السبت، 15 أكتوبر 2011

11 ème année, N°4125 du 15.10.2011
archives : www.tunisnews.net


كلمة:ناشط نقابي وحقوقي يهدد بالدخول في إضراب جوع من أجل حقه في الدواء

فتحي ابو حسين:فوضى عارمة في دائرة أبوظبي الانتخابية وبوادر التلاعب والتدليس بدأت تلوح!!!

إيلاف:تظاهرات في تونس ضد قناة نسمة ومهاجمة منزل مديرها

بناء نيوز:مسيرات احتجاج بالعاصمة على نسمة وفيلم برسيبوليس عقب صلاة الجمعة ومواجهات بمنطقة القصبة

بناء نيوز:توتر امني على الحدود التونسية الليبية

بناء نيوز:خمسة عشر سنة سجنا وخطيّة بـ 150ألف دينار لعماد الطرابلسي وتبرئة سفيان بن علي

مركز تونس لحرية الصحافة:الفاهم بوكدوس يتسلم جائزة الحرية ومستقبل الإعلام

الصحافة:الاتحاد الاوروبي يرصد لتونس 4 مليار اورو في شكل قروض ومنح

الصباح:أستاذ في العلوم السياسية لـ«الصباح»:لا يمكن تقييد المجلس التأسيسي بـ 6 أشهر

الأستاذ قيس سعيد لـ «الصحافة» عما بعد 23 أكتوبر:البعض يحاول أن يركب القطار ببطاقات انتهت صلوحيتها

بناء نيوز:ظواهر انتخابية: الهاشمي الحامدي رئيسا للجمهورية من لندن

الشروق:…وأخيرا «مورو» يتكلّم: علاقتـــي بالنهضـة انتهـت …

يو بي أي:ديبلوماسي أميركي في تونس يقول إن بلاده تعلمت من أخطائها في العراق وافغانستان

رويترز:تقرير: تكلفة الربيع العربي تتجاوز 55 مليار دولار

دنيا الوطن: تزوجا داخل السجن.. نزار واحلام على موعد مع الحرية‎

د. أحمد نوفل:تبادل الأسرى.. وتبدّل الأحوال

عبد الباري عطوان: ليبيا: نظام جديد وممارسات قديمة


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



قال اليوم السيد محمد العيادي أحد مؤسسي المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ناشط في عدد من المنظمات الحقوقية، أنه قد حرم من الدواء المعالج لمرض السرطان الذي أصيب به منذ أشهر، وذلك من طرف إدارة الصندوق الوطني للتأمين على المرض وأفاد السيد العيادي أن الدواء الذي تقدم بطلبه لإدارة « الكنام » و كان حدده الطبيب المعالج لحالته، باهظ الثمن ولا يمكنه تحمل تكلفته. وصرح للكلمة أنه وفي حال تواصل رفض مده بالدواء، فانه سيدخل في اعتصام داخل مقر الصندوق الوطني للتأمين على المرض وفي إضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبه (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 14 أكتوبر 2011)

فوضى عارمة في دائرة أبوظبي الانتخابية وبوادر التلاعب والتدليس بدأت تلوح!!!


لقد تابعت برنامج « لقاء اليوم » على قناة الجزيرة بالامس وكان مع السيد كمال الجندوبي وقد انتظرت منه أن يشير أو يتكلم عن أوضاع الانتخابات بالخارج وخاصة عن دائرة أبوظبي فلم يتحدث والحال أننا على بعد أيام قليلة (7 أيام فقط) من انطلاق عملية الانتخابات (أيام 20-21-22) ودائرة أبوظبي مازالت تعيش في فوضى عارمة وتردد ظاهر ومسؤوليات غير واضحة لعدد من الاشخاص وتدخلات مباشرة من عدد من السفارات وأقارب أعضاء الهيئة بأبوظبي في تحديد عدد المكاتب وتعيين عدد من المراقبين على مكاتب الاقتراع، قبول طلبات لمهمة المراقبة بعد انتهاء الآجال القانونية التي حددتها هذه الهيئة بنفسها وفي المقابل تجاهل كامل لعدد من الطلبات المكتملة والتي جاءت في الآجال القانونية المحددة، ارسال دعوات من احدى السفارات الى المواطنين عبر الرسائل القصيرة ( ) لحضور اجتماع انتخابي لاحدى القوائم الانتخابية « المستقلة » في حين عبرت عن عدم تلقيها أي أمر من الهيئة أو من الخارجية للتدخل لدى سلطات الدولة (سنذكرها لاحقا) المضيفة لممثل قائمة أخرى!!!
ولكن وقبل أن أسرد الادلة والبراهين على كل اتهام قدمته لهذه الهيئة فهناك مثل يقول  » الشيئ من مأتاه لا يستغرب » ليعلم الرأي العام أن رئيس هذه الهيئة الفرعية هو المدعو محمد دمق تجمعي دستوري معروف للقاصي والداني  » واذا كان الغراب دليل قوم مر بهم على جيف الكلاب » فكيف يا سي كمال الجندوبي المناضل طيلة حياتك ضد هذا الحزب الكلياني المستبد الدكتاتوري تسمح وتوافق على اسناد رئيس دائرة انتخابية بعد ثورة 14 جانفي الى تجمعي « بأوراقه » كما يقال وليس حتى مشكوك فيه وسنعود الى كيفية ادارة هذا التجمعي للهيئة وكيف يسرب كل ما يدور فيها الى أحد المترشحين المستقلين !!! بعد أن نتحدث بالتفصيل على ما تقدم في أول هذا المقال.
نأتي الآن للمسؤوليات غير الواضحة داخل هذه الهيئة وكيف مثلا لعضوة اشتغلت في هذه الهيئة وكانت كل المراسلات بين المترشحين والهيئة تمر عبر بريد الكتروني معنون باسمها الشخصي أن تنتقل بعد فترة الى مترشحة في قائمة مستقلة مع أحد المترشحين وهي السيدة البراق وبالرغم من أنه ليس هناك قوانين تمنع هذه العملية ولكن من مبدأ المعايير الاخلاقية ونظم الشفافية للعملية الانتخابية فإنها لا تخلو هذه العملية من مس بهذه المعايير والنظم.
ثم كيف لعضو في هذه الهيئة (لا يحمل أي اقامة في أي بلد اذا فهو ليس بناخب في الأصل) وتوكل له مهام في غاية من الخطورة منها تعيين مراقبي مكاتب الاقتراع في كل من الجزائر والمغرب والاشراف على العملية الانتخابية برمتها في هاتين البلدين وهذا الشخص هو السيد خالد الفطناسي. السيد الفطناسي منذ يوم أو يومين قال بأنه أعد 100 شخص على الاشراف على مراقبة مكاتب الاقتراع لحوالي 28 مكتب اقتراع منتشرة على التراب الجزائري ونحن نعلم أن آخر أجل لقبول مثل هذه الترشحات كان قد انتهى منذ 30 سبتمبر(حسب ما صرحوا به أعضاء الهيئة أنفسهم) في حين هناك عدد من المواطنين المقيمين في الجزائركانوا قد أرسلوا ترشحاتهم منذ مدة طويلة وقبل انتهاء الآجال ولم يتصل بهم السيد الفطناسي ونجزم بأنهم ليسو من ضمن المائة التي يتحدث عنها.
وحتى المائة شخص الجاهزين الذين تحدث عنهم لم يخترهم هو بنفسه ولا يعرف عنهم أي شيئ فهو مقيم في المغرب وانما الذي اختارهم السيد فيصل عبد الملك تونسي حاصل على الجنسية الجزائرية ومتزوج جزائرية تجمعي دستوري رئيس نادي 7 نوفمبر في الجزائر العاصمة وكل الناس تعرفه بهذا المنصب!!! ما شاء الله أبشرو يا توانسة المقيمين بالدول العربية بنزاهة انتخاباتكم فالمراقبون عليها هم أنفسهم من أشرفوا عنها و » راقبوهاااااااااااااااااا » في انتخابات 2009
ثم لسائل أن يسأل مثلا في المغرب أين ستجرى الانتخابات بالاضافة للماكتب في السفارة والقنصليات فمن بين هذه الأماكن 5 مكاتب منها مكتب فاس سيكون في مكتب المحامي التجمعي حسن الغيلوفي وهو محامي تجمعي معروف و المكتب نفسه وقعت فيه انتخابات 2009 الرئاسية ، ولا يمكن تصور انتخابات في مكتب محامي تجمعي ولمدة ثلاث ايام كيف سيكون حالها!!!!! ؟ كما ان مكتب مراكش هو  » كلوب سينغو  » وهو مملوك لتونسي يقال ان الفندق في حقيقته مملوك لعبد الوهاب عبدالله ، وكذلك مكتب طنجة هو فندق يعود لتونسي ، وقد احتج بعض التونسيين بقوة وتم وعدهم بتغيير هذه المكاتب والى الآن بقي الوعد مجرد كلام ، ولا يعرفون اين ستكون الانتخابات قبل موعدها باسبوع!!!
ناتي الآن الى تدخل السفارة وبعض أقارب اعضاء الهيئة بأبوظبي في تحديد عدد مكاتب الاقتراع ففي السعودية منذ أيام تم اعلام الناخبين من قبل الهيئة بأبوظبي أن عدد مكاتب الاقتراع بالسعودية 11 مكتبا ثم منذ أيام قام اعلامهم بان السفارة غير قادر على تأمين أكثر من 5 أو6 ولماذا السعودية بالذات؟؟ والحال أنه لدينا معلومات أن العدد الذي أرسل للترشح لمراقبة الانتخابات كان كافيا منذ أن كان عدد المكاتب 11 وللتذكير فإن هؤلاء أيضا لم يتم الاتصال بهم الى الآن فمن الممكن أن يكونوا قد عينوا غيرهم بنفس الشكل الذي تصرف به السيد خالد الفطناسي في الجزائر والمغرب ولسائل أن يسأل لماذا تقلص مكاتب اقتراع السعودية الى 5؟؟؟ في حين تبق مكاتب الجزائر 28 مكتبا أليس السعودية في حجم الجزائر أو أكبر مساحة وعددا مهاجرين؟؟؟ سؤال لابد أن يجيبنا عليه السيد كمال الجندوبي والا بالنسبة لي فالاجابة واضحة فطبيعة الجالية في السعودية ليست مثلها في الجزائر ممكن هكذا قدروا هم بأن الغالبية من المهاجريين التونسيين في السعودية يمكن أن تتوجه أصواتهم الى تيار معين أو حزب معين!!! فعليه لابد ان نحد من مشاركتهم في الانتخابات بتقليص عدد مكاتب الاقتراع فلنفرض جدلا ان هذه المكاتب ستكون في (على فكرة الى الآن كذلك لا نعلم أين ستكون هذه المكاتب5) في الرياض وجدة والدمام فكيف لمن يسكن في المدينة أن ينتقل 450كلم الى جدة أو الذي في ينبع سيقطع قرابة 600كلم هو الآخر
اذا فكيف لهذه السفارة وبالتعاون مع السيد الخويلدي وهو زوج السيدة سعاد لخويلدي كاتبة هيئة أبوظبي أن يقلصوا دوائرالسعودية في حين أن في المغرب ستجرى الانتخابات عند مكاتب وفنادق لأنصار نظام بن على الذي أسقطه شعب تونس العظيم في 14 جانفي بالله أين المنطق السليم؟ وأين النزاهة؟
نحن نتمنى أن يكون السيد الجندوبي واعضاء الهيئة المركزية بتونس ليسو على علم بهذه الفوضى العارمة التي شرحناها فالطامة ستكون أعظم وأطم اذا ما كانوا على علم بكل هذا ولم يبادروا بايقاف هذه المهازل ولكن وبعد هذا التوضيح نحسب أنهم قد علموا ونتمنى أن يعملوا بما علموا. فتحي ابو حسين


هاجمت مجموعة تضم نحو مئة شخص منزل مدير عام قناة نسمة، كما جرت عدة تظاهرات في تونس شارك فيها سلفيون بشكل خاص على خلفية بث فيلم برسيبوليس الذي عرض مشهدا يمثل فيه الله على شكل رجل عجوز ملتحٍ. فيلم « برسبوليس » المثير للجدل. تونس: اعلنت قناة نسمة التلفزيونية في نشرتها الاخبارية مساء الجمعة ان « مجموعة تضم نحو مئة شخص » هاجمت منزل مدير عام القناة نبيل القروي، على خلفية قيام هذه القناة ببث فيلم برسيبوليس. وقالت مذيعة الاخبار في القناة ان « القناة تندد بالهجوم على منزل مديرها العام نبيل القروي في تونس من قبل مجموعة تضم نحو مئة شخص القوا قنابل مولوتوف » موضحة ان عائلة القروي « نجت باعجوبة ». وجرت عدة تظاهرات الجمعة في تونس شارك فيها سلفيون بشكل خاص احتجاجا على قيام هذه القناة ببث فيلم برسيبوليس الذي يتضمن مشهدا يمثل فيه الله على شكل رجل عجوز ملتح، فيما يحظر الاسلام تصوير الله او النبي.
وقال الصحافي سفيان بن حميدة الذي يعمل في القناة لوكالة فرانس برس ان نحو عشرين شخصا من المهاجمين تمكنوا من دخول منزل القروي الا ان زوجته واولاده نجحوا في الفرار من باب خلفي، موضحا ان الهجوم حصل الساعة 19,00 (18,00 تغ).
وكانت مظاهرة ضخمة انطلقت بعيد صلاة الجمعة من جامع « الفتح » بوسط العاصمة احتجاجا على بث قناة نسمة التلفزيونية الخاصة لفيلم « برسيبوليس » الفرنسي الايراني والذي تضمن تجسيدا للذات الإلاهية. وجرت التظاهرة الاكبر في تونس العاصمة وجمعت الاف الاشخاص من دون اعمال عنف حتى وصل المتظاهرون الى مقربة من القصبة حيث مقر الحكومة حسب ما نقلت صحافية لفرانس برس. متظاهرون ضد قناة نسمة في تونس
وبعد ان طلبوا من النسوة المشاركات في التظاهرة الابتعاد، اقترب عدد من المتظاهرين الملتحين من حواجز الشرطة وهم يحملون لافتات بشعارات سلفية واطلقوا هتافات ضد تلفزيون نسمة. عندها القى عناصر الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفرفتهم فلجأ قسم من المتظاهرين الى مسجد القصبة في حين لاحق عناصر الشرطة بعضا منهم حتى ساحة الاستقلال.
كما جرت تظاهرة مماثلة في حي ملاسين الشعبي في باب سعدون في قلب العاصمة، وتظاهرة اخرى في باردو غرب تونس حسب ما افاد مصور فرانس برس.
هذا وقد شهدت بعض المحافظات داخل البلاد ،على غرار باجة و المنستير مظاهرات كبرى شارك فيها المئات من المصلين الذين رفعوا شعارات ضد بث هذا الشريط المسيء وطالبوا بغلق قناة نسمة الخاصة في وقت ندد فيه ائمة عديد المساجد في البلاد ببث هذا الشريط و اتهموا المسؤولين في القناة بالكفر وطالبوا بغلقها و مقاطعتها
وكانت السلطات القضائية قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية بث هذا الشريط شرعت في الاستماع الى اقوال مالك القناة ،نبيل القروي وعدد من المسؤولين بها لكن اعتذارت القروي للشعب على هذا الشريط لم ينجح ،وفق المتابعين في امتصاص غضب الشارع التونسي.
ويدور جدال حول شبكة نسمة منذ بثت فيلم برسيبوليس الذي اثار احد مشاهده الغضب، لانه يمثل الله على شكل رجل عجوز ملتح، فيما يحظر الاسلام تصوير الله او النبي. وقدم رئيس مجلس ادارة نسمة نبيل القروي اعتذاره الى الشعب التونسي عن بث هذا المشهد لكنه لم يتمكن من امتصاص غضب الناس، وخصص القسم الاكبر من خطب الجمعة في مساجد تونس لهذه القضية
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 14 أكتوبر2011)



تونس – بناء نيوز. بعد انفضاض الجموع التي خرجت للتظاهر إثر صلاة الجمعة من وسط العاصمة، اتجت مجموعات من المتظاهرين نحو ساحة القصبة. واخترقت الجموع حواجز أمنية امام قصر العدالة في الطريق إلى القصبة. ويقول البعض إن هدف المسيرة الوصول إلى وزارة الثقافة.
ورفع المتظاهرون منذ الفراغ من أداء الجمعة ومن داخل الجامع نفسه شعارات متعددة. من تلك الشعارات « الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله »، « خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود »… وقرب وزارة التربية تدخّلت قوات الأمن وقذفت بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وهو ما اوقع مصابا على الأقل نتيجة ذلك، وكذلك بعض حالات الاختناق.
يذكر أن إمام جامع الفتح، الشيخ نور الدين الخادمي، أدان في خطبته منذ حين ما وصفه بالتعديات على الدين ومقام الله عز وجل واتفاق عقلاء التونسيين وعلمائهم على غدانة بث الشريط على قناة « نسمة ». إلا أن الدكتور الخادمي دعا جموع المصلين إلى ما أسماه « تفويت الفرصة على المتربصين الحاقدين » وذلك بعدم التظاهر عقب الصلاة. لكنه ما إن سلّم حتى علا التكبير والشعارات داخل الجامع وخرج العديدون متظاهرين. بالمقابل تمسك آخرون بدعوة الإمام وامتنعوا عن مسايرة المسيرة رغم امتعاضهم ايضا من الفيلم المذكور. والتغطية مستمرة. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 أكتوبر 2011)
 


قال شهود عيان لراديو كلمة أن حركة العبور على الحدود التونسية الليبية اضطربت أمس الخميس عند معبر رأس جدير اثر حوادث مختلفة أصيب خلالها ليبيان بالرصاص. وقال المصدر ان التوتر الذي حصل سببه إقدام قوات الأمن الليبية بمنع التجار التونسيين القادمين من ليبيا من إدخال بضائعهم بسبب ما قالوا انه من المواد المدعمة. وكان تونسيون عائدون من ليبيا قالوا لكلمة انهم تلقوا معاملة سيئة في ليبيا من قبل الثوار وهو ما جعلهم يمنعون بدورهم الشاحنات الليبية من الدخول الى ليبيا احتجاجا على المعاملة السيئة التي لقوها في الأراضي الليبية. وعبر احد مواطني لراديو كلمة عن استغرابه من المعاملة السيئة التي يلقاها التونسيون الزائرين الأراضي الليبية خصوصا و أن أبناء بني قردان وقفوا و ساندوا بشكل لا مثيل له الثورة الليبية. من جهة أخرى قال احد شهود عيان انه تم إحراق احد السيارات الليبية أمس وهو ما يؤكد حالة الاحتقان و التوتر على الحدود التونسية الليبية. و في اتصال هاتفي مع احد مسؤولي المستشفى الجهوي ببن قردان أكد السيد الشويخي أن المستشفى استقبل أمس جريحين بالرصاص احدهما مصاب على مستوى الكتف و الثاني تم نقله الى مستشفى صفاقس حيث أصيب على مستوى الصدر. يذكر ان السلطات الأمنية و العسكرية التونسية قررت غلق المعبر بصفة مؤقتة أمام الحركة من الجهتين خوفا من تطور الأوضاع . و علمنا انه تم فتح المعبر في ساعة متأخرة. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 أكتوبر 2011)


تونس – بناء نيوز – إيمان غالي أصدرت اليوم الجمعة 13 أكتوبر 2011 دائرة الشيكات بالمحكمة الابتدائيّة بتونس حكما بالسجن 15 سنة وخطيّة بمقدار 150 ألف دينار بحقّ المتهم عماد الطرابلسي في قضيّة شيكات دون رصيد. وقضت المحكمة ببطلان اتهام المدعو سفيان بن علي وتمّ تبرئته بعد أن استظهر محاميه باستخلاص الشيك محلّ التهمة. أمّا بخصوص قضيّة محمد المنصف الطرابلسي فقد وقع تأجيلها إلى الخامس والعشرين من نوفمبر القادم. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 أكتوبر 2011)


تسم الزميل الصحفي الفاهم بوكدّوس مساء أمس الخميس 13 أكتوبر 2011 جائزة الحرية ومستقبل الإعلام من قبل مؤسسة الإعلام بلايبزيخ بألمانيا مناصفة مع الصحفي الروسي المختص في الفساد أولاغ كاشين والصحفي الألماني المختص في الشأن العربي ستيفان بوخن.
ولقد حضر الحفل عدد كبير من الصحافيين والسياسيين على غرار رئيس تحرير مجلة ستارن (النجمة), والمسؤول الإعلامي لغوغل ألمانيا ومدير فرع منظمة مراسلون بلا حدود في ألمانيا, ومدير المعهد الأعلى للإعلام بلايبزيخ, وأساتذة جامعيون في الصحافة, وبعض أعضاء لجنة تحكيم الجائزة وأهم مسؤولي المؤسسة المانحة لها و رئيس بلدية المكان وأعضاء المجلس البلدي, ومدير بنك الادخار بالمدينة , ونواب البرلمان المحلي لمقاطعة ساكسونيا والرئيس السابق للمحكمة الدستورية وممثلي البعثات الدبلوماسية والمسؤول الإعلامي بسفارة تونس في برلين…
ولقد قدّرت لجنة اختيار الفائزين في الزميل بوكدّوس شجاعته في تغطية أحداث المناجم سنة 2008 معرّضا في ذلك حياته للخطر.وأكّدت أنّه عند خروجه من السجن في 19 جانفي الماضي لم يستكن للراحة بل أسس مع نخبة من الصحافيين التونسيين مركز تونس لحرية الصحافة لتقصّي الانتهاكات في حق زملاءهم والتصدي لكل محاولات الرجوع بالمشهد الإعلامي في تونس إلى مثيله قبل الثورة.
ولقد قال بوكدّوس في كلمته أمام الحضور أنّه » يشعر بالشرف لتسلّم هذه الجائزة وهو يُهديها لمئات الشهداء وآلاف الجرحى الذين تحدّوا بوليس بن علي من أجل أن يجعلوا التغيير ممكنا في بلاد لم تعرف غير الديكتاتوريّة طيلة أكثر مكن خمس عقود ».
ولقد أضاف الفاهم بوكدّوس: »إن شرارة ثورة الياسمين امتدت إلى دول أخرى في المنطقة وهي لا تزال كذلك حتّى تفرض ربيعا عربيّا.حتّى أنّ أنظمة بوليسية في إفريقيا وآسيا مهدّدة بامتداد ذلك الحراك الشعبي المطالب بالحريّة وهو ما من شأنه أن يُشكّل انعطافة حاسمة في تاريخ البشريّة المعاصر شعارها الحقوق كلّ الحقوق لكلّ المواطنين. »
كما لم ينس بوكدّوس أن يُؤكّد أنّه لن ينس حملة المساندة الكبيرة التي نُظمت لأجله ولكلّ أحرار تونس من قبل نشطاء حرية التعبير ومدافعي حقوق الإنسان ممّا يجعل من الثورة إنجاز يشترك فيه التونسيين مع كلّ الذين وقفوا معهم في السنوات الحالكة.
وكان بوكدّوس قد شارك في منتصف نفس اليوم في ندوة صحفية على شرف الفائزين تلتها مائدة مستديرة في اتجاه تأسيس مركز عالمي للدفاع عن حرية الصحافة تمّ فيها اعتبار مبادرة تأسيس مركز مماثل في تونس وتوسيع أفاقه نقطة محوريّة لإنجاح فكرة هذا المشروع الدّولي. مركز تونس لحرية الصحافة الرئيس محمود الذوادي



قرر الاتحاد الاوروبي رصد 4 مليار اورو (حوالي 8 مليارات دينار) من التمويلات في شكل قروض ومنح لتونس بهدف دعم نشاطها الاقتصادي خلال الفترة الممتدة من 2011 الى 2013 ذلك ما صرح به السيد ادريانوس كوتسنرويتر السفير رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس لمراسلة وكالة تونس افريقيا للانباء بقفصة بمناسبة زيارته للجهة الخميس.
وقال المسؤول الاوروبي بأن الاتحاد الاوروبي لم يضع « أية شروط سياسية » عند اسناده هذه القروض والمنح مبينا أن صرف المنح المقدر حجمها الجملي بنحو 400 مليون اورو قد بدأ فعلا بتحويل ما قيمته 160 مليون اورو منها الى الحكومة التونسية قصد توظيفها بالخصوص في مجالات التنمية الجهوية ودعم النسيج الوطني من المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
وحسب السيد ادريانوس كوتسنروير فان هذه القروض والمنح المتأتية من عديد المؤسسات المالية الاوروبية سيما البنك الاوروبي للاستثمار ستخصص أساسا لتطوير قطاعات البنية الاساسية وشبكة الاتصالات وتعبئة المياه المخصصة للري الفلاحي والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وذلك « وفق الزامات الحكومة التونسية التنموية ».
وأكد المسؤول الأوروبي في لقائه بمركز الاعمال بمدينة قفصة بعدد من رؤساء وممثلي الجمعيات ومكونات المجتمع المدني أن زيارته إلى جهة قفصة تأتي في إطار جولة لعديد الجهات « للاطلاع على مجالات ومكامن دفع التنمية الجهوية والتعرف على تصورات ومقترحات المسؤولين الجهويين وممثلي المجتمع المدني حول مستقبل جهاتهم وأولوياتها التنموية وأوضاع شبابها وتبادل الرأي حول سبل إحكام توظيف خصوصيات كل جهة ومزاياها التفاضلية ».
وتمحورت تدخلات الحاضرين في هذا اللقاء حول طرح الإشكاليات التنموية بجهة قفصة من فقر وتهميش ونسبة بطالة مرتفعة وضعف القدرة على جلب الاستثمار الخاص وتلوث صناعي ومائي. كما اقترح المتدخلون إرساء مجتمع مدني قوي وتعزيز المبادرات التطوعية بالجهة مشيرين الى ما يمكن ان يتيحه ربط قنوات الاتصال والتعاون مع جمعيات ومنظمات أهلية أوروبية من امكانيات لتبادل الخبرات والتجارب ومؤكدين في ذات السياق على الحاجة الملحة في مجالات الدعم المالي والتكوين ومرافقة الجمعيات وتأطيرها.
وأبرز رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس ان المناخ السياسي يحدد وبنسبة كبيرة مدى قدرة المجتمع المدني على التحرك قائلا « ان الشعب التونسي يبدأ الآن مرحلة جديدة من تاريخه » وان المجال الان مفتوح لتطوير العلاقات بين المجتمع والجمعيات في تونس وفي بلدان الاتحاد الأوروبي ومؤكدا من جهة أخرى على أهمية المقاربة التشاركية في عمل الجمعيات وضرورة التوجه إلى الشباب. (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر2011)

أستاذ في العلوم السياسية لـ«الصباح» لا يمكن تقييد المجلس التأسيسي بـ 6 أشهر


الاستفتاء بعد انجاز الدستورخطوة جيدة ـ لا ديمقراطية بدون إعلام حر ـ أورد الأستاذ حمادي الرديسي أستاذ علوم سياسية بكلية الحقوق والقانون والعلوم السياسية بتونس في تصريح خص به « الصباح » إلى انه يبدو طوباويا أن ينهي المجلس التأسيسي أشغاله في ظرف 6 أشهر.. استنادا إلى أن التأسيسي سيد نفسه. فرغم أن هناك التزام من طرف الأحزاب (11 حزب) بان لا تتجاوز مهامه السنة، فانه قد تطرأ أشياء لا تجبر المجلس على التقيد بالمدة التي تم ضبطها استنادا الى ان اتفاق الأحزاب شيء وما قد يطرأ على سير أعمالهم شيء اخر فكل مرحلة لها مقتضياتها. وأضاف في هذا السياق أن الحكومة المؤقتة كان يفترض أن تدوم 3 أشهر إلا أنها واصلت مهامها على امتداد 9 أشهر وربما تدوم مهامها أكثر… مشيرا الى أن التأسيسي يعد خيارا لا بد من تحمل تبعاته إلى الأخر… وأضاف في نفس السياق انه ليس من السهل على أناس سيقع انتخابهم لأول مرة في ظروف استثنائية تتسم بحماس فياض ان يقع احترام المدة. أما فيما يتعلق بالاستفتاء الذي ينادي به البعض بعد انتخابات المجلس التأسيسي فقد أشارالأستاذ إلى أنها تعد خطوة جيدة فإذا قبله الشعب ستكون شرعيته مدعمة. صلاحيات كبرى وردا عن سؤال حول إمكانية تخصيص الاحزاب المترشحة بند في الدستور يؤشر لحرية الاعلام مثلما هو الحال في البلدان المتقدمة أشارالأستاذ إلى أن « التأسيسي » ستكون له صلاحيات كبرى من بينها اعداد الدستور كما ستكون له وظيفة التشريع فضلا عن تسيير البلاد من جديد عبر إقرارحكومة. ولا مانع من تخصيص بند في الدستور يقضي بحرية الإعلام اذ لا توجد ديمقراطية بدون إعلام حر لذا من الضروري تخصيص فصل خاص بحرية الإعلام واعتباره مقدسا. ولا شيء يمنع في هذا الإطار من تخصيص باب خاص لحرية الإعلام. وفي ظل تصريحات بعض الملاحظين السياسيين أن أبرز المترشحين لانتخابات التأسيسي تنقصهم الكفاءة اللازمة التي تخول لهم إعداد الدستور أفاد الأستاذ انه ينبغي أن يفهم السياسيون أن الديمقراطية ليست حكومة الفلاسفة أو خبراء ولا العلماء وإنما هي حكومة الرأي العام التي تشمل صوت الجاهل والمثقف الذين يمكن أن يلعبوا قوة ضغط لتحقيق التوازن. نظام برلماني.. نظام خطير أما في ما يتعلق بالنظام الذي يتماشى وخصوصية البلاد أورد الأستاذ انه من الخطير التفكير في نظام برلماني لان الهدف منه هو التشتت وعدم الاستقرارالدائم وهو نظام عانت منه فرنسا وغيرته في الجمهورية الخامسة كما تعاني منه ايطاليا والعديد من البلدان المتقدمة ومن هذا المنطلق فان المطالبة بنظام برلماني يعد خيارا خطيرا سيدفع بالبلاد إلى عدم الاستقرار الدائم. وفي المقابل أشار الأستاذ إلى أن النظام الذي يتماشى وخصوصية البلاد هو النظام الرئاسي الجمهوري. منال حرزي (المصدر: صحيفة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر2011)

الأستاذ قيس سعيد لـ «الصحافة» عما بعد 23 أكتوبر البعض يحاول أن يركب القطار ببطاقات انتهت صلوحيتها


أسبوع واحد فقط يفصلنا عن موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، أسبوع واحد وتنتقل فيه البلاد من وضع مؤقت الى وضع آخر غير واضح المعالم تقريبا.. وضع تكون فيه تونس لاول مرة في تاريخها، لا تعرف من يحكمها، ويكون فيه الشعب، في حالة من ينتظر ويتطلع نحو قصر باردو الذي سيفرز الزائرين الجديد لقصري قرطاج والقصبة… واذا كانت بعض الدلائل الحالية، والاشارات المتتالية تفيد بأن الحالة المؤقتة الحالية قد تستمر بعد موعد 23 اكتوبر، فان عديد القوى السياسية قد باشرت حملتها الانتخابية منذ اليوم على أساس أنها تترشح للحكم لا لمجلس مهمته كتابة دستور جديد، وهي تعرض برامج تنمية وتخطيط ومستقبل وشغل وهوية وتجارة، وكأنها ستستلم كل السلطات حال اعلان الهيئة العليا للانتخابات عن فوزها. كما أن هناك عديد الطروحات التي تلتقي كلها في بحث ما يمكن ان تكون عليه السلطات الدستورية والهياكل التنفيذية العليا ما بعد الانتخابات، والطرق الانجع لانتقال سلس وقانوني ودستوري، يكون خير ضامن للمرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس بعد الثورة. لاستجلاء العديد من النقاط، ولمعرفة ما قد تؤول اليه الامور في صورة حدوث فراغات دستورية في أي مستوى من مستويات السلطة، التقت الصحافة بالخبير القانوني، وأستاذ القانوني الدستوري، الاستاذ قيس سعيد، وأجرت معه حوارا، جاء فيه: أجرى الحديث : محمد بوعود بداية، يتطلّع الجميع لمعرفة وضع تونس الدستوري والقانوني ما بعد 23 أكتوبر، ففي رأيك أي شكل تنظيمي ستكون عليه السلطات في تلك الفترة؟ هذا طبعا يبقى رهين نتائج الانتخابات، ففي صورة فوز حزب واحد أو ائتلاف بين مجموعة من النواب المتجانسين في التوجهات وفي الأفكار، فمن المرجّح أن يتم وضع تنظيم مؤقت جديد للسلط العمومية في انتظار وضع دستور جديد لتونس ما بعد المجلس التأسيسي. أما إذا لم يتحصّل أي حزب أو ائتلاف على الأغلبية فمن الصعب الاتفاق على تنظيم جديد أو إدخال تعديل على التنظيم القائم، وليس من المستبعد في ظل مجلس ليس فيه لأحد أغلبية واضحة الإبقاء على التنظيم الحالي للسلط العمومية. المشهد اليوم غير واضح المعالم خاصة في ظل عدم اكتراث واضح بالجملة الانتخابية الناخبين، ويبدو أن نسبة المشاركة في الانتخابات سيكون لها كبير الأثر على نتائج الاقتراع، فإذا كان عدد الناخبين محدودا فيبدو ان النسبة الأكبر من المقاعد سيستفيد منها تنظيم واحد، أكثر من بقية الأحزاب وسائر القائمات. إذن هل تعتقد أن التيار الذي سيكون له الأغلبية في المجلس التأسيسي هو الذي سيكون النافذ في تشكيل الحكومة وفي رسم ملامح النظام القادم؟ القانون الانتخابي كان له بالغ الاثر على المشهد الانتخابي الحالي وسيكون له بالتأكيد نفس الاثر على تركيبة المجلس وعلى الدستور القادم لتونس، ذلك أنه تمّ تمكين الاحزاب الكبرى من السيطرة شبه الكاملة في ظل استقطاب ثنائي مصطنع بدأ يتشكل منذ الايام الاولى التي تلت يوم الرابع عشر من جانفي، في الوقت الذي يمثل فيه عموم التونسيين العدد الاكبر خارج هذا الاستقطاب الثنائي بين التيار الاسلامي والتيار الحداثي. وما هو الحل لهذا الاشكال القانوني برأيكم؟ لا بد من تعديل المرسوم المتعلق بتنظيم السلط العمومية تنظيما مؤقتا حتى تبقى هذه السلط قائمة الى حين اختيار نظام جديد والاتفاق بناء عليه على رئيس جديد للدولة ووزير أول، وتوزيع الحقائب الوزارية على الاعضاء الجدد. لكن السيد الباجي قائد السبسي صرّح لوسائل اعلام أمريكية الاسبوع الفارط أنه سيبقى في الحكومة بعد 23 أكتوبر؟ أعتقد أنه انطلاقا من قراءته للمشهد السياسي بعد الانتخابات، ربما يرى ان هذه العملية لن تفرز أغلبية واضحة وترتيبا على ذلك لن يتفق أعضاء المشهد السياسي الحالي على تنظيم جديد، ويختارون ربما الابقاء على نفس الحكومة الحالية لتسيير دواليب الدولة في انتظار ما سيترتب عن مناقشات المجلس التأسيسي الجديد. وهل تعتقدون أن عملية كتابة دستور جديد ستستغرق فترة أطول من اللازم حتى تضطر الحكومة الحالية للبقاء؟ دائما ما يقع استحضار التجربة التونسية الاولى 59/56 وتقع احالات مباشرة او غير مباشرة الى هذه الفترة من تاريخ تونس، لكن تونس 2011 ليست هي التي كانت عليه في مطلع الاستقلال، والمقارنة لا تصحّ في كثير من أوجهها، فالمجلس الوطني التأسيسي لن يكون قادرا على ممارسة كل الاختصاصات التأسيسية وغير التأسيسية الا اذا كانت هناك داخله مجموعة من الاعضاء تمثل أغلبية واضحة، ففي ذلك الوقت يمكن ان يضع نظاما معينا للسلط العمومية حسب تصورات هذه الاغلبية ويمكن، اما ان يتولى المجلس كل الاختصاصات بما فيها غير التأسيسية، واما ان يفوض جزءا منها لحكومة تكون معبرة عن تصورات هذه المجموعة بل أكثر من ذلك يمكن أن تكون الحكومة منبثقة عنها. وليس هناك ما يبرر على الإطلاق بقاء هذا المجلس مدة طويلة، والاستئناس مرة أخرى بالتجربة التونسية السابقة لا يستقيم بالنظر إلى اختلاف الظروف والتوازنات. بل المشكل في تركيبة المجلس وهي التي ستكون محددة للمدة وللدستور. فإذا كان هناك حد أدنى من الوفاق فان إعداد مشروع دستور والمصادقة عليه لن يتطلب وقتا طويلا، ولكن إذا غاب هذا الوفاق فان أي فصل او أي فقرة داخل فصل يمكن ان يستغرق النقاش فيها اياما أو اسابيع. وكيف سيتم اقرار مشروع الدستور الذي سيضعه المجلس التأسيسي، وانفاذه عمليا على أرض الواقع؟ يبدو أن هناك نوعا من الوفاق حول عرض مشروع الدستور الذي سيتم اعداده على الاستفتاء حتى تكون المصادقة عليه من قبل صاحب السيادة بعد مصادقة نوّابه، ولكن في صورة عدم الاجابة بنعم، ففي ذلك الوقت يجب مرة أخرى انتخاب مجلس جديد لان المجلس الذي أعد مسودة الدستور يعتبر قد فشل، فيترك المجال لمجلس جديد ونواب جدد. وأنت كرجل قانون، ومختصّ في القانون الدستوري تحديدا، بماذا تنصح من سيتولى مسؤولية الحكم في الفترة القادمة بعد انتخابات المجلس التأسيسي؟ ليس الامر من قبل النصيحة او التمني لكن المفروض ان يكون من يتولى تسيير الدولة في مستوى الامانة والمسؤولية، وان يضع مصلحة تونس قبل أي اعتبار آخر. اننا اليوم في مرحلة تاريخية دقيقة، لا شيء يمنعنا من النجاح اذا عرف الجميع ان السلطة ليست هدفا في ذاتها، بل هي خدمة للمجموعة وللوطن. وما نلاحظه ان بعض القوى السياسية تتعامل مع هذه الانتخابات لا على أساسا أنها انتخابات تأسيسية لإعادة التأسيسي على أسس جديدة بل على أساس أنها انتخابات رئاسية غير معلنة، فقصر باردو هو برأيها محطة نحو قصر قرطاج. وما تقييمكم لما تشاهدونه من تفاعلات أثناء الحملة الانتخابية الحالية؟ هناك انفلات انتخابي تام في مستوى البرامج وفي مستوى التمويل والدعاية، فضلا عن عزوف واضح للناخبين وكل هذا هو نتيجة لعدة عوامل أهمها القانون الانتخابي الذي فضل واضعوه التعامل مع ما يعتقد أنها حركات كبرى في ظل استقطاب ثنائي لا علاقة لأغلب التونسيين به. التونسيون الناخبون اهتزت ثقتهم في كل المؤسسات السياسية التقليدية وزادت حالة الانفلات الانتخابي هذه الثقة غير القائمة أصلا عُمقا وتشظيا. والتونسي اليوم في حاجة الى مصالحة مع من سيتولى شؤونه، والمصالحة لا يمكن ان تتحقق في ظل هذه الأوضاع، فاستعادة الثقة هي المقدمة الأولى والطبيعية لاي مصالحة مع من يفترض ان يكونوا ممثلي هذا الشعب. وعلى من سيقع انتخابه من الاعضاء القادمين للمجلس التأسيسي ان يعوا ان مهمتهم هي انجاح هذا المسار، وان يعوا ايضا ان السلطة او حتى الجزء القليل منها، هي أمانة، وعليهم ان يتعضوا بالتجارب السابقة، فلينظروا وراءهم أيضا لتاريخ تونس حين يهمون بالنظر الى الامام. (المصدر: صحيفة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر2011)


تونس – بناء نيوز – منير بودالي في نطاق الحملة الانتخابية لاستحقاق المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر، يتابع محمد الهاشمي الحامدي من العاصمة البريطانية لندن توجيه الحملة التي تخوضها تشكيلته بعدد من الدوائر بالتراب التونسي. هذه التشكيلة المنضوية تحت اسم « العريضة الشعبية للحرية والعدالة » يظهر ممثلوها، على غرار الفرقاء الآخرين، في الحصص الاعلامية المخصصة للمترشحين، ويلفتون نظر المراقبين والجمهور بمناشدتهم الناخبين أن يدعموا اختيار الدكتور الحامدي لمنصب رئاسة الجمهورية التونسية كأول القرارات التي على المجلس الوطني التأسيسي أن يصدرها حال انعقاده غداة الانتخابات. ومثل ما يعد به البيان الانتخابي للمترشحين، يتابع الحامدي على مدار الساعة من لندن عبر قناته الفضائية « المستقلة » الدعوة لنفسه منقذا وحلاّ للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين، ومدعما هذا المعنى بمناشدات ورسائل دعم واقتراحات من عدد من المواطنين. وفي سياق الوعود التي تتناول بالخصوص وبتوكيد شدسد، حل مشاكل السياحة وتقديم منحة للبطالة وتوفير الصحة المجانية والنقل المجاني وغير ذلك، لاحظ عديد الذين يتابعون « المستقلة » أن الخطة الدعائية للحامدي ترتكز بلا مواربة على نقض الأحزاب الأخرى المتبارية ومضادّتها ودعوة الناخبين إلى عدم التصويت لها، وإلى تقديم « العريضة الشعبية » بديلا أمثل للمشاريع الأخرى، ومنها بالاسم حزب النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي. واللافت في نظر المراقبين أن الحامدي، الذي يعلن قرب حلوله بتونس منتصرا، لا يجيب بوضوح عن مصادر الأموال الباذخة التي يقول إنها ستحل أعقد مشاكل تونس (التشغيل، الاستثمار، الصحة…) بين عشية وضحاها. يذكر أن محمد الهاشمي الحامدي، الذي زار تونس في بعض المناسبات، يقيم ببريطانيا منذ أكثر من عقدين حيث نسج علاقات متشابكة سواء مع الدوائر الخليجية أو السودانية أو الغربية، كما كانت له بعض المداخلات مع رأس النظام السابق في عدد من الملفات المتصلة بالحريات ونحوها، كل هذا وفق ما دأب طوال أعوام على الافضاء به للمشاهدين مرة بعد أخرى عبر قناة « المستقلة ». وكان الحامدي فيما سبق هجرته من مناضلي « حركة الاتجاه الاسلامي » ومن قيادات التيار الاسلامي بالجامعة التونسية خلال الثمانينيات من القرن الماضي ومن المؤسسين المتحمسين « للاتحاد العام التونسي للطلبة ». ويتحدث دكتور الحامدي خلال الحملة الانتخابية الحالية متلفّعا في ثوب رئيس الجمهورية المقبل. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 أكتوبر 2011)  


بنزرت ـ مكتب الشروق نظم بعد ظهر يوم الثلاثاء المنقضي فرع الائتلاف الديمقراطي المستقل «طريق السلامة «بنزرت بحضور رئيسه الاستاذ «عبد الفتاح مورو»اجتماعا شعبيا بفضاء القاعة الكبرى بدار الثقافة الشيخ ادريس. و قد توزعت اشغال هذا اللقاء الذي واكب فعالياته المئات من الاهالي و الشباب و المنخرطين و سط حضور هام لممثلي عدد من وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية بين مداخلة الشيخ «عبد الفتاح مورو الذي وصف محطة تاريخ 14 جانفي بغير العادية في تاريخ البلاد التونسية ولاسيما من حيث طبيعة التغير الطارئ على سلوكيات التونسي في علاقته المتعارفة بصاحب القرار في الدولة ملاحظا في ذات الاطار ان تداعيات الحدث الهام هذا لايكفي ان تختزل في شكل الصدمة او البهتة والسكتة العابرة ولكن نحو اعادة استلهام علاقة جديدة بهذا الطرف لان الديكتاتورية» حسب قوله هي سلوك في نفس الشعب وليس العكس . و كان رئيس الائتلاف قد توقف بالمناسبة عند تداعيات اهمال عنصر فئات المجتمع ولاسيما الشباب منه في الفترات السابقة ولاسيما في فترة بن علي الذي اغتزل مجال تدخل و قدرات الشباب فقط في مجالي الثقافة و الرياضة بعيدا عن محاولة اشراكه في مناطق القرار…. وهي ذات الوضعية من تهميش الشعب حد وصفه مع الحقبة البورقيبية ولاسيما مع اقرار اجراء التعاضدية. معطلات «….. و الحدث الانتخابي وفي تطرقه للمشهد السياسي الحالي اوضح السيد«عبد الفتاح مورو» ان السياسة ليست شراء للذمم و انما هي رجولة وكرامة بعيدا عن لغة الاستثمار واصفا انه مع تصاعد مخاوف المواطن التونسي من تعدد الاحزاب فان الكثرة حد ماذهب اليه لاتعطل الاختيار بل تشجعه .و قد اعتبر المتحدث ان معطبات التي تعترض هذه العملية وجود مايقارب 47 حزبا ذات صفة التجمعية على الساحة السياسية اليوم و دخلت حد قوله تحت شعار «جاء حمد امشي احمد»وباللجوء الى المساحيق… واضافة الى انخراط بعض الاطراف الغريبة عن هذا المجال بصورة مفاجئة والتي لم تنخرط في اي حراك قبل تاريخ 14 جانفي الفارط. العائق الثالث ان صح الوصف حسب السيد «عبد الفتاح مورو» الى محاولة البعض اغراق الساحة السياسية في لعبة المال المجهول المصدر والوعود الخارقة للعادة….مؤكدا ان الصدق هو الفيصل الذي عليه ان يحتكم اليه الشعب . الدستور والدين و….. مجالس للشباب وعن الاستحقاق الانتخابي الذي من المرتقب ان تعيش على وقعه تونس اوضح السيد «عبد الفتاح مورو» رئيس الائتلاف الديمقراطي المستقل ان تونس اليوم تحتاج لان يناضل من اجلها وان 23 اكتوبر هو تاريخ انطلاق الجهاد اليومي نحو الاشتغال للظفر بالديمقراطية المباشرة للشعب موضحا ان الدستور عليه ان يحمي الدين وكذلك الحريات الفردية على حد سواء نحو احداث مجتمع متوازن وان النظام يجب ان يبنى على اساس حفظ كرامة المواطن و حقه و حريته في القضاء. وان تكون مدة مرشحي وممثلي الشعب محددة ومراقبة منه .كما دعا الى اشراك الشباب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي خاصة وانه برهن على مستوى عالي من الفهم لهذا المجال . النهضة ….و اعتذار « نبيل القروي» وجوابا عن اسئلة الصحفيين والبعض من الفضوليين بخصوص اسباب خروجه من حزب حركة النهضة اكتفى الاستاذ «عبد الفتاح مورو» بالقول ان علاقته بالنهضة ولدت مع التاريخ رافضا الوقوف عند أسباب الانسحاب التي اضحت معروفة حد قوله وان مايوحد كل الاشكال ذات الطابع الاسلامي ذات القضية والاهداف…وان السياسة بيد الشعب وليس الحاكم. وبخصوص التخوف الذي مايزال يرافق التعاطي مع الاحزاب ذات التوجه الاسلامي اكتفى الشيخ بالقول بانها نتاج لعشرين سنة من ترويج مثل هذه الافكار و ان المستقبل هو المحك الحقيقي… وقد اعتبر ان قضية «قناة نسمة» لايمكن ان تعالج ان من زاوية حرية التعبير لان ليست هناك قضية مطروحة تتعلق بالذات الالهية وهي ذات بعدين عقائدي وسياسي بهدف ضرب مقصود للتيارات الاسلامية معتبرا ان إعتذاره الذي اقدم عليه « نبيل القروي»لايمكن ان يقر الطابع البريء لاختيار مثل هذا الفيلم في هذه المرحلة بالذات الذي تمر بها تونس. (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 أكتوبر2011)


تونس, تونس, 14 تشرين الأول-أكتوبر (يو بي أي) — قال السفير وليام تايلور المنسق الأميركي الخاص بعملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، إن بلاده تعلمت من أخطاء الماضي، ولن تتدخل في الشأن الداخلي التونسي. ونفى خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة بمقر السفارة الأميركية عقب زيارة رسمية لتونس أجرى خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين الحكوميين، أن تكون لدى الإدارة الأميركية أية نية للتدخل بخيارات الشعب التونسي في تقرير مصيره. وقال « لقد تعلمنا من أخطائنا في أفغانستان والعراق.. والشعوب عليها أن تختار مصيرها بنفسها، وهو ما نريد إثباته للتونسيين اليوم ». ولفت إلى أن تونس التي تستعد لإنتقال تاريخي يراقبه العالم بأسره، « لها كل الإمكانات لتنجح أكثر من غيرها بتحقيق التحول الديمقراطي المنشود وأن تكون نموذجا يحتذى لدول الربيع العربي ». وأضاف تايلور »نحن هنا لدعم الشعب التونسي والوقوف إلى جانبه في سعيه إلى تحقيق إنتقال ديمقراطي عبر إنتخابات حرة وشفافة يعبر فيها عن رأيه بكل حرية، ويختار فيها من يمثله بعيدا عن أي تدخل خارجي ». وأكد في المقابل أن دعم الإدارة الأميركية لمسار الإنتقال الديمقراطي في تونس « لا يقف عند حدود موعد 23 أكتوبر الذي يعد محطة أولى ستليها محطات أخرى للسير نحو تونس جديدة متقدمة ومزدهرة، بل كذلك عبر جملة من البرامج التي وضعتها إدارة (الرئيس الأميركي) أوباما وستعمل من خلالها على دعم الشعب التونسي ». ودعا الديبلوماسي الأميركي التونسيين إلى « إغتنام فرصة الإنتخابات، ليس فقط للتعبير عن إرادتهم بحرية، بل كذلك لإثبات نجاح ثورتهم أمام العالم وجيرانهم على وجه الخصوص ». وإعتبر أن إستقبال رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي في واشنطن خلال الأسبوع الماضي، « إعتراف من الإدارة الأميركية بالخطوات الجريئة التي قامت بها الحكومة لتمكين التونسيين من بلوغ هذه المرحلة من مسار الإنتقال الديمقراطي ». وأعرب تايلور عن يقينه بأن الكونغرس الأميركي سيوافق خلال شهر ونصف كحد اقصى على برنامج « ضمانات القروض » الذي سيسمح للإدارة الأميركية بتقديم ما قينته 30 مليون دولار لدعم جزء هام من موازنة الدولة، وكذلك أيضا برنامج « صندوق مشاريع تونس » الذي سيوفر مبالغ أولية بقيمة 20 مليون دولار لدعم نمو القطاع الخاص وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتستعد تونس لأول إنتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق بن علي، وهي تتعلق بإنتخاب المجلس الوطني التأسيسي في 23 من الشهر الجاري الذي سيتولى صياغة دستور جديد للبلاد.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 14 أكتوبر 2011)


لندن (رويترز) – ذكر تقرير أن الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت الشرق الاوسط هذا العام كلفت البلدان الاشد تضررا أكثر من 55 مليار دولار لكن الدول المنتجة للنفط استفادت من ارتفاع أسعار الخام بسبب الاضطرابات. وأظهر تحليل احصائي لبيانات صندوق النقد الدولي أعدته مؤسسة جيوبوليسيتي لاستشارات المخاطر السياسية أن البلدان التي شهدت المواجهات الاكثر دموية وهي ليبيا وسوريا تحملت العبء الاقتصادي الاكبر تليها مصر وتونس والبحرين واليمن. وشهدت هذه الدول محو 20.6 مليار دولار من ناتجها المحلي الاجمالي وتاكلت ماليتها العامة بقيمة 35.3 مليار دولار اضافية مع تراجع الايرادات وارتفاع التكاليف. لكن نظرا لان الدول الرئيسية المنتجة للنفط مثل الامارات العربية المتحدة والسعودية والكويت لم تشهد احتجاجات كبيرة -وذلك في الاغلب عن طريق زيادة المنح بفضل ارتفاع أسعار النفط- فان ناتجها المحلي الاجمالي نما. وقفزت أسعار النفط من نحو 90 دولارا لبرميل خام برنت في مطلع العام الى نحو 130 دولارا في مايو ايار ثم تراجعت الى نحو 113 دولارا في الوقت الراهن. وقال التقرير « نتيجة لذلك كانت تداعيات الربيع العربي في المنطقة العربية بوجه عام متباينة لكنها ايجابية من حيث المحصلة الاجمالية. » وذكر أن الانتاجية الاجمالية للمنطقة زادت حوالي 38.9 مليار دولار في العام حتى سبتمبر أيلول. ويبدو أن ليبيا هي الاشد تضررا اذ توقف النشاط الاقتصادي في أنحاء البلاد بما فيه صادرات النفط وهو ما كلف البلاد ما يقدر بنحو 7.7 مليار دولار من الناتج المحلي الاجمالي أو أكثر من 28 بالمئة. وتقدر التكاليف الاجمالية على الميزانية بنحو 6.5 مليار دولار. وفي مصر التهمت تسعة أشهر من الاضطرابات نحو 4.2 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي مع ارتفاع الانفاق العام الى 5.5 مليار دولار وتراجع الايرادات العامة بمقدار 75 مليون دولار. وفي سوريا التي استمرت فيها الاحتجاجات طيلة العام في مواجهة حملة قمع دموية يصعب تقدير التداعيات لكن المؤشرات الاولية تشير الى أن التكلفة الاجمالية على الاقتصاد السوري تبلغ نحو ستة مليارات دولار أو 4.5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. وذكر التقرير أن نسبة اليمنيين تحت خط الفقر من المتوقع أن ترتفع الى أكثر من 15 بالمئة بسبب انخفاض قيمة العملة واستمرار الاضطرابات لفترة طويلة. وتقدر التكلفة الاجمالية على الاقتصاد بنحو 6.3 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي مع تحمل الميزانية 858 مليون دولار أو 44.9 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. وفقدت تونس التي شهدت أول الاحتجاجات في نهاية عام 2010 نحو ملياري دولار من الناتج المحلي الاجمالي أي نحو 5.2 بالمئة مع تأثرها بتداعيات سلبية في كل القطاعات الاقتصادية تقريبا بما فيها السياحة والتعدين والفوسفات والصيد. وزادت الحكومة التونسية الانفاق بنحو 746 مليون دولار مما زاد العجز في الميزانية بنحو 489 مليون دولار. وقال التقرير ان قيمة المنح الجديدة التي أعلنتها السعودية وبرنامج الاستثمارات العامة واسع النطاق تقدر بما يصل الى 30 مليار دولار وربما يعتبرها حكام المملكة طريقة لتفادي الاصلاح الحقيقي. لكن ارتفاع أسعار النفط والانتاج ساعد على تعزيز الناتج المحلي الاجمالي بأكثر من خمسة مليارات دولار وزاد الايرادات العامة بمقدار 60.9 مليار دولار. وفي البحرين ساعد النفط على تخفيف تداعيات أسابيع من الاحتجاجات اذ جاء التراجع في الناتج المحلي الاجمالي منخفضا نسبيا وبلغ نحو 2.77 بالمئة. وارتفع الانفاق العام بنحو 2.1 مليار دولار وهو ما يرجع جزئيا الى تحويلات نقدية بقيمة 2660 دولارا لكل عائلة. وقال التقرير ان أيا من هذه الخطوات لا يعالج الاسباب الاساسية للاحتجاجات. وأضاف أن الحل الافضل هو دعم دولي أوسع نطاقا من خلال مجموعة العشرين أو الامم المتحدة بهدف تطبيق اصلاح أوسع نطاقا. من بيتر ابس محرر المخاطر السياسية وصلة هذا المقال http://www.swissinfo.ch/ara/detail/content.html?cid=31354364


2011-10-13 20:48:22 رام الله – وكالة قدس نت للأنباء بين الفرحة والابتهاج والخوف والقلق استقبلت عائلة الأسير نزار التميمي من النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله خبر اتمام صفقة تبادل الأسرى. فلم تكن على علم أو يقين هذه العائلة بأنه سيتم الإفراج عن ابنها في هذه الصفقة في بداية الأمر، وما أن تحولت تلك الهواجس والمخاوف الى فرحة عارمة وخصوصا انه سيتم الإفراج عن زوجته أحلام التميمي التي عقد قرانه عليها من داخل سجنيهما. ويقول محمود شقيق الأسير نزار لمراسل « وكالة قدس نت للأنباء » في رام الله إن العائلة أصابها الابتهاج والفرح عندما عرفت وتأكدت بنبأ الإفراج عن نزار، وسرعان ما تناقل المواطنون إشاعة حول إبعاده الى الأردن، ولكن يقول محمود ان هذا الخوف تبدد، حيث تأكدنا انه سيفرج عنه وسيعيش في منزله في النبي صالح، ولكن زوجته أحلام ستبعد الى الأردن كونها تحمل الجنسية الأردنية. ويتابع حديثه : » كان نزار من الشباب المناضلين الذين لم يتوانوا عن الوقوف بوجه الاحتلال ومستوطنيه، فمن معاناة أهل قريته النبي صالح التي تعاني الى هذا اليوم من اعتداءات المستوطنين، خرج نزار أكثر من مرة ليرد لهم الصاع صاعين. » « وتعددت المرات التي لقن نزار فيها المستوطنين دروسا لن ينسوها حتى اليوم، وخصوصا عندما نفذ عملية قتل لأحدهم بالقرب من مستوطنة « بيت إيل » المقامة على أراضي رام الله منذ العام 1993. »يقول شقيق نزار. ويضيف: » نحن مثل كل عائلة تلقت هذا الخبر وهي تنتظر بفارغ الصبر الإفراج عن ابنها من الأسر والحرمان والفراق، والشعور بالفرح لاستقباله ورؤيته خارج الأسر. وكان الأسير نزار عقد قرانه على الأسيرة أحلام التميمي وهما محكومان بالسجن (مدى الحياة)، وشكلت قصتهما حدثا كبيرا أثار الدهشة لكل من سمعها. والمفارقة أن احلام ونزار ينتميان الى « حماس » و »فتح » المتنافستين. فقد كان نزار يعرف أحلام قبل اعتقالهما وتربطهما علاقة قرابة(أبناء عمومة)، واختار نزار الارتباط بأحلام على أمل الخلاص من الأسر في يوم من الأيام. لم يكن نزار وأحلام يتوقعان ان تكون لحظة الإفراج عنهما قريبة الى هذا الحد بالنسبة لأحكامهما العالية، لكن إرادتهما المتشبثة بالحياة جعلتهما يتخذان قرار الارتباط، وليس امامهما سوى الأمل . ويتحضر أهالي القرية وأقرباء نزار لاستقباله على أحر من الجمر في عرس وطني، يقول شقيقه محمد « إن شخصيات وطنية مختلفة ستشارك في هذا الاستقبال للأسير ». وفي هذه الزحام من المستقبلين لنزار يغيب شخص ترك أثرا كبيرا في حياة ونفسية نزار، ألا وهي والدته، فهي لن تستقبله واختارت ان تنتظره في الحياة الآخرة. الشهيدة باسمة التميمي هي والدة نزار، قضت اثر الاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال أثناء التوجه الى زيارته خلال خضوعه للتحقيق، وقد اعتدى عليها جنود الاحتلال، ما أدى لحدوث نزيف في الدماغ استشهدت عل أثره.. ويصف محمود  » أن الخبر نزل كالصاعقة على شقيقه نزار عندما علم باستشهاد والدته وهي ذاهبة لزيارته . » ويقبع الأسير نزار التميمي المحكوم بالسجن مدى الحياة في الأسر منذ تاريخ 9/11/1993. واعتقلت أحلام وهي في الثانية والعشرين من عمرها حين كانت طالبة في كلية الصحافة في جامعة بيرزيت بتهمة التخطيط لعملية تفجير في مطعم للبيتزا في القدس. وقال محمود التميمي إن العائلة تتهيأ لاستقبال نزار بفارغ الصبر وسيكون هذا اليوم عرسا وطنيا وخصوصا انه سيتم إحياء حفل زفاف نزار وأحلام بعد الإفراج عنهما، وسيكون أيضا حفل الزفاف مختلفا عن باقي الأفراح لأنه شكل حالة نادرة. فقصة ارتباط أحلام المحكومة بالمؤبد 16 مرة ونزار المحكوم مدى الحياة كان يسخر منها الإسرائيليون ويقولون « أنهما سيتعفنان داخل السجن ولن يخرجا. » مضيفا « وها هو يوم النصر، نصر إرادة الحياة على كل بطش وغطرسة السجان، ستبزغ شمس الحرية على نزار وأحلام، ويتحقق الحلم. » عن موقع دنيا الوطن


د. أحمد نوفل
1- لحظة تعدل الزمن. ما أجمل لحظة الحرية والتحرر! ما أجمل العودة إلى سعة الوطن بعد قضاء سنوات في قبضة الاحتلال! وما أجمل هذا التوقيت والتزامن البديع ما بين إضراب المساجين..الإضراب المفتوح، وإطلاق ألف أسير من مختلف المناطق ومختلف المحكوميات ومختلف التنظيمات، ومختلف سنوات العمر ما بين الأطفال والشيوخ الكبار. الأسرى ليست قضيتهم ثانوية، بل هي قضية لها الأولوية، ويضحّى لتحريرهم بالغالي والنفيس ليكون تحريرهم رمزاً لتحرر الوطن كله بتحرر كوكبة الأسرى المحررين، والمعنى الرمزي الثاني هذه الوحدة، التي جمعت أسرى الحرية، وإن فرّقتهم التنظيمات واختلاف القيادات، فهم يعيشون لحظة الحرية بشعور فرح عارم واحد. هذه اللحظة من الزمن كثّفت الزمن واختزلت الزمن وركّزته حتى لكأنّها هي الزمن كله.. إنّها بالفعل لا بالمبالغة، لحظة نباهي بها الزمن، بل هي لحظة تعدل الزمن.. هؤلاء المنسيّون، كما ظنّ المجرمون، يعودون إلى دائرة الضوء، وتعود قضيّتهم إلى الظهور والحضور لترى النور.. قضية أسرى الحرية، تعود إلى الواجهة من بعد طول غياب.. ما أجمل هذه اللحظات! ما أبرك هذه الساعات! ما أهنأ على قلب الأمهات مثل هذه اللقاءات، بعد أن كانت الحواجز والجدر تحول بين أحضان الأمهات والأبناء. الآن آن لكم وآن لكنّ أن تفرحوا باللقاء.. فيا رب لك الحمد.. كما يليق بعطائك ونعمائك وآلائك! 2- هذا هو الطريق. أيّها التائهون في دروب التسويات.. أيّها الضالون في دهاليز السياسات، أيّها السارحون السادرون في غيّ التنازلات، أيّها الباحثون عن السراب في صحراء المفاوضات وتيه المماحكات والمجادلات والمفاصلات. أما آن أن تعرفوا أنّ هذا هو الطريق لا المساومات ولا المفاوضات. لا يحرر أسرى الحرية كالقوة والاستناد إلى جدار البطولات، لا أوهام المؤتمرات في مختلف القارات. لا تدوروا ألف ميل. مرمى الحصا أو العصا منكم.. الحقيقة المجردة. أوضح من الشمس في رائعة النهار. هذا هو الانتصار.. بفضل الله. هذا هو قهر العدو. ومن؟ أعتى عتاتهم في هذه المرحلة، يقول بانكسار: هذا هو أفضل الممكن في ظلّ تبدّلات الأحوال في المنطقة. لقد « هدّ حيلهم » ذهاب سندهم حسني من سدة الحكم في أعظم بلاد العروبة. مضى زمن العملاء. أفلت شمس الأجراء. آن الأوان وجاء زمان الشرفاء. يا أسرانا الأعزاء هذا عيدكم بعد عيد الفطر وقبل عيد الأضحى، فبشراكم بعيد جديد، وبشرانا بكم، وبشرى لأمتكم بكم وهنيئاً لأمهاتكم وقد بردت النار التي في الصدور لها اضطرام وأوار، وهدأت « بلابل » الشوق، وسكنت مواجع المواجد والحنين إلى لقياكم. ونسأل الله الذي حرركم أن يكمل فرحتنا ببقيتكم. لقد بات الطريق معبّداً وواضحاً، هو بضعة شهداء يقتحمون الموت فيأسرون أحد مرتزقتهم ثم يثبتون في معركة مساومات أبناء الشيطان حتى ينجز الله لكم حرية آلاف آخرين من خيرتكم. كم أطلقت المفاوضات العبثية مع العدو المستكبر المتغطرس.. كم حررت من الأسرى والأسيرات. إنّ « شليطاً » واحداً قد أطلق حمولة عشرين باصاً من أبطالنا وثوارنا ممن كان العدو يتشدق بأنّهم لن يطلقوا لتلطّخ أيديهم بدماء الصهاينة. فسلمت اليد التي تحنّت بقتال محتلّ الأرض وتخضّبت بالمقاومة، واستنزفت من دماء العدو، وأسرت من مرتزقته ما مكّن المفاوض المستند إلى البطولة لا إلى الوهم، مكّنته من إطلاق هذا العدد من براثن العدو، من فم التنين، من بطن الحوت، من غياهب سجون الموت. ألا سلمت يد قاتلت، وعقول دبّرت، وإرادات عزمت، وهمم اقتحمت، وشهداء ارتقت، حتى تحررت هذه الكوكبة، فإلى مزيد، حتى يتحرر كل أسرانا. عبّدتم الطريق، وعرفتم كل شارد، ورسمتم المعالم، وجليتم خارطة المسير.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. 3- شاليطهم.. وآلافنا. إنّ ألف ألف مثل شاليط لا يعدلون شسع نعل واحد من المجاهدين الأسرى الذين لقّنوا الدنيا دروساً في التضحية بذواتهم وحرياتهم وراحاتهم وجمع شملهم مع أولادهم وبناتهم ليحرروا وطن المقدسات، بينما شاليطهم مرتزق فرنسي غريب الوجه واليد واللسان، حكمه في كل شرائع السماء والأرض أن يدان بلا غفران، وتطبّق عليه أحكام المرتزقة. لكن العالم الأحول في زمان تبدّل الأحوال، صار لا يرى إلاّ « شاليطهم »، ولا يرى آلاف أسرانا، علماً بأنّ هذا المرتزق كان يعامل معاملة تليق بأخلاقنا نحن لا بحقّه هو، وكان أسرانا يعاملون معاملة تليق بالسجّان وأخلاقه، ولا تليق بأسرانا الكرام الأحرار الرجال الكبار، أصحاب المبادىء والإيثار! وال » بي بي سي » في خبرها العاجل الذي أذيع لأول دقائق تسرّب الخبر تعنون خبرها: « الإفراج عن شاليط » لا الحديث عن صفقة تبادل أسرى. وهذا في صياغة الخبر له مغزاه، ومحور الاهتمام باد سافر لا يحتاج إلى توضيح، فالمهم هو شاليط والإفراج عنه. ولا يقولنّ أحد متحذلق: أواحدهم بألف منّا، وخسئوا أن يكونوا كذلك، ولكن أسرانا رمز عزة وكرامة ورمز عدوان غاشم وظلم. وأسيرهم الذي ظلّ الإعلام كله يسمّيه: « المختطف »، رمز لانكسار قوتهم ورمز لاقتدار شباب المقاومة، ورمز لعجز آلة التجسس الإسرائيلية العملاقة في التوصّل إلى مكانه، ورمز كذلك لكسر التشدد والرضوخ أخيراً لإرادة المقاومة.. فلا يفهمنّ أبداً أنّهم أعزّ منّا وأمنع وأعلى شأناً وأرفع، فمعاذ الله أن تكون الصفقة فيها ظلّ معنى من هذا! وإنّما الصفقة رضوخ الغطرسة لإرادة المقاومة في العدد ونوعية الأسرى. وأخطر كل ذلك إطلاق أسر ال48 ومعناه الرمزي أنّ المحتل من أرضنا معترف به من قبل عدونا أنّه محتل كباقي وطننا، وأنّ أسرانا وأسراهم شيء واحد! فهم كلهم أسرانا، هذا معنى مهم جداً. فإياكم ومن يشككون، ويتلاعبون بالحقائق. إنّ الصفقة نصر كبير. إي والله إنّه لكذلك! وأن يعترف طاغوتهم الأكبر وعنيدهم أنّه في ظل تبدّل أحوال المنطقة فإنّ هذا هو أفضل الموجود، وما ندري إن لم نكمل الصفقة، يقول، ما ندري هل نستطيع أن نكملها غداً أو لا نستطيع، فالحمد لله الذي جعل عدونا في هذه الضعة والزعزعة، وجعل شبابنا في هذه القوة والمنعة. 4- الربيع العربي يزهر من جديد. كاد المجرمون المتآمرون يحوّلون ربيع الثورات إلى شتاء بشلال الدماء وآلاف الضحايا وكثرة الأشلاء. والثمن الغالي في كل من اليمن وليبيا وسوريا الإباء! وأخيراً فتنة الأقباط في مصر الكنانة حرسها الله من كيد الأعداء. إنّ الأحداث الأخيرة في مصر جزء من تحويل الربيع إلى خريف، والالتفاف على الثورة في تونس هي كذلك.. في هذه الأجواء من التآمر، تطلع علينا صفقة الأسرى، كشمس خرجت من بين غيم ومن بعد غيم فأنارت، وانزاحت عن القلوب غمة، وعن النفوس انداحت غصة، وانزاحت ظلمات وانقشعت تراكمات، وعاد الربيع يتنفّس وعاد زهره إلى نضرته وحيويته من جديد. إنّ هذا النصر، وإن كان جزئياً، لكنّه في زمن الانهيارات والانكسارات والمؤامرات من الخارج والداخل يشكّل مراكمة مهمة على رصيد التحوّلات والتبدّلات. ويشاء الله ألاّ تغيب فلسطين في قضية إحياء الربيع العربي من جديد، وأن تظلّ حاضرة عتيدة مقاومة عنيدة صابرة رشيدة، محققة لشيء من انتصارات الأمة المجيدة والفريدة.. إنّ هذا الانتصار يعيد الربيع إلى الحضور بعد أن ظنّ أنّه الاحتضار، ويعيد الخضرة والنضرة بعد ذبول واصفرار! 5- أسرانا.. مرحى لكم. يا أيّها الأسرى هنيئاً لكم حريتكم، متّعكم الله بها، وحفظها لكم وعليكم، ومتّعكم الله بالصحة التي حاول العدو أن يسلبها منكم. أيّها الأسرى هنيئاً لأسركم بكم، هنيئاً لأطفالكم الذين غدوا شباباً كباراً، هنيئاً بعودتكم ولو متأخرين بعض الوقت. لا يأس أيّها الأحباب.. إنّ أمّتكم لا تنساكم ولا تنسى تضحياتكم. إنّ العدو الذي حكم بعضكم بعدة مؤبدات، هو يعلم أنّه لا بقاء لدولته بعد سنوات. فيا من تأخّرت حريتكم لصفقة قادمة ويا من لم تطلع شمس الحرية في سمائهم لغيمة مؤقتة، يوشك أن يحتجز شاليط جديد، يطلق به منكم ألف أسير من جديد. فلا تيأسوا من روح الله، وليكن الاستبشار بالقهار أنّه ممدكم بالانتصار وفكاك الآسار ومفارقة الأسوار، ومعيدكم إلى الأحباب ومن فارقتموهم، سنوات كأنّها الأدهار.. أيّها الأسرى الأحباب، طلعت شمس حريتكم، وشمس دولة البغي في غروب وأفول.. وختاماً نقول: هنيئاً للأمة كلّها بكم وبنصركم وبحريتكم. ولعل هذا المؤشر يبشّر بالحرية الكبرى للوطن الكبير. وسلام على الأحرار.. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 14 أكتوبر2011)


عبد الباري عطوان 2011-10-14 صحيفة ‘الاندبندنت’ البريطانية لخصت الوضع الراهن في ‘ليبيا الجديدة’ بنشر رسم كاريكاتيري في عددها الصادر الجمعة يتضمن ثلاث صور للعقيد الليبي معمر القذافي وهو ينهال ضربا وركلا لشخص مكبل اليدين، ويصرخ به مطالبا اياه بالاعتراف عن مكان ‘المجرم القاتل محترف التعذيب وانتهاك حقوق الانسان ابن الحرام المدعو معمر القذافي’. اللافت في الشخصيات الثلاث للعقيد القذافي في الرسم المذكور، ان احداها بملابس الجنرال الذي يلف ذراعه بعلم ‘ليبيا الجديدة’، والثانية بملابس الميليشيا ويلف وسطه بالعلم نفسه،اما الثالثة فصاحبها يرتدي ملابس مدنية. وقال العنوان الرئيسي للكاريكاتير ‘قابل الرئيس الجديد لليبيا’. لا نعتقد ان رسام الكاريكاتير هذا كان من رجال القذافي، ونجزم بان الصحيفة لم تتلق فلساً واحداً من نظامه، كما ان انصار النظام الليبي الجديد لم يعثروا في ملفات واوراق المخابرات الليبية بعد اقتحام مدينة طرابلس على وثائق تدين رئيس تحريرها بتلقي ‘اكرامية’ شهرية من حاكم ليبيا وديكتاتورها السابق، وهي التهم التي تفنن حكام ليبيا الجدد في اطلاقها على كل من اختلف معهم في الرأي حول بعض الممارسات والتدخلات الاجنبية، ولم يختلف معهم على دموية النظام السابق وديكتاتوريته. الثورة انطلقت في ليبيا، وحظيت بدعم عربي وعالمي لانها هدفت الى التخلص من نظام دموي، مارس القمع والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان الليبي، وحوّل البلاد الى مزرعة له ولأبنائه والبطانة الصغيرة المحيطة به، ولكن عندما يمارس الحكام الجدد الممارسات نفسها، وربما بطرق ابشع، فإن من حقنا ان نرفع اصواتنا معارضين ومعترضين، نحن الذين عارضنا نظام القذافي عندما كان معظم من انقلبوا عليه، وانحازوا الى صفوف الثوار، وتولوا المناصب القيادية، يخدمونه ويبجلونه، ويحملون المباخر له، ويهتفون خلفه، بل ويبررون قمعه وارهابه. المنظمات العالمية الغربية المهتمة بحقوق الانسان، مثل منظمة العفو الدولية (بريطانية)، وهيومان رايتس ووتش (امريكية)، نشرت تقارير ‘موثقة’ حول انتهاك قوات تابعة للحكم الليبي الجديد لحقوق الانسان ضد انصار النظام السابق، بما في ذلك قتلهم بعد تعذيبهم، واظهرت صوراً لهؤلاء وقد قتلوا برصاصة في الرأس وهم مقيدو اليدين خلف ظهورهم. ففي تقرير اصدرته منظمة العفو الدولية في الاول من تشرين الاول/ اكتوبر الجاري جرى توثيق اعتقالات تعسفية لأفراد وأسر واطفال، شملت المئات من الاشخاص، سواء من منازلهم او عند نقاط التفتيش او من الشوارع، وتعرضوا للضرب واللكم والاهانات وهم معصوبو الاعين ومقيدو الايدي، وكذلك اطلاق النار على سيقانهم. وافاد الكثيرون ان اموالهم قد سرقت، وممتلكاتهم قد دمرت. وتعرض افارقة وليبيون سود للاعتقال التعسفي بسبب لون بشرتهم، ومثل هؤلاء نصف المعتقلين، وكذلك للضرب بالعصي واعقاب البنادق. واعترف الحراس بذلك، وارفقت المنظمة صورا توضح آثار التعذيب. اما منظمة هيومان رايتس ووتش فقد تحدثت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بسبب غارات طائرات حلف الناتو، معظمهم من المدنيين. ‘ ‘ ‘ المراسلون الاجانب الذين يغطون الهجوم على مدينتي سرت وبني وليد آخر معاقل الزعيم الليبي المخلوع، يؤكدون ان المدينتين قد دمرتا بالكامل بعد حصارهما وقطع امدادات الماء والكهرباء عنهما لعدة اسابيع. وتحدثت تقارير منظمة الصليب الاحمر الدولي عن اوضاع كارثية داخل المستشفيات في المدينتين، حيث الجرحى يموتون لعدم وجود ابسط انواع الادوية والعناية الطبية اللازمة بفعل الحصار. لا نتردد لحظة في ادانة النظام السابق ودمويته وممارسته كل انواع القمع والتعذيب ضد خصومه، بل وحتى المقابر الجماعية، ولكن من المفترض ان تكون ممارسة معارضيه الذين اطاحوا بحكمه النقيض عن ذلك تماماً، من حيث الابتعاد عن النزعات الثأرية والروح الانتقامية، والتحلي بأخلاق الاسلام في اكرام الاسرى، والاحتكام الى احكام القانون والعدالة. تدمير المنازل ونهب محتوياتها، وترويع المدنيين الفارين من المدينتين، والحاق كل انواع الاهانة بهم، لانهم ينتمون الى قبيلة العقيد القذافي او قبائل متحالفة معه، او حكمت عليهم الاقدار والظروف بالعيش في المدينتين المحاصرتين، هذه الامور مدانة بأشد الكلمات واقواها، ولا تبشر بالخير لليبيا الجديدة، التي يتطلع اليها الليبيون والعالم بأسره، ليبيا النموذج في العدالة وحقوق الانسان والتحول الديمقراطي والقضاء المستقل والشفافية المطلقة. لن نقع في خطيئة التعميم، ونضع كل الثوار في سلة واحدة، فهناك اناس بينهم يرفضون كل هذه الممارسات، ويدينونها مثلنا، ويرون فيها تشويهاً لصورة نظام المستقبل، ولكن هؤلاء ربما يكونون الاستثناء، ولم نسمع اصواتهم المعارضة، وان سمعناها فهي فخافتة، ضعيفة، خوفاً من الاغلبية ذات النزعات الثأرية المتعطشة للانتقام. نشعر بالأسى والحزن عندما يتهم البعض من حكام ليبيا الجدد الاشقاء الموريتانيين والسودانيين الذين يقاتلون الى جانب انصار العقيد في سرت وبني وليد بالمرتزقة، وهي تهمة تتعارض مع كل القيم والاخلاق العربية، لانها تنزع صفة الانسانية عن هؤلاء لانهم اختاروا الخندق الخطأ في نظر بعض الثوار،عندما قاتلوا عن قناعة او عن ضلال، الى جانب زعيم عربي، وليس الى جانب قوات الناتو. العرب الذين يقاتلون في سرت لا يفعلون ذلك من اجل كعكة نفطية مغرية، ولا من اجل عقود اعمار، ولا حتى من اجل حفنة من الفضة، لانهم يعلمون جيداً انهم سيواجهون الموت، وان معركتهم خاسرة لا محالة، فهم يقاتلون تحت راية نظام انهزم وانهار، ويواجهون ثواراً مدعومين من اقوى حلف في تاريخ البشرية. ‘ ‘ ‘ لا نفهم لماذا يصمت العالم على الغارات التي تشنها طائرات حلف الناتو على مدينتي سرت وبني وليد، فتدخل الناتو وطائراته جاء تحت شعار اقامة مناطق حظر جوي لحماية المدنيين من طائرات النظام السابق التي تريد تمزيقهم، ولا بد ان قادة هذا الحلف، السياسيين منهم قبل العسكريين، يعلمون جيداً ان نظام القذافي انهار وعاصمته سقطت في يد الثوار، وان الذين يقاتلون في سرت وبني وليد لا يملكون الطائرات ولا الدبابات، وانما مجموعة من القناصة اليائسين الذين يخوضون معركة كرامة شخصية لا اكثر ولا اقل، فلماذا تقصف الطائرات هؤلاء بشكل متواصل ولأكثر من اربعة اسابيع، ومن هم ضحايا هذا القصف اليسوا ليبيين وعرباً ومسلمين ايضاً، واذا كان الثوار استنجدوا بحلف الناتو لحمايتهم وارواحهم من المجزرة، فبمن يستنجد هؤلاء، ومن يستجيب لصرخات استغاثتهم؟ ثم لماذا لا يتم التعامل مع هؤلاء بطرق انسانية مثل الحصار والمفاوضات لحثهم على الاستسلام، او حتى ترك مهمة استعادة المدينتين لليبيين انفسهم بعد ان اصبح ميزان القوى على الارض لصالح الثوار وبفارق كبير، ولا يقارن مع المدافعين عن المدينتين؟. قد يجادل البعض محقاً، بانه قد جرت مفاوضات، واعطاء مهلة للمدنيين للخروج، وللمقاتلين لتسليم انفسهم، ولكن هذه المفاوضات فشلت، ولكن المهلة كانت اياماً معدودة، والصحف الغربية تحدثت عن املاءات وليس مفاوضات، وتعاطٍ بغرور وعجرفة من قبل المفاوضين التابعين للنظام الليبي الجديد. الربيع العربي كله لن يكون له اي قيمة اذا لم تتحول الدول العربية الى حكم القانون. فالثورات العربية قامت اساساً من اجل استعادة الانسان العربي لكرامته وسلامته وحقوقه الانسانية المشروعة، من خلال ازالة الانظمة الديكتاتورية، اي ان القاعدة هي حقوق الانسان والحريات التي صادرتها الديكتاتوريات، وليس اطاحة الديكتاتوريات واستمرار الانظمة الجديدة في تبني النهج نفسه. ليبيا الجديدة يجب ان تقوم على اسس صلبة من التسامح والعدالة والاحترام الكامل لحقوق الانسان، فهذه هي ابرز ضرورات المصالحة الوطنية التي يمكن ان تقود البلاد الى بر الامان، والتغيير الديمقراطي المأمول. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 14 أكتوبر 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.