28 octobre 2005

البداية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 1986 du 28.10.2005

 archives : www.tunisnews.net


مناضلون من جهة تونس الكبرى يدخلون في  إضراب عن الطعام

اللجنة الجهوية ببنزرت لمساندة حركة 18 أكتوبر: نداء للمواطنين

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب: بيان مساندة

حركة النهضة بتونس: صف واحد من أجل الحريات وإطلاق المساجين السياسيين

البديـل:  الإتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح – ينظم تجمعا طلابيا بكلية 9 أفريل لمساندة إضراب الجوع  البديـل: أصداء الإضراب منظمات حقوق الإنسان في مصر تتضامن مع النشطاء التونسيين المضربين عن الطعام الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: الحصار المطبق على مقرات فروع الرابطة يتواصل

رويترز: تونس تصف اضراب حقوقيين عن الطعام بانه « مسرحية اعلامية »

الشرق: تونس: اهتمام واسع بإضراب «زعامات» عن الطعام رويترز: إضراب المدرسين في تونس احتجاجا على زيارة شالوم

عبد الرؤوف العيادي – سهام بن سدرين – أم زياد: يا حاكم تونس كفّ عن تخويننا وتهديدنا

علي محمد شرطاني: هل للإقصاء والتهميش من نهاية ؟ د. سليم بن حميدان: من قانون مكافحة الإرهاب إلى الدولة الإرهابية

الصباح: التجديف عكس التيار

انتهاكات واعتداءات خطيرة على الصحفي سليم بوخذير

قدس برس: هدّام: قوى الاستئصال تعمل على إطالة أمد المأساة الوطنية وإدامة عذاب الجزائريين

د. خالد شوكات : القديدي صاحب كتاب الوفاء  د. منصف المرزوقي : سوريا والسلطة السورية في خطاب الخبث والسذاجة

توفيق المديني: الدستور العراقي: فرصة للمصالحة أم فتيل حرب أهلية الطاهر الأسود: التيار الاسلامي المعتدل في مواجهة اختبارات الحوار الأمريكي وتحديات التيار القاعدي

خالد غزال:عن مأزق العلمانية في تركيا بعد تقارب الإسلاميين مع الخطاب الغربي


Mouvement du 18 octobre – Bulletin n° 11: Large grève de la faim de solidaire, les artistes au chevet des grévistes

Reporters sans frontières: Hamadi Jebali a mis un terme à sa grève de la faim
L`Observatoire lyonnais pour la défense des libertés fondamentales en tunisie : Soutien aux grévistes de la faim 
AFP: Violences près de Paris après la mort accidentelle de deux jeunes (de 17 et 15  ans, d’origine tunisienne et malienne)

AFP: Plus de 250 immigrants clandestins interceptés près de la Sicile    AFP: Les débarquements, partie dramatique de l’immigration en Italie (Caritas)    
AFP: Le Canada demande à la Syrie une enquête sur des cas de torture
Le Monde: Le Maghreb pris entre deux feux


 

صور الإضراب (من موقع الحزب الديمقراطي التقدمي):

http://pdpinfo.org/mcgallerypro/


 

تونس في 28 أكتوبر 2005

 

بــــــــلاغ

 

 

 

في إطار حملة التضامن والمساندة لإضراب الجوع الذي تخوضه منذ 18 أكتوبر الجاري شخصيات وطنية ممثلة لأحزابها وجمعياتها.

 قررنا نحن الممضين أسفله مناضلي جهة تونس الكبرى الدخول في إضراب عن الطعام لمدة 3 أيام بداية من يوم الجمعة 28 أكتوبر 2005 بمنزل المناضل النقابي والحقوقي صالح الحمزاوي وذلك مساندة منا للمضربين ولمطالبهم المشروعة الهادفة إلى تحقيق حرية التنظيم والاعلام والتعبير وسن قانون العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين السياسيين.

          نعتبر أن لجوء هذه الشخصيات الى الاضراب عن الطعام إنما يدل على مدى انغلااق الوضع السياسي وفضاءات التعبير وانعدام أبسط الحريات العامة والفردية

          نعتبر أن إضرابنا هذا ما هو إلا مقدمة لحملة نضالية ندعو كل القوى السياسية والنقابية وكل الشخصيات والمناضلين وعموم المواطنين للانخراط فيها دفاعا عن المطالب التي شن من أجلها إضراب الجوع

          نحمل السلطة مسؤولية تبعات تدهور صحة المضربين

          نندد بأكاذيب السلطة وأذنابها لتشويه حركة 18 أكتوبر سواء بالادعاء أنها حركة موجهة للخارج أو أنها إساءة لصورة تونس والحال ان الجميع يعلم مدى تبعية هذا النظام للقوى الامبريالية والذي لا يدخر جهدا لإرضائها ولا يتورع في سبيل ذلك عن دعوة مجرم الحرب شارون ووفد عن الكيان الصهيوني لزيارة بلادنا وندعو بهذه المناسبة للتجند للاحتجاج على هذه الدعوة.

 

المضربون

 

الصفة

الاسم واللقب

نقابي

نقابي

نقابي بالتعليم الثانوي وحقوقي

نقابي – اتحاد الطلبة- التصحيح

جامعي – نقابي وحقوقي

عضو الهيئة المديرة للرابطة

نقابي- الكاتب العام السابق لجامعة الريد

طالبة

عضو جامعة البريد

طالبة

طالب/ جمعية راد-أتاك تونس

عضو نقابة البريد

نقابي – اتحاد الطلبة- التصحيح

عضو الهيئة المديرة للرابطة

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي

نقابي – اتحاد الطلبة- التصحيح

رئيس فرع الرابطة العمران

طالب

نقابي – اتحاد الطلبة- التصحيح

نقابة التعليم الثانوي

عضو النقابة الحهوية للتعليم الثانوي– تونس

نقابي – اتحاد الطلبة

نقابي – التعليم الثانوي – تونس

نقابي – التعليم الثانوي – تونس

نقابي عضو فرع الرابطة حمام الأنف

نقابي بالبريد

رئيس فرع الرابطة حمام الانف

طالب

عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة- التصحيح

نقابي – اتحاد الطلبة- التصحيح

سجين سياسي – حزب العمال الشيوعي التونسي

جامعي – نقابي

سجين سياسي – حزب العمال الشيوعي التونسي

نقابي – عضو منظمة العفو الدولية فرع  تونس

رشيد الزواغي

صالح بن نصر

النفطي حولة

أنور العمدوني

صالح الحمزاوي

الحبيب الزيادي

جيلاني الهمامي

إيمان الحامي

سالم صيود

نفيسة قدور

سفيان الشورابي

عبد الجليل العيدودي

رضا بن منصور

أنور القوصري

علي جلولي

بلقاسم بن عبد الله

حمادي الزغبي

محمد فؤاد الساعي

قيس الوسلاتي

سلوى الزيادي

وناس النجومي

وليد النفزي

عبد الحميد الهمامي

أحمد الجدعاوي

عبد الله قرام

بلقاسم النمري

رضا بركاتي

أيمن الغريسي

طه ساسي

محمد مزام

عبد المومن بلعانس

أحمد المعروفي

عبد الجبار المدوري

الطيب بوعجيلة


اللجنة الجهوية لمساندة حركة 18 أكتوبر

2005-10-28 75 شارع فرحاة حشاد بنزرت البريد الإلكتروني : bizertsoutiengreve@yahoo.fr   بنزرت في 24 أكتوبر 2005 بيــان تأسيسي  

نحن الممضين أسفله وانطلاقا من إيماننا العميق بوجاهة وعدالة المطالب التي رفعتها حركة 18 أكتوبر 2005 والمتمثلة في المطالبة بـ : ـ حرية العمل الحزبي والجمعياتي، ـ حرية الإعلام والصحافة، ـ إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام، نعلن عن تأسيس اللجنة الجهوية لمساندة حركة 18 أكتوبر 2005، وعزمنا على النضال من أجل تحقيق هذه المطالب، على أن تبقى هذه اللجنة مفتوحة لكل الطاقات. مراد حجي 97.332.498 ـ علي الوسلاتي97.817.746 ـ علي بن سالم 72.435.440 ـ عثمان الجميلي 22.753469 ـ فوزي الصدقاوي 95.131292 ـ حمدة مزغيش 20 ـ يوسف أوعاظور 22.743.070 ـ سليم البلغوثي 96.148.134 ـ محمد الزار 97.062366 ـ محمد بوعينية 21.728.717 ـ علي بن تغرويت 22.700.223 ـ عبد الجبار المداحي 98.642.790 ـ محمد الغربي 97.211353 ـ كمال عوينة 96.142.020 ـ ياسين البجاوي 72.444.480 ـ منير بن عمر 72.590.262 ـ عبد الجليل الرواحي 72.435.048 ـ سامي السويحلي 98.226.798 ـ أحمد القلعي 22.770.337 ـ أنور القوصري 98.441.165 ـ الهاشمي الهذلي 98.224.961 ـ سعاد حجي 96.150.021 ـ محمد الهادي بن سعيد 21.189.880 (منسق).   نداء للمواطنين تدعو اللجنة الجهوية لمساندة حركة 18 أكتوبر 2005 ببنزرت المواطنين بالجهة إلى تقديم المساندة المادية والمعنوية للمضربين عن الطعام الذين يرابضون بمكتب الأستاذ العياشي الهمامي 23 نهج مختار عطية تونس. كما يمكن الاتصال باللجنة الجهوية بمقرها أو عن طريق الاتصال بأعضائها هاتفيا أو عن طريق SMS أو عن طريق العنوان الإلكتروني الخاص باللجنة. واللجنة الجهوية تعول على جميع المواطنين بالجهة لأن المطالب التي أضربت من أجلها عن الطعام تلك الشخصيات السياسية والجمعوية هي مطالب وطنية ومطالب جميع شرائح الشعب التونسي. واللجنة تعول على كل الطاقات من أجل كسر حاجز الخوف والرعب المسلط على جميع المواطنين فلم يبق لنا ما نسخره سوى كرامتنا.

 

 
 

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب – بيان مساندة

 

إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب التي تابعت إضراب الجوع الذي يقوم به ممثلو أحزاب معارضة وجمعيات من المجتمع المدني منذ انطلاقه يوم 18 أكتوبر 2005:

 

1- تؤكد مرة أخرى مساندتها المطلقة لمطالب المضربين التي هي مطالب المجتمع المدني والسياسي، والمتمثلة أساسا في ضرورة احترام حق التنظم، وحرية الإعلام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسن العفو التشريعي العام.

 

2- تذكّر بأن عديد الجمعيات والمنظمات ومن بينها الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب مازالت ممنوعة من النشاط ومحرومة من حقها في الاعتراف القانوني وهو ما يتنافى والمواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس. كما أن الجمعيات القانونية مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية القضاة تتعرض إلى ضغوط كبيرة بل أصبح وجودها مهددا وكذلك الشأن بالنسبة إلى نقابة الصحافيين.

 

3- تعبر عن انشغالها إزاء أوضاع السجناء السياسيين التي ما انفكت تتدهور بشكل خطير. فإضافة إلى انعدام الرعاية الصحية والاكتظاظ والحرمان من الحق في زيارة المحامي ومن زيارة العائلة (حالة بوحجيلة وعلي رمزي بالطيبي ومحمد بوعزة على سبيل المثال) فإن العديد من السجناء وخاصة منهم المضربين عن الطعام يتعرضون إلى حصص تعذيب يشارك فيها أحيانا مدير السجن مثل ما هو الشأن بالنسبة لمدير السجن المدني بتونس الذي اعتدى بالضرب المبرح على الموقوف رضا السبتاوي وعلى السجين عبد اللطيف بوحجيلة مخلفا له سقوطا على مستوى أذنه.

 

4- تندد بمواصلة السلطة سياسة القمع وتوخي الحلول الأمنية والتمادي في خرق أبسط الحقوق ورمي المعارضين ومناضلي حقوق الإنسان بالخيانة الوطنية.

 

5- تطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين دون قيد أو شرط و سن العفو التشريعي العام وإطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان طبق ما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية المصادق عليها من قبل الدولة التونسية.

 

حرر بتونس في 26 أكتوبر 2005

 

عن الجمعية

 

الرئيسة، راضية النصراوي

 

للاتصال : 0021698339960

 

(المصدر: « البديـل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

 


بسم الله الرحمان الرحيم

حركة النهضة بتونس بيان

صف واحد من أجل الحريات وإطلاق المساجين السياسيين

 

يتواصل اضراب الجوع الذي تخوضه كوكبة من الزعماء السياسيين وقادة العمل الحقوقي لليوم الحادي عشر، وفيما تشهد الساحة التونسية حركية على مستوى الهيئات والنقابات ومختلف الفعاليات حول الاضراب ولا تتوقف زيارات الوفود الديبلوماسية والتونسية كنقابة التعليم العالي والاحزاب السياسية اذ تداول على زيارات التضامن كل من السادة علي العريض وزياد الدولاتلي وصالح بن عبدالله وعبداللطيف المكي القياديون البارزون في حركة النهضة والسيد محمد الشرفي الرئيس الاسبق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وقيادة التكتل من اجل العمل والحريات وممثلين عن المجلس الوطني للحريات وعن الرابطة وغيرهم من المناضلين من مختلف الجهات كما شهدت الجامعة تحركات طلابية  وفي نفس الوقت يدخل المساجين السياسيون شهرهم الثاني من الاضراب عن الطعام ومن ابرزهم الاخوة حمادي الجبالي ومحمد العكروت وعبدالحميد الجلاصي كما التحق بحركة الاضراب السيد عبدالله الزواري الصحفي والقيادي الاسلامي الذي يخضع للاقامة الجبرية في مدينة جرجيس باقصى الجنوب التونسي مبعدا قصريا عن عائلته التي تقيم بالعاصمة. وأعلنت عائلات المساجين السياسيين دخولها في إضراب عن الطعام تضامنا مع حركة 18 أكتوبر. وفي مقابل هذه الحركية غير المسبوقة في البلاد وفي مواجهة المطالب والتطلعات المشروعة للتونسيين تستمر السلطة في الخطاب المتكلس المنكر للازمة رغم استفحالها وتوسعها والمنغلق في وجه دعوات الاصلاح والانفتاح من الداخل والخارج وهي سياسة اثبتت مصادمتها لطموحات شعبنا وتخلفها حتى عن حركية الاصلاحات التي تشهدها بلدان عربية واسلامية كثيرة ومنها دول الجوار المغاربي.

اليست مطالب مثل: 1  حرية التنظم للجميع 2  حرية الاعلام والصحافة بكل اشكالها 3  الافراج الفوري عن كل المساجين السياسيين وسن عفو تشريعي عام مطالب مشروعة وممكنة التحقق في بلادنا مثل ما هي بصدد التحقق في بلاد اخرى، فلماذا تتأخر تونس عن موكب الاصلاح وتتصدر قائمة الانغلاق السياسي؟ إننا في حركة النهضة إذ نجدد تقديرنا للمضربين ونعبر عن مساندتنا لحركتهم خاصة وقد بدأت الحالة الصحية لاغلبهم في التدهور المتسارع فاننا: 1  ندعو كافة الفعاليات الوطنية التونسية في الداخل والخارج الى مزيد التعبير عن المساندة للمضربين وجذب الدعم لمطالب وطموحات شعبنا في الحرية والكرامة. 2   نأمل من الحركات والاحزاب الاسلامية والقومية والوطنية في مختلف الأقطار العربية مساندة حركة التونسيين الناهضة من اجل الحريات واطلاق سراح المساجين السياسيين. 3  نطالب السلطة بالمبادرة الى الاصلاح الذي أصبح ضرورة ملحة لبلادنا وانهاء حالة الانغلاق والامعان في السياسة الأمنية التي لم تزد مشاكل البلاد الا اتساعا والازمة استفحالا. 25 رمضان 1426 الموافق 28 اكتوبر 2005

عن حركة النهضة بتونس رئيس المكتب السياسي عامر العريض
 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 28 أكتوبر 2005)

 


منظمات حقوق الإنسان في مصر تتضامن مع النشطاء التونسيين المضربين عن الطعام

 

أعربت منظمات حقوق الإنسان في مصر اليوم عن تضامنها ودعمها الكامل للنشطاء التونسيين المضربين عن الطعام منذ نحو عشرة أيام ، وحملت الحكومة التونسية وعلى رأسها الرئيس زين العابدين بن على المسئولية كاملة عن سلامتهم .

 

ففي الثامن عشر من أكتوبر الحالي ، بدأ كل من  » مختار اليحياوي ولطفي حجي و نجيب الشابي وعبد الرؤوف العيادي وحمة الهمامي ومحمد النوري والعياشي الهمامي وسمير ديلو  » وهم من الرموز التونسية المعروفة بدفاعها عن الحقوق و الحريات العامة ، إضرابا عن الطعام للمطالبة ببعض الحقوق الأساسية التي أهدرتها الحكومة التونسية ، وعلى رأسها حرية الإعلام ورفع القيود على المنظمات الحقوقية ونقابة الصحفيين وجمعية القضاة واطلاق سجناء الرأي الذين تكتظ بهم السجون التونسية .

 

ويأتي إضراب النشطاء التونسيين عن الطعام في مواجهة استمرار افتئات الحكومة التونسية على الحريات العامة وتمسكها بالنهج الاستبدادي المتمثل في التضييق الشديد على منظمات حقوق الإنسان وأحزاب المعارضة وتكميم الافواة ، بل والإيذاء البدني الذي تمارسه أجهزة الأمن ضد أصحاب الرأي والمعارضين لهذا النهج القمعي . وقد أكدت المنظمات الحقوقية المصرية على أن هذا الإضراب يشكل صفعة وفضح للحكومة التونسية ، التي احتلت بجدارة قائمة الدول القمعية ليس فقط في شمال أفريقيا ، بل وفي العالم العربي بأسره ، وأن الحكومة التونسية مهما طال قمعها وحكمها للشعب التونسي بالحديد والنار ، سوف تلقى نفس مصير ديكتاتوريات السبعينيات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا .

 

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

مركز هشام مبارك للقانون

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف

الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان

مركز حابي للحقوق البيئية

مركز الدراسات الريفية

الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي

مركز حقوق الطفل المصري

 

(المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

وصلة الموضوع: http://www.hrinfo.org/press/05/pr1027.shtml


السجين رضا البوكادي يساند حركة 18 اكتوبر

 

أعلن السجين السياسي القيادي في حركة النهضة المهندس رضا البوكادي عن دخوله في إضراب عن الطعام مساندة لحركة 18 أكتوبر. والسجين البوكادي من قيادات النهضة الذين سلمهم الامن الليبي لنظيره التونسي أواسط التسعينات وهو محكوم بالمؤبد وقد قضى التسع سنوات الاخيرة في زنزانة انفرادية في ظروف غاية في القسوة ما سبب له أمراضا خطيرة. ورغم حالته الصحية المتدهورة أبى إلا أن يعبر عن تقديره ومساندته للمبادرة التي تقوم بها نخبة من القيادات السياسية والجمعياتية مطالبين بالحريات وإطلاق سراح المساجين السياسيين. (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 28 أكتوبر 2005 على الساعة 12 و48 بتوقيت لندن)  

عائلات السجناء تزور المضربين

أدّى وفد عن لجنة العائلات للدفاع عن المساجين السياسيين، التي تتركب في غالبها من أمهات المساجين، زيارة للمضربين. وعند مغادرتهم مقرّ الإضراب أوقف أعوان البوليس بزي مدني عدّة سيارات أجرة لنقلهم إلى مركز الشرطة حيث جرى تسجيل هويتهم قبل إخلاء سبيلهم. كما قرّرت عائلات المساجين شنّ إضراب عن الطعام اليوم الجمعة 28 أكتوبر 2005. (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 28 أكتوبر 2005 على الساعة 12 و53 بتوقيت لندن)

أخبار الإضراب

 

قام عضو من نقابة الأطباء بزيارة مساندة الى المضربين.

 

رفض ثلاثة أطباء

وفي سياق آخر علمنا برفض ثلاثة أطباء في أمراض القلب فحص الأستاذ أحمد نجيب الشابي بعد معرفة مكان وسبب الفحص وهذا شئ مخالف لالتزامات يتعهد بها كل لها الأطباء عند تخرجهم. لذلك يفكر المضربون في رفع شكوى عند هيئة الأطباء .

 

زيارة و إيقاف

قامت مجموعة من أمهات و زوجات مساجين سياسيين بزيارة المضربين عن الطعام ومساندتهم في هذه الحركة الوطنية الامسبوقة. قامت قوات الأمن بإيقافهن عند خروجهن من مقر الإضراب و إقتيادهم إلى مركز شرطة حيت تم التثبت في هوياتهن.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 28 أكتوبر 2005)

 


أصداء الإضراب

 

–   زار اليوم السيد طوم كونيغس، مفوض الحكومة الفدرالية الألمانية لحقوق الإنسان، المضربين عن الطعام وكان مصحوبا بوفد دبلوماسي ألماني يتقدمه سفير بلاده بتونس. وقد تناولت الزيارة مطالب المضربين وأسباب الإضراب، إلى جانب الوقوف على تطوراته والاطمئنان على صحة المشاركين فيه. وقد عبّر الوفد عن تقديره للمضربين الذين يعرّضون حياتهم للخطر من أجل الدفاع عن كرامة المجتمع المدني التونسي، كما أكدوا لهم أنّ احترام حقوق الإنسان هو مبدأ ثابت وركيزة أساسية من ركائز السياسة الخارجية لبلادهم.

–   كما أدّت دبلوماسية كندية زيارة للمضربين عبّرت لهم خلاله أنّ زيارتها تأتي استجابة لنداء المجتمع المدني ببلادها الذي ما فتىء يعبر عن اهتمامه ومساندته للإضراب .

–   أدّى وفد عن لجنة العائلات للدفاع عن المساجين السياسيين، التي تتركب في غالبها من أمهات المساجين، زيارة للمضربين. وعند مغادرتهم مقرّ الإضراب أوقف أعوان البوليس بزي مدني عدّة سيارات أجرة لنقلهم إلى مركز الشرطة أين جرى تسجيل هويتهم قبل إخلاء سبيلهم. كما قرّرت عائلات المساجين شنّ إضراب عن الطعام يوم غد الجمعة 28 أكتوبر 2005.

–   زار وفد عن النقابة العامة للتعليم الأساسي المضربين عن الطعام، وسلّمهم الموقف الرسمي لنقابتهم ممضى من قبل الكاتب العام المنصف الزاهي والمساند لمطالب المضربين.

–   زار وفد عن نقابة الأطباء الجامعيين برئاسة الدكتور خليل الزاوية المضربين عن الطعام وعبر لهم عن تضامنه مع تحركهم.

–   زار وفد عمالي من مصنع التبغ والوقيد بتونس العاصمة المضربين عن الطعام

–   زار وفد يضم عدّة طلبة من كلية الآداب بمنوبة المضربين عن الطعام، وسلّموا المضربين رسالة مساندة وعريضة تضامن تحمل حوالي مائة إمضاء. كما أن مسؤولين نقابيين (2) بكلية منوبة وهما أنور عمدوني ووليد النفزي خاضا إضرابا تضامنيا عن الطعام دام يومين.

–   زار المثقف محمد الطالبي المضربين

–   توافد كامل اليوم عشرات المناضلات والمناضلين، من نقابيين ومثقفين وشباب، على مقر الإضراب.

–   قرّر عدد من المناضلين من لجنة مساندة الإضراب بالمنستير الدخول في إضراب عن الطعام يومي السبت والأحد القادمين (29 و30 أكتوبر)، وهذه قائمة بأسماء المشاركين: رشيد الشملي، حميدة الدريدي، منذر الخلفاوي، وائل نوار، عبد الرحمان الهذيلي، أحمد مهني، عبد الستار بن فرج، براهيم رزيق، منصور بريمة، عبد العزيز بوغطاس ووليد حاج عمار.

– أضرب اليوم تلاميذ المعهد الثانوي 18 جانفي 1952 بجبنيانة عن الدروس لساعتين (من العاشرة حتى منتصف النهار) وذلك احتجاجا على دعوة مجرم الحرب أرييل شارون لزيارة تونس بمناسبة انعقاد قمة مجتمع المعلومات الشهر القادم.

 

(المصدر: « البديـل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

 


الإتحاد العام لطلبة تونس – مؤتمر التصحيح – ينظم تجمعا طلابيا بكلية 9 أفريل لمساندة إضراب الجوع

 

أشرف يوم الأربعاء 26 أكتوبر 2005 كل من علي فلاح نائب الأمين العام و طه ساسي عضو المكتب التنفيذي على التجمع الطلابي المركزي بكلية 9 أفريل الذي دعا له المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس -مؤتمر التصحيح- وذلك دعما لإضراب الجوع الذي يشنه ممثلون لأحزاب سياسية معارضة وجمعيات مستقلة من أجل حرية العمل الحزبي والجمعياتي وحرية الإعلام والصحافة وإطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام.

 

وقد لعب مناضلو المكتب الفدرالي -الفاضل ساسي- للإتحاد بالجزء دورا هاما في الإعداد المادي والدعائي للتجمع الطلابي، حيث قاموا باستقبال المناضلين والطلبة الذين وفدوا من مختلف الكليات وتوزيع البلاغات الصادرة عن المناضلين المضربين، كما قاموا بتعليق تظاهرة حائطية متكونة من نصوص وصور للتعريف بالمضربين ومطالبهم إلى جانب الرسالة التي وجهوها إلى التجمع الطلابي.

 

وقد تداول على الكلمة كل من علي فلاح نائب الأمين العام وطه ساسي عضو المكتب التنفيذي وعضوي الهيئة الإدارية: بالقاسم بن عبد اللـه كاتب عام المكتب الفدرالي بكلية العلوم بتونس وصالح العجيمي كاتب عام المكتب الفدرالي بالمعهد العالي للغات بتونس معبرين عن مساندة الإتحاد العام لطلبة تونس -مؤتمر التصحيح- لإضراب الجوع وتبنيه لمطالب المضربين خاصة وأنها من صميم الأهداف التي يناضل من أجلها الإتحاد كقوة من قوى المجتمع المدني المنخرطة في معركة الديمقراطية، ولما يتعرض له مناضلو الإتحاد وعموم الطلبة في تونس من انتهاك متواصل للحق في النشاط النقابي والسياسي ومن قمع جراء انتماءاتهم وآرائهم وذلك عبر السجن و التعذيب والطرد من الدراسة والحرمان من الشغل.

 

وقد أكد علي فلاح أنه رغم أن هذا الإضراب عن الطعام هو تجسيد لمدى استشراء القمع والانغلاق السياسي في تونس الذي لم يترك للمناضلين إلا التضحية بصحتهم وحياتهم من أجل التعبير عن آرائهم، إلا أن المساندة الكثيفة من أحزاب المعارضة والجمعيات المستقلة والمناضلين والمواطنين من مختلف الجهات والقطاعات كفيلة بتطويره نحو حركة نوعية قادرة على تعبئة الشعب من أجل الإطاحة بالدكتاتورية والاستغلال وتحقيق الديمقراطية السياسية والاجتماعية.

 

وبيّن طه ساسي أن حجم القمع والتعتيم المسلط على القوى المناضلة من أحزاب وجمعيات وأفراد وحرمانها من كل وسائل التعبير، جعل إضرابات الجوع ما انفكت تتسع في تونس داخل السجون وخارجها وتتحول إلى ظاهرة عامة يمكن اعتبارها بمثابة النضال « البيو- سياسي » (biopolitique). كما بين أهمية النضال من أجل الحق في امتلاك حقوق (le droit d’avoir des droits) كمدخل ضروري للنضال من أجل الديمقراطية والعدالة حول تلك الحقوق وعبرها.

 

كما ركز بالقاسم بن عبد اللـه حول ضرورة توحّد الحركة الطلابية مع الحركة الديمقراطية في هذا التحرك المتقدم في مواجهة سلطة معادية لمصالح الطلبة والشعب، حيث تمثل المطالب التي رفعها المضربون عن الطعام مدخلا ضروريا من أجل تطوير الحركة الشعبية في اتجاه الانعتاق الوطني والاجتماعي، وذلك تكريسا لشعار « الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية ».

 

وردّ صالح العجيمي على الإدعاءات والمزايدات التي تحاول باسم الثورجية الترويج لخطاب الانزواء واليأس والخنوع، و وضح كيف أن النضال من أجل الحريات و حقوق الإنسان ليس اختياريا بل هو ضرورة موضوعية تفرضها طبيعة النظام السياسي الحالي ودرجة نضج القوى الاجتماعية التقدمية وإمكانيات الصراع المخولة لها في ظل موازين القوى القائمة، و أن النضال المرحلي من أجل تكريس الحرية السياسية هو شرط ضروري لتطوير ظروف الصراع من أجل تحقيق الاستقلال و الحرية و العدالة الاجتماعية على أنقاض النظام الدستوري ومؤسساته وأدواته.

 

(المصدر: « البديـل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 27 أكتوبر 2005)


الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان تونس في 27 أكتوبر 2005
أخبار

الحصار المطبق على مقرات فروع الرابطة يتواصل

  بعد تمكين الرابطة من عقد مجلسها الوطني يوم 23 أكتوبر 2005، وبعد تصريح رئيس الدولة في خطابه يوم 22 أكتوبر 2005 « أن الرابطة مكسب وطني »، « وأن الوضع الحالي لهذه المنظمة هو نتيجة خلاف داخلي بحت بين أطراف تنتمي كلها إلى الرابطة ولا دخل للسلط العمومية فيه ولا في تطوراته » بدأ حديث داخل الأوساط الرابطية حول إمكانية رفع الحصار المضروب على مقرات الفروع. والمعلوم أنه منذ تاريخ 16 سبتمبر 2005 ضربت السلطة طوقا أمنيا شديدا على مقرات فروع الرابطة بالجهات (بنزرت ـ ماطر ـ جندوبة ـ قليبية ـ سوسة ـ المنستير ـ المهدية ـ صفاقس الشمالية ـ قفصة ـ قبلي ـ نفطة ـ قابس) من طرف أعداد غفيرة من أعوان الأمن بالزي المدني تحت الإمرة المباشرة والميدانية لمسؤولين أمنيين كبار بالجهات ولم يبق سوى المقر المركزي تجتمع فيه الهيئة المديرة. وفي كل مرة تحاول هيئة فرع الاجتماع بمقرها يعلم هؤلاء المسؤولين الأمنيين أعضاء الهيئات بأنه لا سبيل لذلك إطلاقا ومهما كان الثمن، نظرا وأنه محمول عليهم تنفيذ تعليمات صارمة في الموضوع. وقد داهم شهر رمضان هؤلاء الأعوان فلم يرفع الحصار حتى في وقت الإفطار وأجبروا على الإبقاء على محاصرة المقرات حتى في تلك الأوقات أيضا وعاين العديد من المسؤولين في الفروع كيف أنهم يأكلون وجبة هزيلة داخل السيارات لا علاقة لها بوجبة الإفطار العادية. وقد تعرقل نشاط الفروع المبرمج من طرف هيئاتها والمتمثل في الاجتماعات الدورية للهيئات وقبول المواطنين لتلقي شكاياتهم بخصوص الانتهاكات التي يتعرضون لها ومنعت الهيئات من تنظيم الندوات الفكرية والحقوقية لنشر ثقافة حقوق الإنسان مما استهدف الرابطة كمنظمة حقوق إنسان وكمكسب وطني ومنعها من القيام بوظيفتها التي بعثت من أجلها. ولكن ورغم عدم منع المجلس الوطني للرابطة من الانعقاد، وخلافا لما جاء بخطاب رئيس الدولة، فإن محاصرة مقرات الفروع متواصلة وبكل شدة وهذا لا يدل على أن السلطة تعمل على المحافظة عليها. ـ مقر بنزرت : تمنع اجتماعات هيئة الفرع واجتماعات الهيئة بالمنخرطين وتمنع الندوات ولا أحد يسمح له بالدخول للمقر سوى لرئيس الفرع أو عضو أو في أقصى تقدير إثنين. يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2005 تحول أعضاء اللجنة الجهوية ببنزرت لمساندة حركة 18 أكتوبر 2005 فوجدوا في طريقهم عدد هائل من الأعوان منعوهم من مواصلة الطريق إلى المقر وبقوا في ذلك المكان حتى تفرقوا وتواصل محاصرة المقر بنفس الشكل. ـ مقر ماطر : يمنع الدخول للمقر لأكثر من عضوين ويوجد أعوان الأمن دائما بجانب المقر ولا يتركون الهيئة تجتمع به ولا الدعوة لاجتماعات داخله. ـ مقر جندوبة : الاجتماعات ممنوعة بالمقر ويتواجد بصفة دائمة عدد كبير بأعوان الأمن أمامه وبجواره. وقد طالت المحاصرة مكتب الأستاذ الهادي المناعي نائب رئيس الفرع وطالته محاصرة لصيقة كما تضرر من ذلك حرفاؤه وسائقه بوصفه غير قادر على السياقة بسبب مرض مزمن. وقد أوقف هذا السائق بتعلات واهية للتأثير عليه حتى يرضخ ويتخلى عن تقديم خدماته. كما طال كاتبة الأستاذ المناعي التي تعرضت إلى هرسلة لنفس الغرض. ـ مقر قليبية : يتواجد أعوان الأمن أمام مقر الفرع وتمنع الاجتماعات به. ـ مقر سوسة : مقر الفرع مراقب ومنعت الاجتماعات به منذ 16 سبتمبر وسيقع التثبت من تواصل هذا المنع في الاجتماع الدوري المقبل لهيئة الفرع. ـ مقر المنستير : حصلت محاولة اجتماع هيئة الفرع يوم الأحد 23 أكتوبر فمنع أعضاء الهيئة من الدخول. المقر محاصر بصفة منتظمة والمراقبة لصيقة لأعضاء هيئة الفرع وخاصة الرئيس السيد سالم الحداد الذي يراقب 24 ساعة على 24 ساعة. ـ مقر المهدية : حصل آخر اجتماع بالمقر قبل 16 سبتمبر والبوليس مرابض أمامه 24 ساعة على 24 ساعة وستحاول الهيئة الاجتماع بالمقر يوم 27 أكتوبر 2005 والملاحظة أن الأعوان المرابضون أمام المقر كانوا قد استعملوا العنف ضد رئيس الفرع السيد محمد عطية وكادوا أن يتسببوا في وفاته من جراء أزمة قلبية. ـ مقر صفاقس الشمالية : المقر محاصر وقد منع اجتماعي 02 أكتوبر و16 أكتوبر وستقوم هيئة الفرع بمحاولة اجتماع يوم 28 أكتوبر 2005 ـ مقر قفصة : المقر محاصر وقد منعت جميع الاجتماعات به من طرف عدد كبير من أعوان الأمن ووقع استعمال العنف ضد السيد عمار عمروسية المنخرط بالفرع يوم 13 أكتوبر 2005 عند ما كان في طريقه إلى منزله بعد منع الاجتماع بالمنخرطين ومنع اجتماع هيئة الفرع يوم الإربعاء 26 أكتوبر. وقررت هيئة الفرع دعوة المنخرطين للاجتماع يوم السبت 29 أكتوبر. ـ مقر قابس : يتواجد البوليس أمام المقر ويمنع اجتماعات الهيئة أو بالمنخرطين. واجتماع هيئة الفرع مبرمج ليوم الاربعاء 02 نوفمبر. ـ مقر نفطة : المقر محاصر وتمنع الاجتماعات فيه. ـ مقر قبلي : المقر محاصر وتمنع الاجتماعات فيه.


تونس تصف اضراب حقوقيين عن الطعام بانه « مسرحية اعلامية »

تونس (رويترز) – جددت تونس يوم الجمعة انتقادها لثمانية حقوقيين تونسيين يضربون عن الطعام منذ 11 يوما واصفة اضرابهم بانه « مسرحية اعلامية » تهدف لتضليل الصحافة الدولية وتفتقر للمصداقية. وقال مصدر حكومي لرويترز « يتضح اكثر فاكثر ان اضراب الجوع المزعوم ليس سوى مسرحية اعلامية اخرجها بعض الافراد الذين يحاولون تضليل الصحافة الدولية من ذلك ان المطالب المزعومة.. ليس لها اي جوهر وتفتقر للجدية والمصداقية. » ويأتي هذا الانتقاد الحكومي في وقت تشهد فيه العلاقة مع المعارضة تأزما متزايدا بشكل غير مسبوق منذ دخول ثمانية حقوقيين من اتجاهات سياسية ونقابية مختلفة اضرابا مفتوحا عن الطعام وتعهدهم بمواصلته في وقت تتجه فيه الانظار الى تونس التي تستضيف قمة عالمية للمعلوماتية من المقرر عقدها منتصف الشهر المقبل. واعتبر المسؤول الحكومي ان هذه « المحاولة الرامية بوضوح لاستغلال القمة العالمية حول مجتمع المعلومات لاغراض دعائية مفضوحة لا تخدم باي حال قضية الديمقراطية والحريات بل انها تنم عن انتهازية غير مسؤولة من قبل اصحاب هذه المسرحية. » وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وصف يوم السبت الماضي المضربين بأنهم « شذوا عن الروح الوطنية » في اول رد فعل له على هذه القضية المثيرة للجدل وهو ما رفضه المضربون. ووصفت السلطات الحقوقيين بان « ليست لهم اي مصداقية لدى الرأي العام التونسي الذي لايعيرهم اي اهتمام. » معتبرة ان تعبير هؤلاء المضربين عن رأيهم بكل حرية يمثل في حد ذاته تكذيبا قاطعا لادعاءاتهم في ما يتعلق بحرية التعبير في تونس. واستغربت الحكومة مشاركة احمد نجيب الشابي الامين العام للحزب الديمقراطي التقدمي المعترف به. وقالت « الشابي هو الامين العام العام للحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينشط بصورة قانونية ويمارس كامل انشطته السياسية بحرية ودون عراقيل ويعقد بحرية اجتماعته ويصدر جريدة اسبوعية يعبر فيها بكل حرية.. واطنبت في تغطية الاضراب المزعوم. » ويطالب المضربون الثمانيية الحكومة « باطلاق الحريات والسماح بالعمل السياسي والافراج الفوري عن سجناء الرأي. » لكن المسؤول التونسي جدد رفض السلطات وجود سجناء رأي معتبرا انه لايمكن سجن اي شخص في تونس بسبب ارائه. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أكتوبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

تونس: اهتمام واسع بإضراب «زعامات» عن الطعام

 

تونس – قدس برس

قالت الهيئة الوطنية لمساندة المضربين عن الطعام في تونس، إنها سجلت تدهورا صحيا بين عدد من المضربين، والتفافا واسعا حول مطالبهم، عبرت عنها حالة التحفز، التي تعيشها قطاعات واسعة من التونسيين، الأمر الذي توقعت الهيئة أن يحول إضراب عدد من قادة الأحزاب ومؤسسات حقوقية عن الطعام إلى حركة سياسية تلتف حول مطالبهم. وقالت الهيئة في بيان تلقت وكالة: « قدس برس » نسخة منه، إنها تكبر « تضحيات المضربين التسعة، الذين يخوضون إضرابهم لليوم العاشر على التوالي، واعتزازها بالدعم الذي لقيه هؤلاء في الداخل والخارج ».

وقال البيان إن المبادرة تعتبر « تحديا في صميم متطلبات المرحلة، ووضعت حدا للجمود الذي كاد يشل الحياة العامة في تونس، وعامل تسريع لمجريات الأحداث، على أكثر من صعيد، ومثلت بداية انتزاع للمبادرة السياسية من طرف الحركة الديمقراطية، دفعت المعارضة ومكونات المجتمع المدني، إلى تجاوز عوائق الخصوصية الحزبية والثقافية، والانخراط صفا واحدا، دفاعا عن القضايا الوطنية الجامعة ».

وشدد البيان على أن حركة الإضراب هذه تضع الجميع « أمام تحديات تقتضي درجة عالية من الوعي برهاناتها، وتضعهم أمام مسؤولية تاريخية، لتأمين شروط تحقيق أهدافها، والتجند للدفاع عنها، وإنجاحها مهما كانت المصاعب التي ستعترضنا ». وأعلنت اللجنة تشكيل « لجنة متابعة » تتكون من عدد من الكتاب والمحامين والشخصيات التونسية البارزة، بقيادة الأكاديمية المعروفة سناء بن عاشور.

وفي سياق متصل أقام المضربون عن الطعام ندوة صحفية الأربعاء (26/10)، ترأسها الصحفي لطفي الحجي، رئيس نقابة الصحافيين التونسيين، وأحد المشاركين في الإضراب. وقدم حجي عرضا لمجريات الإضراب، بعد تسعة أيام من انطلاقه، وتحدث عن الظروف التي يعيشها المضربون، والمؤازرة الواسعة التي يتلقونها.

من جانبه قدم الدكتور فتحي التوزري منسق اللجنة الطبية المكلفة بمتابعة الوضع الصحي للمضربين، تقريرا عن حالتهم، وأشار بالأساس إلى بداية تدهور الحالة الصحية للبعض منهم، محذرا من ظهور علامات تدهور في الحالة الصحية لبعضهم.

ورد حمة الهمامي، رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي، على التهم التي وجهها الرئيس زين العابدين بن علي للمضربين، ووصفهم بالفئة المناوئة والمتآمرة، التي تستهدف تشويه صورة تونس، قبل انعقاد قمة المعلومات. وقال إن الإضراب كان رد فعل على انسداد كل أفق، وانعدام الشروط الدنيا للعمل الجمعياتي والمدني والسياسي.

من جهته نفى أحمد نجيب الشابي رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي، أن يكون هدف الإضراب مجرد تحرك احتجاجي، مرتبط بقمة المعلومات، مؤكدا أنه « إضراب سياسي، أملته الوضعية الخانقة للحريات ». وشدد المضربون في إجابة على سؤال بشأن مدى قدرتهم على الاستمرار في الإضراب عن الطعام، خاصة مع بداية تدهور صحتهم، شددوا على أنهم مصممون على مواصلة الإضراب حتى نهايته

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية بتاريخ 28 أكتوبر 2005)


إضراب المدرسين في تونس احتجاجا على زيارة شالوم
تونس (رويترز) – أعلنت نقابتا التعليم الاساسي والثانوي في تونس يوم الجمعة عن إضراب كامل للمدرسين عن العمل يوم العاشر من نوفمبر تشرين الثاني المقبل احتجاجا على زيارة مرتقبة لوزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم لحضور قمة عالمية للمعلوماتية الشهر المقبل. وقالت النقابتان في بيان مشترك ان هذا الاضراب يأتي « في اطار مناهضة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. » واضاف البيان « نذكر بمواقفنا الثابتة المناهضة لجميع اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وبرفضنا زيارة السفاح (ارييل) شارون او من ينوبه من الوفد الصهيوني. » ويتجاوز عدد مدرسي التعليم الاساسي والثانوي في تونس 100 الف مدرس من بينهم قرابة 50 الفا في النقابتين حسب مصادر من الاتحاد العام التونسي للشغل. وتستضيف تونس في منتصف الشهر المقبل قمة عالمية لمجتمع المعلومات يشارك فيها قرابة 40 زعيما عالميا ونحو 17 الف شخصية علمية ورسمية. وينتظر ان يرأس وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم وهو تونسي المولد وفد بلاده خلال القمة التي دعيت اليها كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أكتوبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  

زلزال يهز تونس ولا تقارير عن وقوع اصابات
تونس (رويترز) – هز زلزال بلغت قوته اربع درجات على مقياس ريختر منطقة هرقلة في ولاية سوسة في الساحل التونسي. وقال المعهد التونسي للارصاد يوم الجمعة ان الهزة سجلت في ساعة متأخرة من مساء الخميس في هرقلة التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة تونس. ولم يذكر ما اذا كان الزلزال قد تسبب في خسائر مادية او بشرية. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 أكتوبر 2005 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

إضراب لمدرسي تونس احتجاجا على زيارة شالوم..

 أعلنت نقابتا التعليم الأساسي والثانوي في تونس الجمعة 28-10-2005 عن إضراب كامل للمدرسين عن العمل يوم 10-11-2005 احتجاجا على زيارة مرتقبة لوزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم لحضور قمة عالمية للمعلوماتية. وأفادت النقابتان في بيان مشترك أن هذا الإضراب يأتي « في إطار مناهضة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ». وتستضيف تونس في منتصف نوفمبر 2005 قمة عالمية لمجتمع المعلومات يشارك فيها قرابة 40 زعيما عالميا ونحو 17 ألف شخصية علمية ورسمية.
 
وسيرأس وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم وفد بلاده خلال القمة التي دعيت إليها كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة
(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 28 أكتوبر 2005)

 

الجواب على الخطاب

يا حاكم تونس كفّ عن تخويننا وتهديدنا

 

عبد الرؤوف العيادي

سهام بن سدرين

نزيهة رجيبة (أم زياد)

 

ما زال المسار التحضيري لقمّة مجتمع المعلومات يثير رياح الخلاف بين السلطة و »مناوئيها ». وقد تحوّلت هذه الرياح في الخطاب الذي ألقاه حاكم تونس في التجمّعيين إلى زوابع غضب انصبّ على رؤوس النشطاء لأنّهم شاركوا في الندوة التحضيرية الأخيرة « بجينيف » واستطاعوا رغم قلّة عددهم وضعف إمكانياتهم أن يقلبوا ميزان القوّة بينهم وبين المجتمع المدني المزيّف وأن يظهروا للمجتمع الدولي جمعيات وحكومات ما يقوم وراء الصورة التي يريد النظام تسويقها في التجمع العالمي المرتقب من انتهاك لحقوق الإنسان وقيود مضروبة على الحريات في بلد يستضيف قمة عالمية تمثّل حقوق الإنسان والحريات ركيزة من أهم ركائزها. وممّا زاد الطين بلّة وقوّى رياح غضب السلطة على مناوئيها هذا الإضراب عن الطعام الذي شنّته وجوه سياسية وحقوقية للاحتجاج على الأوضاع المتردية في تونس واستنهاض الهمم لتحسينها.

 

في هذه المرة لم يواجه المعارضين زبانية النظام وبيادقه بل نزل بن علي شخصيا إلى ميدان محاربتهم فعاد مرة أخرى بعد الندوة التحضيرية الثانية التي ذمّ فيها المجتمع المدني وجاد بدفعة جديدة من الشتم والتخوين والتهديد يعاقب عليها القانون لو كنّا في بلد يسوده القانون ويتساوى فيه الجميع أمامه.

 

وبما أنّنا نعيش في بلد لا تحترم فيه السلطة القانون ويبيح فيه الحاكم لنفسه أن يثلب أحرار بلاده على رؤوس الأشهاد وعبر وسائل إعلام وطنيّة صادَرها وصار يتصرّف فيها كما لو كانت ملكا خاصّا له فإنّ أضعف الإيمان وأبسط حقوق الدفاع عن النفس أن نردّ على هذه الحملة التشويهيّة « الرئاسيّة » عبر الانترنيت آملين أن يكون المردود عليه أمام حاسوبه ليقرأ خطابنا ويسمع جوابنا وأن يقرأ أنصار الحق ردّنا هذا فيعوا أبعاد هذه الحملة وما قد تمثله من خطر علينا بعد أن صرنا مرمى لبن علي شخصيّا وليس لمجرد تابع من أتباع جهازه.

 

يقول بن علي في معرض حديثه عن القمّة إنّه يثمّن جهود كافة الأطراف المساهمة في الإعداد لها وإنّه يحيّي بصفة خاصة ما تميّز به المجتمع المدني « التونسي » من حيوية خلال مشاركتهم في الاجتماعات التحضيرية وإسهامهم في إثراء مضامينه !! وهو يقصد بالمجتمع المدني التونسي ذلك الجيش العرمرم من المرتزقة الذين سخّر لهم جميع الإمكانيات للدعاية له ولنظامه، ولاحِظوا أنّه أغدق عليهم صفة « التونسي »، فهل يعني هذا أنّه سيجرّد معارضيه من الجنسية التونسية؟! (ربّي يستر فقانون الجنسية يبيح له ذلك وأعتى الدكتاتوريات في العالم كانت لها سابقة في هذا الشأن)

أمّا عن مشاركة مجتمعه المدني « التونسي » في الندوة التحضيرية فيبدو أن السيد بن علي لم يتلقّ تقارير صحيحة عن حسن بلائهم لأنّ الحقيقة هي أنّهم جلبوا العار لتونس… بل لنظامه وأعطوا صورة مصغرة لما يتميّز به من الغوغائيّة وفجاجة الدعاية وضعف الحجة جعلت بعض الملاحظين يستعظمون بليّتنا بهم ويتساءلون « إذا كانوا يفعلون هذا في قصر الأمم… فكيف بهم في تونس؟! »

 

وفي معرض حديثه عنّا يقول « رئيس كلّ التونسيّين » إنّنا قلّة من المناوئين شذّت عن تلك الروح الوطنيّة (اسم الإشارة يشير إلى الروح الوطنية التي يتحلّى بها مرتزقته مثل مولدي مبارك) من الاعتزاز براية تونس ومكانتها ».

نعم نحن قلّة ومناوئون، قلّة بفضل سياسة بن علي ونتيجة لمناخ الرعب الذي أقامه حكمه البوليسي حتى صارت ممارسة الحرية في تونس والدفاع عنها والسياسة في صفوف المعارضة مهمّات لا يقدم على الاضطلاع بها إلاّ أقلّية ممن استطاعوا تجاوز الخوف وقبلوا بالعيش في خطر. والعبرة ليست دائما بالعدد بل بعدالة القضايا ولعلّنا من هذه الناحية نمثل أغلبية تزري بنتائجه التسعينية. ونحن مناوئون ولكن ليس لتونس ولرايتها بل لحكمه الاستبدادي ومن أجل تونس وحتى ترتفع رايتها غير موصومة بالفساد ولا مضرّجة بدماء الحرية الذبيحة في مراكز التعذيب والسجون السياسية.

 

أمّا عن علكة التخوين وتجريد الناس اعتباطا وجزافا من صفة الوطنية فليعلم السيد بن علي وغيره ممن يستسهلون توجيه هذه التهمة للناس أنّه لا يملك السلطة التقديرية للوطنية حتى ولو كان رئيسا منتخبا وشرعيا فكيف وهو لا منتخب ولا شرعي. وليعلم أنّ هذا الابتزاز للمشاعر الوطنية لدى بسطاء الناس لتشويه المناضلين لم يعد ينطلي على أحد، فأغلب الناس صار يتبادر إلى أذهانهم كلما سمعوا حملة من هذا النوع ضدّ مناضل، أنّ هذا المناضل لابد أن يكون وطنيا أكثر ممّا يحتمله النظام. ولسنا بحاجة للتذكير بذلك الخلط المتعمد الذي روّجته السلطة دوما بين النظام الزائل والوطن الباقي، مع العلم بأنّ النظام يمكن أن يكون غير وطنيّ وخاصة في هذا العصر الذي لا يمكن التحدث فيه عن سلطة وطنية ما لم تكن ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان.

 

ومهما يكن من أمر فإنّ المستقبل سيقول بوضوح ودون خوف من هو أكثر وطنيّة: الذي يعرض حياته إلى الخطر ويكابد السجن والمنفى ويُحرم من أبسط الحقوق والحصانات من أجل دفاعه عن حرية وكرامة وطنيه أم النظام الذي قيّد البلاد وشلّها وتأخّر بها واستهزأ بذكاء شعبها ليسلمها في الأخير إلى عصابة من المفسدين والنهّابة والانتهازيين؟

يعيب علينا حاكم تونس في خطابه المذكور أنّنا اغتنمنا مناسبة القمّة لمحاولة الإساءة إلى بلادنا وتشويه صورتها في العالم.

 

يا للعجب ! لماذا يحرّم علينا الرجل ما يحلّه لنفسه حتى في هذا الشيء البسيط والمفتوح للعموم. لقد استضاف السيد بن علي هذه القمة خصيصا ليلمّع صورة نظامه المهترئة، فأيّ عيب وأيّ منافاة لمنطق في اغتنامنا نحن لهذه المناسبة لنلفت الانتباه إلى قفا الصورة ولنطالب بصورة جديدة جميلة يتطابق فيها الوجه مع القفا. ثم إنّ من يسمع كلام السيد بن علي قد يتخيّل أنّنا لم نتحرك للتعريف بقضايا الحريات وحقوق الإنسان في تونس إلاّ على خلفية هذه القمّة والحال أنّنا نقوم بذلك على مدار السنة وهو يقمعنا على مدار السنة، الواقع أنّ ما أزعجه في النشاط الأخير هو أنّ عين العالم وقعت عليه وهو يخشاها كثيرا.

 

يقول السيد بن علي عن عمل الأقلية التي تناوئه إنّه عمل « يتنافى مع العمل السياسي السليم الذي يقوم على تقديم البدائل والبرامج وخدمة المصلحة العليا للوطن ».

 

إنّه لايعني هنا المشاركين في ندوة جينيف فقط وإنّما يعني أيضا الأطراف السياسية المضربة عن الطعام حاليا لأنّ الحصار الذي ضربه عليها وحولها لم يترك لها مجالا لعمل سياسي ولا لتقديم بدائل وبرامج « خدمة للمصلحة العليا للوطن » الحقيقية والمتمثلة في إنهاء حكمه فلم يبق لها إلاّ تجويع النفس والمجازفة بسلامة الجسد وربما بالحياة لتطلق صرخة احتجاج على تدهور وضع الحريات إلى حدّ لم يعد يحتمل.

 

ثم يأتي دور التهديد والوعيد فيقول بن علي  » تونس التغيير هي دولة القانون والمؤسسات ونحن ساهرون على تطبيق القانون على كل من يتطاول عليه ويتجاهله ».

 

عندما يقال مثل هذا الكلام في دولة القانون حقا فإنّه يطمئن النفوس ويزرع فيها الأمل باسترداد الحقوق، أمّا عندما ينطق به حاكم من فصيلة الذي عندنا والذي يملك براءة اختراع الاستبداد بالقانون ويفصّل القانون على مقاسه ويرتهن المؤسّستين الأمنية والقضائية، فإنّ الأمر يصير تهديدا محضا يجب أن يُستعدّ له وينبّه إليه.

 

صحيح أنّنا لم نعد في بداية التسعينات وأنّ النظام ضعف ومن ثم أنّ هذا الكلام يمكن أن يدلّ على الشعور بالضعف والعجز أكثر من دلالته على الشعور بالقدرة والقوة. ولكن صحيح أيضا أنّ الأنظمة تزداد شراسة عندما تشرف على نهايتها وغير مستبعد أن يكون هذا الوعيد الرئاسي تمهيدا لحملة انتقامية حالما ينفضّ محفل القمّة وتُطفأ أنوارها وتعود تونس إلى ظلامها الإعلامي المعهود.

 

نحن لا نستبعد هذا لعلمنا أنّ مناوأة استبداد عضوض مثل الذي نعيش فيه ليست نزهة في حديقة البلفيدير، ولهذا نشهد العالم على هذا التهديد ونتواصى بالحذر واليقظة.

 

مسك الختام في حديث السيد بن علي عن الرابطة هذا المكسب الوطني الذي يحرص الرئيس على المحافظة عليه والذي يعيش أزمة داخلية لا شأن للسلطة بها ولكنّ المناوئين (هم دائما !!) شوّهوا حقائقها وغالطوا فيها بعض الدول الصديقة.

كلام يُنطق من « الأجناب » ويبعث على اللطم من شدّة الصدمة.

 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت دوما هدفا لصواعق السلطة وفي عهد التغيير تحديدا رأت صنوفا من التضييقات والمضايقات ومنع التمويل ومحاكمات جعلتها حريفا وفيّا لقصر العدالة ومناضلوها ومناضلاتها نالهم من « البونية والمشطة » ما صاروا به حرفاء لأقسام الاستعجالي فإذا كان هذا هو الحرص على المكسب الوطني…؟؟؟

 

ختاما، نعبّر عن رفضنا الشديد لما جاء في خطاب السيد بن علي من ثلب لنا وتشكيك في وطنيتنا ونعتبر كلامه عن تطبيق القانون تهديدا لنا ننبّه إليه الرأي العام محمّلين السلطة كل ما قد نتعرض له من أذى. كما نعبّر عن تمسّكنا القويّ بمواصلة طريقنا النضالية من أجل قضايانا العادلة وذلك اثناء القمّة وبعدها.

 

تونس في 25 أكتوبر 2005

 

(المصدر: موقع مجلة كلمة الألكترونية بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

وصلة الموضوع: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=93


هل للإقصاء والتهميش من نهاية ؟

 

إن الحركة التي يقودها المجتمع المدني في تونس هذه الأيام بل في هذه السنين الأخيرة من مطلع الألفية الثالثةـ بعد انتهاء سنين العسل مع مكونات النظام، وفي هذه الفترة التي يستعيد فيها تشكله وعافيته وبناء ذاته بعد حالة التذرر والتشتت التي انتهى إليها، وحالة المرض الذي أصابه بفعل ثقافة الإقصاء والاستئصال والتهميش المعتمدة لدى مختلف مكوناته، ولو مع تلك التي تقف معها على نفس الأرضية الفكرية وعلى نفس المرجعية الثقافية والمنهج والمذهب السياسي .
هذه العقلية التي عمقت الانقسام الاجتماعي، وتوزعت نفس الحركة العلمانية اللائكية بها بين المعارضة والنظام، الذي شهد نفس التنوع ونفس الإنقسام في مكوناته، ولكن على أسس نفعية ومافيوزية .
فإذا كانت حركة المجتمع المدني مشكلة في جلها  في المرحلة الأولى من نظام حكم بورقيبة حتى سنة 1987 من مكونات الحركة العلمانيةـ  والتي لم يكن المجتمع السياسي فيها ممثلا إلا من طرف مكون علماني واحد هو الحزب الإشتراكي الدستوري الذي يمثل النظام ـ فان المرحلة الثانية من نظام حكم بورقيبة قد تعزز قيها المجتمع السياسي بالتحاق كل مكونات الحركة العلمانية تقريبا بالسلطة لتكون شريكا فيها أوتكون داعما ومساندا ومعاضدا لها، مما أحال حركة المجتمع المدني إلى حركة  مجتمع سياسي، و لتجد البلاد نفسها بعدها أمام وضع أنهى فيه المجتمع المدني نفسه إراديا لإعتبارات معلومة، لمزيد تعزيز حركة المجتمع السياسي ،بل أصبحت بمجتمع سياسي يبدو في أكمل صورة له وبانعدام أي وجود للمجتمع المدني فيه.
هذه الأطراف والمكونات والأطياف الفكرية والسياسية التي صاغت هذا الواقع بهذه العقلية وبهذه الأساليب وبهذه الثقافة هي المنقسمة اليوم على نفسها بين معارضة وسلطة، وتدير صراعا بعضها مع بعض من أجل إعادة تشكيل الساحة الوطنية، لإحداث التوازن المطلوب بين المجتمع المدني الآخذ في إعادة التشكل واستعادة عافيته والمجتمع السياسي الذي يعيش اليوم مرحلة العد التنازلي، بعد أن أخفقت مكونات حركته في تحقيق ما كانت تعتزم تحقيقه من أمن واستقرار ورخاء وحرية وديمقراطية ومساواة وضمان وصيانة لحقوق الإنسان ….
لقد عادت الحياة للساحة السياسية والإجتماعية والحقوقية والإنسانية بفعل حركة المجتمع المدني وبمبادراته وبمعاناته وبتوتره وانفعالاته وبإصراره على الإصلاح وبالسعي إلى افتكاك المبادرة من أجل الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وحقوق لإنسان .
وقد وجدت هذه الحركة ـ في مسألة مصادرة حرية التعبير وتبعية القضاء وإلحاقه بالكامل بالسلطة القضائية،  والمعاناة الإجتماعية لأوسع شرائح المجتمع من بطالة وطرد للعمال وتفويت في القطاع العام وتعطل المفاوضات الإجتماعية والإرتفاع المتسارع في الأسعار والتجميد المتواصل للأجور والضعف الشديد الذي وصلت إليه المقدرة الشرائية للفرد، وفي قضية مساجين الرأي من الحركة الإسلامية ومن حركة الإسلام الذين تحتجزهم السلطة كرهائن لديها منذ أكثر من 15 سنة، وفي التعذيب، وفي ضحايا قانون الإرهاب، وفي العفو التشريعي العام، والإنتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان، وانتهاج سياسة العصا لمن عصامن طرف نظام 7 نوفمبر الرهيب ضد كل نفس حر، وكل مطالب بما يتطلبه الوضع بالبلاد من إصلاحات ـ مادة دسمة للتحرك بكل مسؤولية وبكل جدية وبكل الوسائل السلمية والمدنية الممكنة .
وإذا كانت السلطة مدعومة من بعض الأحزاب السياسية ومن بعض الجمعيات والمنظمات الوطنية ومن بعض الشخصيات والجهات والأطراف الداخلية والخارجية المستفيدة أوالتي يخيل إليها أنها مستفيدة أويمكن أن تكون مستفيدة فعلا من هذا الوضع ـ ومعولة على ما أودعته قي الأنفس وفي مختلف الأوساط الإدارية والسياسية والإجتماعية والثقافية، وفي الفضاءات الخاصة والعامة، من رعب وخوف وطمع ،ومضطرة  للمحافظة على حالة الإنسداد والإنغلاق التي تعيشها وتخضع لها البلاد لما استشرى فيها من فساد مالي، وإداري وأخلاقي، واستغلال للنفوذ، ومحسوبية ورشوة، تخشى أن يأتي اليوم الذي تقع إماطة اللثام فيه عن مثل هذه الفضائح والجرائم في حق الشعب والوطن، ويبعث فيه أصحابها لا تخفى منهم خافية، وتجد الأطراف والجهات والعناصر المتورطة في ذلك نفسها في وضع لا تستطيع فيه أن تجد لنفسها مبررا لما اقترفته من جرائم في حق الشعب والوطن .فان مكونات المجتمع المدني مدعوة إذا لم تكن مخترقة، وإذا كانت صادقة في توجهها وفي خياراتها وبرنامجها الإصلاحي، وإذا كانت تريد أن تنجز مهمة حضارية تاريخية، أن تقطع مع عقلية الإقصاء والتهميش والاستئصال والخداع والطعن من الخلف، ومع ثقافة الإنتهازية واحتكار المبادرة والعمل السياسي والحقوقي والإنساني والثقافي والإعلامي ،وأن يقودها إيمان لا يخالطه شك أن الأساليب القديمة والعلاقات القديمة والثقافة القديمة لم تعد صالحة للمرحلة الراهنة. وهي التي بالخطاب المتحجر الذي كان سائدا وبمثل هذه العلاقات والأساليب وبمثل هذه الثقافة أوجدت هذا الواقع الزائف والفاسد الذي تعاني منه كل البلاد. وأن جهة واحدة بالغة ما بلغت من القوة لم يعد بمقدورها أن تواجه النظام، وأن تفتك منه زمام المبادرة السياسية، وأن تحقق للشعب طموحاته وتطلعه وتعطشه للحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان.
وأن الذي يجب أن يعلمه الجميع أن الأساليب القديمة والثقافة القديمة، والمحافظة على العلاقات القديمة ليست إلا لصالح الإستبداد والدكتاتورية، وهي الني أوجدتهما وما زالت تدعمهما، وليس ذلك في الحقيقة من الديمقراطية والإصلاح الذين يسعى إليهما المجتمع المدني في شيء. وأن إصلاحا حقيقيا وديمقراطية حقيقية ليسا ممكنين بدون علاقات جديدة وأساليب جديدة وثقافة جديدة مختلفة عن تلك التي أوجدت هذه الأوضاع الرديئة بالبلاد، والتي ما زالت مكونات تحالف نظام 7 نوفمبر مكرسة لها، وتعمل بها لإجهاض أي توجه إصلاحي حقيقي، ويمنع وجود أي تجربة ديمقراطية ناجحة تكون ممكنة إذا اتعظت مكونات المجتمع المدني، واستفادت من تجارب الماضي القريب، وتخلصت من عقدها القديمة، وهي التي مازالت هي نفسها و بنفس الرموز والشخصيات القيادية أحيانا، و بعض هذه الرموز وهذه الشخصيات القديمة هي نفسها التي دخلت في ا إضراب عن الطعام منذ يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2005 احتجاجا على مستوى التردي الذي أوصل إليه النظام السياسي بالبلاد الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والإعلامية، وعلى إصراره على اعتماد العنف والحلول الأمنية وحدها سبيلا للتعامل مع الواقع ومع مكونات المجتمع المدني ا لمصرعلى إنهاء « حالت الإنغلاق السياسي الكبير الذي تعيشه البلاد وحالة الحصار المفروضة على مختلف مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني « والمطالب بحرية التعبير والتنظم وسن قانون العفو التشريعي العام .
وحين نريد أن نعبر عن نضج كبير في هذه الظروف الصعبة ببلادنا فانه مهما كانت مآخذنا كبيرة على هذا التحرك وهذه المبادرة ومهما كان فيها من أخطاء وتجاوزات ومهما كانت سلبياتهاـ وقد حصلت وأصبحت واقعاـ فانه ليس أمامنا إلا أن نباركها ونشد على أيدي المبادرين بها والقائمين عليها والمنخرطين فيها. وأن لا يتردد في الإلتحاق بها ودعمها وتأييدها إلا خائن أومتخلف أوعاجز أوجبان، لأن الملتحق بها والداعم والمؤيد لها ليس فاعلا ذلك من أجل هذه الرموز وهذه الشخصيات وهؤلآءالمرابطين فقط ـ وان كانوا يستحقون ذلك وهم أهل له ويحسب لهم ـ وإنما من أجل قضايا وطنية خطيرة وهامة ومصيرية وعاجلة. وهل ثمة أغلى من الوطن والشعب والهوية ليضحي من أجلهم الأحرار من الرجال والنساء في أي عصر وفي أي مصر.    
إلا أن هذا التأييد الذي يجب أن يكون مطلقا ولا مشروطا، والإلتحاق الذي يجب أن يكون سريعا وواعيا ومسؤولا وجادا وتلقائيا، لا يجب أن تتخلله تلك السلوكات القديمة التي لا يحتملها، والتي لا تليق بمجتمع مدني وسياسي واع ومتحضر، كالإنتهازية والإحتكار والسمسرة بقضايا الشعب والوطن والمضطهدين والمظلومين والإلتفاف عليها، والقبول بأنصاف الحلول والدعوة للقبول بها والإقصاء والتهميش بما يضعف جبهة المعارضة المبدئية الجادة وبما يشتت جهود مكونات المجتمع المدني التي مازالت ضعيفة أصلا، وتحتاج إلى رص الصفوف والتضامن والإلتقاء ولو على الحد الأدنى من المطالب الوطنية الملحة، بعيدا عن الحزبية والفئوية والجهوية والتعصب المذهبي والإيديولوجي والفكري، وبعيدا عن الجشع والطمع والخوف والتردد والحسابات الضيقة، كتلك التي مارستها الأطراف المبادرة بتشكيل لجنة المساندة الجهوية بفقصة لإضراب الجوع المفتوح الذي دخلت فيه مجموعة من الوطنيين من أبناء تونس البررة من أجل الوطن والشعب والحرية والديمقراطية والكرامة والسيادة وحقوق الإنسان، و التي وفق رؤية ضيقة وحسابات مغلوطة مارست ـ في وقت حرج والكل في أمس الحاجة فيه إلى الكل المناضل والفاعل والجاد والملتزم بقضايا الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان ـ الإقصاء والتهميش لأطراف متضررة أكثر من هذا الكل المتضرر والذي كان طرفا في هذا الضرر الذي وكأني به يريد له أن يظل متواصلا ـ وأكثر جدية والتزاما ومبدئية واستعدادا للتضحية والفداء، ومستعدة لتقديم أكثر مما هي قادرة عليه رغم حالة الاستنزاف التي عاشتها ومازالت تعيشها، ورغم الإستهداف المتواصل الذي مازالت معرضة له في حقوقها المدنية والسياسية والإجتماعة والإقتصادية، والتي مازالت تعاني من السجون والمحاكمات والمضايقات الأمنية والمراقبة الإدارية والنفي والإبعاد ومصادرة الأرزاق والحريات والإيقاف والتحقيق والمداهمات والتفتيش… في الوقت الذي مازالت تلح فيه عن بعض الجهات والأطراف الخائفة والمترددة التي لاتكاك تكون لها علاقة بمثل هذه القضايا ولا تريد أن تكون ذات علاقة بها والتي لا تستجيب عادة إلا نادرا وأمام الإلحاح الشديد رفعا للحرج عن نفسها كقطاع المحامين والإتحاد العام التونسي للشغل وبعض ممثلي بعض الأحزاب السياسية التي مازالت علاقتها بالنظام الإستبدادي أوثق، وهي أقرب إليه منها لباقي مكونات المجتمع المدني، كالجمعيات المستقلة، وأحزاب المعارضةـ والتي مازالت ترى أن مايتحقق لها من مصالح في الإبقاء على علاقتها بالسلطة هي أكثر من تلك التي يمكن أن تتحقق لها من الإلتحاق بالمجتمع المدني في دفاعه عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الظلم  والقهر والتسلط ومصادرة الحريات والأرزاق وجميع الحقوق المدنية التي يظمنها الدستور والقوانين الجاري بها العمل بالبلاد، والمواثيق والعهود والقوانين الدولية ـ للإلتحاق بها لتكون ممثلة في اللجنة وهي تتمنع وتتهرب ،وفي ريبها تتردد وتتوجس خيفةـ لم يخطر ببالها ـ وبصفة رسمية وجادة ومبدئية وبروح ديمقراطية وحضارية عالية ـ وهي مشكورة على المبادرة والتحرك السريع ـ  دعوة عناصر تعلم أنها أكثر استعداد وأكثر جاهزية وأكثر التزاما من تلك لتلتحق  باللجنة بما يعزز صفوفها ويزيدها دعما وإشعاعا وقوة. ولكن عقلية الإقصاء والتهميش والإستئصال كانت حاضرة لتكون خاذلا للجنة وللمضربين وللمجهود الوطني من أجل وضع أفضل وظروف أفضل وحياة أفضل. في هذا الوقت الذي تتمعش فيه بعض نفس هذه الأطراف المكونة للجنة نفسها من قضايا أولئك الذين تم إقصاؤهم وتهميشهم. وفي الوقت الذي أعلن فيه النظام أن كل هؤلاء المضربين و المقصيين والإقصائيين، المهمشين والمهمشين و الإستئصاليين والمستأصلين هم « قلة من المناوئين شذت عن الروح الوطنية وعن الإعتزازبراية تونس ومكانتها في هذا الحدث العالمي (في إشارة الىانعقاد المؤتمر العالمي لمجتمع المعلومات ببلادنا أيام17 و18 نوفمبر2005) فاغتنمت هذه المناسبة لمحاولة الإساءة إلى بلادنا وصورتها في العالم  » هكذا يعبر الإستبدادعن نفسه باختزال الوطن والشعب في النظام واختزال الكل في الزعيم، ويصبح المعارض للنظام والرافض لمفاسده وأضراره والخسائر التي يلحقها بالشعب والوطن من أجل الشعب والوطن شاذا ومناوئا وخائنا ومسيئا للبلاد وصورتها في العالم ـ مازال بعض هؤلاء الضحايا يتكلمون نفس اللغة ويرتكبون نفس الحماقات بخلفيات معروفة ولأهداف وغايات معروفة وان من مواقع أخرى وبطرق أخرى بالقيام بنفس النشاطات التي يعيبونها على النظام وعلى نظراء لهم فيه ويعارضونهم فيها ويساندون المضربين عن الطعام من أجل إنهائها .
ومهما كانت هذه الأصوات خافتة ومهما كانت هذه النوعية وهذه العناصر قليلة فان المسؤولية الوطنية وإرادة الإصلاح وتحقيق الصلاح وإقامة النظام الصالح يقتضي أن تنصرف هذه العناصر عن هذا التفكير وعن هذا السلوك الذي لا يزيد جبهة المجتمع المدني وقوى المعارضة الوطنية الإسلامية منها والعلمانية إلا ضعفا ولا تزيد جبهة قوى الإستبداد والدكتاتورية إلا قوة .
فهل من مراجعة جادة ومسؤولة لهذه الثقافة وهذه العقلية والقطع نهائيا مع إقصاء الآخر المخالف وتهميشه تعزيزا للحمة المعارضة وتقوية للمجتمع المدني ليزداد صلابة وتماسكا ويكون درعا حاميا لهذه المجموعة من أبناء الوطن ومحققا لآمال وطموحات الشعب ومحافظا على مكاسبه ؟                                                                                                                                       علي محمد شرطاني                                                                       قفصة في: 23 رمضان 1426                                                                                                       27 أكتوبر 2005

 

من قانون مكافحة الإرهاب إلى الدولة الإرهابية
د. سليم بن حميدان     يبدو الرأس المدبر للنظام التونسي مصمما على إشعال حريق هائل في بلادنا قبل أن يرحل إلى مزبلة التاريخ، تماما كما فعلت الكاهنة البربرية، دهيا بنت تابنة بن نيقان، عندما أيقنت بقرب سقوط ملكها وانتصار الغزاة [الفاتحين]. الفارق الوحيد بين النموذجين هو أن كاهن تونس الجديد يسوس شعبه بواسطة بطانة من فقهاء البلاط الذين يجيدون لغة القانون الحديث ويتقنون خلقه وخرقه. ليس عجيبا إذن أن يتصدر أسمى الوزارات في الحكومات المتعاقبة على رؤوسنا دهاقنة قانون يتولون أمر صناعة أفضل التشريعات عبارة وإخراجا وأفظعها فتكا وتدميرا، مسخرين أفضل ما يملكون من ملكات الفهم وإتقان علوم القانون من أجل تأبيد الاستبداد وتزيينه للعالم ديمقراطية فريدة ووصفة نموذجية قابلة للإستنساخ وجاهزة للتصدير إلى كل الدول المأزومة. إنهم سحرة العالم الجديد، يصولون في مملكة الموت، يزينون لسيدهم وولي نعمتهم سوء عمله ويوهمونه بقدراتهم الخارقة في فن خداع الجماهير واستحمارها. ليس غريبا أن يكون أغلب هؤلاء من فقهاء القانون الدستوري وخريجي كبرى كليات الحقوق في الغرب، وتحديدا في فرنسا، حيث حازوا علوم مونتسكيو وروسو وهوريو ودوفرجيه وبيردو [ذكرا لا حصرا]. غير أنهم خلافا لهؤلاء الأساطين الذين كانوا أوفياء لعلمهم فأفادوا شعوبهم ودولهم في إعلاء صوت القانون ورفع صرح دولة الحق والعدل، زادوا في تخلفنا وأبعدوا بلادنا قرونا أخرى عن الحداثة والثورة السياسية. لقد كانوا أقرب في عملهم إلى النفاق منه إلى الدهاء. فالأخلاق تعلمنا أن الدهاء الذي يوظفه صاحبه في الشر والفساد يسمى في لسان العرب مكرا وخبثا [ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله]. لقد تمثل جهدهم، ليس في إبداع نظريات فقهية جديدة كما فعل أساتذتهم، ولا حتى في تقيء ما شربوه أو تكراره كما يفعل الببغاء [هكذا وصفهم فرانز فانون في مقدمة كتابه « معذبو الأرض »]، بل في استيراد ما لذ وذاع في مجال اختصاصهم وتجويفه كليا من مضامينه الأصيلة حتى أضحى النقيض اللقيط لما تعنيه المفردات في معاجمها الأصلية وسياقاتها الحضارية التي أنتجتها. ألم تصبح الديمقراطية عندنا هي الدكتاتورية، والإستفتاء بيعة أزلية، ودولة القانون غابة الإستئساد بالإرهاب والعنف المقنن، وحقوق الإنسان تعويذة الكيد والكذب والبهتان ؟ يعلمنا علم الإجرام أن الإكثار من الأدلة والبراهين دليل على افتعالها. وهل نحتاج في تونس اليوم إلى دليل على إرهاب الدولة أكثر من قانون مكافحة الإرهاب ؟ وإلا ماذا يمكن أن نسمي الحكم على شاب تونسي بثلاثين سنة سجنا بسبب نسخ قرص إلكتروني وتمريره إلى صديق ؟ وقائمة المعجزات والخوارق التونسية كثيرة لن يحصيها لنا إلا محام شريف أو قاض أفنى العمر وهو كظيم. لا أعتقد أن واضعي قانون مكافحة الإرهاب يجهلون إمكان حدوث مثل هذه الفضاعات المرعبة في بلادنا ولسوف لن تصدقها لهولها وبشاعتها الأجيال القادمة لأننا لم نسمع بمثلها حتى على عهد الكاهنة التي ينعتها ابن خلدون في مقدمته بالمستبدة ولنا في مقال محمد عبو حول أبوغرايب تونس غيض من فيض كتب بعضه ولا يزال أكثره محفورا على أجساد الرجال وفي ذاكرتهم. عندما يكتب كبير السحرة حول دولة القانون في تونس ويجعل من نظام بن علي نموذجا لها [في إشارة إلى فرية الصادق شعبان : بن علي والطريق إلى التعددية] فلا نملك نحن التونسيون إلا أن نتساءل عن حجم ظاهرة النفاق التي أعمت بصائر هؤلاء الذين أبدعوا حقا مدرسة تونسية لفنون التمويه والخداع والكذب قارعت الإعلام الأمريكي شهرة وذيوعا في الآفاق، شعارها في ذلك : « اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس » لانريد أن نفضح باقي الجناة لأن قاعدة الوقاية تقول بخطورة سد جميع منافذ الهروب أمام اللص الصغير، فقد يتحول عندها إلى مجرم خطير. غير أننا نطلب من كل فقهاء القانون الذين يمارسون السلطة فيُسْدُون للدكتاتورية أعظم خدمة ويسومون شعوبهم سوء الهوان أن يكفوا أيديهم ويتبرؤوا من جريمة المشاركة في إرهاب الدولة بل ويعتذروا عنها على رؤوس الأشهاد. لعله ليس من مصلحة هؤلاء أن ينسوا درس الثورة الفرنسية عندما رفع الثوار شعار [إشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس]، لقد كان القساوسة آنذاك هم سدنة الملك وحماة ملكه أما عندنا اليوم في تونس فرجال القانون هم سحرة القصر وأمناء الهيكل، وقديما قيل [انقلب السحر على الساحر]. على كل حال، لسنا نتمنى أن نرى هؤلاء يحالون يوما على القضاء، بعد انهيار النظام الإرهابي، بتهم نص عليها قانون مكافحة الإرهاب، لكن ما حيلتنا إذا كانت الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وعالم القضاء الدولي يتحرك نحو رفع الحصانة عن مسئولي الدول. ختاما، ليذكر هؤلاء درس القانون الدولي فيما يتعلق بمحاكم نورمبورغ الشهيرة إثر الحرب العالمية الثانية حيث أدين المتعاونون مع الدكتاتور النازي أدولف هتلر بالمشاركة في جرائم ضد الإنسانية ولم يشفع لهم ادعاؤهم بأنهم كانوا مجرد أعوان ينفذون أوامر الفوهرر إذ دفع القضاة بأن الطاعة ].obéissance raisonnée يجب أن تكون معقلنة [
 

بعد « رياليتي » بالأمس، الحملة الإعلامية ضد « المناوئين » تتواصل اليوم من خلال « الصباح » …

التجديف عكس التيار
المنجي الصالحي اذا كان من الطبيعي بل من المطلوب طرح الاسئلة الكبيرة عن التحولات التي تعرفها الممارسة السياسية في مجتمعنا، فانه من المحزن والمؤسف معا ان نرتد الى طرح اسئلة كنا نعتقد اننا تجاوزناها منذ زمن بعيد، واضحت اجابتها من البديهيات والمسلمات في مجتمع ارتقت الحياة السياسية فيه من طور الى اخر اكثر تقدما وانخراطا في السيررة التاريخية. ألم يكن الاجدى ان ننخرط جميعا في قراءة عميقة وجادة ومتأملة في الشأن السياسي بما هو حركة مفتوحة على المستقبل، وبما يترجم اساسا حقيقة تونس الحضارية والتاريخية والانسانية الكبيرة. او ليس من دور المعارضة في كل المجتمعات المساهمة في اعادة بناء المشهد اعتمادا على متطلبات الحاضر  المستعجلة اجتماعيا وسياسيا ومن خلال رؤية مستقبلية طموحة؟ او ليس الاصلاح والتغيير والتطوير استشرافا  للآتي لا نكوصا الى الوراء واستعادة لماض مختل  واعرج؟ وهل من المعارضة في شيء التفنن في الافتراء على الوطن، وهل من المساواة والعدل ان يضع البعض نفسه فوق القانون  وخارج ضوابطه ثم يتباكون على ضرورة مساواة الجميع في الحقوق  والواجبات المدنية والسياسية!؟! أليست المعارضة الاصيلة والوطنية جزء من ادوات التغيير ومضمونه ايضا وعلى نوعية ادائها يتوقف تحقيق جزء كبير من التنمية السياسية  المنشودة!؟! او ليس التغيير المطلوب لا يطال اسلوب الحكم واجهزة الدولة ووظائفها واداءها فحسب، وانما يجب ان يطال كذلك اسلوب الاحزاب السياسية والمعارضة عموما والتي عليها التحرر من تكلسها الايديولوجية والتكيف مع واقع دولي وداخلي اقتصادي واجتماعي وسمته العولمة بطابعها الخاص!؟! ألم يكن حريا ببعض «معارضتنا» ان تدرك خطورة تجاهلها ان السياسات مهما كانت دوافعها لا يمكن ان تتحرك عكس التاريخ وان اصرارها على التجذيف عكس التيار دليل واضح على عجزها عن التكيف مع التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع التونسي والساحة العالمية الى حد السواء!؟! وكيف غاب عن عباقرة التلون والمناورة ان من شروط الفوز بشرعية تاريخية وسياسية لائقة توفر جملة من المواصفات في اصحابها لعل اهمها المصداقية والانحياز للحقيقة حتى وان كانت لغير صالحنا؟! أو لم يعلمنا تاريخ تونس بل التاريخ الانساني ان الشعوب لا تمنح الشرعية لمن لا يمارس السياسة بلا اخلاق ولا ضمير وبدون ذمة، ولمن لا يأبه الا لمصالحه الخاصة حتى وان كان ذلك على حساب الاوطان!؟! وقبل كل ذلك  اذا كان من حقنا جميعا ان نختلف في طريقة حبنا لتونس، او ليس من الجرم تحويل هذا الاختلاف الى خلاف حول الوطن.. والا تقتضي المصلحة الوطنية تجاوز التطلعات السياسية الذاتية في تعبير جلي عن المواطنة الحقة، وترجمة الوعي بالمسؤولية، وحتى يبقى الانتماء الى الوطن فوق كل الاهتمامات الحزبية والولاءات الخاصة؟!؟ ان ما يخفف علينا مرارة طرح مثل هذه الاسئلة ادراكنا ان شعبنا يملك القدرة على التمييز بين النبات   الشيطاني والظواهر الاعلامية المتضخمة وبين صناع التازيخ الحقيقيين وبناته والا ما كان ـ لو لا ملكة التمييز تلك ـ ان يحقق كل هذا المنجز الداخلي والذي بوأه هذه المكانة المتقدمة على الصعيد الدولي، واهل بلاده الى احتضان اكبر التجمعات  والتظاهرات الدولية من ذلك احتضان القمة العالمية لمجتمع المعلومات تلك القمة التي هي قمة التونسيين جميعا لا قمة فئة دون اخرى، قمة ستفيض بفضائلها ومكاسبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية على كل التونسيين دون استثناء الا من احتار بارادته الانكفاء على اوهامه  المرضية بل للأسف، سخر نفسه لارادة الغرباء، ويسعى من خلال مسرحية تنكرية الى انتزاع ثمرة هذا الانجاز التاريخي من فم التونسيين جميعا قبل ان يسيء ـ كما يدعي زورا ـ الى السلطة الوطنية القائمة. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 28 كتوبر 2005)

بامر من رئيس الدولة  وبسبب مقال له نشرته « العربية نت »

انتهاكات واعتداءات خطيرة على الصحفي سليم بوخذير

 رد الرئيس بن علي  بقوة على ردود شخصيات من المعارضة التونسية على اتهامه  الجائر لهم بالخيانة في خطابه الاخير  وتهديده لهم بالويل والثبور . فمن الواضح انه قرر ان ينتقم من الصحفي التونسي سليم بوخذير  الذي نقل هذه الردود  على خطابه لكل من السيد احمد نجيب الشابي  والسيدة ام زياد  والسيد المختار الطريفي ، في مقال  نشره في نشرة قناة « العربية « الالكترونية.

 فقد شرع النظام وبامر من صاحب الامر والنهي ،في هرسلة هذا  الصحفي  من جديد ، واخر ما حصل   لسليم بوخذير اليوم  الجمعة ،هو امتناع جريدة « الشروق « المعروفة بطاعتها المطلقة لقصر قرطاج ،والتي يعمل بها سليم ،عن ان تسدد له اجره كاملا  حيث سددت اليوم رواتب جميع الصحافيين باستثناء سليم بوخذير  الذي لم يجد بحسابه البنكي سوى مبلغ 71 دينار  فقط ،وقد ادعت هذه الجريدة الموبوءة  على اثر  احتجاجه، ان « الادارة » اعتبرته « متغيبا عن العمل مدة اسابيع متواصلة »وهو امر غير صحيح بالمرة  فسليم بوخذير اكد انه  لم يتغيب البتة  ودليله هو شهادة الزملاء  النزهاء القلة بالشروق  ودليله الاهم هو مقالاته التي تنشرها الشروق  بصورة دائبة  طوال الفترة الاخيرة ،  والادهى ان المشرفين عن سيئة الذكر  الشروق سخروا من بوخذير « ناصحين له »  ان يتوجه الى  المعارضين من اصدقائه حتى يسلموه اجره  ما دام لايسمع الكلام ونسي بسرعة ان جريدة الشروق هي جريدة بن علي وليست جريدة المعارضين ، وفي الواقع  ان خلاف بوخذير مع المشرفين على الشروق   ارتفع فتيله في الفترة الاخيرة اولا بسبب اصرار عبد الحميد الرياحي  على صنصرة مقالاته  والشروع في مساع  لطرده بسبب عدم ولائه مثله  للسلطات وتمسكه بميثاق شرف المهنة الصحفية  واستقلاليته . وقد وصل  الامر بالمشرفين على الشروق الى حد ان هددوه بالطرد اصراحة مرارا وتكرارا في الاشهر الثلاث الاخيرة  اذا لم  يقدم فورا استقالته من نقابة الصحافيين  التونسيين  وكذلك  طالبوه  بمقاطعة اصدقائه  المنتمين  الى منظمات المجتمع المدني .

وفي مرحلة موالية بدات تهديدات الشروق بسبب  مقالات سليم بوخذير  في النشرة الالكترونية  لقناة « العربية »  ذلك انها لم تعجب السلطات  مع انها مقالات اخبارية محايدة وموضوعية  وليس فيها اي ميل لاي طرف على حساب الاخر . الى ان  جاءت القطرة التي افاضت الكاس كما  يقال وكتب سليم مقاله المنشور بالعربية نت يوم الاحد الماضي  ونقل ضمنه وبجراة تصريحات جريئة للمعارضين التونسيين ردا على اتهام بن علي لمناضلي تونس الاعزاء بالخيانة ،فكان ان  امر بهرسلته  بشتى الوسائل المتاحة ،   وفعلا بدات الهرسلة بنسق سريع ،فبتاريخ الثلاثاء  الماضي مساء  احجزت قوات الامن بباردو سليم بوخذير  بعد الافطار مباشرة  الى غاية ساعة متاخرة من الليل بغاية اجباره على التوقيع على  على شكوى بتاريخ حديث  في جريمة انتهاك حرمة منزله من قبل صاحب المنزل  وسرقة ادباشه وجزء من اثاثه  وتحطيم ممتلكاته   ، اما لماذا تصر قوات الامن على ان تجبر سليم على توقيع الشكوى  فذلك حتى تمحي حقيقة كونه قدم عشرات الشكاوي  بتواريخ سابقة  لم يقع فتح اي تحقيق فيها  مما يؤكد ضلوع قوات الامن في جرائم الاعتداء في غيابه وفي حضوره عاى منزله .

كما تم مساء ذلك اليوم تحطيم جزء من حاشية منزل سليم عنوة وتحديدا غرفة نومه بتعلة منع فيضان مائي هو غير موجود في الواقع  سوى في مخيلة  اعوان البوليس وقد تم  تحدي سليم وقبله تحدي القانون باجراء هذه الاشغال ذات الضجيج الحاد جدا  والضرر المادي الكبير  في الليل مما اذعر ابنه الرضيع وذلك امام اعين اعوان الامن  دون ان يحركوا ساكنا بل انهم ظلوا يتفرجون مستهزؤون ..ثم تم احضار بوخذير  الى مركز باردو  لاحتجازه هو، مع انه هو المعتدى عليه وليس العكس وقد تم عزله عن العالم الخارجي حتى ساعة متاخرة من الليل من خلال ايقاف عمل خطه الجوال مما زاد في اذعار زوجته واصدقائه مما حدا بمنظمة « مراسلون بلا حدود  » الى اطلاق بلاغ اختفاء لهذا الصحفي التونسي صدر مساء الثلاثاءالماضي قبل اطلاق سراح هذا الصحفي .

وليت الامر توقف عند هذا الحد فقد صار عونا امن بزي مدني يرابطان اما منزل بوخذير لمراقبته وكذلك يرابط زملاء اخرون لهما امام مقر الشروق  بعد ان راجت اشاعة ان بوخذير يستعد للدخول في اعتصام واضراب جوع بمقر الشروق او  في منزله  احتجاجا على هرسلته  بامرمن رئيس الدولة ردا منه على مقال العربية نت المذكور .. وفي الواقع هذه ليست المرة الاولى التي تهرسل فبها سلطات بن علي سليم بوخذير فما تعرض له سابقا معروف تماما بسبب المدعو حسام الطرابلسي صهر الرئيس بن علي المدلل .  وقد عبرت عديد المنظمات الحقوقية التونسية والدولية على مساندتها لسليم بوخذير في ازمته هذا الاسبوع  ودعمها له في اي خطوة احتجاجية سلمية يقدم عليها دفاعا عن نفسه  وعن استقلاليته كصحفي وعن حقه في التعبير والرزق في الان نفسه.

ومن ناحية اخرى تلقى سليم بوخذيرمساء الثلاثاء  فور مغادلرته لمركز باردو  تهديدا صريحا من المدعو محمد  « الحناشي لتونسي المقيم في الامارات العربية وتحديدا في مدينة دبي التي يوجد بها مقر قناة العربية  فقد هتف لسليم بوخذير ذاكرا له ان ما يسمى بالسيد الرئيس التونسي غاضب منه في تونس (يعني غاضب من سليم ) وانه اي الهادي الحناشي قرر محوه من العربية مدعيا ان له علاقات « على اعلى مستوى بمسؤولي القناة « وقد سب في المكالمة ذاتها رئيس التحرير الذي يراسله سليم ،واضاف المهدد ان المدعو اسامة الرمضاني مدير ما يسمى بوكالة الاتصال الخارجي  وضع فيه ثقته ليدمر سليم وسوف يثبت له فعلا انه في مستوى ثقته فيه ،لكن من سوء حظ هذا  الحناشي الذي قدم نفسه ناطقا رسميا باسم بن علي في الامارات  ان  محاولاته للفتنة بين الصحفي سليم والعربية باءت بالفشل ذلك ان رئيس التحرير الذي يعمل معه سليم بوخذير رجل موضوعي ومحايد ويكتب الاخبار  ممحترم ونزيه  ويعرف ان سليم صحفي ن تونس بكل امانة وتجرد » ا    
(المصدر مراسلة خاصة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 28 أكتوبر 2005) 


 
Mouvement du 18 octobre – Bulletin n° 11
« La Faim et non la Soumission »
 

Large grève de la faim de solidaire, les artistes au chevet des grévistes

 
 
Au 11e jour du Mouvement du 18 octobre, des leaders d’opinion du Grand Tunis entament une grève de la faim solidaire de 72 heures. Les artistes Jalila Baccar et Fatma Ben Saïdane rejoignent l’intellectuel Mohamed Talbi au chevet des grévistes, ainsi que des journalistes européens et un diplomate belge. Assemblée générale à l’Université avant les vacances d’automne.
 
 
Soutien des artistes:
 
La femme de théatre Jalila Baccar et l’artiste Fatma Ben Saïdane, prix national de la création théatrale de l’année 2005, ont rendu visite aux grévistes de la faim, pour apporter leur soutien aux revendications démocratiques du Mouvement du 18 ocotbre. Elles rejoignet ainsi l’intellectuel Mohamed Talbi, grand historien de l’Islam médiéval, ancien Recteur de l’Université de Tunis et Président de l’Observatoire pour la liberté de la presse, d’__expression et de création (OLPEC). Cette visite marque le début du mouvement de soutien du milieu intellectuel et surtout artistique.
 
Durant ses tournées ramadanesques, l’humoriste Lamine Nahdi s’est plaint de l’attitude de la presse qui a ignoré sa présentation, hautement suivie par le public: « Fi Hak Essardouk Inraychou » (Nous sommes en train d’éplumer ce même coq, formule populaire pour dire « nous sommes en train de parler de ce même sujet qui nous taraude). L’artiste a été prié, par la censure, à maintes reprises, de « tailler » dans son texte et d’en expurger certains passages, jugés critiques.
 
Par le passé, le régime utilisait ce type de présentation, en offrant un semblant de distraction critique à une foule qui est toujours privée de liberté. Les présentations de Nahdi faisaient un tabac, mais lorsque les mêmes remarques critiques de l’artiste prennent forme politiquemet, le régime serre les vis.
 
D’autres artistes ont exprimé, en aparté, leur soutien aux grévistes et aux revendications du 18 Mouvement octobre. Une cellule spéciale au Ministère de l’Intérieur s’occupe des artistes et des créateurs et scrute tout signe de dissidence. Certains artistes en déplacement à l’étranger ont exprimé leur exaspération.
 
Grève de la faim solidaire à Tunis:
 
Une cinquantaine de leaders d’opinion du Grand Tunis ont annoncé une grève de la faim solidaire de 72 heures, à partir de ce soir, dans le domicile de l’Universitaire, syndicaliste et défenseur Salah Hamzaoui, qui fut Président du Comité de soutien au dissident Hamma Hammami. Les grévistes solidaires estiment que leur « action militante n’est que le début d’un Mouvement pour porter les revendications du Mouvement du 18 octobre, auquel nous appelons toutes les forces politiques et syndicalistes, les personnalités nationales, les militants et l’ensemble des citoyens ».
 
D’un autre coté, seize comités régionaux de soutien au Mouvement du 18 octobre s’apprêtent à lancer des grèves de la faim solidaires de 48 heures, à partir de demain Samedi 29 octobre. Les dix locaux des sections régionales de la LTDH, fer de lance de ce mouvement, ont été mis sous contrôle renforcé. Personne ne pouvait y accéder en fin de soirée. La seule section de Bizerte mobilise plus d’une centaine d’agents stationnés en bas du local.
 
Délégation étudiante de l’Université libre de Bruxelles, :
 
Une délégation de quatre étudiants de l’Université libre de Bruxelles s’est déplacée au chevet des grévistes. L’ULB est une grande université reconnue au niveau européen par son excellence et son niveau scientifique exceptionnel.
 
Assemblée générale au Campus universitaire de Tunis:
 
La campus universitaire de Tunis a connu aujourd’hui une grande effervescence par l’Assemblée générale de soutien aux grévistes de la faim et au Mouvement du 18 octobre.
 
Visite du Premier secrétaire de l’Ambassade de Belgique et des journalistes européens:
 
Après les américains, les britanniques au nom de la Présidence de l’Union européenne, les européens au nom de la Commission européenne et les canadiens, l’Ambassade du Royaume de Belgique a dépêché son Premier secrétaire pour s’enquérir de la santé des grévistes et écouter leurs revendications, mais aussi une manière de faire pression indirectement sur les autorités tunisiennes, à trois semaines de l’ouverture du SMSI.
 
D’un autre coté, Yann Hamel, journaliste au Point (France) ainsi qu’un journaliste du service français de la Deutsch Welle (Radio Voix de l’Allemagne) se sont entretenus avec les grévistes.
 
D’un autre coté, le journal algérien Al-Watan a réalisé une interview au téléphone avec le dissident Hammam Hamami, l’un des grévistes.
 
Visites des personnalités politiques tunisiennes:
 
Abdelkader Zitouni a dirigé une grande délégation au nom du parti écologiste « Tunisie la Verte ». La section de Siliana a esprimé, par la voix de son président, le Bâtonnier Abdessattar Ben Moussa, sa solidarité avec les grévistes et leur Mouvement.
 
L’ancien Ministre d’Etat, Ministre de l’Education (A989-1994), Mohamed Charfi, par ailleurs, président d’honneur de la LTDH s’est de nouveau déplacé au chevet des grévistes, ainsi que Néziha Réjiba, Om Ziad de son nom de plume, Secrétaire générale et actuelle dirigeante à Tunis du Congrès pour la République (CPR). On signale aussi les visites quotidiennes du Docteur Sahbi Amri, en butte à la répression depuis des années et candidat indépendant aux élections professionnelles de l’Orde des Médecins en 2002.
 
Soutien des personnalités politiques et associatives du Monde arabe et d’Eurpope:
 
Les organisations égyptiennes de défense des droits de la personne ont publié, au Caire, un communiqué de solidarité avec les grévistes et leurs revendications. Les Associations et les partis démocratiques au Maroc ont tenu uen réunion de concertation cet après-midi au siège du Syndicat de la presse à Rabat.
 
Les premiers responsables du Parti Socialiste Unifié (PSU, Maroc), Parti de la Justice et du Progrès (Taïeb Hamdi et Nabila Mounib, PJD, Maroc), le Mouvement démocratique algérien (MDM, Algérie) ont tenu à exprimer leur solidarité avec les grévistes et les revendications démocratiques du Mouvement du 18 octobre.
 
Marguerite Rollinde, universitaire et militante d’Amnesty International et de Hurria/ Libertés (France) a exprimé sa solidarité avec les grévistes
 
La Section d’Amnesty à Bruxelles a tenu à appeler les grévistes. Des initiatives sont prévues dans le Garnd Bruxelles, où l’ensemble des militants socialistes ne comprennent plus la présence du parti d’Etat, le RCD, au sien de l’Internationale Socialiste.
 
Jacques Fath, responsable des Relations internationales au Parti Communiste français en a fait de même.
 
Visite des familles des prisonniers politiques:
 
Les épouses des prisonniers politiques Moncef Ouerghi et Héchmi Makki ont rendu visite aux grévistes, accompagnées de leurs enfants. La police les attendaient en bas de l’immeuble au bord de taxis banalisés. Mais, Mesdames Ouerghi et Makki ont refusé en criant au scandale. La police du général a déguerpi. Madame Ouerghi, malaisienne de nationalité, est une grande spécialiste mondialemement reconnu en Arts martiaux, son père est Maître créateur d’une dizaine de sports, mélant spiritualité, force de l’âme et force physique. Son mari est plusieurs fois champion du monde en arts martiaux, sous drapeau allemand et tunisien. Moncef Ouerghi a refusé d’entraîner les corps d’élite de la police du général. Il en paye le prix.
 
Constitution du Comité de suivi du Comité national de soutien:
 
Présidé par la juriste Sana Ben Achour, le Comité de suivi comporte les différentes familles de pensée et les représentants de toutee es sensibilités de la société politique et civile que compte la richesse de la Tunisie moderne. Y sont membres: Sana BEN ACHOUR, Jalloul AZOUNA, Mongi ELLOUZE, Habib MARSIT, Ziad DAOULTLI, Mohamed KILANI, Jounaïdi ABDELJAOUAD, Abderarhman HDHILI,  Mohamed BOUTHELJA, Khadija CHERIF, Anouar KOUSRI, Souhair BELHASSEN, Bechir ESSID, Abdelkader KHMIS, Essia BEL HASSEN,  Salah HAMZAOUI, Fathi JERBI,  Khelil ZAOUI,  Noureddine BHIRI,  Mohamed JMOUR,  Mohamed GOUMANI et Ali FALLAH
 
Le Parti socialiste (France) reçoit une Délégation du Comité de soutien aux grévistes:
 
Adeline Hazan, secrétaire internationale chargé des droits de l’homme, et Alain Chenal, du secteur international du Parti Socialiste (PS), ont reçu une Délégation du Comité de soutien aux grévistes de la faim, composée de Maître Mokhtar Trifi, président de la LTDH, au nom de la FIDH, Madame Héléne Franco, vice président du Syndicat de la Magistrature, Tarak Ben Hiba, conseiller régional d’Ile de France, Hadi Jilani, représentant du FDTL en France et Abdel Wahab Hani.
 
Madame Hazan a rappelé les poisitons du PS, ses initiatives auprès du Gouvernement franaçais en vu d’envoyer une Délégation au chevet des grévistes. Elle a aussi informé de l’initiative des euro-députés Adeline Hazan, Harlem Désir, Marie Arlette Carlotti et MArtine Boure, auprès de la Commissaire Ferrero. Les euro-députés de gauche réclament que l’Union européennes’élève contre toute violation des droits de l’homme qui « ne saurait souffrir d’aucune exception », en affirmant: « Nous sommes solidaires avec les aspirations de la société civile tunisienne à la liberté d’association et de réunion pour les partis et les associations, à la liberté d’__expression et des médias et à la libération des prisonniers politiques ».
 
Le Parti socialiste prendra des initiatives de solidarité et de soutien dans les jours à venir.
 
Madame Abbou et Maître Trifi reçus au Quai d’Orsay:
 
Accompagnés de Khémaïs Ksila, Secrétaire général de la LTDH et membre actif du Comité de soutien aux grévistes du 18 ocotbre à l’étranger, Samia Abbou, épouse de l’avocat prisonnier d’opinion Maître Abbou et Maître Mokhtar Trifi, président de la LTDH, ont été reçus au Ministère des Afffaires étrangères par le chef adjoint de Département Maghreb.
 
Les milieux diplomatiques français sont attachés à l’indépendance de la LTDH et assez préoccupés par le verrouillage de tout espace d’__expression libre en Tunisie.
 
Le régime tunisien n’a pas apprécié les déclarations du Ministre français des Affaires étrangères Philippe Douste-Blazy qui a mis l’accent sur le nécessaire respect des droits de l’homme. Il est le seul Ministre des Affaires étrangères à ne pas avoir le privilège d’être reçu par Ben Ali, depuis que ce dernier occupe le poste de chef de l’Etat..
 
Rassemblement de Solidarité à Paris:
 
Demain Samedi 29 octobre, à Couronnes (Métro Couronnes), de 15h00 à 17h00, dans la quartier arabe et tunisiene de la capitale française.
 
 
Pour joindre les grévistes:
 
Pour exprimer votre soutien, pour contacter les grévistes:
Siège de la grève et du sit-in: 23, rue Mokhtar Atia, 1001 Tunis
Téléphone: + 216 71 241 722
Courrier électronique: tunisgreve@yahoo.fr
 
 
Les téléphones cellulaires individuels:
Maître Ahmed Néjib Chebbi (PDP): +216 22 25 45 45
Hamma Hammami (PCOT): +216 22 79 57 79
Maître Abderraouf Ayadi (CPR): +216 98 31 71 92
Le juge Mokhtar Yahyaoui (CIJ-T): +216 98 66 74 63
Maître Mohamed Nouri (AISPP): +216 22 821 225
Maître Ayachi Hammami (Comité de défense de Me Abbou + LTDH): +216 21 39 03 50
Lotfi Hajji (SJT): +216 98 35 22 62
Maître Dillou (AISPP): +216 98 64 78 90
 

Paris, le 27 octobre 2005

Pour le Comité de soutien à la grève de la faim du 18 octobre à l’étranger

Néjib Baccouchi, Tahar Labidi, Abdel Wahab Hani

Comité de soutien de la grève de la faim du 18 octobre 2005 CSGF Paris – Comité de suivi c/o CRLDHT 21ter rue Voltaire F-75011 Paris Tel / Fax : +33 (0) 1 43 72 97 34 libertes-g.faim@wanadoo.fr
 


Reporters sans frontières

TUNISIE

Hamadi Jebali a mis un terme à sa grève de la faim

Contactée par téléphone par Reporters sans frontières, l’épouse du journaliste Hamadi Jebali a déclaré que ce dernier avait mis un terme à sa grève de la faim le 21 octobre. Wahida Jebali, qui a été autorisée à lui rendre visite le 25 octobre, a également affirmé que le gouvernement tunisien avait promis au journaliste de reconsidérer sa situation et d’ouvrir des négociations si celui-ci cessait sa grève de la faim avant le 7 novembre Hamadi Jebali, qui avait commencé sa grève de la faim le 15 septembre, a perdu beaucoup de poids et est très affaibli. Il n’a pas encore été autorisé à recevoir la visite d’un médecin. 05.10.2005 Reporters sans frontières très préoccupée par l’état de santé d’Hamadi Jebali, en grève de la faim Reporters sans frontières s’inquiète de l’état de santé du journaliste Hamadi Jebali, détenu depuis 1991 et qui a entamé une nouvelle grève de la faim le 15 septembre 2005. Son épouse, Wahida Jebali, n’a pas été autorisée à lui rendre visite depuis deux semaines. « Les forces d’Hamadi Jebali s’amenuisent un peu plus à chaque nouvelle grève de la faim. Nous demandons aux autorités pénitentiaires d’autoriser Wahida Jebali à rendre visite à son époux, afin qu’elle puisse constater l’état de santé de son mari », a déclaré Reporters sans frontières. « De plus, nous réitérons, auprès du président Zine el-Abidine Ben Ali, notre demande de libération immédiate et inconditionnelle de ce journaliste. Il est inacceptable que la Tunisie, pays hôte du prochain Sommet mondial sur la société de l’information (SMSI), le détienne dans ses geôles depuis plus de quatorze ans », a conclu l’organisation. Jointe au téléphone par Reporters sans frontières, Wahida Jebali a déclaré avoir rendu visite à son époux, pendant 45 minutes, pour la dernière fois le 20 septembre. Depuis, elle s’est vu refuser son droit de visite à deux reprises, le 27 septembre et le 4 octobre. Les gardiens de la prison ont prétexté qu’Hamadi Jebali « ne voulait pas sortir » de sa cellule. Wahida Jebali a envoyé, le 5 octobre, un télégramme au président Zine el-Abidine Ben Ali : Monsieur le Président,    Je vous informe que, pour la deuxième fois, je suis allée hier (le 4 octobre 2005) visiter mon mari Hamadi à la prison de Mahdia et on m’a dit qu’il ne pouvait pas recevoir de visite. Mes filles et moi sommes très  frustrées à l’idée qu’Hamadi est en danger, et nous ne pouvons que vous demander, Monsieur le Président, d’intervenir et de sauver la vie de mon mari, qui est en grève de la faim depuis 21 jours.                                                                            Wahida Jebali Hamadi Jebali, âgé de 56 ans, est en grève de la faim depuis 21 jours. Le 9 avril 2005, le journaliste avait déjà commencé une grève de la faim, qu’il avait interrompue le 25 avril. Le journaliste protestait alors contre le fait qu’il était détenu à 250 kilomètres de sa famille. Le 22 avril, il avait été transféré à la prison de Mahdia, située à 60 kilomètres de Sousse, où réside sa famille. Rappel des faits Hamadi Jebali, directeur de l’hebdomadaire Al Fajr, organe du mouvement islamiste An Nahda, est détenu depuis 1991. Incarcéré à la prison de Mahdia où il avait été transféré le 22 avril 2005, il devrait être libéré en 2007. Arrêté le 31 janvier 1991, Hamadi Jebali a été condamné, le même jour, à un an de prison pour « diffamation » après la publication d’un article de l’avocat Mohammed Nouri demandant la suppression des tribunaux militaires.

Le 28 août 1992, Hamadi Jebali a été condamné à seize ans de prison pour « appartenance à une organisation illégale » et « volonté de changer la nature de l’Etat ». Le procès s’est déroulé dans des conditions déplorables au regard des standards internationaux.

--

Maghreb & Middle-East Desk Lynn TEHINI Reporters Without Borders 5 rue Geoffroy-Marie  F – 75009 Paris 33 1 44 83 84 84 33 1 45 23 11 51 (fax) middle-east@rsf.org www.rsf.org

 


OBSERVATOIRE LYONNAIS

POUR LA DÉFENSE

DES LIBERTÉS FONDAMENTALES EN TUNISIE

 

c/o LDH 69

5, place Bellecour

69002  Lyon

 

 

Communiqué

 

Tunis s’apprête à accueillir, du 16 au 18 novembre, le Sommet Mondial de la Société de l’Information (SMSI).

Parallèlement, la situation des droits de l’homme ne cesse de se dégrader. La Tunisie compte aujourd’hui 500 prisonniers politiques, incarcérés dans des conditions inhumaines. Ces dernières semaines, harcèlement et répression à l’encontre de magistrats, avocats, journalistes, associations de défense des droits humains n’ont cessé de se multiplier.

 

Face à cette situation, huit personnalités de l’opposition, connues pour leur engagement en faveur des libertés, ont décidé, mardi 18 octobre,  d’entamer une grève de la faim.

 

  • Me Ahmed Néjib Chebbi, secrétaire général du Parti démocratique progressiste (PDP)
  • Hamma Hammami, porte-parole du Parti communiste ouvrier tunisien (PCOT)
  • Me Abderraouf Ayadi, vice-Président du Parti du congrès pour la République (CPR)
  • Mokhtar Yahyaoui, magistrat et Président du Centre pour l’indépendance de la justice (CIJ)
  • Me Mohamed Nouri, Président de l’association internationale de soutien aux prisonniers politiques (AISPP)

·         Ayachi Hammami : Président du comité de défense de Me Mohammed Abbou et secrétaire général de la section de Tunis de la Ligue Tunisienne des Droits de l’Homme.

  • Lotfi Hajji, Président du Syndicat indépendant des journalistes tunisiens
  • Me Samir Deilou, membre de l’AISPP.

 

Depuis plusieurs années, l’Observatoire lyonnais pour la défense des libertés fondamentales en Tunisie (collectif d’associations rassemblées autour de Tunisie-Liberté, LDH-Rhône, attac-Rhône, RAID attac-Tunisie,  ..), avec le soutien d’Agir Ensemble pour les Droits de l’homme, s’est fixé pour objectif de veiller à la situation et à l’évolution du respect des droits de l’homme, de la liberté d’_expression et d’association, en Tunisie.

 

Il fait part de son soutien aux grévistes de la faim du «  mouvement du 18 octobre « et se déclare solidaire de leur lutte.  Il adresse un courrier aux parlementaires du Rhône, leur faisant part de sa préoccupation et leur demandant d’intervenir auprès des autorités tunisiennes et françaises pour que des décisions significatives soient prises dans la voie du respect des règles élémentaires d’un Etat de droit et des libertés civiles essentielles.

 


 ASSOCIATION MAROCAINE DES DROITS HUMAINS Av Allal Ben Abdallah,  Passage Karakchou Rabat  MAROC
                                              LETTRE OUVERTE
A Monsieur Yoshio Utsumi, Secrétaire général de l’Union internationale des télécommunications (UIT) Et du Sommet mondial de la société de l’information (SMSI) Place des Nations. 1211. Genève 20. Suisse Email : wsis.csd@ties.itu.int
Monsieur le Secrétaire général, Alors que vous vous apprêtez à tenir à Tunis la deuxième phase d’un Sommet Mondial de la Société de l’Information, vous n’êtes pas sans savoir que ce pays refuse à sa société l’accès à l’information.
Au plan international, les Nations Unies par la voix de Mr Ambeyi Ligabo, rapporteur spécial de la Commission des droits de l’Homme ont invité Tunis à « libérer sans condition tous les détenus d’opinion et de la presse et permettre le plein exercice de la liberté d’opinion et d’___expression dans le pays » (Genève, 17 Octobre 2005 – AFP) ; par ailleurs, dans une déclaration lue le 30 Septembre 2005 par le Canada lors d’une réunion préparatoire du Sommet, l’Union Européenne, les Etats Unis et une dizaine de pays occidentaux ont appelé la Tunisie à « démontrer qu’elle défend fermement et promeut » la liberté d’opinion et d’___expression et le droit de recevoir et de diffuser de l’information par quelque média que ce soit.
En Tunisie même huit responsables politiques et associatifs en grève de la faim illimitée depuis le 18 octobre revendiquent entre autres « le respect du droit de réunion et d’association, la reconnaissance de tous les partis politiques, le respect des droits d’opinion, d’information, de communication et le libre accès à l’internet » et demandent « la libération de tous les prisonniers politiques » (communiqué FIDH/OMCT – 21 octobre 2005). Dans le même temps, un large mouvement de grèves de la faim se développe dans les prisons et ces actions sont relayées par les familles et par la société civile tunisienne dans son ensemble. C’est dans ce cadre que nous vous interpellons sur les cas de MAHROUG Hamza, BEL HAJJ IBRAHIM Ridha, GUIZA Abdelghaffar, RACHED Omar, MCHAREK Aymen, CHLENDI Omar, originaires de Zarzis, en Tunisie. Ils ont été arrêtés par les autorités tunisiennes entre janvier et mars 2003, détenus arbitrairement et torturés pendant leurs interrogatoires. Privés de procès équitable, ils ont été inculpés pour « utilisation d’Internet à des fins d’activités terroristes », et condamnés, sans preuve, le 6 juillet 2004, à 13 ans de prison. Emprisonnés dans des conditions inhumaines, leur état de santé physique et psychologique ne cesse de se dégrader. Le comité réuni autour de la mère de l’un d’entre eux (Omar Chlendi) lance une campagne pour leur libération, notamment sous forme de cartes adressées d’une part au Président Zine el Abidine Ben Ali, d’autre part au Président de la République française Jacques Chirac (cf.www.zarzis.org). La Déclaration de principe de la première phase du sommet réunie à Genève en décembre 2003 affirme que «comme l’énonce l’article 19 de la Déclaration Universelle des Droits de l’Homme […] toute personne, où que ce soit dans le monde, devrait avoir la possibilité de participer à la société de l’information et nul ne devrait être privé de l’avantage qu’elle offre ». Il est donc de la responsabilité des organisateurs du SMSI d’exiger du Président Ben Ali, hôte du Sommet, la libération immédiate de ces jeunes internautes dont le seul « crime » est d’avoir usé de leur droit à l’information en naviguant sur le web.                                                                                                       POUR LE BUREAU CENTRAL DE  L’AMDH                                            LE PRESIDENT :Abdelhamid AMINE PS :cette lettre reproduit la lettre ouverte qui   vous a été adressée par le comité internationalde soutien aux internautes de Zarzis avec lequel nous sommes en total accord.  


La commissaire européenne chargée de la société de l’information et des  médias et le chef du Département fédéral (Suisse) de la communication évoquent leur «préoccupation»  face à la situation des droits de l’homme en Tunisie, pays hôte du  sommet mondial de la société de l’information (SMSI) mi-novembre.

 

 

Visite de la commissaire européenne Viviane Reding

Dès 2006, les films suisses pourront toucher des soutiens de l’UE

 

ATS, le 27.10.2005 à 16h46

Berne (ats) Le conseiller fédéral Pascal Couchepin a reçu jeudi  à Berne la commissaire européenne Viviane Reding. La participation  de la Suisse au programme MEDIA de l’UE a figuré au centre des  entretiens: dès 2006, les productions helvétiques pourront toucher  des aides européennes.

 

La commissaire chargée de la société de l’information et des  médias s’est réjouie de la participation de la Suisse au programme  européen. Les synergies ainsi créées profiteront aux Etats de  l’Union européenne (UE), en particulier à ceux qui partagent les  langues nationales de la Suisse, a-t-elle dit selon un communiqueé  du Département fédéral de l’intérieur (DFI).

 

Pascal Couchepin a rappelé pour sa part que cette collaboration  entre la Suisse et l’UE avait été rendue possible par les accords  bilatéraux. Le chef du DFI a dit espérer que le cinéma suisse se  servira de cette confrontation avec l’Europe pour devenir plus  compétitif et accessible.

 

La Suisse et l’UE ont signé l’accord MEDIA dans le cadre des  négociations bilatérales II. L’UE doit l’approuver d’ici à fin  novembre. L’accord entrera alors en vigueur le 1er janvier 2006.

 

Soutien européen

 

Le programme MEDIA permettra aux producteurs de films  helvétiques de toucher des aides européennes, qui peuvent couvrir  jusqu’à 60 % des coûts dans les pays à faible capacité de  production comme la Suisse, selon l’UE. De plus, les cinéastes  helvétiques pourront suivre les mêmes formations que leurs  collègues européens.

 

Un «média desk», basé à Zurich, sera chargé de les conseiller.  L’accord permettra en outre d’améliorer la distribution des films  helvétiques dans l’UE. Les films européens seront eux aussi  davantage présents en Suisse, où ils représentent déjà 27 % du  marché. Cela favorisera la diversité culturelle, a souligné  Mme Reding.

 

La contribution helvétique aux programmes MEDIA Plus et MEDIA  Formation s’élèvera à 5,8 millions de francs par année. Elle sera  versée dans un pot commun européen doté de quelque 120 millions de  francs.

 

Berne avait déjà pris part au premier programme MEDIA de l’UE,  lors de son lancement en 1991. Mais la collaboration  helvético-européenne avait été interrompue par le «non» à l’Espace  économique européen (EEE) en 1992.

 

Aides à la presse

 

Mme Reding a ensuite rencontré le chef du Département fédéral de  la communication (DETEC) Moritz Leuenberger. Le système suisse  d’aides à la presse, contesté par la commission européenne, a  notamment été évoqué, a indiqué le porte-parole du DETEC André  Simonazzi. Mme Reding a averti que ce mécanisme ne devait pas  provoquer de distorsion de la concurrence avec l’UE.

 

Les deux responsables ont en outre évoqué leur «préoccupation»  face à la situation des droits de l’homme en Tunisie, pays hôte du  sommet mondial de la société de l’information (SMSI) mi-novembre.  Enfin, ils ont abordé la gouvernance de l’internet.

 

La commissaire  devait terminer sa visite en Suisse par une allocution à l’occasion  des 4e Journées biennoises de la communication.

 

(Source : www.romandie.com, le 27 octobre 2005)


La présidente de l’assemblée nationale suisse à l’issue de sa visite :

 « La Tunisie, un pays phare qui a réussi intelligemment dans son combat contre la pauvreté et pour la maîtrise des nouvelles technologies »

 

Noureddine HLAOUI 

 

La Presse — A l’issue d’une visite officielle de trois jours en Tunisie à l’invitation de M. Foued Mebazaâ, président de la Chambre des Députés, Mme Thérèse Meyer Kaelin, présidente de l’Assemblée nationale suisse, a tenu, hier à Tunis, une conférence de presse dans laquelle elle a dressé un bilan de son séjour ainsi que des perspectives de coopération bilatérale.

 

Mme Meyer Kaelin, qui était accompagnée de deux autres députés, Mme Chiara Simoneschi Cortesi, présidente de la commission de l’égalité entre l’homme et la femme, et M. Erwin Jutzet, président de la commission extérieure, qui a eu un programme dense et de nombreux entretiens, a fait remarquer que «notre séjour en Tunisie et les entretiens que nous avons eus nous ont permis d’apprécier les efforts fournis pour atteindre un niveau de développement remarquable sur les plans de l’économie, de l’infrastructure et des ressources humaines, un domaine où votre pays compte des jeunes diplômés compétents et bien formés dans les divers secteurs, notamment en services et en informatique. La Tunisie est un pays exemplaire dans sa démarche pour le développement, un pays phare qui a réussi intelligemment dans son combat contre la pauvreté et pour la maîtrise des nouvelles technologies», a dit en substance Mme Meyer Kaelin.

 

La Tunisie a atteint un standard de développement existant dans certains pays d’Europe

 

Mme Chiara Simoneschi Cortesi s’est félicitée, pour sa part, du climat de stabilité, du degré de développement économique et du souci d’objectivité et de neutralité de la Tunisie, ce qui lui permet «de jouer un rôle dans la stabilité régionale et, surtout à long terme, avoir un rôle actif dans la construction d’un havre de paix dans le bassin méditerranéen, cette mare nostrum d’antan».

 

M. Erwin Jutzet a tenu a faire un témoignage édifiant : «En 1990, j’ai fait un séjour avec ma famille en Tunisie, plus précisément dans la région de Nabeul. Quinze ans après, j’ai pu constater le grand bond fait par votre pays qui atteint un standard de développement existant dans certains pays d’Europe. Et vu sa bonne réputation et ses bons rapports avec les pays du voisinage, avec l’Europe et avec les Etats-Unis, la Tunisie a la capacité de jouer un rôle de premier ordre dans la résolution du problème du Proche-Orient et peut constituer un lien-charnière entre les pays d’Europe et ceux d’Afrique subsaharienne».

 

Evoquant le système bicaméral tunisien, comme c’est le cas en Suisse aussi, elle a indiqué qu’il contribue à ancrer les pratiques démocratiques, tout en se félicitant du nombre appréciable de femmes membres des deux chambres en Tunisie.

 

Souhait de plein succès au Smsi

 

Abordant ensuite la tenue de la seconde phase du Sommet mondial sur la société de l’information, la responsable suisse a précisé que n’appartenant pas au pouvoir exécutif, elle tient tout de même à souhaiter plein succès à cette grande et importante manifestation internationale et une participation massive, ce qui se répercutera positivement sur le contenu et le niveau des débats et sur les résultats du Sommet qui contribuera, certainement, à donner une grande impulsion aux compétences tunisiennes.

 

L’hôte de la Tunisie a fait remarquer que ses rencontres avec les membres du gouvernement tunisien lui ont permis de dégager un bon nombre de domaines de coopération pour raffermir les relations, déjà excellentes, entre les deux pays.

 

Une visite dense et réussie

 

En matière d’éducation et de formation, Mme Meyer Kaelin a indiqé que la Suisse était prête à participer à la formation de cadres tunisiens dans les secteurs du tourisme, de l’hôtellerie et de la restauration, alors que pour l’agriculture, l’hydraulique et l’environnement, la Suisse, un pays à vocation agricole, peut apporter son aide technique et scientifique tout en exprimant le vœu de son pays de bénéficier de l’importation de l’huile d’olive tunisienne, une huile de très haute qualité.

 

La présidente de l’Assemblée nationale helvétique a précisé que d’autres domaines peuvent faire l’objet d’une coopération bilatérale dont la femme, la famille, les industries agroalimentaires, etc.

 

En conclusion, Mme Meyer Kaelin a estimé que cette visite, dense et réussie, portera sûrement ses fruits dans un proche avenir.

 

(Source : La Presse du 27 octobre 2005)

 


UN-Internetgipfel im Zensurland Tunesien

 

Der Weltinformationsgipfel zum freien Austausch von Meinungen findet in Tunesien statt, wo Websites blockiert und Online-Oppositionelle verurteilt werden.

 

Passend wie selten sei der Bock zum Gärtner gemacht worden, bemängeln Menschenrechtler: Ausgerechnet in Tunesien richten die Vereinten Nationen im November den Weltinformationsgipfel [WSIS] aus, der den freien Austausch von Meinung und Information vor allem auch im Internet fördern soll.

 

Den nordafrikanischen Staat, von Präsident Zine el Abidine Ben Ali mit straffster Hand geführt, stufen die « Reporter ohne Grenzen » als denkbar ungeeignet ein, die Plattform für Menschenrechte und Medienfreiheit zu sein. Blockierte Websites, verurteilte « Cyber-Oppositionelle », Zensur, politische Gefangene und auch mögliche Fälle von Folter – all das wird Tunesien vorgeworfen.

 

Ben Ali ist Internet-Freak

Im Touristenparadies regelmäßig mit unglaublichen Spitzenergebnissen im Amt bestätigt, ist Ben Ali selbst ein bekannter Internet-Freak. Er hat den zweiten WSIS für den 16. bis 18. November nach Tunis geholt, um sein wirtschaftlich und technologisch modernisiertes Land glänzend vorzuführen.

Doch die schikanierten und bedrohten Gegner seines autoritären Regimes denken nicht daran, das Bild einer schönen neuen Welt in Tunis zuzulassen.

 

Acht Oppositionelle im Hungerstreik

Acht Oppositionelle sind in einen zunächst unbegrenzten Hungerstreik getreten, um massives Vorgehen der Justiz gegen ihre Organisationen anzuprangern sowie die « verschlechterten Grundfreiheiten » zu beklagen. Darunter sind Lotfi Hajji von der nicht zugelassenen Journalistengewerkschaft SJT und der Generalsekretär der legalen liberaldemokratischen Partei, Najib Chabbi.

 

Mit Diplomaten in Kontakt

Amerikanische und europäische Diplomaten sind mit den Hungerstreikenden schon in Verbindung getreten, was der Staatsführung kaum genehm sein dürfte. « Man hätte hoffen können, dass Ben Ali vor dem UNO-Gipfel seine Bereitschaft zum Wandel signalisieren würde », hält ein Diplomat fest, « er tut jedoch genau das Gegenteil, schiebt Riegel für Riegel vor. »

 

Einen Kongress der alteingesessenen tunesischen Menschenrechtsliga LTDH vor dem Gipfel schlicht zu verhindern, « das war eine politische Entscheidung in juristischer Verkleidung », kritisiert Mokthar Trifi, Präsident der Liga. Der engagierte Trifi hat noch nie ein Blatt vor den Mund genommen und bereits vor Jahren von den « wahrscheinlich Hunderten von politischen Gefangenen » im Land Ben Alis gesprochen.

 

Wenn die Gründung der Journalistengewerkschaft SJT den in der Verfassung garantierten Rechten zum Trotz vereitelt wird und im Internet aktive Tunesier wegen « Terrorismus » verfolgt werden können, dann hat der Staatschef nach Einschätzung der « Reporter ohne Grenzen » die ihm von den Vereinten Nationen gegebene Chance verspielt, « seine Bilanz in Sachen Meinungsfreiheit zu verbessern. »

 

(Source: http://futurezone.orf.at/futurezone.orf?read=detail&id=276657)

 


Sihem Ben Sedrine présente son livre: « Despoten vor Europas Haustür » dans la librairie BiBaBuZe et ce le 3 novembre 2005 dans la ville de Düsseldorf.

Cette manifestation est organisée par La librairie et amnesty international.

La rentrée est de 3,- €.

Buchvorstellung mit

Sihem Bensedrine

Despoten vor Europas Haustür

Donnerstag, 3.11.2005, 19.30 Uhr

Buchhandlung BiBaBuZe

Aachener Str. 1 – 40223 Düsseldorf Bilk

eine Veranstaltung von

amnesty international und BiBaBuZe

Eintritt 3,00 €

 

Despoten vor Europas Haustür   –   Warum der Sicherheitswahn den Extremismus schürt

Die Journalistin Sihem Bensedrine ist wegen ihrer Rolle im demokratischen Widerstand in Tunesien vielfältigen Repressionen ausgesetzt und hält sich auf Einladung der Hamburger Stiftung für politisch Verfolgte und des PEN in Deutschland auf.

In ihrem neuen Buch (zusammen mit Omar Mestiri) untersucht sie die Zunahme von extremistischer Gewalt, Unterdrückung, Menschenrechtsverletzungen, Korruption im  Urlaubsparadies Tunesien und die Rolle Europas dabei:  unter dem Vorwand der Terrorbekämpfung werden  im Maghreb Regime unterstützt, die „den europäischen Partnern den Kampf gegen den Terrorismus  verkaufen. So wird die Gefahr des wirklichen Terrorismus banalisiert. Aber das Regime bekämpft den Terrorismus nicht wirklich, die Terroristen haben sich längst neue Plätze gesucht“.

 

Sihem Bensedrine  hält  ein leidenschaftliches Plädoyer gegen eine heuchlerische Politik.


Les débarquements, partie dramatique de l’immigration en Italie (Caritas)

 

AFP, le 27.10.2005 à 14h03

                      ROME, 27 oct 2005 (AFP) – Les débarquements sur les côtes  italiennes sont la face visible et dramatique de l’immigration  clandestine dans ce pays, mais elles ne sont qu’une petite partie du  phénomène, a affirmé mercredi la Caritas Italie lors de la  présentation de son rapport annuel sur l’immigration.

                      Plus de 15.000 personnes sont arrivées en Italie par mer depuis  le début de l’année, selon les chiffres fournis par le ministère de  l’Interieur.

                      Mais « plus de 500 » autres ont péri durant la traversée, estime  l’organisation caritative catholique, très implantée en Italie.

                      Les débarquements se sont multipliés ces derniers jours et plus  d’un millier de personnes ont été recueillies en mer depuis lundi,  puis débarquées en Sicile ou sur l’île de Lampedusa, première terre  italienne sur la route des immigrants partis des côtes de Tunisie et  de Libye.

                      Peu sont autorisés à demander à bénéficier du droit d’asile.

                      La grande majorité sont renvoyés dans les pays d’où ils ont  embarqué pour l’Italie, où invités à quitter le territoire sans être  expulsés, alimentant ainsi les rangs de l’immigration clandestine.

                      Les débarquements représentent 10% seulement de l’immigration  clandestine, affirme la Caritas. L’organisation estime à 500.000 le  nombre de personnes vivant en situation irrégulière dans la  péninsule en 2005.

                      Les étrangers résidant sans autorisation sont le plus souvent  entrés dans le pays avec un visa de tourisme et sont ensuite restés  sur le territoire en infraction, précise la Caritas.

                      L’Italie, longtemps terre d’émigration, est devenue un pays  d’immigration et compte aujourd’hui 2,8 millions d’étrangers, soit  trente fois plus qu’en 1970, annonce la Caritas Italie.

                      L’Office statistique italien (Istat) est en désaccord avec ce  chiffre et affirme dans un rapport publié mercredi que l’Italie  comptait 2,4 millions d’étrangers résidants (1,22 millions d’hommes  et 1,17 millions de femmes) au 1er janvier 2005, soit 4,1% de la  population totale (58,46 millions d’habitants).

                      Selon la Caritas, l’immigration est destinée à augmenter en  Italie et les étrangers devraient être 5,5 millions en 2015.

                      L’Italie reste encore loin des autres grands pays européens  comme l’Allemagne, où les étrangers représentent plus de 7% de la  population.

                      Les immigrés sont répartis diversement dans la péninsule: 59%  sont installés dans le nord, 27% dans le centre et 14% dans le sud,  note le rapport de la Caritas. Les données de l’Istat sont  sensiblement les mêmes.

                      Plus de 2 millions d’étrangers ont un emploi et représentent 9%  de la force de travail du pays. Près de 50% sont employés dans les  entreprises de services, 44,8% dans l’industrie et 5,9% dans  l’agriculture, mais dans leur grande majorité leurs contrats sont à  durée déterminée. Plus de 500.000 étrangères travaillent comme  employées de maison.

                      Près de la moitié des étrangers (1.289.000) viennent d’Europe  centrale, 647.000 d’Afrique, 472.000 d’Asie, 314.000 d’Amérique,  7.000 d’Océanie, et le nombre de femmes est à peu près égal à celui  des hommes. Les enfants représentent un cinquième de la population  étrangère.

                      La Roumanie, candidate à l’adhésion à l’Union européenne en  2007, est le premier pays d’origine des immigrés installés en Italie  (37,2%), suivie par le Maroc (20,1%) et l’Albanie (16,1%), précise  la Caritas.

                      20,3% des étrangers vivant en Italie sont chrétiens (20,3%  orthodoxes et 22,6% catholiques) et 33% sont musulmans.

 


 

Plus de 250 immigrants clandestins interceptés près de la Sicile

   

AFP, le 27.10.2005 à 09h10

                      ROME, 27 oct 2005 (AFP) – Plus de 250 immigrants clandestins ont  été interceptés sur l’île de Lampedusa et au large de la Sicile dans  la nuit de mercredi à jeudi par les forces de l’ordre, a-t-on appris  de la Garde des Finances italienne (douanes).

                      « 168 immigrants ont été interceptés à terre par les carabiniers  cette nuit à Lampedusa », l’île située à environ 200 km au sud de la  Sicile et à environ 300 km au nord des côtes libyennes, a indiqué à  l’AFP le colonel Marcello Marzocca, commandant à la Garde des  Finances de Palerme.

                      Les immigrants ont tous été emmenés au centre d’accueil fermé de  l’île pour identification afin de déterminer s’ils peuvent demander  à bénéficier du droit d’asile.

                      Lampedusa est le premier point d’arrivée en Italie des  immigrants partis des côtes libyennes et tunisiennes dans l’espoir  de gagner l’Europe.

                      « Dans la nuit, 95 autres personnes à bord de deux embarcations  ont été repérées par un navire de la marine militaire à 20 milles  nautiques au sud de Licata » (sud de la Sicile), a également indiqué  le colonel Marzocca.

                      Ces immigrants ont été ramenés sur la terre ferme par des  vedettes des forces de l’ordre.

                      Plus de 600 personnes avaient été interceptées à bord de  plusieurs embarcations dans la seule journée de mardi, près de l’île  de Lampedusa et au large de Syracuse, une ville du sud de la  Sicile.

                      Environ 700 immigrants clandestins se trouvaient mercredi dans  le centre d’accueil fermé de Lampedusa, qui peut en théorie  accueillir un maximum de 190 immigrants.

                      Le ministère de l’Intérieur a indiqué mercredi que 70 immigrants  avaient été « rapatriés » en Egypte, tandis qu’un pont aérien vers  d’autres centres d’identification de la Sicile avait été mis en  place pour transférer 240 immigrants.

 


Près de 300 immigrants clandestins interceptés au large de la Sicile

AFP, le 28.10.2005 à 09h20             ROME, 28 oct 2005 (AFP) – 295 immigrants clandestins ont été  interceptés dans la nuit de jeudi à vendredi au sud de la Sicile,  portant à plus de mille le nombre de candidats à l’immigration  arrêtés par les forces de l’ordre italiennes cette semaine, a-t-on  appris auprès des autorités.             Les 295 immigrants clandestins ont été repérés à bord d’une  seule embarcation à une dizaine de kilomètres de Marina di Ragusa,  commune du sud de la Sicile, a indiqué à l’AFP un responsable de la  Garde des Finances de Palerme (douanes), sans donner d’autres  précisions.             Selon l’agence Ansa, cinq femmes et une trentaine d’enfants font  partie du groupe et les enquêteurs pensent que les immigrants  viennent de Tunisie, du Maroc, de l’Egypte et du Pakistan.             Les immigrants ont été emmenés dans le centre d’accueil fermé de  Pozzalo, dans le sud de la Sicile.             Cette semaine, quelque 850 immigrants clandestins ont déjà été  interceptés à proximité de la Sicile ou de la petite île de  Lampedusa (300 km au nord de la Libye), premier point d’arrivée en  Italie des immigrants partis des côtes libyennes ou tunisiennes à  bord d’embarcations précaires.  

Violences près de Paris après la mort accidentelle de deux jeunes (de 17 et 15  ans, d’origine tunisienne et malienne)

 
AFP, le 28.10.2005 à 11h08             CLICHY-SOUS-BOIS (France), 28 oct 2005 (AFP) – Plusieurs  dizaines de jeunes ont incendié des voitures et endommagé des  bâtiments vendredi avant l’aube dans une banlieue de Paris après la  mort accidentelle de deux adolescents qui cherchaient à fuir les  policiers, a indiqué la police.             Les violences urbaines ont commencé dans la nuit de jeudi à  vendredi après la mort par électrocution de deux jeunes de 17 et 15  ans, d’origine tunisienne et malienne, dans un transformateur  d’électricité de Clichy-sous-Bois. Un jeune homme de 21 ans, qui  avait pris avec eux la fuite après un vol, se trouve dans un état  grave à l’hôpital, selon la police.             Le ministre de l’Intérieur Nicolas Sarkozy, en déplacement à  Nancy (est), a assuré à la presse que les trois victimes « n’étaient  pas poursuivies physiquement par la police ». Ils ont cherché « à se  cacher en escaladant un mur d’enceinte de trois mètres de haut qui  abritait un transformateur » à l’arrivée de la police, lors d’une  tentative de cambriolage, a-t-il ajouté.              Des bandes « incontrôlées » de plusieurs dizaines de jeunes ont  ensuite incendié une quinzaine de véhicules, à Clichy-sous-Bois,  ainsi qu’à Montfermeil, et endommagé des bâtiments, selon les  pompiers.             « Il n’y a pas eu de course poursuite et les policiers n’étaient  pas aux trousses des jeunes avant qu’ils n’arrivent au  transformateur », a également assuré Louis-Michel Bonte, secrétaire  général la préfecture de Seine-Saint-Denis.              « Il n’y a également aucun lien établi entre un contrôle  policier survenu plus tôt à propos d’un vol de chantier et la mort  des deux jeunes », a-t-il ajouté.             Le ministre de l’Intérieur a par ailleurs déclaré qu’il fallait  « mettre un terme à ce phénomène inquiétant des violences urbaines  qui n’existait pas il y a vingt ans ». Il a déclaré souhaiter  « équiper toutes les voitures de police de caméras et les policiers  d’armes non létales ».             Les restes de quelques véhicules calcinés, des vitrines brisées  et des abris-bus vandalisés étaient visibles avant l’aube dans un  quartier de Clichy, où le calme était par ailleurs revenu.

 


 

I dati nel dossier annuale della Caritas.

Immigrati,«meno rimpatri, più regolari»

 

Solo il 10% dei clandestini arriva via mare. Oggi gli stranieri in Italia sono il 5% della popolazione   

 

Alcuni dei 240 clandestini soccorsi la scorsa notte al largo di Licata (Ansa)

ROMA – Calano i rimpatri di immigrati. Raddoppiano i regolari, che sono mediamente più istruiti degli italiani. E, contrariamente a quanto si potrebbe pensare visto l’accavallarsi di notizie sugli sbarchi di clandestini, la maggioranza di loro arriva in Italia via terra: solo il 10% approda via mare. Sono alcuni dati salienti dell’istantanea scattata dalla Caritas sul fenomeno dell’immigrazione in Italia nell’annuale dossier presentato giovedì a Roma, dal titolo «Immigrazione è globalizzazione».

 

BOCCIATI I CENTRI DI ACCOGLIENZA – Presentando il dossier monsignor Francesco Montenegro, presidente della Caritas italiana, ha bocciato i Centri di Permanenza Temporanea. «Non abbiamo mai creduto, e i numeri ci danno ragione sia in Italia che nell’Unione europea che la repressione da sola sia una soluzione». Montenegro si è detto «turbato» nel leggere «i resoconti sui traffici di manodopera, sui rimpatri nei paesi convenzionati, sui soggiorni nei Centri di permanenza temporanea». Di fronte a questa grave situazione, «continuiamo ad auspicare – ha aggiunto – che le disposizioni di contenimento dei flussi non abbiano mai a ledere diritti personali».

 

RIMPATRI IN CALO – Quanto ai dati del dossier, che elabora dati del ministero dell’interno, risultano in leggera diminuzione i rimpatri degli immigrati irregolari. La ricerca ha registrato un calo del 5% in un anno. Nel 2003 erano il 61,6% delle persone da allontanare, sono stati il 56,8% nel 2004 (pari a 105 mila provvedimenti). Il dossier segnala, inoltre, che la maggioranza degli irregolari che arrivano in Italia lo fa via terra e non via mare. A ricorrere ai gommoni, per cercare la fortuna all’estero, è appena il 10 del totale. Un altro 15% passa attraverso le frontiere mentre la restante parte di irregolari riguarda persone entrate regolarmente che poi sono rimaste oltre la scadenza.

 

MORTI IN MARE – La Caritas ipotizza che nel 2004 le persone morte in mare per raggiungere l’Italia sono «molto di più» di 500, dato ipotizzato per i decessi di irregolari che volevano raggiungere le coste spagnoli. Tuttavia, sempre nel 2004, sono sbarcate in Italia 13.635 persone, in prevalenza nei mesi estivi, con la punta massima di settembre (quasi 3 mila persone). Ad essere interessate sono ormai esclusivamente le coste siciliane e non più quelle calabresi e pugliesi. I paesi maggiormente coinvolti sono quelli africani come l’Egitto, il Corno d’Africa, il Sudan, la Sierra Leone, il Burkina Faso e la Nigeria. Gli scafisti sono in buona parte libici e tunisini. Rispetto ai rimpatri, le nazionalità che primeggiano, con percentuali fra il 60 e l’80, ci sono bulgari, albanesi, rumeni e serbi. I meno colpiti da questo provvedimento risultano invece moldavi e marocchini (34% e 38%).

 

RADDOPPIO DI REGOLARI – Per quanto riguarda gli immigrati regolari, in Italia hanno raggiunto quota 2.800.000. Si tratta di 200mila persone in più rispetto all’anno scorso. Un numero che è raddoppiato rispetto al 2000. Un nuovo raddoppio è atteso fra 10 anni quando, quindi, la popolazione straniera prevista sarà di circa 5 milioni e mezzo. La popolazione straniera (48,4% sono donne) sfiora il 5% del totale, in linea con la media europea: «Siamo un grande paese di immigrazione» sottolinea il rapporto. È il Canada, dove la presenza straniera è così forte da incidere per un sesto sulla popolazione, il modello più probabile verso il quale si sta dirigendo il nostro paese.

 

300 MILA REGOLARI ALL’ANNO – Il ritmo di crescita (fra arrivi, ricongiungimenti e nascite) continua ad essere accelerato e non sembra destinato a diminuire nel prossimo futuro. Tendenzialmente, i potenziali flussi di ingresso ammontano a 300mila persone l’anno. Tenuto conto che, nel 2004 gli ingressi per insediamento stabile sono stati 132mila; nel 2005 i ricongiungimenti familiari sono stati stimati in 100mila e la richiesta di lavoratori extracomunitari, fra fissi e stagionali, è stata di 240mila. Gli stranieri che si trovano in Italia (9 su 10 per motivi di lavoro o per ricongiungimento familiare) sono per lo più lo stesso numero di quelli che ci sono in Spagna e Gran Bretagna. Nella Ue veniamo subito dopo la Germania (7,3 milioni) e la Francia (3,5). Più di un decimo dei 23 milioni di immigrati nella Ue si trova nel nostro paese. Grandi città come Roma e Milano sfiorano o superano l’incidenza del 10%, come avviene in diverse città europee. I figli degli immigrati, quasi mezzo milione, sono circa un decimo delle nascite totali in Italia e più del 4% della popolazione studentesca.

 

CONCENTRATI NELLE CITTA’ DEL NORD – L’immigrazione è più concentrata al Nord mediamente presente al Centro (27%) e si riduce nel Mezzogiorno (14%). Le donne sono 1.350.000. La provincia più ‘femminilizzata’ è Napoli (62,3%). Si calcola che una donna straniera su 10 è nata in Italia. Quattro immigrati su dieci che entrano per motivi di lavoro provengono dalla Romania. Albania, Marocco e Polonia si attestano fra il 15% e il 10%. Chi arriva in Italia tende ad insediarvisi in maniera stabile: si calcola che il 30% dei soggiornanti si trova qui da più di cinque anni. Si tratta di circa 800mila persone, dei quali metà dovrebbe avere la carta di soggiorno. Il dossier stima che i lavoratori stranieri sono 2.160.000, ossia il 9% delle forze lavoro e che il tasso medio di disoccupazione sia vicino all’8% registrato per gli italiani.

 

ESERCITO DI LAVORATORI TEMPORANEI – Prevalgono i contratti a termine e quelli a tempo parziale mentre sono ridotti gli impieghi ad alta qualifica (solo 1 su 10, tre volte meno degli italiani). Quasi la metà degli stranieri sono impiegati nei servizi, il 44,8% nell’industria, il 5,9% nell’agricoltura. Il primato di contratti a tempo indeterminato spetta ai lavoratori dell’Est Europa (47,4%). Mezzo milione di donne straniere lavora nelle nostre case come collaboratrici domestiche a fronte delle 100mila italiane.

 

MINORI – I minori giunti in Italia nel 2005 sono stati circa 491 mila. Quelli non accompagnati 5.573, in calo rispetto al 2004 quando sono stati 7 mila. Primo paese di provenienza è la Romania (37,2%), seguono il Marocco (20,1%) e l’Albania (16,8%). Gli studenti universitari stranieri sono 35.299 (57,4% sono donne), l’ 1,9% sul totale degli iscritti.

 

SALUTE – La salute rappresenta un punto debole degli immigrati. Nel 2003, il numero totale dei ricoveri di pazienti non italiani è stato di 401.069, con un aumento del 41,2% rispetto al 2000. Nei due terzi dei casi si è trattato di donne. Circa la metà degli immigrati sono cristiani (20,3% ortodossi e 22,6% cattolici). I musulmani sono il 33% e gli ebrei lo 0,3%. I fedeli di religioni orientali sono il 4,3%. I sacerdoti stranieri (sono per lo più a Roma) sono oltre 25 mila.

 

IMMIGRATI PIU’ ISTRUITI – A sfatare il luogo comune sull’ignoranza degli extracomunitari il dossier della Caritas attesta che gli immigrati sono mediamente più istruiti degli italiani: i residenti stranieri laureati sono il 12,1% mentre tra gli italiani sono solo il 7,5%. Aumentano poi gli immigrati che acquistano una casa: 1 casa su 8 ha per compratore uno straniero; il 29,9% compra pagando in contanti mentre il restante 70,1% ricorre al mutuo. I mutui ipotecari concessi ad immigrati sono aumentati dal 2001 al 2004 del 66% e i prestiti personali del 40,8%.

 

(Source : Il corriere.it, le 27-10-05)


Le Canada demande à la Syrie une enquête sur des cas de torture

   

AFP, le 27.10.2005 à 22h44

                      OTTAWA, 27 oct 2005 (AFP) – Le ministre canadien des Affaires  étrangères Pierre Pettigrew a annoncé jeudi avoir convoqué  l’ambassadeur de Syrie pour demander une enquête sur des tortures  infligées en Syrie à des ressortissants canadiens.

                      La démarche du chef de la diplomatie canadienne fait suite à la  publication d’un rapport concluant que quatre ressortissants  canadiens avaient été torturés lors de leur incarcération à Damas.

                      Une commission d’enquête avait été mise en place en janvier à la  demande de Maher Arar, un Canadien d’origine syrienne qui affirmait  avoir été soumis à la torture lors de son emprisonnement à Damas.

                      Soupçonné par Washington de liens avec des cellules islamistes,  M. Arar avait été expulsé en 2002 vers Damas alors qu’il était en  correspondance à New York entre le Canada et la Tunisie.

                      « J’ai convoqué l’ambassadeur de Syrie au Canada. Je lui ai  demandé de remettre ce rapport entre les mains des autorités  syriennes du gouvernement à Damas et je leur ai demandées de faire  une enquête approfondie », a déclaré M. Pettigrew à la presse. 

                      « J’insiste pour que le gouvernement syrien prenne toutes les  actions nécessaires contre des gens qui auraient eu de tels  comportements », a ajouté M. Pettigrew en précisant que le Canada  « prend très au sérieux le rapport ».

                      Dans son rapport intermédiaire, l’enquêteur Stephen J. Toope  conclut que « Maher Arar a bien été soumis à la torture en Syrie ».  « Les effets de cette expérience, ainsi que les événements et  expériences qui ont suivi au Canada, ont été profondément négatifs  pour M. Arar et sa famille », écrit-il.

                      M. Toope a recoupé les témoignages de Maher Arar à ceux de trois  autres Canadiens emprisonnés à Damas pour s’assurer de la véracité  de la version défendue par Maher Arar. 

                      « Je conclus que leurs récits sont dignes de foi. Je crois qu’ils  ont subi de graves traumatismes physiques et psychologiques pendant  leur détention en Syrie », précise l’auteur du rapport.

                      La commission doit en outre déterminer si les services secrets  canadiens ont joué un rôle dans l’expulsion de Maher Arar vers la  Syrie. 

 


Le Maghreb pris entre deux feux,

par Ali Bensaad (*) En étau. Le Maghreb est pris entre une Europe qui se verrouille et une Afrique que la contraction du monde amène à ses portes. Assignés au rôle de limes, les pays maghrébins ont revêtu l’habit du « supplétif de la répression », amplifiant à l’égard des migrants africains des violations qu’ils exercent déjà contre leurs citoyens. Ils répondent ainsi aux injonctions de l’Europe, qui les oblige à réadmettre, en plus de leurs nationaux, les migrants qui ont transité par leur territoire. En outre, elle leur impose une « assistance » policière directe dans la surveillance des flux migratoires. Mais, surtout, elle joue du chantage à l’aide. Ses dirigeants ont été explicites, en novembre 2004, en parlant d' »intégration complète de la question de l’immigration dans les relations existantes et futures de l’UE avec les pays tiers ». Ils ont exigé « le renforcement des capacités aux frontières méridionales de l’UE » tout en promettant une aide aux « pays qui font preuve d’une réelle volonté de s’acquitter des obligations qui leur incombent ». A la conditionnalité démocratique, l’Europe a substitué une conditionnalité migratoire. Mais, ce faisant, l’Europe ne tourne pas seulement le dos aux valeurs fondamentales de son traité, elle multiplie aussi les facteurs de fragilisation à ses portes méridionales. Le renforcement de la fonction répressive des pays maghrébins ­ alors que leur passif démocratique est déjà lourd ­ ne peut qu’alimenter, en plus de l’instabilité, l’émigration de leurs propres citoyens. Cette politique tend à vider l’Etat-nation de sa substance, d’où un affaiblissement de ses capacités de régulation sociale et spatiale, en particulier, le contrôle de son territoire. Affaiblissement qui ne nuit nullement à la perpétuation des groupes dirigeants, depuis les agents complices des trafics jusqu’aux dirigeants qui se légitiment par leur nouveau rôle de « sentinelle avancée ». L’acceptation, par exemple, par la Libye, de la présence de militaires italiens sur son sol pour y surveiller les migrants a permis à ses dirigeants de se réintroduire dans le jeu international comme partenaires sécuritaires, faisant de l’Italie son « courtier » obligé. L’externalisation de la question migratoire par l’Europe accroît les tensions entre pays maghrébins, mais aussi entre ces derniers et les pays sahéliens. Elle fragilise cette « ligne de faille » qui parcourt le Sahara. Faille entre des niveaux de développement différents, entre deux systèmes géocivilisationnels qui n’ont pas encore fini, de la Mauritanie au Tchad, en passant par le Mali et le Niger, de reconstruire un équilibre dans leurs rapports. Si le drame qui se joue n’est pas de l’entière responsabilité des pays maghrébins, ils contribuent à l’aggraver. Les régimes maghrébins qui tirent sur les migrants et les bannissent dans le désert sont les mêmes qui ont tiré sur leur jeunesse dans les rues d’Alger (Algérie), Casablanca (Maroc), Tunis (Tunisie) et Benghazi (Libye), qui ont banni leurs opposants dans le désert du Tassili, en Algérie, ou le bagne de Tazmamart, au Maroc. La Libye détient dans ses geôles le plus vieux prisonnier politique journaliste, Alger y laisse, sans soins, un autre journaliste que les protestations de la communauté internationale n’ont pas réussi à lui arracher. Les régimes maghrébins voient dans ce rôle de « supplétif de la répression » un moyen de marchandage avec les pays européens. Après l’avoir niée, ils mettent en exergue la forte présence de migrants sur leurs territoires : la protection de l’Europe devient ainsi une sorte de « rente géographique ». En revanche, ils continuent à refuser d’admettre que les migrations africaines font dorénavant partie de la réalité interne de leurs pays. Se voilant la face, les officiels continuent à parler de « transit », alors que près de trois millions d’Africains subsahariens vivent, malgré tout, de la Libye au Maroc, dans une semi-clandestinité. Ils sont exploités par des secteurs de l’économie qui, comme en Europe, fondent leur prospérité sur cette main-d’oeuvre précaire. Une véritable économie de la traite se met en place, qui mêle mafias maghrébines et sahéliennes ainsi que notables locaux et fonctionnaires corrompus. Forçant le trait, les journaux maghrébins parlent eux-mêmes de « traite des esclaves » . En Libye, où ils sont, de loin, les plus nombreux, même les enfants trouvent naturel d’appeler un migrant africain « Abd », c’est-à-dire esclave. Qui peut nier, au Maghreb, leur exploitation éhontée et la xénophobie qui la facilite ? Mais le déni de réalité persiste. Les régimes maghrébins ne veulent pas voir qu’ils reproduisent ­ – voire aggravent ­ – à l’égard des migrants africains les ségrégations subies par les migrants de leurs propres pays en Europe. Pourtant, les blessures en sont toujours vivaces dans la mémoire collective et fondent, pour une part importante, l’identité maghrébine par rapport à l’Occident. Des réactions s’organisent pourtant au Maghreb, où nombreux sont ceux qui, descendants de « bicots », refusent de voir d’autres personnes traitées de « négros ». Elles laissent entrevoir l’émergence de cette question comme un des catalyseurs des sociétés civiles maghrébines. (*) Ali Bensaad est enseignant-chercheur à l’Institut de recherche et d’études sur le monde arabe et musulman. (Source : « Le Monde » du 29.10.2005)


هدّام: قوى الاستئصال تعمل على إطالة أمد المأساة الوطنية وإدامة عذاب الجزائريين

واشنطن – خدمة قدس برس

 

أعلن أنور هدام أحد أبرز قيادي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، ورئيس بعثتها البرلمانية في الخارج سابقا، أن السلطات الجزائرية قد منعته من العودة للبلاد، بعد دعوات قدمت له من أعلى المستويات، واتخاذه كل التدابير للرجوع يوم السبت 29 تشرين أول (أكتوبر) الجاري.

 

وقال هدام في بيان تلقت « قدس برس » نسخة منه « بكل ألم وحسرة وأسف أنهي إلى علم الشعب الجزائري الكريم، وإلى كل غيور في هذا العالم، استبشر خيرا بعودتي إلى الجزائر، بأنني مُنعت من العودة إلى أرض الوطن، بعد أن استجبت لدعوة السلطات التي دعتني على أعلى المستويات للعودة ».

 

وأوضح هدام أن مسؤولا بالسفارة الجزائرية بواشنطن، يقول إنه يمثل « جهة رسمية في السلطة الجزائرية »، اتصل به صباح الأحد 23 تشرين أول (أكتوبر) الجاري، وأبلغه قرار إلغاء مسألة العودة، مضيفا أن المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، لم يبد له أي أسباب « موضوعية ومقنعة لهذا التراجع المفاجئ من قبل السلطة »، حسب تعبيره.

 

وتابع هدام قائلا « ولأن الطلب كان مفاجئا بالنسبة لي، فقد بادرت إلى الاتصال في حينها بالجهات العليا التي دعتني إلى العودة إلى أرض الوطن، واستفسرت عن الموقف، فأكدت لي، بعد أن قامت باتصالات ومشاورات، ضرورة تأجيل قرار العودة إلى أرض الوطن، لاعتبارات ذات صلة، بما أصبح يسمى بالتوازنات الحالية، وطلبت مني مزيدا من الوقت لتذليل ما بقي من العوائق ».

 

واعتبر القيادي في جبهة الإنقاذ المحظورة هذا « التراجع المفاجئ للسلطة الجزائرية »، يؤكد بأن المصالحة الوطنية الحقيقية التي « أرادها الشعب.. وكل الوطنيين المخلصين والمجتمع المدني »، تتعرض لضغوط من قبل قوى الاستئصال التي ما تزال تعمل على إطالة أمد المأساة الوطنية، وإدامة آلام وعذابات الجزائريين في الداخل والخارج »، حسب تعبيره.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

 

القديدي صاحب كتاب الوفاء

د. خالد شوكات

 

من مظاهر الفساد والتخلف في بلاد العرب، أن الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، لا يجدون من مفر أمامهم بعد رحلة طويلة مع الحكم، إلا الهروب إلى الأمام وارتكاب المزيد من المظالم والانتهاكات والجرائم، أو اللجوء والتشرد والسياحة في أرض الله الواسعة إن كانوا من المستضعفين الذين عجزوا عن التكيف مع شروط السلطة العربية، ولم يتقنوا آلاعيبها ومؤامراتها وغدرها وانقلاباتها.

 

في الغرب – وسائر الدول الديمقراطية- يقضي الرئيس أو الوزير بضع سنوات في الحكم أو المسؤولية، ثم يترك كرسيه للاستمتاع بالحياة، فمتعة العيش في بلاد « الكفر » تبدأ بعد التخلص من أعباء الحكم – الذي هو تكليف لا تشريف-، أما في بلاد « الإيمان » فلا يأمن الحاكم على نفسه إلا وهو قابع متشبث بيديه وأسنانه في أهداب العرش لا يتخلى عنه إلا إلى الموت أو السجن أو المنفى، وما تزال هذه السيرة على حالها لا نية للعرب في مفارقتها.

 

وفي الغرب – وسائر البلاد الديمقراطية- يمكن أن يكون للرئيس أو الوزير أصدقاء، فالمسؤولية لا تعدم النقد، والانتقاد لا يغضب المسؤول، والصداقة من الصدق كما هو معروف، أما في بلاد العرب، فلا يوجد للرئيس أو الوزير أصدقاء وأحباب، إنما منافقون ومطبلون ومزمرون وبطانة سوء ونفاق، وقد يخرج الرئيس أو الوزير بعد مشوار ثلاثين أو أربعين عاما على الكرسي، بلا صديق واحد مخلص أو صاحب يرحم عزيز قوم إذا ذل.

 

كان لا بد من هذا التقديم، حتى أضع كتاب الدكتور أحمد القديدي الأخير « ذكرياتي من السلطة إلى المنفى » (1)، في إطار مناسب يتفق مع الفكرة الأساسية التي دارت في فلكها فصول الكتاب العديدة، وبما يؤكد أحقية هذه السيرة الذاتية بالعنوان الموازي الذي اخترته لها، أي « كتاب الوفاء »، فقد كانت أوراق هذا السياسي والأديب التونسي رسالة صداقة وطدتها المحنة رغم ولادتها في ظل السلطة، ومتنتها المنافي على الرغم من قساوة الغربة واستحقاقات المصلحة.

القيم الأخلاقية ضرورية في العمل السياسي، وليس متخيلا أبدا أن تحقق السياسة أهدافها في تحقيق مصالح الناس إذا لم تكن مشدودة إلى مرجعية أخلاقية صلبة، ومن أنبل القيم الأخلاقية الوفاء في زمن القهر والإخلاص في زمن الانكسار، ولعل الدكتور القديدي رغب في تقديم شهادة مكتوبة للتاريخ وللأجيال العربية الناشئة، تعزز تلك الشهادة العملية التي مارسها شخصيا طيلة ما يزيد عن السبعة عشرة عاما، والتي أنتجت صداقة نموذجية بين رجلين مارسا السلطة معا وواجها محنة النفي سويا.

 

الوزير الأول التونسي محمد مزالي الأسبق، الذي أقصي عن الحكم سنة 1986، ارتقى في سلم المسؤوليات الحكومية والوزارية منذ استقلال البلاد تقريبا سنة 1956، حتى وصل سنة 1981 إلى سدة الوزارة الأولى، وقد كان الوزير الأول في ذلك الوقت صاحب صلاحيات حقيقية، لا مجرد مستشار كبير ومنسق لأعمال وأوامر رئيس الجمهورية كما هو الحال الآن.

 

وقد سألت الأستاذ محمد مزالي مرة عما إذا كانت السلطة قد سمحت له بتكوين صداقات حقيقية، وجاءت إجابته مؤكدة لاعتقادي أن الحكم في العالم العربي عادة ما يجعل إمكانية الصداقة شبه معدومة، فقد خرج الرجل بعد رحلة ثلاثة عقود في الوزارة بعدد من الأصحاب الأوفياء لا يزيدون في عددهم عن أصابع اليد الواحدة، من بينهم بلا شك الدكتور القديدي صاحب كتاب الوفاء.

 

ثمة قواسم فكرية وسياسية مشتركة بين مزالي والقديدي أكدها صاحب السيرة، من بينها الخلفية الأدبية والفكرية لكليهما، فقد كانت مجلة الفكر التي أسسها ورأس تحريرها منذ سنة 1955 إلى 1986 الوزير الأول، منبرا جامعا لتيار الهوية العربية الإسلامية داخل الحركة الوطنية التونسية، وكان من أبرز الكتاب والأدباء الشباب الذين استقطبتهم المجلة واستنفرت حماستهم حركة الهوية، كاتب السيرة أصيل القيروان عاصمة الأغالبة.

 

خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين، شهدت السياسة التونسية انقلابا تدريجيا على التوجهات الاشتراكية التي عاشتها البلاد خلال العقد السابق، مما أفضى إلى نشأة أجواء ليبرالية على كافة الأصعدة، سمحت بوجود حركية وتدافع بين تيارات فكرية وسياسية متباينة، داخل مؤسسات السلطة وخارجها، وكانت معركة تعريب التعليم والثقافة الساحة التي زادت من التقريب بين الصديقين، فبعد لقاء مجلة الفكر الأدبي، كان لقاء التعريب السياسي، حيث برز مزالي وزير التعليم والقديدي النائب البرلماني وآخرون قادة في مواجهة غير متوازنة.

 

وجه الصداقة الثالث بين الرجلين بدا واضحا في فصل السلطة الأخير، عندما ارتقى مزالي سلم الحكم درجة أعلى، سيظر لاحقا أنها كانت ارتقاء إلى الهاوية، فقد قرر الوزير الأول التونسي في مطلع الثمانينات تدشين عهده بإجراء خطوات سياسية إصلاحية اتخذت من الديمقراطية عنوانا رئيسيا، فقد سن لأول مرة في تاريخ تونس المستقلة، قانون للتعددية الحزبية، وأعطيت للساحة الإعلامية مساحات أوسع من الحرية، تمثلت في ظهور صحف ومجلات ناطقة بإسم جل الاتجاهات السياسية، وسمح للمنظمات الاجتماعية والحقوقية بحقوق أكثر في الحركة والحرية.

 

وقد كان ضروريا في مثل هذه المرحلة، وجود رجل يجمع بين الانتماء الوطني والرغبة الإصلاحية على رأس صحيفة « العمل » لسان حال الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم، فكان القديدي صاحب تلك المهمة، وسيكون بذلك شاهدا في كتابه على حقائق تاريخية كثيرة لم تسمح لها السلطة اللاحقة بالظهور، تلخص المظلمة التي سلطت على مزالي رجل الحوار والإصلاح والاعتدال والعدالة الاجتماعية، والتي كادت تقوده إلى المقصلة، وقادت سيرته إلى التشويه والافتراء والمغالطة.

 

يدافع القديدي في كتابه عن توجهات صديقه الوزير الأول المخلصة في رفعها شعارات الإصلاح والتعددية والحرية والديمقراطية، دون أن يغفل عن توجيه النقد النابع من المحبة لبعض المواقف التي يرى الكاتب أن صديقه قد جانب الصواب في اتخاذها، من أهمها قلة الجرأة والتردد الذي وسم سلوك مزالي في تعامله مع خصومه السياسيين، دون أن ينتقص من دور الظروف الصعبة التي جاء فيها الصديق إلى الحكم، حيث كان رئيس الدولة شيخا هرما تتلاعب به الأهواء وجماعات الفساد والتسلط التي أحاطت به من كل صوب، وكانت السبب في إفشال جل خطط الوزير الأول الإصلاحية.

 

وعلى الرغم من تقديره للرئيس الحبيب بورقيبة، إلا أن الدكتور القديدي بدا في سيرته الذاتية « مزاليا » أكثر، فهو منحاز إلى « تعريب » مزالي في مقابل امتعاضه من « فرنكفونية » بورقيبة، وهو مقتنع بإخلاص مزالي للتوجهات الليبرالية والديمقراطية، في حين بدا فاضحا لطبيعة بورقيبة السياسية من حيث هو « المصاب بغريزة الدم »، وهو مدافع عن سياسات الإنصاف الاجتماعية التي أصر على سلكها مزالي، بينما ظهر بورقيبة رجلا متقلبا ومزاجيا في أحيان كثيرة.

 

ولا يفوت الدكتور القديدي الفرصة دون توجيه اللوم والعتاب لصاحبه الوزير، لأنه لم يقدم على تولي الرئاسة بالاعتماد على نفس الفصل الدستوري الذي سيعتمده الرئيس الحالي بن علي في نيل الحكم في 7 نوفمبر 1987، في حين كان هذا الأمر في متناول مزالي مطلع سنة 1984، عندما رقد الرئيس الشيخ في غيبوبة في أحد مشافي العاصمة التونسية، ولم يكن قادرا في حينها على الاضطلاع بمهامه الرئاسية، لكن مزالي كان مثقفا ومفكرا قبل أن يكون سياسيا، وهو ما حد من جرأته وقوى من تردده وجعله عاجزا عن اتخاذ خطوة انقلابية.

 

كتاب الوفاء لصاحبه الدكتور أحمد القديدي، كان من الناحية الشكلية صفحات من سيرة ذاتية متأخرة كانت بلدان المنفى كفرنسا وقطر مسرحا لها، لكنه من الناحية العملية لم يكن سوى تقليبا في صفحات سيرة السلطة في البلاد التونسية منذ الاستقلال تقريبا، وتدوينا لمواقف ذاتية وموضوعية من أحداث ووقائع سياسية هامة وخطيرة ما تزال عجلة المؤرخين المحليين والدوليين لم تطأها بعد، بما ينصف أو يدين أطرافها.

 

إن الناظر في القحط الذي أصاب الساحة الفكرية والسياسية التونسية خلال الفترة الأخيرة، سيكتشف إلى أي مدى يبدو كتاب الدكتور القديدي وثيقة في غاية الأهمية، ليس فقط من حيث هو انتصار بين للأخلاق في العمل السياسي، في زمن تجرد فيه أغلب الحكام والمسؤولين العرب من كل قيمة أخلاقية، إنما لأنه أيضا شهادة حميمية في حق رجل حكم صادق ومظلوم، ظلمه الفقراء والمحرومون الذين انحاز إليهم، قبل أن يظلمه الطغاة والجبارون.

 

(1) صدر الكتاب عن « مركز الراية للتنمية الفكرية »، في جدة، سنة 2005، في 264 صفحة.    

 

 (*) كاتب تونسي

 

(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 28 أكتوبر 2005)


سوريا والسلطة السورية في خطاب الخبث والسذاجة

د. منصف المرزوقي (*)

 

تزدهر هذه الأيام في الصحافة السمعية والمرئية العناوين حول تورّط  » سوريا » في اغتيال الحريري وإدانة  » سوريا » من قبل التقرير الشهير والضغوطات التي تتعرض لها  » سوريا » الخ .

 

قلّ من تستوقفه ما في طريقة صياغة هذه العناوين (وبغض النظر عن محتوى الأخبار التي تشير إليها ) من تزييف للواقع، فهذا توصيف لا يستعمله شخص إلا وكان ضرورة خادعا أو مخدوعا. وإن كان خبث السلطة الاستبدادية مفهوما وهو يحاول دوما اختزال سورية بتاريخها وبمجتمعها وبمختلف تياراتها السياسية في الدولة والدولة في النظام والنظام في حفنة الأشخاص الذين يتهمهم التقرير، فإنه من الغريب أن تنخرط وسائل إعلام تدّعي الموضوعية في نفس الخديعة.

 

هل من المسموح لها، هي التي تدعي إنارة الرأي العام، بأن تنخرط في إشاعة أهمّ ركيزة الفكر الاستبدادي وهو أن الوطن ليس المجتمع والقيمة الأولى فيه المواطنة وإنما هو النظام والقيمة الأولى فيه الوفاء للقائد ولنظامه الفاسد. هكذا اختزلت تونس في شخص رئيسها وأصبح نقد سياسته خيانة لتونس وهكذا أصبح التهجم على مبارك تشويها لسمعة مصر. ها هي سوريا اليوم بقدرة خطاب الخبث أو خطاب السذاجة المدانة في العملية القذرة، والحال أن الإدانة لا تتعلق إلا بحفنة من الأشخاص يشكلون قمة هرم السلطة الاستبدادية في سورية.

 

وفي الواقع فإن قضية تسمية الفاعلين في السياسة ليست دوما سهلة حتى بالنسبة للبلدان التي تحكمها أنظمة ديمقراطية. فمن باب التجاوز والتسطيح والمبالغة أن نقول أو أن نكتب أن « أمريكا  » ترغب في مواصلة احتلال العراق لأن أمريكا هي أيضا أربعين مليون شخص صوتوا ضد بوش في الانتخابات الأخيرة. هي لا تختزل فقط في المحافظين الجدد وإنما فيها قوى مناهضة لهذا الفكر السياسي ناهيك عن وجود نساء مثل سندي شيهان أم الجندي القتيل والتي تناضل بكل قواها ضد الحرب باستنفار الأمهات الأمريكيات.

 

إلا أن قاعدة الغلبة للعدد في النظام الديمقراطي – و لها ككل القواعد حسناتها، لكن أيضا عيوبها وحدودها- تسمح لبوش بالقول، لمدة جد محدودة من الزمان، أنه يتكلم باسم كل أمريكا. لكن شيئا من هذا القبيل غير موجود عندنا، فالدكتاتور العربي لا يحمل تفويضا إلا وكان تفويض ال99% وكلنا نعلم أنه بمثابة عملة مزيفة طبعت على ورق جرائد على ناسخة مكتب وسط الشارع يوم سوق. إضافة لهذا هو يمنح لنفسه الحق بالتكلم باسمنا إلى الأزل بل ويسعى لتوريث الحق للعزيز جمال وبشار وسيف الإسلام وبقية الذرية الصالحة.

 

إن دور المثقف غير المأجور والإعلامي غير الساذج رفض الخلط المتعمّد الذي تمارسه سلطة فاقدة الشرعية، فاقدة المصداقية وهي تربط آليا بين وطن مستعبد ونظام استبدادي لا يمثله وإنما يحتلّه.

 

فمن العادل ومن الموضوعي أن نكتب مثلا أن تقرير ميليس يدين السلطات السورية لكن أن سوريا هي المعرضة لخطر لعقوبات.

 

تذكرني هذه الملاحظة بالحرب الضروس التي جرت في التسعينات عندما تكونت في تونس لجنة لمساندة العراق المحاصر. أصررت يومها أن تسمى اللجنة لجنة مساندة الشعب العراقي اعتبارا أن الشعب العراقي رهينة وأنه موجود بين مطرقة صدام وسندان بوش الأب. ويومها فرض القومجيون اسم لجنة مساندة العراق وكانت في الواقع لجنة لمساندة النظام الذي قاد الشعب العراقي المسكين إلى المآسي المعروفة وآخر حلقاتها ما نشاهده يوميا.

 

إن سورية في نفس الوضع اليوم، ومن واجبنا أن نتجند بكل ما نملك من وسائل لنصرة شعبها وهو بين مطرقة الاستبداد القديم والاستعمار الجديد. وقد يكون اضعف الإيمان أن لا نسخر منها أو نحتقرها بوضع اسمها للتغطية على من اضطهدوها وأذلوها ودمروها ونهبوها كل هذه العقود.

 

(*) مفكر وحقوقي عربي من تونس

(المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بتاريخ 27 أكتوبر 2005)

وصلة الموضوع: http://www.hrinfo.org/mena/achr/2005/pr1027.shtml


الدستور العراقي: فرصة للمصالحة أم فتيل حرب أهلية

توفيق المديني إذا كان الإستفتاء الشعبي يعتبرفي الديمقراطيات الغربية أداة ديمقراطية مهمة، يسمح للشعب من خلالها أن يعبر بشكل مباشر عن موقفه إزاء القضية المطروحة عليه، بدلا من أن يتولى نوابه المنتخبون التعبير عنه بالوساطة، فإن الإستفتاء الشعبي في البلاد العربية تحول إلى أداة توظفها السلطة السياسية ضد الديمقراطية و المؤسسات الديمقراطية المنتخبة، و لتقوية الحكم الفردي .و الإستفتاء على مشروع  الدستور في العراق لا يخرج عن هذا السياق. فالعراق و منذ الغزو الأمريكي له في أذار 2003 يعيش صراعا حادا و عنيفا بين المقاومة العراقية على إختلاف مكوناتها و قوات الإحتلال  الأمريكي.وتعتمد  الإستراتيجية الأمريكية في تعاطيها  مع الواقع العراقي على رؤية إستشراقية تصف هذا البلد العربي  بكونه تجمّعاً لأقلّيات دينية وعرقية عاجزة عن العيش سوية في كيانات دولتية وطنية. وترتكز الحلول المقترحة من اجل خدمة الديموقراطية ومصالح اميركا معاً، والمفترض انهما مترابطان، على استخدام صريح للطائفية في اطار استراتجية تعرف بالـ »فوضى البنّاءة ».  وفي العراق المحتل ، تفاقم التوتّر بين مختلف مكوّنات المجتمع، مع اعادة بناء النظام السياسي على قاعدة التمثيل الطائفي والعرقي باشراف اميركي. ولم يكن اجراء الانتخابات التشريعية، بالرغم من المقاطعة الواسعة للعرب السنّة، يعبّر فقط عن تسرّع الاميركيين في ايجاد حكومة ذات صفة تمثيلية ولو نسبية، بل يندرج ضمن سياسة طوائفية واضحة المعالم . لقد اختار قسم من العراقيين الفيدرالية  صيغة لحل مشكلة الثنائية القومية للعراق. كما اختاروا النظام  السياسي اللامركزي صيغة لحل  مشكلة الإحتكار السياسي للسلطة و الموارد الطبيعية. و يبرر المدافعون عن صيغة الفيدرالية للعراق ان شكل الدولة الذي ظل ساريا منذ نشوئها في عشرينيات القرن العشرين، وحتى سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003، لم يعد مقبولا لدى كثير من مكونات الشعب العراقي. تلك مرحلة الغبن التاريخي التي أسهم كثير من الأحداث في رسمها. فالأكراد لن يصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية بعد اليوم، كما قال مسعود البارزاني ذات مرة. والشيعة لن يقبلوا بتهميشهم في صنع السياسة العراقية، والتحكم بالموارد وتسنم المناصب العليا، ولن يقبلوا بنظام يعيد لهم الديكتاتورية والمقابر الجماعية والهيمنة المذهبية، مثلما صرح أكثر من مسؤول في كتلة الائتلاف العراقي الشيعية. و بالمقابل يعتبر العرب السنة أن إقامة فيدراليات، سواء في الجنوب او الشمال، ما هو الا مقدمة لتقسيم العراق إلى كانتونات شيعية وسنية وكردية. فلقد قاطع عدد كبير من السنة العرب انتخابات الجمعية الوطنية، الأمر الذي قاد إلى سيطرة طوائف عرقية ودينية على الجمعية الوطنية وفرض رؤيتها على جوهر مضمون مشروع  الدستور، بما يحقق مصالحها الذاتية. والدستور تمت صياغته  في ظل الاحتلال الأجنبي، وبدور أمريكي واضح في هذا الصدد، تأكد بتدخل سافر من جانب قيادات الإدارة الأمريكية والسفير الأمريكي في بغداد، بما يتفق والمخططات الأمريكية للمنطقة. كما تم اتخاذ قانون إدارة الدولة الذي أعده « بريمر » مرجعية للدستور الجديد، وهو يجسد الرؤى الأمريكية لمستقبل العراق، ويحمل في ثناياه أيضا سبل مكافأة قيادات طوائف على ولائهم للإدارة الأمريكية. و المشكلة في الدستور الجديد أنها مركبة ، فهي حسب تعبير أحد خبراء الدستور، تقوم في معالجة إختلالات الماضي و منع تكرارها أي منع العسف الأثني و التحيز المذهبي و الإحتكار الضيق للسلطة و الموارد.لكن الدستور الجديد يكرس التقسيم الحقيقي للعراق، و هو يتناقض كليا مع شكل الدولة الوطنية المركزية بوصفه الشكل الوحيد الذي يحافظ على وحدة العراق، ارضاً وشعباً، كما يقول مؤتمر اهل السنة، او ممثلو المجلس الوطني العراقي الذي شكله عدد من الأحزاب والشخصيات السنية في الفترة الأخيرة. و الدستور الجديد يشرعن النظام الفيدرالي ، و الحال هذه فهو يتناقض كليا مع مع عروبة العراق، و إنتمائه إلى الأمة العربية. فما نشهده اليوم على المسرح السياسي العراقي  تشظي هوية العراق الوطنية و القومية إلى هويات أثنية و مذهبية متشظية بدورها . إن هوية العراق  العربية التي حافظت عليها  الأنظمة السابقة، والمحتلون السابقون، وجعلتها هي الصورة الوحيدة للمواطنة، ازيحت نتيجة الأحداث الجسام، أي انهيار الدولة المتعارف عليها طوال ثمانين سنة تقريباً، لتحل محلها صور متعددة، تقوم على أساس عرقي ومذهبي ،  ينبغي ان تعكس كل واحدة منها الصورة الكبرى للعراق  الفيدرالي القادم. فالعرب السنة يعتبرون  أنه لا يجوز للكتلة  الإسلامية الشيعية(الإئتلاف العراقي الموحد)  أن تطالب بالفيدرالية  لأجل الإنفراد بالمحافظات الجونبية و تحو يلها إلى موئل لولاية الفقيه، علما أن  الشيعة  لا يشكلون عنصرا يمتلك خصوصية تؤهله للمطالبة بفيدرالية، فهم عرب ومسلمون ويتقاسمون مع العرب السنة  التقاليد والأعراف ذاتها. كما ان التكوينات القبلية منقسمة بين سنة وشيعة، اضافة إلى الخوف الأكبر الذي يظل مضمراً احياناً، الا وهو ان قيام فيدرالية في المحافظات الجنوبية والوسطى من العراق، وبقيادة احزاب دينية معظمها موال لايران، وتمتلك علاقات متينة مع السلطة الايرانية، سيجعل من ذلك الاقليم واقعاً تحت هيمنة ايرانية واضحة، الأمر الذي يطلق مخاوف التقسيم بضراوة. إن إقرار الدستور بصيغته الحالية ، سيدفع بالغالبية من السنّة العرب الى ادراك الموقف، و هذا ما يفسّر تطرّف المقاومة من جهة، وتكاثر اعمال العنف بين السنة والشيعة من جهة أخرى، ممّا ينذر بحرب أهلية دموية. (*) كاتب تونسي 27 اكتوبر 2005

التيار الاسلامي المعتدل في مواجهة اختبارات الحوار الأمريكي وتحديات التيار القاعدي (1من 2)

* غياب الموقف الايديولوجي الامريكي الواضح تجاه الاسلاميين يفسر ارتباك واشنطن

* جماعات عراقية شيعية تتعاون مع الاحتلال الامريكي لانها تري فيه خدمة للمشروع القومي الايراني

 

الطاهر الأسود (*)

 

لن يكون هذا المقال قائما بالأساس علي جرد دقيق للمعطيات الخبرية والتحليلية التي تراكمت طوال الفترة الماضية – والتي تمتد الي حوالي العام ونصف العام منذ زمن كتابتنا لمقال حول رؤية (أو الأصح رؤي) الولايات المتحدة للتيارات الاسلامية (أقلام أون لاين عدد شباط (فبراير) 2004). في المقابل سنعمل علي الانسياق في جملة من الخواطر التي تعكس ما تراكم من انطباعات وتحاليل قمنا بها خلال الفترة الماضية (بالخصوص سلسلة من المقالات نشرت في شتاء 2004 وربيع 2005) و هوما نعتقد أنه أسلوب يخفف من وطأة تكاثر التقارير الاخبارية والأبحاث المنشورة في هذا الموضوع (من قبل مراكز بحث أمريكية أصبح من الصعب عدها والأهم من ذلك أحيانا تحديد تأثيرها الفعلي في صناعة القرار السياسي).

 

إن المسألة الأولي التي سنحاجج عليها هنا هي تنسيب تقييم المواقف الأمريكية والنظر الي السياسة الأمريكية في علاقة بموضوع الحوار مع التيارات الوطنية بما في ذلك التيارات الاسلامية المعتدلة لا كسياسة ثابتة ونهائية ومنسجمة بل كسياسة تعرف الكثير من الاضطراب لأنها تعيش حالة انتقالية ترجع جزئيا لنتائج تلك السياسة بالذات. إن محاولة تحديد السياسة الأمريكية ضمن خطوط محددة لمجرد الاحساس بالاطمئنان والخلود لشعور الثقة المزيفة وأننا نعرف نوايا أمريكا هوأسلوب ربما يحقق نوعا من الجاذبية الشعبية المؤقتة ولكن من دون أن يعمل علي فهم ما يجري وبالتالي الاستعداد لتحديات المستقبل.

 

من جهة أخري سنطرح مسألة العامل الرئيسي الذي يلعبه التيار القاعدي (نسبة الي تنظيم القاعدة ) في علاقة بهذا الموضوع. إن النقطة الرئيسية التي سنركز عليها الاهتمام هنا هي المصلحة العربية أولا في مواجهة هذا التيار الذي نعتبره من المخاطر الرئيسية علي السلم الأهلي العربي لا يقل في ذلك خطورة عن وقائع ومشاريع الاحتلال الأجنبي المباشر. إن مواصلة الاعتقاد في أن الاحتلال وحده هو المسؤول عن هذه الظاهرة وبالتالي يتحمل مسؤولية مواجهته إنما هوتجاهل للعوامل الداخلية (ثقافية وسياسية) لمثل هذا التيار كما أنه استقالة من تحمل مسؤولية الجبهة الداخلية العربية في مواجهة التحديات الخارجية.

 

ملاحظات حول الجدال العربي من المواقف الأمريكية

 

من الضروري في البداية تقديم بعض الملاحظات الأولية في علاقة بالمادة المنشورة عربيا (والتي بلغت كما مهولا خلال الأشهر الأخيرة) حول موضوعنا هذا.

 

أولا، لم يكن هناك في البداية (أي قبل حوالي العام أو حتي أقل من ذلك) أي اهتمام جدي عربيا (وحتي دوليا في بعض المستويات) بمؤشرات المتغيرات المتعلقة بالسياسة الأمريكية في علاقة بالتيارات الاسلامية إلا مع حدوث اجتماعات (أو أشباه اجتماعات) وتصريحات دللت من خلالها الولايات المتحدة (ومن بعدها الاتحاد الأوروبي) بشكل صريح بأنها في أقل الأحوال بصدد مناقشة القبول (والتسويق) لامكانية مشاركة حركات اسلامية معتدلة في مسار الدمقرطة ومن ثمة الحكم عربيا. وهذا يمكن أن يكون طبيعيا في علاقة بمواقف أحزاب وأطراف سياسية معنية بالاعتناء بما هومرئي وحيني. غير أنه يدل علي حالة من عدم التركيز بالنسبة لجيش كامل من الخبراء والمعلقين والذين لا يستحقون انتظار التحقق الاعلامي (أي عبر واجهة التصريح الرسمي) لموقف سياسي معين حتي يبادروا الي الاهتمام الجدي به. ونعني هنا تحديدا مسألة رئيسية: ما زال يقع التعامل، في محيط جيش الخبراء والمعلقين هذا، مع الساحة السياسية الأمريكية بشكل كلاسيكي، أي يقع التصرف مع متغيرات سياسة الادارة الأمريكية من خلال تعريف كلاسيكي للدولة يقع تصوره وتمثله في مثال الحكومة الأمريكية. ويتعلق هذا التعريف الكلاسيكي، والذي يستجيب لمثال أوروبي قاري ولا يدرك خصوصية الوضع الأمريكي، بأن المسؤول الرئيسي علي صياغة المواقف الاستراتيجية (ومن ثمة المرجعيات الأساسية التي تحدد التسيير السياسي اليومي) هو فريق محدود من المسؤولين السياسيين التنفيذيين الذين يتصدرون الواجهة الاعلامية (الرئيس، رئيس الوزراء أو الحكومة، زعيم كتلة برلمانية حاكمة، وغير ذلك من الهياكل السياسية الحاكمة المعتمدة دوليا) وهي رؤية تجد أيضا مثالها في تجربة الحكم الشيوعي (اللجنة المركزية للحزب هي ذاتها القيادة السياسية للبلاد والعكس صحيح أيضا).

 

غير أن الوضع مختلف في الولايات المتحدة ويتميز بخصوصية تبعث علي الاهتمام. وتتمثل هذه الخصوصية في الدور غير العادي في صناعة الموقف الاستراتيجي (علي الأقل في خطوطه الايديولوجية والنظرية العامة) لمؤسسات بحثية محددة غير حكومية في الظاهر ولكن فعليا هي حكومية بمعني أن لها علاقة بالأطر السياسية والحزبية الحاكمة وذلك عن طريق الارتباطات المالية والسياسية وحتي الشخصية الوطيدة بأحد من الفاعلين السياسيين الأساسيين في البلاد أي الجمهوريين والديمقراطيين، أو بتيارات أساسية تعمل ضمن أطرهم الحزبية أو في تنسيق قوي معها. ويعني هذا الوضع أن صناعة القرارات الاستراتيجية تمر قبلا بمخبر نظري وايديولوجي يتبني تحديدا رؤية فلسفية معينة في علاقة ليس فقط بالمسائل السياسية والعملية بل حتي بالعالم وبإشكالات تجريدية. وهكذا لا تتعلق مهام بعض أهم هذه المراكز (مثل راند وهريتاج فاوندايشن ومعهد المؤسسة الأمريكية) بملفات محددة (مثل السياسة الخارجية) بقدر ما تتعلق بكل شيء تقريبا، وهي بالتالي تجمع نخبة من الخبراء يشتركون في رؤية فلسفية عامة ومنسجمة. وهذا لا يعني عدم وجود مراكز مختصة (في السياسة الخارجية مثلا: مجلس العلاقات الخارجية) ولكنها أيضا تتميز بالطابع الانتقائي لعناصرها أي أنهم عموما يشتركون في رؤية عامة تملي رؤيتهم الخاصة في ذلك الملف المحدد. والمواقف السياسية اليومية للادارة الأمريكية تستجيب في النهاية لتلك الرؤية العامة من دون أن يعني ذلك المرور بمراحل طفيفة من التغاير تتعلق أساسا بمسائل التوقيت والمكان. وُجد هذا الوضع منذ زمن طويل ويمكن تحديده علي الأقل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز الرجل ايكس (جورج كينان) خاصة عند نشره مقالا في نشرية الـ فورين افيرز التابعة لمجلس العلاقات الخارجية (تأسس قبيل الحرب العالمية الثانية) سنة 1947 والذي أصبح المرجع الرئيسي للسياسة الأمريكية طوال فترة الحرب الباردة. ولم تصبح هذه الخصوصية، كما هو معلوم الآن، أكثر بروزا الا مع الادارة الجديدة أي فريق بوش الابن. وهنا من الضروري التنبيه الي مسألة جانبية هنا وفي علاقة تحديدا بملف السياسة الخارجية: ان تيار الواقعية (أي التيار الذي أرساه كينان وتصدر كيسنجر بصفته باحثا ثم بصفته السياسية التنفيذية قيادته) هو ليس أقل ايديولوجية من أطروحات التيار النيومحافظ. ولذلك فمن التضليل (كما يقوم البعض في الولايات المتحدة) توصيف التناقض بين التيارين كتناقض بين تيار ايديولوجي وآخر براغماتي . فالذرائعية والبراغماتية هي فلسفة في ذاتها تتميز بنفس القدر من الحس الايديولوجي. ويتعلق هذا النقاش في الواقع بخلط اصطلاحي بين مفهومي الجمود العقائدي و الايديولوجيا عمل علي إبرازه التيار الواقعي تحديدا (شخص مثل فوكوياما يدفع تجاه هذا الخلط في الوقت الذي يتبني فيه رؤية عقائدية وفلسفية شاملة وبالتالي ايديولوجيا).

 

وتنسجم هذه الوضعية الأمريكية الخاصة مع البنية الفكرية والثقافية والاقتصادية للولايات المتحدة بشكل عام. حيث أنه (وبشكل تجاوزي وربما تسطيحي أكثر من اللازم) بقدر ما يحظي القطاع الخاص الأمريكي بسلطة كبيرة وحرية استثنائية في المجال الاقتصادي فإن القطاع الخاص الفكري أو الايديولوجي يمتلك سلطة مماثلة. ومؤسسة الدولة في الحالتين (أي من جهة مهامها الاقتصادية أو السياسية) إنما تخضع علي مستوي الممارسة لما يوفره هذا القطاع الخاص من مرجعيات أساسية واستراتيجية. هناك طبعا علاقة مباشرة بين القطاع الخاص الاقتصادي والآخر الايديولوجي: حيث يدفع الأول بالأموال للثاني.

 

علي كل حال نرجع لمبدأ ملاحظتنا الأولي: في الوقت الذي كان فيه علي المعلقين والخبراء التركيز علي المؤشرات المبكرة والصادرة تحديدا من مراكز صناعة القرار تم الانتظار حتي صدور الموقف السياسي الرسمي. بمعني اخر كان هناك سوء فهم لماهية مركز صناعة القرار بالنسبة للنموذج الأمريكي. وفي الواقع فقد تابعت بعض مراكز الدراسات العربية أو غيرها من الحلقات السياسية والإخبارية ما تصدره المراكز البحثية الأمريكية غير أن ذلك لم يتعد تعريب الوثائق بدون أي جهد جدي لتركيز النقاش وتعميقه حول محتوياتها (نشرت مثلا نشرية المستقبل العربي في الصيف الماضي تعريبا لأحد التقارير المهمة التي أصدرتها مؤسسة الراند ولكن من دون تعليق).

 

وحتي إن ظهرت هنا وهناك محاولات للنقاش فهي تنزع لإصدار موقف سياسي سطحي ينزع لتبرئة الذمة وإعلان النوايا الشيطانية الأمريكية، أي بالتحديد القفز علي مرحلة أساسية تلي القراءة أي بكل بساطة فهم المقروء.

ثانيا، وهذه الملاحظة تتعلق بسلوك معاكس تماما لما تعرضنا له في الملاحظة الأولي وتتمثل في المبالغة الراهنة في التعويل علي ما تصدره مراكز البحث الأمريكية مهما كانت وبغض النظر عن تكرارية محتواها والأهم من ذلك بغض النظر عما يمكن أن تمثله من ثقل في علاقة بصناعة القرار. وقد اجتاح في الواقع المشهد الاعلامي العربي مد هائل من المقالات والحوارات والدراسات العربية بداية السنة الجارية (2005) تكرر وتجادل في ذات الموضوع وهو ما ترافق مع ظاهرة الاهتمام المبالغ فيه بأي شيء يمكن أن يُكتب أمريكيا. وبمعني اخر تم تجاهل التقارير والمؤشرات الأمريكية التي تستحق الاهتمام عند صدورها في حين يقع الان اجترار مواقف مكررة وأحيانا غير مهمة.

 

ثالثا، نتاجا لكل ما سبق فقد حدث ارتباك كبير علي مستوي تفسير وتحليل السياسة الأمريكية الراهنة. وانعكس هذا الارتباك من خلال عدم القدرة أو المحدودية تحديدا في تفسير الارتباك الأمريكي الرسمي ذاته في علاقته بهذا الموضوع. وبشكل عام يتم القفز من الارتباك والعجز عن تفسير ظاهرة الارتباك الأمريكية الي مواقف تشكك أصلا في وجود أي متغيرات أو حتي احتمال حدوثها في الموقف الأمريكي تجاه الحركات الاسلامية المعتدلة. وفي النهاية لن تتبقي مسافة ذات شأن تفصل بين هذا الموقف المتسرع لبعض النخب العربية والموقف السطحي الذي يدافع عنه التيار القاعدي ، كما عبر عنه بشكل واضح المنظر الرئيسي الراهن لهذا التيار أيمن الظواهري، والذي يري في أي إصلاحات سياسية سلمية مجرد مؤامرة أمريكية لتأبيد الطاغوت المحلي من خلال تعويض عملاء بـ عملاء اخرين. وفي الواقع تثير هذه الظاهرة (أي المسافة غير المنظورة تقريبا بين جانب من النخب العربية والتيار القاعدي ) الانتباه خاصة وأنها مسكوت عنها وهو ما يدعو، بالفعل، الي الاستياء لأنها تعبير دقيق عن حالة اليأس الراهن في بعض الأوساط النخبوية.

 

المعضلة أن هذه القفزات علي المستوي الاعلامي العربي تحدث بشكل قياسي لا تعكس رغبة في التأني وتأمل مشكلات أسلوب الطرح عوضا عن التقافز الي مشكلات الموضوع ذاته. إن المسائل الأساسية التي يجب الاحتفاظ بها بناء عما تقدم تتمثل فيما يلي:

 

ـ الأهمية الاستثنائية للمنظر أو الايديولوجي في صناعة القرار السياسي للادراة الأمريكية. نستحضر هنا بسرعة إطارا كلاسيكيا حداثيا لمفهوم القرار السياسي. نستحضر هنا، تحديدا، الأجواء السحرية للخصوبة الايديولوجية التي طبعت أوروبا القرن التاسع عشر وجانبا من القرن العشرين حيث كان للنقاش الفلسفي التجريدي تأثير قوي علي مجال القرار السياسي. نستحضر، علي سبيل المثال، تلك المرحلة الذهبية من الحركة الشيوعية عندما كان القرار السياسي تفصيلا طفيفا في خضم تجاذبات ايديولوجية ضخمة وبنيوية تتعلق بالمنهج وبأصول وسائل النظر… عندما كان السياسي التعبير المركز للفلسفي. والحقيقة، أن مستوي متابعة المعلقين والخبراء العرب لهذه الظاهرة الأمريكية الإحيائية لتقاليد حداثية بدت وكأنها في معرض الاندثار لا يرتقي الي المستوي المطلوب. حيث تتم مواجهة هذه الدرجة الرفيعة من التجريد النظري بتحاليل سياسوية لا تتجاوز سطح النقاش الفعلي. إن قراءة مقالات لشخصيات محورية في تقريرالسياسة الأمريكية الراهنة مثل تشارلز كراوثمر وفرانسيس فوكوياما وجورج كيغان (وهم بالمناسبة لا يتقلدون أي منصب رسمي) مقابل قراءة من يُفترض أن يقابلهم من المحللين والخبراء العرب يشير الي معطي أساسي: لا يتعلق التفاوت بين الولايات المتحدة والطرف العربي بذلك المستوي البديهي أي ما هو تقني-تكنولوجي فحسب، يتعلق الأمر، أكثر من ذلك، بعمق الرؤية الفلسفية وبرهافتها وحسها الفكري الرفيع بغض النظر عن نتائجها التدميرية والتخريبية. مقابل النسق البطيء، الواثق من نفسه، الرفيع للاستراتيجيين الأمريكيين يمثل غالبية الاستراتيجيين العرب كلاهثين، سطحيين، مشوشين. نؤكد علي هذه المسألة في الوقت الذي نعتقد فيه أنها في غاية الأهمية علي مستوي مستقبل صناعة القرار (أو القرارات) العربية (رسمية أو أهلية) وأن بلوغ ذلك المستوي ليس أمرا مستحيلا علي فرض الكفاءات الأكاديمية العربية العديدة. ولكن نؤكد علي ذلك ونحن عارفون أيضا بمحدودية الكثير من المراكز البحثية العربية ماليا وسياسيا بسبب ارتباطها بأطراف لديها خطوط حمر كثيرة تمنع الارتقاء بمستوي التفكير. كما أن القطاع الخاص العربي لا زال لم يرتق فكريا بعد (فضلا عن ارتباطاته السياسية المعيقة) لدعم مراكز بديلة تساهم في الـتأسيس لحيوية فكرية عربية ترتقي لمستوي التحديات المطروحة.

 

ـ ان الأهمية الاستثنائية للايديولوجي في صناعة القرار السياسي الأمريكي لا تعني أن كل ايديولوجي أو منظر أو مركز بحث أمريكي يساهم بالضرورة في ذلك. إن العمل الضروري الذي يجب القيام به عند تحليل أي تقرير أمريكي هو أولا تفكيك البني المالية والسياسية لمصدره. وتوجد بالمناسبة مواقع أمريكية علي الانترنت تقوم بذلك مجانا حيث تقدم مصادر تمويل والارتباطات السياسية لأي مركز بحث. إن تقييم الـتأثير السياسي لأي تقرير لا يمكن أن يتم بمعزل عن هذه الخطوة الضرورية. وهكذا فإن القفز الي مسلمة (ليس عليها إثبات) من نوع أن هذا التقرير أو ذاك يعبر عن موقف موحد ومنسجم داخل الادارة الأمريكية أو حتي عن موقف أحد الأطراف في الادارة الأمريكية إنما هو خطوة خاطئة منهجيا كما أنها تؤسس لاستنتاجات تزيد في غموض ما هو مطروح عوضا عن تبيانه وتوضيحه.

 

ليس هناك موقف ايديولوجي

 

ـ وهنا نأتي الي المسألة الأخيرة التي يجب الاحتفاظ بها وهي بيت القصيد هنا: ليس هناك موقف ايديولوجي حاسم داخل الادارة الأمريكية. يوجد صراع بين أكثر من موقف ايديولوجي (اي أكثر من مركز بحث مؤثر أو أكثر من رأي داخل مركز البحث الواحد أحيانا) وهو ما يفسر الارتباك الذي يطبع المواقف السياسية الأمريكية. إن تفسير ذلك شديد البساطة علي ما نعتقد: كل سياسة جديدة تعرض الي اختبارات ورفض ولا تستطيع فرض الاحترام الا بعد صراع طويل. علينا أن نضيف هنا أننا محظوظون لأن هذا الصراع في الإطار الأمريكي يتسم بدرجة كبيرة من العلنية لا توجد في أي مثال اخر ولا يتعلق ذلك فقط ببعض الاشاعات حول صراعات تشق المسؤولين التنفيذيين (مثلا التباين بين رايس ورامسفيلد) بل الأهم من ذلك يتعلق الأمر بالصراع النظري الايديولوجي علي صفحات مواقع أو نشريات متخصصة والتي تمثل المجال الفعلي لرصد الصراع الحقيقي الذي يشق هذه الادارة، وهو المجال الذي للأسف الشديد لا يولي له المحللون والخبراء العرب المشار اليهم أعلاه اي اهتمام جدي. سنأخذ مثلا محددا للتدليل علي ذلك: في مقال نشرناه أواخر العام الماضي ( النزاع بين النيومحافظين حول طبيعة الديمقراطية الاسلامية (القدس العربي) 11/12 كانون الاول (ديسمبر) 2004 وميدل إيست أونلاين 13 كانون الاول (ديسمبر) 2004) تعرضنا الي جدال قوي حدث خلف الكواليس السياسية وتحديدا في النشرية الرئيسية للتيار النيومحافظ في علاقة بشؤون السياسة الخارجية الناشيونال انترست بين قطبين من هذا التيار تشارلز كراوثمر وفرانسيس فوكوياما. تميز الصراع بطابعه الايديولوجي البارز حيث قام كل منهما بمحاولة لتمييز المدارس الفكرية التي تؤثر في السياسة الأمريكية الراهنة. وقد كان هذا الجدال (والذي استمر ولا يزال علي صفحات الناشيونال انترست) عميقا الي درجة كبري تم فيه طرح أكثر المسائل الاستراتيجية أهمية علي صعيد القرار السياسي الأمريكي. المهم أن ما برز من جدال بين هذه الأوساط المنظرة منذ بداية سنة 2004 بدأ في البروز أخيرا فقط علي صعيد السياسة الأمريكية التنفيدية وتحديدا منذ بداية العهدة الرئاسية الثانية للرئيس بوش وهو ما تمثل في الانقسام بين (وهي مصطلحات صاغها رئيسيا كراوثمر) تيار واقعي ديمقراطي (يختلف بدوره في داخله حول تقييم المغامرة الأمريكية في العراق: كراوثمر يراها ايجابية وفوكوياما يراها سلبية) واخر كوني ديمقراطي (يمثله بيل كريستول رئيسيا) وهو الصراع الذي يفسر ارتباك الرؤية الرسمية الأمريكية التي تكشف نفسها منذ أشهر قليلة علي صعيد التصريحات الرسمية (سواء تصريحات الرئيس بوش أو مساعديه والذي أصبح من ضمنهم بالمناسبة زوجته التي بدأت تقوم بدور سياسي مموه خاصة منذ بداية العهدة الرئاسية الثانية) هذا الارتباك الذي يمكن اختصاره في التصريح الدوري الذي يكرره الجميع في الادارة الامريكية الآن: الاصلاح ضروري في المنطقة ولكن لا يمكن أن يكون فوريا وهو تصريح يحاول إخفاء الصراع حول نسق ومستوي الاسهام الأمريكي في الدمقرطة تحت سلسلة من المقولات البديهية.

 

مسألة العاملين العراقي والفلسطيني

 

يشير البعض (وهم كثر في الواقع) من هواة التحاليل التآمرية أن ما يجري علي مستوي السياسة الأمريكية (كأنها منسجمة ونهائية) وتحديدا في علاقة بمسألة ما يدور حول مؤشرات أمريكية لقبول إسهام حركات إسلامية معتدلة في عملية الاصلاح الداخلي إنما هي تعني تحديدا وحصرا نماذج من نوع التنظيمات التي قبلت بالتعاون مع قوات الإحتلال الأمريكية في العراق. ويقصد هؤلاء (وهم يتماهون مع موقف التيار القاعدي في علاقة بهذه المسألة) أن مفهوم التنظيم الاسلامي المعتدل في المنظور الأمريكي هو تحديدا تنظيم يقبل بانتهاك السيادة الوطنية ويقبل بالاعتراف بوصاية الاحتلال والعمل بإمرتها والتعاون معها ضد التشكيلات المقاومة لها. وباختصار يحمل تأويل الإعتدال (في التعريف الأمريكي) تجاه الخيانة و العمالة . إن هذا التحليل خاطئ.

 

أولا من الضروري الاشارة الي مسألة رئيسية في علاقة بالمشهد العراقي وتحديدا المشهد الشيعي في العراق (حيث لا يستدعي المشهد السني أي نقاش كبير في علاقة بهذه المسألة خاصة وأن الذي يحظي بالتمثيل السياسي الشعبي الفعلي للأطراف الاسلامية هناك هي هيئة العلماء وليس الحزب الاسلامي كما يعتقد البعض، ومن المعروف عدم تورط الهيئة في أي أنشطة موالية للاحتلال بل علي العكس). وهي أنه باستثناء أطراف هامشية جدا علي المستوي الشعبي (مثل المؤتمر الوطني لأحمد الجلبي) فإن الأطراف التي تمثل أغلب هذا الطيف تتميز بطرحها الديني. طبعا هناك التيار الصدري والذي لا يجوز إقحامه أصلا في شبهات النقاش حول العلاقة بالاحتلال الأمريكي، حيث يتصدر هذا التيار ما يمكن الاصطلاح عليه بـ المقاومة الشيعية ولو أنه اختار أخيرا المقاومة السياسية عوض العسكرية، وهو الأمر الذي لا توجد مؤشرات تدل علي أنه سيستمر طويلا. يبقي إذا الموقف الذي تتصدره مرجعية النجف وواجهاتها السياسية سواء حزب الدعوة (بتياريه) أو المجلس الأعلي للثورة الاسلامية والذي ساهم بنشاط ولا يزال في مشروع الاحتلال القائم سواء في مرحلة حكم بريمر أو مرحلة الحكومة العراقية . وهنا علينا الاعتراف أن هذا الطرف يستحوذ علي تأييد أعداد هامة من الشيعة العراقيين أحببنا ذلك أم كرهنا، وهو الأمر الذي يجب التعامل معه وفهمه عوض تجاهله. وهنا علينا أن ننتبه الي مسألة أساسية مسكوت عنها عموما: يمثل موقف مرجعية النجف موقفا مواليا لتيار رئيسي يسيطر علي إيران (موقف الحزبين المذكورين أعلاه في موالاة إيران موقف معروف ولا يحتاج التدليل). وهكذا لسنا هنا بصدد حركات إسلامية معتدلة تتعاون مع الاحتلال بقدر ما يعترضنا وضع أكثر تعقيدا: حيث تري هذه المرجعية (الايرانية حتي من ناحية الانتماء القومي وهو أحد مصادر توتر علاقتها مع التيار الصدري) أن التعاون مع الاحتلال الأمريكي في العراق هو في المصلحة القومية الإيرانية من عدة جوانب: دفع أي بديل اخر محلي (بعثي، سلفي، قاعدي…) تري إيران أنه يشكل تهديدا أكبر علي المدي البعيد من الطرف الأمريكي الذي يرون أنه سيذهب آجلا أم عاجلا، أن التعاون مع الاحتلال الأمريكي في العراق يوفر للإيرانيين فرصة للضغط أو المناورة في علاقة بملف العلاقات الأمريكية ـ الايرانية وهو الموضوع الرئيسي بالنسبة لهم مقارنة بمسألة يبدو من الواضح أنهم يعتبرونها مسألة ثانوية أي إحتلال العراق ومعاناة الشعب العراقي جراء ذلك. وبمعني آخر لا تؤمن أطراف مرجعية النجف بمفهوم الوحدة الوطنية العراقية بقدر ما يؤمنون بأولوية المصلحة القومية الإيرانية. وهنا فإن المصلحة القومية الإيرانية لا تعني مصلحة قومية تحديدا بقدر ما تعني مصلحة الإمامة الشيعية التي تستحوذ القيادة الدينية الايرانية علي مهمة تسييرها بشكل عام يتجاوز الاطار القومي الإيراني بفعل القوة المالية والسياسية التي تتميز بها. بمعني اخر لا يتم هنا التعاون بين طرف عراقي اسلامي معتدل معزول مع قوات احتلال أمريكية بقدر ما يتعلق الأمر بلعبة أكبر. والأمريكيون علي معرفة تامة بهذا الوضع المعقد ويتعاملون معه بحذر شديد. 

 

(*) باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 27 أكتوبر 2005)

 


عن مأزق العلمانية في تركيا بعد تقارب الإسلاميين مع الخطاب الغربي
خالد غزال      يأتي تصعيد بعض الحركات الاسلامية لمطالبها ومواقفها ضد العلمانية في تركيا بعد ان تمكن الاسلام السياسي هناك من احتلال الموقع الرئيسي في السلطة عبر انتخابات شعبية وبعد صراع داخلي مع المؤسسة العسكرية امتد ثلاثة عقود. واذا كان هذا الاسلام السياسي لم يستطع حتى الآن الغاء مفاعيل قرارات اتاتورك العلمانية، الا انه بالتأكيد احدث خروقات اساسية ستكون لها انعكاسات كبيرة في المستقبل. كان اتاتورك مفتوناً بالغرب وحضارته، وكان مؤمناً بأن «الحضارة التي يجب ان ينشئها الجيل التركي هي حضارة اوروبا مضموناً وشكلاً… وان جميع الأمم في العالم مضطرة الى الأخذ بالحضارة الاوروبية لكي تؤمن لنفسها الحياة والاعتبار». وكان اتاتورك يحمل نظرة محددة الى الدين تضع علامات استفهام حول قيمه وتعتبره غير متوافق مع الحضارة القائمة على أعمدة العقلانية والثقافة العلمية والعلمانية. لذلك رأى في الخلافة الاسلامية ودور الدين المهيمن عليها المصدر الاول والاساسي لتخلف تركيا وضعفها امام اعدائها. كما كان مؤمناً بالديموقراطية وحقوق الانسان كما وضعها الغرب، لكنه، وخلافاً للمفاهيم الغربية، اعتبر ان هذه الديموقراطية لا يمكن لها ان تحقق قبل سيادة العلمانية والعقلية العلمية. ومن اجل ان تسود العلمانية لا بد من اجراء «قطع» مع المنظومة السائدة في تركيا عبر اجراءات ومراسيم تضع تركيا على سكة الحضارة الغربية وتنقلها من واقعها الراهن. ابتداء من العام 1923 انهى اتاتورك الحضور الاسلامي في مختلف مجالات الحياة التركية. ألغى الخلافة الاسلامية والمحاكم الشرعية وكل النصوص الدينية من الدستور، ومنع نشاط الفرق والطرق الصوفية. كما منع المظاهر الدينية والطقوس والمؤسسات والمدارس الدينية، وقلّص عدد المساجد وحوّل قسماً منها الى متاحف، ووضع رجال الدين تحت رقابة السلطة بما فيه تعيين الأئمة. وفي السنوات الاولى ألغى اللغة العربية من بعض الطقوس الدينية خصوصاً الدعوة الى الصلاة، لكنه تراجع عنها لاحقاً بعد ان تركت استياء واسعاً في المجتمع. كان اتاتورك يرمي، من وراء قراراته المتشددة لفرض العلمانية، الى الغاء وتغييب الدين الاسلامي عن الوجدان الشعبي للغالبية الساحقة من الشعب التركي. ان المقدمات المشار اليها التي قامت عليها العلمانية التركية مسؤولة عن النتائج السلبية التي تقف امامها اليوم. اذا كان اتاتورك قد اخذ المبدأ العلماني من الغرب وأسقطه على الواقع التركي، فإن مفارقة واسعة تفصل بين المفهوم التركي للعلمانية والمفهوم الاوروبي لها. تحققت العلمانية التركية عبر قرارات فوقية استبدلت الهيمنة الدينية على المجال السياسي باشراف الدولة على الشأن الديني، كما ألحقت بها المجموعات الدينية وسائر مؤسسات المجتمع المدني. ان امساك الدولة التركية الجديدة بالشأن الديني وادارته ورسم خطوطه ألغى عملياً مقولة فصل الدين عن الدولة التي تشكل حجر اساس في أي علمانية. ترافقت هذه الهيمنة من الدولة بعداء الأعراف والتقاليد والثقافة الشعبية. هذا النفي الذي قامت العلمانية عليه واكب نفياً عرقياً لأبرز المجموعات التركية، فمورست أبشع انواع الالغاء للآخر، حيث رفض النظام الاعتراف بالهوية الثقافية لاثني عشر مليون كردي، كما رفض منح العلويين وضعاً رسمياً بصفتهم مجموعة مذهبية يوازي عددها عدد الاكراد. مقارنة بالغرب، كانت العلمانية في اوروبا حصيلة عملية تطور وتقدم شاملين طاولا المجتمعات في ميادين الثقافة والسياسة والاقتصاد والعلوم… كانت العلمانية حصيلة الحداثة الاوروبية التي شقت طريقها منذ القرن السادس عشر وعصر الانوار والثورة الفرنسية. لم تكن العلمانية الاوروبية فقط مفصلاً بين الدولة والدين، بل الأهم من ذلك انها كانت انفصالاً اكثر جذرية بين الدولة والمجتمع المدني. هذا التشكل للمجتمع المدني بقواه ومؤسساته وأحزابه ونقاباته… سمح بنقل الدين من الحيز السياسي للدولة الى حيز المجتمع المدني، وهو ما ادى الى ان يستعيد الدين مجال فاعليته في المجتمع. هذا التطور نفسه جعل من العلمانية خطاباً عقلانياً موجهاً لخدمة الجميع من دون فارق بين مؤمن بهذا الدين او ذاك، وداعية تحرير الوعي والدولة والمؤسسة الدينية من كل العوائق التي تحول دون تقدمها الثقافي والروحي. من اجل ذلك ارتبطت العلمانية، اضافة الى قيمها العقلانية والعلمية، بقيم الحرية والتعددية ورفض المقدسات والمحرمات. ويبقى التمييز الاكبر بين العلمانية التركية والعلمانية الاوروبية ان الاولى توسلت الديكتاتورية وسيلة لوضعها موضع التطبيق، فيما شكلت الديموقراطية الإطار الذي ازدهرت فيه العلمانية ونمت في اوروبا. تعترف جميع القوى والأحزاب السياسية في تركيا بما فيها الاسلامية منها بأن تحقيق العلمانية شكل العنصر الرئيسي في تطور تركيا السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفي وصول البلاد الى هذا المستوى من التحديث. لهذا السبب لا يبدو السجال حول العلمانية مبسّطاً لجهة المطالبة بإلغائها، بل تكاد جميع القوى الاسلامية تؤكد على تعديلات معينة في تطبيقها. يتمثل الاعتراض على العلمانية عبر صعود الاحزاب الاسلامية وتمكنها من الحصول على غالبية شعبية في الانتخابات البلدية والنيابية. كما يتخذ اشكالاً أخرى ذات دلالة رمزية بعودة المظاهر الدينية بقوة وازدياد ارتداء الحجاب الذي يكاد يختصر اليوم ازمة تركيا مع هويتها وأزمة العلمانية مع نفسها. من المفارقات ان قادة الاسلام السياسي في تركيا ليسوا من رجال الدين، بل هم من النخب التي وصلت الى مستويات تعليمية عالية وحصلت على مهن هي بطبيعتها نتاجاً لحضارة الغرب العلمانية، مثل المهندسين والاطباء والمحامين… ومما لا شك فيه ان النظام يحصد اليوم نتيجة سياساته في مجمل الميادين. فقد ثبت انه على رغم مرور ثمانين عاماً على تكوينه، فإن النظام العلماني لم يخترق البنية المحافظة للمجتمع التركي بطريقة تحول دون انبعاث الشعور الديني للمواطن بالشكل الواسع. ان التوهم بامكان الغاء تراث ديني وشعبي امتد ستمئة عام هي عمر الامبراطورية العثمانية عبر استبدالها بقيم وتقاليد غربية، ارتد على الدولة والمجتمع منبعثاً بأشكال مخيفة. ان الاصوليات الاسلامية تجد اليوم في تركيا ارضاً خصبة على غرار ما هو سائد في اكثر من مكان في الشرق الاوسط. لكن هذا الانبعاث الاسلامي تغذى ايضاً من الازمات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا، ومن عجز النظام عن حل معضلات البطالة والفقر. لقد لعبت الهجرات من الريف الى المدن بين الاعوام 1960-1970 دوراً في صعود الحركات الاسلامية وبنشر فكرها المحافظ ودعوتها لتمثّل التاريخ العثماني. استطاع قادة هذه الحركات استقطاب دعم الفئات الفقيرة في الريف وضواحي المدن، والتركيز على شعارات العدالة والانقاذ والمساواة. كما ان زعماء الاسلام السياسي نجحوا في استخدام مفهوم العلمانية نفسها لمواجهة العلمانية التركية، فركزوا على مفهوم فصل الدين عن الدولة لمنع الدولة التركية من الهيمنة على المجال الديني، وشددوا على ما تعنيه العلمانية من الحق في حرية الاعتقاد والايمان، ليظهروا كيف ان مبادئ العلــمانية هــذه غــير محقــقة في تركـــيا. استوردت النخب التركية من الغرب آلاته الصناعية وأفكاره التحديثية وبعض عاداته وتقاليده ومظاهر حياته، فأسقطتها على مجتمع يتسم بالأمية والفقر والتخلف والحساسيات المذهبية والعرقية، من اجل نقله من القرون الوسطى الى العالم الحديث. لكن النتيجة، وبعد سبعين عاماً، لا تزال تؤشر الى انشطار هذا المجتمع بين اقلية «غربية» متسلطة وقمعية، وبين أكثرية شعب محافظ ومتمسك بتقاليد وقيم تعود في معظمها الى القرون الوسطى. ان التجربة العلمانية التركية تقطع بالوجهة القائلة ان العلمنة لا تفرض بقرارات او مراسيم بل تأتي في سياق تطور اجتماعي متكامل الجبهات وبعد ان تتوافر قواه أفراداً ومؤسسات. (*) كاتب لبناني (المصدر: صحيفة الحياة بتاريخ 27 أكتوبر 2005)


البداية

أعداد أخرى مُتاحة

الجمعة، 15 أغسطس 2008

Home – Accueil TUNISNEWS 8 ème année,N°3006 du 15.08.2008  archives : www.tunisnews.net  حــرية و إنـصاف: أخبــــــــــــــــــــار الحــــــــــــــــريات Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.