TUNISNEWS
6 ème année, N° 2112 du 04.03.2006
نهضة.نت: الشيخ الفاضل البشير يعقوب في ذمّة الله الأستاذ إبراهيم سويسي: الشيخ الفاضل البشير يعقوب في ذمّة الله الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ المجلس الوطني للحريات بتونس: في اليوم التضامني مع محمد عبّو: منع وقفة تضامنيّة بالقوّة أمام سجن الكاف وخرق حرية التنقّل قدس برس: تونس: المعارضة تستقبل الاعتراف بحزب جديد بتحفظ الصباح: مولـود جديد يعـزّز المشهـد السياسـي والمسـار الديموقراطي التعـددي الشروق:«الخضر» الحزب التاسع في البلاد والخامس في عهد التغيير رويترز: الجزائر تطلق سراح مقاتلين إسلاميين سابقين بموجب عفو يو بي أي: قيادات في جبهة الانقاذ الجزائرية ترفض اجراءات الحكومة للمصالحة في البلاد عبد الحميد الصغير: لماذا أغلق هذا المسجد ؟ علي محمد شرطاني: الوضع الجبائي وعلاقته بالتنمية والمخاطر والخسائر المترتبة عنه نصر الدين بن حديد: تعقيبًا على الزميل محمّد معالي- أنصاف الحقائق… أرباع الوقائع محمد العروسي الهاني: خواطر ومقترحات حول الذكرى الخمسين لميلاد الاستقلال سامي بن غربية : التحفة الطرابلسية في عتق الرقاب التونسية الصباح: عبد الحميد بن مصطفى يدلـي بشهادة تاريخية المبروك بن عبد العزيز: أمريكا ليست بحاجة لنصائح القادة العرب
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
الله أكبر إنا لله وإنا إليه راجعون
الشيخ الفاضل البشير يعقوب في ذمّة الله
بقلوب حزينة ولكنها راضية بقضاء الله محتسبة تنعى حرك النهضة ركنا من أركان العلم ببلادنا الشيخ الفاضل البشير يعقوب الذي وافاه الأجل بمدينة قبلي، يوم الخميس 02 صفر، 1427 . فلم تكد تمضي أيام على رحيل شيخنا ومعلمنا العلامة الجليل عبد الرحمن خليف فقدت تونس علم آخر من أعلامها من العلماء المخلصين، ومن الدّعاة العاملين، بعد عمر دؤوب في التعليم والتربية حينا وفي الدعوة والخطابة حينا آخر.
إنّه الشيخ البشير يعقوب الذي يعرفه أبناء ولاية قبلي خاصّة أستاذا للعلوم الإسلامية في المعاهد الثانوية، وإماما خطيبا في « مسجد بلال » بمدينة قبلي ما ينيف عن الثلاثين عاما، ومدرّسا في مساجد المدينة، ومحاضرا متميزا في دور الثقافة، وسندا قويا للحركة الإسلامية، ناصحا وموجها لشبابها وقياداتها الجهوية من بينهم الفقيد المرحوم الأزهر النعمان الذي كانت له علاقة متميزة مع شيخنا الفقيد. تخرّجت على يديه أجيال من طلاب العلم، واستنار بخطبه ودروسه وهديه الآلاف من المتعطشين للارتواء من منهل القرآن الكريم والساعين للسير على خطى النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم.
لقد كان رجلا عند المحن، وجلدا عند الفتن. أغْرِي بالمناصب والجاه فأبى، وهُدِّد وحُذِّر فصمد. توبعت خطبه وروقبت بغية تصيّد التّهم فلم ينالوا شيئا، وما لبثوا وراءه حتّى أجبروه على ترك المنبر منذ سنتين.
بهذه المناسبة الأليمة تتقدم حركة النهضة إلى عائلة الشيخ البشير يعقوب بأحرّ التعازي وكذلك إلى أحبّائه وطلابه وإلى كافّة أهل نفزاوة ومن ورائهم كلّ التونسيين. سائلين العليّ القدير أن يتغمّد فقيدنا برحمته، وأن يسكنه جنّته وأن يحشره مع عباده الصّالحين.
و »إنّا لله وإنّا إليه راجعون ».
03 صفر، 1427 الموافق 03 مارس 2006
الشيخ راشد الغنوشي
حركة النهضة بتونس
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 3 مارس 2006 على الساعة 6 و 37 مساء بتوقيت لندن)
الله أكبر الله أكبر إنا لله وإنا إليه راجعون
الشيخ الفاضل البشير يعقوب في ذمّة الله
توفي بمدينة قبلي، يوم الخميس 02 صفر، 1427 هـ / 2 مارس 2006 م
بعد رحيل شيخنا العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن خليف ها هو ذا علم آخر من أعلام تونس، ومن العلماء المخلصين، ومن الدّعاة العاملين، ينتقل إلى الرفيق الأعلى بعد عمر دؤوب في التعليم والتربية حينا، وفي الدعوة والخطابة حينا آخر.
إنّه الشيخ البشير يعقوب الذي يعرفه أبناء ولاية قبلي خاصّة أستاذا للعلوم الإسلامية في المعاهد الثانوية، وإماما خطيبا في « مسجد بلال » بمدينة قبلي ما ينيف عن العشرين عاما، ومدرّسا في مساجد المدينة، ومحاضرا متميزا في دور الثقافة، ونقابيا منافحا عن العمال في النّقابة، ومصلحا حكما بين المتنازعين، ودليلا ومرشدا للمسترشدين،… فتخرّجت على يديه أجيال من طلاب العلم، واستنارت بخطبه ودروسه وهديه الآلاف من المتعطشين للارتواء من منهل القرآن الكريم والساعين للسير على خطى النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم.
لقد كان رجلا عند المحن، وجلدا عند الفتن. أغْرِي بالمناصب والجاه فأبى، وحُذِّر ثمّ هُدِّد فصمد. عندما أراد الحجّ عرضوا إخراج اسمه من قائمة القرعة فرفض إلا أن يكون فيها كسائر المؤمنين. ولقد توبعت خطبه وروقبت بغية تصيّد التّهم فلم ينالوا شيئا، وما لبثوا وراءه حتّى أجبروه على ترك المنبر منذ سنتين. بتعلّة « التحريض على الجهاد » كما أصيب بالحسرة بعد سجن ابنه « التهامي » بتهمة « نيّة الرّغبة في الذّهاب إلى العراق للجهاد » مع ثلّة من شباب المنطقة. وكان يرجو إطلاق سراحه وهو الشابّ اليافع ولكنّ رجاءه لم يتحقق فغادر هاته الحياة وابنه وراء القضبان.
ولقد هبّت منطقة نفزاوة من جميع أطرافها من فطناسة إلى الفوّار ، يوم الجمعة، لتودّع الشيخ الفقيد البشير يعقوب إلى مثواه الأخير، ولقد تجمّع النّاس حول بيت الشيخ نساء ورجالا، شيبا وشبابا، كبارا وصغارا،… في جمهرة لم تشهد لها المدينة مثيلا. وازدحمت حركة المرور فيما بين البيت والمقبرة حتّى اضطرّ حرس المرور لتنظيمها. وانطلقت الجنازة من بيت الشيخ قرب جامع بلال وتوجّهت نحو مقبرة المدينة على بعد كيلومترين. والمشيّعون يهتفون بكلمة التوحيد » لا إله إلا الله، محمّد رسول الله » فهي الكلمة التي التقوا عليها مع الشيخ في حياته، وها هم الآن يودّعونه عليها بعد مماته. فهي الكلمة التي تختصر علاقة الناس بهذا الرجل الذي وهب حياته لخدمة هذا الدين. وطيلة فترة إمامته لمسجد بلال لم يقبض ولو مليما واحدا فقد كانت منحته تدخل مباشرة صندوق المسجد. ولم يسع رحمه الله تعالى إلى الإمامة ولم تنصّبه هيئة رسميّة بل ألزمه بها روّاد المسجد الذين اجتمعوا وراءه وثبّتوه إماما خطيبا.
لقد كان يوما عصيبا يوم فراقك يا شيخ البشير، فإن تركت عند من حضروا ألما ولوعة فلقد تركت عند أبنائك المهاجرين مثل ذلك وحسرة لعجزهم عن حضور الجنازة. وتباعد مواطنهم زادهم إحساسا باليتم والغربة، ولم يجدوا سوى الهواتف يتبادلون عبر أثيرها آلامهم. وكم تعالت آهاتهم وزفراتهم خلالها، وارتفعت حناجرهم بالشهيق والبكاء الذي لا يملكون له أمرا،…
لقد غادرنا شيخنا الحبيب وعدد كبير من أبناء قبلي الذين نشؤوا في كنفه، واغترفوا من علمه وتربيته في المهجر هنا وهناك، ولم يتيسّر لهم أن يلقوا عليه نظرة وداع، ولا حتى أن يشيّعوه إلى مثواه… إنّ القلب ليحزن، وإنّ العين لتدمع، وإنّا لفراقك يا أستاذنا ويا شيخنا لمحزونون. وإننا لنتشوّف للقائك في جنّات ونهر عند مليك مقتدر. واعلم أنّ ما بذرته من علم وما نشرته من دعوة لن يضيع بإذن الله تعالى فلتقرّ عينك، وليهنأ بالك « فالله لا يضيع أجر المحسنين ».
إنّ فقدان الشيخ البشير يعقوب محطة هامّة أمام تلاميذه وأحبّائه من شأنها أن تشدّ أزر الدّعاة العاملين منهم فتحفّزهم لمزيد من البذل والعطاء، كما أنّها محطّة اعتبار وتذكّر للذين طال عليهم الأمد وبعدت بهم الشّقة وانغمسوا في الحياة اليوميّة فشغلتهم أموالهم وأهلوهم أن يعودوا من قريب وليتواصلوا مع نهج الشيخ والعاملين فيه وليجدّدوا العهد مع الله تعالى بالعمل والدعوة في سبيله.
إنّ الشيخ كان نصيرا للحركة الإسلامية وسندا لأبنائها معلّما ومربّيا وناصحا. ولقد كانت له علاقة متميّزة مع الأستاذ محمد الأزهر النعمان الذي توفّي منذ فترة قصيرة نتيجة ما لاقاه من تعذيب وسجن. لقد كان الشيخ البشير لا يحبّ الحماس الزّائد عن الحدّ، ولا الانفعالات العاطفية بل كان حريصا على العمل الرّصين، المؤسس على حسن التدبير والتفكير المتين والصبر الجميل ولو كان لا يؤتي أكله إلا بعد حين. كان هذا نهجه المبني على الفهم الوسطي للإسلام بعيدا عن غلوّ الغالين، وانتحال المنتحلين، وتساهل المتساهلين.
وقد أثبتت الأيام صحّة هذا المنهج. فقد كان بحقّ من روّاد المنهج الوسطي الذي تبلور عبر خطبه ودروسه ومحاضراته ولكن تواضع الشيخ وتهميش أهل العلم في بلادنا حال بينه وبين الإشعاع اللاّئق به إلا في محيطه القريب فكان بحقّ مدرسة ورافدا للإسلام الوسطي امتدادا لخط جامع الزيتونة المعمور ومشايخه الأفذاذ مثل الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ومحمد الفاضل بن عاشور ومحمد صالح النيفر،… وتواصلا مع نهج الإمام الشهيد حسن البنا الذي يقوده الآن الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله.
وفي الختام لا يسعنا بعد هذه الفجيعة إلا أن نتقدّم إلى عائلة الشيخ البشير يعقوب بأحرّ التعازي وكذلك إلى أحبّائه وطلابه وإلى كافّة أهل نفزاوة ومن ورائهم كلّ التونسيين. ونسأل الله العليّ القدير أن يتغمّد فقيدنا برحمته، وأن يسكنه جنّته وأن يحشره مع عباده الصّالحين.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الأستاذ إبراهيم سويسي
أ نقذوا حياة محمد عبو
أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس
الهاتف: 71.340.860
الفاكس: 71.351831
تونس في: 04 مارس 2006
بــــــــــــــــــلاغ
علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن المساجين السياسيين المقيمين ببرج الرومي وعددهم 16 من بينهم السادة:
– كمال بسباس
– خالد الدريسي
– لطفي الجباري
– لطفي النجار
– علي الزواغي
– علي شنيتر
– سامي الفتيتي
– الهاشمي بكير
– علي الغضبان
– فيصل المهذبي
– علي رمزي بالطيبي ( مضرب منذ 16/2/2006 )
– نبيل النوري
– أيمن الهذلي
– محمد بوعزة
– أحمد البوعزيزي
قد دخلوا بداية من يوم أمس 3/3/2006 في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم علما و أنهم قضوا إلى حد اليوم ما يزيد عن 15 عاما من السجن .
كما علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد الهاشمي المكي يعاني من مرض خطير و هو الآن مقيم بمستشفى أريانة منذ ما يزيد عن 20 يوما للعلاج وقد يكون مصابا بسرطان الرئة نتيجة للظروف التي عانى منها في مختلف السجون التونسية .
رئيس الجمعية
الأستاذ محمد النوري
المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 3 مارس 2006
في اليوم التضامني مع محمد عبّو
منع وقفة تضامنيّة بالقوّة أمام سجن الكاف وخرق حرية التنقّل
استجابة لنداء 9 جمعيات تونسية مستقلة كان من المفترض أن تنظّم وقفة تضامنية يوم 2 مارس أمام سجن الكاف حيث يعتقل المحامي والناشط الحقوقي محمد عبّو منذ 1 مارس 2005. كان الهدف منها المطالبة بإطلاق سراح هذا الوجع البارز في المحاماة التونسية الذي حكم عليه بثلاث سنوات ونصف سجنا على إثر مهزلة قضائية رفضت فيها هيئة المحكمة الاستماع إلى المتهم والشهود وبعد هضم جانب الدفاع الذي لم يتمكّن من المرافعة.
وقد أُدين الأستاذ محمد عبّو من أجل جريمة رأي بعد نشره على شبكة الانترنت مقالا أثار حفيظة السلطات التونسية.
ويثير هذا الاعتقال التعسفي قلق جمعيات المجتمع المدني المستقلة في تونس التي تعتبر الأستاذ محمد عبّو رهينة سياسية يُعدّ الاحتفاظ به في السجن رديفا لمصادرة حرية الرأي ولاختلال العدالة وللملاحقات التي تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقفون ضدّ التحكم الأحادي للسلطة في الفضاء العام ويتصدّون للدفاع عن الحريات الأساسية المكفولة بالدستور التونسي.
وكان تحرك هذا اليوم مناسبة جديدة لممثلي المجتمع المدني للوقوف على أنّه ليست حرية التعبير والتنظم تقع مصادرتها بل كذلك حرية التنقل. فقد تمّ قطع جميع الطرق المؤدية إلى مدينة الكاف (270 كلم في الشمال الغربي لتونس) من قبل عناصر الحرس الوطني المعززين بالبوليس السياسي والذين أوقفوا سيّارات مناضلي الجمعيات وأجبروهم على العودة (سمير بن عمر وسامي نصر).
ولم يتمكّن من التجمع أمام سجن الكاف سوى سامية عبّو التي كان يوم زيارتها لزوجها والمناضلين القاطنين بالكاف (الأستاذ نجيب الحسني وعبد القادر بن خميس) ومن جندوبة (الأستاذين الهادي المنّاعي وسعيد المشيشي). وقد هاجمت عناصر من البوليس بالزي المدني كانت متواجدة بكثافة أمام سجن الكاف السيدة سامية عبّو حين رفعت لافتة تطالب بإطلاق سراح زوجها تم انتزاعها منها.
وأعلنت سامية عبّو أمامهم أنّها » أمتنع عن زيارة زوجي وهو خلف القضبان، فأبنائي يبكون كلّما جاء موعد الزيارة، وأنا سأحضر كلّ يوم خميس أمام باب السجن بهذه اللافتة حتى يخرج منه« .
هذا وقد تم احتجاز سيارة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي اصطحب علي بن سالم وعمر المستيري في الطرق السريعة على مستوى مجاز الباب منذ التاسعة صباحا حتى التاسعة ليلا بعد افتكاك أوراق السيارة. كما التحقت بهم 6 سيارات أمن وشاحنة خلال الليل رافقت المجموعة التي انظم إليها الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني وسامية عبّو في طرق عودتهم إلى منطقة أمن ضاحية منّوبة التي امتنع موظفوها عن تسليم وثائق سيارة الأستاذ العيادي.
والمجلس الوطني للحريات بتونس :
– يعبّر عن إدانته لهذه الأساليب المشينة التي يسلكها موظفو وزارة الداخلية التونسية.
– يؤكّد تضامنه الكامل مع سامية عبّو ويلتزم بالوقوف إلى جانبها في نضالها من أجل إطلاق سراح الأستاذ محمّد عبّو.
– يرفض هذا الخرق الفاضح وغير المسؤول لحرية التنقل في البلاد انتهاكا للقوانين التونسية والمواثيق الدولية.
عن المجلس
الناطقة الرسمية
سهام بن سدرين
شهادة السجين عبد الكريم البعلوشي
ينقلها: الحبيب امباركي
في سجن الهوارب سنة 1995 فرض المدير نبيل العيداني أجراء تعسفيا يتمثل في ان تقتصر الفسحة على القيام بدورتين فقط « مع الالتزام بالطابور » ثم الجلوس أرضا حتى انتهاء الوقت المخصص لها.
تهنئة من حزب العدالة والتنمية
حزب العدالة والتنمية
الأمين العام
1 صفر 1427
فضيلة الاخ الشيخ راشد الغنوشي
رئيس حركة النهضة التونسية
حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقينا ببالغ البهجة والسرور نبأ إطلاق سراح عدد من المساجين التونسيين ومن بينهم عشرات من أعضاء وقيادات حركة النهضة ، وإننا إذ نهنئكم على هذه النعمة التي من الله بها على الشعب التونسي، لنعرب لكم عن ارتياحنا لقرار السلطات التونسية متابعة أوضاع المفرج عنهم بهدف تسهيل اندماجهم في الحياة الاجتماعية، وأملنا أن يحظى باقي سجناء الرأي بحريتهم لما فيه خير البلاد والعباد.
كما أرجو أن تبلغوا تهاني الحارة وتهاني كافة أعضاء حزب العدالة والتنمية للمفرج عنهم ولأسرهم ولأبناء حركة النهضة.
تقبل الله من الجميع عملهم وبلاءهم وكتب ذلك عنده حسنات وأجورا، ووفقكم لمزيد من التوفيق في عملكم آمين.
الأمين العام
د. سعد الدين العثماني
(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 4 مارس 2006 على الساعة 7 و3 دقائق مساء بتوقيت لندن)
تونس: المعارضة تستقبل الاعتراف بحزب جديد بتحفظ
« حزب الخضر للتقدم » يتسلم التأشيرة القانونية
مولـود جديد يعـزّز المشهـد السياسـي والمسـار الديموقراطي التعـددي
تونس ـ الصباح
تعزز المسار الديموقراطي التعددي في تونس بولادة حزب جديد لينضاف الى المشهد السياسي في بلادنا ويحمل اسم «حزب الخضر للتقــــــــدم».
وبمناسبة تسلمه امس التأشيرة القانونية لهذا المولود الجديد اكد السيد المنجي الخماسي بوصفه الامين العام للهيئة التأسيسية لهذا الحزب في لقاء جمعه بثلة من الاعلاميين ان «حزب الخضر للتقدم»
من ابرز اهدافه الحفاظ على المكاسب البيئية باعتبارها تمثل احد مرتكزات العيش الكريم للانسان وجزءا من حقوقه الاساسية الى جانب السعي الى تطوير التشاريع ذات الصلة بالبيئة مع الالتزام بها ترسيخا للثقافة البيئية على مستوى الافراد والمجموعات ومقاومة المظاهر المخلة بالتوازن الطبيعي ومقاومة جميع مصادر التلوث المضر بالصحة والتشويش السمعي والتصحر والانجراف والسعي لابرام اتفاقيات بيئية بين بلدان المغرب العربي والعالم العربي دعما للتآزر والتضامن بين شعوبه للحفاظ على هويته وتراثه الطبيعي ومقاومة الافات المهددة له وتعزيزا لوحدته اضافة الى تعميق الحس الوطني والحفاظ على المكاسب الدستورية ودعمها.
الهيئة التأسيسية
ذكر الامين العام ان الهيئة التأسيسية للحزب تتركب من السادة والسيدات: المنجي الخماسي ـ آمال لكحل ـ فتحي زغندة ـ رياض حمودية ـ فتحي الدرقاشي ـ علي مراد ـ شاكر بن سعيد ـ فوزي عز الدين ـ شريفة مرزوقي ـ كريمة حسني.
واشار الى ان مطلب الايداع تم تقديمه الى مصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية يوم 14 نوفمبر 2005 طبقا لاحكام القانون الخاص بتنظيم الاحزاب السياسية ـ وتم امس اسناد التأشيرة القانونية لهذا الحــــزب.
ولاحظ السيد المنجي الخماسي ان الهيئة التأسيسية تضم عديد الكفاءات والحزب مفتوح لكل الطاقات المؤمنة بالعمل البيئي والمحافظة على سلامة المحيط مؤكدا ان تونس في حاجة الى مثل هذا الحزب نظرا الى ان «الخارطة السياسية في تونس تحتاج الى حزب يدافع عن البيئة وحق الانسان في محيط سليم مثل ما هو معمول به في عدة بلدان عربية وغربية».
الآفاق.. وشعار الحزب
وحول افاق نشاط هذا الحزب ذكر السيد المنجي الخماسي ان السعي جار لتوظيف كل الطاقات لبعث جامعات واستقطاب قواعد في مختلف جهات البلاد اعتمادا على نظام داخلي يعطي الجانب النضالي الاولوية.
وفي علاقة هذا المولود الجديد ببقية الاحزاب والنسيج الجمعياتي الوطني اشار الى «اننا نمد ايدينا لكل الاطراف لمن لهم نوايا صادقة في التعامل لمصلحة تونس». مؤكدا ان المؤتمر التاسيسي سوف يعلن عنه في الابان والشأن ذاته بالنسبة لمقر الحزب. اما الهيئة التأسيسية فينتظر ان تجتمع في ظرف اسبوع من الآن.
وقال «لنا تصور متكامل فيما يخص الشأن البيئي والتنمية عموما في تونس.. ومن مبادئ الحزب في الفترة القادمة المشاركة في كل المحطات الانتخابية»، مشيرا الى انه بصفته الامين العام لهذا الحزب وهو في الوقــت ذاته نائب في البرلمان باسم الشعب وباسم «حزب الخضر للتقـــدم».
أما شعار الحزب فيتمثل في «حمامة بيضاء تحمل غصن زيتون تتوسط دائرة خضراء».
وردا على بعض الاستفسارات المتعلقة بانتماء السيد المنجي الخماسي الى الحزب الاجتماعي الديموقراطي التحرري قبل استقالته منه في اكتوبر الماضي فقد اكد ان تلك مرحلة ولّت ولا داعي لاثارتها مجددا مؤكدا ان «انتمائي الى التحرري يعود الى تصور اجتماعي قريب من البيئة وكان الحزب آنذاك يدعى الحزب الاجتماعي للتقدم.. ولكن لعدة اسباب فضلت الاستقالة وغادرت ذلك الحزب نهائيا منذ اكثر من خمسة اشهر».
ع ـ ت
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 4 مارس 2006)
ولادة حزب سياسي جديد في تونس:
«الخضر» الحزب التاسع في البلاد والخامس في عهد التغيير
* تونس ـ «الشروق»:
أعلن يوم أمس في تونس عن ولادة حزب سياسي جديد تحت اسم «حزب الخضر للتقدم» وقد تولى أمينه العام السيد منجي الخماسي في تمام الساعة 11 و30 دقيقة من صباح أمس تسلم قرار التأسيس والتأشيرة القانونية من السيد وزير الداخلية والتنمية المحلية.
حيث ينص الفصل الأول من القرار على أنه رُخص في تكوين حزب سياسي يطلق عليه اسم «حزب الخضر للتقدم».
وتضم الهيئة التأسيسية لهذا الحزب الجديد عشرة أعضاء بينهم كوادر عليا وأطباء ورجال إعلام.
وفي أول تصريح له بعد تسلمه لتأشيرة «حزب الخضر للتقدم» قال السيد منجي الخماسي أنه يشيد بالمناخ السياسي في تونس الذي يكفل حرية العمل السياسي مؤكدا أنه لم يتعرض إلى أية تعطيلات عند تقديمه لملف حزبه الذي استوفى كل الشروط القانونية والتزم بقانون الأحزاب.
وقال الخماسي في تصريحه «إنني أتوجه بالشكر للرئيس بن علي الذي يحرص دوما على تفعيل وتعزيز المسار الديمقراطي والتعددي في تونس.
وأضاف ردا على سؤال توجهت به إليه جريدة «الشروق» إن المناخ السياسي الايجابي في تونس هو الذي شجعنا على المطالبة وتقديم ملف تأسيس حزب للخضر في تونس اضافة إلى أن الخارطة السياسية بحاجة إلى حزب يدافع على البيئة وحق الانسان في بيئة سليمة.
وقال ان حزب الخضر للتقدم الذي تحصل على تأشيرة النشاط بعد أن تقدم بملفه منذ يوم 14 نوفمبر من سنة 2005 سيعمل على تدعيم المسار التعددي والديمقراطي ملتزما باحترام القانون.
أهداف
ويهدف «حزب الخضر للتقدم» حسب ما جاء في وثيقة قانونه الأساسي التي تحصلت «الشروق» على نسخة منها إلى المحافظة على المكاسب البيئية والذود عنها إيمانا بأنها تمثل احدى مرتكزات العيش الكريم للانسان وجزء لا يتجزأ من حقوقه الأساسية.
كما يهدف إلى تطوير التشريعات ذات الصلة بالبيئة طبقا للمواثيق الدولية المبرمة في الغرض مع الالتزام بها ترسيخا للثقافة البيئية على مستوى الأفراد والمجموعات.
ويهدف الحزب أيضا إلى جعل الثقافة البيئية جزءا من حياتنا اليومية بترشيد كل المتدخلين من صناعيين وحرفيين وفلاحين للحفاظ على التوازن البيئي.
ويعمل «حزب الخضر للتقدم» على مقاومة المظاهر المخلة بالتوازن الطبيعي بالحدّ من التصنيع الكيمياوي والنووي والأسلحة المحظورة دوليا والصناعات الفلاحية المعدلة جينيا.
كما يعمل الحزب الجديد على السعي لابرام اتفاقيات بيئية بين بلدان المغرب العربي والعالم العربي دعما للتآزر والتضامن بين شعوبه للحفاظ على هويته وتراثه الطبيعي ومقاومة الآفات المهددة له وتعزيزا لوحدته اضافة إلى العمل على تعميق الحس الوطني والحفاظ على المكاسب الدستورية ودعمها تأكيدا لعلوية القانون وضمانا لاحترام الحريات العامة والأساسية.
ويتكون شعار «حزب الخضر» في تونس من حمامة بيضاء تحمل غصن زيتون تتوسط دائرة خضرا.
أحزاب
«حزب الخضر للتقدم» الذي تحصل على تأشيرة نشاطه صباح أمس سيكون الحزب السياسي رقم 9 الذي ينشط في الساحة السياسية التي تضم كلا من التجمع الدستوري الديمقراطي ـ وهو الحزب الحاكم ـ وحزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
ويعد «حزب الخضر للتقدم» الحزب السياسي الخامس الذي يتحصل على تأشيرة نشاطه بعد تغيير السابع من نوفمبر 1987 حيث تحصل في حقبة التغيير كل من «الوحدوي» و»التحرري» و»التكتل» و»التقدمي» على تأشيرة النشاط إضافة إلى الحزب الشيوعي التونسي سابقا والذي تحول إلى حركة التجديد في سنة 1993 .
تعددية
ويرى المتتبعون للشأن السياسي في تونس أن الاعلان عن تأسيس حزب «الخضر» في تونس يأتي لتعميق وترسيخ مسار التعددية في تونس التي تضم الآن تسعة أحزاب سياسية تضم مختلف التوجهات الفكرية والسياسية خمسة منها ممثلة في البرلمان ولها مقاعد في عدد من البلديات اضافة إلى تمثيلها في عضوية مجلس المستشارين.
كما ان «حزب الخضر للتقدم» يأتي ليعبر عن آراء ومواقف شرائح سياسية واجتماعية معنية بدرجة كبيرة بقضايا البيئة وسلامتها وهي قضايا تستقطب الآن الرأي العام الدولي ولها حضور قوي في الساحة العالمية.
ويذكر ان السيد منجي الخماسي الأمين العام للحزب السياسي الجديد عضو في البرلمان وسبق له أن كان ضمن قيادة الحزب الاجتماعي التحرري كما نشط في عدد من جمعيات المجتمع المدني.
* سفيان الأسود
(المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 4 مارس 2006)
الجزائر تطلق سراح مقاتلين إسلاميين سابقين بموجب عفو
قيادات في جبهة الانقاذ الجزائرية ترفض اجراءات الحكومة للمصالحة في البلاد

لماذا أغلق هذا المسجد ؟
الوضع الجبائي وعلاقته بالتنمية والمخاطر والخسائر المترتبة عنه
بقلم:علي محمد شرطاني
إن الحديث عن الوضع الضريبي والجبائي طويل وشائك ومعقد .فحسبنا منه الحديث عن الوضع الجبائي في ما يتعلق خاصة بالخطايا المحكوم بها عن جهات و أفراد وأطراف مختلفة في مختلف القضايا وفي مختلف القطاعات ،نذكر منها الخطايا المالية المترتبة عن المخالفات والجنح والجنايات وتلك المترتبة عن الصكوك المصرفية بدون رصيد وهي من الأموال التي تصبح مستحقة للخزينة العامة في حق الجاني أوالمخالف الواقع تحت طائلة القانون لصالح الحق العام .فإذا كانت هذه الخطايا في طريقها كعقوبات قانونية أقل خطرا أوأقل ضررا من العقوبات البدنية ،وهي لابد منها فإنها كثيرا ما تثقل كاهل الأفراد والجماعات والمؤسسات خاصة عندما تنتهي فيها الأحكام إلى أقصاها ،وإذا كان لابد منها فان التحقيق فيها يصبح مطلوبا لتيسير خلاصها واستفادة الخزينة العامة بها وإنهاء تعقيدات التلكئ والبطء والإمتناع عن الدفع الذي لا يكون عادة إلا بسبب العجز.وإذا كان ينظر إلى التيسير كإجراء غير رادع ومشجع على العدوان وارتكاب الجريمة والجنحة والمخالفة الموقعة تحت طائلة القانون بعد الإعتداء على أرزاق الناس أوأعراضهم أوذواتهم المادية أو المعنوية أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة أو الخاصة فلعل الحل يبقى دائما في غير تشديد العقوبة التي تثقل كاهل الفرد والمجموعة والذات المعنوية والمادية وتحدث مشاكل عائلية واجتماعية أكثر خطرا من ارتكاب الجريمة نفسها .ويبقى التيسير هو الأصل مع وجود أخلاق وثقافة وعلاقات اجتماعية إنسانية وحضارية واعية ومسؤولة .
والمسلمون هم أقدر الناس على إيجاد هذه الثقافة وهذه الأخلاق وهذا التوازن الإجتماعي الذي يجنبنا الوقوع في ما يقع فيه غيرنا ممن ليس لهم دين كديننا وثقافة كثقافتنا وأخلاق كأخلاقنا وعلاقات اجتماعية كتلك التي يجب أن تكون سائدة بيننا .
فالعقوبة المشددة ليست وحدها هي الحل الأمثل لمثل هذه المشكلات ذات الصفة المالية المعيقة لحركة التنمية ولبرامج التنمية الأسرية والوطنية.
فتيسيرا للخلاص ونفعا للفرد أو للمجموعة وحفاظا على المال العام والخاص وتيسيرا لإلحاق الأموال المستحقة للخزينة العامة وللأفراد والمجموعات في مواعيدها قد يكون من الأجدى والأكثر نفعا ولعله الأيسر والأقل تعقيدا عدم إضافة نسبة الـ50 في المائة المعمول بها وتحوير القوانين الجاري بها العمل بهذا الإتجاه .
والذي يزيد الأمر خطورة أن هذه القضايا تظل في صورة عدم الخلاص قابلة للزيادة بمرور الزمن بما يزيد المتخلد بذمته ديونا أو مستحقات أو خطايا عجزا على عجز. لينتهي به الأمر في النهاية إلى السجن مع عدم الإفراج عنه بما يجعله غير قادر على تسديد ما بذمته من دين ،ويا لهول ما يخلق ذلك من دمار اجتماعي وما يلحق الأسرة كلها من أتعاب وأضرار ….وبذلك تكون نتيجة البرنامج التنموي سواء للأسرة أو للفرد أوللدولة عكسية ،لأن المشروع التنموي وحركة التنمية لا نجاح لهما بدون علاقة التكامل التي يجب أن تكون قائمة بين الدولة وبين مجموع المنتجين من أفراد الشعب ….
ـ وهناك مشكلة أخرى أشد تعقيدا وهي الأكثر ضررا للأفراد والمجموعات ولإقتصاد البلاد وهي مشكلة الصكوك بدون رصيد وهي التي تترتب عنها ثلاثة معضلات خطيرة وكارثية على الأسرة والأفراد واقتصاد البلاد :
ـ المعضلة الأولى : تتمثل في الزج بالمدان في السجن لمدد طويلة في صورة عدم قدرته على خلاص ما تخلد بذمته من ديون كانت قد تضاعفت له أضعافا مضاعفة مما يزيد في وقوعه في العجز وما يفقده القدرة على السعي لتسديد ديونه بما أضيف إليها من خطايا وإذا كان يوجد في إيداعه السجن مبررا لمنعه من الإفلات والهروب فانه بالإمكان اتخاذ من التدابر وسن من القوانين ما يمنعه من ذلك أولا، للإبقاء على الفرص التي يمكن أن تتاح له لتسديد ديونه وخطاياه وكل ما هو متخلد بذمته من مستحقات للذوات المادية والمعنوية سواء للصالح العام أو لصالح الأفراد. وإذا كان ذلك غير ممكن أو أن تلك الإجراءات والتدابير لم تحل دونه ودون الإفلات والهروب. فلعل تلك تكون فرصة له لإعادة الحقوق إلى أصحابها ولو بعد حين مع إلغاء القوانين المسقطة لتتبعه في ذلك حتى يعيد الحق لأصحابه سواء ما تخلدمنه بذمته لصالح الأفراد أو المجموعات أو لصالح المؤسسات أو خزينة الدولة .
ذلك أن المحصلة النهائية للزج بالمدان في السجن لا يمكن أن يترتب عنها إلا فقدانه حريته ونشاطه التجاري أوالصناعي أوالحرفي أو المهني أو الوظيفي ويفقد كذلك أسرته وتفقده. ويكون بذلك قد فقد قدرته على التصرف، بما لا يمكنه مطلقا من أن يسدد ما تخلد بذمته من ديون وذلك ما يفقد الدائن كذلك الأمل والى الأبد في استعادة حقه، وتقع الخزينة العامة في خسارة الحصول على حصتها المتمثلة في الخطايا التي أثقلت بها كاهل المدان الذي يكون القضاء قد نقل العقوبة المالية إلى عقوبة بدنية أو أصدر عقوبة بدنية على مخالفة أو جريمة مالية أو ذات صبغة مادية .أليس من الأفضل توجيه القانون باتجاه توفير أكثر ما يمكن من الفرص لإستعادة المال الخاص والعام أفضل من دفعه باتجاه العقوبة البدنية التي لا مصلحة فيها لأحد، خاصة وأن ضحايا هذا الخيار القانوني وهذه السياسة القضائية هم دائما من الضعاف أو من الذين يصبح من المرغوب لحسابات معينة ومن مواقع معينة الإنتقام منهم، وأما إذا ما تعلق الأمر بالملإ وبعلية القوم الذين لا يرضون بغير الإستثراء غير المشروع على حساب المجموعة الوطنية والذين لا تمتد أيديهم من مواقع معينة ومن منحدر معين وبالتنسيق مع جهات معلومة لديها والإستعانة والإستفادة من أطراف وعناصر معينة لا يمكن إلا أن تكون ذات نفوذ ولا يرد لها طلب بل وطلباتها أوامر إلا للمليارات من الدنانير فإنهم فوق القانون، بحيث لايعاقبون وليس لأحد الحق في محاسبتهم ولا مساءلتهم من أين لهم هذا. ولا حديث عن ديون متخلدة بالذمة مستحقة للمجموعة الوطنية عليهم ولا حديث عن أموال طائلة يجب أن تعاد. وهم أبعد ما يكونوا كذلك من التتبع القانوني وإنزال العقوبات اللازمة عليهم وفق القانون من أجل التهرب الضريبي. وعن العقوبات التي يوجبها القانون عن المخالفات المالية. وعن الخطايا أو التعويض المادي أو المعنوي أو جبر الأضرار المادية كذلك والمعنوية المستحقة للصالح العام أو الخاص إلخ…
ـ المعضلة الثانية: وهي التي تكون فيها الكارثة بأن تصبح العائلة بدون عائل. ولم ينته الأمر عند ذلك الحد فقط، ولكن ليتحول هو نفسه إلى عبئ كبير يثقل كاهلها الذي أصبح مثقلا أصلا بالفقر والديون والحرج الإجتماعي وغير ذلك من المآسي. وما يترتب عن ذلك من مشاكل ومن أضرار لا تجبر، ومن خسائر لاتعوض . ولا يمكن لمثل هذه المشاكل الاجتماعية والأضرار المعنوية والخسائر المادية أن تنتهي عند حد الأسرة، ولكن للأمر تداعياته الأخرى الكثيرة والخطيرة سواء على المستوى النفسي أو الإقتصادي أوالأخلاقي أوالإجتماعي أوعلى هذه المستويات كلها .
ـ المعضلة الثالثة: والتي تتمثل في إنهاء أي أمل للدائن تقريبا في استعادة أمواله وهو الذي لا فائدة له في النهاية في الزج بالمدان بالسجن وما يلحق أسرته بذلك من أضرار إلا أن يكون تشفيا منه لما يكون قد ألحقه به هو نفسه من أضرار مادية ومعنوية واجتماعية.ولا مصلحة في النهاية لأحد في كل هذه المعالجات والحلول.ولابد من البحث عن حلول مناسبة ومعالجات صحيحة يكون الجانب التربوي والثقافي الملتزم الجاد القائم على الترغيب في الثواب من الله والترهيب من العذاب الذي ينتظر آكل أموال الناس بالباطل ومن أليم عقابه. والجانب الأخلاقي في ثقافتنا الإسلامية السمحة الذي يرغب في الحلال وينفر من الحرام. ويعطي قيمة للإعتبارات الإنسانية والإجتماعية، ولإعتبارات العفة والفضيلة وغيرها من الأبعاد التربوية والأخلاقية ذات الأصول الدينية التي تؤكد على علاقة التلازم في ديننا الإسلامي بين الدنيا والآخرة .ثم تأتي الإجراءات والمعالجات والحلول القانونية في النهاية، والتي لا بد منها لمن لا يعتبر.
إن المصلحة تقضي بأنه ليس أقل من أن تقع المحافظة على هذا المدان الضعيف هو كذلك خارج السجن سواء في ما يتعلق بالحق الخاص أو العام. وإحاطته بإجراءات قانونية تمنعه من الفرار والمغادرة، وحتى إذا ما لاذ بالفرار والذي غالبا ما يكون خارج الوطن ، فلا يجب أن يكون التقادم مسقطا للحق العام ولا للحق الخاص ويكون ذلك بمثابة الفرصة التي يظل متمتعا فيها بحرية الحركة والبحث عن فرص للعمل لإعادة الحقوق لأصحابها من خلال ما يوفقه الله فيه من نجاح إذا كان من الذين يريدون أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها .
ولما لا تراجع القوانين المانعة لعدم المساس بما لباقي أفراد الأسرة من ممتلكات وجعل كل أفراد الأسرة مسؤولين قانونيا على استخلاص ماهو متخلد بذمة المدان من نفس الأسرة لصالح الدائن ليحافظ بذلك على مكانه من الأسرة مما من شأنه أن يجنبها كل أو جل ما تمت الإشارة إليه من مشاكل نفسية وأدبية وأخلاقية واجتماعية. ويكون ذلك خاصة في حال تبين أن ما تم الإستحواذ عليه من المال قد تم تحويله لحساب أحد أفراد هذه العائلة أو من له علاقة بالمدان ممن يثق بهم . خاصة وأن الكثير من المورطين في مثل هذه القضايا لا يريدون أن يسووا وضعياتهم المالية بإعادة ما ليس لهم فيه حق مما تورطوا فيه لأصحابه الشرعيين، ليس لأنهم أفلسوا أوخسروا أوفقدوا القدرة على الخلاص، ولكنهم يكونوا قد لجأوا إلى تحويل المستحقات المالية التي أصبحت متخلدة بالذمة إلى حسابات بعض أفراد الأسرة أو العائلة لتظل بعيدة عن المصادرة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين ولتتحول بذلك بعد ذلك إلى حق مشروع للعائلة من بعده. ويقبل المدان أن يقضي بدلا منها عقوبة بدنية يكون خلالها مطمئنا على الجانب المادي للأسرة ،وهو ما يقدم عليه أحيانا بعض من يكونوا قد استولوا على أرصدة مالية كبيرة أو عقارات أو منقولات هامة ويكون هو بمقتضى ذلك في ظروف مادية مريحة أثناء قضاء العقوبة التي يتمتع خلالها في كل مرة بالحط منها بالكثير من الأشهر والسنين وما هي إلا سنوات قلائل حتى يجد طريقه إلى خارج السجن ويستعيد مكانه بين أهله ويكون بينهم بعد مدة قد تطول أو تقصر ذا مال وجاه مثلما هي الحال لكثير من اللصوص الذين نعرفهم ويشاركوننا الحياة وكل الناس يعلمون عنهم ذلك.
وإذا كانت الرغبة متجهة نحو معالجة المشاكل المادية والأسرية والاجتماعية فان مزيد اثقال كاهل المدان بالخطايا ومضاعفتها لصالح الحق العام أو الخاص مما يزيد الأمور تعقيدا والمشاكل استفحالا ولا يخدم ذلك الصالح العام ولا الصالح الخاص . ولعل الإكتفاء بأصول الأرصدة المتخلدة بالذمة وبأصول الخطايا القانونية وإلغاء آليا نسبة النصف التي تضاف إليها أو ما شابهها من الإضافات المثقلة للكاهل والمعيقة لعملية الخلاص والمتسببة في الفرار عند الاستخلاص هو الحل الأفضل والذي يخدم برامج التنمية الوطنية والأسرية والاجتماعية إذا كانت الغاية هي إقامة العدل وإجراء القانون العادل وخدمة التنمية.
نوفمبر 2005
بقلم:علي محمد شرطاني
تعقيبًا على البيان التوضيحي الذي نشره موقع تونسنيوز ضمن عدد 2108 الصادرة بتاريخ 28 فيفري 2006، على لسان الزميل محمّد معالي:
أنصاف الحقائق… أرباع الوقائع
نصر الدين بن حديد
وجب التأكيد بل الجزم على أنّ الحريّة كلّ لا ينفرط وبالتالي يملك الزميل محمّد معالي حريّة وحقّ مغادرة نقابة الصحفيين التونسيين كما ملك حريّة وحقّ التأسيس وأحقيّة الانتماء ، وبالتالي لا يمكن البتّة لأيّ كان، مهما كان السند الذي يرتكز إليه أن يمنع هذا الحقّ أو ذاك أو أن يحدّ من هذه الحريّة أو تلك، ومن ثمّة يأتي هذا التعقيب ضمن ما نراه شهادة أمام التاريخ رفعًا للبس ودرءا للشبهة، فهي على قول الأوّلين فتنة وقد كانت ولا تزال أشدّ من القتل.
ليست النيّة تأكيد التوصيفات التي أطلقها الزميل محمّد معالي أو لتفنيدها، فهو يعلم تبعات قوله ويدرك جيّدا بحكم تجربته الصحفيّة وماضيه النضالي أنّ ركوب البحر يجعل المرء لا يخشى الغرق، وأيضًا يملك المعني بالتهم الزميل لطفي الحجي قلمًا ولسانًا وإدراكًا وهو أدرى بتقدير الأمور وإدراك العواقب.
الأمر الوحيد الذي يراه كاتب هذه الأسطر حقّه وحقّ أهل النقابة هو درء الشبهات ودفع الغموض، فالواجب الأخلاقي وواجب الزمالة وواجب الانتماء لهذه النقابة يلزمنا بأن ننأى عن الشبهات، فالأمر أخلاقيّ في مقامه الأوّل ومهنيّ كذلك حيث أنّ الصحفي يحسن ـ نظريّا ـ تحبير المقالات ضمن حرفية تلغي الغموض وتدفع دون اللبس، إلاّ إذا سلّمنا جدلا ـ والله أعلم ـ أنّ الغموض من باب القصد واللبس صنعة وليس لحنًا.
ذكر الزميل محمّد معالي الوقائع وقد قدّس ذاته ودنّس خصمه، لكنّ الطامّة الكبرى تكمن في أن جعل مَن تجاوز الطرفين في منزلة بين المنزلتين وموقع شبهة وباب تأويل يحمل على محامل عدّة وكلّنا يعلم أنّ النفوس الأمّارة بالخير لا تمشي في الشوارع ولا تسير بين أهل الصحافة.
جاء البيان في صورة إبراء الذمّة وقد كنت آمل شخصيّا أن يكون شهادة وقراءة وموقفًا، شهادة للتاريخ وقراءة للوقائع وموقفًا من جدليّة التاريخ وحتميه!!! فالمصيبة لا تكمن في ما يجدّ فقط، بل ـ وهنا تكمن المصيبة ـ في عجز هذا الجيل، أو بالأحرى عجزنا على التأسيس لتراكم خارج منطق الإقطاع وعقليّة تقديس الذات وتدنيس الآخر. قلتها وأعيدها وأكرّر حدّ الملل أنّ مشكلة نقابة الصحفيين التونسيين لا تكمن في البحث عن حلول طوطميّة [بالمفهوم الأنتروبولوجي للكلمة] حين يكفي قتل الخصم وأكله لتنتفي المسألة وينتهي الإشكال…
يكمن الإشكال ضمن توضيح البيان التوضيح في أنّه شطر أهل النقابة إلى « شيعة » يقابلهم « خوارج »، فقد استعمل حينًا تعبير «فقد فضلت مجموعة من الزملاء ممن كان لهم إسهامهم الفاعل»، وفي مكان آخر «اصطف بضعة زملاء وراء الزميل لطفي حجي»، وقد ساهمت بدوري متواضع في محاولة زحزحة الوضع ولا أرى ذاتي ضمن «المجموعة» ولا ضمن هذه «البضعة»، وقد يسري هذا التشخيص على عديد الزملاء الآخرين، إضافة إلى جانب أخلاقي على جانب كبير من الخطورة حيث يمكن لأيّ كان أن «يكفّر» أيّا كان أو أن ينزهه بناء على هذا البيان التوضيحي.
إذا انطلقنا من مبدأ أن الأعراض كلّ لا ينفصم والشرف كامل لا يقبل التجزئة، نرى أنّ هذا الغموض أضرّ بمجموعة من الصحفيين وليس لنا أن نضع نيّة الزميل محمّد معالي موضع السؤال أو في مقام الإتّهام، فهو كان ولا يزال في مقام الأكبر والزميل القدير، بل أن نطلب منه أن يذكر الوقائع ويعرّف أعضاء المجموعة ويبيّن من هم هؤلاء البعض…
كنت آمل من الزميل محمّد معالي أن يقدّم قراءة موضوعيّة أعمق من ثنائيّة التقديس والتدنيس، وأرفع من درء الشبهة ورفع العتب، أن يقدم قراءة أو شهادة حول الأسباب التي جعلت النقابة تراوح مكانها ضمن بحثها عن التجذّر عوض التوسّع والتمدّد؟؟؟
كنت آمل من الزميل محمّد معالي أن يطرح رأيا ملموسًا بخصوص استقلالية النقابة عن الممارسة السياسة وكيفيّة البحث عن فتح صفحة مع جميع الأطراف عبر التأسيس أو بالأحرى الترسيخ لصورة وواقع جديدين حيث نبغي جميعًا أن تتمّ الممارسة النقابيّة من خلال رؤية مستقلّة حين لا تأتي هذه النقابة تابعًا للدولة أو لأيّ طرف ضمن المشهد السياسي (Un sous-pouvoir) ولا يمكن كذلك أن تكون نفيًا لها (Un anti-pouvoir)، بل هي مفاوض وطرف مناقش (Un contre-pouvoir). وجب التأكيد أنّ معنى التقابل هنا يأتي ضمن مفهوم الحركة الذي تقرّه نظريات الفيزياء في بحثها عن التوازن، حين تعجز الدولة وظيفيّا عن ممارسة دور النقابة وتعجز النقابة عن ممارسة دور الدولة…
نرى أنّ الزميل محمّد معالي مدعوّ للردّ أوّلا ووجوبًا من باب التوضيح الذي يحفظ للزملاء كرامتهم وثانيًا تطوّعًا وكرامة ضمن ما قد يرى لنفسه من مسؤوليّة أمام التاريخ الذي لا يظلم ولا يرحم ولا ينسى
نصر الدين بن حديد
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المسلين
تونس في 04-03-2006
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري من الحزب الدستوري
حزب التحرير وبناء الدولة العصرية
تــــونس
في الذاكرة الوطنية نقدم:
خواطر ومقترحات حول الذكرى الخمسين لميلاد الاستقلال
20 مارس 1956 – 20 مارس 2006 العيد الوطني المجيد
يستعد الشعب التونسي بكل شرائحه وفآته الاجتماعية للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال المجيد 20 مارس 1956 . وسيقع ابراز هذه المناسبة الوطنية الهامة والرائعة للرأي العام ومكاسب وانجازات ومشاريع هذه الحقبة التاريخية المشرقة والوضائة والمميزة والمشوقة والتي لها نخوة خاصة ولذة وذكرى جميلة لا تمحى من الذاكرة الوطنية والشعبية.
والمناضلون الاحرار والدستوريون الابرار يدركون قيمة هذه الذكرى المجيدة لانهم صنعوها ونحتوها بأيديهم وبكفاحهم ونضالهم و تضحياتهم الجسام وبدماء الشهداء الابرار وبالنفس والنفيس وبكفاح وتضحيات لا مثيل لها دامت حوالي ربع قرن بقيادة الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد وبزعامة المجاهد الاكبر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ورفاقه واعضاده الاوفياء المخلصين.
مكاسب لا تحصى ولا تعد
إن مكاسب الاستقلال لا تحصى ولا تعد ولا تقاس بمرور الخمسينية فحسب. بل أن تحقيق الاستقلال جاء نتيجة صراع وكفاح مرير وطويل بدأ من عام 1911 أحداث الجلاز والمعارك التي تلتها. وفي عام 1920 بعد تأسيس الحزب الحر الدستوري القديم كانت هناك إرادة وطنية صادقة لفكرة تحقيق السيادة والحرية. وتطورت هذه الفكرة وتجسمت « قولا وعملا » وكفاحا وخطة حكيمة واتصالات مباشرة وتوعية شاملة واستقطابا شعبيا رائعا بداية من تاريخ 02 مارس 1934 المنعرج الحاسم انعقاد مؤتمر الحزب الخارق للعادة لمدينة قصر هلال. و هو الحدث الذي سماه المناضل وناس بن عامر « الانشقاق المبارك » على جماعة الحزب القديم في عام 1933.
إبراز قيادة سياسية شابة مثقفة
وتشعر بالمسؤولية الوطنية
وقد أبرزت هذه المرحلة الحاسمة قيادة شابة مثقفة ثقافة عالية ولها حماس فياض وروح وطنية عالية وخطة عمل ناجعة. فرسانها وأبطالها الزعماء محمود الماطري – الحبيب بورقيبة – طاهر صفر – البحري قيقه – ومحمد بورقيبة. شرعت هذه القيادة السياسية بعد انتخابها في مؤتمر قصر هلال واعتمدت منهجية جديدة وطريقة عمل حكيمة تعتمد على الشعب والاتصال المباشر لتوعيته وتنظيم صفوفه وإعداده للكفاح الوطني والتضحية والفداء والاستشهاد.
وفعلا نجح الحزب نجاحا باهرا وحقق ما خطط له ودخلت القيادة الجديدة في النضال والعمل الميداني والاتصال بالشعب. وشعرت فرنسا الاستعمارية أن هذا الحزب الجديد وقادته أصبح خطرا عليها و على استقرار أمنها في البلاد فعمدت السلطات الاستعمارية الفرنسية الى اعتقال الــــزعماء الخمس وذلك يـــــوم 03 سبتمبر 1934 . وكانت البداية بالزعيم الحبيب بورقيبة ورفيقه الزعيم الطاهر صفر رحمهما الله. وتم نفيهما الى قبلي الجنوب التونسي التراب العسكري آنذاك. والتحق بهما الدكتور محمود الماطري والاخوين البحري قيقه و محمد بورقيبة الى برج البوف وذلك يوم 03 أكتوبر 1934 . ودامت المحنة الاولى من 1934 الى 1936 في برج البوف.
المحنة الثانية
أما المحنة الثانية التي قادها الحزب بزعامة الحبيب بورقيبة من 1938 الى 1943 بعد مظاهرات ومعارك دامية يومي 8 و 9 أفريل 1938 . وكانت أول محنة دموية استشهد فيها عدد من المناضلين والوطنيين بالعاصمة. وللتاريخ فقد قاد المظاهرة الاولى الزعيم المنجي سليم والمظاهرة الثانية علالة بولهوان رحمهما الله. وزجّ بالزعيم الحبيب بورقيبة في السجن وعدد من الزعماء الاحرار .
المحنة الثالثة
يوم 18 جانفي 1952 حيث عمدت فرنسا الى اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة وهو في فراش النوم بمعقل الزعيم بالعاصمة وبقى في السجون والمنافي داخل البلاد وفي فرنسا من 18 جانفي 1952 الى يوم 29 ماي 1955 بعد الإعلان عن الاستقلال الداخلي. وعاد الى أرض الوطن يوم غرة جوان 1955 حاملا لواء النصر وبشائر الاستقلال واستقبله الشعب التونسي استقبال الابطال في يوم مشهود.
في 18 جانفي 1952 اندلعت الثورة التونسية المباركة التي دعى اليها الزعيم بورقيبة في خطابه التاريخي يوم 13 جانفي 1952 بمدينة بنزرت. وهذه الذكرى الخالدة « عيد الثورة » وقع تجاهلها ونسيانها وحذفها من الاحتفالات الوطنية مع الاسف الشديد.
هجرة طويلة من أجل تونس وشعبها
وفي خطة الزعيم بورقيبة ليس السجون والابعاد والمنافي والكر والفر والدهاء السياسي والمعارك والمظاهرات فحسب بل هناك خطة أخرى للتعريف بالقضية التونسية. وجاءت فكرة الهجرة الى المشرق وبالتحديد الى مصر 1945 . وفعلا شرع الزعيم في الرحلة الشاقة المليئة بالمخاطر والاتعاب والمغامرات انطلاقا من تونس الى صفاقس ثم الى جزيرة قرقنة ومن جزيرة قرقنة الى ليبيا وذلك يوم 26 مارس 1945 في طريقه الى مصر.
وبعد رحلة شاقة وطويلة رواها الزعيم الراحل -رحمه الله- استقر بمصر واجتمع هناك بزعماء من المغرب والجزائر وكونوا « مكتب المغرب العربي » للتنسيق والوحدة ومجابهة الاستعمار والاعداد للمعركة التحريرية.
وجعل الزعيم بورقيبة من إقامته بمصر محطة للسفر الى كل القارات في العالم للتعريف بالقضية التونسية.
وفي 1945 عاد الى أرض الوطن وشرع في سلسلة الاتصال المباشر بالشعب من الجنوب الى الشمال وقام برحلة مارطونية الى القارات الخمس ابتداءا من جانفي 1951 الى آخر نوفمبر 1951 دامت 11 شهرا.
وفي عام 1955 انعقد مؤتمر الحزب بصفاقس. المؤتمر الفاصل الذي قال كلمته الاخيرة وساند الزعيم بورقيبة وأيّده بالاجماع نواب الحزب وعددهم 1300 نائبا من مختلف الشعب الدستورية في كامل أنحاء البلاد. وقالت القاعدة الحزبية كلمتها وأيدت سياسة المراحل البورقيبية الثابتة والواقعية.
20 مارس 1956 عيد الاستقلال
وبعد حوالي 9 أشهر على الاستقلال الداخلي أنجز حر ما وعد به. وحقق بورقيبة الزعيم الاوحد ما وعد به شعبه في مؤتمر صفاقس. وتوج الاستقلال الداخلي بالاستقلال التام يوم 20 مارس 1956 .
وبدأت حكومة الاستقلال التي تشكلت يوم 14 أفريل في العمل بمشاركة خمسة من أعضاء الديوان السياسي للحزب. وشرعت الحكومة في برنامج العمل المستقبلي.
فكانت المكاسب تلو المكاسب من تونسة إدارة الامن يوم 18 أفريل 1956 الى تونسة الجيش الوطني 24 جوان 1956 الى تونسة الادارة الجهوية سلك الولاة والمعتمدين 23 جوان 1956 وتونسة سلك الحرس الوطني وإلغاء سلك الجندرمة الفرنسية 6 سبتمبر 1956 وتونسة الديوانة 09 ديسمبر 1956.
و كان إصدار مجلة الاحوال الشخصية وتحرير المرأة نصف المجتمع يوم 13 أوت 1956 وتوحيد المحاكم 1956 وغير ذلك…
و كان تسليم مقاليد الادارات والوزارت للتونسيين في كل الوزارات والادارات وكان في ذلك الوقت قلة من الاطارات القادرة على تسيير دواليب الدولة. ولكن بفضل الروح الوطنية العالية والعزيمة القوية عند المناضلين الوطنيين نجحت مهامهم نجاحا ملحوظا خاصة في وزارة الاشغال العامة ووزارة المعارف ووزارة الفلاحة ووزارة الصحة العمومية ووزارة الداخلية. وبحماس الرجال ووطنيتهم الصادقة حققوا المعجزات في أدائهم لمهامهم الوطنية التاريخية.
الحكومة الوطنية حققت المعجزات
وخلّصت البلاد من بقايا جذور الاستعمار
وبعد هذه المكاسب تم انتخاب المجلس الوطني التأسيسي في مارس 1956 وشرع في العمل. وفي 25 جويلية 1957 قرر المجلس الوطني التأسيسي إلغاء النظام الملكي وأعلن ميلاد النظام الجمهوري. وانتخب المجلس بالاجماع الرئيس الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية في لحظة تاريخية هامة وفي يوم مشهود وتاريخي. وانكب المجلس الوطني التأسيسي على إعداد الدستور الذي صدر يوم غرة جوان 1959 وهو أول دستور رائد في الدول العربية جمعاء.. هذا نسجله للتاريخ.
تخليص بقايا الاستعمار الفرنسي
الجلاء العسكري والجلاء الزراعي
ومساعدة الثورة الجزائرية
شهدت الفترة من 1957 الى 1962 عدة معارك واعتداءات وحشية من طرف السلطات الاستعمارية والقوة الغاشمة على حدودنا وترابنا التونسي من جندوبة وعين دراهم والكاف وطبرقة الى اعتداءات ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958 التي امتزج فيها الدم التونسي بالدم الجزائري. الى جانب معركة رمادة بوادي دكوك عام 1958 وصولا الى معركة الجلاء عن قاعدة بنزرت في 19 جويلية 1961 التي استشهد فيها عدد هام من الشبان الدستوريين والمناضلين وأعوان الجيش والحرس الوطني والامن التونسي.
وكسبت تونس الرهان وحقق الزعيم بورقيبية الهدف وتم الجلاء النهائي في 15 أكتوبر 1963 بعد حصول الجزائر على استقلالها التام في 5 جويلية 1962 .
كما تم الجلاء الزراعي وتأميم الاراضي الزراعية التي كانت بيد المعمرين. و في يوم 12 ماي 1964 وللتاريخ تم إمضاء اتفاقية الجلاء الزراعي على الطاولة التي أمضى عليها الباي محمد الصادق باي معاهدة الحماية الفرنسية في 12 ماي 1881.
9 أعوام كاملة لتركيز الدولة العصرية
وبناء ونحت المجتمع
وتصفية رواسب الاستعمار
كيف نقيم هذه المرحلة الحاسمة والهامة عندما ننظم معارض بالصور على انجازات « خمسينية الاستقلال ». خاصة وإن النية حسبما علمنا بواسطة الصحف الاسبوعية خاصة الصباح الاسبوعي التي انفردت منذ أشهر بنشر خبر الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال و علمنا أن هناك مرحلتين مرحلة من 1956 الى 1987 ومرحلة ثانية من 1987 الى 2006 . وهذا في حد ذاته يعتبر قطيعة.
وفي الحقيقة أن المرحلة التي سبقت الاستقلال والتي دامت من 1933 الى 1956 في تنظيم رائع لحزب التحرير وبناء الدولة العصرية.. هذه المرحلة لا تقدر بقيمة مالية أو مادية.. وكذلك فترة تركيز الدولة ودواليبها وتصفية بقايا الاستعمار.. 9 أعوام كاملة لا تقدر أيضا بأي إنجازات.
الارث و « التركة » الكبيرة التي ضحى من أجلها الشعب طيلة 3 عقود
إن المؤسسات والشركات الكبرى والدواوين وغيرها التي أنجزها وحققها وبناها النظام البورقيبي بسواعد وتضحيات الشعب طيلة حوالي ثلاث عقود و بصمود شعب كامل طيلة هذه المرحلة والتي دعمها النظام وحافظ عليها لتكون منبع خيرات ومواطن رزق وشغل وموارد عيش للآلاف العمال لكسب الخبزة بكرامة.. هذا الارث الذي تركه الوالد الحنون لاولاده لا بد اليوم -عندما نفرّط فيه للخواص ونبيعه في إطار الخوصصة- لا بد أن نذكر للتاريخ وفي الذكرى الخمسين للاستقلال 20 مارس 1956 ونؤكد ونبرز 6 نقاط هامة كان لها إشعاعها وانعكاساتها الايجابية على المجتمع التونسي:
1 ) الرهان على التعليم الشامل والمجاني في كل المدن والقرى والارياف منذ عام 1956 وكان رهانا عظيما راهن عليه الحزب وزعيمه المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة وأعطى نتائجه بعد ثلاثين سنة من الاستقلال. حيث أن آلاف المدارس الابتدائية وعشرات المعاهد الثانوية وعشرات الكليات التي شيدتها حكومة الاستقلال هي التي كان لها الفضل في تخريج الآلف من الإطارات العليا من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين ومحامين وقضاة ورجال تعليم وعلماء و فنيين في المجالات والاختصاصات وهي خصلة تحسب في ميزان الزعيم الراحل بورقيبة.
1 ) الوحدة الوطنية والقضاء على العروشية والقبلية وبناء الوحدة الوطنية.
3) التنظيم العائلي وما حققه من فوائدة جمة للبلاد بعد 35 سنة.
4 ) استراتيجية السياسة الخارجية الرصينة والتي بنيت على الاعتدال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والعلاقات المتينة مع كل الاشقاء والاصدقاء مما جعل تونس قبلة العالم بأسره شرقه وغربه.
5 ) السلم والتعلق بالسلم مع الاجوار ومع كل دول العالم وعدم الجري وراء تكديس السلاح الذي تأكله الشمس والنار في خاتمة المطاف.. ولننظر أمامنا وبالقرب منّا .. بل اعتمد الزعيم المهندس والمخطط والمحنك سياسة التعليم وخصص 35% من ميزانية الدولة للتعليم والثقافة لتنوير العقول التي غزت العالم. والادمغة التونسية مشهود بعلمها وكفائتها في العالم بأسره.
6 ) النظافة الشاملة في خدمة البلاد والعباد دون الجري وراء متاع الدنيا وتكديس الاموال وامتلاك الضيعات والشركات والجو والبر والبحر.. ولنا القدوة الحسنة في الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ورفاقه الباهي الادغم – المنجي سليم – الطيب المهيري – الهادي شاكر – فرحات حشاد وغيرهم.. ماتوا وهم فقراء وأياديهم نظيفة بيضاء. ومنهم من هم على قيد الحياة أمثال أحمد المستيري و رشيد ادريس وعبد المجيد شاكر والباجي قائد السبسي ومحمد الناصر وغيرهم.. وعائلة بورقيبة ونجله الحبيب بورقيبة الابن وغيرهم.. هم أناس عاشوا مستورين فقط.. تلك من خصال ورهانات الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان يكره التبذير والتكالب على المادة. قال الله تعالى: « ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله أن ترن أنا أقل منك مالا وولدا. » صدق الله العظيم الاية 38 من سورة الكهف.
وإنّ الانجازات الجديدة مردودها ورأس مالها إرث و « تركت » الوالد الزعيم الحبيب بورقيبة
هذه حقيقة ملموسة لا غبار عليها ويجب أن نعترف بها ونذكرها بكل صدق. قال الله تعالى: »فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري الى الله إنّ الله بصير بالعباد » صدق الله العظيم.
وفي هذا الاطار إما أن نعتبر الخمسينية بدون فواصل وحواجز كما علمنا أو أن نعطي للزعيم وللرجال اللذين عملوا معه والجيل الذي ضحّى ثلاثة عقود بكل أمانة وهذا من باب الاخلاق والامانة..
وفي كلمة أخيرة أقول إذا كان يوم 20 مارس 1956 عند الاستقلال البلاد المفتقرة الى إطارت تونسية قادرة على التسيير إلا العدد القليل والحمد الله فإنّ التحوّل وجد البلاد تعج بآلاف المثقفين من أصحاب الشهائد العليا والكفاءات في مختلف المجالات بفضل ذخيرة وخميرة 20 مارس 1956 وانجازات عهد الاستقلال.
فليذكر المشرفون على احتفالات الخمسينية هذه الانجازات بصدق ووفاء ويبرزوها للاجيال وللرأي العام بأكثر مصداقية وشفافية قال تعالى: » وأما بنعمة ربك فحدّث » صدق الله العظيم.
و كفانا تجاهل للتاريخ و تحاملا على الزعيم الراحل حتى أن بعضهم يحلو له أن يقول « من خير الدين إلى زين العابدين »، -لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم- تجاهلا للزعيم الحبيب بورقيبة و للتقليل من شأنه. و بعضهم يقول زعماء الحزب من عام 20 هروبا من ذكر إسم الزعيم بورقيبة.
و سامح الله من كان سببا في التقليل من شأن الزعيم حيث أعتمد قراءة فريدة من نوعها فإختصر كل ما هو يهم الملحمة التاريخية و إختزلها في 10 دقائق مر الكرام حتى عيدي الإستقلال و الجمهورية.. و تعمق بعد ذلك.. وهو معروف و كان مديرا عاما للتلفزة الوطنية و هو سفير الأن..
و بعضهم يستحي و « يحشم » من ذكر الزعيم بورقيبة ما عدى الرئيس زين العابدين بن علي اللذي ما إنفك يذكر الزعيم بكل تقدير و إجلال قال الله تعالى » و تلك الأيام نداولها بين الناس » صدق الله العظيم.
و لنذكر بعضهم إن الحكمة تقول « لو دامت لغيرك ما آلت إليك ».. فلنتعض بالتاريخ و لنتعض بمراحل عشناها جميعا. قال الله تعالى » كأنهم لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها » صدق الله العظيم
و لنتقي الله في عباده و نبتعد عن الشتم و السب و الإهانة لبعضنا لمجرد إختلاف في الرأي أو تباين في الفكر. فلا تسمح الأخلاق الإسلامية و لا أخلاقنا الوطنية أن نفتح صحفنا للشتم و الإهانة لبعضنا كوطنيين عملنا من جل بلادنا كل حسب إمكانياته و طاقاته ووقته. و لو نعكس الأية و يصبح هذا المتهم اللذي ناله كيل من الشتم و الإهانة لو قال كلاما يتماشى مع ما يحبه الأخرون لأصبح من أبرز المناضلين..
متى يا ترى نكف عن هذه المسرحيات التي سئمنا منها منذ أن كانت صحيفة « بالمكشوف » التي لا يحلوا لصاحبها إلا هتك أعراض الناس. و كنا ضد طريقته و أسلوبه الذي لا يتماشى و نشر الأخوة و المحبة بين الناس. قال الله تعالى » أيحب لأحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و إتقوا الله إن الله تواب رحيم » صدق الله العظيم.
كفانا في القرن الواحد و العشرين تلاعبا بالألفاظ و تنابزا بالألقاب. قال الله تعالى » و لا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق » صدق الله العظيم و في أية أخرى قال الله تعالى » و لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى » صدق الله العظيم.
ملاحظة:
إن شتم الدكتور أحمد القديدي أو غيره لا و لن نجني من وراءه فائدة إلا الإبتعاد على صفاء القلوب ووحدة الصفوف التي ننشدها. و إن حرية التعبير و حرية الرأي هي من المقدسات التي لا يؤاخذ عنها أي مواطن مهما كانت درجة مسؤوليته و مركزه الإجتماعي. و في هذا الإطار قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه « متى إستعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا »..
صدقت يا عمر و نتمنى لو كنت في عصرنا. قال تعالى » إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم
والسلام
محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
معتزّ بتراث وإنجازات عهد الاستقلال
وما قبله من نضالات
التحفة الطرابلسية في عتق الرقاب التونسية
بقلم سامي بن غربية
أخبرنا صخر الواشي عن جلافة ابن المُخبر عن أبي العينين قال : حدثني أبي عن جدي أمير أهل التحقيق و قطب أهل التدقيق شديد ابن علي القـنزوعي قال » كنت بين يدي من لـِزمت طاعته ملك تونس زين العابدين ابن علي رحمه الله عندما أمر بإحضار سفيه ابن عبد الجاه العبعاب، الإمام الحافظ المتبحـّر صاحب كتاب « العبر في الأحلام السلطانية ومناسك المظالم الأزلية ». وعندما دخل عليه سفيه حَمَدَ زين العابدين ربّه و أثنى عليه ثم همس و قد بدت عليه علامات الحيرة :
» يا سفيه، لقد رأيت في منامي رجلا مـُقبلا علي، أبيض الوجه باسم الثغر مشرق القسمات، فلما رآني اسودّ لونه وانطفئ نوره و أمسك برقبتي يهزها مرددا الآية [وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون]. ثم أدبر فهبت ريح من قبل الجنوب أذرت ما بين السماء والأرض و أنا واقف و على يميني ابني محمد و على شمالي قمر اكتملت دورته . أستيقظت وكأني لم أرى من الدنيا إلا سفه زينتها و من الآخرة إلا حقيقة أهوالها. »
« إخبرني يا سفيه فقد أكرمك الله بنور العلم و منّ عليك بسعة الفهم. من هو ذاك الرجل ؟ و ما سر هذه الرؤية ؟ »
فقال سفيه ابن عبد الجاه العبعاب و كان خير ما نطق به لسانه إلى أن لاق ربه مؤمنا: » يا أمير المؤمنين إن لهذه الرؤية أسرار و عبر و حِكم.
فأما الرجل فهو شجع ابن الجائع الطرابلسي. ولي من أولياء الله الصالحين عرف بتصنيفه « كتاب المصالح في وضع الجزية والخراج و في أحكام الحسب و المرابح ». و الدليل على نسبته لبني الطرابلسي ريحه التي أقبلت جنوبا من جهة طرابلس و أذرت شمالا شطر قرطاج كعبتك و كعبة سلفنا من أولي الأمر منا.
واعلم حفظك الله أن الريح طليقة غير حبيسة، فهي من نفس الرحمان لقوله تعالى: [وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته]. و منها الروح والراحة و الإستراحة و الريحان.
و أما الرقبة فسرها عظيم لقربها من الوريد و من الذات القدسية فهي كالبرزخ معلقة بين عالمين. فالرقاب بالقطع و بالمسك و بالتحرير الذي يخص مقامنا هذا لقوله سبحانه :[فتحرير رقبة مؤمنة].
و أما الأرقام فهي كالروح من أمر ربي و [قل ربي أعلم بعدتهم]. و ما التخصيص بالألـْف إلا لطفا و جمالا إلهيين. فكن جميلا لطيفا و تعدّ حدّ اليوم الذي هو تارة ألفا و تارة ألفا و خمس مائة و لا تبخل و ابسط يدك تخرج روحك من قفص الدنيا بيضاء من غير سوء.
و أما إبنك ودورة القمر فسنته الأولى وهي ميقاتك وابتلاؤك.
وكأني يا أمير المؤمنين بشجع ابن الجائع الطرابلسي يأمرك بتحرير ما لا يقل عن 1500 رقبة بمناسبة عيد ميلاد أبنك محمد أدام الله ظلّه على أهل تونس.
هذا ما عبرته من رؤياك فانظر إلى مقاصد الحِكــَم و اقطع بمصالح الحـُكْم و خذ الكتاب كما عهدناك بقوة. »
و ما أن أكمل سفيه ابن عبد الجاه العبعاب حديثه حتى أجهش زين العابدين بالبكاء. بكى حتى جردت عيناه و سقطت أشفاره و أنشد رُباعيته الشهيرة :
شربت مُدام الحُكم ليلا ً و استوى * * * على العرش أمرٌ راق لصبحه بطشي
و لا زلت أهوى النهي و الأمر سوا * * * كعشقي لِليلـَى سُكرٌ زاد من عطشي
ثم التفت في انحنائة أبوية إلى خاصته و معاونيه : « و الله ما أرهبتني زيارة ملك الموت و قاطف أرواح المسلمين وزير الحرب الأمريكي رامسفيلد الأخيرة إلى أرض تونس بقدر ما أرهبتني فصاحة العبرة البعبعية. يا ابن القـنزوعي، أأمر زبانيتك بعتق 1657 رقبة مؤمنة من سجون تونس. خلوا سبيلهم 3 أيام بعد الإحتفال بعيد ميلاد ابني محمد. أفرنقعوا الآن عني فأن لي ميقاتا آخر مع شجع ابن الجائع الطرابلسي. رزقنا الله و إياكم من علمه و فتح علينا و عليكم خزائن خيره. »
أنتهت رواية صخر الواشي إمام محدثي البلاد التونسية و ذلك في سنة 19 من الزحف الزعبعي على بلاط الملك بقرطاج.
هذا و قد أكتشف علماء حفريات العهد الزعبعي نسخة سمع- بصرية من حفل عيد ميلاد محمد ابن زين العابدين إبن علي، آخر أمراء السلالة الزعبعية قبل اندلاع ثورة الزنج الثانية.
لمشاهدة النسخة السمع- بصرية إضغط هنا.
(المصدر: موقع نـواة بتاريخ 2 مارس 2006)
بمؤسســـة التميمـــي للبحــــث العلمــــي والمعلومــــــات
عبد الحميد بن مصطفى يدلـي بشهادة تاريخية
تونس ـ الصباح
في محاولة لجمع معطيات تاريخية حول الحزب الشيوعي التونسي قبل الاستقلال وبعده تستضيف مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي يوم 11 مارس القادم بداية من الساعة التاسعة صباحا الوجه اليساري التونسي عبد الحميد بن مصطفى..
ويقول الدكتور التميمي بهذه المناسبة ان المؤسسة اهتمت سابقا بجمع الآراء والمواقف المتقاطعة والمتكاملة حول مسيرة هذا الحزب من خلال دعوة شخصيتين من اليسار التونسي وهما محمد النافع ومحمد حرمل في لقاء الذاكرة الوطنية، وستدعو يوم السبت القادم عبد الحميد بن مصطفى وهو من مواليد 1926 بتونس من عائلة بورجوازية ومن وسط وطني أعطى عددا من الأعلام أمثال المنجي سليم والطيب سليم والدكتور الحبيب ثامر..
ويقول ان عبد الحميد بن مصطفى اختار الانتماء الى الحزب الشيوعي في فترة كان فيها الحزب الدستوري قد هيمن على المجتمع التونسي وحدث ذلك سنة 1952.
واثر استقلال البلاد التونسية سنة 1956 لعب عبد الحميد بن مصطفى دورا هاما عندما دفع حزبة للعمل على تونسة الأطر خلال المؤتمر السادس الشيوعي التونسي الى جانب مناضلين آخرين أمثال نور الدين بوعروج وحبيب عطية وصالح القرمادي وتوفيق بكّار وآخرون.. وأصبح بعد ذلك عضوا في المكتب السياسي ومن سنة 1960 الى سنة 1962 أصبح رئيسا لتحرير منبر التقدّم «تريبين دي بروقري» التي كان يديرها الدكتور سليمان بن سليمان وهي المجلة التي توقفت عن الصدور نتيجة لأنشطة الحزب الشيوعي التونسي في جانفي 1963.
ويذكر التميمي أن التزام عبد الحميد بن مصطفى الواضح ومواقفه المعلنة التي تبناها لفائدة الحريات العامة ودفاعه عن القضايا العادلة أدت الى اعتقاله مرارا في ظرف تم فيه منع الحزب من النشاط ومنع اصدار صحف اليسار خاصة في جانفي 1963 ومارس 1968 وفي سنة 1972 اثر تحرك الجامعة.
وبعد رفع الحضر على الحزب الشيوعي سنة 1981 ساهم عبد الحميد بن مصطفى في اعادة تنشيط الحزب من خلال اشرافه على الادارة السياسية لصحيفة الطريق الجديد بين 1981 و1983 واهتم في تحليلاته السياسية بمسائل دقيقة مثل العبور الى الديمقراطية والاشتراكية الدستورية والنزعة السلطوية لبورقيبة وتحالف اليسار مع التيارات التحرّرية والديمقراطيــــة والاســــلام السياســـي..
ورغم وقف نشاطه السياسي سنة 1993 بعد تغيير اسم الحزب الشيوعي التونسي الى حركة التجديد بقي عبد الحميد بن مصطفى متعلقا بهويته السياسية..
مذكرات دبلوماسي
سيكون للمؤرّخين والمهتمين بالحركة الوطنية صباح اليوم بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات موعد مع السفير السابق محمود بالسرور.. وهو خريج كلية الحقوق والاقتصاد بجامعة باريس، ناقش رسالته الجامعية سنة 1970 حول موضوع مؤتمرات القمة الأوهام والحقائق وعيّن مستشارا لعدد من وزراء الخارجية التونسيين وأشرف على العلاقات والحوار العربي الأوروبي أثناء وجوده بسفارات تونس.. بلجيكيا والنمسا وألمانيا وخاصة بشرق آسيا حينما كان سفيرا معتمدا لدى أندونيسيا وماليزيا وسنغفورة والفلبين وتايلاندا وبروناي.. الأمر الذي مكّنه من مواكبة وتحليل مسارات التنمية الشاملة التي حققتها هذه الدول على جميع المستويات..
ومنحته مشاركاته المختلفة في اللجان المشتركة وفي المؤتمرات الدولية فرصة معرفة الكثير عن سياسات تلك الدول وحصل لديه رصيد من الأفكار والمعلومات التي قرر أن يدلي بها في لقاء الذاكرة الوطنية الذي كان قد استضاف عددا آخر من السفراء السابقين أمثال صلاح الدين عبد الله ومحمود المستيري ونجيب البوزيري والحبيب نويرة وقدّموا شهادات تاريخية هامة عن مساراتهم الدبلوماسية.
سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 4 مارس 2006)
أمريكا ليست بحاجة لنصائح القادة العرب
لا أنوي الرحيل
حسين النوري – تونس
كفي صراخا فاني لا أنوي الرحيل فليس لي وطن في الافق البديل سأظل اغني في بساتين الجليل وطني فلسطين رغم الدخيل كيف ارحل وجذوري منذ قابيل وكيف ارحل ودمائي هنا تسيل بين القدس وحيفا والخليل فاذا سقطت جريحا او قتيل فأطفال الحجارة هم الدليل وهم صبح الليل الطويل (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4 مارس 2006)