السبت، 15 يناير 2011

 

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3889 du 15.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


حركة النهضة تحدد موقفها مما يحدث في تونس

 لجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:من أجل تصفية كافة مخلفات الإستبداد ..!

حرية وانصاف:اختطاف القيادي الإسلامي والنقابي أحمد لعماري

 أحمد الصغير:الحلول العملية للخروج من الازمة الدستورية التونسية

الحياة:بن علي ينحني للعاصفة… ويغادر

 سويس انفو:إقصاء بن علي نهائيا من السلطة ورئيس البرلمان يتولى الرئاسة في تونس بالوكالة

فرنسا تنبذ بن علي بعد أن تأخرت في إدانته وتعلن تجميد الأرصدة التونسية المشبوهة

 تسلسل زمني لانتفاضة الشعب التونسي 

هادي يحمد:مشاهدات من يوم السقوط الكبير لطاغية تونس!

 الشاذليّ العيّادي:عاجل و خطير

منظمة العفو الدولية:تونس: ينبغي إلغاء الترخيص بإطلاق النار على المحتجين

 اللّجان الشعبية لدعم الانتفاضة:البيان رقم 2

الإتّحاد المحلّي للشّغل:قليبية/حمّام الغزاز:إنتفاضة الحرّيّة والكرامة:أحرار قليبية

 اللجنة الشعبية للدفاع المدني بباجة:بيــــــــــــــــان

رسالة الخارجية النرويجية حول الحالة في تونس

 المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان:هنيئا لشعبنا وحذاري أن تسرق ثورته

اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:نــداء إلى الشعب التونسي حتى لا تُسرق ثورتكم

  حركة الشباب التونسي:رسالة إلى الشباب التونسي 

الجمهورية الديمقراطية هي السبيل الوحيد لخلاص الشعب التونسي

 محمد عبدالكريم: »جمهورية تونسية بدون إقصاء »

تيسيـر العبيدي :… وأخيـراً ولّى هارباً

 الامجد الباجي:اهداف الثورة.

علي سعيد:اليوم تطهّر أرضنا من بقايا الدكتاتورية

 عبدالباقي خليفة:تونس: ثورة الشعب تدخل مرحلة جني الثمار

حبيب مقدم:لا…لا…للحزب الحاكم…نعم …نعم لاستمرار الثورة

 ثورة الياسمين والنموذج التونسي في التغيير 

هيثم مناع:ثورة الياسمين

    ياسر الزعاترة:غضب الشارع إذ يطيح بأول طاغية 

محمد بن المختار الشنقيطي:حتى لا تضيع ثمار الثورة في تونس

 علي بدوان:الدرس التونسي.. إذا الشعب يوماً أراد الحياة  

عريب الرنتاوي:تونس ومنها النبأ الأول والأخير

 الجزيرة.نت:الثورة التونسية هل تلهم المصريين؟

محمد عيادي:تونس.. حصاد التكميم

 ام يقين: الى تونس أمي:أمي العزيزة

أبو جعفر العويني:سجل أيها التاريخ

 تيار التجديد الاشتراكي مصر:انتصار شعب تونس يطلق آمال التغيير في سماء الشعوب العربية

دار الخدمات النقابية والعمالية – مصر :تونس حرة … بن على بره

 الشروق:الجزائر:المعارضة تحرك الشارع لمواجهة غلاء الأسعار

إرادة الحياة:قصيدة نظمها أبو القاسم الشابي « التونسي »

 إسرائيل تأسف لرحيل « زين العابدين » وتصفه بأكبر الداعمين لسياستها « سراً » فى المنطقة..

حبيب طرابلسي:سعوديون: « لا مكان للرئيس التونسي المخلوع في بلاد الحرمين »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.htm


بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تحدد موقفها مما يحدث في تونس


لقد توج الله العدل الرؤوف الرحيم  ثورة شعبنا المباركة بالنجاح في إحاطة أبشع دكتاتور نكبت به هذه البلاد الطيبة. وبقي على هذه الثورة المباركة أن تواصل ضغطها على النخبة السياسية والثقافية  حتى تنجز مهماتها في الإطاحة  بالمنظومة الدكتاتورية التي تم إرساؤها وترسيخها خلال أكثر من نصف قرن ، دستورا وقوانين ومؤسسات ورجالا ، لصالح بديل ديمقراطي حقيقي يعيد الكرامة للمواطن والسلطة للشعب والهيبة للقانون والاعتبار للأخلاق وللشفافية وللمحاسبة  والاستقلال للقرار الوطني وللعدالة في توزيع الثروات بين الجهات .
غير أنه لئن اقتضت ضرورة ملء الفراغ الانطلاق من الدستور الحالي المصاغ على مقاس الدكتاتور والحزب الواحد الانطلاق من الدستور القائم،  فتولى السلطة رئيس للجمهورية ووزير أول تم تكليفه بتشكيل حكومة ائتلافية ، فإن  التمادي في الركون إلى هذا الدستور وما انبثقت عنه وعن ما يسمى المجلس النيابي من قوانين ومؤسسات يمثل خطرا حقيقيا على ثورة الشعب وهدرا إن لم يكن خيانة لدماء شهدائها وجرحاها والتفافا أثيما حول أهدافها ، وذلك لما يعلمه الجميع من الطبيعة الدكتاتورية الانفرادية التي صيغ وفقها هذا الدستور على مقاس الدكتاتور وما انبثق عنه من قوانين تدور كلها في فلك مصالح الحزب الواحد والزعيم الفرعون.
إزاء هذه الإخطار المحدقة بثورة الشعب ودماء الشهداء ومعاناة أجيال من التونسيين من كل الاتجاهات في مناهضة نظام  عصابة الفساد والاستبداد نظام الحزب الواحد المستبد ، فإن حركة النهضة ترى من واجبها الوطني والديني أن تؤكد من أجل الوفاء لدماء الشهداء ومنع احتواء الثورة والعبث بها القيام بالخطوات الآتية:
1- الدعوة إلى مجلس تأسيسي يمثل كل الاتجاهات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني كالنقابات التي شاركت في الثورة وعمادة المحامين  وفعاليات من أصحاب الشهائد المعطلين ممن كان لهم فعل في الثورة ..وذلك من أجل وضع دستور ديمقراطي   لنظام برلماني يوزع السلطة على أوسع نطاق ويضع نهاية حاسمة للعهد المشؤوم، عهد الحزب الواحد والزعيم الفرعون .
2- يعلن المجلس التأسيسي إبطال العمل بالدستور القائم وحل المجالس التي تأسست عليه :النيابي والدستوري والمستشارين
3- تنظم خلال ستة أشهر انتخابات تشريعية تعددية ينطلق منها إعادة بناء مؤسسات النظام الجديد
4- خلال الستة أشهر يستمر عمل رئيس الجمهورية بعد تشكيل حكومة إنقاذ وطني لا تسني أحد إلا رموز السلطة البائدة وكل
من شارك في الفساد وقمع الشعب ونهب ثرواته ويكون على عاتقها ترتيب الانتقال الديمقراطي الحقيقي بالبلاد .
ومن أجل ذلك فإن حركة النهضة:
أ‌- تدعو القوى السياسية المعارضة إلى الحوار للاتفاق على معالم المشروع المجتمعي الجديد الذي يؤسس للبديل الديمقراطي الحقيقي.
ب‌- تدعو شباب الثورة إلى ملازمة أتم حالات اليقظة لمراقبة عمل النخب، والوقوف سدا منيعا كلما ظهر انحراف بالثورة عن أهدافها في قبر نظام الفساد والاستبداد. كما تدعوهم إلى تشكيل لجان في الإحياء لمنع كل محاولة اعتداء على أموال الناس أو أرواحهم أو أعراضهم.
ج‌- تدعو قوات الجيش والأمن إلى حراسة مؤسسات البلاد والأمن الخاص والعام، وملاحقة فلول فرق الموت التي خلفها الطاغية وراءه تعيث في البلاد فسادا لإثبات أن التونسيين همج ولا يستحقون الحرية ولا يصلح أمرهم إلا بكتاتور.
ح‌- تدعو إلى حل كل الأجهزة الأمنية كالبوليس السياسي وفرق الاستعلامات والحرس الرئاسي ،التي أوغلت في دماء الناس  وأعراضهم وثرواتهم
خ‌- ندعو القوى الدولية والمجاورة إلى تأكيد احترامها لإرادة التونسيين في بناء نظام ديمقراطي عادل.  » ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم » (الروم)   لندن في 16 جانفي 2011 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد العنوشي

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispp.free@gmail.com تونس في 16 جانفي 2011

من أجل تصفية كافة مخلفات الإستبداد ..!


تتسارع وتيرة الأحداث بعد سقوط الديكتاتور  الفار  » بن علي  »  على وقع عمليات التخريب التي تقوم بها ميليشياته بقيادة مدير حرسه الإرهابي علي السرياطي متزامنا مع جدل حول أفضل السبل و أسلم الخطوات لتصفية مخلفات الإستبداد و تحديد ملامح المرحلة المقبلة.
و يهم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إبداء الملاحظات التالية :
لقد تركز النضال الحقوقي للجمعية( وبقية مكونات المجتمع المدني المستقلة ) تحت ديكتاتورية ما قبل الثورة على رصد الإنتهاكات و التنديد بها و توثيقها و مساندة ضحاياها.
 
و لئن تعبر الجمعية  عن عزمها على مواصلة رسالتها و إكمال نضالها ضد الظلم و القهر مهما كان شكل النظام الجديد و هوية القائمين عليه فإنها تعتبر نفسها طيلة هذه الأيام التاريخية التي تعيشها البلاد مجندة لـ :
*  التنبيه من الإنحرافات و من الإنتهاكات لحقوق الإنسان مهما كانت  هوية ضحاياها أو مواقفهم قبل الثورة أو أثناءها و المطالبة بمحاكمة عادلة أمام قضاة شرفاء غير متورطين في جرائم العهد البائد .
* التحذير من الانحراف بالحوار السياسي الدائر بين مكونات المجتمع السياسي والمدني إلى درك الإقصائية المقيتة التي خيمت على الحياة السياسية طيلة العهد البائد بتواطؤ  مع أطراف تدارك بعضها مواقفه و لا يزال الآخر يروج للكراهية ويدافع عن أبغض ما ميز سياسة الديكتاتور الفار.
* إن كل العائلات الفكرية و السياسية قد دفعت ضريبة الاستبداد في مراحل متلاحقة من تاريخ البلاد و لا حق لأحد في تنصيب نفسه ناطقا باسم ثورة الشعب التونسي،ولا بد لأي صيغة تحدد مستقبل البلاد أن تكون بإشراك الطاقات الحية فيه وكل العائلات الفكرية دون استثناء من يساريين و إسلاميين و عروبيين و ليبراليين و كل من لم تتلطخ أيديهم بدماء التونسيين أو بسرقة أو نهب  …،   و إن الجمعية لتتحمل مسؤوليتها كاملة إذ تدعو كل من بذل قطرة دم في مظاهرة ضد الإستبداد أو يوما من السجن بسبب معارضته للدكتاتورية وكل عائلة ضحت بشهيد في ثورة الشعب ضد الظلم أن يتيقظوا حتى لا تسرق ثورتهم …  فـالإقصائيون هم ورثة بن علي .   الأستاذ سمير ديلو رئيس الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين

بسم الله الرحمن الرحيم اختطاف القيادي الإسلامي والنقابي أحمد لعماري.  


اختطف القيادي النقابي والإسلامي المعروف الأستاذ أحمد لعماري ( من مواليد 15 مارس 1952 بالقيروان ) من لدن فرقة الحرس الرئاسي التابعة للرئيس المخلوع وذلك بعيد منتصف الليل بقليل من فجر يوم الحادي عشر من يناير ( جانفي) الجاري 2011 من مقر سكناه بقرية الشهبانية ( معتمدية بنقرادان ولاية مدنين).
اختطف الأخ أحمد لعماري واقتيد إلى مكان مجهول ولا يعرف شيء عن مصيره إلى حد اليوم وذلك بالرغم من كل المحاولات التي قامت بها شخصيات حقوقية وسياسية تونسية فضلا عن أهل وأقارب المختطف لدى المؤسسات الأمنية والسجنية والعدلية من مدنين حتى تونس العاصمة.
كنا ننتظر الإفراج عن السيد لعماري بعد الإعلان من لدن السيد محمد الغنوشي عن إصدار أوامره على الهواء مباشرة إلى تلك المؤسسات بإخلاء سبيل المعتقلين.
وإزاء انشغالنا العميق عن مصير المناضل أحمد لعماري وخشيتنا من أن يكون قد أصاب الأخ أحمد لعماري مكروه، فإن حركة النهضة :
1 ـ تطالب السلطة بالإفراج المباشر والفوري عن السيد أحمد لعماري. 2 ـ تحمل السيد فؤاد المبزع نفسه المسؤولية كاملة عن مصير السيد أحمد لعماري. 3 ـ تطالب بالكشف عن مكان اعتقاله وتمكين محاميه وأهله من زيارته.
لندن 16 جانفي 2011 رئيس حركة النهضة  الشيخ راشد الغنوشي.  

أحمد الصغير الحلول العملية للخروج من الازمة الدستورية التونسية


انتبهوا ايها المواطنون أيتها المواطنات هناك مؤامرة تحاك ضدكم باسم الفصل 57 من الدستور لمغالطتكم والالتفاف على ثورتكم و مصادرة حريتكم و استعبادكم من جديد. و فيما يلي الاسباب: لن أسهب في التحليل القانوني لان المقصود هو ايصال المعلومة الى المواطن بشكل واضح و دون تعقيد. 1- تم اعلان الشغور النهائي لمنصب رئس الجمهورية من قبل المجلس الدستوري وفقا للفقرة 1 من الفصل 57 من الدستور. 2- قام رئيس مجلس النواب بتولي رئاسة الجمهورية مؤقتا و ذلك وفقا للفقرة 1 من الماة 57 من الدستور 3- قام رئيس مجلس النواب بأداء القسم الدستوري باعتباره رئيسا مؤقتا للجمهورية وفقا للفقرة الثانية من الفصل 57 من الدستور 4- تنص الفقرة الخامسة من الفصل 57 من الدستور على أنه لا يجوز خلال هذه المدة الرئاسية، أي مدة الستين يوما التي يتولى فيها رئيس مجلس النواب رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة، تنقيح الدستور أو تقديم لائحة لوم ضد الحكومة. 5-تنص الفقرة الثالثة من الفصل 40  المتعلق بالترشح لرئساة الجمهورية على أنه  يقع تقديم المترشح من قبل عدد من اعضاء مجلس النواب و رؤساء المجالس البلدسة حسب الشروط والطريقة التي يحددها القانون الانتخابي. و ذلك يعني أنه لا يمكن لاي شخص أن يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية الا اذا تحصل على عدد كافي من التزكيات من طرف أعضاء مجلس النواب و المجالس النيابية. و اذا كانت الغلبية العظمى مما يسمى بمجلس النواب حاليا هم من التجمع الدستوري الديمقراطي، كما أن جميع رؤساء المجالس البلدية هم من نفس الحزب، معنى ذلك أنه لا يمكن لاي شخص من خارج الحزب الحاكم أن يترشح لمنصب رئاسة الجمهوري. و هو ما يعني، دون أي لبس  و بشكل واضح و فاضح، بقاء الحزب الحاكم على رأس السلطة في تونس بحيث لن يكون بالامكان اجراء انتخابات تعددية حرة وديمقراطية في ظل أحكام الدستور الحالي لانه لا يجوز خلال المدة الستين يوما (و هي مدة غير واقعية لانها قصيرة جدا) التي تسبق اجراء الانتخابات، تنقيح الدستور. و عليه فانه لا مناص من عدم الاعتماد على الدستور الحالي و تجاهل أحكامه في النقلة الديمقراطية في تونس و هو ما يعني ضرورة وضع دستور حقيقي جديد و التخلي على الدستور الحالي بصفة نهائية. و بالنظر الى الشروحات الواردة أعلاه، و بالنظر الى عدم جدية أحكام الدستور الحالي الذي تم التلاعب باحكامه في الكثير من المرات ليمنع اي تعددية حقيقية نقترح على الشعب التونسي الكريم ما يلي: 1-دعوة السيد فؤاد المبزع الى التخلي عن رئاسة الجمهورية مؤقتا لأن الاستناد الى الفصل 57 جاء بطريقة مفبركة تم خلالها خرق مجموعة من القواعد الاجرائية و الاصلية. 2-دعوة كل الوجوه التي تمت الى تورطت في قمع و اضطهاد الشعب بصغة مباشرة او غير مباشرة الى عدم تولي اي مناصب رسمية و عدم الظهور على شاشة التلفزة الوطنية التونسية لان الشعب يكرههم و يشمئز لرؤياهم، و نخص بالذكر المجرم و الجلاد المدعو عبد الله القلال. 3-اعتبار الدستور الحالي الذي بين أيدينا لاغيا لا يترتب عليه اي اثر لانه غير شرعي و تم التلاعب به من اجل خدمة شخص بعينه و فئة بعينها.  4-الدعوة الى مشاورات وطنية مفتوحة تشارك فيها جميع الاطراف الوطنية دون اقصاء أو وصاية أو تهميش ليتفقوا على شخصية و طنية تتوفر فيها شروط النزاهة و الحنكة و حب الوطن، لتتولى رئاسة الجمهورية لمدة سنة واحدة غير قابلة للتجديد، يتم خلالها تكوين جمعية تأسيسية تسند اليها مهمة وضع دستور للجمهورية التونسية من خلال عملية عملية تشاورية واسعة النطاق مع كافة الاطراف الوطنية، و المجتمع المدني، و الهيائت القانونية و الاتحاد العام التونسي للشغل، و شباب الجهات، و غيرهم. كما يمكن الاستعانة بخبراء دوليين في القانون الدستوري و كذلك الاستلهام من بعض الدساتير العصرية الديمقراطية الغربية مثل الدستور الامريكي و السويسري و غيرهما. 5-يتم اجراء انتخابات رئاسية تعددية، حرة، نزيهة، و مفتوحة تحت اشراف وطني و دولي في خلال سنة، مثلا، لا يشارك فيها رئيس الجمهورية المؤقت، و ذلك للقطع مع اي امكانية لبقائه في السلطة او الاستئثار بها. أتمنى أن أكون قد ساهمت في تنوير الراي العام الوطني في هذه الحقبة الحاسمة و الخطرة. و السلام عليكم. أحمد الصغير

 


بن علي ينحني للعاصفة… ويغادر

السبت, 15 يناير 2011 لندن – «الحياة»


 

أطاحت موجة من التظاهر والاحتجاجات الدموية مستمرة منذ أقل من شهر نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد فترة حكم استمر 23 عاماً. وأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي توليه منصب الرئيس «موقتا» نتيجة «تعذّر» قيام بن علي بمهماته الدستورية، في وقت فُرضت حال الطوارئ ونزل الجيش إلى الشارع بهدف وقف الاحتجاجات المتواصلة التي تميّزت أمس بإصرار آلاف المتظاهرين على التنحي الفوري لبن علي الذي غادر البلاد بعد الظهر إلى وجهة غير معروفة، تردد أنها مالطا أو ربما فرنسا التي نفت علمها بوجوده في اراضيها.

وجاء تنحي بن علي عن السلطة بناء على تسوية يبدو أنها تمت مع قيادة الجيش، بما في ذلك قائد أركان جيش البر الجنرال رشيد عمار الذي تردد أنه لعب دوراً في جهود تهدئة الشارع وتفادي وقوع صدامات دامية بين المحتجين وقوات الأمن، بما في ذلك منع إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين نزلوا بآلالاف إلى شوارع العاصمة أمس، وحاولوا اقتحام وزارة الداخلية مؤكدين تمسكهم بتنحي رئيس الدولة، في رفض واضح للتعهدات التي أعلنها ليل الخميس – الجمعة بما في ذلك وعده بعدم الترشح مجدداً للرئاسة في العام 2014 وفتح المجال أمام العمل الديموقراطي والحرية الإعلامية والتظاهر السلمي.
وقال الوزير التونسي الأول محمد الغنوشي في بيان تلاه مساء على التلفزيون الحكومي إنه بدأ تولي مهمات رئيس الجمهورية إلى حين إجراء انتخابات مبكرة. وقال الغنوشي إنه طبقاً للفصل 56 من الدستور الذي ينص على أنه في حال «تعذّر على رئيس الجمهورية القيام بمهماته بصفة وقتيّة (يحق له) أن يفوّض سلطاته إلى الوزير الأول. واعتباراً لتعذّر (ذلك) بصفة وقتية، أتولى منذ الآن ممارسة سلطات رئيس الجمهورية وأدعو كافة أبناء تونس وبناتها من مختلف الحساسيات السياسية والفكرية ومن كافة الفئات والجهات إلى التحلي بالروح الوطنية» لتمكين تونس في (هذه الفترة الصعبة) من استعادة أمنها واستقرارها». وأضاف: «أتعهد خلال فترة تولّي هذه المسؤولية باحترام الدستور والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم الاعلان عنها، بالتشاور مع كافة الأحزاب الوطنية ومكوّنات المجتمع المدني».
وكان لافتاً أن الغنوشي قرأ بيان توليه مهمات الرئيس محاطاً بفؤاد المبزّع رئيس مجلس النواب وعبدالله القلال رئيس مجلس المستشارين. لكن بعض المراقبين لفت إلى أن بن علي لم يصدر عنه ما يؤكد قبوله «تفويض» الغنوشي تولي مهمات الرئيس، في إشارة يمكن أن تعني أنه ربما يكون قد أُرغم على التخلي عن السلطة.
وأعاد شريط أحداث اليوم الطويل أمس، والذي انتهى بإطاحة بن علي وإنزال الجيش إلى الشارع وفرض حال الطوارئ، التذكير بأحداث مماثلة وقعت في مثل هذا الشهر من العام 1984 عندما اضطرت حكومة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى فرض الطوارئ وتسليم الجيش مسؤولية التصدي لحركة احتجاجات شعبية واسعة على غلاء الأسعار. واحتاجت قوات الجيش إلى قرابة شهر لاستعادة زمام السيطرة على البلد الذي كان يشهد احتجاجات عفوية في مختلف مناطقه ضد سياسات حكومة رئيس الورزاء السابق محمد مزالي الذي فقد موقعه نتيجة تلك الاحتجاجات.
وأفادت مصادر ملاحية أمس أن الجيش التونسي سيطر عصراً على مطار تونس قرطاج الدولي وأغلق المجال الجوي التونسي. وقال صحافي لوكالة «فرانس برس» كان على متن لطائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية آتية من باريس إنها عادت أدراجها إلى العاصمة الفرنسية بسبب اغلاق المجال الجوي. وترددت معلومات عن أن إغلاق المجال الجوي كان بهدف اتاحة المجال أمام طائرة بن علي على مغادرة المطار، وهو أمر قالت قناة «العربية» إنه تم بحماية ليبية وإن الرئيس التونسي المطاح اتجه إلى مالطا، في حين أشارت قناة «الجزيرة» إلى معلومات أخرى تشير إلى إمكان أن تكون وجهته فرنسا.
وسبق هذه التطورات صدور بيان في باريس عن أحزاب المعارضة الرئيسية في تونس، المعترف بها والمحظورة، طالب بـ «تنحي (الرئيس زين العابدين) بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة أشهر إجراء انتخابات حرة».
والرئيس التونسي الموقت، محمد الغنوشي، من مواليد العام 1941 في سوسة (100 كلم جنوب العاصمة) وشغل مناصب وزارية منذ ثمانينات القرن الماضي وهو يشغل منصب رئيس الحكومة منذ العام 1999.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الشعب التونسي لديه الحق في اختيار زعمائه، وأن الولايات المتحدة ستتابع التطورات عن كثب.  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  15 جانفي 2011)


إقصاء بن علي نهائيا من السلطة ورئيس البرلمان يتولى الرئاسة في تونس بالوكالة


اقصي زين العابدين بن علي السبت نهائيا من السلطة وفر الى السعودية بعد شهر من الاحتجاجات في تونس حيث اعلن المجلس الدستوري السبت « شغور السلطة » وعين رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة. واعلن المبزع السبت في كلمة مقتضبة بعد ادائه اليمين الدستورية ان المصلحة العليا للبلاد تقتضي تشكيل « حكومة ائتلاف وطني ». واستيقظت تونس في اجواء من الضغط بعد ليلة من النهب في ضواحي تونس نسبها عدة شهود الى انصار الرئيس المخلوع. وحلقت مروحيات الجيش الذي دعي الى احتواء العنف في اجواء العاصمة. وكان المجلس الدستوري اعلن « شغور منصب رئيس الجمهورية » وان « الشروط الدستورية توفرت لتولي رئيس مجلس النواب (فؤاد المبزع) فورا مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة ».  واستند هذا التغيير المفاجئ الى الفصل 57 من الدستور وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي الذي اعلن الجمعة توليه الرئاسة بالوكالة بعد فرار زين العابدين بن علي نزولا عند ضغط الشارع. من جهة أخرى، أكدت وكالة الانباء التونسية الرسمية يوم السبت 15 يناير أن المجال الجوي والمطارات في البلاد مفتوحة أمام الرحلات الجوية المدنية بعد يوم من الغاء عدة رحلات جوية. وأعلن ديوان الطيران المدني والمطارات التونسي في بيان نقلته الوكالة أن المجال الجوي التونسي وكل المطارات مفتوحة أمام حركة الملاحة الجوية بخلاف ما ذكر في عدد من وسائل الاعلام. أعمال عنف وتخريب.. وأصابع الإتهام تتوجه إلى « ميليشيات » وفي الساعات الأولى من صباح السبت بدا وسط العاصمة التونسية مقفرا بعد ليلة من التدمير والنهب في العديد من الاحياء في نهاية يوم تاريخي شهد رحيل الرئيس زين العابدين بن علي تونس بعد حكم بلا منازع دام 23 عاما. وكان بن علي غادر مساء الجمعة تونس تحت ضغط حركة الاحتجاج الشعبي المستمرة منذ شهر.واعلن الديوان الملكي السعودي في بيان بثته وكالة الانباء السعودية ان بن علي (74 عاما) في المملكة. وعاشت عدة احياء قريبة من وسط العاصمة ليلة من الرعب بسبب اعمال تخريب ونهب قامت بها عصابات ملثمين بحسب شهادات سكان مذعورين نقلتها القنوات المحلية طوال الليل. واطلقت نداءات الى الجيش الذي يحمي بموجب حالة الطوارئ المعلنة الجمعة المباني العامة للتدخل العاجل ضد هذه العصابات بينما حلقت مروحيات للجيش ليلا فوق العاصمة. وكان يمكن سماع اصوات اطلاق نار بين الحين والاخر في قلب تونس بالاضافة الى صوت اطلاق القنابل المسيلة للدموع في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر. وفي ضواحي الطبقة العمالية بتونس اصطف مئات السكان على جانبي الشوارع حاملين قضبانا معدنية وسكاكين في محاولة لصد اللصوص . وقد تعددت الروايات بشأن هوية المسؤولين عن اعمال العنف والنهب. واشار بعض السكان الى عناصر ميليشيات سابقة على علاقة بمقربين من بن علي بينما قال آخرون انها من فعل مساجين حق عام فروا من مراكز اعتقالهم، واتهم البعض الاخر عناصر من الشرطة. وقال محمد الغنوشي الرئيس التونسي بالانابة في تصريحات الليلة الماضية لقناة تونس7 العامة ان اعادة النظام العام تشكل « اولوية قصوى ». ولاحقا وردا على سؤال لقناة الجزيرة القطرية عن هوية المخربين الذين اشير الى تحركهم في عدة مدن تونسية اخرى، قال الغنوشي ان كل السيناريوهات ممكنة في ما يتعلق بانتماء تلك العصابات. حكومة ائتلافية في الأفق وقال الغنوشي انه سيلتقي مع ممثلي الاحزاب السياسية يوم السبت في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية. واردف قائلا لمحطة تلفزيون تونسية خاصة عبر الهاتف ان يوم السبت سيكون يوما حاسما وقال انه يتمنى ان تلبي التوقعات. ومن بين من وجهت لهم الدعوة للاجتماع مع الغنوشي من اجل محادثات الائتلاف نجيب الشابي وهو محام مفوه ينظر اليه الدبلوماسيون الغربية منذ فترة طويلة على انه اكثر الشخصيات الجديرة بالثقة في المعارضة. وقال الشابي لتلفزيون اي-تلي الفرنسي « هذه لحظة حاسمة. هناك عملية تغيير نظام جارية. الان مرحلة الخلافة. « يجب أن تفضي الى اصلاحات عميقة.. لاصلاح القانون وترك الاختيار للشعب. » وأثار العنف والتحول السريع في مسار الاحداث قلقا في أنحاء العالم العربي حيث تواجه أنظمة حكم ضغوطا مشابهة من أعداد متنامية من الشبان والمصاعب الاقتصادية وتزايد التشدد. وتغض الدول الغربية الطرف منذ فترة طويلة عن الحكام في المنطقة الذين يوفرون لها حصنا في مواجهة الاسلاميين الراديكاليين. وقادت الولايات المتحدة دعوات دولية للهدوء واعطاء الشعب التونسي حرية اختيار حكامه. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان « أدين واشعر بالاسف لاستخدام العنف ضد مدنيين عبروا سلميا عن ارائهم في تونس وأشيد بشجاعة وكرامة الشعب التونسي. » الجامعة العربية تدعو للهدوء والوحدة ويوم السبت أيضا، دعت جامعة الدول العربية كل القوى السياسية التونسية وغيرها الحفاظ على السلم والخروج بتونس من الازمة بعد تنحية الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة وسط احتجاجات عارمة. وفي وقت سابق أعربت السعودية عن تأييدها للتونسيين وهم يسعون لتجاوز هذه « المرحلة الصعبة » وذلك في بيان يرحب بوصول الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. والتزمت كثير من الدول العربية الصمت. وفي أول بيان من نوعه في العالم العربي بشأن التطورات في تونس دعت الجامعة العربية « كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسؤولين للتكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي وتحقيق السلم الاهلي ». ودعا الى العودة للهدوء وحث التونسيين على التوصل الى « توافق وطني حول سبل اخراج البلاد من هذه الازمة وبما يضمن احترام ارادة الشعب التونسي ». ويقول محللون ان الاطاحة ببن علي ستوجه رسالة قوية في أنحاء العالم العربي الذي تحكم معظم دوله أسر مالكة وحكام سلطويون. وكثير منهم موجود على رأس السلطة منذ وقت طويل. احتجاجات تونس تقرع ناقوس الخطر في عواصم عربية القاهرة (رويترز) – يراقب زعماء عرب بتوتر المتظاهرين التونسيين الشبان وهم يجبرون رجل تونس القوي الذي تقدم في العمر على التنحي عن السلطة ويتساءلون عما اذا كان سيتعين عليهم أيضا تغيير أساليبهم الراسخة العتيقة من القمع السياسي. ويعتقد البعض أن تونس هي غدانسك العالم العربي وهي المدينة البولندية التي كانت ايذانا بالتغيير الذي اجتاح الدول الشيوعية في شرق أوروبا واحدة تلو الاخرى. لكن لم يتضح بعد ما اذا ما كان رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيترجم الى ثورة لصالح الديمقراطية أم أنه مجرد تغيير للوجوه في السلطة الراسخة. ولكن البعض يتساءل.. الى متى يستطيع الحكام العرب الذين يفتقرون الى الشعبية سواء كانوا في نظم ملكية مطلقة او كانوا ثوريين قد تقدم بهم العمر ويتشبثون بالسلطة الارتكان الى الاساليب الصارمة العتيقة للبقاء في سدة الحكم. ويتابع الجميع عن كثب الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل والتي هزت تونس عبر القنوات التلفزيونية الفضائية العربية ومن خلال الانترنت في أنحاء الشرق الاوسط حيث تشكل معدلات البطالة المرتفعة في أوساط الشباب والتضخم الذي يتفاقم بسرعة الصاروخ والفجوة الاخذة في الاتساع بين الاغنياء والفقراء – كلها مجتمعة – مخاوف خطيرة. قالت ايمان وهي صاحبة مطعم في مصر رفضت الكشف عن اسمها بالكامل « هذا يمكن أن يجري في أي مكان ». ومضت تقول « الصور التي يمكن أن نراها في هذه الاونة على الفضائيات ومن خلال الانترنت تعني أن الشعب الذي يجري اخضاعه عادة يمكن أن يرى الان اخرين وقد حصلوا على ما يريدون. » وقال كمال محسن (23 عاما) وهو طالب لبناني « لم نتعود على شيء كهذا في هذا القسم من العالم. » وتابع قائلا « انه أكبر من حلم في منطقة ظل الشعب فيها يقول (ماذا بوسعنا ان نفعل؟) ».   وبينما حلت الديمقراطية في العقود القليلة الماضية محل نظم استبدادية في مناطق ابتليت بحكام طغاة فان حكومات في العالم العربي كله تقريبا لاتزال استبدادية تفرض اجراءات أمنية قمعية.   لكن البعض يعتقد أن رحيل الرئيس التونسي المخضرم زين العابدين بن علي وكذلك الجهود التي بذلت في الجزائر لتهدئة غضب بسبب الزيادات في الاسعار أزالت حواجز الخوف التي كانت قائمة في أرجاء المنطقة منذ فترة طويلة.   وكتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر باللغة العربية في لندن بعد أن قدم بن علي تنازلات كبيرة وقبل أن يتنحي بشطب نهائي عن السلطة يقول « عسى أن تكون جميع الحكومات العربية تراقب بعيون واسعة ما يحدث في تونس والجزائر. »وقال « الكثير مما يحول دون الاحتجاج والعصيان هو الحاجز النفسي ليس الا. » وأضاف « الرئيس التونسي منح كل ما يستطيع من وعود لانهاء العصيان والجزائر تراجعت عن قراراتها التسعيرية.. لكن الحاجز النفسي قد كسر. »   والحالة التونسية تذكرة لحكومات عربية لا تزال تعتمد على الاجراءات الامنية المشددة والرقابة الصارمة على وسائل الاعلام ودعم الاحتياجات الاساسية لتهدئة الاستياء. ويمكن للقنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاجتماعية من خلال الانترنت أن تفلت من اسار الاساليب الصارمة ويمكنها أن تدمج بسرعة احباطات الشبان في مناطق معزولة ومحرومة في حركة واسعة.   تقول جماعات حقوقية في تونس ان الحكومة تحظر الوصول الى كثير من المواقع على الانترنت ولكنها لم تمنع النشطاء من وضع لقطات فيديو لمتظاهرين مصابين بجروح بالغة على شبكة الانترنت مما أشعل المزيد من الغضب وأعطى للاحتجاجات زخما.   قال أحمد منصور الناشط الحقوقي والمدون المقيم في الامارات ان القصة كلها كانت ستختلف دون مواقع مثل الفيسبوك وتويتر ووسائل الاعلام الاخرى. وأضاف ان هذه الوسائل لعبت دورا حيويا في نقل ما يحدث في تونس الى العالم.   والرد المعهود على الاحتجاجات في أنحاء الشرق الاوسط وشمال أفريقيا – حيث تقل أعمار ما يتراوح بين نصف وثلثي سكان دولها عن 25 عاما – هو تقديم تنازلات فيما يتعلق بالوظائف والطعام الرخيص.   وجرى اخماد أعمال الشغب التي اندلعت في عدة بلدات جزائرية الاسبوع الماضي بعد أن وعدت الحكومة ببذل كل ما هو ضروري لحماية المواطنين من تكاليف المعيشة الاخذة في الارتفاع.   كذلك أعلنت ليبيا والمغرب والاردن عن خطط لخفض أسعار السلع الاساسية. لكن الميزانيات تئن بسبب تكلفة الواردات من السلع الغذائية والوقود لاسيما في تلك البلدان التي لا توجد فيها احتياطيات كبيرة من الطاقة مما يترك لها مجرد مساحة محدودة لاسكات السخط الشعبي.   وقال صندوق النقد الدولي انه مع معدلات البطالة الحالية والمرتفعة للغاية بالفعل فان المنطقة في حاجة لان توفر ما يقرب من 100 مليون وظيفة بحلول عام 2020 .   ويميل داعمو الحكومات في المنطقة الى القاء المسؤولية عن أعمال الشغب على قلة الطعام الرخيص وليس على السياسات الحكومية الخرقاء. وقال نشطاء حقوقيون ان الاحتجاجات في تونس تستشري بسرعة لانه جرى قمع حرية التعبير والتجمهر لفترة طويلة.   وقال ستيفن كوك من المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية على مدونته الاسبوع الماضي « هناك خطورة… في الاتكال على مقولة أن (الدولة العربية ستشق طريقها في النهاية) ». ومضى يقول « قد لا تكون هذه هي الايام الاخيرة… (للرئيس المصري حسني) مبارك او أي زعيم اخر قوي في الشرق الاوسط. « ولكن من الواضح أن هناك شيئا ما يحدث في المنطقة. »   وتفرد قناة الجزيرة القطرية الفضائية التي بدأت البث في عام 1996 مساحة زمنية لبث الاضطرابات في تونس وتعرض مقابلات مباشرة مع شهود على الاشتباكات ومع شخصيات من المعارضة. وفي اقرار – على ما يبدو – بمدى تأثير قناة الجزيرة على الرأي العام التونسي ظهر وزراء من الحكومة على الهواء لابداء وجهات نظرهم فيما يحدث. وأنحت الحكومة باللائمة في أعمال الشغب على قلة عنيفة من المتطرفين.   لكن لا تزال الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي أضعف على ما يبدو من أن تستثمر السخط بينما تفقد الحكومات العربية سيطرتها على تدفق المعلومات.   وقال العربي صديقي المحاضر في سياسات الشرق الاوسط بجامعة اكستر في بريطانيا « خطأ من هذا.. المعارضة التي كانت تركز على التشهير بالنظم أكثر مما تركز على تنظيم صفوفها. »   وربما كان على من يتوقع ثورة على مستوى المنطقة أن يطيل النظر الى مصر التي تستورد حوالي نصف الغذاء لاطعام سكانها البالغ عددهم 79 مليونا والتي تعاني من تضخم تجاوز نسبة عشرة بالمئة.   والتحدي الاكبر الذي تواجهه الدولة في مصر يأتي من اضرابات في الحزام الصناعي في منطقة الدلتا حيث يوجد جهاز أمني يتحرك بسرعة لقمع أي احتجاجات كبيرة في الشوارع وحيث جماعة الاخوان المسلمين جماعة المعارضة الرئيسية مبعدة عن العمل السياسي الرسمي.   قال لالي خليلي خبير السياسة في الشرق الاوسط في جامعة لندن « هناك نوع من الفصل بين الصراع الاقتصادي والصراع السياسي في مصر. » ومضى يقول « الاضرابات مستمرة ولكنها لم تنتقل الى المجال العام. »   ومع هذا فان ذلك قد يتغير اذا اسهم السخط المتزايد على ارتفاع أسعار السلع الغذائية في تغذية التذمر الاكبر بسبب الركود السياسي والاقتصادي ونقص الفرص وتراجع الحريات خصوصا بالنسبة لجيوش الخريجين الشبان الذين يلتحقون بقوة العمل سنويا دون أن تتوافر فرص حقيقية للحصول على وظيفة مجدية.   ويقول محللون اخرون ان الانترنت يستطيع تحويل المطالب الاجتماعية المتفاوتة الى حملة سياسية متماسكة ويشيرون الى النشاط من خلال شبكة الانترنت في ايران التي ساعدت في دفع الملايين الى الخروج الى الشوارع في أعقاب الاعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة في عام 2009 .   قال محسن الطالب اللبناني « على الشباب في أنحاء العالم العربي أن يخرج الى الشوارع ويفعل الشيء نفسه.. حان الوقت كي نطالب بحقوقنا ». وأضاف « يتعين على الزعماء العرب ان يكونوا مذعورين الان لانهم لم يقدموا لشعوبهم سوى الخوف لكنهم يخشون انه عندما ينتصر التونسيون فان حاجز الخوف سيتحطم وما حدث هناك سينتقل بالعدوى. انها مسألة وقت وحسب. »   (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 15 جانفي 2011)


فرنسا تنبذ بن علي بعد أن تأخرت في إدانته وتعلن تجميد الأرصدة التونسية المشبوهة


2011-01-15 باريس- تخلت فرنسا السبت عن الحذر الشديد الذي كانت تتوخاه منذ بداية الأزمة في تونس ونبذت زين العابدين بن علي نهائيا مؤكدة للمرة الاولى دعمها للتحرك الشعبي الذي اطاح به، فيما اتخذت الإجراءات الضرورية لتجميد التحويلات المالية « المشبوهة » لأرصدة تونسية فيها.

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت في بيان « منذ اسابيع عدة والشعب التونسي يعبر عن رغبته في الديمقراطية. ان فرنسا التي تربطها بتونس علاقات صداقة كثيرة، تقدم له دعما كبيرا ». ودعت فرنسا لإجراء انتخابات حرة في تونس في أقرب مهلة، واتخذت الإجراءات الضرورية لتجميد التحويلات المالية « المشبوهة » لأرصدة تونسية فيها. وقال البيان إن فرنسا تدعو للهدوء وإنهاء العنف، وتطالب بانتخابات حرة في أقرب مهلة. وأضاف إن باريس اتخذت إداريا الاجراءات الضرورية لتجميد كل التحويلات المالية المشبوهة التي تخص أرصدة تونسية في فرنسا، وفقاً للتشريع (الفرنسي). وبات الرئيس السابق زين العابدين بن علي، صديق فرنسا الكبير التي غالبا ما كانت تشيد بسياسته التنموية الاقتصادية ومكافحته الاسلاميين، منبوذا حتى اضطر إلى اللجوء إلى السعودية بعد شائعات كثيرة تحدثت مساء الجمعة عن امكان لجوئه إلى باريس. وقال مصدر حكومي فرنسي « اننا لا نرغب في مجيئه » مبررا هذا الرفض بما قد يثيره قدومه من استنكار في الجالية التونسية المقيمة في فرنسا.
واستاء التونسيون البالغ عددهم مئات الالاف، في فرنسا من الموقف المتخاذل الذي سجلته باريس بعد قمع التظاهرات. وأعربت الرئاسة الفرنسية عن استعداد باريس، في هذه المرحلة الحاسمة لتونس، للتجاوب مع أية مساعدة تطلب من أجل إجراء العملية الديمقراطية بطريقة لا لبس فيها.
وكانت فرنسا رفضت استقبال الرئيس التونسي الذي فر من بلاده بعد ظهر الجمعة، فتوجّه إلى جدة.
وأعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنونشي مساء الجمعة تخلي بن علي عن السلطة، وتوليه مهام رئاسة الجمهورية « بصفة موقتة »، في خطوة أعقبت مواجهات عنيفة ودامية شهدتها البلاد خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وبعد نحو 20 ساعة، أدى رئيس البرلمان فؤاد المبزع اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للدولة وكلف الغنوشي بتشكيل حكومة وحدة وطنية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جانفي 2011)

قتلى وفرار في سجون تونسية


أفادت مصادر للجزيرة بمقتل عشرات في حريق بسجن مدينة المنستير شرق تونس ومحاولة اقتحام آخر بالمهدية وسط البلاد، وذلك في ظل حالة الانفلات الأمني التي تلت خلع الرئيس زين العابدين بن علي.

وفي تلك الأجواء انتشرت عمليات السلب في بعض المناطق مما أثار ذعر السكان، في حين خيم هدوء يشوبه الحذر والترقب في العاصمة التونسية ومعظم مناطق البلاد.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 57 جثة محترقة وصلت حتى الآن إلى المستشفيات جراء حريق شب في السجن المدني بالمنستير. من جهتها نسبت وكالة الأنباء الرسمية التونسية إلى مصدر طبي قوله إن عدد قتلى حريق سجن المنستير بلغ 42 شخصا. وذكرت مصادر الجزيرة أن ذلك ترافق مع فرار عشرات السجناء من السجن وسط توقعات بارتفاع عدد ضحايا الحادث مع استمرار البحث.
كما علمت الجزيرة أن عشرات الأشخاص قتلوا في سجن المهدية عند محاولة اقتحامه. وشهدت سجون أخرى في وقت سابق، خاصة سجن الناظور ببنزرت والمرناقية بضواحي تونس، صدامات بين المساجين والحراس ومحاولات فرار.
وفي خضم ذلك صرحت مصادر للجزيرة بأن شخصا قتل أثناء مظاهرة سبقت الإعلان عن نقل مهام الرئاسة إلى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع، احتجاجا على إسناد مهام الرئيس للوزير الأول محمد الغنوشي. اعتقالات وأفاد مراسل الجزيرة أن المواطنين اعتقلوا بمنطقة بن قردان على الحدود الليبية مدير الأمن الرئاسي الجنرال علي السرياتي وعلي سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وتم أمس الجمعة استدعاء الجيش إلى الشوارع، بينما قال سكان في عدة مناطق بالعاصمة التونسية إن جماعات تجوب المدينة وتشعل النار في المباني وتهاجم الناس والممتلكات، وأغلقت حواجز تابعة للجيش الطريق إلى شارع بورقيبة، وهو الشارع الرئيسي الذي شهد اشتباكات أمس.
 
وقال مراسل الجزيرة إن حالة من الانفلات الأمني سادت خاصة في العاصمة، رغم تدخل الجيش الوطني أحيانا لحماية بعض المرافق.
وأضاف أن متجر جيان الضخم التابع لأصهار الرئيس في ضواحي العاصمة يحترق مع تعرضه لعمليات سلب ونهب، وأن مروحيات تابعة للجيش تحوم فوقه وتطلق زخات من الرصاص للتحذير، كما احترقت محطة القطارات الرئيسية في العاصمة. وأشار إلى أن ذلك يعد وفقا للكثير من الشهادات عملا منظما تقوم به مليشيات تابعة لعائلات كانت متنفذة لإحداث البلبلة في صفوف الناس، وأن الأمر نفسه يحدث في عدة مدن، وقد كوّن المواطنون لجانا شعبية لحماية ممتلكاتهم والممتلكات العامة. وبثت التلفزة الرسمية التونسية صورا لمجموعة من الشبان وصفتهم بالعناصر الإجرامية قالت إنهم من أفراد العصابات التي تروع السكان، وأظهرت المشاهد أسلحة بيضاء وحقائب ومجموعة متنوعة من المقتنيات قالت إن الشبان سرقوها. ومن جهة أخرى أكد مراسل الجزيرة أن هناك حديثا عن اعتقال مدير أمن الرئاسة السابق علي السرياطي، وأنه وُجد بعض السلاح والسيارات في بعض المناطق.
كما أكدت مصادر نقابية أن عصابات منظمة في سيارات تضم ضباطا في الأمن التونسي يديرون عمليات نهب لحساب عائلات كانت متنفذة في عهد الرئيس المخلوع.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانفي 2011)

 


عاجل..رئيس حركة « النهضة » التونسية الشيخ راشد الغنوشي


عاجل..رئيس حركة « النهضة » التونسية الشيخ راشد الغنوشي يعلن أنه قرر العودة إلى تونس من منفاه القسري في لندن بقرار من حركته ، كما أعلن الدكتور المنصف المرزوقي رئيس « الحزب من أجل الجمهورية » أنه يستعد للعودة إلى تونس – القبض على مدير الأمن الرئاسي علي السرياطي وسامي الفهري ينفي خبر اعتقاله – الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدير ظهره لحليفه المخلوع بن علي وذلك في بيان للرئاسة الفرنسية – القناة الأولى تزيل شارة 7 من شاشتها والذي وضعها نظام الرئيس الهارب تيمنا بيوم انقلابه في شهر 7 (نوفمبر) 1987 – الجيش يضبط سيارات مؤجرة تتبع الأمن الرئاسي محمّلة بالأسلحة ومصادر صحفية تفيد بأن بن علي غادر يوم أمس الجمعة 14 جانفي 2011 الى جنوب تونس ومنه إلى ليبيا وقد رفضت استقباله أكثر من دولة من بينها فرنسا قبل التوجه للسعودية . ومصادر تؤكد أن الجيش يلقي القبض على عناصر مسلحة في قرطاج والكرم وحي النصر تمطتي سيارات كراء ويتبادل معها اطلاق النار واشتباك مع مجموعة من هذه العناصر في الكرم الغربي أدي إلى مقتل فتاة . – حريق في سجن مرناق وسجن المرناقية وسجن المهدية وسجن بنزرت وسجن المنستير – عناصر تتبع الأمن الرئاسي للرئيس التونسي المخلوع تقود عمليات تخريب وحرق ونهب – شهود عيان يؤكدون أن المواطنين في بنقردان يلقون القبض على سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع بن علي والرئيس السابق للترجي الرياضي التونسي ويسلمونه للجيش – حريق في سجن المنستير ومقتل العشرات من السجناء – ومصادر تنفي تسميم المياه في صفاقس وبعض المناطق الأخرى – ذكرت عديد المصادر أن الجيش ألقي القبض مساء أمس الجمعة على مجموعة مسلحة كانت تقوم بأعمال التخريب وإطلاق النار، وتبين أنها تعمل من أمن الدولة وتعمل تحت إمرة مدير الأمن الرئاسي علي السرياطي وأعضاء هذه المجموعة معتقلون الآن لدى الجيش . – بعد الرفض العارم لتولي الوزير الأول السابق محمد الغنوشي مهام رئيس الدولة لترك الباب مواربا لعودة بن علي الهارب إلى السعودية..وإعلان شغور منصب الرئيس نهائيا ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع يتولى مؤقتا مهام الرئيس كما ينص على ذلك الفصل 57 من الدستور التونسي في انتظار اجراء الإنتخابات © أرقام الطوارىء التي تغطي كامل البلاد التونسية والإتصال بها مجاني …
Tunis: 71 116 000 71 960 448 71963 512 71 960 660 71 335 000 71 560 247 71 560 240 71 560 241 71 560 242 71 560 244 71 560 488 71 335 500 71 335 345 71 330 000 Bizerte: 72432950 Sousse: 73 369 090 73 232 611 73 232 629 73 232 730 Sfax: 74 670 429 Gafsa: 76 217 608 Gabés 75 294 529 Nabeul: 72 285 479 72 271 306 72 285 022 72 280136 Monastir : 73 232 730 73 422 399 73 422 333 (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 15 جانفي 2011)


تسلسل زمني لانتفاضة الشعب التونسي


 
أربعة أسابيع من الاحتجاجات الشعبية العارمة في تونس التي بدأت بإحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على استهداف مصدر رزقه من قبل الشرطة البلدية في ولاية سيدي بوزيد، كانت كافية لإنهاء حكم استمر 23 عاما للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اضطر لمغادرة البلاد تاركا إياها في حالة هي خليط من الغليان والفلتان. وقد فتحت الإطاحة به الباب على مصراعيه أمام تغيير جذري وكامل للمشهد السياسي الذي اتسم في عهده بانغلاق تام حيث غُيبت المعارضة الحقيقية وهيمن الرأي الواحد والقرار المنفرد. وفي ما يلي أبرز مراحل الاحتجاجات: 17 ديسمبر/كانون الأول 2010
 
 الشاب محمد البوعزيزي يضرم النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) بعد أن رفض مسؤولون محليون قبول شكواه باستهداف مصدر رزقه باعتباره بائعا متجولا في سوق المدينة. 19 و20 ديسمبر/كانون الأول

انطلاق الحراك الاحتجاجي في سيدي بوزيد حيث وقعت مواجهات عنيفة بين جموع غاضبة وقوات الأمن التي عمدت إلى حملة اعتقالات. 24 ديسمبر/كانون الأول
الاحتجاجات تتوسع في ولاية سيدي بوزيد, وسقوط قتيلين في مدينة منزل بوزيان التابعة للولاية برصاص الأمن, لتتفاقم موجة الغضب التي بدأت تخرج عن السيطرة شيئا فشيئا رغم موجة اعتقالات شملت ناشطين سياسيين وحقوقيين. 27 ديسمبر/كانون الأول
الحركة الاحتجاجية تتعاظم بعدما انتقلت شرارتها إلى مناطق أخرى مجاورة لسيدي بوزيد منها القصرين, وأخرى بعيدة عنهما. 30 ديسمبر/كانون الأول
بن علي يحاول تدارك الوضع بعزل والي (محافظ) سيدي بوزيد وولاة آخرين. لكن المواجهات عمت مختلف مدن الولاية ومنها الرقاب التي سقط فيها أيضا قتلى. 5 يناير/كانون الثاني 2011
وفاة الشاب محمد البوعزيزي متأثرا بحروقه البليغة. بين 3 و7 يناير/كانون الثاني
مواجهات عنيفة في مدينة تالة بولاية القصرين, والغضب يدفع محتجين إلى حرق مقرات رسمية وأخرى لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. بين 8 و10 يناير/كانون الثاني
صدامات عنيفة في القصرين وفي تالة التابعة لها وأيضا في الرقاب بسيدي بوزيد توقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى. في هذه الفترة تحديدا, تواتر سقوط الضحايا برصاص قوات الأمن خاصة برصاص قناصة محترفين ليرفع عدد القتلى إلى 50 على الأقل. 10 يناير/كانون الثاني
توسع المواجهات إلى ولايات تونسية أخرى منها القيروان. في هذا اليوم, وصف أول خطاب لزين العابدين بن علي الاحتجاجات الجارية بأنها « أعمال إرهابية تمارسها عصابات ملثمة », ويعد في الوقت نفسه باستحداث 300 ألف وظيفة للمعطلين خاصة من حاملي الشهادات الجامعية. 11 يناير/كانون الثاني
الاحتجاجات تندلع في العاصمة التونسية في تطور نوعي, وتعم تقريبا مختلف مناطق البلاد. 12 يناير/كانون الثاني
الوزير الأول محمد الغنوشي يعلن أن بن علي أقال وزير الداخلية رفيق بالحاج قاسم، في محاولة لاستعادة السيطرة على الوضع بعد ارتفاع أعداد القتلى والجرحى واحتدام الغضب في الشارع. – أعلن الغنوشي أيضا إطلاق كل الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات عدا المتورطين في أعمال عنف. – سقوط مزيد من الضحايا من بينهم الجامعي الفرنسي من أصل تونسي حاتم بالطاهر الذي قتل في مدينة دوز بولاية قبلي جنوب غرب تونس, وهو أول قتيل يحمل جنسية أجنبية. – الجيش ينتشر في العاصمة وفي بعض الأحياء الشعبية المحيطة بها مثل حي التضامن, وسقوط ما لا يقل عن ثمانية قتلى. – فرض حظر التجول ليلا، في محاولة أخرى من السلطة لاستعادة السيطرة على الشارع, وحدوث أعمال حرق ونهب في العاصمة وضواحيها. – اعتقال الناطق باسم حزب العمال الشيوعي المحظور حمة الهمامي. 13 يناير/كانون الثاني
الجيش ينسحب من وسط العاصمة ويترك مواقعه لقوات أمنية خاصة, لكنه يستمر مرابطا قرب منشآت عامة. – أعمال حرق تستهدف مرافق وممتلكات لأفراد من عائلة الرئيس وزوجته في منطقة الحمامات السياحية جنوب تونس العاصمة. – في خطاب هو الثالث منذ بدء الاحتجاجات, بن علي يعلن أنه لن يترشح لانتخابات 2014 ويعد بإصلاحات ديمقراطية وبإطلاق الحريات العامة, لكن الاحتجاجات لا تهدأ. – في اليوم نفسه يسقط قتلى في العاصمة ومدن قريبة منها, وأيضا في القيراون وسط البلد. 14 يناير/كانون الثاني
تسارعت الأحداث في هذا اليوم الحاسم الذي شهد مظاهرات ومواجهات عنيفة في قلب العاصمة. وأعلن بن علي عن حل الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة قبل أن يغادر البلاد مساء. – في اليوم نفسه, أعلنت حالة الطوارئ ليعود الجيش مجددا وبقوة إلى الشوارع التي باتت تشهد حالة فلتان أمني في ظل وجود عناصر أمنية مرتبطة بالنظام المنهار تحرق وتزرع الرعب وهو ما تأكد في الساعات اللاحقة. – وفي مساء هذا اليوم أيضا أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي نفسه رئيسا مؤقتا معتمدا على الفصل 56 من الدستور, وهو ما أثار غضب المعارضة التي اتهمته بمحاولة الالتفاف على ما حققته الانتفاضة الشعبية. 15 يناير/كانون الثاني
المجلس الدستوري يعلن رسميا شغور منصب الرئيس مما سمح بنقل صلاحيات الرئاسة المؤقتة إلى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزّع الذي كلف الغنوشي باقتراح حكومة جديدة, يفترض أن يعلن عنها في اليوم التالي بعد مشاورات مع الأحزاب السياسية القائمة ومنظمات من المجتمع المدني. – في هذا اليوم أيضا, استمرت عناصر أمنية مؤيدة للنظام السابق في أعمال عنف بينما حاول بعض رموز النظام المخلوع مثل مدير الأمن الرئاسي السابق الجنرال علي السرياطي الهرب إلى ليبيا إلا أن بعضهم اعتقل.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)


مشاهدات من يوم السقوط الكبير لطاغية تونس!


هادي يحمد باريس – كان صباحا غير عادي في ساحة محمد علي بالعاصمة, فأمام مقر الاتحاد التونسي للشغل بدأ يوم 14 يناير 2011.. توافد العشرات من النقابيين والشباب على الساحة؛ وسرعان ما انطلقت منها أول مسيرة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة حيث مقر وزارة الداخلية التونسية التي بدأت منها وقفة « الاستقلال الثاني »، كما يسميها التونسيون.

الصيحات الأولى التي انطلقت من أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل كانت واضحة وصريحة: « خبز وماء.. بن علي لا » كما يقول عماد المخلوفي في تصريحات لـ«أون إسلام»، وهو أحد الطلبة الذين شاركوا في « وقفة الحرية » في تونس العاصمة قرب وزارة الداخلية.
ويضيف مخلوفي: « كان هناك تصميم من قبل الذين تجمعوا في ساحة محمد علي أن الوقت قد حان من أجل خرق جدار الصمت وتوجيه رسالة واضحة للرئيس بن علي بأن عليه أن يرحل ». وكان الطاغية بن علي قد ألقى خطابا في ليلة 13 يناير وعد فيه التونسيين بجملة من الإجراءات من قبيل دعم الديمقراطية وإطلاق حرية الرأي، وهو الخطاب الثالث الذي ألقاه بن علي منذ أن بدأت الحركة الاحتجاجية في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي.
« كانت الجموع تتوافد منذ الساعة الثامنة صباحا على شارع الحبيب بورقيبة من كل الاتجاهات تقريبا حيث بدا أن الجماهير كانت متفقة على شعار واحد؛ وهو «إسقاط بن علي» »، كما يشير المخلوفي. ويضيف: « كان ينتاب الجميع شعور بالحماسة والخوف في الوقت نفسه وهم يرفعون الشعارات برحيل الطاغية، ولكن ترديد الشعارات بالآلاف في شارع الحبيب بورقيبة زادنا إصرارا على المواصلة إلى آخر المطاف ».
« تونس حرة..بن على بره »
وترددت في جنبات الشارع الحبيب بورقيبة (الشارع الرئيسي بالعاصمة) شعارات دعت الطاغية بن علي إلى الرحيل من قبيل « اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام » وشعار « خبز و ماء بن علي لا » وشعار « تونس تونس حرة حرة.. بن علي على بره »..
في تلك الساعات، تقول مصادر تونسية عديدة: كان الطاغية زين العابدين يتابع آخر الأخبار في قصره بقرطاج عبر مستشاريه، وكانت كل المؤشرات بالنسبة له تقول بأنه مازال يسيطر على الوضع وأن المسيرات التي تعج بها شوارع العاصمة وعدة شوارع بالبلاد ربما يقع فضها بسهولة.
ويقول عبد الله العريفي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية في تصريحات لشبكة «أون إسلام»: إن ما وقع يوم الجمعة « ينتمي إلى ميدان غير المنتظر في تحركات الشعوب؛ فلا أحد كان يتوقع أن تتسارع الأحداث بهذه الطريقة، لأنه ربما كانت الوعود التي أطلقها بن علي قبل يوم من رحيله بالنسبة إليه كافية لامتصاص الغضبة الشعبية وربح مزيد من الوقت ».
ويضيف الباحث إن مظاهرة الحرية أمام وزارة الداخلية والتي تسمى وزارة القمع بتونس كانت اللحظة المفرقية لكل ما حدث في تونس طوال حوالي ثلاثين يوما من بداية الأحداث، وهي لحظة كسر عظام بين بن علي والمتظاهرين وانتصر فيها المتظاهرون ».
الساعة الواحدة بعد الظهر تقريبا تلقت قوات القمع المحيطة بوزارة الداخلية أمرا بتفريق المتظاهرين وخاصة أن الشعارات المنادية برحيل بن علي بلغت أوجها على الفضائيات الدولية التي سمح بن علي قبل رحيله بيوم بدخولها لتغطية الأحداث قبل يوم من رحيله.
وبعد قرار فض مظاهرة وزارة الداخلية « لجأت العديد من الجماهير إلى الطرق الجانبية لشارع الحبيب بورقيبة » كما يقول الطالب عماد المخلوفي، « وعندها بدأت المواجهة بين قوات القمع التي تطارد المتظاهرين بالغاز المسيل للعيون إلى غاية بداية إطلاق الرصاص حينها اقتنع الجميع أن أمرا ما يحدث في البلاد وخاصة أن رئيس الدولة كان قد وعد بأنه لن يتم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ».
وفي الوقت الذي بدأ إطلاق الرصاص على المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة، كان من الواضح أن بن علي اتخذ قرار الحسم مع قضية التظاهر والمطالبات برحيله.
وحاول بن علي في حدود الساعة الثالثة مساء تقريبا اتخاذ قرار سياسي جديد حينما أمر بإقالة الحكومة والإعلان عن إجراء انتخابات تشريعية في ظرف ستة أشهر، وهو الإجراء الذي اعتبره المراقبون « الورقة الأخيرة » التي حاول بن علي أن يهدئ بها الرأي العام الثائر وامتصاص غضب المتظاهرين.
إلا أنه لم يكن لقرار الطاغية أي أثر إلا في شريط تحتي باهت بثته القناة 7 الرسمية، أو القناة البنفسجية كما كان يسميها التونسيون، في حين كان المتظاهرون في الشوارع بالآلاف ولا مطلب لهم إلا رحيله، وهو الأمر الذي سرع فيما حدث من تداعيات فيما بعد.
الساعة الخامسة مساء، وصلت الأخبار أن الطاغية بن علي قد غادر قصر قرطاج إلى المطار عبر ثلاث طائرات مروحية، وفي المطار كانت الطائرة الرئاسية في انتظاره للخروج من تونس إلى جهة غير معلومة، في خطوة أشرت بحسب كل المراقبين على « بداية النهاية » لعهود التسلط العربية.
 
(المصدر: أون إسلام بتاريخ 15 جانفي 2011)


بســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم

عاجل و خطير


دكار-السنغال، في‏15‏/01‏/2011‏ 12:57:10 م بلاغ إلى قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل  و إلى إدارة الأمن العسكري أحذر بإسمي و صفتي كل أهل الشرف و العفّة من شعبنا الكريم أن المحافظ العام للشرطة المدعو عبد الله حمودة، مرتبط بطريقة مباشرة مع بعض رجال سيلفان شالوم، المستشار الخاص للرئيس التونسي المخلوع. و مكلف حاليا بوضع البلبلة و الفوضى في البلاد و هو من أقطاب رجال العائلة المالكة. و كذلك المحافظ للشرطة عماد عاشور، العميل المرقم لدى المجتمع الأمني الإسرائيلي تم تجنيده عندما كان يدرس بالمغرب الشقيق ثم تدرب في مصر ثم زار إسرائيل خلستا عندما كان ملحقا أمنيا لدى سفارتنا بالقاهرة. و المتعامل حاليا مع أحد فرق المجتمع الأمني المصري قصد المساهمة في خلق فوضى عارمة في البلاد و محاولة إفشال الثورة الشعبيّة في تونس حتى لا تكون هذه الثورة قدوة لبعض شعوب الأمة الشاذليّ العيّادي  لأعداء تونس نقم و لمن سالمونا السلام نظير إلى وزارة العدل. mju@ministeres.tn نظير إلى وزارة الداخليّة. mint@ministeres.tn نظير إلى وزارة الدفاع الوطني:defnat@defense.tn


تونس: ينبغي إلغاء الترخيص بإطلاق النار على المحتجين

تدعو منظمة العفو الدولية السلطات التونسية اليوم إلى إلغاء الترخيص « بالقتل فور المشاهدة »، عقب موجة الاحتجاجات التي أدت إلى مغادرةالرئيس زين العابدين بن علي البلاد، حسبما ذكر، وإلى فرض حالة الطوارئ. فقد تحدث فريق التقصي التابع لمنظمة العفو الدولية في تونس عن بلاغات في وسائل الإعلام تحذِّر من أنه التجمعات لأكثر من ثلاثة أشخاص غير مقبولة، ومن أن أي شخص يخرق إعلان حظر التجوال سيعرض نفسه لخطر إطلاق النار عليه. وذكر الفريق، عقب الإعلان عن ذلك، أنأصوات طلقات قد سمعت. وتعليقاً على هذا التطور، قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: « إن منح سلطة »القتل فور المشاهدة » هذا لا ينم ببساطة عن أي شعور بالمسؤولية. ومواصلة قتل المتظاهرين لا يمكن أن يكون السبيل إلى استعادة النظام العام.ويتعين للقمع الدموي أن يتوقف ». وعلى ما يبدو، فإن تخويل قوات الأمن التونسية هذه الصلاحية الرسمية يعني إعطاءها رخصة بارتكاب القتل خارج نطاق القضاء – في انتهاكصارخ للمادة 6 من « العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية »، الذي يكفل الحق في الحياة ويحرِّم تجريد الإنسان تعسفاً من حياته. ومضت حسيبة حاج صحراوي إلى القول: »إن من مسؤولية السلطات التونسية حفظ القانون والنظام وحماية حقوق وسلامة الأهالي، بيد أن حقوقالإنسان يجب أن تحترم حتى في حالات الطوارئ. وأي تدابير تتخذها الدولة، بما في ذلك اللجوء إلى سلطات الطوارئ، يجب أن يكون بالاتساقالتام مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان ». « فإعطاء مثل هذه الرخصة للجيش ولقوات الأمن، في وضع قابل للانفجار في أية لحظة، يمكن أن يكون وصفة لمزيد من العنف والقتل. وينبغيعلى الشرطة والجيش، على السواء، أن يعرفا بأنهما لا يستطيعان الاختباء وراء الأوامر لقتل المحتجين، وبأنهما سوف يخضعا للمساءلة عنأفعالهما. » ولا يجوز لتونس تحت أي ظرف من الظروف، وبمقتضى المادة 4 من « العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية »، تعليق الحقوقالأساسية، ولا سيما الحق في الحياة والحظر المفروض على التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، وكذلك المبادئ الأساسية للمحاكمة العادلةوالحرية من الاعتقال التعسفي. وقد يجوز للدولة أن تقيِّد بعض الحقوق الأخرى « في حالات الطوارئ الاستثنائية التي تهدد حياة الأمة »، ولكن فقط »في أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع »، وما دام هذا لا يتناقض مع الالتزامات الدولية الأخرى المترتبة على الدولة، شريطة أن تبلغ الحكومةالأمين العام للأمم المتحدة فوراً بالحقوق التي جرى تعليقها ولأية أسباب. واختتمت حسيبة حاج صحراوي بالقول: « بعد ما يزيد على العقدين من القمع الشرس، يتعين على السلطات التونسية أن تدرك الآن أن وقتالمحاسبة قد حان. والترخيص « بالقتل فور المشاهدة » يجب أن يلغى، وإذا ما أريد لتونس أن تتقدم إلى الأمام، يتحتم أن يغدو إصلاح الجهاز الأمنيعلى رأس الأولويات ». منظمة العفو الدولية ملاحظة:ربما تمّ ارسال هذا المقال عن طريق الخطإ قبل التنقيح فارجو المعذرة .  


البيان رقم 2 للّجان الشعبية لدعم الانتفاضة
أيها الشعب حذار من استمرار المؤامرة التي يحبكها التجمع الدستوري الديمقراطي لاغتيال انتفاضتك  


 
أيها الشعب التونسي الأبي، حذار إن التجمع الدستوري الديمقراطي مستمر في محاولاته لإجهاض انتفاضتك  المباركة بعد أن زلزله تقدمكم نحو الحرية الكاملة وبعد فرار زعيمه كالفأر الهارب من مخالب الشعب، لقد التجأت قيادة التجمع  إلى مسرحية  رديئة الإخراج بدأتها بخرق فاضح للدستور حتي يفضح الله نواياها ويخيب مسعاها في مغالطة الشعب والتفاف  التجمع الخائن على ثورته المباركة. فهل يظن هؤلاء السفلة أن الشعب قد ثار على الطاغية ليسلم الحكم إلى جماعة المجرم رقم2 عبد الله القلال المطلوب من العدالة الدولية لجرائم بشعة ارتكبها في حق المجاهدين والمجرم رقم 3 فؤاد المبزع بصفته من القيادات التجمعية الوفية والملازمة لمسيرة الحزب التاريخية في تدمير المجتمع وقهر المعارضة الشريفة بكل أطيافها وتخريج عصابات نهب الاقتصاد الوطني، لقد قال الشعب كلمته النهائية بلفظ النظام البائد والفاسد بكل مكوناته حتي يتم استئصال هذا السرطان الخبيث الذي أنهك المجتمع ولا يدع له المجال للانتشار مرة أخرى من جديد في جسم هدا الوطن الجريح.
جماهير شعبنا المجاهد : إن ما يقدم عليه  **** من عمليات تدمير وانتقام من الشعب بإرسال عصابات الرعب والنهب هي من ضمن محاولاتهم البائسة والفاشلة لتشويه ثورته وتنغيص فرحته، إن لجان الحماية والدفاع الشعبي عن المواطنين هي الردّ المناسب لتفويت الفرصة على   لا تدع أعداءك يغتالون انتفاضتك المباركة مرة أخرى وعلى يد من سفك دمك وسلب حريتك وسرق ثروتك الوطنية وهو يحاول  أن يمد نفس يده المشوهة  بدماء  الشهداء لتنقذه من السقوط والتهاوي، أنها مرحلة  تاريخية حاسمة في مصير تونس سنحاسب عليها من قبل الله والشعب إن فرّطنا في ما ضحى من أجله الشهداء الذين سقطوا –على مدى ربع قرن- على يد هذا النظام البائد  والمجرم والمتحالف مع الصهيونية وعصابات المافيا والنهب والمخدرات والذي سيواصل مسيرته الدموية في الانتقام والتقتيل والإجرام ومسخ الهوية العربية الإسلامية لهذا الشعب إن استقر له الوضع مرة أخرى فلا تتنازلوا عن حريتكم وكرامتكم فالدكتاتور يحتضر ولتستمر الانتفاضة وليتواصل العصيان المدني وفاء للشهداء وحتى يتحقق النصر بإذن الله.
 

إنتفاضة الحرّيّة والكرامة:أحرار قليبية

على إثر إنتصار إنتفاضة الشّعب التّونسي الباسلة في الإطاحة بالدّيكتاتور وأزلامه الذين نهبوا البلاد، تشكّلت عصابات منظّمة معروفة منابعها وتوجّهاتها تهدف لدفع تونس إلى حريق ووجهات غير معلومة وإلتزامًا بمحتوى الإنتفاضة ودفاعًا عن مطالبها المشروعة وعن إنتصاراتها، ووفاءًا لدماء شهداء تونس،يتحمّل كلّ الدّيمقراطيّين في قليبية مسؤوليّاتهم في الحفاظ على مكتسبات الإنتفاضة بالتصدّي لكلّ عمل تخريبي مٌمنهج من عصابات النّظام البائد،ولقد قرّر المجتمعون بمقرّ الإتّحاد المحلّي للشّغل:قليبية حمّام الغزاز اليوم السّبت 15جانفي2011،تشكيل لجان محلّيّة للدّفاع عن الممتلكات العامّة والخاصّة وتأطير كافّة التحرّكات الإحتجاجيّة والتّصدّي لأعداء الشّعب. ملاحظة هامة :  
يمكن لكلّ المواطنين والمواطنات الإتّصال بالإتّحاد المحلّي للشغل على الرّقم التالي :72275155،وقد تمّ الإتّفاق على التّنسيق بين هذه اللّجان والجيش الوطني للتدخّل في الحالات الطّارئة. عاشت تونس حرّة مستقلّة عن الإتّحاد المحلّي للشّغل:قليبية/حمّام الغزاز الكاتب العامّ:حامد المعاطي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

بيــــــــــــــــان  باجـــة في  15 جانفي 2011 تشكّل لجان شعبيّة للدفاع عن المواطنين و المكتسبات بمدينة باجة  

تحيّة و إجلالا و وفاء لشهداء شعبنا الثائر الأبيّ و المناضل و تضحيات شبابه الذي سفّه الديكتاتورية ، و وعيا منّا نحن فعاليات المجتمع المدني بمدينة باجة : نقابيين و حقوقيين و سياسييين        و رجال قانون و أطباء و شخصيات عامة مستقلة و مثقفين و مبدعين و فنانين و كتّابا و أكاديميين ، أمام حالة الفوضى العارمة التي تحاول عصابات أوباش النظام السابق البوليسية و ميليشيات حزب التجمع الدستوري الفاشي إغراق البلاد فيها :                                                                                    1. نعلن عن تشكل لجان شعبية للدفاع عن المواطنين و الممتلكات الخاصة و العامة  بالمدينة.                     2.  ندعو إلى  تكوين حكومة ائتلاف وطني  يكون من بين أدوارها العاجلة تحقيق أمن فعلي يسمح بالإعداد لانتخابات رئاسية و تشريعية سابقة لأوانها تضمنها آليات دستورية ديمقراطية و شفافة ، حكومة تضم جميع الفعاليات التي ناضلت و مازالت تناضل من أجل الحرية و الانعتاق و العدل .                     3. نطالب مراجعة فورية للقوانين المنظمة للحياة العامة ( قانون الصحافة  و الأحزاب و الاجتماعات العامة و المجلة الانتخابية ) .                                                                                            4.  ننادي بتعليق الدستور الحالي و تعديله بما يضمن حرية الترشح و التداول السلمي على السلطة.         5. و سن العفو التشريعي العام ، عصابات القتلة و المجرمين و اللصوص و جلادي الشعب استثناء و إحالتهم على  القضاء ، قضاء يكون عادلا و مستقلا .                                                          
6.  نطالب بإعادة بناء النظام الجمهوري الحقيقي الذي يحترم إرادة الشعب.    
                               فنخلق معا من الفوضى الجارية مؤسسات حقيقية و تشريعات عادلة و تنمية متكافئة بين الجهات  و الفئات و لنتصدى لقوى الردة و محاولات الالتفاف البائسة على مكاسب ثورة شعبنا العظيمة و المباركة . عاشت تونس ، عاشت ثورة شعبها العظيم  
اللجنة الشعبية للدفاع المدني بباجة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


رسالة الخارجية النرويجية حول الحالة في تونس


جاء في رسالة الخارجية النرويجية يوم الخميس الموافق ل 13 جانفي 2011 بأنه في تونس قتل عشرات الاشخاص وأصيب كثيرون في الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية في تونس خلال الأسابيع القليلة الماضية. – و  وقال وزير الدولة اسبين بارث إيدي بأن تشعر النرويج بقلق حول الوضع في تونس و ذكرت رسالة الخارجية النرويجية في في موقع الحكومة على الانترنيت وقد أجريت مظاهرات في عدة أماكن في البلاد ، على الرغم من أن السلطات قد قمت بتثبيت عدد كبير من قوات الشرطة والجيش. و كان معظم المتظاهرين من الشباب الذين يحتجون ضد البطالة والظروف المعيشية الصعبة والفساد وانتهاكات حقوق الانسان . النرويج تستنكر العنف في تونس وتشعر بالقلق إزاء تقارير عن ارتفاع عدد القتلى المدنيين، ويدعو وزير الدولة إيدي السلطات التونسية باحترام حرية التجمع وحرية التعبير وفق مواثيق الأمم المتحدة . و تدعو النرويج الحكومة إلى إطلاق حرية المدونين والصحفيين الذين يتعرضون للسجن. وفي الوقت نفسه تحث النرويج  جميع الأطراف للدخول في حوار من أجل إيجاد حلول للمسائل التي أثيرت من قبل المتظاهرين. http://www.regjeringen.no/nb/dep/ud/aktuelt/nyheter/2011/tunisia_uro.html?id=630654

 
 


المؤتمر من أجل الجمهورية السيادة للشعب ، الشرعية للدولة، الكرامة للمواطن www.cprtunisie.net

بيان هنيئا لشعبنا وحذاري أن تسرق ثورته

في هذا اليوم الذي سيسجله تاريخ تونس بأحرف من ذهب، استطاع شعبنا بهبة غير مسبوقة دامت شهرا كاملا وتضحيات شارفت على المائة شهيد والمئات من الجرحى أن يجبر دكتاتورا حقيرا على الفرار تحت جنح الظلام بعد طغيان دام ثلاثة وعشرين سنة صحبه فساد غير مسبوق وظلم فاق كل الحدود وإرهاب لم تعرف له تونس مثيلا .  
إن مثل هذه الثورة العظيمة أسست لواقع سياسي جديد ولا مجال للعودة إلى ما قبل هذا اليوم أو قبول سبعة نوفمبر جديد. إلا أنه ما زال أمام ثورتنا السلمية تتمة فنهاية الدكتاتور لا تعني نهاية الدكتاتورية، فبحيلة قانونية وللمحافظة على نوع من الحصانة فوّض الدكتاتور سلطاته للوزير الأول، لكن هكذا إجراء لا يعطي أي شرعية للمكلف اليوم برئاسة الجمهورية،  فحتى الدستور الجاري المعمول به اليوم ينصّ حسب الفصل 57 أن المكلف برئاسة الدولة يتوجب أن يكون رئيس البرلمان وهو مطالب بإقامة انتخابات رئاسية في ظرف لا يتجاوز شهرين. إن انتصاب شخص غير شرعي على السلطة بدعم من المؤسسات التي ساندت الدكتاتورية لهو أسوأ بداية ممكنة وهو أمر غير مقبول خاصة أن ما يعدنا به هرم السلطة اليوم هو انتخابات تشريعية بعد ستة أشهر مما يعني أنه ينوي إتمام الحقبة الرئاسية الحالية إلى 2014. إن المؤتمر من أجل الجمهورية انطلاقا من نضاله المستميت من أجل سيادة الشعب عبر ممارسة كل حقوقه غير القابلة للتصرف وأساسا الانتخابات الحرة وكرامة المواطن وضرورة بناء إعادة بناء النظام الجمهوري على أسس الشرعية القانونية. ويؤكد أن الحل الأصوب للخروج من أزمة الشرعية الراهنة، إنما يتمثل في قيام حكومة مؤقتة ترأسها شخصية محايدة سياسيا ولا تترشح للانتخابات ومهمتها مرحليا تسيير شؤون البلاد الإعداد الانتخابات رئاسية وتشريعية في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر . وفي هذا الظرف الدقيق نناشد جماهير شعبنا مواصلة نضالها الميداني والتعبير عن رفضها بكل وسائل الاحتجاج المدني والسلمي للمؤامرة الجديدة التي يقودها اليوم وجوه من بقايا النظام البائد تضم مجرمين تلطخت أيديهم بدماء تونسيين.  إن شعبنا العظيم، الذي أبهر بشجاعته وإصراره العالم بأسره، لا يقبل أبدا أن تُسرق منه ثورته المجيدة أو يعاد بمخططات ملتوية تكبيله بالقيود التي أبى إلا أن يكسرها إلى الأبد. باريس في 14 جانفي/يناير 2011 عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي


اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net بسم الله الرحمان الرحيم

نــداء إلى الشعب التونسي حتى لا تُسرق ثورتكم

 
يا شعبنا الأبي في تونس العزيزة إننا نهنئكم بانتصاركم الكبير على الدكتاتورية، وأنجز حر ما وعد، لقد سكبتم دمائكم الزكية على تراب هذا البلد الطيب ودفعتم الثمن باهظا من أجل الإنعتاق والحرية لقد مرت عليكم سنوات جمر دامت قرابة الربع قرن، وصبرتم وناضلتم ولو في الخفاء رغم صولة الاستبداد وقهره، ونالكم ونال أسركم وأبنائكم العنت الكثير. لقد لامستم كيف استحوذت عصابات الحكم السابق على ثروات البلاد وتقاسمتها بينها في حين نالكم الفقر والبطالة وغلاء الأسعار، لقد كانت المحسوبية والفساد والسقوط الأخلاقي عنوان هذه الفترة الحالكة من تاريخ تونس المجيد.
أيها الشعب البطل
لقد أسقطت الدكتاتور من علياءه وبللت تربة هذه الأرض الطيبة بدمائك الزكية ولك الحق أن تحلم لك الحق أن تأمل لك الحق أن تطالب، فالكلمة الأولى والأخيرة لك وحدك، أنت أطلقت الثورة، أنت دفعت ثمنها وأنت الوحيد المؤتمن عليها.
إن سقوط الدكتاتور لا يعني سقوط الدكتاتورية، إن نهاية بن علي لا تعني نهاية نظامه، وهذا ما يبدو قد بدأت تظهر ملامحه فحذار من سرقة ثورتكم حذار من الإلتفاف حولها، حذار أن تسرق أحلامكم وتنتهي آمالكم
أيها الشعب التونسي العزيز
إن الحديث من قبل الوزير الأول عن خروج مؤقت للرئيس المخلوع، ووجود وجه قديم معروف باستبداده وعلاقته المشبوهة مع الرئيس السابق يدفعنا إلى الحذر والتنبه…
إن الحديث عن حكومة إنقاذ داخل المشهد السياسي الحالي بوجوه معروفة وتحمل تاريخا أسود يدفعنا إلى التنبيه والتساؤل هل هي حكومة إنقاذ النظام السابق أم إنقاذ هذا الشعب الأبي.
إن حالة النهب التي تطالكم في أرواحكم وممتلكاتكم من قبل عصابات منظمة يدعوننا إلى التأكيد الشديد للتنبه والحذر، حيث يبدو أن هناك سيناريو أعد سابقا من فلول النظام المخلوع لزعزعة استقراركم وأمنكم ومعاقبتكم على ما بذلتموه من جهد وسكبتموه من دماء.
إننا ندعوكم إلى التضامن فيما بينكم، في كل حي وفي كل منطقة بالمحافظة على ممتلكات بعضكم البعض، بمساعدة بعضكم بالمؤونة والمرافق، تقاسموا ما عندكم إذا تعذر على البعض ذلك، إنها فرصتكم في التعبيير عن أخوتكم، عن مواطنتكم، فالتونسي للتونسي رحمة.
أيها الشعب التونسي العزيز
إن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي يدعوكم إلى عدم مغادرة الشارع بكل سلمية وعمل حضاري كما عودتمونا، ففي الشارع انطلقت ثورتكم ومن الشارع أطردتم الدكتاتور وعصابته، فالتزموا الشارع ولا تتركوا لأحلاكم أن تسرق مجددا، ولثورتكم ان يقع الالتفاف حولها، وحتى لا يعاد عليكم 7 نوفمبر جديد وإن كان بلباس ديمقراطي مشبوه. ونحن نقف إلى جانبكم ونشد على أيديكم فالثورة ثورتنا جميعا وما ينالكم ينالنا والمستقبل لجميع التونسيين دون إقصاء أو تهميش.
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي المنسق العام : د.خــالد الطراولي 15 جانفي 2011

 

حركة الشباب التونسي:رسالة إلى الشباب التونسي


بسم الله الرحمان الرحيم سلام  لكل احرار تونس والعالم، أما بعد 

يا شباب تونس , اني مازلت ارى إرهاب بن علي بدون بن علي مازلت أرى خيال الماضي المظلم يتربص بنا. ميليشيات تنهب و  شرطة تدمر وإرهاب يطوف أزقة تونس الجميلة. وخطر الدكتاتورية يهدد فينا.
لنترك مسالة الأمن و عصابات الاجرام لجيشنا الشجاع ولنواصل ثورتنا على النظام الفاسد. فمن ظن أنا ثورتنا كانت فقط لخلع بن علي فقد أخطأ. نعم لقد قضينا على رائس النظام الجائر  ولكن علينا أن ننتهي مع ما بقي  منه من  هياكل و أفراد و عقلية و طرق تعامل وميليشيات و مخابرات و واحزاب و عصابات و مجلس نواب مزيف و ممثلين غير شرعين …
يا ابطال اليوم, يا احرار اليوم لا تكونو عبيد الغد. يا شباب تونس, المستقبل مستقبلنا والوطن وطننا و الثورة ثورتنا. فلا تثقو في جيلاً باع الوطن بعد أن حرره الأجداد جيلاً  تنازل عنا من اجل الشهوات والمناصب  ووصفنا بجيل الفشل والجهل و الإنحلال. لا تتركو من تعطلت عقارب ساعاتهم سنةٍ  87 يقتلون ثورة الياسمين منذ ايامها الاولى, لا تتركوا  من خانوا العهد يدنسون دم  محمد البوعزيزي الطاهر عن طريق موامرة بشعة حضرت في مكاتب الأستخبارات العالمية ونفذت من قبل بن علي وأعوانه على مراحل لم تنتهي بعد لنحرم من الحرية والأمل نحن و  كل مضطهدي العالم .
الثورة يبدؤها مغامر ويموت فيها شجاع ويقطف ثمارها جبان
 اني أخاف عليكم, يا فخر العروبة والاسلام من عدواً شرير لا يريد بنا الخير عدواً جذوره تتعدى البحار. فاحذرو من الغدر و كونو دايماً على أهبة الإستعداد للدفاع على ثورتنا ورموزها.  ثورتنا قد تستمر مئة عام فعلى قصيري الانفاس أن يتنحوا جانبا
لنواصل المسيرة بكل إيمان وجد من أجل  تونس الحرة  العادلة تجاه جميع ابنائها تونس الامنة بدون خوف أو إستبداد. تونس الحامية لشبابها و التي تدفعه إلى الأمام وليس إلى البحار والانتحار.  

أننا بعد اليوم لن نصمت, لن نرضخ ولن نستسلم وسنبني بلادنا بانفسنا شهادة او نصر ولا بديل عن النصر الا النصر وثورة حتى النصر  عاشت تونس و رحمة الله محمد البوعزيزي وكل شهداء الحرية.

اطلب منكم اخوتي إن توصلو رسالتي هذه إلى شبابنا و كل الاحرار في بلدنا تونس منارة الحرية وعاصمة ثوار العالم , بالامايل بلانترنت في الفيسبوك  وحتى على الورق  لاخواننا المحرومين من الانترنت. ولا تنسوا الدعاء.  محمد علي محلة  – حركة الشباب التونسي

mjt.tunisie@gmail.com    (ساقوم بتقديم الحركة واهدافها وتحركاتها  في مداخلتي القادمة)
 
 


الجمهورية الديمقراطية هي السبيل الوحيد لخلاص الشعب التونسي

لقد قدم الشعب التونسي في الأيام  الأخيرة الماضية كل ما يمكنه في حركته ضد القهر والاستبداد والحيف الاجتماعي ، واستبسل في ذلك وقدم تضحيات جسام من دماء أبنائه وأرواحهم ،رغم كل الظروف  ، ولئن كانت حركة الشعب غير مؤطرة منذ بدايتها الى حدود لحظات تسارع الأحداث بانهيار السلطة وفرار  » بن علي » رغم محاولات النقابيين والسياسيين للقيام بذلك عبر التصريحات والبيانات والالتحاق بحركة الشارع في عديد المناسبات .فان الانهيار الشامل والمفاجئ لسلطة الدولة وأغلب أجهزتها الامنية أحدث حالة من الارتباك والفوضى في صفوف المواطنين وحتى الناشطين السياسيين والحقوقيين . لقد شهدت الحركة الاحتجاجية تناميا سريعا ، صاحبه ميلاد مليشيات وعصابات نهب وتخريب يمكن تصنيفها الى قسمين حسب رويات شهود العيان والأخبار الواردة من كل الجهات ، تشكلت الاولى في خضم الاحداث من شباب يائس ومفقر وجد طريقه الى التخريب والنهب كوسيلة للاسترزاق خاصة امام انهيار هيبة الدولة وحدوث الانفلات الأمنية ، وهذه المجموعة يمكن تطويقها وايقافها بتظافر جهود المواطنين واللجان الاهلية لحماية الاحياء ، ما الثانية فانها منظمة بقيادة بقايا أتباع النظام السابق بهدف احداث الفوضى والخراب وترويع المواطنين قي عملية انتقامية تسعى الى ادخال تونس وشعبها في دوامة من العنف ، وهذه مجموعات مسلحة يجب ان تتكاتف كل الجهود الوطنية من اجل وضع حد جذري لها وبأقسى سرعة خشية ان تتراجع قليلا وتتحول الى خلاية للارهاب المنظم ، يجب اقتلاعها من جذورها وتتبع أصولها وتفرعاتها بشكل كامل . ان التغيير الحاصل اليوم في مؤسسات الحكم وان كان دستوريا ( بالعودة الى الفصل 57 من الدستور) بعد رئيس  مجلس النواب من الرئاسة المؤقتة  بعد فشل محاولة المرور بالفصل 56 بشكل لا دستوري وما تبعه من رفض جماهيري وحقوقي  ، لم يكن في مجمله نتيجة مباشرة للخيار الشعبي ( وان كان على صلة به) الذي لم يكن في حسبانه وفي اعتباره طيلة شهر كامل مسألة البديل او التغيير الديمقراطي ، فسنوات التصحر السياسي والإجماع الرتيب حول السلطة القائمة واستقالة المواطن الاجبارية عن ممارسة مواطنه منعته من التاهل سياسيا لتطارح هذه القضايا والتعامل مع مؤسسات الجمهورية بوصفها مؤسسات لادارة الارادة الشعبية والسيادة الوطنية ،  كما ان هذه المؤسسات واهمها مجلس النواب  » السلطة التشريعية  » لا تمثل التعدد والاختلاف الحقيقي بتونس كما أنها لا تعكس الارادة الشعبية ، حتى تتمكن من استلام السلطة للإعداد الى التغيير الديمقراطي الشامل ، مما يجعلنا أمام مهمة عسيرة ورهانات تاريخية صعبة من اجل تأصيل النظام الجمهوري وإعادة السيادة إلى الشعب وتمكينه من الادلاء بدلوه في عملية التغيير الديمقراطي المنشودة . ان أحد الاخطار المحدقة بتونس اليوم تتمثل في امكانية تحويل وجهة عملية التغيير واستغلال حالة الاحتقان والغليان الاجتماعي ووجود الناس في الشوارع أصلا لفرض خيارات لا ديمقراطية على الشعب من ناحية أو فرض أطروحات معادية لقيم الجمهورية ( من قبيل الدعوة لدولة الخلافة) وهو  في الحالتين نتيجة اساسية للعنصر الذاتي للحركة وهو عدم وعيها بعملية التغيير الشامل ومآلاته لذا فاني اعتقد ان خطوتين أساسيتين على الحركة الديمقراطية والتقدمية في تونس انجازهما بكل سرعة تتمثل الاولى في المطالبة بالغاء حالة الطوارئ العسكرية بأسرع وقت بوصفها حالة مؤقتة واستثنائية  لاعادة الاستقرار الأمني تمثل معيقا للعملية الديمقراطية في جوهرها ، وثانيها أن تتشكل في جبهة واسعة على قاعدة برنامج للتغيير الديمقراطي تكون تحالفا يصون مبادئ النظام الجمهوري ويؤصل الدولة العلمانية الديمقراطية ،يقود الشعب في عملية التغيير الديمقراطي الشامل ويلتحم بالجماهير ليسلحها بأدواة الوعي اللازمة لادراك متطلبات استعادة السيادة الشعبية في ظل الجمهورية الديمقراطية لكي تتحصن ضد كل أشكال تطويع حركتها خدمة لمشاريع لا وطنية أو معادية للانيان وللحرية والعدالة الاجتماعية . ان اللجان الأهلية لحماية الأحياء تتشكل بسرعة في كل مكان ، انها في رأيي أهم درس يمكن استخلاصه من الأيام الأخيرة لأنها تمثل الاستعداد الطبيعي لأبناء شعبنا للتنظم في مؤسسات للادارة الشعبية ، انهم النواتاة الأولى لمواطنة حقيقية و لديمقراطية حقيقية ، علينا ادراك هذا الواقع والوعي به ، وتحويله الى عمل ثوري لنشر نواتاة الرقابة والتسيير الديموقراطي ، يجب أن تنتظم أكثر وتتوسع من مستوى حماية الحي الى تسيير ورقابة منطقة بلدية لتكون هيئات جهوية ووطنية واسعة تعوض القديمة البائدة والمتهرئة وتصفي بقايا مؤسسات الفساد و الديكتاتورية ، انها أسس سيادة الشعب والضامن الوحيد لعدم انهيار عملية التغيير الديمقراطي الشامل ،وهي تقطع الطريق بشكل نهائي عن كل امكانية للعودة الى الخلف . ان واجبات الجبهة الديمقراطية الوطنية تتمثل في المشاركة الفعالة ومن مواقع متقدمة  في أشغال الحكومة الوطنية المزمع تشكيلها في نفس الوقت الذي تكون فيه جنبا الى جنب مع أبناء الشعب في لجان الاهالي للحماية والرقابة والتسسير ، وان تتوجه ببرنامجها الى عموم الشعب هذا البرنامج الذي تكون اسسه  أو توجهاته العامة كالتالي ·        إنشاء مجلس دستوري يتألف من قضاة ورجال قانون وشخصيات مشهود لهم باستقلاليتهم عن الحزب الحاكم، يتظلم لديه المواطنون والشخصيات المعنوية، ويشرف على صياغة القوانين الخاصة بهذه المرحلة الإنتقالية ·        أن يكون، الإقتراع العام الحر والمباشر، الوسيلة التي يعبر بها الشعب عن إرادته ويختار من يحكمه ومن يمثله، والمصدر الشرعي الوحيد للسلطة، وذلك بإخضاع كل هيئات التسيير والمسؤوليات للإنتخاب وسحب الثقة، وجعل السلطة التنفيذية تحت مراقبة السلطة التشريعية، وأن تكون المؤسسات التمثيلية مؤلفة على قاعدة التمثيلية النسبية حتى تساعد على إشراك كل القوى والفئات في الحوار والتسيير والقرار. ·        منع  الترشّح، للمسؤولية أو التمثيل البلدي أو الولائي أو النيّابي، لأكثر من دورتين متتاليتين، بما في ذلك رئاسة الجمهورية. ·        ضمان الحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان واعتبارها غير قابلة للنقض. ·        الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء. ·        التنصيص على علوية الدستور وتمكين القضاة من حقّ إزاحة القوانين التي لا تتماشى مع روحه. ·        إلغاء القوانين غير الديمقراطية وتعويضها بأخرى تحمي الحريات وتضمن ممارستها. ·        احترام حرية المعتقد، على أن تكون الدولة محايدة تجاه المعتقد، وأن يحجر توظيف الدين والمساجد والجوامع وبيوت الصلاة في السياسة من قبل أي كان في السلطة والمعارضة
·        بناء اقتصاد وطني تضامني عبر مراجعة الإختيارات الإقتصادية والإجتماعية في اتجاه بناء اقتصاد وطني يلبي حاجيات السوق الداخلية في إطار من التكامل المغاربي والعربي والتعاون الإقليمي والعالمي على أساس التكافؤ، ويحمي الشغالين والكادحين من الإهتراء المادي والمعنوي ويفتح أفاق التشغيل أمام الشباب.
·        الدفاع عن المكاسب الحضارية والإجتماعية والثقافية للمجتمع التونسي وعلى الجانب النير والعقلاني من التراث العربي والعمل على تطويره والإرتقاء به إلى المستوى الذي بلغته الإنسانية من تطور وتقدم وفتح المجال للثقافة الشعبية والتقدمية كي تنتعش وتأخذ مكان الصدارة في مخططات السلطة والتخلّي الواضح على دعم الثقافة ذات المضامين الهابطة والرجعية، والتفاعل الإيجابي مع الثقافة التقدمية العالمية.
ان عملية التغيير الديمقراطي الشامل عملية طويلة حتما تستوجب عملا حثيثا واستعدادات جبارة من انصار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية  واحساس عالى بالمسؤولية والطوع ووحدة متينة في صفوفهم ، لتقدم جماهير الشعب التي تعلمت الخروج الى الشوارع ( بشكل قاسي ومؤلم ) في هبة تاريخية للرفض و الربط معها حتى لا تعود الى سباتها . معا من اجل الجمهورية الديمقراطية الكاتب : محمد نجيب وهيبي :طالب مرحلة ثالثة علوم محاسبة عضو  بالهيئة الادارية للاتحاد العام لطلبة تونس ناشط بالحزب الاشتراكي اليساري التونسي  


محمد عبدالكريم: »جمهورية تونسية بدون إقصاء »


 
في إطار حملة ممنهجة ضد  عودة الدكتور راشد الغنوشي إلى البلاد وتصويره كإرهابي ومجرم وما في ذلك من تخويف للناس من التيار الاسلامي ومشاركة الاسلاميين في بناء تونس جديدة للجميع  قمت بإنشاء صفحة جديدة اسمها « جمهورية تونسية بدون إقصاء » وهذا رابطها :
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=182612648426321&set=a.182611791759740.38083.182589281761991&forceClose=1 أرجو من الجميع قبول الاستضافة ومشاركتنا الحوار على الفيسبوك  من أجل تونس للجميع وبدون إقصاء. محمد عبدالكريم
 
 
 


… وأخيـراً ولّى هارباً

مبـروك للتونسيين بـهروب  » رأس الفساد والمفسدين  » من البلاد، والعقبـى لمعاونيه…. لا يـمكن لظلم أن يستـمر، سواءً كان ظلماً من فرد، أو من دولة، فالإنسان بطبيعتـه يتوق إلى الـحرية، وإلى تكوين شخصيتـه المستقلة، هكذا الأفراد، وهكذا المـجتمعات.
النظام التونسي منذ عهد بورقيبة، وصولاً إلى عهد بن علي، وفق نشوئه، ووفق بنيته الأمنيّة، ووفق أحاسيس أفراد من العائلة الـحاكمة بالتميّز والتمايز عن باقي المواطنين، شكل بقيادته المتـعاقبة نـموذجاً للظلم داخل تونس، وفي مهاجرها، بـحق المعارضين لسياستـه القمعية.
لم يرَ النظام القائـم في تونس، أن تـجاربه المسيئة ستؤدي في زمن ما إلى انـتفاضات قد تؤدي إلى انـحسار فاعليتـه، وإلى تـفككه إلى جـماعات ليس لـها وزن بين المـجتمعات الدولية، ولا بين المواطنين التوانسة لما مارسوه من طغيان وجرائـم إنسانية، وهزات اقتصادية أثارت كراهية العباد لـهم.
إن النظام التونسي اليوم، خاصة بعد هروب الطاغية بن علي، هو أشبه بـمملكة بني عـثمان في أخر أيام  » عبد الحميد » اخصامه كُـثر وأقوياء ومـحدقين به من كل صوب، ومصممين على سـحقه ، ولكنهم يتهيبون قوته ويتوهمون مناعته، فهم لو علموا بضعفه الداخلي وبفساد أعمال ما تبقى من رجاله السابقين، لما تأخروا بتسديد ضربة قاضية عليه.
ولكن التونسيين المـخلصين الذائبين في وطنيتهم منكمشون على أنفسهم، يراقبون مـجرى الأمور بألم ومرارة،  وما سكوتـهم على  » بادرة الغنوشي » ورفقائه من رموز النظام السابق إلا احـتراماً لمشيئة الشعب، ومـحافظة على مؤسسات الوطن التي يقدّسونـها وقد أذابوا أزهار أعمارهم في سبيل إنشائـها وبقائها وسلامتها، ويعلمون أن أيّة حركة عسكرية  داخل الوطن قد تؤدي حتماً إلى كوارث.
فإذا حاولوا هدم النظام قبل أن يـعدّ أصحاب الاختصاص العدّة، وتـحضيـر المواد البديلة لتـغييـر النظام،  نـحو الأفضل، فسيكون عملهم ناقصاً وبالتالي فاشلاً، وإذا حاولوا الترقيع على الطريقة العربية المعهودة، فستظهر العيوب العتيقة في ثوب النظام والوطن المهلهل.
صرح أحد أبرز المعارضين التوانسة في باريس  « إن  انتفاضة شعبنا في الداخل تـجاوزت كـثيـراً البرامج السياسية لمعظم المفكرين التوانسة »؟ا… 
تًرى هل أطاحت الانتفاضة الشعبية خلال أيام قليلة بـجميع البرامج السياسية، الاقتصادية، الفكرية والاجتماعية الجادة،  الداعية إلى ترقية المجتمع التونسي لانتقاله إلى مكان يليق به تـحت الشمس ؟ا….
انتفاضة تنطلق بسبب إقدام مواطن على حرق نفسه بسبب مصادرة بضاعته وإهانته شخصياً من قبل شرطية ؟ا…. تنتشر بسرعة هائلة ويلتف حولـها العباد في معظم الـجهات التونسية، كما في المهاجر، ومن جميع أطياف المجتمع التونسي، مسألة فيها نظر، وآلاف الأسئلة المـحيّـرة ؟ا….
انتـفاضة كهذه هبّت بعد أن  انتـصب الحقد اليائس ، لفراغ عميق في نفس إنسان سعى إلى إفناء كل شيء ، انتـفاضة كهذه تكون مرعبة، رهيبة، خطرة،  وقد تـحشد في نفسها كل ما في الإنسان من قوى تدميـرية، وقد تـخبئ للتونسيين  مصيـرا قاتـماً كمصير أولئك الذين يعدون لـها.
شتان بين الانتـفاضة البناءة، الواعية، وبين الانتـفاضة التدميـرية، العمياء….  
الانتـفاضة التي تـحرق الممتلكات العامة،  وتدمر الأبنية وتقلع الأشجار وتسرق المخازن هي انتـفاضة عدميّة، انتـفاضة بقايا عصابات « العائلة الـهاربة » التي مولّت، وسلّحت عصابات مرتزقة لتقوم بـخلق الفوضى في كل مكان، ولتبث الشغب والارتباك حيث تـحل.
انتـفاضة تونس حتى الآن، لـها شهوة طاغية، رعناء، تـحطم حباً في التـحطيم، تعبث بالعمران والأرواح، في السجون ومراكز الشرطة، تزمـجر، وتـهدد بالتدميـر والتقويض، ونتائـجها ستكون كالتالي:
1.    عودة أصحاب النفوذ من مافيات بن علي إلى التحكم بالسلطة. 2.    خسائر هائلة في الأرواح والماديات. 3.    غياب تونس عن الحركة العلميّة والثـقافية العالمية المعاصرة. 4.    هروب الأدمغة التونسية. 5.    أزدياد حدّة الانـقسامات الشعبية، السياسية والنقابية والاجتماعية. 6.    تـمدد دولة إسرائيل سياسياً وأمنياً داخل المجتمع التونسي.
ساذجاً كل السذاجة من يعتقد أن هذه الانتـفاضة ستخرج تونس من مـحنتـها دون الاستـعانة ببرامج المبدعين من المفكرين التونسيين المتمرسين بالحياة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
الانتـفاضة الصحيحة هي التي تتبنى برامج وطنية ناضجة تـختصر توق الشباب التونسي إلى نظرة نبيلة للحياة،  برامج عصرية، علميّة أنـجزها متفوقون تونسيون سبق لـهم ودخلوا بيوت ومتاجر العباد، وحقول المزارعين ومصانع العمال، ومدارس وجامعات الطلبة.
مناضلون ساروا إلى ساحات المواجهة مع الفاسدين بصمت هادئ أين منه هدير العواصف والمظاهرات والاحتجاجات، مفكرون يصممون فيقولون، ثـم ينطلقون يقلبون القول عملاً والتصميم تنـفيذاً، ويسيـرون إلى السجون وفي قلوبـهم أيـمان وقوة، وفي نفوسـهم حرية، يضحون بكل شيء في سبيل إعادة الـهناء والعدالة للشعب التونسي، والمـجد والعز للوطن التونسي. على قادة الانتـفاضة الحالية الاستمرار في الجهاد على بقايا « السلطة الـهاربة » لدفعها بالدرجة الأولى إلى إطلاق جميع السجناء السياسيين، والأدباء والشعراء وأصحاب العقول النيـّرة الذين جاهروا بتقبيح الاستبداد، وإطلاق الحريات الفكرية، وعودة المبعدين.
 كما عليهم تنقية صفوف الانتـفاضة من الطفيليين والنفعيين والخونة، ورص صفوف الشعب في جميع المدن والقرى التونسية لجولات جديدة من الصراع لكسب مواقف سياسية أخرى، والمساعدة لخلق نواة باستـطاعتها وضع دستور جديد للبلاد لبناء دولة القانون والمؤسسات، ولإسترجاع الثروات السليبة، واحترام مقدّاسات الشعب، ولدعم انفتاح تونس وتكاملها مع مـحيطها الطبيعي.
نتأمل من هذه الانتـفاضة المباركة أن تستـمر لتضع أساسات للحرية الفكرية والسياسية على أسس ثابتة لا تزعزعها تقلبات العهود لتصبح لـهيبها نوراً ساطعاً ينيـر عقول العباد في جـميع أنحاء تونس وعالمها العربي.   باريس تيسيـر العبيدي

 


اهداف الثورة.

هذه الثورة ثورة الجميع.عملت الاجيال  على مختلف مستوياتها باعدادها واذكاء نارها وانجازها. كل من موقعه ساهم في  تحقيقها.انها ثورة الشعب الاولى بعد ماتي سنة وخمسين من قيام نظام الحكم البايليكي والذي تواصل تحت حكم الاستعمار واخذه بورقيبة بحذافره  وتواصل تحت حكم الرداءة المطلقة لحكم البائد بن على. هذا النظام يقوم على حقيقيتين  بائستين غاية البؤس. نظام سياسي  متسلط  يستند الى عصابة قبلية مشدودة الى  قوة اجنبية. وواقع حال  اجتماعي  كانت في السابق تسلب  خيرات المناطق الفلاحية الداخلية لفائدة مدن السواحل الكبرى .ثم تحول الى نظام  تحكمه قبائل ساحلية اقصت المناطق الداخلية من الحياة جملة وتفصيلا. وجاءت ثورة سيدي بوزيد وليس ثورة الياسمين .هذه ثورة سيدي بوزيد والقصرين والكاف وبنقردان  وجندوبة وقفصة والمتلوي.لقد انهكنا النظام هناك وانهيناه هناك قبل ان يذبح في تونس. وهي ثورة الشعب  .برمته. ولا تقولوا ثورة الفجر وثورة الياسمين. هذه الثورة تريد ان تنجز  حقيقتين على الارض حتى تطبع الارض كما طبعتها بدم القصرين وتالة وسيدي بوزيد . ان تنهي والى الابد  سلطة العصابات الجهوية. ولهذا على الجميع ان يقبل بواقع القسمة العادلة وان لا يتلوى  ويتسارع الى الانقضاض من جديد. هذه العصابات الملثمة التي تبث الرعب هي عصابات جهوية مولها واعدها عبدالعزيز بن ضياء في دكاكين المكنين  حتى يلهي الناس بانقضاض من لهم مصلحة في اعادة النظام الى طابعه الجهوي القبلي الفاسد الذي جاء ببن على وكان خلف هذا الدمار الكبير الذي لحق بنا.كنا نعرف انهم كانوا في دكاكينهم يعدون تقديم وليمة الطرابلسية  للناس مقابل الانقضاض على الحكم.من جديد.انتهى توقفوا هناك رائحة الحرب الاهلية تفوح من بعيد.لن نترككم تعودوا الى مكان الجريمة.  وليكفوا عن الهاء الناس واهدار طاقتهم  بذلك .نحن لكل هؤلاء بالمرصاد. ثانيا هذه الثورة تريد ان تنهي نظام الحكم البايليكي الرئاسي وقولوا لساركوزي ان يصمت نحن وثورتنا لا نعمل عنده كما كان يعمل عنده بن علي.  وان يكف عن المطالبة  بالاسراع بانتخاب رئيس جمهورية باسرع الاوقات  يريدون الالتفتاف عليه وتحويله الى دمية  .فهم اعرف الناس بنظامنا السياسي البائد.ويعرفون ان  الاستحواذ على رئيس الجمهورية يوفر لهم عناء استعمار البلاد بعد ان يحولوه الى  طرطورة كما فعلوا مع البايات ومع بورقيبة وحتى مع معشوق العقيد زين العابدين بن على. نريد الاعداد لنظام سياسي  برلماني لا يكون فيه رئيس الجمهورية  الا صورة . نريد نظاما برلمانيا  وان ينكب  الاخوة القانونيين في اعداد مشروع دستور جديد وتكون هذه الحكومة  المؤقتة حكومة  تصريف اعمال  في انتظار الاعلان عن مجلس تاسيسي  وحل البرلمان والاعلان عن انتخابات برلمانية. هذا ما تريده ثورتنا .احذركم. هذه مطالب ثورتنا. ورسالة  الرعب الذي دمر ت نظام بن على  وجاء من تلك المناطق التي حدثتكم عنها. الامجد الباجي  


اليوم تطهّر أرضنا من بقايا الدكتاتورية


بقلم علي سعيد
الساعة السادسة صباحا، لم أستطع النوم لليلة الـ…..؟ على التوالي…؟ لا أذكر. لا تكاد أصابعي تهتدي إلى مواقع الحروف العربية على الأزرار اللاتينية أمامي…. وقد صدمت لا لطبيعة ما جرى ومازال يجري في هذه الليلة الحاسمة، لأني توقعت بعضه، ولكن لحجم الدمار الذي ستطلع عليه الشمس في تونس التي أراني الآن أنظر ملمحها على مسافة تسع عشرة سنة من الغربة دون أن تحدّ العبرة التي تخنقني من جلاء صورتها أمامي، تكتمل أبعادها حسب ما استمعت إليه من شهادات من اتصلتُ بهم من أهلنا، أو من اتصل منهم على الخط المفتوح على الجزيرة أو على الفضائية التي لم تستح بعد من الـ:7 البنفسجية التي وصلت ببلدنا إلى الوضع الذي آلت إليه، وقد أسقطتها الـ: 14 وستقبرها بإذن الله الـ:15… ترتسم في ذهني، فتزيدني إرهاقا صور الضحايا…،الرعب ….،الدمار….، ما حجم هذا….ما مدى ذاك…وذاك! ثبت اللهمّ أهلنا أفرغ عليهم صبرا من عندك يا كريم. يا أيها القتلة من عصابات القنص الذين علوتم حتى الصوامع لاغتبال خيرة رجالنا ونسائنا ولم يسلم منكم رجل أو امرأة، وكبير أو صغير. يا عصابات النهب من انتهازيي تجمع النفاق ومرتزقته…. إن كنتم أردتم بذلك إفساد عرسنا فقد خبتم وخاب مسعاكم، وإن كنتم ستحاولون ذلك مجددا فلن تستطيعوا….. أتدرون حقيقة ما أجرمتموه حين كان كبيركم بينكم وتماديتم فيه أضعافا حين فرّ عنكم لا يلوي…؟ إنكم لم تزيدوا على أن هيأتم قبوركم، فلا تقضوا مابقي لكم من يومكم الأخير في إزالة ما علق بكم في ليلكم من قذارة، فإن القذارة داخلكم…. أشربتموها عِقدين… وستطهر منها ومنكم أرضنا،بإذن الله، في يومٍ لا يومين. فبعد كل هذه التضحيات لايستحق شعبنا أن تمرّ به ليلة كالتي مرّت.
 
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 جانفي2011)  


تونس: ثورة الشعب تدخل مرحلة جني الثمار


عبدالباقي خليفة

منذ 17 ديسمبرالماضي، وثورة الشعب التونسي، التي فجرها الشهيد محمد البوعزيزي، رحمه الله ، في سيدي بوزيد، تكسب قواعد شعبية جديدة، في مختلف أنحاء البلاد، تبرهن بشكل واضح وجلي، أن الشعب في جهوزية تامة، بل ونوعية، لتحقيق مطالب الحرية والكرامة والمساواة التي ينتظرها منذ عدة عقود، ولكن الأوضاع ازدادت ترديا مع وصول بن علي للسلطة في 7 نوفمبر1987 م ، لا سيما على مستوى الحريات الاربعة، حرية التدين، وحرية التعبير، والتحرر من الخوف، والتحرر من الحاجة.  وهي أعمدة الوجود الانساني، والتي يقابلها في المفهوم الإسلامي، حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ النسل، والتي فشل نظام 7 نوفمبر، في تحقيقها للشعب التونسي.

رفض الوصاية بتقديم الثمن: كان الجميع في انتظار الشرارة الأولى، في انتظار من يعلق الجرس، وكان محمد البوعزيزي، ذلك الشهيد البطل الذي علق يوم 17 ديسمبر 2010 م الجرس لأشرس نظام عربي، عرف بوحشيته في قمع مواطنيه، وعدم تورعه من استخدام الرصاص الحي، لارهاب الشعب ودفعه للتراجع والخنوع والاستسلام الذي فرضه عليه على مدى 23 سنة عجافا. تم فيها اختراع مفاهيم مغرقة في الوصاية على المجتمع، ووضع الدين، والحرية، والديمقراطية، والحاجيات الأساسية، ومقاصد الاسلام الخمسة، في مقاربات خاصة به، فرضها على الناس فرضا، كما لوكانت وحيا منزلا من السماء. ورفض مناقشتها، فضلا عن نقدها، وإعطائها صفة المكاسب، وخلع عليها الألقاب التي تذكرنا بمسخرة « النظرية العلمية » عند فلول اليسار.
وهكذا تعلمنا ثورة تونس أن الناس في حاجة لمن يضرب المثل، ويدفع الثمن، في حاجة لمن يضحي، في حاجة لمن يقول لهم بالافعال لا بالأقوال ما الذي يجب عليهم فعله. وكان الشاعرأبو القاسم الشابي قد ألهب بكلماته عواطف الشعب التونسي أثناء الاحتلال الفرنسي » ليت لي قوة العواصف يا شعبي ، فألقي إليك ثورة نفسي .. ليت لي قوة الأعاصير إن ضجت فأدعوك للحياة بنبسي. وهو الذي يقول  » ومن لم يرم صعود الجبال يعش أبدا الدهر بين الحفر ». إنه الشابي الذي لا يزال يلهم شعبه وأمته معاني الحياة الكريمة، ويرد عبر العصورعلى ذلك الكريم الذي قال  » اطلبوا الموت توهب لكم الحياة  » .
إن ما يحدث في تونس، يؤكد على أن الطغاة يساومون الناس على حياتهم باستهدافها، فإذا قدم الناس حياتهم فداءا للحرية والكرامة تقهقر الجلاد وخنس، وكشف ضعفه أمام الشعب الذي لا بد وأن ينتصر في نهاية المطاف. ففي البدء كانت الكلمة ، وفي البدء كانت إقرأ، والشعروالشعراء وفي كل العصور كان لهم تأثيرهم  الكبيرعلى الحياة العامة، رغم محاولات البعض التهوين من الكلمة، ومن الإنشاء، ومن الشعر. ففي الوقت الذي يهون فيه من كل ذلك يستعمل ( ذلك البعض ) نفس اللغة .
ثورة تونس تحقق أهادفها : لقد حققت ثورة الشعب التونسي الكثير من الانجازات ، وفي مقدمتها:
1 )  كشف الكذبة الكبرى للنظام 7 نوفمبر، من أنه حقق( المعجزة ) بتعبير الرئيس الفنرسي الأسبق، جاك شيراك. والذي خاطب الشعب التونسي سنة 2004 م بأن ليس من حقه سوى المطالبة بالخبز والدواء، مؤكدا في نفس الوقت على أن الاحتلال الفرنسي لتونس لا يزال قائما. وجدد هذه الحقيقة الموقف الفرنسي الآني من ثورة تونس عندما دعت باريس الرسمية إلى الهدوء، وأن  » المطالبة بالحقوق تستوجب إنهاء الاحتجاجات » .
2 ) كشفت ثورة تونس 2010 / 2011 م دموية نظام بن علي حيث بلغ ضحايا الإبادة بحق الشعب التونسي العشرات، فحتى يوم 12 يناير 2011 م هناك أرقام تجاوزت الخمسين شهيدا بينما تتحدث الارقام الرسمية عن 21 قتيلا خلال 3 أيام فقط .
3 ) أن ثورة تونس فاجأت نظام بن علي، والمعارضة على حد سواء، فلم يستطع الطرفان مواكبة أحداثها وتطوراتها بما يجب ، حتى على المستويات الدنيا. فبدا النظام مرتبكا في قراراته، واستمر في سياسات الوعود الكاذبة والوعيد للمتظاهرين، بالانتقام والتشفي منهم بعد هدوء الأوضاع  » القانون هو الفيصل » وهو القانون الذي خاطه على مقاسه في غياب سلطة تشريعية تمثل الشعب تميلا حقيقيا . ثم لجأ إلى الإقالات التي طالت ولاية ( محافظة ) سيدي بوزيد وشملت وزير الداخلية، دون أن تغير من الواقع شيئا .ولكن المعارضة يمكنها استثمار المد الشعبي الثوري، من خلال بلورة مطالب سياسية أقلها إرساء دولة الحريات والديمقراطية ودون استثناءات ، أي دون وصايات أبوية من أحد. وأقصاها ما طالب به ، الحزب الإشتراكي التقدمي، وهو تشكيل حكومة ائتلاف وطني، تشرف على اجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف دولي .
4 ) كان بامكان الاسلاميين، أن يكونوا في الحكم اليوم، لوقدموا القرابين التي طالب بها الرئيس التونسي المقبور، الحبيب بورقيبة، ( طالب باعدام عدد من القيادات الاسلامية ) في نفس السنة التي استولى فيها بن علي على الحكم . وكان بامكانهم أيضا أن يكونوا في الحكم اليوم لو لم يصدقوا وعود بن علي لهم ، والتي كانت مثل وعود عرقوب، وحصان طروادة. ويستخدم بن علي نفس الأسلوب مع الثورة الشعبية الحالية ، فهل يلدغ الشعب من الجحر مرتين؟!!!
بن علي يفقد مصداقيته : لقد فقد بن علي مصداقيته، طيلة 23 سنة من الحكم، فقد أعلن أن لا ظلم بعد اليوم، ولكن عهده كان أشد ظلما من سلفه. وأعلن أن لا رئاسة مدى الحياة، ولكنه يجدد نفسه ويغيرالدستور على مقاسه في كل مرة . ووعد بارسالة دولة القانون، ولكنه يمارس سلطة العصابات والمافياويات .. وهل تخرج ، مقهى البك، غير ذلك !
5 ) تذكر ثورة تونس بمحنة الاسلاميين المستمرة منذ 23 سنة، فقد نظر إليهم الشعب كضحايا لنظام 7 نوفمبر، وتعاطف معهم في صمت ، وكان بامكانه أن ينظر إليهم كمخلصين، ولانحاز إليهم لو كان ضحاياهم قد سقطوا في مواجهات، وليس في أقبية التعذيب، والقتل البطئ في مخابر الداخلية والسجون .
6 ) رغم الطابع العفوي للثورة، فإنها ليست منقطعة تماما كما أسلفنا عن تراكمات المظالم في تونس، فهذه الثورة نتيجة حتمية لسياسات بن علي الموغلة في قساوتها ضد المعارضة، ولا سيما الإسلامية منها. وقد رهن بقاءه في السلطة بشعار التهديد الاسلامي الذي يرفعه في كل مناسبة ، يبتز به الغرب، وبعض النخب المرتعبة من الاسلاميين في الداخل. لذلك كرر بن علي اتهاماته للشباب الثائر بأنه  » عمل ارهابي  »  و » عصابات ملثمة »ومأجورون تسيرهم أطراف من الخارج لا تكن الخير لتونس » و  » استغلت بدون اخلاق بعض الأحداث لإثارة الشغب » .. بن علي يتحدث عن الإخلاق ، وأياديه ملوثة بالدماء وفي رقبته قلائد جماجم ضحاياه على مدى يزيد عن العقدين . كما لو أنه ابن تونس البار، الذي لم تتلوث أياديه بدماء التونسيين، ولم تجن سياساته الوحشية على آلاف الأسر، ممن لديها أبناء في السجون وفي المهاجر محرومين من جوازات السفر. فالنظام يؤكد بأن الثورة سياسية بخلفية اجتماعية ، ولكنه لم يقم حتى الآن بأي اجراء سياسي من شأنه انهاء الاحتقان السائد والثورة المتمددة إلى جميع جهات البلاد ، ومن ذلك إصدار العفو العام، والمبادرة بخطوات سياسية كالاعتراف بالأحزاب السياسية دون استثناء، وإطلاق الحريات الصحافية والحزبية وإعادة الحقوق إلى أصحابها .
7 ) يدرك النظام أن الثورة ، جاءت تتويجا لما أعلنه في وقت سابق من أن سنة 2010 م هي  » سنة الشباب » فقد كشفت الثورة الشبابية أن الشعارات والوعود والمزايدات والأكاذيب لم تعد تقنع الشباب التونسي. وأن التعامل الايجابي والموضوعي مع المشاكل السياسية القائمة هو الحل، فلا يمكن أن تكذب على الناس كل الوقت ، وبعض الوقت الممنوح لك قد انتهت صلاحيته بنهاية السنة .  
شجاعة شعب وخيانة نظام : ورغم زعم وزير الاتصالات والناطق الرسمي باسم نظام 7 نوفمبر سمير العبيدي بأن  » الرسالة وصلت » إلا أنها على ما يبدو قد وصلت بطريقة معكوسة، مما جعل النظام يمعن في إجراءاته البوليسية بعد أن فشلت آلته الاعلامية . ومن هنا يأتي قرار إغلاق المعاهد والجامعات التي تضم خيرة أبناء تونس، وحرمانهم من التعليم من أجل تأمين نظام الحكم البائد، والمهترئ . وكان طلبة المعاهد والكليات وقود الثورات السابقة ، وربما كان لتأخر موعد الثورة في عهد بن علي دور في زخمها العالي، ولو تأخرت قليلا لكان مفعولها أكبر. ولكن انطلاقتها هذه المرة لن تكون نهايتها ككل مرة، ووجه تونس لن يكون كما كان قبل بضعة شهور خلت .
8 ) كشفت ثورة تونس، عن علاقات وثيقة بين نظام بن علي والكيان الصهيوني ، فقد كشفت مصادر خاصةل » اليوم السابع  » عن أن قوات القمع التونسية تستخدم قنابل اسرائلية الصنع لتفريق المتظاهرين وغازات مسيلة للدموع من نوع سي اس 660 ، وقد كشفت مقاطع فيديو للثورة التونسية عن بقايا قنبلة مكتوب عليها ، صنع في اسرائييل. وأن هذه القنابل تحتوي على مواد مميتة ، وهو ما يكشف عن حجم القتلى المريع . وتعاون نظام بن علي مع الكيان الصهيوني لا يقف عند هذا الحد فهناك تعاون استخباراتي كثيف. إلى جانب مشروع ترجمة الكتب العبرية إلى العربية عن طريق نظام بن علي .
9 ) طالما ردد نظام 7 نوفمبر وأزلامه ومأجوريه بأن هناك في تونس ، حرية التظاهر السلمي، ولكن الاعتداء على مجموعات من الممثلين العزل، وغير الملثمين بتعبير المخرج فاضل الجعايبي، مثلت شهادة حية على أكاذيب النظام وأبواقه والمروجين له ، دون اسماع الناس الصوت المعارض. كما أن نزول الجيش إلى الشارع  ولا سيما في القصرين ،يؤكد بأن الثورة الشعبية ، تجاوزت امكانية قوات القمع التقليدية المتمثلة في الشرطة، وقوات النظام العام، وهي أكثر قوات القمع همجية ووحشية في تونس. فالشعب التونسي أظهر شجاعته الحقيقية التي ظن البعض أنها ذهبت أدراج الرياح . وتزداد وتيرة الثورة كلما شيع الأهالي المزيد من الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر النوفمبري ، ولم تسلم الجنائز من عمليات إطلاق النار، بل أن النساء أبدين شجاعة نادرة عندما قالت أم أحد الشهداء، قتلوا لي ابن ولكن لدي 4 أبناء .ستدفع بهم إلى الثورة لإسقاط نظام بن علي ، الذي أصبح مطابا شعبيا  » تونس حرة حرة وبن علي يطلع برا « . ولم تكن المرأة الحرة الشجاعة الأبية التي تذكرنا بالخنساء في زمن خنس فيه الرجال والنساء على حد سواء ، لم تكن الوحيدة فقد فاجأ النظام خروج الفتيات في المظاهرات وهن بين سن الرابعة عشر والعشرين . وهناك أنباء عن فرار زوجة بن علي إلى دولة الامارات صحبة بناتها. وبيع اصهار بن علي لبعض ممتلكاتهم وأسهمهم في شركة الاسمنت ، قرطاج ، والبنك التونسي ، وتأمينات سليم، وشركة النقل، استعدادا للهروب . ناهيك عن مغادرة العديد من المستثمرين الأجانب لتونس خوفا على حياتهم ، وحذرت العديد من الدول من بينها فرنسا رعايها من السفر إلى تونس.وهذا يدفع للسؤال عن مصير تدويل قضية الثورة في تونس فقد صدرت تصريحات من واشنطن، ولندن، ومن الامين العام للامم المتحدة، ومن الاتحاد الاوروبي، على لسان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، تدعو جميعها السلطات التونسية إلى اطلاق سراح المعتقلين ، وضبط النفس في استخدام القوة ، والمساح بحرية التعبير. لقد انكشف نظام القمع أمام العالم، بعد أن فاض الكأس بما فيه داخل تونس، وهي مقدمة لبداية نهاية نظام دموي موغل في الاجرام والوحشية .
10) الرسالة التي يجب أن تصل إلى النظام ويعلن عنها، هي أن الوعود الاقتصادية وحدها لا تكفي، وإنما الكرامة والحرية والحقوق السياسية، فالناس ورغم الحاجات العضوية ، هم بشر، وليسوا حيوانات تثور من أجل العلف فقط . وإنما يجب الاعتراف بجميع حقوقهم، في الحياة ، وفي إعلام حر ونزيه وشفاف، وفي أحزاب سياسية، تساهم في مراقبة تسيير الأومور، وتشارك في دفع دوليبها نحو الأفضل، وذلك خارج مظلة النظام وجبته وأكمامه. يحدد الشعب وحده أحقيتها بالوجود، والفيصل صناديق الإقتراع . فهل تستمر الثورة أسابيع أخرى لنشهد ميلاد نجاح ثورة عربية يقرأ عنها في التاريخ ، كما يقرأ عن ثورات عالمية، وتكون فريدة من نوعها، بأن تكون ثورة الحريات ، بعد أن تتغلب على وعود بن علي ووعيده، وتتغلب على الرصاص الحي، وتتوسع كما هي حتى الآن، مع مطلع كل فجر جديد ، وإن غدا لناظره لقريب (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 جانفي2011)  


لا…لا…للحزب الحاكم…نعم …نعم لاستمرار الثورة

بسم الله الرحمان الرحيم لا تغفوا يا شعبي واياك أن تنام ولابد أن تعي أنك فقط من اليوم صاحب الكلمة والفصل قم وانهض وأكمل ثورتك فهاهم أحرار بلادك وأحرار العرب والمسلمين يهتفون لك ان تقف . يجب على الشعب التونسي بجميع أطيافه وكل أفراده أن لا يجلس في البيوت متفرجا على اجهاض ثورته وانتفاظته المباركة بدماء شهدائه  فهاهي المحافل السياسية في تونس وعلى رأسها الحزب المقبور « التجمع الدستوري الديمقراطي » تسعى  من خلال الاملاءات الخارجية . تحت مسميات التهداءة والسلم الوطني والحفاظ على الدستور (وأي دستور الذي حرفوه وجلدوا الشعب به وهجّروا الألاف منه خلاله ) التي لم تكن حاضرة  في أذهان من قتولوا شبابنا قبل أيام. فهاهم يتآمرون على ثورة ودماء الشعب التي سالت لسنوات وآخرها قبل أيام في الثورة المباركة بالدماء مايجب على الشعب فعله الخروج من البيوت والتظاهر السلمي لاسقاط حزب « التجمع الدستوري الديمقراطي » وكذالك المطالبة بالقاء القبض على من تورط في قتل الشعب وتهجرهم لسنوات من « الأجهزة الأمنية » والذين هم أنفسهم اليوم يقودونا العصابات لترويع وترهيب الشعب الذي قدم  ما يكفي من الدماء. وكذالك يجب عليه أن لا يهداء الا بتحقيق مطالبه المذكورة ما يجب على الأحزاب المعارضة الوطنية أن  تتقدم ركب ثورة الشعب لا أن تنعزل في محافل التفاوضات على دم الشهداء مع الحزب الحاكم وبالتالي يجب عليها أن تعمل جاهدة على احباط المؤامرات ضد الشعب وثورته المباركة بدماء أبناءه من خلال رفضها لما يحصل في تونس من قبل جزب « التجمع »  من محاولة الألتفاف على السلطة مرة ثانية مايجب على الجيش هو أن يتسلم الملف الأمني في تونس في المرحلة الحالية ليكون في جانب الشعب لا أن يكون عليه وأن يثبت بجدارة أنه جيش وطني حر مستقل كما أثبت ذالك خلال الأيام الماضية شكرا لك « محمد البوعزيزي » شكرا لك « جيش وطني تونس » السيد حبيب مقدم

ثورة الياسمين  

هيثم مناع منذ وصلتني صور محمد البوعزيزي يحترق ليكون شمعة نور للحرية والعمل، لم يعد بوسع المرء أن يكتب، وحده الميدان أصبح صالحا للمناظرة مع الدكتاتورية الباردة. لكن منعي من دخول الأراضي التونسية بقرار من قصر قرطاج، إثر الطبعة الثانية لكتاب « مزاعم دولة القانون في تونس » ومداخلاتي على الجزيرة حول تونس، جعلني أركز كل الجهود لأكون مع إخوتي وأخواتي المنفيين من تونس ممن قاسمونا الغربة والسراء والضراء في ربع القرن الماضي. فكنت المصور والعضو الجندي في « تجمع التضامن مع أهالي سيدي بوزيد والشعب التونسي »، الذي تشارك فيه أحزاب المعارضة التونسية والنقابات العمالية والتعليمية والطلابية الفرنسية وأحزاب اليسار الفرنسي واللجنة العربية لحقوق الإنسان والمنظمات التونسية لحقوق الإنسان والحريات.  » الخروج من أزمة شاملة يستدعي وضع مشروع بديل متكامل يطرح الأسس السليمة لنظام ديمقراطي تعددي ويفتح المجال لحوار وطني حول برنامج اقتصادي واجتماعي يستجيب لحاجيات المواطن  » من الشارع إلى ندوات الحوار إلى فيسبوك، لم يعد للنوم من معنى وحياة شعب بأكمله تعطي نبضا جديدا ينير الأرض العربية بعد عام بائس من التراجعات على صعيد الحقوق والحريات من الماء إلى الماء.
منذ 1984 بدأت قصتي مع تونس يوم انتفاضة الخبز، فكتبت « فورات المدن »، وعشنا حالة تبني ثقافية وحقوقية مبكرة، عززها المشروع الفكري والحقوقي المشترك مع توأمي التونسي منصف المرزوقي وكان مخاض اللجنة العربية لحقوق الإنسان وكتابي الاستقلال الثاني لمنصف و »موسوعة الإمعان في حقوق الإنسان » التي أعددتها والتي وضعت لمسات الجزء الثالث منها بعد تظاهرة 30 ديسمبر/ كانون الأول في باريس تضامنا مع المقاومة المدنية في تونس.
في صباح العاشر من يوليو/ تموز 1999، في قاعة المحكمة في تونس العاصمة مع نخبة من أبنائها، وبجوار الفقيد محمد شقرون عميد الدفاع عن الحقوق والحريات، اقترب مني شاب يقول، اسمع إذا كتبت حاجة تبدأ تقول: أيا دامي العينين والكفين إن الليل زائل** لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل سألته: من أنت؟ أجاب: شاب تونسي خارج من السجن. قلت له: سأضعها في مقدمة الكتاب. وبالفعل وفيت بوعدي ولكن الشاب نفسه عاد للسجن ثم المنفى وبقيت الدكتاتورية الباردة فوق الرؤوس.
بعد عامين في 2001، توجهت لعدد من الشخصيات التونسية من مختلف القوى السياسية والمدنية أطلب منهم أن يكتبوا لي عن تصورهم لتونس الغد، البعض وجه لي السؤال: النهضة ستشارك، قلت طبعا طلبت للشيخ راشد يكتب.. البعض الآخر سأل: هل هناك مشروع جبهة ديمقراطية يجري التحضير له، فقلت له: لا أدري، لكن لم لا يكون الكتاب جبهة فكرية من أجل الديمقراطية في تونس ولو على الورق.
كتب منصف المرزوقي عن الجمهورية التونسية الديمقراطية يصف التنمية الديمقراطية وحماية حق العمل وحقوق الشغالين والتزام الدولة الديمقراطية المنشودة. – التعليم الذي يجب أن يبقى الأولوية الأولى. – الصحة للجميع وخاصة أفقر القطاعات. – التركيز على حقوق الجهات الفقيرة بدون منطق المن البغيض والصدقة التلفزيونية الذي تمارسه السلطة.  
وكتب راشد الغنوشي بعنوان « لقد دقت ساعة التغيير في تونس » يقول: « تزعم هذه الورقة أن الأسس التي حكمت بها البلاد منذ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987 غير قابلة للتواصل وهي بسبيلها إلى التداعي، فاسحة المجال أمام تشكّل معادلة التغيير: وهي نقطة اللقاء بين حركة الشارع وتجسير العلاقة مجددا بين جناحي الحركة الوطنية: الإسلاميين والعلمانيين ».
وكتب مصطفى بن جعفر يقول « إن الخروج من أزمة شاملة يستدعي وضع مشروع بديل متكامل يطرح الأسس السليمة لنظام ديمقراطي تعددي ويفتح المجال لحوار وطني حول برنامج اقتصادي واجتماعي يستجيب لحاجيات المواطن ويحقق التنمية في أبعادها الشاملة. »
في حين طرح توفيق بن بريك السؤال « هل أن بن علي سيولي سنة 2004 ما دام الدستور غير المنقح لا يسمح له بولاية جديدة؟ والجواب العفوي لهذا السؤال الركيك: ما دام ليس ثمة ما يجبره على التخلي عن السلطة فلن يتقدم بها هدية لأحد ».. أما أنا نفسي فعنونت مقدمة الكتاب: حق الأمل..
بعد أسابيع من صدور الكتاب، وقعت أحداث 11 سبتمبر/ أيلول وبدأت الحرب على الإرهاب، وعاد بن علي بثياب المدافع عن الغرب ضد الظلامية والإسلامية والإرهاب، ورغم قناعة الأوساط الحاكمة في باريس وستراسبورغ وبروكسل وواشنطن بأن هذه السلطة أبلغ تعبير عن الفساد والاستبداد، فقد تم تسويق الوضع باعتباره المثل للاعتدال السياسي والدفاع عن المصالح الغربية في وجه الظلاميين وأكثر من ذلك، باعتباره صاحب المعجزة الاقتصادية المتميزة في أفريقيا.  
ولم يعدم الأمر أشباه مثقفين ومشعوذين على نمط وولفوفتز، يتحدثون في خصال النجاح الاقتصادي والاجتماعي للتجربة التونسية الذي تطلب بالضرورة بعض التضحيات السياسية!!
قدمت الحكومات الفرنسية المتتابعة وحكومات دول الاتحاد الأوروبي، على الأقل اللاتيني منها، كل دعم ممكن لاستمرار السلطة ولتهميش أصوات الاحتجاج، ومرت تونس بمسرحيات التعديل الدستوري الضروري من أجل استفادة الشعب من « عبقرية » قائده، وشعرت القيادة التونسية بأن كل شيء ممكن، لأنها محمية إلا من بعض المقموعين والملاحقين التوانسة، يضاف لهم عدد قليل من الحالمين العرب والأوروبيين الذين مازالوا يثقون بقدرة الشعب على تلمس مأساته وضرورة صناعة التغيير.  » رغم كل العزلة والمضايقات التي تعرضت لها الحركة المدنية والكوادر السياسية في العشرية الأولى من هذا القرن، نجح إضراب 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 في انتزاع المبادرة من جديد  » ورغم كل العزلة والمضايقات التي تعرضت لها الحركة المدنية والكوادر السياسية في العشرية الأولى من هذا القرن، نجح إضراب 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 في انتزاع المبادرة من جديد. وتوصلت القوى السياسية والمدنية التونسية لمشروع أرضية أساسية تفضي إلى صياغة عهد ديمقراطي وتتمثل في خمسة محاور: محور حرية المعتقد والضمير، ومحور المساواة بين الجنسين، ومحور علاقة الدولة بالدين، في بلد إسلامي، ومحور السلامة البدنية، وأخيرا قضية الفصل بين السلطات والتداول السلمي على الحكم عبر الاقتراع العام.
من جديد، خاضت السلطة البوليسية معركة شرسة ضد مقومات الحراك السياسي المدني، ترهيبا وترغيبا وتخويفا من الإسلامية ودفعا باتجاه تمزيق التحالف الجديد. لكن هذه الفزاعة دخلت بعد عشرين عاما من حكم بن علي في الثلاجة ولم تعد تنفع الدكتاتورية. ولم يبق بيد السلطة سوى المراقبة الأمنية اللصيقة والمراقبة الإدارية والاعتقالات والاضطرار لتخفي دورها في حرمان التحرك السياسي من الحوارات الضرورية لإنضاجه وتقدمه. وعلينا انتظار تحرك الحوض المنجمي في 2008 لنسمع من جديد تونس الأخرى، تونس المهمشة والمبعدة عن اقتصاد الخدمات السياحية والتي قدمت دائما للبلاد قوتها الإنتاجية المنجمية الأساس مع عرق الفلاحين والثروة الزراعية.
كانت صرخة الحوض المنجمي أكبر تعبير لرفض الشعب التونسي النهج النيو ليبرالي الاقتصادي المكرس لخدمة قلة غنية وأكثرية فقيرة مع التضحية بالحق في العمل والكرامة والمشاركة في بناء البلاد. بدأ التحرك مطلبيا ونضج ليصبح سياسيا ومدنيا، ولكن لم يكن لهذا التحرك أن يأخذ أبعاده الوطنية الضرورية لعدة أسباب ليس مجالها اليوم. وكان علينا انتظار ديسمبر/ كانون الأول 2009 لنسمع صوت تونس الغد من جديد.
من سيدي بوزيد بدأت شرارة الحركة الاجتماعية المدنية من جديد، وامتدت لمدن أخرى منها صفاقس والقيروان وسوسة ومدنين والكاف وبنقردان وجندوبة وللعاصمة تونس. واتسعت اللائحة لتشمل تونس برمتها، رغم إصرار السلطات على منع خروج المظاهرات وتفريق المتظاهرين بالهراوات واللجوء للعنف الصلف واعتقال بعض المشاركين.
مسيرات سلمية شارك فيها آلاف النقابيين والمحامين والمدرسين والطلبة والعاطلين الذين جابوا شوارع المدن، معربين عن تضامنهم مع سكان ولاية سيدي بوزيد، ومرددين هتافات ورافعين يافطات تندد بغلاء المعيشة وتفشي البطالة وتطالب بالتوزيع العادل لمقومات التنمية وتوفير فرص عمل لحاملي الشهادات الجامعية ولمن منعوا تحت طائلة السجن حتى من ركوب البحر للبحث عن لقمة العيش حيث الموت كان بانتظار أفواج منهم.
نحن بصدد اكتشاف المعارضة المجتمعية كرد على النبذ القمعي للسياسة والعمل المدني. ولا شك بأن هذا التحرك، الذي زج بعشرات بل مئات آلاف التونسيين إلى العمل المدني والسياسي، سيمكن المجتمع من استعادة الزمن الضائع الذي اختطفته المنظومة البوليسية في البلاد، لكن بالتأكيد، من الضروري الحفاظ على الخيط الفاصل بين الوهم والحلم من أجل نجاح المجتمع في تكسير منظومة همشته وأبعدته عن المشاركة بأقل الخسائر.  » الشعب التونسي قرر الذهاب في ثورة الحريات والحقوق والتنمية إلى آخر الشوط. أما نحن فسنتابع جرائم نهب المال العام، أو الاعتداء على أرواح أبناء هذا الشعب الذي كان المعلم الأكبر، لحركة المقاومة المدنية  » في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، ركب الرئيس السابق بن علي الطائرة مستجيبا لما وضعناه على فيسبوك منذ أول العام « البوعزيزي ترك وصية، برة بوعلي والطرابلسية ».. ووقف وزيره الأول يعلن تسلمه مهماته بشكل مؤقت وبجواره وزير داخلية سابق أقامت عليه منظمات حقوق الإنسان قبل أكثر من عشر سنوات دعوى قضائية في باريس وجنيف لارتكاب جرائم التعذيب.
فهل تتم عملية مقايضة ثورة الياسمين برأس الرئيس السابق وتعود الأمور لسابق عهدها؟ هل تنطلي توليفة القصر، التي هي بشكل أو بآخر تحافظ على قدمي السلطة في غياب رأسها: جهاز الأمن وجهاز الحزب؟ السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية مازالت بيد منظومة بن علي. ولا يمكن دون إعادة توزيع السلطات بإرادة الشعب الحديث عن انتقال فعلي لها من المنظومة الحالية لأصحابها الحقيقيين. كذلك لا يمكن الحديث عن هكذا انتقال دون أن يصبح الشعب طرفا في القرار والمصير.
إن أول التزام بحقوق الإنسان يكون باحترام حقوق المواطنة وضمان حقوق التنظيم والتجمهر والتعبير أثناء الفترة الانتقالية ورصد ميزانية الدولة. إلى حين ينظم صندوق الاقتراع العلاقة بين أطراف تونس الجديدة، تونس لكل أبنائها. تكوين الحكومة يجب أن ينطلق من قناعة الشعب، وليس رغبة تأتي من فوق أو من الخارج. تونس التي تشكل للعالم العربي اليوم، ما شكلته بولونيا لدول أوروبا الشرقية بالأمس. تونس الشعب الكبير الذي لم ينس وضع علم فلسطين والجزائر وتونس في تجمعاته.  
لدينا كامل الثقة، من متابعة الأمور لحظة بلحظة، أن الشعب التونسي قد قرر الذهاب في ثورة الحريات والحقوق والتنمية إلى آخر الشوط. أما نحن، فسنتابع بتهمة ارتكاب جرائم جسيمة اقتصادية وسياسية، كل من شارك في نهب المال العام، أو الاعتداء على أرواح أبناء هذا الشعب الذي كان المعلم الأكبر، لحركة المقاومة المدنية العربية من المحيط إلى الخليج.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)  


غضب الشارع إذ يطيح بأول طاغية


ياسر الزعاترة من تونس جاءت الرسالة واضحة كل الوضوح. من هنا تبدأ مسيرة الإطاحة بالطغاة. رسالة عنوانها أن حالة الصمت التي استمرت خلال العقدين الأخيرين ليس معناها الرضا، وأن لعبة الديمقراطية المفرغة من المضمون، وإن تمكنت من تهدئة نيران الغضب لبعض الوقت، فهي لم تتمكن من إطفائها، ولعلها كانت تساهم في تأجيجها على نحو تدريجي بسبب ما ترتب عليها من ممارسات وتداعيات.  » خلال العقدين الأخيرين تكاثرت الانتخابات، وانشغلت قوى المعارضة بالمشاركة فيها، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على حياة المواطن، بينما استفادت قوى السلطة بالحصول على مزيد من الشرعية  » حدث ذلك لأن مسيرة الديمقراطية التي تابعنا الكثير من فصولها خلال العقدين الأخيرين (الكثير من الانتخابات ومعها الكثير من الكلام عن الديمقراطية والتعددية) لم تفض إلا إلى مزيد من هيمنة فئات بعينها على السلطة والثروة مع تراجع منسوب الحريات، ومع تراجع أكبر في مستوى معيشة المواطن، يرافقه اتساع في الهوة بين الطبقات، تحديدا الطبقة الفقيرة، مقابل الطبقة المترفة التي استفادت من ميزات العولمة كما استفادت من علاقتها بالسلطة، في حين فقدت الطبقة الأخرى ما كان تحظى بهم من دعم بسبب التطبيق الحرفي أو شبه الحرفي لسياسات صندوق النقد الدولي، وهي السياسات التي لاقت هوىً عند أصحاب السلطة بسبب ما توفره من أموال يعرف الجميع كيف تصرف وفي جيوب من تصب. خلال العقدين الأخيرين تكاثرت الانتخابات، وانشغلت قوى المعارضة (بخاصة الإسلامية التي تمثل الثقل الأكبر في الشارع) بالمشاركة فيها، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على حياة المواطن، لا على صعيد الحريات، ولا على صعيد الوضع المعيشي، بينما استفادت قوى السلطة بالحصول على مزيد من الشرعية. ولما تزامن ذلك مع مسيرة العولمة والانفتاح الاقتصادي، فقد أخذت الطبقة الوسطى التي هي عماد توازن المجتمع في التلاشي التدريجي، فيما استفادت فئات أخرى حصلت على مستويات غير مسبوقة من الثراء كانت تستفز الغالبية تبعا لظروف الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات وعدم وجود الكثير من الحواجز بين الناس. الأسوأ أن ذلك كله قد تزامن مع أوضاع سياسية بائسة، حيث ذهبت أكثر الأنظمة بعيدا في تحالفها مع الولايات المتحدة، الأمر الذي استفز المواطن العربي المسكون بكره تلك القوى المتغطرسة، ليس فقط بسبب تصاعد غطرستها باحتلال العراق وأفغانستان، وإنما أيضا بسبب ذهابها بعيدا في نصرة الكيان الصهيوني رغم استخفافه بسائر التنازلات العربية والفلسطينية، وحيث يعرف الجميع أن لا شيء يثير حساسيات الشارع العربي والإسلامي مثل القضية الفلسطينية. على صعيد الداخل أيضا، كانت الأنظمة تسعى إلى تحجيم مد الصحوة الدينية التي أفرزت المعارضة الإسلامية، وتم ذلك إضافة إلى الأدوات السياسية عبر وسائل مدروسة تحجم التدين من جهة، وتحاصر الجانب المسيس منه بدعم تيار يرفض السياسة المعارضة ويدعم الأوضاع القائمة مهما بلغ بؤسها (منه من كان سلفيا تقليديا ومنه من كان صوفيا بحسب النظام وقناعاته، ومنهم من استخدم التيارين معا). وقد كان الانفتاح الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من أدوات التحجيم بتحديه لمجتمع محافظ ومتدين، فضلا عن استهداف قوى المؤسسات والقوى التي تعنى بتعزيز التدين الإيجابي في المجتمع، الأمر الذي استفز الناس بهذا القدر أو ذاك، بحسب البلد وسياساته.  » ما أخر ترجمة الغضب الشعبي في مواجهة بعض الأنظمة إلى حراك في الشارع، إنما يتعلق بعسكرة المجتمع والسطوة الاستثنائية لأجهزة الأمن التي صرف عليها من دم الشعوب لكي تبقى تابعا لمن يعطيها الأوامر  » هكذا لم يجد المواطن العربي خلال العقدين الماضيين من أكثر الأنظمة العربية غير البؤس. ونذكّر من جديد أننا نتحدث عن معظم الأنظمة وليس عن جميعها، كما أن مستوى التقييم في المحاور المشار إليها يختلف بين واحدها والآخر. في ضوء هذه المعادلة كان لا بد أن يتراكم غضب المواطن العربي. وإذا كان العنوان الاقتصادي هو الأكثر أهمية، فإنه في جوهره يأتي تجليا لسائر العناوين الأخرى، فغياب الحريات والتعددية الحقيقية والتحالف مع الخارج والاستجابة لإملاءاته، كلها عنوان للفساد الناتج عن تركز السلطة بيد فئات معينة، وهي فئات تصيغ القوانين والبرامج بناء على مصالحها من جهة، وإملاءات الخارج من جهة أخرى، وجميعها تأتي في غير مصلحة المواطن العادي البسيط. والحال أن ما أخر ترجمة الغضب الشعبي في مواجهة ذلك كله إلى حراك في الشارع، إنما يتعلق بعسكرة المجتمع والسطوة الاستثنائية لأجهزة الأمن التي صرف عليها من دم الشعوب لكي تبقى تابعا لمن يعطيها الأوامر، بدليل ردها المفرط في القوة على الاحتجاجات، أما الذي لا يقل أهمية فيتمثل في الديمقراطية المزيفة التي أشغلت قوى المعارضة، لاسيما الإسلامية منها في عملية لم تسمن ولم تغن من جوع، بل نجحت في استيعاب تلك القوى والكثير من رموزها في سياق لا صلة له بهموم الناس، الأمر الذي أخذت بعض تلك القوى تدركه بهذا القدر أو ذاك، فيما بقي بعضها الآخر يجادل في صحة مساره رغم كل ما جرى ويجري. عندما يندلع الغضب الشعبي على نحو أكثر وضوحا في بلدين تقول التقارير إنهما يحققان مستوىً جيدا من النمو، فإن لذلك دلالته على عبثية ذلك النمو وتركز عائداته في مصلحة فئة بعينها (بلغت احتياطات العملة الصعبة في الجزائر 146 مليار دولار)، فضلا عن دلالته على أن للغضب أسبابا أخرى غير البعد المعيشي، وإن كان هو الأهم. في ضوء ذلك كله، يمكن القول إنه آن للقوى الحية في العالم العربي، وفي مقدمتها الإسلامية، أن تتحرك لقيادة الشارع من أجل التغيير الحقيقي الذي يمنح الحرية للناس في تحديد مصيرهم، ويضع حدا لعبثية المشهد القائم، أما الإصلاح بمعناه الترقيعي فلم يعد مقبولا بأي حال. ليس أمام هذه القوى سوى تمثيل الشارع وغضبه، بل وتدريبه على النضال السلمي القادر على مواجهة عسف الأنظمة وشراسة أجهزتها الأمنية، مع العلم أنه كلما كانت ردود تلك الأجهزة أكثر عنفا اقترب فجر التغيير، لأن الدماء التي تسيل في نضال سلمي تختلف عن تلك التي تسيل في مواجهة عبثية بين تنظيم محدود وأجهزة أمنية مدججة بأدوات القوة. وعموما ليس ثمة تغيير من دون دماء وتضحيات، وهذه الأنظمة لن تستسلم بسهولة، لكنها ستفعل عندما تدرك أن لا مناص من ذلك.  » الأمة العربية ليست أقل من الأمم الأخرى التي انتزعت حريتها من بين أنياب الدكتاتورية بقوة النضال السلمي الذي لا يتراجع أمام سطوة الأمن ورصاصه الحي مهما كانت التضحيات  » الأهم من ذلك أن يتم ذلك من خلال تحالفات واسعة بين قوى المجتمع الحية، وذلك من خلال عنوان عريض يجمع سائر القوى يتمثل في أولوية الحرية، وحين يستعيد المجتمع حريته المسلوبة، سيكون بوسعه أن يحقق الإجماع على الأفكار ومسار الحكم، أما قبل ذلك فسيظل أسير فئة محدودة تعبد مصالحها بصرف النظر عن الأفكار التي تستخدمها، حتى لو كانت إسلامية، لأن الإسلام في جوهره دعوة لحرية الإنسان وتكريمه وليس استعباده حتى لو تم ذلك باسم الدين، ونحن متيقنون أن الأمة حين تستعيد حريتها لن تختار إلا الإسلام مرجعية لها في سائر شؤونها. ما جرى في تونس هو فاتحة الثورة في العالم العربي، وهذا الانتصار الجماهيري الباهر سيكون له ما بعده، حيث سيدرك الإنسان العربي وقواه الحية أن النضال السلمي سيكون قادرا على الإطاحة بالدكتاتوريات واحدة تلو الأخرى، فهذه الأمة ليس أقل من الأمم الأخرى التي انتزعت حريتها من بين أنياب الدكتاتورية بقوة النضال السلمي الذي لا يتراجع أمام سطوة الأمن ورصاصه الحي مهما كانت التضحيات. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)  


حتى لا تضيع ثمار الثورة في تونس

محمد بن المختار الشنقيطي أخيرا سالت الدماء مدرارة ضد الاستبداد في دولة عربية، في أول ثورة شعبية في منطقتنا المكلومة بحكامنا المستبدين، بعد ثورة السودانيين على الجنرال عبود والمشير النميري. لقد برهن الشعب التونسي على شجاعة لا ترهب الموت، وعلى استعداد للتضحية قل نظيره في شعوبنا.
وقد كانت ثورة شعبية مجيدة حقا التحم فيها الشعب بكافة أطيافه حتى إنك لتسمع فيها التكبير وترى صورة تشي غيفارا في المشهد ذاته. وعلى الشعب التونسي الذي فتح الطريق أمام شعوبنا بملحمته الرائعة في مقارعة المستبد حتى فر ذليلا مدحورا، أن يقدم نموذجا آخر في عدم التفريط في دماء شهدائه، من خلال بناء دولة الحرية والعدل والديمقراطية.  » على الشعب التونسي الذي فتح الطريق أمام شعوبنا بملحمته الرائعة في مقارعة المستبد حتى فر ذليلا مدحورا، أن يقدم نموذجا آخر في عدم التفريط في دماء شهدائه من خلال بناء دولة الحرية والعدل والديمقراطية  » فكيف يجني الشعب التونسي ثمار الدماء الزكية التي سالت في معركة الكرامة الدائرة اليوم ضد الاستبداد والفساد، وكيف يحميها من المتسلقين في جنح الظلام؟ إن فلول نظام بن علي المستبد الفاسد لم تستسلم لثورة الشعب، كما لم تيأس القوى الغربية التي اعتادت على العبث بمصائر الشعوب من إمكان التحكم والسيطرة الخفية. وها نحن نعيش اليوم محاولة خبيثة لمصادرة أنبل ثورة شعبية في تاريخ العرب المعاصر، بنفس الطريقة التي تمت بها مصادرة الثورة الديمقراطية في الجزائر مطلع التسعينات، فأغرقت ذلك البلد في بحر من الدماء، ووأدت تطوره السياسي. وقد تلبس الغدر الذي تحاوله فلول النظام البائد في تونس لبوس الحكم الدستوري زورا وبهتانا، وهو أمر لا يجوز للشعب الذي بذل دماءه الزكية في سبيل الحرية أن يقبله.
إن الدستور التونسي –على علاته- صريح بحكم التعامل مع الفراغ في السلطة، حيث تنص المادة (57) من الدستور على أنه « عند شغور منصب رئيس الجمهورية لوفاة أو لاستقالة أو لعجز تام يتولى فورا رئيس مجلس النواب مهام رئاسة الدولة بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه ستون يوما… ولا يجوز للقائم بمهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة الترشح لرئاسة الجمهورية ولو في صورة تقديم استقالته… وخلا المدة الرئاسية الوقتية يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد لمدة خمس سنوات…إلخ ».
فهذا نص صريح لا يدع مجالا للبس حول ما ينبغي فعله دستوريا بعد هرب الدكتاتور المدحور إلى الخارج. لكن ما حدث هو الغدر بتضحيات الشعب التونسي في غرف الظلام بين بعض المتنفذين، وبتواطؤ من فرنسا وبعض الدول الغربية التي كانت حليفة لبن علي. وقد تلبس المتسللون الجدد لبوس دستورية زائفة، فادعوا أنهم يتولون السلطة طبقا للمادة (56) من الدستور التي تتحدث عن تفويض الرئيس مهامه لرئيس الوزراء « إذا تعذر عليه القيام بمهامه بصفة وقتية ».
ومن الواضح أن بن علي الذي هرب من نقمة شعبه، لا يمكن وصفه بالعجز المؤقت عن مهامه إلا عند عتاة المزورين الساعين إلى سرقة ثمار الثورة التونسية المجيدة. وعلى الشعب التونسي أن يعد العدة لمواجهة هذا التزييف، وأن يحرص على جني ثمرات ثورته التي رواها بدماء شهدائه، حتى لا يقع فيما وقعت شعوب كثيرة من قبل، بذلت دماءها ثم جنى المتسللون ثمرات تضحيتها، وحرموها حقها الذي بذلت ضريبة الدم من أجل تحقيقه.
وأول الخطوات في هذا السبيل هي تنحية رئيس وزراء بن علي من المنصب الذي استولى عليه زورا وتزييفا للدستور، وترك الخيارات الزمنية والإجرائية مفتوحة دون نهاية دستورية واضحة. وأمام الشعب التونسي الأبي اليوم أحد خيارين لتصحيح الوضع: خيار دستوري أو خيار شعبي.
أما الخيار الدستوري، فهو أن يتولى رئيس مجلس النواب رئاسة الجمهورية للمدة الدستورية المنصوص عليها، والتي لا تزيد على مدة ستين يوما، وفي هذه الفترة تعد النخبة السياسية وقوى المجتمع المدني عدتها لخوض انتخابات رئاسية وتشريعية.
وأما الخيار الشعبي فهو أكثر تعقيدا، لكنه لا ينبغي استبعاده، خصوصا في حال تعنت رئيس الوزراء العجوز ومن وراءه من فلول زمرة بن علي. وفي هذه الحالة تحتاج الأحزاب المعارضة والقوى النقابية والشخصيات الوطنية التونسية في الداخل والخارج إلى التواضع على قواعد للمرحلة الانتقالية، والتوافق على حكومة إنقاذ وطني يتم تمثيل الجيش فيها، ضمانا لقيامه بحفظ الأمن وحياده السياسي، ريثما تتم انتخابات رئاسية وتشريعية عاجلة بمراقبة دولية.  » من الضروري في هذه المرحلة الحرص على تمثيل كافة القوى السياسية والاجتماعية في عملية التحول، بحيث تجد هذه القوى صوتها ودورها في مجلس نواب منتخب انتخابا نزيها لا تزوير فيه ولا تزييف  » ومن الضروري في هذه المرحلة الحرص على تمثيل كافة القوى السياسية والاجتماعية في عملية التحول، بحيث تجد هذه القوى صوتها ودورها في مجلس نواب منتخب انتخابا نزيها لا تزوير فيه ولا تزييف. وهنا يجدر بالمعارضين السياسيين التونسيين المنفيين بالخارج -من إسلاميين وليبراليين وغيرهم- أن يهرعوا إلى بلدهم للمساهمة في ترجمة ثورة شعبهم إلى مشروع سياسي مثمر، والحيلولة دون تمكن فلول النظام المتهاوي من البقاء ممسكة بزمام الأمور بعد وضع مساحيق على وجهها القبيح.
وللحفاظ على ثمار الثورة التونسية المجيدة، يتعين على التونسيين الانتباه إلى أربعة محاذير: أول هذه المحاذير هو الركون إلى السكون بعد رحيل بن علي، وكأن رحيله غاية في حد ذاته، بينما الغاية ليست هدم النظام الفاسد، وإنما بناء نظام العدل والحرية.
فإذا ركن التونسيون إلى الدعة اليوم، واعتبروا سقوط بن علي نهاية للثورة، فإن مستبدا آخر سيجني ثمرات كفاحهم لتحقيق أهدافه الأنانية. إن البذور التي سقاها التونسيون بدمائهم الزكية يجب أن لا تضيع سدى، بل يجب أن تثمر ثمار الحرية والكرامة، لقد بذلت أمتنا بحورا من دماء الشهداء في مقاومة الاستعمار، وفي مقاومة الاستبداد، ثم لم تجن ثمرات جهدها وجهادها، وقد آن الأوان للوفاء لدماء الشهداء، وعدم القبول بأنصاف الحلول، أو الوقوف في منتصف الطريق.
وثاني المحاذير هو الاغترار بأصوات الدول الغربية المتواطئة مع الاستبداد، وهي دول دعمت بن علي أكثر من عقدين سياسيا واقتصاديا، وهي شريك في الجريمة التي تدور رحاها اليوم ضد الشعب التونسي، وشريكة في محاولة الالتفاف على تضحيات الشعب.
لقد رحبت هذه الدول –وعلى رأسها فرنسا- بما دعته « الإصلاحات التي تقدم بها علي »، في محاولة منها لحماية عرش الاستبداد المهزوز، أو منحه نفَسا وفسحة وقت ريثما تعد فرنسا بديلا يخدمها ولا يخدم شعب تونس. وبعد انهيار رأس النظام ها هي الآن تسعى اليوم إلى مصادرة الحصاد، وإبقاء الزمرة الفاسدة العميلة من خلال الاعتراف بما دعته « الانتقال الدستوري » في تونس. لقد برهنت القوى الغربية –وخصوصا فرنسا- على أنها لا تريد حرية ولا كرامة للتونسيين منذ أيام استعمارها للبلاد حتى اليوم، فلا شيء اليوم يدعو الشعب التونسي إلى الثقة فيها اليوم، بعد أن قرر إمساك مصيره بيديه. أما رفض فرنسا استضافة بن علي، فلا يختلف عن رفض أميركا استضافة شاه إيران.
وثالث المحاذير هو اختلاف الصف داخل المعارضة بشكل يتيح لفلول نظام بن علي، أو للعسكريين الطامحين، أو للقوى الغربية المتربصة، بوأد الثورة الشعبية، من خلال تنصيب قادة دون تغيير جذري في البناء الدستوري والسياسي القائم.
فالمطلوب من قادة المعارضة وهيئات المجتمع المدني في تونس اليوم التخلي عن الأنانية السياسية، والحرص على تغيير قواعد تداول السلطة في تونس، فلا يهم من سيحكم منهم اليوم، إذا كان ذلك جزءا من تحول ديمقراطي حقيقي، أما إذا وجد الاستبداد سبيلا للرجوع فكلهم ضحاياه.
ورابع المحاذير وهو أسوأها هو السماح بالفوضى العارمة لتجتاح تونس، حتى يتمنى الناس حصول الأمن بأي ثمن، ولو بحكم استبدادي جديد. فالحس المدني مطلوب في هذه اللحظة، وروح الانضباط والتركيز على الأهداف السياسية في غاية الأهمية.  » ما يتمناه كل مستبد هو أن يضع الشعب أمام خيارين: إما الرضا بحكمه وإما الفوضى والفتنة العارمة، فعلى التونسيين أن لا يرضوا بأي من هذين الخيارين  » إن ما يتمناه كل مستبد هو أن يضع الشعب أمام خيارين: إما الرضا بحكمه وإما الفوضى والفتنة العارمة، وهذا هو منطق « أنا أو الطوفان » المشهور. فعلى التونسيين أن لا يرضوا بأي من هذين الخيارين. إن أهم ما يحتاجه المجتمع التونسي في ختام هذه الفترة الحرجة أن يتولى رئاسة الجمهورية رجل وطني يحمل بين جنبيه صفات النزاهة والإيمان المبدئي بالحرية والكرامة والعدل الاجتماعي. ويعترف بأنه خادم للشعب لا جبار يستعبده، ويحظى بقبول من الأطياف السياسية المختلفة. ويوجد من أبناء الشعب التونسي العديدون ممن يتسم بهذه الصفات.
لكن الذهن ينصرف في هذه اللحظة إلى د. منصف المرزوقي، الرجل المنصف الحر الذي طالما رفع راية الدفاع عن المظلومين والمقهورين في تونس، وهو شخصية إجماعية يقف على خطوط التماس بين العلمانيين والإسلاميين في تونس، ويحمل تصورا واضحا وإيمانا عميقا بالكرامة الشخصية والحرية الإنسانية.
كما توجد شخصيات وطنية أخرى منها محمد نجيب الشابي الذي برهن على شجاعة في الحفاظ على صوت المعارضة والاعتراض داخل تونس أمام تجبر بن علي، كما برهن على توجه جبهوي جيد تحتاجه تونس اليوم. إنها لحظة التمسك بالأهداف النبيلة التي ثار الشعب من أجلها، والتمسك بقطيعة كاملة مع حكم بن علي وزمرته، وعدم القبول بأي مساومة تبقي فلول النظام، حتى لا تضيع ثمار الثورة في تونس. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)  

الدرس التونسي.. إذا الشعب يوماً أراد الحياة

  


علي بدوان  
في الأسباب البعيدة للانتفاضة الأسباب المباشرة والفرز الطبقي سمات الانتفاضة التونسية
قبل أكثر من ربع قرن مضى، وإبان خدمتي الوطنية العسكرية كضابط مجند في صفوف قوات أجنادين التابعة لجيش التحرير الفلسطيني، وفي موقع متقدم على جبهة الجولان، وعلى بعد أمتار قليلة من قوات الاحتلال الإسرائيلية الصهيونية، وتحديداً في المرتفع (2814) والمعروف بقمة جبل الشيخ أو قمة جبل حرمون، كتب أحد الجنود وبقلم (الفلوماستر) العريض على جدار إحدى (البركسات) تحت الأرضية المخصصة لمبيتنا، بيتاً من الشعر قاله شاعر تونس أبو القاسم الشابي قبل عقود خلت:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة** فلابد أن يستجيب القدر
في تلك الأثناء كان البيت الشعري إياه، الذي بتنا نقرأه طوال ساعات اليوم الواحد كلما وقعت أنظارنا عليه، يلخص درساً يومياً لنا، في عبره ومغازيه، وعامل تحفيز لنا في جهوزيتنا العسكرية، وفي تحملنا أصقاع وثلوج جبل الشيخ، كما في إيماننا الراسخ بأن إرادة الشعب تصنع المستحيل، وتستطيع أن تزيح عن صدر أي شعب كل أشكال المظالم، وأن تعيد تسطير حياته بطريقة ثانية من جديد، فأين نحن الآن من الدرس التونسي، وقد قال ابن تونس أبو القاسم الشابي قبل عقود طويلة: إن أرادة الشعب تفرض نفسها في نهاية المطاف؟
في الأسباب البعيدة للانتفاضة
من نافلة القول بأن الحدث التونسي لم يأت دون مقدمات وارتسامات وحراكات مستديمة على الأرض وفي المجتمع وبناه المختلفة، لكنه جاء (صاعقاً ومفاجئاً) للعديد من الأطراف الدولية وخصوصاً منها فرنسا التي تحتفظ بعلاقات مميزة مع نظام بن علي، كما جاء (صاعقاً ومفاجئاً) لأركان النظام وقمة هرمه السياسي والأمني الذين كانوا في رحلة الاطمئنان على استقرار النظام وحاله بالرغم من تفشي الفساد وطغيان القمع وسوء الحال الاقتصادية لسواد الشعب على امتداد الأرض التونسية.  » غياب الديمقراطية الحقيقية، وغياب الحريات السياسية والنقابية، وطغيان وتغول أجهزة الأمن، وامتداد أذرعتها الأخطبوطية في عموم المجتمع وحياة الناس، كانت بمثابة أسباب بعيدة للانتفاضة التونسية  » فقد كانت أجهزة الأمن التونسية تفرض سطوتها بقوة فولاذية على عموم تونس، وتكتم أنفاس الناس وتحصيها، وتكمم أفواه الجميع، ومنها القوى السياسية على امتداد البلاد، وبكافة تلاوينها الفكرية والأيديولوجية، من القوى والاتجاهات الإسلامية إلى القوى اليسارية الديمقراطية المحسوبة على الصف العلماني، حيث باتت أعداد كبيرة من منتسبيها ومناصريها وقياداتها إما في السجون والمعتقلات داخل تونس أو في المنافي البعيدة خارج الأرض التونسية.  
فالنظام التونسي هو الأشرس بوليسياً والأكثر فساداً في المنطقة ضمن منظومة عائلات وأقارب أكلت الأخضر قبل اليابس. وساعده على ذلك ارتباط أجهزة الأمن التي يمتلكها بعلاقات مباشرة مع العديد من أنظمة القمع في العالم ومع أجهزة الغرب الاستخبارية، بل وتذهب العديد من المصادر لتأكيد مسألة الاختراق المباشر لأجهزة أمن النظام من قبل جهاز (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) المعروف بـ (موساد)، وهو ما بان واضحاً في اغتيال الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في أبريل/ نيسان عام 1988 في منزله بالقرب من حمامات الشط في العاصمة تونس.
لقد بلغت جهود وحدود القمع الأمني في تونس مداها في أكثر من مناسبة مرت على البلاد طوال السنوات التي تلت من وجود زين العابدين بن علي، ووصلت إلى حد التعدي على النقابات والأطر الشعبية والصحفيين والزج بهم في زنازين الاعتقال.
كما وصلت الجهود الأمنية إلى حد تفاخر الرئيس بن علي بأن تونس استطاعت أن تخمد نشاط ووجود حركات « التطرف الأصولي الإسلامي الإرهابي » وذلك في سياق تسويق نظامه أمام الغرب الأوروبي والولايات المتحدة. وذلك على الرغم من نفي الجميع لوجود أي ظاهرة من مظاهر التطرف الإسلامي في تونس، فحركة النهضة التي تمثل التيار الإسلامي العريض في تونس، تتسم بالاعتدال والوسطية، ولم يسجل عليها ارتكاب أي أعمال تطرف خلال العقود الماضية، قبل وبعد فزاعة (القاعدة) والتطرف الأصولي التي أصبحت الشماعة التي تلقى عليها آثام القمع السلطوي الفاشي المسلط على رقاب الناس في العديد من بلداننا العربية وعموم بلدان العالم الثالث خصوصاً البلدان الإسلامية منها، بل ووصلت الأمور في تونس إلى حد تقييد حركة ارتياد الناس للمساجد عبر تخصيص مسجد محدد لكل مواطن، بحيث لا يمكنه الصلاة في مسجد آخر.
إن سمة الاعتدال والوسطية، لم تشفع لحركة النهضة في تونس على سبيل المثال، ولم تنجها من سيف الملاحقة والعقاب، فتعرضت لعملية قمع شديدة، دفعت بقائدها راشد الغنوشي للإقامة في المنافي، وهو ما وقع بحق باقي القوى التونسية بما فيها القوى الديمقراطية اليسارية العلمانية التي تعرضت بدورها أما إلى القمع المباشر كما حصل مع بعض منها، أو إلى المحاصرة والتضييق المستمر في سياق السعي لتدجينها وراء يافطة النظام. وعليه، فإن غياب الديمقراطية الحقيقية، وغياب الحريات السياسية والنقابية، وطغيان وتغول أجهزة الأمن، وامتداد أذرعتها الأخطبوطية في عموم المجتمع وحياة الناس، كانت بمثابة أسباب بعيدة للانتفاضة التونسية.  
الأسباب المباشرة والفرز الطبقي
إن هبّة وانتفاضة شعب تونس الخضراء، جاءت في أسبابها المباشرة، في سياقات التململ الكبير الذي بدأ بالغليان في مرجل المثالب الكبرى التي باتت تدمغ ببصماتها أركان النظام هناك، وعلى رأسها انتشار الفساد والمحسوبية، وازدياد حدة الفرز الطبقي في المجتمع التونسي بين من يبسطون يدهم على مصدر القرار السياسي ويمتلكون الثروة الوطنية ويستولون ويتحكمون بمصادرها وهم قلة، وبين عامة الناس الذين يشكلون البنية التحتية لعموم المجتمع التونسي.
وبالتالي فإن تلك المعادلة ذات الفرز الطبقي الحاد والصارخ، أدت تلقائياً لبروز اصطفافات طبقية (أو لنقل اقتصادية) تبلورت رويداً رويداً، وهي اصطفافات لا مكان لسواد الناس فيها سوى القاع والقعر الاقتصادي في السلّم العام لمعيشة التوانسة وأحوالهم، من الفاقة والعوز والعيش ما دون خط الفقر، وفقدان الرعاية الصحية وخدمات الإغاثة الاجتماعية المفترضة من قبل الدولة.
حتى أصبحت حياة الناس في الشارع والمجتمع، تسير من سيئ إلى أسوأ لأسباب تتعلق بحالة الفساد المستشرية والمترافقة مع تدهور الوضع المعيشي وانفلات الرشاوى وسرقة المال العام، وانتفاخ دور مراكز قوى عسكرتاريا الأمن والمخابرات، في مشهد متكرر يُذكر بنماذج القمع والإرهاب والفساد المستشري في العديد من دول العالم الثالث.  » أشعلت حالة العوز والفاقة، والفقر المدقع لقطاعات غالبية الناس الشرارة الأولية التي أدت لاندلاع اللهيب في عموم الأرض التونسية في مشهد يُذكرنا بما وقع في أكثر من بلد في العالم  » لقد أشعلت حالة العوز والفاقة، والفقر المدقع لقطاعات غالبية الناس الشرارة الأولية التي أدت لاندلاع اللهيب في عموم الأرض التونسية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، في مشهد يُذكرنا بما وقع في أكثر من بلد في العالم، من الفلبين التي غادرها الدكتاتور فرديناند ماركوس هرباً من شعبه الذي نهض بالرغم من وطأة الضغط والإجهاد المثقل عليه، إلى إيران التي هز شعبها ودحر ركيزة أساسية من ركائز التبعية للغرب الاستعماري في ثورة حملت مضامين اجتماعية اقتصادية جذرية، ومضامين سياسية عميقة انتقلت بإيران من موقع إلى موقع آخر في التشكيلة السياسية الإقليمية والدولية.
ومن جانب آخر، فان أسباباً سياسية إضافية اختمرت وساعدت على تكدس وتراكم الاحتقان اليومي في المجتمع التونسي وعند عموم الناس والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، فما جرى في انتفاضة تونس الخضراء ليس فقط حركة اجتماعية من أجل لقمة الخبز وحياة الناس الاقتصادية (وهي أهداف نبيلة ومشروعة وعادلة وهامة ومباشرة بلاشك)، بل هي أيضاً ثورة شعبية عارمة لها مطالبها السياسية بعد أن باتت تونس ومنذ عقود خلت تدور في فلك بعيد عن مطامح ومشاعر ومواقف غالبية الشعب التونسي وقواه السياسية والوطنية بالنسبة للقضايا السياسية الداخلية والقضايا العربية الجامعة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
وأكثر من ذلك فقد تحولت تونس في العقدين الأخيرين إلى بلد حيادي (في أحسن الأحوال) بالنسبة للصراع العربي والفلسطيني مع العدو الإسرائيلي، وباتت الوفود الإسرائيلية إليها ذهاباً وإيابا تحت عناوين مختلفة. إن القوى التونسية معنية الآن بأخذ زمام المبادرة، وأن تعلن على الملأ عن المطالب السياسية للشعب التونسي، بالنسبة للداخل والخارج ولمستقبل تونس، وأن تصيغها بطريقة برنامجية واضحة تمهد للانتقال بتونس من وضع إلى وضع آخر، يؤسس لحالة ديمقراطية حقيقية تستمد روحيتها من خيارات الناس، ومن أهدافهم المطلبية الاجتماعية والسياسية التي رفعوها تباعاً وكل يوم خلال الأسبوعين الماضيين.
سمات الانتفاضة التونسية

إن من أروع سمات الانتفاضة التونسية المجيدة، والتي تسجل لشعب تونس الخضراء، أن شرارات تلك الانتفاضة اندلعت على يد الشعب وبسطائه ومن قبل بأوسع إطاراته حضوراً، من سوق الخضار إلى عموم الميادين، وقد امتدت وانتشرت كالنار في الهشيم، ولم تطلقها القوى السياسية التي كانت منكفئة بشكل عام عن الفعل المباشر في مقارعة النظام تحت تأثير القمع وسياط الاستبداد السلطوي.
فكان الشعب التونسي في انتفاضته العفوية مقداماً وسباقاً على أحزابه، فخرج الشعب عن بكرة أبيه بلا أوامر ولا توجيه ولا قيادة ولا معارضة مستنسخة أو هلامية أو شكلية، خرج بعفوية حقيقية متلمساً مصالحه المباشرة، وعاقداً العزم على انتزاع حقوقه من بين أنياب الطغاة.
إن روعة انتفاضة الشعب التونسي تكمن أيضاً، في امتدادها اليومي طوال الأسبوعين الماضيين ودون برمجة أو قيادة حزبية من فصائل وأحزاب المعارضة، وكأنها حالة منظمة ومسيطر عليها، وهي في ذلك تؤشر على المدايات المتسعة والمترسخة من الاحتقان في صفوف الناس من النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في عموم البلاد.
إن انتفاضة تونس التي انطلقت من الشارع هي الآن أمانة بيد القوى السياسية التونسية التي سارت معها (ولا نقول التي ركبت موجتها) وذلك للحفاظ على أهدافها ومساعيها، وتجنب أي صفقات قد تجري لوأدها أو لاحتوائها تحت عناوين الإصلاحات التي جاء بها الرئيس بن علي في خطابه الأخير قبل مغادرته تونس فاراً من شعبه، حين قدم التنازلات المتتالية وهو مرتعد عبر شاشات التلفاز بعد أن كان وسم الانتفاضة والمنتفضين بالإرهابيين والأصوليين في خطابه (الديماغوجي) الأول.  » من أروع سمات الانتفاضة التونسية المجيدة، والتي تسجل لشعب تونس الخضراء، أن شرارات تلك الانتفاضة اندلعت على يد الشعب وبسطائه ومن قبل بأوسع إطاراته حضوراً، من سوق الخضار إلى عموم الميادين  » فهناك محاولات للالتفاف على إنجاز الشعب التونسي المعمد بدماء شهدائه الأبرار من أبناء سواد الناس، حتى بعيد مغادرة زين العابدين تونس هرباً بطائرة (هليوكبتر) نقلته من القصر الرئاسي إلى مالطا. إن الدرس التونسي، بليغ، وحاد، وقاطع، وعلى الطغاة استيعابه، فحركة الناس هي التي تكتب التاريخ في نهاية المطاف، مهما استبد الطغاة، ومهما طالت أيديهم وأجهزتهم القمعية رقاب الناس والعباد، ومهما امتلكوا من دعم وإسناد خارجي. فالذين كانوا مع الرئيس بن علي في الأمس القريب رفضوا استقباله اليوم، وتحفظوا على قدومه إليهم.
لقد غادر بن علي تونس وانتهى على الأرجح إلى ركن مهمل خارج تونس كما كان مصير شاه إيران وهيلاسلاسي وفرديناند ماركوس … لكن النظام بمحتواه السياسي وبتركيبته وبنيته الاجتماعية والاقتصادية التي (حلبت وأمتصت) تونس وخيراتها حتى الجرعة الأخيرة لم يسقط بعد، ومازالت السدة الحاكمة وأجهزتها القمعية (هي هي) حتى الآن، قابعة هناك في أبراجها المهتزة تحت وطأة فعل الشارع التونسي.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)


تونس ومنها النبأ الأول والأخير

عريب الرنتاوي
فجأة ، ومن دون انتظار ، تربعت تونس الخضراء على رأس قائمة أولويات السياسة والإعلام في المنطقة والعالم ، واحتفظت بمكان الصدارة للأسبوع الثاني على التوالي ، حيث « الثورة الشعبية » التي لم تتخذ لنفسها لوناً يميزها على طريقة « الثورات الحمراء » و »البرتقالية » و »الخضراء » وغيرها ، وحيث التغيير يقرع الأبواب ، أبواب تونس والمنطقة برمتها ، ومن حيث لم نحتسب ولم نتوقع ، لا نحن ولا غيرنا ، ولا « التونسيين » أنفسهم. تونس تقدم دروساً بالغة الغنى والتعقيد ، لكل من هو بحاجة لأن يتعلم ، والظاهر تماماً أننا جميعاً بحاجة لأن نتعلم ، بعد أن فقدنا لسنوات وعقود ، قدرتنا على « التعلم » و »الإحساس » و »المبادرة » ، وبعد أن تبلّدت حواسنا ومشاعرنا ، وتلبّد الضباب في عقولنا وفوق رؤوسنا.
درس تونس الأول ، موجّه للحكومات ، بألا تركن أبداً للهدوء الذي يخيم على مجتمعاتنا ، فهو هدوء مضلل ، وهو من نوع الهدوء الذي يسبق العاصمة…فلا يطمئنن أحدّ إلى حالة الاستبعاد والاستلاب التي فرضت على مجتمعاتنا وشعبونا ، فلا أحد يدري متى يحدث التحوّل ، ومتى « تفيض الكأس الملآنة » ، ومتى ينقلب السحر على الساحر ، ومتى يتحول الاستجداء من « مهنة » الجماهير المستضعفة ووظيفتها اليومية ، إلى وسيلة الحكام لاسترضاء الشوارع ودرء غضب الجماهير التي قررت على ما يبدو ، أن تشبّ عن كل طوق.
درس تونس الثاني ، موجّه لبطانة السوء ، …التي صوّرت للحاكم أنها وحدها الأكثر إخلاصاً له وللبلاد والعباد ، وأنها الأدرى بمصالح الناس من الناس أنفسهم ، هذه البطانة ، هي أول من ركلها الرئيس التونسي بقدميه عندما اقترب الطوفان من القصر الرئاسي.
درس تونس الثالث ، لكتّاب البلاط وشعراء السلاطين وفقهاء الظلام ومثقفي « الريموت كونترول » ، الذين لا همّ لهم سوى التسبيح بحمد أولياء الأمر والنعمة ، لقد رأينا حناجرهم تنتفخ وأوداجهم تكاد تنفجر على المنابر ، فيما أقلامهم التي اعتادوا ملأها بأحبار غيرهم ، لا تكف عن إطلاق رصاصها المسموم في ظهر كل صوت وطني حر وشريف ومعارض…هؤلاء وأمثالهم ، علّمنا الدرس التونسي ، بأنهم أول من يلوذ بالجحور والمنافي ، بحثاً عن ملاذ آمن يقيهم غضب شعوبهم التي طالما اكتوت بنيران ألسنتهم وأقلامهم الصفراء.
ودرس تونس الرابع ، موجّه للمعارضات في دولنا ومجتمعاتنا: لا تغيير من دون كلفة…لا تغيير بالمناشدة والبيان والمقال…لكل تغيير في تاريخ البشرية أكلافه ، ووحدها المجتمعات المستعدة لتسديد فواتير التغيير ، هي المؤهلة للخروج من ركودها وسباتها…والتغيير لا يكون بالمواعظ الأخلاقية بل بالالتصاق بهموم الناس ومطالبهم واحتياجاتهم المعيشية ، أما الاكتفاء بالجلوس على مقاعد الوعظ والإرشاد ، فتلكم أقصر الطرق للخراب. ومن بين المعارضات جميعها ، فإن درس تونس الخامس ، يتوجه بشكل خاص ، إلى الحركات الإسلامية ، التي وإن كانت قد ملأت الأرض والفضاء ، وفازت بأعلى الأرقام والنسب المئوية في الانتخابات ، لا يكفي أن تظل هذه الحركات تتحدث بلغة المواعظ والتبشير بالحلال والحرام ، هذا مسموح وذاك ممنوع ، بعد أن ثبت بأن معيار جدية أية حركة سياسية ، هو في قدرتها على التقاط نبض الشارع والتزام أولوياته ، والوقوف في صدارة الصفوف في معاركه ومواجهاتها.
تونس تقدم الدرس ، والدرس التونسي جاء على غفلة ، وأحسب أن كثيرين في عواصم كثيرة يفكرون اليوم ، أو يعيدون التفكير في حساباتهم .
تونس الخضراء تشعل ضوءا أخضر في نهاية النفق العربي المظلم ، والمأمول ألا تنتهي ثورة الشعب التونسي إلى ما انتهت إليه ثورة الشعب اللبناني في الرابع عشر من آذار عام 2005 ، عندما اختطف الطائفيون وأمراء الحرب وعملاء إسرائيل ، واحدة من أروع الانتفاضات الشعبية وأكثرها تشبّعاً بالدلالات والرموز التي انتهت إلى نقيضها. تونس التي احتلت النبأ الأول ، هي الأكثر ترشيحاً لأن يصدر منها وعنها النبأ الأخير.
(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 15 جانفي 2010)

الثورة التونسية هل تلهم المصريين؟

خبراء: الثورة الشعبية التونسية أصبحت ملهمة للعديد من الشعوب العربية
اعتبر خبراء وسياسيون أن الثورة الشعبية التونسية أصبحت ملهمة للعديد من الشعوب العربية ومنها الشعب المصري الساعي للتغيير والإصلاح، محذرين نظام الحكم في مصر من عدم الاعتبار بالحالة التونسية، وطالبوه بتشكيل حكومة وطنية عاجلة وفتح حوار جاد مع المعارضة والقاعدة الشعبية.
وفي حين خرج العشرات من أبناء الشعب المصري في تظاهرات عفوية قاصدين مقر السفارة التونسية بالقاهرة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب التونسي وفرحته بإزاحة نظام الطاغية زين العابدين بن علي أكد عبد الجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها محمد البرادعي، أن ما حدث في تونس ملهم للشعب المصري « حكومة ومعارضة، نخبة وجمهورا، ومؤسسات سياسية وأمنية ووطنية ».
رسالة عابرة للحدود
وأضاف مصطفى للجزيرة نت، أن الشعب التونسي انتصر لكفاحه وكفاح شعوب عربية كثيرة تحلم بالثورة والتغيير، وأن الرسالة التي بعث بها محتجو تونس عبرت الحدود « وأفهمت كل ديكتاتور عربي أن شعبه قادر على إزاحته وإسقاط حكمه الظالم بلا رجعة، وأنه لا يبخل بدماء أبنائه لنيل حقوقه ».
وأكد أن الشعب المصري تواق للحرية ولحياة كريمة وعادلة، وأن توقيع أكثر من مليون مصري على « بيان التغيير » رغم القمع والملاحقة الأمنية « دليل على عزم الشعب على انتزاع حقوقه والاتفاق حول رموزه الوطنية ».
واستبعد مصطفى أن يغير نظام الحكم في مصر أو غيره من أنظمة الحكم العربية الفاسدة -على حد قوله- سياسته بعد « درس تونس »، وقال إن « النظام لا يتعلم، ويعتقد أن قبضته الأمنية ستبقيه، لكن الرهان الآن على الشعب نفسه بكل طوائفه بعدما ترسخ بداخله التصميم والإرادة على التغيير ».
كما رفض القول بأن التجربة التونسية أثبتت ضعف دور النخبة في التغيير في مقابل دور القاعدة الشعبية، وأكد أن النخبة تلعب دورا كبيرا في تنظيم الصفوف واستثمار الطاقات ونشر الوعي، ثم يأتي دور الجماهير العريضة في تحقيق التغيير بإرادتها وتصميمها نافيا أن تكون المعارضة المصرية حجر عثرة أمام تحرك شعبي مماثل لما حدث في تونس.
العبرة التونسية
بدوره دعا عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الحكام العرب إلى عقد قمة عاجلة لمراجعة سياساتهم واتخاذ قرارات مصيرية، واعتماد نظم حكم ديمقراطية وعادلة وفتح حوار جاد مع شعوبهم ومعارضتهم، والتخلي عن سياسة القمع في استمرارهم بالحكم، حسب تعبيره.
وقال الأشعل للجزيرة نت إن ظروف تونس تتشابه وعدد من النماذج العربية، وإن الشعوب العربية « شاهدت بعينها كيف يكون التغيير وكيف أن ثمنه وإن غلا فإنه قليل مقارنة بواقع الظلم والفقر والفساد الذي يعيشونه ». وحذر من أن تكرار التجربة التونسية في مصر ستكون عواقبه وخيمة، وقال إنه حال نزول المصريين إلى الشارع فإن ضريبة باهظة ستدفعها البلاد كون مصر بلدا كبيرا من حيث السكان والمساحة « وتاريخ الظلم الذي يشعر به الناس »، مؤكد أن أي صدام في الشارع بين الناس وشرطة القمع سيؤول إلى خراب عظيم يتحمل النظام وحده المسؤولية عنه.
وطالب الأشعل -الذي أعلن نيته خوض انتخابات الرئاسة العام القادم- الطاغية حسني مبارك بتنحية الحزب الوطني الحاكم عن السلطة وإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وطنية تجنب البلاد خطر الانفلات والفوضى.
كما حذر نظام الحكم في مصر من عدم الالتفات إلى « العبرة التونسية »، وقال إن التجربة في تونس أثبتت عجز الشرطة عن ضمان الحكم وقمع الغضب الشعبي، وأثبتت أيضا أن الجيش حينما يخير بين نصرة الحاكم أو الشعب فإنه ينحاز للوطن وينتصر للمواطنين.
ودعا الأشعل الحركة الوطنية إلى التقدم بلائحة عاجلة لمطالب الشعب إلى الطاغية مبارك، وأن تلجأ -حال عدم الاستجابة إلى مطالبها- إلى النزول للشارع دون خوف. وقال « لتكن الجماعة الوطنية أول من يقدم شهداء لتحرير الوطن، تونس تحررت بنحو 70 شهيدا ومصر تحتاج الآن إلى تحرر ثان من احتلال وطني جاثم على صدر الشعب منذ 30 عاما، حتى لو دفعنا مئات الشهداء، لأن مصر ستكسب نفسها في النهاية ».
حالة مشابهة
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، عصام العريان، إن الوصفة السحرية للغضب الشعبي من استبداد سياسي ونهب ثروات وفساد إداري وتغييب القانون، موجودة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وإن ما حدث في تونس منذ اندلاع الاحتجاجات حتى الوصول إلى هروب بن علي رسالة واضحة باستحالة استمرار الحكم على قاعدة من الفساد والاستبداد. ورغم رفضه مقارنة التجربة التونسية بالحالة المصرية، أكد للجزيرة نت أن « الشعب التونسي الذي كان آخر من يتوقع المراقبون أن ينتفض بهذه الطريقة يتشابه كثيرا في خصائصه مع نظيره المصري ». واعتبر العريان أن « الحديث عن أن ما حدث (في تونس) سيكون ملهما للشارع المصري غير دقيق »، فالمصريون -حسب قوله- عاصروا الثورة الإيرانية وحركات التغيير في رومانيا وأوكرانيا وغيرها، لكنهم لم يسيروا على ذات النهج.
لكن المتحدث باسم الإخوان أكد في المقابل « الشعب التونسي هادئ وصبور، وما حدث رسالة لكل عاقل يريد أن يعتبر »، مضيفا أن لكل بلد ظروفه واللحظة « التي يختارها الله » له للتحرك والانتفاض في وجه الظلم. وحيا العريان الشعب التونسي وتصميمه على التغيير، وقال إنه أعطى مثالا عمليا لكل من يطالب بالتغيير لأنه طبق قول الله تعالى « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم »، منتقدا « هروب الرئيس التونسي وتركه بلاده تغرق في الفوضى بلا سيناريو لانتقال السلطة أو مواجهة للغضب والفساد الذي لحق بالبلاد ».  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 جانقي 2011)

تونس.. حصاد التكميم

محمد عيادي
خرج عدد من الدول الغربية عن صمته عما كان يجري بتونس طيلة الأسابيع الماضية، بعدما أيقن أن المظاهرات التي عمت البلاد وارتفاع عدد القتلى من المواطنين التونسيين على يد الأمن لا يعبر عن غضبة عابرة، وأيقنت هذه الدول أن سخط وصمت السنين وضغوطها تفجر في احتجاجات عمت جلّ مدن وقرى تونس بأصوات تطالب بوضوح باستقالة الرئيس زين العابدين بن علي، وذلك بعدما لم تشفِ غليلها إقالة بن علي لوزراء ومسؤولين والإعلان عن لجنة تحقيق، لأن الثقة كما قال تونسيون قد فقدت في نظام كانت تلك الدول الغربية تسوقه كنموذج لحداثة مفروضة وتنمية اقتصادية ونسبة نمو لم تنعكس آثارها على كل الشعب التونسي، ونموذج لتجفيف منابع التدين ومحاربة الحركة الإسلامية معتدلها ومتطرفها على السواء دون تمييز.
خرجت تلك الدول عن صمتها متأخرة لتدين استعمال السلطات التونسية القوة والرصاص في قمع المتظاهرين، بعدما أحرجها الصمت والمواقف القوية التي عبرت عنها وسائل الإعلام، والإدانات الشديدة اللهجة لبعض الأحزاب السياسية كما حصل في فرنسا بدعوة رئيس كتلة النواب الاشتراكيين في البرلمان جان مارك آيرو أمس الأول لرحيل بن علي، معتبراً أن ذلك أمر «لا مفر منه» منتقدا تصريحات وزيرة الخارجية ميشال اليو ماري التي حذرت من «التشهير» وتحدثت عن تعاون أمني ممكن بين فرنسا وتونس.
أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فاختارت التعميم، بدعوة قادة الدول العربية إلى الإصلاح ومحاربة الفساد، والتحذير من أن التطرف يمكن أن «يملأ الفراغ» ولم تتحدث بصراحة ووضوح عما يحصل بتونس إلى حدود أمس.
ولست هنا مع التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي -معاذ الله- ولا في الشأن العربي والإسلامي بشكل عام، ولكن أستغرب من عدم احترام تلك الدول الغربية لشعاراتها حول الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الإعلام وحرية العمل النقابي، وأن تكون منسجمة مع نفسها على طول الخط، ولا تلعب على الخلافات بين بعض الشعوب العربية والإسلامية وحكامها والاستفادة منها ما دام ذلك يحفظ مصالحها دون أن تهمّها مصالح الشعوب ولا حتى مصالح الحكام، إذ سرعان ما تنفض يديها من الحاكم الذي تفلت الأمور من يديه، لأنه راهن على دعم الخارج ولم يراهن على الشعب، خاصة أن الشعوب العربية الإسلامية لديها استعداد لتفهم وجود مشاكل في الموارد المالية والإكراهات الاقتصادية الدولية وما إلى ذلك، ومستعدة لأن تصبر، طالما تُعامل باحترام، ولها متنفس للتعبير عن رأيها وينصت لمطالبها.
فلم يكن يخطر ببال كثيرين جدا أن الشاب خريج الجامعة محمد البوعزيزي، بإحراقه لنفسه احتجاجا على مصادرة بضاعته (خضراوات وفاكهة) يبيعها في الشارع بمدينة سيدي بوزيد، يشعل غضباً شعبياً في تونس. لم يكن يخطر ببال كثيرين ولا البوعزيزي ذاته، أنه لم يكن يشعل النار في جسمه فقط بل يشعلها في جنبات الحكم التونسي، سيضطر معها لأن يغير لهجته من التهديد والوعيد ووصف المتظاهرين بالمخربين وما إلى ذلك من الأوصاف الاثنين الماضي إلى لهجة تهدئة واستجابة لعدد من مطالب التونسيين وإقالة الحكومة والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، بعدما خرج الشعب التونسي في جل المدن والقرى إلى الشارع كحصاد لقتل المؤسسات الوسيطة وتكميم حرية التعبير، وغياب التعددية السياسية وهيمنة الحزب الواحد، وتغلل الفساد، وسيطرة المنطق الأمني وتغطيته بحداثة شكلية ونسبة نمو اقتصادي لم يستفد منه الجميع. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 جانفي 2011)  

الى تونس أمي   أمي العزيزة

لقد كانت سماؤك زرقاء صافية لاتكدرها غيوم. كان ربيعك يأتي على الدوام.أرضك  خضراء, أشجارك يانعة وخيراتك وفيرة.هكذا حدثنا الأولون.
 حتّى اذا انقض على مملكتك تنّين واحتلّها سنين غابت شمسك وتكدّرت سماؤك.  لم يصمت أجدادنا .ثاروا وأفزعوا المستعمر حتّى فكر في الرحيل.
كان لك ذريّة عمالقة الرجل منهم كألف . وحين فزت في استعادة المملكة نجح أحد المتعاونين مع أعدائك في التّرّبّع على عرشك بعد أن تخلّص من خيرة أبنائك. وظل قابعا هناك سنين وسنين حتّى هرم وتقدمت به السنون انقضّ عليه ثعلب ماكر كان يرعي في صحاري كلفورنيا واستلم منه المقعد الثمين وارسل به الى جحر فأر يكمل فيه مابقي من أيّام حياته الحافلة بحملات الظلم والتّنكيل.
طلع الثعلب على أبنائك وقال { لا ظلم  بعد اليوم } اليوم أحكمكم  أنا الملك البارع سأغير وأبدّل وأنجز وأدعم وأتحاور وأحكم وأقضي فأعدل . قالوا نعم البشارة ودعمك ليس بالخسارة.ولكن ماهي الا اشهر قليلة حتّى انكشفت للبعض الحيلة فما استطاعوا ثنيه عن فعله اللّئيم وقد تحصن بكل الملاعين وانهش أنيابه في المساكين والمعارضين  فاستتبّ له الأمنّ وساد سكون وصمت وهمّ .وأيقن الجميع بوقوعهم في فخه الكمين . ومرّت سنين وسنين وشعبك يئنّ ويستكين. حتّى مابقي للصبر من حد وانقلب الجميع ضده.لقد ثار ابناؤك واعلنوا عصيانه . عندئذ عاد الى دفاتر رسومه.يفتش عن ورقة تطيل فترة اعتماده, وهاهو يماطل ويراوغ لعله يخادع.
انه يلفظ انفاسه الاخيرة.هنا تظاهر وهناك مسيرة  .الكل يهتف ليسقط زين العابثين صانع الحظيرة ذو السوابق الخطيرة… علّها النهاية  ..فأبشري ياأمي الحبيبة. لازال في ذرّيتك من يرفع الراية …ذكريهم أمّاه فقط انهم ابناؤك وانهم اخوة ولا مكان للحقد والكراهية بينهم .عظيهم ان يتشاوروا ويتحاوروا لبناء تونس الامجاد لكل وطني.وعديهم برضاك يا امي…. . ابنتك الوفية ام يقين  

 

سجل أيها التاريخ

سجل أيها التاريخ نصرا*** لشعب تونس و القيروان محمد البوعزيزي مات*** شهيدا و يرزق في الجنان ألا أيّها الخضراء تيهي*** بشعبك الحرّ الكريم الهاني يحق له الهناء ولا يبالي**بما جرى اليوم من القطعان قطعان تخريب رخيص*** تسطو على الناس كالعقبان لا تخف أيّها الشعب المفدّى*من عصابات الأثيم الجاني زرع الخوف في كلّ دار**وشتّت لحمة الأهل والإخوان افخر أيها الشعب بما آتاك ***ربّك من شبابك الشّجعان لبّوا ما جاء في النّشيد*** نموت وتحيى عزّة الأوطان سلام على شعبي وعاش* مناضلا وسيبني بلاده بتفاني
أبو جعفر العويني15/01/11  

تيار التجديد الاشتراكي مصر:انتصار شعب تونس يطلق آمال التغيير في سماء الشعوب العربية
انتصار شعب تونس يطلق آمال التغيير في سماء الشعوب العربية

تهنئة للشعب التونسي وتهنئة للفقراء والكادحين في مصر والعالم العربي وجميع المقهورين في العالم تمكَّن الشعب التونسي بشجاعته وصلابته من نفض عار الجوع والبؤس والإهانة، وتهيأ لاستقبال غد صنعه شبابه بدمائهم وأرواحهم. لقد حال بين جماهير الشعب التونسي والحرية وكرامة العيش نظام من أغلظ الأنظمة وأكثرها جبروتا وعداء للجماهير ومصالحها، تمتعت في ظله بالثروات والنفوذ نخبه حاكمة ضيقة تربط أفرادها ببعضهم وتثبتهم في مناصب الحكم صفقات النهب والتواطؤ على الفساد وعلاقات النسب. ولكن عندما وصل غضب الجماهير إلى حده، لم يحل كل ذلك دونها وإزالة رأس النظام، وفتح الباب على مصراعيه لإمكانية تولي الجماهير سلطة البلاد.
منذ شهر مضى، لم يكن صلف « الرئيس السابق » زين العابدين بن علي ولا نخبته يسمحان بتصور قدرة الشعب التونسي على إجباره وعائلته وانسبائه وشركائه على الرحيل مرعوبين، نزولا على رغبة الجماهير. وإذا كانت تونس تمر الآن بلحظة نصر تاريخية مجيدة مشحونة بكثير من الأمال والطموحات الشعبية المشروعة، إلا إنها أيضا مشحونة بكثير من التوقعات والاحتمالات وأطماع رموز الطبقة الحاكمة ومؤسساتها، سواء كانت مدنية أم عسكرية، بل والطموحات الإمبريالية من الخارج في الحفاظ على نظام يحمي مصالحها.
إن الثورة لم تنته، لأن أذناب النظام مازالوا يحكمون، في صورة رئيس مؤقت وجيش وشرطة ومؤسسات حاكمة. ولن يتحقق النصر النهائي إلا باستمرار وجود الشعب في الشارع، ورفضه كل الألاعيب، والمسارعة بتشكيل الهيئات الشعبية التي تمثل جنين السلطة واتخاذ القرار، والتي تتيح له تولي شئون بلاده لما فيه صالحه، والتحكم في موارده والثروات الناتجة عن كدحه.
ويعطي انتصار الجماهير التونسية على نظام من أعتى الأنظمة أملاً للشعب المصري ولكل الشعوب العربية، بأن إرادة الشعوب قادرة على كسر قيود الديكتاتورية. ويكفي النظر إلى ما يحدث في الجزائر والأردن كي ندرك أن الثورة قد طرقت باب منطقتنا العربية.
ونهيب بالجماهير المصرية بذل كل ما تستطيع لمناصرة الثورة التونسية الباسلة عاشت ثورة فقراء وكادحي تونس عاش نضال كل الكادحين من أجل حياة كريمة
 تيار التجديد الاشتراكي                                                             14 يناير 2011 — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


دار الخدمات النقابية والعمالية – مصر :تونس حرة … بن على بره

تونس حرة … بن على بره دار الخدمات النقابية والعمالية  15 يناير 2011..   المجد لشهداء تونس الذين خطوا بدمائهم فى الرابع عشر من يناير تاريخ للحرية للشعب التونسى وبداية تاريخ جديد للشعوب العربية. انتصرت إرادة الشعب التونسى وهرب الطاغية الذى حول تونس على مدار 23 عاماً إلى دولة للخوف والاستبداد والذى أسس دولة بوليسية أصبحت نموذج تحتذى به الأنظمة الاستبدادية. إن دار الخدمات النقابية إذ تبارك انتفاضة الشعب التونسى ومناضليه الذين صنعوا فجراً جديداً للشعوب العربية وتثق أن القوى السياسية والاتحاد التونسى للشغل ومنظمات المجتمع المدنى التى شاركت فى الانتفاضة ببسالة قادرة على التمسك بأهداف الانتفاضة وتأسيس نظام جديد تقوم دعائمه على احترام حقوق الإنسان وإرساء دولة القانون ومجتمع العدالة الاجتماعية وذلك عبر حوار مجتمعى منفتح وفعال يشارك فيه كل القوى السياسية التى صنعت الانتصار. دار الخدمات النقابية والعمالية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

المعارضة تحرك الشارع لمواجهة غلاء الأسعار شرارة الانتفاضة التونسية تمتد إلى موريتانيا والأردن والسودان


الجزائر: العربي زواق / الوكالات   أخذت شرارة الانتفاضة الاجتماعية التي تعيشها تونس هذه الأيام وقبلها بأيام الجزائر، تمتد إلى بلدان عربية أخرى، وهو ما يوحي بأن ثورة الفقراء بدأت تنتشر من تونس باتجاه بقية البلدان العربية، بعد أن تناقلت وكالات الأنباء العالمية مؤشرات لانفجار الأوضاع في موريتانيا والسودان، وما دامت الأوضاع الاجتماعية في البلدان العربية متشابهة، فإن انتشار اللهيب أصبح أكثـر من وارد.
 نظمت أحزاب المعارضة الموريتانية يوم أول أمس الخميس مسيرة شعبية صاخبة انتهت بتجمع واسط العاصمة نواكشط، انتقدت فيه تردي الأوضاع المعيشية في بلادها وانتشار البطالة في صفوف الشباب، ونبهت إلى أن تجاهل هذه الأوضاع يهدد بعدم الاستقرار، ودعت إلى أخذ العبرة من أحداث تونس، وفي هذا التجمهر دعا رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض محمد ولد مولود سلطات بلاده إلى أخذ العبرة مما يجري في تونس من احتجاجات اجتماعية، وأن تراجع بسرعة ما وصفها  »بالسياسة العرجاء » لا يخدم ضمان العدالة واستحداث وظائف للعاطلين وضبط الأسعار.
واتهم الحكم القائم بالفساد، معتبرا أن الأموال العمومية تتحكم فيها مجموعات صغيرة ممن وصفهم  »بالفاسدين » لا تلقي بالا للأوضاع السيئة التي تعيشها غالبية السكان. ودعا إلى التحقيق في الأموال التي أنفقتها السلطات على إقامة عدد من الطرق في العاصمة نواكشوط، قائلا إن فسادا كبيرا يشوب منح صفقاتها.
من جهته حذر رئيس مجلس النواب الموريتاني السيد مسعود ولد بلخير الذي كان أول المتحدثين في المهرجان الذي سمي بمهرجان المعارضة، إذ حذر من انتشار البطالة في البلاد ودعا النظام إلى انتهاج سياسات وتوجهات تخدم الشعب الموريتاني وتحقق طموحاته.
ورفض ولد بلخير في كلمته ما وصفه بـ »الحملة الساقطة » التي تشنها أحزاب الأغلبية الموالية للرئيس محمد ولد عبد العزيز لتشويه المعارضة، ودعاها إلى التوقف عن النيل من قياداتها وتجريحهم والإقبال على العمل بدل الكلام.
وقال المتحدث إن الشعب الموريتاني يتطلع إلى إجراءات حقيقية تتمثل في تخفيض أسعار المواد الأساسية والقضاء على البطالة ومخلفات ظاهرة الرق، إضافة إلى ضمان الحريات العامة. وأكد في الوقت أن سياسات النظام القائم لن تضمن له الاستقرار في الحكم ما لم يغيرها إلى سياسات تخدم الشعب وتحقق مطالبه وطموحاته.
أما زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه فقد اتهم السلطات  »بالتلاعب » بالمواطنين من خلال شعارات الانحياز إلى الفقراء ومحاربة الفساد. واتهم السلطات بالبقاء مكتوفة الأيدي أمام الارتفاع المذهل للأسعار، وبالتخبط وغياب التخطيط.
الملاحظ أن تحرك الأحزاب المشاركة في السلطة واحتجاجات المعارضة جاء بعيد ساعات من اندلاع مظاهرات محدودة قادها تلاميذ المدارس في حي  »عرفات » بالعاصمة نواكشوط مطالبة بخفض أسعار المواد الأساسية. وقد تدخلت قوات الشرطة والدرك لتفريق تلك المظاهرات، وسط مخاوف من انتقال عدواها إلى المؤسسات التعليمية الأخرى.
كما جاء بعد اليوم الخامس من إضراب طلبة جامعة نواكشوط الذين طالبوا بحل مشاكل النقل الجامعي وتحسين ظروف الإقامة في المرافق الجامعية وتطوير المكتبات. في نفس هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن آلاف الأردنيين تظاهروا يوم أمس الجمعة بالعاصمة عمان ومدن أردنية أخرى، منددين بغلاء المعيشة ومطالبين بسقوط الحكومة، وكان من بين الشعار المرفوعة التي قادها يساريون هذه المرة  »لتسقط حكومة الرفاعي » و »جوعى وغضبى » والخبز خط أحمر »
أما بالسودان فقد اشتبك مواطنون يتقدمهم الطلبة، رفضوا قرار البرلمان القاضي برفع الأسعار، مع رجال الشرطة في الخرطوم والعديد من المدن السودانية الأخرى. وقد فرقت الشرطة بالقوة احتجاجا للطلاب في مدينتي الخرطوم ومدينة وادي مدني الزراعية الرئيسية الواقعة في ولاية الجزيرة الزراعية شمال السودان.
وفي هذا الشأن قال أحد الطلبة المحتجين لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الطلاب خرجوا في احتجاج ثان يوم الخميس وتعرضوا للضرب بالهراوات من قبل الشرطة التي فرقتهم بإطلاق الغازات المسيلة للدموع، وقال هذا الطالب إن عربات الشرطة حاصرت جامعة الجزيرة وما زالت تغلق كل الطرق المؤدية إليها. وبمدينة الحصاحيصة الواقعة إلى الجنوب من الخرطوم، فقد روى شهود عيان أن حوالي خمسمائة طالب تجمعوا في حرم الجامعة منددين بغلاء المعيشة، غير أن الشرطة تدخلت وفرقتهم بعنف.
للإشارة، جاءت هذه الحركة الاحتجاجية بعد أسبوع من تبنى البرلمان مجموعة من إجراءات التقشف التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد السوداني الذي تثقله الديون الخارجية، وضعف قيمة العملة بسبب حالة عدم الاستقرار الناتجة عن انفصال الجنوب. وفي هذه الإجراءات وافق البرلمان السوداني على تخفيض الدعم الحكومي للوقود والسكر. ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 15 جانفي2011)  

إرادة الحياة

قصيدة نظمها أبو القاسم الشابي « التونسي »

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا سَأَلْتُ :  » أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟ » « أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر! » وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأَسَـى وَالضَّجَـر سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟ فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

إسرائيل تأسف لرحيل « زين العابدين » وتصفه بأكبر الداعمين لسياستها « سراً » فى المنطقة..

وصحف تل أبيب: بعض الرؤساء العرب ينتظرون مصير بن على  


-التليفزيون الإسرائيلى يصف هروبه بـ « دراما » سطرها التاريخ.. محمود محيى-صحف-الوسط التونسية: تابعت إسرائيل بشدة منذ اندلاع المواجهات فى تونس آخر التطورات الجارية على الساحة التونسية، حيث عقدت جلسات أمنية وسياسية داخل الحكومة الإسرائيلية لمتابعة مجريات الأمور فى تونس مع المسئولين الإسرائيليين المتواجدين فى تونس ومع كبار قادة الجالية اليهودية فى تونس، حسب ما كشف عنه التليفزيون الإسرائيلى مساء أمس. ونقلت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن الحكومة الإسرائيلية تلقت قبل 3 أيام تقارير مقلقة حول ما يدور فى شوارع المدن التونسية. وأشار التليفزيون الإسرائيلى إلى أن مسئولين إسرائيليين كانوا قد شعروا بالقلق على الرئيس التونسى، زين العابدين بن على، وعلى مستقبل نظامه قبل أيام قليلة من هروبه خارج البلاد، مضيفة بأن إسرائيل كانت تعتبر بن على من أهم الرؤساء والأنظمة العربية المؤيدة سراً لسياستها بالمنطقة. وأضافت المصادر الإسرائيلية أن فرار الرئيس التونسى مساء أمس، الجمعة، وتوجهه لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بسبب الثورة التى وقعت بالشوارع والأحياء والمدن التونسية مؤخراً جعلت الأوساط السياسية الإسرائيلية تخشى بشدة أن يأتى حاكم تونسى جديد يغير السياسة التونسية وينظر إلى إسرائيل على أنها « عدو » وليست دولة صديقة كما اعتبرها زين العابدين من قبل. وقال جوناثان جونين، محرر القناة الإسرائيلية للشئون العربية، إن فرار بن على مثل نهاية حقبة بتونس ولأعمال القمع ضد شعبها، مضيفا أنه من الصعب معرفة ما سيحدث فى تونس فى الساعات المقبلة بعد فرار الرئيس من البلاد فى موقف وصفه المحرر الإسرائيلى بـ « المخزى » له. ووصف المحلل الإسرائيلى ما يحدث فى تونس حاليا بـ « الدراما » التى سطرها التاريخ تجاه تونس، مضيفا أن السقف الزجاجى الذى كان مفروضاً على مواطنى تلك الدولة قد انهار وتحطم على يد منظمى ثورة « الخبز والحرية » من الشعب التونسى بعد عناء ظل 23 عاماً. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الانتخابات فى تونس فى عام 1999 كانت مثالاً كلاسيكياً على الاحتيال السياسى الذى قاد النظام الحديدى لفترة رئاسية جديدة لزين العابدين بن على. وفى السياق نفسه، قالت كل من صحفيتى هاآرتس ويديعوت أحرونوت الإسرائيليتين إن سقوط نظام زين العابدين أدى إلى حالة من القلق فى العالم العربى، حيث لم يشهد التاريخ فى الدول العربية الإطاحة بنظام عبر مظاهرات فى الشوارع، وبعد ذلك ينقلب الجيش على النظام. وقالت يديعوت بأن الأسبوع الماضى وقعت مصادمات عنيفة فى مدينة « معن » الأردنية ضد نظام الملك عبد الله، ولكن الملك نجح بفرض تعتيم كامل على مجريات الأمور، وأرسل الملك قوات كبيرة من الجيش الأردنى نجحت فقط حالياً على السيطرة على مجريات الأمور. جدير بالذكر أنه على الرغم من احتضان تونس لمكتب منظمة « التحرير الفلسطينية » فى تونس فإنها تسمح فقط بدخول قادة المنظمة إلى أراضيها، فى حين أن النظام التونسى السابق برئاسة زين العابدين منع المظاهرات التونسية للخروج فى شوارع تونس للتظاهر ضد إسرائيل خلال الحرب على غزة عام 2008، كما منع جمع أموال وتبرعات مادية لمساندة أهالى القطاع. صحيفة اليوم السابع – 15 جانفي 2011  

سعوديون: « لا مكان للرئيس التونسي المخلوع في بلاد الحرمين »

حبيب طرابلسي-سعودي وايف-الوسط التونسية:
رفض العديد من المواطنين السعوديين أن تكون بلاد الحرمين الشريفين ملاذا آمنا للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، في حين رأى آخرون أن السعودية، التي « أعزها الله بالإسلام »، لا يمكن أن ترّدَّ الزعيم المطرود، كما حدث مع الرئيس الاوغندي عيدي أمين، لأن بلاد الحرمين هي مأوى لكل مُسلم.
وكان الديوان الملكي قد أعلن أمس الجمعة أن حكومة المملكة « انطلاقا من تقديرها للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة ». و أعلنت في نفس الوقت « وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق ».
غير أن الكثير من السعوديين، الذين عبروا عن آراءهم في على صفحات « التعليقات » في الصحف المحلية و على المواقع الإلكترونية، رأوا في هذا البيان « تناقضا صارخا » بين « حرص المملكة على خير الشعب التونسي » و الترحيب » ب »مجرم طرده شعبه بعد أن أذاقه الأمرين لأكثر من عقدين ».
الطيور على أشكالها تقع
وتساءل أحدهم: »لماذا نستضيف من منع الحجاب بالجامعات ومنع أداء فريضة الحج بحجة أنفلونزا الخنازير ؟ كيف ننعته بفخامة الرئيس ؟ ولماذا نعطيه الشرعية ؟ هذا امتهان للشهداء الذين سقطوا على يدي هذا الجزار. لا أهلا ولا سهلا يا فخامة الرئيس بن علي ! سكان المملكة العربية السعودية لا يرحبون بك ».
وتساءل آخر في مقال مطول: « هل نقبل باستهانة آل سعود بنا ؟ وبأن تكون بلادنا ملجأ وملاذا للمجرمين والطغاة والمستبدين؟ و أضاف: « بلادنا الطاهرة ملجأ للعلماء وطلاب العلم والمضطهدين وقاصدي بيت الله وليست ملاذا للطغاة والمجرمين الذين سفكوا دماء شعوبهم … فمن يأوي مجرم هو مجرم مثله بلا شك … والطيور على أشكالها تقع ».
رسائل تحذيرية من « ثورة الياسمن »وذهب أحدهم إلى القول: « الشعب هنا يعاني من البطالة وارتفاع الأسعار والفساد وغياب الحريات، الشعب هنا مضطهد ومقهور كما كان حال الشعب التونسي. الشعب يريد الخلاص من طغاته وليس زيادتهم بطغاة آخرين مطرودين من قبل شعوبهم ».
وكان العديد من الصحف المحلية التي تحاشت في البداية التعليق على الاحتجاجات علي البطالة التي انطلقت شرارتها منذ حوالي شهر من سيدي بوزيد التونسية لتعلق بالثوب الجزائري، قد بدأت تطلق منذ حوالي أسبوع رسائل تحذيرية لكل الدول العربية، من بينها السعودية، البلد السابح فوق بحر من النفط والذي يمتلك أكبر مخزون بترولي في العالم، ولكن يئن هو الآخر من الفقر و البطالة. بلد الله ملاذ لكل مُسلم في المقابل، رأى البعض في استقبال السعودية للرئيس التونسي السابق « الذي رفضت استقباله فرنسا والدول القريبة منه، موقفا شجاعا ويدل على عروبتنا وشهامتنا ». وقال آخر: « المملكة العربية السعودية تعتبر الأم للدول العربية، وهذا ليس بغريب على هذه البلاد التي تبذل ما تستطيع في سبيل وحدة صف العربي ». وأستعرض ثالث « دوافع السعودية في استقبال القيادة التونسية »، قائلا « لا يدرك البعض الأهداف السامية من استقبال السعودية للسيد زين العابدين بن علي وأسرته » و من أهمها « حفظ ماء وجه زعيم عربي » حتى « لا يترك لمصيره مع عصابات اليهود ».
المعارضة السعودية تعتذر للشعب التونسي أما « الحركة الإسلامية للإصلاح »، المعارضة والتي تتخذ من لندن مقرا لها، فقد باركت للشعب التونسي « خلاصه من بن علي » و تبرأ ت، باسم شعب بلاد الحرمين،من استضافة في جدة »، في بيان منشور على موقعها الألكتروني.
كما أنها اتهمت الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ب »التآمر مع بن علي لعودته للحكم واضعا كل إمكانات بلاد الحرمين تحت تصرف مخابرات بن علي ». ونسبت الحركة إلى مجموعة من الدعاة الإسلاميين أن « تصرف الحكومة السعودية مع بن علي ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه و سلم: « لعن الله من آوى محدثا »، وهو الحديث الذي طالما استخدمه الإعلام السعودي في وصف حركة طالبان الأفغانية في إيواء أسامة بن لادن، و الذي حذر المواطنين كذلك من إيواء عناصر القاعدة في المملكة. كتبه للوسط التونسية ولسعودي وايف حبيب طرابلسي . Samedi, 15 Janvier 2011 15:56  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.