12 novembre 2004

البداية

TUNISNEWS

  5 ème année, N° 1637 du 12.11.2004

 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات بتونس: أعوان من البوليس يقتلون الشاب العربي بن المنصف الهيشري – بيــان

بيان مساجيـن سياسيين سابقين

حركة النهضة بتونس : الرئيس ياسر عرفات في ذمة الله لجنة دعم المقاومة في العراق و فلسطين  بصفاقس – تونس: نداء من أجل الفلوجة الصباح: قراءة في التحوير الوزاري

الصباح: ليلة الإنتاج الدرامي بدار الثقافة ابن خلدون

عبدالرزاق بنـان فـلالي: هل يمكن حصول وحدة مغربية حقيقية؟ يو بي آي: رحيل عرفات يخلف الأسى في تونس وليد نويهض: رحل « الختيار » وترك عصاه… فمن يجرؤ على حملها؟ محمود درويش يكتب: في وداعه عبد الباري عطوان: هذه هي انطباعاتي الشخصية عن ياسر عرفات: اف ب: سويسرا: لا معلومات عن حسابات مصرفية سرية باسم عرفات د.خديجة م. صفوت: تعهير اللغة والفكر تحجيبا للحقيقة موقع إسلام أون : مصر.. دعوة لتشكيل لجنة لحماية أصحاب الرأي 


L’Humanité: Tunisie : Un journaliste emprisonné Abdo Maalaoui: La vraie histoire d’Ismail Sahbani et les leçons à tirer !!! Abdeljelil Temimi: La Censure dans les pays arabes entre la légitimité et l’illégal


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

المجلس الوطني للحريات بتونس

تونس في 12 نوفمبر 2004

 

بيــــان

 

قتلت مجموعة من أعوان البوليس التونسي المواطن الشاب العربي بن منصف الهيشري في محلّ إقامته بضاحية حي التضامن بعد أن قامت بمداهمة منزل عائلته أثناء الإفطار مساء الخميس 4 نوفمبر بتعلّة تورّطه في سلسلة سرقات. وقد انقض عليه أعوان البوليس بكلّ وحشية حين هدد الهالك بإيذاء نفسه لمنعهم من القبض عليه. غير أنّهم انهالوا عليه ضربا بالهراوات وركلا بالأرجل على جميع أنحاء جسده وجرّوه خارج منزله حيث سقط في حينه جثة هامدة في الطريق العام ولاذ قاتلوه بالفرار.

 

والمجلس الوطني للحريات :

 

* يدين بشدّة هذه الجريمة العشوائية البشعة.

* يطالب بإيقاف القتلة فورا ومعاقبتهم قضائيا.

* يذكّر السلطات التونسية بأن تتحمّل مسؤولياتها وعدم غض الطرف في متابعة المسؤولين عن جرائم القتل والاعتداء التي يرتكبها موظفوها ضد المواطنين.

 

عن المجلس

الناطقة الرسمية

سهام بن سدرين

 

 

بيــــان مساجيــــن سياسييـن سابقيـــــن

 

نحن المساجين السياسيين المسرّحين سابقا اذ نهنىء اخواننا الذين أطلق سراحهم في نوفمبر 2004 ونكبر فيهم الصبر والثبات على محنة السنين العصيبة التي قضوها خلف جدران سجون الظلم قضاءا لأحكام جائرة وتعذيبا أودى بحياة العديد منّا واذ نهنىء عائلاتهم التي عانت الحرمان والتشرّد ومضايقات البوليس ونشيد بالمواقف النبيلة والنضال المتواصل للمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسيّة والشخصيّات الوطنية في الداخل والخارج لسن عفو تشريعي عام واذ نذكر الجميع بانّه لا يجوز الحديث عن حل وانفراج ما دام هناك سجينا سياسيا واحدا خلف القضبان ومادام المساجين السياسيين المسرحين قد أودعوا سجنا أرحب مما كانوا فيه محرومون من أبسط حقوقهم المدنية والاجتماعية من شغل وتنقل بل وحتى العيش مع أبنائهم وزوجاتهم الذين حرموا منهم السنين الطويلة مسلط عليهم سيف المراقبة الاداريّة والسراح الشرطي كما أن هناك الآلاف المهجرين يعيشون قساوة الغربة والحرمان من وطنهم وأهلهم.

 

نطالب: السلطة والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسيّة وكلّ من يهمّه مصلحة هذا الوطن أن يعمل على انهاء هذه المظلمة باقرار عفو تشريعي عام وشامل بوصفه المقدمة الأولية لأيّ حديث عن الوئام والانفراج والمصالحة الوطنية.

 

– عبد الله الــزواري

– الهادي التريكــي

– بدر الدين عبد الكافي

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة بتونس

الرئيس ياسر عرفات في ذمة الله

ووري اليوم الثرى قائد كبير من قادة الأمة رمز القضية الفلسطينية الرئيس ياسر عرفات الذي ارتقي إلى بارئه بعد رحلة طويلة، أسس خلالها حركة فتح التي تعبر عن إرادة شعب في التحرر والاستقلال وتناضل إلى جانب بقية فصائل الشعب الفلسطيني الأبي من اجل إنهاء الاحتلال الصهيوني كما نجح في تحويل حلم الدولة الفلسطينية إلى أمل قريب، ونجح في تثبيت الوجود الفلسطيني على الخارطة الدولية وظل يقاوم رغم كل ما لحق به وبشعبه. إن حركة النهضة إذ تنعى لشعب تونس وأمة العروبة والإسلام ولكل الشرفاء في العالم هذا المجاهد الكبير فإنها ترفع أخلص التعازي إلى أهله ورفاقه والشعب الفلسطيني الشقيق راجية من العلي القدير أن يخلفنا وإياهم وأمة الإسلام خيرا. وبهذه المناسبة الأليمة تعبر حركة النهضة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني اثر غياب رمز مقاومته المشروعة وتدعو كافة فصائله ومؤسساته شعبا وحكومة إلى الوحدة وتفويت الفرصة على العدو في بث الفتنة وإحباط إرادة العمل من أجل الحق. إننا تبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته.                                                                                                        لندن في 29رمضان، 1425الموافق 12 نوفمبر، 2004 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي  

 

لجنة دعم المقاومة في العراق و فلسطين  بصفاقس – تونس

 

نداء من أجل الفلوجة

 

يا شعبنا العربي في تونس

يا جماهير أمتنا العربية

يا أحرار العالم

 

تتعرض مدينة الفلوجة العراقية الباسلة إلى هجمة شرسة من طرف قوات الاحتلال الأمريكية تتقدمها جحافل البشمركة و مرتزقة حكومة المجرم علاوي العميلة ممن باعوا ضمائرهم لأعداء الأمة و الوطن و الانسانية ، و تستعمل في هذه الهجمة أعتى أنواع أسلحة الإبادة الجماعية في محاولة لكسر صمود مدينة استعصت على المحتل الباغي سلاحها الإيمان بعروبتها و التشبث بقيم الحرية و السيادة الوطنية .

إن جرائم الأمريكان المتمرسين عبر تاريخهم المظلم على حروب الإبادة الجماعية   و تقتيل الأبرياء من النساء و الأطفال و الشيوخ لن تفل في إرادة المقاومة الوطنية لدى جماهير الفلوجة و محافظة الأنبار و بالقدر الذي نؤكد فيه دعمنا لمقاومة أهالي الفلوجة ووقوفنا إلى جانبهم في دفاعهم المشروع عن مدينتهم فإننا ندين و بشدة الصمت الخائن لمؤسسات النظام الرسمي العربي على ما يرتكب في أرض الرافدين من جرائم ضد الانسان و الحضارة و التاريخ .

إننا و إزاء هذه الهجمة القذرة و الوحشية نهيب بجماهير شعبنا في تونس و الوطن العربي بالتحرك العاجل بمختلف الأشكال للتعبير عن نصرتها لأهلنا في الفلوجة     و ندعو كافة منظمات المجتمع المدني التونسية و العربية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا الظرف العصيب و نناشد كل أحرار العالم و المنظمات الدولية الحقوقية و الانسانية بتكثيف الجهود لوقف غطرسة الآلة العسكرية الأمريكية و انقاذ أهالي مدينة الفلوجة الصامدة من براثنها القذرة

 

عاش صمود أبطال الفلوجة

عاش العراق عربيا موحدا

عاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب العراقي

عاش نضال أمتنا العربية

الخزي و العار للأعداء و العملاء

 

عـن اللـجـنـة: الـمـنـســق

                                                                                                                                                                  عبد الرحمان الجبنوني

                                                                                                                                                                 صفاقس في 11-11-2004

         


 

صفاقس في 09-11-2004

لجنة دعم المقاومة في العراق و فلسطين صفاقس- تونس

 

بـــيـــــان

 

يا جماهير شعبنا العربي في تونس

يا جماهير أمتنا المجيدة

يعيش الوطن العربي في سياقات اللحظة الراهنة جملة من التحديات الرهيبة تتلخص سماتها الرئيسية في استشراس العدوان الامبريالي الصهيوني على الأمة بأشكاله المختلفة بداية من الاحتلال المباشر في فلسطين و العراق الصامدتين وانتشار القواعد العسكرية الأجنبية في عدد من الأقطار العربية مرورا بمصادرة استقلال القرار السياسي العربي عبر فرض التطبيع و مسارات التسوية المذلة مع العدو الصهيوني وصولا إلى محاولة إعاقة كل امكانيات النهوض العربي و العبث بكل مقومات الوحدة عبر فرض التدخل الأجنبي في المجالات التربوية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية تحت شعارات الاصلاح المزيف في سياق ما يسمى الشرق الأوسط الكبير.

و بالرغم من حالة الضعف البائس الذي يبديه النظام الرسمي العربي في خضوعه الدائم لابتزاز القوى الأجنبية و استقالته من أداء دوره المفترض في حماية الأمن القومي و على الرغم من وضع التراجع و الركود الذين يشهدهما الوضع الشعبي فإن المقاومة العربية في مناطق الاشتباك العسكري مع العدو تسطر أبهى مظاهر الصمود و أنصع صفحات الانتصار و التحدي معيدة بذلك لجماهير الأمة العربية احساسها بالكرامة و العزة القومية و أملها في التحرير و الوحدة .

يا جماهيرنا العربية في تونس

يؤكد شعبنا المكافح في فلسطين المحتلة بقيادة كتائبه المجاهدة من مختلف الفصائل الوطنية أن المقاومة وحدها هي الطريق الوحيد لمواجهة الاحتلال . لقد فضح الصمود اليومي لشعبنا العربي في فلسطين وحشية الارهاب الصهيوني الذي توخى كل الطرق لإطفاء جذوة الانتفاضة و الكفاح الاستشهادي المسلح فلم تفلح مظاهر الحصار       و الاجتياح للمدن و القرى و المخيمات و التدمير الممنهج للبنى التحتية الحياتية و نسف البيوت و تجريف الأراضي     و تحويل الضفة و القطاع إلى معازل و أقفاص كما فشلت خطط قضم الأراضي و إقامة المستوطنات و الجدران العازلة و الاغتيالات الارهابية الجبانة للقيادات الوطنية و الاسلامية المجاهدة ليبقى القرار الوطني الفلسطيني في خطه العام عصيا على التطويع و التنازل عن الثوابت .

يا جماهيرنا العربية

لقد بدأ العدوان الأمريكي البريطاني الظالم على مدننا الشامخة في الرمادي و الخالدية و الفلوجة الصامدة يتقدمهم فلول ما يسمى بقوات الحرس الوطني و قوات البشمركة الكردية لأن مخططات الثأر من الفلوجة قد عشعشت في مخيلة الأمريكان منذ هزيمتهم الساحقة قبل عدة شهور على أيدي القاومين الأبطال. وفي هذه اللحظة بالذات يتواصل لهيب المقاومة العراقية الباسلة وهاجا متصاعدا واضحا في رؤاه الاستراتيجية مبدعا في خططه فعالا في استتباعاته و مكاسبه و آثاره القطرية و القومية و العالمية .

لقد استطاعت هذه المقاومة التي انطلقت مظفرة بعد أيام قليلة من غزو بغداد أن تدخل المشروع الاستعماري الامبريالي الصهيوني طور الارتباك و تمكنت من وقف اندفاعاته المدمرة كما تمكنت بعد أشهر من التحول إلى حالة واقعية على امتداد أرض الرافدين مجهضة بذلك كل المحاولات الاستعمارية لفرض الأمر الواقع عبر الترتيبات السياسية التآمرية بداية من تنصيب مجلس الحكم العميل و اقرار ما سمي بالدستور المؤقت وصولا إلى خرافة نقل السلطة الوهمية إلى الحكومة العميلة المنصبة وانتهاء ببداية الاجهاز على المحاولات الاستعمارية اليائسة لانجاز ما يسمى بمهزلة الانتخابات في جانفي القادم .

لقد تمكنت هذه المقاومة العظيمة من إجبار أعتى قوة استعمارية على الاستنجاد الجبان بالمؤسسات الدولية التي سبق أن تجاوزتها و إلى ابتزاز عدد من الدول لإرسال قواتها العسكرية إلى العراق ، كما دفعت هذه المقاومة المظفرة قوات الغزو إلى إخفاء هزيمتها عبر عمليات استعراضية ارهابية تستهدف العزل من النساء و الأطفال و الشيوخ عبر القصف الجوي و المدفعي و المداهمات العشوائية للبيوت و المساجد   و المستشفيات و إيقاف المدنيين الأبرياء          و الانتقام منهم عبر التعذيب و الإهانة و الإذلال كما حصل في فضيحة سجن أبو غريب ، كما أجبرت المقاومة قوات الغزو على استهداف مختلف وسائل الاعلام اخفاء لخسائرها الفادحة.

وانطلاقا مما تقدم يهمنا في لجنة دعم المقاومة في العراق و فلسطين بصفاقس أن نؤكد على ما يلي:

          1 – وقوفنا إجلالا و تعظيما لأرواح الشهداء في العراق و فلسطين و تأكيدنا على الدعم اللا مشروط لكفاح أهلنا في مقاومة العدوان واعتبارنا للكفاح المسلح حقا وواجبا في الصراع مع عدو الأمة و استعدادنا لحشد التأييد له بكل الوسائل رفضا للمحاولات الأمريكية اليائسة لوصم المقاومة بالارهاب.

          2 – دعوتنا و استعدادنا للمساهمة في استنهاض القوى الشعبية في الجهة و القطر و كامل الوطن العربي انتصارا لثقافة المقاومة على جميع الصعد السياسية و الفكرية و العملية

          3 – اعلان تضامننا المطلق مع كل فصائل المقاومةعلى أرض فلسطين الصامدة و دعوتنا لقوى الحركة الوطنية الفلسطينية إلى استئناف الحوار الوطني الداخلي لا سيما في هذه الظروف العصيبة من أجل تحصين الداخل الوطني الفلسطيني في مواجهة العدو و الرفع من قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود و ذلك عبر تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية و تشكيل القيادة الوطنية الموحدة على قاعدة البرنامج الوطني المتمسك بالمقاومة خيارا استراتيجيا للتحرير و الرافض لكل مشاريع التسوية المشبوهة من خارطة الطريق ووثيقة جينيف و الوفي للثوابت المقدسة للنضال الوطني الفلسطيني في التمسك بحق العودة و بالقدس عاصمة لفلسطين المحررة .

4– التعبير عن دعمنا اللا مشروط  للمقاومة الوطنية العراقية الباسلة و التمسك بها كممثل شرعي و وحيد للشعب العراقي و تحيتنا لانتصاراتها السياسية و العسكرية على أرض المعركة و مباركتنا لنجاح فصائلها الوطنية في توحيد صفوفها تحت قيادة مشتركة على قاعدة برنامج المقاومة و تحرير العراق و طنا موحدا لجميع العراقيين          و نصيرا دائما لحركة التحرر العربي و النضال العالمي ضد الامبريالية و الصهيونية .

          5 – تنديدنا بتخاذل ماتبقى من مؤسسات النظام الرسمي العربي في الالتزام بمعاهدات الدفاع العربي المشترك و مبادئ التضامن العربي و حفظ الأمن القومي للأمة و الوطن و تأكيد دعوتنا من جديد للأنظمة العربية لتحمل مسؤولياتها و الكف عن الانخراط في مسار فرض الأمر الواقع عبر الانحناء أمام  إملاءات القوى الاستعمارية. ونشدد على دعوتها لرفع يدها عن المبادرات الشعبية و اطلاق حرية الجماهير في التعبير عن تضامنها و انتصارها لقضايا أمتها. و يهمنا في هذا الصدد أن نحذر من مشاركة هذه الأنظمة في المؤامرة التي يتم الاعداد لها تحت شعار ما يسمى بالمؤتمر الدولي حول العراق المزمع عقده بشرم الشيخ في آخر هذا الشهر. كما لا يفوتنا التنديد بهرولة هذه الأنظمة نحو تطبيع علاقتها بالحكومة العميلة المنصبة في العراق و قبولها بالترتيبات و الاتفاقات غير الشرعية و غير القانونية التي أصدرتها قوات الاحتلال ، ونحذر من الانخراط في مخطط تدويل احتلال العراق عبر ارسال قوات عربية أو دولية كغطاء لاستمرار الغزو و حمايته.

          6 – دعوتنا للقوى الشعبية و المدنية العربية عامة و التونسية على وجه الخصوص (من نقابات مهنية  و منظمات حقوقية و أحزاب سياسية و هيئات ثقافية ) إلى تحمل مسؤوليتها القومية في دعم المقاومة و مواجهة العدوان بمختلف الطرق بداية بتحريك الشارع التونسي و تعبئته في مساندة المقاومة و معاداة الاستعمار و صولا إلى تفعيل مقاطعة البضائع الأمريكية و البريطانية و الصهيونية و استثمار كل الامكانات للارتفاع بالموقف الرسمي و الشعبي إلى مستوى التحديات القومية التي تواجهها الأمة. و يهمنا في هذا السياق أن ندعو المنظمات الحقوقية و الانسانية بالقطر و الوطن العربي إلى تفعيل مساهمتها في الدفاع عن جميع الأسرى و المعتقلين في سجون الاحتلال و على رأسهم المناضل مروان البرغوثي و رئيس العراق الشرعي صدام حسين. كما ندعو إلى تطوير العلاقات بالمنظمات العالمية الشعبية المعادية للعولمة المعسكرة و المتصهينة من أجل الاستحضار الدائم للقضية العربية في العراق  و فلسطين باعتبارهما الموقعين المتقدمين في مواجهة مشروع الهيمنة الامبراطوري الأمريكي الصهيوني.

 

عاش نضال أمتنا العربية

المجد والخلود لأنبل بني البشر شهداء الحرية و الكرامة

النصر للمقاومة الباسلة في العراق و فلسطين   

الخزي و العار للجبناء و أذناب الاستعمار

                                                       

عن لجنة دعم المقاومة في فلسطين والعراق بصفاقس – تونس

 الأستاذ عبد الرحمان الجبنوني


هل يمكن حصول وحدة مغربية حقيقية؟

 

عبدالرزاق بنـان فـلالي (*)  

تتواتر الأنباء القادمة من منطقة جنوب المتوسطي عن جهود ضد الساعة يبذلها الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، التونسي لحبيب بولعراس، لإعادة الروح إلي جسم الاتحاد المغاربي الميت سريرياً، والذي بدا في الآونة الأخيرة وكأنه دخل مرحلة احتضار طويلة، لا أحد يعلم متي أو كيف سيخرج منها إن كان مقدراً له الخروج منها. الأكيد أن السيد بولعراس سيحصل خلال جولته بين عواصم دول الاتحاد علي تأييد معنوي ووعود رسمية برغبة كل بلد في المضي قدما في المشروع الوحدوي، الذي ظل حبيس الأوراق والوثائق التي شهدت علي ولادته القيصرية. كما سيُبلَّغ عزم زعماء هذا التكتل بذل كل الجهود اللازمة لإخراج الاتحاد من غرفة العناية الفائقة وإعادته إلي سكته الطبيعية. إطلالة سريعة علي التصريحات الرسمية الصادرة في هذا الشأن عن القيادات السياسية لدول الاتحاد، تكفي لنعي أن السيد بولعراس لن يعود خاوي الوفاض أو صفر اليدين، لأنه حتماً سيعود مثقلاً بوعود كلامية وشعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع. منذ تأسيسه في 17/02/1989، أوصلنا هذا التكتل الإقليمي إلي قناعة مفادها أنه من غير الواقعي عقد القليل أو الكثير من الأمل علي مؤسساته أو قراراته، لأن كل ما يُقال ويُحكي في اجتماعات مجلس الرئاسة، علي ندرتها، وفي اجتماعات مجلس وزراء الخارجية وفي اللجان الوزارية المتخصصة والمجالس الوزارية القطاعية أو في المؤتمرات الصحافية المشتركة والثنائية بين أعضائه يصبُّ في وادٍ وما يجري علي أرض الواقع يصبُّ في وادٍ آخر لا علاقة بينهما. قراءة سريعة في الأهداف التي سطرتها الدول الخمس لعمل الاتحاد تكفي للاستدلال علي عُقمِ هذا التكتل وعدم فاعليته بل وعدم نجوعه سياسياً أو اقتصاديا أو حتي شعبياً. ولنبدأ بأول وأهم الأهداف الجوهرية المسطرة في ميثاق الاتحاد، والمتمثلة في تمتين أواصر الأخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها بعضها ببعض ، لنذكِّر أن العلاقات بين أعضائه لم تشذ أبداً عن قاعدة المد والجزر بحسب المصالح الذاتية لصناع القرار في كل عاصمة علي حدا. فعلي سبيل المثال لا الحصر، لم تخرج العلاقات بين الجارين المغرب والجزائر عن منطــــق التوتر وسياسة شد الحبل تبعاً لتطورات ملف الصحراء في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية؛ بل أكثر من ذلك بقيت الحدود بينهما مغلــــقة منذ 1994 والتأشـــيرة مفروضة علي مواطني البلدين، وهو ما يعني أن هدفاً آخراً من أهداف الاتحاد ضُرِب به عرض الحائط، ونعني هنا العمل تدريجيا علي تحقيق حرية تنقــــل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال فيما بينها . عقم هذا التكتل يُترجَم كذلك في نُّدْرَةُ اجتماعات مجلس رئاسة الاتحاد، والتي ينص النظام الأساسي علي عقدها سنوياً. للذكري فقط، لم يشهد الاتحاد منذ إعلان قيامه سوي عقد ست قمم، كانت آخرها قمة تونس في 2 و3/04/1994. لتبدأ بعد ذلك فصول متعاقبة من مسلسل التعثرات والتوترات التي ما فتئت تعمِّق الهوة السحيقة التي تفصل أعضاءه. ففي يناير 1995 كان من المفترض أن تحتضن الجزائر الدورة السابعة لمجلس رئاسة الاتحاد، لكن ليبيا رفضت تولي الرئاسة لتبقي بيد الجزائر. ومنذئذ لم يتوقف مسلسل تأجيل القمم، وما يزال مرشحاً للمزيد بحكم الظرفية الراهــــنة. فالقمة التي كان من المقرر تنظيمها في الجزائر في 21 يونيو 2002، أُجِّلت أربعــــة أيام قبل عقدها بناء علي طلب ليـــبي. كما أُجِّلت قمة 23/12/2003 بدورها بناء علي طلب ليبي، لكن هذه المرة إلي آجل غير مسمي ومع فارق بسيط هو نقل رئاسة الاتحاد من الجزائر إلي ليبيا. أما عن أسباب التأجيل فهي عديدة، يمــكن إجمالها ظاهـــرياً في النقاط التالية: ہ النزاع التقليدي بين قطبي الاتحاد ـ المغرب والجزائر ـ من أجل حمل مشعل الزعامة والريادة الإقليمية، والتي ستُحسم ـ بحسب العاصمتين ـ لمن ستؤول إليه كفة الميزان في نزاع الصحراء. ہ رفض ليبيا تسلّم رئاسة الاتحاد وطلبها تأجيل عقد القمة لأكثر من مرة، بدعوي ما وصفته تخلِّي من تعتبرهم شركاءها في الاتحاد عن مناصرتها ومساندتها في مواجهة الحصار الذي فُرض عليها علي خلفية اتهامها بالتورط في حادثة لوكربي، وكذا انصرافها إلي إقامة الاتحاد الإفريقي، وقبله تجمع دول الساحل والصحراء. وإذا كانت كل من تونس ونواكشوط لم تطلبا في أي وقت من الأوقات تأجيل القمة أو تجميد الاتحاد ومؤسساته، فإنهما في المقابل اكتفيتا بدور المتتبع السلبي واللامبالي لتدهور العلاقات بين بعض الأعضاء، ولم تقدما أي مبادرات من شأنها إخراج الاتحاد من النفق المظلم الذي ظل حبيساً له لأكثر من عقد. وهو ما يحيلنا إلي الحديث عن إعطاء المصالح الذاتية الضيقة الأولوية القصوي في أجندة القيادات السياسية للاتحاد علي حساب المصالح الوحدوية. هكذا إذن تجمدت مسيرة اتحاد المغرب العربي خلال العقد الأخير، واتسمت بسياسة الهروب إلي الوراء واللامسؤولية التي انتهجتها قياداته السياسية، التي فضلت المناورة بورقة الغياب المتكرر عن القمم المبرمجة أو التأجيل أو التهديد بتجميد مؤسساته، عوض مجابهة الواقع والجلوس إلي طاولة المفاوضات لتصفية كل المشاكل والنزاعات التي تعترض طريق الاتحاد الميت سريرياً وعضوياً. وهنا لابد لنا أن نسجل ملاحظتين تثيران الاستغراب والدهشة داخل هذا التكتل الإقليمي. أولهما حين هرول الزعماء المغاربيون قاطبة، دون أي استثناء ولو يتيم، إلي تونس للمشاركة في أشغال القمة الأولي لرؤساء دول وحكومات بلدان الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، أو ما أُطلق عليه حوار 5 زائد 5 (الدول الخمس المكوِّنة للمغرب العربي زائد فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا)، ما بين 5 و6 من ديسمبر 2003، في الوقت الذي امتنعوا فيه أكثر من مرة عن اللقاء فيما بينهم. وهو ما يجعلنا نتساءل أتراهم حضروا إلي تونس بناء علي أوامر صادرة من دول الضفة الشمالية للمتوسطي، لمعرفتهم المسبقة بأن رفضــــهم الامتثال لهذا الأمر سيكلِّفهم الكـــثير اقتصاديا وسياسياً، وسيحرمهم امتياز الرضا الأوروبي علي أنظمتهم؟ أم لعـــــل رفضــــهم الحضور إلي القمم المغاربية وحضورهم إلي تونس مرده إلي قناعــتهم أن اجتمــــاعاتهم، كما هو الحال بالنســـبة لاجتماعات القادة العرب، مجرد بروتوكولات وضياع للوقت؟ أما الملاحظة الثانية فتجرُّنا إلي التساؤل عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عجز الدول الخمس، وبشكل خاص المغرب والجزائر من جهة، وموريتانيا وليبيا من جهة ثانية، عن رأب الصدع بينهم وتقليص الهوة التي ما فتئت تباعدهم وتنافرهم، بالرغم من جوارهم الجغرافي وتطابقهم الاجتماعي والثقافي وتقاسمهم الهموم والأحلام والإحباطات نفسها. سنكون أكثر وضوحاً من ذلك، ونتساءل لماذا فشلت هذه البلدان معاً في حل مشاكلها وخلافاتها الثنائية، في الوقت الذي تسارع فيه كل واحدة منهم للظهور بلبوس المساعي الحميدة لحل الإشكالات والنزاعات الإقليمية والدولية في مناطق نائية عنها؟ فموريــــتانيا وليبيا تســـعيان لحل الأزمة المستفحلة بين المغرب والجزائر في الوقت الذي تعجزان فيه عن حل خلافاتهما الثنائية؛ والمغرب والجزائر يسعيان إلي حل الخلاف بين ليبيا وموريتانيا في الوقت الذي أثبتا فيه فشلهما الذريع في تجاوز نزاع ثنائي عمَّرَ أكثر من ثلاثة عقود. نحن لسنا ضد مبدأ المساعي الحميدة لفض الخلافات بين الأشقاء والجيران، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح ألم يكن حرياً بالجزائر العمل علي حل نزاعاتها وخلافاتها الثنائية مع المغرب بدل التهافت علي حل نزاعات وخلافات بعيدة عنها؟ والشيء نفسه ينسحب علي ليبيا وموريتانيا؟ كيــــف ستنجح كل عاصمة في التوفيق بين شركائها المتخاصمين إذا كانت هي نفسها عاجزة ـ أو لعلها غير راغبة ـ في التوصل إلي مصالحة مع غريمتها، وبالتالي كيف لفاقد الشيء أن يعطيه؟ يعلِّق الجميع فشل الاتحاد في التقدم ولو خطوة واحدة في طريق الاندماج والتكامل الاقتصادي الإقليمي علي شَّمَّاعة تردِّي العلاقات المغربية الجزائرية واستمرار نزاع الصحراء كجلطة دماغية تُعيق عمل الخلايا الدماغية الأخري؛ بيد أن الأسباب الحقيقية لهذا الفشل تتجاوز حدود المغرب والجزائر. صحيح أن البلدان معا يشكِّلان النواة الحقيقية لهذا التكتل الإقليمي، كما كانت ألمانيا وفرنسا بالضبط بالنسبة للاتحاد الأوروبي. لكن في المقابل، يجب أن لا نغــــفل معطي جد مهم في هذا السياق، وهو أن عُمْــــر نـــــزاع الصحراء يكبر عُمْر الاتحاد بعقدين، وأنه بالرغم من وجــوده فقد أبصر الاتحاد النور. السبب الحقيقي وراء فشل هذه التجربة الوحدوية مغاربياً يكمن في إحجام قادة الاتحاد عن التعامل بواقعية مع المشاكل المطروحة إقليمياً ودولياً، واكتفائهم بالحديث والتغني بأحلام الوحدة وانتظارهم الحلول الجاهزة والوصفات السحرية. فعلي سبيل المثال، لم يسبق أن كانت الخلافات بين الجزائر والرباط يوما ضمن جدول أعمال القمم المغاربية، كما لم يسبق أن طُرح موضوع الحصار المفروض علي ليبيا داخل هذا المنتدي الإقليمي، كما لم نر أي محاولة جادة من جانب مؤسسات الاتحاد لاحتواء الخلافات الموريتانية الليبية، والتي يبدو أنها ليست مجرد سحابة صيف عابرة. وهو الأمر الذي يحيلنا إلي التساؤل عن الجدوي من اتحاد يقف عاجزاً عن حل الخلافات بين أعضائه. ينضاف إلي ما سلف ما أفرزه السباق المحموم بين الرباط والجزائر علي الظفر بزعامة التكتل، وما ترتب عليه من نتائج علي مستوي العلاقات الثنائية بين بلدان الاتحاد، إذ أصبحنا أمام محورين يسعيان إلي استقطاب الأعضاء الأخرين. هذا دون أن ننسي أن كل بلد من البلدان الأخري المتبقية بات ينظر إلي نفسه كمحور قائم بذاته يكيِّف علاقاته مع شركائه بحسب مصالحه الذاتية وبكثير من البراغماتية الذاتية والسياسية علي حساب التكامل الاقتصادي. كما بات كل عضو داخل الاتحاد يتهافت علي كسب ود واشنطن والتسابق علي الظفر بصفة الحليف المميز لها إقليميا. مللنا من الجلوس في غرفة الانتظار نترقب العصا السحرية التي ستغيِّر واقع الاتحاد وتضـــــخُّ فيه إكسير الحياة، علينا التحرك والكف عن إصدار التصريحات الهوجاء والشعارات الجوفاء. إعادة الحياة إلي اتحاد المغرب العربي تستلزم قبل أي شي صفاء النية من جانب القيادات السياسية وتوافر الإرادة السياسية القمينة بدفع مؤسساته إلي الأمام. علينا أن نقر أن اتحاد المغرب العربي قد بُني علي خطأ، لأنه بُني علي خلل بنيوي تمثل في إخضاع كل مؤسساته لمجلس الرئاسة، الذي يتمتع لوحده بسلطة اتخاذ القرار. علينا أن نستصدر شهادة وفاة لهذا الاتحاد ونقبره إلي الأبد، لنبدأ بجدية في إقامة اتحاد جديد يحاكي النمط المتعارف عليه في الديمقراطيات العريقة. ولما لا تكون تجربة الاتحاد الأوروبي نبراساً يضئ مشروع وحدة مغاربية حقيقية، لا تكون رهنا لأمزجة القادة والدوائر الحاكمة، بل تقوم علي مؤسسات وبرلمانات منتخبة ديمقراطياً، وتكون المجتمعات المدنية فيها شريكاً في اتخاذ القرارات.  

(*) كاتب من المغرب يقيم في قطر banane_filali@hotmail.com

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 

 
 

رحيل عرفات يخلف الأسى في تونس

 

تونس ـ من القاسمي الجمعي:

 

طغت علي الشارع التونسي بشقيه الرسمي والشعبي حالة من الحزن والاسي بعد الاعلان عن وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. فعلي الصعيد الرسمي، قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي ما فتيء يؤكد علي ان القضية الفلسطينية هي قضيته الشخصية ،انه برحيل عرفات فقد أخا عزيزا وزعيما فقد جمعتني به منذ سنوات طويلة أواصر متينة من الأخوة والمودة والتشاور المستمر لما فيه خير ومصلحة الشعب الفلسطيني . واضاف الرئيس بن علي في برقية تعزية وجهها الي روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بالنيابة انه لمس من الرئيس الراحل علي الدوام الثبات علي المبدأ والإخلاص لقضية شعبه وحقوقه والحرص علي تمتين وشائج الاخاء والمحبة بين الشعبين الشقيقين في تونس وفلسطين . واعتبر مصدر رسمي ان الاسي والحزن اللذين عبر عنهما بن علي والحكومة التونسية التي اعلنت رسميا الحداد ثلاثة ايام حزنا علي وفاة الزعيم ياسر عرفات، يعكس في واقع الامر الارتباط الوثيق بين تونس والقضية الفلسطينية والذي تعمد بالدم في اكثر من مناسبة. وبدا الوجوم واضحا في الشارع التونسي، حيث اجمعت الاراء المتنوعة علي ان رحيل عرفات هو خسارة ليس للشعب الفلسطيني فحسب، وانما للامة العربية باعتباره اختزل في شخصه نضالات العرب المتعددة، فيما قطعت الاذاعات المحلية برامجها لتبث القرآن. وترافق هذا الحزن مع نوع من الغضب علي اسرائيل لجهة تحميلها مسؤولية وفاة الزعيم الفلسطيني. وفي هذا السياق قال رشيد خشانة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي (حزب معارض معترف به) ان الشعب التونسي الذي امتزج دمه بالدم الفلسطيني في اكثر من مناسبة داخل فلسطين وفي جنوب لبنان وفي تونس نفسها، عرف عرفات قائدا كبيرا رفض بيع القضية الفلسطينية رغم الضغوط الكبيرة التي تعرض لها. واضاف في تصريح لـ يونايتد برس انترناشيونال ان عرفات قاد مسيرة الثورة الفلسطينية في مختلف المنعطفات، وكانت له مواقف حاسمة تحسب له، لاسيما عندما كانت القضية الفلسطينية علي مرمي حجر من ان تدفن في ما لو قبل بالصفقة الامريكية-الاسرائيلية وانصاع للضغوط التي مورست عليه في كامب ديفيد خلال فترة رئاسة بيل كلنتون . وشدد علي ان غياب عرفات لن يجعل الساحة الفلسطينية مفتوحة امام مشاريع التصفية السياسية، لان المقاومة الفلسطينية ستتواصل من اجل حق العودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .  

(يو بي آي)

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 


 

سويسرا: لا معلومات عن حسابات مصرفية سرية باسم عرفات

 

برن ـ اف ب: اكدت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي امس الخميس انها لا تملك معلومات عن حسابات مصرفية سرية محتملة لياسر عرفات في سويسرا. وخلال مؤتمر صحافي في القصر الفدرالي، اعربت كالمي-راي عن ثقتها بان القطاع المصرفي سيتحلي باليقظة الضرورية في حال ثبت ذلك.وستمثل وزيرة الخارجية بلادها الجمعة في جنازة ياسر عرفات في القاهرة.وكانت سويسرا ومصارفها في الايام الاخيرة موضع تكهنات بشأن اموال فلسطينية واحتمال نقلها عبر حسابات سويسرية. وقال تقرير صندوق النقد الدولي الذي نشر العام الماضي انه تم تحويل 900 مليون دولار بين عامي 1995 و2000 من الميزانية الرئيسية للسلطة الفلسطينية الي حساب مصرفي خاص باسم عرفات. وفي 2003 فتحت فرنسا تحقيقا تمهيديا بشأن تحويل مبالغ مالية كبيرة مجهولة المصدر الي حساب سهي عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل في باريس. وفتحت تحقيقات حول نقل اموال مشبوهة بين مصرف سويسري ومصرفين في باريس هما بي ان بي و اراب بنك . وقد يكون تم تحويل 11.5 مليون يورو الي حسابي سهي عرفات.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 


 

Manifestation de soutien au peuple palestinien réprimée en Tunisie  

     Suite au décès du leader palestinien Yasser Arafat,des militants du mouvement démocratique tunisien comportants des militants  politiques ,associatifs,syndicalistes,artistes et intellectuels,ont appellé à un rassemblelment le vendredi 12 Novembre 2004 à 13h devant le théatre municipal de Tunis.      D’importantes forces de la police ont tôt le matin, investi les lieux et  usé de tous les moyens répressifs pour empêcher ce rassemblement et le disperser.     Mais défiant l’appareil répressif les militantes et les miltants ont défilé le long de l’avenue Habib Bourguiba jusqu’à la place Mohamed Ali siège de l’UGTT;scandant des slogans de soutien au peuple palestinien et au peuple irakien dans leur juste lutte pour la liberté et d’hommage aux martyrs .     Une délégation de la manifestation composée de:                              Jalila Baccar                             Zeineb Farhat                             Naima Hammami                             Abdallah Garram                             Ayachi Hammami                            Chokri Latif  s’est ensuite dirigée vers le consulat de la Palestine pour présenter les condoléonces aux représentants palestiniens.                              La délégation a eu une entrevue avec l’ambassadeur et le consul de Palestine en Tunisie et ont transmis les sentiments d’émotion et de solidarité du peuple palestinien dans sa grande épreuve dans le registre de condoléonces.    Il convient également de signaler que la cérémonie d’hommage au cimetière de hammam-lif abritant les victimes du bombardement sioniste de Hammam-Chatt à la quelle à appelée ce matin la section Radès-Hammam-Lif-Ezzahra  de la LTDH a été également interdite par la police tunisienne.

(Source: Message publie’ par alrazi.21@laposte.net sur la liste du Maghreb des droits de lä homme le 12 novembre 2004)


Communiqué de presse

Montréal, le 11 Novembre 2004

Dans le cadre de la campagne mondiale Halte à la violence faite aux femmes!  la section canadienne-francophone d’Amnistie internationale organise une tournée nationale de conférences avec

Mme Imen Derouiche,

ancienne prisonnière d’opinion tunisienne.

 

Arrêtée arbitrairement en mars 1998 pour ses activités au sein d’un syndicat étudiant en Tunisie, elle fut victime de torture et de viol durant des interrogatoires qui auront duré plus d’une dizaine de jours. Au terme d’un procès inique durant lequel le juge, alléguant l’immoralité de ses propos, a refusé d’entendre son témoignage à propos des mauvais traitements qu’elle aurait subit; elle sera condamnée à purger une peine de 17 mois d’emprisonnement à la Manouba, la prison pour femmes de Tunis. 

Remise en liberté en août 1999 à la suite de fortes pressions internationales, interdite de travail, son inscription à l’université de Tunis refusée, sous forte surveillance policière; elle sera finalement contrainte de quitter le pays et s’installera en France en octobre 2000.

Aujourd’hui membre du Conseil national pour les libertés en Tunisie et de l’Association tunisienne des femmes démocrates, elle travaille à mettre sur pied un réseau euro-méditerranéen de la jeunesse citoyenne pour la défense des droits fondamentaux.

Elle sera parmi nous pour nous entretenir de son expérience et répondre à nos questions sur la situation des droits de la personne en Tunisie.

Horaire des activités

 

Dates

Heure

Lieu

Mardi  16/11

19h00

Université de Gatineau, local D-0445

Merc. 17/11

12h00

Université de Gatineau, local B-1210

Vend. 19/11

12h00

Université du Québec à Montréal, local RM-110

Lundi 22/11

11h30

Université Laval, pavillon De Koninck, local 3-B

Mardi 23/11

16h30

Université de Sherbrooke, pavillon central, agora du carrefour de l’information

Jeudi 25/11

12h00

Université de Montréal, local à confirmer

 

Pour toutes informations, contactez :

Valérie Guilloteau,

Coordonatrice-Tunisie de la section canadienne-francophone d’Amnistie internationale 

vguilloteau@amnistie.qc.ca

http://www.kataba.go.to

Téléphone : (418) 834-9231


Inscription des ONG au SMSI   L’Union Internationale des Télécommunications vient de publier un communiqué important dans lequel elle invite toutes les organisations non gouvernementales (ONG), les organismes de la Société civile et les entités du secteur privé qui souhaitent participer à la PrepCom-2 de la Phase de Tunis du Sommet mondial de la Société de l’information et le reste du processus et qui n’ont pas encore été accrédités, à remplir une demande d’accréditation et la faire parvenir au Secrétariat exécutif avant le 6 janvier 2005.

 

Toutes les entités accréditées lors de la première phase du Sommet restent accréditées pour la seconde phase. On rappelle que la PrepCom 2 doit avoir lieu à Tunis du 17 au 25 février 2005 et que les inscriptions se font sur Internet à l’adresse :

 www.itu.int/wsis/participation/accreditation/index-fr.html.

 

(Source: Réalités N°985 du 11 novembre 2004)

 

COMMENT CELEBRER LE 07 NOVEMBRE EN TOUTE DISCRETION

 

L’ ambassadeur du Royaume de Tunisie à Washington a invité les membres de la communauté pour célébrer le triste anniversaire du 7 novembre le lundi 8 novembre garantissant ainsi un minimum de personnes présentes vu que la majorité travaille et qu’il serait  impossible de se présenter à l’heure de rupture du jeune et de trouver du parking en plein centre ville à une heure de pointe.

Pourquoi pas le 7? pourquoi pas le dimanche?!! Quel con, quel salaud! »

 

Observateur


 

 

Tunisie : Un journaliste emprisonné  

A peine la trêve électorale achevée, le régime tunisien a repris sa politique répressive à l’endroit de ses opposants. ہ défaut d’une ouverture politique, l’on s’attendait à ce que le président Ben Ali, réélu confortablement (94 %), consente à laisser s’exprimer un tant soit peu librement l’opposition tunisienne. Il n’en est rien.

 

Sûr de ses soutiens extérieurs, notamment de la France de Jacques Chirac, le président Ben Ali a débuté son quatrième mandat par un nouveau coup de force contre les démocrates tunisiens. Arrêté le 22 septembre, Jalal Zoghlami, fondateur et rédacteur en chef du journal en ligne Kaws el Karama (l’Arc de la dignité), frère de Taoufik Ben Brik, a été condamné le 4 novembre à huit mois de prison ferme. Motif de ce jugement sévère : le journaliste a été condamné pour « destruction de biens d’autrui » !

 

En vérité, l’arrestation du journaliste a été délibérément provoquée. Il a été victime ainsi que l’un de ses frères d’une agression par des policiers tunisiens dans un café situé dans le centre-ville de Tunis. Une affaire qui a tout l’air d’une cabale politico-judiciaire montée de toutes pièces pour faire taire Jalal Zoghlami.

 

Selon les ONG tunisiennes de défense des droits de l’homme, l’objectif visé par les commanditaires de cette provocation était de l’empêcher de s’exprimer durant la campagne électorale présidentielle.

 

Pour mémoire, Jalal Zoghlami est rentré durant l’été en Tunisie après un séjour de deux ans en France. Il motivait sa décision par le fait qu’il serait plus utile en Tunisie qu’à l’étranger dans le difficile combat des démocrates tunisiens pour les libertés et la démocratie.

 

Plusieurs ONG tunisiennes ont dénoncé ce nouveau coup de force du régime tunisien et réclament la liberté sans condition du journaliste.

 

H. Z. –

 

(Source : le journal français « L’Humanité” du 12 novembre 2004)


 

La vraie histoire d’Ismail Sahbani et les leçons à tirer !!!

Abdo Maalaoui

Montréal, Canada

maalaoui@yahoo.com

 

Tout le monde sait que : Ismail Sahbani, membre du RCD a anéanti le syndicalisme en Tunisie. Ce dernier a de la difficulté de se remettre sur ses pieds. Sahbani était plus puissant que le Ministre du Travail, il accédait directement au palais de Carthage. Il se prenait pour un petit Pharaon. Il le disait lui-même qu’il est devenu «le maître incontesté après le Boss -El Maalam».

 

Nous sommes nés dans le même patelin, Ismail Sahbani est issu de parents modestes et très honnêtes. Pourtant le fiston est un  raté de la famille, il a de la difficulté de finir sa scolarité, il s’est réfugié «pour étudier  au collège» à Menzel Bourguiba, fainéant et petit bandit, il s’est lustré par la force de ses bras au sein de l’UGTT. Alcoolique de longue date et coureur de jupons, il est devenu l’ennemi juré des islamiste et de la vertu.

 

Aujourd’hui, il s’est minablement retiré. Le connaissant, je suis convaincu qu’il est en train de mijoter et de combiner dans le silence sa prochaine grande ENTRÉE politique grace à « ses fidèles amis » du RCD.  Ses malheurs ne sont pas finis, l’ancien «fier à bras et grand mafioso» du syndicalisme tunisien Ismail Sahbani est encore poursuivi pour extorsion des biens du syndicat.

 

Pourtant, il a servi comme un nègre la Machine du RCD à partir de 1987  pour créer un équilibre politico-stratégique avec un autre «Nabab» du milieu des affaires «Hédi Jilani» appui par « les barons des affaires en Tunisie » qui n’acceptaientt pas que Ben Ali prenait le pouvoir. Durant des années, Hédi Jilani n’avait confiance à personne, il a utilisé les gens d’affaires pour être servi, il a appris à bluffer et à coexister pacifiquement  avec les  nouveaux maîtres de la Tunisie (les technocrates et les gens du Palais de Carthage). 

Notre cher Hédi Jilani élu, réélu  presque à vie  au sein de l’UTICA, il faisait le chantage à la Tunisie parce qu’il a des « faux liens » avec les Allemands, les italiens et quelque pervers hommes d’affaires  européens que la Loi 72 par la suite la Loi 1981 leurs permettaient l’exploitation des jeunes filles et des généreux avantages fiscaux. 

 

Une fois que les alliances de sang ont été scellées par les liens des mariages croisés entre la famille présidentielle et la famille «Carthaginoise», ce qui a permit à Lady Laila de s’approcher de l’Aristocratie tunisoise et d’injecter un peu du sang noble dans sa famille.

 

Les magiciens du Pouvoir ont saisi la première occasion pour se débarrasser  rapidement d’Ismail Sahbani parce qu’ils connaissaient sa dangerosité  s’ils lui donnaient plus de temps. Les magiciens du Pouvoir n’ont pas voulu prendre de chance, ils l’ont donné un «knock-Out»  à la  première round.

 

Tout le monde connaît le reste de l’histoire : humiliation, prison, accusation de vol, falsification, détournement, etc… pourtant pendant des années et des années aucun expert comptable n’a osé sonner l’alarme. Ce n’est pas une centaine de dinars, ce sont des millions de dinars complètement extorqués en plein jour avec des papiers légalement signés. La Justice tunisienne a encore bâclé l’enquête par peur que les tunisiens  découvrent la  triste vérité et apprennent à revendiquer…. 

 

Ismail Sahbani est devenu très puissant politiquement et physiquement, les gens avaient peur de lui et personne n’osait l’affronter, il était capable de nommer des gens dans n’importe quel poste du gouvernement ou de démolir n’importe quel fonctionnaire ou employé ou dirigeant d’entreprise. J’en ai plein d’exemples concrets que je pourrais relater !!!

 

Depuis 1987 Ismail Sahbani a complètement bousillé les structures syndicales, il a même fait emprisonner certain de ses collègues, c’est du jamais vu sauf en Tunisie.

 

Aujourd’hui il est entrain de payer la facture en long et en large. J’espère que l’Opposition tunisienne aura la mémoire longue pour qu’un jour elle puisse traîner  ces barons qui sont entrain de dilapider l’argent durement gagné par les honnêtes  citoyens tunisiens.

 

C’est le rôle de l’opposition d’exiger au gouvernement et au Parti au pouvoir (RCD) :

1-     L’indépendance totale  de la Cour des comptes ;

2-     La mise en œuvre d’une Commission d’enquête autonome qui fera la lumière sur le blanchissement des argents sales, des détournements de fonds publics et privés, des trafics d’influences, des commissions occultent et illégales venant des appels d’offre nationaux et internationaux, de l’appropriation illégale des biens de l’État, etc…

3-     La nomination du Juge Yahyaoui qui dirigera  une équipe d’enquêteurs intègres et chevronnés comme lui, qui seront  formés afin de traquer ceux qui sont entrain de voler en plein jour les biens de la Tunisie, pour les  juger en toute équité.

 

Extrêmement grave : Ce que la très grande majorité des  tunisiens ne savent pas :Aujourd’hui en 2004, chaque localité, chaque région de la Tunisie  est gérée et terrorisée par  des petits SAHBANI, en plus ils sont membres actifs du RCD, les gens ont la frousse de parler.

 

Ismail Sahbani n’est que le maillon faible de la grande chaîne de la corruption et l’extorsion. Nous les opposants :   Notre devoir est de continuer de dénoncer ces méfaits selon nos moyens parce que nous adorons – sans aucun intérêt –  notre beau pays : la Tunisie. 


La Fondation Temimi pour la Recherche Scientifique et l’Information,

 

&

 

La Fondation Konrad Adenauer en Tunisie

et en Algérie

 

organisent

 

Le 15ème Forum de la Pensée Contemporaine sur:

L’avenir de la censure dans le monde arabe et les défis de la mondialisation

 

 

Fondation Temimi – Tunis

24.25.26 novembre 2004

 

*  *  *  *

Adresse de la Fondation : Immeuble Al-Imtiaz – Centre Urbain Nord Charguia- Cité El-Khadra- Tunis  1003

Tél.   (00216) 71 231 444 /(00216)  71 751 164

fax   :(00216)  71 236 677

E. Mail : temimi.fond@gnet.tn

Internet: www.refer.org/fondationtemimi (en français)

www.temimi.org (en arabe)

 

La Censure dans les pays arabes entre la légitimité et l’illégal

 

Prof. Abdeljelil Temimi

 

Toutes les nations, développées ou en voie de développement, pratiquent la censure, à différents degrés.

Les récents événements sur la scène du Moyen Orient confirment la pratique d’une censure poussée, avec un non-respect aux règles de la déontologie de ce dossier.

La question est de savoir où nous pouvons positionner les systèmes des pays arabes dans leur pratique de la censure sur les peuples et les élites arabes ?

Un simple regard sur ce malheureux phénomène dans les pays arabes, peut nous rendre compte de la gravité de son évolution spectaculaire, jour après jour, quant à sa pratique dégradante par les systèmes politiques des pays arabes, toutes tendances confondues, qu’elles soient religieuses ou partisanes où leurs intérêts convergent réciproquement, ce qui a pour résultat de caricaturer nos élites et nos peuples, et de ternir notre image à l’étranger et ce au point de faire douter de notre intelligence et de nos capacités intellectuelles d’innovation et de créativité …

Conscient de la délicate situation et de la nécessité de traiter ces problématiques, et eu égard à la profonde expérience des uns, durant plus de quarante ans, nous nous sommes décidés pour la troisième fois à traiter de l’avenir de la censure dans les pays arabes, où nous parlerons longuement des implications et des défis de la mondialisation de la censure.

Si les pays arabes aujourd’hui, pratiquent une censure intellectuelle et politique, sans état d’âme, ni intelligence, avec agressivité et mépris pour l’intelligence de leurs élites, nous rappelons ici que la mondialisation de cette censure constitue le danger qui nous guette dans l’avenir et menace les systèmes politiques arabes eux-mêmes ; que les censeurs soient conscients de ce danger …

Nous avons invité, pour ce congrès des chercheurs arabes qui ont suivi, de très près les effets pervers de ce dégradant phénomène qu’est la censure intellectuelle et scientifique ; d’ailleurs nous comptons mener un dialogue profond, d’interchange sur ce dossier pour contribuer à approfondir les valeurs de ce dialogue responsable entre nous tous.

***

Je remercie donc tous les collègues qui ont répondu favorablement à notre appel pour prendre part à ce 15ème congrès du Forum de la Pensée Contemporaine ; nos remerciements s’adressent également à la Fondation Konrad Adenauer et à son Représentant à Tunis et en Algérie, Dr. Hardy Ostry, spécialiste du dialogue islamo-chrétien, qui nous a soutenu et apporté son concours pour inviter cette élite arabe et promouvoir véritablement le partenariat scientifique euro-arabe.

Les délibérations de notre congrès se dérouleront, pour la première fois, au sein du nouveau local de la Fondation à Tunis, où nous souhaitons poursuivre la mission que nous nous sommes assignée depuis dix-huit ans, au service de la recherche en sciences humaines, dans la dignité, la transparence avec nos convictions et principes ; souhaitons que ce congrès soit couronné de succès scientifique .

 

Tunis le 31/10/2004                                             A.T

 

* * *

 

 

 

Programme :

 

 

Mardi 23 novembre 2004

 

Arrivée des participants à l’Hôtel Ibn Khaldoun à Tunis – La Fayette

 

 

 

 

9.30-10.30

Mercredi 24 novembre 2004

Séance inaugurale du Nouveau Local de la Fondation au Centre Urbain Nord-Charguia (Face à l’INSAT) – 1003 Cité El-Khadra – Tunis

 

9.30-10.00 :

 

– Allocution du Prof. Abdeljelil Temimi (en arabe et en français).

10.00-10.15

– Allocution de M. Francis Dubois, Représentant des Nations Unies à Tunis sur les Fondations de recherches privées dans le monde arabe

10.15-10.30

 

– Allocutions du Dr. Hardy Ostry, Directeur de la Fondation Konrad Adenauer sur l’importance du partenariat scientifique euro-arabe

10.30-11.00

– Réception

 

* * *

11.00-13.30

1ère séance scientifique

11.00-11.20

– Allocution du Prof. Abdeljelil Temimi (en arabe et en français).

11.20-11.30

– Allocution du Dr. Hardy Ostry, Directeur de la Fondation Konrad Adenauer à Tunis

11.30-11.40

– Allocution du Prof. Mohamed Larbi Messari au nom des participants.

11.40-13.30

2ème séance scientifique

11.45-12.45

Conférence Key-note du Prof. Mohamed Larbi Messari

12.45-13.30

Discussion

13.30-15.00

– Déjeuner.

15.00-17.00

3ème séance scientifique

17.00-17.30

– Pause

17.30-19.50

4ème séance scientifique

20.00

– Retour à l’Hôtel Ibn Khaldoun

 

 

Jeudi 25 novembre 2004

 

9.00-11.00

 

5ème séance scientifique

11.00-11.30

– Pause

11.30-13.30

6ème séance scientifique

13.30-15.00

Déjeuner

15.00-17.00

7ème séance scientifique

17.00-17.30

– Pause

17.30-19.30

8ème séance scientifique

 

Dialogue ouvert sur : Les défis de la mondialisation de la censure et son impact sur  le monde arabe

19.30

Retour à l’Hôtel

 

 

Vendredi 26 novembre 2004

 

09.00-11.00

 

9ème  séance scientifique

10.30-11.30

Pause

 

10ème séance scientifique

11.30-13.00

Lecture du rapport final

13.00-15.00

Déjeuner

 

Liste des participants

 

– Abdelghani , Mustapha (Journal Al-Ahram – Egypte)

“L’avenir de la censure du texte arabe contemporain : La censure et Internet”

– Al-Bacha , Fayza (Uvi. Fateh – Tripoli)

“La censure populaire en Libye, Etat et défis”

– Albayati, Yaas Khodaier (Faculty of Information , Mass Communication & Public Relations, Ajman  – Emirats Arabes Unis)

“La censure dans les moyens d’information et les défis de la mondialisation”

– Ben Attou, Ben Aoun, (Univ. Sidi Bel Abbès )

“La légitimité de l’information entre pouvoir de la censure et authenticité de l’Internet »

Bounenni, Bassem (Doctorant à la Sorbonne – Paris)

«La censure dans la recherche scientifique : est-il possible de travailler sur Israel dans le Monde arabe ? »

Daher, Massoud (Université Libanaise- Beyrouth)

«L’intellectuel arabe entre la censure de l’Etat et l’autocensure »

Dakuki, Ibrahim (Vienne et Bagdad)

«The Misty Propaganda is an International Control on Individuals & Society »

El-Ghoul, Yahya (Faculté des Sciences Humaines et Sociales, Tunis)

« Vers la mondialisation de la censure »

El-Moumni, Nadir (Faculté des Sciences Juridiques, Economiques et Sociales – Rabat)

«La contestation et la censure dans le monde virtuel : cas du Groupe de Justice et Bienfaisance au Maroc »

Gdoura, Wahid (Institut Supérieur de Documentation – Tunis)

« L’Internet et les bibliothèques entre la liberté d’_expression et la censure »

Guessoumi, Mouldi (chercheur – Tunis)

«De la censure à la gestion ou évolution des mécanismes du pouvoir dans la société »

– Haddad, Mohamed (Faculté des Lettres, La Manouba)

– Hajji, Lotfi (journaliste) & Khechana, Rachid (Journal Al-Hayat – )

« La censure et nouvelles technologies de communications dans les pays arabes »

– Jdey, Ahmed (Faculté des Lettres de Sousse)

« Le monde arabe, la censure et la mondialisation : enjeux et risques de dérapage »

– Kssibi, Ahmed (Institut Supérieur de Documentation – Tunis)

« Le dépôt légal et la problématique de la censure : le code de la presse en Tunisie comme exemple »

– Kraiem, Mustapha (Université de Tunis)

– Mahjoubi, Ali (Faculté des Sciences Humaines et Sociales-Tunis)

« Censure, démocratie et développement »

– Medjaoud, Mohamed (Université Jilali Lyabès, Sidi Bel Abbès-Algérie)

« L’histoire de la révolution, censure et démocratie »

– Mekehli, Mohamed (Université Jilali Lyabès, Sidi Bel Abbès-Algérie)

«La Censure : un essai de faire revivre le rôle de l’Etat : l’identité comme exemple »

– Messari, Mohamed Larbi (Ancien Ministre et Ambassadeur – Maroc)

“La censure au Maroc : perturbation et entrecoupement des lignes rouges à cause de l’ingéniosité des créateurs et le climat international”

– Snoussi, Salah (Faculté des Sciences  Economiques et Politiques – Benghazi-Libye)

« L’individu arabe entre le système de censure et la révolution des communications »

– Ouannès, Monscef (Faculté des Sciences Humaines et Sociales de Tunis)

« La censure et l’écriture de l’histoire : cas pratiques de l’histoire de la Libye contemporaine »

– Temimi, Abdeljelil :

«La censure entre la ligitimité et l’illégal : la Tunisie comme exemple»

– Zamiti, Khalil (Univ. de Tunis)

“L’avenir est aux pouvoirs sachant censure sans censure »”

* * *

 

Publications de la Fondation en Sciences Humaines

 

1 – Actes du Premier Congrès sur le Rôle des institutions de recherche en sciences humaines et sociales dans les pays arabes et en Turquie, 228 p. (en français), 356 p. (en arabe), Fondation Temimi et Fondation K. Adenauer, Zaghouan-Tunis, Octobre, 1995, ISBN 9973-719-51-4.

2 – Actes du IIe Congrès sur la Méthodologie occidentale en Sciences Humaines et Sociales sur les Pays Arabes et la Turquie, 660 p., (en arabe, anglais et français), Zaghouan, Novembre, 1996, ISBN 9973-719-57-3.

3 – Actes du IIIe congrès sur La coopération scientifique entre l’Europe, le monde arabe et la Turquie en sciences humaines et sociales, 292 p. (en français, arabe et anglais), Zaghouan, Janvier, 1998, ISBN 9973-719-72-7.

4 – Actes du IVe congrès sur La crise de la recherche scientifique et la fuite des cerveaux dans le Monde Arabe et en Turquie, 308 p, Zaghouan, Février 1999, ISBN 9973-32-033-6.

5 – A. Temimi, Crise de la recherche en sciences humaines en Tunisie et dans les pays arabes, 194 p (en français et arabe), Octobre 1999, ISBN 9973-719-90-5.

6 – Actes du Ve congrès sur la Liberté d’_expression et la production du savoir dans les universités et les centres de recherche arabes, 328 p, Zaghouan, Avril 2000.

7 – Actes du Colloque tenu à la F.S.H.S-Tunis I, sur l’Histoire sociale et informatique : Problèmes de méthode et applications thématiques, études réunies par Abdelhamid Hénia, 204 p. (en français avec des résumés en arabe), Zaghouan, Juin 1997, ISBN 9973-719-96-4.

8 – A. Temimi, – Histoire générale des Arabes entre ambitions et échecs, 226p, Zaghouan, Décembre 1999, ISBN 9973-719-93-X.

9 – Actes du VIe congrès sur Les élites au Maghreb, 510p (en français et arabe), mai 2002, ISBN 9973-719-59-X.

10 – Actes du VII et VIII congrès sur La censure intellectuelle dans les pays arabes (1952-2000) qui paraîtra prochainement dans un pays arabe du Moyen Orient.

 

(Source : Info diffusée par la Fondation Temimi, le 12 novembre 2004)


 

Microsoft lance un nouveau moteur de recherche face à Google et Yahoo

 

Pour offrir aux internautes les résultats de recherche les plus pertinents, Microsoft assure qu’il balaiera « plus de cinq milliards » de pages Web.

Microsoft a lancé, jeudi 11 novembre, son propre moteur de recherche sur l’Internet, signant une arrivée très attendue sur un marché dominé par Google et Yahoo.

Le numéro un mondial des logiciels a annoncé que sa nouvelle application, MSN Search, était désormais accessible en onze langues et dans environ 25 pays d’Amérique du Nord, d’Asie et d’Europe, dont la France, la Belgique et la Suisse.

Il s’agit dans un premier temps d’une version expérimentale (http://beta.search.msn.com) que Microsoft pourra éventuellement améliorer.

« La sortie de notre version bêta est un pas énorme pour parvenir à fournir aux consommateurs l’information qu’ils recherchent en ligne, plus rapidement », a indiqué Yusuf Mehdi, dirigeant du portail Internet MSN.

Pour offrir aux internautes les résultats de recherche les plus pertinents, Microsoft assure qu’il balaiera « plus de cinq milliards » de pages Web.

La réplique de Google n’a pas tardé. Jeudi, le site google.com affichait fièrement sur sa page d’accueil que « plus de huit milliards de pages » sont désormais balayées. L’index du moteur le plus populaire au monde « a presque doublé », précisait-on chez Google.

 

NOUVELLE ALTERNATIVE

 

Cette mention, a indiqué un porte-parole de Google, est apparue sur le site vers 3 heures, au moment même où Microsoft levait le voile sur les capacités de son outil. « Loin d’être celui qui va tuer Google, MSN Search est au lieu de ça une nouvelle alternative bienvenue pour la recherche, et un catalyseur pour susciter des améliorations et d’autres innovations chez les concurrents », a commenté Chris Sherman, du site spécialisé searchenginewatch.com.

Selon lui, l’outil de Microsoft est globalement comparable à Google et Yahoo et les résultats des recherches semblent à première vue tout aussi pertinents.

Le nouvel outil de Microsoft propose des recherches par thèmes, orientant sur des sites d’information, dans les pages d’un dictionnaire ou d’une encyclopédie maison, ou chez des commerçants en ligne si le mot cherché correspond à un désir d’achat.

Il est d’ailleurs lancé « juste à temps pour la saison du shopping en ligne pour les fêtes », a souligné Scott Kessler, de l’agence de notation Standard and Poor’s (SP).

La fonction « search » existait déjà sur MSN mais ne se présentait pas sur une page autonome du portail, avec un accueil simplifié comme chez Google. Les outils de recherche étaient moins puissants et les modes d’interrogation moins nombreux que ceux désormais offerts, affirme Microsoft.

MSN Search était le troisième moteur le plus utilisé après Google et Yahoo. Il devrait conserver ce classement, a ajouté M. Kessler, qui ne prédit « pas d’impact matériel à court terme » sur les résultats des deux leaders.

Les concurrents « qui vont le plus perdre », selon l’analyste de SP, sont les moteurs à la moindre notoriété comme ceux d’AOL (groupe Time Warner) ou d’Ask Jeeves (www.ask.com).

« Ce sera de plus en plus difficile pour les petites entreprises de venir jouer dans la cour des grands », a renchéri un autre expert du secteur.

D’autres commentaires se focalisaient jeudi sur le franchissement d’un nouveau seuil dans la « bataille du Web », commencée dans les années 1990 dans le domaine des logiciels de navigation.

Comme le navigateur Netscape au milieu des années 1990, Google a prouvé que le système Windows n’était pas un passage obligé pour dénicher de l’information sur la Toile, a souligné Joe Wilcox, du cabinet d’études Jupiter Research.

Selon certains analystes, le risque, à terme, est que Microsoft lie sa fonction « search » à l’ultra-dominant Windows comme il l’a fait par le passé avec son navigateur Explorer, parvenant à étouffer Netscape.

 

Avec AFP

 

(Source: www.lemonde.fr, le 12 novembre 2004)

 


Née d’une religion au nom de laquelle des saloperies se font,

 

jeudi 2 septembre 2004 par Ninidra

 

Je me suis toujours proclamée athée. Dieu n’existe pas, il n y a que l’homme face à sa bêtise. Mais avec le temps, les choses changent. Les certitudes face à la déraison. Ce sentiment qu’Il est là. Cette présence que je ne peux chasser…

NON Dieu n’existe pas… peut-on alors en vouloir à celui qui n’existe pas… parce que moi, Dieu je lui en veux tellement…

Ce dilemme en moi est terrible. J’oscille entre haine et peur… parce que voyez vous quand on naît musulman on est conditionnée pour une chose et une seule : avoir peur de Lui. Lui, le tout puissant, sait tout, voit tout et à qui rien n’échappe. Pourquoi laisse-t-Il faire ça alors ? se demandait la petite fille en moi. Pourquoi me surveille-t-Il alors qu’Il a peuplé la terre de fous… A moins qu’Il ne les a rendu fou plus tard.

Mon malheur est que je ne peux pas arrêter de « croire » qu’Il existe. Mes réflexes, mes pensées, mes craintes sont emplis de Lui. Mais je ne peux croire en Lui.

Je suis athée.

Ambivalente direz-vous ? Oui et ce qui me sauve c’est que, aujourd’hui je le sais. En moi, se bat la petite fille qui devait craindre Dieu, sinon elle grillerait en enfer avec la femme qui sait que le voile n’a pas été inventé par Dieu [Les Syriens avait l’habitude de voiler leur femmes du temps des pharaons, afin de les préserver des regards des hommes].

Comment voulez-vous que je ne sois pas ambivalente quand je dois « obéissance » et « soumission » à l’homme et travailler aussi dur que lui. Comment faire ces 5 prières si je vais à l’école ? Pourquoi les faire ? Pourquoi ne devrais-je pas manger du porc, alors que je peux manger du mouton ?

Situation aliénante. Sociétés aliénées.

Comment demander à nos jeunes de réconcilier école et Coran. Soyons franc, leurs enseignements est bien souvent contradictoire ! Comment concilier vie moderne et sunna ? Comment concilier Loi et Charria ? et surtout qui croire ?

Si tu t’écarte de Son chemin, gares à toi !

Je suis athée. Je ne Le crains pas.

Vous me direz la Charria est le fait des Hommes. Le Coran n’est pas un Livre de Loi. Parfait ! Je fais quoi moi ? Je prend un prêt hypothécaire à 6.5% ? ou je risque de griller en enfer ? Et c’est quoi cette manie de vouloir me griller pour un oui pour un non ?

Oublions la peur. Ma religion n’est pas que peur. Tout bon croyant sera récompensé. Donc si je reconnaît Dieu, prie, jeûne, et paye Ezzaket, je serais récompensée dans une autre vie ? Oui. Si je tue un autre être humain parce que c’est un mauvais croyant ? …

Je suis athée. Je ne Le crains pas. Je Lui en veux.

Parce que dans leurs folies, Bush , Sharon et Sadr adorent le même Dieu. Parce que dans Sa folie, Il a fait trois religions. A moins que… Je ne sais plus… Je ne sais pas… Je n’ai jamais su…

Je ne sais pas qui Il est mais je sais qui Je suis. Je suis une athée avec des réflexes de croyants. Résultat : je lui en veux tellement…

 

(Source : http://cyrus.physique.usherb.ca/~dbouchih/article.php3?id_article=34

 

Ninidra

Tunisienne marié à un Français et maman d’une petite canadienne. Je suis étudiante au doctorat à l’Université de Sherbrooke.


 

قراءة في التحوير الوزاري

 

تونس – الصباح أدخل الرئيس زين العابدين بن علي أمس تعديلا واسعا على تركيبة الحكومة يبدو من خلال القراءة الاولية له وجود جوانب سياسية عديدة فيه، من بينها بدء تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة بنقاطه الـ21… وتشبيب الطاقم الحكومي والاعتماد أكثر على حاملي الشهائد العليا والخبراء وخريجي كبرى الجامعات الاوروبية والامريكية.. وتخصيص وزارة للتكنولوجيا… وترفيع عدد النساء الاعضاء في الحكومة من 4 الى 7 للمرة الاولى في تاريخ تونس فماذا يميز الفريق الحكومي الجديد؟ وماهي أهم الملاحظات الأولية التي يمكن التوقف عندها؟

 

لابد من الاشارة أولا الى ان رئيس الدولة جدد من خلال التحوير الثقة في الوزير الاول السيد محمد الغنوشي وفي عدد من كبار المسؤولين و الوزراء الذين احتفظوا بنفس الحقيبة لاسيما السادة عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية… وعياض الودرني الوزير مدير الديوان الرئاسي، والبشير التكاري وزير العدل ومحمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي ورضا قريرة وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية وعبد الله الكعبي وزير الشباب والرياضة، ومحمد رشيد كشيش وزير المالية، ومنذر الزنايدي وزير التجارة والصناعات التقليدية، والشاذلي العروسي وزير التشغيل والإدماج المهني للشباب، والحبيب الحداد وزير الفلاحة…

حقائب جديدة

كما تم تجديد الثقة في بعض أعضاء الحكومة مع تكليفهم بحقائب جديدة لاسيما السادة  الهادي مهني الذي انتقل من الداخلية الى الدفاع وعبد الرحيم الزواري الذي انتقل من السياحة الى النقل وعبد الباقي الهرماسي الذي انتقل من الثقافة الى الشؤون  الخارجية  وكمال ساسي الذي انتقل بمثل خطته من وزارة الثقافة والشباب والرياضة والتربية البدنية مكلفا بالشباب…

في نفس الوقت كلفت شخصيات وطنية لأول مرة بحقائب وزارية مثل السادة التيجاني الحداد رئيس اللجنة السياسية في مجلس النواب، ومحمد العزيز بن عاشور الاطار المعروف في الاوساط الثقافية الوطنية لاسيما في قطاع صيانة التراث

كما دخل الحكومة لأول مرة السيد صلاح الدين الجمالي سفير تونس في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية الذي عين كاتب دولة للخارجية، وبذلك تم ترفيع عدد كتاب الدولة في وزارة الخارجية الى ثلاثة… بعد تجديد الثقة في السيد حاتم بن سالم والسيدة  سيدة الشتيوي… بما يكشف اهتماما رئاسيا متزايدا بملف السياسة الخارجية وصورة تونس على الساحة الدولية…

وزارات سياسية

ومن بين الجوانب السياسية في هذا التحويرالاول من نوعه منذ انتخابات اكتوبر، أنه شمل في نفس الوقت الوزارات السياسية أي الخارجية  والداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي وعددا من الوزارات الفنية والاقتصادية مثل النقل والمواصلات والسياحة.

وقد عين الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزيرالثقافة  وعالم الاجتماع المعروف على الصعيد الدولي وزيرا جديدا للخارجية خلفا للسيد الحبيب بن يحيى الذي يشغل هذه الخطة منذ مطلع العشرية الماضية بعد عقود من تحمل المسؤوليات الديبلوماسية منها رئاسة البعثات الديبلوماسية التونسية في واشنطن وطوكيو وكاتب دولة للخارجية .

وقد سبق للدكتور عبد الباقي الهرماسي أن كلف بمهمة ديبلوماسية في باريس كرئيس للبعثة التونسية لدى اليونسكو ـ المنظمة الاممية للتربية والثقافة والعلوم _ و الهرماسي مثقف مستقل له كتابات علمية باللغات  العربية والفرنسية والانقليزية، وهو وزير ليس عضوا في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي ولاينتمي الى هياكل التجمع… 

مغادرة

 كما أسفر هذا التحويرعن مغادرة عدد من الوزراء البارزين والاعضاء في الديوان السياسي في التجمع الدستوري الديمقراطي للحكومة هم السادة الحبيب بن يحيى وزير الخارجية ـ ووزير الدفاع سابقا- والصادق شعبان وزير التعليم العالي، والصادق رابح وزير النقل والمواصلات  ووزير الاقتصاد والفلاحة سابقا والشاذلي النفاتي وزير الشؤون الاجتماعية الذي سبق أن كلف بحقائب الداخلية والعدل ورئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والأمانة العامة للتجمع الدستوري الديمقراطي.

كما كان من أبرز المغادرين السيد الدالي الجازي وزير الدفاع ـ الذي كلف سابقا بالتعليم العالي والصحة ورئاسة الهيئة العليا للمحاسبات ـ وكان الجازي دخل الحكومة  وحزب التجمع الدستوري مباشرة  بعد التغيير، بعد عشريتين من النضال في المعارضة والجمعيات المستقلة لاسيما في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين…

 مستشارون سابقون

وتتضمن التشكيلة الجديدة للحكومة  عددا من السادة  المستشارين في رئاسة الجمهورية الذين كلفوا بحقائب وزارية هم السادة رفيق الحاج قاسم المستشار السياسي الذي عين وزيرا للداخلية، وزهير المظفر رئيس مؤسسة الدراسات الاستراتيجية الذي عين وزيرا معتمدا لدى الوزير الاول  مكلفا بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية…

فيما كلف كتاب دولة ومستشارون سابقون في الدواوين الوزارية بحقائب وزارية مثل السيد صلاح الدين كشريد ـ الملحق بديوان وزير الشؤون الاجتماعية سابقا والمدير العام للصندوق القومي للتضامن الاجتماعي ـ الذي عين وزيرا للصحة… وعينت السيدة سميرة خياش وزيرة للتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية و خديجة الغرياني و سارة جراية كاتبة دولة لدى وزيرة المرأة  السيدة سلوى العياشي اللبان التي ارتقت بدورها لأول مرة الى مرتبة وزيرة

وزراء شباب

ومن أبرز ملامح  هذاالتحوير الوزاري تشبيب الحكومة وترفيع عدد حاملي الشهائد الجامعية العليا…  وتسمية خبراء من حاملي الشهائد من كبرى  الجامعات الأوروبية والامريكية، مثل السادة منتصر وايلي الذي تمت ترقيته من كاتب دولة الى وزير للمواصلات، و كمال العيادي رئيس الهيئة الوطنية للاتصالات ورئيس الاتحاد العالمي للمهندسين الذي عين كاتب دولة لدى وزير التجهيز  , والسيدة خديجة الغرياني التي عينت كاتبة دولة لدى وزير تكنولوجيا الاتصال، والدكتور الازهر بوعوني السفير السابق وعميد كلية الحقوق سابقا الذي عين وزيرا للتعليم العالي، والدكتور  أبو بكر الاخزوري رئيس الجامعة الزيتونية الذي عين وزيرا للشؤون الدينية، والدكتورمحمد العزيز بن عاشور الذي عين وزيرا للثقافة والمحافظة على التراث…

 عودة للحكومة

ومن بين ما يميز التسميات الجديدة أن بعض الوزراء وكتاب الدولة عادوا الى الحكومة بعد تكليفهم بمهام أخرى . فقد عاد الى الحكومة بعد هذا التحوير السيد رفيق الحاج قاسم  المستشار في رئاسة الجمهورية… الذي سبق له أن كلف بخطة كاتب دولة للداخلية… فيما غادر وزارة الداخلية الدكتورالهادي مهني الذي عين وزيرا للدفاع خلفا للسيد الدالي الجازي الذي سبق أن كلف بعدة حقائب وزارية منها التعليم العالي والبحث العلمي والصحة ورئاسة الهيئة العليا للمحاسبات… وقد استلم الدكتور الهادي مهني وزارة الداخلية في ماي 2002 خلفا للسيد عبد الله الكعبي وزير الرياضة الذي تم تجديد الثقة فيه مع تغيير في تسمية الوزارة الى وزارة والتربية البدنية…وسبق لمهني أن كلف بعدة حقائب منها الصحة والبحث العلمي والشؤون الاجتماعية…

دور أكبر للمرأة

ومن بين الناصر الجديدة في هذا التحوير ترفيع مشاركة المرأة في الحكومة بترفيع عدد النساء في الفريق الجديد الى سبعة ـ عوض اربعة في الفريق الحكومي السابق ـ وهو ما يتماشى مع نقطة مهمة وردت في  البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي، وهي تفعيل الدور السياسي للمرأة التونسية . وإذا كانت نسبة المرأة ارتفعت في مجلس النواب الجديد الى أكثر من 22 بالمائة، فقد فتح التحوير الحكومي أبوابا جديدة للعمل السياسي النسائي في أعلى مستوى…

 

بقلم: كمال بن يونس

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 نوفمبر 2004)


ليلـــة الإنتــاج الدرامـي بــدار الثقافــة ابــن خلـــــدون:

75 بالمائـة مـــــن المواطنيـــن شاهــــدوا المسلســـلات التونسيــة

« حسابــــات وعقابـــــات » فـــــي صــدارة الاهتمامـــــات

 

دأبت دار الثقافة المغاربية ابن خلدون على تنظيم لقاء في أحد الأيام الأخيرة من شهر رمضان يجمع بين المسؤولين في مؤسسة الاذاعة والتلفزة والمتعاملين معها من منتجين ومؤلفين ومخرجين وفنانين من جهة والنظارة والمستمعين من جهة أخرى لتقييم البرامج التلفزية والاذاعية التي تبث في رمضان على أساس أن هذه البرامج تتضمن المسلسلات والمنوعات التي تعد وتنتج خصيصا لهذا الشهر المبارك فتكون مؤسسة الاذاعة والتفزة سخية معها حتى تحقق الامتاع والمؤانسة لجانب كبير من جمهورها الذي أصبح يعرف جيدا أن أفضل الانتاجات الوطنية تظهر في هذا الشهر.

 

وقد جرى لقاء هذا الشهر في سهرة الثلاثاء 9 نوفمبر الجاري حضره جمهور واسع من الاعلاميين ومن الفنانين ومقترحاتهم الى المسؤولين وقد حضر منهم السادة زهير القمبري مدير قناة 7 ومنصور مهني مدير قناة 21 والمولدي الهمامي مدير الاذاعة الوطنية وعلي الحاج يوسف مدير اذاعة الشباب ومحمد المحجوب ممثل الوكالة الوطنية للنهوض بالانتاج السمعي والبصري، وسعاد بن سليمان رئيسة مصلحة الانتاج الدرامي التلفزي الى جانب حضور الكاتب علي اللواتي مؤلف قصة وسيناريو مسلسل «حسابات وعقابات» ولطفي العماري المساهم في سلسلة «عجبكشي» مع الامين النهدي، و،نجيب بلهادي المختص في اعداد المنوعات، كما حضر السيد حسن الزرقوني المسؤول عن مؤسسة سيغما للاستشارات وسبر الآراء مع الاشارة الى تغيب واضح للمشاركين في اعداد وانتاج سلسلة «الأوتيل» ومنوعة «طريق النجوم 2».

 

وقد جرت المناقشات حول البرامج الاذاعية والتلفزية في كنف الحرية والاحترام المتبادل بعيدا عن التوتر من أي كان وقد كان واضحا أن عين الرضا والقبول هي الغالبة في هذا اللقاء دون غياب النقد والتحاليل والمقترحات.

 

ونذكر من البداية أن مؤسسة «سيغما» أجرت عملية سبر للآراء شمل ألف مواطن للتعرف على موقف التونسيين من الانتاج التلفزي التونسي في شهر رمضان 2004، فتبين أن 85% منهم يتابعون التلفزة التونسية فيما عرضته عليهم وأن 75% شاهدوا «الأوتيل» وأن أكثر من 70% شاهدوا مسلسل «حسابات وعقابات» مما يعني أن 5 ملايين و600 ألف مواطن يتابعون الانتاج الدرامي الوطني.

 

وقال أحد الحاضرين:

 

– لم يكن من الضروري في شهررمضان اجراء سبر للآراء ذلك أن المواطن التونسي يحب الانتاج الدرامي الوطني ويقبل عليه. وقد بان للجميع أن قناة 7 قد ربحت المنافسة تجاه المحطات الفضائية العربية الكثيرة في الفترة الممتدة من لحظة الافطار الى غاية موعد شريط الانباء والملاحظ أن جل التونسيين شاهدوا «الأوتيل» وشاهدوا «حسابات وعقابات» وأن جانبا لا بأس به من النظارة تابعوا سلسلة «عجبكشي» للأمين النهدي وحاتم بالأكحل، وأن نسبة لا تتعدى  35% منهم تابعوا منوعة طريق النجوم 2».

 

ولكن لا بد من ملاحظة أولية  هي أن المشاهدة الكثيفة لا تعني الرضا الكامل ولذلك ان هذا اللقاء الذي حضره الجمهور لإبلاغ صوته من خلاله.

 

فماذا قال الحاضرون؟

 

(1) جل المتحدثين طالبوا مؤسسة الاذاعة والتلفزة بضرورة الخروج من سياسة تكثيف الانتاج الوطني في رمضان في حين ان الانتاج نادر طيلة السنة ان لم يكن منعدما فتونس اليوم غنية بالطاقات من حيث المؤلفين والمنتجين والفنانين جلهم لا يتحركون وفق قدراتهم وامكانياتهم انما وفق امكانيات المؤسسة مما يحرم الجميع من التمتع بالخبرة التي تفرز الابداع المتميز والفاعل في الثقافة والمجتمع، وتحرمهم قلة الامكانيات المادية من العيش بعيدا عن الخوف من المستقبل.

 

(2) تركزت جل المناقشات على مسلسل «حسابات وعقابات» للأستاذ علي اللواتي والمخرج الحبيب المسلماني في حين احتلت سلسلة «الأوتيل» جانبا من الاهتمام ولم تذكر سلسلة « طريق النجوم» وسلسلة «عجبكشي» إلا بشكل عابر، ولم تذكر منوعة «كاريكاتورز» إلا في بعض الملاحظات.

 

فهل يعني ذلك أن المسلسل الذي نال الجانب الأوفر من النقاش هو الانتاج الافضل لدى الجمهور ام هو العكس، وهل ان المناقشين الذين لم يذكروا بعض الانتاجات الاخرى الا لماما دليل على رضاهم عنه.. أم هو دليل على أن تلك الانتاجات لا تعنيهم ولا يريدون ازعاج أنفسهم بها في أحاديثهم؟..

 

لا يمكن الجزم  بشيء انما كان واضحا أن مسلسل «حسابات وعقابات» جلب الكثير من الاهتمام، وقد ذكر البعض أنه مثير للجدل ويسمح بمناقشات فكرية وحضارية ولغوية، والحقيقة أن جل المتدخلين انتقدوا اللهجة التي يستعملها الدكتور عروش (يونس الفارحي)، وذكروا أن المسلسل غير مواكب للمتغيرات الكبرى التي حدثت في الارياف كماان المناقشين كانوا منقسمين على أنفسهم من النقيض الى النقيض، ففي حين أن هناك من يرى أن اللهجة المستعملة  في المسلسل لم تعد مقبولة لأنها لم تعد رائجة بشكل واضح فان هناك من يرى ان اللهجة هي التي جعلت المسلسل متميزا وعند البعض وصل حد الروعة، كما أن الكثير من المتحدثين اعجبوا بالشاعر «سعيد الفاهم» في المسلسل (جمال مداني) وهو يمثل فئة من المثقفين وقال البعض الآخر ان هذا الشاعر لا يمثل المثقف التونسي وهو شخصية مهمشة قد تسيء الى المثقفين، ورأى أحدهم أن قصة المسلسل عادية في حين رأى آخر أن هذا المسلسل قوي جدا على مستوى السرد الدرامي.

 

وبالتسبة لسلسلة «الأوتيل» فقد لاحظ المتحدثون أن نصها هزيل، فلا هو يحافظ على نسق كوميدي واحد، ولا هو يحافظ على قصة مترابطة.. ثم ان الاحداث التي يعرضها في 30 يوما متباعدة جدا فمرة عيد اضحى… ومرة رمضان… ومرة صيف… ومرة أخرى شتاء وانتقدوا بشدة الممثلة زهيرة بن عمار في الشخصية المركبة التي قدمتها، شخصية غير محببة في عمل كوميدي، كما قيل أن وجيهة الجندوبي بقدر ما كانت قادرة على التمثيل بقدر ما  كانت غبر طريقة حركات وجهها لا يمكن ان تنال اعجاب أحد.

 

ولا يعرف المتحدثون ان كان الممثلون يؤدون أدوارا حددها الكاتب والمخرج أم ترك لهم الحرية في التصرف والمحافظة فقط على النص.

 

(3) دعا البعض الى احترام الجينيريك في الاعمال الدرامية وسائر البرامج، فقد لوحظ ان التلفزة كثيرا ما توقف البث ما ان ينتهي المسلسل في حين ان الجينيريك مهم للجميع وخاصة للباحثين والاعلاميين ثم هو يدخل في باب حقوق التأليف واحترام كل المشاركين في الانتاج بشكل او بآخر فلا يمكن حرمان أحد منهم من ذكر اسمه فالنجاح يشمل الجميع، والفشل ان حدث يشمل الجميع، وهنا لا بد من الاشارة الى ان الاستاذ علي اللواتي دافع عن الجينيريك وعاتب ادارة التلفزة على ماتفعله الجينيريك خاصة في نهاية الحلقات.

 

وأشار أحد المناقشين أن المخرج تردد في ترتيب أسماء الأبطال في الجينيريك ففي الايام الأولى لاحظنا أن البطل المطلق هو يونس الفارحي وبعد مرور 9 حلقات لاحظنا تغيرا في الجينيريك وأصبح هشام رستم في الدرجة  الاولى.

 

(4) كل الذين تحدثوا عن سلسلة «عجبكشي» انتقدوها بلهجة ليست في صالحها وقال البعض بأنها بلغت حدا من التهريج.

 

(5) طالب بعض المتحدثين ادارة الاذاعة والتلفزة بالاجابة على التساؤلات التي تصدر في الصحف الوطنية وخاصة من قبل الصحفيين من حملة الاقلام المعروفة بجديتها ومصداقيتها.

 

(6) انتقد البعض تسرب الاعلانات في الاعمال الدرامية وخاصة سلسلة «الأوتيل» وهنا اجاب السيد محمد المحجوب ممثل الوكالة الوطنية للنهوض بالانتاج السمعي والبصري فقال ليس هناك اي تسرب وما الاعلانات في «الأوتيل» الا نتيجة لعقود تم ابرامها مع عدة شركات على أساس أن الومضة داخل القصة وسير الاحداث لا تتجاوز 10 ثوان وهذه العقود يقرها القانون التونسي.

 

وبالمناسبة تحدث عن ان التلفزة تتلقى يوميا اكثر من 130 طلبا لبث الاعلانات في رمضان، وهي لا تستجيب الا لـ85 أو 90 طلبا وهي لا تتجاوز جميعها 35 دقيقة على مدى  5ساعات ونصف الساعة طيلة المساء وجانبا من الليل.

 

(7) دعا البعض من المتحدثين الى التفكير في تسويق الانتاج الدرامي التونسي في البلاد العربية، اذ لم يعد مقبولا ان ننتج الاعمال للاستهلاك الوطني فقط في حين ان الانتاج اصبح يتطلب أموالا طائلة، ويمكن لتونس أن تسير على النهج الذي سارت عليه سوريا والاردن في هذا المضمار حتى نتمكن من ابلاغ صوتنا الابداعي من ناحية.. واسترجاع جانب من نفقات الانتاج ان لم نتمكن من الربح.

 

(8) هناك دعوة الى مزيد التفتح على الشركات الخاصة وتكليفها بانتاج أعمال لا يمكن للوكالة الوطنية القيام بها خاصة في فترات الذروة، اي في الاشهر التي تسبق رمضان.

 

(9) نلاحظ ان قناة 21 لم تنل حظا كبيرا من المناقشات حول برامجها في رمضان وان جاء على لسان البعض ذكر سلسلة «منوّر» للمخرج حمدة الميلي، وكان هذا الذكر طيبا ولا أحد انتقد هذه السلسلة بشكل أو بآخر.

 

(10) حظ الاذاعة الوطنية من المناقشات هو الآخر كان هزيلا جدا.. ولم تذكر الاذاعة الوطنية الا في مناقشة واحدة حيث قال صاحبها بأنها كانت في رمضان في المستوى المطلوب وهي اذاعة مشرفة لوجه تونس.

 

(11) في النهاية نورد هذه الملاحظة التي نعتبرها طريفة، لقد تساءل أحدهم هل أن منتج  «حسابات وعقابات» اعتمد على مستشارين خبراء فيما تم عرضه من ملاحظات علمية فلقد تم التركيز على الانزيمات… وعلى الفيروسات، وعلى الفلاحة الطبيعية.. وعلى الانتاج البيولوجي.. فهل يمكن تقبل ما قاله الدكتور «عروش» كعلم أم أنه مجرد كلام قصص؟!

 

الردود كانت قصيرة

 

لاحظنا أن ردود الحاضرين لم تكن طويلة فكان أول المتحدثين هوالسيد زهير القمبري الذي أشار الى أن التلفزة مستعدة دائما الى تقبل النقد لأن الأعمال موجهة للمواطنين ولا بد من أن تكون الآراء حولها مختلفة، أما عن سبر الآراء فهو يرى أنه لا بد منها لكن لا يمكن الاعتماد عليها كليا بل الاستئناس بها فقط.

 

وقد تحدث علي اللواتي عن المسلسل الذي كتبه مؤكدا أن الشاعر «سعيد الفاهم» ولئن لم يعد موجودا الآن فإنه موجود في ذاكرتنا. وهو يحمل بعض القيم التي أريدها أن تكون في مقابلة مع بعض المفاهيم التي أصبحت سائدة، إذن فأنا قصدت أن يكون على تلك الشاكلة، وقد تجاوب معه الكثير من النظارة.. أما الدكتور عروش فهو موجود وأرفض القول بأنه لا يوجد عالم تونسي يتكلم مثل الدكتور عروش.

 

تلك بعض ما قيل.. وبعض الأفكار التي بدت لدى جهة المنتجين أو لدى جهة المبدعين أو جهة النظارة.

 

والملاحظة المهمة في النهاية هي أن المسلسلات هي التي تحظى لدى النظارة بالعناية والقبول، وهو ما يدعو التلفزة الى الاكثار من المسلسلات والعمل على أن تكون جيدة وقابلة للترويج عربيا.

 

محمد بن رجب

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 11 نوفمبر 2004)

 


رحل « الختيار » وترك عصاه… فمن يجرؤ على حملها؟

 

الوسط – وليد نويهض  

رحل شيخ الخيمة.

رحل الرجل الذي شغل العالم طوال أربعة عقود، وبقيت خيمته التي احتوت كل تناقضات الشعب الفلسطيني. أسماء كثيرة اطلقت عليه: أبوعمار، الختيار، الوالد… وياسر عرفات. فمنذ أن قرر دخول هذا النفق الطويل احترف هذا الرجل اللعبة. من البداية لجأ الرجل إلى السرية، وكان يعلم أن قضية فلسطين مركزية ومنها يمكن رؤية العالم في ثوابته ومتغيراته. فالقضية هي المركز والكل يدور حولها. ولذلك كان يعلم أن معركته طويلة ولابد له من أن يسبح تارة مع التيار وطورا ضده لتصل السفينة إلى بر الأمان. تميزت خيمة عرفات بتلك الجاذبية التي استقطبت الكل. فتحتها تربع الشيخ تحيط به كل التيارات السياسية. فالشيخ يوازن بينها ولا يفرق بين أبناء القبيلة. وكل فرع يتدافع مع الآخر لكسب عطف الشيخ. والشيخ كان الأب للجميع. عرف « أبوعمار » منذ البداية أن الطريق إلى فلسطين طويل وشاق، وان الوصول إلى الضفة الأخرى يتطلب تعلم السباحة في كل الحالات والأجواء. فالتصلب خطأ والمرونة خطأ والسياسة « فن الممكن » تتطلب البطولة أحيانا وتتطلب المغامرة أحيانا أخرى. ولكن البطولة والمغامرة تحتاجان إلى حكمة ودراية ومعرفة بقوانين السياسة والاجتماع. خيمة أبوعمار مدرسة سياسية مستقلة حاكت خيوطها التجربة المرة. وشيخها يصلح أن يكون بطل رواية لقصة شعب في رجل اختارته الظروف والمصادفات ليكون عنوانها ورمزها. شيخ القبيلة وختيار الخيمة ووالد الثورة هي مجموعة تناقضات انسجمت في شخصية كاريزمية لا مثيل لها منذ عهد شيخ فلسطين المفتي الحاج أمين الحسيني. فياسر عرفات هو رجل المرحلة وابن فترة شهدت اصطراعات غيرت الكثير من وجه المنطقة. وبسبب شخصيته تلك عرف كيف يجمع بين التناقضات ويتعامل معها بقسوة حين تقتضي الظروف وبليونة حين تهب العواصف على القضية « الثورة » من كل الجهات. إنها شخصية خاصة ومفارقة. فهو يلبس البزة العسكرية ويضع الحطة العربية « الفلسطينية ». وهو القائد الفلسطيني الذي يتحدث بلهجة مصرية. وهو الرئيس المشاكس لدولة موعودة وقائد ثورة موقوفة. وهو الزعيم الذي حمل البندقية في يد وغصن الزيتون في اليد الأخرى. وهو الرجل المعروف لدى العالم ويتحرك بسرية ويحيط شخصيته بجدار من الصمت لعزل العالم الذي يراقب خطواته اليومية. في بيروت أيام الحصار الإسرائيلي قرر عرفات الرحيل… ويوم المغادرة طرح السؤال: ما اسمه؟ وكانت المفاجأة حتى لأقرب الناس: هل هناك غير ياسر عرفات؟ وبدأت التكهنات. اسمه محمد. لا، اسمه شوقي. لا، عبدالرؤوف. اختلف الجميع على اسم ياسر عرفات. فهناك من قال إنه شوقي قدوة. وهناك من قال إنه عبدالرؤوف الحسيني. وهناك من قال إنه محمد عبدالرؤوف عرفات. وأخيرا هناك من جمع الأسماء كلها في أضداد متناسقة كشخصيته، وقال إنه محمد عبدالرؤوف شوقي قدوة عرفات الحسيني. ولكنه في النهاية ياسر عرفات « أبوعمار » أبوالثورة الفلسطينية المعاصرة. فهو « الوالد » و »الختيار » وشيخ القبيلة التي اجتمعت في ظل قيادته في تلك الخيمة الفلسطينية. حين غادر عرفات بيروت في العام 1982 تفجر محمود درويش شعرا، فكتب عن بيروت الخيمة وكتب عن الشيخ والبحر. رحل عرفات عن بيروت بحرا ولم يعد إليها. رحل إلى عالم مجهول تصده الرياح وتتقاذفه أمواج البحر لتحط به الرحال في تونس. أعاد الختيار نسج الحكاية. وعاد الشيخ من البحر ليقود سفينة الثورة من الشتات والتيه ليؤسس سلطة تحت حصار الاحتلال. حلم الدولة لم يتحقق إلا أن خيمتها الأولى نصبت على أرضها. حلم الدولة بعيد؛ ربما لأن نفق فلسطين كان أطول مما كان الختيار يتصور. فالنهاية بعيدة كما تبدو وعمر الإنسان قصير. إنها حكاية الإنسان مع الزمن. ولكل زمان حكايته. رحل الشيخ وبقيت القبيلة مجتمعة تحت الخيمة، وهذا انجاز كبير حققه « الختيار » في مسيرته الطويلة الممتدة على أرجاء واسعة من الوطن والمحيط. رحل الختيار وترك عصاه فمن يجرؤ على حملها؟

 

(المصدر: صحيفة الوسط البحرينية الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 


محمود درويش يكتب: في وداعه

 

محمود درويش 

 

خص الشاعر الفلسطيني محمود درويش « الحياة » بمقال في وداع الرئيس ياسر عرفات, في ما يأتي نصه:

فاجَأَنا ياسر عرفات بأنه لم يفاجئنا. كأنّ تطابقاً بين الشخص المريض والنص المريض قد حدَّد مسبقاً صورة النهاية, وحرم البطل التراجيدي من اضفاء خصوصيته على القَدَر. فلا معجزة هذه المرة, ولا مفاجأة, منذ أصبحت التراجيديا, المصورة في مسلسل تلفزيوني طويل, يومية ومألوفة وعادية!

 

لقد أعدَّنا ياسر عرفات, تدريجياً, لوداعه المتواصل أكثر من مرة, وعوَّدنا على موت غير عادي وغير معلن, بغارة من طائرة حربية, أو بسقوط طائرة مدنيّة في صحراء. لكنه – والأقدار تُضفي عليه سحر الاعجوبة – كان يسبق الموت الى الحياة, فنحيا معه في رحلة أدمَنَّا خلالها الرحيل الى هدف يتلألأ بجماليات المستحيل, وبشاعرية رعوية تُعيننا على طول الطريق.

 

من منفى الى آخر, كان الموضوع ينأى عن أرض الموضوع… ويدنو, في بلاغةٍ ترسم اللافتات بدمٍ قلنا انه يخصب الفكرة وينعش الذاكرة, ويرفع الحدود عن العلاقة بين الواقعي والأسطوري. كنا في حاجة الى اسطورة أنجزنا بعض فصولها. لكن الاسطورة في حاجة الى واقع, فهل سينجح الاسطوري في امتحان العمل على أرض الواقع؟ انه سؤال مُؤجَّل!

 

هو, ياسر عرفات, من استطاع أن يروِّض التناقض في المنافي, بمزيج من البراغماتية والدين والغيبيات. وتحوَّل, بديناميكيته الخارقة وتماهيه الكامل بين الشخصي والعام وعبادة العمل, من قائد الى رمز شديد اللمعان.

 

لم يزاول مهنة الهندسة لتعبيد الطرق, بل لشقّها في حقول الألغام. قد يحتاج التاريخ الى وقت طويل لترتيب أوراق هذا الرجل – الظاهرة. لكنه سيمنحه رتبة الشرف في علم القدرة على البقاء منذ الآن, ومنذ الآن سيتوقف طويلاً عند مغامرته – المعجزة: إشعال النار في الجليد: فقد قاد ثورة معاكسة لأي حساب, لأنها ربما جاءت قبل أوانها, أو بعد أوانها ربما. أو ربما لأن موازين القوى الاقليمية لا تأذن لأحد بإشعال عود كبريت قرب حقول النفط… وعلى مقربة من الأمن الاسرائيلي!

 

لم ينتصر في المعارك العسكرية, لا في الوطن ولا في الشتات. لكنه انتصر في معركة الدفاع عن الوجود الوطني, ووضع المسألة الفلسطينية على الخارطة السياسية, الاقليمية والدولية, وفي بلورة الهوية الوطنية للفلسطيني اللاجئ المنسيّ عند أطراف الغياب, وفي تثبيت الحقيقة الفلسطينية في الوعي الانساني, ونجح في اقناع العالم بأن الحرب تبدأ من فلسطين, وبأن السلم يبدأ من فلسطين.

 

وصارت كوفية ياسر عرفات, المعقودة بعناية رمزية وفولكلورية معاً, هي الدليل المعنوي والسياسي الى فلسطين.

 

لكنه, وقد اختزل الموضوعات كلها في شخصه, صار ضرورياً لحياتنا الى درجة الخطر… كرَبِّ أسرة لا يريد لأولاده أن يكبروا لئلا يعتمدوا على أنفسهم. لذلك أعدَّنا, أكثر من مرة, للتعوُّد على الخوف من فكرة اليُتم, وعلى الخوف من احتضار الفكرة في حال غيابه الجسدي. ومن فرط ما ناوش الموت ونجا, امتلأ لاوعيٌ فلسطيني خرافي بشعور ما بأن عرفات قد لا يموت! وهكذا لامَسَت اسطورته حدود الميتافيزيقيا.

 

لكن المفاجآت كانت تعمل في مكان آخر. فهذا الكائن الرمزي العائد من تأويلات اغريقية, كان في حاجة الى التخفيف من عبء اسطورته, لأن البلد في حاجة الى بناء وادارة, والى التخلّص من الاحتلال بوسائل جديدة. وهو الآن مكشوف امام الجميع, عرضة للمس والهمس والمساءلة. ومن سوء حظ البطل أن عليه أن ينتصر على الاعداء في معارك غير متكافئة, من جهة… وأن يصون صورته في المخيلة العامة من نتوءاتها الداخلية.

 

لكن, وهو المشبع بثقافة صلاح الدين التفاوضية, وبتسامح عُمَر, لم يأت على حصان أبيض, ولا ماشياً أمام جَمَل… فلا مكان للخيل والإبل في بلاغة الأزمنة الحديثة. بل جاء الى واقعه الجديد محمولاً على اتفاق أوسلو, ذي الجوهر الأمني الخالي من الإفراط في التفاؤل, والمفتوح على غموض النيات. لكنه عاد, وفي ذهنه خاطرة مرِحة: حتى النبي موسى لم يعد الى « أرض الميعاد »!

 

هي خطوة أولى نحو الدولة, يقول, ويعلم ان فلسطين ما زالت هناك: في القضايا المعلّقة على مفاوضات الوضع النهائي, حول القدس وحق العودة وغيرها من القضايا الشائكة. والطريق الى هناك لا يمر من أوسلو, بل من مرجعيات الشرعية الدولية.

 

وكان يعلم أن تلك المرجعيات لم تعد صالحة تماماً في عالم القطب الواحد, الذي رفع الدولة الاسرائيلية الى مرتبة المقدس الذي يُلهم « البيت الأبيض » بتعاليمه السماوية! ويعرف أيضاً ان المراسم الرئاسية وبطاقات الهوية وجوازات السفر لا تعني, بالنسبة الى المسؤولين الاسرائيليين, إلا ضرورة إلهاء المحرومين من الاستقلال بوجبات رمزية سريعة لا تشبع الهوية الجائعة. ويعرف أيضاً وأيضاً انه قد انتقل من المنفى الى سجن مؤثَّث بصور الأشياء لا بحقيقتها, وانه في حاجة الى إذن بالانتقال من سجن في رام الله الى سجن في غزة. ولا بأس من سجاد أحمر… ونشيد.

 

من هنا, بدأت محنة الرئيس, وداؤه السياسي والمعنوي. فهذا الأسير العظيم, المحكوم بالشروط الاسرائيلية القاسية, لا يستطيع التقدم نحو الفهم الاسرائيلي لعملية السلام, ولا يستطيع التراجع الى أبجديات الصراع التقليدية. ولا يعزِّيه أن من ندم على أوسلو وخان تداعياتها هو « الشريك الاسرائيلي » الذي لم يعد شريكاً. فما العمل؟

 

لم يختلف أحد على حق الفلسطينيين في المقاومة, فكانت الانتفاضة الثانية تعبيراً طبيعياً عن ارادتهم الوطنية واصرارهم على اعادة الحياة الى الأمل بسلام حقيقي يحقق لهم الحرية والاستقلال. لكن أسئلة كثيرة طرحت حول الوسائل التي ينبغي أن تخدم هذا الهدف, وتجنِّب الفلسطينيين خطر استدراجهم الى الحلبة العسكرية التي تَشَهّاها شارون, ليدرج حربه على الكيانية الفلسطينية الوليدة في سياق الحرب العالمية على الارهاب. منذ أضاعت أميركا الحدود بين مفهوم المقاومة ومفهوم الارهاب!

 

لم يعد أمام ياسر عرفات إلا الرهان على قَدَرٍ لا يستجيب, وعلى معجزة لا تُطيع هذا الزمن. المقاطعة, مقره ومنزله الوحيد, تنهار عليه غرفة غرفة. وهو يردِّد في نبرة نبوية: « شهيداً شهيداً شهيدا », فيثير في النخوة العربية قشعريرة كهربائية عابرة. لكن تكرار أخبار المأساة يجعلها عادية. وهكذا صار حصار عرفات أمراً مألوفاً… ثلاث سنوات من تسميم الحياة, ثلاث سنوات من استنشاق الهواء الفاسد, ثلاث سنوات من الهجاء الأميركي « لم يعد ذا صلة », ثلاث سنوات من الكدِّ الاسرائيلي لتجريد عرفات من صلاحيته وصلاحية رمزيته. بيد أن الفلسطينيين قادرون دائماً على الترميز: حصار الرئيس رمز لحصارنا, ومعاناته رمز لمعاناتنا. فهو معنا, وفينا, ومثلنا, نحبُّه لأننا نحبه. ونحبّه لأننا لا نحبّ أعداءه.

 

لم يفاجئنا هذه المرة. فقد أعدَّنا لوداع لا لقاء بعده. خرج المحاصر من حصاره ليزور الموت في المنفى, وليزوِّد الاسطورة بما تحتاجه من مكر النهاية. لقد منحنا الوقت ليتدرب الحزن فينا على أدوات التعبير اللائقة, ولنبلغ سن الفطام التدريجي. في كل واحد منا شيء منه. هو الأب والابن: أبو مرحلة كاملة من تاريخ الفلسطينيين, وابنهم الذي أسهموا في صوغ خطابه وصورته.

 

لا نودِّع الماضي معه… ولكننا ندخل, منذ الآن, في تاريخ جديد مفتوح على ما لا نعرف. فهل نعثر على الحاضر, قبل أن نخاف الغد؟

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)


هذه هي انطباعاتي الشخصية عن ياسر عرفات:

قصة اللقاء الذي لم يستمر الا لدقائق مع امير الكويت بعد الاجتياح..

طبيعة العلاقة مع حافظ الأسد .. ورأيه الحقيقي في الزعماء العرب الآخرين

 

عبد الباري عطوان اعترف بانني كنت قريبا جدا من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ولكن المرحلة التي اقتربت فيها منه، كانت ذروة سنواته العجاف، بالتحديد في الفترة التي تزامنت مع حرب الخليج الاولي وما بعدها، وهي مرحلة اتسمت بالعزلة والمقاطعة، ليس من الشعب الفلسطيني، وانما من دول الخليج الغنية، وفوقها مصر وسورية، فضاقت الدنيا في وجه الرجل، ولم تكن طائرته القديمة المتهالكة الصغيرة تطير الا الي الخرطوم وصنعاء، لان الرجل، في ذلك الوقت، رفض ان يكون في خندق المتآمرين علي العراق، وانما في خندق الامة، فدفع ثمنا غاليا. اقترابي من الرئيس عرفات لم يطل، وبدأت مرحلة الفراق مع توقيع اتفاقات اوسلو سيئة الذكر، ولكني حرصت علي زيارته والالتقاء به بين الحين والآخر، في بعض العواصم الاوروبية التي كان يزورها في ايام العز وفي فترة سلام الشجعان ، وكان دائما حافظا للود، وكنت دائما حريصا علي عدم قطع شعرة معاوية معه حتي في ساعات غضبه العاصفة بسبب انتقاداتي الحادة لكيفية ادارته لشؤون الارض المحتلة وابقاء الفاسدين في مواقعهم وما اكثرهم، ومطالبتي له بالاستقالة من السلطة والعودة الي تفعيل منظمة التحرير بمجرد وضعه تحت الاقامة الجبرية في مقره برام الله، واعادة احتلال الضفة الغربية ومعظم قطاع غزة.+ الرئيس عرفات لم يكن مستعدا لتوقيع اتفاق نهائي مع الدولة العبرية، لانه كان يدرك جيدا ان هذا الاتفاق سيضعه في خانة الخونة في سجلات التاريخ، لانه سيأتي علي حساب التنازل عن حق العودة ومعظم السيادة علي القدس الشرقية. اذكر انني التقيت به في مكتبه في العاصمة التونسية في اواخر شهر حزيران (يونيو) عام 1994 وقبيل عودته الي قطاع غزة بايام قليلة، وكان وحيدا مكسور الخاطر، فقد انفض الجميع من حوله، بعضهم لاسباب وطنية لرغبتهم في عدم تحمل تبعات اتفاق اوسلو، وبعضهم الآخر، وهم الاغلبية، لاسباب مالية، فالرجل كان في حال من الافلاس بعد توقف الدعم المالي الخليجي، ولم يعد توقيعه يوجب صرف الاف الدولارات من الصندوق القومي الفلسطيني او من صندوق حركة فتح الذي كان يحمل مفاتيحه حربي صرور. عرفات قال لي، وفي الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم، اسمع يا عبد الباري.. انا اعرف انك ضد اتفاقات اوسلو.. ولكن تذكر دائما ما ساقوله لك.. سيأتي يوم ستري فيه اليهود يفرون من فلسطين بالآلاف.. هذا لن اراه في عمري، ولكن قطعا ستراه في عمرك انت.. واتفاقات اوسلو ستكون عاملا مساعدا في هذا . اليهود لم يفروا من فلسطين بالآلاف مثلما تنبأ الرئيس عرفات، ولكنهم بدأوا يستعدون لحزم الحقائب للفرار من قطاع غزة، وبعض مستوطنات الضفة الغربية، وهناك مؤشرات متزايدة علي وجود هجرة معاكسة الي الدول الاوروبية وامريكا وكندا، بعد العمليات الاستشهادية، وانعدام الشعور بالامن وسط الاسرائيليين. الرئيس عرفات هو الذي اسس كتائب شهداء الاقصي كرد علي عملية الشطب التي واجهها بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، وهي المفاوضات التي قاوم فيها ضغوطا امريكية وعربية غير عادية للقبول بسيادة منقوصة علي القدس. ومن المفارقة ان زعماء عرب من بينهم الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي اتصل به طالبا منه المرونة في موضوع القدس. وللحق والتاريخ اسجل بأن السيدين محمود عباس (ابو مازن) واحمد قريع (ابو العلاء) واكرم هنية، كانوا علي رأس الصقور المعارضين للتنازل عن السيادة علي القدس، وحق العودة، في مفاوضات كامب ديفيد، بينما كان الثلاثي العقيد محمد دحلان وحسن عصفور وخالد سلام او محمد رشيد مستشار عرفات المالي من المؤيدين بشدة للقبول بالصيغة النهائية التي عرضها الرئيس بيل كلينتون. وقد تعمد السيد عباس (ابو مازن) التوقف في لندن وهو في طريق عودته من كامب ديفيد بعد تذرعه بمغادرة كامب ديفيد للمشاركة في حفل زفاف احد ابنائه، وتمرير هذه المعلومات الي صحيفة القدس العربي ولا اعرف ما اذا كان هذا بمبادرة شخصية منه او بالتنسيق مع ياسر عرفات، وقد احدث نشر هذه المعلومات ضجة كبري في الاوساط الفلسطينية والعالمية، وهناك من يعتقد انه ساهم في تخفيف الضغوط علي عرفات وافشال مفاوضات كامب ديفيد. ومما يؤكد ذلك ان الرئيس كلينتون منع علي الوفود المشاركة، والفلسطيني بالذات، الهواتف النقالة واجراء اي اتصالات بالخارج. امير الكويت الرئيس عرفات لم يتردد لحظة واحدة في معارضة الغزو الامريكي للجزيرة العربية تحت ذريعة تحرير الكويت لانه كان يعلم جيدا ان وجود نصف مليون جندي امريكي علي ارض الجزيرة لا يمكن ان يتوقف عند اخراج القوات العراقية من الكويت. ولهذا حاول ان يلعب دورا مهما في ايجاد حل عربي لكن محاولاته باءت بالفشل. قال لي انه طار من العراق الي الكويت بعد لقائه مع الرئيس صدام حسين في بغداد قبل يومين من لقاء الطائف الشهير بين الشيخ سعد العبدالله ولي عهد الكويت وعزة ابراهيم نائب الرئيس العراقي، واضاف بانه توجه للقاء امير الكويت في قصره من المطار مباشرة، وابلغه انه رأي الشرر يتطاير من عيني صدام حسين مثلما رأي الحشود العراقية الضخمة علي حدود الكويت، وان هناك امر خطير علي وشك الحدوث. وقال انه ابلغ امير الكويت بضرورة ان يقبل بكل ما يطلبه الوفد العراقي من اموال او شروط في لقاء الطائف، ثم يترك الموضوع اليه وزملائه من الزعماء العرب. المهم امتصاص موجة الغضب العراقية هذه. سألت الرئيس عرفات وماذا كان رد الامير.. قال لي بكل حسرة ان امير الكويت لم يكن علي استعداد للاستماع، وكان يقاطعني ويسألني عن ابطال الحجارة والاوضاع في الاراضي المحتلة، اي انه كان يريد تغيير الموضوع، واضاف ان اللقاء لم يستمر الا اثنتي عشرة دقيقة، وكان اقصر لقاء مع امير الكويت منذ ان عرفته . الرئيس عرفات ابلغني بأنه ذهب الي الشيخ سعد ولي العهد بعد لقاء الامير مباشرة، فقال له يا شيخ سعد كم ستصمدون لو اجتاحتكم القوات العراقية، فاجابه الشيخ سعد بان رئيس هيئة اركان القوات الكويتية ابلغه بان قواته ستصمد ستة ايام اما نائب رئيس هيئة الاركان فقال ست ساعات فقط، فقال عرفات للشيخ سعد ارجوك افصل رئيس هيئة الاركان وعين نائبه مكانه، وهذا ما حدث ولكن بعد احتلال الكويت واخراج القوات العراقية منها بعد ذلك. الرئيس عرفات اكد لي في شهر كانون الاول (ديسمبر) وفي لقاء معه في مكتبه في تونس، انه كان علي ثقة بان العراق لا يمكن ان يهزم امريكا، وعندما سألته عن اسباب معارضته للمشروع الامريكي في هذه الحالة طالما انه يعرف النتيجة مسبقا، قال لي انه لا يريد ان يسجل علي نفسه وهو الفدائي الوقوف في الخندق الامريكي ـ الاسرائيلي، وثانيا ان عينه دائما كانت علي الشارعين العربي والفلسطيني، وهما كانا ضد الحرب الامريكية علي العراق. واضاف لا يمكن ان اكون في جهة والشارع الفلسطيني في الجهة الاخري . وسألت عرفات عن فشله في اقناع صديقه الرئيس صدام حسين في الانسحاب من الكويت طالما انه يدرك بانه لن يهزم امريكا، قال انه والسيد علي سالم البيض والملك حسين بذلوا جهودا كبيرة لاقناعه بالانسحاب ولكن قوة اكبر منهم جميعا كانت تقول له بان لا ينسحب، وانه لن تكون هناك حرب. وعندما سألته عن هذه القوة، وهل هي عربية ام اجنبية رفض الاجابة. اصدقاؤه الزعماء الرئيس عرفات ابلغني بان الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح والتونسي زين العابدين بن علي كانا من اقرب الناس الي قلبه، بينما لم يكنّ وداً علي الاطلاق للرئيس السوري حافظ الاسد، وكان يترحم علي ايام السادات عندما سألته عن رأيه بالرئيس المصري حسني مبارك. اذكر انني ذهبت الي لقائه في برلين الشرقية حيث كان احد المدعوين من قبل الرئيس هونيكر للمشاركة في حفل اقيم بمناسبة ذكري الاستقلال. وكان ذلك في اواخر عام 1989 علي ما اعتقد، وعاد الرئيس عرفات من الحفل وكان مكفهر الوجه، وذهب الي غرفته مباشرة واغلق الباب. وبعد ساعة طلبني لمقابلته، فذهبت الي الغرفة ووجدته عابساً مكتئباً يبحلق في شاشة التلفزة الالمانية بعينيه الجاحظتين. سألت ابو عمار بعد لحظات صمت قاتلة، عما اذا كان يجيد الالمانية، فأجاب بالنفي، وعاد الصمت الرهيب، واستمر في الحملقة في الشاشة، وبعد لحظات انفرجت اساريره، وعادت الابتسامة الي وجهه، وقال لي تعال انظر ها أنا اصافح الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف. اريدك ان تكون شاهداً، ثم طلب مراسل وكالة انباء وفا الفلسطينية، وكان عراقيا، لعله الآن مثل كثيرين من المعارضين العراقيين السابقين انضم الي المشروع الامريكي في العراق، واملاه نصا يفيد بان الرئيس عرفات التقي نظيره السوفييتي غورباتشوف بحضور الرئيس هونيكر، وتحدثا مطولا عن الاوضاع في الشرق الاوسط والعالم، وانهما اتفقا علي مواصلة المحادثات في موسكو، حيث وجه الرئيس السوفييتي دعوة رسمية للرئيس عرفات لزيارة العاصمة الروسية. سألت ابو عمار بان المصافحة كانت لثوان فقط فقال، نعم ولكن لا اريد ان يقولوا في سورية ان الرئيس غورباتشوف تجاهل عرفات ولم يلتقه، وكان لتوه قد تسلم السلطة، الآن املك الدليل انني قابلته وصافحته وحادثته . قصته مع الاسد الرئيس عرفات لم ينس للرئيس حافظ الاسد ابعاده من سورية بطريقة مهينة، ثم بعد ذلك من لبنان وانهاء دولة الفاكهاني. ولكنه لم يترك مناسبة تفوته دون الذهاب الي دمشق لكسر القطيعة، فقد ذهب اليه لتعزيته في وفاة والدته في القرداحة، ووفاة ابنه باسل في دمشق. وحرص علي الذهاب الي العاصمة السورية للعزاء في وفاته رغم انه لم يقابل بالطريقة التي يستحق، ولكن رغم عدم محبته للرئيس الاسد الا انه كان يكن له احتراما، ويتحدث عنه في بعض الاحيان بطريقة ايجابية، فقد قال لي انه كان زاهدا متقشفا، في حياته، وقال عندما زرته للعزاء في وفاة والدته في مسقط رأسه القرداحة، وجدت بيت اهله كما هو، وجلست علي الكنبات نفسها التي جلست عليها قبل عشرين عاما. كما ان الكنبات في القصر الجمهوري لم تتغير منذ ان تولي الرئيس الاسد الرئاسة. حادثة انسانية روايات عديدة لا يمكن حصرها حول عرفات الانسان، ولكنني لا يمكن ان انسي واقعتين، الاولي عندما توجهنا لتناول العشاء في مكتبه في حي يوغرته في تونس، وكانت مقاعد مائدة الطعام خالية بسبب قلة المدعوين، وبؤس ما هو عليها من انواع الأكل. فطعام ابو عمار بلا طعم، ومثل وجبات المرضي في المستشفيات، المهم انه طلب من مرافقيه دعوة كل الموجودين في غرفة الانتظار لمشاركته طعامه، وكانوا قليلين، لانه كان مفلسا او يدعي الافلاس في ذلك الوقت اي قبل توقيع اتفاقات اوسلو باشهر قليلة. أحد المدعوين كان مدرسا فقيراً فقد وظيفته في الجزائر وطلب من ابوعمار ان يعينه موظفا في سفارة فلسطين في الجزائر. فأخذ منه ابو عمار الطلب ووقع عليه بالموافقة علي تعيينه سكرتيرا ثالثا في السفارة بالجزائر، وحوله الي المالية والدائرة السياسية للاعتماد والتنفيذ. بعد العشاء عدنا الي مكتبه فقلت له معاتبا: يا أبا عمار انت خربت بيت الرجل وعينته في وظيفة لن يتقاضي اجرا مقابلها. فزميلنا عدلي صادق المعين بدرجة سفير في الجزائر لم يتقاض راتبا منذ ستة اشهر! ابو عمار التفت الي وقال نعم اعلم ذلك، ولكن هذا الرجل الفقير ابو العائلة والاطفال وصل الي رئيس دولة فلسطين، وكله امل ان يجد عنده ما يطعم اطفاله، ومن غير الممكن ان ارده خائبا، فاذا فرجها الله وتجاوزنا الازمة المالية، فانه سيتقاضي راتبا، واذا لم تفرج سيكون حاله مثل حال زملائه في السفارة . المطرب وليد توفيق اما الرواية الاخري، فكانت في اول يوم من شهر رمضان عام 1993، فقد كان يحرص دائما علي تناول طعام الافطار في اول يوم من رمضان مع اطفال الشهداء في منزل خاص اقامه لهم في تونس. في ذلك العام طلب مني ان ارافقه، فذهبت الي هناك في صحبة ضيفين آخرين، هما المطرب وليد توفيق، وزوجته جورجينا رزق ملكة جمال الكون السابقة، وعندما وصلنا الي دار ابناء الشهداء، اندفع هؤلاء وخاصة البنات المراهقات، الي وليد توفيق يصافحنه ويطلبن توقيعه والتقاط الصور معه، فشعر ابو عمار بحرج كبير، فقد كانت الكاميرات مهيأة لالتقاط الصور معه، لكن وليد توفيق اختطف الاضواء، وقال افهم مشاعر هؤلاء. يشار الي ان وليد توفيق كان اضطر للانتظار حوالي أسبوع في تونس قبل ان يلتقي الرئيس عرفات للمرة الاولي، لان طاقم مكتبه رفض ان يرتب له لقاء لمناقشة مشاريع فنية عن قضية فلسطين، ثم تبين بعد ذلك ان نيته الحقيقية هي طلب يد جورجينا رزق ارملة الشهيد ابو علي سلامة من الرئيس عرفات شخصيا مثلما اشترطت عليه لقبول الاقتران به. محمود درويش الرئيس عرفات غضب من كثيرين في حياته، ولكن غضبه كان كبيرا من اثنين، الاول هو الاديب الشاعر محمود درويش، والثاني السيد عبد الله حوراني بسبب استقالة الرجلين من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجا علي اتفاقات اوسلو. فقد اعتقدا ان الشعب الفلسطيني سيرفض هذه الاتفاقات وينزل الي الشوارع بالملايين غضبا. وهو ما لم يحدث للأسف. الرئيس عرفات اوقف مخصصات الرجلين المالية، وعندما علمت بذلك ذهبت اليه معاتبا خاصة انه لم يكن يرد علي مكالمات السيد حوراني وهو صديق، واوقف دفع ايجارات شقة الصديق العزيز الاخر محمود درويش مما اوقعه في مأزق صعب كان يعاني من جرائه بصمت وكبرياء، ولكنه لم يمد يده الي أحد ولم يشك ايضا لأحد. فنفي انه اوقف المخصصات عن محمود درويش وقال انه ما زال يرسل اليه راتبه كعضو لجنة تنفيذية في المنظمة. وعندما سألت عن هذا الراتب قيل لي انه 1200 دولار فقط! واضطر محمود درويش في نهاية المطاف للتخلي عن الشقة والعودة الي رام الله. وكانت شقة متواضعة من غرفتين فقط. وكان بعض المغرضين يعتقد انها قصر فاره، وان الرجل يعيش عيشة الملوك، وهذا غير صحيح علي الاطلاق، رغم ان محمود درويش يستحق ان يعيش افضل من كل الملوك لما قدمه للشعب الفلسطيني والامة العربية من ابداعات. من اكبر اخطاء الرئيس عرفات في تقديري كان زواجه من السيدة سهي عرفات ليس لفارق السن، وتناقض الخلفيات الاجتماعية، وانما لان هذا الزواج فرض عليه فرضا، والقصة معروفة، لكن المرة الاولي التي عرفت ان هناك شيئا ما بين الرئيس والسيدة سهي التي كانت تعمل سكرتيرة له، كانت في شهر نيسان (ابريل) عام 1990 عندما كان في زيارة رسمية الي الهند، فقد ذهبت الي نيودلهي لمقابلته وكان في صحبته السيد جويد الغصين رئيس الصندوق القومي الفلسطيني في ذلك الوقت والسيد تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، والسيد خالد سلام مستشاره الاقتصادي. السيدة سهي كانت في ابهي حلتها، وتتصرف بطريقة لا توحي بانها مجرد سكرتيرة. وبلغت الازمة ذروتها عندما طلب مرافقو الرئيس عرفات من السفير الفلسطيني في الهند اعتبارها عضوة في الوفد الرسمي، والمشاركة في الاجتماعات، والجلوس علي مائدة العشاء الرسمية في المأدبة التي اقامها رئيس الوزراء الهندي. السفير وقد اخذته العزة بالاثم رفض هذا الطلب، وقال انه لا يمكن ان يسمح لسكرتيرة ان تجلس علي المائدة. وقد حاول المرافقون اقناعه بكل الوسائل لتغيير رأيه ولكنه رفض باباء وشمم. ولم يتدخل الرئيس عرفات مطلقا في الازمة. ولم يكن هذا السفير المسكين يعلم ان خلقة السكرتيرة هذه كانت زوجة الرئيس عرفات، وكيف يعرف، ونبأ الزواج لم يعلن بعد! الرئيس عرفات بحسه السياسي والاعلامي الذكي اصر علي الذهاب الي كلكتا في الزيارة نفسها للقاء الام تيريزا في مقرها المتواضع. وكان لتلك الزيارة اثرها، وفي طريق العودة من الهند الي العراق عن طريق ابوظبي عدت معه علي نفس الطائرة، وكانت المرة الاولي التي اري السعادة بادية علي وجهه وهو يجلس امام سهي عرفات، ويعاملها بحنان غير مألوف، وعلامات الغرام والرومانسية بادية عليه، الامر الذي اثار دهشتنا لدرجة انني سألت السيد الغصين عما اذا كان يتفق معي في ملاحظتي فأومأ موافقا ومستغربا ايضا. بغل كهل رافقت الرئيس عرفات في طائرته عدة مرات، ولم افاجأ انها سقطت فعلا في الصحراء الليبية، فالطائرة قديمة مثل بغل كهل، تسير بتثاقل عجيب، ولا تتوقف عن الاهتزاز بمناسبة او بغير مناسبة، والسفر علي متنها عذاب في حد ذاته، ولكن ابو عمار لا يحس ما نحس به، ويعتقد انها افضل من طائرة الجمبو المذهبة التي يستقلها الملك فهد. خطورة الطائرة لا تكمن في قدمها وكثرة اعطالها، وانما ايضا في طريقة استخدامها. فالرئيس عرفات كان يحولها وهي التي لا يوجد فيها الا عشرة مقاعد، الي طائرة شحن، يملأها بالهدايا الثقيلة التي يحملها معه اينما ذهب، وهي ليست مجوهرات او سيوفا مذهبة، وانما مجسمات لقبة الصخرة من الصدف، علاوة علي مجموعة من الحقائب، والاكثر من ذلك انه دائما يضيف راكبا او اثنين زيادة عن العدد المقرر. في احدي السفرات الطويلة ذهبت الي المرحاض الموجود في مؤخرة الطائرة لقضاء حاجة، وإذ بالمقاعد الخلفية تحولت الي اسرة لنوم مرافقيه حتي الممر كان ايضا سريرا للنوم، وبعد تخطي مجموعة من الاجساد، والاصطدام باكثر من بندقية ومسدس بقدمي، وصلت الي المرحاض وعندما فتحته متنفسا الصعداء، وجدت ان احدهم قد حوله الي غرفة نوم. فعدت الي مقعدي خائب الامل. واقعة دبلن ولعل اغرب التجارب الشخصية مع الرئيس عرفات تلك التي حدثت في العاصمة الايرلندية دبلن في عام 1996 حيث كان مدعوا في زيارة رسمية. وبعد اللقاء معه في ساعة متأخرة بعد انتهاء محادثاته الرسمية، اتفقنا علي تناول طعام الافطار سويا في السابعة صباحا. وعندما وصلت الي جناحه في الموعد المحدد وجدت حالة من الوجوم والقلق تسود وجوه جميع مرافقيه. قالوا لي نريد منك ان توقظ الرئيس من النوم بنفسك، لان موعده اقترب مع الرئيسة. قلت لماذا لا يذهب احدكم فانتم اقرب اليه، واعرف باحواله. قالوا انت من يقوم بهذه المهمة لانه يكن لك وداً خاصاً. لعب الفأر في عبي، ولكني قلت لماذا لا، وذهبت الي غرفة نومه، وطرقت الباب، ففتحه، وكان يرتدي بزة رياضية والشرر يتطاير من عينيه، وفوجيء بانني من قام بايقاظه، وقال لي اتعرف لماذا طلبوا منك القيام بهذه المهمة؟ قلت لا وكيف لي ان اعرف، قال لانني صحوت في منتصف الليل، فوجدت فلان المكلف بحراستي والجلوس امام غرفة نومي، وقد غط في نوم عميق، واخذت سلاحه منه ولم يشعر. وقال صائحا هؤلاء غجر.. لا يعرفون ادني واجباتهم.. حارس عرفات الشخصي يغط في النوم ويشخر . ابو عمار كان يخشي الاغتيال خاصة انه تلقي العديد من التهديدات. واكشف سراً في هذا الخصوص، واقول انه من اسباب تردده في الذهاب الي غزة بعد توقيع اتفاقات اوسلو وتأجيله الموعد اكثر من مرة، وصول معلومات تفيد بان مجموعة تابعة لابو نضال (صبري البنا) قد هربت خمسة قاذفات ار. بي. جيه لاغتياله وتفجير سيارته المصفحة. الروايات عديدة، واختم بالقول انني سألته مرة عن الوصية التي يريد تقديمها الي في حياتي العملية في بداية رئاستي لتحرير صحيفة القدس العربي فقال تذكر دائما الايات الكريمة والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك صدق الله العظيم. رحم الله الرئيس عرفات.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 

حول ان الرأسمالية هي النظام وان المقاومة هي الفوضي:

تعهير اللغة والفكر تحجيبا للحقيقة

 

د.خديجة م. صفوت (*)

بات تصور هزيمة قوات الاحتلال تجديفا بحق مشروع غامض عميق التخفي مثلما كان سقوط بوش في انتخابات خريف 2004 حريّا بان يقيم دنيا المحافظين الجدد فلا تقعد. ذلك ان مثل تلك الهزيمة او السقوط حريان بان يفتحا عش دبابير او عقارب لا سبيل الي اغلاقه سوي بانهيارات غير مسبوقة جراء التجاوزات اللامتناهية والتورط في عمليات مريبة. فقد اوشكت اسواق الاسهم علي الانهيار بمغبة تلاعب كبار حملة اسهم انرون وغلوبال ترودينغ وميريل وغيرهم في 2000 في الحسابات وفي تضخيم اسعار الاسهم فالبيع والشراء علي حساب صغار حملة الاسهم وارباب المعاشات الامريكان. وتبقي احداث الثلاثاء المشؤوم 11/9/2001 وذوبان اقتصاد الارجنتين في 2002 وصولا الي تلفيق وجود اسلحة الدمار الشامل وتجاوزات هاليبيرتون وفضائح ابو غريب وغيرها من سجون العراق والمغالطة في اعداد المدنيين العراقيين ممن راحوا ضحية القصف الامريكي العشوائي للاحياء السكنية منذ معركة بغداد مارس 2003 وصولا الي الفلوجة غير قابلة للافصاح عنها فسفور وجه حقيقتها قمين بفضح مسؤولية مغبتها مما قد يحل شرط نهاية عوالم بكاملها. وقياسا تطرح مغبة اجتياح العراق وكانه ان خرجت قوات الاحتلال اقرت الاخيرة والحكومة المؤقتة بالهزيمة، او انه ان خرجت قوات الاحتلال من العراق سقط العراق في الفوضي؟ سوي ان طرح السؤال بهذه الصورة يشخصن محنة قوات الاحتلال والحكومة الاجيرة مرة، ومرة اخري يصور الصراع الدائر بين الاخيرتين والمقاومة العراقية بوصف ان المقاومة مسؤولة عن الكارثة المحدقة بالعراقيين ووطنهم جميعا. فالمقاومة هي المسؤولة عن خطر انهيار العراق فانتشار ما يسمي بالفوضي ـ اي السخط الشعبي فالانتفاضات الشعبية ـ في المنطقة بكاملها. ويبقي من عدم الانصاف والبعد المعيب عن الموضوعية طرح السؤال بتلك الطريقة. ذلك ان القضية ليست كما تطرحها قوات الاحتلال والحكومة العراقية ـ البنتاغون والمحافظون الجدد بالاحري ـ من وجهة نظر تكرس خطأ مفاهيم تجأر بان امريكا تحرر العراق باحلال شرط دمقرطته في عين ما يحيق بالعراقيين بكافة فصائلهم. وتدفع العزة بالاثم قوات الاحتلال الي: 1 ـ الاصرار علي ان المقاومة التي انتظمت الشيعة والسنيين وغيرهما من كربلاء والعمارة والبصرة والرمادي والفلوجة وبغداد ليست سوي عمل حفنة من الصعاليك ولا تحظي بشعبية. 2 ـ التستر وراء طروحات غير معقولة لاخفاء الحقيقة الماثلة وهي ان الشعب العراقي يحرر نفسه بنفسه من قوات الاحتلال وتداعيات النظام السابق معا. 3 ـ تجاوز مثول حقيقة مقاومة شعبية بهذا الوصف مما ينشر الذعر في قلب قوات الاحتلال ونظائرهم في كل مكان من المتحالفين علنا والمتواطئين سرا والذين تنخلع قلوبهم لمحض تصور انتصار ثورة شعبية في المنطقة او في اي مكان. 4 ـ تسمية ما يحدث بغير اسمائه فالفوضي التي توصم بها المقاومة العراقية ومغبة انتصارها ليست سوي ابلسة للمقاومة الشعبية العراقية. وما ننفك نحن بالمقابل نخلف للمحافظين الجدد تعريف الارهاب علي حساب اي معارضة منظمة او غير منظمة فوصم اي مقاومة بالفوضي. فقد وصم قاموس الاستحواذ الرأسمالي ونظيره او ـ وذلك المشروع المتستر خلقه علي مر التاريخ ـ الحركات الشعبية بالفوضي علي مر التاريخ. فالرأسمالية هي النظام وحكم القانون وكل ما عداها فوضي وخروج علي القانون فانهيار حكم قانون الرأسمالية فيما تخرج هي كقطاع الطرق عن القانون الذي تضعه تكتيكيا في مرحلة ما. 5 ـ تمارس خداع الذات فتتصور انها بسبيل محض تجاوز حفرة صغيرة تسمي الفلوجة تجد نفسها في هوة بلا قرار. ذلك ان التخاتل والمخادعة والتكاذب علي الحقيقة حري بان يرمي بصاحبه في حفرة الصلافة فيحجب عنه ما بين يديه وما خلفه وما امامه ليقع لا محالة في شر اعماله. وفيما تمارس كل من قوات الاحتلال والادارة الامريكية خداع الذات بشأن قوة المقاومة العراقية من ناحية تصر قوات الاحتلال من ناحية اخري علي ثبات تحالف دول اخري معها في حين تخرج تلك الدول بمواطنيها واحدة بعد الاخري من اقلها تعبيرا عن التحالف مثل كازاخستان ـ ويمثل رسميا محض 27 عسكريا ـ الي اكبر حلفائها كاسبانيا الاعلان عن فالترتيب لاجلاء قواته تباعا. فرغم ان كازاختسان مرتهنة بسياسات امريكا في اسيا الوسطي اكثر من اي دولة اخري الا ان مختار التينباييف صرح بانه لن يرسل قوات اخري بعد 30 مايو. وتسحب اسبانيا احدي حليفين اساسيين في حملة حرب العراق بداءة قواتها صبيحة سقوط خوزيه ماريا اثنار رئيس الحزب الشعبي في انتخابات مارس 2004 لحساب رئيس الحزب الاشتراكي رودريغاس ثابيتيرو باشهر بمغبة حملة تصويت استفتائية علي تورط اسبانيا في الحرب علي العراق، فقد صوت اكثر من 80% من الشعب الاسباني في معارضة شعبية واسعة للحرب العراقية. وتكابر قوات الاحتلال الاعتراف بالواقع الماثل من وقوفها ـ فيما خلا توني بلير رئيس الوزراء البريطاني ـ شبه منفردة فمعزولة فيما لم يعد ما تفعل امريكا وما تصرح به بالحاح يعني شيئا سوي مزيد من الانعزال. فان تنسحب كازاخستان واسبانيا تسحب معظم الدول من روسيا الي فرنسا مواطنيها من الخبراء والمستشارين بمغبة الحرمان من العقود والاستثمارات الواعدة بالعمل في العراق. ولعل معركة الفلوجة تجبر أمريكا علي الابتعاد عن الصراع الذي خلقه وجودها وربما نظرت امريكا الي المسألة العراقية من زاوية التعين علي استبصار المشاكل التي خلقها الاحتلال فمعالجتها. أم ان ذلك بمثابة الخطيئة القاتلة في اجندة المحافظين الجدد؟ ويقول احد المعلقين من العراق صبيحة اندلاع معركة الفلوجة ـ وقد باتت الاخيرة معقلا للمتشددين وليست مدينة بسكانها وتاريخها ـ ان مهمة امريكا القضاء علي الارهاب فتوفير الحياة العادية للناس العاديين باعادة التاريخ الي مساره بعد 30 عاما من نظام حكم الناس بالحديد والنار. ولا يدري المرء (أة) من اين يبدأ ـ تبدأ ـ لايقاف مفردات الثلاثة اسطر اعلاه وحدها فوق قدميها. فمن الارهابي؟ وهل الفرق ان الارهاب الامريكي سواء بالمارينز او بحكومة علاوي مدفوع الاجر والاخر ـ المقاومة ـ بلا اجر سوي تحرير العراق؟ ما هي مواصفات الحياة العادية؟ هل عادية الحياة هي ممارسة انماط سلوك امريكية ممنتجة للتصدير وحسب؟ وهل اعادة التاريخ الي مساره هو كتابة تاريخ العراق والمنطقة يتمأسس فوق محو تاريخ العراق وازالة كل اثر ثقافي وتدمير اي شاهد حجري علي العراق وتاريخه الشعبي والرسمي معا؟ ومن الذي لفق سلطة انظمة حكمت الشعوب العربية والمسلمة مما تعاير تلك الشعوب اليوم به؟ اذ تدفع الشعوب ثمنا غاليا تكفيرا عنه. ومن الذي يحكم العراقيين تباعا بالحديد بالنار حقا؟ اليس من حسنات القرن الامريكي البربري الجديد ان لم يعد ثمة التباس في تعريف الديمقراطية الغربية بتنويعاتها البرلمانية وما بعد الليبرالية؟ رب ضارة نافعة أزعم ان افضل ما حدث قياسا ان كافة المفهومات ـ التي كبلت الاكاديمية ومناهج البحث الغربية الواقع به فاعتقلت الحقيقة ـ تجأر بان اعيدوا تعريفي او ـ بالاحري فصلوا لي بدائل محررة من قميص جنون امبريقا او ـ ودعاوي الحيدة العلمية وتجاوز الاحكام القيمية البحثية المتكاذبة. فكم من العمر اهدر في تعلم ما لا طائل تحته بل ما هو اقل من عديم الفائدة ان لم يكن ضارا بالنظر والفكر والتنظيم غير الغربي طويلا. ولعلنا لم نكن في الوقوع في فخاخ الشرك بالحق والحقيقة وحدنا اذ يقول كبار أعضاء حزب العمال القديم امثال توني بن وروي هاتسلي ودينسي هيلي اخطأنا عندما تركنا توني بلير وبيتر مانديلسون واليستير كامبيل يحتكرون التبشير برسالة التحديث وصليبية الاصلاح تحت الوية حزب العمال الجديد . فكأن كل ما هو ليس محدّث محكوم عليه بالموت وكل ما لا يستجيب للاصلاح جبرا غير صالح فجدير بالاعدام بدنيا او مدنيا. سوي اننا وحدنا أخطأنا اذ تركنا لامريكا احتكار الحديث باسم الحرية والديمقراطية وتمكين المرأة والحضارة الغربية. ذلك انه فيما راح ما بعد الحداثيين يجأر بان ما لا يحدث ـ بضم الياء وشد الدال وفتحها ـ يموت تثابر النسويات المغاليات علي نشر كراهية الرجال فيقوضن اركان العائلة واواصر العلاقات السوية للفرد. فلم يثابرن علي ادعاء سواسية العلاقات المثلية الزوجية والعلاقة السوية بين المرأة والرجل في اسرة تضم الام والاب والاطفال وحسب وانما رحن ينلن من شأن الاسرة التقليدية بوصفها من رواسب التخلف البرجوازي ولم تنفك اطروحاتهم تصير تعبيرا عن تمكين المرأة في كل مكان. وقد اخطأنا عندما تطيرنا من تهمة النظرية التآمرية واذعنا لكرباج ما بعد الحداثة وسيفه الصواب السياسي واصولية تمكين المرأة مما لم ينفك ما يسمي بالارهاب ان بات يسيرا معه احلال مفردات قاموس لغة الابتزاز فالاستحواذ. وقد بات الارهاب خصوصية ثقافية بل نوعية بلون عيون وجلد الارهابيين فسحنتهم وقسماتهم الشرق اوسطية. وقد دخلت مفاهيم كالفساد والمحسوبية والرشوة قاموس لغة التكاذب بوصفها خصوصيات غير غربية ـ عربية ـ فشرقوية سابقة علي الرأسمالية. وبالمقابل فان كل ما لا يتماهي مع مفهومات الرأسمالية ما بعد الصناعية ليس وحسب متخلفا فغير جدير بالبقاء بوصفه شاهدا علي تخاتل الاخيرة وتكاذب تاريخها مستهدفا للتدمير والابادة. ونخطئ خطأ مميتا حين نبقي غافلين في سذاجة تشارف الخديعة عن حقيقة ان التاريخ الغربي الرسمي بكامله ملفق حتي النخاع. وان ذلك التلفيق كالكذب مكلف يحتاج تلفيقا يوميا ويتطلب ذاكرة قوية حتي لا يقع المتكاذب في شر اعمال تناقضاته المميتة. وقياسا تتعين امريكا علي كسب قلوب وعقول الافغان والعراقيين واستمالة قلوب العرب والمسلمين وعقولهم بالاستعمار الثقافي اي بتكثيف التخاتل عليهم. فمن اهم تمثلات تقبل الاخير احتفال المستعمر ـ بفتح الميم ـ بثقافة المستعمر ـ بكسر الميم ـ بعد رحيل المستعمر والتنافس علي استبطان فاستمثال ثقافة المستعمر دون استيعاب حقيقتها الموضوعية غالبا. وكانت غاية المثابرة علي اهانة الاخر ان يستوعب الاخر الصورة التي تنعكس علي مرآة الغرب والكباليين للآخر فيستبطن الآخر صورته فيغدو علي تلك الصورة. Aume the peception، internatlise it and become the embodiment of that perception فيما يشارف نبؤة تحقق نفسها باستبطان الهوان. الا ان امريكا ـ وقد راحت تزاول في سذاجة فاجعة او الاحري صلافة استفزازية سياسات متناقضة تماما ـ ما تنفك تخسر تلك المعركة بـ: 1 ـ المثابرة علي اهانة الشعوب وسحق صورتها الذاتية واهدار كرامتها وهويتها. 2 ـ العصف بثقافات شعوب اكثر اصالة وعراقة من الثقافة الامريكية. 3 ـ تدمير النصوص والوثائق التاريخية والشواهد الحجرية علي تلك الشعوب بغاية تحريم ـ بالمعني التوراتي السبئي بالاحري ـ تراث تلك الشعوب المادي وغير المادي. المهم في ذلك ان تدمير تلك الوثائق والشواهد الخ حري بان يقيض تزييف كل ما هو مكتوب من التاريخ بدءا بالعهد القديم واعادة تزييفه علي نحو متصل. واجادل ان خطاب الفاعلين سواء غزاة او محتلين او مستعمرين الخ وكل ما يصدر عن مفردات خطاب المستعمر ـ بكسر الميم الثانية ـ حري بان يغدو قابلا للتصديق بمثابرة الاختراق الاستعماري الثقافي الانكلو امريكي بخاصة ونظيره الاعرابي الاستثنائي السبئي ـ الملحاحة. واعقد قياسا بين تسيس العقيدة تسويغا نفعيا لكل ومشروع عبد الله اول من سيس العقيدة وراح ينادي علي عهد عشية مقتل عمر ـ تخاتل ـ بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. المهم فان اي محاولات فردية وجمعية ـ في مواجهة الاستعمار الثقافي الامريكي ـ بوصف الاخير واجهة لنظيره الاعرابي الاستثنائي ـ السبئي ـ عليها التعين بدورها علي: 1 ـ الانطلاق في كل مكان من مراكمة مفردات ترفض خطاب الدمار الشامل. 2 ـ العمل علي انشاء وتنظيم حملات مستمرة لمكافحة العداء للعرب والمسلمين. 3 ـ رفض العداء للعرب والمسلمين بوصفه عنصرية او عداء للسامية يعاقب عليه القانون باحتكار بعض طوائف الاعراب السبئيين لصفة السامية. 4 ـ تخليص مفردة المقاومة والحرب التحريرية من تهمة الارهاب. 5 ـ رفض الصاق صفة الاسلام علي مفردة الحركات الاستشهادية وكأن الاخيرة خصوصية الاسلامية. 6 ـ رفض وصف الحركات الانتحارية بالشر. 7 ـ استباق النظرية التآمرية بكشف المسكوت عنه في خطاب مشروع القرن الامريكي الجديد وما شابهه من فخاخ واحابيل الفكر والنظر الاعرابي الاستثنائي السبئي وحيث لا ترفض الرأسمالية الحوار وتفرض خطابها علي من عداها فترغم من عداها وحسب وتحتل مفردات الرأسمالية وحليفتها التشكيلة الاعرابية الاستثنائية السبئية فضاءات الحوار جميعا سواء فيزيقيا او ثفافيا واقتصاديا وتجتاح مفردات اي خطاب بديل. ولا يبقي امام موضوع كل من الرأسمالية وحليفتها الاعرابية الاستثنائية ـ اي المخضعين لهما ـ سوي خلق قاموس بديل بوصفه حري باعتاق الفكر والتنظيم البديلين. ذلك ان الاحتلال لا يكرس مفهومات تخصه وحسب وانما يجتاح ويسرق المفهومات ويحتكرها واول ما يفعل سرقة الاراشيف والاثار او ـ وتدميرها فالقضاء علي مكونات القسمات التاريخية والخصوصيات الثقافية لهوية المستعمر. و تستدعي حملة حرية العراق كل من آليات الفرنسة في الجزائر ووحشية تفريغ الارض من السكان. فذلك انه ان احتفظ بسجلات واراشيف الشعوب المحتلة الا انها تبقي وحسب حبيسة مراكز بحوث بوصفها اقطاعيات مسورة في قلب المتروبوليتانات بقوانين المخطوطات السرية. ولا يكتمل بحث بدون حجيج بحاث العوالم الثالثة والرابعة الي تلك المراكز المتخصصة ينشدون حقيقة تاريخهم القديم والحديث بلا جدوي غالبا فقد ختمت عليها قوانين السرية. فالاحتلال تنويعة علي تحريم مدن الغريم سبئيا. فقد كان الاعراب الاستثنائيون السبئيون علي الخصوص يحرمون مدن الغريم بتدميرها ماديا ومعنويا فازالتها من فوق سطح الارض او ما ينفكون يحلون طواقم قيم اذعان ثقافي انتقائي علي الغريم تصم ثقافة الغريم بعدم العراقة أو الاصالة مقارنة مع ثقافة المحتل وحلفائه الاعراب الاستثنائيين. فان تعين الاعراب الاستثنائيون علي القضاء علي القيم الاخلاقية والروحية لشعوب كالانكليزية والامريكية وصولا الي احلال ثقافية لا معيارية رغم وربما بسبب ثراء الاول فقد غدي الانكليز والامريكان محض فائض انتاج الاعراب الاستثنائيين السبئيين. ويدرك الاعراب الاستثنائيون ان القضاء علي الانكليز والامريكان مثلا لم يعد من ثم يحتاج لاكثر من ضغط ذر اليكتروني والعالم مشرف علي ما هو اخطر من الانهيارات المالية العظيمة لاعوام 1928 ـ 29 فحلول الازمة الاقتصادية الكبري في ثلاثينات القرن العشرين. وكانت ازمة ثلاثينات القرن العشرين مثلا قد خلقت شرط انتشار المجاعة في قلب اغني الولايات الامريكية مما كتب فيه شتاينبيك عناقد الغضب. تعهير اللغة والفكر لتحجيب الحقيقة يتزايد يقيني يوميا ان المعركة اليوم ليست وحسب بين قوات الاحتلال والشعب العراقي ولن تكون بين قوات احتلال الاوطان العربية والاسلامية المعدة وقد صفت كالشياه للذبح تباعا وانما والي ذلك هي معركة تزييف اللغة بصورة نهائية. ذلك ان الحديث عن الواقع الموضوعي والحقيقة يكاد يشارف الاستحالة جراء ذلك التزييف. وسوف تستحيل الحقيقة و التاريخ يكتب امام اعيننا يوميا بقوة نيران الاباتشي والدبابات ابراهام 8 من فوهة ميكروفونات وعدسات وصحف مرقدة Embedded فوق حجر او بين احضان قوات الاحتلال والبنتاغون وحكومات اقل من اماء. فقد كانت الامة تستحي وكانت الامة والمومس تتحجبان في الزمان القديم منذ سيدنا ابراهيم. ولم تكن الحرة تتحجب. فقد تحجبت رفقة لتغوي اسحق فاعتقدها مومسا لانها اخفت وجهها فقاربها وجلست تامارا بجوار المعبد وقد تحجبت بعد ان طال عهدها بالترمل ـ ولم يبق من اخوة زوجها الا ما خلا شيلا الذي كان لم يكن بلغ سن الزواج ـ فرآها جودي حميها ووالد زوجها المتوفي فحسبها ـ وقد تحجبت ـ عاهرة فراقت له فحملت تامارا من حميها. وكان ما كان مما يذكر الاصحاح القديم سفر التكوين 24 ـ 33 و38 تنويعات عديدة عليه. وتحتاج اللغة والفكر المعاهران للتحجب للانجاب سفاحا بل باقتراف المحارم Incest. ولا ييسر التحجب للغة والفكر المعاهران الآثمان المخاتلة والتكاذب فيقيض لهما الغواية وانما اقتراف الزنا فانجاب المفردات والمفاهيم النغلة. وتزييف الاخيرة الحقيقة خصما علي اللغة والفكر البديلين وابنائهما الشرعيين الحلال.  

(*) كاتبة واكاديمية من السودان تقيم في اكسفورد

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 12 نوفمبر 2004)

 


مصر.. دعوة لتشكيل لجنة لحماية أصحاب الرأي

 

القاهرة- حمدي الحسيني

 

دعا عدد من أعضاء مجلس الشعب والمثقفين والصحفيين المصريين إلى تشكيل لجنة قومية عليا لوضع آليات عملية لدفع عجلة الإصلاح السياسي وضمان حرية التعبير وحماية أصحاب الرأي، على أن تضم اللجنة في عضويتها ممثلين عن كافة التيارات السياسية والأحزاب والنقابات وقانونيين وقضاة وأساتذة جامعات.

جاء ذلك في مؤتمر جماهيري بمقر نقابة الصحفيين المصريين ليل الأربعاء 10-11-2004 دعا إليه مجلس النقابة وشارك فيه ممثلون عن مختلف التيارات الفكرية والسياسية لبحث تصاعد الاعتداءات على الصحفيين وأصحاب الرأي في الفترة الأخيرة وكان آخرها اختطاف عبد الحليم قنديل رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة العربي الناصري فجر الثلاثاء 2-11-2004.

ويقول مراسل « إسلام أون لاين.نت »: إن المؤتمر تحول من التنديد بحادثة اختطاف قنديل إلى تجديد المشاركين لمطالبة القوى الوطنية للسلطات بسرعة تحقيق الإصلاح السياسي والدستوري الشامل تمهيدا لتداول سلمي للسلطة وإجراء مصالحة ووضع حد للانفراد بالسلطة وقصرها على فئة بعينها.

وقال القيادي حمدين صباحي عضو مجلس الشعب (البرلمان): « إن جدول الأعمال الوطني في المرحلة القادمة لا ينبغي أن يتوقف عند حد رسالة التخويف التي تمثلت في اختطاف قنديل ». ودعا صباحي -الذي تعرض نفسه لاعتداء من رجال الأمن في مارس 2003- بضرورة « التصدي لاحتكار السلطة ومقاومة الفساد ورفع سقف المطالب الشعبية للنظام ».

لجنة تحقيق

وطالب حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان لمتابعة سير التحقيقات في جريمة الاعتداء على قنديل، على أن يتم إعلان نتائج التحقيقات النهائية للرأي العام « لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث الخطيرة ».

من جانبه طالب عبد الله السناوي رئيس تحرير صحيفة العربي بإدانة كبار المسئولين في مصر للحادث بصورة علنية لتبرئة ذمتهم منه.

وأعلن عبد العظيم المغربي عضو مجلس الشعب أنه تقدم بسؤال محدد للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ليوجهه بدوره إلى وزير الداخلية حول مرتكبي جريمة اختطاف قنديل « ولم أتلق أي رد ».

وقال: إن أكثر من خمس أعضاء المجلس تقدموا بطلبات إحاطة للحكومة حول نفس القضية، مؤكدا ضرورة إثارة هذه القضية خلال الاجتماع القادم لإتحاد المحامين العرب المقرر في العاصمة السودانية الخرطوم أوائل ديسمبر 2004.

موقف ثابت

من جانبه قال قنديل: إن ما حدث له لن يثنيه أبدا عن مواقفه ضد تمديد فترة حكم جديدة للرئيس مبارك وضد توريث السلطة في مصر مهما كان الثمن الذي سيدفعه دفاعا عن موقفه.

وأعرب عن اعتقاده أن « القضية أكبر بكثير من مجرد الاعتداء على شخصي بل تصل إلى حالة التحول التي لم يعد هناك بد منها، سواء في العالم العربي الذي ينظر إلى ما يجري في مصر باعتبارها رأس وقلب العروبة ».

وكان نقيب الصحفيين المصريين جلال عارف قدم مذكرة للنائب العام المستشار ماهر عبد الواحد للمطالبة بالتحقيق في حادث اختطاف قنديل أثناء عودته إلى منزله في منطقة الهرم (غرب القاهرة) على يد مجهولين قاموا بتجريده من ملابسه وإلقائه في الصحراء خارج حدود القاهرة. واعتبر نقيب الصحفيين هذا الحادث « عدوانا خطيرا على حرية الرأي »، وطالب السلطات بسرعة العمل على الكشف عن الجناة وعن دوافعهم.

الحركة من أجل التغيير

وتأسست في مصر في أكتوبر 2004 « الحركة المصرية من أجل التغيير » التي تضم في عضويتها ما يزيد على 600 من المثقفين المصريين من مختلف الاتجاهات والأحزاب بهدف ترشيد صنع القرار في الدولة وتنشيط المجتمع المدني وتوعيته بمخاطر ما وصفوه بـ »حالة اختطاف مصر ».

وشارك قنديل في تأسيس هذه الحركة، وقال في تصريحات إعلامية وقتذاك: إن حركة المفكرين والمثقفين هذه تسعى إلى كسر احتكار السلطة السياسية للأمور ورفض التغيير، وأيضا محاولة كسر احتكار الرئاسة.

وأشار إلى أن نوايا الحزب الوطني اتضحت بالرغبة في التجديد للرئيس مبارك لولاية خامسة إضافة إلى مخاطر سيناريو التوريث.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 11 نوفمبر 2004)


 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.