Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2251 du 21.07.2006
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:أخبار سريعة المجلس الوطني للحريات بتونس: من أجل كف العدوان على فلسطين ولبنان ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان: تجمع غفير احتجاجا علي العدوان الصهيوني علي لبنان و فلسطين الهيئة التونسية لنصرة لبنان: بلاغ صحفي المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية و الخيرية:لبنان وفلسطين مناطق منكوبة البديـل: تحركات تضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني تجمعات نقابية مساندة للمقاومة في فلسطين ولبنان سانا: عمال تونس / تضامن مع لبنان واستنكار العدوان الهمجى يو بي أي: اتحاد الكتاب التونسيين يدعو الي مؤازرة لبنان الصباح :الصباح تستطلع آراء عدد من الشخصيات الوطنية حول الوضع في لبنان عبدالله الزواري: » و يؤاخذ الوالد بجريرة الولد » أو حرمان شيخ في الر ابعة و السبعين من جواز سفره د.خالد الطراولي: شــاهد وشهيــد كلمات على حياء إلى روح أخينا الهاشمي المكي لحبيب امباركي:مأساة مساجين الرأي في تونس الصحة و التغذية:شهادة السجين سمير ديلو الطاهر الأسود : في التوازن الجديد للقوى: شعبية التنظيمات المسلحة الفلسطينية واللبنانية د.أحمد القديدي: أبعد من الحرب الراهنة…اعادة رسم الخرائط و كتابة التاريخ ! مرسل الكسيبي:كيك المجتمعات المدنية العربية فاتحة اعادة رسم خرائط المنطقة القدس العربي:المحامية بشري خليل: الهجوم علي لبنان توسيع للحرب ضد العراق في المنطقة عبد الباري عطوان:القمة العربية وشروطها د. عبدالوهاب الافندي:إفلاس أخلاقي عالمي يشجع الإرهاب أقلام أون لاين:أفكار الترابي تثير جدلا كبيرا في تونس د. عزالدين عناية: يهوذا الإسخريوطي والإنجيل المنسوب له هادي دانيال :بعمامة ياقوتٍ وموّالٍ أخضر الشروق التونسية :«ماريا كاري» في تونس منذ ليلة أمس: تأخرت عن موعدها بساعتين وحلت بمطار تونس قرطاج على متن طائرتها الخاصة الصباح :في مطار تونس قرطاج الدولي:أجواء احتفالية.. أطفال وجـمعيات خيرية في استقبال النجمة ماريا كاري
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقـــوق الإنســـان تونس في 21 جويلية 2006 بيـــان
علمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن السيد عبد الرحمان التليلي الأمين العام السابق للاتحاد الديمقراطي الوحدوي المقيم بالسجن المدني بتونس منذ سنة 2003 والمحكوم بتسعة سنوات نافذة ، يشن إضرابا عن الطعام منذ يوم الخميس 06 جويلية 2006 مطالبا بتوفير العلاج المناسب له بمركز استشفائي. وقد أعلمتنا عائلة السيد عبد الرحمان التليلي، المصاب بمرض السكري، أنها عرضت ملفه الطبي على أطباء مختصين فنصحوا بضرورة معالجته بوسط استشفائي لأن هذا المرض يؤثر بصفة متواصلة على وضعه الصحي وخصوصا بصره. إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تعبر عن انشغالها لتدهور الحالة الصحية للسيد عبد الرحمان التليلي و لما يمكن أن ينجر عن هذا الإضراب من مخاطر إضافية قد تهدد حياته. وعليه فإنها تذكر السلط التونسية مرة أخرى بما يضمنه القانون للمساجين من حق كامل في العلاج المناسب لحالتهم الصحية، وهي تطالبها بالاستجابة فورا لمطلب السيد عبد الرحمان التليلي حفاظا على حياته و احتراما للقانون. عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقـــوق الإنســـان تونس في 20 جويلية 2006 أخبار سريعة
السجين السياسي أيمن الدريدي تحت المحاصرة المتواصلة
يتواصل تضييق الخناق على السجين السياسي أيمن الدريدي الذي وقع إبعاده عن عائلته المقيمة بمنزل بورقيبة إلى سجن باجة. وقد علمنا من عائلته أنه نقل قبل ذلك من سجن برج الرومي إلى سجن بنزرت المدينة أين بقي عشرة أيام أضرب فيها عن الطعام لما كان يلقاه من ضغوط لإجباره على الإمضاء على أوراق بهدف الرجوع في تصريحاته السابقة والمتعلقة بتعذيبه والاعتداء على معتقداته الدينية عندما كان بسجن برج الرومي. كما أعلم عائلته أن محاولات عديدة لمغالطته حصلت إذ قدمت له أوراق للإمضاء عليها بدعوى أنها صادرة عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (هاهو عندك أوراق جاية من الرابطة باش تصحح عليهم). كما أن هذه الضغوط تمثلت بإحالته مرتين على محكمة ناحية بنزرت في القضيتين عدد 65195 و65636 من أجل الاعتداء بالعنف وحكم عليه في كل واحدة منها بستين دينار خطية وهي محل استئناف الآن لدى المحكمة الابتدائية ببنزرت كما أعلمتنا عائلته أنه أرسل رسالتين الأولى إلى السيد منير صولة قاضي التحقيق الأول ببنزرت يطلب فيها سماعه في القضية المرفوعة ضد السيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة ببنزرت بدعوى نشر أخبار زائفة، والرسالة الثانية أرسلها إلى محاميه الأستاذ أنور القوصري لنفس الغرض( و لم يتسلم الأستاذ القوصري هذه الرسالة إلى حد الآن). وافادت العائلة أن السجين أيمن الدريدي يعيش في سجن باجة في غرفة مع عدد من السجناء تحت مراقبة مشددة، فهو يمنع من الحديث مع بقية السجناء أو الأكل معهم والاتصال بهم بأي عنوان كان. قطع الإنترنت عن المقر المركزي للرابطة يتواصل التحكم عن بعد من طرف الأيادي الخفية في خط الربط بشبكة الإنترنت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمقر المركزي. وقد عاينت الهيئة المديرة أنه لا يمكن الاتصال بالشبكة هذه الأيام. وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك. مواصلة تشديد الحصار على منزل السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت يتواصل منع السيد علي بن سالم من استقبال من يريد بمنزله الكائن فوق مقر الفرع. وقد عمدت السلطات الأمنية يوم الثلاثاء 18 جويلية 2006 إلى منع ابن أخيه المقيم بالخارج و الذي قدم لزيارة عمه من دخول المنزل. هذا وتتواصل محاصرة مقر الفرع بأعداد غفيرة من الأعوان يقومون كل يوم باستعراض للقوة أمام المقر بهدف ترهيب المواطنين ونشطاء حقوق الانسان. السجين بالطيبي يشن إضرابا عن الطعام علمت الرابطة أن سجين الإنترنت علي رمزي بالطيبي المقيم حاليا بالسجن المدني ببنزرت شن إضرابا وحشيا عن الطعام (دون ماء وسكر) بداية من يوم الخميس 13 جويلية 2006 ولمدة ثلاثة أيام احتجاجا على قطع الزيارة عنه بدعوى أنه تطرق لمواضيع ممنوع الحديث فيها (وضعه بالسجن والانتهاكات التي يتعرض لها). وقد علق الإضراب بعد أن زاره مسؤول أمني بالجهة ووعده مع مدير السجن الذي كان حاضرا بعدم تكرار قطع الزيارة وبالتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها. فروع الرابطة بالجهات تطالب بحقها في مساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني من المنتظر أن يقوم عدد من فروع الرابطة بالجهات بتحركات لمساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين تقترف في حقهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتتمثل هذه التحركات حسب الظروف بالجهات في اجتماعات وتجمعات وطلب مسيرات بالتنسيق مع بقية فعاليات المجتمع المدني.
المجلس الوطني للحريات بتونس:
تونس في 17 جويلية 2006
من أجل كف العدوان على فلسطين ولبنان
ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين
تشنّ الآلة الحربية الإسرائيلية منذ أسابيع بغزّة والأراضي الفلسطينية المحتلّة ومنذ 13 جويلية في لبنان حملة تقتيل للمدنيّين وهدم لمنازلهم وضرب للمنشآت المدنيّة بها من مخازن ماء وكهرباء وجسور وطرقات وغيرها من المرافق، بعد ضرب حصار جوّي وبرّي وبحري بما نتج عنه إزهاق المئات من الأرواح وبثّ الرعب بين الأهالي بهدف خلق عملية تهجير واسعة. وجاء ذلك العدوان بعد أن نفّذت جماعات المقاومة التابعة لحزب الله عملية أسر لجنديّين إسرائيليّين على الحدود اللبنانية. وكانت قد سبقت هذه الهجمة حملة تقتيل عشوائية في فلسطين واختطاف لنوّاب ووزراء في الحكومة الفلسطينية من قبل الجيش الإسرائيلي إثر أسر أحد أفراده. وقد عبّرت إسرائيل عن عزمها على استباحة كل لبنان حسب القيادة العسكرية الإسرائيلية التي أكّدت عزمها على ترهيب السكّان وتهجيرهم نحو الشمال قصد إخلاء جنوب لبنان من سكّانه. ويتم ذلك في ظل صمت وتبرير دوليين لجرائم الحرب هذه، بمواقف تعتبر سلوك إسرائيل « حالة دفاع شرعي ». ويسجّل المجلس عدم اتخاذ أي موقف من قبل الأمم المتحدة إزاء الاعتداء على سيادة لبنان من قبل جيش احتلال في حين سبق أن سارع هذا الهيكل لإصدار قرارات تدين البلدان الرافضة للدور الإسرائيلي في المنطقة. وقد ارتكز الموقف الأممي على المساواة بين عملية حزب الله والحرب العشوائية الشاملة التي تشنّها إسرائيل. وأحجم مجلس الأمن حتى على المطالبة بوقف الحرب. كما جاء الموقف الأوروبي كذلك مسوّغا للهجمة على لبنان مبررا الحرب بعملية حزب الله العسكرية. ولم يختلف عن سابقيه موقف مجموعة الثماني الذي سمح بإطلاق يد إسرائيل بدعوى حقها في الدفاع عن النفس. وقد شجّع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في ارتكاب المزيد من أعمال التقتيل والتدمير ما صدر من مواقف عن عدة حكومات غربية وخاصة منها الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت أنّ ما تقوم به إسرائيل هو من باب الدفاع عن النفس. وازدادت عزلة لبنان بعد الموقف العربي الرسمي الذي لم يقدّم موقفا موحّدا أو أبسط دعم مادي أو معنوي للشعب اللبناني. وذهبت بعض الدول العربية إلى تحميل مسؤولية الأوضاع لحزب الله. ولم تكتف الحكومات العربية بالتنصّل من مسؤولياتها، بل منعت المواطنين حتى من حق التظاهر والاحتجاج على هذه الجرائم، في حين تتظاهر بشكل يومي في إسرائيل مجموعات السلام مطالبة بوقف الحرب والانسحاب من لبنان. وفي هذا الإطار يندّد المجلس بما وقع اليوم في العاصمة تونس من منع لمظاهرة سلمية انطلقت من ساحة المقر المركزي لاتحاد الشغل وقع التصدّي لها باستخدام العنف الشديد، ممّا أدّى إلى إصابة 7 نقابيين من بينهم كمال الزنايدي (كاتب عام نقابة مستشفى شلرل نيكول) وزهير نصري (عضو جامعة الصحّة) ولطفي الأحول (نقابة التعليم الثانوي) ونقلهم إلى المستشفى وإيقاف بعض المشاركين في التجمّع النقابي. والمجلس الوطني للحريات: – يطالب بوقف تقتيل المدنيّين. ويدعو منظمة الأمم المتحدة التي لم تتردد من قبل في اتخاذ حصار شامل وقاس ضد الشعب العراقي إلى القيام بدورها واتخاذ عقوبات صارمة على إسرائيل ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وإحالتهم على المحكمة الجنائية الدولية. – يدعو إلى تفعيل آليات الشرعية الدولية لإجبار إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وكف عدوانها والتعويض عن الخسائر التي ألحقتها بلبنان. – يطالب الحكومات العربية بالوقوف بجدية لحماية الشعبين الفلسطيني واللبناني وتسخير الإمكانيات اللازمة لتلبية حاجياتهم الملحّة عوض التجنّد لقمع تعبيرات التضامن الشعبي. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين
الهيئة التونسية لنصرة لبنان تونس في 21 جويلية 2006 بلاغ صحفي
في ضوء خطورة العدوان الغاشم للكيان الصهيوني على الشعب اللبناني ودعما لصمود المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتعبئة للجماهير التونسية تقرر على اثر اجتماع شعبي في مقر الديمقراطي التقدمي بالعاصمة يوم 17 جويلية الجاري تكوين: الهيئة التونسية لنصرة لبنان والتي تضم عديد الشخصيات الوطنية والفاعلين السياسيين والنقابيين والمستقلين وتبقى مفتوحة للجميع من أجل هدف واحد وهو الوقوف مع الشعب اللبناني في وجه العدوان الصهيوني. وتكونت الهيئة من الأعضاء:
أحمد نجيب الشابي والبشير الصيد وراضية النصراوي ومنجي اللوز وعصام الشابي ومحمد القوماني والمولدي الفاهم وجلول عزونة وخالد الكريشي ومحمد فوراتي وعمر الشاهد وفضيلة الشابي وعبدالله قرام وعبد الحميد الصغير وحسان قصار وعبد المؤمن بلعانس وميّة الجريبي وعلي الجوهري ورشيد خشانة. واختارت الهيئة ناطقا رسميا باسمها العميد السابق الأستاذ البشير الصيد. وقد باشرت الهيئة عملها بمقر جريدة » الموقف » 10 آف نوهال تونس. عن الهيئة الناطق الرسمي البشير الصيد
جندوبة في 21 جويلية 2006 خبر سريع
اليوم الجمعة 21 جويلية 2006 علي الساعة منتصف النهار تجمع عدد غفيرمن النقابيين و الحقوقيين و ممثلي الأحزاب السياسية و كل مكونات المجتمع المدني المناضل بدار الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة احتجاجا علي العدوان الصهيوني علي لبنان و فلسطين و رفعوا شعارات تدين هذا العدوان و تساند المقاومة في لبنان و فلسطين و العراق. إلا أن حشودا غفيرة من قواة الامن حاصرت مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة و منعت المتجمعين من الخروج للتضاهر باستعمال العنف و القوة. كما وقع منع بقية المتظاهرين من الالتحاق بالمتجمعين و حوصرت المدينة و منع المناضلون القادمون من المدن المجاورة ( بوسالم, طبرقة, غارالدماء , عين دراهم…… ) من دخول مدينة جندوبة . و وقع جر الأخ الهادي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و احتجازه بالحافلة المخصصة لنقل أعوان الأمن لمدة نصف ساعة, و بتدخل الأخ المولدي الجندوبي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة تم الإفراج عنه. ودام الحصار و التظاهر ساعتين. الهادي بن رمضان رئيس فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
نظم اتحاد النقابات في مدينة جندوبة (الشمال الغربي من تونس) تجمعا عماليا شارك فيه مكونات المجتمع المدني المناضلة بمختلف شرائحه الحقوقية و الحزبية يوم الجمعة 21/07/2006 على الساعة الثانية عشر وقوفا إلى جانب المقاومة في لبنان . لقد اصطدموا بحاجز امني رهيب يجمع جميع فرق الأجهزة الأمنية ، الأمر الذي استحال معه خروج المناضلين للشوارع و اجبر المتظاهرون على البقاء بساحة مقر اتحاد النقابات بجندوبة
رابح الخرايفي
مسيرة وطنية نصرة للشعب اللبناني
علمنا أن الاتحاد العام التونسي للشغل تحصل على ترخيص لتنظيم مسيرة وطنية نصرة للشعب اللبناني ومقاومته الباسلة للعدوان الصهيوني يوم الاثنين 24 جويلية على الساعة السادسة مساء. وينظم الاتحاد هذه المسيرة بالاشتراك مع الهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الوحدة الشعبية وحركة التجديد. وحدد مكان المسيرة بشارع محمد الخامس إنطلاقا من ساحة 7 نوفمبر.
ومن المنتظر أن يقبل المواطنون التونسيون من مختلف المشارب الفكرية والسياسية على هذه المسيرة نظرا لدقة الوضع وانتصارا للمقاومة البطولية في لبنان وفلسطين.
مراسلة خاصة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 21 جويلية 206
تحركات تضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني
تجمعات نقابية مساندة للمقاومة في فلسطين ولبنان
اجتمع ما يزيد عن 150 نقابي ومناضل سياسي وحقوقي من جهة قفصة (الجنوب الغربي التونسي) في مقر الاتحاد الجهوي للشغل للتباحث في سبل مساندة ودعم المقاومة في كل من فلسطين ولبنان ولتحديد سبل الاحتجاج عما يجري هناك. وقد تداول على الكلمة ممثلين عن الاتحاد الجهوي (الكاتب العام) وعن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (السيد فتحي تاتاي) وعن حزب العمال الشيوعي التونسي (الرفيق عمار عمروسية) وعبّر الحاضرون عن غضبهم وغضب الشارع التونسي حيال المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني مدعوما بالامبريالية الأمريكية وفي صمت كامل من العالم ومن الأنظمة العربية العميلة. وقد ألحّ الكثير من الحاضرين على ضرورة تجسيد المساندة في أشكال نضال ميدانية وتحدي حالة الحصار التي ضربها نظام بن علي كل الفضاءات العمومية خوفا من غضب الشعب ومن أي انفلات قد يتجاوز معنى التضامن والمساندة للأشقاء في فلسطين ولبنان ليطرح قضاياه المحلية ويهدد النظام التونسي نفسه. وقد انتهى النقاش بالاتفاق على استمرار التجمع والتشاور بين كل من النقابيين ولجنة 18 أكتوير بالجهة ولجنة مناهضة التطبيع أيضا لتحديد أشكال العمل الميدانية وخاصة تنظيم مسيرة احتجاجية شعبية في الأيام القليلة القادمة. وللإشارة فإن هذا التجمع هو واحد من سلسلة التجمعات التي ستشهدها دور الاتحاد بالجهات خلال هذه الأيام. هيئة إدارية وطنية… ومن جهته دعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الخميس 20 جويلية إلى انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية (القيادة الموسعة للاتحاد) للنظر في سبل مساندة ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين. وتتجه النية بالخصوص إلى تكليف المكتب التنفيذي بتقديم طلب رسمي للسّلط للسماح بتنظيم مسيرة وطنية شعبية في شوارع العاصمة للاحتجاج على ما يلحق بالشعبين الفلسطيني واللبناني من دمار وتقتيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفي صمت مطبق من كل العالم وخاصة أنظمة العار والخيانة العربية التي لم تستطع حتى على الاتفاق على عقد قمة معلوم مسبقا أنها ستكتفي « بالتنديد والشجب » في أحسن الأحوال. وللتذكير فإنّ النقابيين التونسيين (حوالي 200 نقابي) كانوا نادوا يوم الاثنين الماضي لتجمع أمام المقر المركزي للمنظمة النقابية بتونس العاصمة حاولوا تحويله إلى مسيرة في الشارع بعد أن رفعوا الشعارات والهتافات المساندة فاعترضتهم قوات البوليس بأعداد تفوق التصور والخيال (بوليس سياسي وفرق البوب) لتمنعهم من التظاهر مستعملة الهراوات وكل أشكال التنكيل الأمر الذي خلف عدة حالات من الجرحى نذكر منهم بالخصوص كمال الزنايدي وزهير النصري (من قطاع الصحة) الحبيب بالحاج (التعليم الأساسي). كما تم إيقاف بعض النقابيين (رؤوف السباعي من البريد) وعدد من الشبان الطلبة والعاطلين. وقد أطلق سراحهم بعد أن تدخل أحد أعضاء المكتب التنفيذي لدى وزارة الداخلية. وينتظر أن لا تطول أشغال الهيئة الإدارية وأن تقرر مسيرة وطنية في تونس العاصمة. وعلم من جهة أخرى أن الأمين العام للاتحاد السيد عبد السلام جراد أجرى اتصالات ببعض قياديي الأحزاب القانونية للتشاور حول سبل تنسيق الجهود في التحركات التي يمكن تنظيمها في المستقبل. لكن النقابيين الذين يستعدون لمثل هذه التحركات عبروا عن امتعاضهم من تنظيم مسيرة على شاكلة المسيرات القانونية التي سبق أن تم تنظيمها في شارع محمد الخامس بالعاصمة بعيدا عن الحركة وعن الرأي العام الشعبي. تحركات أخرى ممكنة… وعلى صعيد آخر التأم بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي في الأيام الماضية تجمّع ضم العديد من مناضلي الأحزاب والجمعيات والمستقلين وبالخصوص أطراف حركة 18 أكتوبر للتباحث في الوضع في لبنان وفلسطين وشكلوا لجنة متابعة تجتمع اليوم الخميس 20 جويلية لتكلف منسقا من داخلها ولتضبط خطة تحرك ميدانية خلال الأيام القادمة. (المصدر: البديـل عاجل قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 جويلية2006 )
المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية و الخيرية
لبنان وفلسطين مناطق منكوبة المكتب الدولي يستنفر المنظمات العضو من أجل مساعدات طارئة للضحايا
تعيش غزة منذ 25 يوما ولبنان منذ التاسع من هذا الشهر، تحت سطوة عدوان إسرائيلي شامل ثلث ضحاياه من الأطفال وستة بالمائة فقط من المقاتلين والباقي من المدنيين البالغين نساء ورجال. ولقد تعمدت إسرائيل ضرب البنية التحتية في غزة ولبنان من جسور ومولدات كهرباء ومحطات ضخ المياه ومباني الوزارات والإدارات القادرة على التدخل والصيانة في محاولة لتكرار أنموذج هيروشيما: التحطيم الكامل يحقق الاستسلام الفوري. لسنا بحاجة لتكرار الحديث عن الحصار الدوائي والغذائي والمالي، فقد قررت الإدارة الأمريكية حماية الحكومة الإسرائيلية في جرائم حربها واعتبار الضحية جلادا والمجرم حملا بريئا. أما الحصار الذي يصيب 12 مستشفى في غزة وضعف العدد في جنوب لبنان فليس سوى تلقين درس لمن يصوت للإرهاب ؟؟ إن المكتب الدولي للجمعيات الإنسانية والخيرية يناشد كل المنظمات الأعضاء والصديقة، التحرك من أجل نجدة لبنان وفلسطين باعتبارهما اليوم مناطق منكوبة تعيش حالة إبادة جماعية بطيئة. وهو يطالب المجتمعات المدنية بالتحرك لوقف حملة التسميم الشاملة للرأي العام التي تقوم على اعتبار ما يجري مجرد حرب على الإرهاب للتخلص من حماس وحزب الله ومنح السلام للمنطقة. لم يكن السلام يوما ابنا طبيعيا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لقد خسرت غزة ولبنان أكثر من 700 قتيل وآلاف الجرحى وأكثر من 600 ألف نازح وتدمير بقرابة 9 مليارات دولار حتى اليوم. وما زال السيد كوفي عنان يتحدث عن إعادة جنديين هما أسرى حرب وفق اتفاقية جنيف وينسى عشرة آلاف أسير فلسطيني وعربي. إننا في حقبة إذلال الحق لحساب القوة وإذلال الشعوب لحساب تفوق إسرائيلي في المنطقة ولا يمكن لكل أنصار التحرر والسلام والحرية أن يكونوا على الحياد إن واجب كل المنظمات العضو في أن تستنفر كل طاقاتها لتخفيف معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني وواجب كل الشرفاء أن يقدموا ما يستطيعون للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب المنكوبة. باريس وجنيف 21/7/2006
اتحاد الكتاب التونسيين يدعو الي مؤازرة لبنان
2006/07/21
تونس ـ يو بي أي: استنكر اتحاد الكتاب التونسيين امس الخميس بشدة ما وصفه بـ الهجوم الهمجي الإسرائيلي علي لبنان الذي دخل يومه التاسع، ودعا الي الوقوف الي جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف المصيرية. وقال في بيان وزعه في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها الأشقاء في لبنان العربي بسبب العدوان الصهيوني الغاشــــــم علـــــي الأرض والانسان والبني التحتية، وعلي كل شيء يتحـــرك من الجنوب الي الشمال يستنكر الكتاب التونسيون بشدة هذا الهجوم الهمجي . واعلن الاتحاد تضامنه القوي وتعاطفه الكامل مع الأشقاء في لبنان ، وقال البيان ان الكتاب يناشدون جميع الاتحادات العربية والدولية للكتّاب والأدباء الوقوف الي جانب الشعب اللبناني ونصرته في هذه الظروف المصيرية،ودعم مقاومته،والتنديد بما يقترفه العدو الصهيوني من جرائم ومجازر رهيبة ضد الشعب اللبناني الأعزل والمسالم . الي ذلك، تواصلت ردود فعل الشارع التونسي ،إذ اعتبر المخرج المسرحي التونسي المنصف السويسي أن ما يحدث حاليا في لبنان هو امتداد لما حدث ويحدث في العراق وفي فلسطين . وقال انه يشعر مع ذلك بالفرح لأن المقاومة اللبنانية هي مدعاة للايمان بالطاقات العربية الاسلامية، وبالقدرات الدفاعية وان الأمل مازال قائما في هذه الأمة. كما ان الشعوب العربية يمكن لها ان تتحرك اذا ما تركتها السلط المهزومة . ومن جهتها انتقدت المسرحية التونسية زهرة بن عمار بشدة الموقف العربي الرسمي تجاه لبنان وفلسطين، وقالت ان هذا الموقف هو بمثابة من يلقي بقشة لغريق في بحر ليس فيه ماء فقط،وانما وحوش وقروش تفتك بالغريق . وبالمقابل اعتبر المحامي سمير عبد الله أن الحقيقة المرة التي كشفها العدوان الاسرائيلي علي لبنان هي أن السياسة الدولية فقدت أخلاقياتها،ولم يعد للقانون الدولي أي وزن .
عمال تونس / تضامن مع لبنان واستنكار العدوان الهمجى
الجمعة, 21 تموز , 2006 – 01:40 تونس / سانا دعا عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد التونسى للشغل خلال اجتماع الهيئة الادارية المركزية للاتحاد أمس كل العمال والنقابيين التونسيين الى مساندة الشعب اللبنانى فى المحنة التى يعيشها فى ظل العدوان الاسرائيلى المجرم والمستمر على لبنان . واستنكر /جراد/ الصمت الدولى الرهيب ازاء المجازر التى يتعرض لها المدنيون فى لبنان وفلسطين مشددا على ضرورة حشد التأييد الدولى لهم من خلال الاتصال بالمنظمات النقابية الاقليمية والدولية لنقل صورة الوضع الانسانى الخطير الذى تخلفه الالة العسكرية الاسرائيلية المعتدية فى لبنان وفلسطين. ودعا الاتحاد التونسى للشغل الى المشاركة بالمظاهرات وبحملات التبرع بالمال والدم لمساعدة المنكوبين اللبنانيين. وقرر أعضاء الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسى للشغل التبرع بمنحهم المالية لمدة شهرين للشعب اللبنانى تضامنا مع صموده فى وجه العدوان الصهيونى السافر عليه . كما قررت المركزية النقابية التبرع بمبلغ رمزى قدره خمسة الاف دولار أمريكى لاتحاد عمال لبنان ودعوة كل النقابيين الى التبرع بمنحهم النقابية لفائدة الشعب اللبنانى . (المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء بتاريخ 21 جويلية2006 )
الصباح» تستطلع آراء عدد من الشخصيات الوطنية حول الوضع في لبنان
تونس ــ الصباح: تدخل الحملة العسكرية الاسرائيلية المفتوحة على لبنان يومها العاشر فيما تبقى ساحة المواجهة مرشحة على كل الاحتمالات والتحولات لا سيما امام التصعيد الاسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود والتوقعات بعد ان امتدت الالة العسكرية الاسرائيلية لاستهداف المدنيين في الملاجئ والمستشفيات وسيارات الاسعاف ولم تستثن من اهدافها حتى قوافل الاغاثة الانسانية والادوية والاغذية في طريقها الى المدنيين الاطفال والمرضى المحاصرين في القرى والبلدات اللبنانية المعزولة عن بقية اجزاء لبنان فالى اين يتجه المشهد اللبناني
وماهي الاحتمالات والقراءات المحتملة لحرب الاستنزاف التي تشنها اسرائيل على كل من لبنان الاراضي الفلسطينية المحتلة تحت ذريعة استعادة جنودها الذين اسرتهم المقاومة وماذا عن الموقفين العربي والدولي ازاء التطورات الخطيرة الحاصلة وهل من مجال للحديث في خض كل ذلك عن دور عربي او دولي يؤشر لتغليب منطق العقل وسيادة القانون والشرعية الدولية ام هل ان هذه الحرب اعلان باندثار القانون الدولي الانساني وحقوق المدنيين في حالات الحرب والنزاعات؟ وفي هذا الاطار حاورت الصباح ثلة من اهل الاختصاص جمعت كل من السيد الشاذلي القليبي الامين العام السابق لجامعة الدول العربية والسيد احمد ونيس ديبلوماسي وسفير سابق والوجه الاعلامي رضا الكافي في هذه المصافحة المفتوحة في محاولة لقراء المشهد اللبناني وما يمكن ان يحمله من تطورات وفيما يلي نص هذه اللقاءات. اعداد: اسيا العتروس
الشاذلي القليبي: «الخط الدولي تحدده مصالح الكتلة الأقوى»
الى اين يتجه المشهد اللبناني في خضم حملة التصعيد العسكري المتواصلة على لبنان والتدمير الشامل للبنى التحتية في لبنان؟ – لاسرائيل اهداف تريد تحقيقها في فلسطين وهي عازمة على ضرب كل انواع المقاومة التي تعترض سبيلها. من ذلك جاء الاعتداء على لبنان لان في المنطقة الجنوبية من لبنان والمتاخمة لاسرائيل قوة شعبية منظمة تنظيما حديثا. وهي بالمرصاد لاسرائيل لا في لبنان فحسب بل ايضا في الاراضي الفلسطينية المحتلة. هدف اسرائيل في لبنان هو القضاء على هذه القوة بكل الوسائل. لذلك فان الهجوم على لبنان سيستغرق الوقت اللازم لتحقيق هذا الهدف. كيف يمكن تفسير الموقف الدولي المتخاذل للتوصل الى قرار لوقف اطلاق النار؟
الموقف الدولي دوما مرتبط بمصالح.وهو حصيلة التوازنات المتغيرة دوما في الزمان وفي المكان بين مختلف المصالح. وسنة العمل السياسي ان مصالح الجانب الاقوى هي التي ترسم الخط الدولي.اما المبادئ التي يتضمنها ميثاق الامم المتحدة فهي «محيط» سياسي واخلاقي يشير الى اتجاهات لكن لا تكتسب مضامينه القوة الا عند اقترانها بمصالح هامة ترجح الكفة لفائدتها. والا فالخط الدولي انما هو ما تمليه مصالح الكتلة الاقوى -او الدولة الاقوى.
وماذا عن الموقف العربي والاتهامات في بعض الاوساط الاعلامية بان اسرائيل تخوض حربا ضد حماس وحزب الله والاصولية المسلحة نيابة عن دول عربية؟ ـ من الاحلام العربية الجميلة القديمة تغليب المشاعر على المصالح في الخط السياسي بين الدول العربية وقد ظهر في قضايا مختلفة وفي فترات عديدة ان المشاعر والعواطف لا تصنع التضامن لان تناصر الدول متوقف على توافق مصالحها لذلك كنت اشدد دوما على وجوب بناء التضامن العربي على اسس متينة وثابتة وغير مرتبطة بتقلب الامزجة ولا بفورة العواطف. اعني بذلك ضرورة بناء شبكة من المصالح المشتركة بين الدول العربية تجعلها في ترابط متين في مصالحها العاجلة وفي اهدافها البعيدة ويكون ذلك بالتراضي وبالاقتناع بل وبالتحمس.
هو العمل الذي شرعت فيه الجامعة خاصة من خلال القمة الاقتصادية الاولى المنعقدة بعمان سنة1980؟ لكن الحرب بين العراق و ايران حتمت على دولنا الانصراف الى اطفاء ما سمي بـــ«الحريق». لكن جاءت بعد ذلك النكبة التي زعزعت الركن الاساسي في الرابطة العربية.اعني الاعتداء على الكويت وما تبعه من كوارث وما ظهر بسببه من قناعات جديدة تتلخص في ان ما كان يسمى بالتضامن العربي لم يساعد الكويت على الدقاع عن امنه والحفاظ على سيادته. لذلك ناديت ــ مرات ومرات ــ بان على دولنا ان «تنقح» ميثاقها بل ان تغير فلسفة هذا الميثاق.اعني بذلك ان تعوض الميثاق الحالي بوثيقة تنص على سبل الترابط بينها واليات التعاون بينها من اجل التوصل الى ما حققه الاوروبيون، اعني اتحاد فعلي بين دولنا في شؤون الاقتصاد والاجتماع والتعليم والثقافة.بكلمة موجزة اتحاد في الشؤون التي تقوم عليها الحضارة والثقافة والاشتراك في المصير اي عماد المجتمعات العربية.و بالاحرى ما تراه انه من مصلحتها. وكيف ترون دور الجامعة العربية ومسؤوليتها ازاء لبنان في المرحلة الراهنة والمستقبلية؟ -دور الجامعة هو ما كنت اتحدث عنه الجامعة اداة في خدمة مصالح الدول ونخطئ او نحلم اذا اعتقدنا ان الجامعة سلطة عليا تفرض على الدول الاعضاء السياسية التي تراها صالحة.فاذا تغير الميثاق بموافقة الدول واقتناعها وتحمسه فان الجامعة ستصبح اداة قوية لخدمة المصالح العربية العاجلة والاجلة التي تجعل منها قوة اقتصادية وبالتالي قوة سياسية ذات كلمة مسموعة.
أحمد ونيس «ما يجري في لبنان ليس سوى مقدمة»
كيف يبدو لكم المشهد اللبناني وما الذي يمكن ان يحمله في طياته لبنان او للمنطقة؟ ـ المشهد الحاصل منتظر وليس مفاجئا وما يحدث اليوم على الساحة اللبنانية مؤشر على الصورة الاستراتيجية في المنطقة المتوسطية كاملة اننا على خزينة بارود تنتظر شرارة الانفجار وجائت الشرارة والسبب ليس اسر المقاومة اللبنانية لجنديين اسرائيليين ولكن السببب هو هذا الوضع الملغم الذي كان بانتظار هذه الشرارة والتي كان بالامكان ان تاتي من اي جانب. ولو انه تم القبض على جندي فينزويلي مثلا في بلد مجاور لما بلغ الامر هذا الحد من الدمار والخراب هناك واقع لابد من الاعتراف به في المقاومة الشرعية الفلسطينية واللبنانية. الى اين يمكن ان تتجه الاحداث؟ ـ المطلوب اسرائيليا فرض حل مسلط تم الاتفاق بشانه بين حكومة اولمرت والقيادة الامريكية في واشنطن بعد الزيارة التقليدية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بعد توليه منصبه وهو الحل الذي تنوي اسرائيل تنفيذه وما حدث ان التوقيت لم يكن مضبوطا بعد زيارة اولمرت الى واشنطن والتزكية التي يريدها والحملة العسكرية الاسرائيلية على لبنان ستنتهي بتنفيذ المشروع الذي وقع طبخه في واشنطن.. كيف يمكن تفسير هذه الحملة العشوائية في استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية للدولة اللبنانية؟ ـ هذا طبعا جزء من المخطط والحل النهائي الذي تم تخطيطه سيكون موجع للساحة العربية وما حدث خلال قمة مجموعة الثمانية انه تم اخماد كل الاصوات التي كان يمكنها ان تحتج على ما يحدث بهدف تنفيذ الحل النهائي والذين لم يدخلوا الحرب ولم توجه لهم نيران الحرب فان النار السياسية بدات عليهم وقد بدات الواجهة الاولى للحرب في غزة ولبنان بحكم قدرة المقاومة التي مازالت حية في المجتمع الفلسطيني المناضل وقد امكن بفضل الجبهة الجديدة المفتوحة على لبنان كتمان وتغطية التهديم اليومي الحاصل ضد الفلسطينيين الذين اصبحوا بدورهم ضحية الضحية ولبنان ليس سوى مرحلة اولى لتنفذ بقية المخطط ولبنان ليس سوى مقدمة والقادم اعظم واشد. ليس هناك كشف لخفايا هذا الاصرار على تدمير لبنان ولكن في ذلك قطع للقدرات التي عساها تفتح يوما احتجاجا على تنفيذ المرحلة القادمة. اذا كان هذا هو الحال فكيف يمكن تفسير الصمت الدولي على ما يحدث وحالة العداء التي اصيبت بها الشعوب العربية..؟ ـ الشعوب ليست صامتة لكنها مغلوبة على امرها هناك تظاهرات كل يوم في دول عديدة في العالم ضد الحرب على لبنان ولو تم تنظيم استفتاء في الشارع العربي لوقفنا على حقيقة الوضع. صحيح ان هناك تحذيرات وتهديدات لاطراف معينة فمتى كانت روسيا مثلا تسكت عن مثل هذه الانتهاكات المطلوب الا تلقى هذه الحرب اية معارضة من اي طرف في مجلس الامن الدولي وهذه كانت رسالة رايس الى بوتين قبل قمة الثمانية. ولكن ماذا عن الموقف العربي الا يصنف في نفس الخانة ؟ ـ في اعتقادي ان الامين العام للجامعة العربية كان واضحا كشف ان له موقفه وتصوره للواقع ولكن ممثلي الدول الاعضاء كان لهم موقف مخالف هناك ادراك للجامعة بخطورة الوضع وهناك ايضا مجال للتحرك هناك درجة من الوعي والادراك ازاء ما يحدث ولكن هناك موقف الحكومات الرسمي ونوع من الضغط الذاتي في المجموعة العربية المتناقضة مع تحاليل الامين العام وجراته هذه المرة في مخاطبة الشعوب العربية فكان خطابه مخالفا تماما رئيس الدورة الحالية للجامعة. كيف الخروج اذن من هذا الوضع الخطير؟ ـ في اعتقادي ان الامور تم التخطيط لها من قبل واللهجة التي صدر بها بيان مجموعة الثمانية مؤشر على تنفيذ المخططات التي تم تزكيتها في واشنطن وهذا ليس سوى خطوة اولى والاخطر مازال. الامل لن ياتي من مجلس الامن ولا من التحركات الجزئية ذات الصبغة الانسانية التي تقوم بها فرنسا ولكن في المقاومة واذا لم تاخذ المقاومة زمام الامور سنكون على موعد مع اسبانيا الثانية ماذا تقولون بشان بعض التقارير بان اسرائيل تخوض حربا ضد حماس وحزب الله نيابة عن اطراف اخرى لتجنيبها المزيد من الاحراج؟ ـ «حماس» و«حزب الله» و«حركة امل» احرجوا الاحزاب السياسية الحاكمة والحكومات القائمة والكثير من المخططات العربية لكن هذا امر هامشي فكل المجتمعات العربية لها نزاعات داخل الاقليم او الحضارة التي تنتمي لها والتي فيها استقطابات مختلفة ولكن القضية الاساسية ان الحكومات العربية فضلت ان تجمد وتسكت بعد تلقيها التحذيرات وهذه حالة خطيرة تعكس وعي ضعيفا للقدرات العربية ولقدرات الشعوب ولحالة الاحتقان المخزنة لديهم وهو ما يؤشر الى ان تكون المرحلة القادمة مرحلة انحطاط وجد ارضية مهياة لاستيطانه من جانب الاوساط الرسمية والحكومات التي تخذل شعوبها هل تعتقدون ان حزب الله اخطا في تقديره لرد الفعل الاسرائيل؟ ـ بالعكس حزب الله واع بكل مخططات العدو وبكل امكانياته وقدراته العسكرية وبتقاليده الحربية وباستعداده وهذا حال القيادات المقاومة ولاوجود لعنصر مفاجاة في الامر المفاجاة هي بالنسبة للمتخاذلين الذين خرجوا باحكام خاطئة لتبرير الانفجار الحاصل في لبنان.
رضا الكافي «نحن مطالبون بالتفكير بعقولنا بعيدا عن العاطفة»
الى اين يتجه المشهد اللبناني في خضم التصعيد العسكري الاسرائيلي المتفاقم وما هي الاحتمالات القائمة ؟ ـ الوضع على درجة من التعقيد الخطير ولكن مبدئيا ومهما كانت الاسباب التي دفعت اسرائيل الى مهاجمة مواقع «حزب الله» في لبنان فان ماحدث من تدمير للبنية الاساسية ومن دمار في لبنان وهو في فترة تعافي واعادة بناء لما تحطم خلال الحرب الاهلية في الثمانينات مرفوض ولا يمكن باي شكل من الاشكال تبريره ولكن لا يمكن ايضا في الوقت نفسه ان نغفر لحزب الله خطا توريط لبنان في معركة او حرب هو اليوم في غنى عنها بدون أية استشارة للحكومة اللبنانية او الشعب اللبناني او من ينوبه ادرك ان من شان مثل هذا الكلام ان يغضب الكثيرين ويثير حفيظة الكثيرين ولكننا امام وضع على درجة من التعقيد ولامجال فية لسيطرة العاطفة بل المطلوب تحكيم منطق العقل ثم ان توقيت العملية ليس في صالح لبنان بقدرما يمكن ان يخدم مصالح دول اخرى في المنطقة.و من ناحية اخرى لا بد ان نطرح اسئلة حول ولاء «حزب الله» لما اسماه حسن نصرالله الامة العربية التي صار يتكلم باسمها وحاول ان يقدمها الى حرب قومية… هل يعني ذلك تشكيك في قدرة حزب الله على مواصلة هذه الحرب؟ ـ بالامس القريب كان عبد الناصر وكان صدام وانساق الشارع العربي وراءهما قبل ان يصطدم بالواقع حزب الله بهذه العملية وبغيرها مما حدث في الماضي ربما يخدم مصالح دول اخرى في المنطقة.. وكيف يمكن الخروج من هذا المازق واية نهاية لهذه الحرب؟ ـ هناك استراتيجيتان قائمتان اسرائيل مدعومة دعما دوليا وهي تحظى بدعم دول عربية منشغلة من النفوذ الايراني في المنطقة ولكن هذا الدعم مشروط ومحدود في الزمن ومرتبط بنتائج سريعة تسعى اسرائيل لتحقيقها لانهاء الحضور العكسري لحزب الله على حدودها ولكن السؤال المطروح الى أي مدى يمكن لاسرائيل تحقيق هذا الامر والى أي مدى يمكن للمجتمع الدولي ان يقبل بمزيد الدمار والخراب والى أي مدى يمكن لحزب الله ان يكون قادرا على الحفاظ على مواقعه شمال اسرائيل وهذه اسئلة لا يمكن الاجابة عنها في الوقت الراهن فالوضع متحرك ولا يمكن لاسرائيل تحقيق اهدافها من دون حضور ميداني على ارض المعركة جنوب لبنان حتى هذه اللحظة تحاول اسرائيل الدخول ولكنها لم تتمكن من ذلك نحن اذن امام معادلة غامضة فحزب الله لديه قدرة ولديه سلاح وامكانيات ولكننا لا نعرف شيئا عنه وحتى الدولة اللبنانية نفسها لا تعرف عنه شيئا كثيرا فهل هو قادر على تاخير لحظة الحسم والحاق الهزيمة باسرائيل….. سرعة الحسم ستكون من مصلحة شعب لبنان ووقف للعدوان والحسم السريع يعني وقف المزيد من الدمارو الضحايا وامكانية دخول المجتمع المدني وعودة الديبلوماسية لان ذلك يمكن ان يساعد على اعادة صياغة الاوضاع ولجم العدوان الاسرائيلي كيف ترون المرحلة القادمة؟ ـ لو نعود الى الماضي عندما انهزمت المانيا واليابان اعترفت تلك الدول لاحقا بهزيمتهما وقدمتا اعتذاراتهما للدول التي تسببت لها في الالام والمعاناة وقامت باعادة بناء اقتصادياتها ومجتمعاتها لتكون على ما هي عليه اليوم من مكانة في العالم ما حدث أمس في لبنان خلق وضعا زاد في تقوية اسرائيل وقد جاء بيان مجموعة الثمانية الاقتصادية في صف جورج بوش وما حدث اننا فقدنا ونفقد في كل مرة الكثير من الاطراف التي كانت تؤيد قضايانا بمثل هذه المغامرات. حتى الان خسرنا خمسة حروب مع اسرائيل وهذه الحرب السادسة نحن مطالبون للتفكير بعقولنا واذا كان توجيه صاروخ الى اسرائيل سيعود على شعب لبنان بكل هذا الويل و الدمار فماذا كسبنا؟
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
إضراب سائقي سيارات الأجرة بين جبنيانة وصفاقس
شنّ حوالي 100 من سائقي سيارات الأجرة على خط جبنيانة-صفاقس إضرابا عن العمل يوم الثلاثاء الماضي للاحتجاج على منعهم التام من التوقف خارج المحطات وبينها من طرف أعوان المرور الذين يقومون بتحرير محاضر ضدّ مرتكبي تلك المخالفة، ولا يخفى على أحد ما ينتج عن ذلك من « قطع لأرزاق » سائقي سيارات الأجرة خصوصا وأنّ بوليس بن علي لا رقيب عليه. وقد دامت حركة الإضراب التي انطلقت على الساعة السادسة صباحا ساعة واحدة ولم تتوقف إلا بعد تدخّل معتمد المنطقة الذي علّق العمل بهذا القرار التعسفي. (المصدر: البديـل عاجل قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 20 جويلية2006 )
احتياطي تونس من العملة الاجنبية ينمو بنسبة 54 بالمئة في يوليو تموز
Fri Jul 21, 2006 2:06 PM GMT تونس (رويترز) – قال مسؤولون يوم الجمعة ان احتياطيات تونس من العملة الاجنبية زادت منذ بداية العام وحتى يوليو تموز بنسبة 54 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الى 8.21 مليار دينار (6.21 مليار دولار).
وأضافوا أن هذا المبلغ المسجل لاول مرة يعادل 163 يوما من الواردات التونسية مقابل 114 يوما خلال العام الماضي. وأشاروا الى أن الزيادة القياسية سجلت بعد تحويل شركة تيكوم ديج الاماراتية مبلغ 3.05 مليار دينار قيمة شراء 35 بالمئة من اسهم اتصالات تونس في اكبر عملية خصخصة في البلاد. (الدولار يساوي 1.321 دينار تونسي)
وفاة الكاتب والشاعر التونسي الميداني بن صالح
أعلن في تونس اليوم الجمعة وفاة الكاتب والشاعر الميداني بن صالح أحد أبرز الوجوه الأدبية في البلاد عن 77 عاما بعد صراع مع المرض. وتوفي الكاتب الشهير الذي ترأس اتحاد الكتاب التونسيين 15 عاما في منزله بأريانة في ضواحي تونس بعد صراع مع مرض عضال منذ أكثر من عام. وولد بن صالح العضو بمجلس المستشارين التونسي، في مدينة نفطة الجنوبية عام 1929. ومن أبرز دواوينه الشعرية « قرط أمي » عام 1959 و »الليل والطريق » عام 1972 و »زلزال في تل أبيب » عام 1974. كما ترجمت بعض دواوينه الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والروسية. المصدر:رويترز (المصدر: الجزيرة بتاريخ 20 جويلية 2006)
نســـخ بوتين غير راض عن صورته العالمية في احترام حقوق الإنسان… لذلك فكر مليا ثم استنجد بأخصائيين أميركان. كلفهم بأن يستعملوا أية وسيلة… لتصبح صورته في هذا الميدان جميلة. وإني متأكد أنهم بعد التثبّت في صورة بوتين وادخال بعض الريتوش… سيضعون منها نسخة ـ في احترام حقوق الانسان ـ .. مطابقة لبوش. محمد قلبي
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
مدير جديد على رأس المعهد ا لعالي للبيوتكنولوجيا بباجة تعلم وزارة التعليم العالي في بلاغ صدر أمس الخميس أنه تقرر تعيين السيد منصر حسونة مديرا للمعهد العالي للبيوتكنولوجيا. تونس في اللجنة الأممية لنزع السلاح والأمن الدولي تم يوم الثلاثاء انتخاب تونس عضوا في مكتب لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة المكلفة بمسائل نزع السلاح والأمن الدولي. تعاون فني عبرت وزارة الصحة العمومية بجمهورية جيبوتي عن رغبتها في انتداب أطباء مختصين في التخدير والإنعاش وأمراض الكلى والأمراض النفسية، لمدة سنتين قابلة للتجديد. وتقترح الوزارة راتبا شهريا قدره 2500 دولار أمريكي ومسكن مؤثث وتذكرة سفر لكل متعاقد.فعلى الراغبين في الترشح موافاة الوكالة التونسية للتعاون الفني بسيرة ذاتية مفصلة باللغة الفرنسية وذلك قبل يوم الأربعاء 26 جويلية 2006. يوم تشغيل الشباب بسيدي بوسعيد تنظم بلدية سيدي بوسعيد يوم 22 جويلية الجاري بداية من الساعة التاسعة صباحا يوم الأبواب المفتوحة لتشغيل الشباب.. ويندرج هذا اليوم في إطار البرنامج الرئاسي الذي يولي عناية خاصة للتشغيل… يذكر أن وزارة التشغيل وبنك التضامن والبنوك التجارية ووكالة النهوض بالاستثمار الصناعي ووكالة النهوض بالاستثمار الفلاحي إضافة لعدد من الصناعيين يشرفون على هذا اليوم. حول المهاجر ينظم ديوان التونسيين بالخارج في شهر أوت القادم سلسلة من الندوات الخاصة بالمهاجرين التونسيين. وفي هذاالاطار تقرر عقد ندوة أولى يوم 27 جويلية الجاري خاصة بالملحقين الاجتماعيين، تليها ندوة ثانية يوم 4 أوت القادم، أما الندوة الوطنية السنوية التي تحمل اسم «يوم المهاجر» فقد تقرر عقدها يوم 7 أوت وذلك بأحد نزل العاصمة. شروط حفظ الصحة تتولى مصالح المراقبة الاقتصادية والصحية في بداية كل صيف نشر جملة من القوانين الخاصة بحفظ الصحة خاصة بالنسبة للمواد الاستهلاكية المعروضة في المحلات والأسواق والمتاجروالأكشاك التي يتولى أصحابها النشاط على الشواطئ، ولا تكتفي بهذا، بل تعمد أيضا إلى نشر جملة من مراقبيها في شتى الأماكن للمراقبة، غير أن الملفت للانتباه هو أن العديد من الباعة – وخاصة الوقتيين والمتجولين – لا يتوانون في تجاوز هذه القوانين بشتى الطرق، همهم الوحيد هو التفريط في معروضاتهم، علاوة على عدم حفظها كتركها تحت حرارة الشمس أو عدم لفها حسب الشروط المنصوص عليها في عمليات العرض فهل تتولى مصالح المراقبة مزيد التحسيس بهذه الأبعاد لانفاء بعض الأمراض والاصابات التي تحصل هنا وهناك وينتهي البعض من أصحابها إلى زيارة المستشفيات والأقسام الاستعجالية في كل يوم. زفاف جماعي ببادرة من الجمعية التونسية للادماج العائلي والاجتماعي تحتضن اليوم دار الثقافة بالقصبة زواجا جماعيا سيشمل العشرات من العزاب والعازبات من ذوي الدخل المحدود. من يسيّر حركة المرور؟ لوحظ في الشوارع الرئيسية للعاصمة تداخل في حركة المرور نتيجة لاضطراب الاشارات الضوئية فرغم تواجد أعوان تنظيم حركة المرور إلا أن ذلك لم يحسم الأمر. والتساؤل الذي يطرح: هل أن الإضاءة المتكررة والمتواصلة للضوء الأصفر في وضح النهار وفي بعض المفترقات قد يسهّل حركة السير أم يعطلها؟
الرئيس بن علي يتلقى التقرير السنوي لنشاط المجلس الاقتصادي والاجتماعي…
قرطاج (وات) ـ تلقى الرئيس زين العابدين بن علي صباح امس الخميس من السيد الدالي الجازي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التقرير السنوي لنشاط المجلس. وعبر سيادة الرئيس عن تقديره لعمل المجلس مسديا تشجيعاته له حتى يواصل جهوده في خدمة المصلحة الوطنية. واهتم رئيس الدولة بما يقوم به المجلس كمؤسسة دستورية من عمل متواصل لابداء الراي وتقديم المقترحات بخصوص سياسة الدولة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. … والتقرير السنوي للهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية قرطاج (وات) ـ استقبل الرئيس زين العابدين بن علي صباح امس الخميس السيد زكرياء بن مصطفى رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية الذي قدم لرئيس الدولة التقرير الوطني الثامن حول حقوق الانسان والتقرير السنوي لنشاط الهيئة في ما بين افريل 2005 وافريل 2006. وجدد رئيس الجمهورية عنايته بمسيرة حقوق الانسان في تونس واهتمامه بملاحظات وتوصيات الهيئة مؤكدا حرصه على اضطلاعها بدورها في افضل الظروف. وابلغ السيد زكرياء بن مصطفى سيادة الرئيس شكر وتقدير اعضاء الهيئة وإكبارهم لما يلقونه من دعم متواصل من قبل رئيس الجمهورية لاداء مهامهم على احسن وجه.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
بسم الله الرحمان الرحيم » و يؤاخذ الوالد بجريرة الولد » أو
حرمان شيخ في الر ابعة و السبعين من جواز سفره
تقدم السيد سالم بن صالح اللموشي المولود سنة 1932 و القاطن بحي الدير بمدينة الكاف إلى المصالح الأمنية بالمدينة بغية تجديد جواز سفره، و كان ذلك قبل 45 يوما، و قد فعل ذلك مع زوجته في نفس اليوم، و تسلمت زوجته جواز سفرها اليوم الأربعاء 20 جويلية 2006 و حرم العم سالم ذي الأربعة سنوات بعد السبعين من جواز سفره… و لم يجد شيئا يبرر حرمانه من جواز السفر، و بالتالي حرمانه من أداء العمرة في شهر رمضان المبارك القادم، غير كونه يحمل نفس اللقب الذي يحمله ابنه السيد مختار اللموشي السجين السياسي السابق، و صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون التونسية حسب علمي(113 يوما بالتمام و الكمال منها أكثر من شهر بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى)…
فأي حكمة هذه التي قضت بحرمان الوالد في مثل هذا العمر من جواز السفر؟ أم هي إرادة تذكير الولد بأنه سبب كل التضييفات التي يمكن أن تسلط على عائلته؟؟
و هكذا يؤاخذ الوالد بجريرة الولد كما يؤاخذ الولد بجريرة الوالد و هذا كله في دولة القانون و المؤسسات و في ظل احترام حقوق الإنسان… و لنا عودة للموضوع…. 20- 7 – 2006 عبدالله الزواري abzouari@yahoo.fr
شــاهد وشهيــد
كلمات على حياء إلى روح أخينا الهاشمي المكي
د.خالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr سطور أخطها والقلم يرتعش أن لا يكون يفي ببعض الدين، مشاعر تتدافع ولا تجد لها مخرجا سوى كلمات غير مرتبة تحاول الاستقامة في زمن الاعوجاج الصارخ والظل المنكسر… مشاهد حملتها إلينا صور من فيديو سطع فيها نجم بطل ! بطل لا يحمل نياشين ولا يركب جوادا أبيض ولا تعلو وجهه مساحيق كاذبة… كان المشهد عاريا صادقا وكان البطل ملقى على فراش الموت في بيت متواضع تجتمع عليه أدوات طبية مبعثرة… كان البطل شاحب الوجه متعبا يسترجع انفاسه يصعوبة، ويتلوى بين الحين والحين ويغمى عليه من شدة المرض… ومع ذلك كان البطل حاضرا يملأ الشاشة ويرفع يديه حينا لائما محييا مودعا موصيا… يتحدث إلى العالم عن مأساة شعب، عن قضية مواطنة لم تكتمل، عن تاريخ أسود و عن أسود غابوا في التاريخ دون عبر… تحدث البطل وتحدث… ثم انطفأت الشمعة وعمّ الأرجاء الضياء… شهيدا كنت! حبسوك عن أهلك وذويك، زاواجك دام 21 سنة لم تقض منه سوى 6 سنوات إلى جنب زوجة طاهرة طيبة صابرة… رموك من سجنهم بعدما عجزوا على الاتيان عليك داخله، عجزوا على أن يقتطعوا المزيد من جسدك المنهك والمعتل… شهيدا كنت وأنت حي ترزق بين أهلك قبل أن تلتحق بالأحبة محمدا وصحبه، حيث هم « أحياء يرزقون »… شهيدا عشت وشهيدا تموت والتحقت بركب الشهداء، ممن حملوا راية الحرية عالية في تونس ودفعوا ثمن الدفاع عنها غاليا غاليا، التحقت بسحنون ومبروك وغيرهم فبلغهم منا السلام واعلمهم أننا على العهد لن نرتخي… شهيدا تغادرنا وأنت تحمل وصية إلى الأجيال الحاضرة والقادمة بأن في تونس رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأن هذه الأرض الطيبة لم يخل زمن من أثرهم الطيب، وكنت أحد هذه الآثار… شاهدا كنت! شاهدا كنت على عصرك، عصر العربدة والصعلكة والفساد، عصر الموازين المعتلة والمفقودة وهيمنة قانون الغاب… شاهدا كنت على زمن رديء انهزمت فيه القيم والأخلاق… وغلبت الرذيلة وغابت الفضيلة، وتقدم اللؤم، وتأخر الشرفاء، وأصبح السجان وصاحب الدناءة والقرف سيدا وحصورا… شاهدا كنت على مستنقعات الاستبداد والظلم البواح والجور والاعتداء وظلمات الليل والنهار… شاهدا كنت على صحوة انطفأت لفترة ودخلت الكهوف والدهاليز وظن غير أهلها أنهم قادرون عليها فجاءت حفيدتها تتهادى من وراء السحاب فكنت شاهدا على النصر والنصر سيكتمل… شاهدا رأيناك في أيامك الأخيرة وأنت تتساءل وتدعو : « كفاية كفاية… إلى متى إلى متى إلى متى؟؟؟؟ » كلمات تركتها لنا ورميتها في وجه سجانك… وستقض مضاجع الجميع! كلمات ستقض مضاجعنا نحن… وهي أمانة منك إلينا حتى لا نحبط، حتى لا نمل حتى لا نيأس، حتى نواصل المشوار بجد وأمل… كلمات ستقض مضاجع الاستبداد حتى وإن كانت الضمائر مفقودة والأجساد بدون روح… كلمات ستجعله لا يستطيع النظر إلى المرآة إلا وصورتك وحزنك وألمك ومعاناتك ستحيل المشهد إلى مأساة! شاهدا كنت شاهدا ذهبت شاهدا تبقى… وشهادتك رسالة إلى كل مشرد إلى كل مظلوم إلى العالم… أن هناك في تونس… في مكان يتيم… في بيت فقير… في بقعة طيبة… في لحظة تاريخية عابسة اصطحبتها إشارة وداع وألم وأمل… صعدت روح طيبة ضاحكة مستبشرة بما عند الله، تشكو ظلم العباد وتصافح ملائكة الرحمة وتهفو إلى جنة ربها راضية مرضية. المصدر: ركن خواطــر موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
مأساة مساجين الرأي في تونس
الصحة و التغذية: شهادة السجين سمير ديلو
في سنتي 98 و99 في سجن جندوبة كانت نفس الآنية تستعمل-في ذات الوقت- لتوزيع الأكلة و لإلقاء الفضلان (و تبقى كذلك لحد صباح اليوم التالي حيث يتم تفريغها من الفضلان و توزيع الأكلة فيها من جديد).
أما الإهمال الصحي فلا يبرز فقط في مرحلة المداواة و العلاج بل أن مظهره الأهم يعود إلى أسباب الإمراض و الظروف التي تنشا فيها و أهمها الرطوبة و انتشار التدخين (مع نقص التهوئة) و الضجيج و عدم عزل المرضى, و اللجوء إلى العقوبات القاسية التي يعمد فيها إلى التعنيف الجسدي( تعرية, نوم على الأرض حتى في فصل الشتاء, سكب المياه على السجين بعد تقييده من إطرافه الأربعة) بل أن بعض الاعتداءات خلفت عاهات و فتوقا( انظر الفصل المخصص للعقوبات) و قد اصطلح على تسمية مجمل هذه الإمراض ب »الإمراض السجنية Maladies carcèrales » تمييزا لها عن الإمراض الو راثية أو تلك التي تنجم عن عادات غذائية أو سلوكية معينة, فهي نتيجة مباشرة لظروف الإقامة بالسجن.
و يعيش السجين المصاب بمرض معاناة مزدوجة فإلى جانب تحمل صعوبة الظروف المادية و قساوة المعاملة فهو يواجه رحلة متاعب تبدأ من تشخيص المرض- إذ يتطلب ذلك أحيانا معدات غير متوفرة بمصحة السجن- فيجابه برفض تحويله إلى مستشفى عمومي رغم إن القانون (فصل14) يسمح بذلك, ثم تأتي مرحلة الحصول على الدواء و يخضع فيها لمماطلة يتفاقم المرض أثناءها( و قد لا يمكن حتى من اشتراء الدواء بأمواله الخاصة عند عدم توفره بصيدلية السجن و بعض الإخوة منعوا حتى من اقتناء الدواء من خارج السجن عن طريق العائلة).
و يقوم يقوم بالمداواة أعوان من قطاع السجون يتلقون تكوينا خاطفا في التمريض( تشهد ممارستهم اليومية اثر ذلك بضحالته و اكبر دليل على ذلك أن بعضهم لا يتورع عن استعمال نفس الحقنة أكثر من مرة مع سجناء متعددين), و الشهادات في هذا المجال عديدة
لحبيب امباركي سويسرا mbarkiha@yahoo.fr
أيام ماجدة يصنعها حزب الله فأين الامة
أما رئيس التحرير عبد الحليم قنديل فقال في عموده ـ لوجه الوطن ـ كأننا بصدد اختراع أمة، كأنها الحرب الأولي وكأننا نولد ثانية فلا ادران ولا هزائم ولا تعب في القلب ولا ثقل في الروح، وكأننا نستعيد وجوه أجدادنا وآبائنا الذين جعلونا أمة، خرجوا من أكفانهم ليحضروا صلاتنا، كأننا نستعيد بشارة النبي وسيف خالد بن الوليد وعدل عمر وبراءة علي وشهادة الحسين، وجسارة عبد الناصر وفدائية جول جمال ومنبر الجامع الأزهر وعروبة البابا كيرلس وحصان أحمد عرابي وصيحة مصطفي كامل عن الحياة التي تقهر اليأس وكأن شيئا لم يكن، فلا كانت كامب ديفيد ولا كانت أوسلو ولا خيانة السادات ولا انحطاط مبارك ولا سفالة شيوخ النفط
من تقرير حسن كروم.القدس العربي20-7-2206 .
في التوازن الجديد للقوى: شعبية التنظيمات المسلحة الفلسطينية واللبنانية
بقلم: الطاهر الأسود الحقيقة الماثلة أمامنا الآن لا يمكن إنكارها: تحول الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي من صراع تقوده جيوش نظامية عربية ومجموعات غير نظامية من خاطفي الطائرات الى صراع أطراف راسخة في قطريتها من حيث ثقلها الشعبي. ميدل ايست اونلاين إذا كان للمواجهات الدائرة الآن في لبنان وفلسطين من أهمية فهي بالتأكيد ما توفره من تصعيد كافي لتكشف بشكل غير مسبوق الطبيعة الجديدة لتوازن القوى في المنطقة وتحديدا في المواجهة بين القوى العربية والاسلامية المعنية والطرفين الاسرائيلي والأميركي. وليس الجديد هنا بالضرورة ما أشار اليه السيد نصر الله أو رئيس الوزراء الاسرائيلي وبقية أعضاء « المكتب الأمني الموسع » حول « تغيير قواعد اللعبة ». ما هو جديد لم يطرأ هذه الأسابيع أو الأيام الأخيرة. ما هو جديد كان يتشكل منذ سنوات عديدة والآن ليس الوقت إلا لاكتشافه. وسيأخذ التعرف على ميزان القوى الجديد وقتا طويلا على الأرجح حتى تأخذ باعتباراته القوى المعنية وربما تعدل على أساسه تكتيكاتها وربما حتى استراتيجياتها. ولكن هذا الجديد سيكون ذي تأثيرات عميقة وربما حتى غير متوقعة أراد هذا البعض التعديل أم لم يرد. لتفهم التوازن الجديد من الممكن البدء باستذكار نصيحة قدمها منذ فترة طويلة أحد حكماء السياسة والحرب الأكثر تأثيرا في القرن الماضي للمعنيين بالصراع في المنطقة. كان ذلك في بكين في السنين الأخيرة من حياة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ عندما التقى عددا من قيادات المقاومة الفلسطينية الناشئة. عندما سأل أعضاء الوفد الفلسطيني ما الذي يمكن أن ينصحهم به الزعيم الصيني في خصوص الطابع العسكري للصراع حدد لهم الأخير مجموعة من النقاط كان أهمها التخلي عن الجيوش النظامية والتركيز على خلق جيش شعبي مترسخ في المناطق المحتلة قادر على خوض مواجهات طويلة بأسلوب حرب العصابات. وفي الحقيقة عندما نرغب أن نلخص طبيعة الصراع العسكري على الجبهات الاسرائيلية في الوقت الراهن فإننا لن نجد أفضل من الوصفة الماوية أعلاه. ليس هناك شك أن الوضع الراهن لم يتحقق لأن القادة الفلسطينيين أخذوا بنصيحة الزعيم الصيني. إنما تحقق لأنه كان الخيار الضروري الوحيد المتبقي في الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي. كان الوضع الراهن، في الأساس، الوضع غير المتوقع وغير المنتظر، وفي النهاية، الوضع الذي لا يستطيع أي كان في المجال العربي أن يزعم أنه خطط له بعناية. وهنا لا أتحدث عن أسلوب حرب العصابات، فذلك كان بمثابة التكتيك العسكري الثابت منذ نشوء المقاومة الفلسطينية، وهو تكتيك تم تبنيه بكل حرص وحتى في إطار كثير من الجعجعة الايديولوجية والتي جعلت من الحديث عن حرب العصابات أحيانا أكثر حدوثا وترددا من تنفيذها. ما كان غير متوقع وعفوي بشكل بالغ هو « خلق جيش (جيوش) شعبي(ة) مترسخ(ة) في المناطق المحتلة ». ما كان موجودا حتى ثمانينات القرن الماضي تحديدا هو سلسلة من الجيوش النظامية العربية المستندة لجدار من الأنظمة القومية (الى هذه الدرجة أو تلك) والتي كانت تقود وتحدد متى يمكن أو لا يمكن أن تسخن أو تتفجر جبهات المواجهة. على أطراف وفي ثنايا وبفضل هذه الجيوش النظامية كانت تنشط تنظيمات حرب العصابات. غير أنها لم تكن تفعل ذلك إلا في الظل النظامي للجيش الرسمي وقيوده غير المحبذة بالنسبة لأي جيش شعبي، والأهم من ذلك، كانت تلك التنظيمات خارج المناطق المحتلة التي تسعى لتحريرها. كان الأمر دائما، حتى ثمانينات القرن الماضي، مجموعة من الجيوش النظامية التي تعرفت بعد الكثير من الألم و »الوهم المتبدد » أنها لا تستطيع من حيث القدرة العسكرية إلا « تحريك » الصراع لا غير. كان إعلان الحرب سوى الفترة الغير العادية للبحث عن هدنة جديدة. بعد الكثير من التواكل غير الموفق على « الصديق السوفياتي » وعدم توفيق برامج التنمية بما في ذلك « التصنيع العسكري » لم يعد من الممكن التغافل عن استحالة تحقيق « التوازن الاستراتيجي ». على ذلك الأساس توصل البعض الى الاستنتاج العقلاني (غير الموفق أيضا بقدر عدم توفيق استراتيجيا التعويل على « التوازن الاستراتيجي ») القاضي بضرورة السلام وفق الشروط الحالية. ضمن هذه الاستراتيجيا النظامية (عسكريا وسياسيا) كان على تنظيمات حرب العصابات، والتي كانت تمارس خطف الطائرات أحيانا أكثر من المواجهة المباشرة مع الاحتلال، التصرف كـ »جيوش شعبية » في قواعد معادية أو غير متحمسة على الأغلب على احتضانها. وهكذا، شيئا فشيئا، كان من الممكن استئصالها وتكفل بذلك أحيانا النظام العربي الرسمي وحده (أيلول الأسود وطرد التنظيمات الفلسطينية المسلحة من الأردن) أو نهجا تكافل فيه الأخير مع الآلة الاسرائيلية الظافرة بشكل مباشر (طرد غالبية التنظيمات الفلسطينية من لبنان). قام النظام العربي الرسمي سواء المعني بمواجهة جدية أو غير المعني بذلك بتأثيث بطيء ولكن ناجع للتركيبة الجديدة القاضية أساسا بنزع الغطاء العربي عن « الصراع العربي الاسرائيلي ». وهكذا تم منح منظمة التحرير الفلسطينية « وحدها » حق الافتاء والحل والربط في الموضوع الفلسطيني وبدأت سلسلة من اتفاقات الصلح المنفردة التي أعلنت رسميا « فشل الخيار العسكري » ولكن الأهم من ذلك أعلنت فشل استراتيجيتها النظامية. في الوقت نفسه، وبالتوازي مع اهتراء الغطاء العربي الرسمي، تبددت بشكل متسارع التنظيمات « الشعبية » المسلحة، والتي لم تكن، إلا لوجودها في قواعد أخرى خارج مناطقها المحتلة وإلا لأنها تلقى دعما من أحد الأطراف الرسمية المعنية. لم يكن لأي من هذه التنظيمات « الشعبية » أرادت ذلك أم لم ترد أن تكون شعبية مادامت بؤرتها الشعبية المعنية والمؤهلة قبل غيرها للمواجهة المباشرة والموجعة مع الاحتلال غير منخرطة بشكل كامل وجدي في العمل العسكري: يتعلق ذلك بجمهور المناطق المحتلة. هنا من الضروري استحضار أمر أساسي: لقد بقي جمهور الأراضي المحتلة غائبا عن الفعل المسلح وبالأساس متفرجا من بعيد كأنه يشاهد صراعا في قارة أخرى. بقي هذا الوضع ما يقارب الأربعين عاما. وفي الواقع كان ذلك، أي غياب الجمهور القابع تحت الاحتلال عن العمل المسلح ورهن التنظيمات « الشعبية » بأنظمة لا تملك نفسا طويلا، تحديدا نقطة الضعف الأساسية في استراتيجيا الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي. وكان ذلك، في المقابل، نقطة القوة الأساسية للاسرائيليين. لم يكن على الأخيرين إلا الاستمرار في القيام بكل ما يمكن عمله لتذكير الأطراف الرسمية العربية باستحالة تحقيق »التوازن الاستراتيجي » ومن ثمة بـ »الفشل المحتوم » للخيار العسكري، لكي يتم طرد وتهميش الأطراف الفلسطينية المسلحة. بمعنى آخر، لم تكن التنظيمات « الشعبية » تسبح في مائها. سواء صدم ذلك البعض أم لم يصدم فإن الحقيقة الماثلة أمامنا الآن لا يمكن إنكارها: كان تحول الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي من صراع تقوده جيوش نظامية عربية ومجموعات غير نظامية من خاطفي الطائرات الى صراع أطراف راسخة في قطريتها من حيث ثقلها الشعبي ومجال المواجهة هو الطريق الأمثل، في النهاية، لجعل الاحتلال غير محتمل للاسرائيليين أنفسهم، ومن ثمة تحقق الشرط الأساسي للتحرير. حصل هذا التحول على مدى الثمانينات. أولا، ومع نشوء احتلال جديد في لبنان سنة 1982، أصبح من الممكن وقتها فقط نشوء جيش شعبي حقيقي على الأرض اللبنانية جعل ما تبقى من التنظيمات « الشعبية » الفلسطينية الضيفة في لبنان مجرد امتداد لوجستي لللصراع العسكري. هكذا، تطور حزب الله، بعد تراجع بقية التنظيمات اللبنانية التي شاركت في اندلاع الحرب اللبنانية على الاحتلال، وأصبح نموذجا من حيث التركيبة والأسلوب والعلاقة بمحيطه الشعبي والقطري للجيش الشعبي الراسخ في أرضه المحتلة والقادر واقعيا على انهاء الاحتلال. بعد سنوات قليلة من اجتياح بيروت اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى لتعلن معها نشأة تنظيمات وأطر محلية من داخل المناطق الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي لأول مرة منذ عشرات السنوات وتظهر معها حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وحتى حركة فتح كان عليها المرور بمرجل جديد أعطى أهمية غير مسبوقة لقيادات الداخل لتصل عملية إعادة التركيب الى خلق تنظيم عسكري محلي يعوض « جيش التحرير الشعبي الفلسطيني » من خلال تأسيس « كتائب الأقصى » عبر الانتفاضة الثانية. وهكذا تمترس الفلسطينيون بمختلف فصائلهم في إطار محلي وقطري لا يعتمد بالأساس على أي طرف عربي إلا للمساندة الاعلامية. هكذا تكونت، أخيرا، تنظيمات شعبية فلسطينية مسلحة راسخة في مائها. تم ذلك خاصة من خلال أطراف، للمفارقة، غير قطرية بالمرة في أجندتها الاستراتيجية. تم ذلك من قبل أطراف متعلقة بخارج القطر الى ما هو حتى عابر للرابطة القومية الى الرابطة الاسلامية. ليس هناك ما يمكن أن يخفي التحالفات شديدة الوثوق بين التنظيمات الشعبية المعنية وأنظمة رسمية عربية واسلامية. ولكن لم يعد من الممكن البتة استئصال هذه التظيمات الشعبية من خلال « الضغط » أو الاحتراب مع الأنظمة المعنية. تبدو الأطراف الاسرائيلية والأميركية والأوروبية غير مدركة تحديدا لهذا الوضع الجديد أو على الأقل لتأثيراته العميقة لتوازن القوى في المنطقة وشروط تسييره. الآن مثلا يركز جميع هؤلاء، ويا للمفارقة، على تلبيس الصراع طابعا قوميا واسلاميا، طالما تمت محاربته، ولكن هذه المرة مبالغ فيه وعن قصد. حيث لا يبدو أسهل، كما كانت العادة دوما، من أن يتم « تدمير » تنظيم مسلح مادام موجودا إلا بفضل « الدعم الايراني والتسهيلات السورية ». كما لا يوجد أسهل من « انهاء » حماس مادامت محكومة وموجودة فقط عبر دمشق. الآن هناك رغبة اسرائيلية في التعلق بتقاليد ذلك الماضي الغابر المتمثلة في تنظيمات « شعبية » معلقة بين أيدي جيوش نظامية غير واثقة من نفسها. الآن هناك رغبة أميركية في استعادة الجيوش النظامية القومية وترسيخ تلك الاسلامية فقط لتجد على من تضغط. يبحث هؤلاء بالتحديد على احياء من عملوا على تفكيكهم. غير أن ذلك جزء من الماضي البعيد. مجرد « وهم متبدد ». الحقيقة غير المتوقعة للكثيرين عربيا ودوليا هي الآتية: بالرغم من قومية واسلامية حزب الله وحماس فإن قطريتهما، لبنانية الأول وفلسطينية الثاني، من حيث الثقل الشعبي ومجال المواجهة، تجعلهما متحررين بشكل غير مسبوق من إطار « الضغط » المعهود. كل الذي تبقى من تفصيلات عسكرية جديدة من نوع الصواريخ والمعدات العسكرية غير المعهودة التي تتوفر عليها التنظيمات الشعبية الفلسطينية واللبنانية في غاية الأهمية من حيث تقرير طبيعة الصراع. ولكنها جميعا لم يكن من الممكن أن تكون فعالة لولا توفر التنظيمات المعنية على مجال تسبح فيه بكل تحرر من تعقيدات النظام العربي الرسمي. وبالمناسبة حتى لو لم يبعث الايرانيون بصواريخ الرعد والزلزال لوجد حزب الله طريقه الى ما شابهها مثلما وجدت حماس طريقها الأكثر وعورة الى صواريخ القسام. الأمر الذي لا يقل إثارة هو أن حتى « الضغط » المعتاد عبر الأنظمة الرسمية المعنية (سوريا إيران) أصبح في ظل التوازنات الراهنة مجرد خطوة بعيدة المنال. ليس فقط بسبب المحدودية الفعلية لقدرات الأنظمة المعنية على الضغط، الأمر الذي لن يصدقه حتى أمد بعيد الطرفين الاسرائيلي والأميركي، بل لأن الطرف الأخير تحديدا لن يسمح بأي مغامرات عسكرية تجاهها. الآن هناك معطى لم يكن الأميركيون على استعداد حتى على تخيله في أشد كوابيسهم سوداوية في علاقة بأمن اسرائيل: لقد أصبح الأميركيون منذ احتلال العراق جزءا من جغراسياسية النظام العربي الرسمي. وعوضا عما كان يحدث دائما، عندما يعكف الطرف الأميركي على مراقبة تطور الأحداث من على سطح أساطيله البحرية في البحار المحيطة بالمنطقة ومن ثمة في مأمن من أي انفلاتات اقليمية، فإنه الآن مطوق في مسنتقع عراقي شديد الحساسية لما يحدث الآن في لبنان، بل وأكثر لما يمكن أي يحدث في سوريا وإيران. حيث لا يفصل بين الأميركيين والانسحاب الفوري من العراق سوى انفلات الحليف الشيعي الموالي ايرانيا وحتى سوريا من تحت مظلة العملية السياسية وتوسيع رقعة المواجهة بالشكل الذي لن يكون ممكنا للجيش المنهك أساسا أن يواصل فيه « عملية البناء الديمقراطي » الجارية حاليا على قدم وساق. هل ستحقق التنظيمات الشعبية اللبنانية والفلسطينية انتصارات تحرير فورية وخالية من هزائم موضعية أو اصطدامات محلية في شكل « حروب أهلية مصغرة »؟ لا أعتقد ذلك. هل ستحقق « تحريرا شاملا »؟ لا أعتقد ذلك. ستكون المعركة بالتأكيد طويلة وموجعة وشديدة التعرج. كما ستتجه بالضرورة الى نسق من المفاوضات الطويلة ولكن الجدية هذه المرة وليس على منوال « غزة أريحا » أو « 17 أيار » ويمكن أن تنتهي الى أرضية مؤتمر مدريد ولكن من دون المرواغة عبر اتفاقيات انتقالية كما حدث حتى الآن. ولكن هل ستهزم أو تتفكك هذه التنظيمات الشعبية قبل تحقيق أهدافها؟ أعتقد أن ذلك أمر مستحيل ولن يغير في الأمر شيئ إذا أعلن « المكتب الأمني الموسع » للسيد أولمرت الرغبة في « تدميرها ». في المقابل يقف السيد نصر الله وبخطاب يصعب على سامعه أن يفهم أن المتحدث راسخ في روابطه القومية والاسلامية حين يقول للباقي العربي الرسمي « فكوا عنا! ». ولكن ذلك تحديدا عنوان نجاح التنظيمات الشعبية المواجهة للاحتلال.
الطاهر الأسود باحث تونسي يقيم في أميركا الشمالية
(المصدر: ميدل إيست أونلاين بتاريخ 21 جويلية 2006)
أبعد من الحرب الراهنة…اعادة رسم الخرائط و كتابة التاريخ !
د.أحمد القديدي-خاص بالوسط التونسية: http://www.tunisalwasat.com كل من يعتبر بالأحداث الجسام التي مرت بها الانسانية منذ فجر الحضارة يدرك بالعقل و التجربة بأن التدافع البشري الذي أعلنه الله سبحانه في القران الكريم يجري على خطين متوازيين وهما خط السلام و التعاون و التجارة و تبادل المصالح و خط الحروب والصراعات و فرض الهيمنة و قهر الخصم أو ابادته كما وقع في عديد الحالات. ولنا في الملاحم و الأساطير و عيون الأدب و نتاج العقل رصيد هائل من تلازم هذين الخطين بين السلم و الحرب. و بشكل مستمر فان الجغرافيا و التاريخ يتغيران و تنعرج بهما السبل عبر القرون الى منعطفات غير متوقعة في منظور العقل البشري المحدود لكن الله في كتابه المجيد رسم العلاقة بين الأسباب و المسببات عندما تعرض النص المقدس الى القرون الأولى و ضرب الأمثال بانهيار الدول وتداول القوة بين الأمم. و الذي يجري اليوم في فلسطين و لبنان و بشكل اخر في العراق و أفغانستان و ما يتوقع المحللون من تداعياته على ايران و الجزيرة العربية و جمهوريات روسيا المسلمة بسبب تنفيذ المخططات الاسرائيلية بدعم متواطىء من الولايات المتحدة ومساندة خفية من الاتحاد الأوروبي هو من هذه الأحداث التي ذكرناها و التي ستحور بشكل جذري معالم الجغرافيا و اتجاهات التاريخ للانخراط في الألفية الثالثة التي مع الأسف لم يستعد لها العرب و أكبر الاحتمالات أنهم سيفاجئون بها وهم في غفلة من الزمن أو في سنة من النوم. ان قارىء التاريخ يعرف كيف تقاسمت الأمبراطوريات الأوروبية ثم الولايات المتحدة ميراث الرجل العثماني المريض ثم و في حرب الخامس من يونية 1967ميراث الرجل العربي المريض ثم و بسبب الاستبداد و غياب التفكير في العواقب و من خلال احتلال بغداد يوم التاسع من أبريل 2003 ميراث الرجل المسلم المريض. وهي لعمري سلسلة من الحروب المرسومة منذ مؤتمر بازل لليهود عام 1897 و مؤتمر سايكس بيكو عام 1916 و تقسيم الشرق الأوسط الى دول و ممالك تقرر منذ انشائها أن تظل مضخة للنفط و خلق الثروات في الغرب وضمان توسعه الاقتصادي و الصناعي و الثقافي و التكنولوجي بلا مشقة الاستعمار المباشر بل بالاكتفاء بغزو الروح و العقل و نشر ثقافة الالحاق و القضاء على ثقافة الانعتاق. اننا اليوم تجاه عملية تزوير الجغرافيا و التاريخ بتحويل اهتمام العرب من الخشية المشروعة من العدوان الاسرائيلي الخارج عن القانون الدولي الى الخشية من طهران و دمشق، و تحويل اتجاه الصراع التاريخي و المعلن بين الحق العربي والباطل الاسرائيلي الى فتنة بين السنة و الشيعة. و بالفعل فقد نجح الاستعمار الجديد و صنيعته الصهيونية في خلق مواجهة بين بعض السنة و بعض الشيعة في العراق بمؤامرات اشعال نار الطائفتين بالقنابل المزروعة و السيارات الملغومة و اذكاء لهيب الارهاب الأعمى . وهو ما أعطى التشجيع الضروري الى توسيع رقعة الفتنة الى لبنان بتقديم العدو الاسرائيلي المحتل على أنه الحليف الطبيعي للمواطن اللبناني الباحث فقط على لقمة عيشه. و في قطاع غزة يتم تنفيذ نفس السيناريو باظهار حماس البطلة في صورة الارهابي الذي يفسد مخططات السلام و يعكر صفو الشعب الفلسطيني! و الغريب أن اسرائيل واصلت الاغتيالات و التقتيل و التشريد حتى بعد الهدنة، و لم يثر ذلك حفيظة رعاتها و حماتها في واشنطن و أوروبا! ان ذلك يتم تجسيده على الأرض اللبنانية و الأرض الفلسطينية لتنفيذ استراتيجية قوى عظمى بعيدة عن المنطقة و لا تعترف بحقوقنا العربية السليبة، وهي مخططات شيطانية يجب أن يكون العرب حكومات ومجتمعات مدنية واعين بمخاطرها، خاصة بعد أن عودتنا الأمبراطوريات الاستعمارية على مثل هذا الغش التاريخي و الخديعة الحضارية حين تعجز عن تحقيق أهدافها البعيدة بالقوة فتلجأ الى عملية تحويل وجهة العرب نحو أعداء وهميين و فتح أبواب الفتنة أمامهم حتى نؤخر مواعيد الصراع العربي الاسرائيلي الذي هو صراع حق مع باطل و نقدم عليه صراعا بين الشيعة والسنة أو بين العقلانيين العرب ضد المقاومين العرب أو بين حماس و فتح أو بين الحكومات و الشعوب في العالم العربي. و نحن أحوج ما نكون اليوم الى ايجاد حل للأسرى العرب ما بين فلسطينيين و لبنانيين الذين عددهم بالالاف و منذ ربع قرن أحيانا في جو من الصمت الدولي المريب و في مناخ من التأييد الأمريكي الواضح بدون أي أفق لتحرير هؤلاء القابعين وراء القضبان في مأساة انسانية لهم و لأطفالهم و لأهليهم ليس لها من أمل و لا رجاء. و الخلاصة من المؤامرة الراهنة هي كما أعلن موفاز ببلاغة حين قال ما الفرق بين بن لادن و حسن نصر الله و اسماعيل هنية؟ و ما الفرق بين القاعدة و حزب الله حماس؟ ان اللحظة التاريخية العربية في أقصى درجات الخطر و الدقة و يخطأ من يعتقد بأنه في معزل عن مصير عربي مشترك بوعود من القوى العظمى بعد هذه التجارب المريرة التي علينا أن نعتبر بها قبل فوات الأوان. *مقال خاص بالوسط التونسيةhttp://www.tunisalwasat.com
(المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 21 جويلية 2006)
كيك المجتمعات المدنية العربية فاتحة اعادة رسم خرائط المنطقة
مرسل الكسيبي(*) لن أخوض في هذا الموضع اطلاقا في شرعية الحق العربي والاسلامي على أرضه وسمائه ومياهه,ولن أذهب مذهبا بعيدا في تقدير حجم ماأصاب البشرية من اختلال موازين العدل والانسانية والكرامة أمام ماأصاب العالم الحر بمفهومه الحقيقي من ذهول وصدمة قبالة مشاهد بيروت وصور وصيدا والجنوب والضفة وغزة وهي تحرق وتدمر بصواريخ وأسلحة لم تعرفها البشرية من قبل.. لا أريد هنا أن أتحدث عن أسباب اندلاع الحرب المفتوحة على لبنان واخر ماتبقى من أراضي ملتهمة وقصص صمود انساني في وجه أكبر الات الدمار و »الحداثة العسكرية » التي عرفها العصر,غير أني أجد أن صدى ماوقع من عملية تخريب لمجتمعاتنا المدنية العربية والاسلامية لم يكن في حدود رقعة الجغرافيا التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو وانما في اطار مسلسل مايحدث اليوم لعالمنا من اعادة تشكيل ورسم معالم جغرافية وسياسية على أساس من القوة وليس من الحق والعدل. المسلسل التدميري الذي تمر به المنطقة العربية في قلبها اليوم ,وتحديدا في مثلثها النابض على جميع الأراضي المحتلة والمحروقة ,ليس له من مبرر أخلاقي ولاقانوني ولاشرعي سوى ماقيل لنا بأنه دفاع عن النفس,لتستوي بذلك كفة روح جنديين مختطفين أو ثلاثة مع مصير شعبين وبلدهما بالكامل. ولست هنا في معرض تبرير أي خطف أو اخلالات أمنية كبرى تمر بها المنطقة فلا شك أن الجميع معني بتحقيق السلام العادل والشامل والكامل ولكن على أساس من اعادة الحقوق لأصحابها وايقاف الة الالتهام للأرواح والأراضي والممتلكات والتاريخ والوجدان وايقاف الأذى عن الشجر والحجر والانسان. أي مصير هذا يراد اليوم للبنان بعد أن وقف على رجليه من جديد وأعاد النهوض المدني والعمراني لمدة راوحت العقدين,لتخلد بذمته ديون تقدر بأربعين مليار دولار وأرواح قدرت بعشرات الالاف من الجرحى والقتلى تحت أنقاض الحروب الأهلية والمواجهات العسكرية مع من جاء بنية التدمير أو الاحتلال!
اليوم يرسل بلبنان وشعبه من جديد الى الأكفان وقصص الخراب والدمار التي يتسلى بها العسكريون في مقابل الاستجابة الى منطق الانتقام والتشفي المغذى بروح القداسة والأديان التي جعل الله تعالى منها مشكاة خير وبناء وسلام وليس دليل قتل عشوائي وحرق للأخضر واليابس بعيدا عن معاني الرقي الروحي والمادي الذي ابتعث من أجله الرسل والأنبياء… أي شرعية دولية هاته التي تبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير بلد بأكمله وحضارة عريقة رسمت تاريخ وحاضر بلدان البحر الأبيض المتوسط وجزء كبير من حاضرة العالم!؟أي شرعية دولية يعامل فيها الانسان على أساس دينه وأصله ومنبته وليس على أساس انتمائه الى الحاضرة الكونية والعالمية بقطع النظر عن الأصل والفصل واللسان..!؟ لم تبدأ قصة التدمير والتخريب هاته على أرض لبنان وفلسطين وانما بدأت يوم أن أريد لمجتمعاتنا الأهلية والمدنية العربية والاسلامية القتل البطيء تمريرا للمجزة الكبرى للقيم والمثل بدءا بوءد حلم الديمقراطيات العربية والاسلامية وصولا الى قتل الانسان ظلما وعدوانا والاستيلاء على الجغرافيا والتاريخ من أجل اعادة تشكيل العالم والمنطقة… ان حالة القمع الرهيب التي تعرضت لها المجتمعات المدنية العربية والاسلامية والتي وصلت الى حد تحويل أحزاب كبرى وظواهر اجتماعية نابضة الى حالة سجنية أو حالة مهجرية تموت قهرا عبر اقتلاعها من سياق فعلها الاجتماعي والمدني الطبيعي ,هو الذي مهد لتغييب دور الشارع العربي والاسلامي كجزء من معادلة ضغط على الرسميين والحكومات من أجل الذود عن الأرض والعرض والكرامة…
اننا نلتفت اليوم الى الجزء الأكبر والفاعل من المعارضات المدنية والمجتمعات الأهلية العربية,فنجده اما وراء القضبان أو وراء حدود الأوطان أو نجده منهكا بعذابات المراقبة الادارية أو الأمراض التي حملها معه من رحلته السجنية,وبالتالي نجد أنفسنا اليوم أمام بلدان عربية بلا قلب نابض ولا ضمير متحرك أمام استفراد القوى الكبرى بحكومات ضعيفة تلقت من شروط السكوت على جرائم حقوق انسانها العربي ماتضيق به كل كراسات الشروط السياسية في أي معادلة علاقات اقليمية أو دولية… ان المقدمة الحقيقية والشرط الأهم من أجل اعادة الاعتبار لمنطقة حصينة ومنيعة في وجه أي طموح استعماري جديد أو أي طموح توسعي أو عدواني من قبل المتربصين بأي شبر من المنطقة هو وضع حد للانقسامات الداخلية بين المعارضات والحكومات والمعارضات في علاقتها ببعضها البعض على أرضية من الاصلاح السياسي الجاد والحقيقي الشامل وبالتالي دمقرطة الأنظمة على أساس هادئ وعادل ينهي حالة الخصومة المستمرة منذ الاستقلال الأول بين حكومات لاتريد شرعية الانتخاب وشعوب تتوق الى التمثيل السياسي الشرعي ولو في حده الأدنى… ان الهزيمة اليوم لم تعد ذات جذور عسكرية فقط وانما أصبحت مغذاة بحالة الانهيار والتاكل الداخلي نتيجة تصفية المجتمعات المدنية العربية,والتي بدأت بفعل الضربات المتتالية والمؤلمة التي تلقتها تفشل في تعبئة الشارع العربي والاسلامي من أجل ضمان الدعم الناجع والحقيقي في معركة الصمود الحضاري والانساني في وجه الة القلع والتدمير والقصف والقتل التي يواجهها اللبنانيون والفلسطينيون كأمثلة متقدمة على طلائع المواجهة بين حضارات الم تتدافع توازنا وتعادلية في القوى فانها محمولة بحكم سنن الكون وطبائع البشر على الصدام الذي قد يأخذ في أكثر من واجهة طابعه العسكري غير المحمود. (*) كاتب واعلامي تونسي reporteur2005@yahoo.de (المصدر: مجلة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 21 جويلية 2006)
المحامية بشري خليل: الهجوم علي لبنان توسيع للحرب ضد العراق في المنطقة
2006/07/21 تونس ـ من طارق عمارة:
قالت بشري خليل احدي اعضاء فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ان الهجمات الاسرائيلية علي لبنان والتي خلفت نحو 300 قتيل هي توسيع للحرب التي تقودها الولايات المتحدة بالعراق لتشمل كل المنطقة. واضافت المحامية التي طردت اكثر من مرة من جلسات محاكمة صدام بعد مشاحنات مع رئيس المحكمة رؤوف عبد الرحمن ان التصعيد الاسرائيلي علي الجبهة اللبنانية هو استكمال وتوسيع لحرب المحتل الامريكي في العراق الي كامل المنطقة بواسطة الآلة العسكرية الاسرائيلية نيابة عن حليفتها واشنطن . واستهدفت اسرائيل البنية التحتية في لبنان وفرضت حصارا بحريا علي لبنان في توسيع للاعمال الانتقامية بعد ان اسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية جنود في هجمات عبر الحدود. وقتل في الهجمات الاسرائيلية التي استمرت امس الخميس لليوم التاسع علي التوالي ما لا يقل عن 300 مدني لبناني. ووصفت بشري الخليل في مقابلة اجرتها رويترز الهجمات الاسرائيلية علي لبنان بانها عدوان موعود منذ سقوط بغداد وتمهيد لمهاجمة سورية وايران ايضا من قبل اسرائيل نيابة عن نفسها وعن حليفتها . ودافع الرئيس الامريكي جورج بوش عن حق اسرائيل في الدفاع عن النفس غير أنه حذر الاسرائيليين من اضعاف الحكومة اللبنانية. وقالت محامية صدام حسين التي جاءت الي تونس للمشاركة في ندوات تضامنية مع لبنان والاراضي الفلسطينية بدعوة من الاتحاد التونسي للشغل ليس من حق اسرئيل من الناحية القانونية السماح لنفسها بمهاجمة بلد وحكومة كاملة وتدمير مرافق عمومية وجسور ردا علي اختطاف جنديين من قبل جماعة وليس حكومة . من جهة اخري توقعت بشري خليل ان يصدر حكم بالاعدام او بالسجن المؤبد علي صدام الذي يواجه اتهامات بقتل العشرات في قضية الدجيل. ومضت تقول كل تطورات المحاكمة وتصرفات القاضي والمسؤولين الامريكيين في المحكمة تجعلني اري اكثر من اي وقت مضي انهم يستعدون لاصدار حكم اعدام او سجن مؤبد للرئيس . وجددت محامية صدام انتقاداتها لوجود حراس امريكيين في قاعة المحكمة واصفة هذا الامر بانه يشكل عامل ترهيب وتخويف لصدام. وقالت مستنكرة وجود حراس امريكيين في قاعة يحاكم فيها الرئيس العراقي السابق يساوي وجود ضباط من النازية في محكمة كان من الممكن ان يحاكم فيها شارل ديغول مثلا . وحول طلب الحكومة العراقية من جيرانها تسليمها قائمة من المطلوبين تضم ابنة صدام وزوجته قالت بشري خليل هذه علامة واضحة علي فشل حكومة (رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) وعجزها عن مواجهة التحديات الامنية . واضافت انها التقت ابنة الرئيس السابق رغد التي تتردد باستمرار علي العاصمة الاردنية والتي ابلغتها بان مثل هذه الأمور لا تزعزعها . (رويترز)
(المصدر: جريدة القدس العربي الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
عبد الباري عطوان لا نعتقد ان القمة العربية الطارئة التي دعا لعقدها اليمن ستلتئم الا اذا توافق القادة العرب المشاركون فيها علي ادانة حركتي المقاومة الاسلامية حماس و حزب الله لاسرهما الجنود الاسرائيليين الثلاثة، وتحميلهما مسؤولية الدمار الناجم عن العدوان الاسرائيلي الحالي في فلسطين ولبنان. فقد بدا واضحا من خلال ما تسرب عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والبيانات المشتركة التي صدرت عن اجتماعات الزعماء العرب، وتغطية وسائل الاعلام العربية الرسمية لعمليات التدمير الاسرائيلية المتواصلة للبنان، ان النظام الرسمي العربي في معظمه، يقف في الخندق الامريكي ـ الاسرائيلي ويساند العدوان الاسرائيلي بطريقة مباشرة او غير مباشرة، تحت ذريعة الخوف من الاجندات الايرانية في المنطقة. ولذلك لم يكن غريبا ان يشيد المسؤولون الاسرائيليون بمواقف كل من مصر والاردن والمملكة العربية السعودية التي تصف مقاومة حزب الله وحماس، بالمغامرات المتهورة، ويعتبرون هذه المواقف تشكل سابقة علي درجة كبيرة من الأهمية، لانها تشكل تأييدا للقرار الاسرائيلي بتصفية حزب الله وحركة حماس وتطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559. ولان الدول المعتدلة تشكل الثقل الاكبر في مؤسسة القمة العربية، سواء بسبب قدراتها المالية الضخمة (السعودية ودول الخليج) او ثقلها البشري الكبير (مصر) فانه من المتوقع ان تفرض مواقفها علي القمة الجديدة في حال انعقادها، وتحاول استصدار قرارات تؤكد عليها. وهناك سابقة يمكن الرجوع اليها لاثبات هذه الحقيقة، وهي ان الدول نفسها، التي شكلت تكتلا بعد ذلك تحت اسم دول اعلان دمشق استغلت القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة في آب (اغسطس) عام 1990، لبحث الاجتياح العراقي للكويت، لاستصدار قرار يسمح باللجوء الي قوات امريكية لاخراج القوات العراقية من الكويت. مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية الذي انعقد في القاهرة قبل اسبوع اعطي صورة واضحة عن مدي رضوخ معظم الانظمة العربية للاملاءات الامريكية دون مناقشة. ولم نسمع عن اي مشروع عربي للقيام بتحرك دولي لوقف اطلاق النار ومنع عمليات التدمير للبنان. بل كل ما سمعناه في المقابل هو دفاع عن العدوان الاسرائيلي من خلال تحميل حزب الله المسؤولية بسبب خطفه للجنود الاسرائيليين. فبدلا من ان يتحدث السيد عمرو موسي امين عام الجامعة العربية عن الوضع المأساوي في لبنان، ويقدم للشارع العربي المحتقن ما يمكن ان يشفي غليله من خطط عربية لانقاذ ما يمكن انقاذه ووقف المجازر الاسرائيلية، رأيناه يتحدث عن موت عملية السلام، وخطأ تسليم كل اوراقها الي الولايات المتحدة التي سلمتها برمتها الي اسرائيل، وبشرنا باتخاذ وزراء الخارجية العرب قرارا بـ الاجماع باعادة العملية السلمية برمتها الي مجلس الامن الدولي. الانظمة العربية، تملك الكثير من اوراق القوة لو ارادت استخدامها في التصدي للعدوان الاسرائيلي، ابرزها تخفيض صادراتها النفطية ولو بمقدار مليوني برميل، فزمن وقف ضخ النفط قد ولي وبات تاريخاً، حتي يشعر العالم الغربي الداعم لهذا العدوان ببعض الألم، ويضطر للتحرك دفاعا عن مصالحه وسلامة اقتصاده. نحن هنا لا نتحدث عن تجميد معاهدات السلام التي وقعتها دول مثل مصر والاردن مع الدولة العبرية، لاننا ندرك جيدا ان دولا لا تستطيع طرد قنصل اسرائيلي من عاصمتها احتجاجا لا يمكن ان تجرؤ علي خطوة كهذه تحتاج الي قيادات ذات بأس شديد، وهي للأسف غير موجودة. العدوان الاسرائيلي علي الشعبين اللبناني والفلسطيني سيستمر لأسابيع وربما لأشهر قادمة، لانه مدعو من الولايات المتحدة وبعض الانظمة العربية، التي تبرر موقفها المستهجن هذا بخوفها من الاجندات الايرانية. ايران تملك اجندات، وتقف فعلا خلف حزب الله وحماس، لانها دولة تملك مشروعا اقليميا طموحا، يرتكز علي بناء قوة عسكرية متقدمة من خلال صناعة محلية، يدعمها اقتصاد قوي، وعلاقات دولية طموحة مع القوي العظمي الناشئة مثل الهند والصين والاتحاد الروسي. ومن حقنا ان نسأل عن المشروع العربي للدول التي تعارض هذا المشروع الايراني، وتمهد للتحالف مع اسرائيل وامريكا لمواجهته، وحصاره. هل نفهم من حالة الذعر السائدة حاليا في بعض الاوساط الرسمية العربية من الدور الايراني، ان عمليات الاعداد لتشكيل جبهة عربية ـ اسرائيلية ـ امريكية مشتركة تتبلور استعدادا لأي حرب امريكية قادمة لتدمير البرنامج النووي الايراني، علي غرار الجبهة العربية المساندة للحرب الامريكية التي ادت الي اخراج العراق من الكويت في مرحلتها الاولي، ثم غزوه واحتلاله في مرحلتها الثانية؟ المشكلة ان الانظمة العربية تخوض حروب امريكا جميعا ودون مقابل، باستثناء وعد بمساعدتها للبقاء في سدة الحكم، ولكن يبدو، ومن خلال رصد حركة الاحباط وردود فعل الشارع العربي عما يحدث في لبنان، ان الدعم الامريكي ربما لم يعد يصلح كضمانة لبقاء هذه الانظمة. فمشاريع الهيمنة الامريكية في المنطقة تواجه النكسات المتلاحقة، فشل في العراق وآخر في افغانستان وثالث في فلسطين، ورابع في لبنان. امريكا اعطت الدولة العبرية اسبوعا اضافيا لمواصلة عدوانها لانهاء حزب الله، وكم هي مخطئة في حساباتها. فاذا كانت المقاومة الفلسطينية الأقل تسليحا وتماسكا صمدت تسعين يوما امام الاجتياح الاسرائيلي البري والبحري والجوي، فان المقاومة الاسلامية في لبنان قد تصمد تسعين اسبوعا ان لم نقل تسعين شهرا او اكثر. الحرب في لبنان تقف علي ابواب مرحلة جديدة بعد اجلاء الرعايا الاجانب، وتناقص الاهداف التي يمكن للطائرات الاسرائيلية استهدافها، اللهم الا اذا قررت القيادة العسكرية الاسرائيلية قصفا سجاديا، علي غرار ما حدث في تورا بورا في افغانستان، والقضاء علي الشعب اللبناني برمته. فإطالة امد الحرب لن تكون في صالح الدولة العبرية، لانها لا تحتمل ان يقضي اكثر من مليونين من رعاياها الاسابيع او الاشهر المقبلة في الملاجئ، خاصة اذا ما وصلت الصواريخ الي تل ابيب. فمخزون حزب الله من الصواريخ الذي يزيد عن ثلاثين الفا مثلما اعلن السيد حسن نصر الله، ما زال علي حاله ولم ينقص الا القليل، والسيد نصر الله، علي عكس معظم الزعماء العرب لا يكذب ولا يبالغ. وغالبا ما يقول ويفعل. القصف الجوي لن يحسم الحرب لصالح الدولة العبرية، الا اذا تبعه اجتياح بري، واثبتت الاجتياحات الصغيرة التي جرت في الايام الثلاثة الماضية مدي استعداد مقاتلي حزب الله لمثل هذه الحرب اذا بدأت. حزب الله لن يخرج مهزوما من هذه الحرب، فقد كسب احتراما والتفافا عربيين اسلاميين، واصبح القوة العسكرية والسياسية الاقوي والأهم في لبنان والمنطقة، واذا تم التوصل الي وقف لاطلاق النار، وجرت انتخابات رئاسية او نيابية في لبنان، سيقلب كل المعادلات، وسيكون هو من يشكل الحكومات، ويختار الرؤساء. (المصدر: جريدة القدس العربي الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
إفلاس أخلاقي عالمي يشجع الإرهاب
2006/07/21 د. عبدالوهاب الافندي (1) في الأسبوع الأخير انهمرت علي الإعلام البريطاني بصورة محيرة أخبار غريبة معظمها عن البيئة والحيوانات. فقبل أيام حين كان القصف الإسرائيلي يعيد لبنان بسرعة إلي العصر الحجري (التهديد الذي وجه للعراق عام 1990)، كان أحد أبرز الأخبار هو عن قتل كلاب السباق التي شاخت. وفي يوم تال كان أبرز الأخبار عن تهديد غابات الأمازون، أعقبه خبر عن خطر انقراض السناجب الحمراء في بعض مناطق بريطانيا. وبالأمس كان أحد أبرز الأخبار عن خطر يتهدد النحل. (2) موضوع كلاب السباق أثار نخوة البرلمان البريطاني الذي تبني الموضوع وأجبر الهيئة المسؤولة عن مضامير سباق الكلاب أن تفتح تحقيقاً في الموضوع. ولكن البرلمان البريطاني لم ير من المناسب فتح نقاش أو تحقيق في إبادة المدنيين في لبنان. وحين سئل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن القضية أيد ما يجري من تقتيل ودمار ولم يفتح الله عليه بكلمة تعاطف حتي مع كلاب لبنان وحيواناته التي هي بالقطع تعاني هذه الأيام رغم أنها لم تطلق أي صواريخ علي إسرائيل ولم ترفض الاعتراف بالدولة العبرية. (3) بريطانيا وكل الدول الغربية تقوم بإجلاء رعاياها من لبنان (بعد إذن سام من جيش الدفاع الإسرائيلي بالطبع)، وهو أمر مستغرب إذا كانت إسرائيل بزعمهم لا تستهدف سوي الإرهاب والإرهابيين، وتتعفف بزعمهم عن المساس بالأبرياء المسالمين. وإذا كان هذا اعترافا صريحا بالعكس، فلماذا يحق لإسرائيل تقتيل وتعذيب المدنيين اللبنانيين. ألا يستحق هؤلاء أيضاً الحماية؟ أم أنهم من غير فصيلة البشر؟ (4) النقطة المحورية في العدوان الأخير علي لبنان تتمركز حول الطبيعة الإرهابية لهذا العدوان. فهو عدوان علي كل الشعب اللبناني وكل المقيمين في لبنان بدون تمييز، يشتمل علي حصار شامل، وقصف عشوائي لكل المرافق، وتهديد مكشوف للمدنيين، وتقطيع لخطوط المواصلات، وحرمان للناس من الطعام والشراب والكهرباء والدواء وحق الانتقال والأمن. هذه كلها تعتبر جرائم حرب حسب الشرائع الدولية. والقول بأن ما تفعله إسرائيل هو دفاع عن النفس يرقي إلي القول بأن الإرهاب وجرائم الحرب هي أمر مشروع. (5) الطريف بأن الزعماء الأمريكيين والبريطانيين (ومعهم للأسف بعض العرب) برروا ما تفعله إسرائيل بأنه جزء من الحرب ضد الإرهاب. ولكن الاعتراض علي الإرهاب هو تحديداً اعتراض علي استهداف غير المحاربين. وقد شبه أحد المراسلين البريطانيين موقع القصف الإسرائيلي علي جنوب بيروت بـ مربع الصفر (في تشبيه لموقع تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك)، وهو تشبيه في محله. إذ أنه لو جاز لكل محارب أن يستهدف كل ما يحلو له بدون مراعاة للقواعد المتفق عليها دولياً، فما هو وجه الاعتراض علي الإرهاب؟ فمن هو أولي بحق الدفاع عن نفسه: الشخص المشرد من أرضه، أو المحتلة بلده، أم الغاصب الذي سلبه داره وأرضه؟ (6) المواقف الدولية (والعربية أيضاً) تعبر عن إفلاس أخلاقي، لأنه يفرق بين مدني ومدني، ويؤيد إرهاباً وإجراماً بينما يدعي محاربة الإرهاب والإجرام. أن تقوم الدول الغربية بإجلاء رعاياها خوفاً عليهم، ثم لا يفتح الله عليها حتي بكلمة دفاع عن حق المدنيين اللبنانيين في الأمن أيضاً هو سقوط أخلاقي لا مثيل له، وإسقاط لكل حجج التنديد بالإرهاب الذي أصبح عند هؤلاء مشروعاً، شرطاً أن تكون الجهة التي تقوم به حليفة والهدف بعيد مكاناً وانتماءً. (7) ما يحدث في لبنان اليوم صرف النظر عما ظلت تتعرض له مناطق فلسطين منذ بدء انتفاضة الأقصي في عام 2000 من قصف وتدمير وحصار وسط صمت وتواطؤ عالمي وعربي. هذا مع العلم بأن فلسطين ليس لديها جيش وليست في حالة حرب، بل هي تحت الاحتلال الإسرائيل وتحت سلطته ومسؤوليته. وبحسب القوانين الدولية، فإن إسرائيل مسؤولة عن حماية الفلسطينيين بحيث ترتكب جريمة حرب لو قصرت في ذلك، فكيف الحال بتجويعهم وحصارهم وقصفهم؟ الجهات إياها التي تدعي حرصاً علي القانون الدولي لم يفتح الله عليها بكلمة إدانة ضد جرائم الحرب هذه، بل نسمع منها فقط مطالبة الفلسطينيين بالقيام بما عجزت عنه إسرائيل. (8) هذا الإفلاس الأخلاقي المزدوج يشكل إدانة دامغة للاإنسانية السياسة المعاصرة التي لا تتخلي فقط عن الضحايا بل تحاول تبرير جبنها وإفلاسها بلوم الضحايا. وهذه المواقف لن تشجع الإرهاب فقط، بل توفر له المبررات الشرعية، لأن الإرهابيين سيقولون إننا نفعل فقط ما تفعله إسرائيل في لبنان وفلسطين، أو ما تفعله أمريكا وبريطانيا في العراق وأفغانستان.
(المصدر: جريدة القدس العربي الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
أفكار الترابي تثير جدلا كبيرا في تونس
تونس – خاص – أقلام أون لاين عرفت الندوة التي نظمها منتدى الجاحظ بمقره بالعاصمة التونسية يوم 13 ماي الماضي لطرح ومناقشة أفكار الدكتور حسن الترابي الأخيرة جدلا كبيرا. ولئن أجمع أغلب المتدخّلين على تثمين الخطوة التي أقدم عليها الترابي سجل البعض الآخر احترازاته عليها، بسبب افتقادها لمنهج واضح يؤصلها، وبسبب الخلفية السياسية التي تقف وراءها. ويرى صلاح الدين الجورشي أن أهمية أفكار الترابي تكمن في أنها تدفع بالنقاش الدائر داخل المشتغلين بالفكر الإسلامي إلى مزيد من الحراك، كما تكمن أهمية تلك الأفكار في ردود الفعل التي أحدثتها. ففي السودان تعالت الأصوات من جهات عديدة إلى محاكمة الترابي وتكفيره واستتابته، في حين اعتبر أحد قياديي الإخوان في السودان أن الترابي خرج عن الثوابت، واعتبر الدكتور عبد الله عبد الرحمان وهو سلفي من السودان أن الترابي يتبنى الضعيف من الأقوال، والشاذ من الآراء، وأنه غير محقق ولا مدقق، ويتبع المتشابه ومولع بمخالفة العلماء. أما الحركة الصوفية فقد كفرت الترابي وكذا الرابطة الشرعية للعلماء في السودان ومجمع الفكر الإسلامي، بل إن ردود الفعل تجاوزت حدود السودان لتصل إلى السعودية مثلا حيث اعتبر الداعية السعودي سفر الحوالي آراء الترابي « علمانية في ثوب جديد »، في حين طالب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الترابي بالتراجع عن بعض تلك الأفكار، خاصة زواج المرأة المسلمة من غير المسلم.
الخلفيات السياسية
واستعرض الجورشي الخلفيات السياسية، التي تقف وراء المواقف الأخيرة للترابي، وهي أنه يعيش منذ مدة عزلة سياسية كبيرة، فالمعارضة السودانية تخشى من عودته القوية إلى الساحة. إضافة إلى ذلك فإن حركته تعيش حالة من الانقسام حتى إن بعض القيادات من حزبه تقف الآن مع خصمه عمر البشير، كما فقد الترابي عددا من تلامذته الذين كانوا شديدي التعلق به. إضافة إلى ذلك فإن الإدارة الأمريكية غير راضية عنه وتعتبره عدوا لأنه دعم الإرهاب. وبعد هذا السرد للخلفيات السياسية قال الجورشي « وبغض النظر عن هذه الخلفيات نتساءل ما هي أهمية الأفكار التي طرحها الترابي؟ وما هي مرتكزاتها النظرية؟ وما هي تداعياتها؟ ولماذا أعاد الترابي طرحها الآن؟ ». شخصية الترابي قبل البدء في عرض مختلف هذه القضايا انطلق الجورشي في استعراض سريع لشخصية الترابي، معتبرا أنها مثيرة للدهشة لكل من اقترب منها وناقشها. وقال إن الترابي تربّى في عائلة معروفة بتدينها فحفظ القرآن منذ الصغر، وتوفرت له ثقافة دينية مشهود بها. وأضاف أن ما ميّز الترابي استكماله لتعليمه خارج السودان في أوروبا وتحديدا لندن وباريس وهذه التجربة العلمية العالية ستفتح له أبواب القيادة والزعامة عند عودته إلى بلاده. كما إن الترابي يملك قدرة عجيبة على توليد الأشكال التنظيمية، وهو شخصية ذات بعدين: – سياسية: فهو سياسيا براغماتي إلى درجة كبيرة. – فكرية: هو قادر على أن يخترق بفكره مجالات، ويبلغ حدودا لا يمكن اختراقها. والدليل على ذلك قيامه بمراجعة العلاقة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بل الدعوة إلى التخلص من هذا الاسم. الآراء الأخيرة قسم الجورشي الآراء الأخيرة للترابي إلى ثلاثة أقسام:
الحريات الفردية والعامة:
ففي قضية الحريات الفردية والعامة ناقش الترابي طبيعة الدولة، وكان من الأوائل في الفكر السياسي الإسلامي الذين تبنوا مفهوم المواطنة، ودعوا إلى المساواة بين أبناء الوطن الواحد. وتطبيقا لهذه الآراء أسس الترابي أول تنظيم مفتوح لعضوية غير المسلمين، وأكد على ذلك في القانون الأساسي للجبهة القومية الإسلامية، واعتبر أن من حق غير المسلم الترشح لكل المناصب السياسية، بما في ذلك رئاسة الدولة، وأعلن أن حكم الردّة لا أصل له شرعا، وأن من حقّ المواطن تغيير دينه. وفي مجال الأخلاق العامة اعتبر الترابي أن المجتمع هو الذي يضبط تلك الأخلاق وليس القانون والنظام العام، وأن مدخل التغيير ليس السلطة أو القانون بل هو المجتمع. قضية المرأة وفي قضية المرأة قال الجورشي إن الترابي عرف بمحاربته للفصل بين الجنسين، وطالب بإعادة النظر في قضية غض البصر، وقفز فوق الركام الكبير للفقه الإسلامي حول المرأة، وأعطاها حقها كاملا، بما في ذلك إمكانية ترأسها للدولة، وبلغ به الأمر حد ملامسة بعض القضايا التي فيها نص مثل شهادة المرأة، التي اعتبرها مساوية لشهادة الرجل، بل إنها في كثير من الأحيان أقوى وأكثر أهمية واشد وقعا. وفي قضية زواج المسلمة من غير المسلم اعتبر الترابي أن من حق المسلمة أن تتزوج غير المسلم، وذكر الجورشي أن منطلق القضية كان سؤالا ألقته إحدى الزنجيات الأمريكيات، التي أسلمت حديثا على الدكتور الترابي تستفسره هل عليها أن تترك زوجها أم تبقى معه؟ فكان جواب الترابي أن تبقى معه. ثم تطور هذه الموقف لينسحب على جميع المسلمات. واعتبر الجورشي أن موقف الترابي أو فتواه بخصوص جواز زواج المسلمة من غير المسلم حلا لمشكلة تعاني منها عشرات الآلاف من الفتيات المسلمات المتزوجات من أجانب أو من غير المسلمين . وبالنسبة للحجاب اعتبر الترابي أن الحجاب هو الذي يغطي الصدر، وبالنسبة للصلاة فقد أجاز إمامة المرأة شريطة أن تكون هي الأعلم في المجموعة التي ستقوم بإمامتها. العقائد وبالنسبة للعقائد أنكر الترابي الآثار المتعلقة بالدابة، كما أنكر الروايات المتعلقة بالمهدي المنتظر وعودة المسيح، ونفى أن يبعث الناس بأجسادهم وأرواحهم، وقال إن البعث يكون بالروح. كما أنكر عذاب القبر، واعتبر أن المسيحيين واليهود ليسوا كفارا، وتحدث بدلا عن ذلك عن الأمة الإبراهيمية. المنهج الذي اتبعه الترابي وفي محاولة للإجابة على سؤال هل اعتمد الترابي منهجا محددا لتأصيل أفكاره؟ قال الجورشي إن الترابي اشتغل كثيرا على قضية المنهج، كما إنه اعتبر أن الفكر الإسلامي مغرقا في التجريد، وخارجا عن التاريخ، ومنفصلا عن الواقع، وهو ما يجعل مسألة التجديد حاجة إسلامية ملحة. فالترابي يؤمن بأن الدين يعتمد على قانون الحركة، وأن التشريع هو أكثر منطقة قابلة للتغير. فالتجديد عنده شرط من شروط التدين وأصالته، وهو يعتمد في نظريته على البعد المقاصدي، لذلك نراه يميز بين المقاصد والوسائل، أي ما جاء من أجله الإسلام وما جاء به، وهو يستفيد كثيرا في هذا المجال من الشاطبي وابن عاشور. ويدعو الترابي، بحسب الجورشي دائما، إلى ضرورة وضع منهج أصولي جديد للاجتهاد، وتطوير علم أصول الفقه، الذي يحتاج إلى الكثير من التغيير. ويطالب بتأسيس فقه شعبي، يقوم على أساس أن الاجتهاد ليس حكرا على العلماء، بل يشاركهم فيه أهل الخبرة والاختصاص والمواطنون. والإجماع عنده ليس إجماع العلماء بل إجماع الشعوب، لذلك أطلق اسم فطرة الشعب على الرأي العام. كما طالب بمراجعة العلاقة بالحديث، والتمييز بين الملزم وغير الملزم في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. أهمية أفكار الترابي وحسب الجورشي فإن أهمية آراء الترابي تكمن في النقاط التالية:
– العودة لإعطاء الأهمية للجوانب الفكرية والتأصيلية، بعد أن طغت الجوانب السياسية. – الجرأة في طرح تساؤلات حول منطقة تعتبر من الثوابت. – ربط مراجعة الأحكام بمراجعة العقائد. – إعادة تفعيل النص القرآني. – إعادة النظر في قراءة الحديث. – طرح قضية المنهج. نبرة « ثأرية » بعد ذلك تم فتح باب النقاش فثمّن اغلب المتدخلين الآراء والمواقف الأخيرة للدكتور حسن الترابي، ولاحظ البعض سيطرة نبرة « ثأرية » نوعا ما، كأنها تحاول أن تنتقم لمحمود طه، الذي أعدم في زمن كان فيه الترابي وزيرا للعدل، بعد أن اتهم بالردة. كما شدد عدد من المتدخلين على أهمية التجربة السياسية للترابي وعلاقتها بتلك الأفكار، متسائلين إلى أي مدى يمكن أن نفصل الترابي المفكر عن الترابي السياسي؟ وهل أن الوضع الذي يعيشه الترابي حاليا يقف وراء تلك الآراء؟. واعتبر محمد القوماني أنه ربما أصاب من قال إن « كلمات الترابي تنهمر كما الرصاص على أهدافها »، فآراؤه الأخيرة التي لم تكن مفاجئة لمن يعرفه إنما تكتسب أهميتها من مصدرها، أي من صاحب تلك الأفكار، باعتباره احد قادة الحركات الإسلامية المعاصرة. ومن كثافتها إذ إنها تنصب على أسئلة حارقة تثير الجدل في الساحة الفكرية، وتشكل حرجا للإسلاميين في مواجهة خصومهم. ومن سياقها إذ يشعر القوماني أن الترابي تعمّد مواجهة فكر معين اخذ في الانتشار والتوسع، ويعني « السلفية »، فالمرحلة لا تقتضي الدفاع عن الحضور الإسلامي كما كان سابقا، بل تقتضي الفرز وبيان الخطوط والاجتهادات، فالخوف ليس على الدين بل على الاجتهادات الدينية. والترابي – كما يرى القوماني – مجتهد ومجدد، وآراؤه الأخيرة لها ما يؤصلها، فهو يميز بين الأفكار والمقاصد، وهو يعتبر الشورى مصدرا للتشريع بعد القرآن والسنة، وهو يعتبر الشريعة نزلت في واقع متحرك، ويجب أن نفهمها على هذا الأساس، فهو من دعاة التجديد الشامل للفكر الإسلامي. ويعتقد القوماني أن تقديم إجابات واضحة على أسئلة دقيقة في الواقع، على غرار ما فعل الترابي، أهم من تنظيرات عديدة لا تتبعها إجابات كهذه. واعتبر القوماني أن الفكر الإسلامي يعاني من تنميط الدين، بحيث أصبح كل من يخرج عن السائد موضع اتهام. ويرى أن هذا الفكر يواجه تحديات لا مفرّ له منها، وخاصة الإقرار بتاريخية الدين، يعني تاريخية النص، وتاريخية فهمه. وما لم يحصل ذلك سيظل التردد في التجديد سائدا، فإذا كان للعصر روح فلا بد أن تكون لروح عصرنا بصمة واضحة في فهمنا للدين. وعن المحاولات التي عملت على ربط الأفكار الأخيرة للترابي بشخصيته وبالوضع السياسي الذي يمر به، قال القوماني « ليس المهم شخص الترابي بل آراؤه، وهنا أود التشديد على أن أخطر ما يواجه الاجتهاد هي تهم الردة وحكم الردة، واعتقد أن هذه المسألة لا أصل لها في الإسلام، وأن القاعدة هي « لا إكراه في الدين »، وأن كل مسلم مهما كان موقعه مدعو إلى مواجهة القول بحكم الردة، علما وأن هذا لا يسقط الحق في نقد الترابي ». وشدّد سامي إبراهم في نقاشه لموقف الجورشي من الأفكار الأخيرة للترابي، على اعتبار أن الإشكال الحقيقي الذي تطرحه تلك الأفكار افتقادها، حسب رأيه، لما اسماه بالمنهج. فلا يكفي أن يطلق الترابي أو غيره من المفكرين مجموعة من الأفكار والآراء أو الفتاوى، بل المهم هو الطريقة أو المنهج الذي اعتمده في الوصول إلى تلك الأفكار وتأصيلها. وأجمعت باقي التدخلات على أن المهم في أفكار الترابي ليست الآراء التي أعلنها في حد ذاتها، بل ما يمكن أن تدفع إليه من حراك داخل المهتمين بشأن الفكر الإسلامي، خاصة في مستوى تجديده. واعتبرت أن الجميع محافظين ودعاة تجديد ينطلقون من همّ واحد، وهو كيف يمكن حماية هذا الدين. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن حماية الدين تتم عبر المحافظة عليه كما هو، يرى دعاة التجديد أن حماية الدين تتم من خلال جعله مواكبا لقضايا الناس، ومنفتحا على العصر. كما اعتبر أن محاولة الترابي هذه تأتي في إطار فقه بدأ في التبلور، وبدأت تظهر الحاجة الأكيدة إلى تأصيله، وهو ما يمكن أن نسميه بـ »فقه العولمة ». فنحن نعيش في عالم بدأت فيه الخصوصيات المحلّية بالتلاشي، والحدود بالاضمحلال، إلى درجة تكاد تصير فيها مقولة « دار الكفر ودار الإسلام » من الماضي. فنحن مقبلون على عصر قد يبلغ فيه التطور درجة تسمح لأي مواطن في تونس أو السعودية مثلا أن ينهض في الصباح ليلتحق بعمله في طوكيو أو باريس أو نيويورك، ويعود في المساء إلى بيته بأحد أحياء تونس أو الرياض، ونفس الشيء بالنسبة للمواطن الأمريكي أو الياباني أو الفرنسي، بما يمكن أن يمثله ذلك من تغير في أنماط الحياة، وذوبان العديد من الخصوصيات، وما يفرضه ذلك من تطوير للتشريعات الخاصة بالسلوك والمعاملات.
(المصدر: مجلة أقلام أون لاين، العدد الثامن عشر، السنة الخامسة / جويلية – أوت 2006) وصلة الموضوع: http://www.aqlamonline.com/khaddouma18.htm
يهوذا الإسخريوطي والإنجيل المنسوب له:
نص قصير جدا استخدمته ناشيونال جيوغرافيك بطريقة تبتعد عن الرصانة باعتباره نصاً يتحدي اللاهوت الكنسي الأرثوذكسية التي صاغت النص المشروع تخشي اليوم عودة ما أعدمته الرقابة القديمة من نصوص مغايرة وغنوصية
د. عزالدين عناية
الأدب الإنجيلي ونشأة النص المقدس خلال القرون المسيحية الأولي، شاع في فلسطين وما جاورها تقليد كتابة دينية روحية، ذو طابع عرفاني، نُعت لاحقا بالأدب الإنجيلي، والكلمة ـ إنجيل ـ في أصلها اليوناني، معناها البشارة والخبر السار. ومنذ ما يزيد عن سبعة عشر قرنا، اندثر نص من ذلك الأدب، منسوب للحواري يهوذا سمعان الإسخريوطي، ضمن حملة إتلاف منظَمة للمؤلفات، التي لم تحز مباركة الساهرين علي الجماعة المسيحية الناشئة. كما ساهمت عوامل أخري في اختفاء عديد النصوص، جراء قسوة المطاردة الرومانية لأتباع المسيحية الأوائل، وما صاحبها من تستر وتقية. فقد كانت حقبة القرون المبكرة حرجة علي أتباع السيد المسيح، حتي عرفت في التاريخ الكنسي بـ عصر الشهداء ، لكثرة ما سقط فيها من ضحايا. تضافرت تلك العوامل، لتجعل مجمل الأخبار المروية عن إنجيل يهوذا سمعان الإسخريوطي، الحواري الذي يعنينا هنا، واردة عن خصومه. فقد أدرك آباء الكنيسة، منذ البداية، خطورة إشكالية تعدد الأناجيل. جرت محاولات للخروج من المأزق، سواء عبر إضفاء صدقية عن بعضها ونزعها عن غيرها، أو عبر محاولات صياغة أسفار موحدة مستخلصة من النصوص الحائزة علي شرعية، كالذي قام به السوري ططيانس حوالي 175م، مع ما عرف بسفر الدياتسرون Diatearon، أو الرباعية، بحسب الترجمة الحرفية للكلمة اليونانية، وهو أول ملخص يقدم الأناجيل الأربعة ضمن رواية موحدة غير مجزأة. فمنذ تحول الإنجيل إلي أناجيل، وما رافقه من يأس للعثور علي الإنجيل الكامن خلف الأناجيل، دخلت المسيحية في إشكالية بشأن مشروعية النص المقدس ومصداقيته، فأي النصوص يحوز تلك الأصالة، أو بتعبير كنسي القانونية . ربما تستدعي المسألة عودة للأصول، للبدايات، لتطارح أسئلة بشأن علاقة المسيح (ع) بالإنجيل، من حيث كتابته من عدمه، خاصة وأن كتابة النصوص المقدسة غالبا ما أهملها أصحابها وشغلت الأتباع، وضمن أية علاقة جدلية تنزل النص وحيا أم إلهاما؟ ففي الفهم السائد بين أتباع المسيحية اليوم، يُعتقد أن العهد الجديد وما تضمنه من أناجيل ورسائل، كتبها الله عبر مؤلفين بشر. لذلك يسود الاعتقاد أن النص مشترك البناء، بين ملهِم إلهي ومحرر بشري، توسط بينهما الروح القدس، صاغه المدون بأسلوبه ولغته وتعبيراته. وقل من المسيحيين من يعتقد أن النص موحي مبني ومعني، إلا بعض النحل الأصولية، كشأن بعض الفرق البروتستانتية الأمريكية. فقد صار ذلك من الخرافات التي لا يصدقها طالب مبتدئ في الدراسات الدينية المقارنة. يبين اللاهوتي الشمال إفريقي، القديس أوغسطين (354 ـ 430م)، في مؤلفه: ـ De consensus evangelistarum ـ (400م)، أن صياغة الأناجيل تعكس في مجملها ذكريات عامة، أكثر من كونها نظاما تاريخيا متناسقا وصارما، وأن أقوال المسيح ليست منقولة حرفيا دائما، بل مصوغة بعناية لحفظ المعني فحسب. وقبل الخوض في المسألة المتعلقة بالحواري يهوذا سمعان الإسخريوطي، نشير إلي بعض الأمور ذات الصلة بموضوعنا، فالمسيح (ع) ما تكلم العبرية ولا اليونانية، أثناء التبشير بدعوته، بل كان خطابه بالآرامية والكتاب الذي أوتي بتلك اللغة، بيْد أن ما تعود إليه المسيحية اليوم من نص مقدس، فهو ترجمة يونانية أُثبِتت قانونيتها بعد مداولات بين 150 و200م، وأن الترجمات الحديثة منحدرة من النص اليوناني وليس لها صلة بلسان المسيح وكلامه. فقد كشَف نقد المصادر عن حضور عديد العناصر في الأناجيل، ذات الخاصيات الآرامية خلف تلك الإغريقية. كان من رواد هذا الحقل ج. دالمان G. Dalman(1855 ـ 1941م)، وهو من الدارسين الكبار للآرامية. فقد عرض الباحث موقفا متحفظا لما يتعلق بالتأثير الآرامي في العهد الجديد، وكان كتابه البالغ الأهمية في الموضوع: ـ Die Worte Jesus ـ (1898)، الذي بين فيه يقينا، أن اللغة التي تكلم بها المسيح (ع) مع تلاميذه كانت الآرامية، وحتي وإن بدت غير مستحيلة فرضية أصالة الآرامية التي نبعت منها الأناجيل، فإن ألفاظ المسيح المنقولة عبرها تعرض دون أدني ريب ذلك التأثير الآرامي. والنقد التاريخي للعهد الجديد، يثبت يقينا ألا وجود لشاهد عيان لمن كتبوا الأناجيل الشائعة بيننا اليوم، كما أن كتابها لا يرتقون إلي درجة الحواريين ولا إلي درجة أتباعهم، بل إن أقصي ما يمكن نعتهم به هو أتباع التابعين. إنجيل المسيح المتواري خلف الأناجيل القانونية و المنتحلة تندرج الأناجيل الحالية: مرقس (كتب بين 65 و 70م)، ومتي (كتب بعد سنة 70م)، ولوقا (بين 80 و85 م)، ويوحنا (بين 65 و 90م)، ضمن كتابة أدبية تشبه المذكرات، تَلَت مرحلة البشارة الشفهية، التي سادت خلال عقود المسيحية الأولي، كما استمرت لاحقا عبر الأمثولة والأرجوزة. لذلك ليست الأناجيل الحالية عملا فريدا بل رواية من جملة مئات الروايات الشائعة، أسدلت عليها صبغة القانونية لتوفُر معايير قبول فيها دون غيرها. في مقابل القانونية وضعت المنحولة (الأبوكريفية)، التي لم تنل الاعتراف الكنسي. كان ذلك بعد عملية تصفية دقيقة، قدر فيها أن الأناجيل الأربعة: متي ومرقس ولوقا ويوحنا الأقرب من غيرها للتعبير عن فلسفة الجماعة المسيحية النافذة. وأبعدت مجموعة أخري من النصوص والقصائد المنسوبة ليسوع والحواريين، اعتبرت في عداد الباطنية والمنحولة، فاق عددها بحسب التقديرات مائة نص. العديد منها، 52 مخطوطة وجدت محفوظة في جرار، اكتشفت خلال سنة 1945 في نجع حمادي بمصر، وهي وثائق تعود لبداية القرن الرابع الميلادي، من بينها إنجيل توما وإنجيل فيليبس. وكذلك مكتشفات لفائف البحر الميت التي عثر عليها بين سنوات 1947 و1957 في المغارات الجبلية الواقعة بمناطق قمران (عمران) ومربعات وخربة ميرد وعين جدي ومسادا، وهي وثائق تعود إلي فترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد ومنتصف القرن الميلادي الأول. منها: إنجيل العبرانيين، وإنجيل المصريين، وإنجيل بطرس، وإنجيل الطفولة لتوما، وإنجيل الأقوال، والإنجيل الغنوصي لمرقس، وإنجيل فيليبس، وإنجيل الطفولة، وإنجيل مرقيون، الذي يلح علي ضرورة الانفصال عن شريعة العهد القديم، وإنجيل الأبيونيين، الشبيه بإنجيل متي من حيث صلته بالمفاهيم الدينية العبرانية، وهو يأتي علي خلاف إنجيل مرقيون، لما يقف عليه من مضادة في طروحاته، من خلال الدعوة للتواصل عقديا وتشريعيا مع العهد القديم، وتجلي ذلك في احترام السبت والدعوة لمواصلة سنة الختان. وأخري مثل، قصة يوسف النجار، وانتقال مريم، وإنجيل برنابا، الذي عثر علي إعادة كتابة له، تعود للقرن السادس عشر الميلادي، ولم يعثر بعد علي النص الأصلي. وربما أخطر الأناجيل علي الكنيسة الثالوثية هو إنجيل أريوس الموحد، والذي أعدم ذكره لما مثله من ثورة جذرية علي مفهوم التثليث. فالعهد الجديد كنص مسيج، مر بعديد التطورات تعلقت بمتنه، ولم يرس علي شكله الحالي إلا خلال مجمع ترنتو 1545م، حيث حددت الكنيسة الكاثوليكية جردا نهائيا للكتب المقبولة من المرفوضة وأطلقت عليها اسم القانونية. هل يهوذا سمعان الإسخريوطي بريء من خيانة المسيح (ع)؟ يُعرَض الحواري يهوذا سمعان الإسخريوطي في التصور المسيحي، علي أساس كونه الشخص المقرب من المسيح، الذي أنيطت به مهمة العناية بالخزينة المالية للحواريين، لذلك عدت خيانته المدعاة من المآثم الكبري. وإن كان الحواريون الآخرون من الجليل، مثل المسيح، الذي ولِد في بيت لحم ونشأ في الناصرة، فإن يهوذا سمعان من منطقة يهوذا. أما لقب الإسخريوطي، فهو مركب من كلمتين تعني البداية: إنسان، شخص؛ والثانية: قريوت، وهي نعت لقرية، في مرتفعات يهوذا. والأقرب أن يكون اللقب، علي ما يقول المؤرخ كمال سليمان الصليبي في كتابه: البحث عن يسوع ، القريوتي أو القرياتي لا الإسخريوطي . حاز يهوذا في التصور الكاثوليكي أساسا صورة قاتمة، نجد دانتي أليغياري ابن الثقافة الكاثوليكية، يضعه في الكانتو XXXIV، في الدرك الأسفل من جحيمه. وقد عملت الكنيسة في الغرب علي تعميق كرهه، حتي أن الكلاب لا يسمونها باسمه، وبلغ حد مقته في ألمانيا أن تسمية المولود الجديد بيهوذا تعد مخالفة للقانون. ويهوذا الذي يعنينا هنا، كان الرفض لما ينسب إليه من مذكرات مبكرا، فخلال سنة 180م، كتب أحد آباء الكنيسة، المسمي إيرينيوس (وُلد ما بين عامي 115 ـ 120م)، والذي يعود أصله إلي أزمير بتركيا، نصا بعنوان: ضد الهرطقات Adversus Haereses ، انتقد فيه عدة أسفار، تخالف مقولات الكنيسة البدئية، بشأن سيرة المسيح (ع) ودعوته. كان إيرينيوس ممن كلِف بالتبشير في منطقة فرنسا حاليا، التابعة حينئذ لبلاد الغال الرومانية. منذ عهده انطلقت محاربة الروايات الإنجيلية الخارجة عن الخط الآبائي بشتي السبل، لغرض إشاعة الرواية المرضي عنها، باعتبار الأناجيل في بداية منشئها مذكرات، شاع تقليد تدوينها بين الأتباع والمؤمنين، كل علي شاكلته وهواه. لذلك لاقت الأناجيل المنعوتة بالأبوكريفية، أي المنحرفة أو الباطنية، والتي في الحقيقة لم تلاق قبولا، طمسا لمقولاتها وإتلافا لها، من طرف الساعين لإرساء تنظيم في فوضي المذكرات ـ البشارات ـ المنتشرة. فمثلا بحسب رواية إيرينيوس، في مؤلفه ضد الهرطقات ، استعمل إنجيل يهوذا، المسمي في النسخة اللاتينية بـ Peuaggelion Nioudas ، من طرف مجموعة غنوصية تدعي أن العالم لم يخلق من طرف الإله الواحد الحق، بل من آلهة ثانوية، هي آلهة العهد القديم، التي ينبغي ألا يُهتدي بها وألا تتبع. وتدعيما لتلك الصورة المقيتة، ينعت الأب إيرينيوس أتباع يهوذا الإسخريوطي بـ القابيليين ، نسبة إلي قابيل قاتل هابيل، إمعانا في تشويههم. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار قرون المسيحية الأولي الحرجة، وهي فترة كانت فيها الكنيسة البدئية، التي تبحث عن بلورة خصوصياتها وصياغة تعاليمها، بين حدي ضغطين: تربص من الحاكم الروماني، استمر حتي إصدار المرسوم المعروف بقرار قسطنطين سنة 313م، القاضي بالاعتراف بالمسيحية ديانة في الإمبراطورية؛ ونفور ديني من كهنة الديانة اليهودية، الذين يتربعون علي التراث التوحيدي. يلخص ف. ك بور F. C. Baur(1792ـ1860م) ـ منظر مدرسة توبنغن، وأحد أهم دارسي العهد الجديد في القرن XVIII، الذي يعود له الفضل في دفع نقد العهد الجديد إلي مستوي يتميز بالطابع العلمي ـ تاريخَ المسيحيةَ، من سنة 40 إلي 160م، ضمن سياق هيغلي، باعتباره تاريخ توتر وصراع، اختُتِم بمصالحة. فقد كان صراع المعارضة التحررية البولسية، برسالتها المنعتقة والمتملصة من الشريعة والداعية في الآن نفسه لكونية الرسالة الكنسية، علي تناقض مع تشدد التشريع اليهودي المتبني من طرف الحواريين الأوائل بزعامة بطرس، عبر التأكيد علي التعاليم اليهودية. من هذا التعارض بين الأطروحات، ظهرت الكنيسة الكاثوليكية وتشريع العهد الجديد اللذان ألغيا أي خلاف، ووضعا في نفس المستوي بطرس وبولس. كان مسرح هذا التركيب القرن الثاني، حيث تقلص العداء واستعيض عنه بتهديد مشترك من الغنوصية. الإنجيل الذي يشغلنا في هذه المقالة، والذي سال حبر كثير بشأنه في الفترة الأخيرة، منسوب للحواري يهوذا سمعان الإسخريوطي، في تسع صفحات، وقد عثر عليه مع مخطوطة ضمت 66 صفحة، متكونة من رؤيا يعقوب، وخطاب من بطرس لفيلبس ووثائق أخري. كان العثور علي تلك الوثائق في بني مزار بالمنيا عام 1970، ثم توارت البرديات بين سماسرة المخطوطات والمؤلفات النادرة، بعد رحلة قطعتها من صحاري مصر حتي أوروبا وأمريكا. (يمكن الاطلاع علي قصة الإنجيل المنسوب ليهوذا ضمن مؤلف: Il Vangelo perduto, Herbert Krosney. National Geographic ـ Gruo Editoriale L’Espreo. Roma. 2006. وقد تولي تحقيق الإنجيل المذكور وترجمته فريق متكون من: تيم جول، مدير مؤسسة العلوم الوطنية بأريزونا، وماس سبيكترو، الخبير في استعمال الكربون 14، لتحديد تاريخ كتابة النص، والأستاذ ستيفن إيـمِل، المختص في اللغة القبطية بجامعة مونستر بألمانيا. ويشير تحليل البرديات المدون عليها النص، بالقبطية الأخميمية (أخميم بلدة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر) بأحرف لاتينية، أن تاريخ التدوين يتراوح بين 220 و 340م. والنص منسوب ليهوذا الحواري، والراجح أنه لأحد أتباعه، ولم يقطع الشك باليقين من حيث نسبته للحواري المذكور من عدمه، لذلك يبقي احتمال نقله عن نسخة أخري تعود ليهوذا واردا. في حقيقة الأمر، بعد اطلاعنا علي هذا الإنجيل في ترجمته الإيطالية التي قام بها أنريكو لافانيو، والمنشورة ضمن كتاب: Il vangelo di Giuda, National Geographic, Italia 2006 ، الذي أعده كل من رودولف كاسير ومارفين ماير وغريغور وورست تبينت لنا بعض الملاحظات، منها: أن النص المنسوب ليهوذا، يتميز بالقصر الشديد والإيجاز المفرط، نُرجع سببه لعديد الفراغات التي ألمت بالمخطوطة لا إلي طبيعة النص. كما أن السفر لا يرقي إلي مستوي الأدب البِشاري الذي صيغ في الأناجيل الأربعة، وما حوته من عمق روحي ودقة في العبارة. إضافة، أن النص يعبر عن رؤية باطنية نحلية لا تنفتح علي عموم المؤمنين، وأن انتماءه للقرنين الثالث والرابع الميلاديين، فيه ما يدل علي معاصرته لحقبة الاضطهاد التي ألمت بالمصريين بسبب عسف الأباطرة الرومان، والتي راح ضحية فيها عديد منهم، جراء اعتناقهم المسيحية التي بشر بها القديس مرقس. دفع الاضطهاد الروماني حينئذ إلي انبعاث حركة رهبنة متخفية توارت في الكهوف، حفاظا علي الدين، والمخطوط الذي عثر عليه والمنسوب ليهوذا فيه من الدلالات القوية علي احتمال انتسابه لتلك الفترة. وما دفع بنسبته إلي الحواري يهوذا، الموقف الإيجابي منه، المستمد من مقطوعة وردت بالنص، خاطب فيها المسيح (ع) يهوذا بقوله: ستسمو فوق الجميع، لأنك ستضحي بالإنسان الذي يخفيني ، بعكس الموقف السلبي الشائع عنه، وهو ما لا يثبت حقا نسبته ليهوذا. إضافة أن الأسلوب الذي روجت به مجلة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية للإنجيل اعتمد أسلوب الإثارة الصحافي، وابتعد عن الرصانة العلمية المعهودة مع وثائق بالغة الأهمية في التراث الإنساني، كما سيطر الطابع التجاري لا العلمي علي عملية الترويج، بدعوي أن الإنجيل سيخلق أزمة لاهوتية للمسيحية السائدة، متناقلة الخبر، علي إثر انطلاق حملة التسويق له، أغلب الصحف الغربية. يهوذا.. جراء خيانته كان الخلاص!؟ يثير الإنجيل المكتشف عديد المسائل التي تتناقض مع الأناجيل الأربعة الشائعة حاليا. منها نفي تهمة خيانة الحواري يهوذا الرائجة، بجلب حرس الرومان للمسيح لمعقله والقبض عليه، وكون المسألة لا تزيد عن قيامه بالفعلة تلبية لرغبة المسيح ذاته للقبض عليه، لإنهاء حالة المطاردة التي ترهقه، وإن ظهر يهوذا في الأناجيل القانونية ، متي ومرقس ولوقا ويوحنا، علي هيئة الخائن الشرير، حيث يعرضه متي، الذي ذكره في إنجيله أربع مرات، يقترف فعلته تحت غواية المال، التي استلم فيها ثلاثين دينارا من الفضة. والحال أن قصة الثلاثين من الفضة مستوحاة من كلام للنبي زكرياء (ع) في سفره في العهد القديم، مروي علي لسان المسيح الموعود فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة (سفر زكرياء11: 12). كما تسترسل القصة لتروي ندم يهوذا، الذي انتهت به الحسرة إلي قتل نفسه. حكي متي القصة في إنجيله (26: 14 ـ 25) حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعي يهوذا الإسخريوطي إلي رؤساء الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم. فجعلوا له ثلاثين من الفضة، ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه… ولما كان المساء اتكأ مع الاثني عشر. وفيما هم يأكلون قال: الحق أقول لكم إن واحدا منكم يسلمني. فحزنوا جدا وابتدأ كل واحد منهم يقول له: هل أنا هو يا رب؟ فأجاب وقال: الذي يغمس يده معي في الصفحة هو يسلمني. إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك لو لم يولد. فأجاب يهوذا مسلِمه وقال: هل أنا هو يا سيدي. قال له: أنت قلت. في حين يذهب لوقا، الذي ذكره أربع مرات أيضا، إلي أن الشيطان هو الذي أوحي ليهوذا بفعلته النكراء. وأما مرقس، فشبه كبير في روايته بما ذكر لدي متي. وفي إنجيل يوحنا نعت ليهوذا بكونه الشيطان ، علما بأن كتبة الأناجيل الأربعة ليسوا من حواريي المسيح (ع). ولكن الرواية الواردة في الأناجيل القانونية بشأن الحواري يهوذا الإسخريوطي تحمل في طياتها عديد التناقضات للعين الفاحصة، فمن جانب كان يسوع يعرف مصيره المحتوم، وهو ميت لا محالة بحسب الإرادة الإلهية لتخليص البشر، ومن جانب آخر هناك تحميل يهوذا مسؤولية موته. ولذلك يطرح التساؤل المنطقي، أولم يعبر يهوذا عن الإرادة الإلهية عبر عملية الخيانة، وساهم فعلا في تخليص البشر من خطيئتهم عبر عملية التكفير الجارية من خلال موت المسيح؟. يقول المؤرخ اللبناني كمال سليمان الصليبي في كتابه: البحث عن يسوع إن خيانة يهوذا الإسخريوطي ليسوع ـ وهي التي تتفق عليها الأناجيل الأربعة ـ فيها نظر، لكونها غير مقنعة أساسا. ويواصل الصليبي قوله، ذاكرا أن رؤساء الكهنة اليهود لم يكونوا بحاجة إلي خائن من بين تلاميذ يسوع ليتمكنوا من القبض عليه. وهو الذي دخل أورشليم علانية، فلاقته الجموع من أنصاره هناك بالهتافات لـ ابن داود و ملك إسرائيل . والتصرفات التي قام بها يسوع بعد ذلك في هيكل أورشليم ـ وهو الذي كان اليهود وغير اليهود من الإسرائيليين، ما عدا السامريين وحدهم، يجتمعون فيه للعبادة أو للتشاور في الأمور العامة ـ كانت أيضا علانية. ولعل رؤساء الكهنة اليهود، لم يحاولوا القبض علي يسوع داخل الهيكل لمجرد الخوف من الاصطدام بأنصاره هناك، ولذلك تحينوا الفرصة للقبض عليه خارج الهيكل (ص 90). فما يرد في الأناجيل الأربعة يتناقض مع ما يرد في النص المكتشف ـ صحت نسبته إلي يهوذا أم لم تصح ـ ، حيث يطلب المسيح من يهوذا تسليمه لقاتليه حتي يحرر روحه من سجن الجسد. فقد جاء في إنجيل يهوذا علي لسان المسيح (ع): ستسمو فوق الجميع، لأنك ستضحي بالإنسان الذي يخفيني . والملاحظ أن لفظ الخيانة المتكرر في ترجمات الأناجيل الأربعة الحالية، والوارد باللفظة اليونانية parad domi يعني التسليم و الإيداع لا أكثر. والنص الوارد في إنجيل مرقس 14: 48 ـ 49 علي لسان المسيح (ع) كأنه علي لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني. كل يوم كنت معكم في الهيكل… ولم تمسكوني . من هذا النص يتبين أن الخيانة ما كان لها بد للقبض عليه لكن الأناجيل الأربعة تلح علي تلك الخيانة . أكثر ما يقلق الكنيسة اليوم في هذه الاكتشافات، أن الأرثوذكسية التي صاغت النص المشروع، تخشي عودة ما أعدمته الرقابة خلال القرون الأولي، من نصوص مغايرة اعتُبِرت غنوصية أو منحولة، لتثير تشككات وتساؤلات جديدة حول النصوص القانونية، من حيث روايتها للحدث المسيحي المبكر. فقد كان الغنوصيون والنحليون معروفين فقط من روايات خصومهم، ولكن بعد اكتشافات مكتبة نجع حمادي، ولفائف البحر الميت، ووثائق المنيا الأخيرة، بدأت المسائل تطرح بشكل مغاير. ہ اكاديمي تونسي يعمل بجامعة لاسابيينسا/ روما (المصدر: جريدة القدس العربي الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
بعمامة ياقوتٍ وموّالٍ أخضر
2006/07/21 هادي دانيال أنا لا أعدُّ أنا مَنْ يري. لا أعدّ الوَري وأري أمّةً نَفَرا بعباءتهِ المرجانْ وعمامتهِ الياقوت بموّالهِ الأخضرَ أوْ أري رئيساً ترجَّلَ عن قصرهّ الأغبرَ وتوَغّلَ مُحتَضَناً بينَ من نَزَحوا عن خَرابِ القُري كانَ مُنتشيَ الروحِ تغمره القُبُلاتُ كان هذا الضميرُ الجميلُ نضِراً عالياً غَرِدا يتلامَعُ مُنغمِراً بالندي رافعاً رايةَ الفُقَرا.. قَبْل أَنْ يرعدَ الصيفُ كُنتُ أري رئيسين في عزلةِ الأسْر هذا علي صَدْرهِ صخرةٌ من تَخاذُلِ أمّتهِ وذلك قَبْلَ وُلوجِ الثري كانَ وَهجاً تآكَلَ في لُجّةِ الأَمْرِ كانْ أو أري مُدُناً تطلبُ الغَيْثَ يَغمرُها الغَثيانْ.. ….. يا غبار السكونِ تَهادي علي جزّمةٍ ضَجِرَهْ يا رماد الضمائرِ في خوذةٍ حائرة ْ لا أبالي بكم فارحلوا رايةً رايةً واتركوني أعدّ خناجركم في ظهور الضحايا أُواري شظايا المرايا رمادَ العيون التي اقْتُلِعَتْ ذاتَ رؤيا.. …. كأنَّ الدماءَ تخثَّرت الآنَ بين عروق حَجَرْ وكأنّ القَمَرْ يتخثَّر خَلْفَ غيومٍ من الحبر.. كادَ بَياضُ دفاترنا تحتها ينتحرْ.. وأنا أَعْمي أبحتُ عَنْ عينيَّ الآنْ وكأنّي ذكري إنسانْ أكتبُ أ َمْ أضربُ أَمْ أتفشّي في الجدران؟ في زاويةٍ من روحيَ صَقْرٌ يسألني: من كَسَرَ جناحيَّ؟ فأدخلُ جحْرَ الصّمْتِ بلا أُذنينِ وأَصْرخ حتّي تنفجرَ الرئتان!: ـ مَنْ أَحني قمّةَ جلعادَ لجزمةِ شارونَ وباع الأهرامَ بشالومْ؟ من يُرْضعُ في جدَّةَ بنْتَ الفانتومْ كي تقصفَ أحفاد الشهداءِ بصاروخ قَبْل النومِ وصاروخٍ بَعْد النومْ؟ يا فُقَهاء الشرقْ لن يحصد غَيْرَ الموت من يبحث عَن فَرْقْ بين إيهودا باراكْ وإيهودا أولْمَرتْ.. …… أري شفتيَّ بَحْرَ الموت تنفرجانِ عن قبري طريقُ دمشقَ ليس طريقَ ايثاكا ولكن ليس يا وطني لهذا الخطب إلاّكا فالعالم صحراءْ لا نخْل ولا ظلّ ولا ماءْ لا شيء سوي رَمْل وعقاربَ وأفاع وعُواءْ.. آه لوْ أنّي في مَرمي صقرِ ردي أو مَرمي مدفع بحر يقصف وردةَ حبرٍ في ضاحيةٍ من لبنانْ.. لكنّي نَهر تاه بهِ مجراه فأغثني يا بردي يا أبتاهُ أغثني الآنْ لم يبقَ سواك جوادٌ يصهل في الصحراءْ وعلي صهوتهِ نَصرُ الله! شاعر من سورية يقيم في تونس
(المصدر: جريدة القدس العربي الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
«ماريا كاري» في تونس منذ ليلة أمس: تأخرت عن موعدها بساعتين وحلت بمطار تونس قرطاج على متن طائرتها الخاصة
* تونس ـ «الشروق»: رغم أنها تأخرت عن موعد وصولها بحوالي ساعتين كاملتين ولم يحل ركبها بمطار تونس قرطاج على متن طائرتها الخاصة إلا في العاشرة ليلا وجدت النجمة العالمية «ماريا كاري» عددا كبيرا من المعجبين والمحبين في انتظارها، وكانت الأجواء الاحتفالية حاضرة بقوة في أكثر من مشهد ومصافحة ولوحة راقصة. عدد من الجمعيات والمنظمات الشبابية وممثلي الهيئات الاجتماعية ساهم كل بطريقته في اضفاء جو استقبالي حار على الحدث مما بعث البهجة في نفس المغنية التي أكدت في كلمة مقتضبة أنها سعيدة بالقدوم إلى تونس لاحياء حفلين كبيرين بالملعب الأولمبي بالمنزه غدا السبت 22 جويلية ويوم الاثنين 24 جويلية الجاري. وإضافة إلى الاعداد الغفيرة من المعجبين والعشاق حضر الاستقبال بالي سهام بلخوجة، وفرق شعبية وعدد من الشبان يمثلون الحضيرة العالمية للعمل التطوعي التي انطلقت في الأيام الأخيرة بتونس، ويشارك فيها ثلة من شبان المغرب العربي، ودول أوروبا. وإثر الاستقبال انتقلت المغنية إلى مقر إقامتها بضاحية الحمامات في انتظار اجراء التمارين على ركح الملعب الأولمبي بالمنزه استعدادا للحفلين.
* أبو نزار * عدسة: حبيبي _____________________________________________________________
لحملة تذاكر حفلي «ماريا كاري» : تخفيض بـ50 على رحلات القطارات يومي 22 و24 جويلية تيسيرا لوصول المتفرجين من مختلف جهات الجمهورية لحضور حفلي النجمة العالمية «ماريا كاري» يومي 22 و24 جويلية 2006 تقرر تمتيع حملة التذاكر بتخفيض بـ50 على كل الرحلات على متن القطارات. مع العلم بأن النقل في مستوى تونس الكبرى مضمون قبل الحفلين وبعدهما.
(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
لحظة بلحظة من الانتظار وحتى الوصول
في مطار تونس قرطاج الدولي: أجواء احتفالية.. أطفال وجـمعيات خيرية في استقبال النجمة ماريا كاري
تونس/الصباح كانت الساعة تشير الى السابعة مساء عندما بدأت حشود من المواطنين والشبان والفتيات في التوافد على مطار تونس قرطاج الدولي.. والتجمع في محيط القاعة الشرفية.. كان الحديث واحدا.. وكانت الاسئلة تصب كلها في خانة: اي موعد لوصول النجمة العالمية ماريا كاري.. هنا كانت الفرقة النحاسية.. وغير بعيد عنها اصطفت فرقة للفنون الشعبية بلباسها التقليدي التونسي الاصيل.. في الوقت الذي جمعت فيه سهام بلخوجة بالي الاطفال للتعبير الجسماني والرقص لتقديم اخر التوجيهات ومراجعة بعض الحركات التعبيرية. وكان على الاعلاميين الاستعداد لحدث وصول النجمة العالمية ماريا
كاري الى تونس وفق اجراءات امنية مضبوطة بدقة.. ولا احفي سرا اذا قلت ان الجهات الامنية تعاملت بمرونة ويسر في علاقتها مع الاعلاميين الذين سمح لهم بالدخول الى القاعة الشرفية والوقوف الى جانب الباب الرئيسي المؤدي الى ساحة المطار. في حين امكن للمصورين الدخول حتى مكان الطائرة لاستقبال النجمة ماريا كاري. الجمعيات الخيرية حاضرة وغصّ بهو القاعة الشرفية للمطار بممثلي الجمعيات الخيرية المساهمة في هذين الحفلين بباقات الزهور وعقود الياسمين التي اعدت لاستقبال ماريا كاري. اما في محيط القاعة الشرفية فقد كان الحضور ملفتا للانتباه لشباب وشابات ونساء وأطفال وكهول جاؤوا لمشاهدة ماريا كاري التي احبوا فيها اغانيها ورومانسيتها وموسيقاها التي تنادي بالحب والصفاء.. والاقبال على الحياة بكل تفاؤل. حلول ماريا كاري حوالي العاشرة والنصف مساء امس الاول حطت الطائرة الخاصة المقلة للنجمة العالمية ماريا كاري لينزل في البداية الطاقم الامني والفني المصاحب لها.. وبعد اكثر من ربع ساعة اطلت ماريا كاري من باب الطائرة ملوّحة بيديها لتحية مستقبليها امام المدرج.. واشتغلت آلات التصوير لتسجل هذا الحدث الفني الاول من نوعه في تونس في حين انطلق بالي الاطفال لسهام بلخوجة في الترحيب وتحية ماريا كاري بلوحات تعبيرية متناسقة تابعتها النجمة العالمية بانتباه واعجاب قبل ان تأخذ طريقها في اتجاه القاعة الشرفية تحت كم هائل من ومضات آلات التصوير. تونس شعبها لطيف اثناء مرورها بالقاعة الشرفية في اتجاه المحيط الخارجي للمطار توقفت ماريا كاري لحظات امام الاعلاميين لتقول بانقليزية طليقة وابتسامة عريضة «الشعب التونسي لطيف.. انا سعيدة بهذه الزيارة.. شكرا على هذا الاستقبال الرائع.. تونس واحة الامن والسلام.. وانا أعشق الامن والسلام». في المحيط الخارجي للمطار انطلقت هتافات وصيحات المعجبين والمعجبات باسم ماريا كاري في الوقت الذي كانت فيه تلوّح بيديها لتحية مستقبليها. وسعت ماريا كاري رغم الحراسة الامنية المشددة عليها الى الاقتراب من المعجبين لتصافح البعض منهم لتصر في ذات الوقت على الوقوف الى جانب فرقة الفنون الشعبية وتسجيل صور تذكارية وفي ذلك تعبير على تفاعل صادق مع ما قدمته هذه الفرقة من مقاطع للفلكلور التونسي الاصيل. وكانت الساعة تشير الى الحادية عشر و10 دقائق مساءا عندما استقلت ماريا كاري السيارة المخصصة لها لتنطلق صحبة مرافقيها في ركب من السيارات في اتجاه الحمامات مقر اقامتها طيلة ايام تواجدها بتونس.
(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 21 جويلية 2006)
Home – Accueil – الرئيسية