Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2564 du 31.05.2007
بيان مشترك – من أجل مزيد من التصالح الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – فرع سوسة: بيان الإتّحاد العام التونسي للشغل الإتحاد الجهوي للشغـل بصفاقـس: أعوان العدليّة بمحاكم جهة صفاقس – إعـلام بتنفيـذ إضـراب الحوار نت: حملة شاملة تشنها السلطة التونسية ضد الكتاتيب القرآنية سليم بوخذير: تواصل التحرّشات بالسيدة سامية عبو من قبل سجّاني زوجها فارس الحرية رويترز: صحيفة: تونس تحقق مع مجموعة حاولت صنع قنبلة هيدروجينية رويترز: تونس تنفي كشف مجموعة حاولت صنع قنبلة هيدروجينية إسلام أونلاين: إضراب المعلمين يشل مدارس تونس صابر التونسي: ســواك حــار (32) د. محمد الهاشمي الحامدي: رسالة إلى الأخ صابر التونسي مرسل الكسيبي: هل يصبح التسول على أعتاب الحكام مشروعا سياسيا ؟! انور : حتى لا ننسى!!!!!!تزكية للجلاد وإتهام للضحية فأي ميزان هذا ؟ أشرف زيد : على هامش المبادرات الحامدية عمار: همسات على نخب الرئيس محمد العروسي الهاني: القرارات الشجاعة الجريئة لا تمحى من الذاكرة الوطنية 30 ماي 1956 قرار الحكمة و الشجاعة و الجرأة الصباح: في حزب الوحدة الشعبية:المكتب السياسي يقرّر إيقاف أحد أعضاء الحزب عن النشاط الجزيرة.نت: الوزراء الموريتانيون يسلمون بيانات بممتلكاتهم الجزيرة.نت: شاكر العبسي حكاية التحول من الماركسية إلى فتح الإسلام توفيق المديني: تأصيل الفكرة الديموقراطية في الواقع العربي د. رجاء بن سلامة: من يمتلك الجسد البشريّ؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
من أجل مزيد من التصالح
مرّت سنة تقريبا على بيان أصدرناه كمجموعة من التونسيين بالمهجر تحت عنوان « من أجل إنهاء ماساة طالت« ، جوهره الدعوة إلى استخلاص الدروس من تجربة عشناها في إطار « حركة النهضة » و تعبيرا عن تبايننا مع منهجية تعاطي قيادة هذه الحركة مع قضايا جوهرية تهم جميع التونسيين أهمها موقع الإسلام في الصراع السيـاسي و الحـزبي، و قضية المساجين و عودة المغتربين.
و إننا إذ نعود اليوم لهذه المواضيع لاعتقادنا بأن ما أثارته من جدل يجب أن يرتقي إلى مستوى الحـوار الجـاد و البنـّاء، و لا يبقى في مستوى ردود الأفعال التي تراوح في أغلبها بين التشهير و المغالطة.
نعود اليوم لنذكّر بما طرحناه من قضايا و لنسجل ما تحقق من نقاط ايجابية و لو جزئيا:
1- بالنسبة للمساجين تم إطلاق العديد من قيادات حركة النهضة بموجب عفو رئاسي على دفعات متتالية، نعتبر ذلك رغبة في إنهاء هذه المأساة و طيا لصفحة الماضي. في مقابل هذا التوجه شنّت قيادة النهضة حملة تشكيك في مسار التسوية و محاولات تشويهه، تارة بالسباب و أخرى باتهام السّلطات التونسية بالمناورة و المغالطة.. و يكفي مراجعة المقالات التي صاحبت فترة إطلاق سراح هؤلاء الأخوة، للتأكد من أنها كانت في مجملها سلبية. مثلما يردّد رئيس الحركة في العديد من المناسبات أن خروجهم لا يعدو أن يكون انتقالا من سجن صغير إلى السجن الأكبر.
و بمناسبة هذا البيان، نرجو من سيادة رئيس الدولة أن يوسّع دائرة العفو لتشمل من تبقى من المساجين و تمكين المسرحين من استرداد حقوقهم.
2- فيما يتعلّق بقضية العودة إلى أرض الوطن، فانه برغم الحملات الغوغائية، التي حاولت إفشال هذه المبادرة التي طرحت في إطار لجنة مكلفة من رئيس الجمهورية، و ذلك بالتشكيك في مصداقيتها و اتهام كل من انخرط فيها بالخيانة أو السذاجة، فإننا نسجل أن خيار العودة يتقدّم يوما بعد يوم، خاصة و أن السلطات التونسية تعاملت بكل ايجابية في معالجة هذا الملف، و فتحت الباب أمام العديد من الأخوة لاسترداد جوازاتهم و الرجوع إلى أهلهم و وطنهم.
أمام هذا التطور الإيجابي لا يسعنا إلا أن نؤكد أن الإسراع بتسوية وضعية اللذين تقدموا بمطالب للحصول على جوازاتهم و فتح الباب أمام الراغبين في العودة إلى وطنهم العزيز تونس سيساعد من لا يزال في نفسه شكّ أو تردد على أخذ قراره بيده و أن لا يترك للأحد وصاية على مصيره و مصير أبنائه، فتونس لكل أبنائها.
3- نؤكد من جديد أن سياسة المغالبة التي تنتهجها قيادة حركة النهضة في علاقتها مع السلطة تساهم في تمديد مأساة من تبقى من المساجين، كما أن إصرار هذه القيادة على نهج التشهير و التشكيك في أي مبادرة يعتبر هروبا من المحاسبة و تنصلا من المسؤولية و تأبيدا للاحتقان السياسي. ذلك أن تلخيص تاريخ الحركة الإسلامية السياسية بتونس في « ضحية و جلاد » دون التطرق بعمق إلى جوهر الأزمة و تفكيك رموزها، لن يسمح للأجيال القادمة ولا الحاضرة بالفهم الدقيق لتدافع الأحداث على الساحة في تونس. فالسياسة لا تقوم على حسن النوايا و العواطف الجيّاشة، و لا أيضا على الحقد الأعمى و حجب الحقائق.
إن مراهنة هذه القيادة على بعض التحالفات الوهمية مع بعض الأطراف، مهما قدمت من تنازلات، فإنها لن تكسب منها سوى مزيد من العزلة عن واقع تونس و الإنبتات عن هويتها، فمتى يدرك هؤلاء حجم المأساة التي ساهموا في تأبيدها؟
4- نعتقد أن الوقت قد حان لرسم قواعد مبدئية حول موقع ديننا الحنيف في حياتنا الجماعية و الحيلولة دون توظيفه في الصّراعات الحزبية.
إن الإسلام يعتبر بمقتضى الانتماء التاريخي لبلادنا و المرجعية الدستورية لدولتنا دين الجميع و القاعدة المشتركة بين كل التونسـييـــن و بالتالي لا يحق لأي جـهة سياسية أن تحتكره أو تسعى لاحتكاره لغاية توظـيفه لفرض وصاية فكرية أو عقائدية، تشرّع بها لإدانة غيرها.
كما لا يحقّ لأي جهة أو تيّار القيام على أساس معاداة الإسلام بدعوة حرية المعتقد، المحفوظة لكل تونسي بحسب الدستور.
و نرى أن هذا الوفاق الاجتماعي حول إدارة الشأن الديني، لا يتم إلا عبر إعادة الاعتبــــار للمؤسسة الدينية الرســـــمية و تفعيل كل هيأتها و وظائفها كي تقوم بدورها في التوجيه التربوي و الأخلاقي الذي يضمن تحصين شبابنا ضدّ ظاهرة الغلو و التطرف الذي اكتوت بناره مناطق عديدة من امتنا العربية و الإسلامية، كما تحفظ مجتمعنا من ظواهر التسيب الأخلاقي و الإنبتات الحضاري.
والله وليّ التوفيق.
الأربعاء 30 ماي 2007
|
الإمضاءات الأولية :
|
|
فرنسا
|
عبعاب
|
الأزهر
|
1
|
فرنسا
|
العماري
|
محمد
|
2
|
دنمارك
|
التونسي
|
رضا
|
3
|
فرنسا
|
الأسود
|
د.عبد السلام
|
4
|
فرنسا
|
بصيد
|
محمد الهادي
|
5
|
فرنسا
|
الخليفي
|
ياسين
|
6
|
دنمارك
|
بن علي
|
مصطفى
|
7
|
فرنسا
|
العرضاوي
|
د.محمد بن الطاهر
|
8
|
فرنسا
|
بسرور
|
كمال
|
9
|
فرنسا
|
الخليفي
|
علي
|
10
|
فرنسا
|
القنطاسي
|
محمد الطاهر
|
11
|
فرنسا
|
العزابي
|
عمر
|
12
|
فرنسا
|
ضو
|
محرز
|
13
|
فرنسا
|
الرياحي
|
خالد
|
14
|
سويسرا
|
العونلي
|
صالح
|
15
|
سويسرا
|
بن حسين
|
بو لبابة
|
16
|
فرنسا
|
زيد
|
منصف
|
17
|
فرنسا
|
درين
|
لزهر
|
18
|
فرنسا
|
العويني
|
نورالدين بن الشادلي
|
19
|
سويسرا
|
بالنور
|
محمد علي
|
20
|
فرنسا
|
ڤزارة
|
محمد
|
21
|
فرنسا
|
البعطي
|
ماجد بن علي
|
22
|
فرنسا
|
الماجري
|
احمد بن عمّار
|
23
|
فرنسا
|
الزغلامي
|
محمد بن سلطان
|
24
|
فرنسا
|
الفطناسي
|
مختار بن احمد
|
25
|
سويسرا
|
محمود
|
عز الدين
|
26
|
فرنسا
|
بن رمضان
|
مهدي بن محمد
|
27
|
فرنسا
|
القليعي
|
فؤاد
|
28
|
ندعو الأخوة و الأخوات الراغبين في دعم هذا النداء، إرسال التّوقيعات على العنوان التالي:
bayenmai2005@yahoo.fr
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
فرع سوسة
سوسة في 24 ماى 2007 بيان
إن فرع سوسة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد اطلاعه على ما تعرض له مراسل جريدة الموقف بسوسة، السيد رياض الحوار من تهديدات المتمثلة في مكالمات هاتفية مجهولة المصدر (تاكسيفون) و تدخل ساخر في شؤونه كصحفي، لا يسعه إلى أن يستنكر مثل هذه الممارسات اللامسؤولة و يدعو إلى وضع حد لها و متابعة مرتكبيها لم يمثلونه من خطر على حرية الصحافة و الإعلام المسئول و النزيه و يذكر الفرع بالمناسبة أنه على كل من له رأي مخالف للسيد رياض الحوار من حقه الرد عليه على صفحات نفس الجريدة و عدم اللجوء إلى التهديد و الوعيد من أجل إثنائه على القيام بواجبه الإعلامي. و نظرا ما تكتسيه هذه الممارسة الامسئولة من خطورة على المشهد الإعلامي فإن هيئة فرع سوسة تعبر للسيد رياض الحوار عن دعمها له و الوقوف إلى جانبه لكي يمارس مهنته بكل حرية و بعيدا عن كل الضغوطات التي من شأنها أن تتسبب في طمس الحقائق و كبت الإعلام الحر و النزيه رئيس الفرع جمال مسلم
الإتّحاد العام التونسي للشغل Union Générale Tunisienne du Travail الإتحاد الجهوي للشغـــل Union Régionale du Travail بصفاقـــــس De Sfax صفاقس في
إلــــــــــى تحية طيّبة
الموضـــــوع : إعـــلام بتنفيـــذ إضــراب.
وبعــــد،
نحن أعوان العدليّة بمحاكم جهة صفاقس المجتمعين بدار الإتّحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الإثنين 30 أفريل 2007 برئاسة الأخ محمّد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وبحضور أعضاء النقابة الجهويّة لأعوان العدلية وبعد تدارسنا للوضع الإجتماعي والمهني نؤكّد مجدّدا عن تمسّكنا بمطالبنا والمتمثلة أساسا في :
1- تحسين ظروف العمل المادية والمعنوية بمحاكم الجهة وتوفير التجهيزات الضرورية لذلك . 2- الإسراع بانتداب موظّفين جدد لسدّ النقص الكبير بمحاكم الجهة. 3- إتّخاذ الإجراءات اللاّزمة لصدّ بعض المسؤولين الجهويين عن إهانة الأعوان بشتّى الوسائل . 4- الإسراع بتركيز الإدارة الجهويّة بصفاقس المتّفق على إحداثها بمحضر الإتفاق المؤرخ في 07 جوان 2006. 5- تمكين النقابة الأساسية للعدلية من مكتب داخل المحكمة الإبتدائية أو محكمة الإستئناف . 6- تشريك الطرف النقابي في إعداد وتوزيع عمل عادل وشامل لكلّ الأعوان.
وأمام المماطلة وعدم تطبيق عديد الإتفاقات السابقة من طرف وزارة العدل فإنّنا نطالب من الأطراف الإجتماعية المعنيّة التدخّل السريع لدى الوزارة لتلبية مطالبنا بطرق الحوار حتى لا نجد أنفسنا مضطريّن للدفاع عنها بكلّ الطرق المشروعة بما في ذلك الدخول في إضراب يوم الخميس 07 جوان 2007 بمقرّ العمل….
وفـي انتظـار تدخّلاتكـم الموفّقــة تفضّلـوا بقبـول فائـق الإحتـــرام . والســــــلام عن الإتّحاد الجهوي للشغل بصفاقس عن المكتب النقابي الكاتب العام الكاتب العام محمد شعبان محمد بن منصور
حملة شاملة تشنها السلطة التونسية ضد الكتاتيب القرآنية
خاص بالحوار نت -: أفادنا السيد عمار لطرش ( سجين سياسي تونسي سابق ـ أصيل مدينة صفاقس ) بأن أبناءه الذين يختلفون إلى الكتاب القرآني بإحدى ضواحي مدينة صفاقس وقع طردهم هذا اليوم ضمن حملة شاملة تشنها السلطة التونسية ضد الكتاتيب القرآنية التي نجحت في التسلل إلى بعض القرى والأرياف وشملت الحملة بصفة خاصة أبناء المساجين السياسيين المنتمين لحركة النهضة التونسية وأبناء المسرحين منهم وكذلك أبناء آلاف مؤلفة من شباب الصحوة الإسلامية الجديدة التي إستهدفتها السلطة في أواخر أيام كانون الأول من العام المنصرم 2006 وزجت بهم في السجون مستغلة أحداث ضاحية سليمان فيما عرف بمواجهة عسكرية بين السلطة وبين بعض عناصر تلك الصحوة. وبذلك تجدد السلطة حملاتها الضارية ضد أبرز مظاهر التدين الإسلامي العادي من مثل غطاء الرأس للمرأة الملتزمة في الأسابيع المنصرمة لمنع الطالبات من إجتياز إمتحانات آخر العام الدراسي ومن مثل الهجوم على الكتاتيب القرآنية التي أبادت خطة تجفيف المنابع الشهيرة في تونس خضراءها بالكلية في أرض عقبة وبلاد الزيتونة ومعلوم أن السلطة التونسية سمحت لبعض أعوانها قبل نحو عام من ركل المصحف الشريف بقدمه في سجن يقبع فيه مساجين سياسيون على تخوم مدينة بنزرت الشمالية الساحلية مما أثار حفيظة مجامع فقهية وهيئات دولية إسلامية كثيرة منها الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه الإمام القرضاوي والذي أصدر بتلك المناسبة على هامش إنعقاد دورته في العاصمة الإسلامية السابقة » إسطنبول » بيانا ختاميا يندد بالعملية الجبانة ضد أقدس مشاعر المسلمين ويحذر من تكرر مثل تلك الجرائم ضد القرآن الكريم وعقيدة الأمة الإسلامية. وسنعمل على متابعة الخبر من مصدره الأصلي بإذنه سبحانه ونوافي قراءنا الأكارم بمزيد من التفاصيل. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2007)
عاجل :
تواصل التحرّشات بالسيدة سامية عبو من قبل سجّاني زوجها فارس الحرية
تعرضت السيدة سامية عبو اليوم الخميس 31 ماي 2007 إلى مسلسل طويل من المضايقات بسجن الكاف حيث توجّهت لأداء الموعد الأسبوعي لزيارتها إلى زوجها فارس الحرية الحبيس محمد عبو.
و بدأت المضيقات منذ اللحظةالأولى لدخولها السجن حيث إستقدموا لها عددا منأعوان السجن يتقدّمهم مديرالسجن ليلقواعليها طائفة طويلة من « التعليمات » كشرط للزيارة تتلخّص أساسا في ضرورة أن تمتنع السيدة سامية عن قول أيّ شيء « لا يُعجب إدارة السجن » لزوجها، و قال لها شخص يُدعى العاشوري (مدير السجن) « إيّاك تقول حاجة ما تعجبناش ، رانا نخرجوك فورا.. أنا راني مدير السجن و إسمي شاكر العاشوري وكان تحبْ هاهو إسمي عندك أحكي عليّ وين تحبْ » (صاحبنا يرغب في أن يُذكر إسمه في وكالات الأنباء حتّى يسمع به بن علي عساه يزيده في الراتب و الرتبة ) .
و بعد ذلك إمتنع سجّانو بن علي غير المحترمين عن تمتيع السيدة سامية بحقّ الزيارة و تركوها في غرفة الزيارة تنتظر لمدّة ساعة نكالة وتشفيا ، ولم يكتفوا بذلك بل إستقدموا لها عمدا نفس الحارسة التي إعتدت عليها بالعنف و السّحل خلال الخميس الماضي لتتحرّش بها طوال فترة الإنتظار، و بعد ذلك أحضروا لها العزيز محمد عبو و لاحظت وجود جرح غائر في يده اليمنى (من الواضح أنه من آثار العنف الذي مُورس عليه الخميس الماضي لمنه من مواصلة الحديث مع زوجته) .
في الأثناء يُشدّد عسس بن علي ومنذ أسبوع المراقبة الأمنية اللصيقة من الصباح إلى المساء على منزل محمد عبو بضاحية الوردية بأعداد كبيرة من البوليس في الفترة نفسها التي يخوض أبناؤه إستعداداتهم للإمتحانات بهدف مزيد ترويعهم لإثنائهم عن النجاح . إنّها حلقات متواصلة من مسلسل تحرّشات سخيف بفارس الحرية و بعائلته ، لدكتاتور سخيف لا يعرف وسيلة أخرى للردّ على شرفاء تونس و أصواتها الحرّة المتوثبة للحرية غير أساليب العصابات و البلطجة و العنف . .
و لكن خاب و خاب مسعاه ، و وسائله الجبانة هذه لن تزيدنا إلا إصرارا على صنع الفجر الجديد القادم حتماغصبا عن بن علي القائد الأعلى للعصابة التي نهبت أموال التونسيين وأهانت كرامتهم وسلبت حقوقهم على مدى 20 عام . . * القلم الحرّ سليم بوخذير
صحيفة: تونس تحقق مع مجموعة حاولت صنع قنبلة هيدروجينية
Thu May 31, 2007 3:58 PM GMT
تونس (رويترز) – قالت صحيفة تونسية يوم الخميس إن السلطات في تونس تحقق مع مجموعة ارهابية من 15 فردا حاولت تصنيع قنبلة هيدروجينية للقيام بأعمال تخريبية في البلاد. وقالت صحيفة الشروق اليومية الخاصة « الابحاث شملت 15 شخصا.. وقد كشف احد المتهمين اثناء التحقيق معه عن اجراء تجربة اولى لصنع قنبلة هيدروجينية. » وهذه اول مرة يجري الحديث فيها عن التحقيق مع جماعة كانت تنوي تصنيع قنابل منذ مواجهات نادرة جرت مطلع العام بين قوات الامن التونسية وجماعة سلفية انتهت بمقتل 14 شخصا وفقا لوزارة الداخلية التونسية. ولم تذكر الصحيفة متى اعتقل المتهمون او ان كانت لهم علاقة بالجماعة التي اشتبكت مع قوات الامن في مطلع العام الحالي. وذكرت ان المتهم اعترف بالتخطيط لتصنيع قنبلة وانه طالب في العلوم الفيزيائية وعمره 22 عاما. وقالت ان تجارب صنع المتفجرات تطورت الى حد توجه عناصر من المجموعة الى احد الجبال ومحاولة اجراء تجربة صنع قنبلة هيدروجينيية. وتابعت صحيفة الشروق ان الادعاء العام وجه للمتهمين تهم الدعوة لارتكاب جرائم ارهابية واستعمال اراضي الجمهورية بقصد القيام باعمال ارهابية وحيازة متفجرات وتوفير معلومات لصالح تنظيم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم.
(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 31 ماي 2007)
تونس تنفي كشف مجموعة حاولت صنع قنبلة هيدروجينية
تونس (رويترز) – نفى مصدر قضائي في تونس يوم الخميس ما تردد عن كشف محاولة تجربة صنع قنبلة هيدروجينية من قبل مجموعة ارهابية وقال انه لاوجود البتة لاي قضية من هذا النوع . وقال مصدر قضائي في بيان وزع على الصحفيين « خلافا لما ورد باحدى الصحف التونسية اليوم الخميس فانه لاوجود البتة لدى السادة قضاة التحقيق لاية قضية ذات علاقة بما زعمه المقال المذكور من كشف لمحاولة تجربة صنع قنبلة هيدروجينية من قبل مجموعة ارهبية. » وكانت صحيفة تونسية ذكرت يوم الخميس أن السلطات في تونس تحقق مع مجموعة ارهابية من 15 فردا حاولت تصنيع قنبلة هيدروجينية للقيام بأعمال تخريبية في البلاد. وقالت صحيفة الشروق اليومية الخاصة « الابحاث شملت 15 شخصا.. وقد كشف احد المتهمين اثناء التحقيق معه عن اجراء تجربة اولى لصنع قنبلة هيدروجينية. » وهذه اول مرة يجري الحديث فيها عن التحقيق مع جماعة كانت تنوي تصنيع قنابل منذ مواجهات نادرة جرت مطلع العام بين قوات الامن التونسية وجماعة سلفية انتهت بمقتل 14 شخصا وفقا لوزارة الداخلية التونسية. ولم تذكر الصحيفة متى اعتقل المتهمون او ان كانت لهم علاقة بالجماعة التي اشتبكت مع قوات الامن في مطلع العام الحالي. وذكرت ان المتهم اعترف بالتخطيط لتصنيع قنبلة وانه طالب في العلوم الفيزيائية وعمره 22 عاما. وتابعت صحيفة الشروق ان الادعاء العام وجه للمتهمين تهم الدعوة لارتكاب جرائم ارهابية واستعمال اراضي الجمهورية بقصد القيام باعمال ارهابية وحيازة متفجرات وتوفير معلومات لصالح تنظيم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 31 ماي 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
إضراب المعلمين يشل مدارس تونس
محمد الحمروني تونس – أصيبت معظم مدراس التعليم الابتدائي في تونس بالشلل اليوم الثلاثاء 29-5-2007؛ بسبب إضراب عن العمل ليوم واحد نظمه ما يقرب من 50 ألف مدرس في هذه المرحلة، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المهنية والاهتمام بالمناهج الدراسية، بحسب مصدر نقابي. وقال أمين عام نقابة التعليم الأساسي السيد محمد حليم: « إن وزارة التربية لم تلتزم بالاتفاقات المبرمة بينها وبين رجال التربية حول مجمل المطالب، وخاصة ما تعلق منها بكيفية تسيير المؤسسات التربوية ».
وأضاف حليم في ندوة صحفية عقدت على هامش الإضراب: إنه لأول مرة يشهد القطاع « هذا الكم الهائل من الإضرابات التي بلغت 9 إضرابات في أقل من 3 سنوات، وهو رقم لم تشهده البلاد منذ الاستقلال إلى الآن ». وأرجع السبب في ذلك إلى « التفاف الوزارة على مكتسبات الموظفين وممارسة الإقصاء والارتجال والاختيارات العشوائية للمناهج التربوية، إضافة إلى التهجم على المعلمين ونقابتهم ».
وبحسب مصادر من نقابة التعليم الأساسي فقد بلغت نسبة المضربين من المعلمين اليوم الثلاثاء حوالي 85%، أي نحو 51 ألف معلم من إجمالي 60 ألفًا، فيما قالت السلطات: إن نسبة المضربين لم تتعدّ 18%.
تحسين الظروف
ومن جهته قال الزاهي أمين مساعد عام النقابة: إن إضراب المدرسين، وهو الثاني خلال السنة الدراسية الحالية جرى بهدف « تحسين ظروف المعلمين وضبط حركة نقل المعلمين من مدينة إلى أخرى بصفة شفافة وعادلة وفي حضور الطرف النقابي ».
ويطالب المعلمون بـ »منحة العودة المدرسية » وهي منحة تنفق سنويًّا في بداية العام الدراسي، وتساوي أجر شهر عمل أي في حدود 600 دينار تونسي (462 دولارًا). ويعلل المربون مطالبتهم بهذه المنحة بالأعباء الماد
ية الكبيرة التي يتحملونها من أجل توفير لوازم الدراسة، إضافة إلى ضرورة أن يظهر المعلم بهندام محترم ومظهر لائق حتى يكون فعلاً قدوة حسنة. لكن الحكومة التونسية أقرت المنحة بمقدار بـ180 دينارًا تونسيًّا (150 دولارًا)، وهو ما اعتبره المعلمون أقل بكثير من المطلوب. ويطالب المعلمون أيضًا بتحديد ساعات العمل بـ20 ساعة عمل (تدريس فقط) أسبوعيًّا، وهو ما كان معمولاً به قبل أن تتخذ الوزارة قرارات رفعت بموجبها ساعات العمل إلى 25 وأحيانًا 30 ساعة عمل (تدريس) أسبوعيًّا، وحسب النقابة العامة للتعليم الأساسي فإن رفع ساعات التدريس يخفض من إنتاجية المعلم ويؤثر بالتالي على مستوى التلاميذ.
حصار العمل النقابي
كما طالبوا باحترام الحق في النشاط النقابي وتقنينه، حيث يرون أن هناك قيودًا على العمل النقابي، ولا تزال الوزارة تنظر بعين الريبة إلى كل نشاط نقابي. وقال بعض المعلمين -لم يرغبوا في الكشف عن أسمائهم- لـ »إسلام أون لاين.نت »: « إن الوزارة تريد أن تحكم قبضتها على كل المجالات التي تخص الحياة التربوية؛ لذلك فهي تعتبر أي تمثيل نقابي أو مطالبة بالمشاركة في اتخاذ القرار نوعًا من الازدواجية في تسيير المؤسسات التربوية ». وتقول مصادر من نقابة التعليم الأساسي: إن الإضراب الأخير للمعلمين يعبر عن درجة الاحتقان الكبيرة التي أصبحت عليها العلاقة بين رجال التربية والتعليم بمختلف مستوياته من جهة، ووزارة التربية من جهة أخرى. وكانت 5 قطاعات للتربية قد دخلت في إضراب موحد عن العمل في إبريل الماضي، شارك فيه كل من أساتذة التعليم الثانوي، ومعلمي التعليم الأساسي، والإرشاد التربوي، إلى جانب أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي.
اللغة والهوية
ولم يقتصر الغضب من سياسيات الوزارة -بحسب نقيب المعلمين- على رجال التربية والتعليم فحسب، بل تعداه إلى جميع شرائح المجتمع التونسي الذين استنكروا التغييرات العشوائية لبرامج التعليم التي اقترحها السيد وزير التربية في شهر فبراير الماضي، وذلك بإقرار اللغتين الفرنسية والإنجليزية في السنة الأولى بالتعليم الابتدائي، مما يؤثر على الطفل في تعلمه للغته العربية.
وفي السنة الماضية، طالب المعلمون في مختلف القطاعات بإشراكهم في وضع السياسات التربوية العامة بالبلاد، وذلك بعدما راج عن نية وزارة التربية في إلغاء مادة « التفكير الإسلامي » من منهج السنة النهائية في الثانوية العامة، وإدراج قصيدة للمفكر الصهيوني « أندري سبير » في امتحانات مادة الفرنسية، الأمر الذي أثار حينها ردة فعل غاضبة من طرف الأساتذة وآباء التلاميذ وعموم المواطنين. ويتذمر المعلمون بصفة عامة من إصرار وزارة التعليم على وضع برامج تعليمية تغيّب عناصر الهوية العربية والإسلامية وتدخل البلبلة في ذهن التلميذ، وذلك بالحط من قيمة اللغة العربية وهي التي يستعملها التلميذ في حياته اليومية، مقابل الرفع من مكانة اللغتين الفرنسية والإنجليزية. ويقول مراسل « إسلام أون لاين.نت »: إن معظم المواد العلمية تدرس باللغة الفرنسية، حتى تحولت هذه اللغة إلى مفتاح النجاح بالنسبة للتلميذ، وهو ما يفسر حسب بعض الدارسين ارتفاع نسب الانقطاع المبكر عن الدراسة.
ويبلغ عدد المعلمين بالمدارس الابتدائية نحو 60 ألفًا يقومون بالتدريس لنحو مليوني تلميذ، وهو ما يعطي الإضراب الأخير أهمية خاصة في حالة الحراك الاجتماعي التي تشهدها البلاد من وقت لآخر بحسب المراقبين. وينتظر أن تجرى امتحانات نهاية العام لتلاميذ المرحلة الابتدائية في غضون أسبوعين.
(المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 31 ماي 2007)
مصنع سيارات روسي لإنشاء معمل تجميع في تونس
وكالة نوفوستي موسكو: أعلن أوليغ ماركوف المدير الإداري للبيت التجاري « السيارات الروسية » أمام الصحافيين ان مصنع غوركي للسيارات في نيجني نوفغورود يجري مفاوضات حول إنشاء معمل تجميع سياراته في تونس. وقال إن المفاوضات تجري مع إحدى الشركات من القطاع الخاص وقد وقع معها في الوقت الحاضر بروتوكول نوايا. وأشار رئيس البيت التجاري إلى أن « تونس تحظى باهتمامنا لأنه سيتسنى لنا توريد سياراتنا التي ستجمع هناك إلى بلدان شمال أفريقيا الأخرى ». ويعمل معملا تجميع الآن في ليتوانيا ومصر وفي نية بدء بتجميع سيارات المصنع في إيران عند نهاية هذه السنة. يشار الى ان مصنع غوركي هو من كبار منتجي السيارات في روسيا. وشكلت دورته المالية في عام 2006 مبلغ 5ر4 مليار دولار.
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 31 ماي 2007 نقلا عن وكالةنوفوستي للأنباء)
ســواك حــار (32)
صابر التونسي مرفق بتعليق على رسالة الحامدي يعلم المؤتمر من أجل الجمهورية الرأي العام أن نائب رئيس الحزب عبد الرؤوف العيادي قد تعرض لاعتداء جديد تمثل هذه المرة في تسوّر بيته وتدمير ممتلكات بداخله منها سيارة زوجته كآخرحلقة من سلسلة متعددة الحلقات استهدفته في عمله وممتلكاته وأمنه الجسدي*.(المؤتمر من أجل الجمهورية) غابة وناسها غلابا … غابة وحكامها ذيابة نازلين في الناس هم ..هم !! وقد دامت هذه الوضعية ثلاث سنوات: عزلة مغلظة وهم يتلكؤون في معالجتي وحتى المسكنات يعطونك مرّة ويمتنعون مرارا ولا يهمهم أن تظل طيلة تلك السنين تئن وتشتكي فلما حاولت اعلام أهلي بوضعيتي وطلبت منهم ابلاغها الى المنظمات الحقوقيّة وإلى الإعلام الحرّ قطعوا الزيارة وأرجعوني إلى الغرفة المشؤومة وحذروني من مغبة العودة لمثل ذلك*(حبيب اللوز: الوسط التونسية) مشايخ دوارنا ما عندهمش إحساس كبسوا علينا الكبسة رمونا في لحباس … مشايخ دوارنا فيهم الفكر يحير لا ربحنا في عقابهم لا فيهم خير…. !! … وطبعا فلأني تحديتهم ولم أسكت على ظلمهم واستهانتهم فقد أشبعوني لطما وضربا وسبابا ثم قيدوني بالسلاسل على سريري المثبت بالإسمنت فلا حراك ولا قضاء للحاجة البشرية وهو شكل مقيت من التعذيب والاهانة أشدّ بكثير من حرمانهم إياي وجبة الطعام أكثر من عشر مرات وهذا بمعاييرهم السجنية سلوك غير مقبول وغير مألوف ولكنهم تعمدوه معي استثنائيّا للضغط ولكسر الشوكة أو هكذا كانوا يفكرون*.(حبيب اللوز: الوسط التونسية) أسود على اللوز وإخوانه ونعام على الإجرام والنهب المسلح والمقنن و « إخوانه » !! وبتعبيرة أخرى فهو يعرف جيّدا وبدون عناء أين يكمن الحق والصواب ثمّ هو يضطر مكرها لا بطلا الى أن يهضم جيّدا وبدون عناء كذلك الواقع كيفما كان أي يسايره ويتعامل معه بنوع من التقبّل الظاهري والتسليم بقطع النظر هل اعتبر ذلك الواقع حقا وصوابا أم لا* …. (حبيب اللوز: الوسط التونسية) هذه لها أحيانا اسم آخر .. من قبيل : »صفق للقرد في دولته وقل له ينعم الحبيب »!! هنا توديع وإكبار للرئيس الذاهب واستقبال متفائل للرئيس الذي انتخبته الأكثرية. وهناك تظاهر واعتصام للتعبير عن الاختلاف الذي يحتّم على الرئيس الجديد أن يضعه في حسابه. شاهدت الصور على الشاشات الفرنسية والدموع تنهمر من عيني غزيرة… وشعور أليم يقول لي إنّي لن أعيش حتى أرى مثل هذه الصور في بلادي… وبلدان أمّتي. (كلمة: أم زياد) إن أردت اختصار الطريق فاعلمي أنه ما لا يدرك « بالمقاومة السلمية » يدرك بالتوسل … وما لا يدرك بالمعارضة يدرك « بالمصالحة » … والصلح خير !!! تلقى المدرّسون الذين لم يشاركوا في الإضراب الذي دعت إليه نقابتا التعليم الأساسي والثانوي يوم 11 أفريل 2007 شهادات « شكر وتقدير » لمقاطعتهم دعوة منظمتهم. وقد بعث هذه المراسلات المديرون الجهويون للتعليم باسم وزير التربية تثمّن « وطنيّة » المتخلّفين عن الإضراب !(كلمة :لطفي حيدوري) لا يكفي « الشكر والتقدير » … لابد من توسيمهم بوسام العلم لأن أي يوم إضراب هو » يوم جهل مهدى إلى الكيان الصهيوني » … أو هكذا قالوا !! وبحسب مصادر من نقابة التعليم الأساسي فقد بلغت نسبة المضربين من المعلمين اليوم الثلاثاء حوالي 85%، أي نحو 51 ألف معلم من إجمالي 60 ألفًا، فيما قالت السلطات: إن نسبة المضربين لم تتعدّ 18%.(إسلام أون لاين: محمد الحمروني) كان البعض يعتقد بأن التزوير له اتجاه واحد وهو التضخيم، وقد تبين الآن أن التزوير سياسة متعددة الإتجاهات تدور مع مصلحة « ولي الأمر » حيث دارت!! وبحسب مصادر من نقابة التعليم الأساسي فقد بلغت نسبة المضربين من المعلمين … نحو 51 ألف معلم من إجمالي 60 ألفًا…(إسلام أون لاين: محمد الحمروني) إن بلدا يعد معلموه 60 ألفا و »رجال » أمنه 150 ألفا لعلى « أمن » عظيم … فناموا و »اهنؤوا »!! وحسب النقابة العامة للتعليم الأساسي فإن رفع ساعات التدريس يخفض من إنتاجية المعلم ويؤثر بالتالي على مستوى التلاميذ.(إسلام أون لاين: محمد الحمروني) وهو المطلوب لتكثير « رجال » الأمن … فالمجرم تلميذ فاشل وكذا من يسهر على « الأمن »!! – وسط سيل من الرسائل والمكالمات الهاتفية ومشاعر الحب الفياضة والدعوات للمفكر المصري الشهير د.عبد الوهاب المسيري بالشفاء من مرض السرطان الذي يحتاج أموالا طائلة لعلاجه، وما قابله من تجاهل السلطات لعلاجه على نفقة الدولة… (إسلام أون لاين) تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب و »الذئاب » و »الضباع » والنّهابة!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) نقلا عن تونس نيوز
التعليق على رسالة الأخ الحامدي
يتمادى الأخ الهاشمي الحامدي في وضع المخالفين لطرحه في « مأزق وطني » ما يعني أنه لا خيار للفرد فإما أن يكون مع طرحه لما سماه « مصالحة » أو أنه عدو لوطنه كاره لشعبه لا يحب له الخير ولا يريد لمواطنيه الصلح. وهو منهج أدعوه بصدق أن يتخلى عنه لأنه يسيء له قبل أن يسيء لغيره وذلك منه تناقض صارخ، ففي أول حملته يقول لمن اختلف معه » اختلفا معي ما طاب لكما الخلاف، فسأحترم رأي كل منكما، وقد نتفق مستقبلا أو لا نتفق، لكن لنتعاهد على إحسان الظن بعضنا ببعض، والتماس العذر بعضنا لبعض، ولنقبل على الأمر بروح الباحث عن الحقيقة، لا المتعصب لرأيه صائبا كان أم مخطئا »ولما اختلفنا معه بأدب واحترام صار يدعونا للصمت ولا يحتمل رأينا كما في رسالته الآتية!! لقد ترددت كثيرا للرد على رسالته لأنني قدرت أن الرجل لا يريد حوارا جادا مع احترامي له ولا يتفاعل التفاعل المطلوب ولا يجيب على الأسئلة المهمة إنما ينتقي ما يناسبه ويخدم هدفه ولا يتحرج من التناقض مكتوبا كان أو منطوقا!! وإلا كيف يفسر لنا الأخ الحامدي تهجمه على الحكام الذين يتشبثون بالكراسي، الذين أذلوا شعوبهم وقهروهم وشردوهم، وأنهم ليسوا مثل بلير وشيراك يقبلون الإنسحاب من الكرسي طواعية ثم يصرح بأنه لا يستثني من ذلك أحدا؟ الأخ الحامدي يعلن على مستقلته أنه سيجري انتخابا شعبيا ليختار العرب شخصية العام ثم يرشح لنا « سوار الذهب » و « ولد فال » لأنهما تنازلا عن الحكم طواعية. ثم نجده مادحا مشيدا ببن علي الذي لا يزال عهده جديدا بعد عشرين سنة والذي انقلب على البيان الأول « لا ظلم بعد اليوم ولا رئاسة مدى الحياة ». أرجو أن يفسر لنا هذه التناقضات » راه بالتونسي مخي وقف ومعادش نفهم »!! ومع ذلك فقد تفاعلت مع رسالته وحافظت على نصها الأصلي باللون الأسود و »خللته » بتعليقات باللون البنفسجي وجعلتها بين قوسين. فإلى الرسالة والتعليق.
رسالة إلى صاحب السواك الحار
بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي أخي في الله والوطن (وأنت أيضا أخي في الله والوطن ولا أريد أن تكون خصمي يوم القيامة أكان الحق معك أم معي، ولا يضرني إن شاء الله أن يكون بن علي وعصابته خصومي فسأبزهم بعون الله ما لم يتوبوا، وسطوة الدنيا لا تدوم لأحد وأما عدالة يوم القيامة فقدسية الأحكام والميزان) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) أدعو الله تعالى أن يهدينا جميعا بفضله ورحمته إلى سواء السبيل، وإلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا. (آمين) كتبت في مقالتك الأخيرة معلقا على هذا النص الذي سبق أن نشرته في مقال من مقالاتي: (نشر في الحوار مع تونس أون لاين) » في 1989، كان يفترض أن تدخل الحركة في لوائح انتخابية مشتركة مع التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. فانتهى الأمر بمواجهة انتخابية شاملة بين التجمع والإسلاميين تلتها المواجهة المعروفة التي ما نزال نرى آثارها وتجلياتها حتى اليوم ». خلاصة تعليقك هي: مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا. ( لقد اضطررت يومها أن أوضح على غير عادتي بأن الثعلب الذي لا دين له هو التجمع ومن يقوده وليس صاحب الكلام محل التعليق) اسمح لي أن أقول لك، بكل أدب واحترام، أنك أنت المخطئ، وكل من على رأيك أخطأ مثلك. (رأيي صواب يحتمل الخطأ كما أن رأي غيري خطأ يحتمل الصواب، أو هكذا يجب أن يكون) وهذه بعض الأدلة: الدكتور محمد الشرفي انضم إلى حكومة التجمع خمس سنوات كاملة، رغم أنه كان يوما من الأيام مناضلا معارضا للنظام التونسي ضمن حركة آفاق اليسارية. وعلى مدى نصف عقد من الزمان أشرف على تغيير النظام التربوي بالكامل. ( هو فرد وليس جماعة ولم يكن يومها بينه وبين التجمع اشتباك، والتجمع من استنصر به وبأمثاله لتجفيف ينابيع التدين، وهو في كل الحالات لا يصلح أن يكون قدوة لصاحب مبدأ فقد تحول بين عشية وضحاها من « مناضل » حقوقي إلى جلاد!! وليس من تعلم آداب الإسلام كمن تشبع ب « اكذبوا … اكذبوا حتى يصدقوكم فإن لم يصدقوكم فصدقوا أنفسكم … وفي المقابل لقد التحق بالتجمع بعض الوجوه الإسلامية والمشايخ بنية الإصلاح من الداخل لكنهم دجنوا أو لفضوا) الدكتور الشرفي لم يعمل برأيك، فاستطاع تنفيذ الكثير من الرؤى التي ناضل من أجلها خلال خمس سنوات من العمل في الحكم. ( لم يحقق شيئا غير أنه فُضح، وشعب تونس والحمد لله على إسلامه باق) وأنت، إذا سمحت لي باعتبارك رمزا لتيار معين، ( لا أنطق باسم غيري وأنا واحد من تيار ولست رمزا لتيار) إما سجين أو محاصر أو شريد. وكلما تطوع أحد وحاول معالجة هذه الخصومة المرة، تصديت له بالإعتراض والسخرية والتشهير.( الإعتراض: اضرب الرأي بالرأي يظهر لك وجه الصواب، السخرية: أومن أنه لا يسخر قوم من قوم فعسى أن يكونوا خير منهم. ولا أتعمد السخرية من الأشخاص ومن وجد فيما كتبت غير ذلك ـ ممن لا يمارس القمع المدعوم بالسلطة عليناـ فإني أعتذر له، التشهير: إن كان ابراز أفكار ومناقشتها أو الرد عليها تشهيرا فأنا أفعله وإن كان غير ذلك فأعوذ بالله منه) ومن الأدلة أيضا أن الآلاف ممن ينتمون لنفس المدرسة الفكرية اليسارية للأستاذ محمد الشرفي فعلوا مثله، ولم يؤمنوا بنظريتك التي رددت بها عليَّ في مقالتك الأخيرة ( لو كنت جادا في المحاورة وباحثا عن الصواب لكان ردك على تفاعلي معك في مجموعة الحلقات التي عنونتها « بالمصالحة والمأزق الوطني » ولم أكملها لأنني لم أر منك جدية في الحوار فأنت ماض في هدفك الوهمي مستبطنا أن رأيك صواب لا يحتمل الخطأ والرأي المعارض لك خطأ لا يحتمل الصواب) . وهم اليوم في كل أجهزة الدولة تقريبا، عندهم فرصة للعمل، وفرص لتجسيد المثل والمبادئ التي ناضلوا واعتقلوا من اجلها. (ليسوا قدوة لنا، وليس من مصلحة تونس « الجميلة » أن يتسابق أبناؤها على مراكز القمع والنفوذ ليقهر بعضهم بعضا وتستمر المأساة وإن اختلفت الضحايا، … المصلحة يا سيدي في مقاومة الإستبداد لا في تكريسه وكل استبداد مرفوض منبوذ أكان يساريا أو تجمعيا أو إسلاميا) وكما ترى، فإن أهل هذه المدرسة لا يرون في العمل في أجهزة دولتهم عارا ولا مسبة ولا مذلة. وليسوا ممن يبددون طاقاتهم وجهودهم في مثل ما تقوم به أنت ويقوم به عدد من الإسلاميين هذه الأيام. كلما قام للصلح داعية تألبوا عليه كأنه يدعوهم للهلاك وكأنهم هم الضحية الأولى والوحيدة لمثل هذا الصلح إن ولد ورأى النور. ( يا أخي قناعتي أن « صلحك » هذا لن يولد لأن حمله حمل كاذب كالحَبَطْ الذي يصيب الإبل فينفخ بطونها ويحسب مالكوها أنها عشار … ولست ضد الصلح ولا أحد ضده ولم أتألب عليك وعلى « صلحك » رغم قناعتي بأنه موهوم ولكنني خالفتك ـ بأدب واحترام ـ وذلك حقي وألزمت نفسي بأن لا أنبش في نيتك ـ رغم وجود المبررات أحيانا ـ وفرق بين من ينظّّّّّّّّّّّّّر لصلح حقيقي لا يستثني أحدا، تتسع فيه تونس لكل أبنائها من غير قمع ولا إرهاب ولا استخفاف بالإنسان وبين من ينظر للإستبداد والدكتاتورية والرئاسة مدى الحياة والإنقلاب على الوعود والإستخفاف بإرادة المواطنين!! … غريب أمرك هل تدرك أن ذلك هو جوهر دعوتك ولبها وأساسها؟ وهنا أجدني مظطرا لرد أسئلتك إليك: ماذا دهاك؟ أين عقلك؟ أين حكمتك؟ وإليك هذه الكلمات من أحد القابضين على الجمر داخل الوطن الحبيب وهو الأخ محمود قويعة نقلا عن المنتدى الكتابي للحوار نت أما أخي حمزة فألفت نظره إلى أن ما قرأه بين سطور الحوار من معارضتي لما » يطرحه » السيد الحامدي لم يكن دقيقا لسبب بسيط هوأن السيد الحامدي – في تقديري – لم يقل شيئا ولم يطرح شيئا حتى أعارضه أو أوافقه .. وما ضمنته حواري مع أخي صابر لم يكن أكثر من تعبير عن ألم وحسرة على أخ كان يقول ويطرح وانتهت به سنوات القحط في بلدي إلى دكتور لا يقول شيئا … وبعد هذا الموقف من داخل السجن الكبير هل يمكنك أن تزايد على موقف الأخ عبد الكريم الهاروني من سجنه في السجن الكبير وهل يمكن أن يوصف الهاروني وإخوانه بأنهم متنعمون في وضعهم وأنهم سيكونون ضحايا إن حصل الصلح؟؟ ومن دواعي الإنصاف أيضا أن يسجل المرء أن عموم أهل هذه المدرسة اليسارية لم ينشروا مقالا واحدا في الشهر الماضي يعارضون فيه الصلح بين الحكومة والإسلاميين. ولا كتاب التجمع ومناصروه فعلوا ذلك أيضا، (لأنها « معركة » لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولأن نتيجة « المعركة » تصب في مصلحة هذا الطرف أو ذاك، ولك بعد ذلك أن تحدد على من يقع الوزر) رغم أن المطالب التي تضمنها اقتراحي للصلح تشمل إطلاق سراح جميع المعتقلين، ورفع القيود الأمنية عن المعتقلين السابقين، وإلغاء المنشور 108، وتمكين الإسلاميين من جمعية ثقافية، ومن حق العمل السياسي في حزب من الأحزاب المرخصة قانونيا. (كل ما تفعله السلطة يدل على عكس هذا المسار) أما أنت فلم تنصفني ولم تنصف نفسك، لأنك لو فعلت لاعترفت أن ما جرى في 1989 كان خيارا خاطئا ومضرا وينبغي ألا يتكرر في المستقبل، إن أتيحت الفرصة أصلا لتكرار مثل تلك المعطيات. ( أنصفك أولا وأقول بأن خيار الدخول في المنافسة الإنتخابية كان خطأ لأن الإسلاميين ـوأنا منهم ـ كانوا « نية » وصدقوا الكذبة وكانوا أول ضحاياها وكانت أحد العجائز أفقه منهم حين قالت بأنه سمح بالإنتخابات ليرى ما خفي عليه من ألسن فيقطعها وقد كان! وإن أردت موقفي من العمل السياسي فأقول لك بأنه خيالي وحالم ـ ولكنه أكثر واقعية من « مصالحتك » الهلامية، … لو كان الأمر لي لدعوت كل الأحزاب وكل السياسيين ـ عدى الذين يحكمون ـ لإعلان موت السياسة وأن ينسحب الجميع من ملعب السياسة ويدعوه يلعب وحده وينافس نفسه … ولكن …) لم تنصفني ولم تنصف نفسك، لأنك تكتب بروح الخائف من هذه المصالحة. كأنك الضحية الأولى لها إن تحققت. كأنك المتضرر الأول منها. أنت لا تريد أن تصالح. ولا تريد أن تسمح للآخرين بالسعي لتحقيق مثل هذه المصالحة. ( كثيرا ما تنفس يا أخانا الحامدي عن دكتاتورية متأصلة فيك، فالخلاف معك لا يعني منعك، بل أقول لك أجلب على الإسلاميين وقوى الشعب التونسي بمالك وقلمك و »ديمقراطيتك » و »مستقلتك » وإن وجدت نفسك وحيدا فاتهم أفكارك وراجعها ولا تتهم من خالفك! أما كوني لا أريك الصلح فهذا اتهام باطل لا حجة عليه وما أرفضه لنفسي وإخواني وأهلي وأحبتي أن أكون « كُهنة » بالتعبير السوداني وهي الخرقة التي يلمع بها العسكري حذاءه وأربأ بك أن تكون كذلك ولذلك خالفتك وحاورتك، وبعد هذا أقول لك العن من يرفض الصلح ستجدني من المؤمِّنيين!! ماذا دهاك؟ أين عقلك؟ أين حكمتك؟ (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا التصفيق له) إلى متى الإعراض عن الإعتراف بالحقائق الساطعة (أعيد لك نفس السؤال) والإمعان في تكرار الأخطاء القديمة؟ لا تقل لي حفظك الله: انظر إلى أوضاع الرابطة والحزب الديمقراطي وحزب التكتل. فهذه هيئات معترف بها وتنشط داخل تونس وخارجها، وتعقد مؤتمراتها، ويسافر قادتها من وإلى تونس دون مشاكل. ولهذه الهيئات قيادات تدافع عن مصالحها وهي لم تطلب النجدة منك. (؟؟؟؟ المبادى لا تتجزأ) إنما تكلم عن ضحايا سياسة المواجهة من الإسلاميين وعن النتائج الكارثية لتلك المواجهة. وقل لي عندئذ: متى تنوي أن تساعد بالصمت فقط، الصمت لا أكثر (عندما يتبين لي أن صمتي خير من كلامي وأن كلامك خير من صمتك)، عندما يحاول البعض إصلاح ذات البين بين أبناء الوطن الواحد وتضميد الجراحات القديمة؟ (أشهد الله أنه ليس في قلبي حقد على أحد ولكن ما تدعو إليه ليس إلا انهزاما ودنية واستسلاما و »نفاقا » ـ أعني أنك تدعونا للتصريح بما لا نعتقد من صلاح التجمع ورئيسه ـ) ومتى ينوي من يكتبون بنبرتك واتجاهك أن يساعدوا بالصمت على الأقل إن كبرت عليهم كلمة واحدة للتشجيع والتأييد؟ (قل لي بربك يا صاحب العقل ماذا أشجع ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئنا أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من إراقة دم امرئ مسلم بغير حق؟؟) يا عزيزي صابر: مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. ( وماذا لو أنك خطوت أول خطوة في الإتجاه المعاكس فزدت الألف ميل خطوة فخطوة فميل فألف ميل؟؟؟؟؟؟) ومسيرة إصلاح ذات البين بين التجمع الدستوري الديمقراطي والإسلاميين في تونس تبدأ بخطوة واحدة أيضا. (نريده صلحا عاما لا يستثني أحدا وليس فيه طرف « عزيز » وطرف « ذليل » وصاحبك يقول بأنه لا يصالح الأموات وصاحبه يقول سندفع نساء الإسلاميين لبيع أعراضهن والتسول في الشوارع وهذا كلام من لا يريد صلحا) هذه الخطوة هي الصمت عن الخطاب المفسد والمثبط لكل محاولة للصلح. (أليس الصمت عن المظالم والإشادة بالظالم هو عين الخطاب المفسد والمثبط لكل محاولة لإصلاح البلاد؟؟) تلك هي القطرة، ثم ينهمر الغيث إن شاء الله. (أخشى أن تكون القطرة التي تريد إنزالها بداية لسيل عرم يجرف ما تبقى من عزة وإباء وصمود للإصلاح الحقيقي ويكون حالك كالعجوز التي يأخذها الواد وهي تقول : »العام صابة ») وإن كنت في شك مما أقول فجرّب. جرّب هذه الإستراتيجية لثلاث سنوات فقط كحد أقصى، وسترى ثمارها السارة الجميلة قبل ذلك بإذن الله. ( أحب أن أصدقك ولكن الماضي ـ »لنا ثقة في الله وفي الرئيس » ـ والحاضر بجرائمه التي لا تحصى ومع أناس آخرين يُخطّئ ما تذهب إليه) فهل تستجيب؟ (فهل تقتنع وتراجع خياراتك وتعلم أن شرف المؤمن أن يكون مناصرا للمظلوم مناهضا للظالم وهو الموطن الذي يحب الله أن يراه فيه؟؟) إلى أن يأتي جوابك، أعتذر لك إن اسأت لك في هذه المقالة بكلمة، فإني لم أقصد الإساءة إليك قط، وإنما أردت استثارة حميتك لأمر المصالحة (وأردت أن أنبهك إلى أنك تزين الباطل ولا تطرح مصالحة وهو ما لا أرضاه لك)، وأدعو الله أن يوفقني وإياك لما يحب ويرضى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. آمين (آمين)، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وغفر الله لنا ولك ولكل من كتب في هذا الموضوع) تعليق: صابر التونسي
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2007)
رسالة إلى الأخ صابر التونسي
د. محمد الهاشمي الحامدي « بحثت عن مساحة التقاء واحدة بيني وبينك في ردك المفصل المنشور صباح اليوم، فلم أجد. ثم قرأت ردك من جديد بتمعن أكبر فوجدت « نصف مساحة »، إن جاز التعبير.. لذلك أكتب إليك ». عزيزي صابر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قرأت قبل قليل رسالتك الجوابية على مقالة سابقة لي. وجدت مساحة الخلاف واسعة بيني وبينك في المسائل التي يدور الحوار بشأنها منذ عدة أسابيع. لكنني تذكرت أن الخلاف بين الناس سنة اجتماعية وتاريخية، فلسنا أول ولا آخر مختلفين في هذا العالم. مع ذلك سرني أسلوبك في الخطاب بشكل عام رغم قسوة ظاهرة في الكثير من فقراته. سرني أنك رددت على نقاط محددة أثرتها في رسالتي السابقة إليك، ولم تفعل ما فعله عدد آخرون من الكتاب: وضعوا على لساني ما يريدون ثم انطلقوا يردون على هذه الأوهام التي صنعوها. أحترم وجهة نظرك وحقك في الإختلاف، وأثني على أسلوبك في الرد بشكل عام، وأوصي نفسي وإياك والقراء أجمعين بأن يصبر بعضنا على بعض، وأن نحسن الظن بالمخالفين في الرأي، ونلتمس لهم الأعذار، ونستغفر لنا ولهم، وندفع بالتي هي أحسن، ونبادر إلى العفو والصفح آملين أن يعاملنا الله الكريم بعفوه ومغفرته ويهدينا لما يرضيه من قول وعمل، إنه تعالى سميع مجيب. وقد توافق نشر ردك مع نشر مقالة لزميل لي من أيام الجامعة، كان بيني وبينه خبز وملح وذكريات. ومع ذلك، رد بتعال لا مبرر له، ونبرة كراهية لا تليق بأمثاله، وزعم أن صديقه القديم « مدع عام » تحركه دوائر خفية، رغم أنني كتبت مرات عديدة أنني أعرض آرائي الخاصة، ولا أعبر بها عن رأي السلطة أو أي دائرة من دوائرها، مثلما قلت بأنني لا أريد أن أكون وسيطا بين طرفي النزاع، وإنما كل ما في الأمر أنهم جميعا إخوتي في الدين والوطن، والتقارب بينهم مصلحة شرعية ووطنية لي وللتونسيين كافة. على كل حال، إن كانت مقالاتي استفزته ليكتب ويطل على الناس من جديد، فهذا بعض الخير من وراء مقالته القاسية. حياه الله بعد انقطاع طويل، وحفظه، ووفقه لكل خير. أخي صابر: بحثت عن مساحة التقاء واحدة بيني وبينك في ردك المفصل المنشور صباح اليوم، فلم أجد. ثم قرأت ردك من جديد بتمعن أكبر فوجدت « نصف مساحة »، إن جاز التعبير، تضمنتها هذه الفقرة في مقالتك، وهي تبدأ بعبارة سبق أن كتبتها إليك، وتنتهي بتعليقك عليها باللون البنفسجي: « ومسيرة إصلاح ذات البين بين التجمع الدستوري الديمقراطي والإسلاميين في تونس تبدأ بخطوة واحدة أيضا. (نريده صلحا عاما لا يستثني أحد وليس فيه طرف « عزيز » وطرف « ذليل » . انتهى النقل. اسمع هداني الله وإياك للحق: الصلح بين الإخوة انتصار لهم جميعا. وقصص الصلح في التاريخ الإنساني كله تقوم على تنازلات وتسويات تقود إلى جمع الصف، ومثلك لا يحتاج لأدلة تبين هذه الحقيقة الساطعة. والصلح العام الذي لا يستثني أحدا وليس فيه طرف عزيز وطرف ذليل هو مطلبي الشخصي أيضا. هذه إذن مساحة اتفاق بيني وبينك. من أجل أن نتقدم نحو هذا الصلح المنشود، نحتاج لأجواء تساعد عليه. والإقتراح العملي لتهيئة هذه الأجواء أن يبدأ طرف من الأطراف بالتهدئة، وبناء مناخ للتقارب، ثم ينطلق الحوار المباشر البناء والمثمر في مرحلة لاحقة. أقترح عليك، حفظك الله ورعاك، أن تتم المبادرة باتخاذ الخطوة الأولى نحو تهيئة هذه الأجواء من قبل الإسلاميين، عملا بمقتضى توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: « خيركم من بدأ صاحبه بالسلام ». معنى هذا أن يقرر الإسلاميون أنه حرصا منهم على تهيئة الأجواء التي تسمح بالتقدم التدريجي نحو « صلح عام لا يستثني أحد وليس فيه طرف « عزيز » وطرف « ذليل »، فقد توافقوا على الكف عن إصدار أي بيانات وتصريحات تصعيدية باتجاه السلطة لمدة عام واحد، آملين أن تلقى هذه الخطوة رد فعل إيجابي عليها من الطرف الآخر. هل يمكن أخي صابر، أن نبدأ جميعا بهذه الخطوة؟ أنتظر جوابك، وأجدد التحية لك، وأسأل الله الكريم أن يجعلني وإياك وقراء هذه المقالة مفاتيح للخير، وأن يستخدمنا في إصلاح ذات البين بين إخوتنا في الدين والوطن، وأن يجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يصبح التسول على أعتاب الحكام مشروعا سياسيا ؟!
بقلم مرسل الكسيبي (*) يبدو أنه علينا أن نهجر القوانين والدساتير والمواثيق والعهود الدولية وتقاليد الحداثة السياسية على مستوى العالم كي نقر لصاحب شاشة المستقلة بأنه صاحب عبقرية سياسية ووطنية ومشاريعية تستحق منا التضحية بكثير من العرق والحبر !!! لست أدري كيف سمحت الرداءة في التفكير والتدبير لمن يحمل شهادة الدكتوراة من جامعة بريطانية عريقة كي يحدثنا عن فضائل ومناقب ومحاسن نظام سياسي يؤسس مشروعيته خارجيا عبر الحديث عن بعض المنجزات التنموية والعمرانية وضبط استتباب الأمن بمنطق الكرباج والمحاكمات السياسية … لست أدري كيف تسمح النباهة لصاحب فضائية شاعر الثلاثمائة ألف ريال سعودي أو جنيه استرليني بأن تصبح « الحوامد » مسقط رأس صاحب قناة « الديمقراطية » المخذولة مؤشرا اقتصاديا عالميا تقاس بها معدلات النمو والرفاهية تونسيا… ماذا يمكن أن نقول اليوم عن اضرابات المدرسين وأساتذة التعليم الثانوي وأطباء وصيادلة الصحة العمومية وهم يعلنون للعالم ومؤسساته المالية عن عجز قدراتهم الشرائية …؟ ماذا يمكن أن نقول للمواطن البسيط في تونس وللأجير ؟ ,اذا كان أطباء البلد وأساتذته وصيادلته قد أعلنوا عن عجزهم على مواجهة أوضاع اقتصادية واجتماعية بدأت تعلن عن دخولها في مراحل صعبة لايمكن تقييمها فقط بأرقام ونسب تنموية صادرة عن جهات رسمية أو حتى دولية متواطئة تحسن تسويق الديكتاتوريات … لست خبيرا اقتصاديا ولا أريد أن أدعي ذلك ,ولكن أحسب أن لكل عاقل عقلا يعمله في طرح التساؤلات ورؤية الأوضاع ضمن منطق متوازن لايمكن الغفلة عن بعض مؤشراته البارزة اليوم ضمن واقعنا الاجتماعي أو الاقتصادي … كيف ننظر للرشوة والمحسوبية والفساد المالي والتفويت في مؤسسات الدولية العمومية ؟, وكيف نتعاطى مع موضوع خطير يتعلق بنقاش علمي طرحه قادة المؤسسات البنكية الدولية على أبرز موظفي البنك المركزي في تونس ؟,وفحواه تتعلق بعدم القدرة على تسديد قروض وديون كبرى متخلدة بذمة المئات من النافذين الاقتصاديين أو السياسيين … أسئلة عقلانية لابد أن نضعها بجانب معدلات التنمية السنوية المعلنة رسميا في تونس أو في محيط دوائر المال والأعمال … صحيح أن تونس ليست كلها صفحة سوداء , وأن من تمام العدل الحكم على الصورة من زواياها الشاملة دون تحامل مقيت , أو تبييض مشبوه منطلقه الالحاح على طرح موضوع تونس الجميلة بمناسبة وبغير مناسبة من جهة المنجزات المادية والمصالحات المغشوشة التي تجرم الضحية وتعلي من مقام الجلاد … وعموما فلنترك موضوع « الحوامد » كمؤشر اقتصادي جديد لابد أن يعتمد رسميا لدى البنك المركزي في تونس ولدى كليات ومعاهد العلوم الاقتصادية ولدى نادي باريس وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للانشاء والتعمير .., ولنعد الى مربط الفرس في خلافنا مع صاحب قناة المستقلة الذي يصر على تقييدنا بنصوصه وكتاباته التي تتهافت هذه الأيام تارة بالخوض في قضايا دينية متخصصة ليست من مجال درايته ولا معرفته عبر خوضه في قضايا النفاق والكفر وتأويل السيرة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم … لنعد الى موضوعة تلميع صورة وضع حقوقي وسياسي فاسد لن تفلح كل شاشات الدنيا وفضائياته في تقديمه للتونسيين على أنه وضع طبيعي وسوي … لنعد الى شروط المصالحة الوطنية الناجحة وشروط انهاء حالة الخصام بين الحاكم والمحكوم , ولكن ليس من منطلق الأبوة الرسمية التي نترجى رحمتها وشفقتها وعفوها وغفرانها كما يفعل ذلك صاحب عريضة المائة التي خرج صاحبها بخفي حنين … لنعد الى المصالحة الوطنية العادلة التي تتأسس على العدل واقامة الحريات وانهاء حقبة الاعتقالات العشوائية المبنية على الوشاية الأمنية والشبهات وتقديم القرابين السياسية بغير وجه حق الى بعض القوى الدولية المتربصة بالمنطقة من منطلق تأجيج نار الصراعات الداخلية … لنعد الى المصالحة الوطنية الحقيقية التي تعني اطلاق سراح كل سجناء الرأي وانهاء حالة الاحتقان الأمني والسياسي عبر ادخال جرعات حقيقية من الاصلاح على مفاصل حياتنا العامة بما يعنيه ذلك من ادخال اصلاحات سياسية وحقوقية واعلامية لم تعد تحتمل تونسيا أو حتى عربيا مزيدا من التأخير والتـأجيل والمراوغة . هذه المصالحة التي يبحث عنها التونسيون والتونسيات اليوم , مصالحة بين الدولة والمجتمع والمجتمع مع الدولة ,وليس بين السلطة والاسلاميين أو الاسلاميين فقط مع السلطة … انها عودة بالموضوع الذي لانريد أن يزايد به البعض على وطنيتنا أو اعتدالنا أو توسطنا من منطلق أنه يريد الصلح والكلمة الطيبة ونحن بالمقابل مع الالاف من المنفيين السياسيين أو سجناء الرأي نريد القطيعة أو التصعيد أو استمرار الاشتباك والخصومة !!!… فليهنأ الأخ الحامدي صاحب المستقلة وتقر عيناه بأننا اصلاحيون ولكن مع العدل ,ومصالحون ولكن مع رفع الظلم عن تونس وشعبها , وليهنأ أيضا بأنه ليست لنا مشكلة مع الحزب الحاكم ماأصلح وسمح بأقدار مقبولة من المشاركة السياسية ,وليعلم أيضا بأننا نفرق بين الشرفاء من رجال الأمن وبين من تلذذ بتعذيب شباب تونس وقادة الرأي فيها … وليتذكر صاحب شاشة المستقلة بأن العلاقات مع الشرفاء من رجال الدولة التونسية ليست صناعة حامدية وانما هي مطلب لابد أن يبحث عنه كل وطني واصلاحي صادق , وأن المخرج من الأزمة الحالية لابد أن ينطلق من تجسير الهوة بين كل الاصلاحيين داخل هيئات الحكم وخارجه … هذه رسالتنا بوضوح الى صاحب المال والأعمال أصيل قرية الحوامد الذي يتجافى عن ذكر اسمنا فيما يكتب ولكنه يقرأ بعناية كل مانكتب , هذه رسالتنا له واضحة وجلية حتى يعلم بأننا طلاب حق وعدل واصلاحيون ومصالحون وأصحاب كلمة طيبة وليس له ولا لغيره أن يزايد على اخوانه في الصف الاسلامي أو المعارض بوجه عام في قضايا النباهة والحذاقة السياسية أو الاعتدال أو صفاء القلب والترفع عن مثالب الحقد والضغينة . (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2007)
على هامش المبادرات الحامدية
بقلم: أشرف زيد هل سمعتم بالمثل التونسي الشهير: « يبيعْ القردْ ويضحك على شاريهْ! » سوف لن أتناول بالتعليق ما ورد في هذا الحوار الشيق مع الهاشمي الحامدي الذي واكبت صعود نجمه مذ أن كان طالبا في السنة الأولى بكلية الآداب بمنوبة، وإن كان هذا الصعود نفسه يحتاج الى دراسة معمقة من وجهة نظر بسيكاناليتية… وحتى لا أظلم الرجل فإن من مواطن ضعف الحركة الإسلامية في تونس كممارسة وتنظيم ما جعل من الممكن افراز مثل هذه الظواهر : الهاشمي والعديد من أمثاله ممن لا يزالون داخل الحركة وممن باتوا خارجها… هذا مرض قديم كالعالم، ومن بعض عوارضه البارزة : هوس السلطة (أي سلطة) أي الوصول إليها بأي طريقة ومهما كان الثمن، حب الظهور واستغلال صفة الإنتماء إلى التنظيم لتحقيق أهداف بعضها جد شخصية، التكلم حصريا بمنطق الأنا (اقرأوا النصوص منذ الإعترافات الى اليوم)، اللهث وراء العلاقات العامة مع ذوي النفوذ مهما كانوا… إلخ ولكن الأمر الذي استوقفني في هذا الحوار الشيق هو تركيز الهاشمي في أجوبته على مطالبته الحركة ب »هدنة » كلامية لمدة سنتين فقط! لماذا سنتين يا ترى؟ « بن علي 2009…. بن على 2009…. » كتبت في « ورقات من ماض لم ينته بعد » ما يلي: « هذه الأحداث وغيرها من الإضرابات والإعتصامات, شكّلت محطَات مشرقة في تاريخ تونس المعاصرة, ورصيد وطن أُهدر فى عمليَات إستمناء كبرى على موائد البيروقراطيَة والوصوليَة بكلِ اتجاهاتها و ألوانها. ألم يفرز أقصى اليسار « المتشدِّد », الزَعيم البروليتاري سمير لَعْبيدي, وكذلك منظِر الاستئصال الوزير محمد الشَرفي, وشاعر العهد الجديد آدم فتحي, وغيرهم كثير…؟ أو لم يفرز الاتجاه الإسلامي في صيغه الأكثر راديكاليَة, المتذبذب – بين المعارضة الصاطيليطيّة القُصوى, وإشراقات التّربية الدّينيّة في غرف القصر الرئاسي بقرطاج – محمد الهاشمي الحامدي, وكذلك بعض المباركات الصُوفية للمُخَلِّص؟ » وها هو الآن يدعونا الى الإقتداء بالشرفي ومن شابهه ممن لا أمل لهم في الوصول عبر الإنتخابات الديمقراطية فباتوا يتصيدون الفرص المتاحة لهم من قبل الديكتاتورية للتوصل الى تحقيق حلمهم الكبير: الا وهو القضاء التام على الظاهرة الإسلامية. ويدعونا الهاشمي الى لحس الفتاة تحت موائد اللئام: والا ماذا تسمون « القبول بجمعية ثقافية والدخول في الأحزاب المعترف بها »… تخيلوا قليلا: ماذا كان فاعل هذا الرجل لو وجد زمن معانات الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة؟ سيقول للرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: « اقبل مقترحات بني جلدتك وبنو عمومتك أبو جهل وابو لهب والمغيرة وغيرهم… ادخل في احد الأديان المعترف بها… كف عن تسفيه آلهتهم… ألا ترى أنهم قدموا تنازلات مهمة… قالوا لك ان اردت مالا جعلناك أغنانا، وان أردت نساءا زوجناك أجمل بناتنا، وان أردت ملكا ملكناك علينا… بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك قالوا لك تعالى نؤمن بالاهك يوما وتؤمن بالاهنا يوما… لماذا الإصرار والعناد اذا؟ لماذا تعرض نفسك وصحبك من الرجال والنساء الى التعذيب والتقتيل والتشريد… فنحن ابناء وطن واحد… مكة تجمعنا » بئس البادرة وبئس المقترحات… ما بمثل هذا يصنع الرجال التاريخ… تعالى يا محمد كي تلقننا من جديد درسا في صنع التاريخ… درسا في الثبات وعدم التبديل… وكأن هذه المصطلحات امحت من قواميسنا… تعالى يا محمد! (المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2007)
حتى لا ننسى!!!!!!
تزكية للجلاد وإتهام للضحية فأي ميزان هذا ؟
اعداد انور هل يصدق عاقل بأن حركة النهضة هي من إعتدت على عصابة النهب في تونس قبل عقدين من الزمان ؟ هب أن الحركة إرتكبت أخطاء وهو ما وقع بالفعل أفليس من العدل أن نقارن بين أخطائها التي لا تتعدى التصعيد السياسي السلمي وعدم كفاية التنسيق مع المعارضة في ذلك أو سوء تقدير الاوضاع محليا وإقليميا ودوليا وبين أخطاء العصابة وهي أساسا توخي الخطة الماسونية في تجفيف منابع التدين وخطة سحق الحريات الخاصة والعامة ضد كل الالوان السياسية والاطياف الفكرية دون أدنى تمييز وخطة إطلاق أيدي عائلة رئيس العصابة وأصهاره ليعيثوا في أموال الناس وممتلكات القطاع العام وشبه الحكومي فسادا ويؤمموه بالكامل أو جزئيا لمصالحهم وخطة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتمكين للنفوذ الامريكي لجعل تونس وكرا خبيثا ضد كل نفس مازالت فيه بقية باقية من إباء وصمود ضد الهيمنة ؟ أليس يكون أليق بالمبادرة لو ذكرت خطأ واحدا من أخطاء العصابة ؟ أليس من التجني إمطار الحركة بما فيها وما ليس فيها وهي الحلقة الاضعف بحكم منطق الاشياء صراعا سياسيا بين عصابة مسنودة بقوة الشرطة والدولة فضلا عن الحلفاء من الخارج وبين حركة سلاحها الوحيد كلمة منعت من بثها في المساجد وفي دور الثقافة وفي الاعلام وصودرت كل حقوقها في حد أدنى من الوجود ؟ هل تجدون جريمة أشد شناعة من جريمة تجفيف منابع التدين بعصا البوليس وهو الامرالذي لم يحدث أبدا في التاريخ الاسلامي على مدى أربعة عشر قرنا ؟ هل ينكر واحد منكم تلك الخطة التي تحدث عنها أعلام من مثل الامام القرضاوي في أكثر من كتاب له بل خصص لها كتابا بأسره لا بل خصصت لها دورة من دورات مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة وهو السبب المباشر لعزل الشيخ الحبيب السلامي ذلك الرجل الكبير الذي آثر رضى الرحمان على نعيم العصابة وكل نعيم دون نعيم الاخرة زائل ؟ هل تجدون جريمة أشنع من جريمة منع المرأة التونسية من حقها في كشف أو ستر شعر رأسها؟ لم تغاضيتم عن كل تلك الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا حتى إبان ما سمي بالثورة البلشفية عام 1917 وغزو مناطق البلقان والقوقاز وسلخ شعوب إسلامية بأسرها من جلدها الاسلامي ؟ هل يمكن أن ينسى الملف الحقوقي الاسود القاتم لتونس منذ تولي رئيس العصابة الحكم ؟ ألم يتطرف إلى حد إدانته مرتين من أعلى لجنة حقوقية أممية وأكثر من ذلك من البرلمان الاروبي فضلا عن المنظمات الحقوقية المشهود لها بالصدقية ؟ هل تقارن جرائم العصابة في سحق الحريات الخاصة الشخصية جدا فضلا عن الحريات العامة بما يقع في أي بلاد من بلدان الدنيا ؟ ضرب الاسلام السياسي في ليبيا ولكن بقي التدين محفوظا مصانا في حين سعرت نار الحرب الملتهبة على كل مظهر من مظاهر التدين في تونس ورمز من رموزه حتى أحرق الشباب المصاحف الكريمة في بيوتهم وفسخ أصحاب سيارات الاجرة البسملات والتعويذات من الواجهات البلورية خوفا من الاخذ بالظنة والريبة . سالت أنهار من الدماء في الجزائر ولكن التدين ظل محفوظا ثم جاءت مبادرات العفو والوئام فمسحت الجراحات الثخينة . في المغرب الاقصى حياة إسلامية نامية دينيا وفي صفوف البرلمان سيما في عهد الملك محمد السادس . في مصر ينافس الاخوان السلطة ورغم كل محاولات التزييف والقهر يصلون إلى البرلمان فضلا عن حراكهم الاجتماعي والثقافي والاعلامي وفي فلسطين كذلك وفي الاردن والكويت ولبنان وتركيا وكل البلاد ا لعربية والاسلامية تقريبا تجارب إسلامية كانت كلها تكرع من التجديد الاسلامي لحركة النهضة التونسية في قضايا الحكم والسياسة والمشاركة والمواطنة والمرأة والتراث والغرب ولكن لسوء حظ تونس التي إغتصب الحكم فيها حذاء قذر تأخرت حركتنا وتقدم غيرها . هل تجدون جريمة أشنع من إطلاق أيدي عائلات القصر في الممتلكات العامة والخاصة للدولة والناس بسيف القوة والغلبة والقهر ؟ هل كل ما كتبه سليم بقة في الجرأة على مدى عقد ونصف كامل باطل في باطل ؟ هل تدرون ماجرى معه ليكف عن ذلك ؟ ألا تعلمون أن ذلك هو حديث الناس كلهم في تونس ؟ أعرف أمثلة حية ورب الكعبة في إستيلاء ـ فلان من أهل القصر ـ على معمل بأسره ولا شك أن كل واحد منكم يعرف أكثر مني أضعافا مضاعفة . هل تجدون جريمة أشد شناعة من التطبيع مع الصهيونية من بلد مثل تونس لا شئ يربطها بالصراع الاسلامي الصهيوني في مستوى الحكم : لا هي من بلدان طوق الحماية للسرطان الاسرائيلي وعوامل أخرى كثيرة ورغم ذلك لا يكتفى بتدنيسها بذلك الخبث بل تباع للادارة الامريكية اليمينية المتطرفة المتصهينة تستخدمها وكرا خبيثا ضد النظام الليبي مثلا ؟ أليست تلك ثوابت كل مسلم مهما تقلبت السياسة والسياسيون : الهوية الاسلامية التي لا نقبل أن تجتث عبر خطة تجفف منابع التدين تقودها دولة بوليسية بالحديد والنار والحريات الخاصة على الاقل في بدن المرأة والرجل كشفا أو سترا حتى لو تنازلنا تحت القهر عن بعض الحريات العامة إلى حين والوقوف إلى جانب العدل الاجتماعي سيما حين تتسلط الدولة وعائلاتها الحاكمة تسلط الجراد الجائع على كل ما يسيل اللعاب مما لذ وطاب من عرق الفلاحين والصناعيين والكادحين ومقاومة التطبيع سيما في بلد بعيد جدا عن فلسطين المحتلة ؟ الحركة أخطأت وقيمت مسيرتها ونشرت أخطاءها فهل فعل غيرها شيئا من ذلك ؟ كتبت في هذا سابقا أكثر من مرة وأشرت إلى المراجع التي تحتوي على تلك التقويمات المنشورة والتي قالت فيها الحركة بصريح العبارة منذ عام 1995 بأن الازمة تتحمل مسؤوليتها السلطة ثم الحركة ثم المعارضة كما قالت بأن الحركة أخطأت يوم أجبرتها ظروف معلومة على توخي قدر من التصعيد السياسي السلمي ضد السلطة دون كفاية تنسيق مع المعارضة . بدأت الحركة مسيرتها بعد أول محنة عام 1981 بتقويم أفضى إلى مشروع الاولويات الشهير والذي أنتج بدوره تقويمات عام 1984 الشهيرة ثم كان مؤتمر 1995 شبيها بالمؤتمر التصحيحي إستفاد من أشد التقويمات إنتشارا لانها جرت خارج البلاد حيث قدر من الحرية وهي منشورة أمامي الان ورب الكعبة في كتاب صادر منذ عام 1995 وسبق لجريدة الحياة اللندنية أن إقتطفت من ذات الكتاب أجزاء بعد ذلك المؤتمر . هل فعلت العصابة شيئا من ذلك ؟ أليست هي صاحبة مشروع تصدير الحرب على ما أسمته التطرف والارهاب وهو مشروع قبر مبكرا بعدما أشبعته الدول العربية سخرية ؟ هل نجحت العصابة في شئ أكثر من نجاحها في لملمة شمل وزراء الداخلية العرب لاقناعهم بالحرب على الصحوة الاسلامية من خلال تجفيف منابعها من مثل المسجد والكتاب والمجلة والجريدة والزي الاسلامي وكل مظهر من مظاهر التدين ؟ الحركة هي صاحبة كل مبادرات المصالحة سبق أن كتب في هذا الموضوع كذلك بتفصيل دقيق جدا ما كان ينبغي لي نشره دون إذن من قيادة الحركة وهو الامر الذي لم أفعله . بدأت رحلة المصالحة عام 1991 في الخرطوم مع السيد نجيب الشابي موفدا إلى رئيس عصابة النهب من لدن رئيس الحركة ثم توالت التحركات حيث شملت أكثر من عشر رجال كبار من تونس والمغرب العربي والخليج ولو وزعنا ذلك زمنيا لالفينا بأن الحركة أنجزت ما يمكنها من محاولات المصالحة بمعدل موفد واحد رفيع المستوى مرة كل سنة . وكان آخرها محاولة لم تمض عليها سوى أسابيع قليلة في مبادرة من رئيس الحركة عبر الرجل الاول في دولة خليجية معروفة . لم يكن خطاب الحركة على إمتداد الفترة السابقة بأسرها صداميا ولا تشخيصيا بل كان في الاغلب تصالحيا ولكنه خطاب معارض يعمد إلى التشهير بالسياسات الفاشلة وليس بالاشخاص وإلى المغالبة السجالية عبر الكلمة والضغط الاعلامي كلما توفرت الفرصة وكل ذلك يؤدي في العادة إلى التفاوض الذي لم تأل الحركة جهدا في فتح سبله . لا يعني ذلك أن الحركة لم تقصر أو أنها لم تخطئ مجددا . ولكن الغالب على الممارسة هو الايجاب والعبرة بالحصيلة وليس بالجزئيات . أبلغت الحركة المساجين سيما القيادة منهم في النصف الاول من عشرية التسعينات أي بعد سنوات قليلة جدا من الاعتقال والمحاكمة بأن لهم مطلق الحق في التحدث بإسمها والتصرف بما تقتضيه المصلحة التي يرتؤونها دون رجوع إلى أي كان ثم أبلغتهم بأن الحركة لا تكلف واحدا منهم أكثر من طاقته في الصبر على العذاب والضيق والظروف الموضوعة لحتفهم واحدا بعد الاخر وهو ما حصل بالفعل ضد أكثر من عشرين سجينا . هل تعتقدون أن الحركة لها من سلطان سليمان عليه السلام أو من قوة من أوتي علما من الكتاب في ذات القصة القرآنية حتى تقول لمسار المصالحة كن فيكون إذا كانت العصابة تتمترس وراء جدر حديدية صلبة سميكة تغريها قوتها الزائفة وتحالفاتها الدولية الخادعة ؟ أم هل تعتقدون أن الحركة تمسك أفرادها في السجن وخارجه في كل مكان بعصا سحرية تأمر فتطاع؟ هل كان من واجب الحركة أن تطلب العفو من رئيس العصابة حتى يرضى عنها ويسمح بخروج المساجين أما كان يجب على المساجين أن يفعلوا ذلك وما الحيلة إذا كان كل واحد منهم آثر الثبات والصبر تقربا إلى الله سبحانه ؟ هل تحمل الحركة كل أبنائها على الاخذ بالرخصة إذا كان بعضهم يؤثر العزيمة ؟ المشكلة هي أن كل المساجين بدون أدنى إستثناء آثروا العزيمة . جريمة الحركة أنها حافظت على ثوابتها تلك هي جريمة الحركة في نظر بعض الناس وخاصة جريمة عدم التنازل عن الصفة السياسية وذلك هو ما يحير العصابة وأزلامها . لكل حركة ثوابت ولكل كائن حي أصول . هل قرر واحد فينا بالنيابة عنا الحفاظ على تلك الثوابت؟ ألم تعتمد الحركة الاساليب الديمقراطية في الاختيار وخاصة في المهجر بحكم فسحة الحرية ؟ لقد دعا الدكتور صالح كركر عجل الله له بالشفاء إلى شئ قريب من ذلك ونشر ذلك على مراسلة داخلية للحركة فلم يستجب له وكتب بعض الناس أمورا أخرى ولكن ظل الحوار يراوح مكانه فهل تريدون من الحركة أن تعقد مؤتمرا يخصص للنظر في أطروحة كل من كتب يوما في مكان ما رأيا ؟ ألا يحترم الناس خيارنا ؟ إذا كنا سنتنازل عن بعض ثوابتنا سيما الثلاثة المعروفة ـ الصفة الاسلامية ـ الصفة السياسية ـ الصفة السلمية ـ أفلم يكن من المناسب أن نفعل ذلك في بداية التسعينات ؟ هل تريدون منا أن نفكر بعقول غيرنا حتى يرضى عنا زيد ويقربنا عمرو؟ هل تظنون أن حركة النهضة ماتت وإنقرضت فلم يعد سوى تهيئة الجنازة ومباشرة إجراءات الدفن ؟ إذا كانت قد ماتت أو تحتضر فلم لا يبادر كل سجين بطلب العفو وإدانة الحركة وشتم قيادتها قبل أن يدركه الموت ؟ حقيقة دولية ما كان لها أن تغيب عنكم: هي ذات الحقيقة التي غابت على الحركة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ومفادها أن التحول في طرف الارض الشرقي بتعبير وتفسير عماد الدين خليل في ذلك الوقت لم يكن تحولا عابرا لانه سيجعل من الانخرام في قيادة العالم لصالح القوة الامريكية الصهيونية شبيها بهزيمة ثقيلة لقوى المعارضة وخاصة الاسلامية منها لتلك القوة اليمينية المتطرفة وأي هزيمة أشد على المرء من تعري ظهره للرماة دون سند تقتضيه حالة الاستقطاب وليس حالة الولاء .. لم يكن يومها عندنا في الحركة وفي قوى أخرى كثيرة في الحقيقة على إمتداد العالم من يدرك أثر ذلك التحول الذي عد بعد سنوات أكبر حدث في القرن العشرين وهو بحق كذلك . ذات الحقيقة هي التي غابت عنكم أنتم اليوم وذلك حين تعزون عدم حل ملف المساجين والحريات في البلاد بصفة عامة إلى فشل الحركة في إدارة الملف والحقيقة هي أن دورة سياسية إستراتيجية جديدة خلفها ذلك التحول الضخم في الدنيا بأسرها كانت هي السبب الاكبر وليس الاوحد في رأيي في تمترس عصابة النهب في تونس وحرس قديم آخر كثير في بلاد عربية أخرى وراء منافع ذلك التحول تعطيلا لمطالب الحريات . عشرية التسعينات إذن كانت قاسية على كل حركات التحرر في العالم بأسره و ليس على حركة النهضة التونسية فحسب وشاء ربك سبحانه بعد أن بدأت الامور تميل إلى ضرب من الهدوء أن تحل كارثة سبتمبر 01 فتزيد الطين الذي بالكاد تيبس ألف ألف بلة وبلة . ولذلك كانت تلك الكارثة هدية بالمجان إلى عصابة الفساد في تونس وكل عصابة فساد في العالم وقبلها بشهور قليلة كانت أمريكا تجر أذيال الخيبة من مؤتمر حقوقي في جنوب إفريقيا . لا يحسن بنا إذن سوى أن نقول بأن الحركة فاتتها الحنكة السياسية المطلوبة في البداية ليس لتوقي المحنة الشرسة بالمرة كلية ولكن ربما للحد من آثارها رغم أني شخصيا أشك في ذلك كثيرا بحكم تولي السلطة من لدن رجل مهر في ضرب قوى التحرر وتخصص في الدربة على قمعها وعوامل أخرى كثيرة يضيق عنها المجال هنا . لا يحسن بنا إذن سوى أن نقول ذلك ونضيف إليه أمرا آخر وهو أن ربك سبحانه إختار لنا بفعلنا وليس بدونه قدرا لعله يكون الانفع لنا . ولكن دعونا من الماضي الاليم : أليس الحاضر يشهد ذات المشهد الذي جمعت العصابة كل عوامل حربه فرمته عن قوس واحدة ؟ هل يمكن أن ننسب للعصابة نصرا واحدا والحال أن الصحوة الاسلامية التي حاربها بدون هوادة نبتت مجددا وبكميات هادرة عظيمة تملأ الوهاد والنجاد ؟ هب أنه قضى على حركة النهضة وهو لم يقض عليها في الحقيقة حتى لو عطل مشروعها أو صرم بعض حبالها فهاهي جحافل المعارضة تلتف في صعيد واحد العلماني مع الاسلامي ألا فلا يعد ذلك هزيمة ثانية للعصابة بعد هزيمته في وجه الصحوة ؟ أي مستقبل لعصابة نبتت في وجهها الصحوة فجأة على نحو لم يعد بد من الاعتراف بها والتنازل لها كرها بشئ ما وأي مستقبل لعصابة تجندت في وجهها المعارضة بكل أطيافها تطالب بحقها في العيش الكريم والحرية الكريمة ؟ أليس ذلك هو الخسران المبين ؟ الزمان إذن غير الزمان الذي تتحدثون عنه . ذلك زمان ولى ولن يعود واليوم لن تفلت العصابة من قبضة المجتمع حتى لو إفترضنا أن حركة النهضة ماتت وقبرت وإنقرضت وهو غير صحيح. إذا كانت رسالتكم إلى شعبكم هي رسالة الحرية وليس سوى الحرية فهاهي الحرية تدق أبواب تونس وتفتك كل يوم مساحة : حرية التدين والحريات العامة معا ولو بتدرج وتعثر ودماء. إذا كنا صادقين في حركتنا التغييرية الاصلاحية التي بدأناها قبل عقود ثلاثة فماذا يضيرنا أن تتحقق على يد غيرنا وقد بدأت تتحقق ولكن أليس من الاجحاف أن نقول بأن حركة النهضة لم يكن لها نصيب في ذلك أبدا بل هي كومة من العورات ؟ تصوروا أنه ليس هناك مساجين سياسيين صامدين ثابتين مؤثرين للعزيمة مؤمنين بعدالة قضيتهم هل يكون الحراك الذي نشهده اليوم هو ذات الحركة حيوية وعدالة وتدفقا ؟ عليكم بالنسبية دوما فهي خير علاج لما يعتلج فينا في أحيان كثيرة من أفكار ورؤى قد تشغب علينا تحت ضغوط عوامل كثيرة فتتشوش الصورة . لجنة رئاسية لتسوية أوضاع المهجرين ؟ بداية هل عارضت الحركة إطلاق سراح المساجين لاسباب إنسانية حتى نصفها بالتعنت ؟ ألم تثمن الحركة في كل مرة يقع فيها إطلاق سراح من إستكمل عقوبته المقدرة أو لم يبق منها سوى أشهر قليلة جدا كل تلك المسرحيات التي تصرون على تسميتها مبادرات رئاسية إيجابية ليس لها من المناورة السياسية كما تقولون حبة خردل ؟ لقد قالت الحركة صراحة بأنها لا ترى مانعا أبدا من إطلاق سراح المساجين ولو على دفعات ولاسباب إنسانية وليست سياسية ورحبت بمبعوث الدولة قبل عام وجلست معه . الامر الوحيد الذي فاتنا هو التصريح بأن المساجين مجرمون متطرفون متعصبون إرهابيون زلت بهم القدم وأن الحركة ما كان لها أن تنشأ أصلا فهي جسم غريب في حقل غريب أو أن مكانها الطبيعي هو الهش والبش وتوزيع البسمات البليدة والمدائح الركيكة حول موائد السلطان ورموز الصولجان. إذا كان الرجل الذي تتحدثون عنه جادا في تسوية أوضاع المهجرين فلم لم يبدأ بالمساجين ولم يهجم كما يهجم الذئب الغادر على المحامين والصحفيين والحقوقيين ولم لا يتوجه إلى رئيس الحركة أو إلى القيادات المسجونة ولم لا يصدر عفوا رئاسيا أو تشريعيا عاما أو يحفظ الملف ولو بالتدريج ودون ضجيج قد يجرح كبرياءه ؟ لم أعجب في مبادرتكم عجبي لقولكم بأن ما أسميتموه لجنة رئاسية لتسوية أوضاع المهجرين مبادرة رئاسية إيجابية في حين هي مناورة لئيمة خبيثة لشق صف الحركة خاصة والمعارضة عامة وطي ملف المعارضة الاسلامية والوطنية على النحو الذي يعزز موقع رئيس العصابة في زمن أضحى فيه بأمس الحاجة إلى مبادرة تخرجه من عنق الزجاجة الذي وضع نفسه فيه حماقة وسفاهة . عجبت لكم إخواني الكرام والله وحده يشهد أني أحبكم حبا جما سيما الدكتور عبد السلام ولزهر عبعاب ومحمد لعماري . لا ينقص رأيكم في نفسي من قدركم شيئا رغم أني أختلف معكم إختلافا شاسعا خاصة في هذه النقطة بالذات . نحن أصحاب قضية سياسية محورها الحريات العامة والخاصة للشعب التونسي بأسره ولسنا أطفالا صغارا نلعب ونلهو زلت بنا القدم أو ندمنا على معارضتنا أو هويتنا أو خرجنا طلبا للرزق أو للنزهة أو تجار مخدرات حتى يقوم السيد الرئيس بتسوية أوضاعنا بتلك الطريقة المهينة. لو كان لا يخشى شيئا يخوفه به الله سبحانه في نومه ويقظته لما حفل بنا بعد مضي عقدين كاملين بالكاد على تشريدنا . لا يحتاج ذلك إلى محلل سياسي شهير حتى يعلم حقيقة الامر حق مطلق في الاختلاف مع الحركة وقيادتها ومع كل أحدا أبدا أنتم تعلمون أن الرجال في سوق الرجال لا يقومون بالافكار مهما كانت حكيمة أو خاطئة ولكن بأمر آخر لا يتسنى للاقلام والالسنة وصفه لانه من باب الخبرة العامة على مدى سنوات وعقود في حقل الحياة الطويل الممدود للناس بعضهم ببعض . وحديثي هنا موجه أساسا إلى الاخوة الثلاثة الذين ذكرتهم في هذا المقال أكثر من مرة بحكم المعرفة الشخصية الكافية . ولذلك فإن حق كل واحد منكم ومن غيركم في الاختلاف مع الحركة أو قيادتها أو أي طرف آخر مطلقا أبدا هو حق طبيعي فطري غريزي سبق الاديان ولكن أسسته الاديان على قواعده المناسبة له . لا أعتب ورب الكعبة على واحد منكم إختلافه مع أي طرف كان مطلقا طرا ولكني لا أرضى لكم ورب الكعبة مرة أخرى تزكية أشد الحكام اليوم حربا على الاسلام في أبسط مظاهره وعلى الحرية في أخص خصائصها الشخصية جدا . لا أرضى لكم التصريح بنصف كلمة تزكية للرجل الذي يتصل بشارون المقبور هاتفيا لالغاء أي برنامج لا يرضى عنه في قناة الجزيرة . لا أرضى لكم تزكية رجل دعا شارون المقبور رسميا إلى تدنيس أرض الزيتونة وبلاد عقبة وأبي زمعة . لا أرضى لكم ذلك مع علمي بأن مبادرتكم ـ وأنتم عندي من خيرة الاخوة الذين عرفت وخالطت وعاشرت ـ هي من باب التحرق على المساجين وعلى الاسلام والحريات وتونس بأسرها . أقركم على حق الاختلاف ولكن لا أقركم ـ إقرارا أخويا تقديريا ليس إلا ـ على تزكية الجلاد بما ليس فيه وإتهام الضحية بما ليس فيها . حين تمتد إليكم ألسنة تغمط حقكم في الاختلاف تعرفون من فتى ليوم كريهة وسداد نحر أما حين تختلف معكم الرجال ـ وأنتم رجال ـ إختلاف تقدير وأدب فإني أستأذنكم في الانحياز إليهم بذات التقدير وذات الادب . إخوانكم الذين تختلفون معهم رغم أخطائهم هم رحمكم وأهلكم وعشيرتكم ومعاطن الماء الذي تردون وفضلهم عليكم بعد الله سبحانه كبير إذ بعضنا لبعض على مدى عقود طويلة ناشئة خير وسند إحسان وبواعث معروف . هم أقرب الناس إليكم دينا ولغة ووطنا وقضية ومزاجا . ولا أظن أن أخطاءهم ـ وهي سياسية تقديرية لا شأن لها بالدين والشهامة والخيانة والفساد ـ تجعلكم تقطعون حبال ود ظلت لسنوات طويلة موصولة . والاهم من ذلك كله هو أن إختلافكم معكم يجب أن يدفعكم إلى الانحياز في معركة الحريات حامية الوطيس في تونس بين الجلاد وبين المجتمع إلى جانب المظلوم أبدا . لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم : ذلك هو عنوان المعالجة أردت من خلاله التأكيد على معنى قرآني مفاده أن المظلوم يجوز له ما لا يجوز لغيره ومن ذلك أنه يجوز له الجهر بكلمة السوء تشهيرا بمن ظلمه وفضحا له بين الناس سعيا لاسترداد حقه من ناحية وطلبا لتكأكؤ الناس ضد الظالم لعله يرعوي وترذيلا لقيم الظلم بين الناس لئلا يستشري بينهم فيستمرأ . المظلوم إذن له وضع شرعي خاص لان الاسلام إنما قام على بغض الظلم وحربه وعلمنا أن أشد الظلم : الشرك ثم ظلم الناس ثم ظلم النفس ولذلك قال العلماء بأن الظلم الاول لا يغفره سبحانه والظلم الثاني لا يتركه أي يجعل القود ـ أي القصاص ـ فيه بين الناس بعضهم من بعض والظلم الثالث لا يبالي به أي يغفره وقد عد أهله ثالث ثلاثة يدخلون الجنة إلى جانب المقتصد والسابق بالخيرات . والحملة على الظلم والظالمين في القرآن الكريم أشد من الحملة على الكفر والكافرين . كلمة أخيرة: تلك هي مسؤوليتي التي دعيت إلى الالتزام بها بحسب ندائكم في بيانكم الاخير أدليت بها بكل صراحة ولكني أود دوما أن ينصب الحوار منا جميعا حول القضايا الحقيقية للبلاد وعلى رأسها قضية الحريات وقضية العدل الاجتماعي وقضية الصحوة الاسلامية الجديدة وقضية التطبيع . معذرة لكم جميعا إن قلت حرفا يسيء إليكم . والله تعالى أعلم (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 ماي 2007)
همسات على نخب الرئيس
بقلم: عمار الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله معذرة على المقاطعة وأرجو أن تتسع صدور أقوام أرى أنهم يبغون على الناس بغير حق. فالجميع المتابع لأسطورة « المصالحة » وحلقاتها التي ترد شهورا وتصدر سنينا، لا حظ حرص من تولى كبر هذه الدعوى إسكات الجميع المخالف ولو بالهمس واللين والكلام الطيب على حد قوله.
وإني لأعجب من تبنيه الحرية للجميع والتقارب وأن الخلاف مع التجمعات لا يفسد للود قضية وأن حقوق الإنسان والديمقراطية سحرت عقله وخلبت لبه… وغاية الأمر يريد أن يتقاسمها مع قومه وأبناء بلده… وأسال في الباب حبرا غزيرا. ثم يسقط في أول اختبار لممارستها. وليسمح لي هذه المرة أن أهمس أنا في أذنه، فبالله عليك ألا ترى أن هناك من لا يرى ما ترى؟
بل يراك عرابا للسقوط السياسي وأنك تحسد من دخل وغنم وصال وجال بالقصر الذي قد يكون استهواك وفي النفس حاجة منه يحاول الأنا العميق والغائر شرعنة كل الأبواب الوضيعة والشبابيك المهجورة ولو على أكتاف رفاق الطريق وأجسادهم المثقلة…
سيدي هؤلاء لن تقنعهم الكلمات المنتقاة ولا المجاملات ولا ابتسامات لوحة المفاتيح،لن تصل إلى عقولهم فقلوبهم بالكلام. اذهب إلى ربك وعد بما يسحرهم من حرية سياسية ومصالحة مع الشعب وتحرر المنابر الإعلامية و تسوية دستورية شجاعة تقلم أظافر المفسدين والمرتشين والعصابات وقطاع طرق البضائع العامة والخاصة… عد بشيء من ذلك وعندها لن تحتاج لضياع وقت وترك لمشاغلك الإعلامية الكثيرة والتحبير حول رؤيتك للحل.
هؤلاء يصعب عليهم تصديقك وأنت الذي لا تشير ولو غمزا إلى ما يعاني شعبك من إذلال وتركيع باسم هيبة الدولة وسلطة الأمن… هؤلاء لن يتبعوك في اليسر وقد تخليت عنهم ساعة العسر… ولا تفرح بمن يناصرك من وراء شاشة الحاسوب فجلهم يحتاج لمناصر وليس العكس، وإن تقاسموا معك شيئا فلن يعدو أن يكون حسد « اليسار » على ثرائه وسلطته الغير مباشرة داخل دولة المماليك… وما لهذا رفع الناس الراية وقاوموا وناضلوا… فمن كانت هجرته لمرسيدس يصيبها و حقيبة وزارة فهجرته لما هاجر إليه.
سيدي أبناء سيدي بوزيد ينتظرون أكثر من ذلك، حرية التنقل والكتابة والتعبير مع أو ضد رئيس الدولة، فأنت أعلم بحقوق الإنسان وليس رئيسك بأهم من رئيس البلاد التي بها تقيم ولا أجلب للنفع لبلاده من رؤساء الدول الأوروبية، كما لم يبلغ لعلمنا أنه صار حبرا مقدسا ولا نبيا مرسلا، وعلى قول الإمام رحمه الله، » كلكم راد وكلكم مردود عليه إلا صاحب هذا القبر »، فرجاء دع هذا الحديث وأعنا بصمتك إن لم تجد غيره يرحمك الله.
كما أهمس في أذنيك سيدي ، أنك إن كنت قرأت كتابا لليسار حول الإختراق والتغيير من داخل الحكومات ولامس شيئا من قلبك، فلا يعني بحال حمل الناس على ذلك، وليس من حقك إسكات الجميع بدعوى ذروني أهيأ وصفة الكتاب الذي قرأت كي أصل إلى نتيجة… وإنه لشيء عجاب أن تطلب من رئيس حركة أن يصمت وأن تطلب من كاتب ساخر أن يصمت وأن تطلب من « الأشباح »أن تصمت وكأنك الآمر الناهي، هذا وأنت بعيد عن السلطة فماذا عساك تفعل بهم إن مكنك الله رقابهم؟؟؟
حقيقة أنت تمثل شيئا من ثقافة الاستبداد السائد والذي بليت به بلادنا وإن بالغت في مسوحه ومساحيقه. ولو افترضنا جدلا أنك تمثل تيارا داخل الحركة الإسلامية، فلماذا لا تجمع أتباعك وتؤسس هيكلا على مقاسك، وتسطر لهم ما ترى من الحكمة والكلمة الطيبة، فعلى حسب المعلومات الواردة من البلاد ومن لندن لا يوجد حجر على الحركات الصوفية ودعاة الطهارة السياسية الزاهدة في كل شيء غير الوهم والكلام، غير أن الجمعيات الثقافية ليست في مأمن من زوار الليل وعسس النهار، وحتى المقرات تعد عارية متى شاءت الكلاب هرت عليها…
واسمح لي أيضا أن أهمس سيدي وأسألك: ألا ترى معي أنك تبالغ الإساءة لرئيس دولتك وتاج رأسك عندما تطلب من معارضيه إختراق دولته ومصانعته كما فعل الشرفي وأتباعه؟؟؟
حقا غريب أمرك ومحير ويدعو للشك والريبة، فما يقال هذا على صاحب وما يرضاه قريب، فما بالك رئيس دولة ومؤسسات!! ولا أظنك تجهل مدى حرص رئيسك على قراءة ما يحجر على الناس بسيدي بوزيد وغيرها من المدن المنكوبة بطامة التعتيم… اللهم أن تكون في حل مما تقول !!فقد يُرخص في القول من أجل قضاء الحاجة… والضرورات تبيح المحضورات، لكن تذكر سيدي واحرص أن لا يصيبك ما أصاب « التليلي » و »مواعدة » واعلم أن فوق كل ذي علم عليم … معذرة سيديي على الإزعاج والدخول على الخط، فحرصي أن أسوق لك ما يقال عنك وفيك ليس سعاية مني ولا رغبة في أن تذكرني عند ربك فأصيب شيئا من فتاتها… ولكن هو الدين النصيحة وليس منا من كذب قومه، و ثلم ما يراه حقا وصانع فيه. وأتمنى لك ولنا الهداية و الإبصار، فليس عيبا الطموح والسعي إلى الأمر، ولن أجانب الصواب إن قلت أنك أحق بها منه وبأشواط كبيرة ومن العار أن يركبها مثله وأنت و حي، ولا أظن أنها لو خيرت بين « دكتور » و »دكتاتور » أن تختار الثاني… من أجل ذلك لم نرضى لك هذا ولن نرضاه لمؤمن، ولكن ما كل السبل تطرقها الفحول… منقول من: www.tuniswiss.ch
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين تونس في 30/05/2007
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الرسالة 239 على موقع الانترنات
القرارات الشجاعة الجريئة لا تمحى من الذاكرة الوطنية 30 ماي 1956
قرار الحكمة و الشجاعة و الجرأة.
في مثل يوم 30 ماي 1956 بعد تشكيل حكومة الإستقلال يوم 14 أفريل 1956 برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة التي سميت بحكومة الإستقلال الحكومة الوطنية التي جاءت بعد الحصول على الإستقلال التام يوم 20 مارس 1956 و ضمت حكومة الإستقلال خمسة أعضاء من الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي المنتخب في مؤتمر 15 نوفمبر 1955 بصفاقس على إثر الإعلان على الإستقلال الداخلي 3 جوان 1955 و عودة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى أرض الوطن معززا و حاملا بشائر الإستقلال الداخلي و كان يوم غرة جوان 1955 تاريخ عودة القائد الزعيم يوما بارزا في تاريخ تونس و علامة بارزة لا تمحى من الذاكرة الوطنية التونسية…
هذه الحكومة الوطنية جاءت بعد كفاح مرير و طويل و تضحيات جسام و منافي و سجون و أبعاد و تعذيب و هجرة و تغريب و إعدام و إستشهاد و إغتيالات و كرّ و فرّ.. حكومة الإستقلال جاءت بعد إستعمار دام 75 عام و حماية إستعمارية أكلت الاخضر و اليابس و جوّعت شعب و شرّدت الشبان و الاطفال و تسببت الحماية في مزيد المجاعة و الفقر و الحرمان و الجهل و المرضى و التخلف…
و جاءت الحماية لنهب ثروات الشعب و مصّ دمه و خيراته و تسببت الحماية الإستعمارية في إذلال الشعب و تقزيمه و تشتيته شعوبا و عروشنا و قبائل و نحل لغاية في نفس الإستعمار الفرنسي … جاءت الحكومة الوطنية لوضع حدّ للعهد البائد عهد الطغيان و الإحتلال و الظلم و عهد نهب الثروات و الخيرات سواء بواسطة الحماية أو أذنابها …و عائلة الباي و الحاشية و من لفّ حولهم. و كان أول قرار حكيم جرىء شجاع أقدم عليه الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله يوم 30 ماي 1956 بعد 45 يوما من تشكيل الحكومة الوطنية برآسته أقدم الرئيس بورقيبة على أخذ قرار شجاع لحماية مكاسب حكومة الإستقلال و مكاسب الوطن و مكاسب الشعب التونسي .
القرار ينص على إلغاء الإمتيازات المالية و المكاسب المادية للعائلة الحاكمة و رفع الحصانة القضائية على العائلة الحاكمة و تسويتها في الحقوق و المكاسب مع سائر شرائح الشعب التونسي
حقا إنه قرار الحكمة قرار الجراة قرار الشجاعة قرار التاريخ قرار أخلاقي حضاري في اسلوب الحكم و صادق المجلس بالإجماع على هذا القرار في يوم 30 ماي 1956 في مجلس الوزراء للحكومة الوطنية برآسة المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و يعتبر القرار المشار إليه أكبر ضمان لسلامة النهج الديمقراطي لعمل الحكومة و مؤشرا إيجابي للنظام والحكم و دعامة أساسية لحماية مكاسب الشعب و عدم إستغلال ثروته و مكاسبه من طرف أعداء الشعب
قرار إلتزم به صاحبه و عمل به طيلة حياته 31 سنة كاملة و 3 أشهر في الحكم
إنّ قرار إلغاء الإمتيازات المالية و الحصانة القضائية عمل به المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة و إعتبره منهجا و سلوكا في حياته كزعيم سياسي و كرئيس دولة طيلة 31 سنة و عاش فقيرا و مات فقير و غادر الحياة و لم يترك ورائه حجرة و لا شجرة و لا رصيد بنكي ما عدى مساحة أرض إشتراها بماله الخاص لبنا قبره و حرص على بنائه و هو حيا لأنه يدرك أنّ الموت واجب وحق و لا مفرّ من الموت و إلتزم الزعيم بورقيبة بمبادىء النظافة و عدم المكاسب المالية و لو مسكنا خاصا لأسرته بل العكس باع منابه من إرث والده المرحوم علي بورقيبة و اهاب منابه من إرث والدته المرحومة فطومة بورقيبة لإنجاز أكبر معهد ثانوي بالمنستير.
أي زعيم هذا و أي عملاق أنجز ما وعد و حقق ما عاهد به خلاف الحبيب بورقيبة
و طبق قرار يوم 30 ماي 1956 الذي إتخذه لإلغاء المكاسب للعائلة الحاكمة طبق هذا القرار على نفسه و اسرته هذا و اللله مفخرة لتونس و مفخرة للأمة العربية و مفخرة للامة الإسلامية و مفخرة للشعوب الإفريقية و بالتالي هذا مفخرة للإنسانية و للعالم بأجمعه يستحق أن يكون يوم 30 ماي 1956 يوم عالمي نحتفل به سنويا للتذكير بالقرار و التنويه به باعتباره صالحا لكل زمان و مكان و عبرة نستخلصها في كل عام و ذكرى نحييها للاجيال و الفخر كل الفخر لتونس التي أنجبت هذا العملاق الكبير الذي ما زال يحتاج إلى التدقيق و الإضافة و درس جوانب كبيرة من سلوكه و ممارسته و أفعاله و يبقى يوم 30 ماي 1956 الشعار الخالد من اين لك هذا…
قال الله تعالى : و لتكن منكم امة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر و أولائك هم المفلحون . صدق الله العظيم
ملاحظة : لو يقع العمل إبتداء من هذه السنة 2007 بوضع مطبوعة على ذمة كل مسؤول و موظف سامي يعمرها و يذكر فيها مكاسبه يوم الإنتداب و عند إنتهاء المسؤولية أو التقاعد أو في كل 5 أعوام يقع كشف على تطور المكاسب العقارية و غيرها لكل مسؤول حتى نحدد من اين لك هذا و من اين الزيادة و الأموال الطائلة يا ترى…و المساكن بالمليارات…
قال الله تعالى : و تحبون المال حبا جما . صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
نهج الوفاء حمام الشط
الوزراء الموريتانيون يسلمون بيانات بممتلكاتهم
سلم أعضاء الحكومة الموريتانية الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بيانات بممتلكاتهم بهدف ضمان شفافية أفضل في إدارتهم للشؤون الحكومية. وقالت الإذاعة الوطنية الموريتانية إن الوزراء قدموا للرئيس الموريتاني بيانات بذممهم المالية في خطوة هي الأولى من نوعها في البلاد. وأكد رئيس الوزراء الزين ولد زيدان الذي خضع للإجراء نفسه خلال مؤتمر صحفي أن هذا الإجراء يدخل في إطار الحرص على شفافية حكومته. وقال إن الحكومة ستوافق قريبا جدا على مشروع قانون حول الشفافية المالية « سيحدد وسائل الإعلان عن الممتلكات ومتابعتها والأشخاص الملزمين بها ». وكان ولد الشيخ عبد الله قد طلب الثلاثاء من الحكومة « العمل لإرساء السلوكيات الأخلاقية في الحياة العامة ». ودعا خصوصا إلى وضع وتطبيق إستراتيجية لمكافحة الفساد إضافة إلى ترسيخ الشفافية المالية والعمل الحاسم لهيئات الرقابة في الدولة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 31 ماي 2007)
شاكر العبسي حكاية التحول من الماركسية إلى فتح الإسلام
محمد النجار-عمان تبدو حكاية شاكر العبسي الذي بات شغل وسائل الإعلام الشاغل هذه الأيام واحدة من أعقد الحكايات التي تروى للاجئ فلسطيني تنقل بين الفكر السياسي من أقصى اليسار لأقصى اليمين، ومن دراسة الطب إلى طيار حربي في رصيده أكثر من (15) ألف ساعة طيران. في مخيم الوحدات الواقع في قلب النصف الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان فتح (آل العبسي) بيتا للعزاء في ديوان العائلة، الواقع على أطراف المخيم لاستقبال التعازي بوفاة والدة شاكر التي ووريت الثرى ظهر اليوم الأربعاء، دون أن يتمكن الابن شاكر من وداعها حيث يقبع مع رفاقه بحركة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد لإدارة مواجهة مستمرة حاليا مع الجيش اللبناني. يقول د. عبد الرزاق (شقيق شاكر) للجزيرة نت إن المرة الأخيرة التي التقت فيها الوالدة المتوفاة عن عمر ناهز الثمانين عاما ابنها شاكر كانت منذ أكثر من سنة وبعد عيد الأضحى عندما زارته في منزله بسوريا، بعد أن انتهت فترة السجن التي قضاها هناك. وكانت السلطات السورية حكمت على العبسي بالسجن ثلاث سنوات بتهم تتعلق بعلاقته بجماعات إسلامية، فيما صدر حكم غيابي بإعدامه عام 2003 في الأردن على خلفية قضية اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي. ويروي د. عبد الرزاق حكاية شقيقه والتقلبات التي شهدتها مراحل حياته، ويقول « خرج شاكر من الأردن عام 1973 بعد أن حصل على الثانوية العامة ومنها توجه لسوريا، وعن طريق منظمة فتح رشح لدراسة الطب في تونس ودرس لمدة سنة واحدة لكنه ترك الدراسة رغم حصوله على المرتبة الأولى على دفعته ». حكاية شاكر مع الطب كانت كحكاية مثله الأعلى « تشي جيفارا » في تلك الأيام -كما يقول عبد الرزاق- مضيفا « لأن طموحات شاكر لم تكن دراسة الطب لأنه كان يتطلع للقضية الفلسطينية أولا وأخيرا، وكان يعتبر تشي جيفارا مثله الأعلى وكان يردد دائما قصة جيفارا عندما دخل كوبا هو وزميله كاسترو وحدثت معركة بين القوات الحكومية والثوار عام 1956 وقال يومها جيفارا إنه يحمل في جعبته أمرين أحدهما الطب والثاني الذخيرة، فرمى جعبة الطب وقال هذه تنقذ بضعة أناس لكن الرصاص ينقذ أمة ». وأوضح عبد الرزاق أن شقيقه درس الطيران في ليبيا، ثم حصل على دورات في يوغسلافيا ودول المعسكر السوفياتي السابق، ووصل مرتبة « مدرب طيران ». الانشقاق الكبير الذي شهدته حركة فتح حملت شاكر لمغادرة ليبيا متجها إلى سوريا لينضم لحركة فتح الانتفاضة عام 1983، حيث عاش هناك مع زوجته وبناته الأربع وابنه الوحيد (يوسف) الذي يبلغ من العمر اليوم 13 عاما. وأكد د. عبد الرزاق أن عائلة شاكر تعيش معه في مخيم نهر البارد، وأن ابنتين له تزوجتا واحدة قتل زوجها (أيمن طيورة) في المواجهة الحالية في نهر البارد، والثانية تعيش مع زوجها في أميركا. وأضاف أن تواصل العائلة مع شاكر انقطع منذ عام 2005، فيما كانت العادة أن تتجه الوالدة والإخوة وبعض الأقارب لزيارة عائلة شاكر في سوريا في عطل الأعياد. وخلال فترة غيابه الممتدة لأربعة وثلاثين عاما عن الأردن لم يدخل العبسي عمّان إلا مرة واحدة عام 1983 عندما حضر ضمن وفد رسمي مع جثمان طيار فلسطيني يسمى (عبد المعطي) قضى إثر سقوط طائرته في اليمن. بداية تحول العبسي نحو المنهج الإسلامي كانت في عقد التسعينيات من القرن الماضي، ويقول عبد الرزاق إن شقيقه انتهى من حفظ القرآن الكريم عام 1998. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 ماي 2007)
تأصيل الفكرة الديموقراطية في الواقع العربي
توفيق المديني
على رغم من تزايد الضغط المحلي والدولي، المسلط على الدول العربية، من أجل التنفيس السياسي وإفساح مجال أكبر أمام القوى السياسية والاجتماعية للنشاط العلني والحر، فإن السلطات العربية تؤكد، يوماًً بعد يوم، أنها ليس لها من الاستعداد لتحقيق مطالب المعارضة الديموقراطية وتطلعات الهيئات غير الحكومية.
فعلى عكس الخطاب الرسمي العربي الخشبي، الذي يعد دوما بإصلاحات ديموقراطية «ترفع العالم العربي إلى مصاف الدول المتقدمة»، وخلافا ً لانتظارات المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي، والذين راهنوا على الإصلاح المدعوم أميركيا، فإن السلطات العربية، هدمت تلك الأحلام وأسقطت تلك الحسابات في الماء، ووضعت الناشطين والفاعلين في الحقل السياسي أمام واقع متأزم، وفي موقف معقد، وأحرجت العديد الذي ما يزال ينتظر إقدام الحكومات العربية على الإصلاح الديموقراطي وتحسين وضع الحريات.
وصار الشعب العربي بعد أن أعيته كل دعايات الحكومات العربية والأميركية حول الديموقراطية والمجتمع المدني و الحداثة، قانعا ً بما تيسر من أمن اقتصادي محدودٍ جداًً، فاختصر الحرية السياسية وحرية التعبير، وحرية إنشاء الأحزاب السياسية المعبرة عن تطلعاته وطموحاته، حتى باتت الحرية بالنسبة إليه مجرد إتقاء لشر التسلط والتعسف. والحال هذه، ناصبت السلطات العداء لكل دعوة إلى احترام حقوق الإنسان، ونصبت نفسها ممثلة للحقيقة المطلقة بصفة احتكارية تعلو على السيادة الشعبية. فالديموقراطية هي سياسة الاعتراف بالآخر كما قال شارل تايلور، بينما استغلتها السلطات العربية لخدمة الدولة الأمنية التعسفية والقمعية التي قضت على المجال السياسي، وعلى انبعاث القناعات الديموقراطية لدى فئات الشعب.
الديموقراطية مسألة مستجدة على المجتمعات العربية، بل هي وافدة برّانية. فقد اعتقدت النخب الفكرية والسياسية العربية أن الديموقراطية انتصرت بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الأنظمة الشمولية. وفضلاً عن ذلك، فإن الديموقراطية هي المظهر السياسي الذي تتجلى من خلاله حداثة قائمة على اقتصاد السوق من حيث شكلها الاقتصادي، و على العلمانية من حيث تعبيرها الثقافي.
فلا السوق السياسية المنفتحة والقادرة على المنافسة هي الديموقراطية، ولا اقتصاد السوق يشكل بحد ذاته مجتمعاً صناعياً. بل إن في وسعنا القول، في الحالتين، إن النظام المنفتح سياسياً واقتصادياً شرط ضروري من شروط الديموقراطية أو التنمية الاقتصادية، لكنه غير كافٍ. صحيح أن لا وجود لديموقراطية من دون حرية اختيار الحاكمين من قبل المحكومين، ومن دون تعددية سياسية، ومن دون حرية تعبير، لكننا لا نستطيع الكلام عن ديموقراطية ما إذا كان الناخبون لا يملكون إلا الاختيار بين جناحين من أجنحة الأوليغارشية أو الجيش و/أو جهاز الدولة، لأن العولمة الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية تتساهل تجاه انضمام دول مختلفة لاقتصاد السوق، منها دول تسلطية، ومنها دول ذات أنظمة تسلطية آخذة بالتفكك، ومنها دول ذات أنظمة يمكن تسميتها ديموقراطية، أي أن المحكومين فيها يختارون بملء إرادتهم وحريتهم من يمثلهم من الحاكمين.
فالفكرة الديموقراطية التي يتبناها «الوعي السلطوي» العربي منذ بداية الثمانينات، والتي سبقتها صراعات اجتماعية وسياسية وحتى عسكرية، ومخاضات عسيرة حول مفهوم الديموقراطية وآليات تطبيقها، ومدى ملاءمتها للبيئة العربية، ظلت عرضة للأخطار والانتكاسة والتراجع بسبب عدم احترام السلطات للحريات الأساسية، وعدم اتجاهها نحو الحد من سلطة الدولة على الأفراد، و بقائها أسيرة المصالح الخاصة، والحزبية الحاكمة، ذات المنشأ غير الديموقراطي.
والحقيقة، أن الديموقراطية تبدأ بإرساء نظم علاقات ديموقراطية وممارستها مؤسساتيا، كما تتطلب التغيير في العقليات والتكوين النفسي، لا في الشكل فحسب ولكن أيضا في المضمون. ومن الأفضل للسلطة السياسية التي ترفع لواء الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان أن تبدأ بممارسة هذه القيم داخل أطرها المؤسساتية، لأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه. وهذا ما هو ليس حاصلاً، وربما لن يحصل في العالم العربي.
فضبط المجتمع شرط توطيد الأمر القائم، لا سيما بعدما تعالت أصوات عربية داخلية تطالب بإحداث نقلة نوعية عبر القيام بإصلاح ديموقراطي جدي وعميق، ومعالجة الأزمات التي يجب أن يعالجها كل بلد عربي بجهود أبنائه، في الموالاة والمعارضة، والذين لن يتمكنوا من مواجهة التحديات بغير الاعتراف للمواطنين بحقهم في الحرية، وبحق أحزابهم في الشرعية والعلنية. وهو حق يقوم على نمط من الإدارة والتنظيم، ويستند على مشاركة المواطن في الشأن العام، دون قيود تبطل حريته أو تتعارض معها، ويسمح بمراجعة سياسات بلده الداخلية والخارجية، وبتحويل الدولة من دولة الحزب الحاكم إلى دولة حق وقانون، دولة الكل الاجتماعي التي تخص كل واحد من مواطنيها.
إن الديموقراطية الحقة هي تلك التي تقوم على اعتراف السلطة العربية بضرورة إعادة النظر في بنية الدولة السائدة حالياً، لجهة بناء دولة المؤسسات، دولة كل المواطنين، لا دولة حزب واحد، أو دولة أفراد مهما كبرت أدوارهم التاريخية. ويتطلب بناء الدولة الحديثة أن تطلق السلطة حواراً وطنياً واسعاً طال انتظاره حول قوانين الدولة الوطنية الحديثة، بدءاً من قانون الأحزاب والجمعيات إلى قانون المطبوعات إلى قانون الأسرة وغيره، فضلا عن بناء المؤسسات المجتمعية المقتنعة بالحريات الفردية والعامة، و ضمان ممارستها في المجتمع، وعدم كبحها. والحريات الفردية والعامة لا يمكن أن يكون لها وجود عياني ملموس مالم يكن المحكومون قادرين على اختيار حكامهم بملء إرادتهم، وما لم يكن الشعب قادراً على المشاركة السياسية في إيجاد المؤسسات السياسية والقانونية والمجتمعية، وفي تغييرها.
إن إحدى ركائز وجود دولة الحق والقانون وجود تعددية سياسية حقيقية مؤسسة على قيم الحوار، والتنافس الشريف، والاعتراف المتبادل. ففي البلدان التي توجد فيها ديموقراطية تعددية، تجري انتخابات حرة ونزيهة بشكل دوري ومنتظم بواسطة الاقتراع العام. ولهذا نرى في هذه البلدان تداولا ً سلميا ً على السلطة، جراء تحقق توافق بين الفاعلين السياسيين حول سير المؤسسات و طريقة عملها، بما في ذلك السياسة الداخلية والخارجية، وضمان ديمومة استمرار دولة القانون، أولاً، ووجود حياة حزبية مستقرة، منتظمة، ومؤسسة على ثقافة المشاركة. فهناك تلازم بين الحياة الحزبية السليمة والعملية الديموقراطية، باعتبار ذلك تعبيراً عن التداول السلمي على السلطة، ثانياً. وفضلاً عن ذلك، فإن فكرة الديموقراطية لا تترسخ في النظام السياسي المعاصر، لا سيما في البلدان المتخلفة، إلا من خلال تفعيل العمل الحزبي وتقويته وتطويره، في أوساط الشعب، الذي من المفترض أن تنتج السياسة في صلبه. ذلك أن الأداء الحزبي، المنتظم، والمستقر، والمؤسس على روح المنافسة، يصقل الديموقراطية ويعمق الوعي بها، ثالثاً.
كاتب تونسي . (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 ماي 2007)
د. رجاء بن سلامة من يمتلك جسد الذّات البشريّة: هي نفسها، أم الله خالقها كما في التّصوّر الدّينيّ؟ أم أنّ هذا الجسد ملك لطرف آخر هو المجموعة أو الدّولة؟ أم أنّه ليس ملكا لأحد؟ ليس من السّهل طرح هذا الإشكال القانونيّ والفلسفيّ والبيوقيميّ. ولكنّني أطرحه مع ذلك، لا لأنّ لي زادا نظريّا كافيا لطرحه في كلّ أبعاده، فهذا ما لا أدّعيه، وما لا يمكن أن يوفي بشروطه مقال بسيط، بل لأنّ إجابة ما عن هذا السّؤال ربّما يتوقّف عليها تحليل بعض مظاهر البؤس الذي تعيشه النّساء في علاقاتهنّ بالرّجال، ويتوقّف عليها تحليل صورتين نمطيّتين أساسيّتين تنتجهما وسائل الإعلام السّمعيّ البصريّ في العالم العربيّ عن جسد المرأة، سواء في كليباتها الفنّيّة أو إشهاراتها أو مادّتها الإخباريّة : صورة فنّانات الإغراء العاريات اللاّتي تنبعث منهنّ جاذبيّة الدّعارة من ناحية، وصورة النّساء المحجّبات اللاتي تحيط بهنّ هالة الأمومة المقدّسة من ناحية أخرى. من المالك المفترض والفعليّ لهذه الأجساد في عرائها وحجابها؟ انطلاقا من بعض صور نساء اليوم، وانطلاقا ممّا أعرفه وما أحدس به عمّا يسمّى « كرامة بشريّة »، يمكن أن أساهم في طرح هذا السؤال للنّقاش. أنتمي إلي جيل كان عليه أن يختار بين القيم التي تنشرها حركات الإسلام السّياسيّ في تونس، ونماذج التّحرّر الفرديّ التي كنّا نحاول الاطّلاع عليها في الأدبيّات النّسويّة أو اليساريّة. لم تكن للدّعوة الإسلامية جاذبيّة تذكر لدى أغلبنا عندما كنّا طلبة في سنّ العشرين، بل كان بعضنا يستظهر بفرضيّات إنجلز عن الملكيّة الفرديّة والأسرة، وكان بعضنا الآخر يجد بغيته في أدبيّات مبدعي الأوضاع، ويرتّل شواهد من كتاب راوول فانغام : « رسالة في حسن العيش موجّهة إلى الأجيال الصّاعدة » كما يرتّل الإسلاميّون بالأمس واليوم آيات القرآن. وكان الشّعار الذي نرفعه لمواجهة سلطة الأسرة ومواعظ الدّعاة الإسلاميّين الذين بلغوا ذروة نشاطهم الدّعويّ في آخر الثّمانينات هو: « جسدي أمتلكه أنا ولا أحد يتصرّف فيه غيري »، وهو نفس الشّعار الذي رفعته النسويّات في العالم الغربيّ، عندما كنّ يطالبن بالحقّ في الإجهاض، والحقّ في استعمال موانع الحمل، والحقّ في إقامة علاقات جنسيّة خارج الزّواج.. وما يمكن أن أقوله اليوم، مستفيدة من تراكم سنوات العمر، هو أنّنا لا نحتاج إلى شعار ومفترض « جسدي أمتلكه أنا » لكي نطالب بالحرّيّات الأساسيّة وبما أصبح يصطلح عليه بـ »الحقوق الجنسيّة والإنجابيّة ». لسبب بسيط أول هو أنّ كلّ هذه الحقوق تكفلها منظومة حقوق الإنسان باسم الحرّيّة والمساواة والكرامة، وربّما باسم السّيادة، سيادة ما غير مطلقة على الجسد، ولا تكفلها باسم مبدإ يبقى أكثر غموضا وإشكالا من غيره، هو ملكيّة الإنسان لجسده. فالسّبب الثّاني الأساسيّ الذي يجعلني أدرك اليوم ما في هذا الشّعار من خفّة، هو المطبّات التي يفضي إليها في إيجاد حلول لبعض مظاهر الضّعف البشريّ، وبعض مظاهر الأزمات التي تعيشها الذّات البشريّة. إنّ بعض هذه المظاهر يفرض تدخّلا من آخر يكون واسطة بين الإنسان وجسده لكي لا يفعل الإنسان بجسده ما يشاء في حالات اليأس وفي سياق الثّقافة الاستهلاكيّة التي تحثّ الإنسان على أن يستمتع ويغرق في المتعة، وفي سياق التّكنولوجيا الطّبّيّة التي تعد الإنسان بكلّ فراديس الشّباب والجمال والكمال وكلّ معجزات التّغيّر. لا بدّ مثلا من حماية المقبلين على الانتحار من حلولهم اليائسة، لا سيّما أنّ التّجارب تبيّن أنّ المنتحر عندما يعاني اضطرابات نفسيّة لا يقتل نفسه فحسب بل يقتل شخصا آخر يلتبس أحيانا بجسده، فيريد بفعله أن يؤثّمه أو يؤثّم من حوله. لا بدّ في هذه الحالة من التّدخّل لمساعدة المقبل على الانتحار على التّعبير عن رسالته الاتّهاميّة بالكلام لا بالفعل المدمّر لجسده وحياته. ولا بدّ للتّدخّل لحماية من يعانون من اضطراب في الوعي بهويّتهم الجنسيّة وممّن يريدون تغيير « جندرهم » رغم أنّهم لم يولدوا حاملين لخلل كروموزوميّ يؤدّي إلى التباس أعضائهم الجنسيّة. فالتّكنولوجيا الطّبّيّة تعد هؤلاء بإمكانيّة تغيير الجندر أو النّوع، وتفتح لهم إمكانيّة التّحوّل من الذّكر إلى الأنثى أو العكس، عن طريق العلاج الهرمونيّ أو الجراحيّ. ولكنّ التّجارب والأبحاث تثبت فشل ادّعاء تغيير الهويّة الجنسيّة، وخطورة الحلول التي يوفّرها الطّبّ والطّبّ النّفسيّ ذاته باختياراته العلمويّة. ثمّ إنّ مبدأ ملكيّة الإنسان جسده يمكن أن يفتح باب الاتّجار بالحياة. فالإنسان يحقّ له له أن يتبرّع بعضو من أعضائه في حياته أو بعد موته، ولكن لا يمكن أن يسمح له من النّاحية القيميّة أن يتّجر بأعضائه، ولا يمكن أن يعرّض حياته إلى الخطر المؤكّد.. ولكنّ سؤال « من يملك الجسد البشريّ » لا يطرح نفسه في هذه الحالات الاستثنائيّة القصوى، بل في حالات تمثّل واقعا بنيويّا مألوفا وأليما في الوقت نفسه، هو واقع التّجارة العالميّة بأجساد النّساء. فالحجّة التي يقّدّمها أنصار مؤسسة البغاء، والمدافعون عن « أقدم مهنة في العالم » كما يقولون، هي أنّ المرأة مالكة لجسدها وتفعل به ما تشاء. ونعرف اليوم حجم المأساة التي تعيشها المومس من خلال الشّهادات المنشورة لنساء تعاطين هذه المهنة وعبّرن عن المهانة التي تعيشها المرأة عندما تمكّن من نفسها من لا تريد ولا تختار، وعندما تتحوّل إلى ركام من اللّحم البشريّ، وعندما تفقد احترام نفسها لنفسها. إنّ جسد المومس ليس ملكا لها، بل بضاعة لمن يستهلكه، أو آلة حيّة منتجة يتصرّف فيها الوسطاء الذين يستغلّونها، ولذلك تعتبر المواثيق الدّوليّة البغاء شكلا من أشكال العبوديّة وتدينه. وما ينطبق على الاتّجار بالمومسات ينطبق في رأيي على الاتّجار بنجمات الإغراء لجعلهنّ أجسادا تعرض للفرجة والاستهلاك في سياق ما يُدّعى أنّه فنّ وهو في الحقيقة شكل جديد من أشكال البورنوغرافيا التي تنكر أنّها بورنوغرافيا. فهذه الصّناعة الرّائجة في شكلها الملتبس في العالم العربيّ تخلق أنماطا استهلاكيّة، وتمثّل مجالا لتغذية الاستيهامات، ومصدر لذّة لعاشقي الصّورة التي تمثّل الكمال وتبعد شبح الإخصاء والافتقار، ولكنّها في نهاية المطاف تؤدّي إلى تغذية الثّقافة الدّينيّة القائمة على التأثم والتّحجّب. فكما أنّ مؤسّسة البغاء لعبت دورا في استقرار الأسرة وامتصاص الفوضى الناجمة عن الحياة الجنسيّة، يمكن أن نقول إنّ بين ثقافة الحجاب وثقافة الإغراء والتّعّرّي تلازما مطلقا، وأنّ كلاّ منهما يمثّل معدّلا بنيوّيا للآخر، وكلاّ منهما يمثّل مصدر تنفيس للآخر. إنّ ثقافة الإغراء والتعّرّي لا تحرّر المرأة، بل تعرضها بضاعة استهلاكيّة، ثمّ إنّها إضافة إلى ذلك لا تتناقض مع حرص الرجال المستهلكين لهذه البضاعة على تحجيب بناتهم وأخواتهم ونسائهم بعد أن يطفئوا الشّاشة ويلتفتوا إلى واقعهم. بل إنّ تحجيب النّساء يقدّم عادة، في الأدبيّات الإسلاميّة، على أنّه ردّ فعل على العراء المعروض للفرجة. وقد شاهدت مؤخّرا قناة تبثّ كليبات بورنوغرافيّة وفي أسفل الشّاشة نفسها تقدّم أدعية دينيّة ومواعظ وابتهالات. فكلا الثّقافتين يمثّل سوقا مربحا وهما غير متناقضتين إلاّ في الظّاهر، ولذلك يمتلك الثّريّ العربيّ الواحد قناة تبث الدّعارة وأخرى تبثّ التأثّم من الدّعارة دون أن يرى تناقضا في الأمر. « هذه بتلك » كما كان يقول أبو نواس، وهو يأخذ جرعة من الخمر ويقرأ آيا من القرآن. ولكن شتّان بين دعارة اليوم الفرجويّة ومجون شعراء الأمس أمثال أبي نواس. مجون أبي نواس كان بثرائه اللّغويّ وإمكانيّاته المجازيّة وعمقه الإنسانيّ ينتج أسئلة ويمثّل جزر تحرّر رغم كلّ شيء ويمثّل طرحا جديدا لمأساة المنزلة البشريّة، وفتحا للأسئلة التي حاولت غلقها الأديان. أمّا دعارة اليوم السّمعيّة البصريّة، فأعتقد، وأرجو أن أكون مخطئة، أنّها لا تنتج أسئلة ولا تحرّرا ولا فتوحات، بل تنتج أنماطا وقوالب في الجمال واللّباس والاستعراض، وتنتج معلّبات فنّيّة قابلة للاستهلاك السّريع، ليس إلاّ. ولذلك، ليس من الغريب أن تتحجّب فناّنات الإغراء، وليس من الغريب أن تكون تصريحاتهنّ مغرقة في التّشبّث بالقيم الأخلاقيّة والدّينيّة التّقليديّة، وعلى نحو انفصاميّ مدهش. عندما يكون الجسد معروضا للفرجة، لا يمكن أن نفهم رسالة تخاطب الحسّ الفنّيّ والعقل، لأنّ الرّسالة الوحيدة التي تصدر عنه هي: استمتع ولا تفكّر، استمتع ثمّ أقم صلاتك، واللّه بعد ذلك غفور رحيم. ولكي نعود إلى الإشكال الذي انطلقنا منه، يمكن أن نقول إنّ ثقافة العراء والإغراء تقوم أيضا على مفترض « جسدي أمتلكه وأنا حرّة فيه »، في حين تقوم ثقافة الحجاب والتّأثّم ربّما على المفترض الدّينيّ الآخر الذي هو « جسد الإنسان هبة من اللّه »، ولذلك فيجب أن يخضع إلى أحكامه. ولا يقتصر هذا النّوع من الوصاية أو الملكيّة على الأرواح التي تعود إلى خالقها بعد الموت، بل تتعدّاه إلى الجانب الجسديّ. ولذلك تلعن الأحاديث من يريد تغيير الجسد: « عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله. » ويستند أهل الإفتاء من مؤسّسة الأزهر إلى مبدإ عدم جواز تغيير خلق اللّه لمنع نقل الأعضاء، كما في الفتوى الصّادرة في نوفمبر 2003، وهي فتوى باعثة على الحيرة واليأس، ولا تقلّ إشكالا عن فتوى رضاع الكبير التي صدرت عن المؤسّسة نفسها مؤخّرا، بل إنّها أخطر من النّاحية التّطبيقيّة. ولكنّ مفترض « الجسد هبة من الله » لا يقلّ ادّعاء ومغالطة عن شعار « جسدي ملك لي ». لأنّ جسد الإنسان هبة من الله، ولكنّ جسد المرأة في النّظام الدّينيّ نفسه هبة من الله ثمّ هبة للّرجل، عبر المبدإ الثّيولوجيّ السّياسيّ الذي يجعل بين اللّه والرّجل تواصلا وامتدادا وتفويضا يتجسّد في أنواع الولايات العامّة والخاصّة وفي القوامة على النّساء. فالنّكاح عقد تمليك من نوع خاصّ، يدفع فيه الرّجل أجرا للمرأة مقابل المتعة، ويكون صاحب عصمتها، ويكون قوّاما عليها. ولذلك تتحجّب المرأة أمام النّاس وتخلع حجابها وتعرض زينتها أمام زوجها، باعتبار أنّ هذا الحجاب يرمز أوّلا إلى أنّ جسدها ملك خاصّ لا يمكن عرضه على العموم، خلافا لأجساد الجواري المملوكات اللاّتي كان عمر بن الخطّاب يضربهنّ بسوطه إذا تحجّبن مثل الحرائر. وقد يكون للمرأة المحجّبة اليوم وعي مختلف بجسدها، فترى أنّها هي التي تملك جسدها ويحقّ لها حجبه أو تعريته، ولكنّ هذا الوعي يتناقض مع مفترضات الشّريعة الإسلاميّة وعقد النّكاح تحديدا وطبيعة الحجاب الإسلاميّ. ألم يقل حجّة الإسلام الغزالي أنّ « النّكاح نوع رقّ »؟ أليست مؤسّسة المهر التي تقتضي إتمام الزّواج في مقابل مادّيّ متواصلة إلى اليوم في العالم العربيّ وبأشكال متفاوتة؟ وقد قرأت مؤخّرا في صحيفة « العربيّة » (« جريدة نساء العرب » الصّادرة يوم 15 مايو 2007) تحقيقا عن الزّواج في المملكة العربيّة السّعوديّة جاء فيه : « استغربت الخاطبة من بعض الأسر التي تطلب منها أن تحضر العريس لابنتهم، ومن ثمّ إذا لم يعجبوا به وضعوا الشّروط التّعجيزيّة، ومنها المهر الغالي الذي يعتبر عائقا وعبئا كبيرا عند الكثير من الشّباب، ممّا يسبّب الزّيادة في حالات العنوسة بين الفتيات في السّعوديّة ». ولا شكّ أنّ بين المهر والحجاب تناسبا، فالمجتمعات التي تتشدّد في حجاب المرأة، هي التي تولي أهمّيّة قصوى لمهرها. كلاهما وسيلة سيطرة على جسد المرأة، وكلاهما بصمة يعلّم بها الجسد الأنثويّ. ثقافة العراء والإغراء تتّفق إذن مع ثقافة الحجاب لا في توازن الإثم والتّكفير عنه، وفي التّكامل بين صورتي المرأة التي تُشتهى ولا تحترم والمرأة التي تحترم ولا تشتهى، بل في ادّعاءين متوافقين : الجسد ملك للمرأة، أو الجسد هبة من الله. إنّهما ادّعاءان يحجبان تبضيع الجسد الأنثويّ على النّمط الأبويّ التّقليديّ أو على النّمط الحديث المعولم. يحجبان الاتّجار الأبويّ القديم والاتّجار الصّناعيّ الحديث بأجساد النّساء. فالاتّجار الأبويّ التّقليديّ يسلّط على الجسد الأنثويّ قانون الحجاب، والاتّجار الحديث المعولم يسلّط على هذا الجسد قانون العراء. من يملك جسد المرأة وجسد الإنسان عموما؟ هل يمكن أن تكون الدّولة مالكة إيّاه؟ وإذا كانت الدّولة تعذّب أجساد المعتقلين وتزجّ بمعارضيها في السّجون، وتسمح بالاتّجار بالبشر وبأعضائهم، فهل يمكن أن نعهد إليها بملكيّة الأجساد؟ كلّ ما نأمله من الدّولة هو أن تساعد على التّذكير بوجود سلطة حامية للأجساد البشريّة لا أن تكون تجسيدا لهذه السّلطة وتعيّنا فعليّا لها. يجب أن نصادر على أن لا أحد يملك جسد الإنسان، لا صاحبه ولا غيره لأنّه ليس شيئا مادّيّا يمتلك، ولأنّه خارج كلّ منطق امتلاك. ولذلك يمكن لصاحب الجسد أن يتبرّع بأعضائه ولكن لا يمكن له أن يتّجر بها كما يتّجر الإنسان بشيء يملكه. إنّه محسوس، ولكنّه لا يختزل في الحسّ، مادّيّ دون أن يكون مادّيّا، رغم أنّ ثقافة الحجاب والعراء تميل إلى جعله شيئا مادّيّا يمكن تغطيته أو تعريته بيسر. وإذا أرادت الأديان السّماويّة بما فيها الإسلام أن تساهم من منطلقاتها الخاصّة في مناهضة الاتّجار بالأجساد البشريّة، فعليها أن تطوي نهائيّا صفحة تواطؤها الماضي مع العبوديّة وتواطؤها المستمرّ مع قمع النّساء، وإن بدرجات متفاوتة، وعليها أن تنقّي منظوماتها من الأحكام البشريّة التي تجعل المرأة ملكا للرّجل، أو هبة له، وتجعل الرّجل بمثابة إلهها البشريّ. إنّنا نحتاج إلى هذه المصادرة على أنّ جسد الإنسان لا يملكه أحد، كما نحتاج إلى المصادرة التي كانت أساسا لتعريف الكرامة، وهي أنّ الإنسان غاية في حدّ ذاته، وأنّه أغلى من كلّ شيء، وقيمته لا يمكن أن تقدّر بثمن، لأنّه خارج منطق التّقدير بثمن.
Home – Accueil – الرئيسية