2 mai 2005

البداية

TUNISNEWS

6 ème année, N° 1808 du 02.05.2005

 archives : www.tunisnews.net


الهيئة الوطنية للمحامين بتونس: بيان إسلام أون لاين  :تونس: السجن الانفرادي بسبب السجائر!
رويترز: نقابة: الرقابة التونسية تخنق وسائل الاعلام الجزيرة نت: اتهمها بتأجير الصحفيين في الداخل والخارج – تقرير تونسي ينتقد خنق السلطة للحريات الإعلامية
افتتاحية الموقف أخبار تونس: رسالة الرئيس زين العابدين بن على إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
القدس العربي : سفارة تونس بلندن: حرية الصحافة وتعددية المشهد الإعلامي واقع ملموس في تونس

الصباح الأسبوعي : 4،1 مليون عزباء في تونس… كيف يتوزعن على الولايات وكم عدد الذكور الذي يقابلهن؟ الأستاذ سمير بن عمر:  قضية الأستاذ محمد عبو – في الرد على بعض الأقلام المشبوهة د. خالد الطراولي: المشروع الإسلامي التونسي على مفترق طرق 2/2 : الحركة الإسلامية ، التحديات والآفاق مرسل الكسيبي: ردا على أخي العزيز د. منذر صفر: تونس بين خيارين حركة ثورية شاملة أو خيار الإصلاح حكومة ومعارضة د. سليم بن حميدان: رسالة سورية إلى العرب : لن يتعايش الاستبداد أبدا مع الأحرار الشيخ راشد الغنوشي: حمد الصليفيح .. داعية وإصلاحي كبير وصديق للحركة الإسلامية المغاربية د.أحمد القديدي:  عتاب رقيق لد. هيثم مناع الصديق رشيد خشانةالقمة العربية – الأميركية ومطالب الإصلاح

 


Solidarité Tunisienne: Colere et deuil suite a la condamnation  de Me Abbou
AP: Terrorisme: 7 Nord-africains vont être jugés en Italie AP: Tunisie: démarrage de la campagne électorale pour les municipales du 8 mai AP: Un parti d’opposition se retire des élections municipales AFP: Moyen-Orient: « la liberté de la presse réduite à une peau de chagrin », dit RSF 
AFP: M. Shalom fait l’éloge du « courage » de la Mauritanie qu’il va visiter Mondher Sfar: Ben Ali, l’opposition et le moustique
Nour El Hoda: Á tous les prisonniers politiques tunisiens


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

حوالي التاسعة و النصف من مساء اليوم الاثنين2 ماي 2005 قام عشرات من أعوان الأمن بمحاولة اقتحام دار المحامي حيث يعتصم عشرات المحامين للمطالبة بالافراج عن زميلهم الاستاد عبو 


 

SOLIDARITE TUNISIENNE 40 rue du Landy 93300 Aubervilliers Tél/ Fax: 01 43 52 09 86  soltunis@hotmail.com

 

                                                                                                         Paris le 02 MAI  2005

 

 

         COLERE ET DEUIL SUITE A LA CONDAMNATION  DE Me ABBOU

 

Encore une nouvelle victime de la dictature en Tunisie. Il s’agit du Me Mohamed ABBOU, militant actif des Droits de l’Homme, membre fondateur de l’association international de soutien des prisonniers politiques (AISPP) et le Congrès Pour la République (CPR), qui vient d’être condamne à 3 ans et demi dans le cadre de deux affaires.

Les faits de la première remonte au mois d’août 2004 suite a un article publié sur Internet qui comparait la situation des prisonniers politiques en Tunisie a celle des prisonniers d’Abou Graib en Irak. Quant a la deuxième, elle concerne une plainte par une avocate suite a une mésentente avec

 Me ABBOU.  

Solidarité Tunisienne, exprime sa vive inquiétude de la détérioration des droits humains en Tunisie.

          Appel tout les défenseurs de la liberté et les droits de l’homme de continuer la lutte contre l’injustice en Tunisie.

          Rappel le gouvernement tunisien de ses engagements internationaux en matière des droits de l’homme.

          Demande la libération immédiate et inconditionnelle de Me ABBOU, ainsi que tout les prisonniers d’opinion en Tunisie.

    

Secrétaire général

Fathi Ennaes


TUNeZINE : Soirée de solidarité avec Me Abou

Manifestons !

 

Bonjour à toutes et à tous

 

Suite au procès et à la condamnation de Me Mohamed Abou à 3 ans et 6 mois et en même temps que le mouvement de soutien qui s’est formé à l’intérieur du pays.

 

Une soirée de solidarité sera organisée sur le forum de TUNeZINE, vendredi le 6 mai 2005 à partir de 20h, heure de Tunis.

 

Son objectif sera d’apporter le soutien moral à Me Abou et à sa famille et de manifester notre refus de ce procès injuste et de cette énième atteinte aux droits et libertés des Tunisiens, au moment où le régime ne cesse de frapper et de prouver son durcissement total à la liberté d’expression, l’une des conditions de l’organisation du SMSI.

 

Vous êtes toutes et tous appelé(e)s à y participer en lui écrivant un mot ou une note de sympathie. Votre présence sera d’un apport considérable et renforcera notre position de contestation par rapport à cette décision.

 

Par la même occasion et dans la mesure du possible, quelques éclaircissements sur le déroulement dudit procès ainsi que les raisons qui ont mené a une telle sévérité du régime de Ben Ali, dans des circonstances qui devraient faire preuve d’assouplissement en vue du SMSI, si Mr Mokhtar Yahyaoui ou d’autres compétents du domaine de la « justice » tunisienne ayant eu connaissance du procès se joignaient à nous.

 

Nous comptons sur votre présence.

Merci.


الهيئة الوطنية للمحامين بتونس قصر العدالة – تونس الحمد لله تونس في 30 أفريل 2005 بيان

على إثر ما شهدته محاكمة الزميل الأستاذ محمد عبو الذي أحيل على الدائرة الجناحية بتونس يوم 28 أفريل 2005 من انتهاكات خطيرة و تعد متكرر على الدفاع بدأ بمنع الأستاذ عبد الرزاق الكيىني و الأستاذة راضية النصراوي من زيارته بالسجن المدني بالكاف يوم 27 أفريل 2005 و التعدي عليهما من طرف مدير السجن الشيئ الذي حرم الزميل محمد عبو من إعداد و سائل دفاعه ثم بمنع بعض المحامين من دخول قصر العدالة و ضرب حصار أمني محكم على مداخل المحكمة و انتهى بوضع حد للمرافعات في القضية عدد 18069 مرورا برفض المحكمة تأخير النظر في القضية عدد 19311 حتي يتمكن الأستاذ محمد عبو من إنابة محام يتولى الدفاع عنه بدعوى أن إنابة المحامين حصلت في الطور التحقيقي و حرمان الأستاذ محمد عبو من تقديم وسائل دفاعه عند إستنطاقه و أسلوب التهديد الذي تعامل به رئيس الدائرة محرز الهمامي مع المحامين الذين ترافعوا في القضية و تعمد مقاطعتهم و محاولة توجيه مرافعتهم و كذلك سحب الكلمة من بعضهم مثلما حصل مع الأساتذة العميد البشير الصيد و عبد الرؤوف العيادي و نور الدين البحيري و سمير ديلو إضافة إلى تدخل قوات الأمن بالقاعة و مطالبتها لسان الدفاع بإخلاء القاعة قبل التصريح بالحكم. و على إثر ما استهدفت له الأستاذة سنية بن عمر يوم 29 أفريل 2005 من إعتداء مادي وحشي بسجن الكاف من طرف مدير السجن الذي جرها بالعنف مستعينا في ذلك بأحد الحراس من مكتب الزيارة إلى خارج السجن، فإن مجلس الهيئة الملتئم في ضروف طارئة و بعد استعراضه لما حصل: 1. يكبر موقف المحامين الذين تجندوا للدفاع على زميلهم بكل صبر و انسجام تام مع السيد العميد رغم تعمد رئيس الجلسة الإعتداء عليهم بالتهديد. 2. يندد بجميع الخروقات و الإنتهاكات التي طالت حقوق الدفاع من طرف المحكمة التي نظرت في قضية الأستاذ محمد عبو و يؤكد على خطورتها باعتبارها نيلا من حق أساسي كرسه دستور البلاد و المواثيق الدولية و انتهاكا لحق الزميل محمد عبو في تمتعه بمحاكمة عادلة. 3. يندد بما تعرضت له الأستاذة سنية بن عمر من إعتداء وحشي حال قيامها بواجباتها المهنية بما يكسي الأمر خطورة بالغة. 4. يدعو كافة الزميلات و الزملاء للتحلي بالصبر و مواصلة التمسك بعلوية القانون. 5. يدعو السلطات العمومية للتدخل و العمل على إنهاء هاته الإنتهاكات و الإعتداءات. عن مجلس الهيئة في جلسة طارئة الأستاذ عبدالرزاق الكيلاني.


 

 

تونس: السجن الانفرادي بسبب السجائر!

 

 عقبة بن علي الحميدي – إسلام أون لاين.نت/ 1-5-2005

 

 » لا يوجد سجناء في الحبس الانفرادي لمدة تتجاوز 10 أيام، وهو الحد الأقصى المنصوص عليه قانونًا، كما أن بعض السجناء الذين أشارت إليهم منظمة حقوق الإنسان « هيومن رايتس ووتش » تم عزلهم بناء على طلبهم؛ مثل السجين حمادي الجبالي (صحفي وقيادي في حزب النهضة الإسلامية المحظور) الذي طلب نقله إلى زنزانة انفرادية بسبب انزعاجه من السجائر ».

 

هذا ما جاء على لسان محمد الحبيب الشريف منسق حقوق الإنسان بوزارة العدل التونسية أواخر إبريل 2005 منتقدًا تقريرًا لـ »هيومن رايتس ووتش » حول أحوال السجناء في تونس، تعهدت السلطات التونسية بعده بوقف الحبس الانفرادي للسجناء.

 

وطالب ممثلون عن « هيومن رايتس ووتش » في مؤتمر صحفي عقدوه في تونس يوم 22 إبريل 2005 السلطات التونسية بإصدار عفو عام عن عشرات السجناء السياسيين أو إعادة محاكمتهم، بعد أن ثبت عدم وجود صلة لهم بأي أعمال عنف، وطلبوا منها وضع حد لوضعية الحبس الانفرادي.

 

تعهد بوقف العزلة

 

وقال جولدشتاين -أحد ممثلي المنظمة في المؤتمر الصحفي-: إن متحدثًا رسميًّا بالحكومة التونسية لم يذكر اسمه التزم يوم 20 إبريل 2005 بأنه لن يتم وضع أي سجين في الحبس الانفرادي أكثر من 10 أيام، كما ينص على ذلك القانون التونسي.

 

واستبشرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان لها بالوعد الذي قطعته السلطة بوضع حد للسجن الانفرادي المسلط على بعض المساجين السياسيين طيلة سنوات عديدة.

 

كما رحّبت حركة النهضة من جانبها بهذه الخطوة، مؤكدة على موقعها بالإنترنت أن تقرير المنظمة الحقوقية « يمثل شهادة قاطعة على انعدام أي صلة لحركة النهضة بالإرهاب، بحسب ادعاء السلطة ».

 

وبرغم التعهد التونسي بوقف السجن الانفرادي الذي يحمل اعترافًا بوجوده فعليًّا، أكد الإعلاميان المقربان من السلطة برهان بسييس وأبو بكر الصغير في ندوة عقدتها قناة « المستقلة » مساء 20 إبريل 2005 لبحث مستقبل الإسلاميين في تونس أنه « لا وجود لسجناء سياسيين في سجون الدولة ».

 

واعتبرا أن ما تذكره المنظمات والهيئات الدولية بشأن السجناء في تونس غير صحيح، وأن تقرير الخارجية الأمريكية الصادر 2004 « مغرض » بشأن تونس، وتقارير منظمة العفو الدولية « غير دقيقة »، وشهادات المحامين التونسيين « متحاملة »، وكذلك ما قاله الصحفي محمد عبو في مقال نشره على الإنترنت تعرض على إثره للسجن؛ لأنه شبّه السجون التونسية بسجن أبو غريب في العراق.

 

لا إنسانية

 

وأصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرًا في ديسمبر 2004 بعنوان « سحق الإنسان لقمع حركة بأكملها » بعد أن قامت بزيارة السجون المتهمة بممارسة العزل المنظم في تونس، وأجرت مقابلات مع 3 سجناء عانوا من الحبس الانفرادي ومن المعاملة القاسية واللاإنسانية »، بحسب قولهم.

 

والسجناء الثلاثة هم المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة الذي أمضى 11 سنة في سجن انفرادي، وكان قد حكم عليه بالسجن 14 عامًا، وزياد دولاتلي الذي أمضى 11 سنة في سجن انفرادي، ومصطفى بن حليمة الذي أمضى من مدة اعتقاله 6 سنوات في حبس انفرادي.

 

وبحسب تقرير « هيومن رايتس ووتش » فإن السجناء لم يطلبوا لا هم ولا غيرهم احتجازهم منفردين، كما أكدوا أنهم لم يتلقوا أي رعاية صحية أو إشراف طبي فيما يتعلق باحتجازهم في عزلة طويلة الأمد، فضلا عن عدم تلقي السجناء المعزولين أي تفسير رسمي لاحتجازهم في العزلة.

 

وانتهت منظمة هيومن رايتس في تقريرها إلى أن الاحتجاز الانفرادي لأكثر من 40 سجينًا سياسيًّا معظمهم من زعماء حزب النهضة المحظور في تونس يشكل انتهاكًا سافرًا للقوانين المحلية التونسية والمعايير الدولية التي تحكم معاملة السجناء.

 

وطالبت هيومن رايتس في تقريرها السلطات التونسية بالإفراج عن جميع سجناء الرأي، وحثتها على وضع حد للعزل الطويل الأمد لمجموعة منتقاة من السجناء السياسيين.

 

وطالبت المنظمة الاتحاد الأوربي والجامعة العربية والولايات المتحدة وكندا والدول التي تربطها بتونس علاقات ثنائية على رصد أوضاع السجون، ووضع حد للاستخدام التعسفي للحبس الانفرادي بدون مبرر ضد السجناء السياسيين.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 1 ماي 2005)

 


 

 نقابة: الرقابة التونسية تخنق وسائل الاعلام

تونس (رويترز) – قالت نقابة الصحفيين التونسية إن سياسة الرقابة الصارمة التي تتبعها السلطات التونسية تتسم بالقسوة الشديدة لدرجة أن اقدام الصحفي على الكتابة حتى عن أسعار البصل قد تعرضه للمتاعب وهي استراتيجية أثبتت فاعليتها في اسكات صوت المعارضة في وسائل الاعلام. وتواجه تونس ضغوطا من جماعات حقوق الانسان في الداخل والخارج لتخفيف قبضتها على وسائل الاعلام لاثبات أهليتها لاستضافة القمة العالمية لمجتمع المعلومات ـ بما فيها الانترنت ـ وهو المؤتمر المقرر عقده في نوفمبر تشرين الثاني المقبل تحت رعاية الامم المتحدة. وتنتقد جماعات حقوق الانسان تونس بصورة متكررة بشأن تكميم الصحافة ومراقبة استخدام الانترنت وضرب المعارضين وسجنهم وتقييد الحياة السياسية. وتساءل لطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسيين في تصريحات لرويترز عن السبب وراء عدم سجن صحفيين في السنوات الاربع الماضية وقال ان السبب بسيط وهو عدم وجود صحفيين يجرأون على كتابة مقالات وعدم وجود صحف تجرؤ على نشر مقالات ربما تزعج السلطات. وسجنت السلطات العديد من الصحفيين خلال التسعينات ومن بينهم حمادي الجبالي رئيس تحرير صحيفة الفجر الاسلامية القابع في السجن منذ عام 1991. وأبعدت السلطات عبد الله الزواري وهو أيضا كاتب في صحيفة الفجر الى قريته عقب اطلاق سراحه عام 2002 بعد ان قضى 11 عاما في السجن. وتصر الحكومة على أنها سجنت كلا من الجبالي والزواري لضلوعهما في أنشطة « الارهاب الاسلامي ». وفي الاسبوع الماضي قضت احدى المحاكم بسجن محام ثلاث سنوات ونصف لنشره مقالات تنتقد الحكومة على الانترنت. ورفض مسؤول حكومي رفيع الانتقادات وأصر على أن الصحافة حرة في تونس ولا توجد رقابة. وقال المسؤول لرويترز ان 90 في المئة من الصحف والمجلات التونسية البالغ عددها 245 مطبوعة ذات ملكية خاصة ومستقلة من الناحية التحريرية. ويقول منتقدون ان ثمن الرخاء الاجتماعي والاقتصادي هو دولة بوليسية تحت قيادة الرئيس زين العابدين بن علي حيث لا يجرؤ على الحديث علنا الا أقل القليل. وقال حجي إن مشكلة الصحفيين مع الرقابة هي عدم معرفة أين تنتهي حدود الرقابة نظرا لان قائمة الموضوعات المحظورة آخذة في الزيادة. وأضاف الصحفي المخضرم أن الرقابة المكثفة وصلت الى مستوى يبعث على الحيرة والارتباك إذ أصبح الصحفيون مثل سائقين يقودون سياراتهم على طريق سريع خال من علامات القيادة وهم يواصلون القيادة بيد أنهم لا يدرون ماذا سيحدث لهم على الطريق. وقالت المنظمة الدولية لتبادل حرية التعبير في تقرير صدر مؤخرا ان تونس تمارس الرقابة على الصحف وتغلق مواقع على شبكة الانترنت وتحبس الاشخاص بسبب آرائهم أو أنشطتهم المتصلة بوسائل الاعلام وتستخدم التعذيب. وقال حجي ان الرقابة لم تستثن أي مجال من مجالات الكتابة حتى عن الموضوعات اليومية مثل أسعار البصل أو السيول. وقال حجي انه حتى القصص الاخبارية التي تتضمن نقدا بسيطا أو التي تتميز بالسلبية أحيانا لا تسلم هي الاخرى من الحظر. وقال « عوقب صحفيون على مقالات سلموها الى رؤساء تحريرهم واستبعدت من النشر. عوقبوا لتجرؤهم على التفكير في الكتابة في مثل تلك الموضوعات. » ويستبعد رؤساء التحرير قصصا اخبارية بصفة منتظمة مخافة رد الفعل السلبي الذي قد ينتج عنها ولضمان بقائهم على وفاق مع السلطات. وتقول الحكومة ان تونس التي يزورها ملايين السياح الاوروبيين كل عام تتجه صوب نظام سياسي أوسع من حيث تعدد الاحزاب وحرية التعبير وحقوق الانسان. لكن حجي يرد بالقول ان سياسة الحكومة على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك حولت المشهد الاعلامي الى صحراء صامتة. وقال انه بالنظر الى الوراء الى فترة الثمانينات وأوائل التسعينات حين قمعت الحكومة الصحافة لكنها سمحت ببقاء شيء من صحافة التعددية « يجعل الكثيرين منا يحنون شوقا لتلك السنوات الخوالي. » من الامين الغانمي Reuters (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ2 ماي 2005)


 

اتهمها بتأجير الصحفيين في الداخل والخارج

تقرير تونسي ينتقد خنق السلطة للحريات الإعلامية

 

 
تونس- لطفي حجي وصف تقرير لنقابة الصحفيين التونسيين الواقع الإعلامي في تونس بالانغلاق جراء سيطرة الحكومة على جميع منافذه والتحكم في شرايينه من خلال مركزية الإشهار، والتحكم في التعيينات، وإسداء الأوامر للصحف. وفصل التقرير واقع الإعلام في تونس، والأوضاع المهنية والمادية للصحفيين في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثلاثاء, وقدم أمثلة عن الأشخاص والأجهزة التي تفرض الرقابة المحكمة على الإعلام حتى لا يفلت من قبضة الحكومة مثل من أسماهم بالمكلفين بمهمة داخل الصحف والذين يتولون المراقبة الدقيقة للمقالات لمنعها، ورفع التقارير عن زملائهم حتى يبعثوا جوا من الخوف كي لا يتجرأ الصحفيون على كتابة ما يغضب أصحاب المؤسسات الإعلامية. مقالات جاهزة وفي سياق إحكام السيطرة على قطاع الإعلام تعرض التقرير إلى الدور المحوري الذي تقوم به الوكالة التونسية للاتصال الخارجي التي تتولى مراقبة كل ما يكتب عن تونس في الخارج للرد عليه بصفة آلية, كما أعطيت صلاحيات تمنع الصحفيين من القيام بمهامهم بحرمانهم من بطاقات الاعتماد وتكريس مبدأ اغتيال أخلاقيات المهنة عبر المقالات الجاهزة التي تعطى للصحفيين الأجانب. كما تعرض التقرير مطولا إلى الأوضاع المهنية والمادية المزرية للصحفيين التونسيين مبرزا أن أغلب المؤسسات تعمد إلى خرق القانون المنظم للمهنة  بالأجور الزهيدة التي يحصل عليها العديد من الصحفيين، وبحرمانهم من الترقيات ومن الامتيازات التي يمنحها القانون. كما يتجسد ذلك أيضا من خلال تهميش دور التحرير عبر إستراتيجية محكمة تم اعتمادها على امتداد السنوات الماضية لتصبح للإدارة اليد الطولى في رسم سياسة التحرير إذ أصبح مالك الصحيفة هو الذي ينتدب الصحفيين، ويمنع المقالات ويبحث عن الإشهار، ويطرد من يشاء دون أن تكون للصحفيين أو لرئيس التحرير أو للمجالس المنتخبة رأي في ذلك ويتم الوصول إلى تلك الوضعية عبر إلغاء مجالس التحرير من أغلب المؤسسات الإعلامية. ومن المسائل التي نعتها التقرير بالخطيرة كثرة المقالات في العام الماضي التي تعمد إلى هتك أعراض الناس من خلال التهجم على نشطاء حقوق الإنسان، وعدد من رموز المعارضة الذين اختاروا خطا سياسيا مخالفا لخط السلطة. دخلاء على المهنة وقد طالت المقالات المذكورة هذه السنة صحفيين تونسيين تجرؤوا على كتابة مقالات نقدية حول واقع الإعلام, ولم يعد الأمر يقتصر على صحيفتي الحدث والإعلان, فقد التحقت بهما صحف أخرى مثل الشروق والصريح, وتؤكد النقابة أن هذه المقالات تكون بتعليمات واضحة لأنها تصدر في نفس الفترة وبعبارات متشابهة في جميع الصحف التي اختصت بذلك. وتضمن التقرير تحليلا مفصلا للقوانين المنظمة للمهنة الصحفية في تونس ولميثاق الشرف الذي لا يحترم من القائمين على الإعلام حسب ما أكدت ذلك النقابة, معتبرا أن التعليمات أصبحت أقوى من القانون الذي لم يعد هو الفيصل بين السلطة والقائمين على المؤسسات الإعلامية رغم تنقيحه ثلاث مرات منذ عام 1987. ورفض التقرير ادعاء السلطات أن سبب تردي الإعلام التونسي هو ممارسة الصحفيين للرقابة الذاتية وضعف تكوينهم مؤكدا على مبدأ أساسي وهو أن الرقابة المحكمة المفروضة من السلطة والتي تصل حد طرد الصحفيين الذين يتمسكون بمبادئ المهنة، وحرمان البعض الآخر من بطاقة الاعتماد، هو الذي جعل الصحفيين في وضعهم الحالي، يضاف إلى ذلك تعويم القطاع على امتداد سنوات بزرع الدخلاء بما يؤثر على الأداء المهني للصحفيين. وطالب التقرير السلطات بالقيام بدورها في حث أصحاب المؤسسات الإعلامية على احترام القانون وتمكين الصحفيين من رخص إصدار الصحف لإدخال التعددية المنشودة على المشهد الإعلامي التونسي، وهو مطلب يتكرر منذ سنوات من الصحفيين ومن جميع هيئات المجتمع المدني إلا أنه لم يتحقق نظرا للعوائق القانونية التي تفرضها السلطات. ـــــــــــــــ مراسل الجزيرة نت المصدر:الجزيرة (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 2 ماي2005)

 

افتتاحية الموقف

 

في ذكرى اليوم العالمي لحرية التعبير الذي يصادف 3 ماي يبدو المشهد الإعلامي في بلادنا حزينا كئيبا بسبب احتكار الدولة لفضاءات التعبير التقليدية وكذلك السمعية والبصرية وحرمان المجتمع من حقه في المشاركة السياسية.

 

يتجول المرء في هذه المناسبة داخل المقبرة الاعلامية فيمر على قبر  » المغرب العربي  » التي رحلت في مطلع التسعينات ويلاحظ إلى جانبها شاهدين يشيران إلى مثوى « البديل » و  » الفجر »… هنا يقوم قبر  » ديموكراسي » وهناك ضريح  » الرأي  » التي أطفئت انوارها في 1987. وغير بعيد عنهما  » الحبيب  » و  » لافنير » و  » أطروحات  » و « 15-21  » و  » المعرفة  » و  » المجتمع « . وعلى بعد خطوات لوحات تشير إلى أضرحة مجلة 7/7 التلفزية وجريدة  » البطل  » ومجلتي  » الشهرية  » و  » التقدم « …

 

فوانيس ومنارات كانت تغذي الساحة الثقافية والسياسية وتوفر منابر للنخب على اختلاف مشاربها لإغناء المشهد الوطني بالأفكار والرؤى والمساهمات ترسيخا لتقاليد الصراع الصحي ونحتا لمستقبل تونس. تبدد ذلك الرصيد وتشتت كثير من الأقلام والوجوه الإعلامية في أصقاع الأرض بحثا عن سقف يمنحهم الأمان بعد أن ضاق الخناق حول رقابهم وأغلقت الأبواب والنوافذ.

 

واليوم هاهي الوجوه التونسية تطل علينا من السماء عبر الشاشات وهاهي الأقلام ترسل دفق إنتاجها الخصيب عبر الشبكة العنكبوتية متحدية الأسوار والأسيجة التي تطوّق الوطن. ومهما أراد القبارون دفن الكلمة الحرة فإنها ستنساب من بين أصابع الرقباء ومن ثقوب الأسوار التي لن تلبث أن تنهار مثلما انهار أعتى سور حاول عبثا احتواء صوت الحرية.

 

(المصدر: موقع

pdpinfo.org نقلا عن صحيفة الموقف، العدد 310 الصادر يوم الجمعة 29 أفريل 2005)


 

نماذج مستجدة من الخطاب الرسمي التونسي (علامة مسجلة):

 

قطع مُـتـحـفـيـة لا نريد أن نحرمكم منها قبل تحويلها  قريبا بإذن الله إلى إدارة الآثار

 

رسالة الرئيس زين العابدين بن على إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

 

بمناسبة الاحتفال غدا باليوم العالمي لحرية الصحافة وجه الرئيس زين العابدين بن على إلى رئيسي جمعية الصحافيين التونسيين وجمعية مديري الصحف رسالة في ما يلي نصها:

 

 » تشارك تونس الأسرة الدولية احتفالها باليوم العالمي لحرية الصحافة ويطيب لي بهذه المناسبة أن أتوجه بأخلص التهاني وأحرها إلى أعضاء مكتبي جمعية الصحافيين التونسيين وجمعية مديري الصحف والى جميع أفراد الأسرة الإعلامية من صحافيين وفنيين وعمال و مؤطرين وأصحاب مؤسسات معربا عن تثميني وتقديري لما تبذلونه من جهود للارتقاء برسالة هذه القطاع بما يعمق مبادئ التعددية ويجسم قدرة خطابنا الإعلامي على التكيف مع التحول الحضاري الكبير الذي تشهده بلادنا ومواكبة المستجدات العالمية وما تتطلبه من التزام بالموضوعية في تناول الأحداث وعرض الأفكار والأخبار.

 

لقد اعتبرنا حرية التعبير والصحافة حقا أساسيا من حقوق الفرد والجماعة وأرسينا المناخ الملائم لذلك بفضل ما أقدمنا عليه من إصلاحات ومبادرات لفائدة هذا القطاع انطلاقا من قناعتنا الراسخة بنبل رسالته وأهمية وظيفته في المجتمع .

 

كما عملنا على أن يواكب إعلامنا التطور السريع لتكنولوجيات الاتصال الجديدة وحرصنا على تنمية قدرات القطاع في هذا المجال والارتقاء بمهارات العاملين فيه تكوينا وتأهيلا لتيسير أداء الدور الموكول لهم بأفضل الوسائل وفي أحسن الظروف .

 

ونحن على ثقة بان تنوع المشهد الإعلامي سيزداد اتساعا ورسوخا و فضاءات التعبير ستزداد ثراء وحضورا بعد أن فتحنا المجال أمام القطاع الخاص ليساهم في إثراء المشهد الإعلامي في المجالين المرئي والمسموع .

 

وإذ نسجل التقدم الذي حققه أداء إعلامنا المكتوب منه والمرئي والمسموع وتنوع مشهده وثراء مضامينه فإنني ادعوكم إلى مزيد المثابرة على تطوير الخطاب الإعلامي بما يرسخ مكانته في الفضاء الاتصالي المعولم ويبرز جدارة انتماء تونس إلى هذا الفضاء وبما يجعل من المادة الإعلامية انعكاسا صادقا لثراء مجتمعنا الحضاري والثقافي وتعبيرا وفيا عن مشاغله وتطلعاته .

 

إن بلادنا تستعد لاحتضان القمة العالمية لمجتمع المعلومات وهى قمة نريدها أن تكون فاتحة عهد جديد في العلاقات الدولية تكرس مبدأ التنمية المتضامنة بين الشعوب والدول وتسهم في تقليص الفجوة القائمة بينها ولا شك أن لإعلاميينا دورا هاما في التعريف بهذه القمة وإنارة الرأي العام بحقيقة أهدافها التنموية والإنسانية فضلا عن أنها تمثل فرصة تبرز فيها المؤسسات الإعلامية الوطنية مدى تمكنها من تكنولوجيات الاتصال الحديثة وقد سجلنا باعتزاز تطور حضورها على شبكة الانترنات مما يساعد على نقل الصورة المتألقة لتونس خارج الحدود ويجعل من احتضانها للقمة العالمية لمجتمع المعلومات نتيجة طبيعية لنهضتها الشاملة في كل المجالات .

 

إننا مستمرون في دعم إعلامنا الوطني حتى يكون أكثر قدرة على ترجمة ما يشهده مجتمعنا من تحولات عميقة على درب الديمقراطية والتحديث وساهرون على مزيد دعم حرية الصحافة ودورها في خدمة ثوابت الوطن وتعزيز قيم الانتماء إليه وحماية مصالحه رهاننا في ذلك على ما تزخر به تونس اليوم من كفاءات تعمل على إنارة الرأي العام والتأسيس لمعرفة حقيقية بواقعنا الوطني معرفة تستند إلى تشخيص سليم ودقيق ونزيه دون إثارة ومعولين من جهة أخرى على ما أثبته الإعلاميون التونسيون من كفاءة ووطنية والتزام بأخلاقيات المهنة .

 

إن تونس وكما رسمنا ملامحها في برنامجنا لتونس الغد هي بلد يرتقى إلى مراتب أعلى من المناعة والازدهار وينتقل من مرتبة البلد الصاعد إلى مصاف الدول المتقدمة بلد تزداد فيه حرية الصحافة رسوخا وتتجلى فيه حرية التعبير في أنبل معانيها وأوسعها ويحتل فيه رجل الإعلام المكانة التي هو جدير بها ليؤدي دوره المنشود من خلال إعلام حر ديمقراطي وموضوعي خدمة للبلاد ولتطلعات شعبنا نحو مستقبل أفضل .

 

وكل عام والصحافة والصحافيون التونسيون بخير ».

 

(المصدر: موقع أخبار تونس الرسمي بتاريخ 2 ماي 2005)


 

ردا علي لجنة حماية الصحافيين بنيويورك:

حرية الصحافة وتعددية المشهد الإعلامي واقع ملموس في تونس

 

رياض بن سليمان (*)

 

نشرت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر يوم 23 نيسان (ابريل) 2005 مقالا تضمن تقييمات متحاملة بشأن واقع المشهد الاعلامي في تونس.

 

فحرية الصحافة واقع محسوس من خلال تعددية المشهد الاعلامي في تونس وهي ايضا مبدأ مضمون دستوريا وقانونيا ولا تقيده سوي الضوابط الدستورية التي تمنع بث كافة اشكال التعصب والعنصرية والكراهية والعنف والارهاب.

 

والساحة الاعلامية التونسية تزخر بما يقارب 245 عنوانا صحافيا بين جرائد ومجلات يمتلك اكثر من 80% منها الخواص الذين يحددون بكل حرية للخط الحريري لصحفهم. وعلاوة علي ذلك تصدر احزاب المعارضة صحفا ناطقة بأسمها تعبر عن وجهات نظرها وتمارس وظيفتها النقدية بكامل الحرية. وليس ادل علي ذلك من انه لم يسجن اي صحافي في تونس منذ تغيير السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 من اجل ممارسته لعمل صحافي. كما لم تمنع اي صحيفة من الصدور.

 

ان الحكومة التونسية تطبق سياسة ارادية لدعم تعددية المشهد الاعلامي وذلك بدعم صحف الرأي والمعارضة عن طريق ميزانية الدولة، حيث تتمتع هذه الصحف بآلية تخول لها استرجاع 60% من تكاليف اقتناء الورق اضافة الي جملة من المساعدات غير المباشرة في شكل اعفاءات من الضرائب الكمركية الموظفة علي المواد التي تستخدم في الطباعة.

 

ويشمل التعدد الاعلامي للقطاع السمعي ـ البصري مستويين علي الاقل اولهما تشريك العائلات الفكرية والاحزاب السياسية في ملفات الحوار التي تعدها وتبثها الاذاعة والتلفزيون العموميين والتي تتناول مشاغل الرأي العام وتطلعاته علي كافة الاصعدة. وقد تعزز هذا التوجه منذ فتح هذا القطاع علي المبادرة الخاصة وظهور محطة اذاعية واخري تلفزية بما يعزز التعدد والتنافس ويخدم مصلحة المستمع والمشاهد التونسي. وبالاضافة الي ذلك فان التعددية الاعلامية تشمل حرية نفاذ المشاهد التونسي الي كل القنوات والمحطات التلفزيونية الفضائية بفضل امتلاك حوالي 60% من العائلات التونسية تجهيزات التقاط برامج القنوات العربية والعالمية عبر الاقمار الصناعية.

 

وليست هذه الا بعض الجوانب التي تجسم تعدد المشهد الاعلامي في تونس ولكن المجال لا يسمح باستعراض اغلبها.

اما عن اتهام كاتب المقال الصحافة التونسية بالتهجم علي السيد محمد كريشان فهو ضرب من الكيل بمكيالين الذي يسمح بحرية الرأي لبعض الصحافيين ويمنعها عن غيرهم. ذلك ان السيد كامبانا يدافع عن حق السيد محمد كريشان في التهجم السافر علي وسائل الاعلام التونسية وفي الوقت نفسه يرفض للصحافيين الذين يخالفون هذا الاخير رأيه ان يمارسوا حقهم الطبيعي في التعبير عن مواقفهم بكل حرية.

 

(*) المستشار الإعلامي ـ سفارة تونس بلندن

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 أفريل 2005)


 

جاوزن سن الـ 15 الى ما يفوق المائة

4،1 مليون عزباء في تونس… كيف يتوزعن على الولايات وكم عدد الذكور الذي يقابلهن؟

 

تونس – الأسبوعي

كثيرا ما تختلف التأويلات حول تنامي ظاهرة العزوبة في تونس فهناك من يفسر ذلك بعزوف الذكور عن الزواج وهناك من يذهب إلى ارتفاع عدد الاناث مقارنة بالذكور.. وهناك من يقول بتنامي ظاهرة الهجرة وهناك من يلقي بالمسألة على تفاقم البطالة.. لكن هل صحيح أن عدد العازبات في ارتفاع أم أن الظاهرة تخص منطقة دون أخرى وكيف يتوزعن مقارنة بعدد الذكور… في الورقة التالية تنفرد «الأسبوعي» بنشر احصائيات رسمية عن توزع العازبات على مختلف الولايات مع مقارنتهن بعدد العزّاب بذات الولايات كما تنير القارىء بمعطيات خاصة عن عدد المطلقات والأرامل في تونس وعن كيفية توزعهن على الجهات.

 

تفوّق عدد العزّاب

 فحسب التعداد العام للسكان والسكنى تم إحصاء مليون و389 ألفا و718 عازبة ممن جاوزن سن الخامسة عشرة مقابل مليون و696 ألفا و467 أعزبا جاوزوا نفس السن وهو ما يعني حسابيا تفوق عدد العزاب الذكور على عدد العازبات في حين تم احصاء مليون و852 ألفا و210 متزوجين و629.37 مطلقا و678.17 أرملا مقابل مليون و904 ألفا و900 متزوجة و312 آلاف و121 أرملة و274.53 مطلقة… وعمليا فإن العازبات والعزاب يتوزعن كما يلي على أقاليم البلاد في إقليم تونس تم احصاء 580.318 عزباء مقابل 961.415 أعزب وفي الشمال الشرقي تم احصاء 530.180 عزباء مقابل 696.239 أعزب… وفي الشمال الغربي أحصيت 995.168 عزباء مقابل 905.199 أعزب في حين تم احصاء 503.295 عزباء في الوسط الشرقي مقابل 348.370 أعزب أما في الوسط الغربي فقد تم احصاء 849.196 عزباء مقابل 221.216 أعزب وفي الجنوب الشرقي 393.138 عزباء مقابل 933.152 أعزب وفي الجنوب الغربي 90868 عزباء مقابل 402.101 أعزب.

 

توزع العازبات على الولايات

وعـلى مســتـوى الـولايـات فـقـد تـم احـصـاء عـدد العازبات كما يلي: تونس (503.144)، أريـانـة (123.56)، بـن عروس (134.69)، منوبة (819.48)، نابل (066.87)، زغوان (434.23)، بنزرت (029.70)، باجة (085.41)، جندوبة (624.58)، الكاف (083.36)، سليانة (203.33)، سوسة (910.73)، المنستير (680.59)، المهدية (945.53)، صفاقس (968.107)، القيروان (878،78)، الفصرين (234.57)، سيدي بوزيد (737.60)، فابس (889.52)، مدنين (710.62)، تـطـاويـن (795.22)، ففصة (208.52)، تـوزر (807.14)، فـبلـي (852.23)… وتعتبر أعداد العازبات أقل من أعداد العزاب في كامل الولايات باستثناء ولاية تطاوين حيث يقدر الفارق بزيادة حوالي 500 عزباء فقط… لكن هذا لا يمنع تسجيل ارتفاع في عدد الإناث (بكل وضعياتهن الاجتماعية) من الفئات العمرية بين 20 و45 سنة مقارنة بعدد الذكور ربما لهجرة جانب من هؤلاء خارج أرض الوطن.

 

تفوّق للإناث

هذا وتشهد جهات كالشمال الغربي والجنوبين الشرقي والغربي والوسطين الشرقي والغربي زيادة مفرطة في عدد الإناث في الفئات العمرية المتراوحة بين 20 و40 سنة… ويفسر ذلك بهجرة الذكور للعمل داخل البلاد أو خارجها حيث تم احصاء حوالي 200 ألف أنثى في الشمال الغربي مقابل أقل من 180 ألف ذكر ضمن الفئات العمرية المحددة آنفا و288 ألف أنثى في الشمال الشرقي مقابل 237 ألف ذكر و93 ألف أنثى بالجنوب الغربي مقابل 86 ألف ذكر و157 ألف أنثى بالجنوب الشرقي مقابل 138 ألف ذكر و221 ألف انثى بالوسط الغربي مقابل 192 ألف ذكر..

 

ويبقى تقريبا اقليم تونس وحده الذي يتفوق فيه عدد الذكور ضمن الفئات العمرية المذكورة عن عدد الاناث.. يذكر أن اقليم تونس يضم 4 ولايات (تونس، منوبة، بن عروس، أريانة) في حين يضم الشمال الشرقي ولايات نابل زغوان بنزرت والشمال الغربي ولايات باجة جندوبة الكاف سليانة والوسط الشرقي ولايات القيروان القصرين سيدي بوزيد والجنوب الغربي ولايات قفصة توزر قبلي والجنوب الشرقي ولايات قابس مدنين تطاوين.

 

ماذا عن الأرامل والمطلقات؟

لقد تم احصاء 121.312 أرملة و274.53 مطلقة يوجد بإقليم تونس نصيب هام منهن يقدر بـ347.72 أرملة و677.16 مطلقة يليه الوسط الشرقي بـ632.69 أرملة و10994 مطلقة فالشمال الشرقي بـ397.45 أرملة و5404 مطلقة فالشمال الغربي بـ862.43 أرملة و4932 مطلقة فالوسط الغربي بـ523.36 أرمـلة و6433 مـطلـقة ثم الجنوب الشرقي بـ905.26 أرملة و4698 مطلقة فالجنوب الغربي بـ456.17 أرملة و4137 مطلقة.

 

هذا وتتراوح نسبة المطلقات بين 1 و2% من مجموع الاناث اللواتي جاوزن الـ15 سنة ويبدو أن ولايات الجنوب الغربي تحتل قصب السباق في عدد المطلقات مقارنة بعدد الاناث تليه ولايات إقليم تونس..

 

أما عدد الارامل فإنه يناهز عشر مجموع الاناث اللواتي جاوزن الـ15 سنة… وتبقى جميع هذه الاحصائيات قابلة لمزيد التحليل والتأويل.

 

ح/غ

 

(المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي التونسية الصادرة يوم 2 ماي 2005)

 


الشركة العقارية التونسية السعودية تتحول إلى مساهمة

 

تونس : تعتزم الشركة العقارية التونسية السعودية دخول بورصة تونس للأوراق المالية و إدراج أسهمها فيها لتتحول بذلك إلى شركة مساهمة عامة.

 

وقالت الشركة في بيان لها أنها تستهدف من وراء هذا الإجراء تنويع مصادر تمويل المشاريع والاستفادة من الامتيازات والإعفاءات التي يتضمنها قانون المالية التونسي وأوضحت الشركة التي يبلغ رأسمالها حوالي 5ر7 ملايين دينار/6 ملايين دولار/ان دخولها بورصة الأوراق المالية التونسية الذي يعد الأول من نوعه لشركة ذات رأسمال مشترك سيمكنها من ضمان التمويل اللازم لتنفيذ برنامجها الاستثماري للسنوات الخمس المقبلة الذي يتعلق بتنفيذ مشاريع عقارية بقيمة 98 مليون دينار/4ر78 مليون دولار/.

 

وأعربت الشركة بأنها تطمح إلى ان تصل استثماراتها في تونس إلى نحو 500 مليون دينار/400 مليون دولار/ خلال العشرين سنة المقبلة علما ان هذه الشركة التي أسست قبل عشرين عاما سبق لها وان نفذت مشاريع عقارية فى تونس بقيمة 55 مليون دينار/44 مليون دولار/ بأموالها الخاصة ودون اللجؤ إلى القروض.

 

كما ان هذه الشركة التي تبلغ مساهمة التونسيين في رأسمالها بنحو 30 بالمائة تعمل حاليا على تنفيذ مشروع عقاري كبير يتعلق ببناء مركز تجارى ضخم على مساحة 95 ألف متر مربع قرب العاصمة تونس تقدر تكلفته بحوالي 65 مليون دينار/52 مليون دولار/.

 

(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 2 ماي 2005 نقلا عن وكالة الأنباء القطرية)


محمد كريشان في ندوة فكرية في العاصمة التونسية

 

ينظّم « منتدى الجاحظ » أمسية فكرية ينشطّها الإعلامي التونسي:

 

محمد كريشان

 

حول:

 

  » دور الفضائيات في صناعة الرأي العام العربي .. الجزيرة مثالا « 

وذلك يوم السبت 7 ماي 2005 على الساعة الثالثة

بمقر المنتدى: 3 نهج السوسن، باردو – تونس.

 


Ne Pas Oublier Abdallah Zouari

   

OuildBled Abdallah Zouari est toujours en résidence forcée près de Zarzis, et toujours soumis à isolement social dans le but de briser sa résistance. La police politique a ainsi ordonné aux publinets de lui interdire l’accès à internet ainsi que le rechargement de sa carte téléphonique… A Zouari s’en est plaint à la section de Mednine de la LTDH, laquelle a chargé trois de ses membres à Zarzis d’assister AZ en l’accompagnant au publinet.
Le document ci-après, obtenu par notre amie Janine Borel , est le procès verbal dressé par les trois membres de la LTDH qui ont effectivement constaté que les gérants de publinet refusaient à AZ le droit d’utiliser internet, disant avoir reçu des instructions dans ce sens qu’ils ne pouvaient qu’appliquer de peur de représailles… La police locale a fait valoir le même argument d’ordres venus d’en haut…
Le rapport est destiné à la section de Mednine de la LTDH et à ses instances nationales. A signaler par ailleurs, selon une information de nahdha.net que AZ a reçu à Zarzis la visite de solidarité de la sécrétaire générale de l’OMCT .
continuons à écrire et à téléphoner notre soutien à Abdallah Zouari ZOUARI Abdallah La khriba 4134 Chammakh TUNISIE Tél: 00216 75685300 – portable : 00 216 97290491
(Source: Forum Taht Essour de nawaat.org, le 2 mai 2005 à 02h39 pm)


 

Terrorisme: 7 Nord-africains vont être jugés en Italie

                     

Associated Press, le 30.04.2005 à 12h37

                      FLORENCE (AP) — Un juge italien a ordonné la comparution de sept Nord-africains soupçonnés d’appartenir à une cellule terroriste islamiste qui voulait envoyer des kamikazes commettre des attentats-suicides en l’Irak, a annoncé samedi l’avocat de trois des suspects.

 

                      Le procès devrait commencer le 25 octobre, selon Me Antonino Filasto.

 

                      Les accusés sont soupçonnés d’association de malfaiteurs en lien avec le terrorisme international. De nationalité algérienne, marocaine et tunisienne, ils se disent innocents.

 

                      Cinq d’entre eux, dont l’imam d’une mosquée de Florence, ont été arrêtés le 9 mai 2004 dans une opération menée dans trois villes toscanes; les deux autres sont tombés peu après dans le cadre de la même enquête. Ils appartiendraient à une cellule d’Ansar al-Islam, une organisation basée dans le nord de l’Irak et qui serait liée au réseau Al-Qaïda d’Oussama ben Laden.

 

                      Au moment de leur arrestation, certains se préparaient à partir rapidement en Irak pour commettre des attentats-suicides.

 


 

Tunisie: démarrage de la campagne électorale pour les municipales du 8 mai

 

Associated Press, le 1er mai 2005 à 20h10  

 TUNIS (AP) – La campagne électorale pour les municipales du 8 mai prochain en Tunisie a démarré dimanche. Le scrutin doit voir le renouvellement des conseils des 264 communes que compte le pays.

 

Comme pour les élections présidentielle et législatives d’octobre dernier largement remportées par le Rassemblement constitutionnel démocratique (RCD, au pouvoir) du président Zine El Abidine Ben Ali, le RCD est assuré de remporter un très grand nombre des 4.366 sièges en jeu.

 

L’opposition faiblement représentée par rapport à un RCD présent dans toutes les circonscriptions tentera de tirer son épingle du jeu, pour peu que ses listes recueillent un minimum de 3% des voix.

 

Quatre partis de l’opposition parlementaire et des candidats indépendants sont en lice dans ce scrutin, tandis qu’une «Alliance démocratique pour la citoyenneté» constituée par trois autres partis d’opposition en ont été exclus.

 

Selon leurs dirigeants, l’invalidation des dix listes qu’ils ont présentées avait pour but de «faire taire toute voix discordante», alors que les autorités attribuent leur décision à «des manquements à la loi électorale».

 


 

Un parti d’opposition se retire des élections municipales

 

Associated Press, le 2 mai 2005 à 16h15

 TUNIS (AP) – Un parti d’opposition a annoncé lundi le retrait de ses listes des élections municipales du 8 mai en Tunisie, en signe de protestation contre «les pressions» exercées, selon lui, sur ses militants.

 

»Nous n’entendons pas participer à une élection de décor», a déclaré à l’Associated Press le président du Parti démocratique social libéral (PDSL), Me Mounir Béji. Il a menacé de «sanctions» tout candidat du PDSL qui ne se conformerait pas à cette décision de boycottage.

 

M. Béji dénonce le fait que sur la vingtaine de listes que sa formation voulait présenter, seulement huit ont été finalement validées, alors que d’autres partis, qu’il a qualifiés de »satellites du pouvoir», en ont obtenu beaucoup plus.

 

Outre le Rassemblement constitutionnel Démocratique (RCD, au pouvoir) présent dans l’ensemble des 264 communes en compétition, trois partis de l’opposition parlementaire participent aux municipales de dimanche prochain: le Mouvement des démocrates socialistes (MDS) avec 40 listes, le Parti de l’unité populaire (PUP) avec 33 listes et l’Union démocratique unioniste (UDU) qui en compte 25.

 

Candidat à la présidentielle d’octobre dernier, M. Béji avait recueilli 0,79% des voix contre 94,49% pour le président sortant Zine El Abidine Ben Ali. Deux autres candidats de l’opposition avaient obtenu respectivement 3,78% des voix pour M. Mohamed Bouchiha (PUP) et 0,95% pour M. Mohamed Ali Halouani, du Mouvement Ettajdid.

 

La semaine dernière, trois partis de l’opposition légale, qui s’étaient alliés pour faire front commun aux municipales, ont dénoncé ce qu’ils ont considéré comme une «invalidation irrégulière» de leurs dix listes, accusant les autorités de vouloir »faire taire toute voix discordante».

 

Ces dernières ont cependant qualifié ces allégations de «fausses et sans fondement», estimant que les listes de «l’Alliance démocratique pour la citoyenneté» avaient été invalidées pour »manquements à la loi électorale». Tout comme du reste d’autres listes de formations politiques considérées comme «proches du pouvoir».

 

Associated Press

 


 

Moyen-Orient: « la liberté de la presse réduite à une peau de chagrin », dit RSF

AFP, le 03.05.2005

                      PARIS, 3 mai (AFP) – Les journalistes risquent leur vie au  Moyen-Orient, travaillant dans des zones dangereuses et confrontés à  des gouvernements autoritaires, indique mardi Reporters sans  frontières (RSF) dans son rapport annuel.

 

                      Vingt-et-un journalistes ont été tués dans cette région, dont  pas moins de 19 en Irak, en 2004, ce qui représente près de la  moitié des journalistes tués dans le monde pour cette même période,  souligne RSF dans son rapport diffusé à l’occasion de la 15ème  Journée internationale de la liberté de la presse.

 

                      L’organisation, basée à Paris, indique que la présence des  reporters étrangers à Bagdad a fortement baissé tout au long de  l’année due à l’insécurité et à l’impossibilité de circuler  librement dans le pays.

 

                      Florence Aubenas, journaliste du quotidien français Libération,  est toujours retenue en otage dans ce pays avec son guide, depuis  son enlèvement le 5 janvier. Trois autres journalistes roumains ont  également été kidnappés fin mars.

 

                      En Arabie saoudite, un journaliste de la BBC a été tué et un  autre grièvement blessé, en juin, dans un attentat attribué aux  radicaux islamistes, selon RSF.

                      Un journaliste palestinien a été « assassiné dans la bande de  Gaza en mars 2004, vraisemblablement dans le cadre des luttes de  pouvoir entre Palestiniens ».

                      « Dans les Territoires palestiniens, le chaos sécuritaire a  favorisé la multiplication des violences envers la presse, aggravant  les entraves et les difficultés de circulation dues à l’armée  israélienne », note RSF.

                      Mais au-delà des dangers physiques qu’encourent les  journalistes, RSF estime que « la législation en vigueur (…)  constitue la première restriction à l’indépendance des médias ».

                      En 2004, 27 journalistes ont été emprisonnés pour « diffamation »,  « insulte au chef de l’Etat », « insulte à l’islam » ou « propagation de  fausses nouvelles », dont la moitié dans la seule République  islamique d’Iran, selon RSF.

 

                      « Dans les pires régimes autocratiques que sont l’Iran, la Syrie,  l’Arabie saoudite, la Libye et la Tunisie, des services de sécurité  pléthoriques pourchassent toute tentative de rapporter honnêtement  les faits et d’enquêter sur les sujets sensibles tels que la  corruption, l’islamisme, les tabous sociaux et religieux ou les  relations avec les Etats-Unis », souligne l’organisation, qui fête  cette année ses 20 ans.

 

                      « L’Iran reste le plus grand cachot pour les journalistes du  Moyen-Orient », indique RSF. « Pas moins de 13 reporters ont été  incarcérés en 2004 par les autorités judicaires, à la solde des  mollahs et des conservateurs ».

                      « Certains journalistes ont été placés en isolement, sans  jugement ni accès à un avocat. D’autres ont subi des tortures et des  mauvais traitements pour les contraindre à des aveux », indique  l’ONG.

                      « En Syrie, la presse étouffe sous le poids de la surveillance  des services de sécurité », dit RSF, indiquant qu' »aucune des  réformes annoncées par le jeune président Bachar el-Assad n’a eu  d’incidence sur les médias ».

                      En Libye, « la liberté de la presse demeure absente des kiosques  et des ondes ».

                      L’Arabie saoudite « n’essaie même pas de dissimuler la censure et  le contrôle de l’information : le gouvernement et le ministère de  l’Information convoquent régulièrement les rédacteurs en chef des  principaux journaux pour leur indiquer la ligne à suivre ».

                      Au Yémen, la situation de la liberté de la presse s’est  « fortement dégradée », avec la « condamnation à un an de prison ferme »  d’un journaliste pour avoir notamment « diffamé le Président ». Il a  été libéré en vertu d’une grâce présidentielle.

                      « Dans les monarchies du Golfe, les liens entre les médias, les  autorités politiques et les puissances financières sont tellement  étroits que (…) l’autocensure devient souvent le seul critère  d’excellence ».

                      En Egypte, RSF note « l’autocensure » et la « persistance des  peines de prison » pour les délits de presse, malgré les promesses du  président Hosni Moubarak.


 

M. Shalom fait l’éloge du « courage » de la Mauritanie qu’il va visiter

 

AFP, le 02.05.2005 à 11h18

                      JERUSALEM, 2 mai (AFP) – Le ministre israélien des Affaires  étrangères Sylvan Shalom a fait lundi à la radio publique l’éloge du  « courage » de la Mauritanie où il doit effectuer une visite dans la  journée.

                      « C’est une visite très importante dans un pays qui a refusé de  rompre ses relations avec Israël au début de l’Intifada (en  septembre 200O) contrairement à l’Egypte, la Jordanie, le Maroc, le  Qatar et la Tunisie qui ont rappelé leurs représentants à l’époque »,  a rappelé M. Shalom.  

                      « La Mauritanie a résisté à des pressions intolérables et il y a  eu deux tentatives de coup d’Etat dont les instigateurs exigeaient  notamment la rupture des relations diplomatiques avec Israël », a  également souligné le chef de la diplomatie.

                      « Ma visite en Mauritanie constitue une étape dans nos relations  avec les pays arabes et musulmans (…) Elle prouve que ceux qui ont  des relations avec Israël en recueillent les fruits à la fois  politiques et économiques », a également affirmé M. Shalom.

                      Au cours de son séjour en Mauritanie, M. Shalom doit rencontrer  le président mauritanien Maaouiya Ould Taya, le Premier ministre  Sghaïr Ould M’Bareck et le ministre des Affaires étrangères, Mohamed  Vall Ould Bellal.

                      Le processus politique au Proche-Orient, la menace du terrorisme  fondamentaliste musulman et le programme nucléaire iranien figurent  parmi les questions qui seront abordées par M. Shalom à Nouakchott,  avait indiqué dimanche un communiqué du ministère des Affaires  étrangères.

                      M. Shalom doit aussi visiter l’hôpital que construit Israël dans  la capitale mauritanienne.

                      La Mauritanie a établi des relations au niveau des ambassadeurs  avec Israël en 1999. En février, l’Egypte et la Jordanie ont nommé  des ambassadeurs, après une absence de quatre ans.

 

Ben Ali, l’opposition et le moustique

 

par Mondher Sfar

 

Cher ami Morsel El-Kesibi,

 

            J’ai lu ton article en faveur de la « réconciliation » paru sur Tunisnews du 30 avril 2005. Il faut que tu saches que ce n’est pas l’opposition qui est en manque de volonté de réconciliation. Jusqu’à aujourd’hui aucun signataire n’a déchiré le soi-disant « pacte national » encore en vigueur de nos jours. Le 7 novembre tout le monde est allé soutenir Ben Ali, y compris moi-même. Le résultat tu le sais.

 

            Donc, de quelle « réconciliation » tu parles ? Moi je sais de quelle réconciliation : en fait il s’agit d’une simple abdication de nos droits – en plus de notre déshonneur.

 

            Et j’ajoute ceci : jamais Ben Ali ne donnera satisfaction à cette volonté de « réconciliation » ou d’abdication, même si toute l’opposition va lui baiser les pieds sur les genoux jusqu’à Carthage. Pourquoi ? Parce qu’il n’a pas besoin de l’opposition. Et il n’a pas besoin de l’opposition, tout simplement parce qu’elle n’a jamais existé pour lui. Elle ne l’a jamais combattu, elle n’a jamais résisté à ses coups, elle est la plus gentille opposition du monde. C’est la vraie opposition dont rêve tout dictateur. Seul Ben Ali l’a eue, et il en est fier. Pourquoi veux-tu qu’il s’en débarrasse ?

 

            Notre ridicule réside en ce que cette soi-disant opposition ignore totalement ce que résister veut dire. Elle devra aller dans les bibliothèques lire ce que c’est, et apprendre des autres et de nos pères la pratique de la résistance.

 

            Le jour où l’opposition arrive à découvrir la résistance et à la pratiquer, alors elle n’aura même pas besoin de quémander son salut de son ennemi. Elle comprendra qu’un ennemi, on le combat et on ne se réconcilie avec lui. Ou si l’on ne veut pas le combattre, alors, il faut avoir le courage d’aller se soumettre à lui.

 

            Mais l’opposition est doublement lâche : elle est lâche parce qu’elle refuse de résister – voir comment elle abandonne Me Abbou à son sort, au lieu de reprendre sa revendication de s’en prendre à Ben Ali et de le combattre.

 

            Elle est encore lâche en s’abstenant d’aller se soumettre à Ben Ali, ce qu’elle cherche de tout son être, mais elle ne le fait pas. Elle veut que Ben Ali en fasse le premier pas. Le jour où Ben Ali donne le signal à l’opposition pour aller à la soupe, tu ne verras pas un seul retardataire, ils iront tous manger à Carthage. (En attendant, ils mangent et boivent chez les Européens, ça permet de tenir le coup : cliquer sur ces images : http://www.naros.info/lux%202005/index.htm ). L’opposition n’a pas le courage de sa lâcheté : se rendre à son ennemi, faute de volonté de se battre.

 

            C’est pourquoi Ben Ali méprise cette opposition, parce qu’il sait qu’elle vaut moins que rien et qu’elle ne compte pas le poids d’un moustique. Le moustique ne tue pas, il pique ou il dérange le sommeil. Le moustique de l’opposition, non seulement ne pique pas, mais quand il vole, il ne fait même pas de bruit.

 

            Le jour où le moustique décide à devenir un vrai moustique, alors Ben Ali sera obligé de l’écouter et de la respecter. Mais elle n’aura de respect – de la part du peuple et de son ennemi, que si elle commence à se respecter elle-même.

 

            Ses appels incessants à la réconciliation sont la marque de sa faillite morale : personne n’en veut : ni le peuple, ni son ennemi, ni même ses amis étrangers qui ont fini par se lasser d’elle.

 

Paris, le 2 mai 2005

 

Mondher Sfar

msfar@wanadoo.fr

 


A TOUS LES PRISONNIERS POLITIQUES TUNISIENS

Par : Nour el hoda

 

Tant que nous serons qu’une poignée de desperados et à tous les niveaux à exciper de notre précieux droit de nous révolter et de tout contester à la dictature , certains avec d’énormes risques , d’autres dans un relatif confort d’anonymat , mais qu’importe la situation de tout un chacun , chacun a ses motivations honorables ou pas , avouables ou pas ,rien n’est jamais acquis dans un combat de libération et il ne s’agit pas de porter un jugement de valeur toujours faussé par les urgences et les situations individuelles . Mais le fait essentiel est là, dans le milieu d’opposition tout doit reposer sur la volonté commune et chaque effort aussi minimes soit-il est plus que louable , à tous la patrie reconnaissante , ne faisons jamais la fine bouche quand les gens risquent leur liberté et leur vie.

 

Par contre ce qui est dramatique se trouve dans l’état général de la mobilisation patriotique , tant que notre combat garde ses allures intimistes , tant que la masse est tenue à l’écart ,et que la mobilisation se fasse toujours par défaut , cela est dû pour beaucoup à un manque évident de stratégie oppositionnelle claire et pragmatique , tant que cet état de chose calamiteux demeure , nous n’aurons aucune chance contre la machine dictatoriale de ben Ali.Les véritables idéaux demeureront noyés dans la masse des particularismes des courants , des appareils et des clans , et alors en pleine parturition de la toujours future ère de la démocratisation véritable de la Tunisie , en permanence , les oligarchies spoliatrices et liberticides s’empareront chacun à son tour des leviers de commande du pays et le réduiront encore plus à leurs seules mesures de l’abjection .

 

Ce qui est terrible c’est que dans notre altérité byzantine et attentiste , nous demeurons spectateurs de l’agonie des prisonniers politiques , seuls forces capables de rallier les masses à notre combat et à ébranler le régime , les prisonniers politiques comme Abbou ,J jebali , henni et beaucoup d’autres , des centaines d’autres qui démunis , écrivent la seule histoire honorable de notre pays et nous montrent le chemin à suivre , sommes-nous dignes d’eux ces martyrs vivants ? eux qu’on jette dans l’isolement comme des créatures malfaisantes ,où on les rosse , on les torture , on les viole , on les fait jeûner de toutes les saveurs humaines de la vie , et qui n’en démordent pas , ni devant la bête immonde ben Ali , ni devant notre suffisance et nos atermoiements.

 

Aujourd’hui et à l’approche du SMSI, de guerre lasse , après toutes ces vagues d’intimidations qui durent depuis cinquante ans , dont la durée et la brutalité furieuse et zélatrice des despotes ne s’est jamais démentie , nous avons l’occasion et la chance d’essayer de forcer notre destin et de faire mentir nos détracteurs.

Ce que j’écris sur nos prisonniers , j’en suis certaine n’est rien par rapport à ce qu’ils subissent dans leurs pauvres réalités physiques et psychologiques .Je dénonce là de médiocres persécutions , la réalité est certainement beaucoup plus diabolique , ce que j’écris sont des détails misérables dans le quotidien de nos prisonniers , mais même cela répétés sur des jours et des jours , des semaines et des mois et des années, quelle puissances corrosives dans ces crimes contre nos droits humains les plus élémentaires ! Parfois je me sens devenir comme une enragée tellement l’_expression de nos petites contingences quotidiennes et politiciennes sont minables et vaniteuses devant les sacrifices de ces braves..

 

Ces braves tombés dans les filets de la dictature , qui sont des tunisiens simples et bons , des frères , des sœurs , des pères , des mères , des voisins , des compatriotes et tout simplement des êtres humains qui furent bien souvent volontaires dans le sacrifice , et qui ajoutés à la répression du régime, subissent notre manque de volonté évidente et même de solidarité flagrante, ils sont malheureusement les seuls qui opposent à la terreur et à l’oppression , à l’argument sénile de la force majeure et à la lâcheté servile qui conditionne les tunisiens , dans le terrible mensonge de la soumission et de l’impossibilité de résister à de plus puissants qu’eux , cette aberration séculaire du renoncement et du fatalisme , ils sont les seuls à donner la preuve qu’il ne tient qu’à nous tous d’être libre , tout est question d’engagement et de vouloir , et qu’ils sont en fait les seuls tunisiens vraiment libres .

 

Les prisonniers politiques tunisiens sont entrain de nous faire la démonstration que ben Ali est fort parce que nous nous complaisons dans notre faiblesse, et que l’état actuel de notre pays est de notre faute,

notre seule faute, car on est toujours vaincu quand on se croit vaincu d’avance, quand on ne se respecte pas, quand on ne s’aime pas, on ne respecte pas son pays et on ne l’aime pas.

 


A very interesting new book from IRmep Publishing:

Neocon Middle East Policy – 5/1/2005

 

A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm is a definitive Middle East policy strategy authored and implemented by operatives in the highest levels of the US government.

There is just one problem.  The plan was a strategy for Israel, not the United States of America.

 

The book Neocon Middle East Policy reviews strategies and consequences of the « Clean Break » plan authored by Richard Perle, David Wurmser, and Douglas Feith in 1996.  It analyzes the core assumptions of the policy, cost of tactics that have already been implemented and discusses the likelihood others will be executed in the future. 

 

Neocon Middle East Policy then turns to the most difficult questions of all, « Can a policy crafted for a foreign government and presented to Prime Minister Benjamin Netanyahu serve as a blueprint for US regional policy?   At what cost in credibility, blood, treasure and American integrity?  At what cost to Israel? » 

 

 

What are Middle East Academics are saying about Neocon Middle East Policy?

 

« I find that the book is incredibly dead on target and would be an eye-opener in a big way to the American public. The  chapters#3, 6-9#are very strong and well argued. I find

it a bit exasperating that the simple truth both about the Israeli stronghold on the representation of the Palestine conflict in the American (and to a lesser extent European)

media and about the true rationale behind the American invasion in Iraq is so off any radar, much less TV screen, in the US. There is a nightmarish quality to the whole

complex. »

 

P. Schelde

 

« This book is a must read for anyone interested in the Middle  East and US-MidEast relations. It offers an impressive range of views from experts and activists which is an unusual  combination. It is highly informative and makes the reader think about the Middle East but also about the way in which networks create foreign policy on a transnational basis.  It should be in every library and will be useful on reading lists for courses – I will offer for my library and it will appear as a reference on my Law and Policy in the Middle East graduate class. »

 

J. Strawson

 

Buy it now for immediate delivery online at:

http://www.irmep.org/cbda.htm

 

(Source: Alerte électronique de M. Tahar Laswad)

 


Rectificatif et excuses

Nous avons publié dans notre livraison datée le 1er mai 2005 un article de M. Houcine Ghali sur « l’affaire Tlili ».

Cet article a été émaillé d’accusations graves portées contre certaines personnes .

Nous nous excusons auprés de toutes les personnes qui se sont senties concernées et décidons d’enlever l’article incriminé de notre site.

Merci pour votre compréhension.

L’équipe de TUNISNEWS

le 2 mai 2005  


 

Lancement du site www.tuniwebtv.com

 

a l’occasion de la celebration de la journée mondialede la liberté de la presse, nous esperons enrechir le payasage mediatique tunisien par un site web pas comme les autres. c’est une idée tres simple mais nous tacherons a l’ameliorer au fur et a mesure. le contenue sera une suite d’interviews filmer par nos modestes moyens afin de les publiés sur le net. dans les prochaines jours, un soustitrage en francais sera disponible. www.tuniwebtv.com pour vos suggestions,opinions et soutiens : postmaster@tuniwebtv.com

 


 
قابس في 01-05-05 على إثر الحكم القاسي و الغير عادل الذي تعرض له الأستاذ محمد عبو ولأني ممن اقتنعوا أن محاكمته إنما تمّت – أساسا- بناء على ما كتبه بتونس-نيوز يوم 28-02-05 حول دعوة المجرم شارون  لبلادنا فإني -وبعد التعبير عن التضامن معه- أمضي على تلك المقالة و أتبنى كل ما جاء فيها دفاعا مني على حق كل تونسي في التعبير الحر. مع الاعتذار للابن البار محمد المربي عبدالوهاب عمري بطاقة تعريف وطنية عدد 3058294
 


بن علي – شارون

  دعت الحكومة التونسية رئيس وزراء الكيان الصهيوني أرييل شارون إلى تونس لحضور ندوة دولية حول تكنولوجيا المعلومات في نوفمبر المقبل وهو ما سيوفر فرصة تاريخية للقاء تاريخي بين صانع صبرا وشاتيلا وصانع التغيير فالرجلان تجمع بينهما عديد الصفات،  فكلاهما عسكري وكلاهما خبير في قمع الإنتفاضات  بالإضافة لكون كلاهما قد ابتلى بتورّط عائلته في جرائم فساد مالي زد على ذلك أنّهما في بحث متواصل عن الدعم الدولي. ويعتبر لقاء الرجلين المرتقب – إن حصل- لقاء  مهمّا جدّا سيعبّر به الرئيس بن علي عن كونه فعلا رجل سلام في الشرق الأوسط وعن كون فلسطين هي قضيته الشخصية وربّما الأولى ولا أدّل على ذلك من كونه طبّع مع « إسرائيل » حتى قبل التطبيع مع شعبه الذي يحكمه منذ أكثر من17 سنة بالترهيب. ولا شكّ أنّ هذه الزيارة المرتقبة ستكون مقدمة للتعاون بين البلدين وتبادل الخبرات من الجانبين فيمكن « لإسرائيل » مثلا أن ترسل لنا خبراء فلاحيين مساعدة لنا على  تحقيق الإكتفاء الذاتي الفلاحي. أمّا تونس فيمكنها أن ترسل بعض قضاتنا الأفاضل للمساهمة في وضع حدّ لحالة التسيب في النظام القضائي « الإسرائيلي » فقضاتهم يبرّئون من حين لآخر بعض الفلسطينيين ويصدرون أحكاما خفيفة على من لم يثبت عليه اعتداء على الأشخاص على عكس قضاتنا الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم والذين لم يتسامحوا حتى مع أبناء بلدهم الذين خطّطوا للسفر لمساعدة المقاومة الفلسطينية وأصدروا أحكاما بلغت بالنسبة للبعض 15 سنة سجنا. كما أن تونس يمكنها أن تسدي خدمة لشارون بإنقاذ ابنه من التتبعات العدلية التي يخضع لها لو قبلت « إسرائيل » أحد قضاة النيابة العمومية لدينا ليشغل منصب مدّع عام لديها إذ يمكن ساعتها غلق ملفه بدعوى أنّه طرابلسي أو أنّه تابع لإدارة أمن الدولة أو لمركز شرطة  قلعة العطش وبالإضافة لذلك فإنه يمكن تبادل الخبرات في التعذيب : نعلّمهم مفاحشة الموقوفين والموقوفات ويعلمون رجال أمننا تقنية استعمال الحجارة لكسر الأيادي.   نحن  شعب لا يستحي فلرئيسنا أن يفعل ما يشاء ولا سيما إذا كان موقفه الأخير قد يجعل بعض الأوساط في الغرب ترضى عنه ومادمنا لا نستحي فلماذا لا نخوض ضدّه حملة في الغرب لإقناعهم بأنّه قد تجاوز كلّ الخطوط الحمراء وأنه غرس الحقد في النفوس لدرجة تهدّد بالإنفجار.   محمد عـبـّو  28/02/2005 عبدالوهاب عمري قابس 01-05-05

 


 

قضية الأستاذ محمد عبو :

في الرد على بعض الأقلام المشبوهة

 

 

الأستاذ سمير بن عمر

 

لم تشذ الصحافة التونسية في تعاطيها مع ملف الأستاذ محمد عبو عن ثوابتها في التعاطي مع أمهات القضايا و القائمة على سياسة التعتيم والتشويه وتجاهل متطلبات مهنة المتاعب التي تقتضي توفير معلومات متوازنة للرأي العام .  فقد بدأت قضية الأستاذ عبو بإيقافه مساء يوم غرة مارس 2005 وتطورت الأمور بالاعتداء على المحامين وعلى رأسهم العميد وما تبع ذلك من تحركات لهياكل المحاماة للدفاع عن المحاماة والمطالبة بالإفراج عن الزميل عبو ثم مثول الأستاذ عبو أما المحكمة ، كل هذه الأحداث التي عرفتها الساحة الوطنية صدرت في شأنها بيانات من مختلف مكونات المجتمع المدني من هياكل المحاماة وجمعية القضاة و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبعض أحزاب المعارضة ( وهي كلها معترف بها من طرف السلطة ) ورغم ذلك فلم نقرأ ولو سطرا واحدا عن هذه الأحداث التي يبدو وكأنها وقعت في كوكب المريخ وليس في بلادنا ، ولم يتسنى للرأي العام متابعة هذه الأحداث إلا من خلال وسائل الإعلام الأجنبية و عبر الانترنيت وهو ما يعكس بشكل واضح وجلي سياسة التعتيم الإعلامي التي تنتهجها السلطة في التعاطي مع هذا الملف، وقد فوجئ الرأي العام الوطني منذ يوم 29 أفريل 2005 بصدور بعض المقالات ببعض الصحف اليومية تشير في سياق حديثها إلى وقوع محاكمة الأستاذ عبو وإدانته والحال أن هذه الصحف لم يسبق لها الإشارة إلى إيقاف الأستاذ عبو أو حتى إحالته على القضاء !!

وكل هذه المقالات ( وأغلبها غير ممضى ) وردت في إطار حملة منظمة تستهدف التغطية على المهزلة القضائية التي شهدها قصر العدالة بتونس أثناء محاكمة الأستاذ عبو والتشهير بأصحاب العباءة السوداء الذين ضربوا أروع الأمثال في الدفاع عن الحرية والقيام بواجبهم . ولعل أغرب ما في الأمر هو أن هذه الصحف لم ترسل مندوبين عنها لتغطية وقائع المحاكمة مما يدعونا إلى التساؤل عن المصادر التي تستقي منها هذه الصحف أخبارها كما يدعونا إلى التساؤل عن درجة المصداقية التي يمكن أن تتمتع بها !؟ ثم إن هذه الصحف لم تكلف نفسها عناء سماع وجهة نظر لسان الدفاع وهياكل المحاماة والحال أن الواجب كان يقتضي الاتصال بمختلف الأطراف المعنية وطرح مواقفها حتى يكون الخبر متوازن واكتفت بالعزف المنفرد بشكل جعلها مجرد أداة للدعاية والتضليل، وقد وصل الأمر إلى حد ظهور مدير إذاعة  » خاصة » على منبر قناة الجزيرة للدفاع عن السلطة ومغالطة الرأي العام الدولي حول خلفيات اعتقال الأستاذ عبو وتقديم تبريرات مخجلة ومضحكة حول الخروقات القانونية التي عرفتها جلسة المحاكمة ( وهو ما سنتولى الرد عليه في مقال لاحق ) . و هذه عينة من المغالطات التي تتضمنها هذه المقالات التي يعلم الجميع الجهات التي تقف وراءها ( و هي جهات لا علاقة لها بالصحافة و الإعلام ) :

 

أولا ـ تشويه سمعة الأستاذ عبو و التغطية على الأسباب الحقيقية لإيقافه :

لقد أجمعت المقالات المنشورة و مداخلة مدير إذاعة موزاييك المدعو نور الدين بوطار  على إبراز تهمة الاعتداء بالعنف الموجهة للأستاذ عبو ، من ذلك ما ورد بجريدة الصباح الصادرة يوم 30 أفريل 2005 و في صدر صفحتها الاولى  » للاعتداء بالعنف على زميلته و الثلب  : المحكمة تقضي بسجن محمد عبو ثلاث سنوات و نصفا  »  ، فيما ورد بجريدة الشروق الصادرة يوم 29 أفريل 2005 و تحت عنوان  » عندما ينتصر بعض المحامين إلى  » حجة  » الصراخ والفوضى !  » أن  »  محاكمة الأستاذ محمد عبو (..) تتم بتهمة الاعتداء على إحدى زميلاته المحاميات بالعنف الشديد بشكل نتج عنه إصابتها بأضرار بدنية متفاوتة الخطورة… وكذلك بتهمة حث السكان على خرق قوانين البلاد  » ، و قد ذهبت جريدة الصريح إلى أبعد من ذلك إذ اعتبرت أن  » ومحاكمة محمد عبو عبارة في غير محلها لأن مضمون المحاكمة لا صلة له بمهنة المحاماة ومقتضياتها وإنما بقضية بين مواطن يعمل محاميا اعتدى على مواطنة تمتهن نفس المهنة علاوة على قضية أخرى تتناقض أصلا مع صفته كمحام دوره المساهمة في تطبيق قوانين البلاد » ، و هي مقالات ترمي  كلها   للإيهام بأن الزميل ليس سوى شخص منحرف و عنيف و يحرض على خرق قوانين البلاد و أن إيقافه ناتج عن تورطه في قضية حق عام . و قد تجاهلت هذه المقالات المشبوهة أبسط أبجديات العمل الصحفي النزيه و لم تقدم للرأي العام ظروف و ملابسات التهم الموجهة للأستاذ عبو كما تكشف هذه المقالات النوايا المبيتة لهيئة المحكمة التي أصرت بشكل محموم و غير مبرر على الربط بين القضيتين العالقتين بالزميل و تعيينهما في نفس الجلسة و نفس الدائرة و لو على حساب أبسط ضمانات حقوق الدفاع . و أود بهذه المناسبة توضيح بعض الحقائق و الملابسات المتعلقة بتهمة الاعتداء بالعنف الموجهة للاستاذ عبو :

1 ) وقعت أحداث هذه القضية بمناسبة ندوة نظمتها جمعية المحامين الشبان التي كان الأستاذ عبو عضوا بهيئتها المديرة و ذلك  بتاريخ 2002/6/20 و قد حضرت المحامية دليلة مراد الندوة المذكورة و قامت باستفزاز جموع المحامين الحاضرين بالندوة و توجهت لهم بأقذع العبارات في محاولة لافساد الندوة . و للإشارة فان المحامية المذكورة عضوة بالحزب الحاكم و معروفة في قطاع المحاماة بأساليبها المشبوهة و تحترف سب المحامين الشرفاء و قذفهم كما تعودت على العربدة و استفزاز عموم المحامين خلال الجلسات العامة و الندوات و ذلك بتحريض من خلية المحامين التجمعيين  ، و قد وصل بها الأمر في إحدى الجلسات العامة إلى حد قذف و سب المرحوم الأستاذ عبد الرحمان الهيلة الذي أجهش بالبكاء من فرط تأثره . و قد تسببت تصرفات المحامية المذكورة و أساليبها المشبوهة في إحالتها على مجلس التأديب و التشطيب عليها في عديد المناسبات دون اعتبار عديد الشكايات المسجلة ضدها و لم يقع البت فيها إلى حد الساعة .

2 ) خلال الندوة المذكورة لم يقم الأستاذ عبو بالاعتداء على المحامية المذكورة بل العكس هو الذي حصل اذ أن هذه الاخيرة تولت الاعتداء عليه و عضه على مرأى و مسمع من كل المحامين و قد بقيت آثار الاعتداء ببدن الزميل طيلة الايام اللاحقة . و قد ألح الزملاء على الأستاذ عبو لتقديم شكاية ضدها إلا أن رفعة أخلاق الأستاذ عبو جعلته يرفض ذلك . و قد قام عدد من الزملاء بتقديم شكاية ضد المحامية دليلة مراد من أجل القذف العلني قيدت بوكالة الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس تحت عدد 7038967/2002 و لم تقم النيابة العمومية بإحالة الشكاية المذكورة للبحث إلى حد اليوم  رغم مرور حوالي ثلاث سنوات على إيداعها في حين بادرت فور إيداع دليلة مراد لشكايتها بإحالة الأستاذ عبو على التحقيق و هو ما يؤكد التوظيف السياسي لهذه القضية و عدم حياد القضاء في معالجتها .

3 ) بقيت ملف القضية نائما بأدراج حاكم التحقيق منذ سنة 2002 إلى غاية أفريل 2005 و لم يقع إثارة هذه القضية إلا بعد إيقاف الأستاذ عبو من أجل مقال نشره على الانترنيت ، إذ و أمام الانتقادات الواسعة التي أثارتها عملية إيقاف الزميل عمدت السلطة في محاولة منها لمغالطة الرأي العام إلى تبرير إيقاف الأستاذ عبو بوجود شكاية ضده من أجل الاعتداء بالعنف ، و الحال أن هذه القضية أحيل فيها الأستاذ عبو بحالة سراح . ثم فوجيء المحامون يوم الجمعة 22   أفريل 2005 بجلب الأستاذ عبو لحاكم التحقيق العاشر المتعهد بقضية الاعتداء بالعنف و ذلك لإعلامه بنتيجة الاختبار الطبي ثم أحيل الملف بسرعة البرق على الدائرة الجناحية الرابعة و عينت جلستها في نفس التاريخ المعينة فيه القضية الأولى التي أوقف من أجلها الأستاذ عبو و ذلك في محاولة مكشوفة لتوظيف القضاء لتسويق أكاذيب السلطة في خصوص أسباب إيقاف الأستاذ عبو .   

4 ) عند عرض تقرير الاختبار الطبي المجرى على زاعمة الضرر لاحظ المحامون الحاضرون بأن الاختبار غير ممضى من طرف الحكيم المنتدب مما يفقد الاختبار المذكور أي قيمة قانونية كما لاحظوا لحاكم التحقيق بأن الاختبار غير قانوني لعدم إعلام المتهم بتعيين الخبير طبقا لمقتضيات مجلة الإجراءات الجزائية التي نصت في فصلها 101 أنه  » لحاكم التحقيق أن يكلف عند الاقتضاء خبيرا أو عدة خبراء بإجراء بعض اختبارات ذات صبغة فنية يضبطها لهم .

و فيما عدا صورة التأكد يعلم بذلك وكيل الجمهورية و القائم بالحق الشخصي و ذا الشبهة و يكون لهم حق المعارضة في انتخاب من ذكر قبل مضي أربعة أيام محتجين بما لهم من القوادح و للحاكم أن يبت في ذلك بقرار لا يقبل الاستئناف   » .  و رغم ذلك يقوم حاكم التحقيق بختم البحث و إحالة الأستاذ عبو .

5 ) أفادت نتيجة الاختبار أن « الاعتداء  » ألحق بزاعمة الضرر  نسبة سقوط قدرها 10 %   !!!  و هي أضرار فادحة تفترض أن المعتدي استعمل أسلحة أو ما شابهها لان العالمين بهاته المسائل يعرفون أن هاته النسبة لا يسندها الحكيم حتى في بعض حوادث المرور الخطيرة . و الحقيقة  أن المحامية دليلة مراد تعرضت إلى حادث مرور بتاريخ 2002/2/14  أدى الى اصابتها بأضرار بدنية على مستوى الرقبة و الصدر و هي نفس الأضرار المشخصة بالاختبار المجرى في قضية الاعتداء بالعنف . و قد قدم لسان الدفاع نسخة من الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية بتونس تحت عدد 39774/2002 بتاريخ 2003/4/18 و المتعلق بحادث المرور الذي تعرضت له زاعمة المضرة . و رغم ذلك يلجأ حاكم التحقيق إلى إحالة الأستاذ عبو من أجل الاعتداء بالعنف الناجم عنه سقوط  !!! .

6 ) الواقعة موضوع قضية الاعتداء بالعنف حصلت بحضور مئات المحامين . و قد طلب المحامون النائبون للأستاذ عبو سماع المحامين الذين حضروا الواقعة ( بما في ذلك المحامين الذين ذكرتهم زاعمة المضرة ) إلا أن حاكم التحقيق عمد إلى إحالة الأستاذ عبو دون سماع الشهود و دون حتى إجراء مكافحة قانونية بين المتهم و زاعمة الضرر !!!.

7 ) لدى مثول الأستاذ عبو على الدائرة الجناحية الرابعة من أجل الاعتداء بالعنف طلب من هيئة المحكمة التأخير لتكليف محامين و إعداد وسائل دفاعه خاصة و أن الدفاع لم يكن على علم بهاته القضية و لم يتمكن من تصوير كل أوراق الملف نظرا لضيق الوقت بين إحالة الملف على الدائرة و تاريخ الجلسة فضلا عن أن زاعمة الضرر قدمت تقريرا سجلت فيه قيامها بالحق الشخصي و ضمنته طلباتها و يحق للمتهم و لنائبيه الاطلاع عليه و الرد على ما ورد به ،  إلا أن هيئة المحكمة و في سابقة خطيرة رفضت التأخير و أصدرت حكمها دون تمكين الأستاذ عبو من حقه في الدفاع  و ذلك في خرق فاضح لابسط قواعد الإجراءات الجزائية .

8 ) سجل عدد كبير جدا من المحامين نيابتهم للأستاذ عبو في طور التحقيق بينما لم تجد زاعمة الضرر أي محام يتولى نيابتها ،  بما في ذلك المحامين التجمعيين ، باستثناء زوجها ( وهو أيضا محام ) !!! . و هذا يؤكد رفض المحامين على اختلاف انتماءاتهم التوظيف السياسي لهذه و رفضهم القاطع المساهمة في تلفيق تهمة باطلة لزميلهم .

أما بالنسبة للقضية الثانية المتعلقة للأستاذ عبو فإننا نقرأ العجب العجاب حول أسباب إحالته إذ يشيرون تارة إلى الثلب و تارة أخرى إلى تحريض السكان على خرق قوانين البلاد و في بعض الأحيان يكتفون بأنه محال من أجل قضية  » تتناقض أصلا مع صفته كمحام دوره المساهمة في تطبيق قوانين البلاد !!!  » ( هكذا ) و دون أي توضيحات أخرى . و في الحقيقة فقد وجهت للأستاذ عبو تهمة عرض كتابات على العموم من شأنها تعكير صفو النظام العام و ثلب الدوائر القضائية .  و قد وجهت هاتين التهمتين للزميل الأستاذ  عبو على خلفية نشره مقال على الانترنيت تحت عنوان  » أبو غريب « العراق وأبو غرائب تونس  »  أجرى فيه مقارنة بين الوضع في سجن أبو غريب العراق و سجون تونس و استنكر فيه قيام القضاء التونسي بإدانة شبان تونسيين من أجل رغبتهم في الجهاد في فلسطين تسليط عقوبات شديدة عليهم   .

 

ثانيا – التنديد بالمحامين و اتهامهم بالمس من هيبة المحكمة :

 

 لقد أجمعت المقالات المشبوهة المنشورة بالصحافة التونسية على التنديد بما أسموه بالصراخ و الفوضى الذين قام بهما المحامين أمام قصر العدالة عند محاكمة الأستاذ عبو و لم تبخل علينا ببعض الدروس في أخلاقيات المهنة و واجبات المحامي . و لسائل أن يتسائل ما هو العمل المشين الذي ارتكبه المحامون و لماذا لم تبين هذه المقالات أسباب هذا العمل المشين حتى يكون الرأي العام ملما بمختلف الأحداث التي عرفتها محاكمة الأستاذ عبو و يمكن له بالتالي الحكم على المحامين أو لفائدتهم ؟ . ألا يخجل أصحاب هذه المقالات عندما يعتبرون رفع النشيد الوطني بمثابة الصراخ و الفوضى و الخروج على القانون و المس من هيبة المحكمة !!! ، ألا تكفي الفضيحة التي تسبب فيها أعوان الأمن الذين عمدوا يوم محاكمة الأستاذ عبو إلى تطويق كل الطرق المؤدية لقصر العدالة ثم أغلقوا أبوابه في وجه المتقاضين و المحامين على حد السواء كما قاموا بالاعتداء بالعنف على رجل مسن مثل محمد الطالبي و على المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين   و ذلك على مرأى و مسمع من المراقبين الأجانب و ممثلي السفارات الغربية بتونس ؟    

 

  ثالثا ـ تجاهل سير جلسة محاكمة الأستاذ عبو و ما شهدته من تجاوزات و هضم للدفاع :

 

لقد تجاهلت المقالات المشبوهة المشار إليها آنفا إعلام الرأي العام بمجريات المحاكمة و ما تخللتها من وقائع و أحداث مؤسفة تمثل إهانة للقضاء قبل أن تعد إهانة للمحامين  . فقد شهدت المحاكمة تجاوزات لم يشهد القضاء مثيلا لها من قبل حتى في أحلك الظروف ، اذ لم نشهد من قبل قاضيا يعامل المحامين بالشكل الذي عرفته محاكمة الأستاذ عبو حيث عمد القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 18069 ( المتعلقة بالمقال الذي نشره الاستاذ عبو )  الى منع المحامين من الترافع في ظروف القضية وملابساتها وقاطعهم المرار العديدة بالتهديد والوعيد كما سحب الكلمة من أغلب المحامين الذين كان لهم شرف الترافع ( و عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد )  قبل الانتهاء من المرافعة ، ثم وضع حدا للمرافعات بصورة فجئية وانسحب من الجلسة بدون موجب و  دون تمكين عدد كبير من المحامين من الترافع في القضية !!! ، فتصوروا محاميا بقي ينتظر من الساعة التاسعة صباحا الى غاية الساعة العاشرة ليلا تمكينه من الكلمة للترافع فيفاجأ بهيئة المحكمة ترفع الجلسة قبل تمكينه من القيام بواجبه . و لم تكتف هيئة المحكمة بكل  ذلك بل طلبت من أعوان الأمن إجلاء المحامين من قاعة الجلسة قبل دخول هيئة المحكمة للتصريح بالحكم ، و هي سابقة خطيرة لم تشهدها المحاكم التونسية من قبل و تعبر بشكل واضح عن درجة الاستهانة بالقانون من طرف هيئة المحكمة بدل السهر على حسن تطبيق القانون . أما القضية عدد 19031 فقد شهدت تجاوزات أكثر خطورة اذ رفضت هيئة المحكمة تأخير القضية و تمكين الاستاذ عبو من تكليف محامين للدفاع عنه و اعداد وسائل دفاعه و ذلك بدعوى أن المحامين تولوا نيابته في الطور التحقيقي !!! و كأن النيابة في الطور التحقيقي تغني عن النيابة في مرحلة المحاكمة ، و أصدرت المحكمة حكمها دون سماع دفاع المتهم ، علما و أن هذه القضية وقع تعيينها في آخر لحظة بجلسة يوم 2005/4/28 و لم يقع إعلام المتهم و لا المحامين بموعد الجلسة كما أصدر قاضي التحقيق قرار ختم البحث قبل موعد الجلسة بأيام و لم يتمكن المتهم و لا محاموه من الاطلاع عليه فضلا عن أن زاعمة الضرر سجلت قيامها بالحق الشخصي و قدمت تقريرا ضمنته طلباتها و يحق للمتهم الاطلاع على هذا التقرير و الرد عليه .  أما المتهم فقد هضمت حقوقه بشكل غير مسبوق اذ فضلا عن حرمان المحامين من الدفاع عنه مثلما أشرنا إلى ذلك فقد رفض رئيس الجلسة  تمكينه من الجواب بحرية عن التهم الموجهة إليه واشترط عليه الاكتفاء في جوابه عن الأسئلة التي يطرحها عليه  الاكتفاء بالجواب بلا أو نعم دون أي  توضيح آخر كما منع المحامون من توجيه أسئلة إليه بل و حرم حتى من أخذ قسط من الراحة رغم طلبه ذلك و الحال أن الجلسة كانت ماراطونية و استمرت لساعات طويلة و يحق للمتهم أن يطلب استراحة ليتمكن من قضاء حاجته البشرية  و التركيز و ربما الآكل و الشرب    .  إن ما جرى بجلسة محاكمة الأستاذ عبو لا يمكن بأي حال أن يكون مصدر فخر و اعتزاز بل انه وصمة عار في جبيننا و لذلك خرست الاقلام المشبوهة عن الخوض فيه .     

 

و أمام كل هذه الظروف و الملابسات لا يستطيع المرء إلا أن يستخلص بأن تغطية الصحافة التونسية لقضية الأستاذ عبو تقدم دليلا ملموسا لكل المتابعين للشؤون الوطنية على الوضع المتردي للإعلام الذي تحول إلى مجرد أداة للدعاية والتضليل وثلب المواطنين الشرفاء وممثلي المجتمع المدني بدل القيام بواجبه في تغطية المتوازنة لمختلف الشؤون الوطنية وإليكم عينة من هذه المقالات ونترك للرأي العام حرية التعليق .

الأستاذ سمير بن عمر

عضو هيئة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو

 


 

المحامين ليس فوق القانون والمحكمة ليست ملعب كرة قدم

 

 

قداسة مهنة المحاماة تنبع بالأساس من احترام المحامي فبي حد ذاته إلى الصفة التي يحملها و الارتقاء إلى مستوى الدلالات الإنسانية والمفرطة في الإنسانية التي تزخر بها وظيفته وتجعل من  » ارتداء الروب «  شرف يناله من أدرك سمو الدور الذي يقوم به باعتبار أحد جناحي السلطة القضائية التي لا يستقيم العمران إلا بها .

لكن قداسة هده المهنة ونظرة الاحترام التي يكنها المجتمع لممارسيها لا يمنحهم حصانة أو ربما أكثر من الحصانة يمكن تسميتها ك  » كائن فوق القانون «  فالملقب باسم لسان الدفاع مسؤولية جسيمة في الامتثال إلى القانون الذي يحتكم إليه ويدافع عن شفافية تطبيقية ونزاهة تنفيذه والعدالة في ممارسته وتعاطيه .

ونحن نسأل بكل بساطة ووضوح وبطريقة مباشرة لو أن محاميا شاهد حشدا من الموظفين في أحد أروقة المحاكم أو في إحدى الجلسات وهم يصرخون ويثيرون الفوضى في المكان والصخب في أرجائه هل أنه يبارك هذا الأمر أم يعتبره تعديا على حرمة المحكمة بكل مكوناتها وعلى حق المواطنين في التقاضي في أجواء أقل ما يمكن القول عنها أنها عادية؟

الإجابة بكل تأكيد ستكون التنديد بأعمال الشغب وإثارة الضجيج والصخب غير أن الغريب في الأمر هو أن بعض المحامين الدين يحملون هذا الاسم في حين أن انطباق الاسم على المسمى فيه شك كبير انتهكوا أول أمس حرمة المحكمة والقضاء والمتقاضين وضربوا عرض الحائط بكل الإجراءات و التراتيب القانونية لظنهم بأنهم فوق القانون و أثاروا ما أثاروا من ضوضاء وصخب في أرجاء المحكمة الإبتدائية بتونس بحجة أو بأخرى بتعلة الانتصار لأي زميل لهم متهم بالاعتداء بالعنف على زميلة له بالمهنة فضلا عن تهمة حث السكان على خرق قوانين البلاد .

عقلية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير يمقتها كل المحامين المنطبقة أسماؤهم على مسمياتهم، غير أن البعض ممن يرتدي  » الروب «  سريعا ما ينخرط في حالة هستيرية إ ذ ا طلب منه بأن يكون في مستوى  » الروب «  الدي يرتديه وفي مستوى القانون الدي يدافع عنه وفي مستوى أخلاقيات مهنته .

وتتضاعف مسؤولية مثيري الشغب عندما تكون نتيجة هذه الأعمال التي يستنكرها ويندد بها العاقلون حتى لو حدثت في مدارج الملاعب الرياضية، لأنها لا تندرج في نطاق انتهاك القانون فقط وإنما كذلك وبالأساس تسيء إلى سمعة تونس من خلال نقل صورة لا صلة لها بالواقع يتصيدها بائعو الضمائر إلى دوائر غير مخفية على أحد .

ومحاكمة محمد عبو عبارة في غير محلها لأن مضمون المحاكمة لا صلة له بمهنة المحاماة ومقتضياتها وإنما بقضية بين مواطن يعمل محاميا اعتدى على مواطنة تمتهن نفس المهنة علاوة على قضية أخرى تتناقض أصلا مع صفته كمحام دوره المساهمة في تطبيق قوانين البلاد .

استغلال صفة محامي للاعتداء على الآخرين أو الحث على الاعتداء على القانون وتجاوزه تنم على عقلية في حاجة إلى الكثير من الإصلاح والترميم، فالكل أمام القانون سواء وانتهاك حرمة المحكمة عمل لا يقبله عاقل .

أما الإساءة إلى صورة تونس وسمعتها بمثل هده التصرفات فهي لعبة ساذجة لن تنطلي إلا على صغار العقول اللاهثين وراء السراب .

 

 

                                                   المصدر : الصريح السبت 30 أفريل 2005 ( ص 3)

 


 

عندما ينتصر بعض المحامين إلى  » حجة  » الصراخ والفوضى !

 

 

لا يختلف اثنان على أن لقصر العدالة حرمة وقداسة.. فهو عنوان للعدل ورمز للاحتكام إلى لغة العقل وإلى قوة الحجة لتحصيل الحقوق ورفع المظالم مهما كان نوعها أو حجمها..وبكل تأكيد ففي محراب العدالة يفترض أن تغيب الفوضى والغوغاء والعضلات كوسيلة للإقناع أو لإظهار البرهان والسند القانوني والدليل المادي .

و مكن هذه الزاوية فإن سلك المحامين وهو السلك الوسيط بين صاحب المظلمة أو الحق وحقه يفترض به أن يكون المثل والقدوة في الإنضباط وفي احترام المكان وفي الانحياز إلى قوة الحجة وليس إلى حجة القوة والصراخ والفوضى كأداة لإسماع الصوت ولتحصيل ما يعتقد أنه حق.. ذلك أن أهمية سلك المحامين عموما هي من هيبة قصر العدالة كرمز للقانون والعدل وهو ما يفترض على كل المحامين والمتقاضين الإنحناء لنواميسه ولعلويته التي يستمدها من علوية القانون .

واعتقادنا أن الأغلبية الساحقة في سلك المحامين في بلادنا تدرك هذه الحقائق وغيرها وتحرص على الإنضباط لمقتضيات القانون ولضوابط السلوك الحسن في تعاطيها اليومي مع المتقاضين..لكن ماذا يحدث عندما يشتد البعض عن هذه القواعد العامة فينساق في سلوكات لا تشرف سلك المحامين وتعانق الفوضى والغوغاء بأتم معانيهما.. سلوكات تمثل تشويها واضحا وصريحا لنقاوة المبادئ القانونية التي يسند اليها ويدافع عنها فضاء من قبيل قصر العدالة .

وكذلك اعتداء موصوفا على الأصول والقواعد التي تفرضها الأخلاق عامة وأخلاقيات المهنة خاصة.نقول هذا لأن قصر العدالة وهو ما هو كرمز لعلوية القانون ولاستقلالية القضاء ولدولة القانون والمؤسسات التي تنازلها بلادنا انحيازا واضحا وتجد وتكد في تدعيم بنيانها و إعلاء رأيها وفي جعلها قولا وفعلا ركنا ركينا يرتكز إليه العمران و أساسا ينظم حياة وتطور المجتمع.. هذا الرمز والعنوان والمحراب تعمد يوم أمس بعض المحامين إلى خدش كبريائه ومن خلاله كبرياء كل تونسي يفتخر بقضيته وينحاز إلى علوية القانون في بلاده وذلك بمناسبة محاكمة الأستاذ محمد عبو التي تتم بتهمة الاعتداء على إحدى زميلاته المحاميات بالعنف الشديد بشكل نتج عنه إصابتها بأضرار بدنية متفاوتة الخطورة… وكذلك بتهمة حث السكان على خرق قوانين البلاد .

نحن لسنا هنا بصدد الحديث عن أصل القضية وعن جوهر التهم الموجهة إلى الأستاذ عبو ومدى وجاهتها وقوتها.. فتلك مسائل يحددها القضاء الذي يزخر بطاقات وبكفاءات لا يشق لها غبار.. وقادرة على تبين الخيط البيض من الخيط الأسود وعلى إنصاف كل المتقاضين وستكون له بكل تأكيد الكلمة الفصل في القضية… لكننا نتحدث عن تلك  » المسرحية الهابطة » التي ألفها ونفذها يوم أمس بعض المحامين على مرأى ومسمع المواطنين وأمام صحفيين تونسيين وأجانب كان يفرض أن نتقي الله في صورة تونس أمامهم وأن نصونها من ذلك التشويه المجاني والذي لا موجب له.. حين عمدوا إلى الصراخ والصياح والتدافع بشكل موغل في الفوضى والغوغائية…..

فأين أخلاقيات المهنة؟ وأين مبدأ الإنتصار لقوة الحجة بدل اختيار  » حجة  » الغوغاء والفوضى إن جاز أن نسميها حجة؟ وأين الحرص على استقلالية القضاء التي تفترض حمايته من كل المؤثرات ومنها تلك الفصول الرديئة من المسرحية الهابطة التي حاول البعض تمثيلها يوم أمس؟ وهل يكفي أن يكون المحامي المتقاضي معارضا ليخول لنفسه  » حق  » الاعتداء على زميلته أو التحريض على قوانين البلاد ويتوقع ألا يساءل؟

وهل يكفي أن يكون المتقاضي محاميا ليفتك لنفسه  » حصانة  » تجعله فوق القانون وفوق المساءلة؟وقبل هذا وبعده أين المثل والقدوة اللذان يفترض أن يقدمهما المحامي لباقي المتقاضين من خلال احترامه لهيئة المكان ولوقار الفضاء ومن خلال تعويله على الحق والقانون والحجة القوية سبيلا لدفع تهمة أو تبرئة ذمة تحصيل حق؟ وإذا كان المحامي يقبل أن يتحول قصر العدالة أو محيطه إلى مجال للتدافع وللصراخ وللصياح فماذا يمكن أن نتوقع من مواطن بسيط؟

أسئلة حارقة خلفتها سلوكات شاذة أتاها بعض المحامين يوم أمس حين نسوا صفتهم كرجال قانون ونسوا هيبة المكان كرمز للعدل وعنوان للقضاء الناجز والنزيه وانساقوا وراء شعارات سياسوية ضيقة جدا  وانتهازية جدا أساءت لصورة تونس ولسمعتها التي يفترض أن يكون رجل القانون أول المدافعين عنها وطليعة المنتصرين لها . تماما كما أساءت لهم أولا وأخيرا لأنها تبقى سلوكات مطية للدوس على القانون حين تصدر مثل هذه الأفعال عن أناس ينتمون إلى سلك المحاماة….والمحاماة منهم براء….

 

المصدر : الشروق الجمعة 29 أفريل 2005 ص 20

   


 

للاعتداء بالعنف على زميلته و الثلب :

المحكمة تقضي بسجن محمد عبو ثلاث سنوات و نصفا

مظاهر رافقت الجلسة لا تشرف قطاع المحاماة

 

 

قضت الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس خلال جلستها المنعقدة اول امس الخميس بسجن الاستاذ محمد عبو لمدة ثلاث سنوات ونصف من اجل الاعتداء على احدى زميلاته المحاميات بالعنف الشديد ومن اجل نشر وترويج اخبار زائفة عن سوء نية من شأنها تعكير صفو الامن العام والاعتداء بالثلب على الدوائر القضائية وحث السكان على خرق قوانين البلاد وعرض كتابات على العموم من شأنها تعكير صفو النظام العام المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبها بالفصول 42 و44 و49 و51 و68 و72 من مجلة الصحافة والفصل 121 ثالثا من المجلة الجنائية.

 

ورافقت الجلسة التي حضرها عدد كبير من المحامين والصحفيين التونسيين والاجانب البعض من التصرفات التي لا يجوز ان تحصل بمكان يعد رمزا للعدالة حتى انه يستمد اسمه منها.

 

فقد تعالت اصوات بعض المحامين الى حد الصراخ مما ادخل فوضى عارمة على سير الجلسة. ومهما كانت التعلات وراء هذا التصرف الصادر عن البعض من المحامين فان ذلك لا يجوز اذ ان المحامي باعتباره رجل قانون يجب ان يكون الحريص الاول على هيبة ذلك المكان.

 

ولا يختلف اثنان في ان مثل تلك التصرفات تمس من هيبة واستقلالية القضاء اذ تعد وسيلة ضغط عليه الى جانب انها تسيء الى سمعته وسمعة هيكل المحاماة نفسه فلا يجوز لمحامي تونسي ان يعطي مثل تلك الصورة عن نفسه خاصة وان الجلسة حضرها اجانب فهو المثال الذي يجب ان يقتدي به كل قاصد لذلك المكان ولئن ارجع البعض ما حدث الى مبدأ التضامن مع احد زملائهم فان الطريقة التي عبر بها عن هذا التضامن غير سليمة لانها تعتبر خرقا للقانون والمحامي اكبر العارفين بأن القانون فوق الجميع وبالتالي لابد من احترامه خاصة ما يتعلق بالمس بالاشخاص والاعراض وسمعة البلاد.

 

.. ان ما حصل اول امس مظاهر لا تشرف قطاع المحاماة بالمرة!

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 30 أفريل 2005)         


 

المشروع الإسلامي التونسي على مفترق طرق 2/2

الجزء الثاني : الحركة الإسلامية ، التحديات والآفاق

 

د. خالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

إذا كان المشروع الإسلامي النظري التونسي يعيشه ويعمل من أجل تأسيس معالمه، أفراد قلائل في ظل غياب المؤسسة، وهي إحدى نواقصه الخطيرة، فإن المشروع الحركي تغلب عليه هيمنة فصيل دون غيره. فالحركة الإسلامية الإصلاحية التونسية رغم تنوعها المحتشم (حركة النهضة، اليسار الإسلامي، الحزب الإسلامي،  والمستقلين) تبدو ذات لون واحد غالب، فحركة النهضة تظهر في الساحة تاريخا وحاضرا ولعله مستقبلا الفصيل الأكبر عددا والأكثر تنظيما، والحاضر دائما. ولقد ساهمت عديد الأوضاع والأحوال في تكوين هذه الريادة وهذه الشرعية، منها التاريخ والقدم، (أكثر من عقدين) ومنها التجربة (تواجد في المعارضة وفي المنافي وداخل البلاد) ومنها النضال الوطني (آلاف المشردين والمسجونين) ومنها اندثارالفصائل الأخرى المنافسة أو ضعفها وعدم قدرتها على تكوين بدائل استنهاض واضحة ومستديمة وجامعة. لهذا فإن حديثنا في هذا الباب يتوجه غالبا إلى هذا التيار المهيمن دون غيره من الفصائل، في انتظار احتمال تنوع نسبي ومتوازن للفضاء الإسلامي التونسي.

إن مجموعة هائلة من التحديات والاستدراجات والمضيقات تترقب الحركة الإسلامية وهي تعبر اليوم فضاء جديدا يمثله داخل متحرك ومضطرب، وخارج يطرح لونا آخر مفاجئا في التعامل مع الظاهرة الإسلامية عموما والإسلام السياسي خصوصا. وإذا كانت تحديات الاستئصال والمواجهة قد أثبتت فشلها وظلت الحركة الإسلامية ثابتة رغم كثرة الجراح والخدوش، فإن عوامل جديدة وهضاب وعرة ومسالك ضيقة وأسئلة كثيرة وإطارا آخر من المعطيات والمطالب والتحديات ينتظر الحركة الإسلامية التونسية وهي تحاول الخروج من كهوف الظلام والتعسف والترويع لتطل برأسها تحت الشمس.

 

ضرورة المراجعة والنقد الذاتي

في تصحفنا للخطاب الإسلامي إجمالا، سواء حمله مفكرون مستقلون أو قيادات سياسية وميدانية، فإن المناداة بالنقد والمحاسبة والمراجعة تكاد تنال إجماع كل الأطراف ولا يبخل بها كائن! ولكن الممارسة و التنزيل العملي كثيرا ما تعرض للتشوهات أو التوجس أو الرفض غير المعلن. والحركة الإسلامية التونسية مطلوب منها بكل إلحاح فتح هذا الملف حتى يعم الضياء كل أطراف تاريخها ولا تتركه لمن يريدون الصيد في الماء العكر، والمزايدة على أهليتها أو لمن يبقى يتساءل بكل صدق وموضوعية عن ديمقراطيتها وحرية التعبير داخل أطرها. ولن يكتب لمشروعها أن يبنى على أسس صحيحة وعلى انطلاقة أخرى متينة وواعية إذا لم تقع مراجعة كلية ودقيقة لإسهاماتها وتصوراتها وكرها وفرها.

ليست المراجعة والنقد الذاتي استنقاصا للرجال ولا اتهاما للنوايا ولا سحبا للمشروع… ولكن بناءا على بياض ورفعا لكل لبس، وتجنبا لقدسية زائفة وعصمة مردودة. خاصة وأن خطاب التغيير وبرنامج الإصلاح المعلن يدعو بكل قوة لحرية الكلمة وتعدد الأراء والتصورات، ولن ينال هذا الخطاب مصداقية لدى الجماهير، وشرعية لدى الداخل والخارج إذا لم يحمل منهجية ترفض الازدواجية وتعدد الخطابات والممارسات. مطلب الحرية المنشود للخارج يجب أن يكون عمودا في الداخل، والدعوة إلى نقد برامج الغير، سلطة ومعارضة، وبناء البديل، وهو من بديهيات العمل السياسي، يجب أن يصطحبه أو يسبقه نقد للداخل، وتكوين عقلية وثقافة وسلوك يبني وينقد، ويراجع ويحاسب، ولا يجب استبعاد أي فرد أو برنامج أو مشروع عن هذه الآلية، قيادة وقاعدة، تاريخا وحاضرا ومستقبلا.[

[1]]

تعدد الطيف الإسلامي

لا زلت مقتنعا بأن التعدد داخل الصف الإسلامي دفع للاستبداد ومواجهة للاستئصال ودعم للاجتهاد والتنوع، ومجلبة للأحسن والأفضل للمجتمع والأفراد.

  وإن كان التوحد تحت راية واحدة في محطات نضالية معينة مع احترام استقلالية كل طرف هي الأجدى للمشروع الإسلامي وأنجع.

إن عهد الانفراد بالفضاء الإسلامي قد أثبت عدم جدواه وخطورته على تواصل المشروع السياسي وحتى ملا مسته التضييق حول الإسلام كشعائر وطقوس، وقد مرت على البلاد التونسية فترات سوداء في هذا الإطار تجاوزت الإطار السياسي وضربت الحس الإسلامي وتوابعه ومظاهره.

إن التعدد من شأنه دفع تهمة التمثيل الأوحد والوحيد للتصور الإسلامي وتنحية أغطية القدسية والعصمة التي كثيرا ما لامست بعض أقواله وممارساته عن وعي أو عدم وعي ويدفع به مجددا في رحاب الاجتهاد والمجاهدة والتنافس البريء والجاد من أجل الصالح العام بعيدا عن رايات التجهيل والتكفير ومحاكم التفتيش.

لقد تعددت الطاقات الإسلامية وتنوع بناءها، ولقد ساهمت الهجرة والمنفى عند البعض والسجن والتشتيت الداخلي عند البعض الآخر، والتجربة وعامل السن وضرورات العيش، في بلورة أفكار جديدة وطرح أسئلة حول الماضي بسلبياته وإيجابياته، ومحاولة إنتاج فكر آخر أو ممارسة أخرى. فمنهم من ترك الهم السياسي والانتماء الحركي ومنهم من التحق بأطر سياسية أخرى حيث ضاق علبه الفضاء الأول أو لم يجد بغيته فيه، ومنهم من بقي منتميا تجمعه الأفراح والمآسي، يمسك بالقليل ويحافظ على الجماعة ولو أسريا، حتى لا يذوب الانتماء ويرتج الدين وتوابعه، ومنهم من استقال تنظيميا وواصل مشروعه التغييري عبر كتابات وحضور مرئي ومسموع، ومنهم من حمل مشروعا سياسيا مغايرا وظل مستقلا بداية ونهاية، يلتقي في التاريخ ويتنوع في الحاضر ولعله يتميز في المستقبل!

ولعل سنوات الجمر والحبس والمنافي ساهمت في تغليب البراغماتية وأحدثت وقوفا واستفسارا على عديد المسلمات ومراجعة للأفكار والممارسات، ولا نخال الأيام القادمة إلا حبلى بالتنوع والتعدد داخل الفضاء الإسلامي.

 

تحديات الوحدة وفتنة الانشقاق

لعله يتبادر إلى ذهن القارئ وأنا أطرح هذا العنوان وهذا المبحث أن تناقضا يتراء من بين الثنايا، كيف ندعو إلى تنوع الفضاء الإسلامي وإلى وحدته في نفس الوقت؟

إن الإطار الإسلامي اليوم متنوع رغم هيمنة فصيل حركة النهضة ولا شك، ولكن وجود أطرافا أخرى يمينا ويسارا كما عنيناه في بداية هذا المقال، مستقلة ومنتظمة، على ضعفها وقلة عددها لا يُنكَر ولا يُمحَى، غير أن تحديا يطرح اليوم على الإطار الداخلي لكل حركة وهي تعبر هذه الفترة الحرجة، وخاصة حركة النهضة، في تواصل وحدتها ووقوفها صفا واحدا تنظيرا وممارسة، وهذا ما أعنيه في هذا الفصل من تحديات الوحدة الداخلية لهذه الحركة الأم. فالتنوع الخارجي لا يلغي تماسك الوحدة الداخلية لكل طرف وفصيل، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي يمر به المشروع الإسلامي إجمالا. فرص الصفوف وعدم الانشقاق الداخلي يشكل في هذه الفترة الانتقالية والخطيرة رهانا أوليا لكل فصيل إسلامي كبر أو صغر حجمه، في إبقاء المرجعية الإسلامية كمنطلق جدي ومتكامل وصاحب وزن وجماهيرية داخل المشهد السياسي التونسي.

إذا كانت أيام المحن قد ساهمت في توحيد صفوف حركة النهضة، حيث رفع غالبا شعار لا صوت فوق صوت المعركة، فإن أيام النعمة ولا نراها إلا قادمة، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وفتنة النعم أشد من فتنة النقم، فإن الصبر على الدنيا وهي تنساب من الأيدي وتتقلص وتنهار ويخفت بهائها ويقل وميضها، أقل وأيسر من شد الأحزمة وتغليب العقل على العاطفة وعدم الانبهار بالكراسي والألقاب والثبات أمام الاستدراجات والإثارات. إن البعد الأخلاقي الذي ميز أبناء النهضة في التفافهم حول إخوتهم في المعتقلات والسجون ومساندة اسرهم وأطفالهم يمثل صورة مشرقة ولا شك، ولكن التحديات القادمة تملي الكثير من الاستجابة الأخلاقية للوقوف ضد النوازع المتطرفة في حب الأنا والعقلية الفردية والمستفردة. تجارب كثيرة من حولنا، حملها تيار إسلامي أو قومي أو ماركسي، يثبت التحولات التي صاغت علاقات ما بعد السجن والمنافي، حيث قاتل الأخ أخاه ونكل الرفيق برفيقه، ورمى التلاميذ بشيخهم في غيابات السجون وجعل رفاق الأمس قائدهم في الإقامة الجبرية أو يتأرجح في حبل المشنقة!

إن البعد الأخلاقي في أي مسار سياسي فردي أو جماعي محدد للنجاح أو السقوط، وهو يعود أساسا إلى التكوين الفردي والأسري والجماعي، ولعل مساهمة الإطار الحركي كبيرة وهامة، فإذا كانت عقلية الانتماء والممارسة الحركية وتنظيرات المشروع همشت أو قللت من البعد الأخلاقي ولم تسع إلى جعله المنطلق والهدف من الفكرة السياسية والممارسة السياسية، فإن وبال هذا الإقصاء سوف تظهر معالمه وآثاره لا حقا وتهدم كل البناء. إن أخلاق المواجهة هي نفسها أخلاق المصالحة، وأن أخلاق الصبر على الجور والظلم والظلام هي نفسها أخلاق الصبر على النعمة والنور والعطاء، لأن الأخلاق هي أساس الظاهرة الإنسانية وما سواها عدم.

أعلم جيدا أن الحابس الأخلاقي مهم ولا شك، وحتى لا نلام على مثالية زائفة أود الإشارة مجددا إلى أن دور المؤسسة بما تحمله من آلية واضحة وديمقراطية داخلية وحرية الكلمة والمبادرة، هو دور أساسي ومحدد في تكوين عقلية حرة ناقدة ومبدعة وسلوك واع ودافع للبناء والتشييد. وإذا احتبست الحرية داخلا، فإن أيام المحنة يمكن أن تغطي التململ وتكمم التعارض ولا تعتبر للإختلاف، لكن إذا تنحى الغطاء وتسلل الهواء فإن الضغط يمكن أن يولد انفجارا وانقساما وانشقاقا. لذلك فإن بناء عقلية اليوم وسلوك اليوم هو بناء لعقلية الغد وسلوك المستقبل!

إن هذين البعدين الأخلاقي والمؤسساتي، غياب أوحضور، يشكلان المنفذ الصالح لعديد التحديات التي سوف تجابه هذا الفصيل، وفي هذه المحطة سوف تمتحن حركة النهضة ويظهر تماسك البناء أو انهياره، حيث تنجلي هيمنة الفعل المؤسساتي وإطاره وآليته، أو غيابه والانتحاء جانبا في الاستفراد وصراع الديكة، كما سوف ينجلى الغمام عن حقيقة التكوين الأخلاقي للفرد النهضوي ومدى عمق التجذر الأخلاقي عند ممارسة الفعل السياسي.

وأول هذه التحديات المباشرة التي سوف تعترض حركة النهضة خاصة في هذه الفترة الانتقالية هي حسم القرار حول عودة قيادة النهضة إلى أبناء الداخل أم مواصلتها في أيدي أبناء المهجر والمنافي. ولا نخال الأمر سهلا إذا لم يعالج على أرض طيبة ونوايا مخلصة تقدم صلاح العمل ونجاح المشروع على كل مطالب بشرية شخصية.

وثاني هذه التحديات التي تهدد التماسك والوحدة هو تشتت الكلمة حيث يظهر فصيل في الداخل أو الخارج وهو يرنو إلى المصالحة وآخر يريد المواجهة، أو لم يحسم أمرها، فيبدو للعيان أن هناك طرفا متطرفا وآخر معتدلا، فيقع استبعاد فصيل ومساندة فصيل بكلمات طيبة أحيانا تحمل مكرا وخبثا وهو ما يريده بعض منافسي المشروع الإسلامي أو أعداءه ويراهنون عليه.

 

ختامـــا

إن المحطة الجديدة التي تمر بها الحركة الإسلامية إجمالا وهي تطأ أرض الأنوار بعيدا عن الكهوف سوف تكون مخبرا لقدرتها على الفعل والتفاعل بعيدا عن فراغات الظلام. إن الضغوطات الجديدة والتحديات المقبلة تعتبر أشد قسوة على هياكل الحركة الإسلامية وعلى تصوراتها وعلى بنيانها وآفاق أطروحالتها. وهي ستصبح ملاذا ومركب نجاة ومنفذا جماهيريا للإصلاح وكذلك محور أطماع الانتهازيين و المتسلقين والصائدين في الماء العكر.

إن الأيام القادمة ستكون حبلى بالتطورات تنظيرا وممارسة، ولأول مرة منذ أكثر من عقد تتحول بوصلة المشهد السياسي التونسي من قصر قرطاج وتوابعه إلى منازل السجون والمنافي، ولعل سجين الأمس وشريد الفجر سيصبح ممسكا بمفاتيح سجنه، قبل أن يصافح جلاده، ولعله يرنو إلى الإمساك بمفاتيح البلاد، ولكن لهذا المشوار قصة أخرى، ولهذا التحدي تساءل أكبر وأعسر، فهل يحمل المشروع الإسلامي خطة وبرنامجا منجزا وجاهزا للبلاد خاصة وأن الفعل الحقوقي في هيمنته اضطرارا أكثر منه اختيارا في الدفاع عن المسجونين والمظلومين، قد ساهم ولا شك في تهميش البعد الفكري والمعرفي، وأن التشتيت والسجون أحدثت شرخا عميقا يستلزم الكثير من الجهد والمجاهدة لجبر البناء وإصلاحه وصلاحه.

 

والله أعلم

—————————————–

[1]  انظر في هذا الباب مقالنا « من فكر المواجهة إلى فكر المصالحة رحلة الألف ميل تبدأ بميل » مجلة أقلام أون لاين عدد11، ماي وجوان 2004.


 

ردا على أخي العزيز د. منذر صفر:

تونس بين خيارين حركة ثورية شاملة أو خيار الإصلاح حكومة ومعارضة

 

أخي العزيز منذر أشكر لك أولا شجاعتك في التعبير عن أفكارك في جرأة يفتقد لها كثير من قادة المعارضة واساطينها فلقد عرفت فيك مالم يعرفه عنك القراء ولا حتى المتابعون عن قرب لساحتنا التونسية,عهدت فيك مناضلا بالقلم والمواقف والقلب العطوف على كل أبناء تونس حتى وان اختلفوا معك في مانشأت عليه من قناعات وصرت اليه من عظيم تطورات يجهلها الكثيرون من أصنام الايديوليجيات المحنطة.

 

أخي الحبيب لقد تعمدت في مقالاتي وبياني المنشور منذ أيام قلائل أسلوب الصدمة في معالجة بعض الملفات السياسية العالقة ولقد كنت متأكدا أن ما كتبته لن يعفى من الرد ولاسيما من بعض الجهات المعارضة التي تربطني بها علاقات قربى ومودة أو من تيار النهضة الذي اثر بعض عناصره الالتزام بما هو موجود من سياسات وخيارات دون نقد أو نصح أو محاولة تصحيح لما هو اعوجاج يدفع ضريبته الالاف من شباب تونس المسجون أو المشرد في المنافي .

 

أخي الحبيب منذر كنت أعلم أن السلطة قد كان يريحها بعض مما ذكرت ولاسيما ما تعلق بشق المصالحة الوطنية الشاملة بحكم أنها حكمة في تاريخ مليء بالنسبة لها بالمخاطرات والمطالبات وربما اعفاء لها من بعض ما يمكن أن يحدق بها من تهديدات خارجية في ظل حديث أمريكي متكرر عن رغبة ملحة في الاصلاح أو بداية معلنة للحوار المباشر مع التيارات الاسلامية المعتدلة وموقف معلن من عدم التحرج في تولي هذه الأخيرة لمقاليد الأمور أو المشاركة في صنع القرار طالما أنها تتمتع بقاعدة اجتماعية صلبة وعريضة ولا تمانع في التداول على السلطة.

 

أخي العزيز منذر الاخوة القراء السادة المسؤولون في الحكم والمعارضة ربما تميل عواطفي وأحاسيسي الى الرغبة في الانتصار على كل معتد اثم على كرامة أبناء بلدي والحاق الهزيمة بكل من سام أبناء جلدتي سوء العذاب وتسبب في اجهاض كثير من أحلام الاستقلال الأول ولكن كما يقول القائل الحصيف مذا بعد …؟

 

أشاطر الرأي كل شريف في بلدي بأن أزمة الحريات في تونس لم تكن بسيطة ومحنة شريحة واسعة من مواطني لم تكن هينة وعذابات المسجونين لم تكن نزهة واخلالات كثيرة أخرى لم تكن مجرد مشكلات بسيطة, ولكن أطرح السؤال الاتي على كل عاقل رصين: هل لدينا في تونس معارضة جادة ومتحدة ومتعالية عن جراحها ومؤمنة بمشروع وطني مشترك يمكن أن تقدم نفسها بديلا فعليا عن السلطة الحالية وبالتالي تشرع فعليا في اصلاح ثوري شامل لما عرفه التونسيون جميعا من ثغرات واخلالات وتعيد الاعتبار بذلك لحقوق المواطنة – بفتح الطاء-؟

 

اذاكانت هذه المعارضة البديلة والناضجة جاهزة بمشروعها التغييري وفي بعد عن كل اقصاء فأنا أعاهدك عهد الأوفياء ياأخي منذر بأن أكون أحد جنودها الأوفياء مستميتا في عريني من أجل حماية كل شريف ونبيل ترنو الى تحقيقه في ساحات الخضراء تونس. ,ولكن أخي الفاضل تعلم أن أمثال المرزوقي والشابي والقاضي اليحياوي وبن سدرين ومنذرصفر وعبد الوهاب معطر وشكري الحمروني وعبو وأم زياد وعلي بن سالم والمرحوم زهير اليحياوي… والمعذرة للاخرين هم قلة في تونس, أما البقية وهم الكثرة فهم أصحاب الدكاكين الحزبية بعضها مفتوح فقط لمالكيه والبعض الاخر حكر عل من صفق لمعاداة الفكرة الاسلامية على اتساع جمهورها في تونس.

 

أما الحركة الاسلامية فبرغم اشراق الاعتدال فيها وثباتها على نهج المقاومة السلمية برغم طاحونة الموت التي حكم بها عليها الجهاز الأمني في تونس فهي مازالت محل شك وريبة من قبل حتى ممن اكتوى بنار القمع من مناضلى وقادة هذه المعارضة , مع أن مطبا اخر أضعف من ثقلها في ساحة التغييرألا وهو افتقاد القيادة الى روح المبادرة والمراهنة على الخيار الواحد في التعاطي مع السلطة أو اللهف وراء معارضات لم تلتق معها الا على بعض المطالب الظرفية باستثناء من ذكرت أعلاه أوغفلت عن ذكره.

 

اذا وفي ظل كل هذه الظروف والحيثيات بات علينا أن ننتظر من الادارة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي أن يتدخلا ويطلبا من الصف المعارض أن يتوحد على شاكلة صنوه في لبنان في مقابل اغراء بالاستحقاقات المقبلة!

 

ما يبقى على هذه المعارضة ليس تفريخ أحزاب جديدة أو انشقاقات قيادية واضحة للعيان أو أخرى تجري في صمت ملقية بضلالها على مسرح الشأن العام وانما الارتفاع الى روح الممارسة الوطنية المسؤولة برغبة جامحة في تعديل موازين القوى لصالح المجتمع أو فتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي كي يعيد التوازن بين معسكري السلطة والموالاة …!

 

من هنا جاء حديثي عن مبادرة سياسية تهدف الى الاصلاح الوطني الشامل برغم ما أعلمه من تعنت واصرار على الخطيئة في الصف الاخر أي السلطة ولم يكن ندائي لها أو للنهضة أو المعارضة بالتنادي الى الاصلاح الا من قبيل درئ المفاسد وهي معلومة وجلب المصالح وهي مرجوة مادامت السلطة ترغب في تجنب كل مكروه والمعارضة تطمح الى مناخ سياسي جديد يطوي صفحة الماضي كما هو الحاصل في أقطار الجوار.

 

أخي العزيز منذر تأكد أني لست ذي وجهين فذو الوجهين ليس عند الله وجيها وما تحادثت فيه معك بالهاتف يعبر عن كثير من مشاعري ولكن فكر معي في مبادرة تخرجنا جميعا من هذا السجن في الأفكار أو الصمت الحزبي أو القيادي المفروض علينا في واقع الشتات ,ويبقى أن أذكر في نفس السياق  بأن على النهضة أن تكون صريحة في مبادراتها للصلح ان وجدت رفعا للالتباس وبعدا عن كل سيء من القول سواء من أصدقائها في المعارضة أو من خصومها في السلطة أو وضوحا فعليا أمام أبنائها وشعبها وأمتها, ومرة أخرى أقول أن السياسة ليست عادة سرية وعلى من رسم لنفسه خطا سياسيا معينا أن يعلنه للناس جميعا ويلتزم فيه الشفافية ولا يعدد بعد ذلك الخيارات فيكون كالطائر المقلد لم يتقن مشية الاخرين ولا أحسن مشيته.

 

وفي الأخير أؤكد أن عالم السياسة هو عالم الممكن وليس عالم التقليد والاجترار أو العداوات الدائمة وأن ممارسة السياسة في بعدها الأخلاقي الشريف يقتضي اليوم ازالة العداوات والحسابات الشخصية مع زيد أو عمرو حتى لا ينعكس ذلك على الوطن والمواطن …,والفاهم يفهم , ومازلت مصرا على أن الحركة الاسلامية في تونس في حاجة الى قفزة نوعية في التصورات والممارسة مما ينعكس ايجابا على كل الأفق السياسي وما تبعه في تونس ودول الجوار العربي.

 

أخوكم مرسل الكسيبي

ألمانيا الاتحادية، 24 ربيع الأنوار 1426 هجري، 2 ماي 2005

 

 

رسالة سورية إلى العرب : لن يتعايش الاستبداد أبدا مع الأحرار

 

د. سليم بن حميدان

 

هالني ما قرأته على إحدى الصفحات الإلكترونية لصحيفة القدس العربي ليوم 28 أفريل 2005، فقد جاء الخبر، تحت عنوان [وفاة معتقل من الإخوان في أحد السجون السورية] كالآتي:

 

[أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان أمس الأربعاء بأن احمد علي المسالمة من حركة الإخوان المسلمين في سورية توفي بعد اعتقاله في شهر شباط (فبراير) الماضي في احد السجون السورية. وقالت المنظمة (مقرها القاهرة ولها فرع في دمشق) أن المسالمة وهو من مدينة درعا غادر سورية إلى السعودية في الثمانينات اثر المواجهات بين الإخوان المسلمين والسلطة السورية. وأضافت أن المسالمة وبعد مرور 25 عاما أمضاها خارج سورية قرر العودة إلى البلاد لأنه مصاب بعدة أمراض بينها مرض في القلب واعتقلته السلطات السورية في 21 شباط (فبراير) الماضي وتوفي الأسبوع الماضي في احد السجون السورية الأمنية]

 

وإثر الصدمة الأولى التي يهتزّ لها كيان الإنسان عندما تذكر أمامه فاجعة الموت بدأت في استخلاص النتائج والعبر:

 

أولا- لا يتعلق الأمر بحادثة موت عادي، هي قدر كل بني آدم، بل هو موت في ظروف تحمل قرينة التعذيب. فالرجل عائد للتوّ من منفاه الذي قضى فيه ربع قرن كامل فوجد نفسه في معتقل أجزم أنه من أكثر معتقلات العالم رعبا ووحشية. ولم تشفع للمسكين أمراضه العضال ولا سنه، الذي أحسبه متقدما وإن كنت أجهله، لكي تطوى في حقه صفحة الماضي الأليم ويترك لقضاء ما تبقى من عمر بين الأهل والأصدقاء.

 

ثانيا- عودة المسالمة، رحمه الله، جاءت بعد تسوية لملفه أشرفت عليها السفارة السورية في السعودية [انظر بيان المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا بتاريخ 20-02-2005] مما يدل على أن السلطات السورية نكثت عهدها ونقضت الميثاق الذي أبرمته مع الرجل.

إنه درس تاريخي جديد يذكرنا بأن الاستبداد السياسي لا عهد له ولا ميثاق وأنه أعجز من التخلق حتى بأخلاق الصعاليك العرب، الذين كانوا رغم بطشهم أهل شهامة ومروءة.

 

ثالثا- لم يكن المسالمة قياديا يمثل حزبا أو قوة سياسية قادرة على قلب الموازين والمعادلات في لعبة الحكم بل لا يعدو أن يكون لاجئا سياسيا عاديا أعياه الحنين إلى ربوع الوطن. فلم يكن لاعتقاله من معنى إذن سوى الانتقام والحقد والتشفي وتوجيه رسالة دموية مضمونة الوصول للشعب السوري مفادها أن معارضة النظام جريمة لا تسقط بالتقادم فحذار ثم حذار.

 

إنها في رأيي ثابت من ثوابت بنية الاستبداد السياسي الذي تشكل نسخته العربية نموذجا طلائعيا، مبدعا وفريدا في الدناءة والانحطاط، فلا عجب إذن أن يتكرر الأمر في أكثر من قطر عربي حتى أضحى مظهرا من مظاهر توحدنا القومي عبر ما يسمى بالتنسيق بين وزراء الداخلية العرب.

 

تقودنا قراءتنا للأمر إلى استخلاص نتيجة خطيرة مفادها أن الأنظمة الاستبدادية عاجزة عن إبرام مصالحات وطنية والإيفاء بشروطها السياسية مثل توفير مناخات الحرية والأمن لأنها وببساطة لا تحتملها وتكون كالذي يهدم بيته بيده.

فهي أنظمة لا تستطيع التعايش مع أجواء النقد والشفافية باعتبار أنها تتناقض جوهريا مع مظاهر الفساد والرشوة والوصولية التي تمثل في حقيقة الأمر أركان النظام الاستبدادي ودعامة قوته وجبروته و ليست مجرد مظاهر خارجية أنتجها عبر صيرورته التاريخية فهي إذن أنظمة لا تصلح ولا تصلح [الأولى بفتح التاء والثانية بضمها، والعبارة هي للدكتور منصف المرزوقي].

 

في خضم هذه القراءة لا ينبغي أن ننسى دور مراكز القرار الدولي في إسناد الاستبداد العربي وتغذيته. يتجلى هذا الدعم عاريا في السياسة الأمريكية تجاه سورية فيما يتعلق بتفاعلات الساحة اللبنانية. فعصارة القضية تتمثل في ابتزاز النظام السوري وتركيعه للشروط الصهيونية في التطبيع.

وحيث أن إثارة ملفات حقوق الإنسان تهدد بانتشار الأزمة إلى أغلب دول النظام العربي المتهالك بل قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع، في حالة قصوى من الاحتقان السياسي والشعبي، مما قد يفضي إلى تطورات مجهولة العواقب وغير قابلة للتحكم فيها، فإن مراكز القرار هذه تفضل إبقاء الضغط وراء حدود الانفجار الكامل حتى يمكنها التربع سيدا دائما في لعبة السيطرة.

 

هذا على المستوى السوري إما إذا انتقلنا إلى المشهد التونسي فإن الأمور لا تختلف جوهريا حيث يكتفى بالضغط على النظام الاستبدادي من أجل ابتزازه للقبول بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وعدم التراجع عن دعوة مجرم الحرب شارون.

 

الفارق النوعي بين الحالتين [السورية والتونسية] هو أنه لا يوجد لبنان بالنسبة للنظام التونسي ولكن توجد حركة إسلامية قوية [حركة النهضة] ومعارضة ديمقراطية عنيدة ومصممة ترتعد منها فرائصه كلما ألمحت قوة عظمى إلى إمكانية الضغط للإعتراف بها أو بمطالبها.

وأكتفي، في هذا الإطار، بطرح السؤال الآتي : ماذا لو قايض البيت الأبيض النظام التونسي باستثنائه من دائرة الضغط مقابل تجاوبه اللامشروط مع المطالب الأمريكية والصهيونية ؟

جوابي على هذا السؤال هو أن البيت الأبيض لن تترك له حتى فرصة طرحه بل إنه سيجد نفسه أمام نظام يعرض خدماته قبل أن يطلب منه أي شيء !

 

خلاصة القول هو ألا مصالحة مع أنظمة لا تصلح ولا تصلح وأنه يجب تحويل الضغط الخارجي وتأصيله في القضايا الوطنية والقومية حتى تفوت الفرصة عن أعداء الخارج وصعاليك الداخل.

 

أما إذا آثرنا سلوك النعامة وصدقنا هذه الأنظمة الغادرة فلن يكون مصيرنا بأفضل من مصير أحمد علي المسالمة رحمه الله ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.                                                                                     


حمد الصليفيح .. داعية وإصلاحي كبير وصديق للحركة الإسلامية المغاربية

 

بقلم: الشيخ راشد الغنوشي

 

الموت حق، كأس كل حي واردها.  » كل نفس ذائقة الموت » (آل عمران). غير أن القليل من الأحياء تتجاوز حياتهم البعد البيولوجي في اتجاه الارتقاء بالحياة شاقين لفكرتهم طريقا وسط الناس، كالسيل المتدفق، لا يبالون بمخالفة الناس ولا تهديدات السلطان، قد نذروا أنفسهم لمشروع يصبحون به ويمسون، فيه يوالون ويعادون، هو همهم في حلهم وترحالهم، وفي سرهم وعلانيتهم. ليس في خطابهم مكان للمصانعة والتكيف حسب مقتضى الحال فالصدع بالحق مجلجلا هو ديدنهم وحتى لو انتسبوا الى مؤسسة تنظيمية لخدمة الفكرة المشتركة. صعب على هذا الصنف أن يتشكل وفق القوالب التنظيمية فيجهر هنا ويهمس أو يصمت هناك ويجامل هذا ويصرخ في وجه ذاك، ولذلك يعسر على التنظيمات استيعاب هذا الصنف من الدعاة رغم وفرة عطاياهم حتى لكأنه الجرافة « البلدوزر » يفتح الطريق في وجه القافلة، وينخرط في معارك في أكثر من ساحة، فهو فارس كل معركة ذات علاقة بفكرته قل أن يقف عند اعتبار تنظيمي أو إقليمي فهو فارس مسرج جواده ينتظر كل هيعة، كالذي ورد ذكره في بعض الأحاديث (مِنْ خير مَعَاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه..( رواه مسلم) وجرأة عقله تعبيرا عن إعجابه المفرط بمفكر غير مزكى من التنظيم أو نقده اللاذع لرمز يحظى بالتقدير البالغ في أوساط الجماعة، لا ينافس كرم نفسه وعقله هنا غير كرم يده جودا وعطاء، وموران عقله. وربما كان ذاك بعض ما شدني الى هذا الرجل حتى احتل في قلبي منذ عرفته في بداية السبعينات مكانة عظيمة لم تزدها الايام إلا رسوخا.   

 

تلك هي الملامح العامة لشخصية فقيد الدعوة الاسلامية والحركة الاسلامية والفكرة الإسلامية  الصديق والحبيب الاستاذ حمد الصليفيح الذي وافاه الاجل البارحة عن سن تشارف السبعين. وكان آخر لقاء لي معه منذ سنة ونصف تقريبا على هامش عمرة حيث استضافني في بيت له متواضع بمكة المكرمة قادما اليها من مقر إقامته بالرياض فهو نجدي أصيل نشأ شان القطاع الاوسع من النخبة الاسلامية لجيله في سياق المناخات الفكرية لمدرسة الاخوان المسلمين.

 

تتلمذ على كتابات سيد قطب والبنا والمودودي والسباعي والصواف والندوي ولكن مع اصطباغ بالثقافة السلفية السائدة في البيئة. وكان جهده الأساسي قبل حرب الخليج الثانية التي سماها الامريكان حرب تحرير الكويت التي ستمثل منعرجا أساسيا في حياته وربما في اتجاه عموم التيار الاسلامي بالخليج، كان جهده منصبا أساسا على قطاع التعليم والثقافة سواء أكان مدرّسا بالجامعة أم كان مسؤولا كبيرا في وزارة مشرفا على قسم التوعية الاسلامية وكان نفوذها ممتدا الى كل المدارس بالمملكة. كما عمل خلال السبعينيات لبضعة سنوات دبلوماسيا في خطة ملحق ثقافي بسفارة المملكة باسلام آباد حيث كانت له  الفرصة لتوثيق صلته بمدرسة المودودي  الرمز والفكرة والتلاميذ والحركة . وما لبث أن أعيد الى وطنه ليتابع نشاطه التربوي.

 

وجاءت ليالي المحن وتتابعت منذ بدايات الثمانينيات مع الظهور السافر لأمارات الشيخوخة بل الهرم والعجز والتأزم البالغ على المشروع الوطني، سواء أكان ذلك في مستوى الحالة الصحية  » للمجاهد الاكبر » أم كان من خلال اندلاع  زلزال جانفي 1978 وما تلاه من زلزال قفصة 1980، وذلك مقابل التحول الحاصل في مستوى أوسع قطاعات الشباب وعموم الناس في اتجاه تنامي الطلب على الهوية الإسلامية العربية ورجالها.

 

استشعرت الدولة الخطر وأخذ « مشروع التحديث يلملم شتاته ويشحذ أمضى أسلحته لمواجهة بدأت محدودة ولما لم يجد ذلك طوروها الى مواجهة استئصالية شاملة من أجل أن يحافظ جيل على امتيازاته في دولة حولها مزرعة خاصة به، لا من خلال القبول بمبدأ المنافسة الذي كان يمكن أن يجدد شباب الحزب الحاكم وإنما من طريق تحويل الدولة أكثر من أي وقت مضى أداة حرب على شعبها باسم الدفاع عن حداثة موهومة تسترا على الغرض الأساس: الدفاع عن امتيازات جيل فاسد هرم، ومنع تحول بصدد التعمق والاتساع صوب جيل جديد بمرجعية إسلامية قمينة باستيعاب الكسب الحداثي.

 

ولم تقطع هذا السياق غير فواصل قصيرة سرعان ما تعود هواجس النخبة على مستقبلها وامتيازاتها فتمعن في القمع داخليا وتمعن خارجيا في التفريط في مقومات الاستقلال الاقتصادي والسياسي والأمني، وهي لم تنتبه ولا النخبة الجامعية المدربة التي وضعت كل خبراتها في خدمة مشروع الاستئصال أن الظواهر الاجتماعية يمكن للقمع أن يؤخرها وأن ينحرف بها عن بعض مساراتها ولكنه لا يمكن أن يجهز عليها، وظهور الصحوة الإسلامية العارمة الجديدة الجواب الطبيعي على خطة الاستئصال وتجفيف الينابيع، مقابل المزيد من افلاس الجماعات العلمانية ولا سيما التي وضعت نفسها في خدمة الاستئصال.

 

ليالي المحن التي تتابعت على تونس وعلى جملة الوضع العربي وبالخصوص في أثر انتهاء الحرب الباردة وترشيح الإسلام عدوا تشحذ في مواجهته الأسلحة وما انتج ذلك من حملات على الأمة قدم لها غزو الكويت من طرف جاره المناسبة للانطلاق كما قدمت لها مرة أخرى ما يسمى بغزوة مانهاتن الغبية فرصة أخرى لهجوم أشمل.. ليالي المحن قطعت حبال التواصل لسنوات مع الصديق العزيز حمد الصليفيح رحمه الله.. ذلك التواصل الذي بدأ في باكورة انطلاق دعوتنا في بداية السبعينيات حيث زارنا حمد ونزل عندنا ضيفا وكان قادما من المغرب الاقصى حاملا الينا ونحن فتية بضاعتنا في فقه السياسة والحركة والتنظيم وأحوال الامة والعالم متواضعة فكنا نستمع بانتباه شديد وإعجاب لما يتدفق به حمد من خبرات ومعلومات وتقويمات لهذه الحركة أو تلك ولهذا الرمز أو ذاك.. فكان حمد إلى جانب الشيخ الصواف مؤسس الحركة الاسلامية في العراق « الحزب الإسلامي » والذي تحول لاجئا الى السعودية بعد استيلاء الشيوعيين ثم البعثيين على الحكم، ثم الاستاذ مصطفى الطحان الامين العام للمنظمات الاسلامية الطلابية، كان هذا الثلاثي طليعة المشارقة الذين تمكنوا من اختراق القلعة التونسية التي قطعها الانسلاخ التحديثي عن أصولها في المشرق العربي .

 

وتكررت مرتين أوثلاث زيارات حمد لنا ضمن زياراته للمنطقة خلال شهوده ندوة ثقافية أو تربوية، فكان اسهامه معتبرا الى جانب الاخوين المذكورين في تنمية خبرتنا التنظيمية ووعينا بحركة الاسلام في الواقع، إذ كانت انطلاقة مجموعتنا عفوية تتمركز حول فكرة الهوية والصراع الثقافي مع التغريب انتصارا للفكرة الاسلامية فكان الجانب التنظيمي محدودا جدا وخبرتنا فيه تكاد تكون معدومة. ومما أذكر عن حمد في تلك المرحلة المبكرة إعجابه الشديد بالشيخ عبد الفتاح مورو وكان تقديره أن شخصيته لا تصلح للتنظيمات فهو أكبر من أي تنظيم!!

 

قطعت ليالي المحنة عنا حمد حتى حصل انفراج قليل بسقوط الطاغية العجوز حيث راود بعض الطيبين مثلنا أن الطغيان قد سقط معه وأن لا ظلم بعد اليوم..حتى كان أول اختبار لتلك الوعود والاماني ممثلا في انتخابات ابريل 89 فعادت حليمة الى عادتها القديمة فتلبدت الاجواء وبلغت المراقبة المباشرة علي حد الشعور بالاختناق فتلقيت دعوة من منظمة طلابية فلسطينية بالمانيا للمحاضرة في مؤتمرها فخرجت التقط نفسا وقادني المطاف في العالم بعد عزلة عشر سنين الى المملكة لشهود مهرجان الجنادرية فتجدد اللقاء بحمد فألفيته كما عرفته يتدفق حماسا في التعبير عن قناعاته وبان هذه المرة متميزا بموقف سلبي جدا من جملة السياسات المتبعة في بلده وبلاد الإسلام ولم تكن خيبة أملي عقب الانتخابات الفاصلة الفاضحة بأقل منه حزنا على الحال العام للامة ونقمة على الطغيان ولكن الاوضاع الاقليمية التي فرضت نفسها حتى على حملة المشاريع التوحيدية العروبية أو الاسلامية، جعلت كلا منا تكاد تستغرقه الهموم التي تليه مباشرة في وطنه.

 

ظهر ذلك في الاستضافة الكريمة لي في بيته مع ثلة واسعة من الجامعيين والدعاة. كان معظمهم لا يزال يتوفر على أمل في الاصلاح الهادئ وعبر المؤسسات القائمة كان حمد يعبر عن شكه في امكان ذلك.. وسرعان ما فجر زلزال الحملة الدولية 1991 على العراق وجملة المنطقة فجر ما كان مستورا من خلاف في الرأي داخل النخبة الاسلامية التي لم تكن حتى ذلك الحين ليتمايز فيها التدين الرسمي عن التدين الحركي مما هو قائم العالم الاسلامي فلقد كان ابن باز رحمه الله مرجعا يحظى بتقدير الجميع.

 

زلزال الخليج فجر الموقف وظهر التمايز بين تدين رسمي أفتى للدولة بجواز استعانتها بالقوى الاجنبية لمواجهة خطر العراق، وبين تدين شعبي رفض ذلك وعبر عنه عدد من رموز الشيوخ الشباب كان من بينهم سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر… وكان هذا التيار قد اتخذ أشكالا للتعبير عن معارضته من جملتها الاعلان عن تأسيس لجنة حقوقية لأول مرة تاريخ الخليج أطلقوا عليها لجنة الحقوق الشرعية كان حمد من أبرز من سعى في هذا المشروع وظهر ضمن قائمة المؤسسين. ولم تتحمل الدولة ما اعتبرته تحديا لها فرفضت الاعتراف باللجنة وزجت بمؤسسيها في السجن وتمكن بعضهم من الافلات الى الخارج.

 

حمد كان ضمن النخبة القيادية التي زج بها في السجن لعدة سنوات أمضاها مع إخوانه المشايخ في مدارسات كثيفة جادة بعد أن حولوا السجن مركز بحث ومنتدى ثقافيا تناقلوا فيه الخبرات بما في ذلك دراسة اللغات الأجنبية. كان سجنا ولكنه خلا من ارادة التنكيل فضلا عن الموت بالتقسيط – كما هو الحال في تونس. استمرت مرتباتهم جارية على ذويهم وتمتعوا بنظام الخلوة الشرعية مرة اسبوعيا، بينما منعت زوجة القيادي الإسلامي المهندس حمادي الجبالي من مقابلة زوجها مباشرة عندما أصبح ذلك ممكنا فسمح لبناته ومنعت زوجته، والحجة أن إدارة السجن لم تتلق إذنا بذلك -نعم هو سجن ولكن بلا حقد ورغبة جامحة في الانتقام، كما ذكر لي عندما التقيته بعد اطلاق سراحهم، بمجرد قبولهم بصياغة أفكارهم على أن الهدف من مشروعهم الاصلاح وليس الفتنة. ورفض  الشيخ الزعير مبدأ الكتابة فاحتفظ به.

 

صحبني الشيخ على متن سيارته لزيارة الشيخ سلمان العودة زميله في المعتقل فلم أشهد حرسا شديدا ولا خفيفا ولا شهبا كان المبنى من عدة طوابق قريبا من الحرم يشغلها زائرو الشيخ قادمين من كل فج عميق للاستماع اليه وإخوانه.

 

كيف حصل هذا التحول؟ هل هو عائد الى استبانة الحكم لحسن نوايا هذه المجموعة الإصلاحية وأن عملها لا يمثل خطرا عليه بل هو يدعم شرعيته الدينية ويشد الناس اليه مدافعين عنه في مواجهة الضغوط والتهديدادات الدولية الهائلة المسلطة عليه؟ أم أن الانشقاق في الوسط الاسلامي بين الاسلام الرسمي والاسلام الحركي الذي كان من ثمار الهجمة الدولية على المنطقة 1991 وما أعقبه من دخول الإستراتيجية الصهيونية على الخط في دفع الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة إلى الحرب على الاسلام جملة وتدمير مؤسساته  التعليمية والاقتصادية والخيرية وكذا دوله الرئيسية ومنها السعودية والعراق وسوريا ومصر حتى ينفرد الصهاينة بالمنطقة، ذلك الانشقاق لم يفرز فقط التيار الاصلاحي الذي كان من رموزه سلمان العودة… وحمد الصليفيح وكانت لجنة الحقوق الشرعية من تعبيراته وإنما أفرز أيضا التيار الجهادي الذي تبلور نهاية في جماعة القاعدة، والذي نقل الحرب الى قلب الولايات المتحدة بعد أن تنكرت له إثر انتهاء المصلحة المشتركة في طرد السوفيات، كما نقل الحرب الى المدن السعودية؟ هل كان ذلك هو ما أقنع القيادة السعودية أن لا سبيل لواجهة التطرف إلا بالاعتدال أسوة بما حصل في الجزائر حيث تم الاعتراف بالاعتدال وإشراكه في الحكم؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل يبعث ذلك برسالة خاطئة للحركات الاسلامية المعتدلة المطاردة أنها لن تقبل ما دامت جماعات العنف غائبة عن البلاد والى أن تحضر بفعالية يظل ملفها محالا على أجهزة الامن؟

 

حاولت خلال زيارتي الاخيرة للملكة رمضان المنصرم أن أتصل بالشيخ حمد الصليفيح عبر صديق إصلاحي معروف إلا أن عشرات المحاولات ذهبت أدراج الرياح  بلا جواب .. حتى أنهضني اليوم من سباتي أحد الأخوة لينقل لي هذا الخبر الصدمة في وفاة صديق عزيز كانت له يد كريمة على كل تونسي معني بماضي وحاضر مستقبل الحركة الاسلامية في تونس.

 

رحم الله فارس الدعوة الإسلامية والإصلاح الإسلامي الشيخ حمد الصليفيح رحمة واسعة وأسكنه أعالي الجنان فنحن نشهد أنه كان يحب الله ورسوله ولا يدخر وسعا في نصرة الدين والحرية في أي مكان وفي محاربة كل عوج وباطل وظلم .

 

نسأل الرحمن الرحيم أن يجزيه عن حركتنا وإسلامنا كل خير وأن يخلف ذويه والحركة الإصلاحية السعودية عظيم العوض. وأن تستقبله ملائكة الرحمة بهذا النداء: « ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون » (غافر).                    

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 1 ماي 2005)


 

عتاب رقيق لد. هيثم مناع

الصديق

 

  د.أحمد القديدي

 

نعم و الله إني أتوجه إليك بلوم أخوي من صديق لصديق و السبب أني قرأت  رد  اللجنة الدولية عن تيسير علوني  على تلك الجهات المشبوهة التي حاولت إثارة الشكوك حول نزاهتك و شرفك و إني عجبت لغضبك رغم تقديري لرد فعلك، لأني من الذين عرفوك و أحبوك وما يزالون، و لأني أيضا ممن سبقك كالآلاف من العرب في العبور من نفس تلك السكة العربية المرسومة بتقاليد الدوس على رقاب الناس و تلطيخ الرؤوس المرفوعة بالوحل و تدنيس الهامات الشامخة بالبهتان! ولأنك أدرى الناس يا هيثم بتلك الدمى المضحكة المصبوغة التي تحركها من فوقها أصابع ملوثة بالدم و الخزي !

 

و أنا أعتب عليك لا لأنك غضبت، بل لأنك وفرت منبرا لهؤلاء الذين احترفوا النباح على قافلة التاريخ وهي تمضي و هم ينبحون في سعار متقدم لم يعد تفيد معه التطعيم و العلاج و الوقاية ! إن كل الذين عرفوك مثلي و وجدوك معهم في ضرائهم  أكثر مما وجدوك في سرائهم يدركون و يوقنون مثلي بأنك المثال الناصع و النموذج الساطع لنظافة اليد و عفة اللسان و الثبات على المبادئ و قبول التضحيات الجسام ، و إني أشهد و الله على ما أقول شهيد بأني رأيتك ترفض العطاءات و تردها بلطفك المعهود و لا تقبل حتى الهدية المتواضعة و تعيش مع أسرتك الصغيرة عيش الكفاف و ماهو أقل من الكفاف. و أنا لم أرك  يوما متزلفا لأحد أو طالبا لامتياز أو طامعا في جاه حتي لقبناك و انت لا تدري بلقب النقي تقديرا منا لنقاء سريرتك و نقاء مسيرتك.

 

فكيف تغضب يا أخي ممن باعوا ذممهم للشياطين ؟ أرجوك يا هيثم و أنت أعرقنا في المنفى ألا ترد بشيء و ألا تنبس ببنت شفة ! أليست الكلمة منك شرفا لا يستحقونه ؟ هل نحن إذا عضتنا  الكلاب نحاول عض الكلاب ؟

عد يا هيثم إلى صفاء نفسك و امض في طريقك

و سلامي لك ولفيوليت و للانا ابنتك .


القمة العربية – الأميركية ومطالب الإصلاح

 

رشيد خشانة    

 

يلتقي الزعماء العرب نظراءهم في أميركا الجنوبية قريبا في قمة هي الأولى في نوعها بين عالمين لا تفصل بينهما المسافات البعيدة فقط وإنما أيضا تباعد المسارات السياسية والتنموية. من المهم أن ينفتح العرب على عوالم جديدة وإن كان حوارهم مع جيرانهم الأفارقة معطَلا ومع الآسيويين متعثَرا ومع أوروبا ملغيا… غير أن مدَ جسور مع أميركا اللاتينية يرتدي أهمية خاصة بالنظر الى تجربتها الناجحة في النأي بمسيرة التكامل الإقتصادي عن الخلافات السياسية وطبيعة النقلات السريعة التي حققتها على أكثر من صعيد. فالسوق المشتركة لأميركا اللاتينية المعروفة باسم «مركوسور» لم تمض على ميلادها سوى عشر سنوات فقط، أما الجامعة العربية فاحتفلت أخيرا بمرور ستين عاما على إنشائها.

 

بدأت الجامعة بسبع دول ثم جمعت تحت مظلتها جميع البلدان العربية، فيما انطلق «مركوسور» بأربعة بلدان فقط وهو يسعى لضم جميع بلدان المنطقة إليه. وفي وقت سابق من العام الجاري عقدت البلدان الأعضاء في السوق المشتركة لأميركا الجنوبية التي تضم في نواتها البرازيل والأرجنتين والأورغواي قمة في ولاية ميناس غراس البرازيلية في الذكرى العاشرة لتأسيس «مركوسور» حضرها ثمانية من رؤساء أميركا الجنوبية. واليوم غدا «اتحاد أميركا الجنوبية» الذي أعلن عن ولادته قبل أشهر قليلة في البيرو الإطار الذي يجمع دول المنطقة وهو سيشكل بالتأكيد قوة اقتصادية وسياسية ذات وزن في العالم. بالمقابل ما انفك دور العرب يتضاءل ويستقر في هامش السياسة الدولية.

 

واللافت أن غالبية بلدان أميركا الجنوبية كانت أقل نموا وأدنى شأنا من البلدان العربية وهاهي تخترق الزمن في عقدين فقط لتصل إلى ما وصلت إليه حاليا. كذلك مرَت البلدان الآسيوية في المسار نفسه إذ كان مستوى دخل الفرد فيها أقل من البلدان العربية في السبعينات ليقفز اليوم إلى ضعفين وثلاثة أضعاف. وليس هناك سرَ في الأمر سوى أن البلدان اللاتينية، كما زميلاتها الآسيوية، جعلت الإنسان قطب الرحى في مسار التنمية إن على صعيد التعليم أم الصحة أم المؤسسات الديموقراطية. وذلك ما صنع الإستقرار الداخلي وأنهى الحروب الأهلية وأرسى مناخا من التعاون بين المتجاورين في أميركا الجنوبية بعد عقود من الصراعات وصلت إلى حد شن حروب طاحنة من أجل مباراة كرة قدم أحيانا.

 

لا يعني هذا التحول السريع أنه لا توجد خلافات بين الأعضاء، فالمنافسة قوية بين العضوين الكبيرين البرازيل والأرجنتين بسبب تضرَر المنتوجات الصناعية الأرجنتينية من المنافسة البرازيلية، لكن تمت معالجة الخلافات على أساس أن الحلول الحقيقية تتطلب مزيدا من الإندماج وليس العكس. وفي القمة الأخيرة تم الإتفاق على إقرار ضريبة موحدة على المنتوجات التي تدخل إلى المنطقة المشتركة على أن تكون سنة 2008 هي موعد بدء العمل بهذا القرار. وفي خط مواز للإندماج الإقتصادي اتفق الرؤساء على إنشاء برلمان إقليمي منتخب على غرار البرلمان الأوروبي قبل نهاية السنة المقبلة. وهذا المسار الناجح دليل على إمكان التكامل بين اقتصادات من أحجام مختلفة ومن أنماط نمو متفاوتة، وهو مقدمة لتجانس سياسي ستعززه نتائج الإنتخابات الديموقراطية التي أجريت ومازالت تجرى في بلدان عدة من أميركا الجنوبية.

 

وتشكل قدرة هذه المجموعة على التماسك وطرحها مبادرة » بوليفار» التجارية في وجه منطقة التبادل الحر الأميركية التي تتزعمها الولايات المتحدة دليلا آخر على ظهور لاعب دولي مستقل عن الجار الشمالي الكبير. وعليه فإن العرب الذين «حققوا» أسوأ المعدلات على صعيد التنمية الإنسانية وغرقوا في صراعاتهم الداخلية، ليس لديهم الكثير مما يستطيعون أن يفيدوا بثماره الأميركيين الجنوبيين. ربما العكس هو الصحيح، إذ لدى العرب فرصة لإدراك أهمية التمييز بين الخلافات السياسية والمصالح الإقتصادية.

 

فالأولى تفرَق فيما الثانية تجمَع وتوحَد، بالإضافة إلى أهمية تجارب الإنتقال الديموقراطي في أميركا الجنوبية، والتي جعلت بلدانا كانت مشهورة بانتشار الفساد المالي والإستبداد العسكري وانتهاك حقوق الإنسان تصبح أنموذجا للتطور السلمي وقيام أنظمة متصالحة مع مجتمعاتها. وطالما أن الإصلاح والتحديث باتا اليوم على جدول الأعمال العربي، أقله في الوثائق الرسمية للقمة العربية، فإن الإستفادة من تجربة أميركا الجنوبية في هذا المجال مهمة لأنها كفيلة بإقناع المشكَكين والمترددين بأن الإصلاح هو طريق الإستقرار ومفتاح الأمن وبوابة النمو…وليس العكس.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 2 ماي 2005)


 

أعداد أخرى مُتاحة

14 juin 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1851 du 14.06.2005  archives : www.tunisnews.net الموقف: ولاة يقودون لجان التنسيق خميس قسيلة: تـوضيح

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.