TUNISNEWS
5 ème année, N° 1491 du 19.06.2004
أ.ف.ب: المغرب وتونس تنفيان عزمهما على إرسال قوات إلى العراق القدس العربي: تونس: الهجرة الريفية تفاقم مشكلة التصحر وتعرقل مكافحتها
مواطن: أسئلة خطيرة وعاجلة مطروحة على السلطات الأمنية في تونس علي بوراوي: الحصاد المهزلة لجمعية الصحفيين التونسيين أبو زياد: مواصلة مع الدكتور خالد الطراوالي , الحل الوسط الحل البراجماتي عبدالجميد العدّاسي : المراقبـة الوحدة: التجارة الموازية : بين تشكيات أصحاب الدكاكين واستغاثة المواطن من فخ الغش هيثم مناع: الإرهاب ومفهومه واستخدامه في مواجهة حقوق الإنسان
CNLT: La punition collective – Une atteinte flagrante aux droits humains
Chokri Hamrouni: « Boycottés » : boycottez !
Balha Boujadi: Les amis de Balha ne trahissent jamais Nour: L’obituaire objectal
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows). |
Libérez les internautes de Zarzis
Libérez les prisonniers politiques en Tunisie
La punition collective Une atteinte flagrante aux droits humains
المغرب وتونس تنفيان عزمهما على إرسال قوات إلى العراق
الرباط ـ تونس ـ أ.ف.ب: نفت السلطات المغربية معلومات افادت بان المغرب يعتزم إرسال قوات الى العراق في الوقت الذي اعلنت فيه تونس انها لن تتخذ قرارا احادي الجانب في موضوع ارسال قوات الى العراق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المغربية لوكالة انباء المغرب العربي أول من أمس انه «لم يكن واردا في أي وقت من الاوقات ولأي سبب من الاسباب، ارسال قوات مغربية الى العراق». من جهة اخرى اعلنت وزارة الخارجية التونسية في بيان أفاد انه «على ضوء ما تداولته بعض وسائل الاعلام العالمية حول امكانية ارسال قوات الى العراق من قبل بعض الدول العربية والاسلامية، تؤكد تونس ان هذه المسألة لم تطرح ولم تدرس». وأكد ان ذلك لم يحصل ان كان في «اطار جامعة الدول العربية او في نطاق منظمة المؤتمر الاسلامي خلال الاجتماعات الاخيرة لهاتين المنظمتين». وختم البيان موضحا ان «تونس لن تتخذ اي مبادرة في الموضوع خارج هذين الاطارين». وجاء إعلان الموقفين المغربي والتونسي ردا على ما نقل عن وزير خارجية عربي رفض ذكر اسمه على هامش اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول اخيرا، من ان تونس والمغرب وباكستان «مستعدة لإرسال جنود الى العراق».
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 19 جوان 2004)
تونس ـ من باتريك فان روكغيم: نددت تونس، التي تجهد في مكافحة زحف الصحراء التي تبتلع النصف الجنوبي من اراضيها، بالهجرة والنزوح الريفي واعتبرتهما من العوامل التي تزيد من تفاقم ظاهرة التصحر. وقد جري الاحتفال الخميس باليوم العالمي لمكافحة التصحر الذي تنظمه الامم المتحدة رمزيا في مدينة قيروان عاصمة منطقة السهول المهددة بزحف الرمال في الوسط التونسي عند حدود الجنوب القاحل. وتمحورت الفعاليات حول الهجرة والنزوح الريفي باعتبارهما من العوامل التي تزيد من تفاقم التصحر، مع ابراز مخاطر هذه الظواهر التي تفرغ الارياف من الشرائح السكانية الاكثر شبابا والاكثر انتاجية. وهذا يشكل عوائق امام سبل مكافحة التصحر ويسهم في زحف الصحراء بسبب اهمال الاراضي. وتعتبر تونس بلدا يسجل نسبة عالية من الهجرة، أكانت بصورة قانونية ام سرية، وتشكل نقطة عبور للمهاجرين غير الشرعيين من المغرب العربي وجنوب الصحراء الكبري الذين يحاولون الوصول الي السواحل الايطالية علي متن مراكب لا تتمتع بمعايير السلامة مجازفين بحياتهم. وفي الرابع من حزيران (يونيو) مثلا انتشلت البحرية التونسية ست جثث واربعة اشخاص اخرين كانوا في عداد المفقودين من مجموعة ركاب سريين متحدرين من منطقة قيروان غرق مركبهم قبالة صفاقس (300 كلم جنوب شرق العاصمة تونس). وكانت منطقة قيروان الزراعية معروفة من قبل بان لديها ادني نسبة مهاجرين. ويوم الخميس نظم فيها معرضان حول اعمال وزارة الزراعة والبيئة والموارد المائية في مجال مكافحة زحف الصحراء في تونس. وشارك اطفال هذه المدينة بعرض رسوم واعمال حول ظاهرة التصحر. وتونس، البلد الصغير في افريقيا الشمالية الذي يغطي مساحة 150 الف كلم مربع، تشكل مزيجا متناقضا مع نصفها الشمالي الاخضر ونصفها الجنوبي المؤلف من السهول الجدباء المهددة بالزحف الصحراوي الذي يعوق الانتاج الزراعي. وقد انضمت تونس الي الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر في العام 1995 واعدت بعيد ذلك برنامج عمل وطنيا لمقاومة التصحر يمتد علي عشرين سنة. وهذا البرنامج الذي يجري تطبيقه دوريا يتضمن حملات لاعادة التحريج واعمالا مختلفة تهدف الي حفظ المياه والتربة واصلاح الواحات والاراضي المروية اضافة الي مشاريع انمائية ريفية. والهدف الاساسي يكمن في دفع السكان علي الاستقرار في المناطق القاحلة من خلال مكافحة الهجرة والنزوح من الريف، وذلك عبر حفر الابار وزراعة النخيل واقامة تحصينات خفيفة علي الكثبان الرملية لضبط الرمال. الي ذلك تملك تونس معهدا للمناطق القاحلة في مدنين (450 كلم الي جنوب تونس العاصمة) لاجراء الابحاث والتأهيل في مجال مقاومة التصحر. وهذا المعهد الذي يستقبل طلابا من افريقيا والشرق الاوسط واوروبا اقام روابط مع جامعات فرنسية مهتمة بمشكلات التصحر مثل نيم ومونبيلييه (جنوب). وفي موازاة فعاليات الخميس في قيروان، تستضيف جزر قرقنه (جنوب شرق) السبت ندوة حول المشاركة الاهلية في مقاومة التصحر يتوقع ان تشارك فيها حوالي اربعين مؤسسة تعني بمشكلات البيئة.
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 19 جوان 2004)
تأكيد
أكد السيد سفيان بن حميدة عضو مكتب جمعية الصحفيين التونسيين في تصريح خص به جريدة الوحدة ان المكتب مطمئن تمام الاطمئنان لأداء عناصره وان الجمعية لا يمكن أن تطرد من الفيدرالية الدولية للصحفيين لان الجهد الذي يبذله المكتب حاليا هو جهد مهم وهادف.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية العدد 413 الصادر يوم 18 جوان 2004)
استراتيجيا
شارك الأستاذ عبد الجليل التميمي مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في ندوة فكرية هامة عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الخارجية التركية حول المؤتمر العالمي حول العالم العربي والاسلامي في القرن الحادي والعشرين. مشاركة الأستاذ عبد الجليل التميمي كانت متميزة ولقيت محاضرته حول من اجل تخطيط مستقبلي للعلاقات العلمية بين العالمين العربي والاسلامي. وما دمنا بصدد الحديث عن مؤسسة التميمي نشير الى أن المؤسسة تواجه عوائق تتصل بإنجاز مقرها الجديد والذي كانت تعتزم انجازه في منطقة البحيرة بالعاصمة.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية العدد 413 الصادر يوم 18 جوان 2004)
طموحات
يتوقع أن يعقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره القادم سنة 2007. موعد المؤتمر يبدو بعيدا لكن هذا لا يمنع بعض الأوساط المتابعة للشأن النقابي من الاشارة الى أن عددا هاما من الشخصيات الفاعلة في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل قد أضحت تعد العدة للترشح خلال هذا المؤتمر لمنصب الأمانة العامة خاصة وأن عدة اشارات يستشف منها أن السيد عبد السلام، الأمين العام الحالي قد لا يكون معنيا بمواصلة الاضطلاع بأعباء المهام النقابية بعد مسيرة طويلة في الحركة النقابية التونسية. ساهم من خلالها في اثراء الحركة وتطويرها.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية العدد 413 الصادر يوم 18 جوان 2004)
Tunisie: lancement de la première agence de voyages en ligne
AFP, le 18 juin 2004 à 18h54
Un groupe spécialisé dans la vente en ligne, Cyber Tour and Travel, a lancé une agence de voyages totalement basée sur internet, la première du genre en Tunisie, ont indiqué vendredi ses promoteurs à la presse. La nouvelle agence, dénommée Traveltodo et accessible depuis l’adresse Internetwww.traveltodo.com , met en vitrine une sélection d’offres permanentes de quelque 800 prestataires du tourisme en Tunisie et 55.000 à l’étranger. Selon ses promoteurs, le Français Frédéric Vanhoutte et le Tunisien Tarek Lassadi, l’agence cherche « à satisfaire pleinement les besoins en voyages des Tunisiens, des résidents étrangers en Tunisie, ainsi que de tous ceux qui désirent visiter ce pays ». Le paiement en ligne sur le site peut être effectué par les cartes Visa internationales ou par le e-dinar, monnaie électronique tunisienne. Traveltodo table sur 60.000 clients en 2004, 500.000 en 2006 et 1,5 million en 2008.
Malta and Tunisia discuss two agreements
A Tunisian delegation, led by Justice and Human Rights Ministry head of cabinet Zouhair Eskander, accompanied by Tunisian ambassador to Malta Naceur Mestiri, was in Malta recently for discussions with a Maltese delegation led by Attorney General Silvio Camilleri, accompanied by Justice and Home Affairs Ministry permanent secretary Charles Deguara.
The talks focused on two proposed bilateral agreements – one dealing with extradition and the other with judicial cooperation in civil and commercial matters. Considerable progress was registered on both agreements during the meetings, which were held over three days. At their conclusion, it was agreed that the two sides should continue the discussions as soon as possible so both agreements can be signed by the respective ministers, possibly by the end of the year.
Web posted on June 15, 2004 at 9:30:00 AM CET
(Source: le journal maltais The Independent du 15 juin 2004)
lien web :http://www.independent.com.mt/daily/newsview.asp?id=25862
La 7ème Biennale des cinémas arabes à Paris
Poursuivant son action dans le domaine de la connaissance et de la diffusion du cinéma arabe en France, en Europe, et au-delà, l’Institut du Monde Arabe organise, du 26 juin au 4 juillet 2004, la 7ème Biennale des cinémas arabes à Paris à l’IMA et du 26 juin au 3 juillet 2004 à Marseille.
La 7ème Biennale présentera plus d’une centaine de films de fiction et de documentaire répartis en quatre sections :
1. Une section compétitive réservée aux longs et courts métrages, fictions et documentaires produits au cours des deux dernières années. 2. Un hommage à l’actrice égyptienne Madiha Yousry. 3. Un regard sur le cinéma irakien. 4. Des séances spéciales.
Deux jurys décerneront les prix de la Biennale, d’un montant total de 31 500 euros. Le Président d’Honneur de la 7ème Biennale sera le producteur tunisien Tarak Ben Ammar. Deux rencontres seront organisées en présence des professionnels arabes et européens. La première s’articulera autour du thème « Le documentaire dans le paysage audiovisuel arabe » et la seconde autour du cinéma irakien.
Plus d’une centaine d’invités : cinéastes, acteurs, producteurs et journalistes en provenance de l’ensemble des pays arabes, mais aussi de France, d’Europe et d’ailleurs, participeront à ce rendez-vous unique du cinéma arabe en Europe.
Le programme est en ligne sur le site de la biennalewww.biennalecinemarabe.org/ (Source : le portail marocain http://www.wanadoo.ma le 19 juin 2004)
Le nouveau livre de M. Ahmed Kedidi
Le dernier livre de Ahmed Kedidi, paru aux éditions eurabe à paris (l’image de l’islam en occident et l’image de l’occident en islam) vient d’être présenté par Pascal Boniface directeur de l’institut de relations internationales et stratégiques de paris , sur les pages de « La revue internationale et stratégique ».
Pascal boniface dit notamment que: « le regard historique fourni par cet ouvrage est donc véritablement utile dans la mise en perspective de l’un des sujets stratégiques majeurs de ce début du 21eme siècle » et il résume l’idée maîtresse de kedidi en affirmant que : » le livre met l’accent sur les conséquences du 11 sept 2001 ,événement qui a jeté aux oubliettes les doctrines liant la coopération économique entre l’occident et les pays du sud, limitant leurs rapports au strict respect de la bonne gouvernance ». et Boniface ajoute que: » Kedidi déplore que la majorité des musulmans vit sous des régimes autoritaires ».
(Voir la Revue Internationale et Stratégique, numéro de juin 2004, page 90)
أسئلة خطيرة وعاجلة مطروحة على السلطات الأمنية في تونس
بقلم: مواطن
على غرار أهم الصحف اللبنانية والعربية (الحياة اللندنية مثلا)، نشرت صحيفة السفير البيروتية يوم16 جوان 2004 النص الكامل لقرار ختم البحث (القرار الإتهامي حسب المصطلح اللبناني) في قضية شبكة التجسس الإسرائيلية التي تم تنظيمها وتجنيدها فوق الأراضي التونسية بقيادة المواطنة التونسية (من أصل فلسطيني) المدعوة جمال فرج زعرورة.
« تونس نيوز » أعادت مشكورة نشر نص القرار كاملا في عددها ليوم 16 جوان 2004 لقرائها داخل تونس وخارجها لكن ردود الفعل على المعلومات الخطيرة جدا التي وردت فيه لم تثر إلى حد الآن أي رد فعل رسمي من جانب « المصادر المسؤولة » أو « العليمة » أو « المطلعة » أو حتى « حسنة الإطلاع » في العاصمة التونسية، كما أن الأحزاب السياسية بمختلف أنواعها وأصنافها أي سواء كانت « برلمانية » معترفا بها (التجديد والوحدة الشعبية والديمقراطيون الإشتراكيون والديمقراطي الوحدوي والتحرري الإجتماعي) أو « غير برلمانية » معترفا بها (الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل) أو المحظورة (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والحزب الشيوعي العمالي التونسي والنهضة) لم تنبس ببنت شفة ولم تصدر أي بيانات ولم تتخذ أي مواقف من هذا الحدث الخطير بل الجلل حسب رأيي المتواضع.
وقد أوحت إلي قراءة متمعنة في الفقرات الأولى من قرار ختم الأبحاث (مثلما نشرته وسائل الإعلام اللبنانية والعربية) بطرح أسئلة محددة على السادة والسيدات المسؤولين في مصالح أمن الدولة وأجهزة الإستعلامات التونسية بمختلف أصنافها وتفريعاتها وعلى المسؤولين الأمنيين على مختلف المستويات المركزية في وزارة الداخلية والجهوية في مناطق الشرطة والحرس الوطني وفرق الإرشاد وما شابهها وارتبط بها:
المقتطف الأول: 1 جمال فرج زعرورة والدتها صباح تولد 1971 فلسطينية تونسية الجنسية. 2 كمال حسين العوض والدته سعدى تولد 1970 لبناني سجل 49 المدور بيروت. 3 مجاهد عبد المعطي يونس والدته زينب تولد 1948 مصري الجنسية. 4 محمد المجيد مسعي المسعي والدته يمنية تولد 1957 تونسي الجنسية. 5 فتحي علي لوباني والدته عربية تولد 1975 فلسطيني ملف 758/ بيان إحصائي 6736. أوقفوا وجاهيا في 2/6/2004. 6 عبد الحفيظ من تونس. 7 علي بائع كعك في مخيم نهر البارد. 8 كل من يظهره التحقيق.
الحزمة الأولى من الأسئلة:
أفيدونا أيها السادة المسؤولون: هل هذا الكلام صحيح؟ هل لديكم في أجهزة الكمبيوتر المتطورة التي تحصون من خلال ما فيها من معلومات ومعطيات كاملة شاملة أنفاسنا اسما لمواطنة تونسية اسمها جـمـال زعرورة مولودة في عام 1971 أم لا؟
هل لديكم مواطن تونسي الجنسية باسم المجيد مسعي المسعي (والدته يمنية تولد 1957)؟
هل أجريتم تحريات حول المسمى عبد الحفيظ ؟ هل اتصلتم بالسلطات القضائية اللبنانية لتتعاونوا معها في الكشف عن هويته والحصول على اوصافه والعمل على إيقافه وتسليمه إلى السلطات اللبنانية؟
المقتطف الثاني
تبيّن أن المدعى عليها جمال زعرورة سافرت مع أهلها وهم يحملون الجنسية الفلسطينية الى تونس في العام 1979 واستحصلوا على الجنسية التونسية هناك. وفي العام 1988 تزوجت من المدعى عليه التونسي محمد المجيد المسعي وأقامت معه في منزله في منطقة جندوبة. وخلال العام 1998 تعرفت على تونسي يدعى عبد الحفيظ يعمل في محطة وقود تسمى <<ألف>> في المنطقة وتورطت معه بعلاقة جنسية طويلة الأمد قام خلالها بتصوير شريط فيديو لإحدى الجلسات الحميمة وهددها بتسليم هذا الفيلم لزوجها في حال لم تتعامل معه في بيع بضائع إسرائيلية موجودة في المكتب التجاري الإسرائيلي في تونس العاصمة والبضاعة الإسرائيلية هي عبارة عن:
*أحذية رياضية كتب على كعبها كلمة <<الله محمد>> ووضع عليها عبارة صنع في تونس. ولا يمكن لأي شخص قراءة ما كتب عليها لأن الكتابة على شكل رسم مبهم وباللون الأبيض. وتسبب للذي يرتديها الشعور بالشلل وحالات تقيؤ وأمراض جلدية، بيع منها الكثير في تونس بثمن قدر بحوالى 5 الى 10 دنانير تونسية للحذاء الواحد.
* عطورات وهي كناية عن زجاج شفاف مدورة الشكل بطول حوالى 20 سم ورسم عليها برج إيفل دون أن يذكر بلد المنشأ والصنع وتسبب لمن يستعملها الإدمان على المخدرات بيعت بثمن ما بين 5 و15 دينارا تونسيا للواحدة.
*أحزمة جلدية تحوي خرزة زرقاء صغيرة شكلها كشكل الألماس موضوعة في بكلة الحزام وهي أحزمة متنوعة الأشكال والأحجام تحوي إشعاعا مضرا يسبب العقم عند الرجال وأمراض جلدية. لم تبع جمال زعرور منها شيئا بسبب خوفها، بعد أن حذرها عبد الحفيظ من عوارض لمس الحزام.
وقامت زعرورة ببيع هذه المنتوجات الإسرائيلية الملوثة على مدى عامين في تونس مقابل نسبة مئوية تأخذها على المبيع من عبد الحفيظ مباشرة دون أي ارتباط بشخص آخر.
الحزمة الثانية من الأسئلة:
· كيف تحصلت هذه العائلة الفلسطينية على الجنسية التونسية؟
· هل بدأت الحكومة التونسية في توطين عدد محدد من الفلسطينيين في بلادنا من خلال منحهم الجنسية التونسية؟
· محمد المجيد المسعي: هل هو خليقة أم صنيعة؟ هل هو فعلا مواطن تونسي أم لا؟ هل تعرفه شرطة جندوبة أم لا؟ هل حققت مع أفراد عائلته وجيرانه وأقاربه مثلما فعلت مع أعضاء حركة النهضة طيلة التسعينات أم لا؟ وما هي نتائج هذه التحقيقات إن حصلت؟
· ثم من هو « عبد الحفيظ »؟ وهل هناك شخص باسم « عبد الحفيظ » بعمل في محطة لبيع الوقودELF في جندوبة؟
· ثم ألا تعلم أجهزة أمن الدولة والإستعلامات بوجود علاقة ما بين « عبد الحفيظ » هذا والمكتب التجاري الإسرائيلي في العاصمة التونسية؟ ثم هل تدخل مراقبة هذه الأجهزة (المسؤولة قانونيا ودستوريا وأخلاقيا عن حماية أمن الدولة والبلاد والعباد) لأنشطة وتحركات واتصالات العاملين في المكتب التجاري الإسرائيلي في تونس ضمن مهامها واختصاصاتها أم أن الكيان العبري تحول إلى دولة صديقة لا يُخشى منها على أمننا واستقلالنا؟
· لو افترضنا أن الأحذية الرياضية والعطورات والأحزمة الجلدية التي وردت في قرار ختم الأبحاث قد بيعت لمدة عامين كاملين للمستهلكين التونسيين فأين كانت أجهزة المراقبة الصحية والتجارية والأمنية أم أنها كانت مشغولة على مدار الساعة بتتبع المدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية غير المعترف بها ؟
المقتطف الثالث
وتبين أن عبد الحفيظ قام بتدريب المدعى عليها جمال زعرورة على العمل الاستخباري من حيث كيفية استعمال مسدس كاتم للصوت وطريقة التصرف لعدم الكشف من خلال ملابس عادية غير ملفتة للنظر وعدم استعمال هاتف خليوي، وعلى طريقة التفكير بالسؤال قبل الإجابة وطريقة ضبط النفس والكذب في التحقيق عند التعرض للضغط.
وقامت زعرورة بتجربة إطلاق النار من مسدس كاتم للصوت في منزل صغير في منطقة جندوبة حي الأنس حيث تدربت، وعلمت انها أصبحت تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي عبر العميل التونسي عبد الحفيظ.
وفي هذه الفترة علم المدعى عليه التونسي محمد المجيد مسعي، زوج جمال زعرورة، بعلاقتها بالمدعو عبد الحفيظ وأنها خرجت من منزلها الزوجي مع عبد الحفيظ الى مدينة سوسة حيث أمضت 15 يوما برفقته فتقدم بدعوى طلاق بحقها لكنه عاد وتراجع عنها بعد تدخل عبد الحفيظ معه مباشرة وتجنيده للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، فأعاد جمال زعرورة الى منزله وطلب منها متابعة العمل مع عبد الحفيظ بعد أن أبلغها بمعرفته له وأنه من الموساد، وأصبح الاثنان أي عبد الحفيظ ومحمد المجيد يشغلان جمال زعرورة بأعمال ممنوعة في تونس، منها نقل مخدرات من جندوبة الى منطقة سوق السبت حيث كانت تسلمها الى أشخاص محددين تتعرف عليهم من خلال أوصاف يزودها بها عبد الحفيظ وزوجها.
كذلك كلفها عبد الحفيظ مرتين بنقل أسلحة فردية هي عبارة عن رشاشات ومسدسات وقنابل يدوية بواسطة حقيبة سفر من منطقة جندوبة الى منطقة غار الدماء على الحدود الجزائرية وسلمتها في منطقة تدعى الدخيلية مع كمية من حشيشة الكيف الى أشخاص من الجماعات الإسلامية الجزائرية الذين دخلوا بها الى الجبال الجزائرية.
وفي إحدى جلسات زعرورة الحميمة مع عبد الحفيظ سمع الأخير عبر الأخبار عن تصريح الوزير السابق إيلي حبيقة بأنه سيشهد ضد شارون في بلجيكا، فقال لها إن هذا الشخص سيقتل في بيروت، وبعد فترة من ذلك اغتيل الوزير حبيقة في بيروت بانفجار سيارة مفخخة بشكل مدروس مع مرافقيه.
الحزمة الثالثة من الأسئلة:
ـ أين كانت قوات الشرطة وأفراد الإستعلامات وفرق الإرشاد وحرس المرور وحرس الحدود في ولاية جندوبة (وهي ولاية حدودية وحساسة بامتياز) عندما كانت السيدة زعرورة « تنقل مخدرات وأسلحة فردية بواسطة حقيبة سفر من جندوبة إلى منطقة سوق السبت أو إلى منطقة غار الدماء وتسلمها في منطقة تسمى الدخيلية إلى أشخاص من الجماعة الإسلامية المسلحة »؟؟؟
ـ وأين كان كل هؤلاء عندما كانت السيدة زعرورة تتدرب في حي الأنس بجندوبة على استعمال السلاح؟
ـ هل حاولت أجهزة الأمن التونسية البحث عن المدعو « عبد الحفيظ » الذي يبدو أنه شخص محوري في شبكة العملاء الذين نجحت أجهزة الموساد في انتدابهم للعمل لفائدتها في تونس؟ وإذا ما كان الجواب إيجابيا فما هي النتائج التي توصلت إليها؟
المقتطف الرابع
وتبين أنه في العام 2002 كلف عبد الحفيظ، بالاشتراك مع المدعى عليه محمد المجيد مسعي، المدعى عليها جمال زعرورة بقتل رجل تونسي يدعى حسين الخطيب وهو صاحب محل تجاري في تونس العاصمة بحجة إقدام الخطيب، وهو مسلم، على التسبب ببتر ساق شخص تونسي يهودي، لكنه تبين انحسين الخطيب كان عميلا للموساد وحصل خلاف بينه وبينهم، فكلف عبد الحفيظ ومحمد المجيد مسعي بتصفيته فاطلعوا جمال زعرورة على مواصفاته ومكان وجوده فتقربت منه واقامت علاقة جنسية معه استمرت لمدة شهرين صعدت بعدها معه الى قطار سريع في تونس وتحايلت عليه واستدرجته الى باب القطار بحجة التدخين ثم دفعته الى خارج القطار مما تسبب بمقتله على الفور تقاضت بعدها جمال زعرورة مبلغ /15/ ألف دينار تونسي لقاء هذه العملية قبضتها من المكتب التجاري الاسرائيلي في تونس عبر العميل عبد الحفيظ. وهذه العملية تمت بين شهري نيسان وايار من عام 2002. القي القبض بعدها على جمال زعرورة من قبل عناصر تعمل للموساد في تونس واوهموها انهم من الأمن التونسي واجبروها على تدوين اعترافها واقوالها بقتل حسين الخطيب ثم اطلقوا سراحها وذلك للضغط على زعرورة لمغادرة تونس الى لبنان حيث ستكلف بمهام اخرى اكبر واخطر. وغادرت تونس الى بيروت مع زوجها المدعى عليه محمد المجيد المسعي وابنتها الوحيدة القاصر لتنطلق المرحلة الثانية من عمل جمال زعرورة وزوجها لصالح الموساد الاسرائيلي.
الحزمة الرابعة من الأسئلة:
ـ هل هناك شخص تونسي يُدعى « حسين الخطيب » له محل تجاري في العاصمة؟
ـ هل هناك يهودي تونسي بُترت ساقه من طرف شخص يدعى « حسين الخطيب » ؟
ـ وهل تعرف أجهزة المخابرات التونسية أن « حسين الخطيب » كان عميلا للموساد؟
ـ وهل حصل حادث في قطار سريع في تونس فيما بين شهري أفريل وماي من عام 2003 أودى بحياة شخص أسمه « حسين الخطيب »؟
…..
لا زالت هناك العشرات من الأسئلة التي يُفترض (لو كان جات الدنيا دنيا) أن يُستجوب بشأنها وزير الداخلية أو رئيس الحكومة ولم لا رئيس الدولة شخصيا أمام لجنة تحقيق برلمانية مستقلة (حيث يُفترض نظريا أن تراقب السلطة التشريعية عمل السلطة التنفيذية وتحاسبها إن أخلت بواجباتها وخاصة فيما يتعلق بحفظ أمن البلاد والدولة، لكنني على اقتناع بأن حكام تونس اليوم لن يجيبوا على أي سؤال من هده الأسئلة لأنهم لا يشعرون أنهم مسؤولون أمام أي كان أو أنهم معرضون للمحاسبة من طرف « الشعب » الذي لا يزيد في رأيهم عن مجموعة من الرعاع والسوقة القصر الذين لا صوت ولا وزن لهم. ويبدو أن التحوير الذي أدخل على الدستور بمنح حصانة أبدية لرئيس الجمهورية يدخل في هده الخانة بالتحديد.
ولكن سواء أجاب حكام تونس أم لا عن هده الأسئلة الملتهبة وغيرها من التساؤلات فمن الواضح أن تونس تحولت بعد 17 عاما من العيش في ظل « العهد الجديد » إلى وطن مخترق ومستباح لا تقدر فيه أجهزة « الدولة » إلا على التسلط على معارضيها المسالمين سواء كانوا داخل السجون الصغرى أو مقيمين في السجن الكبير أو التنكيل بعائلاتهم وأقاربهم وحرمان عشرات الآلاف من التونسيين من أبسط حقوقهم الإنسانية في السفر والتعلم والتنقل والشغل والعلاج.
إن هذه القضية تكشف بما لا يدع مجالا للشك عن المدى الخطير الذي وصل إليه تدهور الأوضاع الأمنية (نتكلم هنا عن أمن الوطن لا عن أمن النظام) في بلادنا وهي تستدعي وقفة حازمة وسريعة من طرف كل الوطنيين الغيورين على مستقبل هذا الوطن وأمنه ومناعته بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والإيديولوجية والفكرية ومواقعهم داخل السلطة أو خارجها.
الحصاد المهزلة لجمعية الصحفيين التونسيين
علي بوراوي**
شدّني ما كتبه بعض الزملاء خلال الأسابيع الأخيرة من نقاش حول جمعية الصحفيين التونسيين. فبينما ذهب البعض إلى نقدها والطّعن في مصداقيتها، حرص البعض الآخر على تبرئة ساحتها من كلّ تقصير، وتصوير منتقديها والباحثين عن بديل عنها، في صورة المتآمر النّاكر لجميلها وما قدّمته للمهنة وأهلها.
لا أرى أنّ تقييم أداء جمعية مهنية يتحمّل هذا التناقض والتضارب في الآراء، إذ يكفي أن نستعرض ما عرفته الصحافة التونسية، ومن خلالها الصحفيون، من مشكلات ومصاعب، وما قامت به الجمعية في هذا المجال لتجاوز هذا الوضع أو التّخفيف من حدّته، للخروج بتقييم موضوعي، ليس بالضّرورة أن يلتقي حوله الجميع، ولكن يتّفقون حول خطوطه العامة الكبرى على الأقل.
بالنّسبة لمعرفة حال الصحافة في تونس، فإنه لا يحتاج إلى كبير جهد، بل لا يحتاج إلى متابعين ومختصّين، إذ يصعب أن توجد وسيلة إعلام عربية أو عالمية يهمّها الشّأن التونسي ولم تتحدّث عنه، حتى أصبح معروفا لدى الجميع. الأمر لا يحتاج إلى البحث عن تقارير الهيآت المختصّة، ولا حتّى المنظمات الحقوقية، إذ يكفي أن تسأل أيّ تونسي عن حال الإعلام في بلاده، ليحدّثك بما يكفي لمعرفة حقيقة الوضع. وتحضرني هنا شهادتا رجلين عاديّين جدّا من خارج بلدنا ولم يزوراه قطّ، جمعتني بهما الصّدفة وحدها، وحدّثاني بما سمعاه عن حال الصحافة في بلادنا عندما عرفا جنسيّتي ومهنتي. الأوّل سائق تاكسي أصله من ساحل العاج، التقيته قبل عامين في باريس، وحدّثني عن مشكلة الزميل توفيق بن بريك. قال لي إنّه كان يظنّ أنّ دكتاتوريات إفريقيا السّوداء فاتت كلّ الحدود ولم تترك لغيرها من دكتاتوريات العالم مجالا للإبداع والتفنّن في مطاردة السياسيين المعارضين والصحفيين الأحرار، ولكنّ قضية توفيق بن بريك كشفت له واقعا آخر كان يجهله، فإذا به يكتشف أنّ في تونس، البلد العربي الذي كان يظنّه متقدّما، دكتاتورية أشدّ بشاعة وأكثر عنفا. وصاحب الشهادة الثاني فلسطيني يشتغل في بنك في مدينة غزّة، التقيته في مدينة فاس المغربية، وحدّثني عن مشكلة الزميل الهادي يحمد والتحقيق الصّحفي الذي أعدّه عن السجون، وقال لي إنّه قرأ عمّا يجري في سجون تونس، وخرج بخلاصة مفادها أنّ السجون الإسرائيلية التي ينكّل فيها الصهاينة بالوطنيّين الفلسطينيين، أرحم بكثير من سجون تونس، وأنّ سلطات الإحتلال الإسرائيلي أقلّ بطشا بالصحفيين الفلسطينيين من بطش السلطات التونسية بصحفيّي البلد.
هذا الوضع المأساوي الذي عرفت به تونس العهد الجديد، جعل وضع الصّحافة والصّحفيين في بلادنا معروفا لدى القاصي والدّاني، وحمل جمعية الصحفيين التونسيين –حفظا لماء وجهها- إلى الخروج عن صمتها المعهود، والحديث عن بعض وجوهه المؤلمة.
لكن جمعيتنا الموقّرة، لم تتحدّث عن ذلك، إلاّ بعد أن تحدّثت عنه جميع الجمعيات والمنظمات الصحفية والحقوقية في العالم. فكان تقرير الجمعية التونسية بهدف الإيهام بوجود حياة في الجمعية، وليس دفاعا عن مهنة تُشوّه، وصحفيين يطاردون بمختلف السّبل.
فقد سلّط على هذه الجمعية أعضاء من مكتبها، سرّبتهم أجهزة السّلطة إليها لينفّذوا مخطّطها في هذا القطاع، بدءا بالتّضييق على بقية أعضاء مكتب الجمعية، وانتهاء بقتل أيّ نفس مهني جاد، حتّى في صحف الحكومة نفسها.
وانطلقت الحملة باستهداف الصحف المستقلّة، والصحفيين الذين عجزت أجهزة الدّولة عن ترويضهم ومساومتهم، وانتهاء بصحف الدّولة وصحفييها، كما حصل لصحفيّي « لابريس ». ويبدو أنّ بعض عناصر مكتب جمعية الصّحفيين، أو بالأحرى من يسيّرونهم من وراء ستار وبدونه، اغترّوا بإنجازاتهم الضّخمة في الكيد لزملائهم، فاتّجهوا إلى توسيع دائرة عملهم إلى جمعيات المجتمع المدني، الأمر الذي دفع البعض إلى طرد ممثل الجمعية من اجتماع لهذه الجمعيات « اتقاء تقاريره » كما قال البعض.
إنّ من حقّ التونسيين جميعا أن يسألوا جمعية الصحفيين عمّا قدّمته للصحافة والصّحفيين خلال هذه العشرية، وأن يحاسبوها عمّا قامت به دفاعا عن هذا القطاع. من حقّهم أن يسألوا عن موقفها ممّا حصل لصحف أوقفت، وصحفيين حرموا بدون حقّ من وسائل العمل، وطوردوا وحوصروا، بل عنّفوا وسجنوا، لأنّهم فكّروا وكتبوا بغير ما أرادت أجهزة الحكم، وبخلاف ما سطّره العقل البوليسي الذي يُحكم سيطرته على بلادنا.
من حقّ التونسيين أن يقارنوا بين ما صدر عن جمعية الصّحفيين من مواقف، وما أصدرته منظمات صحفية دولية وجمعيات حقوقية، حول واقع الإعلام في تونس.
ولتقريب الصّورة قليلا، يمكن أن نستعرض بعض ما تعرّض له القطاع، وعدد من الزّملاء، ونسائل الجمعية عمّا قامت به تجاههم.
فالمفروض في جمعية هي الوحيدة من نوعها في البلاد، عُهد إليها الدفاع عن الصحافة والصحفيين، أن تكون أوّل مدافع عن أصحاب المهنة، بغضّ النّظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية. بل عليها أيضا أن تصدع برأيها وتحتجّ إذا صودرت صحيفة من التوزيع في بلدنا بسبب مقال فيها، أو أوذي زميل صحفي حتّى من جنسية أخرى، بسبب ما كتب، احتراما للمهنة ورجالها. فالحقّ في الإعلام، وحرية التعبير، من المبادئ والقيم الإنسانية التي يجب أن نستميت جميعا في احترامها والدّفاع عنها.
طبيعي إذا، ونحن نتحدّث عن تقييم أداء جمعية الصحفيين التونسيين، أن نسأل عمّا فعلته تجاه ما تعرّضت له الصّحف التونسية، والصحفيون التونسيون. وهنا أجد القائمة طويلة، فأقتصر على ذكر بعض الأسماء، وأحسب أنّ القارئ لا تنقصه الأمثلة. أسالها كيف تعاملت مع قضايا كلّ من عمر صحابو صاحب مجلة « المغرب العربي » وحمادي الجبالي رئيس تحرير صحيفة « الفجر » ومنصف بن مراد مؤسس مجلة « حقائق »، والزملاء سهام بن سدرين وتوفيق بن بريك وكمال العبيدي والهادي يحمد وعبد الله الزواري وسهير بلحسن وأم زياد وزهير اليحياوي ونادية عمران. لماذا صمتت الجمعية عن معاناة صحفيي « لا بريس » حتى اضطرّوا إلى إصدار تقرير حول معاناتهم؟ أنا لا أحاسب أعضاء مكتب جمعية الصحفيين عن انتماءاتهم الحزبية، ولكن أليس واجبا عليهم الدفاع عن حقوق الصحفيين جميعا، ولو خالفوهم الرأي والتوجّه، وأن يدافعوا عن حقّ التونسيين في إعلام حرّ؟
لقد تعرّض صحفيون كثيرون أجانب للتضّييق وسوء المعاملة، وحتّى الطرد من بلادنا، ومازال الكثير منهم ممنوعون من دخولها بسبب ما كتبوه، فهل أثارت الجمعية قضاياهم، أم اعتبرتهم يتدخّلون في شؤوننا الداخلية!؟
هل قارنت الجمعية بين ما أصدرته من مواقف وما قامت به من تحرّكات في الدفاع عن حقوق الصحفيين التونسيين، وما قام به غيرها من جمعيات مهنية ومنظمات حقوقية؟
هل اقتربت الجمعية، ممّا قامت وتقوم به مثيلاتها العربيات، ولا أقول خارج بلاد العرب حتّى لا أشقّ عليها، ولا أقول في مصر ولبنان واليمن، بل في جارتينا الجزائر والمغرب؟
بل إنّني أذهب مع الجمعية إلى أضعف الإيمان، وهو إنكار ما حصل للزملاء، وعدم تزكية سياسة الحكم تجاههم، وهو ما يقتضي أخذ مسافة عن المسؤولين الحكوميين الذين تربّصوا بالصحفيين ونكّلوا بهم؟
من حقّ الصحفيين التونسيين أن يسألوا جمعيتهم: لماذا يُحرم كثيرون منهم من حقّهم في البطاقة المهنية من الجهة الوصية؟ ولماذا لا يتمتّعون بما يتمتّع به زملاؤهم من امتياز في النّقل المجاني مثلا؟ بل لماذا يحرم البعض منهم من أبسط حقوق المواطنة، فيحرم من الهاتف، أو يقطع عنه خط الإتصالات الدولية، أو يحرم من جواز السّفر، فيصبح ذلك قضية تحتاج إلى مفاوضات وتدخّلات، ومنحه منّة من وليّ الأمر تستوجب رسائل الشّكر والإعتراف بالجميل، ومادة خبرية تتناقلها الصّحف؟ أليس من العار أن يُعرف عناصر من مكتب جمعية الصّحفيين التونسيين بالولاء لجهات حكومية وأمنية عرفت بعدائها للصحافة والصّحفيين، في الوقت الذي يمنع فيه بعض زملائهم من جواز السفر، ويمنح هذا الجواز لعناصر المخابرات الصهيونية « الموساد » النشطين في تونس، كما هو الأمر بالنسبة للسيدة جمال زعرورة مثلا؟
كان الأولى بجمعية الصحفيين أن تبادر إلى الدفاع عن حقوق أهل المهنة، قبل غيرها، وتصدر حول أنشطتها تقارير دورية لتكشف لأعضائها وللرأي العام الوطني والدولي جهودها في هذا المجال، أمّا أن يصل الأمر إلى تجميد عضوية هيأتها في الفدرالية الدولية للصحفيين، وإلى أن يتّهم بعض أعضائها بالكيد لزملائهم، فهذه قمّة المهزلة.
الأدهى من كلّ ذلك، أنّ قيادة الجمعية متّهمة بتلقّي التعليمات من أشدّ رجال السلطة بطشا بالصحفيين، والذي لم يسلم منه حتّى رجال السلطة أنفسهم. ثمّ إنّها لم تكتف بالسكوت عمّا تعرّض له الصحفيون من بطش ودسائس، والضّلوع فيها أحيانا، بل إلى إهداء السّعفة الذهبية إلى صانع مأساة الإعلام التونسي، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهي التحية التي لم تجد جمعية الصحفيين التونسيين غيرها في توجيهها إلى صحفيي تونس، والمنظمات والجمعيات التي وقفت إلى جانبهم في محنتهم.
هذه هي مأساة الصحافة في تونس، التي لا يستطيع أن يدرك حقيقتها إلاّ من عرف مأساة بلادنا. فطبيعي والحال هذه، أن ينتفض الجسم الصّحفي ويبحث لنفسه عن هيكل آخر، وأشكال عمل أخرى، تريحهم من بأس رهط، اعتبروا الجمعية ملكا شخصيا، وشيكا قابلا للصرف في ساحة بيع الذمم والتجارة بقضايا الصحافة والصحفيين.
وطبيعي أيضا، أن تتجنّد أجهزة الدولة لتحارب هذا المولود الجديد « نقابة الصحفيين التونسيين »، وتمارس ضغوطها على هيأتها وأعضائها، وتحاربها بكلّ الوسائل، لتؤكّد للجميع، صدق نوايا هيأة الجمعية، واستقلاليتها المزعومة.
مواصلة مع الدكتور خالد الطراوالي , الحل الوسط الحل البراجماتي
أبو زياد
أريد في الأول تحية الدكتور خالد الطراولي لهذه المبادرة الطيبة والتي نأمل أن تحقق هدفها , فبالرغم من أن نتائج الانتخابات معروفة سابقا فقد أراد إخراجها من هذا الروتين ومن المزايدات الكلامية الفارغة بين زعماء المعارضة حيث أراد صنف من المعارضة المشاركة حتى يتحصل على مركز ويظهر على الشاشة ويعرفه الجمهور وهو يعلم أولا وقبل كل شيء أنه عندما تنتهي الحملة الانتخابية سوف تعود حليمة إلى عادتها القديمة ولن يتغير شيئ في تونس. فالمشاركة في الانتخابات في نظري هي مصالح ذاتية وشخصية. فانظر ماذا وقع هذه الأيام بين مرشح الحزب الشيوعي والباجي وبوشيحة حيث يريد كل واحد أن يكون الممثل الوحيد لهذه المعارضة المتشتتة حتى أن الباجي طلب من الحلواني المواجهة حتى نعرف من سيد الموقف وهذه صورة توضح ما وصلت إليه القيادات من حب الظهور والقيادة ولو على حساب بعضها البعض,
أما من دعى للمقاطعة وبالخصوص الدكتور المرزوقي فبالرغم من احترامي له ولنضاله فإن لي عليه تحفظ, ففي مقالاته الأخيرة التي نشرتها تونس نيوز يظهر عقم ما يتحدث به فالمرزوقي طبيب وهو يحذق التشخيص ولكن عند كتابة الوصفة يفشل فيها، قال لنا المرزوقي قاطعوا لأننا لن نربح شيئا وهذا صحيح ولكن ماذا نربح حين نقاطع، وهذا لم يقله لنا بل الغريب أن سي المنصف في آخر مقاله يقول لا تنتظروا مني حلا ولكن الحل عندكم وعلينا بكتابة الجزء الثالث من مقاله الذي يمثل الحل وهذا لم أفهمه فالكل يعرف كيف ننقد ونهدم ولكن البناء صعب ولا يحذقه إلا القليل, والدكتور يتعثر في إيجاد الحل ويتركه للجمهور وهو القائد والسياسي الذي يجب أن يسطر الطريق ويقود الجماهير. فهذا الهروب ناتج حسب نظري عن نقص في فهم الواقع التونسي وكيف ندير المعارك السياسية والمرونة وعدم التطرف في المطالب فعصفور في اليد خير من عشرة فوق الشجرة كما يقول المثل التونسي.
والدكتور خالد الطراولي أراد حسب فهمي أن يتجاوز هذا الحال وأن يكون براجماتيا، وأن يستعمل المهرجان الانتخابي لصالح شيء محسوس يفيد الشعب التونسي وهي قضية الوئام الوطني والمصالحة على الشاكلة الجزائرية. فالشعب التونسي مل التشتت ومل وجود مظلومين في السجون ويريد ردم هذه الصفحة في أقرب وقت ولم لا في هذه الانتخابات فيربح كل مواطن وهذا ليس قليلا أن تعود الحرية لمئات الأشخاص ولعائلاتهم. وأنا أقول لو نتج عن هذه المبادرة إخراج سجين واحد فهذا عظيم فالحرية لا تقاس وأنا اسانده أن جعل شعار الحملة الحرية في أوسع مظاهرها.
يجب علينا أن نبدأ في أقرب وقت في تعيين أحد السجناء وتركيب حملة انتخابية حول برنامج بسيط كما فسره الدكتور الطراولي واستغلال العطلة الصيفية في الداخل والخارج للترويج لها عن طريق الانترنت وبالخصوص تونس نيوز التي تقوم بعمل جبار تشكر عليه, كما أقترح انضمام بعض الوجوه الهامة ولما لا يكون الدكتور المرزوقي و الأستاذ الكبير محمد الطالبي من قيادتها. لا يهم أن يكون هذا السجين السياسي إسلاميا أو يساريا ولكن الذي يهم هو الدفاع في هذه الحملة عن الحرية لكل مواطن في تونس مهما كانت أفكاره وميوله السياسية.
المراقبـــــــة
كتبه : عبدالجميد العدّاسي
تظلّ » المراقبة » من أصعب المهمّات التي كلّف أو قد يكلّف الإنسان بها. وهي أنواع ، أهمّها و أدقّها و أخطرها على الإطلاق ، مراقبة الله تعالى في كلّ صغير و كبير ، لثبوت يقينه بمراقبة الله له و إحاطة علمه سبحانه به » إنّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السّماء » . ومنها مراقبة الوقت مخافة التفريط فيه أو صرفه فيما لا ينفع ، و منها مراقبة العمل و العمّال مخافة مجانبة الإتقان أو تعمّد الغشّ و التراخي ، ومنها مراقبة المال للتأكّد من طهارة و حليّة مصدره و إنفاقه ، و منها مراقبة الأبناء حرصا على حسن تربيتهم وخيريّة توجّههم ، ومنها المراقبة البيئيّة و المراقبة الصحيّة ، و منها المراقبة الاقتصادية الدّالّة على نقاط القوّة المرشدة إلى الأخذ بأسباب الرقيّ و التقدّم ، ومنها المراقبة العسكريّة التّي تسدّ ثغرات تسرّب العدوّ المتربّص أو التي توفّر المعلومة الصحيحة عنه ، و منها المراقبة الأمنيّة الواقية للمجتمع من تسرّب الآفات الضارّة أو المجموعات المخرّبة كهذه التي اجتمعت أخيرا تحت القيادة الصهيونيّة لاغتيال حسن نصرالله و إشاعة الأمراض القاتلة بين المسلمين متّخذة من تونس مقرّا لإيواء و انطلاق بعض عناصرها. ومنها أنواع أخرى كثيرة قد تتعدّد باعتماد معايير أخرى للتصنيف، كالمراقبة البعيدة ، و المتوسّطة و اللصيقة ، و المستمرّة والمتقطعة ، و المراقبة التي تُشفع عادة بالقتال ، و المراقبة الأمنيّة التي لا يكون فيها قتال … إلى غير ذلك من أنواع المراقبات التي لا يخلو زمان و لا مكان من بعضها .
غير أنّي سأتوقّف بعض الوقت عند معلومة حفظناها يوم دُعينا إلى الانخراط في الخدمة الوطنيّة ، لِأَخْلُصَ منها إلى الحديث عن السبب الذي ذكّرني بالمراقبة . فقد كان معلّمنا يؤكّد كثيرا على الكيفيّة التي تقع بها عمليّة المراقبة و قد حفظت ذلك منه لكثرة ترديده إيّاه … كان يقول : لا بدّ من تقسيم القطاع إلى قطاعات صُغرى و لا بدّ أن تُسَدّ الفجواتُ بتقاطع الحدود اليمنى و اليسرى لهذه القطاعات ، و كان يتوقّف كثيرا للتأكيد على أهميّة مسح القطاع المراقَبِ من الأقرب إلى الأبعد و ليس العكس مخافة وجود عدوّ قد يكون سبقنا إلى القطاع الذي نراقبه . و الأمور كما ترون منطقيّة و واقعيّة و يمكن بَسْطُها أو إلباسها على أو لمفاهيم أخرى من غير المراقبة . فصلة الأرحام مثلا تبدأ بالمحارم و على رأسهم الوالدين ثمّ الأقارب، الأقرب فالأقرب . و الإحسان إلى الجيران يبدأ كذلك بالقريب ، فليس الجار الخامس كالأوّل و إن كنّا أمرنا بالإحسان إلى الأربعين جار . و الآكل في إنائه يبدأ ممّا يليه أي من الأقرب ، و من الأدب ألاّ يبدأ بالأبعد أو أن تجول يده في الإناء . فليس من السنّة و لا من الحكمة و لا من الذوق و لا من العرف و لا من المناسب أن يبدأ أحدهم بالبعيد ثمّ يعقّب بالقريب إن وجد لذلك سبيلا ، إلاّ ما كان من النّظر البعيد عند التخطيط أو عند اتّخاذ المواقف التكتيكيّة أو الاستراتيجيّة أو غيرها.
و لقد شدّني تصرّفُ بعض مثقّفينا ممّن يفرحون بالانتماء إلى المجتمع المدني حيث ترى بعض تكتّلاتهم تتطوّع للدّفاع عن صدّام مثلا ، و تنبري أخرى للحديث عن الحدث الحديث المتمثّل في فضائح سجن » أبو غريب » و تطالب بإدانة مرتكبيها من الأمريكان و محاكمتهم كمجرمي حرب ، و تتشجّع أخرى فتوجّه اللوم بالجملة إلى الحكومات العربيّة دون القدرة على توجيه إصبع الاتّهام مستقيمة إلى الفاعل الحقيقي ( إلاّ ما كان من قلّة تعدّ على أصابع اليد الواحدة ) . و قد تعبّر أخرى عن امتعاضها من تقارب بعض العرب مع العدوّ الصهيوني وتدين ذلك السلوك و تشهّر به .
قلت شدّني هذا التصرّف ، ليس لكونه غير مقبول أو غير خادم للقوميّة أو للأمّة جمعاء ، لا .. ليس من ذلك شيء ، و لكن فقط ، لكونه قد خالف تلك الوصايا التي حفظتها مِن معلّمي عن المراقبة و كيفيتها . فلقد وددت أن تكون المناصرة لأسرانا الأقارب المعذّبين من طرف الأقارب و الذين هم هنا بالجنب ، في سجن 9 أفريل و الرومي و برج العامري والنّاظور والهوارب وحربوب وغيرها من السجون المتعددّة و المحدّثة بإنجازات التغيير ، قبل التوجّه إلى مناصرة صدّام المحتاج هو الآخر إلى العون و الذي لا نعرف عن مكانه و لا عن ظروفه شيئا … و لقد تمنّيت أن تتحرّك الأحاسيس و تمثل أمام أعيننا مبادئ حقوق الإنسان فنهبّ مدافعين عن الحرمة الجسديّة للمساجين التونسيين الذين يتعرّضون لانتهاكات لو علمها أهل العراق لحرّموا على أنفسهم تتبّع المجرمين الأمريكان عدليّا لتفاهة ما نَالَهُم منهم ، و لو عَلِمَها الأمريكان لأدركوا مدى تخلّف آلة تعذيبهم و مدى تحضّر كلابهم و مدى ارتفاع هامات ساقطاتهم …. و لقد رغبت في شجاعة تمكّن صاحبها من قول كلمة حقّ عند سلطانه الجائر قبل أن يتوجّه بها إلى غيره من السلاطين ممّن لا يسمع صوته و لا يكترث لدنكشته . و كلمة الحقّ هذه ليست بالضرورة شتما أو تجريحا ، أمسى اليوم متنفسا للظالم و المظلوم على حدّ السواء ، و لكنّ كلمة الحقّ هذه تكون بالبيان ثمّ بالتظاهر ثمّ بالاعتصام ثمّ بالعصيان ، ولِمَا لا بالمقاومة خاصّة في وقت صارت لا تسمع فيه إلاّ أصوات المقاومين ، إذ لا طاعة لمخلوق في معصيّة الخالق و لا مروءة أبدا في الوقوف مع الظالم على المظلوم ولا رجولة أبدا في دسّ الرّؤوس في التراب و لا حياة أبدا في غياب عزّ أو طغيان ذلّ … أمّا منتقدي العرب الوُصُوليين المسارعين إلى كسب الودّ الصهيوني فقد أخطؤوا كنس قطاعهم هم كذلك ، حيث لم يبدؤوا بالأقرب ، ما مكّن ذات العدوّ من الفجوات ، حتّى إذا تسلّل أنشأ مكاتب الاتّصال ، ونظّم الرّحلات إلى جربة ( دياره القديمة )، و طوّع الوزراء لحضور الاحتفالات ، و استمال الرياضيين من فاقدي الرجولة و الشرف ، و أنشأ المدارس لنشر تعاليم دينه المحرّف الفاسد المفسد ، و استقطب العملاء القذرين و طوّعهم لقتل الشرفاء من المسلمين و اغتيال القادة من المخلصين ، دون أن يغفل هذا العدوّ – الذي اقتحم علينا بيوتاتنا و لوّث هواء سمائنا و نجّس تراب أرضنا – عن انتهاك الحرمات و استحلال المحرّمات …
ولعلّي أختم هذه الوقفة بالإشارة إلى ما ينوي النظام التونسي القيام به ، حيث تحدّثت بعض الصحف عن استعداد تونس و المغرب إلى إرسال بعض وحداتها إلى العراق . فأقول : لو راجعنا بهدوء مع بعضنا البعض مهمّة الجيش الوطني – المتكوّن طبعا من أبنائنا نحن التونسيين المسلمين – لوجدناها تتمثّل في الدّفاع عن حرمة الوطن ضدّ خطر يتهدّدنا من الخارج ، إلى جانب مساهمته طبعا في معركة البناء و التعمير ، و التدخّل السريع لنجدة الأهالي عند حدوث الكوارث الطبيعيّة . و إذن لأدركنا أنّ هذا الجيش لا يمكنه الذّهاب إلى العراق لسببين اثنين على الأقلّ :
1 – أنّنا لم نتمكّن بعد ، في تونس ، من توفير الحدّ الأدنى من القوّة التي تمكّننا من الدفاع عن حرمة ديارنا . ومسؤولونا لا يستطيعون إنكار ذلك ، فهم الذين سارعوا ذات يوم من أيّام 1980 إلى طلب النجدة من المغرب و من فرنسا لمحاصرة مجموعة تونسية صغيرة همّت بالقيام بعمل ما في مدينة من الجنوب التونسي صغيرة ، لا يتردّد كلّ ما رآها في الجزم بغياب كلّ حنكة عسكريّة أو تكتيكيّة لتلك المجموعة .
2 – إذا كان تصرّفنا مع مجموعة متطفّلة على الميدان القتالي بهذا الشكل المضطرب ، و إذا كانت معنوياتنا لا تمكّننا من الدّفاع عن ديارنا القريبة الواقعة بين أهلنا الأقربين دون اللجوء إلى خدمة » الحماة » الجاهزين للتدخّل ، أفيكون منطقيّا أن ندافع عن الدّيار البعيدة ؟! .. اللهمّ لا ، إلاّ أن يكون المقصد من توجّهنا إلى العراق بعيدا عن الدفاع و عن المعنويات و عن العرض و عن الدين و عن الشهامة …
بقي توجيه همسة إلى جنودنا المغرّر بهم دائما ( راجع إقحامهم في أحداث 78 و أحداث الخبز و غيرها من الأحداث المخرجة لهم من وظيفتهم ) : إذا كنتم ممّن سمع و رأى عن الانتهاكات الأمريكيّة اللاّإنسانيّة ضدّ إخوانكم في العراق في الفلّوجة و أبي غريب و النجف والبصرة و غيرها من المدن و المواقع ، و إذا كنتم ممّن يدرك إصرار هؤلاء المستعمرين الحاقدين على الإسلام و المسلمين على البقاء في العراق الجريح لسلب خيراته و مدّخراته والتعدّي على حريّة و شرف أبنائه ، أفَتَرْضَوْنَ لأنفسكم العمل تحت قيادتهم و الائتمار بأوامرهم ؟! أين إذا عزّتكم و كرامتكم و إباؤكم ورجولتكم ، و قد ائتمناكم ذات يوم على رقابنا و حُرُمَاتِنَا و أموالنا و دمائنا ؟!..ألا ، فتبيّنوا .. ألا ، فاعقلوا .. ألا ، فكونوا أبناء آبائكم و أمّهاتكم ..
ثمّ ألا تخافون الله ، و قد وضعتم أنفسكم تحت إمرة كافر سيأمركم لا محالة بقتل إخوانكم من بني جلدتكم و الاعتداء ربّما على حرمات أخواتكم ؟! ..
أسأل الله القدير أن يُرِنا الحقّ حقّا و يرزقنا اتّباعه و يُرِنا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه ، وأن يعطّل عمل المفسدين ، و أن يفضح المنافقين و أن يُظهِرَ المخلصين من هذه الأمّة عليهم، إنّه وليّ ذلك و القادر عليه .
سوق التجارة الموازية يهدد الاقتصاد الوطني
عبد السلام
خفتت وتيرة حملة مواجهة التجارة الموازية التي اطلقتها الاجهزة المختصة منذ اشهر، وعادت الفوضى الى الحركة التجارية وعادت معها شكوى التجار والصناعيين والمهنيين بسبب ما يعتبرونه تجاوزات في السوق.
ولا شك ان ما ابدته منظمة الاعراف من شكوى واحترازات يعكس حجم التبرم من الفوضى التي اصبحت عليه السوق واساسا في ما يتعلق بتزايد مسالك التوريد والتوزيع العشوائيين. لقد باتت التجارة الموازية ظاهرة اقتصادية متشعبة بسبب ما يلفها من غموض يتعلق بالمتدخلين في مسالكها وحجم ما تحققه من ارباح وتاثير ذلك على مداخيل التجار والصناعيين وارتباط هذا الامر باستقرار سوق الشغل وتوفير مواطن العمل.
هذه الوظيفة اصبحت مبعث قلق لا سيما في ظل ارتفاع نسبة التضخم خلال الاشهر الاربعة الاولى من هذه السنة التي بلغت 4.5 بالمائة بعد ان كانت 1.4 بالمائة في نفس الفترة من السنة الماضية. هذا الارتفاع في نسبةة التضخم من شانه ان تكون له انعكاسات سلبية على قيمة الدينار في علاقة مع بقية العملات واساسا الدولار والاورو وهو ما من شانه ان يساهم في تراجع الاقتصاد الوطني وخاصة بعض القطاعات. فقطاع النسيج مثلا يسجل عديد الصعوبات بسبب تراجع الطلب وارتفاع الكلفة وهو ما قد يؤثر على العاملين في هذا القطاع من حيث الاستقرار الوظيفي.
وقد ساهمت التجارة الموازية بشكل سلبي في هه الازمة لان المنافسة غير القانونية اوجدت عدم توازن بين البضائع الخاضعة للاداءات ووالسلع التي لا يعلم احد مصدرها. وهو ما يجعل مثلا مئات تجار الجملة مهددين بالافلاس اذا تواصل الحال على هذا النسق.
والسؤال الذي بات يشغل الكثيرين هو من اين تتسرب هذه البضائع؟ ومن هم هؤلاء الموردين السريين؟ وما هو مستقبل مئات المصانع الوطنية التي اصبحت غير قادرة على منافسة البضائع المهربة؟ جملة هذه الاسئلة تبعث على القلق لا سيما في ظل عدم وضوح آليات المراقبة المستمرة وعدم نجاعة ما وقع اتخاذه من اجراءات.
ان حماية الاقتصاد الوطني ومكافحة التهرب الضريبي يمر عبر تشديد المراقبة على مسالك التوريد والتوزيع ومحاربة التجارة الموازية او السوق السوداء لان هذه السوق لها تاثيرات سلبيية على التشغيل وعلى الاستقرار الاجتماعي.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية العدد 413 الصادر يوم 18 جوان 2004)
التجارة الموازية : بين تشكيات أصحاب الدكاكين واستغاثة المواطن من فخ الغش
لمياء ساسي
لم تعد شوارع العاصمة خالية من بعض النصابة هؤلاء الذين يتاجرون في جميع المواد خاصة تلك التي تتراوح أسعارها بين الخمسمائة مليم والدينارين وهي في الغالب مواد نحتاجها بشكل يومي.عن هذا الانتصاب العشوائي هناك أسباب عديدة وبالتالي نتائج سلبية لعل أولها تشكيات أصحاب المحلات والدكاكين من هذه الظاهرة التي أفسدت عليهم على حد تعبيرهم علاقتهم بالحرفاء وأعطت صورة مشوهة لقطاع التجارة ..فكيف تبدو المسألة؟وماهي التراتيب البلدية المتوخاة في حالة تسجيل حالات
انتصاب فوضوي؟ جولتنا في هذا التحقيق بدأت بأنهج معروفة في قلب العاصمة زحفت إليها مواد تجارية انتصب بها أصحابها في أركان مختلفة بعضها أمام المحلات وآخرون اختاروا ممرات البناءات.المنظر في الغالب يوحي بسوق شعبية وحركة بيع وشراء لا تنتهي.الاقبال محترم ربما لانخفاض الأسعار أما المواد فهي:النظارات..حاملات المفاتيح..الألبسة الخفيفة..الولاعات..العطور..حقائب..أحذية صيفية..وغيرها من أشكال المواد…عرضت بشكل غير منشق إما على الأرض أو فوق العلب الورقية…اختاروا من الأرصفة مكانا لهم للارتزاق وجلب الحرفاء كما أن بعضهم انتصب أمام الغدارات عارضين بضائعهم وسلعهم على الزائرين الداخل منهم والخارج..ترى ألم يجدوا أماكن أكثر ربحا أم هم غير قادرين على تخصيص أماكن معقولة نسبيا كأسواق العاصمة الأخرى أو كراء دكاكين وهذه وضعية البعض منهم.
هكذا أسهل وأقل تكلفة البائع المنجي:مختص في بيع لعب الأطفال يقول إنه جديد في هذا الميدان ظروفه المادية صعبة جدا فبالكاد يوفر ثمن بضاعته وهو يقترض من أجل توفيرها بشكل يومي أما مدخوله فهو يرجعه حتى ينتهي من دينه الخاص..لم تسعفه الظروف أبدا للحصول على دكان فالأسعار غالية وأيضا الايجار الشهري..وهو يعتبر أن الأمور أسهل اعتمادا على ظروفه الحالية. وفي نفس الإطار تقريبا يقول السيد عبد الرزاق وهو بائع عطور إنه اختار مداخل بعض الأزقة ليعرض بضاعته على العموم..كان في ما مضى يملك دكانا لكنه فرط فيه لغلاء الايجار الشهري الذي لم يعد قادرا على تسديده إذ شهدت بضاعته بعض الكساد سابقا…ويعتقد إن الأمور تسير بشكل عادي ومرضي عموما وليس لديه خيار آخر. أما البائع عادل.ب فهو منتصب وراء إحدى محطات المترو عارضا بيع النظارات الشمسية..يقول إنه منذ عامين انتصب ولم يجد أي مشاكل بل بالعكس يبذل مجهودا كبيرا ويومي من أجل تحصيل الأموال وهو يغامر في عز الشمس على حد تعبيره وأيضا تحت نزول الأمطار لم يجد مساعدة أو لفتة من أي كان فإما البيع بهذه الطريقة أو الموت جوعا خاصة وهو يعيل عائلة كبيرة.
كثير من الفوضى أحد أصحاب محلات بيع الملابس السيد كمال-ع يقول:ظاهرة فيها الكثير من الفوضى وقلة التنظيم أغلب الباعة من هذا الصنف باندية نعم فجلهم يستعرض عضلاته إن حاولت منعه من الانتصاب أمام الدكان كما انهم يعرضون سلعهم بطريقة عشوائية وهم بالعكس لا يرغبون الحرفاء في الشراء بل ينفرونهم فطريقتهم تفتقد للاحترام والذوق..أدعو السلط المختصة إلى تشديد الحزم اكثر. وفي نفس السياق فان السيد رؤوف – ت. صاحب محل لبيع الاحذية يعتقد ان قطاع التجارة لم تعد تراعي فيه الاولويات اذ يرى ان أصحاب الدكاكين، يدفعون آداءات عديدة في حين ان النصابة يستسهلون الامور، واللامبالاة هي شعارهم الاول، هم يريدون تسويق بضاعتهم وكفى والتفريط فيها والانتقال الى بضاعة أخرى ونصبة أخرى والمواطن هو الضحية الاول والاخير في مثل هذه الظروف.
شعارهم الغش أولا أحد المواطنين ف.ن (40 عاما): ذكر ان الأمر أصبح في غاية الأهمية، اذ ان البضاعة المعروضة في نصيب هائل من أشكال وألوان الغش، وقد عاش شخصيا بعض المواقف في هذا الصدد، وهو يدعو الى التصدي لكل تاجر يستغل عدم دراية بعض المواطنين ليوقعهم في فخ تجارته المغشوشة خاصة وان جلهم لا تجدهم في نفس المكان فمنذ ان يتأكد ان بضاعته قد روجت على النحو المذكور فانه يسارع لتغيير المكان لينتصب في فضاء آخر وتتواصل عملياته بالشكل نفسه. المواطنة جميلة.ن. ذكرت أنها لم تتعرض لعمليات غش وإنما وجدت بعض المواد التي تحتاجها وهي ليست مواد متكاملة وانما فيها بعض النقائص لكن في الغالب تفي بالغرض. وقد تستعملها مرة او اثنتين ثم نتخلى عنها تلقائيا.
أين الردع الحقيقي لئن باتت وضعيات هؤلاء التجار حرجة في بعض المرات فان وسائل الردع التي تمارسها السلط المسؤولة فيها الكثير من الليونة، صحيح ان هناك قانون واضح، يقع تطبيقه على كل من يخالف التراتيب والتعليمات الا ان الامور تتجاوز ذلك بكثير، وتصبح المسألة تتطلب تدخلات فورية على عين المكان.. وقد واكبنا إحدى التدخلات البلدية لأحد النصابة اذ تم حجز بضاعته وتحول بها الاعوان الى الحجز البلدي وما على التاجر سوى الالتحاق بهم وتسجيل محضر في الغرض ولما لا خطية مالية نتيجة عدم مبالاته وضربه للقانون عرض الحائط. من هذا المنطلق وحسب شهادة بعض التجار فان البضاعة تحجز لكنها تسترجع فيما يعد وهكذا تتواصل العملية بشكل يومي. في حين ان بعض القوانين تنص على وضعيات واجراءات أكثر تنفيذا فأين هي الاجراءات فعلا على أرض الواقع.
(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية العدد 413 الصادر يوم 18 جوان 2004)
« Boycottés » : boycottez !
LES AMIS DE BALHA NE TRAHISSENT JAMAIS
BALHA BOUJADI
Dans la dernière livraison de Tunisnews (nº 1490 du 18 juin 2004), un certain SAID a écrit un papier sous le titre de « Balha Boujadi, tes amis t’ont trahi » . J’étais surpris car je n’ai pas compris de quels amis s’agit-il. Mes seuls amis je les ai vus cet après midi, et ils n’avaient pas l’air de vouloir me trahir. Le poissonnier du coin et le coiffeur du quartier m’ont salué avec beaucoup d’amabilité et je peux jurer qu’ils ne vont pas me trahir.
Balha Boujadi n’est pas aussi important pour côtoyer et avoir des amis parmi les ministres du gouvernement tunisiens ou bien parmi les barbouzes israéliens. Je suis un simple citoyen qui travaille comme un esclave tous les jours de la semaine et le dimanche je vais au marché pour y dépenser le quart de ma paye de misère. Je n’arrive à joindre les deux bouts que grâce au maigre salaire de ma femme… Est-ce que vous voulez d’autres détails sur ma vie et sur mes amis? Vous vous trompez sur Balha.
Votre problème, vous et vos compagnons islamistes, M. Said, est que vous êtes tous obsédés par l’installation des tribunaux des consciences pour juger les gens non pas pour chercher la Vérité, car la Vérité c’est vous et rien que vous, mais pour mater toute idée et tout esprit qui ne tourne pas autour de vos délires moyenâgeux.
Vous m’avez taxé de sioniste car j’ai critiqué votre manière de penser et d’agir. J’ai démystifié vos idoles « spirituels » et j’ai mis le doigt dans la plaie. Là où ça fait mal: la condition de la femme, la violence comme attitude face aux autres, la culture de la haine et de mépris, l’hypocrisie, le mensonge, le double langage, la misère intellectuelle, l’ingratitude… Tout ça c’est vous et vos paires.
Les espions israéliens sont partout, dans le monde arabe, c’est leur boulot. Je suppose qu’en Israël il y’a des espions arabes, c’est normal. De quoi vous vous étonnez ? Quand un espion tombe, personne ne le reconnaît, ni l’Etat ni personne, c’est tout à fait normal. Nous voyons ça même dans le cinéma, ils savent qu’ils vont être lâchés et abandonnés… C’est tellement évident que je ne peux qu’éprouver de la peine pour votre niveau culturel, M. Said. Bien sûr que le cinéma est interdit dans votre statut du bon musulman taliban.
Quant aux drogues et stupéfiants, c’est votre spécialité. A part votre état de drogué spirituel en étant prêt à se donner la mort pour obéir aux ordres des ayatollahs, la drogue c’est votre monnaie d’échange. Dernièrement on a appris que vos copains les terroristes maghrébins qui ont perpétré le massacre de Madrid ont acquis les explosifs d’un travailleur dans les mines des Asturies en le payant par une grande quantité de haschich. Alors, il vaut mieux se taire. Balha est un os solide très solide, vous risquez de vous casser les dents en me provoquant de la sorte.
BALHA BOUJADI, le 19 juin 2004.
POINT DE VUE
Noureddine Bostanji
la justice libanaise va perdre son latin et son arabe, en essayant de démêler les fils de l’incroyable affaire de la dame Jamele Zaaroura, tuniso-palestinienne, de son mari et souteneur Majid Messai, et surtout de l’honorable correspondant du Mossad le bien nomme Abdelhafidh, simple pompiste a jendouba et haut gradé – parait-il- des services israéliens !!!
Ces rocambolesques et incroyables aventures ne méritent elles pas un petit travail d’investigation de notre presse libre pour éclairer les tunisiens et les avertir contre un destin à la Zaaroura.
Drôle d’époque ya jha, diraient nos compatriotes!!!
19 juin 2004
L’obituaire objectal (*)
الإرهاب ومفهومه واستخدامه في مواجهة حقوق الإنسان