الجمعة، 27 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2530 du 27.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات بـتونس: تجريم الرأي باسم مكافحة الإرهاب الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــيـــــان نورالدين الخميري: وضعيّة السّجين السّياسي فرج الجامي في خطر رويترز : تونس تنفي إعادة صياغة اتهامات ضد أحد الإسلاميين النهضة انفو: كسر محاولات لاختراق موقع النهضة انفو: ماذا لو قاموا بأشياء أهـمّ للـوطـن؟ د. عاشق بوعوني: الى وزير التعليم العالي جدا أبو أنيس: مرة أخرى إلى أخي و حبيبي الهاشمي: بطل الأمتار الأخيرة فتحي بيداني: المصالحة حل شامل وليست حلا جزئيا صـابـر التونسي: المصالحة و »المأزق » الوطني – الجزء الثاني ام اسامة: هون عليك يامن تهجمت على الأسماء المستعارة – فانا امراة  تحب الصلح « الوحدة: الاتحاد العام لطلبة تونس:مسائل خلافية مطروحة.. وتطلعات لانجاز مؤتمر توحيدي خلال الصائفة القادمة.. « الوحدة: قبل شهرين من الانتخابات:حسابات وقراءات مسبقة لحظوظ 10 مترشحين، وتساؤلات بشأن مضامين برامجهم ورؤاهم الانتخابية شوقي بن سالم: ملاحظات عاديّة جدّا… كارم الشريف: الروائي التونسي كمال الرياحي يفوز بأهم جائزة تونسية للرواية سويس إنفو : ليبيان يكسبان طعنا في حكم يقضي بترحيلهما من بريطانيا سويس إنفو : مشرعون أمريكيون يحثون بوش على مساندة خطة سلام مغربية  زهير الخويلدي: دفاعا عن عزمي بشارة من أجل حق العودة للجميع سمير صبح: وجهة نظر اقتصادية: إنعكاسات الإرهاب على الاقتصادات المغاربية د. عبدالوهاب الأفندي: ما بين الانتخابات المجازية والانتخابات الحقيقية  القدس العربي: الوقف السني العراقي يقود مشروعا طموحا لزواج السترة بالتعاون مع أخوان الأردن  القدس العربي:جيل من الشابات المسلمات ينقلن الاناقة الإسلامية الي شوارع المدن الاوروبية  إسلام أونلاين.نت : جائزة « لوثرية » لمسلمة خلعت الحجاب بألمانيا


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


المجلس الوطني للحريات بـتونس

 

تونس في 27 أفريل 2007

تجريم الرأي باسم مكافحة الإرهاب

 

قضت الدائرة الجنائية الرابعة بمحكمة تونس الابتدائية يوم 25 أفريل 2007 برئاسة القاضية نجوى بوليلة بإدانة 12 متهما « بجرائم إرهابية » وسجنهم لفترات تتراوح بين 6 أشهر وأربعة أعوام.

 

فقد حكمت بـ4 أعوام سجنا على وليد العربي وصلاح العلوشي وأنور الهويشي وخالد بادي وعامين سجنا على كل من حمدي البجاوي ونبيل العبيدي وبشير المهناوي ويحي الحكيري وأنيس الغانمي وبسام الجلجلي ومحمد الذوادي و6 أشهر سجنا على بلال اليفرني، مع إخضاعهم جميعا لعقوبة تكميلية بـ5 سنوات مراقبة إدارية.

 

وقد أشار المحامون النائبون إلى خلوّ الملفّ من أيّ عنصر مادي يمكن أن ينهض دليل إدانة بل أكّدوا منهج التلفيق الذي سلكه قرار دائرة الاتهام عدد 72265/10 المؤرخ في 30/5/2005 والذي خلا من أيّ تعليل قانوني وورد بصيغة لائحة إدانة سياسيّة، إذ جاء بالقرار المذكور في الجزء الخاص بتعليل إحالة المتهمين أنّ العلاقة التي قامت بينهم « هي علاقة قوامها الحديث حول مسائل دينية وعقائدية ثم تطوّرت إلى مسائل قتالية وجهادية ». كما ورد به أنّ المتهمين « كانوا على علاقة بغيرهم من الأنفار الذين سبق تتبعهم في قضايا تحقيقية أخرى لانخراطهم في مشروع إجراميّ ».

 

وقد تساءل الدفاع إن كانت علاقة قوامها « الحديث » في غياب العمل الإجرامي والتنظيم الإرهابي وإن كان وجود علاقة بمن هم محلّ تتبّع في قضايا تحقيقيّة أخرى، يقوم دليل إدانة. والحال أنّه لم يصدر ضدّهم حكم باتّ؟

وقد أكّد لسان الدفاع أمام هيئة المحكمة بطلان إجراءات الإيقاف والتتبع بعد ثبوت تزوير تواريخ المحاضر إضافة إلى شهادات المتهمين بتعرّضهم للتعذيب من طرف أعوان البوليس السياسي الذين تولّوا استنطاقهم.

وبرغم انتفاء موجبات الإدانة فقد أصدرت الدائرة المذكورة حكمها الذي قضى بإدانة جميع المتهمين وسجنهم مع إخضاع الجميع إلى عقوبة المراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات، وهو ما يعني وضعهم بعد قضاء العقوبة تحت إشراف البوليس السياسي الذي يفرض عليهم الحضور بمراكز الأمن يوميّا للإمضاء بدفاتر خاصّة دون تحديد عدد المرات التي يجب الحضور فيها بما يحول دون عودتهم إلى الحياة العادية ومزاولة أي شغل.

والمجلس الوطني للحريات:

       يعتبر أنّ إدانة هؤلاء الشبّان قد قامت على تجريم حرية التعبير واعتناق الآراء بما يعدّ خرقا للمادة 19 للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسية الذي صادقت عليه الحكومة التونسية وينصّ على أنّ  » لكل إنسان الحق في اعتناق الآراء دون مضايقة… ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود ».

       يعتبر احتجاز المحكوم عليهم اعتقالا تعسفيا لبطلان محاكمتهم ولثبوت خلوّ ملفّ القضيّة من أدلّة الإدانة.

       يطالب السلطات بإطلاق سراح الشبّان المدانين ووقف التتبعات ضدّهم.

 

عن المجلس

الناطقة الرسمية

سهام بن سدرين


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 27/04/2007 بــيـــــان
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السجين السياسي السيد فرج بن الطاهر الجامي ما زال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام الذي شنه منذ 11 أفريل 2007 للمطالبة بإطلاق سراحه و لتمكينه أيضا من العلاج خصوصا و أنه مصاب بعديد الأمراض نذكر منها التهاب السحايا و الشقيقة و الروماتيزم و الأمعاء و هو يعاني الآن من التهاب شديد باللثة مما جعله لا يقدر على الأكل .و قد أخبرتنا عائلته أنه فقد كثيرا من وزنه نتيجة لعدم الأكل من جراء المرض ثم لإضراب الجوع الذي بدأه في الحادي عشر من هذا الشهر.

علما بأن السجين السياسي السيد فرج بن الطاهر الجامي المعتقل حاليا بسجن المرناقية قد قضى بمختلف السجون التونسية ما يزيد عن ستة عشر عاما تنفيذا لعدة أحكام صادرة ضده وصل مجموعها إلى ثمانية  و ثلاثين عاما و هو ضحية من ضحايا الأحكام المكررة إذ حكم عليه أكثر من مرة من أجل نفس التهم. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب بإطلاق سراح السجين السياسي السيد فرج الجامي حتى تقع معالجته و متابعة حالته الصحية و تقديم العناية اللازمة له.  رئيس الجمعية                                                                                الأستاذ محمد النوري


وضعيّة السّجين السّياسي فرج الجامي في خطر

كنّا قد نشرنا يوم الجمعة 2007.04.13 خبرا يتعلّق بإضراب السّجين السيّاسي السيّد فرج الجامي عن الطعام احتجاجا على مماطلة إدارة السّجن بالمرناقيّة لمعالجته لما ألمّ به من أمراض داخل السّجون التّونسيّة حيث يشكو منذ مدّة  بالإضافة إلى مرض القلب من آلام حادّة في الرّجلين وأخرى بأسنانه ممّا  يستوجب إجراء عمليّة جراحيّة له

وقد وافتنا مصادرنا الموثوقة بتونس أنّ  السيّد فرج الجامي مازال يواصل إضرابه عن الطّعام لحدّ هذه السّاعة  وأنّ حياته  في خطر، وقد  لاحظت عائلته في آخر زيارة له يوم 07.04.19 عدم قدرته على الكلام الأمر الذي دفعها لمراسلة  إدارة السّجون العامّة بتونس  لإحاطتها بالموضوع  بتاريخ 2007.04.20  وقد سجّلت شكوى في الغرض تحت عدد 022641 وضمّنت تحت عدد 0954

كما وافتنا مصادرنا  بأنّ عائلة السيّد فرج الجامي  اتصلت بعدّة منظّمات إنسانيّة في تونس بما فيها منظّمة الصليب الأحمر والجمعيّة الدّوليّة لمساندة المساجين السيّاسيين   كما قامت بمراسلة كلّ من   وزير العدل عبر رسالة مضمونة الوصول تحت عدد 384 ورئيس الجمهوريّة تحت عدد 383  لإشعارهما بخطورة وضعيّة ابنهما ، علما وأنّ الإدارة العامّة للسّجون بتونس كانت قد تعهّدت في السّابق بمعالجة السّجين لكنّها تراجعت أخيرا على إثر الإتّصال الذي قامت به والدة السّجين السيّدة حسينيّة عاشور لإدارة السّجون التّونسيّة يوم 07.04.26 بغرض الإتصال بمديرها وإشعاره بالوضعيّة الحرجة للسّجين ومطالبته بالسّماح لهم بمعالجته على كاهلهم إن عجزت الإدارة على  ذلك  فكان ردّ المدير عبر رسالة شفويّة نقلتها  الموظّفة بقاعة الإستقبال للعائلة  يحمل  تهديدا للعائلة وللسّجين إن لم يوقف الإضراب فورا

ونحن إذ نتابع بقلق شديد تدهور وضعيّة السّجين السيّاسي السيّد فرج الجامي  فإنّنا نحمّل السّلطة التّونسيّة  المسؤوليّة الكاملة لأيّ انعكاس صحّي على حياة السّجين 

نورالدين الخميري ـ ألمانيا 2007.04.27


تونس تنفي إعادة صياغة اتهامات ضد أحد الإسلاميين

تونس (رويترز) – رفضت تونس يوم الخميس نداءا للافراج عن احد الاسلاميين المعتقلين ونفت مزاعم من جماعة دولية لحقوق الانسان بانها سجنته اكثر من مرة عن نفس التهمة. وحثت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة الحكومة في رسالة مفتوحة يوم الاربعاء على اطلاق سراح المدرس دانيال زروق (51 عاما) الذي قالت انه قضى اكثر من 15 عاما في السجن بعد ادانته اربع مرات بالانتماء الى حركة اسلامية. وقال مصدر قضائي لرويترز « لم يحاكم المشتبه به عن نفس الاتهامات ولكن عن أعمال جنائية جديدة. تكرار نفس الجريمة..يعتبر تهمة جنائية جديدة يعاقب عليها القانون. » وقال المصدر ان زروق اودع السجن فيما يتصل بخمس قضايا مختلقة تتعلق بعضوية تنظيم ارهابي وعصابة تلحق الضرر بالاشخاص والممتلكات. وزروق عضو بحركة النهضة الاسلامية التي لا تعترف بها الحكومة. وقال المصدر ان تونس تعمل وفقا للاجراءات الدولية لمنع مقاضاة اي شخص عن نفس الجريمة اكثر من مرة وهو ما يتناقض مع مزاعم هيومان رايتس ووتش التي تقول ان زروق « ادين..عدة مرات عن نفس الاتهامات بالتحديد. » وقالت الجماعة الحقوقية انها تشعر بالقلق من تقارير تفيد بان زروق ليس الحالة الفريدة بين سجناء ينتمون لحركة النهضة ومحكوم عليهم بفترات سجن طويلة. واضافت انها تعلم بان من المقرر الافراج عنه في عام 2009. وقالت الجماعة الحقوقية ان زروق ينفي على الدوام ضلوعه في اي اعمال عنف او التخطيط لها لكنه يعترف بانه ناشط في حركة النهضة. وتونس هي أكثر دول شمال افريقيا استقرارا ورخاء لكن جماعات حقوق الانسان دعت مرارا السلطات الى السماح بمزيد من حرية التعبير وبأن تكون اكثر تسامحا مع المعارضين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 26 أفريل 2007)  


كسر محاولات لاختراق موقع النهضة انفو

ماذا لو قاموا بأشياء أهـمّ للـوطـن؟

أعلمتنا الجهة الساهرة على الإدارة الفنية والتقنية لموقعنا النهضة انفو بأنها قد لاحظت في الأيام الفارطة تعرض الموقع و بشكل دوري و منذ انطلاقته الحديثة إلي محاولات متعددة بهدف الإختراق والتجسس و التدمير . كما مدتنا بجملة من المعطيات الفنية ثبت بعد التدقيق فيها وتعقبها أن  » جهة معروفة  » حاولت من مدة وخصوصا بالأمس الإربعاء 25 افريل 2007 و بأساليب مشبوهة و غير قانونية إختراق و (هاكر) أو بالأحرى ( كراكن) خادم الموقع المستضيف للنهضة أنفو كما مدتنا الجهة الفنية المشرفة علي موقعنا بتقرير مفصل و دقيق عن جميع الأوامر و الإستعلامات الفنية التي قامت بها هذه الجهة . و من الملفت للإنتباه ان الأسلوب التقني الذي إعتمدته هذه الجهة يعد متقدما ويتطلب إمكانيات لا تتوفر للأفراد إذ أنها كانت تقوم وعلي إمتداد اكثر من ساعة واحدة بإرسال قرابة العشرون إستعلاما و أمرا في الثانية الواحدة إلي الخادم المستضيف لموقعنا وهذا يعني انها كانت تستعمل برامج وأجهزة آلية متطورة للإختراق بهدف التدمير و الهكر و قد وقع إحصاء من9200 محاولة في أقل من 75 دقيقة . وقد مدتنا الإدارة الفنية بالرقم الإلكتروني المميز لهذه الجهة والرقم هو التالي :
193.95.60.25 IP
وعند البحث والتثبت اتضح لنا أن مصدر هذا الرقم IP هو من موزع الأرقام التابع لللشركة التونسية للأنترنات Agence Tunisienne Internet مع العلم ان موقعنا محجوب علي العموم بتونس فمن يا تري يستطيع أن يفعل هذا ؟. ونحن مع تنديدنا واستهجاننا إلى هذه الأساليب والتي لا تحتاج إلى كبير عناء لمعرفة أصحابها نؤكد عزمنا الكامل على مواصلة رسالتنا مع وضمن عدد كبير من المواقع التونسية الجادة لكشف الحقائق والدفاع عن شعبنا ووطننا بسلاح الكلمة الصادقة والحقيقة الموثقة وليكن في علم هذه الجهة إن تعطيل موقع ما يوما أو يومين لن يزيد في عمر مستبد يوما ولن يخفي حقيقة ليومين . إدارة موقع النهضة انفو (المصدر: موقع نهضة.إنفو بتاريخ 26 أفريل 2007)
 

الى وزير التعليم العالي جدا

 

يكتبها: الدكتور عاشق بوعوني             سيدنا وزير التعليم العالي نرجو من سيادتكم أن تتكرموا علينا فتقبلوا تهانينا القلبية وتحياتنا الزكية بمناسبة تجديد الثقة في شخصكم الموووو…فدى بعد إعادة إدماج وزارة البحث العلمي والتكنولوجيا في الوزارة التي أصبحت الدرة البهية في حكومتنا السنية. وها إنكم صرتم ذا الوزارتين وتحولتم بين عشية وضحاها رغم حسد الحاسدين والصائدين في المياه الوردية  » سيدنا وزير التعليم العالي والبحث العلمي » نفعنا الله والمؤمنين بعبقريته الفياضة وبركاته الدفاقة وأفكاره الخلاّقة و آرائه النفاثة في العقد.

       ولا يفوت معاليكم ،يا أعظم من تولّى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،أنكم اليوم صرتم على مقاس الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي شريككم الذي لا يمر أسبوع إلا واستقبلتموه للتشاور والتباحث في كل كبيرة وصغيرة حتى أصبح الأخ العوّادي وقبله الأخ بن قدّور يتذمران من كثرة الاجتماعات مع معالي الوزير العزيز التي لا تترك لهم الوقت لإعداد دروسهما وأبحاثهما.

      وقد دارت الألسن من شمال البلاد إلى جنوبها منذ صدور الخبر السعيد دورات فلكية لتلهج بذكركم وتعدد مآثركم الخالدة ومناشيركم الرائدة وإنجازاتكم الرائعة.ونستسمحكم يا ابانا الذي نموت… نموت في حبّه أن اذكّر الغافلين من الشرذمة الضالة المريضة النفس ببعض ما منت به أياديكم الحمراء والبيضاء كلون العلم على الباحثين والمعلمين في الجامعات التونسية بفضل عنايتكم الموصولة بالقطاع.

      فأنتم يا زينة الوزراء من فض جميع مشاكل الجامعيين التونسيين بأسلوب سلس يدل على شخصية فذة وقبضة حديدية …على الملفات الشائكة.فبابكم مفتوح للجامعيين ولكل من هب ودب صباح مساء وخاصة يوم الأحد ولا نقابي واحد يشكو من سد أبواب الحوار حول المطالب المادية والمعنوية للقطاع بعد أن مكنتم الجميع من منح خصوصية عجيبة وحاسوب شخصي وفرضتم عليهم أن يشاركوا مرتين في السنة على أقل تقدير في المظاهرات العلمية بالخارج وتدخلتم شخصيا بثقلكم ليقتنوا سيارات ومنازل تقيهم حر الصيف وقر الشتاء.لذلك هم الآن يا وزيرنا الحنون يسبّحون باسمكم إلى درجة إثارة الغيرة لدى بقية الوزراء الذين لم يعودوا يكلمونكم في المجالس.

       وأنتم ،نعم أنتم يا ولي نعمتنا وحامي حمى الجامعة،من ابتكر نظام « أمد » من عدم فهدمتم البرامج التي أكلها السوس وبنيتم برامج أرقى مما نجده في كمبريدج وأكسفورد السيئتي الذكر ودمرتم الحواجز بين الجامعة والمحيط الاقتصادي فأصبح طلبتنا كلما أتموا درسا أو رصيدا في نظام أمد وجدوا المشغلين في انتظارهم على أبواب المعاهد والكليات والمدارس يترجونهم أن يلتحقوا بهم في المصانع والشركات التي يديرونها ولكن الطلبة يرفضون لأنهم يريدون أن يواصلوا دراسة الماجستير والدكتورا.

      وأنتم ،يا رقيق القلب وطويل العمر، من جعل جامعاتنا تعيش أجواء احتفالية يوميا وأيام الجامعيين أعيادا يقبل فيها الأساتذة بعضهم البعض كلما التقوا في الممرات والإدارات والقاعات ويعرفون انكم وضعتم الرقباء لينقلوا إليكم مباشرة ما يدور في المؤسسات الجامعية من أجواء أخوية رائعة والكل يعمل في أجواء عائلية يسودها الوئام والتحابب والتآخي والتؤالف والتعاون بما أن كلمة الأساتذة مسموعة مهابة من طرف المديرين والعمداء  وهؤلاء بدورهم يعبرون بكل حرية وشفافية ومسؤولية عن طموحات القواعد الأستاذية وتشوّقها لرؤية طلعتكم البهية حتى تقدم لكم آيات الولاء والتأييد وهذا ما يذكرونه يوميا لرؤساء الجامعات الذين لا يتركون فرصة تمر في مجالس الجامعات حتى يجددوا لشخصكم المفدى البيعة متفانين في خدمة مشروعكم العبقري الوحيد الذي سيحقق النهضة للأمة العربية بعد قرون من التخلف والركود.

          هذا يا سيدنا ومولانا غيض من فيض شخصيتكم المتواضعة الدافئة الحنون وطبعكم الهادئ الرصين فأنتم يا بحاثة الباحثين ومنارة التائهين مثال في حسن التدبير والتسيير جعلنا نعيش أفضل عهود التعليم العالي التي كان السابقون واللاحقون يحلمون بها. فهنيئا لكم بالوزارة التي صرتم بها ذا الوزارتين وتمنياتنا من المولى العلي القدير ألاّ يكون مصير البحث العلمي والتكنولوجيا في عهدكم كمصير الاطرش في الزفة وتاكيدا منا على كل خصالكم هذه سنحدث زملائنا قريبا جدا عن غزوتكم الاخيرة في قفصة بعد برج زوارة لأنكم ما فتئتم تتحفوننا وتبهروننا وتحيروننا  الله لا يحيركم …فانتظروني .

 

بسم الله الرحمان الرحي

 والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

1-   المصالحة حل شامل وليست حلا جزئيا

2 –  توفير شروط المصالحة

 

ذكر الدكتور الهاشمي في دعوته للمصالحة عنصرين كمقدمات لتحقيقها او كحسن نية من طرف النهضة قيادة وقاعدة تجاه السلطة.

1- العنصر الأول هو الكلمة الطية  : وتحتوي بدورها حسب قولك   » ان نقول للسلطة اخطانا في حقكم وفي حق انفسنا وحددت المدة ب6 اشهر الى سنتين.

2-    اصدار بيان علانية للناس يحتوي على عريضة اسمية .

المناقشة :

اولا : ان الكلمة الطيبة هي خلق اسلامي بالدرجة الأولى والتذكير بها شيء مطلوب , لكن لا يعني ان الكلمة تفيد السكوت على ما يحصل لإخواننا القابعين داخل السجون , ومحاصرة المسرحين في ارزاقهم,  وتطبيق المنشور 108 من حين لآخر والى غير ذلك من اشكال الضغط والتضييق .

كما انها لا تعني عدم المطالبة بحقنا في المشاركة السياسية والإجتماعية , فالكلمة الطيبة ان تكون موزونة وغير متشنجة ولا تنزل الى مستوى الشتم والسب , و ان نصف ا لواقع كما هو دون زيادة او نقصان فهذا ايضا من الكلم الطيب , لكن ان يتحول الكلم الطيب الى  تقبيح الحسن وتحسين القبيح  / على قول اهل الكلام في افعال العباد / فهذا ليس هو الغرض من الكلم الطيب .

ثم ذكرت ان تكون هناك دعوة للتحالف بين الإسلاميين وحزب التجمع الحاكم , رايي الرهان على حزب التجمع يجب ان نفهم اولا : ان التجمع ليس حزبا كالأحزاب التي يكون فيها للقاعدة دور فاعل تسطيع ان تلزم مؤسسة القيادة بقرارات وتوصيات معينة .ان احزاب السلطة في الدول العربية ليست هذه صورتها بل الحاكم او الرئيس او الأمير هو وحده يملك حق التقرير والحزب ينفذ ما يراه الحاكم وليس العكس , بل كلما جاء رئيس جديد الا واسس حزبا جديدا .

ثم لعلمك يادكتور الهاشمي وانت اعلم مني بذلك ماهو الحزب الحاكم في تونس ؟  ,هو بعض الدساترة القدامى وبعض الشيوعيين المتسللن اليه وبعض اصحاب المصالح الشخصية والى غير ذلك من هذه الأصناف حيث ليس لهم من خلفية فكرية تجمعهم  بل مصالحهم هي التي تجمع بينهم , اذا فدعوتك للتصالح مع الحزب الحاكم غير مبنية على قراء ة  تفصيلية وواضحة .

ثانيا : اصدار بيان للناس يحتوي على عريضة اسمية : يادكتور الهاشمي المصالحة يجب ان تكون للجميع اي التيار الإسلامي  » النهضوي  » لأن دعوتك للمصالحة بهذه الطريقة  وعلى هذا النحو  ستكون نهايتها قبل بدايتها الفشل الذريع أي تموت قبل ان تولد , كما حدث ذلك لقبلها من المبادرات .

والفت انتباهك يادكتور الهاشمي ان تيار النهضة الان وسابقا تجمعه رؤية فكرية تتسع لكل راي مخالف وهذا هو سر قوتها والذي منعها من الإنقسام والأمر بيد الله تعالى , واكبر دليل على ذلك تجد مجموعة كبيرة من القيادة لها اراء متعددة ومختلفة عن بعضها البعض , ولكن ما فكر احد منهم في انشاء حزب جديد مثل الشيخ عبدالفتاح مورو , بنعيسى الدمني , فاضل البلدي ,  حمادي الجبالي علي لعريض ,  منصف بن سالم , الحبيب اللوز , عبدالله الزواري وغيرهم ,   قد تجد في هؤلاء من له اراء تختلف عن الآخر في بعض الأحيان مسافة الإختلاف شاسعة بينهم ,  ومع ذلك كلهم لايزال يعبر على ارائه على انه نهضوي  ولم يدع احد منهم الى تشكيل حزب آخر . لذلك يادكتور الهاشمي اذا اردت ان تكون لدعوتك قبولا عليك ان تفكر جيدا في هذه النقطة  , يجب ان تكون المصالحة حلا شاملا ولا تتحول الى خلاص فردي او حتى الى مجموعة افراد لأن مثل هذا الحل لن يحقق المطلوب.

لذا يادكتور الهاشمي مفتاح المصالحة الممكنة – حتى اكون متفائلا – بيد رئيس الدولة ,  واذا كان لك مسعى في ذلك [  مربط الفرس ]هو ان ينصب جهدك الى تنظيم لقاء بين قيادة النهضة والسلطة الحاكمة , اما بقية العناصر التي ذكرتها في مقالاتك لا اظن انها تفيد كثيرا .

سؤال اخير  : هل لك علم بشروط رئيس الدولة للمصالحة ؟ وما هي ؟

يتبع : توفير شروط المصالحة.

 

فتحي بيداني

سويسرا

Alfathi_4@hotmail.com

 


مرة أخرى إلى أخي و حبيبي الهاشمي

بطل الأمتار الأخيرة

لما دخلنا السجن سنة 1991 ما كان أحد منا يتصور أن يمتد سجننا لسنوات طوال لسببين هما:
 1)- ما كنا نتصور  أن  السلطة بتلك الدرجة من الشراسة و الحقد. وأنه مهما بلغت حدة المعارك السياسية بين الفرقاء لا بد أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات و يحلوا الخلاف قبل فوات الأوان.
2)- ما كنا نتصور سلبية إخوتنا ممن لم يدخلوا السجن طيلة سنوات وكأنهم أسلمونا لآلة التدمير و تخلوا عنا.رغم أننا لم نكن ننتظر منهم ثورة تقتحم الاسوار وتحررنا كما حدث في الثورة الفرنسية أو الإيرانية. ولم نكن ننتظر إنقلابا عسكريا كما حدث في السودان مثلا  بل كنا نتوقع مواصلة  ا لنضال السلمي و الضغط السياسي لإرغام السلطة على التفاوض   و حل المشكلة. كل يوم ونحن في السجن نتطلع لخبر عن مفاوضات بين السلطة والحركة. ومرت سنة و سنتان و خمسة و كنا نفرح كلما سمعنا إشاعة عن مبادرات صلح. و لم تكن كلها إشاعات بل كانت هناك محاولات جادة( مبادرة الشيخ المرحوم مبروك الزرن على سبيل المثال) الذي مات بالسجن بعدما تجاهلت السلطة مبادرته الجدية. ولن أذيع سرا عندما أقول أن عديد الإخوة قد حاولوا دفع السلطة للحوار من أجل وقف معاناتنا و لكن كل المبادرات سواء من داخل السجن أو من الخارج إصطدمت بتصلب السلطة لا لشىء إلا لانها تتلذذ بتعذيبنا و الكل صامت و قد عشت تجربة بالسجن من هذا القبيل لما جاءت لجنة لسجن 9 أفريل بالعاصمة متكونة من ضباط و إطارات من الداخلية والرئاسة سنة 94 ووقع إستدعائي و كان الحديث عن رغبة الرئيس في حل ملف الإسلاميين. وقد بدؤوا الحديث معي عن الشيخ راشد مادحينه بأنه رجل حوار وتفاوض و أنه لو كان بالسجن لحل المشكلة منذ السنة الأولى وقد تحدثت بطلاقة عن رغبة الحركة في الحوار و أن هناك قيادات بالسجن يمكن التفاوض معهم. وبعد طول حديث علمت أنهم جاءوا فقط لتجنيد  « قوادة » من داخلنا لنقل الأخبار عن الاخوة. ولما رفضت التعاون معهم نعتوني بشتى النعوت المهينة و أخذوني للدهليز حيث قاموا بتعذيبي بتعلة أني لا زلت محتفظا بانتمائي لحركة النهضة. بعد ذلك الإمتحان الذي خضع له عديد الإخوة تأكدنا أن السلطة لا تنوي حل المشكل بل هي تمعن في التشفي منا. ومرت السنون ثقيلة دون حراك من أي جهة ,ولما أشرفت المحنة على نهايتها بإذن الله تعالى تعالت الأصوات التي ما كنا نسمع لها ركزا ليجعلوا من الجلاد ضحية ومن الضحية مجرما و ليكونوا أبطال الأمتار الأخيرة. فالآن و بعد كل العذابات و لما أوشك النظام على نهايته المحتومة جاء من يقول: إعترفوا أنكم أخطاتم في حق التجمع ورئيسه واطلبوت العفو والصفح وامنحوهم سنة أو سنتين أو لم لا عشرية أخرى ليقبلوا اعتذاركم و يسامحوا  جرأتكم على معارضتهم ورغبتكم في مشاركتهم ملك أجدادهم. إنه منطق غريب يذكرني بعادل إمام في إحدى مسرحياته الفكاهية لما صفع شخصا ثم بكى واشتكى و قال{ ضربني » بوشو » (وجهه) على كفي.}
ألم تكف السلطة الموقرة 17 سنة كاملة من الهرسلة مقابل الصمت لتتاكد أن النهضة معتدلة؟ هل حملنا رشاشا في وجه من سامونا سوء العذاب السنين ذات العدد؟ هل من النهضة شخص واحد قام ليثأر من جلاديه؟ والله عجب « رضينا » بالهم » حاشاكم والهم ما رضي بينا »كما يقول المثل العامي.
 من الذي عليه الإعتذار و طلب الصفح نحن أم الجلاد؟ صحيح أننا ارتكبنا بعض الأخطاء و ليس المجال للتقييم الآن و لكن أخطاءنا لا اعتبار لها أمام فضاعة الجرم الذي اقترفه النظام و لا يزال مصرا عليه فمن الذي عليه أن يبادر بوقف القتال؟ من هو مشهر سلاح القمع والإرهاب في وجه كل الاحرار و عائلاتهم ام الذين تحملوا الأذى بألوانه و لم يبادلوا الظالم جزاء ظلمه .
إن صديقك الجنرال هو الذي بيده إيقاف العداوة و إطفاء نار الحرب كما فعل بوتفليقة أو محمد الخامس و يفعل. إن المصالحة هي مشروع وقرار سياسي ينطلق غالبا من هرم السلطة فإن أردت أخي الهاشمي حقا خطة للمصالحة فاسمع رأيي في الخطوات العملية لوقف العداوة نهائيا.
قم بزيارة لبن علي واجلس معه كما فعلت في سنة 99 في حالة ود وصفاء و بدل المجاملات و المديح الذي لا ينفع البلاد والعباد أطلب منه بكل لطف التالي:
سيدي الرئيس إذا أردت أن تفعل شيئا قد ينفعك عند لقاء ربك و تدخل به التاريخ فافعل الآتي
1- أطلق سراح كل من بقي في السجن من السياسيين وضحايا قانون الإرهاب وعلى رأسهم الصادق شورو والهاروني والهيثم والهادي الغالي و كل الشباب الذين زج بهم ظلما في السجون .
2- سن عفو تشريعي عام لا يستثني أحداحتى يعود المغتربون بلا استثناء و يعود كل المتضررين من سنوات الجمر إلى سالف شغلهم و توقف كل التتبعات وتتلف كل الملفات الأمنية.
3- إجعل الحرية السياسية ممارسة عملية في الواقع بدون إقصاء ولا تهميش بحيث تكفل حق التنظم و الإجتماع لكل التونسيين بلا استثناء.
4- لا تترشح للإنتخابات القادمة واجعلها تعددية بحق يشارك فيها الجميع دون خوف أو تهديد
5- اكفل حرية الإعلام للكل في الجرائد والإذاعة و التلفزة وكل المواقع الإلكترونية
6- إمنع الإعتقال السياسي و التعذيب واكفل حرية التدين
7- إلغ المنشور 108 و29 وكل القوانين اللادستورية
8- أفصل بين التجمع والدولة واجعل الكل سواء أمام القانون
أخي الهاشمي هذه بعض الخطوط العريضة للمبادرة و إن أردت التفاصيل فانزل إلى الشعب واسأله عن تطلعاته و سوف يعطونك خطة تفصيلية عما يريدونه من حاكمهم لان هذه المطالب يجمع عليها جل التونسيين ما عدى بعض الوصوليين الذين يريدون إبقاء الحال على ما هو عليه ليواصلوا النهب والسلب بدون رقيب.
إحمل هذه الخطة لبن علي واستعمل معه أسلوبك الشيق لإقناعه فإن فعل فستجد الإسلاميين كلهم خلفك و خلف بن علي ولكن عليك أن تبادر بخطوة أولى و على ضوء النتيجة الأولية نحكم
أما ان تطرح مبادرتك على قواعد الحركة و أنصارها و كانهم هم الذين بيدهم الحل والعقد فاسمح لي ان أقول لك أنت تسير في الإتجاه المعاكس فصحح توجهك نحو من بيده الحل (قصر قرطاج) وأنت تعرف عنوانه طبعا و عندك جواز سفر و تأشيرة دخوله.
أبو أنيس – أقصى الأرض  


 

المصالحة و »المأزق » الوطني

الجزء الثاني

 

نواصل محاورة الأخ الهاشمي الحامدي ومن معه في طرحهم لقضية المصالحة وأود أن أشير هنا إلى أن البيان الذي أصدره الأخ الهاشمي بتاريخ 24 أفريل 2005 وأعاد نشره الأخ مهاجر محمد يوم 26 أفريل 2007 (تونس نيوز) متزامنا مع نشر الجزء الأول لهذا المقال قد كان تأكيدا لما ذهبت إليه (بشيء من المبالغة)، وهو أن الأخ قد يئس من مصالحة  سوية ومعقولة ـ لتعنّت من بيده الأمر ـ فأراد أن يجرب السير في طريق مسدود وأعتقد أن الأخ يعلم يقينا أن الطرح الذي يطرحه بذلك الشكل طرح خيالي أو حالم ولا مجال لتحقيقه.

وليعلم الأخ أني لا أخالفه لمجرد المخالفة وإنما أوافقه في معظم ما ذهب إليه في البيان المذكور الذي ملخصه أن تكون تونس لجميع أبنائها من غير قهر أو حقد أو جور طرف على آخر. ثم  تتلاقح أفكارهم بعد ذلك »والبقاء للأصلح » دون عنف أو قهر!

 

ماذا لو أن الأخ الهاشمي مقتنع بهذا الشكل من المصالحة؟

(مواصلة الجزء السابق)

 

وهنا أجدني مضطرا للمبالغة في الظاهرية والتخلي عن أي نوع من أنواع التحليل ووسائله من دلائل الإشارة والاقتضاء والمخالفة وهو ما رجاه الأخ بشيء من التعسف على قرائه.

وفي هذه الحالة أقول له بصراحة (ظاهرية) عيب على مثقف مثلك أن ينحو هذا النحو في التشريع للاستبداد والدكتاتورية والإنفراد بالسلطة وأنت الذي يسعى أن يذكرنا من حين لآخر بنضاله وسجنه وتشريده كما يفعل بورقيبة في « توجيهاته » حتى بكينا لبكائه ونحن أطفالا من غير أن نعرف لماذا بكى.

إن أسلوبك هذا أخي الهاشمي يخفي في داخله « دكتاتورية » واعتداد بالذات كبير يصل إلى منزلة « ما أريكم إلا ما أرى » (في السياسة) وأضرب لك مثلا واقعيا،

أن الناس في قريتي ـ كما بقية المدن والقرى ـ يجتمعون بعد صلاة المغرب أو قبلها خارج المسجد ليتطلعوا هلال رمضان أو شوال، وذات مرة أجمع عدد كبير على رؤية الهلال لكن أحدهم وقد كان عنيدا جدا ولا يثق إلا برأيه ظل يكابر ويعاند ويكذبهم حتى أضاعوا معه وقتا ليحددوا له موقع الهلال بالضبط … فلما رآه بعينيه قال « انتهى… انتهى … قد رأيته … هيا نعود لبيوتنا!! » فقد جعل صاحبنا من نفسه معيارا للحقيقة ومحددا لها فلم يصدق من رأى ولمّا رأى لم يعط فرصة لغيره الذي لم ير بعد!!

وهذا حالك، فقد ناضلت وعملت السياسة فسجنت وشردت، ثم هادنت، واستعملت منهج البحث عن المحاسن بالمجهر والإعراض عن جبال السيئات، ثم عدت فعارضت وشاكست ـ وهددت بترشيح نفسك منافسا للرئيس!! ـ  ثم تبين لك فساد هذا المنهج السياسي والحقوقي كما تبين لك صلاح منهج « الكلمة الطيبة » وخفض الجناح « والكف لا يعاند المخرز » وتريد أن تحمل مخالفيك عليه حملا!

وذلك حقك وحق من يسير في ركابك ولكن كما لكم أن تنتقدوا من يخالفكم فلي أو لغيري أن ينتقد هذا النهج والأسلوب والإصباح على حال والإمساء على غيره.

لعل الأخ الهاشمي سباق لاكتشاف الحقائق ومآلات الأفعال بل لعله حذامي عصره، يرى ما لا يرى غيره!

يا أخي تمهل علينا فنحن نسير ببطء وما زلنا في مرحلة بيان 24 أفريل 2005 أو برنامج « المغرب الكبير » الذي شهّرت فيه بجرائم نظام بن علي ـ بعد أن كنت هادنته ودعوت لما تدعو إليه الآن ـ  وجمعت فيه رموز المعارضة وسعيت « إلى استرضاء أقليات متطرفة معقدة من التراث العربي والإسلامي لتونس، … لسبب سياسي واضح هو استمالة تلك الأقليات والتحالف معها في (الـ) معركة (ك) ضد السلطة » لتحقيق أهدافك الخاصة أو ما كنت تراه يومها مصلحة البلاد!

المهم والأكيد أن ذلك البرنامج والتوجه قد التف حوله الناس وغالبية الشعب التونسي لأنه مثل لهم متنفسا وأملا في مقارعة الظلم، حتى الإسلاميين الذين كانوا منك غاضبين بسبب توجهك السابق لم يكن بوسعهم أن يقاطعوا البرنامج المذكور.

ثم من يضمن استمرارك على هذا النهج فكل موقف منك محتمل بناء على ما كان وقد يتبعك البعض فيظهر لك لاحقا أن تتركهم وتعود للضفة الأخرى!

 يعلم الله أنني حاولت أن أصدق كلما ادعاه الأخ وأن احمل كلامه على ظاهره وعلى الوجه الذي أعلنه ولكن مقال « أرضية الصلح والوفاق » لم يترك لي مجالا لذلك، ثم زاد الأمر إيضاحا الأسئلة التي وجهها للدكتور النجار وللأخ خالد وختمه ببرنامجه ردا على الأخ بوعبدالله .

 إنه منطق غريب أن نترك الجلاد بل ونمدحه ونغدق عليه أنبل الصفات وأكرمها وألينها وهو لم يضع عصاه وسوطه لحظة ثم نتوجه للضحية باللوم والتقريع على أنها تخدش مسامع الجلاد بصراخها وبكائها وتألمها! وما ينبغي لها!! يجب أن تتجلد بالصبر « وتوكل الصتاكة وتسكت » لأن صمتها يريح أعصاب الجلاد وإذا ارتاحت أعصابه ذهب عنه التوتر وربما أتاه النعاس!

 

أعلم أن هذا كلام إنشاء ولا يعجب البعض فَلِنتكلم في الواقع،

هل اُرْتُكب جرم في تونس يستحق كل هذا الدمار الذي لحق البلاد في فلذات أكبادها وتعطيل طاقاتهم؟ وهب أن هؤلاء القوم منافسون في السياسة متربصون بكرسي الحكم خارجون عن الإمام العادل؟؟ هل يستحقون كل هذا العقاب والتدمير المبرمج؟؟ وهل العقوبة في دولة « العدل والقانون » لإصلاح « المجرم » وتأهيله؟ أم هي للنكاية والشماتة حتى يُشرد بهم من خلفهم؟؟ ومن يقرر الجريمة وينزل بها العقوبة التي تستحقها القضاء المستقل أم عصابات البوليس التي مازالت تروع الآمنين في بيوتهم حتى يوم الناس هذا، على خلفية أنه اشتبه في انتمائهم أو تعاطفهم مع النهضة في بداية التسعينات!! (بيان الرابطة في القيروان) أليس هذا هو الوجه البارز لـ « تونس بن علي »؟؟ هل ربحت تونس أم خسرت بحل الإتحاد العام التونسي للطلبة وتدمير قادته وقتلهم في السجون قتلا بطيئا؟؟ أليست خسارة كبرى لتونس أن يبقى عبد الكريم الهاروني والعجمي لوريمي وعبد الحميد الجلاصي في السجن حتى الآن؟؟ لماذا يستمر الحصار والتجويع للآلاف من الإسلاميين المسرحين من السجون ـ وعلى رأسهم الدكتور المنصف بن سالم ـ والحال أنهم نالوا « جزاءهم »؟؟ وهل هذا منطق دولة أم منطق عصابات؟؟ أي ذنب هذا الذي ارتكبوه؟؟

 لعلهم خططوا للإطاحة « بالنظام » الحاكم؟ وليكن (إفتراضا) أليس « السيد » الرئيس قد خطط قبلهم ونفذ؟؟ وهو الآن « بطل التغيير » ما الوصف الذي كان سيوصف به لو أنه فشلفي انقلابه؟؟!!

أليس إطلاق الرصاص على الطلبة جريمة وأي جريمة؟؟ وهم عزل وفي عمر الزهور؟؟

تعلمون أن فتح هذا الباب يصعب غلقه ومع ذلك لن أسترسل ولكنني أكتفي بالقول أن الجريمة في حق تونس وحق شعبها كبرى وأن التنكيل مستمر ـ ومن جانب واحد ـ والمسؤول الأساسي أمام الله أولا والتاريخ ثانيا والناس ثالثا هو رئيس البلاد، ثم يطلب من الجانب الآخر أن يتنازل! ويصفح! ويصالح وهو لا يملك ما يتنازل عليه ولا يدري على ما يصالح ومن يصالح إلا أن ينسلخ من جلده ويبصق على ذاته كلما رأى نفسه في المرآة كما فعل بعض الزنوج في أمريكا الذين يصفون أنفسهم بأنهم « دورتي نيقرو » !!

إن مفاخرة الأخ الهاشمي ببن علي وتلميع صورته هو نوع من العناد وتغطية عين الشمس بالغربال! ولعله يقتدي في ذلك بالشاعر جرير وقد كان عاقا لوالده، وسأله أحدهم ذات يوم عن أشعر الناس فأخذ بيد السائل وقال له : » قم حتى أعرّفك الجواب » وجاء به إلى أبيه عطية وقد أخذ عنزا له فاعتقلها، وجعل يمص ضرعها فصاح به: « يا أبت » فخرج شيخ دميم رث الهيئة، وقد سال لبن العنز على لحيته. فقال جرير للرجل « أترى هذا؟ » قال : »نعم » قال: »أفتدري لما كان يرضع من ضرع العنز؟ » قال: »لا » قال:  » مخافة أن يسمع صوت الحلب فيطلب منه لبن ». ثم قال: « أشعر الناس من فاخر بمثل هذا الأب ثمانين شاعرا وقارعهم به وغلبهم جميعا » (منقول عن الشعراء العرب بتصرف). فهنيئا لمن أراد أن يمدح بن علي إقتداء بمدح جرير الكاذب لأبيه!

 

أليس استفزازا من الأخ الهاشمي لقرائه ومحاوريه حين يصف تونس مقرونة باسم بن علي « تونس بن علي »؟؟ هل يليق هذا بمثقف يزعم أنه ديمقراطي ناضل وسجن وهجر من أجل مبادئه؟

تونس يجب أن لا تكون ملكا لأحد ولن تكون، لا تونس بن علي، ولا تونس ليلى الطرابلسي، ولا تونس الهاشمي الحامدي، ولا تونس الغنوشي، ولا تونس الهمامي ولا (حتى) ابن عاشور!…… إلخ . إنما تونس، هيّ كل أبنائها ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ومن يقول غير هذا فهو مخطئ بعيد عن الصواب أو متزلف!

أليس عين الدكتاتورية أن يطلب من الشباب التونسي ومن سيف بن سالم خصوصا الالتحاق بالتجمع والعمل في صفوفه؟؟ ألن يكون عقوقا لو أن سيف يلتحق بالتجمع الذي يحاصر والده العالم الكبير الدكتور المنصف بن سالم وأنه لو فعل يحق عليه المثل الذي يقول: « قبر مشيد ولا خيال مشوم »؟؟ ثم هل فعل التجمع غير التنكيل بالأطفال والشباب نكاية في والديهم؟؟

وهب أن بن علي صنع تونس وأخرجها من القوة إلى الفعل وأن التجمع صنع الإستقلال وحافظ عليه وحمى الإسلام، ألا يحق للمواطنين أن يسحبوا ثقتهم  أو يقولوا رأيهم  في من يحكمهم؟

ألم يسقط رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في الانتخابات وهو البطل الإنقليزي الذي أنقذ أنقلترا من الخطر النازي؟ وكذا ديقول محرر فرنسا من النازية؟ وكذا كونراد أدناور باني ألمانيا بعد النازية؟ وكذا…. وكذا …وكذا؟  الم يسقط هؤلاء جميعا في انتخابات حرة واختارت شعوبهم غيرهم رغم سابق فضلهم؟ وقد حفظ لهم التاريخ وشعوبهم المكانة التي يستحقونها؟؟

 

ألا يحق لنا أن نحلم بيوم نختار فيه من يحكمنا بحرية ودون كيد أو تهديد أو تزوير؟ وهل تعبيرنا عن أحلامنا مجاف لمنهج الكلم الطيب؟ وأين أنتم من قول الحق لدى السطان الجائر؟ أليس هو عين الكلم الطيب؟ (ما لم يكن كذبا أو تجنيا) متي يعلم الجميع أنه لن يكون إصلاحا ما لم يعلم الحكام أن بقاءهم على كراسي الحكم مرهون بإرادة شعوبهم وتحقيق مصالحهم فقط لا غير!!! 

 

إنني على قناعة أن الذين يمدحون التجمع والتجمعيين ورئيسهم يعلمون أنهم لا يقولون الحق (انظروا كم هي ملطفة) وأما نياتهم في ما يفعلون فمنهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة والله أعلم بهذا وذاك!!

(يتبع إن شاء الله)

 

                                       صـابـر التونسي


هون عليك يامن تهجمت على الأسماء المستعارة فانا امراة  تحب الصلح

كتب السيد  بوعبدالله مقالا ماترك فيه ما يقال في اصحاب الأسماء المستعارة الا وصرح به لقد منت اظن انك من اصحاب الأسماء المستعارة الا انه والحمد لله هناك من صحح لي المعلومة لذا تاخر ردي عليك وتغيرا احتراما لوضوحك حبك للمصالحة. وهو ما شجعني ان اصارحك باني امراة ام عيال عندي من الأبناء من هم تحت رعايتي اقيم في اوروبا ولست لاجئة ولم اكن في يوم من الأيام  لاجئة خرجت مع زوجي الى اوروبا بحكم عمله  وانا وللحمد اتردد باستمرار على تونس دون انقطاع والحمد لله زوجي متدين عادي لا حزب له لكني لم اتحجب الا اخيرا  وانا اقولها بصراحة اخاف من بوليس بن علي الذي يعتبر كل متدينة من النهضة وهذا ما جعلني اتستر باسم مستعار. بل بين لي بعض من اثق فيهم ان المراة في الإسلام  لها ان تتكلم من وراء الحجاب فاعتبر يا سيدي اسمي المستعار لي حجاب لي باعتباري امراة  واعذرني كما ارجو ان تعذر كل النساء المتسترات باسماء مستعارة فنحن لا نقوى ان نتحمل ما يتحمله الرجال فانا لا احتاج الى مصحة  كما تدعو فدوائي ان يبعد  بن علي بوليسه علينا وساعلن اسمي عاليا اما ما اقوله من شتم ان صح التعبير فان بعض الأسماء المستعارة مثلي ما تركت لنا نحن النساء شيء فاردت ان ارد عليهم او عليهن اما دعوتك ان نكون في صف المتفرجين فهذا نفسي لا تقبله لكني لا ادعي اني صاحبة مبادرة وانما اتبع لذا انا عندما رايت الحامدي يتكلم عن المصالحة اشتبشرت لأنه لا يوجد بيت في تونس العزيزة لم يحطم النظام جدرانه ويهتك عرضه وان كنت من الذين يعتبرون ان النهضة هي المسبب فهي التي جاءت ببن علي. عندما كنا ننعم بخيرات بورقيبة  فاين نحن الآن من عهد بورقيبة فصدق المثل التونسي – شد مشومك لايجيك اشوم منه – فالنهضة هي السبب فيما يحصل للتوانسة  والا بالله قولوا لي من اتى ببن علي الذي لم يكن يتوقع احد او ينتظر ان يصبح رئيسا لتونس فمن جاء به؟؟؟؟؟؟ فانا مع كل مبادرة صلح تخفف حتى القليل القليل من معاناة الشعب ولا اقول معاناة النهضة فالنهضة جنت علينا جميعا هي والسلطة لذا ارجوا الخلاص  من اي مكان ياتي  وانا لا ازايد  فالنظام دمر الجميع ودائما اقول من جاء به؟؟ لذا انا مواقفي دوما ليست مع النهضة وابغض المتنهوضين » لأنهم لا يسعون الا لمزيد من الصدع

ام اسامة 

 

 

الاتحاد العام لطلبة تونس:

مسائل خلافية مطروحة.. وتطلعات لانجاز مؤتمر توحيدي خلال الصائفة القادمة..

وحيد يبدو أن الخلافات الداخلية التي يشهدها الاتحاد العام لطلبة تونس أخذت تطفو على سطح المشهد الطلابي في فترة تتطلع فيها المنظمة الطلابية لعقد مؤتمر توحيدي لمختلف الأطراف المؤثرة على الساحة، وأصبحت المخاوف مركزة أكثر على إمكانية تأخر انعقاد هذا المؤتمر أكثر مما تأخر لحد الآن، حيث من المؤمل انجازه خلال الصيف القادم. *مسائل… وحلول وقبل تلك المواعيد التي تحمل آمال انجاز مؤتمر ديمقراطي موحد برزت مؤخرا مسألة توقف الانتخابات القاعدية في عدة أجزاء جامعية وكذلك توقف توزيع الانخراطات.. وفي الوقت الذي تم التوصل خلاله لتشكيل لجنة وطنية تضم الحساسيات لإعداد المؤتمر، قررت القيادة الحالية للمنظمة إيقاف العملية الانتخابية القاعدية وتوزيع الانخراطات بغاية تمكين كافة الحساسيات والمواقف من مجال المساهمة في هذا المؤتمر وبالتالي لمزيد إضفاء الفاعلية على أعمال اللجنة الوطنية المكلفة بالإعداد له. وسعيا إلى بلوغ تواجد مختلف الأطراف الطلابية بتمثيلية شاملة وموسعة من المنتظر أن تستأنف عملية توزيع الانخراطات قبل نهاية شهر أفريل الحالي، وبذلك تبلغ تحضيرات المؤتمر التوحيدي إحدى أشواطها التمهيدية الضرورية حتى لا يتأخر موعد انجازه أكثر وحتى تتجاوز هذه المنظمة الطلابية جملة من الصراعات والمسائل الخلافية وليكون منفتحا في اتجاه التعبير عن مشاغل الطلبة والدفاع عنها بمنأى عن الخلافات والانتماءات السياسية التي ظلت تتجاذب الاطراف المؤثرة في مسيرة الاتحاد العام لطلبة توني وأدت بها الى الاهتمام بجوانب جزئية وغير اساسية أو جوهرية وعدم التركيز على ما تتطلبه المشاغل الطلابية من ايلاءها الاولوية. (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


قبل شهرين من الانتخابات:

حسابات وقراءات مسبقة لحظوظ 10 مترشحين، وتساؤلات بشأن مضامين برامجهم ورؤاهم الانتخابية

وحيد ظل الحديث في أوساط المحامين مركزا على انتخابات العمادة على وجه الخصوص وعلى ما تتسم به هذه المرحلة من قراءات وتطلعات مختلفة قبل شهرين من الموعد الانتخابي المقرر ليوم 19 جوان القادم.. *حسابات وقراءات مسبقة وفيما تعددت القراءات المسبقة في مدى حظوظ كل من الذين أعلنوا ترشحاتهم للعمادة وبلغ عددهم عشرة مترشحين، فان تعدد الأسماء ترك حكما مسبقا مفاده توقع تشتت الأصوات التي سيحصل عليها كل المترشحين مما ينبأ بفوارق غير متباعدة على مستوى حظوظ كل منهم.. وإذا تم التسليم بتشتت الأصوات فان هذا ما يترك السؤال قائما، الى من ستميل الكفة في آخر الأمر في ظل الاصوات المشتتة التي سيضطر أصحابها لتجميعها في الدور الحاسم من الانتخابات؟؟ ولعل هذا ما يترك المجال مفتوحا للحديث عن التحالفات الممكنة خلال الدور الحاسم للانتخابات والتي سيسعى الى كسبها الثنائي الذي سيفوز بالدور الاول من بين عشرة مترشحين ستذهب أصوات ثمانية منهم وستتوزع بين اثنين يتوجب أن يخوضا سباق الدور الثاني لتحديد فائز من بينهما بكرسي العميد.. وليس غريبا أن يتركز الحديث منذ الان عن العملية الانتخابية بدوريها الاول والثاني وخصوصا ان المحامين تعودوا في مثل هذه المناسبات على ادارك مواعيد مسبقة من الحسابات التي عادة ما تحف بها التجاذبات السياسية المختلفة بالاضافة الى المقاييس المهنية والذاتية التي يمكن ان تلعب دورا في تحديد اختياراتهم الانتخابية، وعموما وحتى ان لم تتشتت الأصوات بشكل كبير، مثلما هو متوقع، فيبقى كل شيء واردا بشأن أسبقية بعض الاسماء على حساب اسسماء أخرى دون أن يدحض هذا امكانية حدوث مفاجآت.. *حملات وتساؤلات.. وفي انتظار ذلك يواصل، خلال هذه الفترة، الذين اعلنوا ترشحاتهم القيام بحملاتهم الانتخابية بشكل يكاد لا يختلف عن المواعيد السابقة، حيث كثف عدد من المترشحين من تنقلاتهم واتصالاتهم المباشرة بأصحاب المهنة قصد كسب وعود مسبقة بالتصويت لفائدة كل منهم، وذلك ببسط رؤاهم العملية المستقبلية وتوضيح مواقفهم دون أن يقع تدوين برامجهم الانتخابية، لحد الان، والاكتفاء بمحاولات استمالة أكبر عدد ممكن من المحامين وفقا لاعتبارات خاصة بتوجهات كل منهم، ولئن تبدو وجهات عدد من المحامين حاسمة لاختياراتها مبكرا فان عددا آخر قد تكتنف اختيارتهم الحيرة خصوصا أمام تعدد أسماء المترشحين وتقارب بعضها على الورق، وهم الذين وصل عددهم الى عشرة مترشحين هم الاساتذة: شرف الدين الظريف وابراهيم بودربالة والبشير الصيد وصلاح الدين الشكي ومنصور الشفي ومحمد المكشر ومحمد النوري وراضية النصراوي وبديع جراد وعمر مقدميني. وتجدر الاشارة الى أن حملاتهم الانتخابية اقتصرت لحد الان على الاشكال التقليدية مما يترك تساؤلات بشأن غياب مضامين برامجهم الانتخابية ورؤاهم المستقبلية فيما يتعلق بالمسائل المطروحة في ساحة المحاماة ومدى امكانية التوفق في حلها. (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


أخبار الوحدة
*ائتلاف ضد الحكم بالإعدام  علمنا أن بعض اللقاءات تجري حاليا لتأسيس ائتلاف وطني ضد الحكم بالإعدام وذلك بمشاركة جمعيات معنية بالقضايا الحقوقية والإنسانية. وتنكب هذه الجمعيات على إعداد مشاريع النصوص التأسيسية الأساسية مثل الميثاق والقانون الداخلي ونص الإعلان الرسمي. ويشارك في هذه اللقاءات الأولية ممثلون عن عدة جمعيات منها الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية الصحفيين والمعهد العربي لحقوق الإنسان والجمعية التونسية للبحث حول التنمية. ويندرج هذا التمشي مواكبة للائتلاف العالمي الذي تم تأسيسه في روما بتاريخ 13 ماي 2002 وتوصيات المؤتمر العالمي الثالث ضد عقوبة الإعدام المنعقد بباريس من 1 الى 3 فيفري 2007 وترجمة لبيان تونس 2007 الذي اصدرته مجموعة من الشخصيات الوطنية الصادر في 18 فيفري 2007 والذي تم فيه الاعلان المبدئي عن تأسيس ائتلاف وطني ضد الحكم بالإعدام. *اتحاد الطلبة  كما كان منتظرا تم خلال هذا الأسبوع تشكيل ما يقارب 15 لجنة جزئية بمختلف الأجزاء الجامعية وقد مكنت اللجنة الوطنية هذه اللجان من الانخراطات وهي بصدد توزيعها. وينتظر أن تشرع بعض اللجان في القيام بالانتخابات القاعدية في بعض الأجزاء الجامعية في غضون الأسبوع القادم. *هل يلتحق اتحاد الشباب؟  من جهة أخرى لازالت بعض الوجوه الديمقراطية والنقابية تحاول تقريب وجهات النظر بين مختلف مكونات الحركة الطلابية من أجل إنجاح فعاليات المؤتمر التوحيدي. وفي نفس الإطار لازالت النقاشات متواصلة مع اتحاد الشباب من أجل التحاقه بباقي المكونات حتى يكون المؤتمر توحيديا بأتم معنى الكلمة. *نوادي وتساؤلات  وقع في المدة الأخيرة تركيز بعض النوادي الثقافية في بعض الأجزاء الجامعية ومكنتها الإدارة من مقرات وتأشيرات وان كنا نعتبر هذا ايجابيا للغاية من أجل إعادة الاعتبار للنوادي الثقافية فانه لا بد من التثبت في أهداف بعض هذه النوادي خاصة وان بعض المجموعات جعلت من مسألة النوادي طريقة للولوج الى الساحة الجامعية ولها أهداف تخريبية تنشر الظلامية وتؤسس لنواتات قد تمثل خطرا على الجامعة التونسية. *نهاية الدروس وبداية الامتحانات أعلنت اغلب الأجزاء الجامعية عن تواريخ نهاية الدروس وموعد الامتحانات النهائية وبهذا سيكون آخر شهر أفريل موعدا لإنهاء الدروس في أغلب الأجزاء الجامعية. على أن تنطلق الامتحانات في وسط الأسبوع الأول من شهر ماي. ولا ندري لماذا يسمون هذا الامتحان امتحان السداسي الثاني في حين أن مدة إعطاء الدروس لم تتجاوز الثلاثة أشهر، كذلك الأمر بالنسبة لما يسمى بالسداسي الأول الذي لا تتجاوز فيه عدد أشهر الدراسة الثلاثة أشهر. *كاباس  أفادت بعض المصادر أنه سيتم تنظيم دورة للكاباس خلال شهر جويلية المقبل والمنتظر ان يتم استدعاء المجازين في الفرنسية والاعلامية لاجتياز هذا الامتحان. ولكن على مستوى اسمي لم يتم بعد الإعلان عن مواد الاختبار الأخرى ولا عن تاريخ اجراء الامتحانات. *دكتوراه بعض الباحثين يفكرون جديا في عدم مناقشة أعمالهم في شهادة الدكتوراه لاعتراضهم لعديد المشاكل لعل أبرزها احالة الاستاذ المشرف على التقاعد مما يقتضي البحث عن مشرف آخر قد يقبل وقد لا يقبل تعويض زميله ولذلك نرى أنه من الضروري اعادة النظر في هذه المسألة من أجل حماية الباحثين حتى لا تذهب جهودهم هباء. *النقل الجامعي مما لا شك فيه أن وزارة النقل تخصص اسطولا لا بأس به لتأمين سفرات الطلاب لكن هذه السفرات ظلت متذبذبة يسيطر عليها التأخير في أغلب الاحيان جراء ازدحام حركة المرور، لكن والطلبة على ابواب الامتحانات فاننا نؤكد على ضرورة أخذ القائمين على النقل الجامعي احتياطاتهم حتى يتمكن الطلاب من الوصول في الوقت المحدد وحتى لا يشكل النقل عقبة من العقبات التي تواجه الطالب في الامتحانات. *الحاجة لمؤسسات ثقافية ورياضية  تحتضن مدينة قفصة عديد المؤسسات الجامعية من معاهد وكليات يؤمها ما يفوق الاثني عشر ألف طالب وطالبة، هذا بالاضافة الى الاعداد الكبيرة لتلاميذ التعليم الثانوي، وهذا العدد مرشح للارتفاع وهم بحاجة الى فضاءات ثقافية ورياضية وترفيهية ونوادي علمية وأدبية يقضون فيها أوقات فراغهم ويمارسون فيها مواهبهم ويعبرون فيها عما يخالجهم من اهتمامات وأحاسيسي، وتحميهم من التهميش وتساهم في بناء توازنهم النفسي والفكري والاجتماعي. فضاء دار الثقافة ابن منظور ودار الشباب بالمدينة أصبحتا غير قادرتين على استيعاب العدد الهائل من الطلبة والتلاميذ والاستجابة لاهتماماتهم الثقافية والرياضية والعلمية والاجتماعية مما يدعو الى ضرورة بعث فضاءات ومؤسسات ثقافية ورياضية من قاعات عروض وملاعب ونوادي اعلامية وعلمية قريبة من الكليات، وتعيين منشطين مختصين يساعدون هذا القطاع الواسع من الشباب الطالبي والمدرسي على التعبير عن ابداعاتهم ويمكنونهم من المساهمة في اغناء المشهد الثقافي بالمدينة.  *أين الطريق الحزامية؟  مدينة قفصة معبر مروري الى ست ولايات هي القصرين وتوزر وقبلي وقابس وسيدي بوزيد وصفاقس والى القطرين الليبي والجزائري. يضطر سائقي وسائل النقل الثقيلة والخفيفة الى المرور بالطريق الرئيسية رقم 3 التي تشق وسط المدينة وفي الاتجاهين لتحقيق وجهتهم مما يخلق حالة متواصلة من الاختناق المروري بالاضافة الى حركة تنقل الافراد مما يجعل انجاز طريق حزامية ضرورة قصوى لتخفيف حدة الاختناق وتسيير حركة النقل وربح الوقت والحد من التلوث وتوفير أكبر قدر ممكن من السلامة. *الحداثة والحرية  صدر مؤخرا كتاب صغير في حجمه مهم في مضمونه للدكتور الحبيب الجنحاني يحمل عنوان : الحداثة والحرية . ويمثل في جوهره حوارا شاملا ومطولا أجراه معه الزميل ناجي الخشناوي. وكان معمقا من الناحية الفكرية. *تنافس  انطلق التنافس الانتخابي في صلب جمعية الصحفيين التونسيين التي ستعقد مؤتمرها العادي في شهر أكتوبر المقبل. *فيضانات في توزر  شهدت مدينة توزر يوم الثلاثاء الفارط هطول كمية كبيرة من الأمطار وصلت إلى حدود 72 مم. وخلفت أضرارا مادية ببعض البنايات الموجودة بمنطقة حفر الطين. وقد شهدت في الإبان تكاتف جهود المواطنين والسلط المحلية من أجل التخفيف من حدة الأضرار. وسنعود إلى هذا الموضوع بأكثر تفصيل في العدد القادم. (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


قرار وجواب آدم *المخرج السينمائي معز كمون يقول أين المثقفين الذين كانوا ينادون بالحرية والعدالة الاجتماعية.. -ثلثهم في الحانات والمقاهي والثلث الآخر يجري وراء الخبزة المرة، والثلث الثالث قلب الفيستة كما نقول بالتونسي.. *مدير معرض تونس الدولي للكتاب الاستاذ بوبكر بن فرج قال لقد استبعدنا الرداءات والطفيليين من الناشرين. -على كل.. نتمنى ان لا نرى في هذه الدورة كتب الدجل والشعوذة والسحر.. وكتب كيف تصبح مليونيرا في أسبوع.. *الامين النهدي يشترط 17 مليونا لتقديم مسرحية السردوك في القبة. -نتمنى ان لا يصل هذا الخبر الى جماعة الفيسك؟ *الاستاذ عبد القادر الحاج نصر يصرح ان العلاقة بين المثقفين والسلطة بخير ولا خشية الا من بعض المتنفذين.. -بقي ان نتساءل عن هؤلاء المتنفذين يا أستاذ.. هل هم من المثقفين أم من السلطة، أم هم من ملة أخرى. *الذكرى التاسعة لوفاة نجيب الخطاب امر في الخفاء.. -المسألة عادية فالمرحوم قد لفه النسيان مثل غيره وهم كثر. *المطربة امينة فاخت تعود الى العمل مع سمير العقربي بعد طي صفحة الخلاف. -والشعار لا نحبك ولا نصبر عليك.. *الشاعر المنصف المزغني يصرح ان نزار قباني أو محمود درويش ليسا أفضل منه… -أعجب؟؟؟ ولا حول قوة الا بالله. (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


ملاحظات عاديّة جدّا…

شوقي بن سالم 1/ قرأت منذ أيّام تحقيقا ممتعا موضوعه علاقة التونسيّ بأعياده الوطنيّة، وقد استفزني لأنّ غالبية المستجوبين عبّروا عن علاقة غير وجدانية مع مناسباتهم الوطنيّة لا تتعدّى مجرّد كونها مناسبة للتمتّع بعطلة إضافيّة..وهذا أمر محزن في اعتقادي ولا بدّ من تداركه عبر تمتين أواصر هذه العلاقة مع الناشئة خاصة داخل مؤسساتنا التربويّة.
ولا شكّ أنّ هذه المسألة ليست غائبة عن الأذهان لكن بالتوازي فإنّها لم ترتق إلى مستوى الفعل وظلت مجرّد منشور يدعو إدارات المؤسسات التربويّة إلى الاحتفال بذكرى ما دون متابعة لمدى الالتزام بتنفيذ هذا المنشور. لأنّه من المؤسف فعلا أن تتهافت بعض المؤسسات التربويّة على الاحتفال بما يسمّى عيد الحبّ وتستنفر لذلك كلّ طاقاتها ولا تحرّك ساكنا للاحتفال بمناسبة وطنية. إنّ ترسيخ البعد الوطني لدى الناشئة هو في اعتقادنا مسألة ذات أولويّة لأنّ ذلك هو الضامن لحماية شبابنا من مخاطر التطرف والانبتات والتغريب وهو السّبيل لقطع الطّريق أمام دعاة الانغلاق مهما كانت توجهاتهم. 2/ تستقطب منطقة البحيرة بتونس العاصمة أعدادا هائلة من العائلات لا سيما في هذه الفترة من الزمن حيث بدأ موسم الصّيف يدّق على الأبواب..والزّائر لهذه المنطقة يلاحظ أنّ ثمّة خطر يتربّص بالأطفال خاصة في لحظة قد يغفل فيها الأبوان..فالسياج الحديديّ الذّي يفصل الرّصيف عن البحيرة هو عبارة عن سلسلة حديديّة تتدلّى بشكل يسمح بسقوط الأطفال داخل المياه العميقة..فهل يجب أن ننتظر كارثة حتّى ترأف بنا البلديّة فتسارع بإصلاح الوضع وحماية الزّوار عامة والأطفال خاصة..فجانب الحماية أهّم في اعتقادنا من الجماليّة..إذ لا معنى لجمال قد يفقدنا روحا بشريّة دون ذنب. 3/ بدأ موسم الصيف وبدأت معه معاناتنا الموسميّة..وحتّى لا نحرج بلديتنا المشغولة هذه الأيّام بملاحقة السيّارات واصطيادها لتحلّ ضيفة غير مبجلّة على مستودعاتها نهمس في آذان مسؤوليها بكلّ لطف لننبههم إلى التطور الخطير في جينات النّاموس وبلوغها مرحلة متطورة من النمّو بشكل جعلها ترافقنا في أيّام الشّتاء الباردة دون أن يصيبها مكروه. ولا ندرى ماذا ستفعل البلديّة الموقرّة مع جحافل النّاموس في فصل الاصطياف..هل ستخّصص لها مناطق زرقاء هي أيضا..أم ستصنع كبالات ناموسيّة..أم ستجبرها على دفع معاليم الزبلة والخرّوبة بما أنّها تتصدّر قائمة المستهلكين في موسم الصيف..لكنّنا نخشى في هذه الحالة أن تتدخلّ منظمة الدفّاع عن المستهلك لحماية النّاموس من تجاوزات « سيّد قراره » مجلسنا البلديّ..ورحم اللّه بيرم التونسيّ. 4/ رغم أنّنا كنّا نتمنّى أن يكون موعد يوم 5 ماي القادم فرصة لتجاوز تقاليد بالية عششت في أروقة الجامعة التونسيّة لكرة القدم وأن نستمتع بانتخابات ديمقراطيّة يكون فيها الفوز لمن يحضى بثقة النوادي على أساس البرامج وليس الولاءات والحسابات الشخصيّة الضيّقة فإنّ منطق الديمقراطية ذاته حكم على قائمة رئيس الجامعة السّابق بالسقوط لاخلالات قانونية. وهكذا فإنّ أعضاء القائمة الثّانية باتوا بحكم القانون هم أسياد مقر الجامعة وعلى عاتقهم مسؤولية تطوير كرة القدم في بلادنا. وهي مسؤولية ليست هينّة بفعل عوامل عديدة وتراكمات تجارب سابقة خلّفت لنا الكثير من الخيبات وبعض النجاحات التّي لا تذكر إذا قارناها بحجم التشجيعات والإمكانات التي رصدت للريّاضة عامة ولكرة القدم خاصة من طرف الدولة. 5/ متى ستستفيق منظمة الدّفاع عن المستهلك من سباتها وتنفض الغبار عن مكاتبها وتكون فعلا منظمة للمستهلكين تدافع عن حقوقهم وليست مجرّد منظمة بيانات لا يقرأها سوى بعض أعضاء مكتبها الوطني. فالموسم الصيفيّ هو موسم التجاوزات بامتياز لبعض التجّار ومسدي الخدمات للعموم..بدءا بالمقاهي وفضاءات الترفيه وانتهاء بمحلات تسويغ ملابس الأفراح. ونعتقد أنّ من حقّ المنظمة أن تشّهر بكلّ من يبيح لنفسه استغلال حاجة المستهلك لسلعة ما عبر الصّحف وعبر الحملات التحسيسيّة المباشرة والدعوة إلى مقاطعته إذا كان متعّمدا للغشّ والتحيّل..ودون ذلك فهذه المنظمة ليست لنا بل لهم. 6/ بدأت السّنة الدراسية تلوح في الأفق وبدأت الأسر التونسيّة تستعدّ بكلّ طاقتها لهذا الموعد التعليمي الهّام خاصة مع إقرار مناظرة إجباريّة في مستوى السّنة الرّابعة من التعليم الأساسي ومناظرة اختيارية في مستوى السّنة السّادسة من التعليم الأساسي إضافة إلى المناظرات الأخرى التقليديّة وامتحانات آخر السّنة العاديّة. وككلّ سنة تعود طاحونة الشيء المعتاد دون أن نقف سويّا للتأملّ حول أفق هذا المسار وما تحتاجه المنظومة التربويّة من تجديدات وإمكانات وتحسين لظروف العمل بشكل عام والنأي عن اتهام رجال التعليم بأنهم لا يعيرون مستقبل التلاميذ أدنى أهميّة لأنّنا نعتقد أنّ الدولة من واجبها اليوم أن تقرّ يوما وطنيّا للاحتفال برجال التعليم إضافة إلى يوم العلم حتّى لا تسقط بعض الأقلام الصحفيّة الرديئة في سبّ رجال التعليم ارضاء لا أعرف لمن. 7/ احتفلت بلادنا خلال هذا الأسبوع بيوم الجمعيات..وهي مناسبة تحظى باهتمام أعلى هرم السلطة نظرا للدور الهّام للجمعيات في المساهمة في مسار التنمية ودعم مجهودات الدولة في عديد القطاعات. وأعتقد أنّ الخطاب الذّي ألقاه رئيس الدولة بهذه المناسبة كان واضحا وحاسما في ما يتعلّق بمسألة الانتماء الوطني..فإذا كنّا ندعم حقّ تأسيس الجمعيات ونعتبر ذلك من الحقوق الأساسيّة لأيّ مواطن فذلك لا يعنى بأي حال من الأحوال أن تتحولّ بعض الجمعيات إلى جمعيات عائلية تقفل أبوابها أمام من لا يستجيب لشروط القائمين عليها وهي شروط بسيطة تتمثل في سبّ السلطة صباحا مساء.
كما أنّنا لا نقبل أن تتحولّ بعض الجمعيات إلى أحزاب سياسيّة وتتجاوز صلاحياتها ومهامها أو تتحولّ إلى ملجإ يتحصنّ داخله من حملوا السّلاح ذات يوم في وجه الدولة وأباحوا استعمال العنف في العمل السياسي. 8/ بعض الأحياء الشعبيّة ما زالت تنتظر لفتة كريمة من بعض البلديات لا سيما في هذه الفترة.. فالتأخير في رفع الفضلات وعدم العناية بالنظافة داخلها وعدم مداواة أماكن تفريخ الناموس سيجعل صيف هذه الأحياء كابوسا..وللأسف نحن لا نرى جديّة في تقديم خدمات مقبولة لبعض هذه الأحياء وفي زمن معقول إلا إذا تدخلت أجهزة عليا وهو عائق موضوعيّ بات من المطلوب إيجاد مخارج له ووضع المسؤولين أمام واجباتهم..لأنه لا معنى مثلا أن يتعهدّ مسؤول بلديّ مثلا باحترام إجراءات رفع السيّارات المخالفة للقوانين ثمّ تفضح صورة منشورة في إحدى الصّحف كيفية  » اعتداء  » شاحنة حجز على سيارة مواطن ولا نسمع كلمة اعتذار واضحة لذاك المواطن. (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


الروائي التونسي كمال الرياحي يفوز بأهم جائزة تونسية للرواية

كارم الشريف فاز الروائي و الناقد التونسي كمال الرياحي بجائزة الكومار الذهب للرواية لسنة 2007 عن روايته المشرط التي تسندها المؤسسة الاقتصادية الخاصة كومار. وتعد هذه الجائزة أهم وأرفع جائزة أدبية قي تونس خاصة بالرواية المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية. وقد تم الإعلان عن النتائج مساء أمس الجمعة 20ابريل قي حفل غاب عنه التنظيم وسادته فوضى غريبة، التأم بالمسرح البلدي تحت إشراف وزير الثقافة محمد العزيز بن عاشور الذي سلم الجائزة الكبرى للفائزين وهما كمال الرياحي باللغة العربية و تسلمتها نيابة عنه زوجته الناقدة أمال البجاوي بسبب تواجده حاليا في سلطنة عمان ضيف شرف على فعاليات الأسبوع الثقافي العماني، وآلت الجائزة باللغة الفرنسية إلى الإعلامية التونسية المقيمة بباريس فوزية الزواري. وقد تنافست 24 رواية بالغة العربية للحصول على هذه الجائزة. والمشرط هي الرواية الأولى للرياحي. وقد حازت منذ صدورها إعجاب النقاد شرقا ومغربا وغربا. وتكونت لجنة التحكيم الخاصة بالرواية المكتوبة باللغة العربية من الدكتور محمد القاضي رئيسا و الدكتورة ألفة يوسف والأديب ظاقر ناجي والصحفي محمد بن رجب والشاعرة نجاة العدواني. وآلت بقية الجوائز ومنها جائزة لجنة التحكيم إلى فتحية الهاشمي عن روايتها منة موال والجائزة التقديرية لعبد الوهاب الملوح عن روايته منذ…
وقال الرياحي قي تصريح لوسائل الإعلام تم توزيعه اثر الإعلان عن الجائزة: مفاجأة سارة فعلا أن يصلني هذا الخبر و أنا في ضيافة مسقط فجائزة كومار حلم من أحلام معظم الروائيين التونسيين. ومما يزيد من قيمة الحدث عندي أن تتحصل روايتي المشرط على الكومار الذهبي مما يعني أنها اختيرت كأحسن رواية صادرة في سنة 2006. إن هذه الجائزة الكبيرة والمتميّزة في تونس تحمّلني مسؤولية كبيرة في المستقبل. والحق إن هذه الرواية قد أدخلت علي من السعادة الكثيرة فهي ما تنفك تؤكّد نجاحها، فقد كانت البداية مع اختبارها ضمن منشورات سلسلة عيون المعاصرة التي يشرف عليها أستاذ الأساتذة في تونس توفيق بكار وعرف عنه من نزاهة معرفة ومصداقية، ثم كان الامتحان الثاني للرواية و هو الأخطر مع الجمهور حيث تؤكد دار النشر أنها من الكتب الأكثر مبيعا عندها، فقد استقبلها القراء بحفاوة كبيرة والنقاد كذلك فتناولها بالنقد والدراسة في المغرب والمشرق عدد من الجامعيين والنقاد الأكفّاء، وترتّب عن هذه الحفاوة دعوات كثيرة تلقيتها من دول عربية وأجنبية لمناقشة الرواية وتقديمها و آخرها دعوة سلطنة عمان أين أنا اليوم ، ثم يأتي هذا التتويج الذي أفتخر به وأرجو أن أكون عند حسن ظن من توسّم في خيرا.
رواية المشرط باختصار كتبتها و أنا في سن 29 أي بين سنتي 2003/2004 وقدمتها إلى الأستاذ توفيق بكار سنة 2005 و نشرت سنة 2006، أردت بها أن أنزّل النص في راهنه التونسي بكل تناقضاته من خلال معالجة أسئلة هذا الواقع بكل مظاهره في أسلوب فنّي خاص أردت من خلاله أن أزاوج بين أسئلة المتن وأسئلة الفن الروائي من خلال تشكيل روائي أردته مختلفا في محاولة مني للخروج على الطرق المسطورة. ولأن كل رواية هي احتجاج على تاريخ الرواية ذاته كما تؤكد ذلك أدبيات النقد الغربي، فإني حاولت من خلال المشرط أن أقدم صورة فنية للتناغم الممكن بين التجريب والواقع معا، فالرواية شهدت إقبالا كبيرا عليها رغم تعقّد بنائها بشهادة كتاب ونقاد عرب كبار. من المشرق كانت انطلاقتي النقدية حيث نشرت معظم دراساتي حول الفن الروائي ونشرت كتابي النقدي الأول حركة السرد الروائي ومناخاته ومن تونس أبدأ هذه المسيرة الروائية التي أتمنى أن تكون بحجم ما خططته لها وما ينتظره الناس مني.
يهمني أن أثني على كل من رحّب بهذا المشرط من إعلاميين نقاد ولجنة تحكيم و قبلهم جميعا الأستاذ توفيق بكار والناشر محمد المصمودي والأستاذ صلاح الدين بوجاه … (المصدر: صحيفة « الوحدة » (أسبوعية – تونس)، العدد 544 بتاريخ 28 افريل 2007)  


تونس في :25 أفريل 2007 سيمينار الذاكرة الوطنية:

حول البعثيين في تونس (1968-1989)

مع السيدين عفيف البوني وخير الدين الصوابني يوم السبت 05 ماي 2007

منذ انطلاقة هاته السمينارات منذ سبع سنوات, حرصنا على دعوة مختلف التيارات السياسية والفكرية والنقابية للإدلاء بشهادتها ضمن المسار الوطني, باعتبار أن مختلف الشرائح الفكرية تمثل أبناء تونس الشرعيين, بقطع النظر عن ميولاتهم السياسية أو الإيديولجية أو الحزبية. وقد كنا خلال السنة الماضية دعونا عددا من العروبيين ومن البعثيين, وأنه نظرا للاختلافات الجوهرية الفكرية والحزبية للبعثيين بفروعهم وتقسيماتهم وفصائلهم, فإننا حرصنا على إفساح المجال للجميع ليدلوا بشهاداتهم, وفي هذا الإطار ندعو هذا الأسبوع كل من د. عفيف البوني والسيد خير الدين الصوابني ليثيرا مسائل تتعلق بحركية البعثيين بتونس من 1968 إلى 1989, حيث عرفت السياسة التونسية الرسمية الداخلية والخارجية عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة محطات مختلفة, تباينت إزاءها مواقف مختلف النخب التونسية قبولا واستحسانا من قبل البعض ورفضا أو معارضة من قبل البعض الآخر. والبعثيون التونسيون كانوا فصيلا معارضا لتلك السياسة خلال فترة السبعينات والثمانينات, انطلاقا من مرجعيتهم الفكرية والسياسية القومية البعثية ومن تصورهم للقضايا الوطنية المختلفة. فمن هم هؤلاء البعثيون التونسيون خلال تلك الفترة ؟ ماذا كانت منطلقاتهم  وأهدافهم ووسائل عملهم؟ ماذا كان حجم حضورهم ونشاطهم على الساحة الوطنية ؟ وهل مزجوا العمل السري بالعمل السياسي العلني في معارضتهم ؟ ما هي نوعية علاقتهم بحزب البعث العربي الاشتراكي فكرا وقيادة قومية ؟ ما نوع علاقتهم بالدول القومية ؟ وما علاقة هؤلاء البعثيين بحركة البعث التي أعلنت عن نفسها عام 1988 وطلبت الترخيص لها في العمل ؟ وهل هي نفسها حزب البعث أم غير ذلك ؟ وبماذا كان البعثيون في تونس والذين نشطوا باسم حركة البعث, هل تميزوا أم اختلفوا عن غيرهم من القوميين  ومن البعثيين ومن المعارضات ؟ وهل هم من دعاة الهوية العربية الإسلامية ؟ وما كانت مواقفهم من السلطة ؟ هذه الأسئلة وغيرها من الإشكاليات ستكون موضوع شهادة الكاتب العام السابق لحركة البعث د. عفيف البوني, خلال تلك الفترة  وخير الدين الصوابني في إلقاء الأضواء على تلك الفترة. ود. عفيف البوني من مواليد 1952, شغل خبيرا بجامعة الدول العربية, ثم مكلفا بمهمة في وزارة الثقافة ومدير المركز الوطني للاتصال الثقافي, وقد نشر عددا من الكتب حول الهوية والفكر التونسي وله موسوعة الأفكار الكبرى. أما السيد خير الدين الصوابني المولود سنة 1959, فقد تحصل على شهادة التعمق في البحث من جامعة منوبة وشهادة الدراسات المتخصصة في علوم التربية, وهو مراسل جرائد الدستور اللندنية والطليعة العربية, وهو من مؤسسي الطليعة العربية وحركة البعث في نوفمبر 1988. إن إدلاء هاتين الشخصيتين اللتين كانتا من العناصر الفاعلة لحركة البعث في تونس, تترجم عن مدى تغلغل أفكار البعث لدى عديد الشخصيات الفكرية العروبية وأن الإدلاء بشهادتها, سوف يثري المشهد الفكري لإحدى شرائح مجتمعنا التونسي. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في مقر المؤسسة المذكور أسفله. الأستاذ عبد الجليل التميمي


مساهمة نشيطة يتوقع أن تزيد مساهمة قطاع الخدمات في إجمالي الناتج المحلي الوطني إلى 35 بالمائة على مدى العقد المقبل من أكثر من 20 بالمائة حاليا. وتطمح تونس في أن تصبح مركزا دوليا لخدمات الأعمال. باعتبارها تمثل فرصة مغرية للشركات التي تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات المتطورة. متحف خاص قررت القرية الفرعونية بمصر، إقامة متحف للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة..ويعد بورقيبة، الشخصية العربية الثالثة بعد الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، الذي تخصص له القرية متحفا خاصا به في إطار مشروع ثقافي لتخليد رموز التاريخ العربي في العصر الحديث والمعاصر.. وتعد القرية الفرعونية بمصر، أحد الصروح الثقافية التابعة للقطاع الخاص، التي بدأت عملها قبل عقدين من الزمن.. دراسـات كشفت دراسة حديثة، أن الدوائر المعنية بالبيئة، مطالبة بالتفكير في الحد من تدهور البيئة لضمان استدامة تلك الموارد وللحد من استنزافها، وذلك في ضوء محدودية الموارد الطبيعية التونسية..   وبلغت كلفة التدهور البيئي بتونس، 670 مليون دينار أي ما قدره 2فاصل7  بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما بلغت كلفة التدهور البيئي للماء والهواء والتربة والشريط الساحلي والنفايات نحو 522 مليون دينار، أي ما قدره  2فاصل 1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي (أي مجموع القيمة المضافة لمختلف الفاعليين الاقتصاديين وفق تقديرات البنك الدولي).  كلية العلوم القانونية ينظم اساتذة كلية العلوم القانونية والسياسية بتونس في الخامسة من بعد ظهر اليوم بمقرالكلية بالمنزه أريانة تظاهرة تكريم وترحم على روح الاستاذ السابق في الكلية الدالي الجازي على هامش اربعينيته. في مبيتات الطلبة تنظم الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات بالتعاون مع ديوان الخدمات الجامعية للشمال التابع لوزارة التعليم العالي هذه الايام تظاهرات توعية لفائدة الطلبة والطالبات في مبيتاتهم بمناسبة اسبوع الامم المتحدة الاول عن مكافحة حوادث المرور التي تجاوز عدد ضحاياها سنويا المليون و 400ألف ..كما تتسبب في خسائر مادية بمليارات الدنانيركل عام.. في جمعية الدراسات الدولية تنظم جمعية الدراسات الدولية اليوم وغدا بفندق البلفدير في شارع الولايات المتحدة بالعاصمة ندوة عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا والعلاقات مع الاتحاد الاوربي غدا ..بمشاركة عدد كبيرمن الخبراء والجامعيين والديبلوماسيين التونسيين والعرب والاجانب بينهم الاساتذة رشيد ادريس وخليفة شاطر ورؤوف ونيس والصادق بلعيد وجان فرانسوا كوستيار وسليمان الشيخ وزكرياء عبد الوهاب ومنى قرف وخالد قدور وعفيف البوني وتوفيق بوعشبة وميلود مهذبي.. التاكسي في خدمة الجميع ظاهرة الاستخفاف بالحريف تبدو من المظاهر الغريبة التي  يعمد الى ممارستها بعض سواق التاكسي… فالعديد من هؤلاء باتوا لا يستجيبون لحركة الحريف في طلب التوقف للقيام بخدمة نقله، او ان بعضهم بات يختار الحريف حسب المسافة والجنس والمظهر وما الى ذلك من المواصفات التي يجب ان تتوفر في الحريف حتى تقع الاستجابة اليه. فهل يعقل مثل هذا التصرف الذي يضر بالمهنة عامة وهي التي كانت محترمة في اعين جميع الناس نظرا لقيمة خدماتها؟ حاويات الفضلات والطرقات مرة أخرى نكرر النداء للبلديات بخصوص وضع الحاويات واماكنها.. فمعظم هذه الحاويات نراها تحتل جزءا من المعبد مما يجعلها خطرا على المارة من اصحاب السيارات. وكان قد سبق ان نبهنا الى ذلك على اثر حادث اصطدام سيارة بحاوية على مستوى مستشفى اريانة… فهل تتولى البلديات اصدار تعليمات الى عمالها لتحاشي وضع الحاويات على جزء من المعبد  لتلافي الخطر الذي تكون سببا فيه؟  خدمات ما بعد البيع والمماطلة على الرغم  من الشروط الخاصة بخدمات ما بعد البيع داخل العديد من المؤسسات والعمل بها ضمن بعض القوانين، فإن هذا الشرط يبقى من اهواء العاملين داخل هذه الاقسام ، ورهن سخاء صاحب السلع في ما يقدمه من حوافز… فلماذا هذا التعامل والحال ان خدمة ما بعد البيع تعتبر جزءا من عملية البيع؟ نتمنى ان يكون كراس الشروط الذي يجري اعداده وصدوره خلال الايام القريبة القادمة حافزا لتطوير هذه الخدمة على اعتبار انها تدخل في مجالات التجارة الحديثة التي تلزم المؤسسات، وتمثل ايضا احتراما للحريف في ايصال ما اقتناه في الوقت المحدد.  مجموعة كتب جديدة في المجال التربوي علمنا ان وزارة التربية والتكوين قد كلفت فرقا من اساتذة التعليم الاعدادي والثانوي بصياغة كتب جديدة في مواد مختلفة ينتظر اعتمادها للدراسة بداية من السنة القادمة. وقد افادنا احد الاساتذة ان الكتب الادبية التي كلف مع زملائه باعدادها ينتظر ان تكون مجددة في العديد من المجلات ومتصلة من حيث المواضيع بجملة من الاهتمامات الحديثة التي برزت كظواهر نتيجة للتطورات الاجتماعية والثقافية التي عرفتها البلاد في العشرية الاخيرة. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)  


في استبيان لمنظمة الدفاع عن المستهلك حول الخدمات البنكية:

60% غير راضين عن مستوى الخدمات.. وحوالي 30% ينتقدون ارتفاع التعريفات

تونس ـ الصباح أعرب نحو 60 في المائة من التونسيين، عن عدم رضاهم عن مستوى الخدمات البنكية المقدمة في البلاد.. وقال استبيان جديد تمحور حول الموقف من الخدمات البنكية في تونس، أن هؤلاء عللوا موقفهم بأسباب عديدة بينها غياب التواصل اللازم بين المؤسسة البنكية والحرفاء، إلى جانب النقص الحاصل في عديد الخدمات التي تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام من قبل المسؤولين على البنوك.. ويعد هذا أول استبيان يتم إجراؤه من قبل منظمة الدفاع عن المستهلك، مع حرفاء البنوك ضمن عينة شملت نحو 500 مستجوب من مناطق مختلفة من البلاد.. لكن عددا قليلا من حرفاء البنوك رأوا خلاف ذلك، وتقدر نسبة هؤلاء بحوالي 1.5 بالمائة ممن اعتبروا أن هذه الخدمات جيدة نوعا ما.. من جهة أخرى، ذهب نحو 50.7 بالمائة من المستجوبين، إلى اعتبار الاكتظاظ أحد أبرز النقائص التي تعاني منها البنوك، فيما شدد آخرون على ارتفاع كلفة التعريفات والفوائد البنكية، وذلك مقابل 24 بالمائة من الحرفاء ممن لاحظوا تدني الخدمات البنكية بصورة واضحة.. تطلعات أساسية على أن هذه العينة من المستهلكين وحرفاء البنوك، كانت لهم مواقف أخرى من كيفية تحسين الخدمات البنكية.. فقد دعا ما يزيد عن 60 بالمائة من الحرفاء، إلى ضرورة إرساء مزيد من الشفافية على مستوى التعريفات المعمول بها لإسداء الخدمات البنكية.. فيما اعتبر حوالي 34 بالمائة من المستجوبين، أن رسكلة موظفي البنوك والأعوان، تبقى مسألة ضرورية بهدف الارتقاء بمستوى خبرتهم وبالتالي تحسين الخدمات المقدمة للمستهلك، وقدمت مقترحات بهذا الشأن من نوع تقديم هذه الرسكلة للأعوان بشكل دوري ومنتظم.. ويأتي هذا الاستبيان، في وقت يستعد القطاع البنكي إلى منافسة أجنبية مع أفق العام 2008، توقيت تدشين منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية الشراكة مع الأوروبيين منذ العام 1995. وكان القطاع البنكي، شهد في غضون السنوات الأخيرة، تطورات مهمة تمثلت بالخصوص، في تعديل القانون الأساسي للبنك المركزي، وإحداث خطة الموفق المصرفي إلى جانب إنشاء مرصد الخدمات المصرفية… الجدير بالذكر، أن منظمة الدفاع عن المستهلك، دأبت منذ فترة على إجراء عديد الاستبيانات الخاصة بالحرفاء في مجالات عديدة تخص خدمات قطاعات مختلفة… صالح ع. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)  


مشرعون أمريكيون يحثون بوش على مساندة خطة سلام مغربية

واشنطن (رويترز) – قال حوالي 170 من أعضاء الكونجرس الأمريكي ان اقتراحا للمغرب يتيح فرصة لتحقيق تقدم كبير نحو إنهاء ثلاثة عقود من الصراع في الصحراء الغربية وحثوا الرئيس جورج بوش على مساندته. وقالت رسالة وقعها 169 من أعضاء مجلس النواب بينهم ديمقراطيون وجمهوريون بارزون « مع توسيع القاعدة وجماعات ارهابية أُخرى وجودها في شمال افريقيا نشعر بقلق من ان الفشل في تسوية هذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من 30 عاما يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة والأمن الاقليمي. » واضافت الرسالة ان استقرار ورخاء شمال افريقيا مهم للمصالح الأمنية للولايات المتحدة. وقال أعضاء الكونجرس ان الخطة المغربية قد تسفر عن حل سياسي دائم لمستقبل الاقليم الغني بالموارد الطبيعية الذي يسكنه 260 ألف نسمة والذي ضمه المغرب اليه بعد ان انسحبت منه اسبانيا بعد احتلال استعماري في عام 1975 . وقال دبلوماسيون الاسبوع الماضي ان من المُرجح ان يدعو مجلس الامن التابع للامم المتحدة قريبا الى محادثات بشأن الصحراء الغربية في تحول قد يدعم جهود السلام بين المغرب وجبهة بوليساريو التي تسعى لاستقلال الاقليم. وفي العام الماضي رفضت بوليساريو التي تتخذ من الجزائر مقرا المحادثات المباشرة مع المغرب. لكن الجبهة والمغرب سلما الامم المتحدة هذا الشهر مقترحات بشأن الاقليم. ويقول كل من الجانبين الآن انه مستعد من حيث المبدأ للحديث مع الجانب الآخر لكن خلافات واسعة ما زالت بينهما بشأن أُسس المحادثات. وتجاهل أعضاء الكونجرس في رسالتهم خطة بوليساريو لكنهم قالوا ان اقتراح المغرب « يقدم إطار عمل واقعيا لحل سياسي عن طريق التفاوض وهو أفضل السبل لضمان سلام دائم لجميع الاطراف. » وناشدوا بوش دعم الاقتراح المغربي قائلين « نحثكم على رعاية هذه المبادرة المغربية المبشرة حتى تحصل على الاهتمام اللازم لتحقيق قبول دولي. » وزار مبعوث للعاهل المغربي الملك محمد السادس واشنطن الاسبوع الماضي للالتقاء بمسؤولين بالادارة واعضاء في الكونجرس وحشد التأييد للاقتراح المغربي. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 27 أفريل 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


ليبيان يكسبان طعنا في حكم يقضي بترحيلهما من بريطانيا

لندن (رويترز) – كسب ليبيان اتهما بأنهما من المتشددين الاسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة طعنا ضد قرار ترحيلهما من بريطانيا في حكم قضائي هو الاول من نوعه يوم الجمعة. وقال الرجلان اللذان عرفا بالاحرف الاولى فقط من اسميهما (د.د) و(أ.س) انهما سيواجهان معاملة سيئة بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية اذا أعيدا الى ليبيا. وتمثل هذه القضية أول تحد لاتفاق وقع في عام 2005 بين لندن وطرابلس تعهدت بموجبه ليبيا بعدم تعذيب المشتبه بهم الذين يجري ترحيلهم اليها من بريطانيا أو اساءة معاملتهم أو الحكم عليهم بالاعدام. وتريد بريطانيا ترحيل الرجلين استنادا الى مخاوف تتعلق بالامن القومي. غير أن لجنة طعون الهجرة الخاصة في لندن قالت يوم الجمعة ان هناك مخاطر حقيقية من امكانية انتهاك حقوق الرجلين اذا أعيدا الى ليبيا. واضافت في حكمها « هناك أيضا مخاطر حقيقية من أن محاكمة الطاعنين الاثنين سترقى الى حد الحرمان الكامل من محاكمة نزيهة. » وأعربت الحكومة عن خيبة أملها ازاء الحكم وقالت انها ستطعن فيه. وقالت وزارة الداخلية « نعتقد أن التأكيدات المقدمة الينا من جانب الليبيين توفر ضمانات لمعاملة ملائمة للافراد الذين يتم اعادتهم وتؤكد أن حقوقهم ستحترم. » وتحتاج بريطانيا بموجب قوانين حقوق الانسان لضمانات من تلك الدول التي يتم ترحيل أفراد اليها بعدم اساءة معاملتهم. ووقعت بريطانيا اتفاقيات مشابهة مع الاردن ولبنان تقضي بعدم اساءة معاملة المرحلين. غير أن جماعات حقوق الانسان تقول ان الاتفاقيات التي يطلق عليها اسم مذكرات تفاهم لا قيمة لها. وكانت لجنة طعون الهجرة الخاصة قضت في فبراير شباط بامكانية ترحيل رجل الدين المتشدد أبو قتادة الى الاردن رغم احتمال أن يواجه محاكمة غير نزيهة. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 27 أفريل 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

دفاعا عن عزمي بشارة من أجل حق العودة للجميع :

 زهير الخويلدي
« لا تفعل لغيرك ما لا تريد أن يفعله الغير بك » بول ريكور جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة13:
1-     لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة. 2-     يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
على هذا النحو يكون حق العودة من الحقوق التي لا يمكن التصرف فيها والتي تكفلها القوانين داخل الدول وينصص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر يوم 10 ديسمبر سنة1948،غير أن البعض ردد إمكانية التفويت في هذا الحق عن الفلسطينيين وتحدث عن التعويض وتعلل بأنه مطلب مثالي لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع،فإلى أي مدى يجوز لهم أن يفعلوا ذلك؟ وهل من المعقول أن نمكن سكان الداخل من السلطة على الأرض والهوية ونحرم المهجرين إلى الخارج والشتات من المواطنة والانتماء؟
في الواقع يجوز للدولة وان بتحفظ أن تستأثر لنفسها بحق استعمال العنف المادي المشروع وتحتكره من الأفراد ولا تبيح لهم  اللجوء إليه إلا بالقدر الذي تسمح به بينما تتكفل هي بإعادة توزيعه في شكل منظومات ردع وإرغام وذلك للخروج من حالة الفوضى إلى حالة التنظم،كما يحق للنظام العالمي أن يستعمل العنف المادي وان بشروط من أجل إنهاء حالة حرب الكل ضد الكل السائدة بين الحضارات والأديان ليتم إبرام عقد اجتماعي دولي يرسي السلم الدائم بين الشعوب ولكن ليس من حق أي كان وتحت أي شروط أو تحفظات وخاصة نظام سياسي يزعم أنه يستمد شرعيته من إرادة عامة وشراكة والتزام بالقوانين الدولية أن يمنع مواطن من أن يتمتع بشخصيته القانونية وأن يعود إلى وطنه متى شاء سواء كان هذا المواطن خالد مشعل أو عزمي بشارة لأن عودة هؤلاء إلى أرضهم هي قضية تهم الشأن الفلسطيني وتساهم في توطين أركان السلطة وتفرض الأمن والتنظم والسلم. ألم يرد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 6 ما يلي: لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية،فكيف نعطي للبعض هذه الشخصية ونصادرها عن البعض الآخر دون أي وجه حق؟
هذا التمسك بحق العودة له ما يبرره في فلسفة حقوق الإنسان لأن:
–         حق العودة هو حق طبيعي وهو مرتبط بحق البقاء أو المحافظة على الذات والذي يمكن صياغته على النحو التالي:مادام لكل إنسان الحق في البقاء فلابد أن يمنح أيضا حق استخدام الوسائل التي تضمن له هذا البقاء وذلك بتمكينه من العودة إلى دياره ووطنه وأرضه فهي أهم الوسائل التي له الحق في المطالبة بها قصد ضمان البقاء. –         حق العودة هو حق قانوني يكتسبه الفرد كمواطن ضمن الدولة  وينبغي على الحاكم أن يوفره لجميع المنتسبين للإرادة العامة التي بايعته بالإجماع وآيتنا في ذلك أن غاية الدولة ليس تخويف الأفراد وحكمهم بالقوة والترهيب بل تحريرهم من الخوف و ضمان حريتهم ومساعدتهم عل تنمية قدراتهم على التفكير والفعل في الوجود من أجل تحقيق حفظ الكيان. –         حق العودة هو حق أساسي تتمسك به مؤسسات المجتمع المدني وتدافع عليه ضد أي تفويت أو اعتداء من قبل الدولة أو مصادرة من قبل جهات أجنبية لم تتصدى لها أجهزة الدولة دفاعا وحماية ويرجع هذا الحق إلى ما قاله جون لوك في كتابه في الحكم المدني: » يحتفظ سكان أي بلد من البلدان تحدروا من صلب قوم قد غلبوا على أمرهم، واستمدوا حقهم بتملك أراضيهم منهم وفرضت عليهم حكومة ما من دون موافقتهم الحرة، بحق التمتع بممتلكات أجدادهم رغم امتناعهم عن الموافقة الحرة على الحكومة التي فرضت شروطا صعبة على أصحاب تلك البلاد بالقوة. » من هذا المنطلق لا يجوز تحت أي شرط التنازل عن حق العودة لأن ذلك معناه التنازل عن الكرامة الإنسانية التي يتقاطع في التأكيد على قدسيتها كل من الطبيعة والدولة والمجتمع المدني إذ يصرح جان جاك روسو: »أن نتنازل عن حريتنا هو أن نتنازل عن ما فينا من إنسانية ». لكن هل يجوز أن نحرم صاحب الحق من التمتع بحقه؟ ومن هو صاحب الحق؟
 المفكر والسياسي الفلسطيني  عزمي بشارة مثلا صاحب حق لا لأنه مواطن من سكان 48 الأرض العربية المحتلة ولا لكونه منتخب بطريقة ديمقراطية ويمثل السكان العرب في الكنيست الإسرائيلي بل لأنه بالأساس شخص معنوي ينبغي أن تحترم كرامته كإنسان ويعترف بشخصيته القانونية ضمن أي دولة ينتسب إليها حتى وان كانت دولة استيطانية غاصبة وحرمانه من حقه في العودة وتلفيق التهم إليه ومقاضاته من أجل مواقفه وتوجهاته السياسية المنتصرة للقيم التقدمية ومناداته بالإنصاف والمساواة ومناهضته للتمييز ورفضه للجدار العنصري وأسلوب الكينتونات القروسطي هو اعتداء على أبسط القوانين والتشريعات التي يستند عليها هذا الكيان ويستمد منها مشروعيته ويتباهى بها أمام العالم اعتقادا منه أنه يتبع منزعا ديمقراطيا وأن البلدان العربية أنظمة شمولية توريثية ليس من حقها مطالبتها بالالتزام بالديمقراطية عند التعامل مع قضية عزمي بشارة وحجته في ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه وكما تكونوا يولى عليكم وبما أنكم لستم ديمقراطيين مع بعضكم البعض فيجوز للديمقراطيين أن يعاملوكم بطريقة غير ديمقراطية. غير أن مثل هذا التبرير هو تبرير فاقد للحجة لأن الحكومة الفلسطينية السابقة هي حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية بشهادة كل المراقبين وتمت محاصرتها وإفشالها ووأدها في المهد حتى لا يتربى أي مجتمع عربي على القيم الحضارية الأصيلة وقد ساهم الجميع بما فيهم الأنظمة العربية والنظام الدولي في تعطيل عمل هذه الحكومة ليبينوا للجميع أن القوانين يمكن أن نتعامل معها بسياسة المكيالين.
فهل يقبل حق العودة التعويض؟ وبماذا يمكن أن نعوض صاحب حق العودة؟ وهل ما يقع مقابلته يكون في نفس قيمة الحق المتنازل عنه؟
حق العودة هو حق مشترك بالنسبة لمن هم في المهجر والشتات لم يرتكب المحرومين منه أي ذنب  ويتحمل فيه المسببين للحرمان مسؤولية كاملة فهم ألزموا ضحاياهم بحتمية تحمل العقوبة ولم يلزموا أنفسهم حتى جبر الضرر ويشاركهم في ذلك من والاهم من الداخل من أجنحة السلطة المتصارعة والذين يروجون عن سوء النية بعض الفتاوى اللاأخلاقية البراغماتية التي تؤكد على ضرورة التضحية ببعض المجموعات من أجل تحقيق مصلحة عدد أكبر من الناس وليخسر أقلية الخارج الرهان من أجل أن يربح أغلبية الداخل ويؤمنون مستقبلهم ضد الأخطار المحدقة بهم من كل جانب ويسمون ذلك حيطة واستكشاف للخوف وطلبا للتكافل وبحثا عن السلامة، غير أن هذه الدعوى البراغماتية هي متهافتة بدورها لأنها تجعلهم يهربون من تحمل المسؤولية ويشاركون الجلادين في الإدانة وينظرون إلى الضحايا كمذنبين ولا يحكمون على الأفعال من جهة ما يترتب عنها من أضرار للآخرين وفهموا خطأ أن إرضاء الأغلبية يقتضي التضحية بما من شأنه أن يرضي الأقلية  وتعمدوا معاملة بعض الأفراد من بني جلدتهم كوسائل لمصالحهم لا كغايات ولم يحترموا الطرف الآخر المساوي لذواتهم ونسوا أن الفعل الأخلاقي التام هو ذلك الذي يعامل الإنسانية في أي شخص كغاية ولا كوسيلة وأن الديمقراطية الاندماجية تتطلب أن يقع قسمة الثروة والنفوذ والحقوق على نحو صحيح ومنصف بين جميع المواطنين تبعا لمبدأ الاستحقاق.
إن المخرج الوحيد والمعقول بالنسبة لقضية المهجرين بغير حق سكان المخيمات في لبنان وسوريا والأردن والذين يتعرضون للاضطهاد والتقتيل في العراق والتمييز والانتقاص من الحقوق في بقية الدول هو معاملتهم كمواطنين عرب ومسلمين طبقا للإطار القانوني للجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي أولا ثم الضغط على المجتمع الدولي والهيئات الأممية من أجل إعادتهم إلى ديارهم وأراضيهم أو على الأقل السماح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة حتى وان كان ذلك سيزيد الوضع الإنساني كارثية وسوء.
علاوة على ذلك ينبغي أن نكف عن المطالبة بتوطينهم حيث هم أي في الدول التي يوجدون فيها ويجب التوقف عن الحديث عن التعويض لأن ما يخسرونه عندما يقع حرمانهم من حق العودة ليس شيئا ماديا يمكن تعويضه بل هو سيخسرون سبب وجودهم وقيمة حياتهم وذلك أمر معنوي وإنساني لا يقبل التقسيم لأن الحق في الكرامة هو الحق الذي تنبع منه جميع الحقوق الأخرى وهذا الأمر هو من الأمور التي لا تعادلها ثروات العالم والحر هو من يؤثر رغيف الخبز اليابس والحرية على حياة الرفاهة المعولمة والذل.
إن ما يثير مفارقة ويبعث على الدهشة حقا هو أن المنتظم الأممي يغض الطرف عن حملات الهجرة نحو إسرائيل وبناء المستوطنات في الضفة وصحراء النقب والجولان المحتل ومزارع شبعا ويعتبر ذلك أمرا مشروعا من جهة ويطالب الزعماء العرب سرا وعلنا بإسقاط حق العودة أو حذفه من مبادرة السلام مع إسرائيل في القمة الأخيرة،فهل هذه عدالة من منظور الأمم المتحدة أم أنها أمر فوقي من منظور الولايات المتحدة وإسرائيل يجب على العرب أن يخضعوا له؟ ألا تسقط هذه السياسة الداروينية الجديدة التي تؤمن بالصراع من أجل البقاء وقانون الانتخاب الطبيعي في مستنقع الإرهاب المضاد وفي فخ الشوفينية المستوردة من قلاع الشمولية؟
ألا يؤجل هذا الخلل أي حسم للخلاف ويهدد استقرار أي مجتمع ينشد الديمقراطية في المنطقة؟ أليست الحكمة تقتضي أن نعامل الآخرين بما نعامل به أنفسنا؟كيف ننظر إلى الفلسطيني أنه مذنب في كل شيء ونطلب منه أن يكون مسؤولا عن كل الناس طالما أننا نعتقد أن سلام المعمورة برمتها يمر عبر تنازله عن حقوقه في دولة ذات سيادة وعن القدس كعاصمة لها وعن العودة إلى أرضه مقابل لقمة عيش تؤمنها بالصدفة وكالات الإغاثة الأممية؟
 ربما لا يفهم البعض من منظري اليمين النيولبرالي أنهم يتعاملون مع قوم يعتقدون في الكرامة قبل الخبز وقد تجوع فيهم الحرة ولا تأكل من ثدييها وأن مؤامراتهم أهون من بيت العنكبوت فرجل حر مثل عزمي بشارة ذلك المثقف العضوي وفيلسوف المجتمع المدني ستظل جرأته تلعن أعدائه إلى أبد الآبدين وستبقى قضيته ساخنة حية في وجدان كل مؤمن بها وسيكتب اسمه في سجل التاريخ المشرف يتباهى به الكبار والصغار، ألم يقرأ هؤلاء ما كتبه فيلسوف احترام الآخر ليفيناس: »نصير مسؤولين عن الضرر لأننا قبل كل شيء مسؤولون عن الآخر »،فيا ترى أي احترام للآخر سيكون وهم قد يتسببون له  في ضرر غير قابل للتعويض أو عاهة مستديمة بحرمانه من حق العودة؟ ألا ينبغي للعرب أن يناصروا من آمن بقضيتهم وعرض حياته للمخاطر بدرجة تفوق أفضل مثقفيهم وعلمائهم؟
* كاتب فلسفي


وجهة نظر اقتصادية

إنعكاسات الإرهاب على الاقتصادات المغاربية

سمير صبح (*)     بغض النظر عن تصريحات الطمأنة والتقليل من أهمية تأثيرات الأعمال الإرهابية على اقتصادات بلدانهم، يقر المسؤولون المغاربيون في الجلسات غير الرسمية وغير العلنية، بالتهديدات التي تشكلها هذه الظاهرة على عملية النمو بمجملها. في هذا السياق، يرى خبراء «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE»، كذلك مؤسسة ضمان الصادرات الفرنسية «كوفاس»، أن الانعكاسات الثانوية لهذه المآسي يمكن أن تربك مَسارات اقتصادات دول شمال أفريقيا. هذه الأخيرة، التي تمكنت في السنوات الأخيرة من إحداث نقلات نوعية – ولو وفق أسنان المنشار – على مستوى الانفتاح والتحرير وحتى التحديث لقوانينها ومؤسساتها. ويتساءل هؤلاء الخبراء في ما إذا كانت معدلات النمو للعام 2006 البالغة بالنسبة الى المغرب 8.1 في المئة، وتونس 5.8 في المئة، والجزائر 4.8 في المئة، ستزيد كما كان متوقعاً قبل العمليات الإرهابية الأخيرة التي هزت الجزائر العاصمة ومدينة الدار البيضاء المغربية، أم انها ستكون قابلة للتراجع بفعل تخوف المستثمرين والسياح على حد سواء. يمكن الإشارة الى أنه حتى هذه اللحظة، لم تشهد هذه الاقتصادات ردات فعل سلبية مباشرة ولافتة. فعلى رغم التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الجزائري، عبدالعزيز بلخادم، من أن هذه الضربات يمكن ان تؤثر في شكل أو في آخر على جذب الاستثمارات الخارجية وتموضع الشركات الأجنبية في البلاد، إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث حتى الآن. إذ لا يزال تدفق ممثلي هذه المجموعات على حاله، كما لا تزال فنادق العاصمة والمدن الكبرى مزدحمة بهم. كذا الحال بالنسبة الى المغرب، البلد السياحي بامتياز، حيث لم يُعلن بعد العمليات الإرهابية الفاشلة الأخيرة عن إلغاء حجوزات رجال الأعمال والسياح الأجانب، لا في المدينة الاقتصادية المستهدفة ولا في بقية المدن السياحية مثل مراكش وأغادير وطنجة أوغيرها. وسحب هذا الوضع نفسه أيضاً على تونس، التي لم يتأثر اقتصادها بما جرى في دول الجوار. على أية حال، فإن الدول المغاربية الأقل أمناً ستعاني من دون أدنى شك، صعوبات لناحية جذب الاستثمارات الخارجية المباشرة، كذلك الخبراء الذين تحتاج إليهم لمواكبتها في إنجاز مشاريع التنمية التي تضطلع بها منذ سنوات. فخيارات زيادة الاستثمار المحلي يمكن، والحال هذه، أي مع انعدام الأمن والتهديدات الإرهابية، أن تؤجل. كما وتصبح النفقات الأمنية والعسكرية من الأولويات على حساب الاستثمار المنتج، مع كل ما يرافق ذلك من خطر التأثير السلبي في الحسابات العامة وارتفاع معدلات الفوائد. ويشير أحد التقارير الذي أعدته أخيراً «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادي»، الى أن زيادة النفقات الأمنية بنسبة 1.5 في المئة من ناتج الدخل القومي يترجم بخفض الانتاج بمعدل 0.7 في المئة على مدى السنوات الخمس القادمة. وخلال النقاشات التي دارت خلال الحلقة الدراسية التي نظمها بعد أحداث الجزائر والدار البيضاء مصرف فرنسي متخصص بتمويل المشاريع والمشاركة بالإشراف على عمليات التخصيص في دول المغرب العربي، ظهر توافق شبه تام بين المحاورين من ممثلي مصارف ومؤسسات وشركات وساطة مالية عدة، حول بروز حال من البرود والتردد بالنسبة للاستثمار في دول هذه المنطقة. ويرى البعض الذي رفض الاقتناع بأن هذه الأحداث هي معزولة عن بعضها، بأن اقتصاد المملكة المغربية سيكون الخاسر الأكبر في حال استمرار هذه العمليات الإرهابية. ذلك، لأن هذا البلد هو الذي بذل الجهود الكبرى مقارنة مع جيرانه لتنمية اقتصاده بالسرعة المطلوبة، وبنى على ذلك آمالاً ورهانات كبيرة. فالمغرب الذي أطلق برنامجاً طموحاً لتحديث اقتصاده بدءاً من العام 2004، يسعى لأن يصبح في العام 2010 قطباً ونموذجاً يحتذى به في محيطه. انطلاقاً من هنا، يمكن تفسير أبعاد الاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية مثل: توسعة مرفأ طنجة (ما يتعارف على تسميته بطنجة – ميد)، وربط المناطق بالطرق السيارة، وإقامة مناطق صناعية و «أوف – شور» تسمح بتمركز الشركات الأجنبية الكبرى التي تنوي نقل أجزاء من أنشطتها الى الخارج. هذه المشاريع التي لا يمكن لها أن تبصر النور إلا بمساعدة الرساميل الأجنبية والعربية، الخليجية منها تحديداً التي تزداد وتيرتها على رغم العمليات الإرهابية الأخيرة. في هذا الإطار يرى رئيس مؤسسة الكوفاس، أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال، إعادة النظر في هذه الاستثمارات في المدى القصير. في المقابل، يرى بعض الخبراء في الاتحاد الأوروبي بأن العائدات من السياحة التي تمثل نحو 11 في المئة من ناتج الدخل القومي للمغرب، يمكن ان تتأثر جدياً بالعمليات الإرهابية خصوصاً إذا ما زادت حال الاستنفار الأمني الميداني والحملات الإعلامية المستمرة كما هو حاصل الآن. مع ذلك، لا تزال الوكالات العالمية لتقييم المخاطر الاقتصادية والمالية على غرار «ستاندرد أند بورز» أو «موريز» تمنح تصنيف A4 لكل من الجزائر والمغرب. ما يعني عملياً أن وضعهما لناحية تسديد المتوجبات والمستحقات، الموصوف غالباً بالمعتدل، يمكن ان يتأثر بالتالي ببيئة اقتصادية وسياسية قابلة للتدهور. لكن الفرضية القائلة ان يؤدي ذلك الى تأخر في التسديد، تبقى في الحدود المقبولة. تجدر الإشارة هنا الى ان الجزائر التي تحقق إيرادات هــائلة من مصادر طاقتها (مداخيل شركة «سوناطراك» وحدها للفصل الأول من 2007، وصلت الى نحو 10 بلايين دولار)، والتي سددت غالبية احتــياطاتها من العـملات الأجنـبـــية الـ65 بليــــون دولار، يمكـن لهـا أن تــواجـه تراجع حجم الاستثمارات الخارجية والاستمرار بتنفيذ مشاريعها التنموية التي رصدت لها ما يقارب لـ100 بليون دولار. فالمشكلة التي تعاني منها الجزائر والتي تزعج الى حد كبير المستثمرين الأجانب تتعلق بسوء إدارة الاقتصاد بمجمله. الأمر الذي تتوافق عليه غالبية ممثلي المجموعات الصناعية والمالية والتغطية الأجنبية التي تعمل اليوم في الجزائر. ويذهب هؤلاء أبعد من ذلك للقول إن العمليات الإرهابية ليست العامل الأساس الذي سيعيق تدفق الاستثمارات في المرحلة المقبلة، لكنه التخوف من إجراءات متسرعة كالتي فرضت على شركات النفط والغاز مثل إحداث الضريبة على أرباحها والرجوع عن القانون القاضي بفتح قطاع الطاقة أمام الاستثمار الأجنبي… ومن العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد العرقلة بنظر هؤلاء، عدم القدرة على التغلب على البيروقراطية المتجذرة والرشوة. ذلك، على رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات المختصة لإزالة هذه الآفة التي تسمم أجواء الأعمال في البلاد. أما بالنسبة الى تونس، فالوضع يختلف كلياً نظراً الى نجاح هذا البلد الصغير في منطقة المغرب العربي في استباق العمليات الإرهابية وإفشالها قبل حدوثها، كذلك، الالتفاف على مخاطر هذه الظاهرة منذ أكثر من عشر سنوات. ففي حين يركز خبراء «الكوفاس» والاتحاد الأوروبي على تأثيرات هذه العمليات في كل من المغرب والجزائر، إلا أنهم يبدون أقل حذراً وأكثر تفاؤلاً بالنسبة الى تونس. (*) كاتب لبناني. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)  


ما بين الانتخابات المجازية والانتخابات الحقيقية

د. عبدالوهاب الأفندي (*) (1) يكاد العالم كله يتواطأ بالصمت حول انتخابات البرلمان السوري التي جرت الأسبوع الماضي، بينما انشغل بانتخابات نيجيريا وفرنسا وغيرها. والسبب لا يخفي، وهو أن تسمية ما جري في سورية بالانتخابات هو من قبيل المجاز. ذلك أن فكرة الانتخاب تعتمد في جوهرها علي أن يوجد هامش من عدم الثقة في النتائج، وأن يكون هناك تنافس وفرصة اختيار للناخب. أما حين تكون المقاعد موزعة سلفاً، والمرشحون تم اختيارهم، إن لم نقل تعيينهم، وحين يمنع المعارضون من مجرد المشاركة، ولا يكون هناك أي مجال للتنافس علي كسب صوت الناخب عبر عرض البضاعة الحزبية أو الشخصية عليه، وتصبح الانتخابات مثل عدمها. (2) بالمقابل كان هناك اهتمام دولي باستفتاء مصر الأخير علي التعديلات الدستورية رغم أن الوضع في الحالين واحد. ما سمي بالاستفتاء تم طبخه وتوضيبه سلفاً، ولم يكن من المهم أن يشارك الشعب أولا يشارك. أما المجالس التشريعية المجازية بدورها فإنها لم تغير حرفاً في التعديلات بالجملة التي تعرض لها الدستور، بينما يحمد للحكومة أنها استحت وقالت ان الحضور في الاستفتاء كان 27% ولم تقل 90%. هذا مع أن المعارضة والمراقبين يجزمون بأن المشاركة لم تزد علي خمسة بالمائة. وحتي إذا صدقنا إحصاءات الحكومة فإن النتيجة هي أن حوالي 80% من الناخبين رفضوا التعديلات حين قاطعوا الانتخابات أو صوتوا بلا. ولكن الحكومة التي لم تكن تلتزم بالدستور أصلاً ولن تلتزم به وهو معدل لا تبالي. ومعها حق، لأن السكوت رضا. (3) لا بد أن نشكر للحكومة الأمريكية وبعض الجهات الغربية التي نطقت وتحفظت علي هذه المسرحية التعديلاتية. ولا شك أن البعض من سر هذا الاهتمام هو أن مصر تأخذ معونات من أمريكا وسورية لا تأخذ. ومصر عند أمريكا أهم من سورية. والإدارة الأمريكية قد ذاقت الأمرين في السابق من الحلفاء الذين يركبون رأسهم فتنهار الأنظمة علي رؤوسهم، ثم تدفع أمريكا الثمن كما حدث لها في فيتنام واثيوبيا وإيران ونيكاراغوا وغيرها. ولهذا لا تريد أن تلدغ من نفس الجحر للمرة الألف، وهي علي كل حال تخجل من بجاحة مثل هؤلاء الحلفاء وقلة اكتراثهم حتي بالتمثيل الجيد. (4) في الأسبوع الماضي انشغل العالم بالانتخابات الحقيقية، كمثل تلك التي جرت في نيجيريا يوم السبت، وكانت هذه أول مرة تشهد فيها نيجيريا انتقال السلطة من رئيس منتخب إلي آخر، إذ لم يحدث أن أمهل الانقلابيون من قبل حكومة منتخبة حتي تكمل دورتها. هذه المرة أكمل الرئيس المنتخب دورتين، ولم يتبع النصيحة العربية بتعديل الدستور حتي يصبح حاكماً مؤبداً (والحمدلله علي عزرائيل الذي لا يقبل الرشوة ولا يلتزم بدساتير الترزية)، بل سلم الحكم طائعاً لخلفه الذي يمكن من أقربائه، بل كان مواطناً من ديــــــن آخـــر وإقليم آخــــر ومجمــــوعة عرقية منــــافسة، كمــــا يقضي بذلك التوافق الذي يتطلب تداول الرئاسة بين المجموعات العـــرقية الثـــلاث الكـــبري في نيجيريا. (5) انتخابات نيجيريا شابتها الكثير من الممارسات غير السليمة. والمعروف أن نيجيريا من أكثر دول العالم إصابة بوباء الفساد، حيث تتعرض المليارات من عائدات النفط للسرقة كل عام، كما أن معظم المسؤولين كباراً وصغاراً متهمون بالتورط في فساد من نوع ما. ولكن مع ذلك لا توجد مقارنة إطلاقاً بين ما حدث في نيجيريا وبين ما جري في مصر وسورية من مهازل. فالبلاد تتمتع بحرية كاملة للصحافة وتشكيل الأحزاب. والناخبون تمتعوا بحرية الاختيار، وقد اختاروا بأغلبية ساحقة رئيساً مسلماً من الشمال ليحل محل رئيس مسيحي من الجنوب حكم لأكثر من ثمانية أعوام بلداً أغلبية سكانه مسلمون. وهذا يعني أن كل ما تتعلل به نخبنا من أعذار حول استحالة تطبيق الديمقراطية في البلدان العربية لا أساس لها إطلاقاً. (6) وإذا كنا نحتاج إلي دليل آخر فإن انتخابات موريتانيا التي انعقدت خلال الأسابيع الماضية، وهي أول انتخابات ديمقراطية حقيقية في بلد عربي منذ انتخابات عام 1986 في السودان، دحضت كل حجة لمن يدعون أن الشعوب العربية غير جاهزة للديمقراطية. موريتانيا لا تعتبر من أكثر الدول العربية تأثراً بالحداثة، ومع ذلك فإنها تفوقت علي دول أعرق في الديمقراطية حين قرر المسؤولون هناك التوقف عن شن الحرب ضد الشعب وعدم الوقوف في وجه الخيارات الحرة للجماهير. وبالتأمل فإن هذا الموقف هو الطبيعي والأسهل، بدلاً من ادعاء الوصاية علي الأمة من فئة غالبية المجتمع أكثر فهماً وعلماً، وأقوم خلقاً منها بمسافة شاسعة. (7) الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي انعقدت جولتها الأولي الأسبوع الماضي سلطت الضوء علي جوانب أخري من العملية الديمقراطية، أولها هو أن العملية الديمقراطية، وخاصة الجانب الانتخابي منها، كثيراً ما تستنفر وتستدعي أقل التوجهات نبلاً في الناس والمجتمع، كما نري في التنافس بين أقطاب اليمين علي إرضاء النزعات العنصرية، أو كما نري في معظم الديمقراطيات الغربية، خاصة الولايات المتحدة، من تهافت علي إرضاء لوبيات المال أو بارونات الإعلام. من ناحية أخري فإن انتخابات فرنسا تكشف عن حدود دور الانتخابات في العملية الديمقراطية، خاصة من حيث أن الانتخابات ليست مصممة لحسم كل القضايا، خاصة القضايا الكبري. فعلي سبيل المثال لو أن المرشح اليميني المتطرف جان ماري لوبن نجح في الانتخابات فإن هذا سيشكل تهديداً خطيراُ للعملية الديمقراطية، مما يستدعي إيجاد آليات مركبة، سياسية واجتماعية وقانونية لتعويق مثل هذه النتيجة. وأخيراً فإن الانتخابات الفرنسية تذكر بأن الانتخابات رغم كل شيء تشجع الاعتدال والوسطية، كما نري من تنافس المرشحين، بغض النظر عن توجهاتهم، علي كسب الأغلبية التي لا تستسيغ التطرف يميناً أو يساراً. (*) كاتب وأكاديمي من السودان (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)  


ترتيبات زواج لتوفيق رأسين في الحلال. العريس يتعهد بالإنفاق والعروس أرملة او إبنة شهيد

الوقف السني العراقي يقود مشروعا طموحا لزواج السترة بالتعاون مع أخوان الأردن

بغداد ـ عمان ـ القدس العربي تتابع حلقات خبيرة في التيارات الاسلامية في كل من العراق وسورية والاردن وفلسطين باهتمام بالغ هذه الايام مشروعا طموحا قررته المؤسسات السنية الاساسية في العراق ووافقت عليه المؤسسات الرفيقة في البلدان المشار اليها تحت عنوان (زواج السترة). وتهتم الشخصيات السنية الوقفية اهتماما بالغا بهذه القضية حيث تعمل وفقا للمنظور الشرعي باتجاه توفيق راسين بالحلال بهدف انقاذ عائلات باكملها فقدت معيلها سواء في العراق او حتي في فلسطين خصوصا بعدما رفضت المئات من زوجات الشهداء في البلدين طلب المساعدة المادية في أي مكان ومن أي جهة. وتقوم شخصيات اسلامية مهمة في بغداد وعمان هذه الايام بتيسير سبل الارتباط الشرعي والزواج بين مواطنين قادرين علي رعاية مصالح بعض الاسر العراقية المكلومة وكذلك الفلسطينية وبين زوجات وارامل وبنات بعض الشهداء في العراق وفلسطين خصوصا من اللائي تقطعت بهن السبل وفقدن المعيل بسبب ماكينة الحرب الامريكية والاسرائيلية. ويفضل الاسلاميون في هذه البلدان ابقاء هذا الامر في ظل الاحداث لكن عمليات ممنهجة للتزويج الشرعي تجري حاليا في البلدان الثلاثة بقصد رعاية اسر الشهداء وتوفير الاقامة لهم وتغطيتهم اقتصاديا خصوصا في البلدان المستقرة. وتقول مصادر القدس العربي في بغداد بان مؤسسات الوقف السني تسجل قوائم باسماء زوجات وبنات الشهداء الذين سقطوا في العمل العسكري من اللواتي يقبلن فكرة زواج السترة حيث يتم بعد الحصول علي موافقة الطرفين وايجاد العريس المناسب والمستعد تدبير شروط الاقامة والتنقل وعقد القران في دمشق علي الاغلب ثم توثيق العقود التي تنجز في المحاكم الشرعية سواء في عمان او في المدن الفلسطينية. ويشترط المسؤولون عن هذا المشروع في من يقبل بالزواج لله تعالي توفر القدرة المالية والموافقة المكتوبة علي اعالة جميع افراد عائلة الشهيد العراقي او الفلسطيني وليس فقط جزء من العائلة، ويبدو ان عقود قران تحت عنوان (زواج السترة) ابرمت بالفعل في العواصم المعنية خصوصا في ظل الحالة المأساوية لعوائل بعض الشهداء في العراق وفلسطين. وتتعاون مع الوقف السني العراقي في هذا الاتجاه شخصيات محسوبة علي جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وكذلك جمعيات خيرية تتبع حركة حماس في الاراضي الفلسطينية، ويتم دائما تقديم عروض الزواج للأرامل او الفتيات الاكثر فقرا والاسوأ حالا والمستعدات لزواج السترة من ذوي شهداء وعوائل الذين سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي او الامريكي او حتي رصاص جيش المهدي في العراق، خصوصا وان فرقة في جيش المهدي تخصصت في تصفية وقتل العراقيين السنة الذين تزوجوا في الماضي من عراقيات شيعيات. ويبدو ان هذا البرنامج المتفق عليه يحقق في بروفاته الاولية نتائج ايجابية في قياسات التيارات الاخوانية حيث يتم احتواء بعض العائلات المحتاجة والتي تتألف من اطفال صغار فقدوا معيلهم بدون وجود عائلة ممتدة تؤمن الحماية. وتعتبر الجمعيات الخيرية التابعة للاخوان المسلمين في عمان وحركة حماس في غزة خبيرة جدا في مجال زواج السترة فهو اسلوب معتمد منذ عشرات السنين خصوصا في الساحات التي يقتل فيها المسلمون، وكانت مشاريع مماثلة قد انتهت بزواج اردنيين وفلسطينيين في الاردن من مسلمات بوسنيات او شيشانيات تقطعت بهن السبل وحصلن علي الحماية اللازمة. ويقدم العريس في مثل هذه الاحوال ضمانات شفوية ومحدودة ويتمتع علي الاغلب بملاءة مالية فيما تيسر شخصيات مهمة في المجتمع ترتيبات الزواج من هذا النوع املا في سترة مئات العائلات. ومن جهة موازية طور الاسلاميون في الاردن ولاول مرة في تاريخهم مشروعا خاصا ومثيرا للتثقيف الجنسي في صفوف الفتيات والنساء حيث عقدت اجتماعات وورش عمل تحت عنوان التثقيف الجنسي للمتدينات والمحجبات في اكثر من اطار ومكان برعاية مباشرة من جمعية العفاف الاسلامية التي تعتبر واحدة من اهم الجمعيات الاردنية المعنية بالزواج الشرعي. وهذه هي المرة الاولي التي تطرح فيها مؤسسات الاخوان المسلمين ملف الثقافة الجنسية حيث تجتمع النساء للتكلم بصراحة عن الموضوع الاكثر حساسية في المجتمع الاردني المحافظ، وتستمع مختصات من المحجبات لشكاوي وملاحظات واستفسارات المشاركات في دورات التثقيف الجنسي وذلك في اطار البرنامج الخاص بمكافحة الامراض الجنسية ومرض الايدز وممارسات الجنس غير الصحية كما تقول الملحقات الاعلامية لهذا المشروع. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)  

جيل من الشابات المسلمات ينقلن الاناقة الإسلامية الي شوارع المدن الاوروبية

باريس ـ روتردام (هولندا) ـ رويترز: يرتدين سراويل الجينز الضيقة ويلبسن الاثواب والحجاب الملفوف بعناية.. انهن جيل من الشابات المسلمات اللاتي يضعن بصمتهن علي ثقافة الشارع الاوروبي ويظهر تأثيرهن علي الاتجاه السائد للموضة. انهن بنات المهاجرين المسلمين الي اوروبا من تركيا او المغرب العربي ويقلن انهن مهتمات بالاناقة بقدر اهتمامهن بالالتزام بالزي الاسلامي ويسعين لمزج الاناقة المعاصرة مع خلفيتهن الدينية والعرقية. وقالت ماهيكا (24 عاما) التي تعيش في باريس اتش اند ام وكل المتاجر الفرنسية أخذت خطوط أزيائنا . وهي تري ان التأثير الاسلامي يظهر في الاتجاه الحالي لارتداء الاثواب علي سراويل الجينز وارتداء أكثر من طبقة من الملبوسات النسائية. وذكرت ان التسوق لشراء الملابس أصبح أكثر سهولة، فالشابات المسلمات أصبح بمقدورهن شراء كل مستلزماتهن من الملابس من المتاجر الرئيسية اذا أردن ذلك. واتفق معها في الرأي الكثير من نظيراتها، لكن متحدثة باسم شركة هينيس اند موريتس قالت ان مجموعات أزياء الموسم الحالي لم تستلهم خطوط الازياء الاسلامية علي وجه خاص. وقالت بشري سيد (20 عاما) وهي طالبة تدرس في روتردام أجد سهولة كبيرة في العثور علي الملابس. تجد في البلد كل الاصناف. الامر يتعلق بتوفيق الملابس وقد أصبح أكثر سهولة لانك تري تأثير موضتنا علي الخط العام للموضة . وأضافت أنا مسلمة لكنني أيضا مهتمة بالموضة وأريد دمج كل هذه الاشياء . وترتدي بشري حجابا بنيا داكنا تلفه بعناية حول رأسها ورقبتها وقميصا لونه أزرق داكن وسترة بلا أكمام من قماش التويد الرمادي وتنورة تنسجم معها تصل الي الركبة فوق سروال من الجينز. وتبتعد رؤية بشري بشكل شاسع عن الثوب الاسود الفضفاض وأغطية الرأس الطويلة التي ترتديها النساء المسلمات الاكثر تقليدية التي تخفي تماما معالم الجسم. وقالت بشري بالنسبة لي المهم ان أغطي جسدي ماعدا الكفين والقدمين والوجه. وفي هذا الاطار يمكنني ارتداء ما أشاء لكن ينبغي ألا يكون ضيقا او قصيرا . وتابعت أمي وصديقاتي وأقاربي متحمسون للغاية ولم اضطر للدخول في معركة علي الاطلاق حول اسلوبي الخاص في الاناقة . وبشري من بين خمس نساء أصدرن معا مجلة ام.اس.ال.ام المخصصة لازياء المسلمات وتصدر باللغات الهولندية والفرنسية والانكليزية وتهدف الي مساعدة الفتيات المسلمات علي ارتياد عالم الموضة والازياء بما يتفق مع أسلوبهن، فعلي سبيل المثال تعرض طرقا جديدة لتغطية الشعر منها قبعات البيسبول او القلنسوات او الاوشحة القصيرة المطرزة. وعنوان المجلة التي صدر منها عدد واحد فقط مستوحي من كلمة مسلمة باللغة الهولندية ام.اس.ال.ام ويلعب أيضا علي الحرف الاول من مقاسات الملابس المتوسطة والصغيرة والكبيرة. وقالت مصممة الازياء الهولندية ايزيس فاندراغر للمجلة هناك عدد متزايد من الشابات يستكشفن الحدود بشأن ارتداء الحجاب والتمتع بالجاذبية. انهن يعوضن ارتداء الحجاب بمظهر شديد الجاذبية وأسلوب تجميل معبر وكعوب أعلي . كما نظمت النساء الخمس معرضا للازياء في روتردام صاحب صدور المجلة عرضت فيه أزياء من ابتكار مصممين هولنديين مع الحفاظ علي سمات الملبس الاسلامي. عرض علي دمية العرض ثوب أسود بشريط محكم علي الرقبة بلا ظهر ولا أكمام يلبس تحته لباس ضيق من الدانتيل الاسود يغطي الظهر والذراعين والقدمين. وقالت المصممة الهولندية مادا فان غانز وهي تبتسم أري فتيات مسلمات يرتدين ملابس ضيقة للغاية هذه الايام ففكرت لم لا أصنع لباسا تحتيا ضيقا . كان في المعرض أيضا سراويل جينز من تصميم شركة صنع الملابس الايطالية القدس وهي مصممة خصيصا للمسلمات بقصة فضفاضة وكثير من الجيوب مما يجعل استخدامها أيسر أثناء الركوع والسجود في الصلاة وحفظ الساعات والخواتم وغيرها من الحلي أثناء الوضوء. وقالت سوزانا كافالي مديرة الشركة صاحبة هذه العلامة التجارية عبر الهاتف من ايطاليا لا يقتصر شراء سراويل الجينز علي المسلمات وحدهن الان. انه منتج جيد في مجال الموضة في المقام الاول. وهذا يعني ان نطاق جمهورنا يتنامي . وتعتقد النساء الخمس اللاتي وقفن خلف اصدار مجلة ام.اس.ال.ام والعرض المصاحب لها أن أزياء المسلمات في اوروبا قد يؤثر يوما علي نساء الشرق الاوسط وان كان ذلك لن يحدث الان. ويظهر عدد الشابات المسلمات في معرض أزياء اقيم في اطار مؤتمر سنوي للمسلمات الفرنسيات في باريس الاهتمام بخطوط الموضة من الشرق الاوسط حيث لايزال الاهتمام مرتفعا بالثوب التقليدي. وقالت أسماء بوهالوت عن الهدف من عرض الازياء انه لمساعدة النساء علي ارتداء أزياء وفقا لقواعد الاسلام وأيضا لتلبية الطلب . وأضافت انه في فرنسا، ذلك البلد الذي يتمسك بقوة بهويته العلمانية والذي يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، لا يوجد كثير من مصممي الازياء المسلمين. ويعمل مصممو وشركات الازياء في الخارج علي الاستفادة من هذه الفرصة للوصول الي الجمهور الفرنسي المسلم. كما تتيح التشكيلة المتنوعة من الملابس المعروضة ذات الالوان الزاهية مصدر الهام للنساء. وقالت نسيمة (18 عاما) وهي من اصل تونسي ما هو عصري يكون مبهجا وذو الوان نابضة بالحياة ومن أقمشة خفيفة وبوجه عام أطقم وغالبا سراويل . وتتفق معها في الرأي اوسلغوزي جكروم صاحبة أحد أجنحة البيع التي تبيع الاثواب التقليدية والحجاب. وقالت التصميمات التي تحظي باقبال هذا العام مطرزة بالخرز واللون برتقالي، حقا أي شيء يخطف البصر .  (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن)، الصادرة يوم 27 أفريل 2007)

جائزة « لوثرية » لمسلمة خلعت الحجاب بألمانيا

احمد المتبولي طالب عدد من قادة الأقلية المسلمة في ألمانيا بمنح المحجبات الحرية في الاحتفاظ بزيهن الخاص، مثلما تُمنح لغيرهن حرية خلع الحجاب في ظل مجتمع تحكمه القيم العلمانية التي تنادي باحترام الحريات الشخصية. جاء ذلك على خلفية تكريم اتحاد المدن اللوثرية في ألمانيا لسيدة مسلمة خلعت حجابها بمنحها جائزة تسمى « الكلمة الجريئة »، بدعوى أنها أسهمت في خلق نموذج يحتذى للمرأة المسلمة. وتقول دكتورة هويدا طرقجي، وهي طبيبة نساء محجبة وناشطة في العمل الإسلامي بألمانيا: إنها ترفض أي نداء يصدر لحض المرأة المحجبة على التخلي عن مظهرها الذي اختارته لنفسها، مشيرة إلى أن المضايقات التي تتعرض لها المحجبات في أوروبا أقل بكثير مما في بعض الدول الإسلامية. ولكنها اعتبرت في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » أن « خلع الحجاب أو الاحتفاظ به أمر خاص يقوم على حرية صاحبته في اتخاذ قرارها ». من جهته قال إبراهيم الزيات، رئيس التجمع الإسلامي، لـ »إسلام أون لاين.نت »: « لا داعي أبدًا أن تصدر مطالب تحث المتدينين على تخفيض سقف التزامهم، خاصة أننا لم نصل لمرحلة لا يحتمل فيها المظهر الإسلامي في أوروبا، وإنما فقط بعض المضايقات والمناوشات ». قضية شخصية ويقول الدكتور الهادي الغرياني -عضو مجلس الأقلية المسلمة بمدينة هامبورج: « الحجاب في أوروبا أصبح يناقض الهدف المخصص له، فالمرأة عندما تضع الحجاب فإنها ترغب في صرف وتحويل النظر عنها، لكن يحدث العكس الآن؛ إذ أصبح الحجاب محطًّا للأنظار ». وأشار إلى بعض ما تتعرض له المحجبات بقوله: « مئات الفتيات أنهين دراستهن بشتى المجالات، كما لا يتمكنّ من إيجاد فرصة عمل بسبب الحجاب ». وأضاف في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت »: « حظر الحجاب بالمدارس يحرم الأطفال المسلمين داخل الفصول من التواصل مع المدرسات المسلمات »، في إشارة إلى أن المدرسات يتركن العمل في المدارس التي تفرض حظرًا على ارتداء الحجاب. لصالح المسلمين وتنسجم مطالب قادة الأقلية المسلمة في ألمانيا مع مبادئ العلمانية التي تسير عليها إدارة الحكم في الدول الأوروبية، وفقًا لنصوص دساتير هذه الدول. وسبق أن أكد أنس بن حسن الشقفة رئيس « الهيئة الدينية الإسلامية » في النمسا -الهيئة الرسمية الممثلة لمسلمي النمسا- أن العلمانية في صالح الأقليات المسلمة بأوربا بما أنهي « تعني أن إدارة الدولة منفصلة عن إدارة الدين » فهي تضمن لهم حرية القيدة دون قيود رسمية، بحسب مقابلة مع « إسلام أون لاين.نت ». 10 آلاف يورو وكانت إدارة اتحاد المدن اللوثرية بألمانيا منحت للمرة الأولى جائزتها هذا العام لشخصية مسلمة هي الألمانية من أصل تركي « أمل عابدين -ألجان » بعد أن قررت خلع حجابها في عام 2005، وأهدته لبيت التاريخ في برلين. وتسلمت ألجان (46 عامًا) الجائزة التي تبلغ قيمتها 10 آلاف يورو، في احتفال خاص أقيم في مدينة سبايرر يوم 21 إبريل. ويمنح الاتحاد الذي تأسس عام 1993 ويضم 14 مدينة، جائزته مرة كل سنتين للذين يسهمون بالكلمة والفعل في المجتمع، ويكون هذا العمل رغم أهدافه الإصلاحية محل معارضات وانتقادات. ومن أشهر من حصل على هذه الجائزة عالم اللاهوت السويسري هانز كونج، المعروف بآرائه التي تثير جدلاً مع الكرسي البابوي ورؤساء الكنائس الأوروبية. « نموذج يحتذى » وعلى هامش تسليم الجائزة قالت باربرا جون، مفوضة شئون الأجانب بالعاصمة الألمانية: « إن السيدة أمل أثارت بخلعها الحجاب تساؤلات حول التفاسير التقليدية للقرآن ». وأردفت تقول: « إن عمل أمل الدؤوب في خدمة المرأة والتعليم يجعلها نموذجًا يحتذى للسيدات المسلمات »، وفق ما نقلته محطة « إس ڤي أر » التلفزيونية الإقليمية الألمانية. كما أثنى فيرنر شينللر، عمدة مدينة سبايرر (من الحزب الديمقراطي المسيحي) على أمل قائلاً: « إنها أوضحت أن الاندماج يمكن أن يتحقق دون إنكار الخلفيات الثقافية الخاصة ». وسار على النهج نفسه يواخيم ميرتس، رئيس برلمان ولاية راينلاند بفالتس؛ بقوله: « إنها (أمل) أظهرت شجاعة اجتماعية وجرأة شخصية بصورة لم نكن نتخيل أنها يمكن أن تحدث هنا في ألمانيا.. نهنئها على قرارها ببدء حياة جديدة ». لست قدوة أما أمل فعلقت على موقفها قائلة: « لا أرى في نفسي قدوة للنساء المسلمات.. فأنا لا أريد أن أعطي انطباعًا أنه من المرغوب أن يتم تقليد ما فعلت؛ لأن هذا طريق خاص لي اخترته لنفسي بناء على قناعاتي ». وأوضحت أنها اتخذت قرارها منذ سنتين، بهدف إعطاء إشارة إلى أن الإصلاح الإسلامي ليس شرطًا أن يكون مرتبطًا بالأوامر التي تفرضها التقاليد وتفاسير القرآن، على حد قولها. وبينما وصفت أمل نفسها بالمتدينة، انتقدت حظر ارتداء الحجاب المفروض على المدرسات في عدد من الولايات، معتبرة أنه لن يؤدي إلى انعكاسات طيبة لدى المرأة المحجبة تجاه مجتمعها. وعملت أمل لسنوات كرئيسة لرابطة المرأة المسلمة (جمعية النساء) في برلين، وهي أم لستة أطفال، وانفصل عنها زوجها بعد قراراها التخلي عن الحجاب. وتفرض 8 ولايات حظرًا على ارتداء المدرسات للحجاب في المدارس الحكومية، وتُعَدّ بادن فيرتمبرج أول ولاية تتخذ هذا القرار في أول إبريل 2004 والذي امتد في فبراير 2006؛ ليشمل دور رياض الأطفال، كما منعت ولاية هيسين في أكتوبر 2004 الموظفات الحكوميات من ارتداء الحجاب. (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (القاهرة – الدوحة) بتاريخ 27 أفريل 2007)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.