16 novembre 2004

البداية

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1641 du 16.11.2004

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــــان

أربعة طلبة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفا قس: بيان الى الرأي العام الطلابي والوطني الصباح: إثر العواصف الرعدية الأخيـرة: أضرار مادية هامة بمدينة الحمامات الصباح: غدا الجلسة العامة الاولى لمجلس النواب الجديد – ملفات سياسية واقتصادية أمام المجلس

فاضل السالك : أصوات من مدينة الظلام (الحلقة الأولي)

موقع نهضة.نت: تصويب وتوضيح

اف ب: وزيرة الدفاع الفرنسية تؤكد ان السرية رفعت عن ملف بن بركة حرصا علي الشفافية

القدس العربي: شهادة جراح عراقي حول الفلوجة: قوات علاوي نهبت المستشفي وعربات الاسعاف القدس العربي: هولوكوست امريكي في الفلوجة: آلاف الجثث تحت الانقاض ومنع وصول الاغذية والادوية

عبد الباري عطوان: الفلوجة مقبرة جماعية محمد الأشهب: حجب الحقائق في الفلوجة

فهمي هويدي: الممانعة أو الطوفان مصطفى الفقي: الولايات المتحدة الأميركية والإسلام

سمير عبيد: لصد المشروع الأمريكي: نحن بحاجة لمشروع اعلامي لتوأمة الاسلام والعروبة


LTDH: Communiqué
Reuters: Hopes for 10 missing migrants off Malta fade

Reuters: Vincent Bolloré confirme son intérêt pour “Libération”

AP: NATO brass to met Middle Eastern counterparts

AFP: Un journaliste détaille l’exécution par un Marine d’un Irakien blessé AFP: Droits de l’homme: l’Onu met en garde contre l’exécution de blessés en Irak

Neila Charchour Hachicha: Impressions et Réflexions sur ma visite aux Etats Unis d’Amérique

Libération: Premiers témoignages des habitants de Fallouja après huit mois sous le joug des islamistes

Libération: La bataille de Fallouja déchire les Irakiens

Le Monde: Entretien avec Zbigniew Brzezinski, ancien conseiller de Jimmy Carter Le Monde: Tariq Ramadan sous le feu croisé de deux livres


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

  Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme Tunis le 16 septembre 2004 Communiqué (Traduction de l’arabe)  
La quatrième chambre correctionnelle près le tribunal de première instance de Tunis, présidée par le juge Monsieur Mehrez HAMMAMI, a prononcé le 4 novembre 2004 son jugement dans les affaires n° 32600, 32601 et 32602 dans lesquelles le ministère public a déféré devant ce tribunal Jalel Zoghlami et son frère Mohamed Néjib en état d’arrestation depuis le 22 septembre 2004 et Lumumba Mohsni en état de fuite. Le tribunal a condamné Jalel Zoghlami et Mohamed Néjib Zoghlami à un an de prison ferme pour atteinte aux biens d’autrui, agression avec violence, port d’arme blanche sans autorisation, atteinte aux bonnes mœurs, ébriété manifeste et tapage public, par ailleurs, il a condamné Lumumba Mohsni par défaut pour les mêmes chefs d’inculpation à 33 mois de prison ferme avec exécution immédiate. Rappelons que la ligue a déclaré dans son communiqué du 4 octobre 2004 que cette arrestation, a eu lieu après une série de tracasseries et de poursuites judiciaires à l’encontre de Jalel Zoghlami depuis son retour en Tunisie au cours des derniers mois, ce qui indique clairement que Jalel Zoghlami est visé du fait de ses positions et ses activités politiques. La ligue dénonce encore une fois ces exactions et ce harcèlement et ces atteintes à l’encontre de Jalel Zoghlami et les membres de sa famille. Elle considère que ce dernier jugement, est intervenu en l’absence de toute garantie légale et à la suite de nombreuses violations du code de procédure pénale, et des droits de la défense ce qui a ôté à ce procès les conditions d’un procès équitable. Les avocats ont démontré tout cela lorsqu’ils ont plaidé le 28 octobre 2004 dans ces affaires. La ligue réaffirme sa demande de libération de Jalel Zoghlami et son frère Néjib, l’arrêt de toutes les poursuites à leur encontre et à l’encontre de Lumumba Mohsni, le respect de leur droit à la défense, et leur droit à la vie en sécurité. En conséquence, la ligue a décidé l’organisation

« d’une journée de solidarité »

au siège de la ligue, 21 rue de Bodlaire El omrane Tunis Vendredi 19 novembre 2004 à partir de 15H 00

Le comité directeur Le président Mokhtar TRIFI
 
(Source: Message publie’ par  » Lecteur assidu » sur le forum de TUNeZINE le 16-11-2004 19:26 )

الرابطــــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقـــوق الإنســـان تونس في 16 نوفمبر 2004  بيـــــان  
 
أصدرت الدائرة الجناحية الرابعة لدى المحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 04 نوفمبر 2004 برئاسة القاضي السيد محرز الهمامي حكمها في القضايا الثلاثة عدد 32600 و32601 و32602 التي أحالت بمقتضاها النيابة كل من جلال الزغلامي وشقيقه محمد نجيب الزغلامي بحالة إيقاف منذ يوم 22 سبتمبر 2004 ولوممبا المحسني المحال بحالة فرار وذلك بسجن كل من جلال الزغلامي ومحمد نجيب الزغلامي مدة سنة من أجل الإضرار عمدا بملك الغير والاعتداء بالعنف الشديد وحمل سلاح أبيض بدون رخصة والاعتداء على الأخلاق الحميدة والسكر الواضح وإحداث الهرج والتشويش وسجن لوممبا المحسني غيابيا مدة ثلاثة وثلاثون شهرا من أجل نفس التهم مع الإذن بالنفاذ العاجل في خصوص العقاب البدني. وقد اعتبرت الرابطة في بيانها المؤرخ يوم 04 أكتوبر 2004 أن هذا الإيقاف يأتي بعد سلسلة من المضايقات والمحاكمات يتعرض لها السيد جلال الزغلامي منذ عودته إلى تونس في الأشهر الأخيرة مما يبرز بوضوح استهداف السيد جلال الزغلامي لمواقفه ونشاطه السياسي. والرابطة تدين مرة أخرى تلك المضايقات والهرسلة والتعسف الذي يتعرض له السيد جلال الزغلامي وأفراد عائلته. وتعتبر أن هذا الحكم الأخير قد صدر في غياب أية ضمانات قانونية وبعد خرق جوانب عديدة من مجلة الإجراءات الجزائية وهضم حقوق الدفاع مما انتفت معه شروط المحاكمة العادلة. وقد بين المحامون ذلك يوم 28 أكتوبر 2004 عندما ترافعوا في القضايا الثلاثة المذكورة. وتجدد الرابطة مطالبتها بإطلاق سراح جلال الزغلامي وشقيقه نجيب وإيقاف كل التتبعات ضدهما وضد لوممبا المحسني واحترام جميع حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم وفي الحياة الآمنة. ومن أجل ذلك، فهي قررت تنظيم يوم تضامني وذلك بمقر الرابطة المركزي 21 نهج بودلار العمران تونس يوم الجمعة 19 نوفمبر 2004 بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال
عن الهيئـة المديـرة الرئيــس المختـار الطريفـي
 
(المصدر: منتدى تونيزين بتاريخ 16 نوفمبر 2004)

 

بيــان الــى الـــرأي العــام الطلابــي والوطنـــي

مرة أخرى تتدخل آلية التصفية الإدارية عبر مجالس/ محاكم التأديب الصورية التي دأبت إدارات الكليات على تنظيمها بهدف إبعاد مناضلي الحركة الطلابيّة والاتحاد العام لطلبة تونس ولتهميش النضال النقابي والسياسي داخل الجامعة قصد ترهيب القواعد الطلابيّة وثنيها عن تعزيز صفوف المنظمة الطلابيّة. وهاهي أدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفا قس تضرب موعدا آخر مع سنتها الحميدة التي دأبت عليها كل سنة فبعد أن أطردت في سنة 2002/2003 ثلاثة من مناضلي الاتحاد وسنة 2003/2004 ثلاثة آخرين هاهي تحيل يوم الخميس 18 نوفمبر 2004 أربعة من مناضلي الحركة والاتحاد بتهم: » ارتكاب العنف اللفظي والمادي والتحريض على الإضراب وبث الفوضى داخل الكلية » وهي نفس التهم التي يحال بمقتضاها مناضلو الحرية على محاكم الحق العام. وإن سجل الكلية المذكورة وعميدها السيد محسن دياب تجعلنا لا نثق في هذا المجلس، بل أننا نعرف مسبقا ما ستسفر عنه المداولات، لذلك نهيب بالرأي العام الطلابي كي يلتف حولنا من أجل وضع حد لهذه المهازل، كما نهيب بالرأي العام الديمقراطي أن يساند نضالنا المشروع ضد تصفية الحق النقابي ومن أجل فضاء جامعي حر ومن أجل الحق في الدراسة.  

عاشت نضالات الشباب الطلابي الديمقراطي عاش الاتحاد العام لطلبة تونس

                                                       الإمضاء: –  هيثم المحجوبي (ثانية انجليزية) –   صلاح الحيدوري (رابعة تاريخ) –   وليد رداوي (ثالثة تاريخ) –   الطاهر ثلجاوي (رابعة جغرافيا).


إثر العواصـف الرعدية الأخيـرة:

أضرار مادية هامـــــة بمدينة الحمامـــــــــات

 

الحمامات – الصباح  

خلفت الزوبعة الرعدية والأمطار المدفوعة برياح قوية يوم السبت الفارط، أضرارا مادية كبيرة بمدينة الحمامات تتمثل في انهيار وسقوط سقف القاعة الرياضية المغطاة بالحمامات والتي تحولت الى ركام من الحديد والاسمنت والطولة ومن ألطاف الله أن القاعة المذكورة كانت خالية من أي نشاط زمن وقوع الحادثة. وغير بعيد عن القاعة الرياضية فقد تسببت الرياح القوية التي فاقت سرعتها 140 كلم في الساعة، في انهيار جدارات الملعب البلدي لكرة القدم من الجهات الثلاثة، الشرقية التي أتت في واجهة عاصفة الرياح الهوجاء، كما تحطم جزء من الجهة الجنوبية وجزء آخر من الجهة الشمالية للملعب فضلا عن تقليع عدد من أشجار الكلاتوس المغروسة داخل الملعب.

 

قطع الطولة طارت في الجو

من قوة وشدة الزوبعة والرياح العاتية تطايرت قطع الطولة من سقف القاعة الرياضية بالحمامات على مسافات متفاوتة لتسقط بشارع الجمهورية وصولا الى حي الرياضي أي على مستوى الطريق الحزامية ما يقارب كيلومترا من مكان الحادثة، ويذكر أن قطع الطولة التي عايناها بالعين المجردة يقارب طولها بين 2 و4 متر ووزنها يتراوح بين 20 و30 كلغ.

 

أضرار في بعض المحلات

حصلت أضرار في بعض المحلات على مستوى الواجهات الأمامية مثل اللافتات الاشهارية والبضائع التي كانت خارجها زمن هبوب موجة الرياح القوية  كما أتت العاصفة على العديد من الأشجار والمغروسات والأعمدة الكهربائية.

 

حالة من الرعب

عاش المواطنون حالة من الرعب زمن وقوع الحادثة بعد أن تحصنوا في منازلهم نظرا لنزول الأمطار بغزارة من دون أن يعتقدوا بأن عاصفة قوية ستهب على المنطقة.

 

حادث مرور بسبب قطعة الطولة

بثت قطعة الطولة الطائرة في الجو حالة من الرعب في سائق سيارة على مستوى حي الرياض الذي فر هاربا قبل أن تنقلب سيارته وتسبب في انقلاب شاحنة صغيرة الحجم في منخفض مقابل، لكن من ألطاف الله أن العملية لم تخلف ضحايا في حين ألحقت أضرارا جسيمة بالعربتين المذكورتين. ويذكر أن قطعة الطولة المرعبة سقطت بساحة احدى المنازل بحي الرياض لتتسبب في حالة من الرعب والخوف والذعر في صفوف العائلة صاحبة المنزل.

 

اجراءات وقائية

ما ان جدت الحادثة حتى تدخلت قوات الأمن الوطني والحماية المدنية التي قامت بإغلاق الشوارع المجاورة للقاعة المغطاة خوفا من أن تتساقط قطع من الطولة على المارة والى غاية يوم الأحد سجلنا تواجد  وحدة أمنية قارة بجوار القاعة المغطاة من أجل حماية المواطنين ومنع عبور السيارات من الشوارع المجاورة.

كما قامت بلدية الحمامات بتكوين فريق عمل يوم العيد لإزالة قطع الطولة المتناثرة وسط الشوارع والأشجار المقتلعة التي عبثت بها العاصفة الهوجاء.

 

كمال الطرابلسي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)


 

غدا الجلسة العامة الاولى لمجلس النواب الجديد

ملفات سياسية واقتصادية أمام المجلس

تونس- الصباح من المقرر أن يعقد مجلس النواب بتركيبته الجديدة غدا أولى جلساته العامة لإنتخاب مكتبه وأعضاء اللجان .. على أن تنظم في نفس اليوم جلسة أداء اليمين الدستورية من قبل رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي.. علما أن الدستور ينص على أداء اليمين الدستورية في ظرف شهر بعد الانتخابات.. وقد تقرر عقد اليوم البرلماني الاول لنواب التجمع الدستوري الديمقراطي اليوم للتنسيق بين النواب التجمعيين قبل الجلسة العامة الممتازة المقررة ليوم غد.. فهل تأتي الدورة البرلمانية الجديدة بالجديد؟ تجدر الملاحظة أنه إذا كان حوالي ثلثي أعضاء المجلس النيابي الجديد من النواب الذين يدخلون المجلس لأول مرة، فإن أغلب أعضاء رئاسة المجلس ومكتبه الموسع حافظوا على صفتهم البرلمانية، لاسيما بالنسبة لرئيس المجلس السيد فؤاد المبزع والنائب الأول السيد محمد عفيف شيبوب.. في المقابل فإن من بين الأعضاء القارين في مكتب المجلس منذ دورتين  من غادر المجلس قبل الانتخابات، مثل السيدين محمد الطرودي ومحمود الامام.. كما سيغادر مكتب مجلس النواب ومكتبه بصفة آلية السيد التيجاني حداد رئيس اللجنة السياسية ولجنة الثقافة والاعلام في دورات سابقة، بعد تعيينه وزيرا للسياحة قبل أيام. الانفتاح السياسي إلا أن افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة يتزامن مع ترفيع عدد نواب المعارضة الى 37.. وينتظر أن يقترن الافتتاح  كذلك بتشريك أكبر لممثلي المعارضة في اللجان وفي الحوار السياسي الذي يتطلع الرأي العام لتنظيمه بين الحكومة والبرلمان خلال المرحلة القادمة.. تكريسا للإنفتاح السياسي  الذي تعهدت بالعمل على تكريسه كل البرامج الانتخابية خلال حملات الاحزاب والقائمات المستقلة.. فرص جديدة وقد تضاعفت مؤخرا فرص المضي في مسار الانفتاح الاعلامي والسياسي بعد التعديل في تركيبة الحكومة والديوان السياسي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي وقراري العفو الرئاسي والسراح الشرطي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة للتغيير.. والكلمة التي توجه بها رئيس الدولة الى الشعب يوم 7 نوفمبر الجاري والتي تضمنت إشارات واضحة الى وجود إرادة سياسية عليا للتقدم خطوات أخرى في اتجاه تحقيق الوئام والعدل واحترام حقوق الانسان،، وفتح صفحة جديدة في تاريخ تونس، تجسيما للنقاط الـ 21من البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي.. ومن بينها النقاط الخاصة بالاصلاح السياسي وتكريس التعددية والديمقراطية، مواكبة لما بلغه المجتمع التونسي من نضج وتقدم.. التمييز بين الحزب والدولة وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن الفصل بين الحزب والدولة، فإن التحوير الاخير في تركيبتي الحكومة والديوان السياسي وجه رسائل سياسية مهمة هي الأولى من نوعها منذ التغيير ومؤتمر الانقاذ لحزب التجمع عام 1988.. فلقد تم لأول مرة في تاريخ تونس- منذ الاستقلال – الفصل بين عضوية الديوان السياسي للحزب ووزارات السيادة، أي الداخلية والخارجية والعدل والدفاع.. وتبرز أهمية هذه الخطوة في كون أحد الذين غادروا الديوان السياسي الدكتور الهادي مهني – انتقل من وزارة سيادة – الداخلية – الى وزارة سيادة ثانية –  الدفاع. وقدتم تقليص عدد أعضاء الديوان السياسي – لأول مرة _ الى ثلاثة الى  جانب مكتبه الذي يضم الرئيس زين العابدين بن علي ونائبي الرئيس الدكتور حامد القروي  والسيد محمد الغنوشي والامين العام للحزب السيد علي الشاوش وأمين المال السيد عبد الله القلال.. والاعضاء الثلاثة هم وزير الدولة المستشار الخاص والناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بن ضياء ورئيس مجلس النواب السيد فؤاد المبزع والامينة العامة المساعدة المكلفة بالمرأة السيدة أليفة فاروق.. ملفات تنموية عديدة إلا أن المجلس النيابي الجديد سوف يكون مطالبا كذلك بالعمل بنسق أسرع في معالجة تنموية حساسة ودقيقة.. منها ملفات التنمية السياسية وملفات الجباية والاستثمار وتحرير التجارة، ومعضلة التشغيل التي اعتبرها البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي مجددا الأولوية الكبرى، لا سيما بعد بروز ظاهرة جديدة في المنطقة شملت تونس هي بطالة حاملي الشهادات العليا.. وخريجي الجامعات.. ولاشك أن تسوية عدد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية الحساسة وتوفير مناخ أفضل للإستثمار والإنتاج والتشغيل من بين العوامل التي يمكن أن تضمن الاستقرار الامني والاجتماعي المطلوبين للمضي في مسار الاصلاح السياسي..
كمال بن يونس

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)

 

 

أصوات من مدينة الظلام

 

لقد قال الله جلّ جلاله « ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا » وقال جون جاك روسو مقولة بليغة  » أن تقتل حلما أبشع من أن تقتل إنسان » ولعل علم النفس الحديث له ما يدلي الكثير في هذا السياق. فقد قال إحسان عبد القدوس في  » بئر الحرمان » ( لا تسألوا الناس بل اسألوا الظروف). لذلك وغيره كانت هذه  » الأصوات من تحت الأنقاض »  محاولة أردت من خلالها أن أصور  مأساة أناس عظمت معاناتهم … وطال ليلهم … أناس مات فيهم الأمل … أناس خاصمتهم الأحلام … أناس ليسوا ككلّ الناس … أناس سحق داخلهم الإنسان … فباتوا هياكل بلا إحساس.

إليهم جميعا أقول: ثباتا … ثباتا فالليل وإن طال فلن يدوم 

بهذه الكلمات أجيب من قال لي قبل خروجي من « تونس الحزينة » ( امش غادي و زيد أنسانا حتى إنت يا فاضل )

 

                                                                                                               الحلقة الأولي

الإهداء

 

** إلى الطغاة الذين قطعوا الحرث والنسل وكلّ الذين كانوا خلفهم أذنابا لا كلابا … إليهم لعنة تمتدّ على مدى التاريخ

** إلى تلك الآلاف المؤلفة من الشباب والكهول والشيوخ والنساء والأطفال الذين دفعوا ما لم يدفعه سوى أصحاب الدعوات الصادقة … إليهم قبلة على كلّ جبين أركس بيد الطغاة

** إلى كلّ الذين وقفوا صامدين في وجه الظلم ولم يتحولوا عن مبادئهم أشخاصا ومنظمات على اختلاف مشاربهم ولم يقبضوا ثمن الصمت والتعتيم مناصب ولا مراتب … إليهم اعترافا بالجميل الذي سيظلّ معروفا في رقاب الأحرار

** إلى كلّ الذين خانوا الإنسان والوطن وتربعوا على الخراب يلوكون اسطوانة التقدم والتحضر والتمدن والتنوير…

** إلى كلّ الذين غرسوا سهامهم في صدورنا, في أحلامنا, في أنفسنا… نقول لهم لن نموت… لن نموت … وسنبعث من جديد

** إلى كلّ الذين شاركوا في الجريمة بالفعل أو بالصمت

إليهم كلّهم نقول كلّ من زرع حصد …

 

من أنا …؟؟؟

 

                 أنا الطفل … أنا التلميذ … أنا الطالب … أنا المدرس … أنا المهندس … أنا المفكر … أنا الأرملة المعلقة … أنا الأمّ المعذبة … أنا الشيخ المسن …أنا باختصار كلّ من داسته رحى الطغيان …

 

من أنتم …؟؟؟

 

أنتم سادتي القضاة … أنتم سادتي المحققون … أن سادتي السجانون … أنتم سادتي رعاة القانون … أنتم الصامتون … أنتم المتواطئون … أنتم باختصار كلّ المسئولين

 

نحن دفعنا, وأنتم … !!!

 » إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحبّ الظالمين » صدق الله العظيم

 

صوت الطفولة الموءودة

أنا يا سادتي …

ذالك الطفل الذي سرقت طفولته في لحظات صمت رهيب… سرقت طفولته في جريمة أشد بطشا ووحشيّة من عمليات التطهير العرقي… أنا يا سادتي ضحيّة التطهير الفكري !!!

في ليلة هوجاء, كنت نائما أحمل دميتي بين يديّ, أحمل لعبتي التي رفضت أن أتخلى عنها إلى أن أخذني النعاس, هكذا روت لي أميّ ….

كنت نائما أحلم بالعودة إلى المدرسة كي أنعم بالعلم والنور… لقد وضعت كراساتي … أعددت محفظتي … وتلك الرسوم التي أعدتها عن فترة جميلة في أحضان الوطن الرغيد بعد عطلة صيفيّة … لقد داستها تلك الوحوش البربرية الزاحفة وبعثروا كتبي … لقد فتشوا محفظتي !!! بكيت … صرخت تلك صورة وطني, تلك أحلامي وعمري … فلفتني صفعاتهم … فتعلمت أنّ الصمت يبدأ من المهد…

كتفوا والدي أمامي !!! قتلوا بداخلي الأمان… أدركت أنّ لا أحد قادر على حمايتي … فذلك الذي كنت أخاله قادرا أن يهبني الأمان … كنت ألجأ إليه عند شعوري بالخوف… كنت أشتكيه زميل المدرسة وأبناء الجيران… كنت أشكوه الجوع والعرى … كنت أعتقد أنّه يملك قدرة فائقة … كنت أستمدّ منه الأمان … كنت أمشي متبخترا عندما أكون بجواره … كنت… وكنت… كنت طفلا… يلهو… يحلم … يمرح … يصخب … كنت دائما أضحك وانتهيت أترقب خروج أبي من بين براثن الغربان …

التجأت إلى حضن أمّي… التجأت إلى الحضن الذي دوما يلفّني وبالحنان يدثرني… في الشتاء يدفئني… ومن الرعد والصواعق يخفيني… وجدته يرتجف …؟! وجدته يرتعش …؟! دموعه بين شعري تتسلل…؟! حضنته حتى يهدأ ويدثرني … حضنته حتى يفتكر الطفل الذي كان يخشى عليه هبّة النسيم ولفحات الشمس … وجدته يزيد في الرعشة … !!! نظرت إلى تلك الوحوش … أحدهم رمقني بنظرة قتلتني … ارتجفت مفاصلي … وبهيكل الثلج تشبثت … الدفء منذ تلك اللحظة هجرته …

فتشوا بيتنا … هدموا أمننا … في الليل هتكوا سرنا … أبدا ما رأيت بيتنا يهتزّ أمنه … لقد كنت أنام ملئ الجفون وأصحو على نور الصباح … وصوت الأنغام … والقرآن يرتل بأعذب الأصوات … هذه الليلة قمت على الصرخات… والدموع … والسبّ الشتم والركل … ولم أعد بعده إلى عالم الأطفال …

أبدا ما رأيت أمّي أمام الغرباء يوما بلباس النوم تظهر… ولم أر قبل اليوم يد تمتدّ تصفعها … أو إلى ذلك الركن تدفعها … اختلط الدمع بالدم الذي من الفم ينهمر …

أبدا ما رأيت أبي يوما صامتا وبيته تهتك … أبي ما رأيته يوما أمام صرخاتنا أخرس … أبي ما عهدته يوما أمام دموعنا يهدأ … أبي ما رأيته يوما أمام الغرباء يجبن … أبي ما رأيته يوما بلا حراكا جامدا وبيته تهتك …

أبدا لم أفق على تلك الصرخات … لقد كنت أستفيق لأجد أمّي مرحة تهيأ لي الإفطار … تغيّر لي ثيابي … تعدّ لي لمجة كي أذهب بها إلى المدرسة … تقبلني … ثمّ تقول لي بني  » العلم نور … والله أمرنا بالتعلـّم … المعلم هو بمثابة أبوك … اسمع كلامه … أتبع أوامره …  »

أنا لم أرتكب جريمة المطالبة بحريّتي الطبيعيّة ولا المدنيّة … أنا لم أرتكب جريمة حب الشعب والوطن … أنا يا سادتي عرفت سطوة البوليس وغلظة النفوس وأقسام التفتيش وطوابير السجون قبل أن أعرف الحضانة … أنا يا دعاة الحريّة والحقوق المدنيّة امتدت إليّ السهام قبل أن أعرف نعومة الأقلام …

أنا يا سادتي … كنت طفلا غرقت طويلا في الأحزان وجدتني شبحا بلا روحا ولا غد… لا أحلاما…  ولا وطن

أنا يا سادتي كان لي أب… أخذوه ولم يبقى من ذكراه سوى تلك الأماسي عندما كنّا نلهو وبعده نزل الظلام ولم ينجل…

 

                                                                                        فاضل السّــالك  » عاشق البحر »


تصويب وتوضيح

 

الاخوة القائمين على تونس نيوز حفظهم الله

السلام عليكم وتقبل الله منا ومنكم وبارك لكم في عيدكم وكل عام وأنتم بخير.

 

وزعت نشرتكم في عدد يوم أمس14 نوفمبر 2004 مقالا لأحد الإخوة تعرض فيه بالعتاب لموقع نهضة نت حول مسائل يمكن تلخيصها على لسان كاتبها كالآتي:

 

الأوّل: التأكيد في كلّ مرّة و منذ البداية على الصفة التنظيمية السياسيّة للأخ علي قبل مرحلة السجن: وهي الناطق الرسمي للحركة. هذه الصفة التي غابت من خطاب و بيانات الحركة منذ سنوات واستبدلت  » بالمهندس » و كذلك للأخ حمادي الجبالي « بالصحفي » و الأخ الصادق شورو « بالدكتور »… حتى ربما يفهم الذين لا يعرفونهم، بأن هؤلاء جميعا قد حوكموا من أجل مخالفة مهنيّة، وهم بالتالي عندهم، سجناء حق عام مثلما يُروج لذلك النظام، وليسوا سياسيين حوكموا من أجل عمل سياسي…

 

لقد جانب الأخ الكريم الصواب في زعمه هذا فلا يكاد يذكر واحد من هؤلاء الإخوة سواء في موقع النهضة نت أو في بيانات الحركة إلا بصفته السياسية ولو تحمل عناء البحث وقليلا من الموضوعية للاحظ أنه في الصفحة الأولى فقط يوجد رابط مباشر إلى البيان الصادر عن حركة النهضة قبل اعتقال ناطقها الرسمي بالنيابة المهندس علي العريض  (في ركن وثائق أسفل الصفحة إلى اليسار) كما أن هناك رابطا مباشرا في صدر الصفحة إلى الشمال اسمه شخصيات نهضوية ذكر فيه الإخوة المشار إليهم وغيرهم من قيادات النهضة مع لمحة عن سيرهم العطرة والمهام التي تولوها في صلب الحركة.

 

من مدة قصيرة نشر الموقع مقالا مطولا للدكتور شورو معنونا بصفته رئيسا سابقا لحركة النهضة كما ينشر الموقع رسالة من الأخ الدكتور الصادق شورو موجهة إلى رئيس الحركة الحالي الشيخ راشد الغنوشي ندعو الأخ إلى العودة إليها للاطلاع والاستفادة في ركن وثائق.

 

لن نعدد كل المناسبات التي ذكر فيها هؤلاء الإخوة بصفاتهم فذلك الدأب في كل الأدبيات مع عدم إغفال صفاتهم العلمية أو المهنية لما في ذلك من خدمة لقضيتهم ونكتفي بمناسبتين تعبران عن حقيقة الأمر:

الأولى: في مقال بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لحركة الاتجاه الاسلامي بقلم الشيخ راشد الغنوشي نشر في صدر الموقع في آنه وما زال منشورا في ركن مقالات الجمعة الخاص بمقالات رئيس الحركة.

 

 » التحية والتهنئة موصولة بهذه المناسبة إلى الأسود الرابضة وراء القضبان يتقدمهم الرؤساء الشيخ الحبيب اللوز والدكتور الصادق شورو والمهندسان حمادي الجبالي وعلي العريض والشيخ محمد العكروت.. هم وإخوانهم ممن مضى عليهم زهاء عقد ونصف تحت وطأة سجون لم تعرف قسوتها وخساستها حتى أفدح عصور الاستعمار، لا لجريمة نقموها منهم، إلا أنهم قالوا ربنا الله « ..

 

الثانية في نص البيان الختامي للمؤتمر السابع وله رابط في صدر الصفحة الأولى وهو من أهم النصوص المنشورة على الموقع وأكثرها مطالعة:

« وترفع تحية وفاء لإخواننا المساجين الصامدين في شموخ ويقين منذ عشر سنوات، ترنو عيونهم إلى الفجر يبزغ من مشكاة بذل وعطاء شعبهم وإخوانهم في الداخل والخارج يتقدمهم الإخوة القياديون: السادة الحبيب اللوز ومحمد العكروت والصادق شورو وزياد الدولاتلي وحمادي الجبالي وعلي العريض وعبد الله الزواري، وكل من هو معهم من الصامدين في السجون من أبطال الإسلام الميامين. »

ونحن مستعدين إذا كان الأخ الناقد باحثا عن الحقيقة أن نضع على ذمته جملة البيانات التي أصدرتها حركة النهضة منذ تهجيرها سواء ليؤكد الحكم الذي أصدره أو ليعتذر عنه.

 

الاتهام الثاني: « فمنذ سنة 1991 تاريخ تجميد الشيخ عبد الفتاح مورو عضويته في تنظيم الحركة مع الأخوين الفاضل البلدي وبنعيسى الدمني… لم نر له صورة ولم نسمع عنه حديثا في وسائل إعلام الحركة المكتوبة أو المسموعة…  

بل أكثر من ذلك.. لو فتشت في موقع النهضة.نت في باب « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه«  و الذي بالمناسبة قد اختفى من الموقع- أو « شخصيات نهضويّة «  فانك لن تجد أي ذكر لا من قريب و لا من بعيد للشيخ عبد الفتاح… و كأنه لم يكن يوما من المؤسسين لهذه الحركة .. و كأنه لم يكن يوما أمينها العام.. وكأنه لم يكن يوما ناطقها الرسمي ..و كأنه لم يسجن أو يشرّد في سبيلها.. و كأنه لم تعرفه، مساجد تونس خطيبا و داعية، و منابر الحوار سياسيا فطنا… 

الشيخ عبد الفتاح مورو.. المتهم من إخوانه بالتخلي على الحركة وقت الحاجة..  الشيخ عبد الفتاح مورو الذي حرمه بعض رفاق الدرب (…) حتى من لقب الشيخ الذي عُرف به في أوساط التونسيين عامة والإسلاميين خاصة.. و اُستبدل بلقب الأستاذ، وهو له أهل.

 

مع تقديرنا للمشاعر التي يحملها الأخ الكريم للشيخ عبد الفتاح والتي قد يشاطره فيها كل أبناء النهضة الذين يكنون للشيخ عبد الفتاح ولكل أصحاب السابقة من إخوانهم خالص المودة ولا يجعلون من ذلك سببا للتفرقة أو المزايدة أو إيغار الصدور بدون وجه حق، إلا أنه وجب التنويه إلى:

الصور التي تنشر في الوقع هي لأحد أربعة: سجين أو شهيد أو شخص تعلق به خبر أو كاتب مقال إذا توفرت لدينا صورته. والأخ الكريم يعلم أن الشيخ عبد الفتاح قد انقطع عن النشاط السياسي منذ زمن وغاب عن واجهة الأحداث ورغم ذلك فالموقع يحمل صورة للشيخ هي الأشهر في تقديرنا وهي صور الندوة الصحفية الأولى إلى جانب الإخوة بن عيسى الدمني والحبيب المكني وراشد الغنوشي تجدها رفي ركن محطات تاريخية وهي تتصدر أول نص نشر على الموقع وفيه عرض للندوة الصحفية الأولى للحركة.

 

ليس صحيحا أن الشيخ عبد الفتاح قد غاب كليا عن الموقع وليست هناك إرادة لتغييبه كما يظن الأخ وليبحث الأخ (أو ليفتش بتعبيره) بكل موضوعية في ثنايا الموقع وخاصة في مقالات الشيخ راشد الغنوشي المنشورة على نهضة نت ليكتشف أن اسم الشيخ هو من أكثر الأسماء المذكورة. ونحن نقترح على الأخ أن يكتب سيرة للشيخ عبد الفتاح ننشرها إن شاء الله على الموقع إن أذن له الشيخ في ذلك.

 

نفس الشيء ينطبق على الأخوين الكبيرين الفاضل البلدي وبن عيسى الدمني مع العلم أن البلدي قد ذكر أيضا في الموقع عندما تعرض لاعتداء من قبل أجهزة البوليس السياسي وما زال البيان منشورا على الموقع بعنوان: السلطة تمعن في الاعتداءات وبتاريخ  رجب 1424 الموافق 10 سبتمبر 2003. 

 

أما عن استعمال لقب الأستاذ بدل الشيخ كما يحبذ الأخ فلا نرى فارقا كبيرا بينهما وله أن يعود للأستاذ عبد الفتاح نفسه ليعلم أي اللقبين يحبذ ونزعم بناء على معرفتنا الشخصية بالأستاذ مورو أننا قد دعوناه بأحب اللقبين إليه.

 

بعد هذا التوضيح الذي نرجو أن يتقبله المنتقد الكريم بصدر رحب لا يسعنا إلا أن نشكره على اهتمامه بالموقع وتحمله عناء الكتابة لتصويب ما قد ظنه تقصيرا منا في حق إخواننا راجين له الإخلاص وابتغاء وجه الله في ما سعى إليه.

 

والشكر موصول للإخوة في موقع تونس نيوز الأغر.

 

« والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم »

 

موقع نهضة.نت


 

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

إلى الاخ الكريم  » شاهد لك يوم القيامة … » :

 

سلام من الله تعالى عليك ورحمة وبركات

 

إطلعت للتو على رسالتك ملؤها هشا وبشا منشورة على الموقع المحترم  » تونس نيوز  » ليوم أمس فجددت في الامل وشحذت في الهمة بما كسوتها بقلمك المدرار من أردية الحب الاخوي الصادق وكان لزاما علي أن أهمس إليك مناجيا بما عساه يعذرني لديك والفضل من أهله دوما مأمول تلتمسه النفوس كمستجير من رمضاء القحط وإكفهرار العبس المتلبد بشآبيب وابل صيب طيب .

حصل عطب غائر في أحشاء حاسوبي فأودى ببقية الحلقات الرمضانية اليومية  » للصائم فرحتان  » وإني بصدد عرضه على حكماء الجراحة من حولي لعلي أسترجع ما أتلفه العطب وفي كل الحالات فإني أعد بإذنه سبحانه بنشر الاجابات الكاملة المفصلة عن الاسئلة المصاحبة لتلك الحلقات في وقت لاحق إن شاء الله أما عن سائر ما نشرت سواء على صفحات  » تونس نيوز  » أو  » النهضة نت  » أو غيرها غابرا ولاحقا فإني أنوي لم شعثه وتهيئته للطباعة سيما أن عددا من الاخوة الكرام أشاروا علي بذلك رغم أني لا أملك منه الان بين يدي حرفا واحدا لا بل عرض علي أحد الاخوة جازاه الله عني كل خير تحمله لمصاريف الطباعة والاخراج وأساله سبحانه أن ييسر لي أطيب الاوقات لاستئناف سلسلتي  » شهد العسل إلىصحوة الامل  » و » أي أيامك أجمل يا رحمة للعالمين  » ولن يزال الطموح بي يتذكي بحرصك ويتزين بصدقك  يحملني على مصاحبة قلم لا ينفك يتعلم وكتاب لا أرغب عنه بجليس سواه .

ذلك هو عذري أخي الحبيب ولست سوى طالب علم صغير مبتدئ ليس له من رصيد في بورصة القيم سوى إيمان لا يفل بأن العلم نور وحرص لا يكل على طلب العلم وثقة بأن أشد أجناد الاسلام اليوم مضاءو أصحها علما وأقواها معرفة وأدعاها إلى تعزير الدعوة الاسلامية المعاصرة بالعلم لا بالهوس هي أجناد الكلمة فإذا أحتل الوطن فإن الكلمة تستقيل ليتكلم صوت القوة غير أن أروع الكمال التحام قوة الحجة بحجة القوة .

أشكر لك أخي العزيز إهتمامك ولعلي كسبت بك صديقا كريما علىدرب الخير ووزيرا من أهلي أشد به أزري وأشركه في أمري وأسال لك الله سبحانه العتق من النار وقبول الصيام والصلاة والقيام وحسن الختام وأن يبوءك مبوأ جهاد وإجتهاد .

 

أخوك الهادي بريك من المانيا.


وزيرة الدفاع الفرنسية تؤكد ان السرية رفعت عن ملف بن بركة حرصا علي الشفافية

 

باريس ـ اف ب: قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري امس الاثنين انها وافقت علي رفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة باختفاء المعارض المغربي التاريخي المهدي بن بركة والتي كانت تصنف اسرارا دفاعية حرصا علي الشفافية . واوضحت الوزيرة الفرنسية ان رفع السرية يطال عشرات الوثائق . واضافت في تصريحات خاصة لاذاعة اوروبا 1 ان الشفافية هي المقياس خارج اطار الحالات التي تقتضيها المصلحة الوطنية العليا وامن موظفينا . وكانت لجنة استشارية خاصة في الدفاع الوطني دعت في الرابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي الي رفع السرية عن المعلومات التي طلبها قاضي التحقيق كلود شوكيه المكلف ملف اختفاء بن بركة العام 1965 اي عن 73 وثيقة ما زالت لم تعلن بعد. والاحد اعلنت وزارة الدفاع ان الوزيرة ميشال اليو ماري اعطت موافقتها علي رفع السرية عن جميع الوثائق التي كانت لا تزال تصنف سرية وبذلك بات الملف كله الذي كان بحوزة الاجهزة السرية الفرنسية في تصرف قاضي التحقيق . وكانت عائلة بن بركة طالبت فرنسا برفع السرية عن الملف الذي مضي عليه 39 سنة. وكان المهدي بن بركة مؤسس الاتحاد الوطني للقوي الشعبية اعتقل في 29 تشرين الاول/اكتوبر 1965 وسط باريس من قبل الشرطة الفرنسية واختفي منذ ذلك الوقت ولم يعثر قط علي جثته.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)

 

سؤال « تونس نيوز »:

ومتى يتحرك التونسيون للإفراج عن ملف اغتيال الزعيم صالح بن يوسف من الأرشيف الألماني؟ 


 

Hopes for 10 missing migrants off Malta fade

Reuters, le 16.11.2004 à 12h12 

    VALLETTA, Nov 16 (Reuters) – Hopes for the survival of 10 illegal migrants missing in rough Mediterranean seas off Malta faded on Tuesday as a search by Maltese and Italian armed forces yielded no results.

                      A merchant ship reported the migrants in a small open boat about 15 nautical miles east of Malta on Saturday night. The boat is thought to have capsized in rough seas and high winds before it could be reached by Maltese rescue boats.

                      An overturned boat was found on Sunday along with two life jackets but there was no trace of the migrants, said a spokesman for the Armed Forces of Malta.

                      Scores of illegal migrants coming from North Africa, mostly Tunisia and Libya, have died in recent years in the central Mediterranean when their overcrowded boats capsized or sank.  


 

Vincent Bolloré confirme son intérêt pour “Libération”

 

Reuters, le 16.11.2004 à 11h09

    MILAN, 16 novembre (Reuters) – Vincent Bolloré a confirmé son intérêt pour une entrée au capital du quotidien français Libération et sa montée en puissance avec d’autres actionnaires au sein de la banque italienne Mediobanca.

                      « Oui, nous sommes intéressés », a déclaré Bolloré au quotidien Il Sole 24 Ore de mardi. « Je pense qu’il est possible de parvenir à un accord industriel nous permettant d’intégrer Libération et d’avoir des synergies intéressantes avec la radio et la télévision du groupe », a-t-il ajouté dans une allusion apparente au lancement en mars prochain en France d’une chaîne de télévision numérique terreste gratuite, Direct8.

                      Libération avait indiqué en début du mois n’avoir pas eu de contact avec le financier breton, tout en reconnaissant étudier un élargissement de sa base actionnariale.

                      Dans son entretien au quotidien financier italien, Bolloré évoque également le projet du groupe d’actionnaires non italien qu’il dirige de monter de 10% à 11% du capital de la banque d’affaires Mediobanca .

                      « Il n’y pas d’urgence. (Nous le ferons) au cours des prochains mois, plus près de janvier ou de février », a-t-il déclaré.

                      Le groupe, qui comprend également Groupama, la famille Dassault et une filiale de la banque espagnole Santander Central Hispano , a récemment été autorisé par les actionnaires de référence de la banque à porter sa participation de 10% à 11%.

 

                      Dans un entretien à Il Sole du 9 novembre, le conseiller de Bolloré, le financier d’origine tunisienne Tarek ben Ammar, avait indiqué que le groupe d’actionnaires n’avait pas l’intention d’aller au-delà de 11%.

 

                      Dans Il Sole de mardi, Bolloré précise ne pas avoir l’intention non plus de vendre sa participation dans Mediobanca, actuellement d’un peu moins de 5%, pour au moins les quatre prochaines années.

                      Bolloré indique aussi qu’il est favorable à la nomination d’un nouvel administrateur délégué à la tête de la banque Mediobanca, qui est sans patron depuis l’éviction de son ancien administrateur délégué Vincenzo Maranghi en avril 2003 sous la pression d’UniCredito  et de son coactionnaire Capitalia .

                      Bolloré indique enfin ne pas avoir d’autre projet d’investissement en Italie, qu’il ne possède aucune action de l’assureur Generali  mais qu’il en détient quelques unes d’UniCredito .


NATO brass to met Middle Eastern counterparts

By PAUL AMES, Associated Press Writer

 

Associated Press, le 16.11.2004 à 13h25

                      BRUSSELS, Belgium (AP) _ Chiefs of staff from the 26 NATO allies met with their Russian counterpart Tuesday at the start of two days of talks which are also scheduled to include military chiefs from Israel and some Arab nations for the first time.

                      Meetings between Russia‘s top soldier and his NATO colleagues have become commonplace since the alliance reached out to its former foes after the end of the Cold War, but the talks Wednesday with the Middle Eastern top brass will be a first.

                      NATO officials said it was part of a plan, backed by alliance leaders at a June summit, to develop closer ties with nations on NATO’s volatile southern and southeastern flank.

                      Generals from Algeria, Egypt, Israel, Jordan. Mauritania, Morocco and Tunisia are set to attend. The seven nations are members of a decade-old «Mediterranean Dialogue» program which NATO is trying to give new life.

                      Among areas where NATO is seeking closer ties is counterterrorism, including possible assistance for the counter-terror patrols that have monitored shipping in the Mediterranean Sea since shortly after the Sept. 11, 2001, attacks on the United States.

                      Ahead of the meeting with his NATO counterparts, Col.-Gen. Yuri Baluyevsky, the chief of General Staff of Russia’s armed forces, said he’d discussed plans to supply Iraq‘s new armed forces with former Soviet weapons talks Tuesday with NATO’s supreme commander in Europe U.S. Gen. James L. Jones.

                      «Equipping the (Iraqi) army with Soviet-designed weapons, which are reliable and not that difficult to use and maintain, is the most efficient option,» Baluyevsky said in remarks carried by Russia‘s NTV television.

                      «It was Gen. Jones who suggested that. I said I would report that to my leadership, but from my personal viewpoint it’s quite feasible.»

                      However, it is not clear that Russia would join a NATO-coordinated effort to channel donated equipment to Iraq.

                      Defense Minister Sergei Ivanov said Tuesday in Moscow that Russia could sell arms to Iraq, which bought billions of dollars of Soviet weapons under Saddam Hussein.

                      However, NATO officials say their effort is concerned with equipment donated freely and have pointed to the large surpluses of Soviet-era equipment held by many of the former Warsaw Pact nations that joined NATO this year or in 1999.

                      During the two-day meeting, the NATO military chiefs are scheduled to chose between generals from Canada and Denmark who are competing to become the alliance’s top soldier.

                      They will vote for either Gen. Ray Henault of the Royal Canadian Air Force or Gen. Hans Jesper Helsoe of the Danish army to decide which will become chairman of NATO’s military committee.

                      The results are due to announced Wednesday by German Gen. Harald Kujat is stepping down from the post he has held since 2002.

                      The committee is a panel of senior officers from the 26 allies that reviews the alliance’s military policy. Although Jones is NATO’s supreme operational commander, he reports to the military committee.

                      While the supreme commander has always been an American, Europeans or Canadians have chaired the military committee since the early 1960s.

 


Un journaliste détaille l’exécution par un Marine d’un Irakien blessé

 

AFP, le 16.11.2004 à 13h54

                      WASHINGTON, 16 nov (AFP) – Un Marine américain, mis en cause  pour avoir achevé un Irakien blessé dans une mosquée de Falloujah,  ne savait pas que cet homme était non armé et avait été lui-même  blessé la veille au combat, a indiqué mardi le journaliste de la  chaîne NBC ayant filmé la scène.

                      Plusieurs chaînes de télévision américaines ont montré des  images, filmées samedi, d’un Marine à l’identité non révélée, tirant  à bout portant sur un homme allongé dans une salle de la mosquée. Ce  Marine a été « retiré du terrain » dans l’attente des résultats d’une  enquête, selon l’armée.

                      Le reporter Kevin Sites, intégré dans un groupe de Marines, a  indiqué que l’Irakien avait été tué par un soldat ignorant  apparemment qu’il n’était pas armé et qu’il était véritablement  blessé.

                      Les Marines étaient entrés samedi dans la mosquée, dont le  contrôle avait été repris la veille après des combats ayant fait,  parmi les insurgés, une dizaine de tués et cinq blessés. Ces  derniers avaient été laissés allongés dans une salle.

                      En entrant, les Marines remarquent que plusieurs de ces Irakiens  apparaissent inconscients. L’un semble respirer. « Ce salopard fait  semblant d’être mort », dit l’un des soldats. Le journaliste le voit  alors lever son arme et tirer sur le blessé. « Bon, il est mort  maintenant », déclare un autre Marine.

                      Le journaliste a précisé que le soldat ayant tiré a expliqué à  ses collègues n’avoir pas remarqué que l’homme n’était pas armé.

                      Selon les médias américains, le soldat en cause avait été blessé  la veille au visage mais était retourné sur le terrain presque  immédiatement. Un collègue de son unité avait été tué ce jour-là par  un Irakien qu’il croyait mort, selon les mêmes sources.

 

AFP

 


Droits de l’homme: l’Onu met en garde contre l’exécution de blessés en Irak

   

AFP, le 16.11.2004 à 14h46

                      GENEVE, 16 nov (AFP) – Le Haut commissaire des Nations Unies  pour les droits de l’homme, Louise Arbour, a appelé mardi les  Etats-Unis à déférer en justice les auteurs d’exécutions de  personnes blessées durant l’assaut de la ville irakienne de  Falloujah. 

                      « Toute violation du droit international humanitaire et des  droits de l’homme doit faire l’objet d’une enquête et les auteurs de  ces atteintes — y compris les attaques délibérées contre des  civils, les attaques disproportionnées et commises au hasard, les  exécutions de blessés et le recours à des boucliers humains —  doivent être remis à la justice, qu’il s’agisse de membres de la  force multinationale ou d’insurgés », a estimé Mme Arbour dans un  communiqué.

                      Mme Arbour s’est dite « profondément préoccupée » par la situation  des civils à Falloujah, particulièrement par les problèmes d’accès  humanitaire à la  population et par le manque de bilan sur les  victimes civiles.

                      Plusieurs chaînes de télévision américaines ont montré lundi des  images d’un Marine américain tirant à bout portant sur un homme  blessé et non armé dans une mosquée de Falloujah.

                      L’armée américaine a affirmé mardi enquêter sur l’exécution du  blessé et a précisé que le Marine avait été retiré du terrain.

                      Lancée le 8 novembre, l’offensive contre Falloujah a fait 39  morts et au moins 278 blessés dans les rangs américains, cinq morts  dans ceux de l’armée irakienne et 1.200 parmi la guérilla, selon  l’armée américaine.

 

 

Impressions et Réflexions sur ma visite aux Etats Unis d’Amérique

Les élections américaines vues par une citoyenne tunisienne
Neila Charchour Hachicha

Ayant eu le privilège d’être conviée, à titre amical, par la famille du Vice Président américain Dick Cheney pour assister à la soirée électorale du 2 Novembre 2004, je me suis rendue aux Etats-Unis pour apporter mon soutien à des amis qui n’ont cessé de m’offrir une écoute et une attention que je n’arrive pas à obtenir parmi les miens dans mon propre pays.  

 

Ce n’est pas par hasard que ce pays est le plus puissant du monde puisqu’il sait ramener dans ses rangs, et d’où qu’elles viennent, toute énergie et toute intelligence aussi minimes soient-elles, à l’instar de la mienne, pour renforcer sa position dans le monde. Contrairement à mon pays où à force de silence et de mépris de notre citoyenneté, nos dirigeants nous poussent malgré nous vers le soutien de l’étranger, et cela va des politiciens jusqu’aux émigrés clandestins.

 

Ce que j’ai pu voir et entendre au cours de cette soirée et des journées qui l’ont suivies, m’a beaucoup appris sur les notions de civisme et de patriotisme mais surtout sur l’efficacité et l’efficience des institutions démocratiques évoluées.

 

Lorsque les résultats du vote semblaient porter le Président Bush gagnant, nous nous sommes rendus au Ronald Reagan Building où le Président Bush devait lui-même se rendre pour déclarer sa victoire. Seulement le Sénateur John Edwards ne l’entendait pas de cette manière. Sa déception était telle qu’il n’a pas pu se retenir de jeter le doute sur les résultats de l’Ohio, qui semblaient pourtant si évidents, empêchant par sa déclaration que la joie et la victoire des Républicains soient totales. Le Président Bush a quant à lui, respecté cette déception et a dû attendre le lendemain pour déclarer sa propre victoire après que le Sénateur John Kerry déclare lui-même sa défaite une fois le décompte des voix totalement terminé. 

 

Si le Président Bush a largement gagné le vote des Américains, le Sénateur Kerry en fin politicien de très grande classe, a été un excellent perdant en gagnant le cœur des Américains. En effet, il a appelé à la réconciliation afin de maintenir l’unité et la cohésion américaine en temps de guerre, et ce, malgré que la guerre a été au cœur des débats et des profondes divergences entre les deux candidats.

 

Maintenant si les deux candidats sont bien loin de la mentalité et des valeurs des pères fondateurs des Etats Unis, il n’en reste pas moins que la démocratie, la liberté de presse et l’indépendance de leurs institutions sont bel et bien acquises pour réguler tous les excès et toutes les dérives que toute administration aussi autoritaire que l’administration Bush pourrait provoquer.

 

En effet, le Président Bush a aujourd’hui une majorité populaire jamais atteinte auparavant, et il a de surcroît la majorité tant au Sénat qu’au Congrès. Lorsqu’on sait que c’est son dernier mandat, l’on peut s’imaginer deux éventualités. 

 

Soit, il emploiera ses gigantesques moyens pour gagner sa guerre et atteindre ses objectifs promis au monde Musulman afin d’être inscrit dans l’histoire de l’humanité parmi les plus grands présidents qui ont eu un impact sur le devenir du monde, et ce, en dépit de tous ceux qui tentent de le faire échouer même au sein de sa propre administration.

 

Soit, il multipliera les erreurs, ce qui semble aussi probable, puisque la guerre contre le terrorisme est une guerre d’un genre nouveau à laquelle les Etats-Unis nont jamais été confrontés. Une guerre qui met face à face un Etat démocratique doté d’une armée professionnelle contre une Oumma virtuelle dotée d’une armée invisible de terroristes qu’enfantent nécessairement toutes dictatures soutenues bien plus par les Etats Unis eux-mêmes que par leurs propres citoyens.

 

Au cours de cette soirée, je ne pouvais m’empêcher de comparer les élections américaines aux élections tunisiennes. L’euphorie et la frénésie provoquées par le suspens d’une vraie élection ne ressemblaient en rien à l’indifférence qui résulte d’un semblant d’élection qui n’a d’autre rôle que de maintenir le statu quo. La qualité de la citoyenneté et du patriotisme qui s’épanouissent dans un environnement démocratique faisait l’effet d’une gifle à comparer au clientélisme et à l’irresponsabilité qui découlent de la répression pratiquée chez nous. Les sentiments de civisme et d’espoir qui fleurissent dans un Etat de droit contrastaient tant avec les sentiments de haine ou l’hypocrisie qui découlent de l’injustice et des passes droits.

 

Si Bush et Ben Ali paraissent se ressembler dans leur autorité, il n’en reste pas moins que Ben Ali n’a jamais eu la légitimité démocratique de Bush. Dans les faits et malgré les promesses, Ben Ali n’a jamais permis à un Kerry d’émerger ce qui l’aurai pourvu de cette légitimité manquante. Or les personnalités de la trempe de Kerry ne manquent pas chez nous, sauf qu’elles ne sont pas prêtes à s’offrir en pâture, en allant dans le meilleur des cas au devant d’un échec certain. 

 

Ceci a laissé les portes grandes ouvertes à toutes sortes d’opportunisme de la part de ceux qui n’ont rien à perdre et tout à gagner, quitte à manipuler notre religion ou à se baser sur l’unique soutien de l’étranger au lieu de pouvoir sainement se baser sur le soutien de leurs concitoyens, rendus sciemment inaccessibles.

 

Imaginez-vous un seul instant un Kerry persécuté ou emprisonner par Bush! C’est du domaine de l’impensable et de l’impossible aux Etats Unis et pour cause, car le système de gouvernance américain est fait de sorte à protéger tout citoyen contre toute dérive autoritaire de son Président. En effet, la constitution américaine garantie équilibre et stabilité politiques grâce à une nette séparation des pouvoirs. Un système dans lequel même un Chef d’Etat se doit de rendre compte de ses actes, de ses choix et de ses dépenses à travers des institutions démocratiques où chaque responsable est lui-même élu et doit à son tour rendre compte à ses électeurs, faisant ainsi du pouvoir un outil au service des citoyens et de la justice, mais aussi une responsabilité partagée par tous.

 

Or, nous prétendons être une République alors que nous n’avons ni équilibre politique ni garantie de stabilité et de saine évolution mettant de la sorte en danger notre économie fleurissante et nos petits acquis durement obtenus.

 

Bien entendu, j’ai eu l’occasion au cours de cette soirée d’en parler avec nombre de personnalités présentes. Et même si la Tunisie ne semble pas être dans l’agenda de leurs priorités immédiates, j’ai acquis la conviction que l’administration Bush avait la ferme intention de faire évoluer la situation du monde Musulman en soutenant les sociétés civiles, à la condition que, celles-ci soient prêtes à s’engager vers une réelle évolution démocratique. En effet, d’une part ils ne peuvent pas agir à notre place, et d’autre part, l’alternance en Irak leur a permis d’évaluer le coût et les conséquences de toute exclusion. Je n’ai pas manqué d’insister sur la priorité de la liberté d’opinion sans laquelle aucun soutien ne serait crédible ni même bienvenue. Ce n’est qu’à travers cette liberté fondamentale que les Tunisiens seront en mesure de choisir par eux-mêmes leur propres représentants.

 

*******

 

C’est aussi au cours de cette soirée que j’ai eu le privilège d’être conviée au premier Iftar organisé dans l’enceinte du Pentagon par le Ministre Adjoint de la Défense, Mr Paul Wolfowitz. Ce dernier fut très touché par mon déplacement d’un pays aussi lointain juste pour venir soutenir mes amis.

 

Quelle ne fut ma surprise de découvrir l’accueil auquel nous avons eu droit sans aucun contrôle de sécurité dans un lieu aussi sensible, et bien plus, lorsque j’ai découvert qu’une salle de prière a été mise à la disposition des invités musulmans qui souhaitaient faire leur prière avant la rupture du jeûne. Une attitude basée sur la confiance et le respect à laquelle on ne peut rester indifférent

 

Je ne pu m’empêcher de dire à Mr Wolfowitz, qu’en réalité nous devions tous ces égards à Ben Laden qui a changé le cours de l’Histoire et la manière américaine d’aborder les problèmes. Devant sa surprise, je lui expliquais qu’en fait, même si cela n’était nullement le but de Ben Laden, le résultat de son attaque contre les Etats Unis a été, et contrairement à toute attente, que nous Musulmans de tout bord sunnites, chiites et laïques, étions tous là réunis pour la première fois au Pentagon pour célébrer un Iftar musulman. En effet, cette attaque n’aurait peut-être jamais eu lieu si les Musulmans n’avaient pas été aussi frustrés par l’indifférence de la super puissance mondiale vis à vis de leur sort, et c’est donc cette même attaque qui nous vaut finalement toute cette attention de la part du Pentagon. Nous, Musulmans modérés de tout bord, qui sommes pris en otage entre l’extrémisme Islamique et les répressions dictatoriales, au-delà de l’écoute, nous avons besoin de soutien.

 

Sur ce, nous sommes passés à table et Mr Wolfowitz a pris la parole pour remercier les présents d’avoir acceptés son invitation, et comme pour répondre à ma réflexion, il a de nouveau confirmé la volonté du Président Bush de faire de la liberté et de la démocratie dans le monde Musulman son cheval de bataille. Néanmoins, il a prit le soin de souligner que seulement 20% de l’administration Bush adhérait totalement à cette volonté.   

 

Bien évidement, il est bien plus difficile de gouverner en démocratie que de diriger en dictant des ordres. Il faudrait cesser de toujours choisir les solutions de facilité et apprendre à  nous dépasser nous-même en acceptant les différences des autres.

 

Par conséquent, le défi n’est pas aussi facile à surmonter qu’il n’y parait. Et il semble évident que sans une participation active des sociétés civiles de chaque pays musulman, nous ne pourrons nous en prendre qu’à nous-même si nous refusons de saisir la main qui nous est si ouvertement tendue.

 

Entre l’extrémisme et la dictature il nous revient à nous, Musulmans modérés, d’éclairer l’autoroute de la démocratie et de la modernité pour ne pas reproduire nos erreurs du passé.

 

Neila Charchour Hachicha

14 Novembre 2004

 

There’s an old saying, « Do not pray for tasks equal to your powers; pray for powers equal to your tasks. »….. “And when we come together and work together, there is no limit to the greatness of America George W Bush.

 

(Source: http://pages.zdnet.com/plm/id153.html )


 

Premiers témoignages des habitants de Fallouja après huit mois sous le joug des islamistes: «Tout suspect était égorgé»

 

Par Ned PARKER (envoyé spécial à Fallouja de l’AFP)

 

Les prisons et les chambres de tortures construites dans des maisons, recelant des corps brûlés, mutilés et décomposés, montrent l’image effrayante du régime implacable imposé durant huit mois par les islamistes à Fallouja. Jusqu’à présent, peu filtrait sur la manière dont les rebelles irakiens et étrangers avaient imposé leur loi à la ville après avoir résisté à une première offensive des marines en avril. Mais les corps mutilés découverts et les récits d’habitants rencontrés après l’assaut lancé il y a une semaine par l’armée américaine permettent de décrire l’univers clos dans lequel vivait ce bastion sunnite, à 50 km à l’ouest de Bagdad.

 

Le Conseil des moudjahidin, qui regroupait les religieux et les combattants radicaux, dirigé par le cheikh Abdallah Janabi, promulguait des décrets religieux et les faisait appliquer par des hommes armés. Selon les habitants, il était interdit de vendre de la musique, des cassettes vidéo et bien sûr de l’alcool. Les contrevenants étaient flagellés, alors que les personnes soupçonnées de collaboration avec les Américains étaient liquidées. Des affiches sont encore visibles sur les devantures de magasins, dans la rue principale en ruines. Une d’entre elles, frappée de l’insigne du Conseil des moudjahidin ­ deux kalachnikovs dans un triangle ­ et datée du 1er novembre, ordonne, sous peine de mort, l’évacuation dans les trois jours de neuf étals installés devant la bibliothèque de la ville pour permettre à l’édifice de devenir le quartier général du conseil. Une autre affiche placardée dans le marché ordonne aux femmes d’être voilées de la tête aux pieds sous peine d’exécution. Les corps de femmes retrouvés dimanche par les marines semblent montrer qu’il ne s’agissait pas de menaces en l’air.

 

Caleçon. Tout en exprimant leur colère face aux destructions causées par les Américains, des habitants ont dit leur satisfaction de voir mis à bas le régime des moudjahidin. Tremblant de peur, à moitié nu, son caleçon plein de sang, un homme âgé d’une soixantaine années, blessé par un éclat d’obus américain dans le centre de Fallouja, maudissait samedi soir les moudjahidin. «Ces crétins. J’aurais voulu que les Américains n’attendent pas huit mois pour reprendre la ville», disait-il à la porte d’une mosquée où les islamistes avaient stocké des armes.

 

Un autre sexagénaire, qui ne veut pas être identifié par peur de représailles, dit avoir été enlevé par les combattants le 9 novembre et détenu durant quatre jours. «C’était horrible. Des gens innocents ont été tués et blessés durant les bombardements», dit-il, en se disant satisfait d’être débarrassé des moudjahidin «car la ville suffoquait sous leur joug», avant de les accuser de meurtres. «Tout suspect était égorgé. Chaque jour, vous pouviez voir des corps d’inconnus gisant dans les rues de la ville», se souvient-il.

 

Masques. Iyad Assam, 24 ans, trouvé par les forces américaines dans le centre avec son frère, sa belle-soeur, sa nièce et son neveu, décrit les lois draconiennes des anciens maîtres de la ville. «Nous avions peur. Nous étions terrorisés par eux. Ils portaient des masques noirs, se promenaient avec des kalachnikovs et des roquettes antichars. J’ai entendu l’histoire de l’exécution de cinq hommes en une journée et de sept autres le lendemain, car ils étaient soupçonnés de collaborer» avec les Américains, dit-il. Il espère que la ville retrouvera sa tranquillité. «Je suis heureux, car il n’y aura plus ni bombes, ni combats.» Un autre résident, adepte du soufisme, doctrine mystique de l’islam exécrée par les moudjahidin, qui la considéraient comme hérétique, se dit lui aussi soulagé. «C’était très difficile. Nous ne pouvions ni bouger, ni travailler. Quand ils avaient un problème avec quelqu’un, ils le tuaient ou l’emprisonnaient.»

 

(Source : Libération du 16 novembre 2004)

lien web : http://www.liberation.fr/page.php?Article=254344


 

La bataille de Fallouja déchire les Irakiens Si la victoire militaire semble acquise, les conséquences politiques sont déjà visibles: Premier ministre discrédité et division sunnites-chiites.

 

Par Jean-Pierre PERRIN  

Bagdad envoyé special

 

Du jamais-vu encore à Bagdad : l’ambassade de Pologne (pays membre de la coalition), en plein centre de la capitale, a été attaquée dimanche soir par un commando de la guérilla islamiste. Les assaillants, qui étaient entre dix et quinze, ont pu être repoussés mais les combats ont duré… une demi-heure. La même nuit, on s’est battu dans la grande rue Haïfa, toujours au centre-ville, pendant au moins une heure. A Bagdad encore, pas moins de cinq grands quartiers, tous sunnites, sont aujourd’hui considérés comme sérieusement infiltrés par les moudjahidin.

 

Ramadi aux mains de la guérilla, Mossoul libéré

 

L’armée américaine a beau avoir pris le sanctuaire islamiste de Fallouja, où les affrontements se poursuivaient encore hier, la situation sécuritaire continue de se détériorer rapidement partout ailleurs. Plus à l’ouest, la ville de Ramadi est aux mains de la guérilla. Mossoul, la capitale du Nord, a été prise et conservée pendant trois jours par les insurgés. Selon une source proche de la guérilla, ce sont les peshmergas (miliciens kurdes) qui, au côté des soldats américains, reprendraient actuellement aux moudjahidin cette ville de plus d’un million d’habitants. Les mêmes peshmergas sont déjà suspectés de former le gros de la garde nationale irakienne qui épaule les marines dans les combats de Fallouja, au risque d’exacerber davantage les tensions qui existent entre les différentes communautés irakiennes. Même si la victoire américaine à Fallouja n’a rien d’étonnant, tant le rapport des forces en présence est déséquilibré ­ 12 000 à 15 000 soldats américains selon le Pentagone et 2 000 Irakiens de la garde nationale contre 1 500 à 3 000 combattants islamistes ­, la prise du bastion sunnite est un coup dur porté à la guérilla. La «Ville des mosquées» était le principal sanctuaire de l’insurrection, à la fois son quartier général, son centre nerveux et sa base arrière. La cité est devenue au fil des mois un Etat dans l’Etat, une zone de non-droit sous la coupe d’une quinzaine d’émirs (chefs) qui commandaient les groupes les plus radicaux. Sa conquête apparaît aussi comme un avertissement lancé aux autres villes rebelles, en particulier Ramadi, ville moins religieuse mais de première importance pour les tribus sunnites, qui serait tenté de suivre l’exemple de Fallouja. Mais le succès américain n’est pas complet. Les principaux chefs de l’insurrection se sont semble-t-il échappés, dont «l’ennemi numéro 1», le Jordanien Abou Moussab al-Zarqaoui. Une partie des combattants ont pu également s’enfuir, notamment pour aller attaquer Mossoul.

 

Elections boycottées ?

Reste le prix politique de l’offensive que devra assumer le Premier ministre intérimaire, Iyad Allaoui. «C’est une victoire militaire, mais une catastrophe politique», analyse un diplomate d’un pays européen, qui indique que l’assaut a soudé les différentes composantes de la minorité sunnite contre le chef du gouvernement. Même Adnane Pachachi, responsable du Rassemblement des démocrates indépendants (RDI) ­ parti laïque et pro-occidental ­, a pris ses distances avec lui. Lors d’une réunion à la mosquée Ibn Tammiya (principal fief de l’opposition salafiste lié à la guérilla) de Bagdad, on pouvait voir à la même tribune des représentants de groupes islamistes ultraradicaux, du Parti islamiste (issu des Frères musulmans mais participant au gouvernement), du RDI et même du Rassemblement monarchiste. Tous sunnites, tous hostiles à l’offensive. D’ores et déjà, le Conseil des oulémas, la principale organisation religieuse sunnite, a appelé au boycottage des élections, prévues fin janvier, et selon ce conseil la plupart des organisations présentes y seraient aussi favorables.

Au-delà de ce scrutin, la bataille de Fallouja a creusé le fossé existant entre sunnites et chiites. Si les premiers étaient contre l’offensive, les seconds, notamment dans la population de Bagdad, exténuée par des attaques terroristes, la trouvaient justifiée. Même au sein des formations chiites antiaméricaines (à l’exception du chef radical chiite Moqtada al-Sadr). Il est vrai que Fallouja a fourni bon nombre des officiers de l’armée et des services de sécurité de Saddam Hussein, qui ont participé à la répression des chiites.

 

Le spectre de la guerre civile

 

Déjà, le principal émir salafiste, le cheikh Mehdi al-Soumeidaï (qui vient d’être arrêté), a sévèrement critiqué, jeudi dans un prêche, le grand ayatollah Ali Sistani pour son silence : «Est-ce que ce qui se passe n’intéresse pas [les chiites] ? Fallouja n’est-elle pas une ville irakienne et ses habitants, les fils de cette patrie ?» Dans un communiqué, cette fois réservé à ses fidèles, il a quasiment prêché la guerre civile : «100 % des chiites sont d’accord avec l’occupation américaine. Cela donne du temps aux Américains pour liquider les cellules des moudjahidin et la résistance […]. Israël peut donc avoir un allié stratégique fort avec l’Irak sous un commandement chiite, prêt à de bonnes relations avec lui.» Le scénario d’une guerre civile commence du coup à inquiéter les Irakiens. Certains la vivent déjà au quotidien. Sur la route de Najaf, Hilla, ville chiite, et Latifiya, ville sunnite, ont commencé à se livrer à une guerre larvée à coups d’assassinats, d’embuscades, et d’enlèvements.

 

(Source : Libération du 16 novembre 2004)

Lien web: http://www.liberation.fr/page.php?Article=254341


 

الجيش الامريكي يخطط لهجوم مشابه علي الرمادي شهادة جراح عراقي حول الفلوجة: قوات علاوي نهبت المستشفي وعربات الاسعاف

 

لندن ـ القدس العربي : قال جراح من مدينة الفلوجة، نجح بالخروج من المدينة المحاصرة وشبه المدمرة ان صور القتلي والجرحي التي حاول انقاذهم لا تزال تلاحقه. ووصف الدكتور احمد غانم، اسبوع الحجيم الذي عايشه في الفلوجة، والذي بدأ عندما دعاه مدير مستشفي الفلوجة الكبير، الذي احتله الامريكيون واغلقوا ابوابه، حيث اخبره ان جنود المارينز مع القوات العراقية المتعاونة معهم دخلوا المستشفي، وقيدوا الاطباء فيه، فيما اجبروا المرضي علي الخروج الي موقف السيارات العام التابع للمستشفي. وقال غانم، في تصريحات لصحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية ان جنود الحرس الوطني العراقيين سرقوا الهواتف النقالة وخزنة المستشفي، ودمروا سيارات الاسعاف، مشيرا الي ان جنود المارينز كانوا اكثر تعاطفا مع موظفي المستشفي، حيث حلوا قيودهم وسمحوا لهم بالخروج مع المرضي. ويضيف غانم قائلا ان ما حدث في نيسان (ابريل) الماضي لا يقارن مع ما يحدث الان. واشار مواطن من الفلوجة كان في المستشفي اثناء دخول الامريكيين اليها ان جنود الحكومة المؤقتة قاموا بركل المرضي والموظفين. واكد المواطن رواية الجراح قائلا ان قوات الحرس الوطني قامت بسرقة اي شيء ثمين وضعت يدها عليه، واكد ان الجنود قاموا بمعاملة المرضي معاملة قاسية، فيما قيدوا موظفي المستشفي. ووصف احمد غانم، كيف اضطر مع عدد من اطباء المستشفي لترك الجرحي يموتون من جراحهم بسبب غياب التخصصات، فهو جراح عظام، كان يقوم بقطع الاطراف المتضررة. وقال ان المستشفي لم يكن فيه ماء او كهرباء ومع ذلك استمر تدفق الجرحي. واشار ان الجرحي الذين كان يعالجهم يضمون مقاتلين، واطفالا ونساء. وعندما ضربت قذيفة امريكية المستشفي المتحرك الذي اقيم قرب المدينة، هرب غانم، حيث يصف الجثث المرمية في شوارع المدينة، والجرحي الذين ينزفون ويطلبون المساعدة، فيما تقوم الدبابات والجرافات الامريكية بتدمير كل شيء يقف امامها. ويصف غانم، كيف مات احد اقاربه امام ناطريه. ويقول الطبيب ان رفض الجنود الامريكيين السماح للاطباء بمعالجة الجرحي في الشوارع كان يعني امكانية انقاذ حياتهم. وتحولت مدينة الفلوجة التي رفضت قوات المارينز، دخول المساعدات الغذائية للسكان المحاصرين فيها، الي مدينة اشباح ومدينة مدمرة بفعل القصف الشديد والعشوائي لاحياء المدينة. ووصفت لوس انجليس تايمز اجزاء من المدينة التي تركها المارينز مدمرة وانقاض، وواجهات المحال التجارية المدمرة، كما ان انابيب المياه ومياه المجاري المتعفنة، ادت لتشكيل بقع مياه كبيرة، وحتي مساجد الفلوجة التي تفتخر بها المدينة، تحولت الي انقاض، وتناثرت شظايا الزجاج والرصاث في داخلها. وقالت الصحيفة ان البنايات المدمرة هي الشاهد الوحيد علي الاضرار التي سببها القصف الامريكي للمدينة. وخلف هذا الدمار، يقول القادة الامريكيون ان لديهم خططا طموحة لاعادة بناء المدينة، بعد تطهيرها من المقاومة، وقال احد القادة انه يحمل معه 500 الف دولار، سيستخدمها لتعويض 250 الف عائلة تسكن المدينة. ومع استمرار منع المواطنين وقوات الاغاثة من نقل القتلي في داخل المدينة ودفنها، يحذر قادة من الاثار الصحية التي ستتركها الجثث المتعفنة علي المدينة. ويبدو ان قوات المارينز لن تسمح للسكان بدخول المدينة الا بعد ان تقوم بالتأكد من ملفاتهم الامنية، والحملة التي يخطط لها المارينز مرحبا بعودتكم للفلوجة لن تتم في القريب العاجل. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن احد افراد القوة العراقية التي ساعدت في العملية، ان المدينة لم يبق فيها شيء علي ما هو عليه. وقال ان العمليات الاكثر كثافة تركزت في حي الجولان، وحتي الان اعترفت القوات الامريكية بسقوط 38 جنديا امريكيا وستة من اعضاء الحرس الوطني العراقي، فيما قالت مصادر في المستشفي العسكري في لاندستال الالمانية، فقد استقبل المستشفي 419 جنديا، بعضهم نقل الي مراكز طبية امريكية، ويصل يوميا للمركز الطبي اكثر من سبعين جريحا، اصيبوا في اثناء المواجهات مع رجال المقاومة في الفلوجة. البحث عن الهدف القادم وفي الوقت الذي اعلن فيه القادة العسكريون الامريكيون سيطرتهم علي معظم المدينة، الا ان مسؤولي البنتاغون في واشنطن ترددوا في الاعلان عن الانتصار، خاصة بعد سلسلة من العمليات التي اندلعت في كل انحاء العراق، ففي الموصل، استدعي حاكمها، البيشمرقة الاكراد، ولاول مرة، للتصدي للمقاومة بعد هروب قوات الحرس الوطني واخلائها مراكزها، وتضاعفت العمليات التي تقوم بها جماعات المقاومة، منذ بدء الهجوم علي الفلوجة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) بحيث زادت عن 130 عملية في اليوم. وفي مدينة بغداد جالت جماعات مسلحة شوارع العاصمة العراقية، فيما استمرت المواجهات في مدن سامراء والرمادي وبعقوبة. ويقول محللون نقلت عنهم صحيفة نيويورك تايمز ان الانتصار العسكري في الفلوجة تكتيكي لان المقاومة قامت بفتح جبهات جديدة، كما ان العملية الاخيرة اثرت علي مصداقية الحكومة المؤقتة، التي لم تحظ بدعم في السابق، وبعد الفلوجة، فقد ظهرت صورتها كحكومة دمية، لم تحترم مشاعر شهر رمضان ووافقت علي المذابح في المدينة في ليلة القدر. واذا كان هدف العملية فتح المجال امام مشاركة سنية في الانتخابات، فالمنظور بعد الفلوجة يبدو كئيبا. ويقول صاحب فندق في الموصل الفلوجة لن تنتهي لانها اصبحت جزءا من الدم . وشكك احد نواب الرئيس العراقي المعين بامكانية اجراء الانتخابات في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. وألمح برهم صالح الي ان الوضع الحالي قد يؤدي لعرقلة الانتخابات. ويعد صالح اول مسؤول في حكومة علاوي يعترف بان الوضع الامني الذي تشهده مناطق واسعة من العراق يمكن ان يؤثر علي مسيرة العملية السياسية. وفيما شدد علي ان الحكومة العراقية المؤقتة عازمة علي اجراء الانتخابات في موعدها المقرر، اعترف صالح انه سيتعين علي حكومته مراجعة الوضع الامني مع اقتراب موعد الانتخابات . وقال لصحيفة الغارديان ان اقامة انتخابات حرة ونزيهة في موعدها المقرر هو التزام اتخذناه علي عاتقنا من اجل الشعب العراق، ولكن يتعين علي الحكومة العراقية والامم المتحدة ولجنة الانتخابات المستقلة والمجلس الوطني الدخول في حوار حقيقي لتقدير الموقف الامني مع اقتراب موعد الانتخابات . وتعتبر عملية الفلوجة تحديا كبيرا لراسمي السياسة الامريكية، ففي الوقت الذي يرفع فيه القادة الامريكيون شعار اعادة اعمار المدينة، الا ان خطوة كهذه حتي في حالة تحقيقها لن تقضي علي المقاومة التي نجحت في اعادة تجميع نفسها. وبحسب ضابط عسكري عاد لتوه من الفلوجة الدروس المستفادة من العملية ان احتلال المدن سهل ولكن الحفاظ عليها هو الدرس الصعب . وبناء علي هذا عقد قادة الجيش الامريكي اجتماعا لهم في بغداد لدراسة استراتيجية المرحلة القادمة، وشارك في الاجتماع قائد القوات الامريكية بالعراق جورج كيسي، والجنرال جون ابي زيد، قائد القيادة الوسطي، والجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة. وناقش الجنرالات الوضع الناجم عن اعداد القتلي في الفلوجة، حيث تزعم قيادة المارينز ان اكثر من الف مقاتل قتلوا اثناء المواجهات. ويتعامل المسؤولون مع عملية الفلوجة كفرصة للتعرف علي طبيعة المقاومة، حيث تم اعتقال حسب المصادر الامريكية الف شخص. وسيحاول المحققون استخراج معلومات من المعتقلين، وبحسب ابي زيد اعتقد ان الفلوجة ستقدم لنا معلومات جيدة عن قيادة المقاومة، مضيفا ان لدينا اعدادا سيقدمون لنا معلومات هامة ، ولكن ابي زيد اكد ان المقاومة هي مثل الماء عندما تضغط عليها فانها تفر من بين الاصابع. ويعتبر الاجتماع غير عادي حيث تم فيه بحث الاستراتيجية القادمة والتي يعتقد انها ستركز علي مدينة الرمادي. ولكن القوة التي سيتم ارسالها للمدينة ستكون اقل من القوة التي دمرت الفلوجة. ويريد قادة الجيش الامريكي ارسال رسالة واضحة للشعب العراقي من خلال الفلوجة ان من يتعاون او يتحالف مع رجال المقاومة فانه سيلاقي نفس مصير المدينة. وقال ابي زيد الذي زار الفلوجة يوم الاحد ان قوات التحالف لن تتسامح مع أي تحالف مؤقت بين المقاومة وسكان اي مدينة عراقية. وعبر القادة الامريكيون عن دهشتهم من حدة عمليات المقاومة، ومن شجاعة المقاتلين في الفلوجة الذين صمموا علي مواجهة قوة عسكرية مدججة وضحوا بالكثير من رجالهم، كما اشار احد المسؤولين الامريكيين.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004) 


الزرقاوي يحث انصاره علي ضرب خطوط الامداد.. والمجر تسحب قواتها بنهاية العام

هولوكوست امريكي في الفلوجة: آلاف الجثث تحت الانقاض ومنع وصول الاغذية والادوية

بغداد ـ القدس العربي ـ من هاني عاشور: عادت عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية والمساعدات الانسانية ادراجها فيما ظلت اخري علي مشارف مدينة الفلوجة لعدم تمكنها من الدخول الي المدينة، فيما يؤكد عدد من موظفي الهيئات الانسانية العراقية ان الشاحنة الوحيدة التي دخلت الي المدينة لم توزع المواد التي تحملها الي الاهالي بسبب رفض القوات الامريكية، فيما يعاني عشرات الجرحي من اصاباتهم دون ان تصل اليهم اية سيارة اسعاف بعد ان توقف العمل في مستشفي الفلوجة ودمرت اغلب محتوياته ولم يتبق من العاملين فيه سوي عدد قليل دون اية امكانيات طبية. وفي غضون ذلك تجددت المعارك في بعض احياء الفلوجة مع المارينز فيما قامت القوات الامريكية بشن غارات ضد المدينة بزعم مطاردة مقاومين ما زالوا يختبئون في بعض المواقع فيها. ومع انتشار قوات من المارينز والحرس الوطني في بعض احياء الفلوجة ما زالت بعض الازقة والاحياء عصية علي الاقتحام حيث تنتشر تلك القوات في الشوارع العامة التي ما زالت تنتشر فيها عشرات الجثث التي تعفنت بسبب رداءة الطقس، في وقت اخذت فيه القوات الامريكية باخلاء آلياتها المدمرة في شوارع المدين حيث يقدر عدد من اهالي الفلوجة الذين تمكنوا من مغادرتها بان هناك اكثر من 25 دبابة وآلية امريكية محترقة في الشوارع العامة وخاصة شارع الجمهورية وحي الجولان والشهداء. وبينما تستمر المعارك في مدينة الفلوجة حيث شن قرابة ثلاثة آلاف من الحرس الوطني العراقي تساندهم القوات الامريكية وطائرات مروحية وحربية حملة عسكرية علي مدينة الموصل لاستعادتها من ايدي المسلحين الذين سيطروا عليها خلال الايام الاربعة الماضية، ونشبت وفق شهود العيان معارك جانبية في بعض الاحياء في اطراف المدينة وتحاول القوات الامريكية والحرس الوطني استعادة بعض الاحياء التي سقطت تحت ايدي المسلحين، واعادة فتح مراكز الشرطة التي دمرت وسلبت محتوياتها واحرقت جميع الآليات فيها، وتقول جهات مستقلة من مدينة الموصل ان المسلحين غادروا مركز المدينة الي جهات مجهولة ربما تكون في اطرافها وربما يستعيدون تنظيمهم للمواجهة مع القوات التي دخلت الي المدينة حيث لم تتمكن القوات المهاجمة من القاء القبض عليهم او قتلهم، ويعيش اهالي الموصل منذ يومين اجواء متوترة بعد ان اغلقت المدينة جميع اسواقها، واصبحت مدينة اشباح بينما لم تتوقف الانفجارات واطلاق النار فيها التي تسمع من مكان بعيد. وفي غضون ذلك حث شريط صوتي منسوب لابو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة المقاتلين في انحاء العراق التعبئة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة لمنعها من مهاجمة مدن اخري بعد الفلوجة. وقال الزرقاوي في الشريط الذي حث ايضا علي قطع خطوط الامداد الامريكية في العراق انه اذا انتهي العدو من الفلوجة فانه سيتحرك نحو المقاتلين في مدن اخري، وحث المقاتلين علي ضرورة التأهب وافشال هذه الخطة. من جهة اخري ذكرت وكالة الانباء المجرية امس الاثنين ان المجر ستسحب قواتها من العراق اعتبارا من 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل، لان الحكومة لم تحصل مساء امس علي غالبية الثلثين في البرلمان لتمديد مهمة هذه القوات حتي 31 اذار (مارس) من العام المقبل.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004) 


الفلوجة مقبرة جماعية

 

عبد الباري عطوان  

الفلوجة تحولت الي مقبرة جماعية، وما تقوم به القوات الامريكية من عمليات قتل وتدمير هو اكثر من حرب ابادة، ويرتقي الي اعلي مراتب التطهير العرقي الذي لم نشهد له مثيلا في اي مكان آخر في العالم. الكرامة الانسانية تنتهك في الفلوجة، وسط صمت عربي وعالمي مريب ومخجل، لم نسمع عن دعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي، ولم نسمع عن اي تحرك من قبل الجامعة العربية او الانظمة الاعضاء فيها للاحتجاج فقط، ولا نقول التدخل، ازاء هذه المجازر. شاهدنا باعيننا المدافع والصواريخ الامريكية وهي تهدم المنازل فوق رؤوس اهلها. وشاهدنا ايضا الجثث تغطي الشوارع، وما سمح لنا بمشاهدته هو بمحض الصدفة، لان القوات الامريكية تمنع الاطقم التلفزيونية من نقل الحقيقة، وتفرض قيودا مشددة علي الصحافة ومراسلي وكالات الانباء. ما يجري في الفلوجة هو مجزرة انتقامية من ابناء هذه المدينة الذين رفضوا الاحتلال، مثلما رفضوا الحكومة التي حاول ويحاول فرضها بالدبابات، والغارات الجوية، علي الشعب العراقي، والا ما معني قصف المستشفيات، وسرقة معداتها، ومنع قوافل الاغاثة الطبية والانسانية من دخول هذه المدينة الصامدة؟ قطعوا الماء والكهرباء عن المدينة، ودمروا مستشفي الفلوجة، وقتلوا الآلاف من ابناء المدينة، وساهموا بمجازرهم هذه في نشر الاوبئة في اوساط الاطفال مثل الكوليرا والتيفوئيد، وبعد ذلك يقول لنا المسؤولون الامريكيون انهم اتخذوا الاحتياطات لمنع وقوع ضحايا مدنيين. الاجراءات الامريكية المزعومة لحماية المدنيين وعدم تعريض ارواحهم للخطر لم تمنع سقوط مئة الف شهيد عراقي في الاشهر العشرين الماضية منذ بدء الحرب، ولا نعلم كم شهيدا سقط حتي الان في الفلوجة، فالقوات الامريكية تحصي قتلاها وجرحاها اما العراقيون فحياتهم رخيصة لا تعني شيئا لهؤلاء؟! نستغرب عدم انعقاد مجلس الامن الدولي لبحث حرب الابادة الامريكية في الفلوجة، مثلما نستغرب عدم تقدم الحكومة الجزائرية العضو العربي، في المجلس بطلب في هذا الخصوص حتي الان. فالمجلس انعقد بصورة عاجلة لمناقشة قضايا اقل اهمية، مثل الحرب في ساحل العاج، ومأساة دارفور. فلماذا هذا الصمت علي الجرائم الامريكية، وهل الولايات المتحدة فوق القانون الدولي؟ ثم اين الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الذي وصل الي الحكم عبر ذريعة المقابر الجماعية وحرب الابادة، اين هو وكل اعضاء مجلس الحكم، والجيش الجرار من الاعلاميين من هذه المقابر الجماعية في الفلوجة، وهل الذين يستشهدون في العراق هم من غير العراقيين؟ نسأل ايضا عن السيد السيستاني، والدكتور ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة ونائب الرئيس العراقي، بل نسأل عن السيد عبد العزيز الحكيم والسيد بحر العلوم، اين كل هؤلاء مما يجري في الفلوجة، وهل هناك فتوي اسلامية تبيح للقوات الامريكية ذبح العراقيين بهذه الطريقة؟ نسأل عنهم لاننا تابعناهم واعلامهم وتصريحاتهم الصحافية عن المقابر الجماعية، وقصص الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، والبكاء الحار علي ارواح الضحايا، فهل الانسانية تتجزأ، وهل هناك عراقي طيب ذبحه حرام وعراقي شرير ذبحه محلل؟ نسأل ايضا عن السيدين جلال الطالباني ومسعود البارزاني، وكل السياسيين الاكراد الذين شيدوا المعلقات هلعا علي حلبجة وشهدائها، وهم شهداء فعلا، اين هم مما يجري حاليا في الفلوجة، وهل مجزرة الفلوجة حلال بينما مجزرة حلبجة حرام؟ ولماذا لا يثبتون انسانيتهم قبل ان يثبتوا عراقيتهم، ويعلنون رفضهم لهذه المجازر ومقاطعتهم للانتخابات التي ستتم علي جثث اطفال الفلوجة؟ اين وزير حقوق الانسان العراقي الذي وصل الي العراق مبشرا بالعهد الامريكي السعيد، ومشيدا بالعراق الجديد والحريات التي ستسوده، فهل ما يجري حاليا في الفلوجة من حصار كامل، وتدمير همجي، ومنع فرق الاغاثة الطبية من الدخول يتناغم مع مبادئ حقوق الانسان؟ ألا يخجل من البقاء في منصبه بعد كل هذه الانتهاكات الفاضحة، كيف ينام وهو يسمع انين الاطفال الجرحي؟ نسأله عما اذا قرأ قصة ذلك المواطن العراقي الذي شاهد طفله ينزف حتي الموت ولم يستطع نقله الي المستشفي، لانه لا توجد مستشفيات اولا، ولان الخروج من باب البيت يعني الموت، مما اضطره الي دفن ابنه في فناء المنزل.. هذه القصة تصدرت الصفحة الاولي من صحيفة الاندبندت البريطانية قبل اربعة ايام، وليس القدس العربي ؟ جميع وزراء حكومة علاوي الذين يباركون هذه المجازر هم مجرمو حرب مثلهم مثل الرئيس الامريكي جورج بوش الذي اعطي الاوامر باقتحام المدينة وتدميرها فوق رؤوس سكانها، وهؤلاء يجب ان يحاكموا امام محاكم دولية اسوة بكل مجرمي الحرب الآخرين. نتمني علي المرجعيات الشيعية العراقية بان تتحلي باخلاق السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي ادان حكومة الدكتور علاوي ووصفها بالعمالة، واتهمها بالوقوف خلف السيارات المفخخة التي تستهدف الابرياء العراقيين من سنة وشيعة، وتحصد ارواحهم بصورة يومية. الاشقاء الشيعة في جنوب لبنان رفضوا ان يحكموا وهم الاكبر بين الطوائف، من خلال الدبابة الاسرائيلية، وقاوموا الاحتلال حتي هزيمته واخراجه من الاراضي اللبنانية، وقدموا نموذجا مشرفا يحتذي به كل العرب والمسلمين في العالم بأسره، فلماذا تصر بعض المرجعيات الشيعية العراقية علي الاساءة الي هذا التراث الجهادي الشيعي، بالصمت علي جرائم الاحتلال الامريكي ومجازره، بل وتصدر الفتاوي التي تبيح التعاون مع قواته التي تشارك في مجازر الفلوجة وسامراء والرمادي. المقاومة لن تتوقف باحتلال الفلوجة، فقد احتلت القوات الامريكية العراق كله، ودخلت بغداد، واعتقدت ان الشعب العراقي سيرقص طربا لمقدمها. وها هو هذا الشعب، او طلائعه الوطنية الشريفة تقلب هذه النظرية رأسا علي عقب وفي زمن قياسي، وتبدأ المقاومة بعد اقل من شهر من سقوط بغداد. انه امر مثير للسخرية تلك التصريحات المتغطرسة التي يطلقها القادة العسكريون الامريكيون احتفالا باعادة احتلال المدينة، فمن كان يتوقع ان تهزم هذه المدينة اكبر قوة عظمي في التاريخ؟ ما يبعث علي الفخر، فخر اهل الفلوجة، وكل العرب، ان هذه المدينة صمدت اكثر من اسبوعين، وصمد ابناء حي الجولان الذي لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع اكثر من عشرة ايام، ليسجل الي جانب مخيم جنين في فلسطين ملحمة جديدة في الصمود. نشعر بالألم، ليس بسبب سقوط المئات وربما الآلاف من ابناء الفلوجة بفعل حرب الابادة هذه، وانما ايضا لان بعض ابناء العراق، يشاركون في قتل اشقائهم ويرقصون امام عدسات التلفزة ابتهاجا، اما البعض الآخر فيتصرف وكأن الامر لا يعنيه، بل يصفق لقتل هؤلاء!

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)


حجب الحقائق في الفلوجة

 

محمد الأشهب     

 

حجب الحقيقة كان وراء حظر صورة ما يحدث في الفلوجة. انضاف حصار الاعلام الى حصار المدينة ليتركها تواجه مصيرها في غياب الشاهد. ليس يكفي ان الحرب بشعة ومأسوية، ولكن حجب وحشيتها مطلوب بقرار اميركي أضفى عليه اذعان الحكومة العراقية الموقتة نوعاً من الشرعية التي تفتقدها الحكومة ذاتها. فالأهم ليس قتل العراقيين، وانما الحرص على ضمان تنظيم الانتخابات. وكأن المدعوين الى صناديق الاقتراع بشر من جنسيات اخرى، سيجلبهم الاميركيون من الفئات التي صوتت لفائدة الرئيس جورج بوش.

 

الأصل في التناقض القائم ليس اعطاء الأولوية للانتخابات العراقية على حساب ضرورات دحر الاحتلال فقط. لكنه التفريط في أول شروط السيادة، اذ يصبح الحاكمون أسرى تنفيذ السياسات المفروضة عليهم حتى في حال بلوغها تبرير الحرب غير المتكافئة ضد المدنيين. ومع افتراض ان هناك مسلحين، فإن مرد ذلك انهم يقاومون الاحتلال، وبالتالي يكون رد فعل الحكومة العراقية من قبيل الدفاع عن الاحتلال، وهو موقف يعكس الهوة الهائلة بين توقعات الأميركيين وبين ما يريده الشعب العراقي. وليس السؤال الأساسي كيف سيصبح مطواعاً للنمط الديموقراطي على الطريقة الأميركية، وانما متى وكيف سيتحرر العراق من الاحتلال، ومع افتراض ان قيم الحرية والديموقراطية وآليات الانتخابات ذات طابع كوني وشبه مطلق، فإن أحداً لا يدفع في الاتجاه الصحيح لاختبار ارادة الشعب العراقي، طالما ان بقاء الاحتلال مناقضاً لتلك الارادة في ذاتها.

 

والتجربة الراهنة في العراق دلّت الى ان البلاد واقعة تحت نفوذ متسلط وان شروط قيام نظام ديموقراطي غائبة بدءاً من فقد الاستقرار السياسي والوازع الاخلاقي. والأدهى ان الحكومة العراقية الموقتة تستمر في تغليب منطق الصقور في التعاطي والأزمة العراقية الى درجة بدت معها أكثر تشدداً من الأسياد، الأميركيين. فهؤلاء يقتلون بلا هوادة والحكومة تحصي أعداد الضحايا بتهمة الخروج عن القانون. والمفارقة في منطوق الأرقام انها لا تدعم وجهة نظر الحكومة. فإن كان العدد كبيراً فهو يعني ان حركة المقاومة تستقطب اكثر، وان كان قليلاً فلا يحتاج الى حشد كل تلك الترسانة العسكرية لمواجهة مدينة محاصرة.

 

الحكومة العراقية سبقت في اعلان ان الزرقاوي المطلوب شخصاً أو شبحاً أو مبرراً مقيم في الفلوجة لتبرير الهجوم على المدينة. ومصادرها هي نفسها التي تحدثت عن هروبه الى جهة ما في سياق الأعداد النفسي للهجوم على الموصل أو أي مدينة عراقية اخرى. وبذلك تكون استبدلت دورها في حماية العراقيين وتأمين استقرارهم الى دور الإرشاد عن المطلوبين، بيد ان الموضوع يتعلق بمدن كاملة وليس بأشخاص. والقتل مهما كانت مبرراته لا يمكن ان يتحول الى سياسة قائمة الذات، فهو مثل العنف ينتج ردود أفعال عنيفة ولا يعكس فشل الحكومة في التعاطي والفترة الانتقالية فحسب، وانما يطول التجربة برمتها التي لا يمكن ان تتطور في اتجاه آخر غير التصورات الخاطئة. والتوقعات السلبية التي تزيد في تفاقم الأوضاع الأمنية.

 

الأصل في الهجوم على الفلوجة وغيرها من المدن العراقية ان يتم بهدف بسط نفوذ الحكومة لاجراء الانتخابات. فقد بدا ان استثناء مناطق من الاستشارة الشعبية بسبب غياب الأمن والاستقرار لن يكون مجدياً ويترتب عليه ديموقراطية ناقصة. لكن القوة وحدها لا يمكن ان تجبر العراقيين على الذهاب الى صناديق الاقتراع، فهذه قضية اقتناع وتربية وثقافة ولا يمكن التخلص من نفوذ الماضي عن طريق الاستخدام المفرط للقوة. فالعراقيون الذين كانوا يذعنون خوفاً من بطش النظام السابق يصعب اقناعهم بأنهم امام طراز جديد من السلطة، طالما ان سياسة حفر القبور الجماعية لها طعم واحد وان اختلفت الأيدي الملوثة بالدماء. وليس هناك ما يرجح ان العراق تخلص من سياسة الرعب.

 

العراق يواجه تحولات عميقة مرشحة للاحتمالات كافة، والأخطر ان يبقى منطقة حرب مستمرة تتغير فيها الوجوه والأسماء ولا تتغير الأهداف.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)


الممانعة أو الطوفان

 

فهمي هويدي (*)

 

لا اعرف إلى متى سنظل نعتذر للغرب ونسترضي أهله لكي يشملونا بالعطف والقبول. لكن الذي اعرفه جيداً ان طريق الاسترضاء محفوف بالمزالق ولا نهاية له. ثم انهم لن يرضوا الا إذا صرنا ظلاً لهم واتبعنا ملتهم.

(1)

شاركت خلال الاشهر الأخيرة في اربعة مؤتمرات إسلامية، ولاحظت ان محاور المناقشات فيها متشابهة، وان الكلام فيها كاد يكون متطابقاً. ففي كل مؤتمر كان بند «سماحة الإسلام» عنواناً رئيسياً. وكان موضوع الإسلام والغرب محوراً ثانياً، وتجديد الخطاب الديني عنواناً ثالثاً، وموقف الإسلام من التطرف والغلو قاسماً مشتركاً أعظم، وحقيقة الجهاد «المفترى عليه» عنواناً اخر، ورعاية الإسلام لحقوق الانسان، وللاقليات وللمرأة، هذه بدورها كانت عناوين مقررة.

كل الكلام الذي قيل كنت مقتنعاً به ومؤيداً له تماماً، لكنني لم اكن سعيداً به على الإطلاق، اذ فضلاً عن انني ظللت طول الوقت ارثي لحال المتحدثين، فان مشاعري ازاء ما سمعته منهم كانت خليطاً من الحنق والمهانة – لماذا؟

أما رثائي لحال المتحدثين فناشئ عن اقتناعي بانهم مسوقون لكي يقولوا نفس الكلام في كل مناسبة، وانهم مدركون ان هذا موسم الحديث في تلك الموضوعات بالذات. وان خطابهم هذا ليس موجهاً إلى الجمهور الجالس امامهم، فجميعهم لا يحتاجون مثلاً لمن يقنعهم بسماحة الإسلام، (ناهيك عن غرابة الدعوة في الظروف الراهنة التي يتعرض فيها المسلمون للعدوان والسحق والاذلال، الأمر الذي يثير التساؤل عن الطرف المطالب بالتسامح، المجني عليهم ام الجناة). انما الخطاب موجه إلى آذان اخرى خارج القاعات وخارج حدود البلاد.

هذه النقطة الأخيرة هي التي سربت إلى الشعور بالحنق والمهانة. ذلك انني ظللت مقتنعاً طول الوقت بأن الكلام الذي يقال لا يبتغ من ورائه وجه الله، ولا امر الناس بالمعروف أو نهيهم عن المنكر. وانما هو نوع من ابتغاء رضا عواصم الغرب، وطمأنتها إلى ان أولى الأمر لا يكفون عن القيام بواجبهم في الدعوة إلى التسامح والاعتدال، وامتصاص نقمة الناس وكراهيتهم لها. وذلك لاقناع اهل تلك العواصم بانهم يبذلون غاية الجهد لقطع الطريق على أي احتمال لتكرار ما جرى في 11 سبتمبر.

كان شعوري اننا جميعاً شركاء في «جوقة» تعزف مقطوعات بذاتها، استجابة لما يطلبه أو يطرب له السادة المستمعون الذين لا نراهم، وغاية المراد ان يعجبهم اداؤنا، وان نتلقى منهم اشارة ثناء أو علامة رضا.

بدت لي المؤتمرات وكأنها محاولات للتجمل فضلاً عن الاسترضاء، تتلمس البراءة من تهمة التطرف والارهاب التي لاحقت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بعدما نجحت وسائل الاعلام الأمريكية في تسريب الشعور بالذنب إلى كل واحد منهم. ولأنهم فرضوا ذلك الشعور علينا فرضاً، فقد تعين علينا ان نلهج بالاعتذار طول الوقت، ولم تواتنا الشجاعة لكي نرفع اصواتنا بالرفض، قائلين ان ما حدث في 11 سبتمبر ليس جريمة امة ولا مسؤولية ملة، ولكنها جريرة فئة من الناس، ويقتضي العدل والعقل ان يتوجه الحساب والعقاب إلى تلك الفئة دون غيرها من ابناء الامة أو اتباع الملة.

(2)

هذا الخطاب الموجه ليس مقصوراً على المؤتمرات الإسلامية وحدها، ولكنه مجرد نموذج للانصياع والاسترضاء تجلى على تلك الجبهة. واذا وسعنا زاوية النظر ودققنا فيما يصدر عن مؤتمرات اخرى سياسية عالية المقام مثلاً، سنجد ان للانصياع فيها اصداء اخرى. اهمها الامتناع عن ادانة السياسة الأمريكية أو توجيه أي نقد لها. بل انك إذا ما راجعت ما يصدر عن اغلب المؤتمرات الثقافية الرسمية، فستجد انها سائرة على ذات الدرب، من حيث الحذر في نقد السياسة الأمريكية والسكوت على احتلال العراق، واتهام المقاومة بانها ارهاب، ووصف القوات الغازية بانها تحالف دولي، والالحاح على مسألة تجديد الخطاب الديني. واذا ما تمعنت فيما تبثه اغلب قنوات البث التليفزيوني الرسمي والفضائيات الجديدة، فتسجد انها تتبنى نفس اللغة مستخدمة المصطلحات ذاتها، حتى ليبدو ان ثمة معداً واحداً اعد قائمة بالمحظورات والمكروهات والمطلوبات، ثم استنسخ منها قوائم بعدد العواصم العربية، جرى تعميمها فيما بعد على تلك العواصم. ثم قامت الماكينات المختصة في داخل كل عاصمة باجراء عمليةاستنساخ مماثلة، اوصلت الرسالة إلى كل من يهمه الأمر في مختلف مجالات ومنابر تشكيل الادراك العام.

في ذلك كله ظل الخارج محور الاهتمام ومحل الاعتبار، كيف تحسن صورته، وتراعي مشاعره ويطيب خاطره، وكيف يهدأ روعه ويستريح باله. اما جمهور الداخل فقد ظل محسوباً ضمن «الديكور» اللازم لانجاح المشهد، أو قل انه لم يكن اكثر من «منصة» لمخاطبة مراكز التلقي والرصد في الخارج، التي اصبحت ممسكة بدفتر علامات النجاح والرسوب، ومفاتيح خزانة شهادات حسن السير والسلوك.

في المطلوبات ثمة ضرورات واجبة الاداء، لا يغتفر فيها التقصير أو التردد. وتحسينات يفضل اداؤها من باب التجمل تبييضاً للوجه ورفعاً للحرج. ام الضرورات وقمَّتها بامتياز كانت مسألة تدجين الإسلام وترويضه، من خلال اضعاف فاعليته ونزع مصادر العافية والقوة فيه. اما التحسينات المرجوة – التي يلحون عليها بين الحين والآخر – فانها تتراوح بين دعوات الاصلاح السياسي وبين تمكين المرأة وتوزيرها، مروراً بالتوسع في برامج الخصخصة وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان.

تهمنا مسألة التدجين أو الترويض، لانها جوهر المطلوب ورأس القائمة، وكل ما عداها يأتي تالياً في الترتيب. اذ ليس خافياً على ذوي الحس السليم كيف اختفت مؤخراً من البرامج التليفزيونية احاديث بعض الدعاة التي تحدثت عن الجهاد أو افاضت فيما ذكره القرآن عن بني إسرائيل. وربما سمع البعض بالتعليمات التي صدرت لخطباء المساجد في بعض الاقطار، والتي رسمت حدود الكلام وخطوطه الحمراء والخضراء. بل ان بعض الاقطار العربية لجأت في التدجين والاسترضاء إلى تحديد عناصر كل خطبة جمعة وتوزيعها على ائمة المساجد، لكي يلتزموا بها. ليس ذلك فحسب، وانما تسلم كل خطيب جهاز «كاسيت» لتسجيل الخطبة، بحيث يسلم الشرط المسجل كل يوم سبت إلى جهة الاختصاص، حتى تطمئن إلى امتثاله للتعاليم. أكثر من ذلك، فقد طلب من الخطباء في اقطار اخرى ان يمتنعوا عن ترديد ادعية معينة، وان يستمطروا اللعنات اثناء الدعاء على العناصر المتطرفة والارهابية التي وصفت «بالفئة الضالة».

(3)

أرأيت الذي اسفرت عنه عملية التدجين والترويض في المناهج الدراسية؟ – لقد وقعت قبل حين على نموذج دال في هذا الصدد، عرضته جريدة «الوطن» الكويتية في تقرير نشرته (في 22/10) على صدر صفحتها الأولى، واستعرضت فيه خلاصة لعشرة دروس تم حذفها من كتاب اللغة العربية للصف الرابع الثانوي، في اطار عملية «تنقية» المناهج التعليمية وتطويرها.

اثار انتباهي بشدة مضمون تلك الدورس المحذوفة. فاحدها تحدث عن القعقاع بن عمرو التميمي، الذي اشتهر بالجهاد والقوة والبأس، وكان اضافة مهمة لقوة ونصر أي جيش ينخرط فيه. وحسب الصحيفة فان الدرس استعرض دور القعقاع في حروبه ضد المرتدين ومع خالد بن الوليد، وفي الشام والعراق بالقادسية، ثم في المدائن وجلولاء، ثم إلى الشام من جديد ومواجهاته مع جيش هرقل ملك الروم. وتحدث الدرس عن الرقم القياسي في عدد المعارك التي خاضها الرجل، وعن بلائه المشرف في تلك المعارك، ثم ختم بالترحم على ذلك الصحابي الفاتح، بطل الإسلام وفارس العرب.

ثمة درس اخر عنوانه «حاجة الشرق إلى التربية الحربية»، تحدث عن اهمية التسليح «لكي لا نكون نهباً للظالم وفريسة للمعتدي»، واشار إلى ان التربية الحربية التي يجب الالتزام بها في الشرق ينبغي ان تكون على احدث نهج وافضل نظم الحرب. لان القنبلة لا تواجه بالسيف. تطرق الدرس ايضاً إلى ان الحروب لها وظائفها النفسية وتداعياتها الخلقية والمادية، فضلاً عن ان من شأن الانجاز فيها ان يرفع الروح المعنوية للشعب. ذكر النص ايضاً ان التربية الحربية إذا فشت في امة غيرت اخلاقها ونقلتها من حال إلى حال. وانها تعلم الطاعة والانضباط والنظام. كما تربي الاجيال الجديدة على الفداء، والاستهانة بالموت وعدم الحرص على الحياة. وختم النص بالاشارة إلى ان الحمل الوديع لا يصلح للعيش وسط الذئاب، وان المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف. (في تعليق لمحرر الوطن على النص، اعتبره متضمناً لنزعة واضحة في الدعوة إلى عسكرة المجتمع).

في نص آخر بعنوان «على غار حراء» حديث عن الإسلام دين العلم. في رد على الذين ادَّعوا بأن رسالة الإسلام هي شرعة السيف وحده. ولكن النص ذكر ان السيف لا بد منه «لنزيح به من يعترض طريقنا إلى السلام» – كما دعا الدرس إلى العودة إلى «حراء»، في اشارة إلى المعاني المستقاة من رمزية الغار «لتعود لنا منزلتنا في الأرض، ويعود لنا النصر والعز والكبرياء».

من المحذوفات أيضاً في الكتاب وصية امير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى الصحابي سعد بن ابي وقاص، حين امَّره على الجيش المتجه إلى العراق. ومما ورد في الكتاب قول عمر: ولا تؤت بأسير ليس له عقد – أو عهد – الا ضربت عنقه لترهب به عدو الله. وفي تعليق محرر «الوطن» على هذه العبارة، ذكر ان مسألة العقد يدور محل خلاف بين الناشطين المتدينين في الكويت، فمنهم من لا يرى ان النصارى معاهدون. ومنهم من يراهم كذلك، ويقرر لهم حق الامان والحماية في الحرب.

من المحذوفات كذلك درسان يتحدثان عن علوم العرب واثرها في نهضة اوروبا، يتحدث احدهما عن «الفضل العظيم» للعرب على الحضارة الغربية، وكيف ان جهودهم انقذت الغربيين من سبات. وفي تفسيره لحذف الدرس رجح محرر «الوطن» ان يكون السبب في ذلك فقرة وردت فيه ذكرت انه «اذا كانت العرب قد تآمرت عليهم قوى الظلم، فنحتهم عن قيادة الركب العلمي فترة من الزمان، فهاهم افاقوا من غشيتهم».

اخر درس اشار اليه تقرير «الوطن» كان موضوعه: الموسوعات العربية في العصر المملوكي ودراسة في كتاب صبح الاعشى. وقد تضمن استعراضاً للفساد وتدهور القيم الادبية، واشار إلى انه بفساد السلطة ينتشر الجهل وتنهار الامم. كما انه تحدث عن نفاق البعض الذي يؤدي إلى تصويب الخطأ الذي يرتكبه رؤساء القوم، وتحسين القبيح.

(4)

إذا صح ان النصوص المحذوفة بالمضمون الذي سبق ذكره، واغلب الظن انه صحيح لانني تابعت الاعداد اللاحقة من جريدة الوطن ولم اجد فيها أي تصويب أو تكذيب من وزارة التربية والتعليم الكويتية، فاننا نكون بصدد نموذج استبعدت منه المعاني التالية:

قيمة الشجاعة والبطولة في درس القعقاع – قيمة الاعداد تحسباً لاحتمالات العدوان وضرورة توفير القدرة العسكرية للأمة في درس حاجة الشرق إلى التربية الحربية – أهمية التعلق بالعلم والتمكن من السلاح للتغلب على الذين يعطلون سعينا إلى السلام مع احترام اصحاب العهد في درس غار حراء – الاعتزاز بما حققه العرب من نهضة في الماضي واستفاقتهم في الحاضر – التنبيه إلى ان من شأن فساد السلطة انتشار الجهل وانهيار الامم، مع التحذير من النفاق في الحياة العامة، في الدرس الأخير المتعلق بالموسوعات العربية.

حين يدقق المرء في مضمون تلك النصوص والمعاني والقيم التي تبثها في مدارك الطلاب والطالبات، يلاحظ ان الذي حذف هو بالضبط ما يرجى من العملية التعليمية ان توصله أو تزرعه في نفوس الاجيال الجديدة.

لا نعرف المعايير التي على أساسها تم الحذف. كما اننا لا نستطيع ان نعمم تلك المعايير، أو ان نفترض ان ما حدث في الكويت تكرر بنفس الاسلوب في بقية دول الخليج أو غيرها من الدول العربية. مع ذلك فبوسعنا ان نقرر امرين: أولهما ان النموذج الذي بين ايدينا يذهب في مراميه إلى ابعد بكثير من تجفيف منابع التطرف أو مكافحة الارهاب، بله اقرب إلى تجفيف الشخصية ذاتها، وتحويلها إلى نموذج باهت ومهزوز القيم، عاجز عن ان يكون غيوراً على أمته أو ايجابياً في مواقفه أو حتى معتزاً بهويته. اما الأمر الثاني فهو ان عملية مراجعة المناهج الدراسية شملت جميع الدول العربية. وانها كانت احد المطالب التي ضغطت لتحقيقها الادارة الأمريكية عقب احداث 11 سبتمبر، في اطار ما سمي بحرب الافكار، التي استهدفت تغيير المدارك والعقول، لكي تصبح اكثر استعداداًَ للتكيف مع اوضاع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة.

(5)

سواء تم ذلك استجابة للطلبات أو استجلاباً للرضا أو دفعاً للشبهة واخذاً بالاحوط، فالثابت ان ضغط الخارج حاضر في خلفية اغلب تلك الاجراءات. وثابت أيضاً ان القدرة على الممانعة في الجانب العربي باتت اضعف من ان تصمد امام تلك الضغوط، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. الأمر الذي يدعونا إلى الالحاح على ضرورة تلمس أسباب العافية التي توفر للاقطار العربية القدرة المنشودة على الصمود والممانعة. وأول تلك الأسباب يكمن في مصدر شرعية الهياكل القائمة في تلك الاقطار، وهل تستمد تلك الشرعية من اجماع الامة ورضاها، ام لا. ذلك ان استمداد الشرعية من انتخاب الامة يجسد العافية السياسية التي هي المحطة الأولى في طريق الفلاح، الذي تتوالى فيه محطات العافية الاخرى الثقافية والاقتصادية والعسكرية.. الخ.

ان جسم الامة لا يختلف كثيراً عن جسم الفرد، من حيث ان العافية فيه مرهونة بتوافر الحصانات والممانعات. وليس امامنا خيار، لاننا بغير تلك الحصانات سيجرفنا الطوفان الذي لا نتخيل حدوده أو مداه.

لقد كانت أولى الرسائل التي تلقاها المجلس القومي لحقوق الانسان بعد تشكيله في مصر، تطلب بحث حقوق الشواذ جنسياً والبهائيين، وتدعو إلى رفع الحظر عن جماعة «شهود يهوه» ذات الاتجاهات الصهيونية. واذ كان لدى مسؤولي المجلس الشجاعة لكي يقولوا ان لديهم أولويات اخرى في مصر، فانني لم افهم لماذا وصل الأمر بالمجلس الاعلى للثقافة ان يعلن في صحف 27/9 عن مسابقة لنيل جوائز الدولة التشجيعية في موضوعات عدة، احدها «سيكولوجية الشواذ»، حيث لا اعرف ما إذا كان ذلك من قبيل المسايرة أو الاسترضاء، لكني على يقين من ان الموضوع ليس بين العناوين الأساسية في العلوم الاجتماعية بمصر. ثم انني اشك كثيراً في ان يكون تخصيص احدى جوائز الدولة لهذا الموضوع من بين المطلوبات، واذا صح ذلك الاحتمال الأخير، فمن حقنا ان نعرف من الذي طلب بالضبط، على الأقل حتى لا تذهب بنا الظنون بعيداً في ذلك.

(*) كاتب ومفكر من مصر

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)

 


الولايات المتحدة الأميركية والإسلام

 

مصطفى الفقي (*)

     

قضيتُ أسابيع عدة في زيارة لمدينة نيويورك الأميركية وكنت أضع في رأسي طوال الوقت سؤالاً مهماً هو هل يا ترى ستستمر موجة العداء للمسلمين والعرب أم أنها ستتراجع؟ وعندما أصدر الرئيس الأميركي قرار تعقب العداء للسامية من خلال تقرير سنوي شامل ترفعه الخارجية الأميركية ويقرر الرئيس في ضوئه تكييف علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع الدول المختلفة وفقاً لتصنيفها في ذلك القرار، تمنيتُ لو أن العقل الأميركي والقلب الأميركي اتسعا لكي يشمل ذلك القانون كل محاولات النيل من الأديان والقوميات وفي مقدمها الإسلام الذي تعرض لحملة شرسة في السنوات الأخيرة. والآن ومع استمرار إدارة الجمهوريين في واشنطن فإن ما شهدناه في السنوات الأربع الماضية قد يستمر بل ربما يتزايد دور المحافظين الجدد على نحو يدفع الى مزيد من العنف المسلح تحت مظلة مقاومة الإرهاب وتحرير الشعوب ونشر الديموقراطية ولقد بقيتُ طوال فترة إقامتي في الولايات المتحدة محاولاً استدعاء الماضي ودراسة الحاضر واستشراف المستقبل وخرجت بعدد من الانطباعات أوجزها في ما يأتي:

– أولاً: إنني أجازف وأقول إنه لا يوجد تناقض بين الإسلام كديانة والولايات المتحدة الأميركية كدولة، بل لا يوجد ما يستوجب الخلاف بين عامة المسلمين والشعب الأميركي، فكلاهما يقف على أرضية دينية ويتحمس لمشاعره الروحية وتلك أمور لا خوف منها ولا قلق عليها ولكن الذي حدث في السنوات الأخيرة هو أن شعوراً متزايداً بانعدام الثقة وفقدان الفهم المتبادل هو المسيطر على الساحة الدولية، كما أن لذلك انعكاسات على المناخ العالمي والاجواء التي تسود مسرح العلاقات الدولية حالياً.

– ثانياً: إن السياسة الأميركية وقفت هي والإسلام في خندق واحد ضد الحزام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق أو دول أوروبا الشرقي، كما أنهما حاربا معاً ضد الوجود السوفياتي في افغانستان ولذلك فإنه لا توجد تناقضات أساسية عميقة الجذور بين الإسلام والولايات المتحدة الأميركية. ولا زلنا نذكر كلمة الرئيس الأميركي السابق دوايت ايزنهاوزر في مناسبة افتتاح المركز الإسلامي في واشنطن العام 1959 والرسالة التي تضمنتها في ذلك الوقت من مشاعر الود المتبادل والتعاون المشترك.

– ثالثاً: لقد شعرتُ من خلال معايشتي للحياة اليومية الأميركية أن شعب الولايات المتحدة الأميركية لا يعيش قضية الإسلام صباح مساء ولكنه يتعطش الى معرفة المزيد عن ذلك الخصم الجديد كما تصوره أجهزة الإعلام وبعض دوائر السلطة خصوصاً من معتنقي ما نطق عليه – ولو خطأ – اتباع الصهيونية المسيحية لذلك لم يكن غريباً أن يتزايد الإقبال على شراء ترجمات القرآن الكريم ومحاولة فهم المبادىء الأساسية لذلك الدين الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وهنا لا بد من ملاحظة أساسية، فالشعب الأميركي لا يعرف كثيراً عن خارج الولايات المتحدة، ويكفي أن نعلم أن عشرين في المئة فقط هم الذين يحملون جوازات سفر، أي أن ما يقرب من 80 في المئة من الأميركيين لم يروا خارج بلادهم ولا تبدو لديهم حماسة لذلك.

– رابعاً: يقيم الرئيس الأميركي مأدبة إفطار في شهر رمضان كل سنة ولا بأس من كلمات طيبة لترطيب الأجواء، كما تراعي الادارة الأميركية بعض المناسبات الإسلامية بشكل تقليدي، ولكن ذلك قد يبدو أحيانا خارج السياق تماماً بحيث لا يعكس الروح السائدة والاضطرابات القائمة والمواجهة المحتدمة والعنف المتبادل خصوصاً أن أجهزة الإعلام الغربية – وهي كاسحة – تركز غالباً على التفجيرات الانتحارية وعمليات خطف الرهائن وذبحهم أحياناً، وهي أمور ساءت إلى الإسلام والمسلمين اساءات بالغة.

– خامساً: إن ظاهرة عداء الإسلام التي برزت في السنوات الأخيرة هي في ظني ظاهرة سطحية وعارضة جسّدها الإعلام وغذاها المتطرفون من الجانبين. وأشهد أنني رأيت المساجد مكتظة في أحياء نيويورك بالمصلين في أمسيات رمضان بحرية كاملة لم أكن أتوقعها، رغم أنني لا أنكر وجود بعض الحساسيات المتبادلة والمخاوف القائمة. كما أنني حضرت مناسبة لتجمع إسلامي في أحد مساجد جيرسي وبحضور عدد من رجال الدين المسيحي واليهودي وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب عن المنطقة مع مجموعات من القضاة الأميركيين والمسؤولين عن الأمن وأجهزة الإدارة المختلفة، وكان الجو ودياً مع إفطار رمضاني مشترك، ودعيت الى التحدث في ذلك الجمع وشعرت من اللقاء أن المخاوف بدأت تنحسر وأن الاجواء بدأت تستعيد مناخها الطبيعي حتى أطل علينا شريط تلفزيوني – لا مبرر له – يتحدث فيه بن لادن عن أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 ويعترف بمسؤوليته الكاملة عنها، وهو أمر لا يخدم قضايا الإسلام والمسلمين.

إن ما أريد أن أذهب إليه من هذه السطور ليس الترويج لموقف الشعب الأميركي وإدارته من المسلمين والإسلام، فليست تلك مهمتي ولن تكون، ولكنني رصدت فقط ما رأيت وتأملت ما شاهدت لكي نستكشف جميعاً رحلة المستقبل القريب بكل ما يحمله من توقعات ومفاجآت في ظل نزيف الدم فوق الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى أرض بلاد الرافدين في العراق، ولست أدعي، بالمناسبة، أن الصورة وردية وأن العلاقات ودية ولكنني أزعم أن المشاكل سطحية ويمكن معالجتها بالفهم المشترك والوعي العميق والروح العصرية. ولعل من المناسب هنا أن نسجل بعض الملاحظات التكميلية في هذا السياق ومنها:

أ- إن الصراع العربي – الإسرائيلي اكتسى بأرضية دينية تدور في مجملها حول مدينة القدس والجوانب الروحية لها بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود، ولقد انعكست المؤثرات الدينية للصراع على غيره من مظاهر العلاقة بين العرب وغيرهم، ولا بد أن اعترف هنا أنني ضد تديين السياسة وتسييس الدين «فالقدس» مثلا هي في المقام الأول أرض عربية فلسطينية جرى احتلالها في 5 حزيران (يونيو) 1967 وهي بذلك تحتاج الى تطبيق قراري الأمم المتحدة 242 و338 قبل أن نشير الى الجوانب الدينية والدوافع الروحية المحيطة بالقضية.

ب- ان حصول الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وإدارته الجمهورية على فترة رئاسة ثانية تدعونا الى مراجعة أمينة وشاملة للعلاقة بين الإسلام والغرب. فنحن أمام إدارة تقف على أرضية عقائدية، كما أنها تنطلق من دوافع دينية – بغض النظر عن تقويمنا لتلك الدوافع – وهو أمر لا يبدد المخاوف ولا يزيل القلق وإن كنت أظن أن هذه الإدارة تتصف بشيء من الوضوح في ما تسعى إليه وتتجه نحوه فضلاً عن إنها الإدارة التي تتبنى علناً شعار الدولة الفلسطينية المستقلة وتشير الى الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة باسم «الاحتلال» وتتحدث عن «خريطة الطريق» التي تشير الى حدود 1967، وإن كانت تكتفي في ذلك كله بالقول من دون الفعل.

ج- إن على المسلمين ومؤسساتهم الدينية دوراً رئيسياً في تقديم صورة الإسلام الصحيح وفك الاشتباك المصطنع بينه وبين الإرهاب وإزالة سوء الفهم المتعمد واستعادة الثقة المفقودة والتخلص من اثار حادث 11 أيلول (سبتمبر) والتوقف كذلك من جانب الغرب – وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية – عن التعميم، إذ ان بن لادن ليس كل العرب، كما أن طالبان ليست هي كل الإسلام.

د- إن الضمير الأوروبي يتحمل مسؤولية خاصة في التوفيق بين الإسلام والغرب، لأن الأوروبيين أدرى بحقيقة الإسلام وأعرف بجوهره بحكم الجوار الجغرافي من ناحية وتداعيات الظاهرة الاستعمارية من ناحية أخرى. ويجب ألا ننسى أن في فرنسا وحدها ما يقرب من أربعة ملايين مسلم فرنسي، كما أن الإسلام أصبح هو الديانة الثانية في كثير من الدول الأوروبية. ولقد عرف الأوروبيون الإسلام ايضاً من خلال وجود العرب في الأندلس واستقرارهم قروناً عدة في جزر المتوسط خصوصاً صقلية فضلاً عن حروب الفرنجة المسماة خطأً بالحروب الصليبية، لذلك فإن الروح الأوروبية تبدو أكثر فهماً للإسلام وأشد تعاطفاً مع المسلمين.

هـ- إن تطورات الصراع المحتدم في المواجهة بين الإرهاب كظاهرة عالمية والدول التي تعاني منه يعطي هو الآخر إنطباعاً سلبياً عن بعض الممارسات التي تتنسب إلى الإسلام ظلماً وترتبط به عنوة، فمن ذلك الذي قال إن الإسلام يجيز ذبح البشر وترويع الآمنين وقتل الاطفال مثلما لا يمكن أن نتصور أيضا أن المسيحية أو اليهودية توافق على نموذج إرهاب الدولة أو تقبله ولكنها في النهاية استخدامات البشر لما يجب أن ترتفع عنه وأن تنأى بقداسته عن أرض الواقع وأتون الصراعات.

هذه ملاحظات إضافية استكملنا بها المشاهد الأساسية للعلاقة بين الإسلام والغرب من خلال التطورات التي شهدتها الساحة الدولية وانعكست على العلاقات بين الأمم والشعوب حتى أصبح الصدام بين الثقافات مطروحاً والمواجهة بين أهل الديانات قائمة، وأعتقد أن من مصلحتنا – عرباً ومسلمين – أن نغلق جبهات المواجهة بين الإسلام والغرب لأن التعايش المشترك والتعاون الدائم هو في مصلحة الإنسانية وشعوبها بغير استثناء.

 

(*) كاتب قومي، عضو البرلمان المصري.

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)

 

 

لصد المشروع الأمريكي: نحن بحاجة لمشروع اعلامي لتوأمة الاسلام والعروبة

 

سمير عبيد (*)

كنّا نأمل أن يخسر الرئيس جورج بوش عسي تتمكن منطقتنا من التفاهم مع الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، ولكن تبين أن الشعب الأمريكي مفتونا بفتل العضلات وتصدير سياسة وثقافة الكابوي إلي العالم عامة والشرق الأوسط بشكل خاص. ففوز الرئيس بوش الابن هو رد اعتبار لوالده جورج بوش الأب الذي خسر أمام الرئيس بيل كلينتون، خصوصا وكانت استطلاعات الرأي تؤشر لفوز الأب بوش الذي بشّر بالنظام العالمي الجديد، لذا ففرحة بوش الأب تفوق فرحة الابن، وكذلك فرحة التيار المحافظ والمتشدد في إدارة بوش تفوق فرحة الرئيس بوش الابن أيضا، ومن الجهة الأخري يجب دراسة عملية فوز الرئيس بوش، ومزاجية الشعب الأمريكي، حيث عندما فوّز الرئيس بوش لولاية ثانية يعطينا الحق بعدم التعاطف مع الشعب الأمريكي من الآن فصاعدا، بل إعادة النظر بجميع العلاقات مع هذا الشعب الذي تعاطف مع رئيسه الذي لا يحترم أحد، حيث ثبت أنه شعب ما زال مؤمنا بالثقافة نفسها التي ابادت (23 مليونا) من الهنود الحمر لتؤسس علي حسابهم الإمبراطورية الأمريكية القديمة، لذا أصبح الأمر واضحا حيث يريدون تأسيس إمبراطوريتهم الجديدة علي جماجم العرب والمسلمين في منطقتنا، كي يتفرغوا صوب الصين ودول أخري، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة التي آمن بها التيار المتطرف في إدارة جورج بوش الابن، والذي خدع الشعب الأمريكي وجعله يعطي الأصوات لهكذا إدارة متعطشة للحروب والدمار، وإهانة الشعوب والأمم، لأن كثيرا من المحللين والساسة في العالم يرون أن إدارة بوش الابن بشقيها الأول المنتهي والثاني الذي سيبدأ سوف تؤسس لطريق انهيار وانحسار الأمبراطورية الأمريكية، حيث من بوادرها ما نراه الآن من تدهور في سعر الدولار، وانخفاض معدلات النمو، وفقدان الملايين لوظائفهم، والخوف والهلع الذي عبّر ويعبر عنه كبار السياسيين الأمريكان عن طريق وسائل الإعلام، والندوات، ومنهم من وجه رسائل تحذير إلي الرئيس جورج بوش نفسه محذرين خلالها من الاستهتار الذي تمارسه الإدارة الأمريكية تجاه العالم ومنطقة الشرق الأوسط. سيطبق الرئيس بوش ما تبقي من رؤيته الإلهية لكن الرئيس بوش الذي يؤمن بأنه رسول للبشرية، ومعه إدارته التي تحتوي علي تيار المحافظين الجدد، والذين يؤمنون بالتوسع والحروب، وتشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد لتكون بإدارة إسرائيل نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية يرون أن عملية فوز الرئيس مسألة غيبية هي الأخري، وخطوة أخري من الإيحاء الرباني كي يكمل المشروع الأمريكي الذي خططته ثلاث قوي هي (التيار المسيحي المتشدّد والمتحالف مع التيار اليهودي المتشدّد، والتيار البروتستانتي المتشدّد، وتيار الماركسيين الذين تحولوا إلي الليبرالية ولكن برؤي وتوجهات غريبة وعائمة ومتطرفة)، لذا فعملية تشغيل مسلسل التوسع ستبدأ حال تفرغ الرئيس الأمريكي من توزيع المهام والوظائف، والتي لن يفكر بمنحها كثيرا كما فعل في ولايته الأولي، لأنه كان حريصا علي التوازنات والجمهور والأصوات، أما الآن فهو حل من ذلك لأنه لا يتطلع لولاية ثالثة تحت بنود الدستور التي تمنع الرئيس لولاية ثالثة، ولكن من يدري ربما لا يكتمل هذا الرئيس ولايته كلها، لأنه معرّض للكذب والتزوير، وخير دليل عدم وجود مسببات الحرب علي العراق لحد الآن، كما أنه معرض للتهور بقرارات وحروب لا يرضي بها الله والعباد. من يعتقد أن الرئيس بوش سوف يكون متزنا وحنونا علي الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي فهو واهم، فالرجل يحمل مشروعا عملاقا هدفه تدمير (الإسلام والعروبة) معا، وكذلك الحقد علي الحضارات الضاربة في التاريخ، حيث يهدف هذا المشروع لتفريغ الإسلام من محتواه الحقيقي كدين وكمشروع للحياة في المناهج، والمساجد، والندوات، وفي وسائل الإعلام، لذا فان مشروعا أمريكا ثقافيا عملاقا تقوده الأمريكية (زوجة السفير الأمريكي في كابول خليل زلماي زاده) هدفه فصل الأحاديث النبوية عن القرآن، والبقاء علي القرآن فقط في المناهج والتعليم دون الاعتماد علي التفاسير، ودون الاعتماد علي الرديف المتعارف عليه وهو الأحاديث والسنّة، وهي كارثة حقيقية تهدد الإسلام كمشروع حضاري، والإسلام كدين، وتحاول طمس ونسيان الرسول محمد (ص) وجميع أحاديثه هو وصحبة أجمعين، وهو ما بشر به وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد في عام 2002 عندما قال (نحن ذاهبون لمنطقة الشرق الأوسط لإعادة تشكيلها وجعلها كأوروبا الشرقية) أي بمعني جعل المسلمين في منطقة الشرق الأوسط كالمسلمين في أوروبا الشرقية (مسلمين باللسان وبطاقات الأحوال الشخصية فقط) أما ممارساتهم فكلها بين الماكدونالز وموسيقي البوب الأمريكية، ومتابعة الأفلام الأمريكية، والصرعات الأمريكية والأوروبية، وانتشار المافيا والبغاء (مع احترامنا للقلة الصامدة في هذه الدول والتي لا تشكل خطراً علي أصحاب المخططات هناك)، وهكذا مشروع حتما توافق وستوافق عليه روسيا والدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وغيرها لأنها خائفة من (البعبع) الإسلامي الذي بشرت به أمريكا، وبعض الأطراف الأوروبية التي ربطت مشاريعها مع المشروع الأمريكي، وفي مقدمتها اللوبي الصهيوني اليهودي، والمسيحي المتطرف في الدول الأوروبية. ويبقي الشق الثاني من المشروع الأمريكي وهو قتل العنفوان العربي داخل الشخصية العربية، ومسألة أبعاد الأحاديث النبوية، والرسول العربي محمد (ص) الذي يفخر به العرب عن المناهج الدراسية، والتداول والندوات، يصب في عملية قتل الافتخار بهذا النبي وبعبقريته ونهجه ومدرسته وعروبته التي اختارها الله تعالي للبشرية أجمع، ومن ثم زرع في داخل النفسية العربية الشعور بالانهزامية التي تولد النقمة ضد كل ما يمت للتاريخ العربي والإسلامي بصلة، أي تحويل الدين والعروبة والتاريخ العربي إلي شماعة يعلق عليها المواطن العربي جميع الأغلاط والإخفاقات التاريخية المعاصرة وغير المعاصرة، الحالية والمستقبلية، ومن عجّل بهكذا مشاريع هي النخب العربية والإسلامية التي انخرطت في المشروع الأمريكي، والتي أصبحت أبواقا داخل المجتمعات العربية والإسلامية، كما أصبحت عيونا تراقب كل ما هو يوحد الأجيال أو ينورها، ولهذا أوجدت الولايات المتحدة الأمريكية لهؤلاء المنابر الإعلامية العملاقة، والمراكز الإستراتيجية داخل الدول العربية والإسلامية بحجة قضايا المرأة، وحقوق الإنسان، والفقر، والطفولة، ونشر الديمقراطية، والحفاظ علي حقوق الأقليات وغيرها، ولو جئنا وبحثنا سنجد أن أعلي حالات اغتصاب واعتداء وضرب في العالم أتجاه المرأة هي في أمريكا، وأعلي حالات الفقر هي في أمريكا وتحديدا بين السكان السود، أما عن الطفل و الطفولة فنشرت منظمة العفو الدولية(آمنستي) تقريرها السنوي الأخير قبل شهر ونصف، فتبين أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الأولي في العالم في عملية إعدام الأطفال (القصّر)، بل رفضت المحكمة الفيدرالية الأمريكية تغيير القوانين الخاصة بهذه المسألة، أما نشر الديمقراطية فهي كذبة كبري، والغاية منها التدخل في شؤون الدول، واحتلالها ونهب خيراتها، وما حصل في العراق لهو خير دليل، عندما رفعوا شعار الحرية والديمقراطية، وتبين أنه احتلال كولونيالي، واغتصاب للأطفال والرجال والنساء، وقتل يومي للمدنيين الأبرياء في مدن العراق، حيث وصل العدد وحسب الدراسات الأمريكية إلي (100) ألف قتيل من المدنيين العراقيين، وللفترة المحصورة بين آذار/ مارس 2003 إلي أيلول (سبتمبر) 2004. لذا حتما سيستميت الرئيس بوش من اجل أكمال رؤيته الإلهية، لهــــذا سيكون هناك المــــزيد من المعارك والعويل وصرخات النساء والأطفال، وستسجل عدسات الكاميـــــرات المزيـــــد من الفوضي وحالات الاغتصاب وسط النساء والأطفال العرب.. مشروع النهوض والمواجهة سقطت الجيوش العربية وأصبحت وستصبح عبئا علي الحكومات والدول العربية، لأن من بنود المشروع الأمريكي هو عملية تحويل الجيوش العربية إلي جيوش من العاطلين، وقسم من هذه الجيوش سيتحول إلي الشرطة التي تحمي المشروع الأمريكي، والحكومات التي ستعين خدمة للمشروع الأمريكي، كما حصل ويحـــصل في العــــراق، وتحت شعار تجزئة الكامل، وتفتيت المجزأ، كما عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول قائلا قُبيل الحرب علي العراق (نحن ذاهبون لمنطقـــــة الشرق وذلك لتشكيل خارطتها من جديد، والعراق هو البداية)، لهذا لم يبق لنا سلاحا إلا الإعـــلام فقط، ودولنا العربية تمتلك السطوة المالية كي تؤسس هكذا مشاريع، ولكن الأنانية والطمع والجشع والتصديق بمسرحية أنهم أصدقاء واشنطن وتحت شعار (ببن عمي ولا بي)، وباعتقادهم سوف يُستثنون من المشروع والتغيير والتدمير، هو السبب الذي جعل الخذلان والتقوقع شعارا سائدا، ولكن نقول لهؤلاء (لا صديق دائما لدي واشنطن، فأنها لا تؤمن إلا بالمصالح فقط). قد نعذر الحكومات العربية التي صلاحيتها بيد واشنطن، ولكننا لا نعذرها من العمل علي أيجاد السبل والطرق التي لا تترك دليلا عليها في عملية دعم المشاريع الإعلامية الهادفة، والتي تتصدي للمشروع الأمريكي، وتنمي العروبة داخل الشخصية العربية، وبالتالي العمل علي الإسلام الفكري والمعتدل، والذي لا يعتمد علي نظرية (تقصير الثوب، وتطويل اللحي مقابل حلق الشارب)، بل علي تقوية الفكر والبصيرة والمنطق والحجة العلمية لدي الفرد المسلم، فهناك مدارس، ومساجد، وشخصيات، ومراكز أسلامية كثيرة خدمت المشروع الأمريكي بقصد وبدون قصد، عندما كانت تنظّر علي أمور أكل الزمان عليها وشرب، دون مواكبة التطور والتغيّر في العالم، ودون دراية بالقفزات التي حلت بالمجتمعات والأمم والناس والأفراد، لهذا تحولوا إلي أعداء للأمة الإسلامية والعربية دون علمهم، بل جعلوا الأمريكان وغيرهم يأخذون فعل هؤلاء حجة ضد أمتنا العربية والإسلامية في عملية التدخل، ولا ننسي أن أمريكا أسست تيارات وشخصيات أسلامية ترفع الإسلام شعارا ولكنها بقلب أمريكي، لذا نحن بأمس الحاجة إلي مشروع أعلامي عملاق هدفه تثبيت العروبة في النفوس التي أصبحت مهزوزة، وقوة العروبة لدي الفرد العربي والمســـلم ستقوي الإسلام حتما وبالعكس، والدفاع عن الإسلام وشرح ماهية هذا المشروع العظـــيم الذي جاء للبشرية جمعاء، فلا أسلام قويا بلا عروبة عميقة وقوية، ولا عروبة نظيفة وقوية بلا أسلام قوي ومتنور، لهذا يجب أن نتوأم الإسلام الفكري الناضج والمتجدد مع العروبة التي تؤمن بالوحدة والتآخي والتعاون، فهذان معلمان للوحدة وليس للتفرق أبدا، وبهذا نتمكن من إنقاذ المسلم والمواطن العربي من الهجمة الشرسة التي قررتها الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها ضده، فقناة (الجزيرة) في قطر أعطت لهذين الموضوعين حيزا مباركا، ولكنها تعرضت وتتعرض إلي حملة شعواء من قبــــل الولايات المتحـــدة الأمريكية، و وصل الحد إلي التهديد بإغلاقها وتشويهها لأنها خاطبت العقل العربي، وعرّفت العالم العربي والإســـلامي بالحقيقة، لهذا أصبحت الحاجة ملحة، ولا تقبل التأجــــيل لأحياء المشروع الإعلامي الرديف، والذي يقوي قناة الجزيرة (من ناحية الإعلام وليس سياسة الجزيرة)، وليس بالضرورة أن يكون نسخة منها، أو تابعا لها ولكن يلتقي معها في حالة تناولت الجــــزيرة العروبة والإسلام ودافعت عن ثوابت الأمة العربية والإســـلامية، لذا فهو واجب شرعي ووطني علي الحكام ورجال الأعمال والميسورين أن يبادروا بدعم المشروع، بدلا من الاستثمار في ديزني، وبفضائيات الهشك بيشك، والعري، والعجرمة، والبرتقالة، وشراكة مايكل جاكسون في شراء الفنادق العملاقة التي تدور في غرفها بيع الأوطان وتفتيت وتمييّع الأديان، والقضية عامة وليست خاصة. فالمسيحيون والأديان الأخري التي تتواجد في منطقتنا العربية مطالبة هي الأخري لأنها تشترك معــــنا بالعروبة والمصير المشترك، فالسلام يعم الجمــيع والدمار يعم الجميع هو الآخر، ولا يسعني إلا أن أختم مقالتي بقول الفنان اللبناني (زياد الرحباني) وهو مسيحي عندما قال معلقا حول الهجمة الأمريكية للمنطقة العربية (أقسم.. أشعر أني مسلم)!.

 

(*) كاتب وسياسي من العراق

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 16 نوفمبر 2004)


 

ENTRETIEN

« Cette administration va devoir affronter, d’une façon peut-être douloureuse, les réalités »

 

Propos recueillis par Sylvie Kauffmann

 

Entretien avec Zbigniew Brzezinski, ancien conseiller de Jimmy Carter.

 

Que nous révèle le départ de Colin Powell sur ce que pourrait être la politique étrangère du deuxième mandat du président Bush ?

 

La démission de Colin Powell et la nomination prévue, apparemment, de Condi Rice pour le remplacer assurent la continuité de la politique étrangère de Bush à travers une secrétaire d’Etat dénuée d’arrière-pensées personnelles. Mais cela en soi ne dispensera pas l’Administration d’avoir à affronter, d’une façon peut-être douloureuse, les réalités qui découlent de sa politique et de sa rhétorique.

 

Comment voyez-vous évoluer les choses en Irak ?

Au printemps, nous devrions assister à une révision à la baisse de ce que Washington définit comme le succès en Irak. D’ici mars, les choses vont être un peu plus claires : soit les élections de janvier produisent quelque chose de significatif, soit la résistance s’étend. En ce moment, c’est très difficile à évaluer. La faiblesse du renseignement révèle un niveau très superficiel de pénétration de la société par les autorités d’occupation. Vers mars, on aura une meilleure idée de la nouvelle élite politique irakienne et de sa capacité à produire un gouvernement autonome. Si elle ne peut pas faire face à une résistance de plus en plus large, la patience américaine pourrait alors commencer à s’épuiser. Dans ce cas, je crois que l’administration Bush sera prête à intensifier les opérations militaires, mais cela ne peut pas se faire sur une très grande échelle, ne serait-ce que parce que le nombre de troupes est limité. Cela peut prolonger le conflit, et peut-être son agonie, jusqu’à l’été.

 

Le retrait est-il une option ?

Un retrait qui laisserait place à un pouvoir anti-occidental et surtout antiaméricain belliqueux n’est pas une option. Mais un retrait en faveur d’une sorte de théocratie chiite qui afficherait une attitude au minimum ambivalente à l’égard des Etats-Unis pourrait devenir une alternative à un engagement militaire solitaire et croissant.

La disparition de Yasser Arafat crée-t-elle une ouverture au Proche-Orient ?

Cela dépend de ce que nous y faisons. Si nous voulons accorder à ses successeurs un certain niveau de légitimité démocratique, oui, mais je crains que ceux qui sont opposés à un rôle américain actif, à la fois à Washington et au sein du gouvernement Sharon, ne cesseront de multiplier les exigences pour refuser aux Palestiniens le label démocratique, dont Bush a fait une condition pour des négociations sérieuses. C’est donc à nous, et aux Européens avec nous, de définir qui est un participant légitime au processus de négociation.

 

M. Bush aurait-il dû nommer un envoyé spécial au Proche-Orient ?

Non, je ne crois pas. Ce dont nous avons besoin à présent, c’est d’une définition explicite et raisonnablement précise des paramètres ou des principes fondamentaux d’un règlement de paix afin que les contours de la paix soient plus visibles et compréhensibles à la fois pour l’opinion publique d’Israël et pour les Palestiniens. C’est ce qui manque cruellement à la feuille de route. La feuille de route est une voie très étroite et sinueuse vers une destination indéfinie.

Les Européens et nous-mêmes devrions essayer d’articuler ensemble plusieurs principes de base d’une formule de paix : pas de droit de retour, pas d’automaticité de la ligne de 1967 – avec incorporation dans l’Etat d’Israël des colonies le long de cette ligne, ce qui devrait résoudre le problème d’environ deux tiers des colons -, compensation territoriale pour ces modifications à la ligne de 1967, puis Jérusalem comme capitale commune et démilitarisation. Ensuite, les parties peuvent mettre au point les détails, mais elles ne se mettront jamais d’accord d’elles-mêmes sur une formule de paix.

 

La religion et les valeurs morales constituent-elles le principal facteur de la réélection de George W. Bush ?

Non, les Européens attachent trop d’importance à cela. Cette généralisation de la religiosité des Américains est exagérée. Elle est plus formelle, plus rituelle que profonde. Une partie de la société, autour de 20 %, est vraiment, profondément religieuse ; ceux-là ont fortement soutenu le président. Mais la vérité, c’est que le Président s’est emparé du 11-septembre pour annoncer que «  l’Amérique était en guerre » et qu’à force de le répéter pendant trois ans, il a réussi à en convaincre une majorité d’Américains – même si pour eux, la guerre se passe à la télévision et n’implique aucun sacrifice personnel. Il n’y a pas de conscription, pas d’impôt spécial pour la guerre, les soldats tués sont des professionnels, ce qui n’atténue certes pas la douleur personnelle mais amortit l’impact de ces pertes sur la société. Le président a aussi réussi à s’identifier à la notion de commandant-en-chef, à un point que ni Kennedy ni Johnson n’avaient atteint pendant la guerre du Vietnam, ni même Roosevelt pendant la deuxième guerre mondiale. Et cet homme qui ne s’était même pas porté volontaire au Vietnam parvient à se faire passer pour le commandant-en-chef de l’Amérique en guerre… Il me semble que c’est ça, finalement, qui a été le plus important, en créant l’idée qu’en temps de «  guerre« , on ne change pas un commandant-en-chef déterminé à gagner.

 

Les Américains ont-ils tort d’accorder moins d’importance à la création du camp de Guantanamo que les Européens ?

Guantanamo a entraîné des abus juridiques graves, qui auraient dû être corrigés depuis longtemps. Cela dit, Guantanamo, qui a concerné quelque 800 personnes, n’est pas le goulag. Mais pour un pays qui tire sa fierté du respect de sa constitution, une telle entorse à la loi est inacceptable. Les conséquences pour la sincérité, la crédibilité et l’identité des Etats-Unis seront très longues à redresser.

 

La réélection de M. Bush peut-elle favoriser l’émergence d’une Europe comme contrepoids à la puissance américaine ?

C’est un rêve chimérique, qui n’accomplirait rien de constructif, sinon d’aggraver l’instabilité mondiale, en réduisant la capacité à la fois de l’Amérique seule et de l’Amérique et de l’Europe ensemble. Le monde compte plus de joueurs que les Etats-Unis et l’Europe. Les Européens, de toutes façons, ne sont pas assez unis pour jouer un rôle de contrepoids à l’Amérique. Ce dont nous avons vraiment besoin, c’est d’un dialogue stratégique. Mon principal grief à l’égard de Tony Blair, c’est qu’il n’ait pas fait l’effort de parler au nom de l’Europe. Cela l’aurait contraint à se mettre d’accord avec Schrِder et Chirac, mais ensuite il aurait été bien plus crédible à Washington que Schrِder ou Chirac. Mais il ne l’a pas fait, et Chirac et Schrِder ont adopté une attitude qui relevait plus de la négation que de l’affirmation. La solution, c’est une politique commune, élaborée en commun mais dont le fardeau est aussi supporté en commun. La question israélo-palestinienne peut fournir une occasion de procéder à cet ajustement, comme l’accord euro-iranien, qui est une évolution majeure.

 

(Source : « Le Monde » du 17.11.04)

 


Tariq Ramadan sous le feu croisé de deux livres

 

Caroline Fourest décortique son « double discours », tandis que Dounia Bouzar analyse son influence.

Philippe Bernard

 

La cote de la valeur « peur » associée à l’islam est à ce point élevée, sur le marché international, que les livres qui paraissent spéculer sur cette dynamite sociale sont à examiner avec une particulière vigilance. Celui que vient de consacrer Caroline Fourest au personnage hautement médiatique qu’est le prédicateur musulman Tariq Ramadan encourt ce soupçon. L’auteure n’est pas de celles qui cherchent à penser contre elles-mêmes, mais plutôt à conforter ce qu’elles croient savoir. Militante féministe et laïque des plus rigides, pourfendeuse de tous les intégrismes, peu encline à la nuance, c’est peu dire qu’elle ne porte pas dans son cœur l’homme réputé énigmatique auquel elle consacre 426 pages acérées sans jamais l’avoir rencontré.

Enigmatique ? M. Ramadan l’apparaît pourtant nettement moins après la lecture roborative de son Frère Tariq. Car Caroline Fourest s’est livrée à un travail énorme, ardu, ingrat, mais inédit et fort instructif : elle a lu les multiples livres et surtout écouté les innombrables cassettes de l’intellectuel genevois le plus populaire dans les cités françaises. Lecture à tout le moins orientée, où les citations sont taillées pour les stricts besoins de la démonstration, mais où le parti pris de dénonciation n’étouffe pas la volonté d’expliquer, d’analyser et surtout de comprendre la nature de l’engagement vital de Tariq Ramadan.

Peu importe, se dit-on en la lisant, si, comme elle le prétend, M. Ramadan est un sous-marin des Frères musulmans – organisation fondée par son grand père -, ce qu’il a toujours nié avec véhémence. Peu importe, à la limite, si l’étiquette redoutable de « salafiste », que l’auteure lui colle, prête davantage à caution que celle de « piétiste fondamentaliste » plus généralement attribuée au prédicateur. L’essentiel réside dans sa parole, sa rhétorique, ses ambiguïtés, voire ses doubles discours. Sur ce point, la démonstration fouillée de Caroline Fourest apparaît particulièrement convaincante.

Que ce soit sur le statut des femmes, le rapport entre religion et politique ou l’intégration des musulmans en Europe, la parole du militant musulman oscille entre une séduction ambiguë et des conceptions inacceptables pour quiconque considère comme fondamentales des valeurs comme l’égalité des sexes, la séparation des religions et de l’Etat ou le droit des individus à choisir librement l’identité ou les identités (sociale, professionnelle, nationale, religieuse, sexuelle…) qui les définissent. Des conceptions que peu de nos concitoyens, y compris parmi ceux que la tonalité anti-impérialiste de Tariq Ramadan séduit, admettraient une seule seconde si elles étaient proférées par un représentant d’une religion autre que l’islam.

 

CE « MONSIEUR ISLAM »

Qu’il s’agisse d' »essayer d’éviter » les poignées de main entre hommes et femmes, d’appeler « la communauté » à « faire une sélection » dans la littérature française, de diffuser auprès des lycéens « les réponses de l’islam aux problématiques » abordées en cours de biologie, d’histoire ou de philosophie, ou de limiter le respect des lois à « tout ce qui ne s’oppose pas au principe islamique », dont il a une conception particulièrement étroite. Sans parler du célèbre « moratoire » à la lapidation des femmes. Parmi les « argumentaires à double entrée », l’aphorisme selon lequel « le voile est une obligation mais ne peut faire l’objet d’une contrainte » est sans doute le plus bel exemple du discours qui peut passer pour libéral tout en culpabilisant les jeunes filles rétives, taxées d’être de mauvaises musulmanes.

Si le livre de Caroline Fourest laisse un goût amer au lecteur par ses approximations, ses erreurs et ses biais, celui de Dounia Bouzar, limpide, se tient à l’abri de telles critiques. Le sujet n’en est pas explicitement Tariq Ramadan, mais le discours du prophète de Genève y est disséqué, parfois dénoncé, non seulement intellectuellement, mais à travers les dégâts concrets qu’il provoque parmi les jeunes musulmans. Educatrice auprès de mineurs délinquants, anthropologue, membre du Conseil français du culte musulman, Mme Bouzar a eu de longs entretiens avec une douzaine de responsables d’associations musulmanes proches de M. Ramadan, dans les banlieues de Paris, Lille et Lyon. Son étude, conduite pour l’Institut national des hautes études de sécurité (Le Monde du 3 novembre 2003) l’a conduite à réviser ses premières analyses, qui insistaient sur la nécessité pour certains jeunes de « passer par l’islam » pour se construire comme citoyens.

Ces jeunes ont trouvé dans la religion un fondement identitaire et social. Mais, constate Dounia Bouzar, le message du prédicateur suisse, qui les enjoint à « mettre de l’islam partout » et à chercher dans des textes du VIIe siècle toutes les réponses à leurs questions d’aujourd’hui, les enferme dans une vision qui nie le rôle de l’individu, le contexte social, et même l’histoire. En outre, poursuit-elle, la prétention à soutenir que « l’islam a tout inventé » – y compris les droits de la femme -, si elle permet de recoudre en soi le musulman et le citoyen français, tend à diffuser l’idée de la supériorité universelle de la doctrine musulmane.

Passionnant, constructif, son essai inscrit aussi ces dérives de l’islam de France au miroir de la stigmatisation et de l’essentialisation d’une religion largement perçue comme intangible et archaïque, mais que l’auteure appelle précisément à resituer à l’aune de l’individu et de l’histoire sociale. Car ce « Monsieur Islam » englobant et abstrait n’existe pas, plaide l’anthropologue. S’y référer revient à prétendre que rien n’a existé dans l’histoire depuis la révélation de Mahomet, et à un mépris de l’histoire familiale extrêmement destructeur. Mais la prégnance de ces conceptions pose la question de l’existence de valeurs et de projets alternatifs cohérents. Où sont les concurrents de Tariq Ramadan ? Les leaders charismatiques des jeunes issus de l’immigration ? La réponse renvoie à la défection de la représentation politique sur ce terrain où se joue pourtant ce que les élus appellent eux-mêmes la « cohésion sociale ».

 

Frère Tariq, de Caroline Fourest, Grasset, 426 pages, 19,50 euros.

« Monsieur Islam » n’existe pas, de Dounia Bouzar, Hachette, 222 pages, 17 euros.

 

(Source : « Le Monde » du 13.11.04)


 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.