18 novembre 2004

البداية

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 16443 du 18.11.2004

 archives : www.tunisnews.net


رويترز: بن علي يعد بتوسيع الديمقراطية والانفتاح على المعارضة عمر البلومي: منعرج غريب

سليم بوخذير: الواقع المادي للصحفيين لا يشرف بلدا له أربعة آلاف سنة من الحضارة
سليم الزواوي:تأملات في التدين الرمضاني
لوممبة المحسني: يوم عادي في بلد غير عادي !
عبدالحميد العدّاسي: رُحماك ربّـي
ام فاروق: كش مات الملك
فاضل السّالك: أصوات من مدينة الظلام (الحلقة الثانية)
خالد الكر يشي:الحِرْ بَاءَة.

هادي يحمد: معركة الفلوجة « خاسرة إستراتيجيا » لأمريكا
مقدمة كتاب جديد للدكتور خالد شوكات: « المسلـم الديمقراطـي: بحث عن الوسطية زمن التطرف » د. رفيق عبد السلام: الغرب بين الولادة والأفول «1 من 3»


AP: Tunisie: le président Ben Ali affiche sa volonté de garantir les libertés et d’asseoir la démocratie

AFP: Première réunion entre chefs d’état-major de l’Otan, du Maghreb et d’Israël AFP: Financement de l’AFD pour l’habitat social

AP: NATO to boost counterterrorism cooperation with Israel, Arabs AP: Ways and Means chairman: Congress ready to support Middle East trade deals Reuters: US lawmakers set criteria for Egypt, Tunisia trade AP: British editor implicated in high-society drug bust offers to bargain with prosecutors

Alasr: Entrevue avec Ali Laridh

Abdo Maalaoui: 384 millions d’Euros pour le futur plus grand fiasco aéroportuaire à Enfidha ?

International Herald Tribune: Tunisia: Behind the Western mask


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

بن علي يعد بتوسيع الديمقراطية والانفتاح على المعارضة

 

تونس (رويترز) – وعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهو يبدأ فترة رئاسية جديدة بعد انتخابه الشهر الماضي بنسبة زادت على 94 في المئة بتوسيع نطاق الديمقراطية والانفتاح على المعارضة المشروعة رافضا الحديث عن وجود سجناء سياسين والسماح بالوجود أحزاب اسلامية. وجاء تأكيده من جديد برفض تكوين أي حركة اسلامية وعدم الاعتراف بوجود سجناء رأي تقول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان محلية واجنبية ان غالبيتهم من قيادات واتباع حركة النهضة الاسلامية المحظورة ليقضي على آمال معارضين اسلاميين قالوا إن اطلاق سراح عشرات من معتقلي حركة النهضة اوائل هذا الشهر يمكن أن يكون بادرة على طريق المصالحة بين السلطة والحزب الاسلامي المحظور. واضاف بن علي يوم الاربعاء مخاطبا البرلمان اثر ادائه اليمين الدستورية لتدشين فترة رئاسية تمتد إلى عام 2009 « إني اشير بكل وضوح إلى انه ليس لدينا سجناء رأي أو سجناء سياسيون والعمل السياسي حر ينظمه الدستور الذي يمنع قيام أي حزب على أساس الدين أو العرق أو اللغة. إنها ثوابت نظامنا الجمهوري ومباديء العمل الوطني السليم. » ويأتي نفي بن علي لوجود سجناء سياسين بعد أن وصفت وزارة الخارجية الامريكية اطلاق الحكومة التونسية لسراح سجناء رأي أول الشهر بأنه خطوة ايجابية مطالبة باطلاق سراح الباقين. واضاف بن علي ان تونس ستدعم الاحزاب على طريق توسيع نطاق الديمقراطية ومشاركة أكبر للنشطين السياسين في البلاد متابعا ان التونسيين لهم الحق في بروز بدائل تبنيها ما وصفه بالمعارضة النزيهة والبناءة. وقال « كل ذلك في ظل دولة القانون والمؤسسات ونواميسها فالقانون هو الحكم بين الجميع ولا رجعة كما قلنا في خيارنا التعددي وبالحوار نتوفق إلى أحسن الحلول لكل ما تطرحه الحياة الوطنية من قضايا ومشاغل. » وكان دبلوماسيون غربيون ومحللون سياسيون قالوا إنهم يتطلعون إلى مزيد من تسامح وانفتاح الحكومة على المعارضة بعد أن فاز بن علي بالرئاسة بما وصل إلى 94.5 في المئة وهي أقل من 99 في المئة التي سجلها في انتخابات رئاسية سابقة. ومضى بن علي الذي يبلغ 68 سنة يقول « تونس للجميع ونحن نعمل من أجلها وولاؤنا لها وحدها وان اللحاق بالدول المتقدمة ليس بالهدف اليسير وكل اسهام في تحقيقه مهما كان الموقع والدرجة هو من الوطنية والنضالية. « إننا سنعمل في الفترة القادمة على مزيد توسيع فضاءات الحوار في المشهد الاعلامي ونعزز دور مكونات المجتمع المدني على اختلافها أحزابا سياسية ومنظمات وجمعيات في التعبير عن ارائها وخياراتها وتقديم مقتراحاتها وتصوراتها في نطاق الحرية وفي ظل القانون واخلاقيات السلوك الديمقراطي. » وتتهم منظمات مدافعة عن حقوق الانسان محلية وأجنبية الحكومة التونسية بخنق حرية الاعلام والرأي وملاحقة صحفيين حاولوا التعبير عن اراء مخالفة للسلطات. وأعلن بن علي ان انتخابات ستجري قبل يونيو حزيران من العام المقبل لاختيار اعضاء مجلس المستشارين وهو المجلس الثاني للبرلمان التونسي المكون حاليا من مجلس النواب الذي يضم 189 عضوا منهم 152 من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم.

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 17 نوفمبر 2004)

 

أخبار حريات

 

وفد

تحول ظهر السبت 6 نوفمبر الجاري  وفد عن الحزب الديمقراطي التقدمي إلى بيت السيد علي العريض الناطق الرسمي باسم حركة النهضة لتهنئته بمناسبة الإفراج عنه بعد أن قضى مدة أربعة عشر سنة بالسجن الانفرادي.

وضم الوفد  الأمين العام أحمد نجيب الشابي وستة أعضاء من المكتب السياسي وهم السيدة مية  الجريبي والسادة المنجي اللوز وعصام الشابي ومحمد القوماني والمولدي الفاهم وفتحي التوزري .

وعبر وفد المكتب السياسي عن سعادته بأن يرى  السيد علي العريض حرا طليقا وعن ارتياحه لما وجده عليه من صحة جيدة ومعنويات مرتفعة كما عبر له عن أمل الحزب في أن يرى الحكومة تشفع هذا الإجراء بإخلاء باقي المساجين السياسين في إطار قانون للعفو العام.

 

بيان

أصدر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بينا صحفيا بعد الإفراج عن عدد من سجناء الرأي هذا نصّه:

 

إن الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين ومن بينهم قياديون من حركة النهضة قرار ايجابي يبعث على الارتياح، إلا أنه من المؤسف أن تواصل السلطة، وضدّ الرأي السائد في انكارها لوجود مساجين سياسيين في تونس إضافة إلى اختيارها للسراح الشرطي، وكل هذا من شأنه أن يحدّ من البعد السياسي لقرارها؟

إن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يتقدم باخلص التهاني للمفرج عنهم ولذويهم، فنهاية معاناتهم تثلج صدور كل من نا ضلوا خلال السنوات الأخيرة من أجل إطلاق سراحهم.

إن التكتل يعتبر أن الأسلوب الذي توخته السلطة معتمدة المسكنات والتدابير الجزئية قصد ربح الوقت وتمرير انتكاسة الانتخابات المهدورة، إن هذا الأسلوب لا يجدي نفعا حيث أنه يعزز اقتناع الجميع بأن ليس للسلطة أية إرادة حقيقية لمعالجة جوهر المشكل ودفع البلاد في نهج الاصلاح السياسي.

إن التكتل يؤكد من جديد على العفو التشريعي العام كحلّ عاجل وخطوة أولى ضرورية تمهد للخروج من الأزمة وتؤسس لعلاقات مبنية على الثقة،  وتخلق المناخ الملائم لحوار سياسي جدّي.

الامين العام مصطفى بن جعفر

 

ندوة

نظم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات مسامرة رمضانية ليلية الجمعة 5 نوفمبر الجاري لتقييم نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، وللنظر في متطلبات المرحلة المقبلة. وقد حضر هذه المسامرة عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات الحقوقية، ومن الشخصيات الوطنية الناشطة في المجال الإعلامي والسياسي.

وأبرز الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل في كلمته أن دوافع اللقاء تتمثل أساسا في السعي لكسر الجليد بين مكونات الأسرة الديمقراطية وتجاوز الخلافات الناتجة عن اختلاف المواقف بين مشارك ومقاطع. ودار حوار ثري شارك فيه أربعة عشر متدخلا منهم من عبر عن مواقف أحزابهم مثل احمد نجيب الشابي وعبد الرؤوف العيادي وحمة الهمامي. وأبرزت المداخلات المختلفة اتفاقا حول مجموعة من النقاط الأساسية من ذلك التأكيد على ان القواعد الدنيا لانتخابات ديمقراطية لم تحترم في كافة مراحل العملية الانتخابية، وطذلك حول غياب أي إرادة من السلطة لتحقيق إصلاح سياسي شامل.

كما أشار المتدخلون إلى غياب المواطن عن هذه الانتخابات وهو ما يعدّ شكلا من أشكال المقاطعة الصامتة من المواطنين لإتقادهم أن النتائج معروفة مسبقا.

ولم تكتف المداخلات بنقد السلطة بل تعرضت إلى أداء المعارضة طوال العملية الانتخابية وتم التشديد على أن مردودها كان دون المأمول نتيجة حالة التشتت التي تعيشها وعجزها عن بلورة موقف موحّد من الانتخابات. وبناء على ذلك أكد جل المتدخلين على ضرورة البحث عن سبل لتجاوز هذا الضعف وتدعيم العمل المشترك بين الاطراف المعنية بالتغيير الديمقراطي المنشود، كما أكدوا على ضرورة أن تتوصل مثل هذه اللقاءات.

 

بطاقة عدد 3

اتصل بنا حسن بن براهيم بن علي باحث في التاريخ وحاصل على شهادة الدراسات المعمقة، وهو متزوج من تونسية حاصلة على الجنسية الفرنسية، ليقول أنه تقدم بمطلب للحصول على بطاقة عدد 3 إلى مركز الحرس الوطني بقبلي، وذلك لإتمام ملفّ طلب تأشيرة الإقامة ولم يحصل عليها منذ 10 أوت 2004 رغم إعادته المطلب يوم 21 أوت و16 سبتمبر و27 أكتوبر.  ولم يتلقّ ردّا مقنعا غير مزيد من الانتظار أو تجديد المطلب. مع الملاحظ أنه حصل على هذه الوثيقة سابقا وبالتحديد في 27 سبتمبر 1999.

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 286 بتاريخ 12 نوفمبر 2004)


لماذا أحرم من جواز السفر

مازلنا نرى اليوم ممارسات ألفناها في الماضي القريب وكنّا نطلق عليها  » رواسب الماضي « ، لكننا نفاجأ بأن المشهد هو المشهد وربما أكثر قتامة تجاه المواطن في وطننا. إنني أستغرب وأريد أن أعرف كيف يمكن أن يحرم مواطن في وطنه من جواز السفر ؟ لم أفهم ما يحصل فأنا عاجز عن التفسير وعساني أجد الرد والإجابة عبر السيد وزير الداخلية من خلال عرض صورة الواقعة التي حصلت لي، فقد تقدمت إلى المصالح الأمنية بزرمدين بمطلب تجديد روتيني من اجل استبدال جواز سفري بعدما شارف على الانتهاء، لأجد نفسي ومنذ أكثر من شهرين أترقب الوهم إذ حرمت من جواز السفر بدون أسباب ظاهرة. وكنت تقدمت بمطلب إلى مركز الأمن بزرمدين للحصول على جواز سفر وذلك بتاريخ 23 أوت 2004 مسجل تحت رقم 430 ورقمه 23972.

MO ومنذ ذلك التاريخ لا أدري شيئا عن مصيره.  وحتى الإدارة لازمت الصمت ولم تكلّف نفسها عناء الردّ والتعليل. فما هي يا ترى الأسباب الخفيّة وراء هذا الإجراء ؟ مع العلم أني وجهت مجموعة رسائل إلى المصالح المختصّة ومنها وزير الداخلية والهيئة العليا لحقوق الإنسان وإدارة الحدود والاجانب.

خليفة مبارك زرمدين

 
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 286 بتاريخ 12 نوفمبر 2004)

رفض

يبدي عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري والمنتسبين إليه رفضا صريحا وواضحا لفكرة رئيس الحزب السيد منير الباجي الدعوة الى عقد مؤتمر الحزب خارج أرض الوطن. ومن المنتظر أن يتخذ هذا الرفض أشكالا عديدة في الفترة القادمة.

 

انتظار

مازال الزميل لطفي حجي ينتظر السماح لكتابه الذي ألفه حول الزعيم الحبيب بورقيبة بالترويج خاصة وان الأمر يتعلق بدراسة فكرية تتصل بجوانب من شخصية الزعيم بورقيبة وسبق لجوانب ومقاطع هامة منه أن نشرت في الصحف التونسية وعرضت في ندوات متخصصة عقدت حول الموضوع. ولا شك أن الأيام القادمة ستشهد تطورات ايجابية في هذا الموضوع وهو ما نرجوه ونأمله.

 

سوق موازية

يبدو أن السوق الموازية قد أضحت ظاهرة تزعج الفلاحين لأن ما يقارب ثلاثة أرباع منتوجنا الفلاحي تباع في الأسواق الموازية وهو ما يدعو إلى حلول تقضي على هذه المعضلة.

 

(المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 433 ليوم الجمعة 12 نوفمبر 2004)

 


من قضايا الجنس اللطيف…

 

علمت « الوحدة » أنّ إحدى الفرق الأمنية تمكّنت خلال الأيام القليلة الفارطة من إلقاء القبض على فتاة بتهمة مسك عملة أجنبية مزيفة..وأن التحقيق معها مازال جاريا لمعرفة الظروف التي حصلت فيها على هذه العملة. وحسب المعلومات التي تحصّلت عليها « الوحدة » فإن فرقة أمنية اشتبهت في فتاتين كانتا واقفتين بالقرب من أحد النزل المعروفة بوسط العاصمة..فتقدم أحد الأعوان منهما وطالبهما بالاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية…وفيما إحدى الفتاتين تحاول سحب بطاقة تعريفها الوطنية من حقيبتها سقطت منها ورقة نقدية من فئة المائة دولار…مما زاد في شك أعوان هذه الفرقة الأمنية حول سلوك هاتين الفتاتين. وأخذ أحد أعوان الأمن الورقة النقدية إلى فرع بنكي قريب ليتثبّت في صلوحيتها..وكانت المفاجأة أن كشفت الآلة الموجودة في البنك أن هذه الورقة النقدية من فئة 100 دولار مزيفة وغير صالحة للترويج. وتمّ اقتياد الفتاتين إلى مركز الشرطة لمزيد التحقيق معهما..وقالت الفتاة التي سقطت منها الورقة بسؤالها عن مصدرها أنها تسلّمتها من شاب يحمل جنسية بلد عربي شقيق…وأنها تعرفت عليه بمحض الصدفة وقضت معه ليلة…وقالت أيضا أنها لا تعرف إلا أسمه وأشارت إلى المكان الذي قضت فيه الليلة معه. فيما قالت الفتاة الأخرى أنها لا علم لها بهذا الأمر وأنها التقت صديقتها قبل إيقافها بمدة قصيرة. وعلمت « الوحدة » أن التحقيقات جارية للكشف عن هذا « الشاب » لمعرفة تفاصيل أخرى عن مصدر هذه العملة الأجنبية المزيّفة. ومن جهة أخرى علمت « الوحدة » أن فتاتين أخرتين تمّ إيقافهما بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد على شاب يحمل جنسية بلد عربي مجاور وسلبه أمواله..وتؤكّد المعلومات التي تحصّلت عليها « الوحدة » في هذا العدد أنّ الفتاتين تمكّنتا من مراودة هذا الشاب…وعندما تأكّدتا أنه يحمل مبلغا ماليا هاما قرّرتا السطو عليه…واختارتا اللحظة المناسبة عندما كان منشغلا وسدّدتا له عدّة ركلات إلى جانب ضربه بأواني منزلية ثم استولتا على مبلغ مالي قيمته 500 دينار كان يحمله معه وفرّتا…لكن هذا الشاب تمكّن في آخر لحظة من افتكاك الحقيبة اليدوية لإحداهن..وسلمها لأعوان الأمن عندما تقدّم بشكاية. وداخل الحقيبة اليدويّة تمّ العثور على مضمون ولادة إحدى الفتاتين فتم إلقاء القبض عليهما.  

(المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 433 ليوم الجمعة 12 نوفمبر 2004)


تركيبة اللجنة الوطنية للأخلاقيات الطبية  

اصبحت اللجنة الوطنية للاخلاقيات الطبية تتركب من الاعضاء الآتي ذكرهم:

محمد كمال شرف الدين عن المجلس الدستوري، والدكتور حسونة بن عياد عن الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية، ومحمد المشرية عن محكمة التعقيب وفاطمة الشامخ الحداد استاذة تعليم عال في الفلسفة، وعبد الوهاب بوحديبة استاذ تعليم عال في علم الاجتماع ومحمد رضا بن حماد استاذ تعليم عال في القانون ومحمد الزين عمارة من القطاع الاعلامي.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 18 نوفمبر 2004)

 

 

خبر خاص

 

تم الإفراج يوم أمس عن كتاب  » بورقيبة والإسلام: الزعامة والإمامة  » للصحفي لطفي حجي، وذلك بعد حجزه لمدّة تزيد عن الثمانية أشهر بدون أسباب ظاهرة.  وبدأت دار الجنوب للنشر توزيع الكتاب في العاصمة  وسط إقبال واحتفاء كبيرين من قبل القراء على أن يتم توزيعه لاحقا في بقية نقاط البيع.  ويحتوي الكتاب الأول من نوعه عن حقائق ووثائق جديدة تنشر لأول مرّة عن علاقة بورقيبة بالإسلام.

 
 

La grève de la faim de soutient et de protestation pour Jalel Zoghlami et ses camarades a eté interdite par la police politique tunisienne.

 

Les militants grévistes de la faim qui s’étaient donné rdv a 16h chez maître Radhia Nasraoui et Hamma Hammami (porte parole du POCT), ont trouvé toutes les voies d’accès à leur maison bloquées par la police politique tunisienne  leur interdisant le passage.

 

Le nombre de policiers était impressionnant (plusieurs dizaines), ils étaient disposes tout autour du monticule sur lequel se situe l’immeuble ou habitent Radhia et Hamma.

Radhia Nasraoui qui était sortie chercher Moumen Belanes (militant du POCT et amis de la famille), s’est même vu interdire l’accès chez elle sous prétexte qu’elle n’avait pas le droit aujourd’hui d’y inviter Moumen?

 

Le comité de soutient de Jalel et de ses camarades dénonce ces atteintes au libertés les plus élémentaires et annonce qu’il est encore plus déterminé à lutter pour la libération de Jalel et Nejib ainsi que pour l’arrêt des poursuites injustes contre Loumamba Mohsni.

 

Il appel tous les militants pour la liberté et les droits humains à le soutenir le 19 novembre lors de la journée de solidarité internationale avec Jalel et ses camarades organisée au siège de la direction nationale de la ligue tunisienne des droits de l’homme.

 

Comité de soutien de Jalel Zoghlami et de ses camarades en Tunisie

17-11-2004

 

(Source : message reçu de la part de M. Loumamba MOHSNI par e-mail)


Internautes de Zarzis: un triste anniversaire pour Omar

par Térésa Chopin

INTERNAUTES DE ZARZIS

Jeudi 18 novembre anniversaire d’Omar Chlendi

 

Bon anniversaire Omar garde l’espoir la justice à toujours le dernier mot !

Voilà un anniversaire de plus passé dans les fonds de la prison Bordj El Amri

22 ans et seul sans personne, confronté entre la vie et la mort

Il doit faire face à la souffrance qui n’est pas seulement physique.

Les murs qui l’enferment n’ont qu’une seule réponse à toutes les questions « douleur, souffrance, peine et solitude »

Il n’a personne pour parler ou tout simplement dire je n’en peux plus.

Il subit en silence ! Sa peine est immense mais il doit résister son moral doit être d’acier, mais jusqu’à quand ?

Omar et les autres ont le temps de mourir en silence.

Il n’y a pas l’ombre d’une éventuelle cassation Ils n’ont pas non plus bénéficier de la grâce présidentielle

Le système est reparti pour un tour, avec la bénédiction de tous, ils vont continuer à faire souffrir et à tuer ! ! !

Vive la démocratie, le droit d’_expression et les droits humains.

Térésa CHOPIN

 

(Source: le site www.reveiltunisien.org, le mercredi 17 novembre 2004)

 

Tunisie: le président Ben Ali affiche sa volonté de garantir les libertés et d’asseoir la démocratie

 

par Bouazza ben Bouazza

                     

Associated Press, le 17.11.2004 à 21h29

                      TUNIS (AP) — Moins d’un mois après sa réélection à plus de 94% des suffrages pour un nouveau mandat de cinq ans, le président tunisien Zine El Abidine Ben Ali s’est engagé mercredi à « garantir les libertés et les droits de l’Homme, dans le texte comme dans la pratique ». Il a également mis l’accent sur sa « volonté inébranlable d’asseoir la démocratie et le pluralisme dans le paysage politique national ».

                      M. Ben Ali s’adressait à la chambre des députés issue de la consultation du 24 octobre, devant laquelle il a prêté serment. Renouvelée aux deux tiers, l’institution parlementaire compte plus de 22% de femmes, contre 11,5% lors de la précédente législature.

                      Il a profité de l’occasion pour annoncer la tenue d’élections avant juin 2005 pour le choix des membres de la chambre des conseillers qui instaurera pour la première fois en Tunisie, un système parlementaire bicaméral.

                      Le président tunisien a souligné que sa démarche serait guidée par le « souci d’assurer la complémentarité entre les fondements de la stabilité, la poursuite du progrès et du développement intégral durable, d’une part, et l’évolution démocratique et pluraliste irréversible, d’autre part ».

                      Objectif: hisser la Tunisie au rang des pays avancés à l’échéance 2009, terme de son nouveau mandat.

                      Il envisage, à cet effet, de renforcer les partis politiques pour qu’ils puissent « exercer leurs activités dans un contexte d’indépendance et de respect de la loi et sur la base du respect du droit à la différence ».

                      Comme pour mettre un terme à une requête formulée avec insistance par l’opposition et plusieurs ONG qui réclament une amnistie générale, le président tunisien a déclaré: « Je tiens à affirmer en toute clarté que nous n’avons pas de détenu d’opinion ni de prisonnier politique et que l’action politique est libre et régie par la Constitution qui interdit toute constitution de parti fondée sur la religion, la race ou la langue ».

                      Après la récente libération d’environ 70 membres du mouvement islamiste interdit « Ennahda », quelque 500 autres demeurent en prison. Ils purgent de lourdes peines, certains, selon les chefs d’accusation, pour des actes de violences, d’autres pour tentative de renverser le régime. Les autorités les considèrent comme des détenus de droit commun, en faisant valoir les délits pour lesquels ils ont été condamnés.

                      Le président Ben Ali dont le régime fait l’objet de critiques pour « le verrouillage des médias » entend par ailleurs « élargir davantage les espaces de dialogue dans le paysage médiatique », « faire évoluer le secteur de l’information vers plus de diversité » et « l’ouvrir à l’initiative privée, ainsi qu' »améliorer la situation des

journalistes ».

                      Il s’est également engagé à renforcer le rôle des diverses composantes de la société civile « dans le cadre de la liberté et dans le contexte de la loi et des règles du comportement démocratique ».

                      S’agissant de la situation des femmes qui bénéficient d’un statut considéré comme privilégié dans le monde arabo-musulman, il projette de leur attribuer 30% des postes de décision et de responsabilité d’ici fin 2009.

                      « La femme tunisienne constitue l’une des garanties fondamentales de la construction de l’avenir (…) et l’un des facteurs de la modernité, de la modération, de l’équilibre de la société et de sa cohésion », a fait valoir le président tunisien.

 

 

LA TUNISIE, LES USA ET L’OTAN:

RAPPROCHEMENT(S) EN COURS …

 

NATO to boost counterterrorism cooperation with Israel, Arabs

By PAUL AMES, Associated Press Writer

 

Associated Press, le 18.11.2004 à 00h20

                      BRUSSELS, Belgium (AP) _ NATO has agreed to step up exchanges of counter-terrorist intelligence with Israel and six Arab nations as part of a drive to develop closer ties with nations on its volatile southern and southeastern flanks, the alliance’s top soldier said.

                      German Gen. Harald Kujat said the agreement came at the first ever meeting between NATO military chiefs and their counterparts from the group of Middle Eastern and North African nations.

                      Kujat, who chaired the meeting, said experts would open the talks on intelligence sharing soon.

                      «This is something we really want to accelerate,» Kujat told reporters.

                      Generals from Algeria, Egypt, Israel, Jordan, Mauritania, Morocco and Tunisia attended Wednesday’s meeting. The seven nations are members of a decade-old «Mediterranean Dialogue» program, to which NATO is trying to give new life.

                      Kujat said the meeting which lasted almost two hours was a «big success» and would be repeated next year. Meanwhile lower level talks would flesh out more areas of possible cooperation.

                      «It’s a new chapter of closer cooperation,» Kujat said.

                      Counterterrorism is a priority for NATO in its efforts to build closer relations with the group. One area is possible participation in NATO naval patrols that have monitored shipping in the Mediterranean Sea since the Sept. 11, 2001 attacks on the United States.

                      Officials said the generals also discussed the prospect of joint military exercises with NATO. Algerian and Egyptian ships have already held maneuvers with NATO vessels in the Mediterranean.

                      After complaints the dialogue program had not gone far enough, NATO leaders called at a summit in June for closer cooperation with the region.

                      In the next step, foreign ministers from the seven nations are due to join counterparts from the 26 NATO allies for talks on Dec. 8, the first time they have met at that level, officials said.

                      Officials say future cooperation could range from advice on military reform and training for armed forces, to help against drugs or arms trafficking and assistance dealing with earthquakes or other natural disasters.

                      NATO’s Secretary General Jaap de Hoop Scheffer has also suggested that the alliance could consider a peacekeeping role in the Middle East if asked to do so as part of an eventual peace deal between the Israelis and Palestinians.

                      However, France and some other allies have expressed caution about putting NATO forward as a possible peacekeeper while the two sides appear far from concluding a peace deal.

                      Israeli army chief Lt. Gen. Moshe Yaalon was not attending Wednesday’s meeting. Instead Israel was represented at NATO headquarters by its head of operations, Maj. Gen. Israel Ziv.

 

Associated Press

 


Première réunion entre chefs d’état-major de l’Otan, du Maghreb et d’Israël

 

AFP 4 – 17.11.2004 17:19

   

                      BRUXELLES, 17 nov (AFP) – Les chefs d’état-major des pays de  l’Otan se sont réunis mercredi à Bruxelles pour la première fois  avec leurs homologues de sept pays de la zone méditerranéenne, dont  Israël, promettant de renforcer leur coopération en matière de lutte  contre le terrorisme.

                      « Nous voulons intensifier notre coopération dans le domaine de  la lutte contre le terrorisme », a affirmé le général allemand Harald  Kujat, président du Comité militaire de l’Alliance atlantique, en  présentant les conclusions de la réunion lors d’une conférence de  presse.

                      « Il s’agit d’un nouveau chapitre pour une coopération renforcée  entre l’Otan et ces pays », s’est-il félicité, en soulignant qu’il y  avait eu « un vrai échange ».

                      Le général Kujat, qui a fourni peu de détails sur les formes que  pourraient prendre cette coopération, a cependant précisé que des  experts en renseignement de l’Otan et des sept pays se réuniraient  « prochainement » à Bruxelles.

                      Ces sept pays (Israël, Jordanie, Egypte, Maroc, Tunisie, Algérie  et Mauritanie) font partie du « Dialogue méditerranéen » de l’Otan, un  programme de coopération mis en place il y a dix ans mais qui ne  s’est jamais véritablement concrétisé.

                      C’est la première fois qu’une telle réunion se déroule à un si  haut niveau militaire.

                      La rencontre de mercredi intervenait dans le sillage de la  décision des chefs d’Etat et de gouvernement de l’Otan, fin juin à  Istanbul, de relancer ce dialogue, qui vise à promouvoir un climat  de confiance avec la région méditerranéenne. Parallèlement, l’Otan  cherche aussi à créer des canaux de communication avec des pays du  Golfe.

                      Les ministres des Affaires étrangères de l’Otan, qui se  réuniront le 9 décembre à Bruxelles, ont pour leur part convié leurs  homologues du Dialogue méditerranéen à une réunion la veille au soir  pour discuter de nouvelles formes de coopération, selon un  porte-parole de l’organisation.

                      « Il s’agit d’un signal fort qui découle d’Istanbul », a-t-il  commenté.

                      Au cours de cette réunion entre chefs d’état-major, qui a duré  deux heures, les militaires de l’Otan ont évoqué les opérations en  cours de l’Alliance, en particulier la surveillance de la navigation  marchande en mer Méditerranée, a indiqué le général Kujat.

                      Cette opération maritime avait été lancée par l’Otan dans la  foulée des attentats du 11 septembre 2001 et vise à détecter  d’éventuelles activités liées au terrorisme.

                      « L’Otan s’intéresse au soutien de ses partenaires et des pays du  Dialogue méditerranéen (…) et est prête à examiner toute offre de  ces pays », a souligné de son côté un responsable de l’Alliance sous  couvert de l’anonymat.

 

AFP       


                            

 

NATO to boost counterterrorism cooperation with Israel, Arabs

By PAUL AME, Associated Press Writer

 

Associated Press, le 17.11.2004 à 17h00

                      BRUSSELS, Belgium (AP) _ NATO has agreed to step up exchanges of counter-terrorist intelligence with Israel and six Arab nations as part of a drive to develop closer ties with nations on its volatile southern and southeastern flanks, the alliance’s top soldier said Wednesday.

                      German Gen. Harald Kujat said the agreement came at the first ever meeting between NATO military chiefs and their counterparts from the group of Middle Eastern and North African nations.

                      Kujat, who chaired the meeting, said experts would open the talks on intelligence sharing soon.

                      «This is something we really want to accelerate,» Kujat told reporters.

                      Generals from Algeria, Egypt, Israel, Jordan, Mauritania, Morocco and Tunisia attended the meeting. The seven nations are members of a decade-old «Mediterranean Dialogue» program, to which NATO is trying to give new life.

                      Kujat said the meeting which lasted almost two hours was a «big success» and would be repeated next year. Meanwhile lower level talks would flesh out more areas of possible cooperation.

                      «It’s a new chapter of closer cooperation,» Kujat said.

                      Counterterrorism is a priority for NATO in its efforts to build closer relations with the group. One area is possible participation in NATO naval patrols that have monitored shipping in the Mediterranean Sea since the Sept. 11, 2001 attacks on the United States.

                      Officials said the generals also discussed the prospect of joint military exercises with NATO. Algerian and Egyptian ships have already held maneuvers with NATO vessels in the Mediterranean.

                      After complaints the dialogue program had not gone far enough, NATO leaders called at a summit in June for closer cooperation with the region.

                      In the next step, foreign ministers from the seven nations are due to join counterparts from the 26 NATO allies for talks on Dec. 8, the first time they have met at that level, officials said.

                      Officials say future cooperation could range from advice on military reform and training for armed forces, to help against drugs or arms trafficking and assistance dealing with earthquakes or other natural disasters.

                      NATO’s Secretary General Jaap de Hoop Scheffer has also suggested that the alliance could consider a peacekeeping role in the Middle East if asked to do so as part of an eventual peace deal between the Israelis and Palestinians.

                      However, France and some other allies have expressed caution about putting NATO forward as a possible peacekeeper while the two sides appear far from concluding a peace deal.

                      Israeli army chief Lt. Gen. Moshe Yaalon was not attending Wednesday’s meeting. Instead Israel was represented at NATO headquarters by its head of operations, Maj. Gen. Israel Ziv.

 

Associated Press

 


 

Ways and Means chairman: Congress ready to support Middle East trade deals

By MARTIN CRUTSINGER, AP Economics Writer

 

Associated Press, le 18.11.2004 à 00h04

                      WASHINGTON(AP) _ Congress will vote as early as February on a free trade agreement with Bahrain and stands ready to consider agreements with other countries in the Middle East, the chairman of the House Ways and Means Committee said.

                      Rep. Bill Thomas, a California Republican, was part of a congressional delegation that just returned from a trip to Egypt, Oman and Tunisia. Thomas said Wednesday they were impressed with the desire of government officials to make the necessary economic reforms to qualify for free trade deals.

                      The congressional delegation stressed in all of their meetings that the trade deals would have to meet appropriate standards in such areas as enforcing the rule of law, Thomas said.

                      «We were simply trying to indicate, ‘If you want a free trade agreement, these are the standards you will have to meet,»’ Thomas said, indicating that Egypt and other nations would have to make more progress on economic reforms.

                      The United States already has free trade agreements with Jordan and Morocco. Thomas said he expects a vote on a just-completed agreement with Bahrain to occur in February.

                      The Bush administration announced Monday that it would begin negotiations next year on free trade deals with the United Arab Emirates and Oman.

                      The administration is hoping to strike these separate deals on the way to creation of a free trade area covering the entire Middle East over the next decade. President George W. Bush sees the effort as a way to promote economic prosperity in the region.

                      Congress also has pending a Central American Free Trade Agreement with six countries of that region. However, the administration has said that a tax the Dominican Republic has imposed on imported corn syrup would violate the terms of that agreement.

                      Thomas said the administration was prepared to proceed with a free trade agreement that covered only five countries, leaving the Dominican Republic out. He indicated this issue would probably be resolved in time for Congress to debate the pact in the spring.

                      The United States currently has free trade agreements with eight countries: Canada, Mexico, Israel, Jordan, Chile, Singapore, Australia and Morocco.

                      Four of those deals have been negotiated by the Bush administration since Congress passed Trade Promotion Authority in 2002, giving the administration the power to strike new trade agreements.

                      Congress must review the trade authority in 2005. It will be extended for two years if Congress does not pass a motion of disapproval.

                      Thomas said the success the administration has had in reaching free trade deals around the world should help win support for the two-year extension.

                      But Rep. Phil English, a Pennsylvania Republican, said manufacturing job losses over the last four years have made votes on trade issues tough for many lawmakers.

                      «It is still a very difficult climate,» English said.

                     


 

US lawmakers set criteria for Egypt, Tunisia trade

 

Reuters, le 18.11.2004 à 02h00

    WASHINGTON, Nov 17 (Reuters) – Egypt and Tunisia need to accelerate and deepen economic reforms to be eligible for free trade talks with the United States, U.S. lawmakers just back from the region said on Wednesday.

                      The delegation, headed by House of Representatives Ways and Means Committee Chairman Bill Thomas, a California Republican, told reporters they supported the idea of free trade agreements with both countries.

                      But Egypt and Tunisia must be prepared to meet the exacting standards that United States has already laid down in pacts with Morocco and Bahrain, Thomas said.

                      Earlier this week, the Bush administration announced plans to begin free trade talks with the Gulf states of Oman and the United Arab Emirates as part of its efforts to forge a regional free trade area in the Middle East by 2013.

                      Further movement by Egypt is essential over the next six to 12 months if it wants to be part of that initiative, the lawmakers said.

                      On the plus side, Egypt seems to be more committed to economic reform after frequently halting movement toward that goal in the past, Thomas said.   

 

Un couple condamné pour pour avoir exploité une Tunisienne

   

AFP, le 17.11.2004 à 21h15

                      MELUN (France), 17 nov (AFP) – Un couple de Français d’origine  tunisienne a été condamné mercredi à trois mois de prison avec  sursis à Melun (région parisienne) pour avoir exploité à son  domicile près de Paris une Tunisienne sans papiers, membre éloigné  de leur famille.

                      Le tribunal correctionnel n’a pas suivi les réquisitions du  ministère public qui avait demandé la relaxe de Naïla et Jamaleddine  Azzouzi, également condamnés à verser 5.000 euros de dommages et  intérêts à Habiba, aujourd’hui âgée de 41 ans.

                      « Il y avait un consentement de la victime », a notamment  argumenté le substitut du procureur de Melun, Marc Mulet, qui s’est  étonné que la victime ne se soit pas plainte auprès de la police:  « Vous auriez pu vous rendre au commissariat et rentrer chez vous (en  Tunisie) avec un billet gratuit » en étant expulsée du territoire  national.

                      Le tribunal a reconnu qu’Habiba avait travaillé au service du  couple sans jamais être rémunérée. Le couple l’avait maintenue dans  un état de « dépendance » en raison de l’absence de papiers.

                      Habiba était arrivée de Tunisie en 1988 avec la promesse d’un  travail et de papiers. Pendant deux ans, elle avait fait office de  bonne à tout faire chez un couple à Lyon (sud), sans être payée. En  1990, elle est entrée au service des Azzouzi, avant de fuir fin  2003, aidée par un ami du couple.

                      A la barre, les enfants Azzouzi, 11 et 13 ans, sont venus dire  qu’ils ne trouvaient pas « normale » la situation d’Habiba tandis que  quatre témoins sont venus soutenir le couple, vantant leur  générosité et leur hospitalité. L’un d’eux a insulté en arabe la  victime.

 

Pour une union douanière entre l’Algérie et la Tunisie

 

Moncef Guen, président de l’Association du Grand Maghreb

 

Ce n’est un secret pour personne que l’Union du Maghreb arabe (UMA) est moribonde depuis de longues années. Malgré les réunions des experts et parfois des ministres des cinq pays, le conflit du Sahara occidental continue à empoisonner les relations entre deux pays clés : l’Algérie et le Maroc. Avec l’échec du plan Baker proposé par l’ONU et la reconnaissance par le plus puissant pays africain, l’Afrique du Sud, de la République sahraouie, les portes sont maintenant verrouillées pour le Maghreb.

 

Tous les facteurs qui militent pour une union maghrébine, communauté de langue, de culture, d’histoire, d’intérêts économiques, n’ont pas résisté à ce conflit qui dure depuis des décennies.

 

Faut-il se croiser les bras ? Pour nous, Maghrébins, qui croyons fermement à un avenir communautaire, faut-il accepter un statu quo qui risque de geler pendant des décennies encore la construction d’un Maghreb uni ? Faut-il trahir l’idéal qui nous a animés depuis notre jeunesse et a animé les générations de militants avant nous ?

 

Ma réponse est : non.

 

Dans le contexte actuel de déchirement entre l’Algérie et le Maroc, entre la Libye et la Mauritanie, la Tunisie a montré qu’elle est le pays qui a su garder de très bonnes relations de voisinage et de coopération avec les pays de la région. C’est à elle qu’incombe maintenant le devoir de faire avancer le Maghreb.

 

ہ la suite de la réunion récente de la Commission mixte présidée par les Premiers ministres algérien et tunisien, on peut espérer qu’une nouvelle page de coopération étroite va s’ouvrir entre l’Algérie et la Tunisie. Cette coopération devrait déboucher sur la création rapide d’une union douanière entre les deux pays.

 

Les avantages mutuels d’une telle union sont immenses. Contrairement aux préjugés, les économies des deux pays sont complémentaires et non concurrentes. L’Algérie est riche en hydrocarbures (et n’a pas hésité à en faire bénéficier la Tunisie en faisant passer le gazoduc vers l’Italie sur le sol tunisien, ce que la Libye n’a pas voulu faire avec le projet Mellitah-Gela qu’on a préféré faire passer sous la mer). La Tunisie, pays net importateur d’énergie, a des besoins grandissants en hydrocarbures. L’Algérie, malgré les progrès récents, a une agriculture qui est loin de nourrir sa population, alors que la Tunisie a des excédents agricoles de plus en plus variés. Le tourisme tunisien attire tous les ans un grand nombre de visiteurs algériens, et le Sahara peut devenir un centre commun d’attraction des touristes européens au bénéfice des deux pays. Les entreprises tunisiennes peuvent participer substantiellement aux efforts de construction de l’Algérie nécessités par des besoins de plus en plus grands.

 

En quelques années, cette union pourrait déboucher sur un marché commun et une union monétaire, avec les économies en devises qu’elle pourrait engendrer et l’attraction énorme sur les investissements directs extérieurs.

 

Qui pourrait objecter à un tel dessein ?

 

(Source: JA/L’Intelligent N°2288 du 14 au 20 novembre 2004)

 


 

Tunisian Guiga Lyes Ben Laroussi is facing execution in Singapore for drug trafficking !!!

 

British editor implicated in high-society drug bust offers to bargain with prosecutors

 

Associated Press, le 18.11.2004 à 06h49

                      SINGAPORE (AP)_ A British magazine editor who appeared in court Thursday charged in a Singapore high-society cocaine ring has offered to bargain with prosecutors in exchange for a lighter sentence, his lawyer said.

                      Nigel Simmonds, 40, the former editor of Singapore Tatler and Expat magazines, has not formally entered a plea to five counts of possession and consumption of illegal narcotics and drug paraphernalia. He faces 10 years in jail if convicted.

                      But Simmonds has admitted to the charges and was hoping to strike a deal with prosecutors, with whom he would meet next week, said Shashi Nathan. He declined to give details.

                      Simmonds «is cooperating fully with the police and we are quite confident that the situation will come to an amicable resolution,» Nathan said.

                      Simmonds appeared briefly in a district court on Thursday for a procedural hearing. He was ordered back to court on Nov. 24.

                      The editor was one of six foreigners and eight Singaporeans arrested in October in a high-profile bust that involved businessmen, celebrities and expatriates.

                      Three of the suspects _ Singaporeans Marx Oh, Mariana Abdullah and Tunisian Guiga Lyes Ben Laroussi _ are facing execution for drug trafficking.

                      Others charged with either possession or consumption include award-winning French chef Francois Fabien Mermilliod, British financial broker Andrew William Veale and Sri Lankan artist Jeremy Mahen Chanmugam.

                      The other suspects are due to make separate appearances in court in the coming weeks.

                      Singapore has some of the world’s strictest _ and most thoroughly enforced _ drug laws, including a mandatory death penalty by hanging for anyone caught with more than 15 grams (0.53 ounce) of heroin or more than 500 grams (17.64 ounces) of marijuana.

 


 

Entrevue avec Ali Laridh

Traduction de Luiza Toscane Après la publication de cet entretien, des pressions es autorités tunisiennes ont été exercées sur M. Laridh afin qu’il cesse de s’exprimer publiquement.

 

Entrevue avec Ali Laridh

Entretien mené par Tahar Labidi

 

Ali Laridh, le porte parole officiel du mouvement tunisien de la Nahdha, est libre depuis trois jours, après avoir passé ses quatorze années d’emprisonnement en isolement. Il a bénéficié d’une amnistie présidentielle qui a concerné environ soixante dix neuf islamistes. Des centaines de prisonniers, enfermés depuis des dizaines d’années, attendent un signe qui leur permettra de s’émanciper de l’infamie des barreaux.

Dès que nous avons appris la nouvelle de sa libération, nous avons contacté Ali Laridh, l’ingénieur, pour lui demander de nous accorder cet entretien, en dépit de son extrême fatigue.

 

Q : Dans quelles circonstances se sont déroulées ces libérations ? Ont-elles été précédées de négociations entre les autorités et la direction de la Nahdha en prison ? S’agit-il d’une amnistie conditionnelle et augurent-elles d’un changement de cap du régime ?

R : Tout d’abord, je dirais qu’il s’agit d’un pas positif dans la bonne direction et j’espère qu’il va déboucher sur la libération des prisonniers restants, soit cinq cent prisonniers islamistes, peut-être plus, et que cette tragédie s’achèvera, pour que la Tunisie, forte de toutes ses capacités, énergies et âmes, en finisse avec le calvaire qui a bloqué son évolution à tous les niveaux : la société a vécu pendant cette période une crise de confiance entre le citoyen et l’Etat, qui a eu des répercussions négatives à divers niveaux de développement. Ensuite, je vous affirme, en toute sincérité, qu’il n’y a pas eu la moindre négociation, secrète ou non, dans les prisons, et je n’ai jamais entendu que cela ait eu lieu.

Q : Comment caractériser ces libérations, en ces circonstances précisément ? Sont-elles liées aux élections ? Cette amnistie signe-t-elle une sorte de réconciliation, de compromis, sur fonds de concessions ?

R : Ces amnisties sont en réalité des libérations conditionnelles. Il faut savoir que ceux qui en ont bénéficié arrivaient en fin de peine. Il ne leur restait à purger que quelques mois ou quelques semaines. Ces libérations ont eu lieu à l’occasion des élections et ont coïncidé avec la fête du 7 novembre, la fameuse date de la prise du pouvoir.

Q : D’après vous, à combien s’élève le nombre de personnes libérées ? Quel est leur statut organisationnel ? En effet, d’après ce que nous savons, en dehors de vous en tant que porte-parole officiel du mouvement En Nahdha, du Professeur Zyad Daouletli, l’un des dirigeants politiques connus, de l’ingénieur Toumi Mansouri, un dirigeant régional, du professeur Mustapha Ben Halima, leader sprirituel, les autres seraient des cadres intermédiaires et des sympathisants. Est-ce exact ?

R : D’après mes informations, parmi les personnes libérées, il y a un peu plus de soixante membres du mouvement En Nahdha. Six ou dix personnes appartiendraient à d’autres organisations. Beaucoup de dirigeants historiques sont restés en prison tels le professeur Sadok Chourou, le cheikh Mohammed Akrout, le cheikh Habib Ellouz, Hamadi Jebali, Abdelhamid Jelassi, Ali Chniter, etc… Je souhaite que leur libération ne tarde pas. Ceci dit, je ne dispose pas de détails sur les chiffres exacts : je sors tout juste de quatorze années passées dans un cachot individuel. Les données me font défaut… et voilà que votre revue me tombe dessus à mon deuxième jour de liberté alors que je n’ai pas encore récupéré mes esprits ! (Il dit cela en plaisantant avec nous)

Q : Ces libérations signifient-elles qu’une page est tournée ? Marquent-elles une réconciliation politique, une volonté de colmater les brèches du passé et d’écrire une nouvelle page des relations pouvoir-islamistes, basées sur l’échange entre les islamistes et les décideurs ?

R : Je considère que cela devrait être. Encore une fois, je répète qu’il serait dans l’intérêt de tout le pays que la situation des prisonniers ne reste pas suspendue de cette façon dramatique. Et lorsque j’évoque les prisonniers, la tragédie ne se limite pas à ceux qui sont dans les prisons. Derrière eux, il y a leurs familles, leurs enfants, leurs amis et leurs voisins, tout un environnement qui a été marqué au fer rouge, directement ou non, par cette situation. Les exilés aussi ont des familles, des amis et des proches, et au par-dessus tout la terre natale qui sans nul doute est à l’origine d’une souffrance qui les étreint. Cette situation constitue un obstacle au développement et à la stimulation de la société, pacifique par nature, qui aspire à … la liberté et à la justice sociale.

Q : Vous êtes, sans nul doute, l’un de ceux qui avez le plus souffert de l’isolement cellulaire, puisque vous avez été maintenu quatorze ans en isolement. Vous serait-il possible de nous en parler succinctement, – nous sommes bien conscients qu’un tel sujet mériterait de longs développements ?

R : Merci pour votre demande de concision. Il ne m’est évidemment pas possible de retracer une tragédie, qui s’est étalée sur des années, sur les ondes d’un portable. Car cela se vit plus que cela ne se raconte, parce que le temps en prison n’est pas le temps ordinaire, qu’une heure compte pour des années, que les années y comptent pour des siècles. En un mot, la prison est une destruction de l’être humain et une brisure psychologique et morale.

Q : Allez-vous poursuivre l’action politique ou bien y mettez-vous des réserves ou des conditions. A moins que vous ne changiez de méthode ?

R : En ce qui concerne le mouvement de la Nahdha, il va poursuivre son action politique pacifique et d’information, afin de participer au développement des traditions de dialogue lucide et libre, de coexistence démocratique avec toutes les composantes, pour tenter de participer à la construction d’une patrie pour tous.

Q : Au terme de ces longues années d’emprisonnement, et vu le prix fort payé par votre mouvement en termes d’emprisonnement, de torture, d’exode et d’assèchement des sources, considérez-vous que vous portez, dans une certaine mesure, une responsabilité de l’affrontement avec le pouvoir qui a mené à cette catastrophe ?

R : La vérité est au-dessus de tout. On tire les conclusions de son expérience en fonction de sa réalité. Chaque fois que nous constaterons des disfonctionnements, nous serons les premiers à nous remettre en cause et à procéder à notre auto critique, afin d’être en mesure de nous renouveler, tout en tenant ferme à nos principes, dans le cadre de l’ijtihad, en tenant compte des transformations, en harmonie avec l’esprit de l’époque et les exigences de la période.

Q : Votre mouvement a reçu des coups très durs, entre la prison, la perte de ses revenus, le chômage, la famine et l’exode, en d’autres termes, un carnage. La reconstruction s’avère une lourde tâche. Comment allez-vous affronter les tâches à l’avenir ? Quelles sont vos priorités ? Quelle est votre position vis à vis des exilés ?

R : Cher monsieur, avant tout je dois me reconstruire au terme de quatorze années passées dans un cachot individuel. Cette question est prématurée en ce qui me concerne au moins. Il y a des frères ici ou à l’étranger qui sont au fait et maîtrisent la nature des changements. Ils possèdent la clarté quant aux propositions et au suivi précis. Ils seraient plus au fait que moi et plus à même de répondre à ce type d’interrogations. Néanmoins, la priorité des priorités est l’action pour la promulgation d’une amnistie générale. Notre objectif est la libération de tous les prisonniers et le retour de tous les exilés.

Q : Il existe un courant dans le mouvement de la Nahdha, à l’intérieur du pays comme à l’étranger, qui attribue une partie de cette catastrophe aux dirigeants de la Nahdha, qui n’auraient pas été à même de fournir de bonnes analyses et des perspectives. Qu’avez-vous à dire à ce propos ?

R : L’erreur est naturellement constitutive de toute action politique. Cette dernière relève de l’effort humain et non d’une infaillible inspiration.

Q : En guise de conclusion ?

R : Je félicite tous ceux qui ont été élargis ainsi que leurs familles et l’ensemble du peuple tunisien. Je salue tous ceux qui ont diffusé l’information, les organisations, les avocats, les Etats et les personnalités qui, tout au long de ces années, n’ont pas lésiné pour soutenir notre cause et ont œuvré à notre libération. Je leur dis à tout merci et que l’histoire retiendra leurs œuvres.

Note : Ali Laridh est natif de Médenine dans le sud tunisien. Il a obtenu le diplôme d’ingénieur principal de l’école de la marine marchande. Il est une figure célèbre du mouvement En Nahdha depuis les années 80.

 

Source : www.alasr.ws

Revue Al asr du 7/11/2004

 

(traduction ni revue ni corrigée par les protagonistes de l’entrevue, LT)

 

(Source: le site www.reveiltunisien.org, le mercredi 17 novembre 2004)

 


Grosse arnaque en Tunisie :

384 millions d’Euros pour le futur plus grand fiasco aéroportuaire à Enfidha ?

par Abdo Maalaoui  

On sait que la Tunisie a la côte auprès des bailleurs de fonds internationaux, ces derniers ne lésinent pas d’être généreux avec le gouvernement tunisien du RCD, comme notre gouvernement est aussi généreux avec ses hauts technocrates de ces honorables institutions. N’oublions pas que nous sommes dans le monde merveilleux de la haute finance internationale.

La construction du plus grand aéroport en Afrique à Enfidha n’est absolument pas justifiée. Le gouvernement nous lance des « fausses » statistiques de 5 millions de passagers à l’ouverture et 30 millions en 2008, ces chiffres sont insensés. Aucun expert en marketing international sur cette terre est capable de le prouver ! ! !

Est-ce que le gouvernement du RCD est capable de nous donner des preuves de la fiabilité des études de faisabilités qui peuvent démontrer que ce méga projet est viable, durable et rentable Entant que citoyen tunisien, est-ce qu’on a le droit de voir, d’analyser et de donner nos opinions sur le sujet ? Est-ce qu’on a le droit de faire une contre expertise, rien que pour s’assurer ?

Pour nous cacher la vérité, le gouvernement du RCD se couvre légalement contre des futures poursuites légales par des études de faisabilité réalisées par des grands Cabinets-conseils de renommés internationales. ! ! ! Au bout de 20 ans quel montant total qu’on va payer (au minimum 384 millions X 2 fois ! ! ! 768 millions d’Euros. C’est de l’argent qu’on doit payer un jour en devises SVP ? ? ?)..

Honnêtes tunisien(ne)s de toutes les tendances politiques : sommes nous aussi stupides pour accepter d’embarquer dans un gros fiasco financier les yeux fermés ? Quelle est la position des leaders de l’Opposition tunisienne ? Pourquoi je ne vois pas de réaction individuelle et collective quand il s’agit d’hypothéquer l’avenir de nos enfants ? Est-ce que l’opposition accepte cette grosse arnaque de 384 millions d’Euros sans brancher un mot ?

Où sont les Dr Marzouki, Me Chabbi, l’expert Chammari, Prof Charfi, Juge Yahyaoui, Prof Chamkhi, le militant Hamma, la lionne Ben Sedrine et Cie ? Il est temps de se réveiller ! ! ! la maison est entrain de brûler ! ! !

Il y a trop de mystère dans cette affaire, pourquoi ne pas faire une enquête pour connaître les sept entreprises étrangères qui participent à ce projet, qui sont-elles :

A- Qui sont ces trois entreprises européennes : Aéroports de Paris, Hochlief Airport, Aéroports de Nice-Côte d’Azur ?

B- Qui sont les deux entreprises américaines : un consortium, American international Airport (USA), associé à deux entreprises italienne (Gemo) et argentine, et un consortium mexicain ;

C- Qui sont les deux dernières entreprises présélectionnées sont le groupe africain Airport Compagny South Africa et un groupe turc (Tepe Insaate et Akfen).

Il y a de la fumée, ca sent très mauvais, ça pu à plein poumon, il est temps d’arrêter cette hémorragie, la Tunisie est trop endettée. Je n’ai pas besoin d’avoir un doctorat pour m’assurer que les aéroports que nous avons actuellement (Tunis, Sousse, Monastir, etc.) peuvent amplement faire l’affaire pour longtemps. Est-il logique de dépenser 384 millions que nous allons rembourser le double au bout de 20 ans pour remédier seulement à deux mois achalandés de tourismes à rabais ! ! !.

Pour votre information, à chaque 3 minutes un avion décolle de l’Aéroport JF Kennedy (USA) et pourtant on n’a pas construit un autre aéroport à 100 km ? Y-t-il quelqu’un qui peut medire c’est quoi la Vérité ?

 

Abdo Maalaoui, MBA, Industriel

Montréal, Canada

maalaoui@yahoo.com

 

(Source: le site www.reveiltunisien.org, le mercredi 17 novembre 2004)


 

Réaction de « Saber Fadded” Ingénier-Chercheur.

 

Tu veux la vérité mais de deux choses l’une soit t’es naiif de l’autre soit tu ne connais pas la Tunisie la vraie. Mais de quelle vérité tu parles. Sincèrement entre nous 300 ou 400 millions d’euros ne sont rien devant ce qu’a déjç eu les Trabelsi Ben Ali et autres Chiboub. Un aéroport de plus un stade de plus (Rades) qui ne sert que 2 à 3 fois par an au grand max, bouff ce n’est rien l’essentiel c’est de donner l’illusion de faire de grands chantiers tu piges cela s’appelle de la poudre aux yeux ou la folie des dicatateurs. T’as compris tawa. Chouf Bourjouliya wbilAarbi coupe d’afrique foot 1992, jeux-méd en 2000 coupe du monde hand 2005 et entre eux des jeux de calibres différents, des petits projets par ici et par là c’est faire semblant de faire quelque chose tu comprends Amigos. T’as raison cela sera un fardau énorme à porter mais tant que le peuple se contente d’avoir de quoi se payer BAKOU CRistal Hakk Capuccin et Khobza et accpete pour ça les humiliations au quotidien tant que le peuple adopte la politique de Akhta RAssi Wadhrebb c’est peine perdu. Il faut lutter de la base tout ce que les intello que t’as cité et avec le grand respect que je leurs resérve ne peuvent rien changer, il faut faire bouger les gens la masse la foule et jusqu’à maintenant il n’y a pas eu ni la personne ni les conditions adéquates pour faire cette révolte. En attendant continuons à bavarder sur le net. Michel Moore dit que le fait de se révolter sur le net est très mauvais pour la révolte des peuples et il a raison, car cela permet aux gens de se défouler et donc ils n’auront plus la force et l’energie de faire l’act fou qui leur permttera un jour de se libérer complètement. A méditer.

 

Pauvre Tunisie.

 

(Source: le site www.reveiltunisien.org, le 18 novembre 2004)

 

 

Tunisia: Behind the Western mask

 

     Khaled Hroub    (*)

 

Friday, November 19, 2004Until recently, people wanting to use Tunisian Internet cafes, which are owned or supervised directly or indirectly by the state, were asked to present ID cards or their addresses. It is ironic, then, that Tunis succeeded in attracting the world’s most prestigious summit on the free exchange of information. Tunisia is a small and quiet country that is hardly ever in the news. Since 1987, when the current president, Zine el-Abidine Ben Ali, took power in a bloodless palace coup, the state has staged presidential referendums every five years, the latest on Oct. 24. A cynic might say that its result – 94.5 of the electorate in favor of the standing regime – represents a huge leap toward « political liberalization » compared with results of the earlier polls: 99.4 percent for the regime in 1989, 99.7 percent in 1994 and 99.5 percent in 1999. There has been scant reporting on this theatrical state of affairs by Arab media, most surprisingly by Al Jazeera. The regime has been highly successful in silencing not only the national press but also regional media. On Al Jazeera alone, at least three programs have been canceled before their scheduled broadcast after pressure from Tunis. Unfortunately, this is normality in an authoritarian third-world setting. What is amazingly abnormal, however, is that such authoritarianism was rewarded by being allowed to host the second round of the World Summit on the Information Society earlier this week. In the summit’s first round in Geneva, participants – including Tunisia – declared their « common desire and commitment to build a people-centered, inclusive and development-oriented Information Society, where everyone can create, access, utilize and share information and knowledge … premised on the purposes and principles of the Charter of the United Nations and respecting fully upholding the Universal Declaration of Human Rights. » Meanwhile the government’s silencing of the national press has deprived its political opposition of even the smallest opening to express critical views. Ben Ali’s Tunisia is a bizarre story. On the one hand the state has succeeded in projecting a polished image, proclaiming secularism, democracy and modernity with the loudest of noise. These values have, of course, their « Tunisian versions » and « specificities » that often strip them of meaning and substance. Using such « values » Ben Ali won two constitutional amendments allowing him to extend his term in office. According to human rights organizations, the state under the « Tunisian model of democracy » has exercised the most oppressive measures against the most basic of human rights. Meanwhile, Washington has allocated to Tunis the regional offices of its Middle East Partnership Initiative, meant to spread democratization throughout the Arab world. The state security apparatus has rapidly built a draconian structure unique in the region. Seemingly impervious to the mounting criticism of Western human rights groups, the regime is extremely sensitive to the Arabic press. Accordingly, Tunisian ambassadors across the Arab world have been working more as censorship officials than diplomats. Filing complaints and threatening to cut off diplomatic relations for the tiniest of issues has been standard practice of overworked Tunisian officials. If a newspaper, even in discussing apolitical issues having nothing to do with Tunisia, interviewed a member of the opposition from inside or outside Tunisia, its editor would be bombarded by all kinds of attacks and pressures. Tunisian diplomats would raise the issue with the highest-ranking people in the country that had power over that newspaper. Anecdotes in Arab media circles about Tunisian intimidation and ultrasensitivity are amazing. A number of Arab thinkers, for example, were not allowed to attend seminars in Tunisia because they had befriended Tunisian thinkers who are hated by the regime or had co-authored publications with them. How has Tunis managed this sleight of hand? By emphasizing secular discourse, the regime has offered the West a comfortable illusion. It is not the secularism of the Baathist regimes of Syria and pre-invasion Iraq. Nor is it the secularism of the monarchies of Jordan or Morocco, marred as they are by the principle of heredity. Here we have a republic that is westernized in its political positions and in the socio-cultural program of its elite, with extra doses of « democracy » jargon. For many Western governments Tunisia has been a promising example of an evolving modern and democratic state. During the 1990s Ben Ali’s regime was deservedly given credit by most international economic institutions for impressive improvement in Tunisia’s economic ranking. Yet an increasingly political authoritarianism has developed in tandem with economic liberalization and improvement, offsetting what would have been an otherwise truly successful model. (*) Khaled Hroub is director of the Cambridge Arab Media Project

 

(Source: International Herald Tribune, Friday, November 19, 2004)

 

 

منعرج غريب

 

تحية طيبة وبعد، لا شكّ أن المحطات الانتخابية تمثل فرصة بالغة الأهميّة لأي حزب سياسي لإبراز مواقفه وبرامجه وتوجهاته المستقبلية بحكم التحامه مباشرة مع المواطنين وهي مناسبة أيضا للمساهمة في تاطير الناخبين وذلك تيسيرا لمهمتهم يوم آدائهم الواجب الانتخابي الذي يقتضي الإدراك والتمعن وحسن النية مع المعرفة التامة بأبعاده وخلفياته وهذه المسؤولية موكولة لأحزاب ومكونات المجتمع المدني بمختلف الاتجاهات الفاعلة… وبما ان حركة الديمقراطيين الاشتراكيين تمثل إحدى هذه الخلايا من حقها ان تخوض أي معركة انتخابية بحكم أنها التزمت بالدفاع عن النظام الجمهوري والعمل على احترام دستور البلاد وأمضت وثيقة الميثاق الوطني عام 1988 والذي جاء منه  » إن الديمقراطية تقوم على التعددية في الرأي وفي التنظيم وتهيء متطلبات التنافس على الحكم وتقتضي التقيد بإرادة الشعب التي يعبر عنها في انتخابات دورية حرة ونزيهة بحيث تكون للأغلبية مشروعية اضطلاعها بمسؤوليات الحكم مع ضرورة احترام الرأي المخالف وحقوق الأقليّة « .

وبصفتي مناضلا داخل صفوف حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي انضممت إليها في التسعينات بعد الإطلاع والتمعن في اتجاهاتها وتوجهاتها الفكرية والأدبية والسياسية والعناوين التي رفعتها  » الاشتراكية والديمقراطية والهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي ». يوم 10 جوان 1978 تاريخ تأسيسها والمبوبة بميثاقها الذي التزمت فيه بـ:

 

النضال لكي تكون الديمقراطية أساس الحياة العامة بالبلاد والكفاح المستمر ضدّ التعسّف والعنف وانعدام التسامح.

محاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان والنضال من أجل إقرار نظام اشتراكي يضع التنمية الاقتصادية في خدمة العدالة الاجتماعية والعمل على حماية كرامة المواطن التونسي والدفاع عن حقوقه الأساسية وحرياته العامة. ولأني تحملت عدّة مسؤوليات بداخلها محليا وجهويا ووطنيا أيضا ساهمت من قريب وبصدق في فعاليات المحطات الانتخابية موزعة بين التشريعية والبلدية إذ ترشحت في الأولى عام 1994 و2002 وفي الثانية سنة 1995 و 2000 وساهمت أيضا في مؤتمر أميلكار 2002 وترأست لجنة فرز النيابات، وأيضا في مؤتمر 2004 الاستثنائي الذي كنت أتصور أنه سيكون محطة المراجعة والتقويم والتثبيت والسيف الذي سيحميها من الهزات والتناحر والتكالب والتطاحن وفيه تدفن مخلفات أزمة 1995.  لكن العكس هو الذي حصل واتجه المؤتمر إلى تعيين أعضائه مباشرة لعضوية المجلس الوطني والمكتب السياسي عوضا عن الانتخاب الذي يشكل الوسيلة الوحيدة لتحمل المسؤولية في جميع هيئاتها بالرجوع لنص الفقرة الأولى من الفصل الثالث من قانونها الأساسي المصادق عليه في المؤتمر الخامس الاستثنائي 28 و 29 مارس 1997. ومن ثم إتجه بها نحو الإنحدار ثم الانزلاق نحو الهاوية وخروجها عن خطها النضالي السليم ووظيفتها النقدية الهادفة المسؤولة (…) وهو ما خلق الحيرة والتساؤل وسوء الفهم لدى المتتبع للشأن العام الوطني خوفا من الرجوع بالبلاد لا قدّر الله إلى ماض ليس بالبعيد عانى منه شعبنا الأمرين لمدّة ثلاثين عاما، وأصبحنا في غنى عنه الآن وهو مرفوض ومنبوذ ولا نسمح حتى بذكره.. والسبب في كل ذلك مجموعة صغيرة طامعة متمردة استحوذت على مراكز القرار بطرق غير شرعية وغير قانونية غايتها من وراء كل ذلك التلاعب بعواطف المناضلين داخلها لتدمير أي نفس تقدمي يجتهد من أجل تقديم الإضافة حماية لمصالحها الآنية الضيقة عن طريق احتكارها لفضاءات المجالس النيابية في أكثر من مرّة.  كل ذلك على حساب النبلاء والصادقين المخلصين من أبنائها القادرين على تقديم الإضافة عن طريق المقارنة والمقاربة والتصورات والبدائل للتقدم بالوطن والسمو به نحو الأرقى لو توفرت أرضية ملائمة،  ولكن للأسف الشديد العكس هو الذي حصل وحل محله التوتر والانفعال والدخول في المزايدات الكلامية.  وعلى تلك الحالة دخلت المعركة الانتخابية أكتوبر 2004 بدون عنوان. أي بيد فارغة والاخرى لا شيء فيها، ورغم ذلك تصدرت أحزاب المعارضة في النسبة الممنوحة بأربعة عشر مقعدا من جملة سبعة وثلاثين. وما يمكن قوله في هذا الاتجاه أنه سيأتي يوم تكشف فيه الحقائق ويبوح التاريخ في طياته الكثير وهو لا يرحم، فالوطن امانة بين أيدينا وهو في عيوننا وقلوبنا جميعا نحن معشر التونسيين والتونسيات ولا بد من خدمته بصدق وإخلاص وتفان وحسن نية والابتعاد عن الحيل لأن  » الحيلة في ترك الحيل « .

 

عمر البلومي

عضو المكتب المسير لجامعة بنزرت

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 286 بتاريخ 12 نوفمبر 2004)


الواقع المادي للصحفيين لا يشرف بلدا له أربعة آلاف سنة من الحضارة

 

سليم بوخذير – صحفي تونسي  

 

لم تعد لنا وزارة إعلام في تونس وبالتالي لم يعد لنا وزير إعلام، مثلما حاول الخطاب الرسمي افهامنا ذلك سنوات، ولكن وإن كان  هذا الامر صحيحا ظاهرا، فعمليا هو غير صحيح، ذلك أن جميعنا يعرف أن السلطات مازالت تشرف على كل كبيرة وصغيرة في قطاع الإعلام والتعليمات مازالت تصدر لتمنع هذا التوجّه بالصحف وتجيز ذلك. وهذا يعني ببساطة أن هناك شخص مشرف على هذا القطاع تصدر منه التعليمات، أو بالأحرى مازال هناك وزير إعلام وحتى لو لم تكن له وزارة إعلام.

إلى هذا المشرف أريد أن أوجّه أسئلة بسيطة للغاية ومعدودة، وذلك لقناعتي بأن من واجبه الاستماع إليها بوصفه موظفا عموميا.

أنا ببساطة يا سيدي الآمر الناهي في قطاعنا الإعلامي لن أسألك عن أي شيء من غير الجائز مناقشتك بشأنه وأنا العارف أننا نعيش في ظل نظام لا يعجبه إرساء تعددية حقيقية في إعلامنا…

لن أسألك مثلا: لماذا يتواصل غلق وسائل الإعلام أمام كل الأصوات والآراء الحرّة لتعبّر عن نفسها، لأنني أعرف أن ذلك مستحيل على نظام يريد أساسا الاستماع فقط إلى المهللين المكبّرين له الداعين له بدوام الحياة وبدوام دوام الحياة. 

لن أسألك أيضا لماذا لم تسمحوا بصدور عناوين صحفية جديدة لا سيما لأصحاب الآراء الجريئة من الراغبين في إصدارها ؟  ولن أسألك لماذا ظلت التلفزة التونسية مثلا، نموذجا نادرا من بين الفضائيات العربية، من حيث رداءة الشكل وبؤس وهزال المضمون وانغلاقها الكامل على كل موقف مناوئ للنظام الذي تنتمون لمؤسساته ؟

لن أناقشك أيضا: لماذا لم يسمح سوى بجريدة يتيمة تعبّر فعلا بصدق وجرأة عن مشاغل جميع التونسيين هي جريدة  » الموقف  » ؟ ولا، لماذا تمارسون كل أشكال الضغط والحصار على هذا المعقل الإعلامي المناضل الاستثنائي، لأنني أعرف حجم مصلحة النظام من هذا الحصار المتواصل…

لن أسألك أيضا لماذا آلت الإذاعة التونسية الخاصة الوحيدة لشخص بعينه ؟ لأن كل التونسيين يعلمون السبب، ولا لماذا كان شكلها ومضمونها بكل هذه الدرجة من محاولة التسكين لجراح شبابنا المسلط عليه سيف البطالة والتمييع في آن ؟

لن أسألك لماذا لم تسمحوا بمكتب لقناة  » الجزيرة  » في تونس ؟ ولا لماذا لم يرق لكم أن يكون الزميل لطفي حجّي بالذات مندوب القناة في تونس ؟ لن أسألك أيضا لماذا يسعى سلطانكم في الخفاء والعلن، في كل مؤتمر لجمعية الصحفيين أن لا يصعد على كرسي زعامة مكتبها إلا الموالين بشدّة لحزبكم ونظامكم ؟

ولن أسألك لماذا مورست علي عديد الإعتداءات البدنية والمعنوية منذ تاريخ طرح سؤال  » ما يعجبشي  » في ندوة صحفية ( 7 اوت 2004 )، ولا لماذا وجدتني فجأة مطرودا من الجريدة التي كنت أعمل بها وموضوعا بقدرة قادر في جريدة أخرى كصحفي أنال راتبا وغير مسموح لي بالكتابة أصلا ؟ ذلك لأنني أعرف جيدا أن هذا المآل ( الذي رفضته نهائيا ومبدئيا وقطعيا ) هو المآل الذي تريدونه لكل صاحب لسان سليط من أمثالي ؟

لن أسألك بتاتا عن أي أمر من مثل هذه الامور الكبيرة، فكيف يسأل مسؤول في نظام معين على تفانيه في نفع النظام الذي ينتمي إليه…

أنا سأسألك فقط عن أشياء أبسط من هذه بكثير، ولا نفع لنظامكم في استمرارها كما لا ضرر من زوالها…

سأسألك ببساطة عن خبز الصحفيين، عن لقم عيشهم… عن حقوقهم الاجتماعية الضائعة، عن غياب هيكل يدافع عنهم بإعتبار أن الجمعية مستقيلة من دورها والنقابة مقالة من أداء مهامها. فأي مصلحة لنظامكم الحاكم يا سيدي المسؤول في أن تصل الأمور بصحفنا إلى حدّ ان ينال الصحفيون المتفرغون لأجور تقل في حالات كثيرة عن أجور عمال البناء. وكيف تصل الامور إلى حدّ أن يبيح عديد مديري الصحف لأنفسهم حق حرمان كل صحفييهم من حقّ الضمان الاجتماعي وغيرها من الحقوق. لقد وصل الأمر بإحدى اليوميات مثلا إلى درجة أن أباح ربّ اعمل لنفسه طرد أكثر من صحفيين دفعة واحدة والقضايا المرفوعة بالمحاكم تشهد بهذا… كما وصل به الأمر إلى أن حرم كل الصحفيين من الهاتف واستعمال جوالاتهم الخاصة للحصول على الأخبار التي يكتبونها في جريدته.

إن واقع الحال بهذه الجريدة ليس استثناء فأغلب مديري الصحف لهم درجات متفاوتة من نفس هذه الممارسات والتجاوزات في حق الصحفيين… ولا تقولوا لي أنها صحف خاصّة لا دخل لكم في تسييرها، فكلنا يعرف أنكم تشرفون عليها ولو عن بعد وسلطتكم عليها كبيرة… فتأشيرات هذه الصحف التي يمتلكونها أنتم من منحتموها.. وصفحات الإشهار المتدفق عليهم من ما لنا العام تصدر بتعليماتكم، والمحاكم التونسية لا تصدر أذونا بتنفيذ الأحكام المدنية بالتعويض للصحفيين المطرودين، بسبب رعايتكم لمديري هذه الصحف.

فأي مصلحة لنظامكم في هذه المهزلة المضحكة المبكية التي تتلبد كل يوم بواقع الصحفيين ؟ أي مصلحة في أن يشار اليوم، في المحافل الدولية إلى الصحفي التونسي على كونه الصحفي الأوفر حظا في العالم من الجوع والحرمان من الاجور الدنيا والاحاطة الاجتماعية وحتى حق السكن ؟

لماذا ينال مديرو الصحف مليارات من المال العام بتعليماتكم ولا ينال الصحفي منا حتى مجرد دنانير تكفي لتسديد ثمن تذاكر المترو الخفيف ومعلوم كراء حجرة او حجرتين على الأكثر ؟ لماذا لا تسمح أجور الصحفيين حتى بسداد ديون  » العطّارة  » كل شهر وثمن  » كارطة  » أو اثنتين بالهاتف الجوال في أقصى الحالات كل شهر ؟

هل تتشرفون بهذا الوضع المهني للصحفيين ؟

وهل هذا وضع يشرف أصلا بلدا له أربعة آلاف سنة حضارة ؟

 

 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 286 بتاريخ 12 نوفمبر 2004)

 


تأملات في التدين الرمضاني

 

سليم الزواوي

 

لا تخطئ عين الملاحظ حين ترصد الارتفاع الواضح لمنسوب التدين في شهر رمضان في اوساط عديدة من المجتمع بتونس وسواها من البلاد العربية الاسلامية، وهذا الامر اعتدنا عليه وبات مع العقود المتوالية بل والقرون المتعاقبة جزءا ممن تقليد راسخ وان لم يحظى بعد بالدراسة الكافية من لدن علماء الانسانيات في حقل الدين والتاريخ والاجتماع والحضارة. ومن جهتنا نرى الامر حري بالدراسة والاستكشاف حتى نقف على عفوية التعاطي الشعبي او المجتمعي مع التقاليد الدينية بعيدا عن التوظيف السياسوي او المسبقات الايديولوجية التي تحول الدين من رافد حيوي للتلاحم الجمعي والتضامن الجماعي والانتماء الهووي الى قاصم لنسيج الترابط الاجتماعي والامتداد الحضاري ومبدد للراس مال الرمزي الذي تسعى الجماعة بطقوسها وتقاليدها لاعادة انتاجه على نحو يضمن استمراريتها ويدعم عناصر التوحد والتناغم في صفوف اجيالها المتعاقبة. في ضوء المعاني السابقة يمكن تن تستوقفنا جملة من الملاحظات التي ينطق بها التدين الممارس في سلوك الناس طيلة هذا الشهر الاستثنائي في دورة الحياة، نعني به شهر رمضان الكريم. في البداية لا بد من التأكيد على انه ليس هناك دين بل هناك تدين، فطبقا للمنهج الفينومينولوجي كل وعي بشيء ما، من هنا فالدين ليس في نهاية المطاف سوى ما نقرأ من معطيات نصية تنسب للقداسة، وما نتمثله من تعاليمها وما نمارسه باسمها وضمن دائرتها التاويلية، فالتدين لا يعاش كحالة مطلقة، أي في كل وقت وكل مكان، والا استحالت الحياة كلها ضربا من الذوبان الكلي في الميتافزيقيا واغترابا شاملا عن الواقع بثقله المادي ومتغيراته الحية ومعطياته الفاقعة، وانما يعاش كتموجات روحية تعلو وتنخفض تبعا لتدرج المؤمنين في مراتب الايمان ونشدان القرب من المتعالي، في ضوء هذا الفهم لا يمكن ان نصغي لاصحاب الرؤية الطهورية التي تدمغ التدين الشعبي بالمروق والانحراف، كما تمارس ازاءه اغرب سلوكات الاستعلاء والتحقير على ما نرى ونسمع في اكثر الفضائيات الخليجية ذات المرجعية الوهابية متجاهلين طبيعتنا البشرية وكينونتنا التاريخية التي تابى علينا ان نتمثل الدين في حياتنا اليومية تمثلا ملائكيا لا يأتيه خدش من « الباطل » او مس من « الشيطان ». في الحقيقة ليس هناك من دين يحتفظ ببكارته على الدوام، فبمجرد تموضعه في التاريخ وتماسه مع حاجات البشر وحيل العقل ومتطلبات الجسد وضغوطات الحياة حتى يطاله النسخ والتحويل طبقا لاستراتيجيات الفهم والتأويل الملبية لحاجات الإنسان وشروط تحقيق وجوده المبدع والمنشرح. وبالعودة الى واقع الممارسة اليومية في هذه المناسبة الرمضانية لا نرى ان الاندفاعة الدينية التي تغمر الوجدان الجمعي تتخذ بالضرورة تعبيرا متجها ووجها كالحا عند عموم الناس فتثنيهم عن التعاطي المرح مع مناشط الحياة او تحملهم على الزهد في ملذات الوجود وانها عل النقيض من ذلك غالبا ما تكتسي طابعا صاخبا ومنفتحا على شتى المباهج والمسرات ومن هنا كثيرا ما يقترن شهر العبادة والصيام- وعلى عكس الصورة الكالحة والمتوهمة عنه- باطلاق الرغبات المكبوتة والشهوات المقموعة من عقالها، فيزداد الاستهلاك ويتضاعف الطلب على المتع باصنافها والتسلية بانواعها من دون ان تخالج الجماعة المؤمنة ادنى شعور بالتناقض او الازدواجية، ذلك هو التدين الرمضاني على ما يمارسه الناس منذ قرون أي التدين الحي والمنسجم مع مقتضيات الاجتماع الانساني والكينونة البشرية، وليس التدين المفارق والمعلق في مدونات التفاسير البالية والقراءات المجنحة في سماء المثالية والنقاوة الملائكية المخاصمة لطبيعتنا البشرية والمنكدة لاسباب السعادة الدنيوية. لا شك ان هذا الوعي السعيد كما يترجمه التدين الشعبي على مر القرون لا يصادر حق البعض افرادا وجماعات ان يمارسوا تدينهم وفقا للطريقة التي يرونها ملائمة لفهمهم ومستوى اقتناعهم بالمسألة الدينية، فالتدين ليس ممارسة اجتماعية خالصة يتعين على الفرد استنساخها وإعادة انتاجها على نحو اجتراري وقطيعي وتكراري وانما لهذه الممارسة الطقسية بعدها الذاتي والحميمي، من هنا ليس هناك ما يمنع على الفرد ان يمارس تدينه على نحو مثالي شريطة ان لا يجعل من ممارسته الذاتية وسلوكه الذوقي وايمانه الشخصي معيارا ينقاد له الآخرون طوعا او كرها حتى لا يتحول تدينه اغترابا عن الجماعة واستعلاء على ممارستها الطقسية ولا تستحيل نزعته الطهورية وصحوته الروحية امارة على دنس الجماعة وانحرافها عن السوية. نخلص من كل ما سبق الى ان التدين الرمضاني في بلادنا يبقى من الفرص المتاحة دائما للروح الدينية ان تعبر عن نفسها وزخمها بكل عفوية وتلقائية ضمن لحن جماعي متآلف ومتناغم تنصاع له النفوس المتعبة من لهاث الحياة اليومية وتراكمات الهموم الذاتية ومن صدمات العوارض الطارئة والقاسية، غير ان هذه الروح الدينية البعيدة عن محبس التزمت وقيود التشدد لا تنفك عن الانفتاح على مظاهر الحياة المنشرحة والسعيدة وكانما هي ترجمان صادق ومطابق لقول مأثور ومحظور في الوجدان الشعبي « اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا »

 

(المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية، العدد 433 ليوم الجمعة 12 نوفمبر 2004)


يوم عادي في بلد غير عادي !

في يوم عادي وتفاعلا مع حدث عادي، جريمة السكر والتشويش والاعتداء العنيف على أملاك وامن المواطنين الآمنين، رأى نفر، وحسب الرواية البنعليزمية شرذمة، أن يقدروا الأمور تقديرا مغايرا.

تقديرا يرون فيه عسفا وفبركة لوقائع وتحويل الضحية لجاني وأثث لذلك النظام البنعليزمي بما يملك من سطوة على الأجهزة ومشركة في الفساد والإفساد لأعوانه النافذة في هته الأجهزة، ولنا في محرز بوقة بعض عينة –  وهنا اذكر أنه وللأسف قد عرفت هذا البيدق في أيام خلت.

في مثل هذا اليوم العادي قرّرت « الشرذمة » ان تحتج وتتضامن مع « المجرمين » جلال ونجيب ولوممبة، احتجاجها كان مسالما ويندرج في إطار المقاومة السلبية، وهذا على حد علمي لا يمكنه أن يهددّ أمن وسلامة النظام والعباد والبلاد. غير أن دولة بن علي لا يمكنها إلاّ أن تكون « خلاقة » وتجعل من العادي في بلادنا حدثا استثنائيا.

فما الخطر الذي يمكن أن ينتج عن اجتماع « شرذمة » وفقا للتصنيف البنعليزمي وهو تصنيف « رسمي » في بيت عادي لمواطنة لا تمتلك دبابات ولا حتى قنابل مولوتوف، بيت المواطنة راضية النصراوي، اجتماع أرادت من خلاله هته « الشرذمة » أن تمارس فيه حق التضامن والاحتجاج بإعلانها إضراب جوع دعما « للمجرمين ». هذا في حدود فهمي يندرج في إطار التفاعل مع المعطى وهو أساس من أسس الحياة دونه الموت، فمن لا يستطيع أن يتفاعل مع المعطى هو بحكم الميت.

في بلادنا،  بلاد أرادها بن علي أن تكون مقبرة، جند ما يفوق عدد « الشرذمة » من بوليسه ليضربوا حصارا على البيت وقد وصل بهم حد استسلامهم للأوامر إلى منع صاحبته من العودة إليه.

هكذا يحول النظام البنعليزمي نشاطا عاديا للناس إلى شيء غير عادي يستوجب تحريك فيالق غربان الموت ليعيدوا « النظام » لبلاد أرادها بن علي أن تكون مقبرة. وتريدها « الشرذمة » المطاردة بلاد حياة.

لوممبة المحسني

17-11-2004 


 

رُحماك ربّـي

 

عبدالحميد العدّاسي    

 

منظمة العفو الدولية تنتبه في غفلة من نفسها إلى انتهاك قواعد الحرب المتعلّقة بحماية المدنيين و المقاتلين الجرحى بمدينة الفلّوجة .. و لأنّها تعتني بـ »حقوق الإنسان  » ، فقد وزّعت الخُروقات المرصودة بين الوحش الغازي المحتلّ و بين المدافع عن بلده و عرضه و ماله و دينه .. ثمّ طالبت بجرأة لا يتوخّاها إلاّ دوليّ مقرّه بلندن بالتحقيق في جميع الانتهاكات و مقاضاة المسؤولين عنها . ثمّ علّقت بلغة تشلّ الدّماغ و تدعو الدّماء إلى الإضراب عن الدوران في الأوردة و الشرايين فقالت :  » تخشى منظمة العفو الدولية أن يكون مدنيون قتلوا بسبب عدم اتخاذ أطراف القتال الاحتياطات الضرورية لحماية غير المقاتلين وذلك في إخلال بالقانون الإنساني الدولي . » .. وحريّ بنا أن نتوقّف هنا مع هذه المنظّمة أو غيرها لنتساءل : عن أيّ قانون دولي يتحدّثون ؟! أعن هذا القانون الذي سمح لأحفاد رعاة البقر المتخلّفين الساقطين بالرعي في أرض غير أرضهم و تحت سماء غير سمائهم ..! أم هذا القانون الذي سمح للصهيوني الحاقد بغزو بلاد الإسلام في غفلة من أهلها الذين تفرّغ الكثير منهم للقيام بدور الوصيفات عند أصحاب الكراسي و المراكب الفاخرة و عند ذوي الشعور المدهونة و الرؤوس المداهنة ..! أم ذاك القانون الذي جرّأ القوي على الضعيف فداسه بما يملك من آلة حربيّة بغيضة فاحشة صُنِعَتْ خصّيصا لمحاربة أهل الفضيلة و لقنص أهل الإسلام حيثما كانوا ..! أم ذلك القانون الذي تعامى عن كلّ ما تقوم به الآلة اللقيطة في أغلب الداخليات عندنا ضدّ دعاة الحريّة و الكرامة و الاستقلال ..! و عن أيّ إنسان و حقوق يدافعون ؟! و لماذا هذا الاهتمام بالصبي الذي ظلّ ينزف حتّى الموت أو بذاك الشهيد ( نحسبه ) الذي قتله أبناء الحرام ببيت الله في الفلّوجة و التغافل عن الحديث عن المئات بل ربّما الآلاف الذين دفنوا أحياء تحت الأنقاض ؟! ما هذه الإنسانيّة المزيّفة التي علّمنا إيّاها  » الفاتحون  » القادمون من بلاد  » الأنوار و الديمقراطيّة « ..؟! ما هذه الهرولة و هذا الالتفاف المخزي حول خبر اختزل دمار بلاد و محاربة دين و إبادة شعب في إمكانية محاكمة جندي خبيث من شجرة خبيثة أجهز على جريح ببيت من بيوت الله تطبيقا لتعليمات سيّده الذي أعلن بصراحة لا يحسنها المنتسبون إلى الإسلام أنّه خرج في حرب صليبية مدمّرة ..!

إنّ القلم ليعجز حقيقة عن الكتابة بمصطلحات فقدت معانيها و زاغت عن مدلولاتها . فلا الصدق صار صدقا و لا الكذب بات كذبا و لا الظلم أمسى ظلما .. و الأمم المتّحدة اتحدت لضربنا و أشهدوا على ذلك حكّامنا . و المنظّمات تنظّمت للعمل بالقانون الدولي الذي لا يقنّن إلاّ لقتلنا .. و الحريّة ضرورة للغرب و تعني الخبز الأسود عندنا .. و الديمقراطيّة معناها التخلّي عن أهمّ مقوّماتنا .. و الحديث عن الإرهاب في حقيقته محاربة لهويّتنا .. و الإبادة الجماعيّة واضحة في دارفور سوداننا .. و أسلحة الدمار الشامل خفيفة بأيماننا .. ألا لعنة الله على الكاذبين ! أفّ للخونة المارقين ! تعسا للجبناء القاعدين ! سحقا  » للفاتحين  » الناقمين ! رحم الله إخواننا المجاهدين و جزاهم عن الإسلام خير الجزاء و ثبّت من بقي بعدهم و فرّحهم بالنصر على عدوّهم الذي هو عدوّنا ، و لا نامت أعين الجبناء و المتاجرين بأعراض المسلمين.. و حسبنا الله و نعم الوكيل …

 


كش مات الملك

 

بقلم ام فاروق

 

مات عرفات.. وإنتقل إلى جوار ربه , نسأل الله أن يكون قد لقيه شهيدا كما تمنىدائما,  ولو أن رفاق دربه  من مجموعة أوسلو يستبعدون  أن يكون قد سمم  حتى لا يحملوا شارون مسؤولية دمه ويفضلون أن  يكون موته المفاجئ  نتيجة  وعكة صحية ألزمته الفراش وأدت إلى وفاته… نهاية يكرهها كل  قائد خاض معارك وصراعات شتى من أجل قضيته  وكان الموت والإغتيال يترصدانه في كل لحضة ولكن , وكما قال خالد  إبن الوليد رضي الله عنه ما في جسدي إلا ضربة سيف أو طعنة رمح وها أني أموت في فراشي كما يموت البعير ألا نامت أعين الجبناء…

مات الختيار كما يحلو لأهل فلسطين أن يدعوه… وقد كان طيلة حياته االمخضرمة رقما صعبا في رقعة شطرنج تداول على اللعب فوقها زعماء وقادة كثر من  عبد الناصر وخروتشوف وكيسنجر ونيكسون وغولدا مائير وبيغن والملك حسين والسادات والاسد  ألخ إلخ… رحلوا جميعا ولم يرحل الختيار بل صلبت مواقفه في السنين الآخيرة وإستمسك   بعدم التفريط في القدس وحق الآجئي ن في العودة… ورقة التوت الأخيرة التي منعت سقوطه في عين شعبه بل كان صموده ربما تكفيرا عن خطيئة أوسلو التي  طعنت ظهر المقاومة  وشلتها  لفترة طويلة…

رحل أبو عمار أو رحل قسرا.. لمن طالت عليهم فترة حكمه وأرقتهم صلابة ما تعودوها من رجل يرونه مثل الزئبق الذي ما يكادوا يحشرونه في نفق أوسلو حتى  ينساب من جحر كامب دايفيد   ليرتمي في حضن شعبه الذي لا زال يحتفظ لديه بكثير من الولاء التاريخي برغم سقطاته بين الفينة والآخرى… , ولاء   هو لشخص ياسر عرفات كزعيم  يجمع في تركيبة شخصيته كل أطياف المجتمع الفلسطيني بشقيه المسلم والمسيحي , وهذا هو الذي يميزه عن بقية رموز السلطة ممن  تلوثت أيديهم بخيانات ظاهرة وباطنه  ممن ساهموا في حصاره ودفنه حيا … فخارطة الطريق الجديدة  والتي تعد بدولة فلسطين سنة 2005 لا يناسبها أن يكون الختيار من ضمنها فأعصاب سادة العالم لا تتحمل مراوغات أبو عمار ولا وجوده أصلا… كما أن   عرابي أوسلو ملفوضون بالتمام والكمال من شعب  فلسطين وروائح فسادهم السياسي والأمني تزكم الأنوف…  هم يدركون هذا جيدا وهم لذلك يكرمون لحييهم بأيديهم  فأعلنوا أنهم لن يترشحوا للإنتخابات المقبلة …  

المسرحية قاربت على الإنتهاء والزعيم الذي يعدونه من وراء الكواليس ينتظر لحضة الصفر ليكون خليفة لعرفات بعد أن وضع له على عجل بعض البطولات المصطنعة وبعض السنين من السجن لم تفلتها عدسات الكميرا كي توجد له تاريخا  موثقا صوت وصورة برغم قصره…    

المسرحية تكاد تكون مكتملة في ذهن تامواطن العربي البسيط الذي تعود هكذا مسرحيات سخيفة ومكشوفة أتت بزعماء  كانوا صنائع حقيقية للأستعمار وللمخابرات الأجنبية التي صورتهم في البداية كمحررين لشعوبهم حتى تقبل بهم تلك الشعوب  الغلبانة ولما تمكنوا من  رقاب الخلق أداروا  لشعوبهم ظهر المجن  , بعد أن أخلي لهم الطريق و صفي أغلب الرجال الآحرار ممن  يستحيل شراء ذممهم وممن لا تعرف الخيانة طريقها  إلى قلوبهم….    

  فكانت نهايتهم طلقة رصاصة   غادرة أو طعنة قلب محكمة ولما لا صاروخا يمحي كل أثر

لك الله يا شعب فلسطين وأعانك على ما يحاك لك بليل.. ولا  تفاجأ إذا  أو يتوقف قلبك إذا رأيت أن إمريكا وأخواتها ستقف معك لأول مرة في أن تختار رئيسك الذي لا يفوت الرئيس المبارك أن يكون طرفا فيه… لقد إختاروه لك مسبقا    كما أختير كل حكام العرب …  فلا يغرنك ذلك,,,

هذه ليست بنبوءة أو ضرب للرمل بل هو إستقراء لتاريخنا   مع زعمائنا وأشباه قادتنا .. ومحاولة لعكس مقولة  رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة أن مشكلة العرب أنهم لا يقرؤون التاريخ وإذا قرؤا التاريخ لا يفهمونه..  لقد قرئنا ومللنا و  شبعنا سيناروهات فاشلة  من كمال أتاتورك وحتى بورقيبة… ومن  شاه إيران حتى نوريغا   … وأخر الكلام يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

 


 

أصوات من مدينة الظلام (الحلقة الثانية)

فاضل السّــالك « عاشق البحر »

 

الإهداء

 

** إلى الطغاة الذين قطعوا الحرث والنسل وكلّ الذين كانوا خلفهم أذنابا لا كلابا … إليهم لعنة تمتدّ على مدى التاريخ

** إلى تلك الآلاف المؤلفة من الشباب والكهول والشيوخ والنساء والأطفال الذين دفعوا ما لم يدفعه سوى أصحاب الدعوات الصادقة … إليهم قبلة على كلّ جبين أركس بيد الطغاة

** إلى كلّ الذين وقفوا صامدين في وجه الظلم ولم يتحولوا عن مبادئهم أشخاصا ومنظمات على اختلاف مشاربهم ولم يقبضوا ثمن الصمت والتعتيم مناصب ولا مراتب … إليهم اعترافا بالجميل الذي سيظلّ معروفا في رقاب الأحرار

** إلى كلّ الذين خانوا الإنسان والوطن وتربعوا على الخراب يلوكون اسطوانة التقدم والتحضر والتمدن والتنوير…

** إلى كلّ الذين غرسوا سهامهم في صدورنا, في أحلامنا, في أنفسنا… نقول لهم لن نموت… لن نموت … وسنبعث من جديد

** إلى كلّ الذين شاركوا في الجريمة بالفعل أو بالصمت

إليهم كلّهم نقول كلّ من زرع حصد …

 

من أنا …؟؟؟

 

أنا الطفل … أنا التلميذ … أنا الطالب … أنا المدرس … أنا المهندس … أنا المفكر … أنا الأرملة المعلقة … أنا الأمّ المعذبة … أنا الشيخ المسن …أنا باختصار كلّ من داسته رحى الطغيان …

 

من أنتم …؟؟؟

 

أنتم سادتي القضاة … أنتم سادتي المحققون … أن سادتي السجانون … أنتم سادتي رعاة القانون … أنتم الصامتون … أنتم المتواطئون … أنتم باختصار كلّ المسئولين

 

نحن دفعنا, وأنتم … !!!

 » إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحبّ الظالمين » صدق الله العظيم

 

صوت الزهور المسحوقة

 

أنا يا سادتي

ذالك التلميذ … الذي كان يحمل بين ذراعيه محفظة العلم وأقلام الحرية والحق والعدل والتقدم … أنا من كان يحمل الأمل إلى غد أسمى …

أنا التلميذ الذي لا زال يتدرج في سلم المعرفة وهو يخطو خطواته الأولى حول إنسانيته ومجتمعه وأرضه…

أنا التلميذ الذي ترك اللهو والمجون والتلاعب بمشاعر البنات وتكديس الخليلات والتنقل من فتاة إلى أخرى يعد هذه ويخلف الأخرى ويمضي يفتش عن ثالثة, يتسكع في شوارع المدينة لا حياء له ولا يوقر تقاليد أو كبيرا, الكلّ يخاف منه والكلّ يتجنّب بذاءته.

أنا التلميذ الذي ترفّع عن التفاهات والتهميش وتحدى الصعوبات وسلك طريق العلم وكان من الأوائل. لا زلت أذكر ابتسامة المعلم لرؤيتي ونشاط الأستاذ بحضوري. قد قيل لي أنّ الأقسام باتت كالكنائس لا تسمع فيها سوى آمين …

أنا يا سادتي ذلك التلميذ الذي أدرك قيمة المعرفة لا تزال ترن في أذنيه كلمات « من علمني حرفا كنت له عبدا » و » قم للمعلم ووفّه التبجيلا / كاد المعلم أن يكون رسولا » …

أنا تلك الزهرة التي بدأت تتفتح للحياة وبدأت رائحتها العبقة تفوح على البيت والمحيط. لقد كنت حلم أمّي … وفرحة أبي … وأمل إخوتي … لقد كنت زهرة الحيّ ومضرب الأمثال فيه، الكلّ يدفع أبناءه للاحتذاء به …

أنا يا سادتي التلميذ الذي اقتحموا عالمه الجميل وأخذوه إلى المعتقلات والكهوف والسجون… أنا من كان يرى الأحرف تتفرع زهورا فصرت أرى الجبال تخر سجودا وأحجار الوطن تفرّ مفزعة … قتلوا الأمل وزرعوا الرعب في النفوس …

أنا يا سادتي …

طفل ذات يوم أغتصبت طفولته ودفع به إلى محاكم عسكريّة …؟؟؟

أقسم لكم يا سادتي أنّني لا أعرف شكل السلاح سوى في اللعب أو في الصور التلفزيّة …!!!

أقسم لكم أنني لم أتدرب في معسكرات  » إرهابيّة  » ولا أعرف من فنون القتال سوى ما أملوه على في مكاتب التفتيش والبحث و » التعذيب » …

أقسم لكم أنّني لم أبلغ السنّ التي أفرق فيها بين التفاعل الكيميائي والتفاعل النووي ولم أعرف كيف تتفاعل العمليّة الكيميائية كي تكون متفجرات…

أقسم لكم أنّني كنت ألعب مع صبية الحيّ الكرة وأدمن الكتب التي تركتها إدارة المراقبة تدخل إلى البلاد …

أقسم أنّني لم أذهب خارج تونس  » الحمراء » إن لم أقل أنّني لم أخرج من حدود مدينتي الصغيرة …

أقسم لكم أنني لا اعرف أين توجد أفغانستان ولا شرقستان ولا غربستان ولم أفتش عنهم في خرائط الجغرافيا ولم أملك يوما جواز سفر …

أقسم لكم أنّني لم أحفظ سوى ما علموني إياه في مدارس الحكومة المقدسة …

أقسم لكم أنّني لا أفرق بين السياسة والدعارة ….

أنا يا سادتي الآن قد أخرجوني من الكهوف البربريّة … ولم أعرف النور. حتى الشمس ما باتت تنير أطراف الوطن … لقد باتت تحتجب عندما تمر فوق رؤوسنا وعند رؤيتنا تمرّ مهرولة …

لقد أخرجوني ولكن إلى أين؟ فالحدود تحاصرني … إلى أين أذهب؟ وماذا سأفعل ؟ لا أملك هويّة وقد أكون أطردت من الانتماء إلى هذا الوطن الحنون, عفوا ما بات حنونا … صرخت ولم يسمعوني … بكيت حتى أدميت عيوني …

لقد قالوا تغيّر كي تتطهر من تلك الخطيئة … لقد تغيّرت وغيّرت … عدلت أفكاري !!! كبحت مشاعري … ألغيت كلّ كلمات الثورة بداخلي … ألزمت نفسي مشاهدة القناة التي جمعت كلّ الأعداد من الأول إلى السابع … سجنت قلبي في أقفال الشعارات الدستوريّة … لقد غرقت في البحث عن حلول … ولكنّني بقيت ملعونا … الكلّ يفرّ منّي … حتى أهلي أنكروني … شقيت أمّي بمرارة أحزاني … وأبي قال لي لقد تجاوزت السنّ القانونيّة وتكاد تنتهي إلى الأربعين …

لا تسألوني إن كنت أملك مشاعر أو تراودني أحلاما ورديّة … فسمائي ليست زرقاء كسماء الكون, سمائي رمادية بلا غيوم … لا أملك يومي … ولا أعرف لون غدي ولا أعرف عاقبة أمري … أنا لا أؤمن بالانتحار ولكن قد أنتهي ذات يوم بين اللحود وليته يكون قريبا …

سادتي لقد صبرت حتى ملّ منّي الصبر وبكت الأحجار التي شهدت تأوهاتي … ولم أر أحدا ينصفني …

أنا يا سادتي أجوب الشوارع بلا هدف … بلا غاية … ولا أمل. أنا قد متّ منذ سنين والجسد بات شبحا بلا روح … وذنبي أنّني قد عشقت الوطن في سنّ الصغر …


 

قصة قصيرة.

                                      ا

لرَجـــل الحِرْ بَاءَة.

 

 » السياسيون يعوزهم الخيال وعدم التصنع، سوف أتقدم للانتخابات التشريعية، اللائحة ستدعى ( أعداء الجمهورية ). سأكون منتخبا ».

الشاعر ألن بوسكييه

 

من

هنا ،من هذا المكان العجيب،بياضه كالثلج، صمتٌ يشبه صمت القبور،تنبعث منه روائح الأدوية سأقصّ عليكم حكايةً قد لا تعنيكم ،لا أعلمُ إن كانتْ حكايتي أم حكايةُ غيري،كل ما أعلمه أنّي قررتُ وعزمتُ في هذه اللحظة بالذات ،لحظة صفاء وصدق، أن أكون صريحًا معكم كصراحتي مع نفسي ،وإيّاكم أن تتصوروا أن هذه الحكاية-  حكايتي رد فعل على عدم وصولي للبرلمان وفشلي في أكون نائبا عن الشعب ،بل إن شئتم نفثات صدر حزين وهلوسات محبط،فهنا كل واحد منّا في حاله ،لا أحد يكلم غيره ،أحيانا فقط تسمع بعضهم يحدث  نفسه….. أكيد تريدون معرفة إسمي ،حسنا !إسمي عبد القادر ،نعم عبد القادر بن صالح بن الطيب الرياحي ،هكذا بالضبط طبقًا لبطاقة الهوية وبطاقة ناخب التي مازلت أحتفظ بها ،يناديني جميع أفراد العائلة تحببًا « قدّور » ،بعض العامة والغوغاء لا يتلفظون في حضوري بغير « سي قدّور » تزلّفًا وخوفًا ، قدّور هو تصغير لإسم عبد القادر وإن كان بعض زملاء الدراسة في تلك الأيام يمزحون معي دائما: » قدّورْ يا قدّورْ، وين تُدورْ الرِيّح تُدورْ »  ساعدهم في ذلك لقب العائلة الرياحي المشتق من الريح ،فأنا والريح توأمان لا ينفصلان ،كلانا ندور في كل إتجاه ،الآن مازالت الريح تدور في كل إتجاه ، أمّا أنا فتوقفت عن الدوران وصرت معتدلا ،أسلك طريقا مستقيما خاصة بعد أن أصبحت رجلا مهما وشخصية بارزة كما تتباهى بذلك الآن أمّي أمام الجيران والخالات والعمات ،يومئذ فكرت حقيقة في تغيير لقب العائلة  تهربا من مزحتهم الثقيلة تلك والتي أصبحت يوما بعد يوم تسبب لي حرجًا مضاعفًا،الكل عارضني ،حتى المحكمة لأنّه ببساطة ليس منافيًا للنظام العام والأخلاق الحميدة كما صارحني بذلك المحامي ،وهل يعقل أن تتنكر لأصلك وجذورك؟ ،فلا ينكر أصله إلا الكلب! كما إحتج على ذلك والدي ، فعدلت عن تلك الفكرة ،وصرت أرد عليهم بإبتسامةٍ خفيفةٍ لا تخفي زهوي المفرط،أما الآن وبعد عودتي من الغربة فإنهم تناسوا تلك المزحة ولم أعد أسمع منهم غير التحيات الجافة المليئة بالتملق،و الهمسات والتعليقات التي لا أفهمها.زوجتي غادة علي النعيمي فقط مسموح لها الآن أن تدللني فتناديني بما شاءت : »يا قَدْورِي ويَا رِيحي ،ويَا دوراني في ريحي… » كانت دائما تحلم وكنت أنا كارهًا للحلمِ ، لم تصدق الآن أننا متزوجين،فأخيرا رَستْ  ُسفني على شاطىء الأمان وتزوجنا بعد تقلباتي التي عانت منها طويلا ،مازلت أتذكر أول يوم قابلتها بباحة كلية الآداب ببغداد،كنت أنذاك أتفرّس في جميع الوجوه لعلّي أجد وجهي، كانت رائعة الجمال،يومها فرغت من خطبة عصماء حول ضرورة تحرير الإنسان أينما كان ومساندة جميع ثورات العالم التي لم أكن أعلم عنها  شيء ، دَنَتْ مني بوجهها القمري وشعرها الفحمي المتدلى إلى خصرها ،وبلهجتها الشرقية المحببة لنفسي أَسرتْ في أذني :أتعلم أن كلامك فيه بعض الصحة ،وأنا معجبة به. منذ ذلك اللقاء صرنا روحا واحدة في جسدين،وجذبني إليها أكثر أنها من عائلة ثرية ووالدها من رجال القصر وهو الشيء الوحيد الذي دفعني للزواج بها ،فتحملتْ جميع نفقاتي من مسكن ومأكل وملبس حتّى المحاضرات كانت تأتيني مرقونة وتفرغت أنا كليا للنضال وتحرير الأرض ،فأبكي الوطن نهارا في الإجتماعات الطلابية ،وأضحك عليه ليلا في الحانات وأحيانا في العلب الليلية بين أحضان الخرائد،هل سمعتم صراحةً أكثر من هذه؟ كنت أؤمن كثيرا بالإزدواجية ،الإزدواجية في المواقف والازدواجية في العواطف ،فبكاء الوطن نهارا وليلا سّيان عندي لافرق.بعد حصولي على الماجستير في الآداب العربية وقبل رجوعي للأهل قررت التخلي عنها ،تذرعت بأنّها ستكون غريبة بيننا ،إحتجت غاضبةً:كيف تقول هذا وأنت المؤمن دائما بأننا واحد؟،وهذه الأرض أليست واحدة من محيطها إلى خليجها؟.أفحمتني بهذا الرد وزادت من عنادها،وراحت تسجل في كنش صغير بعض الكلمات المحلية وتحفظها جيّدًا حتى أصبحت تتقن لهجتنا أكثر مني .تزوجتها بعد أن صرت أحمل ووالدها نفس الرسالة الخالدة، بعد سقوط بغداد ذات ربيع طلقتها فسافرت لعمّان ، مَللتُ من حمل المطرقة والمنجل وقبل ذلك مللت من حمل المصحف والسيف ، الآن أريد أن أرتاح ولا أرغب في حمل أي رسالة ،لستُ نبيًّا ولاأريد أن أَلقى نفس مصير سيدنا المسيح عليه السلام.،لا أنكر أنّي نظّرتُ طويلا للإندساس بإسم الواقعية والظروف غير المواتية ،والتقيد بسياسة المراحل،حتى أني كتبت وثيقة داخلية بطلب من المشرف حول »فن الإندساس » ،نالت إعجاب جميع أعضاء الخلية، وكانت رسالة التخرج حول « الواقعية في الأدب العربي – نظرة جديدة » ،تفوقتُ على جهابذة هذا التيار:نجيب محفوظ ،حنا مينا، حيدر حيدر ومحمد شكري ; وغيرهم،أنا صاحب نظرة تختلف عن نظرة هؤلاء لأني أرى الواقعية في الحياة كلها وليس في الأدب فقط ،إني صاحب نظرة شمولية تتجاوزهم جميعا،فأنا مبدع التيار الذي أسميتُه « الواقعية الحربائية » نسبة إلى الحِرْ باءَة ذلك الحيوان العجيب الذي يغير لونه في بضع دقائق حسب لون المكان الموجود فيه ،يومها ضحك أعضاء لجنة المناقشة كثيرا وفي الآخر منحوني الشهادة بملاحظة مشرف جدا وهم ينظرون لسيف صهري المسلط عليهم.، خصصتُ الفصل الأول كاملا من الرسالة « لتأصيل الحربائية تاريخيا » ،وأنّي صغيرا كنتُ،ألهو مع أترابي في الحقول والبساتين المجاورة لمنزلنا،كنا نخرجُ لصيد العصافير بمختلف أنواعها،كان الجميع يلهثون وراء « عصفور الزيتون » و »البزويش » و »الكنارو » وأحيانا الحمام البرّي ،وحدي كنت مغرما بصيد الحَرَابيّ ولي قدرة لا توصف على إقتناصها أينما كانت في أعالي شجر المشمش والزيتون أو بين نبات التين الشوكي، صرت مَضربًا للأمثال في صيدها،رائعة جدا تلك الحِرْباءَة وهي تقوس ظهرها وتنفخ في الهواء محدثة حشرجة خفيفة واهمة نفسها بقوة لا تمتلكها،لم تكن تنتفض في وجهي ،كلما إقتربتُ منها إستأنسَتْ بي إستئناسُ الرضيع بأمّه، أقلدها في كل شيء،في معاركي مع أولاد الجيران تراني أقوّس ظهري وأتلوّى ،نافخا زفيرا قويا مثلها تماما،وفي هندامي صرت أغّير ملابسي وقمصاني المزركشة بين الصباح والمساء عديد المرات حسب الأمكنة التي أرتادها ،جدران غرفتني تكسوها صورها بجميع الألوان ،وفوق جهاز التلفاز الملون وضعت حِرْبَاءَة محنّطة، تعجبني جميع الألوان ،لا فرق عندي بين الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والأبيض والأسود…..هل كنتُ مصابًا بمرض عمى الألوان؟ كلا ..كلا أعلم أن الأحمَرَ هو الأحمر والأخضر هو الأخضر والأزرق هو الأزرق وأعلم كذلك أن دم الشهداء لونه أحمر ولون السماء أزرق ولون أوراق شجر المشمش أخضر،لكن هذا غير صحيح !! دم الشهداء بعد المتاجرة به يتغير لونه من الأحمر إلى لون عملة البيع والشراء،ولون السماء ليس دائما أزرق بل يتغير بتغير الطقس والليل والنهار ،ولون أوراق شجر المشمش تتغير بدورها بتغير الفصول.الشيء الوحيد الذي حزّ في نفسي كثيرًا وأقضّ مضجعي طويلاً هو عجزي عن جمع هذه الألوان في واحد ،أحسدُ قوس قزح ….أحسده على قدرته التجميعية ،كيف توصّل إلى ذلك؟أ ومن أين جاءت الحِرْباءَة بتلك الخوارق؟. وأنا الطفل اليافع أصطاد العديد منها ولحاجتي للمال أبيعها لعابري السبيل ولبعض النسوة لكي يستعملهن في السحر،مدينٌ أنا للحِرْبَاءَة ،إني أقدّسها كما يقدس البوذي البقرة ويجب رد الجميل إليها، الآن بعد أن صار جيبي عامرًا بالمال، وفي طريق عودتي من العاصمة للقرية كل يوم سبت بسيارتي الإدارية،يقف صبية بأسمالهم الرثة على  جنبات الطريق يبيعونها وهي تتدلى بخيط من أعواد الشجر، أشفق عليها وعليهم ،فأشتريها بأي ثمنٍ يطلبونه،ثم بعد عدة أميال أطلقها في البراري وأنا أتأمل جّيدًا قدرتها على التلون، مستمدًا منها شحنة كبرى طالما إفتقدتها وأحتاجها دائما متمنيا لو تبوح لي بالسر في هذا اليوم بالذات ولماذا خذلتني الآن؟ وقد سبق لها أن وقفت لجانبي ،عند عودتي إلى أرض الوطن قدمت جميع الوثائق لوزارة التعليم العالي للحصول على معادلة لشهادتي التي تحصلت عليها في الخارج بما فيها نسخة من رسالتي القيمة « الواقعية في الأدب العربي – نظرة جديدة »،رفضت اللجنة معادلة شهادتي بدعوى أن ماإحتوته الرسالة كلام فارغ وهُراء ولا يمتُ للأدبِ بصلةٍ،عانيتُ كثيرًا الخصاصةَ والحرمانِ وإمتهنت بعض المهن اليدوية الصعبة،مهانةٌ لا توصف،فأستنجدتُ بقدراتي الحربائية وتاريخي الحافل معها ،ووظفتُ رسالتي خير توظيف فكان خيرها الوفير ،عينوني مهندسا في إحدى الوزارات بالرغم من تكويني الأدبي وهو المكان المناسب لي ،فلا يعقل أن تصبحَ مثالاً للسخرية من طلبتك وقبلةً للتندر والتهكم؟ كما قال رئيسي ،فينادونك الأستــــــــاذ الحر بائي،لم يكلفني ذلك سوى كتابة بعض الدراسات حول النشاط الثقافي والسياسي للطلبة الدارسين بالمشرق العربي.،تدّرجتُ في السلم الوظيفي إلى أن صرت الرجل المهم صاحب أملاك والشخصية البارزة المرتدي دائما بدلةً رمادية لا أغيرها وقميص أبيض وربطة عنق حمراء، ومن الإنحياز الطبقي إنتقلت إلى الإنحياز اللوني،فلا صوت يعلو فوق صوت اللون الواحد،لا تفوتني ندوة أو محاضرة أو تظاهرة تهم الشأن العام ،أحاضر في كل شيء:في الفلسفة والأدب والسياسة والإقتصاد والقانون والهندسة الميكانيكية والمعمارية وعلم الفضاء وفي الفن الشعبي والرقص الإيروسي ،فأنا « سي قدّور » المثقف الحربائي الموسوعي!،أنا الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار! كانت كل محاضراتي تبشر بفشل ونهاية مقولات اليمين واليسار والوسط ،والشمال والجنوب ،والأعلى والأسفل،الأبيض والأسود،وتهافت الأفكار أمام الإنتصار الكاسح للواقع أحادي اللون،وسقوط التعددية اللونية، لذلك خذلتني الحِرْباءَة وتخلتْ عني يومَ تَخليتُ عنها وعن ألوانها، ألم أقل لكم إنّها مقدّسة!وليست مثل هذه الممرضة الممتلئة التي لا ترتدي غير اللون الأبيض وقد أطلت بوجهها الدميم من باب الغرفة،تسير كالبطة حاملة حقنة المورفين المهدئة للأعصاب…..أعذروني سأقطع هذه الحكاية، حان وقت الدواء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كل تطابق في الأسماء أو

أحداث هذه القصة،إن وجد، فهو من قبيل الصدفة ولضرورة الفن القصصي.

 

                                                                       خالد الكر يشي

 

                                                      القيروان في 24/10/2004 

(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 286 بتاريخ 12 نوفمبر 2004)
 

 
 

معركة الفلوجة « خاسرة إستراتيجيا » لأمريكا

 

باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 18-11-2004

 

وصف الخبير الإستراتيجي الفرنسي « باسكال بونيفاس » مدير معهد الأبحاث الإستراتيجية في باريس الحملة العسكرية التي تشنها القوات الأمريكية على مدينة الفلوجة بالعراق بأنها « حرب خاسرة إستراتيجيا » على الرغم من قدرة الأمريكيين على ربح المعركة عسكريا، موضحا أن هذه الحرب وما ارتكب خلالها من فظائع أمريكية بحق أهالي الفلوجة تستحق أن توصف بأنها « إرهاب دولة » وستؤدي إلى تصاعد مشاعر الكراهية للأمريكيين في العراق والعالم الإسلامي.

 

إرهاب دولة

وقال باسكال بونيفاس في ندوة نظمت في معهد العالم العربي بباريس مساء الأربعاء 17-11-2004 على هامش صدور كتابه الجديد « تحديات العالم العربي »: « لا يمكن أن نطلق على العملية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في الفلوجة إلا أنها إرهاب دولة ».

ورأى بونيفاس أن ما حدث في أحد مساجد الفلوجة من قتل لأسرى جرحى وما حدث من قبل في سجن أبو غريب من انتهاكات بحق الأسرى وما حدث في معتقل جوانتناموا ليس مجرد أخطاء فردية أمريكية كما تقول واشنطن بل هو تعبير عن سياسة دولة ونظام سياسي.

واعتبر بونيفاس أن « عملية الفلوجة سيربحها بالقطع الأمريكيون عسكريا، ولكنهم سيخسرونها إستراتيجيا كما خسروا من قبل عملية غزو العراق على الصعيد الإستراتيجي ».

 

انتخابات « فقدت مصداقيتها »

وبيّن بونيفاس وجهة نظره قائلا: « معركة الفلوجة زادت من مشاعر الكره للأمريكيين في العراق والعالم العربي والإسلامي، كما أنها أظهرت -مهما كانت نتيجتها- أن أي انتخابات ينظمها الأمريكيون والحكومة العراقية المؤقتة لم يعد لها أي فائدة؛ ذلك أن الحكومة المعينة فقدت مصداقيتها نهائيا بعد أن بدت في عيون رجل الشارع العربي تابعة للأمريكان ».

كما حذر الخبير الفرنسي من أنه « إذا لم تقع مراجعات للسياسة الأمريكية في علاقتها بالعالم العربي فإن العداوة لكل ما هو أمريكي ستزداد أكثر بانتخاب الرئيس الأمريكي بوش لدورة رئاسية جديدة ».

واعتبر بونيفاس أن معركة الفلوجة هي دليل آخر على أن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق « لا نهاية لها »، وأضاف: « الفلوجة التي وقع غزوها بحجة مقاومة الإرهاب ستنتج إرهابيين وفق المنظور الأمريكي أكثر عددا لا في العراق وحده ولكن في مناطق أخرى من العالم العربي ».

 

طلاق أمريكا وأوربا

وحول إعادة انتخاب بوش أشار بونيفاس إلى أن « الأمريكيين بانتخابهم الرئيس الأمريكي مجددا رسخوا الطلاق الإستراتيجي مع الأوربيين، في حين أن الحلفاء الأوربيين لبوش بدءوا في التهاوي الواحد بعد الآخر، فبعد خسارة خوزيه ماريا أزنار (رئيس الوزراء السابق) في أسبانيا فإن الدور قادم على سيلفيو برلسكوني في إيطاليا ».

وحول رد فعل الشارع العربي إزاء أحداث الفلوجة، اعتبر باسكال أنه « بالرغم من غياب الديمقراطية والضغط السياسي والقمع لحركات المعارضة، فإن الشارع العربي بدأ يتشكل كقوة متفاعلة مع ما يجري من أحداث خاصة في العراق وفلسطين وأصبح يتجاوز الحكومات والأنظمة العربية الديكتاتورية التي تضطر أحيانا للتفاعل مع مطالبه ».

 

الرأي العام العربي الفضائي

ورأى أن ما أطلق عليه « الرأي العام العربي الفضائي » الذي تحركه الفضائيات العربية أصبح « قوة جديدة ومترابطة ومتضامنة تبدو للغرب بصفة عامة والأمريكيين بصفة خاصة بمثابة الناطق الرسمي باسم المنطقة العربية في غياب الحكام ».

وحول إمكانية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعمليات عسكرية في مناطق أخرى في العالم الإسلامي وخاصة في إيران وسوريا قال بونيفاس: « إن مصطلح الحرب الوقائية على شاكلة الحرب على العراق أثبت فشلا تاما، وبالتالي سيكون صعبا أن تقدم الولايات المتحدة على أي مغامرة عسكرية أخرى كتلك التي قامت بها في العراق، باستثناء استهداف محدود لبعض المفاعلات النووية الإيرانية مثلا، وهذا أيضا سينذر بمخاطر كبيرة نظرا لامتلاك إيران لأسلحة كيمياوية طويلة المدى ».

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 18 نوفمبر 2004)


مقدمة كتاب جديد للدكتور خالد شوكات (*)

« المسلـم الديمقراطـي: بحث عن الوسطية زمن التطرف »

 

شجعني والدي منذ الصغر، على عدم الخضوع للقوالب الفكرية والسياسية الجاهزة، وغرس في بعمق حب النقد والتأمل الحر وعدم الاستسلام للأحكام المسبقة والنظر باستقلالية إلى ما يراه الناس متناقضات، وقد لا يكون الأمر كذلك، تماما مثلما أرادني دوما صاحب قدرة على التحليل والولع بالحقيقة والانتصار للحق، وقبل كل ذلك الاعتدال في تقييم القضايا المطروحة وتبين خط الوسطية.

لقد وجدت والدي عروبيا لا يحمل كثيرا من المودة لعبد الناصر، أميل في قناعاته السياسية لخليفته السادات، ووجدته نقابيا وفيا لحقوق العمال والفقراء والمساكين دون أن يكون اشتراكيا ماركسيا، بل شديد النقد للتجربة السوفيتية وتوابعها العالمثالثية..وجدت والدي أيضا مسلما يحب الله ورسوله، يحافظ على صلاته وصومه ويحرص على حفظ القرءان الكريم حتى وهو شيخ قارب على السبعين، غير أنه لم يفكر يوما في الانتماء لأي حركة إسلامية أو طائفة دينية أو طريقة صوفية..

لم يكن والدي إذا، يجد أي تناقض في الجمع بين العروبة والإسلام والعدالة الاجتماعية والليبرالية في شخصية واحدة..كان عروبيا لأنه يعشق لغة الضاد أيما عشق، ويشعر أن صلة وثيقة تشده لكل من يتحدثها من مشرق البلاد العربية إلى مغربها، وكان مسلما مؤمنا بالله وكتبه ورسله وبما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وواثقا من أن الدين قد جاء رحمة للعالمين، لا ظلم فيه أو عدوان، ولا تطرف فيه أو إرهاب، كما كان مع العدالة الاجتماعية كارها للجور الاجتماعي والاقتصادي، لأنه يرى في الحياة الكريمة حقا أصيلا وطبيعيا لكل إنسان، وهو ليبرالي لأنه يقدس الحريات وحقوق الإنسان، ويرى في الحكم الاستبدادي قاتلا لكل الآمال والأحلام الجميلة، فردية كانت أم جماعية.

والدي لم يكن يؤمن بأن الحقيقة موجودة عند طرف واحد، بقدر ما كان يؤمن بأنها موزعة بين الجميع، فهو إسلامي وقومي واشتراكي وليبرالي ديمقراطي في آن، لا تناقض عنده بين العروبة والإسلام، وبين العروبة والإسلام والعدالة الاجتماعية، وبين انتمائه الديني والقومي وتوجهه الديمقراطي..لقد وصل عمليا إلى فك هذه التناقضات الايديولوجية، قبل أن أصل أنا نظريا إلى ذلك، معتمدا في ذلك على رحلة والدي، وكذا رحلتي الشخصية، مع الفكر والسياسة.

أحب والدي في الزعيم الحبيب بورقيبة جرأته السياسية ومواقفه البرغماتية التي تعمل دائما على تسخير المستجدات لتدعيم القضايا المبدئية العادلة، وخصوصا نظريته في تحرير الأراضي المحتلة « خذ وطالب »، وكذلك رؤيته لكيفية حل القضية الفلسطينية، ومنازعته « المحرم » في « أريحا » سنة 1965، ودعوته إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع والعمل الاستراتيجي الدؤوب الذي يراهن على المثابرة والزمن في الوصول إلى حل نهائي يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.

غير أن محبة والدي للزعيم بورقيبة، لم تكن لتحجب عنه عيوب الرجل وهفواته، ومنها أكله الرجال المخلصين من حوله، وتضحيته بخيرتهم الواحد تلو الآخر للحفاظ على مكانته السامية، و تكريسه نظاما أحاديا وشموليا، وخاصة احتقاره للثقافة العربية واستهزاؤه بالدين الإسلامي، واعجابه الشديد بالزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، وايمانه المطلق بتفوق القيم الحضارية والثقافية الغربية.

كان والدي مع بورقيبة في حرصه على التربية والتعليم وإلحاق تونس بركب الحداثة والتقدم والرقي، لكنه لم يكن معه في تجاوز عناصر الهوية الوطنية التونسية، ممثلة في العروبة والإسلام على وجه الخصوص، وكان والدي مع بورقيبة في واقعيته السياسية وكراهيته للديماغوجية والشعاراتية والماركسية، لكنه لم يكن مع بورقيبة في تهميشه التعليم الديني وعناصر الانتماء العربي الإسلامي في الشعب التونسي وتطاوله على البنى الاجتماعية المحافظة واحتقاره لمواطنيه من أصول بدوية.

من رجال بورقيبة أحب والدي جدا شخصيتين رئيسيتين، هما الوزير الكبير أحمد بن صالح، رائد ما يسمى بتجربة التعاضد، وهي تجربة تنموية « اشتراكية تعاونية » على الطريقة الاسكندنافية عاشتها تونس خلال عقد الستينيات، والوزير الأول محمد مزالي الذي أشرف على تجربة تحول سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي أوائل الثمانينيات وأواخر فترة حكم الزعيم بورقيبة، وشهدت تونس في عهده أول تجربة تعددية، مثلما عرفت ازدهارا غير مسبوق في مجال الحريات العامة، وفي مقدمتها حرية الإعلام والرأي والتعبير.

وما يجمع بين بن صالح ومزالي ويميزهما، انحيازهما الكبير للطبقات الشعبية من جهة، ونزعتهما الوطنية الصادقة، وإيمانهما العميق بهوية البلاد العربية، ونظافة أيديهما من السرقات والتلاعب بالأموال والعمومية، وأخيرا سقوطهما جراء تآمر داخلي وخارجي عليهما، وتعرض سمعتهما للتشويه على أيدي المتآمرين، من جهة أخرى.

لقد غرس في والدي حب هذين الرجلين، بن صالح ومزالي، وعدم تصديق ما تردده أبواق الدعاية الرسمية عنهما، والايمان يقينا بنزعتهما الوطنية الصادقة، والتصدي لمروجي الإشاعات ضدهما، ومحاولة إفهام الناس حقيقة مشروعهما، رغم صعوبة ذلك عمليا، بالنظر إلى قوة الآلة الإعلامية الحكومية التي حرصت أيما حرص على تكريس الصورة السلبية السائدة عنهما، ومقولة « الله ينصر من أصبح » المعششة للأسف الشديد في عقول غالبية التونسيين، على غرار غالبية العرب والمسلمين.

ولئن كتب لي أن ألتقي الاستاذ محمد مزالي، وأتشرف بصحبته وتقاسم الطعام معه، والوقوف على زيف الدعايات والافتراءات الرسمية التي روجت عنه، فإنني قد تمكنت أيضا من الاطلاع عن كثب على تجربة الاستاذ أحمد بن صالح عن قرب أيضا، من خلال أشخاص عرفوه وعاشروه، وكتابات نشرت عنه وعن تجربته ونضالاته، ووقفت في كلا الحالتين على وجاهة رأي والدي فيهما..لقد عرفهما الرجل عن بعد، وآمن بعدالة قضيتهما، وخسة المتآمرين عليهما، وظل ينافح عنهما وهما خارج السلطة، لا يبالي برضا الحاكم أو غضبه، أما أنا فقد عرفتهما عن قرب، ووصلت إلى ذات النتيجة، أن تاريخ تونس إن لم ينصف هذين الرجلين، سيكون بلا شك تاريخا ظالما وزائفا.

ما يهمني في استحضار تجربة أحمد بن صالح ومحمد مزالي، أن كلاهما آمن بتونس متقدمة وحديثة، لكنه آمن بها أيضا عربية ومسلمة..وفي حالة محمد مزالي اللاحقة، آمن بها ديمقراطية تعددية تحتضن كافة أبنائها وتتيح الفرصة أمام كافة الاتجاهات السياسية والفكرية للتعبير عن نفسها، وتلجم بالحريات وحقوق الإنسان كل روح عنيفة ومتطرفة.

أحمد بن صالح لم يكن مع تعميم سريع لتجربة التعاضد الاشتراكية خلال الستينيات، بل كان بورقيبة هو صاحب الفكرة والمشجع عليها، لكن الأمور حين تأزمت، كان على بن صالح أن يتحمل وزر التجربة وزلاتها. ومزالي كان آخر الموافقين على زيادة سعر الخبز، المادة الغذائية الرئيسية لدى التونسيين، في حين كان بورقيبة مرة أخرى هو الآمر بها، لكن اندلاع الحريق الشعبي، جعل من مزالي كبش فداء، ومن بورقيبة منصفا ومخلصا.

محمد مزالي كان عروبيا، لكن على طريقته الوسطية المعتدلة..كان أيضا بورقيبيا إلى حد كبير في ليبراليته وحرصه على التزام سبيل المرونة في التعاطي مع القضايا الداخلية والخارجية على السواء، غير أنه كان أكثر إخلاصا من بورقيبة في مسألة الانتماء العربي لتونس، وحرص من منظوره الخاص على تقريب تونس من محيطها العربي الإسلامي، مركزا بالأساس على الجانب الاقتصادي لدعم بقية الجوانب، فشجع المستثمر العربي على القدوم إلى تونس، وعمل على تنشيط العلاقات التنموية بين دول الجنوب والتخلص من هيمنة الدولار على المبادلات التجارية البينية، حرصه على دعم التعليم باللغة العربية في المدارس التونسية والارتقاء بلغة الضاد لتستعيد مكانتها لغة لانتاج المعارف وتطوير التقنيات والعلوم ومخاطبة المجتمع الدولي.

القدر يلعب دورا كبيرا في حياة الأفراد، فقد كان لقائي الدكتور محمد الهاشمي الحامدي في مدينة تطوان المغربية، في صائفة سنة 1991، محض ترتيب إلهي سيساهم طيلة السنوات اللاحقة بعمق في إعادة بناء حياتي، وخصوصا في مساعدتي على مراجعة توجهاتي الفكرية والسياسية، على نحو سيعزز قدرتي على الاستفادة من تجارب الشخصيات التي أشرت إلى تأثري العميق بها، وسيفتح عيني أمام آفاق أرحب للعمل والعطاء والحركة.

لقد قدم لي الدكتور الحامدي خلاصة تجربته مع الحركة الإسلامية، فقد وصل بعد سنوات في قيادة العمل الحركي الإسلامي في تونس والمهجر، إلى نتيجة مفادها أن العمل لمصلحة الإسلام أكبر من أن يسعه حزب أو تجسده حركة، وأن الذي يتطلع إلى إفادة أمته، لا بد وأن يتحرى العمل السلمي العلني والسير في دروب مستنيرة، ويفضله على العمل السري والمغامرة في ولوج دروب مظلمة قاتمة.

وإنني سأظل أدين للدكتور الحامدي ما حييت، وفاء لنصائحه الأخوية المخلصة، وتشجيعه المتواصل ودعوته لي للانفتاح على سائر الاتجاهات الفكرية والسياسية العاملة في الساحة التونسية والعربية، ودراسة تجاربها دون معايير جامدة وأحكام مسبقة، والتماس سبيل الاعتدال والوسطية في التعامل معها ومع سائر قضايا الأمة، ونبذ ممارسات العنف والتطرف، وخطابات التشدد والإقصاء.

و الدكتور الحامدي هو أول من لفت نظري إلى أن العالم أوسع بكثير جدا من بلدي، وأن الله قد طوع لنا الأرض ذلولا لنسير في مناكبها ونحقق المواطنة العالمية، وأنه ما من طريق أفضل من المساهمة الايجابية في دفع الحضارات والثقافات التي نمثلها ونعيش بين ظهرانيها، نحو الحوار والالتقاء بدل الصراع والإفناء.

في المهجر أيضا، تعرفت على الدكتور أحمد القديدي، ووجدت فيه نموذجا للوطني التونسي الصادق، من حيث حرصه الدائم على تبين نهج الاعتدال والوسطية، والعمل الدؤوب على التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، وبين القومية والديمقراطية، وبين الحداثة والإسلام، وبين ما هو قطري وما هو قومي وما هو دولي.

ومن الدكتور القديدي الذي رافق الأستاذ محمد مزالي في مرحلتي النعمة والنقمة، أي مرحلتي الحكم والمنفى، أزعم أنني قد تلقفت الكثير من معارف الفكر والسياسة، في معناهما البعيد عن التنظير الايديولوجي المزايد والنزعة الخطابية الجوفاء، والحرص على إحاطة الجرأة المطلوبة في الصدع بالأفكار والآراء، بملطفات تراعي خصوصيات الواقع وتضمن مراكمة تقاليد النقاش الحر والتداول السلمي على الكلمة، حتى يحين الوقت الذي يكون بمقدور التونسيين فيه – وسائر العرب- التداول السلمي على السلطة.

من والدي والزعيم بورقيبة، تعلمت الواقعية السياسية ونبذ التوجهات الشعاراتية والدغمائية والمزايدة، ومن والدي وأحمد بن صالح تعلمت أن الايمان بالعدالة الاجتماعية ليس مرتبطا بالضرورة بالاشتراكية الماركسية اللينينية، وأن تجارب أخرى قادرة على استلهام هذه القيمة الانسانية النبيلة وتحقيق العيش الكريم لأبناء الطبقات الفقيرة والمستضعفة، ومن والدي ومحمد مزالي وأحمد القديدي تعلمت أن الإيمان بالعروبة يمكن أن يتحقق دون ناصرية أو بعثية، ومن والدي والدكتور الحامدي تعلمت أنه بمقدور المرء أن يكون مسلما صالحا دون أن ينتمي بالضرورة لحزب أو حركة إسلامية.

إن البحث عن الوسطية في زمن غلب عليه التطرف سيظل أشق الطرق وأوعرها، غير أن هذا البحث هو ميزة الإنسان العاقل الأساسية، فما أسهل السير في سبل التشدد، حيث الأجوبة الجاهزة لكل الأسئلة الممكنة، وحيث الجمود الفكري والسياسي مجلبة للفخر والارتقاء في سلم الحكم والمعارضة سواء بسواء.

والبحث عن الوسطية، هو بحث مستديم عما يحقق التعايش والتسامح والتواصل بين أبناء الوطن الواحد والعالم الواحد، وهو سعي دؤوب إلى تطوير المشترك على حساب المختلف، وتنمية روح التفاؤل والأمل، على حساب روح القتل واليأس والدماء، وهو عمل مستقبلي عينه على المحلي والدولي في آن، ونظره مشبع بأرقى وأنبل ما انتهى إليه الفكر البشري.

والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطتها، وقد وجدت الحكمة في بعض الدول الآسيوية، التي كانت إلى يوم قريب في ذات مرتبتنا الحضارية، مثلما وجدت الحكمة في الغرب، الذي أطعم من جوع وآمن من خوف بفضل أنظمته الديمقراطية، وحيث أصبح الوجود العربي احتياطيا استراتيجيا وجب استغلاله إيجابيا لصالح المشروع الحضاري، لا تحويله إلى قواعد خلفية للجماعات الإرهابية، وحيث ثمة أمل في بروز مسلم ديمقراطي ليبرالي يعود يوما إلى مكته، ليهدم أصنامها ويحطم أوهامها الاستبدادية وأوثانها.

هذا الكتاب وجهات نظر خاصة في قضايا أمتنا العربية الإسلامية الراهنة، وبيانات واضحة في لغتها ومراميها، ودعوات ساطعة من أجل الوقوف في وجه موجات التطرف وحلقات الاستبداد القابضة على روح شعوبنا، ومحاولات لجلب الانتباه نحو تجارب تنموية جديرة بالاقتداء من خارج محيطنا المنظور عادة، وتنويه بمساهمات ممكنة من مواقع غير تقليدية ومعاصرة.

والله الموفق، من قبل ومن بعد.

 

روتردام: في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 

 

(*) سيصدر الكتاب بحول الله، خلال شهر يناير 2005، ولمن يود الحصول على نسخة منه الرجاء مخاطبة الكاتب على العنوان الالكتروني: chouket@planet.nl

 


 

الغرب بين الولادة والأفول «1 من 3»

 

رفيق عبد السلام (*)

 

رغم أن ما تواضع الخطاب السياسي على تسميته بالغرب الحديث قد تشكل من رحم الحروب الأهلية الدامية وما نتج عنها من قيام الكيانات القومية بجيوشها وحدودها الجغرافية الدموية، فإن الموجات الامبريالية المتلاحقة ثم حركات الهجرة الأوروبية إلى المستعمرات الجديدة قد ساهمت في تمديد هذا المفهوم خارج حدود أوروبا ليشمل مناطق أخرى من العالم ، وهكذا أصبح أمرا معهودا اليوم عند استخدام كلمة الغرب الإحالة إلى أوروبا مضافا إليها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا وضمنا اسرائيل ، كما أن قدرة الغرب الحديث على مد أذرع سيطرته العسكرية على مختلف مناحي المعمورة الكونية قد أكسبه ادعاءات كونية واسعة النطاق والتأثير. ليس الغرب ماهية ثقافية أو جغرافية ثابتة ومنضبطة المعالم والحدود بقدر ما خضع لصياغات تاريخية متلاحقة الأطور والأشكال، ودليل ذلك أن الاحساس التاريخي المبهم بمعنى الانتماء الأوروبي الذي كان يتماهى في حدود أثينا عند اليونانيين الأوائل تمايزا عن بلاد فارس القديمة التي دخلوا معها في حروب طاحنة، أو عالم البرابرة على نحو ما قال أرسطو، قد أصبح يتماهى منذ الحروب الصليبية عند حدود أوروبا المسيحية البابوية المتمايزة عن المقاتل العربي ثم عن المحمديين الأتراك في الحقبة الوسيطة، علما أن أوروبا في هذه الحقبة لم تكن بناء محدد الشخوص والحدود بقدر ما خضعت حدودها ذاتها لحركة الجيوش ورهانات السياسة، فبلاد أوروبا الشرقية مثلا كان ينظر إليها على أنها خارج الامتداد الأوروبي بحكم اللوثات الثقافية والدينية التي أصابتها بسبب تسربات العثمانيين الأتراك، كما أن روسيا ذاتها التي إذا ما نظرنا إليها بمقياس الجغرافيا تعد داخل الفضاء الأوروبي ولكن مع ذلك ظلتت علاقتها بالفضاء الأوروبي (وهذا من جهة نظرة الأوروبيين إليها وكذا هو الأمر بالنسبة إلى نظرتها إلى نفسها) شديدة الالتباس والغموض منذ العهد القيصري وربما يعود ذلك إلى خلفيتها الأورثوذوكسية وروابطها التاريخية المتينة ببيزنطا الشرقية وأخيرا خياراتها الشيوعية التي اكتسبت بموجبها زعامة ما سمي بالمعسكر الشرقي، كما أن الأتراك كذلك يواجهون معضلة الهوية والانتماء بدرجة أشد من جيرانهم الروس وذلك بحكم انتسابهم الإسلامي المديد الذي تحددت على مرآته العاكسة الهوية الأوروبية ثم لموقعهم الجغرافي الذي يتداخل فيه الأوروبي مع الآسيوي، أما اليوم وبعد نهاية الحرب الباردة فثمة وجهة آخذة في التشكل تنحو منحى إعادة رسم الهوية الأوروبية وبناء خطوطها وحدودها على ضوء محاور صراع واستقطاب جديدين، ولعلنا نقف اليوم على فجر حقبة جديدة قوامها إعادة رسم خريطة مغايرة لما تعارفنا على تسميته بالغرب منذ الحرب العالمية الثانية إذ يتجه الأمر نحو غربين بدل غرب واحد، غرب أول أمريكي أطلسي وآخر أوروبي متوسطي.

منذ بدايات القرن التاسع عشر ومع تبلور ملامح ما أسماه المؤرخ الأمريكي هودجسون بالتحول الغربي الكبير رجحت كفة القوى الأوروبية الناهضة على حساب القوى المنافسة فتحكمت في الأسواق العالمية ومصائر الشعوب وقارات العالم بكاملها، والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي كان ينزع الغرب الحديث نحو تأكيد طابعه الكوني سواء استنادا إلى دعاوى تفوق نموذجه الاجتماعي والثقافي على غيره من الثقافات العالمية الأخرى أو استنادا إلى سطوته الواسعة في تجاوز الحواجز الجغرافية وتخطي الحدود القومية والثقافية، الغريب في الأمر أن ذلك المنزع كان يوازيه اتجاه مماثل نحو رسم الحدود الفاصلة والقاطعة بين ثقافة الغرب وبقية الثقافات العالمية ، وتأكيد التمايز الجوهري للغرب الحديث قياسا ببقية شعوب العالم وثقافاتها ضمن إطار من الثنائية التقابلية الحادة بين عالمي الشرق والغرب، خصوصا بين عالم الغرب الأوروبي (اليوناني المسيحي) وعالم الشرق الإسلامي العربي وهي ثنائية مازالت حاضرة بقوة إلى يومنا هذا سواء في مستوى الخطاب الأكاديمي والسياسي أوفي بنية الوعي الغربي عامة، وفي هذا الإطار تتنزل جملة من المقولات الصلبة في الخطاب الغربي من قبيل الاستبداد الشرقي وجمود المنظومات الثقافية والبنى الاجتماعية والانتاجية الشرقية، فبدون هذه المقولات يفقد الغرب صلابته الذاتية ومميزاته الجوهرية المزعومة ويتحول إلى مجرد حدث تاريخي عارض على ما يقول المفكر الفرنسي جارودي، فهذه المقولات حول الشرق على ما يذكر ادوارد سعيد تستدعي مقابلها الغربي ضرورة، جمود الشرق الإسلامي تقابله ديناميكية الغرب الحديث، وخيال الشرق تقابله عقلانية الغرب، وإكراهيات الشرق تقابلها تحررية الغرب، وتعصب الإسلام الشرقي يقابله انفتاح الغرب المسيحي المعلمن، وقد غدا أمرا معهودا منذ أن كتب عالم الاجتماع الألماني ماكس فير رسالته الشهيرة المعنونة بالأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية (والتي نشرت على شاكلة كتاب لاحقا) غدا مألوفا إرجاع ديناميكية الغرب الحديث المجسدة أساسا في رأسمالية السوق وعقلانية البيروقراطية إلى أعماقه الثقافية والقيمية التي تكثفت في اللحظة البروتستانتية بوجهيها اللوثري والكالفيني، كما غدا أمرا معهودا أيضا إرجاع فشل العرب والمسلمين في شق طريق النهوض الاقتصادي والاقتدار العلمي إلى دواع ثقافية دينية تضع الإسلام موضع الإدانة والاتهام. ومن المفارقات الغريبة أن الكثير من المثقفين العرب المأخوذين بعالمية المشروع الحداثي الغربي لا يكفون هم بدورهم عن دمغ الثقافة والتاريخ الإسلاميين بكل الشناعات من استبداد وتخلف وجمود بعد أن ابتلعوا الكثير من المقولات الاستشراقية دونما جهد فكري أو تنقيب تاريخي يذكر.

 

(*) باحث تونسي مقيم في بريطانيا

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 18 نوفمبر 2004)


 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.