانماركية بمبدأ عدم جواز الحديث عن الهولوكست أو حتي الحركة الصهيونية.
وفرنسا التي حظرت الحجاب وتصف المسلمين بأخس النعوت فإنّه لا يسمح مطلقا الحديث عن الهولوكست وغرف الغاز وأبرز من تعرض للإيذاء في هذا المجال الكاتب الفرنسي الراحل روجي غارودي الذي أنكر في كتابه المسألة اليهودية غرف الغاز Marp والتي مات فيها أكثر من 6 ملايين يهودي أو يزيد. وظل غارودي محل ملاحقة منذ سنة 1998 فرض عليه عندها حصار متعددّ الوجوه وفي كل المجالات بمجرّد أنّه تنكرّ للهولوكوست وأعتبره من إنتاج مخيلة الإستراتيجيين اليهود والحاخامات الذين كرسوا الحركة الصهيونية من خلاله وكسبوا تعاطف الرأي الــعام الرسمي والشعبي في الغرب.
(*) كاتب من الجزائر يقيم في السويد
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 7 جانفي 2006)  


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.