الخميس، 2 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2082 du 02.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –  فرع القيروان: بيان

 الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان: بيان

لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس: بيـــان

حركة النهضة بتونس: حول الانتخابات التشريعية في فلسطين

سويس انفو: تونس تمنع توزيع صحيفة فرنسية اعادت نشر رسوما مسيئة للنبي محمد

الصباح: مينار عاريا..

الشروق: بالمناسبة: «مينارت» مايسترو في جوقة الحملة على الرسول: … لا عجب، لكننا نرُيد موقفا «شجاعا» من طابوره الخامس

لطفي حيدوري: امتهان الصحفيين في قناة حنبعل

صـــابر التونسي: الحل على ظهوركم

علي بن سعيد:  في الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي – قراءة في المسار التاريخي للحزب

حسين المحمدي تونس: هل يمكن المراهنة على النظام الحالي للإصلاح؟وهل بقيت فيه ولديه أدنى عوامل الدّفع؟

د.خالد الطراولي: قصة قصيرة: الفجـــر المغتصَب

الحبيب أبو وليد المكني: الإساءة للرسول بين حرية التعبير و تعمد استفزاز المسلمين

د. منجية السوايحي: الإساءة إلى الرّسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إساءة إلى حضارة الإسلام والمسلمين

محمد العروسي الهاني: انطباعات عائد من البقاع المقدسة

خميس الخياطي: عن صور تخفي صورا أخري…

صافي ناز كاظم: جرائم اغتيال وقتل وتفخيخ.. بالقلم والكلمات

 أحمد منصور: هل يمتد زلزال «حماس» إلى الجوار؟

د. علي محمد فخرو: بوادر الانتصارات وتراجع الهزائم

   عصام العريان: نهاية حلم وبداية آخر

خليل علي حيدر: «حماس».. بنت الاخوان المسلمين


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

 

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان –   فرع القيروان  1- فيفري 2006 بيان
شهدت الأسابيع الأخيرة تجاوزات خطيرة في حق نشطاء سياسيين وحقوقيين .كما وقعت مصادرة بعض الصحف وجمعها من نقاط البيع وهو إجراء جديد اتخذته السلطة بعد الغاء الايداع القانوني.
– ففي يوم 18 جانفي تعرضت السيدة أحلام بلحاج رئيسة جمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والسيدة ليلى الشعبوني للتعنيف أمام مقر الجمعية .
– كما تعرض السيدين حمة الهمامي ولطفي الحجي والأستاذ العياشي الهمامي والطالب عبد الحميد الصغير إلى الضرب والركل من طرف قوات امن بالزي المدني أمام مقر حزب التكتل من اجل العمل والحريات بتونس يوم الثلاثاء 24 جانفي 2006 .
– وتتواصل في نفس الوقت الحملات الصحفية المشبوهة ضد سياسيين وحقوقيين ، ومنها ما يتعرض له الأستاذ احمد نجيب الشابي من شتم وتلفيق لأخبار زائفة من قبل صحف عرفت بالإساءة إلى المعارضة وقيادات الجمعيات المستقلة بمقالات لا تحمل حتى إمضاء أصحابها.
– كما وقع سحب العدد 343 من جريدة الموقف والعدد 799 من صحيفة أخبار الجمهورية ومنع عدد شهر جانفي من الحياة الثقافية من الصدور.
– ويوم 26 جانفي 2006 وقع منع مجموعة من النشطاء بالقوة من الوصول إلى مقبرة الزلاج اين كانوا ينوون أحياء ذكرى شهداء 18 جانفي 1978.
وأمام هذه التطورات التي تؤكد إصرار السلطة على المواجهة الأمنية لكل تحركات المجتمع المدني  يهم فرعنا التأكيد على :
اولا –  ان الحق في الاجتماع هو من أهم الحقوق الأساسية للمواطنين يضمنه دستور البلاد وتشرعه كل المواثيق الدولية وان خرقه يعد انتهاكا خطيرا لكل القوانين والأعراف.
ثانيا – خطورة الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها النشطاء والتي ازدادت وتيرتها في الفترة الأخيرة ونطالب بوقفها وتتبع مقترفيها.
ثالثا – ضرورة وضع حد للحملات الصحفية المشبوهة وتتبع من يقف وراءها ونعتبر ان سبب  تواصلها ضد النشطاء السياسيين والمعارضين هو شعور اصحابها بالحماية والإفلات من العقاب .
رابعا – رفضنا المطلق لمنع صحف ودوريات من التداول ونعتبر ان هذا المنع يزيد من محاصرة حرية التعبير والرأي وندعو الى رفع كل انواع المصادرة والحجز  كمانجدد مطالبتنا برفع  كل القيود على الصحف والصحافيين ونطالب بالغاء كل الفصول التي تحد من حرية  العمل الصحفي ومنها الفصل 73 الذي يمكن وزارة الداخلية من حجز الدوريات والنشريات  بمجرد الإحساس بأنها تهدد النظام العام.    عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


 
 الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان القيروان في 02 فيفري 2006   بيان
ان المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان بعد تدارسه لما وقع اليوم 02 فيفري 2006 والمتمثل في الاعتداء بالعنف المادي واللفظي من طرف البوليس على نقابيي التعليم الأساسي اثر محاولتهم الاحتجاج على ممارسات الإدارة الجهوية للتعليم اللامسؤولة والمتمثلة في عدم جديتها في التفاوض وحل المشاكل المتراكمة داخل القطاع بالجهة وكذلك انحيازها المفضوح إلى بعض المسؤولين الإداريين والبيداغوجيين رغم محاولات النقابيين المتكررة الاتصال بالإدارة وإيجاد الحلول بالحوار.
وأمام هذا التعنت الغريب من قبل الادارة الجهوية واستعمال العنف من قبل البوليس فاننا:
1- نندد بهذه الممارسات اللاحضارية والمتخلفة واللا مسؤولة.
2- نعتبرها ممارسات خطيرة تضرب في العمق حرية العمل النقابي واستقلاليته .
3- نعتبر ان هذا الاعتداء هو حلقة جديدة من حلقات الهجمة الشرسة على مكونات المجتمع المدني ، والتي تستهدف الحريات العامة والفردية ومن ضمنها الحريات النقابية.
4 – نحمل السلطة الجهوية مسؤولية ما وقع.
5 – ندعو كل الإطارات النقابية والعمال بالجهة إلى الوقوف صفا واحدا أمام هذه الانتهاكات التي تمس من كرامة الاتحاد وندعوهم إلى التجند والدفاع عن المنظمة.   عاش الاتحاد العام التونسي للشغل مستقلا ديمقراطيا ومناضلا.   عن الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان الكاتب العام المساعد حبيب البحروني

اعتداء على المعلمين بجهة القيروان

كانت الإطارات النقابية للتعليم الأساسي بالقيروان تنوي الاحتجاج بتجمع حاشد اليوم 02-02-2006  على تصرف الادارة الجهوية للتعليم  بالقيروان التي انحازت لمدير بوحجلة المركز الذي عرف بتعسفه على المعلمين وتجاوزه للقانون المدرسي  مستغلا نفوذه الحزبي في المنطقة والجهة. وكذلك وقوفها إلى جانب متفقد العربية بحفوز متجاهلة كل الشكاوي التي تحتوي على تجاوزات خطيرة ضده. إلا ان الحضور البوليسي المكثف واستعمال العنف ضد المعلمين حال دون التحرك واثر اجتماع بمقر الاتحاد الجهوي تقرر الخروج ببيان من الاتحاد الجهوي للشغل وبرقيات احتجاج إلى السلط المعنية . ثم تقرر تجمع لكل الشغالين ليوم الأحد 05 فيفري 2006 امام دار الاتحاد على ان يضبط تحرك نضالي  أخر في بداية الأسبوع المقبل.


 
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس بيــــــــــــــــان
 فى الوقت الذى أملت فيه العديد من الأطراف السياسية و الحقوقية تطورا فى أوضاع الحريات فى تونس نحو مزيدا من الإنفتاح و احترام حقوق الإنسان خاصة بعد اضراب الجوع الذى كشف حدة الإنغلاق الذى تعيشه الحياة السياسية التونسية و شدّة الإنتهاكات التى يتعرض لها المناضلون السياسيون و نشطاء حقوق الإنسان و التدمير الممنهج الذى يخضع له السجين السياسى و فى الوقت الذى يشهد فيه العالم فى أكثر من مكان تطورا إيجابيا بإتجاه الحرية و الديمقراطية عمدت السلطة في تونس الى سياسة إنتقامية بعد انتهاء اعمال مؤتمر المعلوماتية تمثلت اساسا في:
1 ـ  الاعتداء الشنيع الذي تعرض له السيد الهادي التريكي في أواخر شهر ديسمبر الماضي بمدينة صفاقس مما سبب له إصابات بدنية و نفسية
 2 ــ منع هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات من عقد ندوة صحفية على هامش أحياء ذكرى أحداث الخميس 26 جانفي 1984 التي عرضت أعرق وأكبر منظمة عمالية إفريقية وعربية وهي الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الاستئصال ومحاكمة قيادتها أمام محكمة أمن الدولة . كانت الندوة مقررة ليوم 28 جانفي 2006 .
3 ــ تنظيم هجومات إعلامية ضد المناضل نجيب الشابي عضو حركة 18 أكتوبر ورئيس الحزب الديمقراطي التقدمي تولت كبرها صحف مأجورة من لدن السلطة من مثل الصباح والشروق بلغت درجة من الاسفاف الاعلامي والسقوط المهني لا تطاق . 4 ــ الاعتداء على كل من لطفي الحجي وحمة الهمامي والعياشي الهمامي وسمير ديلو أعضاء حركة 18 أكتوبر من قبل البوليس من مثل ما وقع للثلاثة الاول منهم يوم 25 جانفي 2006 عندما كانوا في الطريق إلى مقر جريدة الموقف  لعقد إجتماع  . أما السيد سمير ديلو عضو الحركة فقد منع من حضور ندوة كان مزمعا عقدها يوم 28 جانفي 2006 لما كان يستقل سيارته قادما من بنزرت ولم يقدم له أي تبرير لمنعه .
5 ــ كما تعرض السيد سمير ديلو إلى الايقاف والاهانة وحجر بعض أمتعته وأوراقه الخاصة وذلك في مطار تونس الدولي عندما كان عائدا إلى أرض الوطن بعد زيارة إلى أروبا صحبة بعض زملائه في الحركة وهي الزيارة التي إستقبل فيها من لدن أعلى سلطة سياسية في سويسرا وكذلك من لدن شخصيات أروبية سياسية وحقوقية أخرى كبيرة 
6 ــ كما تمت محاصرة مكتب الاستاذ المحامي محمد النوري عضو الحركة ورئيس الجمعية الدولية للمساجين السياسيين بتونس وذلك يوم 28 جانفي 2006 .
.7 ـ اغلاق الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي للصحفيين
8- مصادرة صحيفة الموقف…
ولجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر  ، وهي تتابع التطورات السياسية و الحقوقية  بتونس بكل اهتمام
ـ تعبّر عن عميق انشغالها لما آلت إليه الأوضاع الحقوقية و السياسية بتونس
 ـ تدين بشدة استهداف السلطة الغير المبرر لفرسان حركة 18 أكتوبر، و تستنكرالوسائل و الأساليب اللاأخلاقية التي تستعملها لتصفية خصومها السياسيين. ـ تعلن تضامنها  مع كل الذين تعرضوا إلى اعتداءات و مضايقات من طرف أجهزة القمع في تونس.
ـ وتدعو الاحرار في تونس وخارجها إلى تفعيل تحركاتهم الحقوقية الديمقراطية من أجل الضغط على السلطة وحملها على الاستجابة لحد أدنى من مطالب الشعب في الكرامة والحرية والعدالة بدءا من إطلاق سراح  المساجين السياسيين ومرورا بضمان حق التنظم الحزبي والتعبير الاعلامي . والسلام منسق اللجنة                                                                  الناطق الرسمي فتحي العيادي                                                          محمد طه الصابري www.aktion18oktober.com info@aktion18oktober.com

 
النهضة تهنئ حماس بسم الله الرحمان الرحيم

حول الانتخابات التشريعية في فلسطين

تابعنا في حركة النهضة باهتمام كبير حدث الانتخابات البرلمانية في فلسطين ونحن إذ نحيي صمود الشعب الفلسطيني الأبي ونعبر عن دعمنا الكامل لحقه في تحرير أرضه وبناء دولته فانها: 1            نهنئ الشعب الفلسطيني المقاوم على انجازه لانتخابات ديمقراطية راقية التزمت خلالها كل فصائله وسلطته بقواعد النزاهة والسلوك المدني الأسمى. 2            نهنئ الاخوة في حركة حماس بفوزهم بالثقة الشعبية التي اكتسبتها حركتهم عن جدارة وبعد تضحيات جسيمة في سبيل تحرير وطنها وشعبها. 3            نثمن حرص حركة حماس على التمسك بمنهج رشيد يصر على الشراكة السياسية مع مختلف مكونات البيت الفلسطيني. 4            نؤكد على ضرورة احترام ارادة الشعب الفلسطيني الحرة وندين بشدة محاولات معاقبته وابتزازه لانه مارس الديمقراطية وتمسك بحقه في تفويض من يختاره من القوى والشخصيات الفلسطينية لتمثيله والتعبير عن طموحاته المشروعة.
الاثنين 3 محرم 1426 الموافق 2 فيفري 2006 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي (المصدر:موقع نهضة.نت بتاريخ2 فيفري2006 )
 

أخبار العدالة
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي

سفارة التجمّع أم سفارة دولة ؟

تحوّل وفد كبير ضمّ حوالي 30 محاميا إلى سوريا « للتعبير عن مساندة النظام السوري » وذلك في الفترة الممتدّة بين 17 و25 جانفي 2006- واحتياطا فللقيام بمهمّة التصدّي لإثارة أوضاع الحريات بالبلاد والمساجين السياسيّين وخاصة منهم المحامون.

وقد عبّر ممثّل العميد الأستاذ « زهير قريسة » الكاتب العام لفرع سوسة للمحامين عن نيّته في عرض أمر استقبال سفارة تونس للوفد التجمّعي دون بقيّة المحامين المشاركين في الندوة على مجلس الهيئة الوطنيّة وللتعبير عن احتجاج الهياكل الشرعية على تصرف السفارة المذكورة باعتبارها سفارة التجمّع وليست سفارة دولة.

الثروة للتجمّعيين وحدهم !!

كما علم المحامون المشاركون أنّ السفارة قد أغدقت على كلّ واحد من التجمّعيين ألف دولار مكافأة لتلبيتهم الدعوة، بما يكشف مرة أخرى أنّ السلطة والثروة هي « للتجمّعيين » دون سواهم. تحالف مشبوه جناح من اليسار المعروف بارتباطه المشبوه بدوائر السلطة رفض الانضمام إلى المجموعة التي تعدّ قائمة موحّدة للمعارضة في مواجهة قائمة السلطة في إطار الإعداد لانتخابات الجمعية التونسية للمحامين الشبّان التي ستجري في مارس (2006) القادم. فهل سيعاد سيناريو التحالف الذي جرى بين قائمة هذا الفصيل وقائمة السلطة ؟

(المصدر: مجلة كلمة عدد 40 )


بروح رياضية علمنا من مصادر قريبة من صحفيي مجلة المدعو عماد لطرابلسي  المختصة في الرياضة (  » يونيفير سبور  » ) ، أن السيد المدير  المسؤول والمؤسس عماد الطرابلسي صهر الرئيس بن علي  ، قد أعلم الصحفيين الرياضيين الذين يعملون في المجلة اياها ، أخر شهرجانفي  أنه لن يسدد لهم رواتبهم لهذا الشهر  ولا الشهر الذي يليه و لا الشهر الذي يلي الشهر الذي يليه ، ذلك أن حضرة جنابه قرر اعتبارهم في وضعية  » متربصين  » على حد قوله  ، و المتربصون لا ينالون رواتبهم في نظره  ، و الأغرب أن قائمة الصحافيين الرياضيين الذين تضمهم هذه المجلة  أقل واحد منهم له أقدمية لا تقل عن سبع سنوات أي أنه  ليس في حاجة الى أي تربص  وعلى يد من ؟ على يد عماد الطرابلسي الذي لا علاقة له بمهنة الصحافة  منذ ولد ..من الواضح أن  العاملين مع عماد الطرابلسي في المجلة هم فعلا في وضعية تربص و لكن ليس بالمعنى الذي يتحدث عنه  السيد المدير المؤسس الصحفي العظيم و انما هم في وضعية  » متربص بهم  » من قبل حضرة جنابه  و برواتبهم  . فلا فض فوك يا صهر سيادة الرئيس  وهكذا يكون قانون الشغل واحترام  التشريعات  » ولاّ لوّح  »   و عاشت العائلة الطرابلسية  التي أعلت صوت الحق في تونس و نصرت لواء القانون  و لم تفتك من التونسيين أي شيء بقلم عبد الحق

 

تونس تمنع توزيع صحيفة فرنسية اعادت نشر رسوما مسيئة للنبي محمد

تونس (رويترز) – قالت وزراة الداخلية في تونس ليل الاربعاء انها منعت توزيع صحيفة فرانس سوار الفرنسية التي اعادت نشر رسوم ساخرة من النبي محمد في اول تحرك رسمي لتونس ازاء هذه المسألة التي فجرت احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي. واعادت صحيفة فرانس سوار يوم الاربعاء نشر رسوم ساخرة من النبي كانت صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية قد نشرتها في سبتمبر ايلول لكن الجدل بشأنها لم يبدأ الا الشهر الجاري. ويصور احد الرسوم النبي محمد يرتدي قنبلة كعمامة. وقالت وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة الانباء الحكومية « عملا بمقتضيات مجلة الصحافة اصدر وزير الداخلية قرارا بحجز عدد يوم اول فبراير لهذه الجريدة لما تضمنه من مساس بمشاعر المسلمين وتشويه لشخصية الرسول الاكرم ». ولم يرد اي تعليق سابق من الحكومة التونسية حول الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد. وقالت صحيفة فرانس سوار الفرنسية انها نشرت الرسوم باسم حرية التعبير ولمحاربة التعصب الديني معتبرة ان بلدا علمانيا مثل فرنسا لا يمكن أن تحكمه تعاليم أي دين. وخصصت فرانس سوار التي تعاني مشاكل مالية وتبحث عن مشتر صفحتين بالداخل للرسوم الدنمركية. واستدعت السعودية سفيرها من الدنمرك ودعا رجال دين بارزون الى مقاطعة منتجاتها. واغلقت ليبيا سفارتها في كوبنهاجن وتفجرت احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي. (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ1 فيفري2006 )

 
مينـــــــــار عـــاريــــــــــا..
مرّة أخرى يخرج علينا «السيد» روبير مينار عاريا حتى من سترة الحياء، ويضرب عرض الحائط بمشاعر أكثر من مليار مسلم يتوزّعون على جميع أصقاع المعمورة، كاشفا للمرّة الألف قناع الاستخفاف بعقول المسلمين بمن في ذلك من جعلوا منه مرجعا من مراجعهم الأساسية في كل مناسبة يحاولون فيها التحامل على هذا القطر العربي أو ذاك.
جديد مينار هذه المرة «فتوى» بحروف لاتينية تذكر بأدبيات رسالة الرجل الأبيض سعى من خلالها – وككلّ مرّة – أن يقنعنا بأن ما نراه ليس غرابا وإنّما حمامة بيضاء. لقد وصلت به الوقاحة حدّ اعتبار ما أقدمت عليه إحدى الصحف الدنماركية من إساءة موصوفة لمشاعر المسلمين من خلال نشرها لرسوم كاريكاتورية تناول فيها صاحبها شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، بأنّه عمل يتنزّل في إطار «حرية التعبير»، واصفا بيان وزراء الداخلية العرب الأخير المندّد بالعملية والمطالب بالاعتذار عن هذه الجريمة الحماقة، بأنّه بيان يترجم جهل العرب بمعنى «حريّة الصحافة»، داعيا أوروبا إلى مساندة الدنمارك ورفض تقديم أيّ اعتذار!؟!
ولا يخفى هنا أنّ تصريح مينار هذا كما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، يترجم عصابا إيديولوجيا طالما سعى صاحبنا إلى حجبه، محاولا تجميله بمنظومة من القيم وفي مقدّمتها «حريّة التعبير والصحافة». ومثل هذا العصاب الأيديولوجي عندما يستبدّ بصاحبه يلغي حكمة العقل ويصيب صاحبه بعمى المعاني، ذاك العمى الذي يخون ذات صاحبه قبل أن يمكنه من مؤهلات ترجمة أو تفسير ما يشعر به الآخر… وفي قضية الحال مشاعر جميع العرب والمسلمين دون استثناء.
إنّ مينار وهو يدافع عن مركزية أوروبية مريضة وغاربة شمسها ويحاول تقديمها وكأنّها معصومة من الخطأ وليست مطالبة بأي اعتذار عن أخطائها السابقة والرّاهنة إنّما يحاول أن يتستّر بذريعة انكشف زيفها. ونعني ذريعة «عجز الآخر عن الاستيعاب والفهم» وهو في الحقيقة يؤكّد إصابته بلوثة الأحادية ورفضه الضمني للحقّ في الاختلاف على عكس ما لذلك نراه في تصريحه كمن يسعى لحصد النتائج قافزا على المقدمات، إذ لم يرم ما أقدمت عليه الصحيفة الدنماركية إهانة توجّه إلى عقائد المجتمعات وثقافاتها وعاداتهـــــا وتقاليدها، وإنّما مجرّد قصور من أصحابها في فهم «حرية الصحافة»!!!
هكذا يسعى مينار من خلال عصابه الإيديولوجي إلى معالجة الداء بمزيد النفخ في أورامه والعمل من أجل انتشاره ونشره  على نطاق أوسع عوض أن يساهم في زرع بذرة الحوار والتسامح بين الحضارات والديانات والثقافات غيـــر عابئ بأن من أخطر تجليات فحيحه التشجيع على الكراهية والأحقــــــــاد.
إنّ حريّة الإعلام عند مينار، وكما يسمى بيان «منظمته» عفوا عصابته إنّما هي تحريض على صناعة الكراهية، بل قطع الطريق أمام كل محاولة لاحتواء الأزمة وما ولدته من نقمة وشعور بالإذلال. ولا غرابة في ذلك فقد سبق لمينار أن لعب دور أحد قطاع الطرق عند اعتدائه على مكتب سياحي تونسي في باريس، وهو رمز من رموز التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب مما يجعل من مينار أحد أكبر رموز الداعين إلى صدام الحضارات لا حوارها. إنّ الإســـــــاءة لأي دين أو معتقد لا علاقة لها بحرية التعبير والصحافة وإنّمــــا هي تحويل للكراهية إلى صناعة إعلامية والفرق شاســــــــــع بين هــــذه وتلـــك.
إن مينار يصرّ على أن يلعب مجموعة من الأدوار يحكمها التناقض، فبعد  ما لعب دور الشرطي الأممي، ودور «القديس الزائف» ها هو يتقمّص دور الشيطان. إلاّ أنّه بتصريحه هذا أثبت أنه سيناريست فاشل.. وها أنّ مسرح العرائس الذي أقامه انهدّ عليه.. وبقيت دماه وعرائسه، التي أدمن توظيفها وتحريكها والتي تنتشر على امتداد الأرض العربية، يتيمة لا ورقة توت تحجب سوأتها وقد خذلها محركها وهو يرفع القناع عن وجهه القبيح والمعادي لكل مقدسات شعورها وكل تجليات هويتها الحضارية وسيادتها الوطنية والقومية، بل والمحتقر لرمز عبقريتها محمد الأمين…
هل نقول شكرا مينار.. نعم نقول شكرا لأنه تولى نيابة عنا هدم ما زرعه على أرضنا من أصنام وأوهام.
إن اعتقادنا جازم اليوم، وقد يكشف المستور، أن مينار لن يجد بعد اليوم من العرب والمسلمين من سيتابع حلقات مسلسل افتراءاته ودموع التماسيح التي يذرفها على «الحرية الإعلامية المفقودة» في العالم العربي، وقد لمسنا بما لا يرقى إليه شك، أنّ حرية البهلوان مينار الموعودة إنّما هي حرية الإساءة للعرب، وحرية الانتقاص من كلّ رموزهم الحضارية، واكتشفنا ومعنا جميع العرب بأن أدبيات المستر مينار تؤسّس لثقافة ومنظومة إعلامية عنصرية تقوم أساسا على ازدراء الآخرين واحتقارهم أي على الإقصاء.
م.ب.م (المصدر صحيفة الصباح  التونسية بتاريخ 2 فيفري 2006 )


بالمناسبة: «مينارت» مايسترو في جوقة الحملة على الرسول: … لا عجب، لكننا نرُيد موقفا «شجاعا» من طابوره الخامس

* تونس ـ «الشروق»:
مازالت الأخلاق موضع جدل منذ عصور «أرسطو» إلى أيام «ماكيافيل» وإذا كان الأول أراد أن يربط خيطا متينا بين الأخلاق والسياسة، فإن الثاني أراد قطعه!
ومن مدرسة ماكيافيل بل من رحمها تناسل كثيرون، منهم بلا أدنى شك السيد «روبرت مينار» على الرغم من مساحيق الزينة التي يطلي بها وجهه، ويجمّل بها كلامه، وصدقا لم أهضم يوما هذا «الكائن» وكنت أظن أن سوء الهضم هذا ناتج عن تلك القاعدة الشهيرة «الأرواح جنود مجندة، فمنها المتنافر ومنها المنسجم بحكم تعود إلى طبيعة التكوين الخاصة بالنشأة الأولى». لكن درجة القرف ومستوى الاشمئزاز القادرة على اثارتهما في النفس، كانا يوحيان بأن الأسباب ذات ارتباط بالواقع وليس بالغيب وبالملموس وليس بالمحسوس.
كنت دائما أنتظر سقطاته المدوية وعراءه الذي لا ستر بعده وتهمته التي لا براءة على اثرها. وقد كان، لكن سقطة هذه المرة هي القاضية بلا شك.
ففي الوقت الذي يعيش فيه الضمير المؤمن وجع وجور الاعتداء على أول مقدساتنا (رسولنا الكريم محمد بن عبد اللّه) يطلع علينا سيء الذكر بتلك المواقف التي لا تدهش بقدر ما تكشف زيف الادعاءات وزور المنمّق من الكلام ودجل الطنّان من الجمل. ففي تصريح له حول اجرام تلك الصحيفة الدنماركية الرخيصة، نفث هذا الأفعوان سمومه بشكل تواتر كالتالي: * إن ردود الفعل الصادرة عن الأنظمة العربية في ما يخص الرسومات الخاصة بالنبي محمد تدلّل على عدم معرفة وعلى انكار لحرية الصحافة. وهكذا يختزل زعيم حرية الصحافة ردود فعل الوجدان المسلم كله في ردود فعل الأنظمة العربية، التي لا يحق لها حسب رأيه أن تردّ أي فعل، لأن ذلك فيه تعدّ على حرية الصحافة. * إن حرية الصحافة (كما يقول في فضح تام لمعناها الشاذ عنده) يحقّ لها أن تذهب صوب نشر معلومات صادمة (وكأننا في هذا الصدد أمام معلومات صادمة وليس رأي ركيك ومستفزّ بل وحقير).
وفي معرض بتريره لهذا الأمر يستشهد بما قالته المحكمة الأوروبية في هذا الصدد من أن ذلك مكسب أساسي للديمقراطية.
وهكذا يصبح الاعتداء على رسولنا مكسبا أساسيا للديمقراطية وما دامت المحكمة الأوروبية قد قالت فعلينا تصديق ما قالت. * اليوم، كما يقول بلا أدنى حياء، على كلّ البلدان الأوروبية أن تكون وراء الدنمارك والسلطات الدنماركية للدفاع عن مبدأ أن صحيفة تكتب ما تشاء حتى إذا جرحت أحاسيس الناس.
هكذا إذن، وهل يستحق هذا الكلام تعليقا من الأصل بل الأدهى ان تناقضه يذهب به إلى حدود القول بأن تصريحه هذا «يمكن ان يكون مستفزا» ولكنه في العمق مبرر لذلك فلا طرف مطالب بالاعتذار لأيّ كان.
ولا شك أنه وبالنسبة للجزء الخاص بالأخلاق سواء العامة أو الأخلاق الصحفية، فإن كلام السيد منيار يردّ على نفسه بنفسه. فمن بلغ هذا الدرك من الاسفاف مدان ويعلم أنه مدان. ولكنها فرصة تتوفر مرة أخرى للمهنيين حتى يتأكدوا من مستوى «الأستاذ» على مستوى الأخلاق وعلى مستوى دور الإعلام والصحافة كمهنة وكفنّ وكعلم خصوصا أنه المفاخر بالتخصص في هذا المجال وبدرجة تجاوزت الأستاذ لتصل إلى الوصيّ المتخصص في التباكي على حال صحافة العالم الثالث وفي ذرف الدموع على حال صحافييها!
ولا عجب في ذلك على الاطلاق، لكنها مناسبة لدعوة طابور «المايسترو» لاتخاذ موقف شجاع سواء كان معه أو ضدّه، عملا هذه المرّة بالرأي وبشجاعة الشجعان معا، خصوصا أنهم عوّدونا بشجاعة لا مثيل لها وبصدق لا شبيه له عندما كانت عواطفهم الجياشة تتفاعل مع السيد «مينارت» حتى عندما يتقيأ. * ع ـ ب ـ م (المصدر صحيفة الشروق التونسية بتاريخ 2 فيفري 2006 )

 

 

من أجل ديكور إعلامي مرئي تعددي

امتهان الصحفيين في قناة حنبعل

لطفي حيدوري أضافت قناة حنبعل الفضائية الخاصة رقما جديدا إلى مشهد الإعلام المرئي الفقير في تونس، وليتها جاءت لتغنيه، فلم تكن لتشرع في البثّ لولا التمويل السخي الذي تعهّدت به الدولة لصاحب القناة رجل الأعمال العربي نصرة.
وما كادت تمرّ الأشهر حتى تبيّن أنّ القناة نسخة أخرى من المشهد المزوّر بمحطّة موزاييك الإذاعية، عدا بعض البرامج الحوارية في قضايا اجتماعية وفنّية ورياضية قيل إنّها تتميّز بالجرأة. ولا علاقة لها بحرية الصحافة والتعبير طالما هي تستهدف أشخاصا أو تستفزّهم ليس لها دافع يتعلّق بحرية الرأي.
ثمّ ظهر السيد العربي نصرة على صفحات الجرائد التونسية يشتكي ويتذمّر من عراقيل مؤسسة الإذاعة والتلفزة ووكالة الاتصال الخارجي، الأولى وعدته بتسجيلات من الأرشيف وأخلّت بوعدها، والثانية ضيّقت عليه الخناق بشحّ الإشهار. ولم يتردد صاحب القناة أكثر من مرّة في التهديد بغلق القناة مذكّرا بالوعود وبورطته المالية، غير أنّ القناة استمرّت بل توسّعت فأصبحت أرضيّة.
تقول محدّثتنا المطرودة منذ أسبوع من القناة الصحفية  » إيمان المدّاحي » أنّه منذ بداية عملها في القناة في نوفمبر 2004 قبل انطلاق البث بثلاثة أشهر لم تجد هيكلا يسيّر القناة فلا وجود لمجلس إدارة ولا وجود لهيكل إداري. فالعربي نصرة هو الرئيس المدير العام ثمّ تأتي « نجوى الرحوي » مديرة القناة وليس لها وظيفة مخصوصة بل ليست لها صلاحية اتخاذ إيّ إجراء. فالصحافيون هم الذين يتكفّلون بعمل كل شيء. فلاوجود لمدير إنتاج بعد طرد حميد العش ولا وجود لمدير تقني بعد طرد عبد العزيز التواتي. وهما عيّنة من الرقم القياسي الذي حققته القناة على قصر عمرها في الطرد والتخلّي.
سياسة الابتزاز
إيمان المدّاحي صحفيّة متخرّجة من معهد الصحافة وعلوم الأخبار تنشّط البرنامج الاجتماعي « مرآة » وقد عملت في القناة قارئة أخبار وفي عدة برامج :(النشرة الثقافية، فنون أون لاين، فستيفال أون لاين، بدون استئذان) تقول إنّ أحد المصوّرين بالقناة حرّر ضدّها تقريرا مغرضا يدّعي فيه تعطيلها لسير العمل وإقامة علاقة منافية للأخلاق مع أحد العاملين بالقناة. وهي لم تفهم الدواعي الحقيقيّة لذلك إلاّ بمقابلة مدير القناة يوم 28 ديسمبر 2005 فأدركت أنّها ضحيّة سيناريو الضغط على الصحافيين بالقناة.
فعلى إثر التقرير المذكور تم استدعاؤها من قبل السيد العربي نصرة. ولكنّه لم يقم بمساءلتها حول الوقائع المنسوبة إليها بل طلب منها بكلّ بساطة تحرير اعتذار عن أي مشكلة سببتها والتزام بعدم العود. وقال إنّ ذلك سينهي أي مشكلة لها الإدارة، غير أنّ النصّ الذي سلّمته لمديرة القناة لم يرضه فيما بعد وناولنها نصّا جاهزا لتمضي عليه فرفضت. هذا الالتزام الجاهز يتضمّن اعترافات بارتكاب ممارسات لا أخلاقية مشينة في القناة لو أقرّت بها لظلّت وصمة تلاحقها شخصيّا ومهنيّا.
وأكّد لها العربي نصرة إنّها ستعود للعمل بعد إقرارها كتابيّا بل سمح لها وقتيا بذلك وترك للمديرة نجوى الرحوي مواصلة الضغط عليها. وقد أكّدت لها الأخيرة أنّ الوثيقة ستبقى في ملفّها ولن يطّلع عليها سواها، لكن دون جدوى.
وخلال ذلك لم يقع صرف أجرها لشهر ديسمبر ووقع إيقاف بث برنامجها « مرآة ». ثمّ سحب بطاقة حضورها يوم 13 جانفي.
ولكن لماذا كلّ هذه التصرفات ؟:
وقالت الصحفيّة إيمان مدّاحي في تصريح لمجلّة كلمة « إنّ اتهامها بسلوك مشين يهدف إلى أن يتحصل منها مدير القناة على إقرار يضغط به عليها لاحقا »، إذ سيبقى ذلك سيفا مسلّطا عليها طوال حياتها المهنيّة. كما تعتقد أنّ التقرير المذكور قد حرّر ضدّها بإيعاز من الإدارة نفسها.
وتقول محدّثتنا أنّه  » ليست لها أيّة مشكلة شخصية مع العربي نصرة بل كان قد عبّر مرارا عن إعجابه بعملها وكان يثق بها بل إنّه رفع أجرها لمّا علم بنيّة التلفزة التونسية انتدابها قارئة أخبار ». وتضيف أنّه ذكر لها أنّه « قادر على طردها في أيّ وقت ولكنه لا يقوم بذلك لاقتناعه بكفاءتها ».
وهذا ما أكّد لديها أنّها محلّ ابتزاز، فهو يريد وضعها تحت رحمته تقبل بأيّة ظروف عمل شخصية أو شُغلية… وتضرب لذلك مثلا، حالة خليل بوجميل الذي أمضى ورقة تحت التهديد بأنّه سرق أموال إشهار. فلم يرفع أمره للقضاء بل احتفظ بتوقيعه في مكتب العربي نصرة. وكذلك معز قضوم المدير الإداري والمالي الذي أمضى أنّه « انتحل شخصية » وواصل عمله ؟؟
تقول محدثتنا إنّ « المؤجّر » في قناة حنّبعل يصبح بعد ذلك صاحب النفوذ المطلق والأمر والنهي على الجميع بل « لا يتورّع عن السب والشتم وغيره من النعوت » وهو ما وصفته لنا « بتشليك الصحافيين في قناة حنبعل » الذي يتحقّق عبر الالتزامات بالإكراه والسب والشتم.
فالصحافي يتقاضى عند حنّبعل الأجر الأدنى 230 دينارا شهريا وجلّ العاملين بالقناة متخرجون من معهد الصحافة ويعملون من 9 صباحا إلى 10 مساء. هذا في حين يتقاضى السائق 250 دينارا والتقنيون 300 دينارا.
أمّا الذين لم يرضخوا لإرادة مؤجّرهم فقد أخرجوا من القناة :
– محمد العتروس 🙁 كاميرامان) وقع الاعتداء عليه بالعنف من قبل مهدي نصرة ابن صاحب القناة وأطرده. – حمدي النحلي : (تقني صوت). – هالة مفتاحي : (مونتاج) أطردت دون سبب. – هاجر بالشيخ : (معدة برامج) أستاذة جامعية.
أمّا من لم يرضخوا فقد غادروا القناة دون رجعة مثل فريال قراجة وقد صرّحت ليوميّة تونسية أنّها قد دُعيت لتنازلات شخصية لم ترضها. فانسحبت بعد أن كانت ستلعب دور البطولة في مسلسل آمال الذي أنتجته القناة.
وكذلك شأن درة زرّوق.
أمّا إيمان المدّاحي فكان آخر عهدها بقناة حنّبعل يوم 18 جانفي الجاري حين دخلت المؤسسة ففوجئت « بفوزي عبد الرزاق » العضد الأيمن للعربي نصرة وسألها إن كانت ستمضي على الالتزام فأعلمته بأنّها لن تفعل. فدخل فورا إليه وأعلمه بذلك. وقال لها إنّه يطلب منك المغادرة وسيطلبك بعد 3 أيام وبخروجها فوجئت بعوني الحراسة يحاولان افتكاك شارة دخولها فقاومتهما وفرّت.
وكان الحديث عن العاملين بالقناة قد انقطع منذ المتابعات الصحفية الوافية لانتداب المنشطات ومقاييس اختيارهنّ… فلم يعلم أحد بالصحفيين المشتغلين بالأجر الأدنى أو بطرد كلّ من عصى وبغياب أي هيكل إداري أو إنتاجي وتسلّط إرادة فردية يهمّها اشتغال القناة لاغير. فليس الهدف أن توجد مؤسسة إعلامية برؤيتها وأهدافها، بل إدارة مستقرّة بفضاء البحيرة لاشيء يدلّ على وجود فضائية بها، فعلى المبنى كتب « حنبعل للاتصال » !!
أمّا رجل الأعمال العربي نصرة فإنّ قناته لاتدرّ عليه ربحا تجاريا. فهي ورقة لآلة الدعاية الرسمية يلعبها هو بنفسه فيضغط على السلطات بالتهديد بغلق القناة كلّ مرّة. ويقال إنّه اعتزم إعلان ذلك عند قمة مجتمع المعلومات لأنّه لم يحصل على نصيبه من الإشهار. وهو يدرك أنّ وقوع القناة على حافة الغلق سيرغم السلطة على التدخّل العاجل. وهكذا وجد منفذ الأمان. أمّا النظام فيخشى انهيار جدار الديكور الإعلامي.
وبين هذا وأولئك، تضيع حقوق الصحافيين وكرامتهم وسمعتهم…
(المصدر: مجلة كلمة عدد 40 )

الحل على ظهوركم

صــــابر التونسي لشد ما أرقني وحيرني وضع نخبنا ومعارضينا وآذتني مساعيهم الخاطئة حتى أنطقتني بل كادت تفجرني وكما قيل قديما: لو كان سهما لاتّقيته ولكنه سهم وثان وثالث. فوجب الرد والتوضيح ولا سكوت بعد اليوم.
حالكم يا سادة كالعير في الصحراء تحمل الماء على ظهورها ولا تنتفع به! وهو المعنى الأول لعنوان هذه المقالة! أي أن الحل سهل وفي متناولنا! ولكن فينا جماعة أصروا أن يخرقوا السفينة متظاهرين بإصلاحها فغرقوا وأغرقونا معهم!ولو وجد عقلاء ضربوا على أيديهم لنجونا جميعا!
لقد احترت لهؤلاء وأولئك الذين حاولوا الانتحار بإضرابهم عن الطعام وتجويع أنفسهم ما يربو عن الشهر ثم يدعون بأنهم فعلوا ذلك من أجل تونس ! كل يدّعي وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم وصالا ما علاقة جوعهم أو هلاكهم بمصلحة تونس التي سلمها الله من الكيد ووضعها في أيادي « أمينة » تعمل ليل نهار لعزّها ورقيّها!
إن حلف  » اللافضول » هذا قد عمل لفائدة أجندات معادية باسم تحقيق مصالح مزعومة!
وفاتهم أنّ الأمر محسوب لدى قيادتنا بدقة بالغة وهو ما بيّنه الريس في الخطاب الذي قرأه بمناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأن  » تونس لم تكن في حاجة إلى نماذج جاهزة ترجع إليها أوتصورات نظرية لاجذور لها فى الواقع » وبيّن سيادته « أن التسرّع في الإصلاح الذي يؤدّي إلى قفزة في المجهول تؤدي إلى عودة التطرف والإرهاب » وإنّني وإن كنت أستبعد وجود أصحاب نوايا صادقة ضمن هؤلاء فإنني أتوجه لهم بالسؤال التالي:
مالذي ينقص تونس وتطالبون بإكماله؟! وماذا تنقمون من ولاة أمورنا!؟ هل ظلموا أحدا؟! هل سجنوا ظلما؟ هل جلدوا ظهرا أو شوهوا وجها؟! هل قتلوا أحدا؟! هل يتّموا طفلا؟! أو رمّلوا امرأة؟! هل ثكلوا أمّا أو سرقوا،أو نهبوا،أو زوّروا، أو احتالوا، أو اتّصفوا بما ليس فيهم أو ادّعوا ما ليس لهم؟؟؟؟!!!!!
وبما أن كلّ ذلك لم يحصل إلا في أذهانكم المـ… ! فإنني أسألكم سؤالا آخرا:
هل منعكم أحد من المساهمة البنّاءة في خدمة تونس أو حتى من المنافسة النزيهة على كرسي قرطاج على ما في الأمر من كراهة شخصية عندي! لأنه ليس بالإمكان لتونس أحسن مما هو كائن!
ثم هل منعتم من الانظمام إلى أي حزب من الأحزاب المعترف بها على كثرتها؟! أم أنّ كل ممنوع مرغوب وإن كان هلاكا وقفزا في المجهول؟!
هل زورت إرادة الشعب ـ المتمسك ببطل التغيير قابر القديم وصانع الجديد الذي لن يزيده تعاقب الأيام إلا جدة!! فهو لا يخلق أبدا (يبلى) ـ!!؟؟
ثم لعلكم تتجرؤون باطلا وتقولون بأن إرادة الشعب قد زورت فعلا وتزوّر يوميا !! أقول عندها: البيّنة على من ادعى واليمين على من أنكر! ونحن لانتورع بأن نقسم الأيمان المغلَضة بأن ذلك لم يحصل أبدا!
وليس بألسنتنا عظاما تمنعنا من قول « الحق »! وإنّ الذي يحصل دائما هي إرادة الشعب الحقيقية ولا نملك غير ذلك لمن يرفضه الشعب!
بقيت عليكم البينة يا سادة وهو أن تأتوننا باعترافات من أشرف على التزوير ودون إكراه أو تعذيب أو « فبركة »! فتلك وسائلكم! أو تطلعوا الرأي العام على صناديق مليئة قبل انطلاق العملية الانتخابية!
وإن وفقتم يوما في الحصول على بينة كهذه! فإنني أقول: بأنه قد تحصل تصرفات فردية! من أناس صدقوا ما عاهدوا أسيادهم عليه فأحسنوا الولاء وأساؤوا التعبير عنه! وهذه تغفرها تلك! ثم أليس ذلك أسلم وأرحم من تهشيم رؤوس الناخبين ووضع الحواجز أمامهم حتى لا يصلوا إلى صناديق الاقتراع!!
يا سادتي، الصدق خير، وكفي بالمرء نبلا أن تعد مساويه! ولو لا هذا النبل ما استطعتم إحصاء المساجين! وإنّ بلادا يعدّ مساجينها بعض مئات مقابل ملايين من « الأحرار » لعلى خير عظيم!
وتطالبون بالحرية والديمقراطية وكأننا في إقطاع يعمه الاستبداد وتنعدم فيه الحرية! وهذا لعمري باطل ما بعده باطل!!
وأما إذا سايركم العاقل جدلا واعتبر أنّ ما تقولون صحيح! فكم هي الحريات الممنوعة؟! إنّها لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة! وباعترافكم ! فهل لكم غير حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التنظم وحرية التنقل؟! هل يعقل أن تقيموا الدنياولا تقعدوها من أجل هذه المسائل المعدودة والتافهة!! في مقابل ما تنعمون به من حريات أخرى وأمن!؟ وإن كان البعض قد منع التعبير ضرورة لأنه لايحسنه فقد أجيز له السكوت! والصحافة أبيح لها « التبندير » بل يستحب لها! وحرية التنظم والتنقل مباحة للتصفيق! وكذا الأمر لم تمنعوا واحدة إلا أعطيتم بديلا لها! وما عدا ذلك فهو عفو أي افعلوا ولاحرج ! وكرم مولانا لا ينقطع!!
ومن لم يكفه كل هذا العفو والحلم فالسجن أو المنفى يكفيه ولا نامت أعين الظالمين! ياسادتي إنني أدعوكم من باب الوطنية التي تجمعنا إن كنتم بها معتزين ومن باب أن تونس لكل أبنائها إن حسبتم أنفسكم كذلك! إلى الحل الذى يسعدكم ويسعد تونس و هو أقرب إليكم من حبل الوريد!
كفى عنتريات واستقواء على بلادكم « بالعلوج » وادعوا أنفسكم وأهليكم وأمواتكم وأحياءكم في صعيد واحد واصرخوا متمسكين بسيادة الرئيس مدى الحياة وبابنه وليّا للعهد فهي ذرية بعضها من بعض! وطالبوا بتغيير الدستور الذي ليس له قداسة ربانية! وسموا حرم الرئيس رئيسة فليست الملكات أشرف ولا أعلى قدرا! ولا أكثر خبرة في القفز من الحضيض إلى الأعالي ولا أخبر في استعمال المقص لقطع أنوف المعادين والحاسدين!!
أعلم أن هذه الدعوة الصادقة التي لايبغي صاحبها من ورائها جزاء ولا شكورا قد تغيظ من كان يتندر بالأمر على سبيل التهكم ولكن الحكمة ضالتنا ونلتقطها من أي مصدر وإن كان معاديا وحاقدا أو حاسدا!
وأقترح أن تمنح سيادة الرئيسة لقب شجرة الدر لما كان لهذه المرأة « العظيمة » من أدوار سياسية مهمة في تاريخ مصر زمن الملك الصالح زوجها وأزواجها المماليك من بعده!
هذا هو الحل الذي أقترحه وأراه وإن عاندتم وأبيتم فإنني أعود إلى ما يحتمله ظاهر عنوان هذا المقال وهو أن الحل يكون على ظهوركم فيدوسكم الجهاز ويعلو هبل!
وأما طلبي من مولاتي شجرة الدر إن كان يحق لي أن أطلب فهو أن تتكرم علي وتعيّنني في بلاط مولاي الملك الصالح مخلصا وخادما أمينا يقوى على حمل السيف ويحسن إعماله في المناوئين كما كان عزالدين أيبك!
وأرجو أن أكون استثناء من الذين لاتقر لهم مولاتي بالوصال وقد تأكد لها أني أقدر من ذاك الذي يسيّس ويبرهن ولا يكاد يبين! وسحقا للظالمين!! (المصدر: مجلة كلمة عدد 40 )

 
 

في الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي

قراءة في المسار التاريخي للحزب

علي بن سعيد*

 

         لا شك ان مسار أي حزب مهما كانت ايديلوجيته ومبادئه وافكاره مرتبط بمؤسسيه و مناضليه الا أن  تاريخه هو ملك للشعب بكامله وهو ملك للمؤرخين والنخب دراسة وتقييما من اجل بناء الغد الافضل لذلك الشعب بكل مكوناته وهو ما حدا بنا الى هذه القراءة المتواضعة للمسار التاريخي لحزب العمال رغم الاختلاف الايديولوجي والسياسي مع هذا الحزب بحثا عن الحقيقة ومساهمة في نحت مستقبل ملؤه الاعتراف بالاخر ونبذ عقلية الاقصاء التي رسخها الحزب الحاكم في بلدنا تونس …  

 

الحلقة الاولى :

اليسار الماركسي والتنظيمات الشيوعية واليسارية قبل تأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي 

 

1- الحركة الوطنية التونسية وظهور التنظيمات والاحزاب :

 

          لاسباب اقتصادية ودينية وثقافية متعددة رفض سكان تونس الاستعمار الفرنسي الذي دخل تحت عباءة الحماية محدثا تحولات جذرية في المجتمع التونسي رغم ولادة الحركة الوطنية التونسية وظهورها القوي خاصة بعد الحرب العالمية الاولى ( الولادة الاولى قبل الحرب 1907-1912 ثم بعدها 1919 – 1921  ) حيث نشأ التباين في الحياة اليومية بين التونسيين والفرنسيين  

بل ورسخته عديد الاحداث والظروف مثل سوء المحاصيل الزراعية منذ اكثر من نصف قرن في بداية عقد العشرينات اضافة الى اندلاع الاضرابات ، كل ذلك جذر الحركة العمالية التونسية عبر تشكيل الحامي لاول تنظيم نقابي بعد عودته الى تونس سنة 1924 ( جامعة عموم العملة التونسيين ) كل ذلك  بعد ان اسس الشيخ الثعالبي وعديد من اعيان البلد اضافة الى جمع من المثقفين ذوي التكوين الجامعي والفرنسي اساسا سنة 1920 وهو اول حزب سياسي جماهيري يقود الحركة الوطنية التونسية ………

 

2- ظروف بداية نشوء الحركة الشيوعية التونسية :

 

         في موزاة  ذلك النشاط النقابي والسياسي وبعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا القيصرية ،  بدأت الخلايا الشيوعية في الظهور بالبلاد رغم اقتصارها في البداية على اوساط الجاليات الاروبية المقيمة في البلاد ( فرنسيين ، ايطاليين ويهود تونس ) ، هذا وتم عقد المؤتمر التاسيسي لتلك الخلايا في شهر ديسمبر من سنة 1912 كجناح تابع للفرع الفرنسي للاممية الشيوعية  وتبع ذلك اصدار جملة من الدوريات والصحف الشيوعية مثل  » حبيب الامة  » الا ان المستعمر الفرنسي سارع الى اصدار مرسوم يمنع الدعاية الشيوعية باللغة العربية [17] ، وحرص التونسيون الملتحقون بتلك الخلايا على بناء حزب بروليتاري قادر على قيادة الحركة الوطنية التونسية بل وانخرطوا في البداية في النضال الوطني عبر تدعيم الحزب الحر الدستوري رافعين مطلب الاستقلال السياسي لتونس الا انهم انقلبوا على مواقفهم بداية من سنة 1929  وتمثل ذلك الانقلاب في معاداة الحزب الحر الدستوري تاثرا بمواقف الاممية الثالثة في حين نظروا الى الحركة الصهيونية بصفتها مجرد مستغل لقوة عمل العرب بل وتفريغها من أي مضمون سياسي وتحميلها مضامين انسانية وخيرية فقط …

 

3- الحزب الشيوعي التونسي : النشأة والمسيرة حتى ظهور حركة آفاق :

 

            مع تاسيس الحزب الدستوري الجديد نشط الشيوعيون ضمن الفرع التونسي للحزب الشيوعي الفرنسي بل وتعرضوا للاضطهاد من طرف المستعمر الفرنسي فتم اعتقال قياداتهم ممثلة في محمد علي جراد  و حسن السعداوي الا انهم في سنة 1936 ومع تولي الجبهة الشعبية الحكم في فرنسا التحقوا بمعترك النشاط في اوساط الجماهير والنقابات واحدثوا فروعا جديدة وطالبوا بتحقيق جملة من الاصلاحات :

§

        تمثيل التونسيين في صلب مجلس منتخب وحكومة مسؤولة.

§

        النظر في اصلاح النظام الاداري والقضائي لمصلحة التونسيين.

§

        اصلاحات اقتصادية واجتماعية مثل اقرار ثماني ساعات عمل في اليوم والمطالبة بالعطلة الاسبوعية .

§

        تبني المسألة الوطنية كما طرحتها حكومة الجبهة الشعبية لحل مسألة المستعمرات .

          

            وفي شهر مارس 1939  تمت تونسة الحزب مما يعني الانفصال عن الحزب الشيوعي الفرنسي عبر التسمية  » الحزب الشيوعي بالقطر التونسي  » وعبر القيادة حيث تم انتخاب علي جراد امينا عاما ، ورغم ذلك ارتكب الحزب الشيوعي اكبر خطأ في تاريخه مما اثر سلبا في قوته حيث تبنى موقف  » الفاشية هي الخطر الاكبر » الذي رفعه الاتحاد السوفياتي مما جعله يقف ضد استمرار الكفاح التحرري الذي يخوضه الشعب بل واعتبر الحزب الجديد عميلا للفاشية لانه لم يجمد نضاله السياسي ضد فرنسا بل ان الحزب اعتبر « .. أن المسألة في الظروف الحالية ليست مسألة استقلال ولكن تتمثل في استئصال مخلفات الفاشية وسحق القوى الاجتماعية التي ولدتها وساندتها : الاحتكارات الاقتصادية وكبار المعمرين والاقطاعيين … »

[18] ، بل وصف علي جراد نصير الحركة الوطنية المنصف باي،  على الملأ  بالعميل للفاشية ، بل وردد مناضلوه النشيد الوطني الفرنسي لامارسيز ( تجمع  17/04/1944  ) ، وهي جملة المواقف التي قام الحزب باجراء مراجعة نقدية لها [19] في ما بعد ……

وبعد الاستقلال عقد الحزب الشيوعي مؤتمرات ثلاث :

§

        المؤتمر الخامس : عقد سنة 1956 أي عام الاستقلال وفيه تم تعديل النظام الداخلي لاقرار عدم امكانية انتماء غير التونسيين للحزب وهو ما جعل الحزب الشيوعي الفرنسي يحتج على ذلك … الا ان الحزب انحاز الى بورقيبة وتنكر مرة أخرى لمطامح الشعب التونسي الوطنية بل واتهم اليوسفيين بعملاء الاستعمار وهو ما لم يفعلها حتى بورقيبة نفسه .. » … نعم نحن نعرف ان هناك تونسيين ينتمون الى الاستاذ صالح بن يوسف ويطبقون أوامره وصلوا الى اسلعمال العنف ضد تونسيين آخرين ….. وبالفعل فقد آسفنا في هذه الايام لحصول اعتداءات مجرمة لا يستبعد ان تكون فيها ايدي غلاة الاستعماريين …. » [20]

§

        المؤتمر السادس : عقد سنة 1957 حيث قوم الحزب الشيوعي مجمل سياساته مواقفه وممارساته ….الا انه اكد اقتفاءه لاثر بورقيبة في حماية المصالح الفرنسية في تونس

 » فعلى قاعدة الاحترام الكامل لسيادتنا الوطنية يمكن ومن الواجب ضمان حقوق فرنسا المشروعة وحقوق رعاياها بالبلاد التونسية هذه الحقوق التي لا تشابه بينها وبين امتيازات مؤسسات الاحتكار الاستعمارية … » [21]

§

        المؤتمر السابع : عقد في مارس 1962  والذي تم تكريسه من اجل بناء حزب ماركسي بعد مراحل التقييم رغم مطابقة مواقفه الى مواقف الحزب الشيوعي الجزائري الذي عارض الثورة المسلحة في الجزائر ، بل حصر برنامجه في النضال من اجل غدخال اصلاحات سياسية على نظام الحكم  لان العمل لايجاد حلول ملائمة «  يتطلب تدخل قوات وطنية أخرى ومشاركتها مشاركة فعلية في تصريف شؤون الامة … » [22]

 

4- ظروف  نشأة منظمات اليسار الجديد في تونس :

 

            ساهمت جملة من العوامل الاساسية قطريا وعربيا ودوليا في ظهور تيارات يسارية تنتقد الحزب الشيوعي التونسي وتصفه بالتحريفية لطبيعة الاخطاء القاتلة التي ارتكبتها قيادته التاريخية ولعجزه عن تلبية مطالب الجماهير من فلاحين وطلاب وعمال وفي بناء حزب بروليتاري ،اما اهم تلك العوامل فهي :

 

1.     دوليا : ولادة حركات ماوية ( نسبة الى ماوتسي تونغ في الصين ) وتروتسكية ( نسبة الى تروتسكي ) والتي اعتبرت الاحزاب الشيوعية الكلاسيكية أحزابا تحريفية بل وانتهجت خط العداء للبلدان الاشتراكية ككل وخاصة الاتحاد السوفياتي والذي وصفته هذه الحركات بالدولة الامبريالية ….

2.     عربيا : حالة اليأس في جميع الاقطار العربية بعد انفصال الوحدة المصرية السورية وبداية ظهور التفوق الاسرائيلي وعجز الانظمة العربية عن حماية الاراضي العربية وفشل مشاريع النهضة …….

3.     قطريا :  

أ‌-       هيمنة الحزب الواحد فكرا وممارسة :  ففي سنة 1962 تم التفطن الى المحاولة الانقلابية التي كان سينفذها مجموعة من العسكريين والمدنيين من اليوسفيين والطلبة الزيتونيين ضد بورقيبة واركان حكمه مما جعل بورقيبة يلغي التعددية السياسية القائمة على علتها وحظر الحزب الشيوعي تباعا بوصفه عمليا الحزب المعارض العلني الوحيد.

ب‌-  تدجين المنظمات : اضافة الى مصادرة الصحف والدورات ذات النفس المعارض والمستقل تم تدجين المنظمات والجمعيات عبر الحاقها بالحزب الحاكم ( اتحاد الطلبة – اتحاد الشغل – اتحاد الاعراف …) .

 

           كل هذه العوامل وبدرجات متفاوتة ساهمت في جنوح الشباب الجامعي واساسا في فرنسا في التاثر بالافكار الماوية والتروتسكية والايمان بـــــــ  » الثورة البروليتارية العاجلة  » والايمان بمحاولة ايجاد جملة من المسائل من اجل التحرر وايجاد فضاءات للحرية والعدالة ….

 

   5- تجربة آفاق :

 

        بناء على تلك الظروف في بداية الستينات وذلك الحماس الشبابي وعامل الايديولوجيا في تلك الفترة قام عديد الطلاب والباحثين والاساتذة الجامعيين والرافضين لسياسة الحزب الشيوعي وغيره من المنظمات والاحزاب ( حركة الاشتراكيين العرب – مجموعة كفاح التروتسكية ….) بتكوين  » تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس  » والذي عرف بالتسمية المختصرة : آفاق والذي تم بعثه تنظيميا في باريس صيف سنة 1963 من اجل هدف اولي هو الاهتمام ببعض القطاعات الجوهرية التي تهم مستقبل تونس واعداد الدراسات الضرورية [23] لفتح افاق ارحب للبلد وهو ما تجسم في اصدار مجلة باسم  » آفاق تونسية  » والتي كان شعارها  » من اجل تونس افضل  » والعمل على التصدي لسياسات النظام البورقيبي الدكتاتورية المنهكة للحريات العامة ومحاولة توحيد القوى اليسارية التونسية .

عمليا ساهمت افاق في خوض نضال كبير طيلة فترة الستينات في مواجهة احتكار الحزب الحاكم للحياة السياسية مما حدا بالحزب الى تغيير اسمه  » الحزب الاشتراكي الدستوري  » في مؤتمر المصير سنة 1964 وهي نفس السنة التي تحولت فيها آفاق الى تنظيم سياسي سري اقرب الى الحزب والانتقال من باريس الى تونس بعد اللقاء-المؤتمر بمنطقة الشراحل بالمنستير حيث تبين للمجتمعين ضرورة التخلي على الهيكلة الافقية واعتماد الهيكلة الحزبية على حد عبارة الباحث عبد الجليل بوقرة ومن ثم تعددت انشطة آفاق :

§

        تكوين جملة من الفروع داخل البلاد( قفصة– صفاقس……)

§

        المشاركة في الهيئات النقابية والطلابية وفي الملتقيات الفكرية (مؤتمر الاشتراكية في العالم العربي، ندوة بورصة العمل حول سياسة التعاضد)

§

        المبادرة في خلق مناخ فكري وتنشيطه وتطوير الصراع الايديولوجي ايجاد صحافة معارضة في فترة الستينات. 

§

        المساهمة في مساندة قضايا التحرر في العالم ( المساهمة في بعث  » لجنة فيتنام السرية  » – القيام بمسيرة ضد زيارة وزير خارجية  فيتنام الجنوبية الى تونس….). 

 

لكن رغم كل ذلك فان جملة من العوامل ساهمت في اندثار حركة آفاق بمجرد قيام اول محاكمة لها واهما حسب مؤسسيها :

أ‌-                         شراسة القمع الذي تعرضت له الحركة فقد كانت مواجهة غير متكافئة وقمعا لا يطاق تميز بالتعذيب والاحكام الجائرة والمضخمة …( خمسة من افراد التنظيم كانوا مهددين بحكم الاعدام ….) كل ذلك يبرو ان قوة الضربة التي وجهتها السلطة كانت اقوى بكثير من حجم الحركة ….

ب‌-                    أن المجتمع التونسي غير مستعد للصراعات الراديكالية فالمجتمع التونسي يعيش منذ فترة طويلة من تاريخه في رقعة جغرافية صغيرة ومسطحة لا مكان فيها للاحتماء بالجبال والادغال ولا مكان فيها للتناقضات الاساسية او العرقية … .[24]

 

6- منظمة العامل التونسي :

 

           تاثرا بالحركات اليسارية الماوية والتروتسكية في أروبا ونتيجة للصراع بين الصين والاتحاد السوفياتي قطبا المعسكر الشرقي في نهاية الستينات وبناء على التوق الى التغيير الجذري والثوري الذي كان يحن اليه طلاب تونس انذاك طموحا في التخلص من نظام الحزب الواحد استجاب عدد من كوادر افاق ممن لم يوافقوا على مضمون الكراس الاصفر حول القضية اللفلسطيسنية ، الى تاسيس « العامل التونسي » أي تطابقا مع اسم المجلة المعوضة لنشرة « آفاق » والتي اصبحت تحرر باللهجة المحلية التونسية . 

           ورغم اتفاق قادة العامل التونسي على الموقف من النظام فان المنظمة ظلت متلقنة لاطروحات المدارس الفكرية العالمية من دون الحسم في التناقضات الفكرية والسياسية التي كانت قائمة في تجربة آفاق مما أوجد بالضرورة جملة من الصراعات الداخلية .

          أما نشاط المنظمة فقد تركز في النقابات ( اتحادات جهوية – قطاعات  ..) والساحة الجامعية سوى في تونس او فرنسا ومن ثم نجحت المنظمة  » في بلورة اتجاه نقابي ديمقراطي عميق الجذور في صلب الحركة الطلابية التونسية وفي قاعدة الحركة النقابية العمالية الامر الذي كان له تاثير مباشر على تجذر النضال الديمقراطي في الجامعة التونسية في صفوف الطلبة الذين قاموا بانتفضة عارمة في 05/02/1972 رفعت شعارات معادية للنظام وجسدت القطيعة بينه وبين الحركة الطلابية واسهمت اسهاما فعليا في مقاومة الممارسات القمعية للحزب الحاكم الى درجة ان الجامعة التونسية اصبحت معقلا حقيقيا لليسار الجديد …. « 

[25] 

ورغم ذلك سرعان ما دب التفتت والانقسام داخل المنظمة بداية من سنة 1974 وما بعدها ولعل العامل الذي سرع ذلك التشضي هو عدم التجانس الايديلوجي وبالتالي السياسي مما ولد عجزا عن تشكيل قوة طليعية راديكالية قادرة على رفع تحديات عدة :

أ‌-       تحديد طبيعة علاقات الانتاج السائدة في تونس ( شبه إقطاعية شبه رأسمالية – رأسمالية مهيمن عليها ….)

ب‌-  الموقف من النظام بعد بروز جملة من الصراعات داخل الحزب الحاكم وترتبات مؤتمره في 1971  .

ت‌-  الموقف من المسألة القومية وحقيقة انتماء تونس للامة العربية او في كونها تمثل « أمة تونسية » مستقلة بذاتها والموقف من القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني .

ث‌-  الموقف من الصراعات داخل المعسكر ااشتراكي ( الموقف من نظرية العوالم الثلاث الصينية ، الموقف من فكر ماوتسي تونغ …. )  

 

وفي ظل عدم قدرة القيادة المسيرة للمنظمة بالتعامل مع الواقع التونسي والديناميكية السياسية ونتيجة لخضوعها شبه الكلي لتأثيرت المدارس الفكرية العالمية فضلا عن القمع الممنهج والإعتقالات المتوصلة والمحاكمات الدورية وتقييمات السجون وآثارها كل ذلك جعل المنظمة عرضة للإنشقاقات بسبب وجود عدة اتجاهات هي :

                                I.الاتجاه الاول : قدماء آفاق ومؤسسي المنظمة ويرون ان تونس بلد رأسمالي وان الثورة ستكون اشتراكية ضرورة في بلد يتبع العالم الثالث وان العامية هي اداة الاتصال مع الجماهير ، يقود هذا الاتجاه جلبار النقاش ( فرنكفوني الثقافة ، يهودي الاصل …) وبالتالي لابد من التخلي على الماركسية الينينية باعتبارها تؤدي حتما الى الديكتتاتورية والعنف والتسلط ….

                              II.الاتجاه الثاني : وهم المنتمون اساسا للمنظمة بعد 1970 ويرون النظان التونسي بالكمبرادوري وتابع سياسيا وان طبيعة الثورة المقبلة هي ثورة وطنية ديمقراطية كمرحلة ضرورية للانتقال الى الثورة الاشتراكية كما يؤمنون بوجود أمة عربية وان تونس كبلد عربي اولا ويتنمي للعالم الثالث ثانيا وان اللغة العربية هي اللغة الصالحة لتكون لغة ادبيات العامل التونسي وصحافتها في الاتصال مع الجماهير ، لكن لطبيعة الانشقاقت داخل هذا الاتجاه مهدت في بعد الى التفتت الى أجزاء عدة :

§

  العامل التونسي – الخط السائد : وهو التيار الذي تبنى النظرية الماركسية اللينينية وفكر ماوتسي تونغ في التنظيم بعد عملية التصحيح التي شهدتها المنظمة في مطلع السبعينات حيث رفع هذا التيار شعار  » حرب الشعب طويلة الامد » كاسلوب لاسقاط النظام التونسي واعتبر سياسة الانفتاح التي يمارسها ليست اكثر من سياسة إجهاض للنضال الديمقراطي الوطني ، كما تبنى هذا الخط « الخط الالباني  » للوصول للاشتراكية بدلا من الخط الماوي التقليدي ومن ابرز عناصره السيد أحمد نجيب الشابي ….

§

   العامل التونسي – الخط الثوري : تتفق مع الخط السائد حول الموقف من الطبيعة الاجتماعية للسلطة القائمة بتونس وتتفق مع مجموعة 77 في تبني  » نظرية العوالم الثلاث…..

§

  العامل التونسي –مجموعة 77 : أكد انه يتبنى نظرية العوالم الثلاثة الصينية ، التي تقر بان العالم يتكون من « الامبريالية الاشتراكية السوفياتية ، والامبريالية الاميريكية  » والعالم الثاني يتكون من دول اروبا الغربية والعالم الثالث هو بقية البلدان التي تتماثل ، كما يرى هذا الخط ان السلطة هي ممثل للطبقة البورجوازية الوطنية ورأى انها طبقة غير متجانسة وتشقها عدة تناقضات … ومن ابرز عناصر هذه المجموعة المقيمين بباريس ، عبدالوهاب المجدوب وابراهيم رزق الله ومحمد الصدام ……

      ولم تتوقف هذه الانقسمات  حتى اختفت هذه الاشكال في بداية الثمانينات وبذلك اندثر جل ورثاء آفاق بعد أن حاولوا تواصل التجربة عبر جملة من التغييرات اهمها تغيير الاسم والشعارات مع مواصلة نفس الأساليب والنتائج….وارتكاب جملة من الاخطاء الاستراتيجية….( انظر فقرة العامل التونسي في الثمانينات ….)

 

         ورغم ذلك  فقد لعبت العامل التونسي دورا كبيرا في نشر وعي نضالي حتى عند غير مناصريها استفادت منه حتى الحركة الاسلامية التونسية الناشئة أنذاك بل وساهمت المنظمة في نشر كتابات فكرية وسياسية خارج الاطار الثقافي المائع لحزب الدستور في ظل العهد البورقيبي في آواخر السبعينات بل وتصدت لسياساته اللاشعبية بل وفي ظروف احلك فترات القمع حيث السجون والمعتقلات والهرسلة الممنهجة مما فتح امام الجماهير طريق النضال ضد الدكتاتورية البورقيبيية وتسلط الحزب الحاكم …..

 

* كاتب وباحث تونسي


[17]  الحزب الشيوعي التونسي ، كراس  »  موجز تاريخ الحزب ، اهدافه ، تنظيمه  » ، منشورات الحزب – تونس 1982 ص 9 .

[18]    » الحزب ، المدرسة الاساسية ، الدرس الثالث : الشيوعيون والامة  » ، ص 20-21 – نقلا عن توفيق المديني  » المعارضة التونسية نشأتها وتطورها  » ، ص 61 ، ( منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2001 ) .

[19]  وهو ما حاول حرمل تبريره وتفسيره ( الاخطاء والمراجعة النقدية )  ( تصريح حرمل لمجلة النهج العدد 5 اوت 1984 )

[20]  [20]  من تقرير المؤتمر الخامس  للحزب الشيوعي التونسي ص 27-28 . 

 

  [21]     من تقرير المؤتمر السادس للحزب الشيوعي التونسي ص 27. 

 

[22]    من تقرير المؤتمر السابع للحزب الشيوعي التونسي ص 17-18 . 

[23]  د عبد الجليل بوقرة ،  » حركة آفاق : من تاريخ اليسار التونسي  »

[24]  مجلة حقائق عدد 657 من 09/07/1998 الى 15/07/1998 .

[25]  توفيق المديني ،  » المعارضة التونسية : نشأتها وتطورها  » ، مصدر سابق ، ص 108 . 


 

هل يمكن المراهنة على النظام الحالي للإصلاح؟وهل بقيت فيه ولديه أدنى عوامل الدّفع؟ أين خطأ اللّوبي اليهودي المتواجد تحديدا في كل من  باريس ووشنطن؟ هل بدا التاريخ الجديد عالميا مع11سبتمبر ويوم شاركت وفازت حماس؟نجحت دبلوماسية بوش أو فشلت؟أو الاحرى الحرية تتقدم؟

حسين المحمدي تونس   …مات الدولة الأمنية المخابراتية…وصناعاتها اللّئيمة…ولدت الحرية…عقل صنع بالأمس علاقات أوروبية جديدة مع انهيار الحائط الطبيعي والايديولجي…ذات المنطق والعقل يصنع الحرية ويفسح المجال أمام الذكاء الإنساني…إنها الدكتورة رايس…أنها خلية نحل في الخارجية ..إنها مراكز دراسات…ومنتخبين….في كلمة أمريكا الجديدة من اجل عالم جديد….عالم فيه الإسلامي يريد النهوض..الشيوعي يريداسترجاع المكانة…الفساد يريد قتل الجديد….الكل هنا… المشكلةلا تكمن في التواجدأوالاختيار…بل في القدرة على الفعل….اخترنا طريقنا يوم تحالف الكل لقتل الرجل القوي…اليوم ذات اللّئيم يعود…مرحبا بك في مزرعة الذكاء…

في تونس فريق حاكم موغل في صناعة الارهاب…نباح؟حتى يطلب منه الطرف الاخر السكوت؟ او فريق يورط رئيسه او شقامنه لحسابات لئيمة لا دخل لتونس فيها؟أو خدمة لفرنسا بالوكالة؟ما لا تقوله فرنسا في اليهود والأمريكان يقوله فريق تونس؟

.الفريق الحالي الحاكم في تونس مع معارضته في الداخل وفي الخارج والعامل بذهنية الفساد والإفساد والتكتل العربي على هذاالأساس المدعوم من بعض الشخصيات اليهودية فعل ويفعل المستحيل قتلا للحرية وكل عوامل التغيير المدني السلمي الديمقراطي. .هذاالقتل المدني يكون من ذات الشخص المتحدث عن …أن السلام العالمي لا يكون إلا بالحوار والتسامح والتفاهم؟ .وهوامرفي غايةالخطورة والاستبلاه والاستغفال للحليف اليهودي ذاته.الفريق الحاكم في تونس المتزلّف لليهوداعد خطابا لبن علي يوم الاثنين 29جانفي2006 جاء فيه على وجه الخصوص… ..الحوارمع الغيرضرورةلا محيدعنها لبناء جسورالثقة بين البشر…أن لا وجودلأجناس راقية واجناس متخلفة لان الرقي والتخلف نسبيان ظرفيان تتحكم فيهما عوامل تاريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية… .هناالكتابة ذهن صاحبها معلن.وهومبتدئ في الفكروالسياسةالدوليةاليوم.مسئول عيّن في المسئولة لأنه من أصدقاء اليهودومن العاملين للسلام وقلم يحرك المشاعرالعدوانية ويوقظ الأحقاد والآلام. .الخطاب حرره الفريق الحاكم في تونس المغازل لليهود والعامل على أن تكون لهم حاجة مستقبلية معه تحديدا وبه تخصيصا.والحال أن هذاالكلام جاء بعدرحيل عرفات وهزيمة فتح؟ يعني ورقةالقدومي صارت لاغيةعلى غرارورقةالفسادوالافسادوالمتاجرة بالحركات الاسلامية. .الخطاب جاء يومين فقط بعد انتصارحماس.والإكثارهنا من الكلام عن الحواروالتفاهم وتساوي الأعراق والأجناس والديانات…هو وضع لكل المصائب على الجانب الإسرائيلي.وليس على حماس.أو على طرفين.وهنا لؤم مفضوح وصارخ من فريق يبحث عن قشة اليهود التي ستنقذه من عجزه وتجاوزه حدود الأخلاق والمنطق.فريق يقمع في تونس.ويعرض خدماته على اليهود؟ هوتدميرلإرادة التقدم فلسطينيااسرائلياوجعل المنطقةالعربيةعامةحبيسة ذهن البيع والشراء وأنظمةمعزولة من هناشعبيا وجماهيراواسعةتزدادهيجاناعلى اليهود فتتغذى الحركات الاسلامية ليكون هناك في اقل من خمس سنوات تيارات إسلامية عارمة.اي استنساخ ما شابه حماس. .هنااللوبي اليهودي عبرالعالم.محتم عليه أن يتواجد خلال الخمس سنوات القادمة أمام حماسات عبر تقريبا جل الدول العربية.وليس حماسا واحدة. دليلي البسيط في هذاالنشوةالتي صارت عليهاالحركات.والأريحيةالتي صاربها يتخاطب الفريق الحاكم هناوهناك على غرارفريق تونس.هاهي حماس هناك سوف نصبح حاجة ولو مؤقتة.وهكذا التغييرهنا في تونس يمكن أن يتأجل.أمريكاوإسرائيل منشغلتان بحزب الله وحماس وإيران.لا فائدة من الاستعجال.وسوف ندخل على خط اليهود للقيام بمسرحيةهنا وأخرى هناك.المهم عدم المساس بنا كفريق.وبما يقوم عليه الفريق من فساد وتحريك وتدوير هذا وذاك.وجعل الرجال مسخرة.. .هناضغطناعلى النظام جعله يفقدالصواب ويفضح نفسه عبرخطبه.وفضح فرنسااعتباراوان الفريق صار يتحدى اللوبي اليهودي ذاته وامريكا تحداها من زمان. .وشخي البسيط.رجل عملي.اختبرت درجةارتماء الفريق الحاكم في أيدي فرنسا من خلال عرض أمام العالم مناهج تونس التربويةوتحريضهاعلى الارهاب وصدام الحضارات واعلان دينا على آخر.فجاء كلام رئيس دولة تونس بعد يومين من صدور مقالي عبر تونس نيوز مكرراالماضي ومتمسّكا بان …لا وجود لحضارات علياوحضارات سفلى ولا ثقافات خصبة وثقافات عقيمة لان جميع الحضارات والثقافات مهما تعددت فضائلها وتألقت إبداعاتها… ويقوم التاريخ شاهدا قويا على أن جميع أبشع الجرائم التي ارتكبت في حق الإنسانية قد استندت في معظمها إلى نزعة التفوق العرقي والحضاري…وتجاهلت أن البشر يولدون أحرارا متساوين مهما كانت ألوانهم زاعراقهم وأديانهم….(من الخطاب).وهذا خطاب شيراك…وبن ضياء عاد من فرنسا قبل 4ايّام؟بل مباشرة اثر تعليق إضراب جماعة 18اكتوبر ذهب الجمع الى فرنسا؟وليس الى داخل تونس.وعلمت أن هناك سعيا لتأجيل أي تغيير في تونس؟لان تغيير اليوم لصالح بوش؟ وهنادون التعمق كثيرا في تحليل ذهنية صاحب القلم وليس من قرأ.فهو قومي عروبي.له شقيق من زعماء البعث وان وضعوه في باريس وادخلوه الحزب الحاكم منذ 5سنوات تقريباإلى جانب مدالجسورمع يساريين في فرنساعلى رأسهم كمال الجندوبي وثلاثة أسماء أخرى لها انتماءات جهوية.وكل هذاالإخطبوط يعيش باليهود في فرنساوهوالذابح لهم ميدانا.وليس عبر مقالات صحفية بل عبرالمناهج أي الأجيال الحاليةوالمقبلةوالخطب الرسمية.أي الخط العام للدولة. .قلت من كتب الخطب.غاطس إلى العنق في المال والعقارات ومتحالف مع من يكفر باليهود كحضارة .وهذا كلامه يمكن إدخاله المخبر وتحليله.وليس افتراضات.أما في خصوص الأمريكان فالأمر اخطر مما يتصوره العقل.ومن هنا قلت فرنسا.لان الجماعةارتمت وترتمي هناك.ولا اظن اللوبي اليهودي مغفلا إلى حدأن يستبلهه  في تونس  من هوغارق في الفساد وله فكرعروبي متخلف وكره لجنس اليهودي نفسه.خطب عياض الودرني والكتلة التي استنجبته توجّهاتها عروبي متخلفة جدا.ومتحالفة مع نسيج بن ضياء الفرنسي.والرجال تخطب عن الوطنية والسيادة… .من يكتب خطب رئيس دولة تونس كان وزيرا للتربية.وبن ضياء الأمرالناهي كان أمينا عاما للحزب وهو اليوم داخل القصرالمتابع الكبيرلتنفيذ برنامج بنعلي.ومحمودالمهيري المستشار الجديدوحامدالقروي الحزب الحاكم ووزير التربية الحالي من استنجاب بن ضياء.والرويسي العقل المدبرللغنوشي والمخطط الرئيس ل7نوفمبر جديد خاصة مع ذهابه الى فرنسا واستنادا الى علاقات مع اليهود؟وكان وزيرا للتربية وفي وقته جاء ما هو تعيس على اليهود.بل كل صداقات الرويسي هي عروبية وإسلامية مرتدة.والغرفة الثانية والبرلمان والبلديات تحكي هذا.بل ترهيب بنعلي نفسه -ربما-عبر فرنسا واللوبي اليهودي؟هل رفع اللوبي اليهودي يديه أن كان فعلا ما يروجه الفريق الحاكم صحيحا.بن ضياء كان هناك؟الفريق الحاكم الطاغي هو من وضع البرامج التربوية وهو من وضع خارطة فلسطين لتلاميذ الأساسي دون إشارة واحدة لإسرائيل.ذكر حدودها الرقعة الجغرافية من الشمال والبحر الجنوب الشرقي والجنوب الغربي ومن أسفل وضع تحت الخارطة كلها…فلسطين…ويلخص الدرس فلسطين في كونها قضية تحرر وطني ويتم الاستشهاد هنا بفقرة من بروتوكول الإسكندرية وأخرى من قرار الجامعة العربية رقم3462بتاريخ1976 وأخرى من القرار رقم32-4لسنة1977هذا في خصوص الفقرةأ؟ أمّا الفقرة الثانية-ب-فكان عنوانها الانتفاضة.وتتضمن حرفيا… ..وصاغت الإرادة الوطنية إطارها السياسي منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني باعتراف المجتمع الدولي ممثلا بهيئة الأمم المتحدة..وعلى قاعدة الشرعية الدولية قادت منظمة التحرير الفلسطينية معارك شعبها.. أن الانتفاضة الشعبية الكبرى..في الأرض المحتلة مع الصمود الأسطوري في المخيمات داخل وخارج الوطن قد…حاصرت العقليةالإسرائيليةالرّسمية-التي أدمنت الارهاب في نفيها وجود الشعب الفلسطيني…وأكدت حقوقه الثابتة…من وثيقةإعلان استقلال الدولةالفلسطينية..أصدرها المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر1988 الفقرة الثالثة-ج-من خطاب رئيس منظمة التحرير في واشنطن بتاريخ13سبتمبر1993 حول اوسلو. .هذا هو فريق تونس.من خلال مناهجه التربوية.وهذا جزء.وهذا هو خطاب رئيس الفريق.كيف يمكن لكبير الأحبار ولغيره دعم هكذا ذهنيات؟واين الهيئات الدولية ذات العلاقة بمحاربة هذه الصناعات للإرهاب والحقد؟ .هذه الأيام صحيفة الشروق التونسيةالمدلّلةمن النظام على غرارالإعلان والحدث والصريح و.. كتبت في الظاهر مقالا حول احمد بنور تذكيرا بما وقع في حمام الشط وموت عاطف بسيسو وابوجهاد…والبحث عن التعويضات…والموضوع قبل أن تكتب عنه الشروق باملاءات وتوجيهات فيها الظاهر القليل والباطن الكبير جدا؟والفريق الحاكم وراءها.وليس الهدف منها احمد بنور.بنور خرج من قاموس يقلقهم.هم يذكرون اليهود بشئ ما على غرار لوبانة الدم الملوث ذات سنة مع الاشتراكيين في فرنسا؟وتذكير لداخلي لشخص حتى يشعرونه يقوة الجماعة.وهي أمية سياسية إضافية.ومن هنا عرض على شخصي الكريم رجال الخارج تكوين جمعية أو حزبا؟ حتى تم محاصرتي ومعرفة من أنا؟عمل مخابراتي من ذهن فاسد.وجب أن يكون الكل تحت رحمة التعيس والفاسد وعينه.ونحن من عرّى ويعرّي هذا التعيس اللّئيم.نفس اللعبة وقعت مع مورو….فقنا بيك …هات غيرها… كل تحركات الفريق الحاكم الغاطس الى وراء الاذنين في الفساد.تجرم أمريكا واليهود وفي تحد؟ ما لا يقوله شيراك يقوله فريق تونس؟كبير الأحبار في فرنسا زار تونس وقال كلاما جميلا في رجال العجز والفساد والإجرام… يمكنه أن يتوجه الى الكتاب ويطلع على مضمون المادة والخارطة وهي مرت على الرويسي الذي كان سهل له ذات يوم عدة المداخل والودرني وبن ضياء والقروي والغنوشي والمخابرات التونسية والحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وحلفاء اليهود في باريس ومتلقي الدعم والمال هناك وهنا في تونس. البرامج التربوية في خصوص اليهود والأمريكان والفرنسيين والانقليز تحيل الى ذهنية من يحكم في تونس.في تركيا كلاما جميلا.بالمثل في الصين.عفوا يوم الثلاثاء31جانفي2006جاء في الشروق انه تمّ الحكم في قضية توريد1500سيارة من الصين؟

كتبنا يوم24جانفي2006حول لؤم فريق تونس مع الأمريكان ضمن المناهج التربوية فجاء خطاب رئيس الفريق ليوم30جانفي2006اجابةحرفيةعلى ما كتبت وإصراراعلى لؤم الأمريكي؟وتوريطا جديدا للرجل شخصيا؟

.خطاب بن علي ليوم الاثنين 30جانفي2006هو إجابة حرفية على فقرة وردت في مقال لي عبر تونس نيوزبعنوان… الفاسد لا ينظر الى المستقبل لا يعنيه..

الفقرة نريدها حرفيا من جديد..

..عين السائح غير عين المقيم’حتى في أمريكا’فبعد بضعة اشهر من إقامتك في إحدى مدنها أو أريافها تبدأ لتكتشف عيوبها وبشاعتها..فمسيح أمريكا أتعس مسيح في العالم’بل ابعد مسيح عن المسيح في التاريخ والجغرافية.لم يبق مسيح أمريكا سيرة إلهية أو حتى مثالا إنسانيا متالّها’صار علامة من العلامات التجارية التي يسوّق لها على الشاشة الصّغيرة بين ألف كنيسة وكنيسة أو قل ألف متجر وآخر. وكما ترتكب جميع الخطايا باسم المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية’كذلك ترتكب جميع الآثام باسم الديمقراطية والحرّية.أنت حرّا أخلاقيا حتى الوقوع في اللاأخلاق ’وحرّ جنسيا حتى التقاط مرض الإيدز’وحرا اجتماعيا حتى السقوط في أخطار المخدرات المميتة’ولذلك في المقابل لست كائنا سياسيا حرا إذ لا يمكنك أن تدين الحرب في زمن الحرب. الأمريكيون الجدد’أبناء جيل لا يعرف معنى العائلة وتضامنها’مفكّكون مبعثرون بين أم ثانية أو أب ثان أو إخوة وأخوات من أم أخرى ومن أب آخر.هذا التفتّت داخل العائلة الاميركية الواحدة يحمل في طياتها بذار التقهقر لأمريكا من حيث تدري أو لا تدري…

الإجابة الحرفية من خلال الخطاب الرئاسي

.شخصي قال أن الدولةهي عبرهذاوغيره تصنع الارهاب.والفريق قال في إصرارلا مثيل وتحدّ صارخ جدا؟من أين لهم هذاوهم الغارقون في الفسادوالإجرام والتزويروالتدليس في كل جوانب الحياة؟والمتمسّحين على أعتاب اليهود؟هل كما يقال بعد عودة بن ضياء من فرنساهناك تطمينات فرنسية بعدم جعل الفريق يغرق؟وهل صحيح أن هناك عهداعربيا بين كل الرؤساء على عدم ترك ولوواحدا يسقط؟بل ما يقال بنعلي تحت رحمة الفريق وليس العكس؟فاسد وباندي؟بماذا؟سنرى… .لا توجدحضارات علياوحضارات سفلى.ولا ثقافات خصبة وثقافات عقيمة؟ من يقول هذا؟من علق الحركات الاسلامية؟ومزقها؟من زور ويزوّر؟من أين لهم الرجولة؟وحركةالنهضةمع الفساداليوم؟ ومع فريق البؤس…؟هو من الخطاب الرّسمي..

..يقوم التاريخ البشري شاهدا على أن أبشع الجرائم التي ارتكبت في معظمها قد استندت الى نزعة التفوق العرقي و…وتجاهلت أن البشر يولدون أحرارا متساوين…ولا بد من الإقرار بان حوارنا في الوقت الراهن وان كان ضروريا(يعني الفريق الحاكم يستعدلرجولةقادمة وهويتكتك اليوم مع اليهود ومع الأمريكان حتى تمرالعاصفة.وعندماتحضرالقوةيمرالى سرعة بن لادن؟الجاهل يفعل بنفسه مالا يفعله به عدوه)فهو حوارغير متكافئ.لان صورة العرب والمسلمين(فريق تونس يتحدث عن العرب والمسلمين؟)اليوم في العالم تأثرت كثيرا بفهم خاطئ لحضارتهم وتقافتهم ودينهم.افرزعدة تصرفات ومواقف تصدم مشاعرهم.وقد تغذى هذاالفهم الخاطئ في أكثرالأحيان بسلوك متطرف وعنيف من بعض الجماعات والتيارات المحسوبة داخل مجتمعاتنا على ديننا الإسلامي الحنيف القويم.وهو منها براء؟

هذا خطاب رئاسي إجابة على قولي عبر مناهجهم انتم من صنع ويصنع الإرهاب.إصرار ما سبق الترصد على أن بوش وأمريكا مجرمون ونحن طيبون.وعقلاء.وأصحاب فضل؟أمريكا هي الشر ومعها اليهود؟قوة غريبة من رجال من افسد ما يكون؟هل الكنغرس على علم بهذا؟ .بل ذهب الخطاب الى ابعد من هذا بان قال الرجل القومي وصاحب الأملاك والمراكنات والمحتمي بنسيج لئيم يخافه بن علي ذاته-نحن لا نخافه وقلت في اقل من ثلاثة اشهر يراه العالم من هوهذاالفريق؟ومن يحميه؟ولماذا؟…ولكي يكون حوارنامع الأطراف المؤثرة في العالم متوازنا ومجديا يجب أن تساهم معناهذه الأطراف في تعزيزالمؤسسات الأمميةوتفعيل دورها يعني أن لا نبقى تحت رحمة بوش؟قوةعجيبةمن فاسدين ومفسدين وموغلين في الإجرام والخبث؟ -نحن هناونصحت القنزوعي ولكنه يواصل مسرحية نضحك عليها ونقول له بالوضوح فريق فرنسالا يخيف ولسناتحت رحمتها-وسنتركه يتقدم وسترى عندمايكون هذاوذاك عاجزا عن مساندة الفريق؟من غطس في المال لن يحكم تونس من جديد.ومن هو ملوّث في الفساد وتنتظره احكاماو….الأفضل أن يسكت…نحن لاأحزاب لديناولا لم نتلقى مالا ولاهدايا ولا عطايا…. من بيته من زجاج من المفيد له أن يسكت…ومن يهيّج على بوش ليفعلها مباشرة أن كان رجلا.. .هذاهو خطاب الفريق الحاكم.ورأيه في الإرهاب؟الم يبرر وجوده بمحاربة الإرهاب؟والحركات الإسلامية؟هاهواليوم

يضع الإرهاب في الحضارات التي ترى نفسهامتفوقة؟وفي

بوش تحديدا؟ واليهود؟لقد قال الظواهري قبل خطابه الأخير نحن أحرار ومتساوون.واطلب الرجوع الى كلام بن لادن والظواهري الأخيرين تحديدا؟اللهم إلا إذا كان بن ضياء والفريق الحاكم برمته بامكانهم اللعب مع حماس كمالعبوامع عرفات؟فاستلفواخطابادينياشوفينيا؟ويطرحون أنفسهم عبرهذا اللؤم كعناصر يمكن الاعتماد عليها لترويض حماس؟لا اظن هذا ممكنا.الفاسدوالكذاب والمتحول من زعيم في محاربة الإرهاب وفي الصحيح صناعته الى وضع الحمل على الغير وهو الذي يعيش بفضله؟أين تكمن حاجة فرنسا لهذا الفريق؟الم يقل شيراك ومبارك منذ مدة قليلة جدا أن انتخابات جدية تسمح لإسلاميين بالفوز…بماذا سيدخل اليمين الفرنسي انتخاباته المقبلة؟والله بوش لاحقا عبر أفعاله سيصنع رئيسا فرنسيا وفي غيرها..انه كبير جدا. .في الساسة والفكر الرجل يعيش في الوضوح وفي الدولة الأمنية المخابراتية.الرجل تعيش من يوم لاخر.كل يوم كذبة.ورعبا لا مثيل له.الفريق الأمني اللبناني أتقن لعبة وسقط.أرى نفس الشيء سيحدث في تونس في وقت قريب جدا.وهنا كل شخص داخل الداخلية وغيرها يطرح على نفسه سؤالا واحدا….من هم رجال الفريق؟وهل يمكن لقرد أن يضحّي من اجلهم؟ مع الانترنت والفضائيات والهاتف النقال وسرعة الاتصالات والمواصلات تكسرت الحواجز. وصارالكذاب عارياويزداديوميااحتقاراولؤما.هو يكذب من هنا وأنت تجاهره بكذبه.وعوض أن يقلع عن الكذب يمضي الى الأمام وهو ما سيزيده شرا وبؤسا.ومن هنا كل حين يزداد الخوف وهنا تكثر عوامل التغيير.أو لنقل الفرز دوليا بين الشر والإجرام والعمل بمنطق العصابة وبين الفكر الحر والمتحرر.هل نجح حكم عصابة؟وكيف تتعرّى العصابة؟شخصيا سخّرت لها ما بقي لي من العمر.وبن علي يخافها.وشخصي البسيط سيحملها شكا واحدا الى القضاء الدولي.

نقلنا الخوف الى موقع العصابة.وعرّينا من يملي عليها الخطاب الثأري.

.في ظرف وجيز جدا.ونحن المحاصرون بشكل لا مثيل له جعل الحلبة يكون داخلها نوعان فقط.واحد لئيم يربح الوقت ويراهن على تكسير معنويات الطرف الاخر وجذبه الى حضيرته وفق شروطه خاصة وان الطرف الاخر ذكي جدا واكتفى لحد الآن بمحاربتهم بخبثهم وبما هو بسيط وصغير جدا ولم يستعن… الاخريدرك ألاعيب الطرف المقابل.بل هو من يتحكم فيها.ويضحك عليها من الداخل لانها بالية وقديمة.أراد أن يقول للفريق لعبتك لئيمة وعارية لأنه ببساطة لم يعد بمستطاعك التخلي عن الفساد والإفساد الشؤم وان اليهود والأمريكان وغيرهم لم تعد تنطلي عليهم الحيل.بل كشفت الذهنية  الحقيقية.ولكن الناس لا يعملون بالصدمة وبحكة الرأس.وأمس ابيض واليوم اسودولهم عقل كبير جدا.ينظرون الى البعيد….واللئيم سيقتله لؤمه…السلام والحوار والتحالف…لا يمكن أن يتصوّره ولا أن يصلح له وفيه الفاسد والعنصري.من هو مكبلا بالمال واملاك الأجانب ومن ملك أرضا هنا وأخرى هناك و…..لا يهمه الاسرائيلي والفلسطيني….بل حتى لو غطاهم فرعون..الفاسد همه الوحيد قتل أولادالبلد وطمس الحرية.فريق يحكم بانتخابات منعدمة ويتحدث عن الأخلاق والرجولة والتحالف.فريق مجرم ويهدد به.ويتحدث عن التحالف.اللهم فاسد مع فاسد يعطي للعالم عصابة أشرار ولصوص.العصابة الخناق ضاق ويضيق عليها.وليس العكس. .التحالف يكون بين متناظرين..بين ديمقراطيتين.هل يمكن أن تتحالف تونس بفريقها الحالي ومعارضتها في باريس مع اليهود تحالفات استراتيجية؟أي لزمن طويل؟وهي تفكر باليوم؟ وتخاف الحرية؟

التاريخ الجديد للعالم

.بوش واليهود عبر العالم لهم رؤيتهم للعالم.نختلف أو نتفق.هذا فيه نظر وجدال.أما أن أكون  على هذه الشاكلة من التعاسة وأتحدث عن التحالف؟فانا هنا مجرم بامتياز.كذبة ماتت. .لهذاقلناماتت الحاجةدولياالى التزويروالى الفساد.أمريكاواليهود في ظرف وجيز جدا سيخلدون للبشريةماهوجميل جدا.سيعطون للعالم ما هو في حاجة له.وليس كما يقال من بيت لبيت من الحاكم العربي…على ظهر دبابة….لا .بل على ظهر الناخب الانسان وفي شفافية مطلقة.سوف لن يمسكا بشخص أو فريق مهما ادعى من حكمة.الحاكم العربي لم يفهم بعد أنّ التاريخ بدا يوم 11سبتمبر في شكل جديد على مستوى الإطار الدولي العام. ويوم شاركت حماس بإرادةأمريكيةإسرائيلية ومن عباس شخصيا ويوم فازت.هذا تاريخ جديد في الفكرالأمريكي الإسرائيلي الجديد. أن تقبل أمريكاحماس بجانب ابنتهاالمدللةإسرائيل يعني مولدا جديدا للتاريخ السياسي.والتعامل مع العقل العربي.والناخب.والحركات الإسلامية. .الخطاب العربي منذ عهودوالاتصالات المباشرة واللقاءات والقمم العربية والصحف المتمركزة في أمريكا تحديدا والغرب عموما والخاضعةللارادة العربية ومثلها الفضائيات…ومالها الرهيب.. والصداقات مع سفراء غربيين ومع جمعيات ومع ….كلها…تقول مشكلتنامع أمريكاانحيازها لإسرائيل…..وبوش جاء بصدام الحضارت؟وهمه النفط والمال العربي؟والحرية كذبة؟ والديمقراطية حيلة لاحتلالنا من جديد؟وبوش جاء بصراع مسيح وإسلام؟و…

بوش وشارون أحدثا أول تداولا مدنيا على السلطة في فلسطين

مبارك الزعيم العربي الفذ…ومصر بتاريخها..تجري فيها انتخابات معرة..وسكاكين…تونس حدث ولا حرج…في مدة قليلة بوش الإرهابي وشارون المجرم؟يحققان ما كان معه لو كانت هناك ذرة واحدة من الرجولةلدى حاكم هنا وآخر هناك…الاستقالة وطلب المعذرة من الشعب؟لكن اجتماع وجائزة؟شدني ونشدك.حتى يذهب بوش.هل الدفاع على هذه النماذج يمت للوطنية بصلة؟انصح بنعلي من جديد أن أراد التخلص من ماضي تعيس لفظ هذه التفاهات.عهد الانقلابات ولّى.ومثله عصر العصابات.إن ركب قطارالإصلاح والتغيير وجد معه كل رجال الحرية عبر العالم.وإذا لم يفعل بنعلي فالمجتمع الدولي ستكون من مسئولياته ذلك…بحركة بسيطة مات النظام العربي. هاهوالتداول السلمي الوحيد على السلطة تم في فلسطين؟حيث الإرهاب الصهيوني البربري الوحشي…وهات من هذه الأوصاف؟يعني إسرائيل تقبل تقريبااعنف حركة؟وفريق تونس ومثله كل الفرق العربيةالحاكمةعلقت إسلاميين بسطاء؟ مسلم علق مسلما؟ويهوديا قبل من يضع حزاما ناسفا لتفجيره؟هذاهواليهودي ونظرته للعالم والمستقبل.وهذاهوالعربي.لهذا نحن نحب ذاك اليهودي لأنه متطورجدا.وهنا قال من حررخطاب بنعلي ليوم الاثنين…نحن اليوم ضعاف..ولكن غدا سنكبر وسترى يا بوش…تبا لهذا العقل اللّعين؟ مسكين بنعلي..لكن فاتهم أن تونس كبيرة.. لهذاأيضانحب بوش لأنه راقي جدا.ولهذانكره ونحارب الحاكم العربي لأنه لئيم وفاسد . أمس في الجزائرأوقف الحاكم العربي المسار؟اليوم أمريكا وإسرائيل يذهباالى اموربعيدة جدا من اجل الانسان والامل والمستقبل.شكرا بوش.شكرا لكل يهودي جاء بها.وهذاماسيغيرالعالم كليا. المستقبل يصنعه رجال كبار.والمستقبل لا يصنعه قزماوخبيثا.تحالفنا مع رجال العالم هذااطاره لا نبخل بالفكرة والمجاهرة بها من تونس.نحن رجال مستقبل والمستقبل يبنى بكسر المحرمات والتعاملات الأمنية المخابراتية. الدولةالأمنيةالمخابراتية والعصابات تتعرى يوميامن تلقاء ذاتهالان هذاالعالم الجديدلا مكان لها فيه.وبالتالي المشكلة صارت لا تنحصر في جذب شخص وإسكاته.بل بعيدة جدا.إن سكت هذا خرج مئات.لعبة التركيح ماتت.لان العالم لا يريد 11سبتمبرجديدة وأولاد فلسطين وإسرائيل شبعاموتا وتجارة من أذل ما يمكن أن يطلق عليهم وسطاء. هناستكون تحالفات اليهود والأمريكان وزيارات كل المسئولين والانتخابات القادمة.التاريخ انطلق.والتاريخ يصنعه رجال كباربالانسان والامل.وهنااكررمن جديد نصيحتي لمن يراهن على الكذب والاحتواء وتعدية زيارة هذاالمسئول وذاك…أن زمنا جديدا برز فجره….وان لا فرنسا ولا غيرها خارج هذا الزمن يمكنها أن تحمي لاحقا فاسدا واحدا وليس فريقا كاملا.مع قبول حماس هناك بناء لفكر مدني عبر الدول العربية لا يصنعه البوليس ولا الفاسد.يعني طالما الفاسد هو من يشرف ويسير لا بناء صحيحا.وما بني على باطل فهو باطل.ودعنا من حكايات الضحك على الرجال….التغيير يصنعه النظيف والفاسد بمجرد أن يرى النظيف يفر…

الرهان على فرنسا خاسر…

فرنسا ومن تبعها انهارت في العراق وفي فلسطين.الم يكن خطاب شيراك يقول الدكتاتوريات أهون من الإسلاميين؟الم يسقط هذاأرضا في فلسطين؟الم يربح بوش المعركة دوليا؟ قلت هذا في مارس وأوت الماضيين لشخصيتين أوروبيتين في بلدي…وكان تقييمهما لبوش ولنتائجه سيئا….ووضعت أمامهما تحليلا حول العراق وفلسطين و….قالا لي يومها …سي حسين جئت تبيعنابوش؟ أجبت بلغة الواثق جئت أبيع تاريخا جديدا…وفعلا لاحقا اعترفا ويوم فازت حماس وقبل ذلك يوم شاركت كادأحدهماينهارأمامي؟بوش واليهود كبارجدا…. خط فرنسا دوليا انهار وينهار.الخط العربي الرافض للتغيير يخرج يوميا من إطار التاريخ… وهنا كلنا تذكر تدثّر فرنسا ومعها ألمانيا في وقت ما وبلجيكا…بحجة أن الديمقراطية لا تكون بالقوة وان أمريكا بعيدة عن الحرية؟هاهوبوش واليهود يصنعون التاريخ وليس الحرية فقط.وها هي فرنسا ومن بقي لها تمسك برجال العجز والفساد؟ هنا قوة بوش.وشخصيا رأيت هذا منذ زمن.

الفكر عندما لا يكون بمال أو حزب أو جهة أو قبيلة أو دين يكون افقه إنسانيا وكبيرا.

.نجاح الدكتورة رايس ومساعديها ورؤية بوش البعيدة جدا. جعلت بوتين ينطق ويقول بعدم نجاح الدبلوماسيةالأمريكية في فلسطين.هو رجل مخابرات سابق.يعني ما يقول.أمريكابحسب كلامه ذهبت الى المحرمات.وسحبت كل أنواع الذرائع. نجادي ليس اكثر تطرفا من حماس….انجلا ماركل فهمت جديا وجيدا التاريخ الدولي الجديد وقامت وتقوم بخطوات طيبة ومحسوبة.ومع بوش ستصنع العجب وليس العكس.وستلتحق بها فرنسا مع 2007.واراهن على ذلك. تاريخ انطلق سيأتي إليه الأذكياء.من ذكائهم ونظافتهم وحلمهم.وهي مرحلة حري بكل فاسد ولئيم أن يقف عندها.انه لا مكان فيها لغير الحرية.وكماقلت سابقااستعدادنامع الأيام للحرية سيتعزز.ولن تكون الحريةإلّا في إطار دولي.وعاش من عرف قدره أن كان لا يزال يهمه ذلك. العصابات ومن يتصورنفسه مجرماأو يستعمل هذاوذاك.ملف الحريري لا يزال مفتوحا. عهد العصابات والجهة التي يمكن أن تطغى.أو أفرادا نسجوا خيوطا يمكن أن يرهبوا واهمون ونقولها بالصوت

العالي لبن علي لا تخاف.إن كانت لديك الرغبة الحقيقية في الإصلاح

ولا يوجدشخصاواحدا يهدد الدولة إن أرادات الدولة أن تسترجع نفسها ذاتها.

وان من كتب لك هكذا خطابا يذبحك يوميا أمام العالم

.الفاسد لا يخيف.وسنتقدم في هذه المجالات.الفاسد اجبن ما يكون أمام الإرادة الدوليةالجديدة.حيل المخابرات لم تعد تنطلي.المجتمع الدولي إن اردت التغيير سيكون الى جانبك.أماإذا كنت أنت لا تريدالفعل والتحرك فهو خيارك.ونتائجه وخيمة جدا. في التاريخ الجديد سيموت منطق العصابات.العصابات العربية لم تعد لديها ورقة واحدة دولية هذه العصابات تعيش بهذه الجهة وتلك.إذن؟ .أقولها لرجال الإرهاب والترهيب.المجتمع الدولي هنا.وتحالفات الرويسي ماتت ومعه الجندوبي و….وأقول لرجال العجز…يوم أراد محمد بن رجب تنظيف وزارة الداخلية من المفسدين… تحركت الخيوط واعلمها في تفاصيلها ولها ومنها قبل تحرّكها ونعلم كل خيوطها…ووقعت له بعض عمليات السطو..والحرق لمراكز بريد واعلمها بما لا يقبل الشك.. وعادت العناصرالأمنيةالتي اطردت من اجل الرشوة والفساد مع خروجه….هذا يعني أن العصابة تحركت….اليوم المجتمع الدولي هو متبني توجه الحرية؟كل من له مالا في تونس هو مال الدولة؟ بماذا يخيف؟كل الأسماء الموجودة على الساحة ودون استثناء مورطة الى العنق بماذا تخيف؟ يكفي خطاواحدمن فاسدواحدحتى تنهارالعصابة برمتها وسيرى بن علي وغيره كم هي جبانة وتافهة وعارية.ولن يبحث أي محقق دولي أكثر من ساعات.كل شيء جاهز.بل جماعة18اكتوبر عرت البئر وما فيه.الى جانب علاقات كمال الجندوبي؟ تونس الجديدة انطلق مسارها.هو يبنى يوميا في إطار دولي واعي.نحن جزء منه وفيه.الفاسد لا يخيف.وانصح رجال أوروبا الحذو بجانب ألمانيا ورفع اليد عن تحالفات الفساد.مسار الحرية انطلق ولن يتوقف أبدا.واذكر أن العصابة يمكن أن تنهار بمجرد زلة كلامية أو لسانية أو هاتفية. على غرار الهواتف التي جاءتني من سوسة لتقول رسالة الفاسدين المفسدين….

ياسي حسين علاش انت ما اكلتش طريحة؟على خاطر ولد بوش؟

هذا منطق العصابة ومن أعماه المال.وهذا منطق الارهاب.وهذا ما تفعل العصابة عندما ترى مصالحها تهددت أو قد تتهدّد.مات زمن الخوف.ونريد كشف العصابة.والموعد قريب جدا.

العصابة لا تمثل شيئا في تونس.القمع؟سيكون عليها.   حسين المحمدي تونس 1فيفري2006


الفجـــر المغتصَب قصة قصيرة:
د.خالد الطراولي قامت لتوّها تجري، سمعت الحنفية يسيل ماءها رقراقا…عرفت أن أباها كعادته يتوضأ للخروج لصلاة الفجر… كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا إلا قليلا، أدركته قبل أن يتخطى عتبة الدار، لتقبله كعادتها، كانت تلك بركة الصباح التي لا تبيعها  » بمال الدنيا » كما تقول! « عمّ الشاذلي » بلغ السبعين من عمره، نظر إليها برأفة غير عادية وواصل فتح الباب وخرج… أحسّت عائشة نظرة أبيها تعبر أعماقها، لم تفهمها، فلعله قلة النوم أو تعب عارض، لكن إحساسا غريبا ألمّ بها، وجعلها تسرع دون أن تشعر إلى الباب… وفتحته… أطلت برأسها، واصطحبت أباها في ممشاه، بعينين، تملأهما الحيرة والعطف، حتى اختفى طيفه في ظلمة الزقاق الطويل… لم يلتفت « عمّ الشاذلي » للباب وهو يُفتح من وراءه على غير عادته..، لعله لم يسمع أزيزه، وقد قيل له دائما أن سمعه ثقيل، وهو يرفض ذلك ويجيبهم أنه يسمع طنين الذباب، الذي كثيرا ما يعكر عليه صفو قيلولته! أو لعله لم يرد الالتفات لغاية أخرى. منذ أربعين سنة لم يتخلف « عمّ الشاذلي » عن صلاة الفجر إلا مرتين كما يقول : مرة « عملتها فيه المنقالة! مناقل توا كيما ولاد توّا، تحسبهم يمشيوا وهوما يعكزوا »، ومرة نسي الإمام مفتاح المسجد، فصلى بعضهم في العراء، وفضل البعض الآخر العودة إلى منزله…. ونسي « عمّ الشاذلي » أو تناسى مرة ثالثة… غير بعيدة، كانت منذ عامين، حين وجد المسجد مقفولا، لا إمام ولا مصلين، غير بعض أعوان البوليس و سيارة للشرطة رابضة أمام الباب، يلوح من نوافذها بعض الوجوه التي يعرفها عم الشاذلي منذ مدة قليلة، كان أنور وعماد ومحمد ثلاثة من الشباب الصغار الذين تعودوا على صلاة الفجر في المسجد حديثا! دخل « عمّ الشاذلي » المسجد، وتوجه إلى الصف الأول كعادته ليصلي ركعتين، ثم جلس ينتظر الآذان… نظر حوله، نفس الوجوه المعتادة ونفس العدد، كان هو السابع في الوصول، ولم ير صديقه عم حسن، فرح « عمّ الشاذلي »، فقد كان الأسبق هذه المرة، واعترته نشوة صغيرة هزت سنوات التعب المحمول على الأكتاف والظاهر على قسمات الوجه! ودخل عم حسن وألقى السلام، والتفت إليه « عمّ الشاذلي » ورد عليه السلام بصوت أعلى، وكأنه إعلان غير مباشر بالفوز، في هذا السباق المتواصل وغير المعلَن! كانت لحظة سعادة، وما أقلها في حياة « عمّ الشاذلي »…زوجته فطومة قد غادرته منذ ثلاث سنوات كمدا وحسرة على ابنهما الوحيد بشير، الذي لم تفرح برؤيته منذ سنين، و لم تحفل برؤيته عريسا ولا أبا لأحفاد كثيرين.. وماتت ولم يمش حتى في جنازتها! فقد منعته سلطات السجن من الخروج، ولو في يوم مثل هذا، وبقي في مأواه العارض وحيدا، يشكو ظلم العباد! وانتقلت هي إلى مأواها الأخير وحيدة، تشكو فقدان الرحمة في القلوب! بشير لم يره « عمّ الشاذلي » منذ عقد من الزمن، فقد أمسك به البوليس لأنه ينتمي إلى مجموعة محظورة تريد تخريب البلاد كما يقولون! لم يصدقهم « عمّ الشاذلي » أبدا، فهو يعرف ابنه جيدا، فهو صنيعة يده، ولم يعرف غير المسجد مربيا ومعلما، وغير مرتاديه أصحابا ورفاقا. كان أصحاب الحي يلقبون بشير بالمتدين، ودار عم الشاذلي بدار البشير المتدين! وكان هذا يعجب عم الشاذلي ويروق له سماعه… أذّن الفجر وقامت الصلاة، واصطف الجميع وراء الإمام، أحسّ « عمّ الشاذلي » ببعض الإعياء، لم يفهم مصدره، رفع يديه وكبّر ودخل في الصلاة… وعلى غير عادته أطال الإمام… ثم ركع، وركع الجميع.. ثم استوى واقفا مناديا « سمع الله لمن حمده »، وردد الجميع : ربنا ولك الحمد، وقال عم الشاذلي : ربنا ولك الحمد… وسقط على الحصير » وتوقفت الصلاة، وتوقف قلب « عمّ الشاذلي ».. ولم يتوقف الفجر عن الانسياب!
المصدر: موقع اللقــاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

الإساءة للرسول بين حرية التعبير و تعمد استفزاز المسلمين

الحبيب أبو وليد المكني   تتواصل تداعيات ما أقدمت عليه الصحيفة الدنمركية من نشر لرسوم مسيئة للرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم لتشمل اجزاء واسعة من العالم وسط جدل لا يكاد ينتهي بين الإدعاء بأن  ذلك قد وقع في إطار حرية التعبير و الصحافة وهذه من مقدسات المدنية الغربية و القول بأن التعرض للرسول محمد بمثل تلك الرسوم يعتبر إهانة لمشاعر المسلمين لا مجال للسكوت عنها …
و بعد أن كانت المسألة  بين المسلمين وصحيفتين في  الدنمرك و النورويج اصبحت بين مختلف الدول الأروبية من ناحية و كل الشعوب الإسلامية من ناحية أخرى بعد أن تعمدت صحف في ألمانيا و فرنسا و اسبانيا و بريطانيا نشر تلك الرسوم في حركة تعاطف مع الصحيفة الدنماركية  بذريهة واجب الدفاع عن حرية الصحافة و التعبير . و هكذا أصبح الأمر يتعلق بمقدسات المسلمين و مقدسات الأروبيين ، بما يعني الانزلاق إلى مستنقع خطير قد يؤسس لما بعده من حرب دينية أو يعطي على الأقل مبررات جديدة لأصحاب نظرية صراع الحضارات …
و هذه من المحاذير التي  يجدر بالعقلاء من الجانبين التنبيه لخطورتها و العمل عاجلا على تطويقها قبل أن بستفحل الضرر و تتداخل المصالح الضيقة مع المشاعر المتأججة و العواطف الهائجة ،و بدخل تجار الحروب على الخط و ينتشر صناع المؤامرات بين الفريقين …
و لا بد أن ننوه هنا بالموقف السائد لدى المسلمين المتمثل في أنهم لم يطالبوا إلا باعتذار الصحيفة و احترام مشاعرهم ، ولما ركبت السلطة الدنمركية رأسها و أبت أن تتجاوب مع السفراء المسلمين الذين جاؤوا لبحث القضية معها أخذت المسالة بعدا آخر يتجاوز الاعتداء على شخص الرسول عليه الصلاة و السلام إلى الإساءة  لممثلي الحكومات الإسلامية في السعودية و الكويت على وجه الخصوص ، و كانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير فحصل التناغم بين الموقفين الرسمي و الشعبي ، ثم جاء ت حملة التعاطف بين الصحف الغربية لتصب الزيت على النار و تهدد باندلاع الحريق الهائل لا قدر الله .
و يعتقد الباحثون في البلاد الإسلامية عموما أن الإساءة للرسول في الدنمرك و النورويج تأتي ضمن سلسلة من المواقف العدائية تجاه المسلمين بدأت مع تقديم الدعم الإعلامي و الحماية الخاصة لأشخاص عمدوا للكتابة في مواضيع تمس مقدسات المسلمين بشكل غير لائق مثل سلمان رشدي ولم يقنع المسلمون أبدا أن الأمر يتعلق فقط بحرية التعبير ثم استفحلت بعد  أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة مع إذكاء مشاعر العداء  ضدهم و النيل من أعراضهم و أموالهم و حرياتهم ثم انكشفت فضائح التعذيب في غوانتانامو و بوغريب و السجون السرية بما صاحبها من اعتداءات متكررة على المصحف الشريف أدت في حينها إلى تظاهرات شجب و استنكار  …
 كل هذه أحداث متراكمة لا بد أن تترك في نفوس المسلمين ما تترك و تدعوهم إلى الوقوف على حالهم تم التعبير عن رفضهم للإهانة و شجبهم للامتهان …
 و للتذكير فقط نشير إلى أن مثل هذه المشاعر هي التي تمثل الأسباب المباشرة فيما يعرف بظاهرة الإرهاب الدولي المؤسفة .
لقد اعتاد الغربيون على تفسير لتحرك الشارع الإسلامي كلما صدر عن أحد ما يمثل اعتداء على مشاعره ، بتلخص في أن المسلمين لا يؤمنون بحرية التعبير و الصحافة أو أنهم ضحية جماعات متعصبة تتلاعب بعواطفهم و تستغل مشاعرهم الدينية و لكنهم هذه المرة يجدون أن الموقفين الرسمي و الشعبي يتفقان ، فهل يكون ذلك سببا في تعديل قراءاتهم النمطية أم أن الأمر يستدعي تجارب أخرى  قد تؤدي لا سمح الله إلى اندلاع حرب الحضارات .؟

 

الإساءة إلى الرّسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم إساءة إلى حضارة الإسلام والمسلمين

د. منجية السوايحي           لكل حضارة رموزها الشخصية وكتبها المقدّسة ومخزونها الثقافي الّذي تعتزّ به، وتعدّه جزءا مهمّا من كيانها الحاضر التي يصلها بالماضي، وترفض القطيعة معه، ولا تقبل الاستهزاء به والسخرية منه. وقد أجمعت الإتفاقيات الدّولية ومواثيق حقوق الإنسان على رفض التمييز بين أفراد الإنسانية، وعلى ضرورة احترام عقيدة الإنسان، وحضارته وثقافته. إلا أن هذه القاعدة وقع اختراقها في عديد المناسبات خاصّة بالنسبة للإسلام ولنبيّه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم اخترقها من لا يحترمون دينهم ولا إنسانيتهم بالدرجة الأولى لأن من يحترم دينه وثقافته يستنكف عن أن يلحق الأذى بمن يخالفه في الدّين والمذهب.       وإذا عدنا إلى أوائل القرن التاسع عشر والقرن العشرين فإننا نجد فريقا من المستشرقين أساءوا إلى الرّسول محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ، فمنهم من اتّهمه بسرقة ما جاء في التوراة والإنجيل كأبراهام جيجر في كتابه « ماذا استفاد محمد من اليهودية » (بون 1833)، وهير شفيلد في  « العنصر اليهودي في القرآن » (برلين 1878)، وسيدرسكي في « أصول الأساطير الإسلامية في القرآن » (باريس 1933)، وريتشاربل في « أصل الإسلام في بيئته الإسلامية » (لندن 1926). هؤلاء وأشباههم يزعمون أن محمّدا باعتباره مؤلّفا للقرآن اقتبس أغلب القصص، وعددا من الصور البيانية، والحكم والأمثال من التوراة والإنجيل، وهو زعم باطل وافتراء لأنه يلزم الرّسول محمد مكتبة عظيمة تحتوي الكتب المقدّسة وشبه المقدّسة، ويلزمه إتقان اللّغة العبرية والسريانية واليونانية، وقرارات المجامع الكنسية، وبعض أعمال الآباء اليونانيين… هل هذا معقول في ذلك الزمن، كما أنّه لا توجد وثيقة تاريخية مكتوبة أو مروية تؤكّد هذه المزاعم الوهمية، ومن مزاعمهم أيضا أنّ أكثر القرآن ضاع، وأنه لم يجمع، وأنّ الرّسول مصاب بالهستيريا، وهي تُهم لا أدلّة عليها. والسبب الوحيد لتلك التهم كرههم للإسلام وللمسلمين ونظرتهم الفوقية، فهم الشعوب المختارة التي خصّها  اللّه بالكتاب المقدّس الوحي فكيف يكون نبيّ من العرب، وكتاب للعرب       ويمكن أن تصدر مثل تلك التهم في ذلك الزمن من المتعصّبين والمتطرّفين والإرهابيين، فالعدوان منتشر والحروب متتالية ، والتطاحن على اقتسام خيرات الضعفاء على أشدّه، وقد اكتوى الكلّ بنار الحرب العالمية الأولى والثانية، ثم استفاقت البشرية لتنظّم العلاقات بينها وقف بنود حقوق الإنسان التي تضمن حرّية المعتقد والمساواة بين أفراد البشرية بغضّ النظر عن الدّين والعرق والجنس، كما ناضل أحرار الفكر في كلّ الحضارات للحدّ من الصّدام بين الأديان والحضارات والثقافات، والدّعوة إلى احترام الإنسان ورغم هذا الجهد وجدت بعض الأصوات التي تؤسس للصّدام ، والتناحر وغرضها تحقيق مصالح استعمارية في الألفية الثالثة، ألفية العلم والتحاور والتكنولوجيا، والحرّية.       ومن تلك الأصوات هذه المجموعة التي تشنّ – حاليا وانطلاقا من الدانمارك – حملة تسيء إلى المسلمين وإلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وتشوّه صورتهم، وتحثّ على الكراهية، والتمييز من خلال تصوير كاريكاتور للرسول محمد مع بعض النساء، وعبر بعض الفضائيات الدّينية التي تسخر علنا من شخصية الرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والمستهدف هم العرب المسلمون.       إنه لعجيب حقّا – أن تصدر مثل هذه التصرّفات من الإعلام الغربي بدعوى حرّية الصحافة، وأن السلطة لا تحكّم لها في الإعلام وهذه مغالطة كبيرة، حيث لا تصعد إلى السطح حرية الإعلام إلا إذا أساءت إلى الإسلام ورموزه، في حين تغيب حرّية الإعلام، وتتدخّل السلطة الحاكمة إذا تعلّق الأمر بالمسيحيين أو اليهود، إن الدّول الأوروبية لا تتجرّأ على الخوض في بعض الموضوعات، ولا يمكن التعلّل بالديمقراطية وحرّية الصحافة في ملفّ الهلكوست، ومعاداة السامية، وهنا يبدو جليّا الكيل بالمكيالين، ألا يدفع مثل هذا الموقف المسلمين والعرب إلى إعادة النظر في مواقفهم المتسامحة التي تجلب لهم السخرية من دينهم ومن نبيّهم ومن حضارتهم؟؟؟ ألا يعي الغرب مخاطر العنصرية والتمييز؟       وإنّه من المستغرب – حقّا – أن نسمع ونشاهد آراء ومواقف لا تزال تدعو إلى صدام الحضارات، وإلى التمييز في معالمة الإنسان مما يذكّي جذوة العصبيّة والكراهية بين الشعوب، ويولّد الإرهاب والإرهاب المضادّ. فكيف ندعو إلى محاربة الإرهاب من جهة، ونترك مسالك تغذيته تترعرع من جديد عبر الصّحف وبعض الفضائيات بدعوى حرّية الصحافة .       ألم يدرك من يسخر من شخصية الرّسول، ومن الإسلام أنّه يحضّ المسلمين على ردّ الفعل، أم أن هؤلاء يبحثون عن حروب دائمة لأنهم يستفيدون منها مادّيا، ولا يهمّهم الإنسان في شيء.       هل يسمح هؤلاء أن يسخر غيرهم من أنبيائهم ورسلهم ودينهم حتى يسمحوا لأنفسهم بالسخرية من دين قائم وله أكثر من مليار تابع، وهم الّذين تلحقهم الإساءة وليس نبيّهم لأنّه مات منذ خمسة عشر قرنا بعد أن خلّد الزمن ذكراه، ولا يمكن لبعض المزاعم أن تمحو ذاك التاريخ.       ما هو موقف الّذين يجتمعون وينظّمون لمقاومة الإرهاب في العالم من هذا النّوع من الإرهاب النفسي البشع الّذي يلحق الضرر بالمسلمين وخاصة المعتدلين منهم؟       نقول لهذه الفئة الحاقدة على الإسلام وعلى نبيّه إن ما تقوله وما تصوّره لا ينقص شيئا من عظمة الرّسول محمد ولا من عظمة غيره من الأنبياء الّذين نجلّهم كلّهم ونؤمن برسالاتهم التوحيدية، بل على العكس من ذلك، فإن مزاعمهم تلك دليل على قيمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي لا يزال مثار جدل ونقاش بعد مضيّ قرون على بعثته.       ونقول لهم إن الدّيانات والحضارات والثقافات تزخر بزاد من المحبّة والاحترام، والسماحة والتفاهم مما يسهّل عليها مواصلة درب الحوار والتعايش لتحقيق السلام والسلم، « لأن السلم العالمي لا يمكن أن يبنى إلا بالحوار والتسامح والتفاهم، كما أنّ مصير العالم لا يمكن أن يقرّر إلا بالبشر جميعا، ومعهم جميعا ولصالحهم جميعا ».       ونقول لهم أخيرا إن العالم العربي والإسلامي والعالم الغربي مليء بأحرار الفكر، وبالباحثين عن مسالك الحوار، والساعين لخير الإنسان مهما كان دينه أو لونه أو عرقه أو جنسه، وهم الّذين تعوّل عليهم الإنسانية للحدّ من الصّدام، ومن ويلات الحروب، والبقاء للأصلح.                                                                           nfzimzin@yahoo.fr
 
(المصدر: موقع شفاف الشرق الأوسط  بتاريخ2  فيفري2006 )

 

بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في: 02-02-‏2006  
 بقلم محمد العروسي الهاني   مناضل دستوري: من الحزب الدستوري  حزب تحرير البلاد وبناء الدولة- تونس
انطباعات عائد من البقاع المقدسة

 بعد أداء فريضة الحج للعام الهجري 1426 الموافق

جانفي 2006 شكرا على جهود المملكة العربية السعودية على بركة الله وعونه وتوفيقه أشرع في الحديث عن الحج لبيت الله الحرام .أن موسم الحج لعام 1426 هجري الموافق لشهر جانفي 2006 كان على غاية من التنظيم المحكم: منذ وصول الطائرة إلى مطار جذّة يدرك الحجاج الميامين بالتنظيم المحكم  منذ الدخول إلى المطار من طرف أعوان الأمن بسرعة فائقة وابتسامة. وبعد الإجراءات الأخرى ودفع مبلغ مالي لتأمين السفر والتنقل والخيم بمنى وعرفات وخدمات المطوّف والنقل بين جدّة ومكة ومكة والمدينة المنوّرة والمدينة المنوّرة وجدّة المطار مع حسن التنظيم وسرعة الخدمات. وفي منى يلاحظ الحجاج حسن الخدمات وتوفير المرافق اللازمة من ماء وكهرباء وحمامات ونقل وخدمات صحيّة وإقامة في الخيّم وطرقات وخيّم وأسواق للغلال والخضر والمأكولات والهاتف ومراكز الصحة وغيرها. وفي عرفات يوم التاسع من شهر ذي الحجة يدرك الحجاج العناية الفائقة من طرف رجال الأمن الوطني وأعوان وموطقي وزارة الحجج والأوقات والكشافة والمتطوعين للإرشاد والنصح. وقد حضر خطبة وقفة عرفات بمسجد نمرة بعرفات حوالي مليون مصلي بالمسجد وخارجه وأدوا صلاة الظهر والعصر جمع تقديم وتقصير وكان بحق يوما خالدا لا يمحي من الذاكرة ومن فؤاد المسلم المؤمن. إلى جانب وقوف مليون ونصف المليون بجبل الرحمة وفي كل الخيّم التي انتصبت بعرفات في تنظيم رائع وحركية فريدة ولباس موحّد الإحرام. يوحّد بينهم هذا الزي الأبيض الرائع الذي يجمع بين كل الحجاج من كل الأجناس واللغات والألوان والبلدان تجمعهم كلمة التوحيد و هم سواسية لا فرق بين ملك و رئيس و وزير و مواطن عادي كلهم في زي موحد يمثل صورة مصغرة ليوم العرض، تجمعهم جميعا كلمة واحدة « الله أكبر.. لبيك اللهّم لبيك.. لا شريك لك لبيك.. إن الحمد.. والنعمة لك والملك.. لا شريك لك ». وفي منى تجد مسجد الخيف الذي يؤم حوالي 800 ألف مصلي من مختلف الأجناس واللغات وهو أقرب للجمرات. وعندما يخرج الحجاج إلى رمي الجمارات تلاحظ أمواجا من البشر كأمواج البحر الله أكبر في نظام رائع ذهابا وإيابا مع الإحاطة الكاملة لرجال الأمن والجيش ورجال الحج والأوقاف للإرشاد والنصح والعون. وقد تعلقت إرادة الحجاج أن يكونوا الأحرص على الرمي بعد الزوال حسب السنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وقد أدى هذا إلى الازدحام الكبير والاصطدام أحيانا كما حصل في حادثة يوم الخميس الثاني عشر من ذي الحجة بعد الظهر الذي أودى بحياة حوالي 350 حاج و حاجة من مختلف الجنسيات تغمدهم الله برحمته الواسعة. ورغم نصائح العلماء والمشايخ حفظهم الله فإن جلّ الحجاج يتمسكون بالرجم بعد الزوال أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لمن لم يتعجل يومي الحادي عشر والثاني عشر. وفي مكة المكرمة فاقت مشاريع التوسيعات للحرم الشريف وقد تضاعفت 15 مرّة على الأقل، مع توفير دورات المياه والحمامات والمرافق والسكن والغلال وكل الموافق والخدمات الصحيّة والهاتف والاتصالات والنقل المكثف والعناية المركزة والإرشاد والمساعدة من طرف رجال وزارة الحج والأوقات ورجال الأمن الوطني. وفي المدينة المنّورة يدرك الحجاج العناية والاهتمام والرعاية للمسجد النبوي الشريف والتوسيعات والساحات الجميلة والطرقات الشاسعة ومشاهدة المسجد النبوي الشريف والمنارات العالية و الصومعات المرتفعة من كل مكان يشاهدها الحجاج في صورة رائعة جميلة توحي بالإجلال والإكبار والخشوع والبهاء والتعظيم للمسجد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام. وهذه صورة موجزة عن موسم الحج لعام 1426 هجري الموافق لشهر جانفي 2006 في تنظيم رائع جميل وعناية كبيرة وخدمات ممتازة ومرافق متنوعة مكنت الحجاج من أداء المناسك في راحة كاملة واطمئنان وشعور بالامتنان وراحة نفسية عميقة. وابتهالا إلى الله بالحمد والشكر والثناء والدعاء بمزيد النعمة والأمن في البلد الأمين الذي دعاء له سيدنا إبراهيم عليه السلام واستجاب الله دعاء نبيّه إبراهيم عليه السلام « 

ربنا إني اسكنت بذر يتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة من الناس تأوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون

 » صدق الله العظيم. وفعلا كل الثمرات متوفرة بفضل الله ونعمته الغزيرة على البلد الأمين بلد الخير والرحمة والأمن والعدل وشريعة الله الواحد الأحد. شريعة الإسلام السمحاء الشريعة المحمدية في دولة سميت على العدل والحق وعلى منهج الإسلام وتحكم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. ودولة هذا منهجها ودستورها فهي دولة قوية عتيدة بالله وحبله المتين وأميرها هو خادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سدّد الله خطاه وأعضاده في الحكومة ورجال الدولة والأمراء وأمير مكة المكرمة وأمير المدينة المنوّرة إليهم جميعا ألف تحية وألف شكر على حسن القبول وصدق التنظيم وعمق العناية ونبل المعاملة وكرم الضيافة ونهج المحبة الصادقة بضيوف الرحمان من كل مكان. والله يرعى و يسدّد خطى المملكة العربية ويصبغ عليها نعمته الدائمة ورعايته الإلهية وعناية الرّبانية أنه سميع مجيب.. وأن ينصر عباده في كل مكان في فلسطين والعراق وافغنستان وكشمير والشيشان والمستضعفين في كل مكان.. وأن يؤيد حركة حماس الفلسطينية المناضلة والمجاهدة من أجل كرامة الشعب الفلسطيني ونصرة الإسلام والمسلمين وتحقيق حلم مليار ونصف المليار من المسلمين لاسترجاع بيت المقدس مسرى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.. وحركة حماس نصرها الله هذا هو مسعاها وهدفها وهي منصورة بعناية الله ومحفوظة برعايته الربانية وألطافه الخفيّة.. و حماس هي آية من الله لعباده ومعجزة القرن الخامس عشر هجري القرن الواحد والعشرون ميلادي، وهي حماس الإيمان بالله ووهج الدين الإسلامي الحنيف نورّ الله عقول قادتها وألهمهم الصبر على كل التعاليق السلبية التي جاءت من هنا وهناك وخاصة من طرف الشيوعيين والعلمانيين الذين اتخذوا من فوز حماس ذريعة لإفشال العزيمة والدعوة إلى مساندة إسرائيل.. سبحان الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله و الله أكبر.. قال تعالى »

و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين

 » صدق الله العظيم.             والله ولي التوفيق والسلام.     محمد العروسي الهاني – تونس بلد جامع الزيتونة المعمور من أنجب الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ونجله محمد الفاضل بن عاشور رحمهما الله   

 

عن صور تخفي صورا أخري…

2006/02/02 خميس الخياطي
هناك صور وجوه الشبه بينها وبين القطارات عديدة.
فالقطارات، حيثما وجدت ومهما كانت الثقافة والنظام السياسي والتوجه الاقتصادي المحيطة بها، لو سارت علي سكتها المعروفة والمخطط لها لكانت السلامة لها وللمسافرين وللناس أجمعين. أما ولو لسبب طارئ، حدث أن خرجت عن السكة، فانه الهلاك المبين… ثم ان السكك الحديدية عادة ما يسير بعضها جنبا لجنب. وكل مرة تلتقي فيها سكك حديدية بطريق زراعية أو سيارة، فان جانبا واحدا يظهر للعين فيما يختفي الثاني. وحينما يختفي جانب عن جانب، فذلك لا يلغي الجانب المخفي بقدر ما يوليه قوة فجائية مضاعفة… ولذلك، نري بعض الدول التي تحترم مواطنيها وفي بقاع تتشابك فيها السكك الحديدية بالطرق السيارة تعلم المارة محذرة أنه بامكان قطار أن يخفي قطارا آخر… هذا عن القطارات.
الصور ولأنها تجسيد ان ماديا أو مجازيا، تعلن هي الأخري عن المعني الظاهري في حين قد تكون مبنية علي المعني الباطني وهو الأمر الذي يؤشر علي ثرائها وبالتالي يؤكد علي مستويات قراءتها. وان لعبت الصورة بالأمس وتلعب اليوم دور التواصل بين الناس مهما اختلفت مللهم ونحلهم، فانها من الجانب الآخر قد تؤدي الي القطيعة بين الناس كذلك مؤكدة علي الملل والنحل… فهي مثل القطارات، ان خرجت عن خطها، قد تؤدي الي مصائب كبري وبالتالي تظهر معانيها المخفية… والأزمة الواقعة بين جناح من الدانماركيين والمسلمين حاليا ما هي الا المثال الحي علي تعددية مستويات قراءة الصورة. كذلك ما حصل من قبل في مجلس الأمن حينما قدمت مجموعة من الصور علي أنها حقيقة تسلح العراق نوويا وتبين بعد ذلك أن الصور هي صور حقيقية لكنها لا تتضمن ما دفعت الي قوله دفعا…
في المقابل، الحوار الدائر حاليا بأوروبا وخاصة بفرنسا حول ايجابية الاستعمار بدأت مفرداته تتحول نحو وجهة أخري بفعل ما سمتهم مجلة لو نوفيل أوبسرفاتور بالـ نيو محافظين (نفس منهج من هم في البنتاغون والبيت الأبيض) ومنهم الشهير آلان فنكلكروت الذي طلع علينا بنظرية هزيمة الفكر (من قبل نفخونا بنظرية نهاية التاريخ ) لا لشيء الا لأن موازين القوي في أوروبا (خاصة فرنسا التي قيل لنا دائما أنها موالية للعرب والمسلمين) وفي اسرائيل تحديدا لن تكون كما كانت. نظرية صاحب اليهودي المتخيل و مستقبل الانكار و نبذ اسرائيل وغيرها من الكتب الموالية قلبا وقالبا للكيان الصهيوني والذي ترعاه وسائل الاعلام عندهم وحتي بعض نوادي النخبة عندنا تحت اسم التفتح علي الآخر هي نظرية صهيونية ـ عنصرية قائمة علي قلب الآية، بمعني دس طبقات من المعاني في الصور لتقول بأن هناك أنواعا ثلاثة من كراهية اليهود أولها كراهية مسيحية لليهود ، ثانيها كراهية كونية لليهود وثالثها كراهية عربية ـ اسلامية لليهود وحينما نعرف أن الاساس والعمود الفقري لاسرائيل هو يهوديتها التي بدونها تفقد اسرائيل صهيونيتها… الصهيونية التي كان عليها أن تكون حلا للمسألة اليهودية أصبحت استمرارا لها في اطار الدولة . هكذا كتب فنكلكروت… ونجد أنفسنا أمام قضية تحول فيها عنصرها الأساسي المستعمر (بفتح التاء) الي مستعمر (بكسرها) ونسي فنكلكروت ما قاله جورج بيريك من أن اليهودية (مثل كل الانتماءات العقائدية ـ الايمانية) لا علاقة لها بالايمان، ولا بالدين، ولا بالممارسة، ولا بالفولكلور ولا باللغة. قد تكون لها علاقة بالصمت، بالغياب، بالسؤال … وهي حالة يجسدها خيط الكوميديا من شابلين حتي وودي آلن مرورا بالـ ماركس براذار والسلسلة طويلة… كل شيء لتفادي السلم. من مقومات النظرية الصهيونية كما أرادها هرتزل وما أتي من بعده واحدة تقول بأن الأرض اليهودية ملك لكل يهودي أن كل يهودي موجود في أي بقعة من بقاع العالم وباسم يهوديته له الحق في أرض اسرائيل مقابل واجب حب اسرائيل والدفاع عن اسرائيل اجباريا حتي ولو رفض ذلك… هي مقولة معروفة تحت قناع عنصري شعب الله المختار التي هي أساس العنصرية و أرض بلا شعب الي شعب بلا أرض وقد دعمتهما حالة قائلة أنه من غير الممكن أن تكون أوروبيا ويهوديا في ذات الوقت جراء المحارق وما خلفته. قناة ARTE الفرنسية/الألمانية بثت منذ فترة فيلما روائيا فرنسيا بعنوان الوطنيون Les patriote من اخراج ايريك روشان ومن تمثيل سيمون عتال وآخرين. يبدأ الفيلم بصورة لنجمة داود تغطي مساحة الشاشة ثم جماعة من الشباب يحاولون سرقة سيارة فتتبعهم الشرطة المدنية لتقبض عليهم وتؤنبهم وتهينهم الي أن ينشأ لدي المشاهد الشعور بالغيظ… ونعلم حينها أن كل ذلك ليس الا مسرحا وتدريبا من تدريبات الـ موساد (الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية المقابلة للـ شين بيت الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية) و أن اسرائيل، مثل كل بلدان العالم، لها وجه مخفي تماما مثل القطارات التي نعرف مخلفاتها… مجموعة من التدريبات تتوالي حتي تمس المستشار الثقافي للسفارة الأمريكية. وهنا تظهر حدود التدريبات اذ يمثل ذاك التمرين الدرجة القصوي في الدفاع عن المصالح حتي ولو تطلب المس بالحليف الأكبر. بالمقابل، يصبح الفريق المتدرب نواة المخابرات الاسرائيلية وبالتالي يدمج في الوحدة 238 تلك التي تولدت عنها خرافات وأسست عليها ملاحم… ونعلم أن المدرب هو يوسي الذي أدار فريق ميونيخ (الموجود في فيلم سبيلبرغ) وتنزل احدي المقولات الاسرائيلية المعاصرة: يجب أن نقوم بكل شيء لتفادي حلول السلم . الجهاز والفرد اضافة لاسرائيل، تتجسد المواقف في بلدين هما فرنسا وأمريكا. في فرنسا تتمثل مهمة عميل الموساد وفريقه في الاقتراب من أحد العلماء (تمثيل جان فرانسوا ستيفنان) الذي يخطط لمفاعل نووي فرنسي موجه لبلد من الشرق الأوسط وتحويله لعميل اسرائيلي. وان كانت الحيثيات بليدة وتقليدية مثل أن يكون العالم الفرنسي من احباء رياضة التنس ويمكن استدراجه بسهولة فائقة في شباك امرأة جميلة هي في ذات الوقت صديقة رئيس الفرقة الاسرائيلية كما لو كان العلماء ـ ونحن في بداية الثمانينات ـ علي تلك الدرجة من الغباء والفقر السياسيين، فانها صبت في مقولة أن اليهودي الاسرائيلي لا يجب بأي حال أن يؤذي يهود فرنسا حتي ولو تطلب ذلك الدوس علي المشاعر الخاصة (رئيس الفريق آرئيل له طفلة لم يرها من يوم سفره الي اسرائيل).
وفي عديد المواقف الدرامية، يهدف الفيلم الي اظهار أن الفرد في هيكل المخابرات الاسرائيلية لا أهمية له أمام المصلحة العليا وهي مصلحة الكيان الصهيوني مثل القول لقد اخترناك رئيسا للفريق لأنك ضعيف، ويمكن التلاعب بك مثل الطين أو أعترف بأنك ظريف لأنك صادق وتلك خطيئتك وتتمادي مواقف الضغط علي الفرد اليهودي من الجهاز الصهيوني لحد القول بأن خسارة الله تظهر من خسارة اليهود . وما ينحدر عن هذه المقولة وتبعاتها أن الفرد اليهودي اليوم حيثما يوجد هو مسؤول عما يحدث في اسرائيل ليس فقط بمساندته سياسة هذا البلد (كما كان يقول نحوم غولدمان)، بل لأن هذا البلد ونظرية الصهيونية يدفعان به الي واجهة الصدام… وهو ما سيجسده الفيلم في الجانب الأمريكي منه، جانب تدور أحداثه في العام 1987.
نري هنا الاستجابة من طرف الجهاز لطلب أحد اليهود الأمريكان في مد المعلومات لاسرائيل في حين يؤكد مسؤول الموساد علي عدم تخطي خطين أحمرين هما: التجسس علي أمريكا واستعمال يهودي ضد بلده . المعلومات تركز علي تسلح البلدان العربية المعتدلة وتحديدا الصواريخ الليبية، التسلح التونسي ونظيره الجزائري… ذلك أن تقديم هذه الخدمة ليست شرفا، بل واجبا … ورويدا رويدا يصبح العميل يعمل ضد بلده أمريكا حتي أن رئيس خلية الموساد يقول مع كل المعلومات التي مدنا بها زوجك، نحن متأكدون من أننا سنربح الحرب المقبلة . وكما هو متوقع، تنكشف اللعبة ويحاول الاف بي آي وضع اليد علي العميل الذي يهرب الي سفارة اسرائيل… الا أن الآية تنقلب وأمام المصلحة العظمي، يطرد العميل من السفارة (رغم أوراقه الاسرائيلية) فيقبض عليه…
علي حد معرفتي، أن نري صورا لمسؤول اسرائيلي وللمحافظة علي أهداف أخري، يطرد يهوديا قدم خدمات للكيان الصهيوني، فتلك ثورة علي مقولات الصهيونية التي ذكرنا سالفا. الا أن الثورة هذه لها مستويات مخفية تؤكد عكس ما نري. ويتأكد الأمر حينما يعود أرئيل (بطل الفيلم) الي اسرائيل ثم يترك الموساد واسرائيل ويعود الي فرنسا مسقط رأسه وحيث توجد ابنته ووالدتها ليستقر فيها قائلا: أعرف أني الوحيد الذي يعمل لصالح بلدي اسرائيل . وينتهي الفيلم علي هذا الولاء الثنائي الباطني بعد أن عرض طيلة ساعة ونصف الساعة عكس النتيجة التي ذهب اليها وكأنه قائم علي خطين، خط ظاهري يقول بالفصل بين الصهيونية واليهودية وخط باطني يحمل الجهاز الاسرائيلي أي الدولة نتائج سياسة البحث عن المصالح الثانوية واسقاط المصالح الرئيسية المتمثلة في الرباط العضوي بين اليهودية والصهيونية. أن تحب اسرائيل هو أن تصبح الشتيمة محل افتخار مثل أن تقول: أنا صهيوني. ليس ذلك ايمانا وانما انفعالا ورفضا فطريا ومتشنجا للتقليل من شأن الصهيونية . هكذا كتب فنكلكروت وهو الأرضية التي تبني عليها عديد الخطابات المصورة التي تتناول الشأن اليهودي اليوم. صورة تظهر شيئا وتقول شيئا آخر… وبين المظهر والقول مسافات.
جملة مفيدة: بعد ثلاثين سنة من دراسة السلوك الانساني، لم يتمكن فرويد من الرد علي هذا السؤال: لماذا لا تعرف النساء التمسك بموقف واحد؟ من فيلم Gun للمخرج الأمريكي روبرت آلتمان.
ناقد واعلامي من تونس
khemaiskhayati@yahoo.fr (المصدر: صحيفة القدس العربي بتاريخ 2 فيفري2006 )

 
 
جرائم اغتيال وقتل وتفخيخ.. بالقلم والكلمات
إذا كان الجميع قد اتفقوا على رفض وإدانة القمع والإرهاب، فإن الإدانة يجب أن تتم على المستويات كافة، وإن أبشع أنواع الإرهاب هو ذلك الذي يستند إلى قوة السلطة، التي تكون أجهزة الدولة بإمكانياتها الضخمة تحت يدها مجرد أداة طيعة، تتحرك من فورها بلا عقل كالوحش الآلي المبرمج على السحق ببرود، منفذاً الأوامر الشاذة لمن بيدهم ضغط أزراره أو إدارة مفاتيحه.
وإن كنا نعرف أن إرهاب الدول درجات: فمنها من تكتفي بالسجن والتعذيب ومنها من لا يشبع بأقل من أكل لحم مواطنيه أحياء حتى ينطبق المثل: «من يرى الموت يفرح بالسخونة»، أي من يرى الإبادة والتصفيات الجسدية يحمد الله على الاعتقالات والسجن فقط، إلا أن إرهاب الدولة يظل إرهاباً مركباً أكثر جوراً وتعقيداً، ذلك لأن الدولة ـ وهي الملجأ الذي يلوذ به المواطن لحفظ حقوقه ـ تصبح بالعة لأبسط الحقوق الإنسانية لمواطنيها، تصبح نافية لحق أن يعيش المواطن أمناً مطمئناً محفوظ الحرمات تحت ظل قانون، يعرف المواطن أنه بقدر ما يحميه يحمي البلاد منه، وفق قواعد وأصول مرعية. وحين تعصف الدولة، المفترض أنها الأعقل والأرصن والمالكة لغضبها لأنها مجموع العقل القيادي، حين تعصف بأمن مواطنيها وتسلط عليهم وحوشها الآلية وفق أهواء وغضبات مسؤولين كبار، من المحليين أو «العولميين»، فيجب أن نعرف أن هناك من المواطنين من يشبهون، في أهوائهم وغضباتهم وانفعالاتهم، هؤلاء المسؤولين.
وإذا كان إطلاق الأعيرة النارية غيلة على السائرين في الطرقات جريمة نكراء تستحق العقوبة القاسية، فإن اطلاق الأعيرة النارية والكلاب المتوحشة لتعذيب أو قتل المعتقلين، الأسرى العزل الأمانة في عنق الدولة، جريمة مماثلة، إن لم تكن أكبر، وهي تستحق أيضاً العقوبة القاسية.
إن ممارسة التعذيب على المعتقلين هي شروع في قتل، والقاعدة الاسلامية تقول: «لا حد على معترف بعد ابتلاء» أي لا عقوبة على من يعترف تحت وطأة التعذيب، ناهيك عن هؤلاء الآلاف خلف الأسوار منذ سنوات من دون تهمة أو قضية أو أحكام قضائية، فقط انهم ضحايا فلسفة: «الضربة الأمنية الاستباقية»، التي تعني: «أنا أسجنك على شأن يمكن تقل أدبك!»، والقتل بالمناسبة، لا يعني فقط القتل بالرصاص، فهناك جرائم قتل واغتيال وتفخيخ بالقلم والكلمات، وهذه الجرائم يمارسها بعض كتابنا «المحترمين» بلا روية ولا رحمة. هناك من الكتاب العلمانيين من يحرض صراحة على كتاب اسلاميين، فوابل رصاص الكلمات انهمر وينهمر على التيار الاسلامي كلما أراد أن يقول: إني هنا في شارع الناس ولي ثقلي وعندي للوطن أحلام ورؤية ووجهة نظر. هناك بين العلمانيين كتاب: «قتلة بالنوايا»، يمارسون الإرهاب بالكلمة ويستعدون السلطات على تيار في الأمة راسخ، ويسدون النصيحة، للمسؤولين المحليين و«العولميين»، أن أبطشوا، واجهضوا، ولاحقوا، وأقلقوا المضاجع ولا تتوانوا.
ان كلمة «الإرهاب» كلمة مطاطة، ألقاها الأعداء كرة مسمومة على المسلمين، ليشوهوا الجهاد في فلسطين أولاً، وسائر بقاع الأرض التي تحاول فيها الأغلبية المسلمة الإفلات من ذيل التبعية، ليستعيدوا للإسلام موقعه وثقله الإنساني والسياسي على مائدة المجتمع الدولي.
أيوه أيوه، نعم: احكوا لنا عما حدث والشريعة الإسلامية تحكم، على مدار الزمن الإسلامي، وقولوا عمن قتل وعمن ظلم، لكن لا تنسوا، حضراتكم، الذي حدث عندما لم تحكم!
(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ2 فيفري2006  )  

هل يمتد زلزال «حماس» إلى الجوار؟

العالم يعيش حالة من الصدمة وعدم التوازن» قالها لي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس حينما اتصلت به يوم الجمعة الماضي لأسأله عن أثر الفوز الكاسح الذي حققته حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والذي فاق كل التوقعات، وأوقع العالم كما قال مشعل في حالة من «الصدمة وعدم التوازن»، لكني اعتبرت على الفور أن الفائز الأول في هذه الانتخابات هو محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الذي أجري واحدة من أفضل الانتخابات النزيهة في العالم العربي فاستحق أن يدخل التاريخ من هذا الجانب، حيث إن التزوير هو السمة البارزة لمعظم الأنظمة العربية حتى إن الانتخابات المصرية لم يكتف القائمون عليها بالتزوير بل قتل خلالها وجرح ما يزيد على خمسمائة مصري في جريمة بشعة ما زال مرتكبوها لم يقدموا للقضاء بعد. كما أن الفائز الثاني هم حركة فتح الذين وإن كان بعض قادتهم قد بلغت بهم الصدمة مبلغاً عظيماً إلا أنهم أعلنوا على الفور التزامهم وقبولهم بقواعد اللعبة الديمقراطية وأنهم سوف يتركون لحماس تشكيل الحكومة القادمة. أما الفائز الثالث فهم حركة حماس التي أصبحت أمام تحديات ربما تكون أكبر بكثير من قدراتها، فالوضع الفلسطيني المعقد وعدم وجود خبرة سابقة للحركة في إدارة الدولة أو حتى المشاركة البرلمانية ربما كان أحد الدوافع لدى كثير من قيادات فتح لإغراق حماس في مستنقع الحكم، وهي تجربة لا شك ستكون صعبة للغاية لا سيما في مراحلها الأولى، فالحديث من مقعد المعارضة مفتوح وليس عليه مسؤوليات أما ممارسة السلطة أو الحكم فإن لها توابع ووسائل وأساليب أخرى لا سيما في مناطق السلطة الفلسطينية التي ما زالت فعلياً تخضع للاحتلال الإسرائيلي. لقد نجحت حماس في التكتيك الدعائي والانتخابية ولجأت إلى خبراء ومستشارين عالميين في مجال الدعاية الانتخابية، ودربت كوادرها بشكل علمي على كيفية حشد الناخبين وراء مرشحي الحركة، كما أنها ابتعدت عن إثارة مشاعر الناس كما فعل الإخوان في مصر حينما رفعوا شعار «الإسلام هو الحل» وأثاروا كثيراً من الزوابع ضدهم فكانت حماس أكثر وعياً من الناحية السياسية فطرحت شعاراً وبرنامجاً يجمع عليه كل الناس هو «الإصلاح والتغيير» وهو مطلب شعبي عام على الإخوان في مصر أن يستفيدوا من الناحية النظرية إذا نجحوا في تطبيقه فإنهم سيخرجون المجتمع الفلسطيني من المعاناة الشديدة التي يعيشها إلى حياة أفضل. أما حالة الهلع التي سيطرت على الغرب فإنها كشفت مقدار الزيف الذي يمارسه الغرب بالنسبة للديمقراطية، فالديمقراطية لديهم يجب أن تكون على هواهم وأن تأتي بالتابعين لهم، لكن خيار الشعوب العربية كما حدث في الانتخابات الأخيرة في كل من مصر وفلسطين اثبت أن الشعوب لها خيار آخر. أما الحرس القديم الذي أشار إليه بوش فإنه السبب الرئيسي وراء كثير من الكوارث التي تعيشها الشعوب، ومن ثم فإن الغرب الذي ينادي بالديمقراطية عليه أن يحترم خيارات الشعوب العربية، وأن يتعامل مع الواقع الذي تفرزه الانتخابات. وقد سألت إسماعيل هنية قائد حماس في فلسطين في حوار أجريته معه في الأسبوع الماضي عن اعتراض الغرب على وصول حماس للسلطة وتحفظات على التعامل معها، فقال إن الجميع سوف يرضخ للأمر الواقع، وقد أخذ الخطاب الغربي مناحي مختلفة لكنه في النهاية سوف يرضخ لخيارات الشعب الفلسطيني، وقد أخبرني مسؤول سياسي بارز في حركة حماس أن الخطاب الأوروبي الإعلامي يختلف عن الخطاب الرسمي الذي أبلغت به حماس قبيل الانتخابات من أطراف أوروبية عديدة بأن أوروبا سوف تتعامل مع حماس إن كانت هي خيار الشعب الفلسطيني. إن زلزال حماس لن يتوقف عند الضفة وغزة وإنما سوف يمتد إلى كل الجوار إن نجحت حماس في تحمل مسؤولية الانتصار وعلى الحكام العرب أن يكون أبو مازن لهم قدوة ليعطوا شعوبهم الفرصة الحقيقية في الاختيار وليدخلوا التاريخ بدلاً من أن يكون مصيرهم مزبلته صحيفة الوطن القطرية 30/1/2006 (المصدر صحيفة الوطن القطرية بتاريخ 30 جانفي 2006 )

بوادر الانتصارات وتراجع الهزائم
2006/02/02 د. علي محمد فخرو
إنتصار حماس هو انتصار لفكر ومنهج. الفكر القائل بالتمسك بالمبادئ والثوابت دون إغفال التعامل مع الواقع ومقتضياته ومحٍّدداته، والمنهج المقاوم للمشروع الامريكي ـ الصهيوني الرامي تركيع الشعب الفلسطيني وسرقة تسعين في المائة من أرضه التاريخية كأمثولة لما يحمله المستقبل لأوطان العرب والمسلمين من تركيع ونهب. إنه إنتصار ومنعطف في واقع العرب السياسي الحديث وخطوة أولي واعدة لمن يرغب في تكملة مشوار الطريق الوعر الطويل. ولأنه يحمل كل تلك الدٍّلالات فانه سيحمل معه أيضاً تبعات واستحقاقات.
فأولاً، هذا انتصار يجب أن لايحمل معه بذور فشله. دعنا نتذكر بأن الانتصارات الناصرية كانت رائعة ومبهرة في حينها وحملت الأمة كلها معها، فلًّما تراجعت وانكسرت أدخلت الأمة كلها في جحيم الفشل والهوان. وإذن فالشعوب العربية والإسلامية مطالبة بأن تعي بعمق بأن انتصار حماس بقدر ما كان فلسطينياً كان أيضاً عربياً وإسلامياً بامتياز. ومنذ الآن تحتاج هذه الشعوب أن تتعامل مع نصر حماس وكأنه ملك لها وجزء من مسؤولياتها اليومية. فإذا انكسر أو هزم ذلك النصر الفلسطيني فانه سيعني غلبة امريكية ـ صهيونية علي كل أحلام وطموحات العرب والمسلمين. وها أن الغرب كلُّه يعتبر انتصار حماس هزيمة لمشروعه الاستيطاني الصهيوني في فلسطين فتدق نواقيس الخطر في كل عواصمه وتخرج كلمات الغضب والابتزاز من فم زعماء كل دوله. ذلك لأنه يعلم جيداً بأن ذاك الانتصار الفلسطيني لن يبقي في مدنها وقراها وإنما سيمتدُّ ويمتدٌّ في أفق المحيط والمستقبل.
وثانياً، فان ابتزاز الغرب المعروف سيتركًّز في موضوع المساعدات المالية، وقد بدأ بزخم كبير. أمام ذلك الابتزاز اللاإنساني يجب أن تتحمُّل الشعوب العربية والإسلامية مسؤولية تعويض الفلسطينيين عمُّا سيفقدونه. هناك حاجة ملحًّة لأن تضغط البرلمانات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني علي كل الحكومات العربية والإسلامية لتخصيص معونات مالية معقولة ومنتظمة ودائمة لتقديمها للحكومة الفلسطينية القادمة أو لمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني. وفي نفس الوقت هناك حاجة لأن يوجد صندوق دعم شعبي عربي ـ إسلامي قادر علي إبقاء نصر حماس حيُّاَ وحيويُّاً في فلسطين. من حق من حقًّقوا انتصاراً عربياً إسلامياً في بلادهم، له انعكاسات كبري في التاريخ والواقع، أن يحصلوا علي دعم عربي ـ إسلامي يعي التاريخ ويتعامل مع الواقع بفطنة وفعل.
وثالثاً، فان حماس التي لم تمارس الحكم من قبل، إدارة وتنظيماً وخدمات وتعامل مع العالم، بحاجة ماسة لمتطوعين عرب ومسلمين يقدمون خدماتهم واستشاراتهم ودعمهم العلمي والفني إذا ماطلب منهم ذلك. وسترتكب حماس خطأ فادحاً إن لم تطلب ذلك في المراحل الأولي علي الأقل. من الضروري أن لا تقع حماس في العوز الفكري السياسي والتنظيمي والإداري حتي لا تسمح للابتزاز الغربي الصهيوني أن ينجح في تطويعها كما طوُّع إخوة لها من قبل وحتي تبقي جذوة الانتصار الفلسطيني جمرة تشعل الدٍّفء المطلوب في أرض يباب العرب والمسلمين.
إنتصار حماس في فلسطين لوأد مهزلة المفاوضات التي لا ولن تنتهي ولوخز ضمير الغرب الذي مات، وإتساع وصمود المقاومة العراقية العربية الباسلة للوجود الاستعماري الامريكي في العراق وإخراج داعميه من حلم اليقظة الطفولي الذي يعيشونه، ونجاح الإخوان المسلمين في المحروسة مصر في كسر نهج احتكار السلطة اللاشرعي… تلك نماذج لبوادر إنتهاء الليل الطويل الحالك الذي خيمُّ علي هذه الأمة عبر العقود الثلاثة الماضية. وهي بوادر ستحتاج إلي دعم متواصل من قبل مؤسسات وشعوب هذه الأرض المستهدفة حالياً وإلي اعتبار نجاحها وتكرارها في أقطار عربية أخري من مسؤوليات تلك المؤسسات والشعوب. في أيام الهزائم تتراجع وتتقلًّص مساحات وحيوية الأحلام والأعمال المشتركة وفي أيام الانتصارات يتمُّ العكس. نحن أمام فرصة باهرة لتدمير مشاعر اليأس والإحباط والإنتقال إلي ساحات الأمل والتضامن والعمل الموحًّد. (المصدر: صحيفة القدس العربي بتاريخ 2 فيفري2006 )

نهاية حلم وبداية آخر
عصام العريان   الحياة     – 02/02/06//
أثار فوز «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) بثلثي مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني أصداءً عالمية واسعة، وأثبت الفلسطينيون أنهم قادرون دوماً على إثارة إعجاب العالم كله. وليست هناك ذريعة لأحد: فالمشاركة عالية جداً، والفوز ضخم، والحركة لها برنامج ورؤية واضحان أيدهما جمهور الناخبين الذين صوتوا لمصلحة مشروع المقاومة الشاملة على كل الأصعدة: تشريعية، وتفاوضية، ومسلحة. مشروع يقف ضد الفساد والانفراد بالقرار الفلسطيني، وضد الخذلان العربي لقضية فلسطين، وضد النفاق العالمي والاستجداء الدولي أمام الجبروت الصهيوني·
هاهم الفلسطينيون يثبتون للعالمين العربي والإسلامي أن الديموقراطية والانتخابات قادرة على تحقيق ما لم تستطع الثورات والانقلابات العسكرية تحقيقه، وهو الحصول على احترام العالم والبدء في إصلاح ما أفسده الثوريون الانقلابيون. التهنئة هنا واجبة للسيد محمود عباس، وحركة «فتح»، والسلطة، وأمنها، الذين اثبتوا أن الإرادة الشعبية هي حجر الزاوية في أي انتخابات حرة ديموقراطية سليمة.
فتح فوز «حماس» والديموقراطية الفلسطينية ملفات مؤجلة في الشارع العربي والإسلامي والدولي: ملف الصراع العربي – الإسلامي – الصهيوني، والملفات الداخلية الفلسطينية: محاربة الفساد المالي والإداري، والتنمية الشاملة، والإصلاح السياسي والإداري، والوحدة الوطنية، وتحقيق الحلم الفلسطيني في دولة ليست عبارة عن علم ونشيد وسجادة في المطارات.
هناك دروس أخرى للحركات الإسلامية، ونموذج جاد للتحول من حركة إلى سلطة وما يفرضه من تداعيات، وتأثير فوز «حماس» في الشباب المندفع إلى تيار العنف للعنف الذي يحرم العمل السياسي ولا يرى أفقاً في المشاركة. وهناك داخل «حماس» نفسها ملفات مؤجلة بسبب توجيه الصراع نحو هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال سياسياً وفكرياً وعسكرياً. الآن هناك أدوار جديدة، وهناك مستقلون انضموا إلى قوائم الحركة ودخلوا المجلس التشريعي، وهناك الداخل والخارج وفلسطينيو 1948. مارس الفلسطينيون نضالاً طويلاً منذ بدأت الهجمة الصهيونية في بواكير القرن الماضي، ومروا بمراحل عدة عليهم اليوم أن يسترجعوها لأن الذاكرة الوطنية والقومية ضرورية في هذه المرحلة الخطرة.·
ولعب المجتمع الدولي بالعواطف الفلسطينية طويلاً ولم يحقق شيئاً يذكر طيلة قرن كامل إلا الاستيلاء على أرض الفلسطينيين ومقدساتهم والتسويف عبر القرارات الدولية التي انتهت إلى مجرد «خريطة طريق».
ولا ينسى الفلسطينيون، حتى ولو نسي العالم كله، أن الاستيلاء على أرضهم تم بقرار دولي وحماية أممية وتواطؤ عالمي وسكوت إسلامي وعجز عربي.
كان شعار منظمة التحرير الفلسطينية في وقت ما ولمدة طويلة: دولة ديموقراطية واحدة يعيش فيها الجميع على قدم المساواة. وكان الادعاء الصهيوني طوال هذه الفترة لرفض هذا الاقتراح أن العرب لا يعرفون الديموقراطية ولا يمارسونها، وان واحة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة هي الدولة العبرية التي تسمح بوجود حركات فاشية عسكرية وأحزاب دينية متطرفة وأخرى علمانية وحركات يسارية ويمينية ويحدث فيها تداول سلطة بشفافية عالية، وحيث الجميع متفقون على الأهداف الاستراتيجية لكنهم يمارسون التكتيكات بكفاءة مشهودة: حزب العمل بنى الدولة وقوتها النووية، وحزب الليكود غرس الضفة مستوطنات من أجل تحقيق حلم إسرائيل الكبرى في تطور جديد لم يحظ بتوافق وطني مثلما حصل عند إنشاء الدولة.
اليوم وغداة «العرس الديموقراطي» الفلسطيني لا يستطيع أحد – لا اليهود ولا الغرب بشقيه: الأوروبي الذي صدر لنا الدولة العبرية، والأميركي الذي حماها وساندها منذ إنشائها إلى يومنا هذا – أن ينكر أن الفلسطينيين مارسوا تجربة ديموقراطية رائدة عالية المستوى لا تقل عن تلك التي بجوارها أو بقية التجارب الغربية.
هل يمكننا اليوم العودة إلى حلم «دولة ديموقراطية واحدة»؟· في اعتقادنا أن أمام ذلك الحلم عقبات كثيرةو منها:
أولاً: حلم «حماس» بإقامة دولة إسلامية على كامل التراب الفلسطيني ومعه الحلم الفلسطيني بتطهير الأرض من الذين دنسوها بهجراتهم المتوالية والعودة إلى حيفا ويافا وعسقلان وعكا وبيوتهم التي مازالوا يحملون مفاتيحها حتى الآن.
ثانياً: حلم «إسرائيل الكبرى» أو حلم نقاء الدولة العبرية الذي عمل عليه ارييل شارون في آخر حياته بعدما أدرك أن الحلم الأول مستحيل عملياً.
ثالثاً: النظام العربي المستبد العاجز الذي لا يملك من أمره شيئاً ويخاف على نفسه من عدوى الديموقراطية الوليدة.·
في هذا الصدد يجدر بالاخوة في المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد والحكومة، وأيضاً الرئاسة – إذا أمكن – أن يتعلموا بعض الدروس من الحركة الصهيونية والدولة العبرية. فليتحدثوا طويلاً عن مسيرة السلام ودفع عجلتها، وفي الوقت نفسه يعملون طويلاً على بناء مجتمع فلسطيني قوي ومتحد في سبيل تحقيق أهدافهم الوطنية والوصول إلى الحلم الفلسطيني. ولا ينبغي التلهف على مفاوضات أو حوارات أو طرق أبواب اليهود أو أوروبا وأميركا، بل ان يسعى الجميع إلى الباب الفلسطيني الواسع الذي فتحته الانتخابات الديموقراطية.
الواضح الآن انه ليس هناك شريك صهيوني يقبل التفاوض مع الطرف الفلسطيني الذي فاز في الانتخابات، والكرة اليوم في الملعب الصهيوني والأوروبي والأميركي. الأولوية الآن لبناء استراتيجية فلسطينية جديدة تكون محل اتفاق الفلسطينيين، محورها الاتفاق على الحلم الفلسطيني: تحرير كامل التراب الوطني، والاتفاق قدر الإمكان على مراحل تحقيقه، والتوافق على آليات ذلك بقدر المستطاع.
ويمكن أن نضيف إلى حلم الدولة الديموقراطية الواحدة التي تتسع للجميع حلماً آخر وهو «حلم بلاد الشام الواسعة» التي تشمل كما كانت من قبل سورية وفلسطين والأردن ولبنان، وهذا حلم آخر يستطيع أن يحل مشاكل معقدة بدت بوادرها الآن في الأفق.
اعتقد جازماً أن بداية النهاية للهجمة الصهيو- أميركية التي تصورت أن العرب خرجوا من التاريخ بدأت مع انتخابات 25 كانون الثاني (يناير) العام 2006، بعد 110 أعوام على بداية الحلم الصهيوني بإقامة الدولة العبرية. لا مكان الآن لفكرة الدولتين التي حلم بها جورج بوش، ولا مكان بعد اليوم لحلم دولة عبرية نقية حلم بها شارون.
رئيس المكتب السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر
(المصدر: صحيفة الحياة  بتاريخ2  فيفري2006 )  

«حماس».. بنت الاخوان المسلمين

خليل علي حيدر*   المؤلم حقا في معظم تجارب العالم العربي السياسية ليس فقط فسادها وتسلطها وفشلها في تحقيق أي اهداف تنموية، بل وكذلك في كونها فوق هذا كله، تمهد بانهيارها أو تراجعها لصعود قوى سياسية واحزاب أسوأ منها وأبعد منها عن روح العصر ومتطلباته.   كثيرا ما يقال ان الفساد في مصر هيأ المجال والمبرر لصعود الاخوان المسلمين في مصر، وان الفشل وسوء الادارة مهد لنجاح حركة حماس في فلسطين.. والحبل على الجرار في العديد من الدول العربية الاخرى، حيث تفضل شرائح واسعة من المجتمع القفز من المقلاة الى النار!   هل الاخوان المسلمون في مصر اقدر على تحديث مصر، وترسيخ الديموقراطية فيها، وتطويرعلاقاتها الدولية، وتوسيع الحريات الدينية والثقافية والتسامح والتعددية، وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل لملايين الناس، وعصرنة نظم التعليم والجامعات، وتجديد القوانين والقضاء على الرشوة والفساد والمحسوبية؟ هل حركة حماس قادرة على الجمع بين الاهداف الفلسطينية والاسرائيلية والامريكية والاوروبية، وادخال سلسلة من التعديلات الداخلية وعلى الفكر والاستراتيجية، لكسب ثقة الجميع؟   هل لدى المصريين عشر سنوات اخرى أو عشرون سنة يخضعون خلالها اهدافهم التنموية ومشاكلهم الملحة وتوازناتهم الداخلية الدقيقة لتجارب وحلول الاخوان المسلمين؟ وهل صفوف الاخوان هناك خالية حقا من الفاسدين والانتهازيين وسراق المال العام.. ممن ينتظرون فرصتهم التاريخية ليتمتعوا بنصيبهم من الدنيا؟   ومن سيصلح الاوضاع وينتشل البلاد بعد تجارب الاخوان القادمة في الاسلمة وتطبيق الشريعة، والتي ستتم بثمن سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي باهظ! هل لدى قادة ومفكرو حماس أي قدرة على حل مشاكل البطالة والفقر وجمود الاستثمار وتسلط الروحية المحافظة والاستبداد الديني في غزة والضفة؟ هل حماس قادرة على فتح اسرائيل، اسواقها ومصانعها، للآلاف من العمال والمزارعين الفلسطينيين؟ هل حماس، وهي بنت الاخوان، قادرة على هجر وسائل عملها وحلفائها، وقيادة البلاد، وسط هذه الحرب العربية والعالمية على التشدد الديني والارهاب، وتشجيع الدول الغنية على تقديم المساعدات، وان يعتبر المجتمع الدولي حركة حماس.. خير خلف لشر سلف!! وهل ستبقى حماس هي حماس ان اجرت كل التغييرات المطلوبة منها، والـ «نيولوك» الذي يتوقعه العالم منها بعد كل عمليات «التجميل»؟   كثيرة اذن الاسئلة وعلامات الاستفهام السابحة في سماء مصر وفلسطين ودول عربية اخرى، والخبراء والمحللون بين متفائل ومتشائم ومتحمس ومتردد.. تجارب الاسلاميين في الحكم لحسن الحظ!! لا تزال محدودة (ايران، افغانستان، السودان.. وشبه تجربة في باكستان)! تركيا بالطبع تجربة مختلفة، وقادتها هناك يحاولون قدر المستطاع ان ينفوا عن انفسهم الصفة الدينية، كما ان تلك الدولة تهيئ قوانينها واوضاعها للانسجام مع الاتحاد الاوروبي.   ويبقى اذن ان ننتظر تطور الاحداث، مهما كانت توقعاتنا، ما دامت هذه هي رياح الديموقراطية في المنطقة. اللافت للنظر ان المكاسب الكبيرة للاسلاميين في مصر وفلسطين، وربما غدا في اماكن اخرى، ناجمة عن الحملة الامريكية لنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط، و«التدخل الخارجي» الذي يهاجمه الاسلاميون نهارا، ولا يكاد يتطرق النعاس الى اجفانهم ليلا لشدة ابتهاجهم بضخامة الثروة التي هبطت عليهم بسبب هذا التدخل وهذه الحملة «الاستعمارية الصليبية الصهيونية».. بشكل غير متوقع! حركة حماس نفسها لعبت دورا في غاية السوء والانتهازية ضد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وربما نسقت مع الجماعات السرية والعلنية والارهابية التي حاولت حماية نظام بغداد قبل سقوطه، وهي نفس الجماعات التي واصلت عمليات القتل والتفجير بعد ذلك في انحاء العراق.. ولا تزال. حركة حماس وقياداتها، لم تلتفت الى جرائم صدام حسين وديكتاتوريته الدموية وعذاب الشعب العراقي في ظل نظامه، بل دعت قيادة الحركة الشعب العراقي الى استقبال الامريكيين بمئات الانتحاريين و«الاستشهاديين» والاحزمة الناسفة، فسبقت في دعوتها تلك حتى «أبو مصعب الزرقاوي»! ومن المؤسف حقا ان توجه حركتان عراقيتان شيعية وسنية عبارات التهنئة لحركة حماس بمناسبة فوزها الساحق في الانتخابات، وهما التيار الصدري والحزب الاسلامي، على الرغم من ان حماس كانت تلتهب حماسا للدفاع عن بقاء صدام حسين، ولا يزال انصارها في مقدمة المدافعين عنه والمتعاطفين مع «الرئيس الشرعي للعراق» والداعمين لما يسمونه بـ «المقاومة العراقية»!   باختصار.. لقد دمر الفساد وسوء الادارة حاضر العرب، وها هو يدمر مستقبلهم.   * كاتب كويتي

 

(المصدر: موقع شفاف الشرق الأوسط  بتاريخ  29 جانفي   2006 )


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.