TUNISNEWS
7 ème année, N° 2461 du 16.02.2007
اليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس : »من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس »
آيفكس – :مضايقات جديدة ضد المحامي السجين محمد عبو وعائلته
ثمانون مثقفا وحقوقيا وسياسيا من داخل العالم العربي وخارجه: يطالبون بإطلاق سراح الناشطين المدنيين وكل معتقلي الرأي في السعودية واس: أحكام بالسجن في حق مروجي إشاعات عبر الأنترنت
رويترز : مطعم تونسي يقدم وجبة مجانية لمن يُـقـبّـلُ حبيبته على الملأ إسلام أون لاين.نت : مطعم تونسي يكافئ من يقبل عشيقته علنا!
الشروق:جرائم يرتكبها رياضيون: لاعب كرة قدم يروّج المخدّرات.. وملاكم مشهور يتورّط في جريمة قتل
الشروق:الشبـاب… الـ «رّافـل» والتجنيـد: واجب مقدّس وأسئلة ساذجة الشروق:: أكثر من 5 آلاف مليار عجز صندوق التقاعد في 2016 …. وإجراءات «للإنقاذ»
وات: افتتاح الدورة العادية السادسة للجنة المركزية للتجمع
الصباح : تونــس ـ فرنســا: اتفاقيات تعاون وشراكة في مجال الطيران والنقل البري والحديدي والسلامة المرورية
الشروق:: نافذة على مجتمع يتغيّر: أفواه وأرانب رويترز : تونس تتطلع لتنشيط العمل المغاربي المشترك
خالد عبيد : في الذكرى الستين لانعقاد مؤتمر المغرب العربي وتأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة
القدس العربي : اللمبارة .. فيلم جديد للمخرج علي العبيدي: الهجرة السرية… والاحلام المفتوحة علي المجهول القدس العربي :المغرب يعتقل سبعة للاشتباه في انتمائهم لـ السلفية الجهادية واستمرار حالة التأهب الامني
مرسل الكسيبي : هل يعرف المجتمع التونسي بينهما سبيلا للاصلاح ؟
زهير الخويلدي: الديمقراطية في مواجهة الارهاب
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
اليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس
الدورة السادسة
الجمعة 23 فيفري 2007 بباريس
« من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين
وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس »
تستعد تنسيقية الجمعيات التونسية والمغاربية والعربية بباريس بالتعاون مع الجمعيات الحقوقية في
تونس وبمساندة المنظمات الحقوقية الدولية والأحزاب والشخصيات الصديقة على الصعيدين العربي والدولي، لتنظيم فعاليات الدورة السنوية السادسة لليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس « من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس ».
وقد بات من الأكيد أن تنظم الدورة السادسة هذه بأوسع نطاق ممكن والحال أنها تعقد في ظرف بالغ الخطورة نتيجة الصّدامات المسلحة التي شهدتها تونس أخيرا. وتسبب هذا الوضع في تكريس سياسة النظام القمعية ومزيد من خنق الحريات، في ظل تعتيم إعلامي تام. الأمر الذي يدعو جميع أطياف الحركة الديمقراطية وأصدقاء تونس إلى التعبئة والحذر الشديد.
وفي انتظار الإعلان عن برنامج فعاليات الدورة بتفاصيله وطبيعة التحركات المزمع انجازها في باريس تونس وفي باقي العواصم العربية والغربية، تقترح عليكم تنسيقية باريس الخطوط العريضة لمحتوى و أهداف هذا اليوم.
المحتوى: يمكن تركيز هذه الدورة على:
1- المساجين:
– مساجين حركة النهضة
– المساجين من ضحايا قانون « الإرهاب »
– السجين محمد عبو
2- أوضاع المساجين المسرحين
3- معانات عائلات المساجين
4- مسألة العفو التشريعي العام
الأهداف:
– ضمان صدى إعلامي مناسب لهذه المبادرة واستثمار الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا من أجل الحصول على مواقف واضحة من طرف المرشحين مع الملف الذي يعنينا.
– تعزيز الاهتمام الدولي بهذا الملف.
– التعاون مع شركائنا في تونس لإحداث حركية (ديناميكية) وطنية مستمرة تطالب بـ » قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع السياسي في تونس ».
وتدعوكم الجمعيات المبادرة بهذا المشروع إلى الانضمام إلى اللجنة التنظيمية أو إلى مساندة المبادرة، حتى تكون هذه الدورة السادسة حدثا له صدى واسعا وله نتائج معتبرة فيما يتعلق برفع الظلم المتمثل في سجن مواطنين بسبب أفكارهم أو خياراتهم السياسية.
الجمعيات المنظمة : لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس , التضامن التونسي , اللجنة العربية لحقوق الإنسان ,صوت حر , فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين , جمعية العمال المغاربة بفرنسا, اللقاء الثقافي الأوروبي العربي , جمعية الحقيقة والعمل , لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو, اتحاد العمّال المهاجرين التونسيين.
الجمعيات المشاركة : الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان , الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين, المجلس الوطني للحريات بتونس , الجمعية التونسية ضد التعذيب.
الأطراف المساندة : معا من أجل حقوق الإنسان , جمعية حقوق الشخص بالمغرب العربي (كندا) , التجمع من أجل الحريات بتونس (مرسيليا) , الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب (مصر) , الحركة المسيحية لمناهضة التعذيب (فرنسا) , الحزب الديمقراطي التقدمي , الحزب الشيوعي الفرنسي , الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس , الرابطة الاشتراكية الدولية, , السيد جوزي بوفي , السيد روبر برات, السيدة بورفو كوهين سيات نيكول, السيدة بومدين-تيري عليمة , السيدة مونيك سيريزيي بن قيقة , الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الانسان , المؤتر من أجل الجمهورية, المرصد الدولي لحقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) , المركز الدمشقي للدراسات النظرية و الحقوق المدنية (السويد) , المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب , تجمع 18 أكتوبر للحقوق و الحريات (تونس), تجمع محامي المتهمين بالمحكمة العسكرية بتونس صائفة1992 , حركة النهضة, حزب الخضر , حزب العمال الشيوعي التونسي , حقوق الإنسان أولا في السعودية (الرياض) , رابطة حقوق الانسان ,شبكة جمعيات اكس-مرسيليا, لجان إحياء المجتمع المدني في سورية (دمشق) ,لجنة الدفاع عن الاستاذ الدكتور المنصف بن سالم , لجنة الدفاع عن السجناء والأسرى في العراق (بغداد) , مؤسسة الضمير للدفاع عن حقوق الإنسان (غزة) , مؤسسة حرية الرأي والتعبير ,مراسلون بلا حدود ,مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف (مصر) ,مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان (عمان) , مركز ما بين الشعوب الاعلامي (قرنوبل) ,منظمة الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان (جنيف) ,موقع صدى للحقوق والحريات (مدريد) , نقابة القضاة , نقابة المحامين (فرنسا) , التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات , جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب , المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف , تنسيقية أبناء و أقارب المساجين السياسيين, المركز التونسي لإستقلال القضاء.
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 26 يناير / كانون الثاني 2007 تونس – تونس
** مضايقات جديدة ضد المحامي السجين محمد عبو وعائلته**
** المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس – OLPEC **
المصدر: المجلس الوطني للحريات بـتونس – CNLT تتواصل المضايقات المسلّطة على سجين الرأي المحامي محمد عبّو المعتقل منذ 1 مارس 2005 من أجل مقال نشره على الانترنت والمسجون حاليا بسجن الكاف وذلك عبر عدة أشكال: – فقد منعته إدارة السجن من تلقي الكتب والوثائق التي تمكّنه من متابعة بحثه لنيل شهادة الدكتوراه في انتهاك واضح للقانون المنظم للسجون في الفصل 19 الذي يرخص للسجين متابعة برامج دراسته بالمؤسسات التعليمية من داخل السجن. – تحريض بعض سجناء الحق العام ضدّه من قبل إدارة سجن الكاف. – تجاهل قاضي تنفيذ العقوبات لمطالبه بمقابلته لتغيير ظروف إقامته ولتمكينه من كتب الدراسة. كما تتعمد إدارة سجن الكاف ومصالح الأمن التونسي تسليط مضايقات أخرى على عائلة محمد عبّو خلال زيارتها له كل يوم خميس. ففي آخر زيارة يوم 25 جانفي 2007 أخضعت سامية عبّو قبل الزيارة داخل السجن لتفتيش شمل حافظتها اليدوية بعد تهديدها بحرمانها من الزيارة إن لم تستجب لذلك الإجراء. كما ردّت إدارة السجن على الفور برفض مطلب سامية عبّو بالترخيص لابنتها نور الهدى من مصافحة والدها بدون حاجز خاصّة وأنّها لم تزره منذ عدّة أشهر. كما خضعت سامية عبّو خلال تنقلها إلى مدينة الكاف (170 كلم عن العاصمة) لمتابعة أمنية لصيقة وتم إيقافها عديد المرات من قبل دوريات أمنيّة. وعبّرت السيدة سامية عبّو عن مخاوف على سلامة ابنها جمال الذي يتعرض لمضايقات أمنية كان آخرها قيام أعوان أمن بسحب نسخة من بطاقة أعداده من إدارة المعهد الثانوي الذي يدرس فيه. والمجلس الوطني للحريات: – يحتجّ بشدّة على الاعتداءات التي يتعرض لها محام مدافع عن حقوق الإنسان. ويعتبر أنّ ما يتعرض له السجين محمد عبّو وعائلته هي إجراءات عقابية خارجة عن القانون يتم بها تثقيل العقوبة السجنية الظالمة التي يقضيها. – يطالب بوقف كل أشكال المضايقات التي تستهدف محمد عبّو وعائلته ويطالب باحترام حقوقه السجنيّة. – يجدّد المطالبة بإطلاق سراح السجين محمد عبّو دون أي شروط. عن المجلس، الناطقة الرسمية سهام بن سدرين تم إرسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101 صندوق بريد 407 تورونتو, كندا هاتف رقم :+1 416 515 9622 فاكس رقم : +1 416 515 7879 بريد عام ifex@ifex.org بريد برنامج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org زوروا موقعنا http://www.ifex.org و للعربية زوروا http://hrinfo.net/ifex/
ثمانون مثقفا وحقوقيا وسياسيا من داخل العالم العربي وخارجه
يطالبون بإطلاق سراح الناشطين المدنيين وكل معتقلي الرأي في السعودية
بمبادرة من 12 منظمة غير حكومية وتأييد عدد هام من الشخصيات العربية البارزة مثل خير الدين حسيب وهيثم مناع ونادر فرجاني وحسن حنفي ومنصف المرزوقي ومنير شفيق وحسن نافعة وعبد المنعم أبو الفتوح ومعن بشور وعبد الحميد مهري ومحمد السيد سعيد ومتروك الفالح ونيفين مسعد وفايز سارة وعبد الإله بلقزيز وحسين العودات وجمال عيد وجمعة العمامي… صدر اليوم بيان تضامنٍ وقعه ثمانين مثقفا وحقوقيا وسياسيا عربيا يطالب بالإفراج فورا عن الشخصيات العامة والمدنية التي اعتقلت في مطلع هذا الشهر في المملكة العربية السعودية. وفيما يلي نص البيان والموقعين عليه قامت أجهزة المباحث العامة في المملكة العربية السعودية يومي الجمعة والسبت 2و3/2/2007، باعتقال عشرة شخصيات عامة ومدنية، ثمانية منهم أخذوا من اجتماع جمعهم في مدينة جدة. وحتى إعداد هذا البيان ما زال في السجن تسعة منهم بدعوى « دعم جهود مكافحة الإرهاب وتمويله والقيام بأنشطة ممنوعة تضمنت جمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الأموال وإيصالها إلى جهات مشبوهة توظفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم إلى الأماكن المضطربة ». هذه أول حملة اعتقالات منذ تسلم الملك عبد الله العرش تنال رموزا إصلاحية معروفة بحرصها على نظام دستوري وإصلاح سلمي واحترام الحريات الأساسية في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مواقفها النبيلة من قضايا الاحتلال الأجنبي والحصار المطبق على الشعب الفلسطيني، وفي هذا مؤشر تصعيدي خطير على انتهاك الحقوق المدنية في المملكة. إن المثقفين والحقوقيين والصحافيين الموقعين أدناه، من داخل العالم العربي وخارجه، يشجبون بشدة حملة الاعتقالات هذه، ويعربون عن تضامنهم الكامل مع المعتقلين، ويطالبون بالإفراج الفوري عنهم وعن كل معتقلي الرأي والضمير في المملكة خاصة من كان دون محاكمة أو انتهت محكوميته وهم بالمئات. المعتقلون من مواطني المملكة الذين وردتنا أسماؤهم: سعود مختار الهاشمي، عبد الرحمن الشميري، سليمان الرشودي، عصام حسن بصراوي، عبد العزيز الخريجي، موسى القرني، الشريف سيف الدين فيصل الشريف، محمد حسن القرشي هذه العريضة تلقى دعم كل من اللجنة العربية لحقوق الإنسان، جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان، الملتقى الثقافي العربي الأوربي، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، لجان إحياء المجتمع المدني في سورية، جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي، موقع صدى للدفاع عن الحقوق والحريات، منظمة العدالة العالمية، جمعية الحقوقيين في الأمريكيتين، منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الإنسان، منظمة ائتلاف السلم والحرية، مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية هيثم مناع، مفكر وحقوقي من سورية حسين العودات، باحث وإعلامي وحقوقي من سورية منصف المرزوقي، مفكر وحقوقي من تونس نادر فرجاني، باحث ومفكر عربي من مصر أسامة المناور، محام وحقوقي من الكويت خير الدين حسيب، مفكر عربي من العراق هدى الصدة، أستاذة في جامعة مانشستر محمد السيد سعيد، نائب مدير مركز الدراسات في الأهرام منير شفيق، كاتب ومؤلف متروك الفالح، أستاذ العلوم السياسية –اللجنة العربية لحقوق الإنسان، السعودية عبد المنعم أبو الفتوح، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب حسن حنفي، أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة أمحمد مالكي، أستاذ جامعي من المغرب إلهام محمد عبد المتوكل، أستاذة جامعية في كلية الشريعة والقانون في صنعاء حسن نافعة، أستاذ الفلسفة في كلية الآداب في جامعة القاهرة ابتسام الكتبي، أستاذة جامعية في الإمارات العربية المتحدة سعد ناجي جواد، جامعة بغداد سمير كرم، مستشار المدير العام لمركز دراسات الوحدة العربية عبد الحسين شعبان، باحث وحقوقي عراقي صباح ياسين، باحث عراقي عبد الإله بلقزيز، أستاذ جامعي مغربي وكاتب وباحث عصام نعمان، محام وكاتب لبناني جورج قرم، مفكر وباحث لبناني نيفين مسعد، أستاذة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة عمر كوش، كاتب ومؤلف سوري معن بشور، سياسي وكاتب من لبنان هيثم الناهي، أستاذ في العلوم الجينية في الجامعة الأمريكية ببريطانيا عبد الحميد مهري، سياسي وباحث جزائري رحاب مكحل، أمينة سر المنتدى القومي العربي في لبنان البر داغر، أستاذ العلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية حسام العبد الله ، فنان وحقوقي من مصر منذر إسبر باحث في الإعلام من سورية ناصر الغزالي، رئيس مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية فيوليت داغر، رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مصر. فيصل الكعبي، معالج نفسي من تونس. لقاء أبو عجيب، طبيبة أطفال وناشطة في العمل الإنساني رزان زيتونة، محامية وناشطة في حقوق الإنسان في سورية فتحي بلحاج، رئيس الملتقى الثقافي العربي الأوربي رشيد مصلي، محام جزائري، رئيس منظمة العدالة العالمية في لاهاي فاروق سبع الليل، اقتصادي من حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي العربي صلاح الدين سيدهم، طبيب جراح وحقوقي من الجزائر عبد الوهاب صالح العريض، السعودية نوار عطفة، أخصائي أمراض قلبية وناشط مدني- فرنسا جان كلود بنسان، طبيب ومهندس من قائمة أوربة –فلسطين محمد اسكاف، طبيب وحقوقي من سورية عزة مروة، ناشطة نسائية لبنانية زينة العربي، باحثة في الأدب الإنجليزي وحقوقية من سورية نزيهة الرجيبة، صحافية وحقوقية من تونس أسعد محاسني، مهندس يعيش في فرنسا هيثم المالح، محام وأول رئيس لجمعية حقوق الإنسان في سورية أحمد سي مرزوق، محام من الجزائر سهام بن سدرين، المتحدثة باسم المجلس الوطني للحريات في تونس قيس جواد العزاوي، رئيس تحرير « الجريدة » العراقية هيلين جافيه، طبيبة ورئيسة جمعية مناهضة العسف في المنفى هوغو دياز، دكتور في القانون الدولي ومندوب لجنة الحقوقيين الأمريكيين في جنيف أحمد العمري، طبيب وحقوقي تونسي عبد الوهاب معطر، أستاذ القانون الدولي وحقوقي تونسي عبد الرؤوف العيادي، محام وحقوقي تونسي المصطفى صوليح، باحث وحقوقي مغربي الطاهر العبيدي، رئيس تحرير مجلة تواصل / باريس أُبيّ حسن، صحفي وكاتب سوري أحمد الخليل، صحفي سوري مصطفى علوش، صحفي سوري صفوان عكاش، مترجم وناشط سوري فايز سارة، كاتب وصحافي سوري حياة ديب، ناشطة سورية فيصل يوسف ناشط سوري كردي وسام سارة صحافي سوري محمد نجاتي طيارة، باحث سوري عبد العزيز النويضي، أكاديمي وباحث وحقوقي مغربي إبراهيم المقيطيب، رئيس جمعية حقوق الإنسان أولا بالسعودية جان نسطة، طبيب وناشط سوري يعيش في ألمانيا فيوليتا زلاتيفا (باحثة البلغارية) مسئولة القسم الأوربي لمنظمة ائتلاف السلم والحرية أحمد سليمان (صحافي)رئيس منظمة ائتلاف السلم والحرية سلام أحمد منصور، مدرس لغة فرنسية جمعة العمامي سكرتير التضامن لحقوق الإنسان الليبية، سويسرا عبد الحفيظ الحافظ حزب العمال الثوري العربي امجيل أحمد مهندس إعلامياتي عبد الرازق المنصوري، كاتب ليبي
أحكام بالسجن في حق مروجي إشاعات عبر الأنترنت
تونس – واس – اصدر القضاء التونسي أحكاما بالسجن على ثلاثة شبان تونسيين تراوحت بين ثلاثة أعوام وثلاثة أعوام ونصف لإدانتهم بترويج وإشاعة أخبار زائفة ذات صبغة امنية عبر شبكة الأنترنت. وكانت النيابة العمومية في تونس قد وجهت للشبان الثلاثة تهمة نشر بيان بأحد المنابر الإلكترونية على شبكة الأنترنت يدعون فيه انتمائهم لاحدى الجماعات المتطرفة ويتبنون عمليات ارهابية كانت تلك الجماعة تخطط لتنفيذها فى تونس . وتعود احداث هذه القضية إلى شهر ديسمبر الماضى حين تمكنت قوات الامن التونسية من قتل والقاء القبض على عناصر مجموعة ارهابية كانت تعتزم تنفيذ عمليات ارهابية ضد مواقع حيوية فى البلاد وذلك فى مواجهتين مسلحتين بالضاحية الجنوبية للعاصمة . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 16 فيفري 2007) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=425871
تونس – واس – تمثل نسبة الاطفال التونسيين المصابين بمرض السرطان 3 بالمائة من العدد الاجمالي للاصابات فى مختلف الفئات العمرية حيث تشهد تونس سنويا اصابة قرابة العشرة الاف حالة جديدة منها 300 حالة في صفوف الاطفال . وتفيد دراسات طبية تونسية ان سرطان الدم والغدد اللمفاوية اكثر الاورام السرطانية انتشارا لدى الاطفال بنسبة 5 ر 26 بالمائة يليه سرطان المخ ب 1 ر 19 بالمائة ثم سرطان العين الذي ينتج عن زواج الاقارب .. وتشير الى ان نسبة شفاء الاطفال من هذا المرض تصل الى 70 بالمائة . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 16 فيفري 2007) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=425866
مطعم تونسي يقدم وجبة مجانية لمن يُـقـبّـلُ حبيبته على الملأ
تونس (رويترز) – قالت صحيفة تونسية يوم الجمعة إن مطعما تونسيا أهدى بمناسبة الاحتفال بعيد الحب يوم الاربعاء الماضي وجبات مجانية لكل من يدخل المطعم بصحبة حبيبته ويقبلها على الملا. وأضافت صحيفة الاعلان التونسية ان المطعم علق على واجهته اعلانا يقول « أكل مجاني لمن يتقدم الى كاسة الحسابات صحبة شريكته او حبيبته ويعلن لها حبه امام الملا ثم يقبلها ». ويثير الاحتفال في مثل هذه المناسبات جدلا واسعا في تونس احدى أكثر البلدان العربية انفتاحا على الغرب بعدما أصبحت شريحة هامة تحتفل بعيد الحب بينما لا يزال محل رفض من اخرين يعتبرونه تقليدا دخيلا. وعبرت الصحيفة التي نشرت الخبر عن استغرابها لحدوث هذا في تونس واعتبرت انه يتضمن مساسا بالكرامة والحياء في بلد اسلامي. وأصبح الاحتفال بعيد الحب تقليدا شائعا لدى كثيرين في تونس يقبلون فيه على شراء الشوكولاتة والورود لتقديمها كهدايا لكنهم لم يتعودوا على مثل هذا السلوك من اصحاب المطاعم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 فيفري 2007)
مطعم تونسي يكافئ من يقبل عشيقته علنا!
رويترز – إسلام أون لاين.نت تونس- « وجبة مجانية لمن يتقدم إلى خزينة الحسابات بصحبة شريكته أو حبيبته ويعلن لها حبه أمام الملأ ثم يقبلها ». هكذا أعلن أحد المطاعم في تونس عن برنامجه ليوم عيد الحب الأربعاء الماضي؛ الأمر الذي لاقي استهجانا كبيرا في المجتمع التونسي باعتباره « مساسا بالكرامة والحياء في بلد مسلم ». وجاء في صحيفة الإعلان التونسية اليوم الجمعة 16-2-2007 أن مطعما تونسيا أهدى بمناسبة الاحتفال بعيد الحب يوم الأربعاء الماضي وجبات مجانية لكل من يدخل المطعم بصحبة حبيبته ويقبلها على الملأ. وأضافت الصحيفة أن المطعم علَّق على واجهته إعلانا يقول: « أكل مجاني لمن يتقدم إلى خزينة الحسابات بصحبة شريكته أو حبيبته ويعلن لها حبه أمام الملأ ثم يقبلها ». ويثير الاحتفال في مثل هذه المناسبات جدلا واسعا في تونس إحدى أكثر الدول العربية انفتاحا على الغرب بعدما أصبحت شريحة مهمة تحتفل بعيد الحب، بينما لا يزال محل رفض من آخرين يعتبرونه تقليدا دخيلا. وعبرت الصحيفة التي نشرت الخبر عن استغرابها لحدوث هذا في تونس، واعتبرت أنه يتضمن مساسا بالكرامة والحياء في بلد مسلم. وأصبح الاحتفال بعيد الحب تقليدا شائعا لدى كثيرين في تونس يقبلون فيه على شراء الشيكولاتة والورود لتقديمها كهدايا، لكنهم لم يتعودوا على مثل هذا السلوك من أصحاب المطاعم. تساهل أخلاقي دعوة المطعم التونسي عن تقديمه هدية لمن يقبل شريكته أو عشيقته على الملأ تأتي في وقت تسود فيه الأوساط الحقوقية والثقافية في تونس حالة استياء شديد بعد صدور حكم قضائي بالسجن مع إيقاف التنفيذ بحق محام أمريكي اتهم بممارسة اللواط والترويج لأفلام إباحية. هذا الحكم المخفف بحق المحامي الأمريكي جعل رجال قانون تونسيين وخبراء في علم الاجتماع يعبرون عن تخوفهم من أن يجعل هذا الحكم المخفف من بلادهم « وجهة مفضلة لهواة السياحة الجنسية ». وذكرت مصادر إعلامية لمراسل « إسلام أون لاين.نت » في وقت سابق أن إحدى الدوائر الجنائية قضت بسجن محام أمريكي (46 عاما) لمدة عامين و6 أشهر مع إيقاف التنفيذ بعدما ثبتت بحقه ممارسة الجنس مع قاصر، وتعمد تصوير مشاهد إباحية، وتجميع وترويج أفلام فيديو أجنبية المصدر من شأنها النيل من الأخلاق الحميدة. قسوة مع الإسلاميين سبب آخر يضاعف استياء رجال القانون في تونس من الحكم المخفف على المحامي الأمريكي؛ إذ إنه في المقابل يصدر القضاء أحكاما قاسية بالسجن تصل لعشرات السنوات، بحق المعارضين السياسيين، خصوصا الإسلاميين منهم. وأبرز تلك الأحكام هو معاقبة شباب تونسيين لم تتجاوز أعمارهم الـ25 عاما، بالسجن مع الشغل لمدة من 9 إلى 11 عاما، لمحاولتهم الالتحاق بالمقاومة العراقية. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 فيفري 2007)
جرائم يرتكبها رياضيون:
لاعب كرة قدم يروّج المخدّرات.. وملاكم مشهور يتورّط في جريمة قتل
* تونس ـ «الشروق»: رياضي آخر، مثل صباح أمس موقوفا، أمام الدائرة الجنائية الثانية لتورّطه في جريمة ترويج مخدّرات، وقبله لاعب كرة قدم بفريق في العاصمة تورّط في نفس الجرم، وقبلهما ملاكم معروف أحيل متهما في جريمة قتل… فهل هذا يعني أن بعض الرياضيين أصبحوا «يفضلون» غرف السجون على زوايا الملاعب؟ آخر قضايا الرياضيين، تورّط فيها شاب في العقد الثالث من العمر، كان لاعب كرة قدم سابق بأحد أبرز فرق الضاحية الشمالية للعاصمة، بعد أن وجّهت له النيابة العمومية تهمة ترويج مادة مخدّرة مدرجة بالجدول «ب» وحسب لائحة الاتهام، فإن احدى الدوريات الأمنية ألقت القبض على شاب أثناء قيامها بإجراء أبحاث في قضيّة عنف وسرقة، وتمّ نقل المتهم الى مركز التحقيق، حيث اشتبه المحققون في أمره. فتمت احالته على أحد المختبرات لإجراء تحاليل بيولوجية على سوائله فتبيّن أنه كان واقعا تحت تأثير مادة مخدّرة، فتمّ ابلاغ ممثل النيابة العمومية بمحكمة تونس الابتدائية، الذي أذن بفتح محضر تحقيقي والكشف عن كل ملابسات القضيّة. وقد اعترف المتهم بأنه مدمن على استهلاك المخدّرات، وصرّح بأنه كان يتزوّد بها من شخص يعرفه، كان لاعب كرة قدم سابق في أبرز فريق بالضاحية الشمالية، وقد أحيل المتهم الأول منفردا على دائرة قضائية، وقضي في شأنه بالسجن لمدّة عام فيما ألقي القبض لاحقا على الرياضي وأودع السجن، رغم انكاره الاستهلاك أو الترويج ونفى كل التهم المنسوبة اليه، وتمّت إحالته على أحد قضاة التحقيق، فأصدر في شأنه بطاقة ايداع بالسجن ووجّه له تهمة ترويج مادة مخدّرة بغاية الاتجار بناء على شهادة المتهم الأوّل، وقرّرت دائرة الاتهام احالته على أنظار الدائرة الجنائية المختصّة لمقاضاته من أجل ما نسب اليه، وقد مثل المتهم موقوفا صباح أمس أمام هيئة المحكمة، حيث أنكر كل التهم المنسوبة اليه وتمسّك بنفي أي علاقة له بميدان المخدّرات وسانده في ذلك محاميه الذي قال إنه من غير المعقول أن ينخرط منوّبه في هذا الميدان وهو رياضي، وطلب المحامي استبعاد محاضر البحث طاعنا في الأبحاث الأولي وطلب على أساس ذلك القضاء بعدم سماع الدعوى. إلا أن المحكمة رأت حجز القضيّة للمفاوضة والتصريح بالحكم في وقت لاحق. نشرنا في عدد «الشروق» الصادر يوم أمس الأوّل الاربعاء وقائع قضيّة مخدّرات أيضا تورّط فيها لاعب كرة قدم بأحد فرق العاصمة أوقفته دورية أمنية، فعثرت لديه على قطعة مخدّرات قال إنه حصل عليها من المتهم الرئيسي المروّج، فتمت احالة اللاعب على القضاء فيما تمكن المتهم الثاني من التحصّن بالفرار. أمام الدائرة الجنائية اعترف الرياضي بكل ما نسب اليه، وقال إنه مدمن على استهلاك المخدّرات، وطلب محاميه التخفيف عنه قدر الامكان القانوني واسعافه بضم تهمتي المسك والاستهلاك واعتبارهما جريمة واحدة، المحكمة قرّرت إدانته والقضاء بسجنه مدّة عام مع خطيّة مالية. كما شهدت أروقة المحكمة الابتدائية بتونس محاكمة لاعب كرة قدم معروف بفريق كبير من فرق العاصمة لاتهامه في جريمة الاعتداء بالعنف، اذ تعمّد اللاعب بعد ارتكابه حادث مرور وعلى اثر خلاف مع صاحب السيارة التي صدمها الاعتداء عليه بالعنف الشديد رفقة أحد أصدقائه فتمت احالتهما على أنظار القضاء، وقضي بإدانتهما. لاعب سابق آخر بإحدى الفرق في جهة داخل البلاد تمت احالته على القضاء لاتهامه بارتكاب جريمة سرقة اذ تعمّد حسب ملفات القضية الاستيلاء على حافظة نقود من سيارة أحد معارفه فتمت احالته على القضاء وأدين بالسجن. من أخطر القضايا التي نظرت فيها احدى الدوائر الجنائية بمحكمة تونس الابتدائية هي تورّط ملاكم تونسي سابق حائز على عديد البطولات الوطنية والدولية في جريمة قتل، تفيد وقائعها بأن المتهم الذي كان مقيما في أوروبا أفلس فعاد الى تونس، حيث شارك في الاعتداء على شاب فأصابه بآلة حادة مما أدى الى اقامته مدة طويلة بالمستشفى، حيث توفي بعد مدة وقد أدانت المحكمة المتهم وقضت بسجنه مدة سبعة أعوام، ولا يزال طعنه في هذا الحكم جاريا. لاعب كرة قدم، يلعب لفائدة احدى فرق شمال البلاد تورط في جريمة قتل لاعب كرة السلة المعروف بعد معركة في ملهى ليلي، أصيب خلالها الهالك قبل ان يلفظ أنفاسه الاخيرة وقد أثارت هذه القضية الرأي العام لفترة طويلة. قبل ذلك تورّط لاعب دولي معروف بإحدى أكبر فرق العاصمة في قضية مواقعة أنثى وقد تمت احالة القضية أمام احدى الدوائر الجناحية بمحكمة العاصمة حيث قضي بإدانته وسجنه من أجل ما نسب اليه لمدة ستة أشهر. اللاعب تمكن من مغادرة التراب التونسي، ولم يقض العقوبة رغم تأييد حكم الادانة عليه من قبل محكمة الاستئناف. مازال المتابعون يتذكرون التحقيقات التي فتحها البوليس الفرنسي في شأن جريمة يشتبه في ان لاعب كرة قدم تونسي معروف تورّط فيها وحسب الوقائع الأولية فإنه يعتقد بأن اللاعب التونسي اعتدى على عون أمن فرنسي باستعمال الغاز المشل للحركة. التحقيقات مازالت جارية. كما تورّط مؤخرا لاعبان تونسيان يلعبان لفائدة فريق مصري في قضية الاعتداء بالعنف على عون أمن مكلف بحراسة مأوى للسيارات، وقضت بإدانتهما احدى المحاكمة المصرية وسجنهما من اجل ما نسب اليهما لمدة ستة أشهر، القضية الآن أمام محكمة الاستئناف بالقاهرة للنظر في الطعن الذي تقدّم به اللاعبان. وعموما، فإن الذاكرة لا تزال تحفظ تورّط لاعبين سابقين بالمنتخب الوطني التونسي منذ سنوات في جرائم من الحجم الثقيل، فالاول تورّط في جريمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت والمشاركة في معركة، والثاني تورّط في جريمة سلب مسلّح «براكاج» غنم أثناءه مبلغا ماليا ومدّة في السجن. ولاعب ثالث شهير تورط في قضية مخدرات من أكبر القضايا التي شهدها القضاء التونسي وقضي بإدانته وسجنه مدة عشرين عاما. وعموما فإنه يمكننا ان نلاحظ ان القضايا التي يتورط فيها رياضيون أغلبها متعلقة بجرائم مخدرات وهو ما يؤكده بعض المتابعين رغم وجود رياضيين تورّطوا في قضايا أخرى متعلقة بالعنف والتي قد تصل الى أقصاها وأقساها عند قتل النفس البشرية، فهل يمكن ان يطرح ذلك مسألة التأطير النفسي والبيداغوجي والاجتماعي للرياضيين؟ * منجي الخضراوي (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
الشبــاب… الـ «رّافــــل» والتجنيــــــــد: واجب مقدّس وأسئلة ساذجة
* تونس ـ الشروق : راجت مؤخرا بالأوساط الشبابية وبين العائلات التونسية أخبار مفادها أن الهياكل المعنية بالتجنيد شنّت «رافل» واسع النطاق لتجميع أكبر عدد ممكن ممن تتوفر فيهم الشروط حتى أن البعض منهم بات يخشى ارتياد الأماكن العمومية. وبالتوازي مع هذه الأخبار أصدرت وزارة الدفاع بلاغا تؤكد فيه على حرمان من لم يقم بتسوية وضعيته من الوظيفة العمومية والعديد من الوظائف الأخرى. «الشروق» تحرّت في هذه المسائل وسألت الشباب عن رأيهم في التجنيد؟ وأسباب العزوف عنه؟ وجمعت انطباعاتهم حول الشروط التي تم وضعها للحث على التجنيد؟ * نقائص تبيّن لنا من خلال استجواب بعض الشباب ان هناك جهل بالمهام التي يقوم بها الشاب بالثكنة وبطريقة الحياة هناك وأفاد هيثم بن حميدة (تقني سامي في الاعلامية) أنه شخصيا ليست له دراية بخصوصيات الجيش الوطني لكنه يعرف بعض المعطيات التي جمعها من الذين خضعوا للتجنيد. وذكر أنه لا يعترض على الفكرة ويعتبرها حلاّ لأولئك الذين تخرّجوا من الدراسة وليس لهم عمل فعوض ان يعيشوا حالة الفراغ والدخول في نزاعات نفسية مع العائلة حريّ بهم تعلّم بعض الأشياء والتعرف على أشخاص جدد. وقال: «لي صديق تطوع الى التجنيد تفاديا للبطالة وظروفها القاسية». وأفاد مهران العباسي (تقني في الاعلامية الصناعية) ان «الجيش» له فوائد عديدة لكن الاشكالية تكمن في ان البعض لا يمكنهم ذلك بسبب الدراسة والعمل وهؤلاء هم مطالبون بالتعيينات الفردية ودفع الاموال التي تثقل كاهلهم. وقال أنيس كريدان بدلال الصبية (تلميذ) انه لا يتصور نفسه بعيدا عن العائلة والاهل. وشاطره أيمن بن رجب (طالب) حيث اعتبر ان التجنيد يفرض على الشاب عديد الالتزامات كتغيير المكان والعمل. وأضاف ان العائلات ايضا ليس لها فكرة عن الآفاق التي يفتحها التجنيد. وقال: «ربما للتجنيد ايجابيات عديدة لكن الشاب يجهلها وهذه مهمة الهياكل المعنية في التوعية والتحسيس. وتساءل لماذا يتم استثناء الفتيات رغم ان القانون يفرض على الشاب تسوية الوضعية عند التفكير في الوظيفة العمومية وبعض الوظائف الاخرى. وأفاد هشام قاسم ان التجنيد بالنسبة اليه يعني ضياع سنة من عمره! وتساءل من أين لي بمصروفي اليومي لو دخلت «الجيش»؟ علما وان التجنيد يوفر الاكل والسكن وهو بالأساس واجب وطني مقدّس. وأشار الى ان «التعيينات الفردية» هي حل لا يمكن ان ينسحب على جميع المهن كالتي بالكاد توفر ضروريات صاحبها. وأشار الى ان التجنيد ايضا يفرض على الشاب العيش في ظروف مناخية مغايرة تماما للظروف التي عاش فيها! واقترح ايجاد صيغ وآليات جديدة تشجّع على التجنيد وذلك بالتحسيس والاقناع بإيجابيات هذه التجربة الوطنية على المستويين الشخصي والتكويني. * الفتيات والتجنيد قالت أمارات القاسمي: «أنها تحبّذ خوض تجربة التجنيد شأنها شأن الذكور لأنه يعوّد على الصبر والنظام والتصرف الحكيم والدفاع عن النفس وناشدت الهياكل المعنية توفير الارضية الملائمة لذلك في حين اعتبرت عربية شواشي (طالبة) أنها لا تتصوّّر نفسها مجنّّدة للخدمة الوطنية لأنها لا تحمل عنه فكرة واضحة». وذكرت زميلتها فضيلة وسلاتي انها لا تريد ان تعيد تجربة المبيتات فقد ملّت ولا ترغب في المزيد. * نزيهة بوسعيدي * صور: طارق
* لا وجود لـ «رافل»… وارتباط الوظيفــــة العمومية بالخدمة العسكرية تحت الدرس
* تونس ـ الشروق: نفت مصادر مطّلعة بوزارة الدفاع ما يروّج في صفوف الشباب هذه الايام حول وجود «رافل» قصد التجنيد على خلفية أن رئيس الدولة منع شخصيا هذه الطريقة منذ سنة 1996 احتراما لحقوق الانسان في تونس. وأوضح أنه غاية ما في الامر ونظرا للوضع الذي تعيشه بلادنا والرغبة في حمايتها أمنيا تم اقرار حملات امنية عادية تسهر على تنفيذها وزارة الداخلية وتتولّى في الاثناء احالة الشباب الذي لم يقم بتسوية وضعيته فيما يتعلّق بالتجنيد الى الهياكل المعنية خاصة وأن وزارة الدفاع ضبطت بفضل الاعلامية قائمة في الشبان المعنيين والذين صدر في شأنهم حكم عسكري غيابي في عدم أداء الواجب العسكري. وذكر نفس المصدر ان الشاب الذي يصل السن القانونية مطالب بتسوية وضعيته اما بالتأجيل او بتقديم ما يثبت حقّه في الاعفاء او القيام بتعيينات فردية او التجنيد. ولوحظ ان هناك عزوفا واضحا عن التجنيد في تونس حتى أن العدد الموجود لا يتجاوز 1/ 5 من حاجيات الجيش وقامت الوزارة ببعض الاجراءات التي حسّنت من نسبة الاقبال فهل يكون ارتباط الخدمة العسكرية بالوظيفة العمومية واحدا منها؟ * تحت الدرس جاء في بلاغ وزارة الدفاع الوطني ان المواطن الذي لا يتقدم تلقائيا لتسوية وضعيته ازاء قانون الخدمة الوطنية يعد مخالفا ويعرّض نفسه لأحكام القوانين الصادرة في هذا الشأن ولا يمكن انتدابه بالوظيفة العمومي والعديد من الوظائف الاخرى وعن اسباب فرض هذه الشروط قال مصدر مطلع بأن قانون الوظيفة العمومية يتضمّن هذه النقطة وهي الان تحت الدرس والنظر في امكانية تطبيقها من هنا فصاعدا حيث يطالب الشاب بتقديم اثبات لتسوية وضعيته بالوظيفة العمومية. وأضاف ان مجلة الشغل تنصّ على الحفاظ على جميع حقوق الموظّف عند خضوعه للتجنيد بما فيها الاقدمية مع استثناء الراتب الشهري. ووضعت وزارة الدفاع ايضا على ذمّة الموظفين والذين يتمتعون بعمل قار حل التعيينات الفردية بدفع نسبة معيّنة من المال حسب الاجر الادنى. واعتبرت مصادرنا أن هناك مرونة كبيرة في التعامل مع مسألة التجنيد في تونس لكن هذه المرونة لم تنتبه الى أن ارتباط الوظيفة العمومية بالخدمة العسكرية سيكون شكلا من اشكال التمييز ضد الرجل لأن المرأة الى يومنا هذا غير معنيّة بالتجنيد، وإذا كانت المنظّمات والهياكل مستميتة في سبيل القضاء على كل اشكال التمييز ضد المرأة فكيف ستتصرّف مع هذا المعطى. ومن جهة أخرى هناك رغبة من الفتيات في القيام بالخدمة العسكرية لكن الوزارة لم تقم باعداد العدّة لذلك حسب وزير الدفاع باحدى جلسات النواب من حيث توفير المبيت ومستلزماته فمتى سيتم تحقيق رغبة النساء الراغبات في التجنيد ونشير أيضا الى المرونة المتعلّقة بالتعيينات الفردية والتي اعتبرتها الوزارة المعنية حلا من الحلول لكن الشباب يعتبره حلا لا يخدم اهداف الخدمة الوطنية المتمثل في التدرّب على حماية الوطن والحفاظ عليه بقدر ما هو اخذ قسط من رواتبهم. * نزيهة بوسعيدي (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
دعم التعاون بين تونس وفرنسا في مجال الوظيفة العمومية
استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الاول صباح اليوم الجمعة في قصر الحكومة بالقصبة السيد كريستيان جاكوب وزير الوظيفة العمومية الفرنسي الذى يوءدى حاليا زيارة رسمية الى تونس. وصرح الوزير الفرنسي عقب اللقاء ان المحادثة اتاحت الفرصة للتباحث بخصوص التعاون بين البلدين في مجال الوظيفة العمومية وتعزيز البرامج التي تم اقرارها في هذا الشان سيما المتعلقة منها بالتكوين المستمر وبنظام التاجير حسب الجدارة. وحضر هذا اللقاء بالخصوص السيدان زهير المظفر الوزير المعتمد لدى الوزير الاول الكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية وسارج دوقالي سفير فرنسا بتونس. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 16 فيفري 2007)
افتتاح الدورة العادية السادسة للجنة المركزية للتجمع
تونس 16 فيفري 2007 (وات) بإذن من الرئيس زين العابدين بن علي انطلقت يوم الجمعة بدار التجمع الدستورى الديمقراطي بالعاصمة اشغال الدورة العادية السادسة للجنة المركزية للتجمع التي تنعقد يومي 16 و17 فيفري 2007. وابلغ السيد حامد القروى النائب الاول لرئيس التجمع لدى اشرافه على افتتاح اعمال هذه الدورة التي حضرها بالخصوص السيد محمد الغنوشي النائب الثاني لرئيس التجمع والوزير الاول واعضاء الديوان السياسي للتجمع تحيات الرئيس زين العابدين بن علي وتقديره لاطارات ومناضلي التجمع مبرزا الدور الهام الذى تضطلع به اللجنة المركزية في متابعة تجسيد التوصيات المنبثقة عن مؤتمرات التجمع وفي معاضدة جهود الدولة في انجاز البرامج التنموية في مختلف القطاعات. وذكر السيد حامد القروى بابرز المراحل التي عاشها الحزب مؤكدا ان التجمع اكتسب الشرعية التاريخية عبر اسهامه في تحرير البلاد وتاسيس الجمهورية وارساء دعائم الدولة الحديثة وهو الحزب المؤتمن اليوم على التغيير وعلى مسيرة الاصلاح واشار الى ما حققته تونس من مكاسب ونجاحات في مختلف المجالات بفضل السياسة الرشيدة للرئيس زين العابدين بن علي وخياراته الصائبة ونظرته الاستشرافية مؤكدا ان هذه النجاحات ساهمت في تعزيز التفاف التونسيين والتونسيات حول سيادة الرئيس وتعلقهم به لمواصلة المسيرة الاصلاحية الرائدة من خلال مناشدته الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 واوصى النائب الاول لرئيس التجمع الاطارات التجمعية بتدعيم جسور الحوار والتواصل مع المواطنين والاطلاع على مشاغلهم وتعريفهم بالبرامج والمخططات التي تنفذها الدولة مؤكدا بالخصوص على مزيد تحسيسهم باهمية مضاعفة الجهد والبذل وتحسين الانتاج والمردودية والارتقاء بجودة المنتوج التونسي بما يسهم في دعم مسيرة التنمية والبناء التي تعيشها البلاد منذ التحول. كما دعاهم الى ضرورة التحلي باليقظة والى تكثيف جهود التعبئة حتى يظل التجمع حزبا رياديا على الدوام ويسهم في رفع التحديات واشار السيد حامد القروى في هذا المجال الى جدوى تطوير الاعلام الحزبي لما له من انعكاس وتاثير هام في توجيه الراى العام مذكرا بالاهتمام الذى يوليه الرئيس زين العابدين بن علي للاعلام عامة والاعلام التجمعي على وجه الخصوص والذى تجسد من خلال اقرار العديد من الاجراءات لفائدة الصحافة الحزبية مكنت من تطويرها شكلا ومضمونا الى جانب دعمها ماديا. واعرب في هذا الصدد عن الامل في مزيد الارتقاء باداء صحافة التجمع مؤكدا على وجوب تناولها لمواضيع هامة تتصل بحياة المواطن مباشرة ودعا من جهة اخرى التجمعيين الى ضرورة مضاعفة الجهود من اجل دعم المسيرة التنموية والوقوف في وجه كل من يحاول النيل من مكاسب البلاد. وكان السيد الهادى مهني الامين العام للتجمع القي كلمة في مفتتح الاشغال رفع فيها نيابة عن سائر مناضلي التجمع ومناضلاته الي الرئيس زين العابدين بن علي اسمى ايات الولاء والوفاء واعمق مشاعر التقدير والامتنان لما يوليه من عناية موصولة للتجمع ولمختلف هياكله واطاراته وسائر مناضليه ومناضلاته تاكيدا لرسالته النضالية التي يضطلع بها بعد ان ائتمنه سيادته علي مسيرة التغيير والاصلاح وعلي تثبيت دعائم جمهورية الغد واكد ان التجمعيين والتجمعيات في الداخل والخارج ليجدون في هذه الرعاية الرئاسية السامية اكبر حافز وخير دافع للمثابرة على النضال ولمزيد البذل والعطاء من اجل الاسهام الفاعل في تجسيم الخيارات وضمان التعبئة اللازمة حولها . (المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (رسمية – تونس) بتاريخ 16 فيفري 2007)
أكثر من 5 آلاف مليار عجز صندوق التقاعد في 2016 …. وإجراءات «للإنقاذ»
* تونس ـ الشروق: كيف سيكون مستقبل الصناديق الاجتماعية وما هي الاجراءات المقترحة «لانقاذ» مستقبل هذه الصناديق؟ تشير معلومات دقيقة توفرت «للشروق» أنه من المتوقع أن يبلغ العجز الاجمالي للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ـ إذا لم يتمّ اتخاذ اي اجراء ـ ما يناهز 116.1 مليارا من المليمات سنة 2008 باعتبار الاحتياطات المتوفرة ليرتفع الى حدود 685.4 مليارا من المليمات في سنة 2010 والى اكثر من 5 آلاف مليار من المليمات في سنة 2016 . وتؤكد معلومات «الشروق» ان مختلف أنظمة التقاعد التي يديرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سجلت عجزا باكثر من 155 مليارا من المليمات في سنة 2005 مقابل فائض بلغ 9.6 مليارات من المليمات في سنة 2001 وستمكن الاحتياطات المالية المتوفرة في اطار التشريع الحالي ستمكّن الصندوق من مواصلة صرف المنافع الى حدود 2016 . * عاجلة أمام هذه الوضعية التي تبدو «ملحة» على الأقل في الوقت الحاضر علمت «الشروق» أن النية تتجه الى اتخاذ بعض الاجراءات العاجلة لتوفير موارد اضافية للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية تقضي بالترفيع في نسبة الاشتراكات بعنوان التقاعد بنسبة ثلاث نقاط على أقل تقدير بصفة مرحلية وحسب التقسيم الحالي بين المؤجر والعون ومن بين الاجراءات التي تتجه النية الى اتخاذها تحميل المنتفع بجراية كامل المساهمات بعنوان التعديل الآلي للجرايات طوال مدة صرف الجراية بعد استيفاء مدة تكفل المؤجر بدفع المساهمات حسب التشريع الحالي (36 شهرا) اضافة الى ترشيد النظام الخاص باسناد جراية اليتيم للبنت فاقدة السند والترفيع في سن التقاعد بطلب من العون الذي استوفى شرطي السن والاقدمية (55 / 35 سنة) الى 57 سنة وفي الاقدمية المطلوبة الى 37 سنة وهو اجراء لا يمس الحقوق المكتسبة لبعض الشرائح المهنية المعنية بالتقاعد قبل سن الستين وبالتنفيل (مثل المعلمين وأعوان التطهير). وبالنسبة الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تتجه النية الى الترفيع في شرط السن للانتفاع بالتقاعد المبكّر لأسباب شخصية في نظام الضمان الاجتماعي للعملة الاجراء في القطاع غير الفلاحي من 50 سنة الى 55 سنة مع الابقاء على شرط قضاء 30 سنة من الاشتراكات. حلول عاجلة تتطلبها أنظمة التقاعد والصناديق الاجتماعية لكن الواقع والحقائق تفرض ايضا ضرورة وضع مقترحات وتصورات عميقة بشأن الصناديق الاجتماعية وحمايتها من الوقوع في «العجز ا لمزمن». * سفيان الاسود (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
نافذة على مجتمع يتغيّر: أفواه وأرانب
بصراحة أصبح الأمر لا يطاق، فأن تتحول أفواه هذه الجحافل من الشباب إلى مدافع صوتية بذيئة، وان لا تنطق ألسنتهم في الشوارع إلا بالسوء، فإن ذلك معناه أن الفضاءات العامة محرّمة على كلّ من يريدها نقيّة ومفتوحة لكلّ من يستطيع أن يتحمّل أشكال الاعتداء اللفظي الركيك! بأيّ حق يضع هؤلاء علامة منع مرور على الأسر التي أصبحت تخجل أن ترتاد الشارع وفضاءات الترفيه وأماكن الراحة، لما تسمعه من بذاءة وما تتعرّض له من تحرّشات «تلقائية» ومقصودة! هي تلقائية لأن هذا الداء الذي ينخر الأخلاق، غُضّ الطرف عنه، وتمّ التعامل معه قبل أن يستشري بلا مبالاة، فامتد كالسرطان وسرى كما تسري المياه الوسخة في المواسير. فظنّ الشباب أن الأرض وما عليها استبيحت لهم، فأخذوا الفتيات سبايا وأسروا الأولياء وفرضوا الجزية على العائلات. وهي مقصودة، لتعمّد جحافل منهم قول المنكر بنيّة الاستفزاز واستعراض العضلات اللفظية، وبغاية الاحراج والتلذّذ بمشاهدة الحياء على الوجوه الخجولة. وهذا مرض مضاعف يمسّ الشباب، مهما كان وضعهم الاجتماعي والعائلي، ومهما كان تحصيلهم الدراسي والعملي، ومهما كانت ظروفهم المالية والاقتصادية! كرنفال من البذاءة تحفل به الشوارع يوميا، بلا كلل ولا فترات هدنة ولا راحة لمحارب. وبفسيفساء طلابية وتلمذية وعاطلين عن العمل، ومجرمين، وأفّاكين، ومستهترين بالقوانين. »زعران » كما يطلق عليهم في المشرق، لكنهم أرانب، شعورهم ملساء، وجلودهم كالورق وبطولاتهم لا تكون إلاّ جماعية عندما يجتمعون كالعصابة، وعندما يضمنون أن فصول القانون الخاصة بالأخلاق لا تفعّل! وبالمناسبة، فإنه لا بدّ من تفعيلها، فإنما هي قوانين صودق عليها لتطبّق ونصّت عليها التشريعات لتردع، خصوصا أن المجتمع يحتاجها أيما حاجة ويلحّ عليها كل الإلحاح ويطالب بها كلّ المطالبة. رجاء. عبد الرؤوف المقدمي (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
تونس تتطلع لتنشيط العمل المغاربي المشترك
تونس (رويترز) – عبر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الجمعة عن تطلعات بلاده لتفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي وتنشيط أجهزته بعد مضي 18 عام على تأسيسه. وجاءت دعوة الرئيس التونسي بتفعيل هذا الهيكل الاقليمي الذي يضم المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا في رسالة وجهها الى القادة المغاربة بمناسبة مرور 18 عاما على إنشاء الاتحاد في مدينة مراكش المغربية. وتجمدت أنشطة اتحاد المغرب العربي بسبب خلافات بين الدول الاعضاء ولاسيما الخلافات بين الجزائر والمغرب حول النزاع على الصحراء الغربية الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر. وقال بن علي في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الحكومية (وات) » ان تونس التي أولت دائما بالغ الاهتمام لبناء صرح المغرب العربي المتضامن تغتنم هذه الفرصة للتعبير مرة اخرى عن كبير تطلعها لتفعيل هياكل الاتحاد وتنشيط أجهزته بما يؤسس لمرحلة جديدة على درب الشراكة الكاملة بين بلدانه ». ودعا إلى « مضاعفة الجهود من أجل الاستجابة لتطلعات الاجيال القادمة بما يؤهل المجموعة المغاربية للتعامل باقتدار مع المتغيرات الاقليمية والدولية المتسارعة ومع الاوضاع المعقدة التي يعيشها العالم ». ويرى محللون أن خطر الجماعات الاسلامية المتشددة الذي يهدد كل بلدان المنطقة اصبح يحتم تسريع العمل المشترك اضافة الى ان الاندماج الاقتصادي صار ضروريا لمواجهة باقي التكتلات الاقليمية في العالم. وكشفت دراسة أعدها المعهد الاوروبي المتوسطي في اسبانيا بعنوان « تكلفة اللامغرب » وقدمت في تونس في الاونة الاخيرة ان عدم التوصل الى تحقيق جبهة مغاربية اقتصادية يكلف دول المنطقة خسارة سنوية بنحو 4.6 مليون اورو جراء هروب استثمارات خارجية. وكانت قمة لزعماء اتحاد المغرب العربي التي عقدت مرة واحدة في تونس عام 1994 تأجلت منذ عامين عشية انعقادها بليبيا بسبب تصريحات جزائرية مؤيدة لجبهة البوليساريو. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 فيفري 2007)
الذكرى الستّين لانعقاد مؤتمر المغرب العربي وتأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة:
حصيلة الإخفاق التنظيمي (1 من 2)
بقلم: خالد عبيد – المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية ـ تونس تمرّ اليوم الذكرى الستّون لانعقاد مؤتمر المغرب العربي بالقاهرة من 15 إلى 22 فيفري 1947 الذي تمخّض عنه تكوين ما عرف بـ: «مكتب المغرب العربي بالقاهرة». ولم يكن دافعنا إلى كتابة هذا المقال تعداد مفاخر هذا الحدث والتباهي به ثمّ التباكي عليه وعلى مآله، فهذا ليس ديْدننا ما دام الذي يخِزنا دوْما هو لماذا أخفقت هذه التجربة؟ تجربة توحّد حركات التحرّر الوطني في المغرب العربي خلال الحقبة الاستعمارية، بالرغم من أنّ الآمال التي حدت روّادها كانت كبيرة والأحلام عريضة؟ خاصّة وأنّ هذه التجربة لم تكن عادية بالمرّة، بل كان كلّ ما أحاط بها من ظروف وتحرّكات هي تعبير عن استثنائيتها، إلى درجة وَسْمنا تجربة تكوّن مكتب المغرب العربي في القاهرة بـ: «المظهر الأعلى لتجسّم محاولات التقارب» المغربي، أو أعلى مراحل التوحّد المغربي، وذلك في بحث جامعي أعددناه عن هذه المؤسّسة المغربية سنة 1989 . لكن، إن كان هذا المكتب كذلك فهل أنّ روّاده كانوا واعين بدقّة اللحظة التاريخية التي يعايشونها بل يخطّونها؟ وأنّهم بصدد نحْت واقع جديد في تاريخ بلدان المغرب العربي؟ نترك الإجابة عن هذا التساؤل إلى صانعي هذا الحدث التاريخي الاستثنائي، ولنبدأ بما ذكره زعيم حزب الاستقلال المغربي علاّل الفاسي في كتاب له صدر سنة 1949 «لقد ظلّت الحركات المغربية تتطوّر في أطوار التنسيق والتوحيد المختلفة حتى تكوّن مكتب المغرب العربي الذي يعتبر من أكبر المظاهر لرغبة أبناء المغرب في التعاون على تحرير أوطانهم الثلاثة التي توحّد بينها اللغة والدين والجنس والتاريخ والجغرافيا ووحدة المستعمر والآمال في التحرّر منه». ويمكننا أن نورد هنا أيضا شهادة أحد مؤسّسي هذا المكتب وهو عبد المجيد بن جلّون من حزب الاستقلال المغربي الذي ذكر ما يلي في كتاب له سنة 1949: «وهكذا تحقق شيء غريب في يونيو (جوان) سنة 1947 فقد أصبحت القاهرة تضمّ في وقت واحد الأمير عبد الكريم الخطّابي والسيّد علاّل الفاسي والسيّد عبد الخالق الطرّيس، وذلك بالإضافة إلى السيّد الحبيب بورقيبة.. فزاد ذلك في مركز مكتب المغرب العربي قوّة، وهكذا أصبحت القاهرة أهمّ مركز للدعاية أسّسته الوطنية المغربية منذ نشأتها إلى الآن». وبالرغم من كلّ ذلك، فإنّ روّاد مكتب المغرب العربي بالقاهرة لم يكونوا قادرين على المحافظة على هذا الكيان التوحيدي الذي سرعان ما انهار وبشكل دراماتيكي ومخزٍ في أفريل 1950، إذ كنتَ ترى من ساهم في إرساء هذا المكتب سنة 1947 يبادر إلى القضاء عليه بعد ثلاث سنوات، لتنتهي بذلك تجربة التوحّد التنسيقي بين قيادات حركات التحرّر الوطني في المغرب العربي. وهذا يدفعنا إلى طرح تساؤل مشروع وهو: هل أنّ الآمال كانت كبيرة وأكبر من الواقع ومن المتاح الممكن في سنة التأسيس، تأسيس هذا المكتب إلى درجة دفعها الحتمي إلى انهياره المدوّي وتقويض أسسه على يد من شيّده؟ في الواقع، لا يمكننا فهم ما حدث بين التأسيس والانهيار، إلاّ من خلال عوامل محدّدة تتشابك أحيانا وتتداخل لكنّها تؤدّي في النهاية إلى فهم وتفهّم هذا الإخفاق التوحيدي. ولعلّ أحد أهمّ هذه العوامل هو العامل الشخصني المتأثر حتما بالظروف المحيطة به والمنقاد بالتأكيد لثقل قناعاته عليه، إذ لاحت لنا هذه المؤسّسة المغربية رهينة من سعى بكلّ جهده إلى إنجاحها فإن غاب عنها بسبب أو لآخر أو تبدّلت قناعاته تجاهها، فإنّها سرعان ما تتلاشى، وهذا ما حدث بالضبط لمؤسّسة مكتب المغرب العربي بالقاهرة فكيف ذلك؟ لقد كان للزعيم الحبيب ثامر الموجود منذ جوان 1946 بالقاهرة الأثر الأكبر والدور المحوري في الدفع نحو تجسيم مسألة التوحّد المغربي إلى واقع، فهو الذي وقف وراء فكرة عقد هذا المؤتمر بل وآمن به وبنجاحه وأسرّ بذلك إلى الزعيم يوسف الرويسي الموجود بسوريا منذ سنة 1946، فكان أن عاضده وعمل معه على إنجاح هذه الفكرة من خلال مجيئه إلى القاهرة منذ جانفي 1947 تحضيرا للمؤتمر، كما وفّر مندوب منطقة شمال المغرب الأقصى في لجان جامعة الدول العربية الثقافية مَحمّد بن عبّود دعما كاملا لهمّة الزعيميْن التونسييْن، ولم يفتر في معاضدتهما من أجل تجسيم فكرة عقد مؤتمر المغرب العربي وإنجاحه يوم 15 فيفري 1947 . وهكذا شارك حزب الدستور الجديد ممثلا في الحبيب ثامر ويوسف الرويسي والرشيد إدريس والطيّب سليم وحسين التريكي والهادي السعيدي (باستثناء الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان آنذاك في الولايات المتّحدة الأمريكية)، وحزب الشعب الجزائري من خلال ممثله في المشرق العربي الشاذلي المكّي الذي سبق أن درس في جامع الزيتونة وترأّس جمعية الطلبة الجزائريين بتونس في آخر الثلاثينات، ورابطة الدفاع عن مرّاكش بمصر وهي رافد حزب الاستقلال المغربي ممثلة بعبد المجيد بن جلّون وعبد الكريم غلاّب وعبد الكريم بن ثابت وأحمد بن المليح.. ووفد شمال المغرب الأقصى ممثلا في محمّد بن عبّود ومحمّد الفاسي الحلفاوي، في هذا المؤتمر الذي تواصل سبع أيّام، وباركته جامعة الدول العربية من خلال أمينها العامّ عبد الرحمان عزّام باشا، الذي كان يكنّ عطفا خاصّا تجاه سكّان المغرب العربي منذ أيّام الغزو الايطالي لليبيا والذي شارك في التصدّي إليه، وقبِل عزّام باشا أن يُعقد المؤتمر تحت رئاسته الفخرية وحضر جلسة الافتتاح وأطلق عبارته التي اشتهر بها ونعت فيها المغرب العربي بـ: «الجناح الأيسر للعروبة». (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 فيفري 2007)
في الذكرى الستين لانعقاد مؤتمر المغرب العربي وتأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة:
حصيلة الاخفاق التنظيمي (2 من 2)
بقلم: خالد عبيد (المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية ـ تونس) وتكمن قيمة مؤتمر المغرب العربي التاريخية في القرارات التي اتخذها والتي عدّت سابقة استثنائية في تاريخ العلاقات بين حركات التحرّر الوطني في منطقة شمال افريقيا، وباتت هذه القرارات مرجعية ثابتة لدى كلّ من يؤمن بحتمية وحدة المغرب العربي ووحدة الكفاح من أجل التحرير مُشْهِرا إيّاها في وجه كلّ من يتنصّل من هذا الخيار. وأوّل هذه القرارات هو تأكيد البعد العروبي والانتماء العربي لبلدان شمال افريقيا من خلال الإصرار على تسمية مؤتمر حركات تحرّر تونس والجزائر والمغرب الأقصى بـ: «مؤتمر المغرب العربي»، وطال هذا الإصرار الوليد المنبثق عن المؤتمر إذ لم يكن هناك من بدّ سوى تسميته بـ: «مكتب المغرب العربي بالقاهرة»، لأنّه لم يعد ثمّة من مجال لاستعمال عبارة شمال افريقيا التي تحبّذها فرنسا كثيرا وتضيف علىها نعت الفرنسية لتصبح: «افريقيا الشمالىة الفرنسية»، وذلك في سياق مشروعها الاستعماري المقنّن الذي استنبطته من وحي متغيّرات الحرب العالمية الثانية لمجاراة النسق العالمي الدافع نحو إلغاء الاستعمار بشكله القديم تحت شعار حقّ الشعوب في تقرير المصير. وطلعت فرنسا على العالم بنظام جديد يسيّر علاقاتها مع محمياتها ومستعمراتها سنة 1944 أسمته: «الاتحاد الفرنسي» تيمّنا بالكومنولث البريطاني دون أن تساير مبادئه التي ستدفع نحو استقلال مستعمرات كالهند وغيرها، وذلك لتمويه رغبتها الجامحة في الحفاظ على امبراطوريتها الاستعمارية وعدم رغبتها في استيعاب دروس الحرب العالمية الثانية والإهانة الماحقة التي ألحقتها ألمانيا الهتلرية بكبريائها الامبراطوري، وتعدّ المجازر التي اقترفت في الشرق الجزائري يوم انتهاء الحرب العالمية الثانية أي 8 ماي 1945 من مآثر هذا النمط الفرنسي الجديد في علاقاته مع الممتلكات الاستعمارية، وكأنّ فرنسا رغبت من خلال سفكها دماء حوالى 40 ألف جزائري في هذا الىوم إيصال رسالة إلى من يهمّه الأمر من كبار العالم الجدد، بأنّ فرنسا المهزومة في الحرب لم تعد كذلك، وبالتالى، لن تفرّط في مستعمراتها لأيّ كان وبأيّ ثمن، ثمّ أردفتها بـ 80 ألف قتيل من جزيرة مدغشقر سنة 1948 لتأكيد تشبّثها العنادي بامبراطوريتها الاستعمارية. فكان أن أعلن وطنيو المغرب العربي في مصر تشبّثهم بخيار العروبة في مواجهة المشروع الفرنسي الجديد: الاتّحاد الفرنسي الذي يهدف إلى صهر هذه المنطقة في البوتقة الفرنسية. وثاني هذه القرارات الاستثنائية هو اتفاق قادة هذه الحركات الوطنية على المطالبة بإعلان استقلال بلدانهم الثلاثة وبعدم شرعية معاهدة الحماية المفروضة على تونس والمغرب الأقصى، والأهمّ هو عدم الاعتراف بشرعية الوجود الفرنسي في الجزائر وبأيّ حقّ له فيها. ويعدّ هذا القرار جريئا بالنظر إلى اختلاف وضعية الجزائر عن تونس والمغرب الأقصى من الناحية القانونية والدولية، فهي تعدّ مقاطعة فرنسية وجزءا لا يتجزّأ من فرنسا على عكس تونس والمغرب الأقصى اللذيْن حافظا على بعض مقوّمات سيادتهما، وإن كانت شكلية، إلاّ أنّها كافية كي تبرزا كدولتين منقوصتيْ السيادة، بينما يتطلّب انتزاع اعتراف العالم باستقلال الجزائر تجاوز صعوبات كبيرة للغاية. ومن هنا تكمن ثورية هذه القرارات، وذلك في تجرّئها على بسط قضيّة الجزائر التي تعتبرها فرنسا شأنا داخليا بحتا لا حقّ لأيّ كان التدخّل فيه، أمام أنظار المحافل العربية والعالمية بل وطالبت قرارات هذا المؤتمر جامعة الدول العربية إعلان استقلال البلدان الثلاثة وتدويل قضيّة المغرب العربي. II ـ وتعزّزت قرارات هذا المؤتمر واكتسبت شرعية أكبر وتمثيلية أكثر من خلال مباركة كلّ من الحبيب بورقيبة لها من مكان وجوده في نيويورك، وتأييد زعيم حزب الاستقلال المغربي علاّل الفاسي وزعيم حزب الشورى والاستقلال المغربي محمّد بلحسن الوزّاني وزعيم حزب الإصلاح المغربي عبد الخالق الطرّيس والزعيم صالح بن يوسف والزعيم فرحات حشّاد والشيخ محمّد الفاضل بن عاشور.. وانتخب الزعيم الحبيب ثامر مديرا لمكتب المغرب العربي في القاهرة ومقرّه 10 شارع ضريح سعد، وبات هذا المكتب محجّا وطنيا ومزارا إعلاميا منه تستقي الصحف المصرية والمشرقية مصادر معلوماتها عن الوضع في المغرب العربي، وكان لرجوع الحبيب بورقيبة إلى مصر في ربيع 1947، ومجيء علاّل الفاسي وعبد الخالق الطرّيس إليها في ماي 1947، الأثر الكبير في دفع النشاط بهذا المكتب الذي أصدر نشرات إخبارية باسمه. وتمكّن وطنيو المغرب العربي في القاهرة من إحراج فرنسا عربيا ودوليا من خلال حادثة الباخرة المصرية الأميرة فوزية التي أرسلها الملك فاروق إلى تونس في آخر ماي 1947 محمّلة بالحبوب، إثر الدعاية التي قام بها المكتب والحبيب بورقيبة بالخصوص حول المجاعة في تونس، وخاصّة من خلال ترتيب مكتب المغرب العربي حادثة لجوء الأمير عبد الكريم الخطابي إلى مصر في آخر ماي 1947 أيضا بمباركة من الملك فاروق ذاته الذي منحه اللجوء السياسي في مصر بالرغم من الاحتجاجات الرسمية الفرنسية والحملات الصحفية التي شنّت على مصر. في الواقع، تعدّ حادثة «اختطاف» الأمير الخطّابي من الفرنسيين الذين حكموا علىه بالنفي في المحيط الهادي إثر انهزامه في حرب الريف في العشرينات من القرن الماضي أكبر إنجاز حققه مكتب المغرب العربي وسهر الوطنيون التونسيون (الحبيب بورقيبة والحبيب ثامر..) والمغاربة (علاّل الفاسي والطرّيس ومحمّد بن عبّود).. على إنجاحه في أدقّ تفاصيله. ومنذ ذلك التاريخ، طرحت مسألة تكوين حكومات مغربية (بمعناها الثلاثي) في المنفى تمهيدا لتدويل القضيّة المغربية، وتمّ الاتصال بمصالى الحاج زعيم حزب الشعب الجزائري للالتحاق بمصر ورتّبت عملية تهريب الملك الشهيد المنصف باي من منفاه في مدينة بو الفرنسية إلى مصر، ثمّ عدل عن هذه العملية في آخر لحظة. * * * لكن سرعان ما بدأت تدبّ الخلافات بين أعضاء المكتب وقد ساهم فيها شعور الخيبة الذي انتابهم خلال صائفة 1947 في إمكانية تبنّي الدول العربية قضيّتهم وعرضها على المحفل الأممي بغاية تدويلها في خريف 1947، وبدت تلوح لديهم محدودية خيارهم الذي اعتمدوه في مناهضة فرنسا دوليا، ولم تكن حُسْن نوايا الأمين العام للجامعة العربية عزّام باشا الصادقة بكافية لديهم، وما عساها أن تنفع أمام حالة الجمود العربي، والتي تحوّلت إلى خذلان في مواجهة المجموعات الصهيونية التي تغلغلت في فلسطين وقضمتها تدريجيا دون أن يتمكّن هؤلاء الحكّام العرب بجيوشهم «الجرّارة « من وقفها، بل وألحقت بهم هزيمة « نكراء « في ربيع 1948 . وكان قادة حركات تحرّر المغرب العربي في مصر يأملون خيرا في حلّ قضيّة فلسطين قبل حدوث هذه النكبة، لأنّ النظام العربي الرسمي آنذاك كان يسوّفهم بها لتبرير عدم اهتمامه بقضيّتهم وعدم تحرّكه من أجلها دوليا، ففي نظره فلسطين أوّلا ثمّ تُحلّ بقيّة القضايا العربية، كما كان يسوق إليهم فكرة مجانبة فرنسا وضرورة عدم توتير الوضع معها حرصا على ضمان صوتها في المحفل الدولي.. لكن، كان لخيبة فلسطين ومآل الدعم العربي لها الأثر الأكبر في تتالى هجرة زعماء المغرب العربي من مصر، بدءا بعبد الخالق الطرّيس في آخر 1947 ومرورا بعلاّل الفاسي في آخر 1948 ومحي الدين القليبي في بداية 1949 وانتهاءا بالحبيب بورقيبة في سبتمبر 1949 الذي كان يفكّر جدّيا بالرجوع إلى تونس منذ بداية 1948، واستفحلت الخلافات بين وطنيي المغرب العربي في مصر حتى قبل بداية هذه الهجرات الارتدادية، وهيمنت النزعة الفردية أو الأنانية القطرية على النزعة التوحيدية في ظلّ انسياب الشعور الخيبوي لدى الجميع، وتداعى ذلك على نشاط مكتب المغرب العربي بالقاهرة الذي تضاءل كثيرا، ولولا همّة كلّ من الحبيب ثامر ومن معه ومحمّد بن عبّود ومن معه لتلاشى تماما، لكن سرّعت وفاتهما المفاجئة في حادث الطائرة في الباكستان في ديسمبر 1949 مع الجزائري على الحمّامي انهيار هذه المؤسّسة المغربية، والذي بان واضحا وجليّا في أفريل 1950 مع تشميع البوليس المصري للمكتب ووضع الأختام علىه إثر صدام دامٍ بين من تبقّى من مؤسّسيه!! وهكذا انتهت أعلى تجربة في التوحّد المغربي، والغريب أنّه لم يتمكّن المغرب العربي من استنساخ مثيلة لها أو حتى قريبة منها منذ انهيارها في ربيع 1950، والتي رأينا فيها إيثار الرمز المغربي الحبيب ثامر التصويت لمغرب أقصَوِي في انتخابات إحدى لجان المكتب على التصويت لفائدة ابن بلده وإن غضب منه حرصا منه على تجسيم فكرة الانصهار التوحيدي بين وطنيي المغرب العربي، وحتى مؤتمر طنجة في أفريل 1958 الذي عقدت حوله الآمال لم يتمكّن من إعادة تجربة مكتب المغرب العربي بالقاهرة، لأنّ الفروق القطرية باتت مستفحلة أكثر والأولويات الوطنية بمفهومها الضيّق باتت هي المهيمنة، ولم يستطع سفك الدم التونسي في مأساة ساقية سيدي يوسف في فيفري 1958 تجاوز هذه الشروخات القطرية والارتقاء إلى مستوى لحظة التضحية التونسية في ساقية سيدي يوسف، لذا فإنّ انعقاد مؤتمر طنجة في أفريل 1958 يعدّ في حدّ ذاته إنجازا، لكنّه إنجاز عاطفي وليد التأثر اللّحظوي بمأساة الساقية سرعان ما خَبَا أواره في لحظة تاريخية دقيقة لا مكان فيها للعواطف، بل للعمل وتقريع الذات واستذكار تضحيات الآخر واستدراك أخطاء الآخر حتى يتمّ تجنّبها، وهنا بالذات تغلّبت العواطف في تلك اللحظة وإلى الآن، العواطف القطرية وليس غيرها، وهل هناك غيرها؟ (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
اللمبارة .. فيلم جديد للمخرج علي العبيدي:
الهجرة السرية… والاحلام المفتوحة علي المجهول
تونس ـ القدس العربي ـ من شمس الدين العوني: علي العبيدي من السينمائيين التونسيين المثيرين للجدل من خلال رؤاه واطروحاته ودراساته المقدمة في عديد المنابر الفكرية والنقدية فضلا عن اعماله السينمائية فهو عضو اتحاد الكتاب التونسيين كما صدر له مؤخرا كتاب به بحوث واسهامات متعلقة بمجالات السينما وفنونها، كما عرف بآرائه ونقده تجاه بعض السينمائيين التونسيين وكتابه الاخير حول السينما. وقد اعرض عن المشاركة في تظاهرة ايام قرطاج السينمائية لموقف حول ملابساتها وتجسد ذلك مؤخرا حين رفض تقديم عمله الجديد الذي كان جاهزا نهاية سنة 2005. هذا الفيلم عنوانه اللمبارة وقد اخرجه بعد اعمال اخري منها برق الليل 1990 و رديف 54 سنة 1997. اللمبارة قدمه علي العبيدي في عرض خاص امام عدد من الاعلاميين والمثقفين في قاعة عليسة السينمائية بجهة المنار وقد شفع العرض بلقاء مفتوح حضره بالخصوص المنتج والمخرج السينمائي عبد اللطيف بن عمار والمخرج لطفي العيوني والفنان يوسف الرقيق ومدير التصوير عبد الله الرتيمي. السيناريو والحوار في الفيلم اعدته الهام الشريف مع المخرج وقد لقي هذا العمل دعما من وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث في تونس والوكالة الدولية للفرنكفونية. في الفيلم تلتقي شخصيات مختلفة من حيث الهواجس والاوضاع والقضايا والاهتمامات الاجتماعية والذهنية والثقافية ولكنها تشترك في البحث عن المغادرة …مغادرة تونس نحو ضفاف اخري في المتوسط. حسناء تفر من اخيها الذي يهددها بالقتل لممارسة الفن وياقوتة تريد البحث عن خطيبها الذي غادر البلاد ودوجة تروم العودة الي فرنسا بعد ان خابت في المكوث بها. وهكذا يختلط المشهد لتتداخل الحالات والاحداث حيث الناصر في مطاردة مستمرة لحسناء والصقع رفقة الشهبا في غمار هذا العالم السري لرحلات الحلم والموت وبربروسة المهرب الذي ينتهي الي الموت نتيجة ما يدبره للآخرين…
تلتقي المجموعة. كل يبحث عن ملاذ ولو في المجهول حيث يكون الحرقان (الهجرة السرية) نافذة مفتوحة علي عوالم الاحلام والدواخل في سياق من الهواجس نحو استعادة الاحساس بالحياة وبالحرية وبالذات. وهنا نذكر ما جاء علي لسان دوجة حين تقول: (بنتي هي بلادي) او حين تلوذ حسناء بدوجة ويبرز الحوار بينهما سيلا من الهموم المشتركة لتتكون عاطفة مشتركة وحميمية مشوبة بالخلاف والتشنج. الا ان التصعيد الدرامي في الفيلم وتوتر الشخصيات يقلبان هذه التفاعلات لتظهر علي اكثر من صعيد وبأكثر من وجه. وهنا لعب المخرج علي العبيدي جيدا علي الحالات وعلي الجانب السايكولوجي لنجد كما من العبارات المنفجرة نذكر منها علي سبيل المثال ما يأتي علي لسان حسناء وهي تخاطب دوجة قائلة:
ـ الرجال وينهم …الرجال ورطة وتشربيكة … ـ وتقول ياقوتة ـ خربوا البلاد …الاقتصاد …التهريب والتخريب… ـ وهي التي اعتدي عليها بربروسة واصحابه لتدخل عالم الحرقان ناقمة ويظهر ذلك في معاملتها للاخرين الحارقين علي غرار دوجة… وفي حيز آخر يمثل هذا الفيلم نقدا لمظاهر ثقافية واجتماعية وسياسية في تونس حيث عمل علي العبيدي علي تضمين حوارات الممثلين لملاحظات منها تذكر الصقع للكاباس وبرامج التكوين المهني .. وفي هذا النقد الاجتماعي يبرز الفيلم ان الهجرة السرية لم تعد حلما محسوبا علي اليائسين الذين لم يتعلموا او خابوا في الدراسة بل انسحب ايضا علي اصحاب الشهادات الذين تهشمت احلامهم علي عتبات المجتمع وانهكتهم البطالة.. كما يأتي علي ألسنة الممثلين ذكر عدد من المعتقلات مثل ابو غريب وبرج الرومي فضلا عن النقد تجاه اهالي الجريد وهو نقد لاذع علي غرار ـ يا جريدي يا…الجريدية تحاموا…الثورة والثوار…اللي تربي في احضان البيوعة متاع الاستعمار…. لكن المخرج اراد ان يدين جانبا من طفولته او شبابه باعتباره من جهة الرديف بالجريد التونسي وهذه الادانة هي ثورة اخري للقول بان الخلاص باتجاه الهجرة او المغادرة يقتضي التنصل من الهوية الثقافية ومن كل ما هو قيمي وذاتي… الحوارات في الفيلم مشحونة بكثير من المعاني والعبارات وحتي الشعارات وهنا نلمس اهمية ان يرتقي الحوار في الفيلم باعتبار سحر الفن السينمائي اذ ليس من المهم ان نسرد عبارات هي من قبيل ما يسمعه الناس في الشارع والمقاهي وما يتداوله الشبان ..كان يمكن التركيز علي جمالية جانب من الحوار رغم شحنته الدلالية والثقافية والسوسيولوجية.
الفيلم منحنا جانبا جماليا يحسب لصاحبه حيث عمل مع فريق فني عرف كيف يسحر المتفرج بالصورة الباذخة والاخاذة التي تسعي في بعض الاحيان الي اتمام ما بتر من الحوار بين شخصيات اللمبارة ..فالبحر يبرز بعيدا عن المحسنات بما يتماشي مع الحالة الدرامية للشخصيات كما يمر قطار الضاحية الشمالية قاطعا، ويتم تصوير حسناء الباحثة عن ملاذ وسط ضجيج الحياة اليومية حيث المارة والعابرون وجمهرة الناس والازدحام. ونذكر هنا ان الفيلم عبر بكثير من المتعة والتشويق في تخير المشاهد والصور عن الحالات والشحنات بل كانت الصورة وجمالية المكان في غاية الدقة رغم ان الأمكنة قد عبرت احيانا عن تلك المصانع والمخازن المهجورة والمتروكة الا انه تم حسن توظيفها مشهديا . ان هذه المصانع الخربة والمخازن قد عبرت عن بقايا واطلال الخصخصة وصرنا امام امكنة لم تعد في الدورة الاقتصادية بل صارت ملاذا ومرتعا للباحثين عن الرحيل …
يبقي ان نذكر حب المخرج للشعر لذلك اقحم قصائد لابي القاسم الشابي في اول الفيلم وفي اخره حيث نشاهد حسناء وهي تغني للشابي وتمشي علي الشاطئ ونري في هذا الجانب ان القصائد تعبر عن الانعتاق في مطلقه، في حين ان الحرقان ظاهرة يومية وهي حل يائس فرضته العولمة وسياسات الغرب واوروبا التي افادت كثيرا من المهارات العربية ولاهل الجنوب ولكنها لم تطور قوانينها بما يستجيب للتعاون والتبادل فهي تريد ان تكتفي بدور الحارس للسواحل الذي تقوم به دول جنوب المتوسط. ان فيلم اللمبارة يطرح ويثير في عمقه وبعيدا عن احداثه الدرامية اسئلة وقضايا هي من الاهمية بمكان خاصة امام هذه التحولات والتبدلات التي يشهدها العالم المختلف..العربي والاسلامي والغربي. اللمبارة شخصيات يائسة وهاربة ..لكن الي اين؟ ..ربما عبرت عن ذلك اكثر موسيقي رضا الشمك وصور عبد الله الرتيمي..المبدعين اللذين نجحا في نقل الايقاع المتوتر والموجوع والحالم..الايقاع الخاص بمختلف الشخصيات انطلاقا من المحامي ـ علي الخميري العاجز عن الحل …
هل سقطت القيم والحقوق والقوانين في هذا العالم الي هذا الحد..وهل خيم العجز والظلام لذلك كان لا بد من اللمبارة ؟ هل.. وهل…تلك بعض اسئلة بعد فرجة رائقة منحها الفيلم وفي خيال مخرجه اكثر من سؤال… واكثر من شكوي.
اللمبارة حلم صغير… في عالم كبير يعيش علي ايقاع الخراب والفجيعة ..في الفيلم هناك حديث الدموع …حديث البحر الحزين…حديث النساء حسناء/ دوجة ـ..دوجة / ياقوتو.. حديث الرجال ـ الصقع / شهبا ـ وحديث الشجن والذكريات للقادمين من الجريد بحثا عن الهجرة عبر القارب… وفي النهاية حديث القارب الذي يشتغل محركه ويصعد علي متنه الجميع الي…الي اين؟ هنا تقف الصورة لينبثق صوت حسناء بقصيد الشاعر ابي القاسم الشابي المشحون بالشجن وبالآه…اسكني يا جراح… هكذا هو الشريط الاخير لعلي العبيدي..كتلة من الآهات والاحلام والعبارات التي تنفجر مع هموم اصحابها …اختيار الشخصيات كان موفقا الي حد ما فالمجتمع تتقاذفه احلام وهواجس ليراها الناس كل من زاوية نظره ولكن اللمبارة عري جوانب اخري من مجتمع يعيش كغيره من المجتمعات تحولات كبري وتبدلات رهيبة اتت علي كل شيء..وهكذا يبقي الفن (السينما هنا) شاهدا آخر علي عمق الوجيعة داخل الانسان …وحجم الاحلام ايضا وهنا يتمركز صراع الدراما الانسانية الذي مس الفلاسفة والفنانين والشعراء.
هذا وقد دار لقاء مفتوح بعد العرض تحدث فيه المخرج علي العبيدي عن ملابسات شريطه وظروف التصوير وعبر عن معاناته في هذا العمل كما بين اسباب عدم تقديمه لمسابقات ايام قرطاج السينمائية الاخيرة انطلاقا من رؤيته تجاه المسارات الجديدة لهذه التظاهرة التي انطلقت كتعبيرة حالمة للسينما العربية والافريقية. وقال علي العبيدي: هذا الفيلم هو تعبير صادق عن احساسي ووجيعتي تجاه حبي لتونس… كما تحدث المنتج والمخرج عبد اللطيف بن عمار عن علاقة السينما بالشعر وكذلك عن تحولات ايام قرطاج المسرحية وظروف المخرج التونسي ومسائل تتعلق بصعوبات العمل والتوزيع وفي ذات السياق تدخل المخرج لطفي العيوني. عموما يظل فيلم اللمبارة مثيرا للجدل وهذا مهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
المغرب يعتقل سبعة للاشتباه في انتمائهم لـ السلفية الجهادية واستمرار حالة التأهب الامني
الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف: افادت مصادر رسمية مغربية أن الشرطة اعتقلت الاربعاء (14 فيفري 2007، التحرير) بمكناس سبعة أشخاص للاشتباه في انتمائهم لـ السلفية الجهادية في اطار اجراءات امنية تتخذها السلطات مع حالة استنفار لموجهة خطر هجمات يتوقع تشنها جماعات اصولية متشددة. وفالت المصادر أنه تم إطلاق سراح أربعة أفراد من المجموعة التي اعتقلت في حين أحيل الثلاثة الآخرون علي الشرطة القضائية من أجل استكمال التحقيق. وأكد المصدر أن أفراد هذه المجموعة، الذين تترواح أعمارهم ما بين24 و26 سنة ويتوفرون علي تكوين جامعي ، كانوا يعتزمون الاعداد وتنفيذ أعمال إجرامية وإرهابية ضد ثكنات عسكرية ومؤسسات جامعية وفندقية وأخري عمومية . وقال ان الأشخاص الذين أطلق سراحهم سبق أن سجنوا بتهمة الانتماء إلي جمعية غير معترف بها، السلفية الجهادية ، والاشادة بأعمال ارهابية والتحريض علي الكراهية والعنف والمس بأمن الدولة. زتتحدث الصحف المغربية عن اعتقالات تشنها السلطات ضد ناشطين محتملين لشن هجمات في ظل تقارير من مصادر امنية مغربية ودولية تشير الي تعرض المدن المغربية الي هجمات انتحارية علي غرار هجمات شهدتها ولاية بومرداس في الجزائر الاثنين الماضي. ويقول المسؤولون المغاربة ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي كان سابقا الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال يعد لهجمات ضد اهداف مغربية ومصالح فرنسية وامريكية في عدد من المدن المغربية. واكدت المصادر رفع درجة التأهب الامني وشن ضربات استباقية علي ناشطين محتملين لشن الهجمات المسلحة في المدن المغربية. وكانت العناصر السبعة الذين اعتقلوا في مكناس ينشطون في نفس الحي ( حي البراملة) الذي كان ينشط به ناشطون متشددون عرفوا بخلية الرباع وخلية الحنوشي الذين ادينوا ويمضون احكاما بالسجن. واوضحت المصادر ان ناشطي تيار السلفية الجهادية كانوا قد انهوا استعداداتت لشن هجمات ضد مراكز ومؤسسات ومنشآت عسكرية وسياحية وتربوية في المدينة من بينها فندقا وكلية الاداب وان تصاميم وصور لتلك الاهداف بالاضافة الي متفجرات ضبطت معهم اثناء اعتقالهم. وقالت صحيفة الصباح ان السلطات فككت خلية كانت تعد لتفجيرات بسيارات مفخخة تلقي بعض افرادها التدريب علي تنفيذها في احدي معسكرات جماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. وقالت الصحيفة ان عدد افراد هذه الخلية التي يتزعمها خالد ط . وتنشط في تطوان وطنجة ووزان وفنيدق/ شمال البلاد بلغ 26 ناشطا ترتبط بجماعات اصولية في بلجيكا يتزعمها المغربي عبد العالي مفتاح وان كشفها تم بالتعاون بيم المخابرات المغربية والبلجيكية. وقال نبيل بن عبد الله وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان الاجهزة الامنية المغربية تقوم بتدخلات في اوساط مشتبه ان تكون مرتبطة باوساط ارهابية ومن بين هذه التدخلات الاعتقالات علي سبيل الاحتياط مؤكدا ان جميع الاعتقالات تتم في اطار دولة الحق والقانون. واوضح بن عبد الله انه في ظرفية مثل هذه التي يعيشها العالم من تهديدات ارهابية والتطورات الخطيرة علي مستوي التحركات الارهابية ومحاولة تمريرها الي افعال ارهابية وما عرفته المنطقة بشكل ملموس في بلد جار تكون تدخلات الاجهزة الامنية مسألة عادية. واكد المسؤول المغربي حول ما تردد عن تشكيل غرفة عمليات امنية مركزية تقودها الولايات المتحدة الامريكية ان جميع الاجراءات المتخذة هي اجراءات داخلية محضة وتتعلق بتكثيف المراقبقة والتدقيق في مراكز العبور. وقال ان المغرب ينسق مع كافة الاجهزة الامنية الدولية من اجل تجنيب العالم كل المخاطر التي قد تأتي من اوساط ارهابية مختلفة. وقدم وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسي في اجتماع للحكومة عقد امس الخميس عرضا حول الوضعية الامنية في المغرب ونقل عن بن موسي قوله نظرا لما تعرفه المنطقة من تحركات لجماعات ارهابية متطرفة واعتبارا للمعلومات المتوفرة التي تؤكدها المصالح الامنية المغربية والدولية واخذا بعين الاعتبار الاحداث والعمليات التي شهدتها الساحة الاقليمية وتفكيك عدد من الشبكات الارهابية فقد اتخذ ؤالمغرب كل الترتيبات الامنية والاجراءات اللازمة في وجه كل محاولة تستهدف المس بامن واستقرار المغرب . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 فيفري 2007)
هل يعرف المجتمع التونسي بينهما سبيلا للاصلاح ؟
مرسل الكسيبي (*) تجاذبت منذ يومين أطراف الحديث مع خبير تكنوقراطي تونسي خرج عن النمطية السائدة بما تميز به من نباهة وذكاء ومتابعة للشأن العام برغم تموقعه في العقد الثالث من عمره خارج الفضاء الحزبي والسياسي الرسمي أوالمعارض, ولعله من واجب القول أن مثل محدثي الذي أمتعني بحوار راقي لم أستمع اليه منذ سنوات من خارج دائرة النشطاء التقليديين , يعد مفخرة لبلد كثيرا مااعتد أهله بقيمة العلم والعلماء واعتزت نخبته برقي مستواها المعرفي والتعليمي. كان الحديث بلاشك تجوالا وترحالا ومحاولة جادة لفهم ماحصل لتونس من تطورات اجتماعية وثقافية وأخلاقية وسياسية واقتصادية على مدار مالايقل عن عشر سنوات خلت ,ولعل قيمة حوارنا الذي تشعب الى كثير من مواضيع الساعة كانت في صراحة محاوري وتخلصه من عقد القفازين الذين يعتمل لباسهما الكثير من التونسيين حين تطرقهم لموضوعات الشأن العام مع من لم تجمعهم به أواصر القربى أو المعرفة السابقة . وفي ثنايا الحوار الشيق أكد محاوري اللبق على الدور الذي لعبته الفضائيات العربية في احداث حالة الانقسام العام بالبلاد التونسية نتيجة تمزق الشارع التونسي بين موجة الفضائيات الاخبارية والدينية وبين صنف ثاني من الفضائيات عمق من حالة الانحراف والتخدير الاجتماعي في ظل تهافت السماوات المفتوحة على المشاهد بحالة من الدعارة الفضائية وحالة من الاثارة الجنسية غير المسبوقة في تاريخ المنطقة والعالم. لم تكن الفضائيات الدينية والسياسية هي الأخرى لتقدم للتونسيين خطابا متجانسا ضمن رؤية حياتية حداثية تستجيب لمتطلبات العصر وتحدياته ,بل ساهمت في اشاعة رؤية سلفية زادتها تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر نقمة واحتقانا في صفوف شرائح شبابية واسعة وهو ماجعل النموذج الاسلامي المعتدل لايلقى الا كثيرا من الصد والمعاناة وسط مناخ سياسي شهد الجميع على احداثه-بكسر الهمزة- لحالة فراغ خطيرة لايمكن أن تملأها الا حالات الانحراف الأخلاقي والسلوكي أو حالات من التطرف الديني المتعاطف سياسيا مع تيار « القاعدة » والجماعات الحاملة للافتة »الجهادية » المحرقة… ضمن هذا السياق العام ينقسم التونسيون اليوم الى فئتين متضادتي المصالح والمطامح ,وسط غياب تيار العقلنة والاعتدال والحوار الفكري والسياسي الهادف ,حيث ساهمت السلطة من خلال اعتمادها لأسلوب القبضة الأمنية الحديدية في تغييب التيارات السياسية أو حتى الفكرية الجادة,ومن ثمة تركت الفرصة- بحسب الخبير التونسي- واسعة لفئات المنحرفين أخلاقيا ودينيا وسياسيا للهيمنة على التوجهات الشبابية… الشرائح الطلابية والتلمذية على سبيل المثال موزعة اليوم بين ضروب من العبثية السلوكية وسط اقبال ملحوظ وبارز على شرب الخمور والعلاقات الجنسية المفتوحة هذا علاوة على تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات و »الحشيش » على نطاق شبابي واسع ,وهو ماساهم بلاشك في تراجع مكانة الهم العلمي والمعرفي في جيل نهاية التسعينات وبداية الالفية الجديدة ,أما خارج هذه الدوائر « المتعلمة » فتسجل تونس اليوم أرقاما خطيرة في تفشي الجريمة والانحراف السلوكي نتيجة تضخم نسب البطالة وفقدان الواعز والموجه التربوي والروحي في ظل تغييب أبرز مؤسسة اسلامية وهي مؤسسة الزيتونة « المعمورة » عن لعب دورها الحضاري الذي اضطلعت به في قوة حتى على عهد الاحتلال الفرنسي. واذا كانت البلاد لم تخل ولن تخلو في ظل أصالة شعبها من مناطق مضيئة أشرنا اليها في مقالات وتحليلات وتقارير سابقة فانه من الأجدر في هذا الموضع من الرصد الوقوف على المخاطر الحقيقية التي أحدثتها حالة الفراغ السياسي في ظل تولي الجهاز الأمني الاشراف بشكل مباشر على تسيير شؤون البلاد والعباد مع تراجع واضح حتى للدور الذي كان يضطلع به الحزب الحاكم في ادخال نوع من الديناميكية المحسوبة على الحياة العامة . بدت تونس اليوم في حالة متقدمة من الأزمة بعد أن غدت الرشوة والمحسوبية والخيارات الاقتصادية والسياسية للدولة مسؤولة عن الغاء الطبقة الوسطى من المجتمع في مقابل توزع التونسيين على فئتين اجتماعيتين ,فئة ثرية نافذة وفئة فقيرة أو مكبلة بالديون نتيجة تدهور القدرة الشرائية وعجز المواطن عن تلبية حاجيات واغراءات العولمة… نظرة الشارع والقوى الشبابية الى السلطة في المدن الكبرى والعاصمة نظرة لاتخل من روح الرفض الذي يصل أحيانا الى حدود النقمة في ظل غياب مناخات التعبير وانسداد افاق التشغيل وتجدد الحملات الأمنية بسبب قضايا الرأي أو غيرها من الأسباب التي ساهمت في تعميق حالة الاحتقان تجاه كل ماهو عمودي.. وبالمقابل فان نظرة الجيل الجديد من المتدينين الى قيادات النهضة ولاسيما المهجرية منها لا تخل من كثير الازدراء والانتقاد الحاد والرفض الذي يصل أحيانا الى حد النقمة حيث تحملها هذه الأجيال الجديدة مسؤولية لاتقل عن مسؤولية السلطة فيما صارت اليه أوضاع الحريات والاسلام بالبلاد . مخاطر الوضع الحالي تكمن في شيوع حالة من اليأس والاحباط والعزوف عن الشأن العام وماترتب عنه من منزلقات أخلاقية وسلوكية خطيرة ,وفي مقابل ذلك ثمة تيار شبابي عريض يحتضن في أحشائه حالة من النقمة على ماهو حكومي ورسمي نتيجة تخلف تونس عن مسار الاصلاح السياسي المغاربي ونتيجة تشنج السلطة في تعاطيها مع ظاهرة التدين الاجتماعي الواسع ,غير أن مخاطر تجنيد هذه الشرائح من قبل مجموعات دينية متطرفة تظل واردة في ظل ماتعرفه البلاد من حالات اختراق من الجماعات السلفية المسلحة التي انتعشت كثيرا من الظروف السياسية العالمية ومن الظروف التي عاشتها الجزائر في التسعينات بعد تعطيل المسار الانتخابي. بين هذين الخطرين الذين يتهددان التونسيين ,خطر الاستيلاء على الشارع من قبل قوى الانحراف السلوكي والجرائمي المنظم ,وبين ظاهرة دينية غير مؤطرة بمؤسسة دينية علمية فاعلة كمؤسسة الزيتونة المهمشة ,يعيش التونسيون على وقع أحداث عنيفة ومسلحة فاجأت التونسيين وكادت أن تدخل بلادهم في مربع الموت الذي عرفته الجزائر في أخطر مراحل مابعد الاستقلال , حيث كانت أحداث الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس نهاية السنة المنقضية ومطلع السنة الجارية ارهاصة خطيرة على مايمكن أن يحمله المستقبل للتونسيين في صورة مااذا لم تغير الدولة من أساليب تعاطيها مع الظاهرة الاسلامية وذلك عبر التمييز الحازم بين ظواهر الغلو الديني وظواهر التأصل الاجتماعي المعبر عن هوية شعب وتاريخ أمة ,هذا علاوة على ادخال جرعات حقيقية من الاصلاح على الفضاء التربوي والسياسي والاعلامي مما يقطع الطريق على مجموعات الضيق الفكري والتنطع الديني والانبتات الحضاري . تبقى المرحلة القادمة شديدة الحساسية ومرهونة بتصرفات اللاعب الرئيسي وهو السلطة , فبقدر مايتجذر الانفتاح والحوار الوطني والاصلاح الداخلي ,بقدر مايضعف نفوذ هذه المجموعات ويفشل مريدوها في اقناع التونسيين بجدوى طروحاتهم المتشددة ,وبقدر ماتتأخر السلطة في فهم تطلعات النخبة والمجتمع ,بقدر ماسيزيد نفوذ هذه المجموعات الارهابية وبقدر مايفتح مصير البلاد على التدخل الخارجى و ماهو في قبيل المجهول. (*) رئيس تحرير « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 15 فيفري 2007)
الديمقراطية في مواجهة الارهاب
زهير الخويلدي
« Démocraties et terrorisme entretiennent une étrange relation : même quand il prétend vouloir détruire la société démocratique, le terrorisme en effet ne prospère qu’en son sein tant il a besoin d’une opinion publique et de médias libres. C’est la raison pour laquelle,même s’il se rencontre dans des régimes totalitaires ou dans des sociétés traditionnelles, il se développe principalement dans des sociétés démocratiques qu’il attaque par ce qu’elles ont de plus fragile,à savoir leur ouverture, leur sensibilité propre, leurs peurs spécifiques. Les terrorisme impressionne particulièrement un homme démocratique qui a oublié le privilège qu’il a de vivre en paix et qui est tenté de ne se consacrer qu’a la poursuite de son bonheur privé. Comment dés lors répondre démocratiquement au défi que lance le terrorisme ? »[1]
استهلال ׃
ربما يسهل للبعض اطلاق تسمية « عصر الارهاب » على هذه الحقبة من الزمن التاريخي مقابل تسميات أخرى أطلقت عليها مثل »عصر الانترنات »أو » عصر العولمة « أو »عصر الاستنساخ »،فالإرهاب ليس حالة ظرفية آنية بقدرما هو أحد أكبر مظاهر الوجود الانساني انتشارا منذ مدة ليست بالقصيرة حيث يبرز أو يخفت تأثيره انطلاقا من وطأة الظروف وقسوة العوامل التي تغذيه.وقد يبدو من السهل جدا أن ندين الارهاب وأن ننظم الى طابور الموقعين على عرائض منددة به أو أن ننجز ونعد قوائم بالأعمال التخريبية التي يخلفها وان لفي تعدادها تفاهة تبعث على القرف والغثيان ولكن من أصعب الأمور أن نعرف الإرهاب ونحدد له مرجعا أخلاقيا وقانونيا وأن نفسر الأسباب والدواعي والمبررات التي تجعل المواجهات تندلع بين الفئات الاجتماعية والأديان والأعراق والأمم وهي غالبا ما تتخذ تلك الأشكال القاسية التي اعتاد الكلام السائد أن يقتصر على تسميتها « بالقوة الغاشمة » أو »العنف التدميري ». كما أنه من العسر أن نعثر منذ الوهلة الأولى على الوسائل والخطط والمناهج القادرة على ايقاف حمى الإرهاب بالسيطرة عليه ومحاصرة تداعياتها الخطيرة.
ان صعوبة تعريف الإرهاب أمر يعاني منه رجل السياسة ورجل الفكر على السواء لما يبدو عليه من غموض فهو واقع معقد متعدد الأشكال يصعب تطويقه ويملك من الانتشار والأذى أكثر مما يمكن تصديقه،ولكن عندما يتناول الفكر الحاذق هذه الظاهرة فإنه يعتبرها ظاهرة غير عادية وغير لازمة لتطور المجتمعات فهي قهرية ضاغطة وأمر منفر غير مرغوب فيه فكأنها مرتبطة بعدوانية بربرية لا يمكن للعصرية أن تقضي عليها وآية ذلك أنها حالة من الحرب الكونية المدمرة التي تهدد الحياة الانسانية وتزعزع السلم الأهلية وتعطل التساكن والتآنس بين الشعوب والحضارات والأديان.
والحق أن الإرهاب لا يعد ظاهرة حديثة بل قد يكون أقدم رفيق عرفه البشر في غابر العصور اذ منذ أن صنع الانسان الأول بعض الأسلحة للدفاع عن نفسه استعملها أيضا لإرهاب غيره وتخويفه وليفتك بأمثاله,لذلك كانت مشاهد التفجير والقتل مألوفة للأسف حتى أن كل وصف لها بات نافلا.
بيد أن اللافت للنظر اليوم أن من يرتكب الإرهاب من حيث كونه حالة صرفة أصبح لا وجود له وبات غير مرئي،فهو شبحي ومخفى ان لم نقل مجهري،فالإرهابي انما هو هذه الدولة( الصهيونية/ الأمريكية) وتلك الشركة وذاك الشخص وتلك المجموعة وذلك الوضع وتلك الكتلة من القوى المتصارعة التي تستعمر ميدانا ما,اننا صرنا نتحدث اليوم عن عولمة الارهاب وأرهبة العالم وانتهينا الى حقيقة بديهية مفادها أن امبراطوريات بأسرها تمارس الارهاب وتتهم كل من يقاومها به بل باتت في قبضته الميكروفيزيائية.
ان كانت الصراعات والحروب والمجابهات تملأ التاريخ البشري وتجوبه طولا وعرضا فإن الإرهاب يسطع راهنا مثل لمحات البرق الخاطفة ويدوي صوته كالرعد المزلزل للآفاق فهو يظهر ويختفي ويبرز ليتوارى بشكل مفاجئ ومباغت وكأنه يحمل بين طياته الطابع الجديد على الدوام,فهو الحدث المطلق الذي يتيح لكل الأحداث التي لم تحدث من قبل أن تحدث,فهو الحدث الجلل الذي سيظل أبدا بصدد الحدوث دون
أن يكتمل أبدا.
ان إرهاب القرن 21 يتخذ طابعا جديدا مفارقا فهو يضيف الى القدرة على الظلم النزعة الى الإذلال،ورجل الأخلاق الذي يتأمل في السلوك الانساني لا يستطيع أن يذكره دون أن يستهجنه كما أن رجل السياسة يسعى الى السيطرة عليه ويوظفه لمصلحته ويدرجه ضمن استراجياته,انه ليس فقط إرهاب الأفراد والمجموعات والأحزاب والتنظيمات الباطنية المسلحة بل هو ايضا ارهاب المؤسسات والدول والشركات متعددة الجنسيات والأحلاف العسكرية الكبرى والمنظمات العالمية العتيدة وهو ليس موجها فقط للفتك بالأجساد ولتخريب العمران المادي بل يطال مداه النفوس ويخرب العمران الروحي.
بيد أن الاهتمام بالإرهاب قد ازداد الى قدر كبير في الآونة الاخيرة وذلك لاعتبارات عقائدية ولقبليات ايديلوجية أو نتيجة ترسبات عدوانية لأصول حيوانة في النوع البشري تحث تأثير ظاهرة عولمة العنف والاستغلال والبؤس وتسارع نسق تبادل المعلومات وتطور وسائل الاتصال والاعلام.
على هذا النحو بدت مشكلة الارهاب أكثر تعقيدا مما يظن البعض في بادئ الرأي بحيث لم تعد تكفي الإدانة الأخلاقية القاطعة وبيانات الشجب لإخماد ناره ومواجهته بل ان العزم على اقتلاعه من جذوره ومداهمته في حصونه الآمنة ومنابته النائمة لن يتم ولن يتحقق دون فهم حاذق وتدبر ثاقب.
لهذا السبب يبدو اقتحام لجج بحر هذا الموضوع بالغ الدقة والتعقيد أمرا مقضيا واستجابة لنداء الوجود ولن يتحقق ذلك إلا بمعالجة الأسئلة التالية: ما هو الإرهاب ؟ما هو مصدره؟ ما هي مظاهره؟ وما هي العوامل التي تسببه؟هل الإرهاب بعيدا عنا أم على الأبواب ؟هل يمثل صفة عارضة أم خاصية ملازمة للسلوك الانساني؟هل يشير فقط الى انطلاق أعمى لقوى معادية أم تراه يغطي ميدانا أكثر اتساعا بكثير ويحفل بأوضاع هادئة في ظاهرها ولكنها حبلى بعنف كامن؟ هل لنشوئه آلية ما يمكن الكشف عنها وتصنيفها أم تراه ينفجرعادة وكأنه اندلاع للعنف غير متوقع ومثير للحيرة؟ هل الارهاب رد فعل أساسي في الكائن البشري أم تراه نتيجة عدم توافق مع البنى الاجتماعية ومن الممكن تقويمه؟
لكن قبل كل شيء من هو الارهابي؟ هل هو المهاجم المستولي على حقوق الآخرين أم المدافع عن حقه المرابط في أرضه؟ ما الفرق بين المقاومة والارهاب؟ الى أي مدى يمكن أن تتحول ممارسة شعب لحقه في المقاومة الى ارهاب ؟ هل الارهاب عنف فردي أم عنف جماعي ؟ هل هو
تصرف فوضوي أم فعل منظم ؟ هل هو مادي أم رمزي ؟ من الذي يهدده الارهاب أكثر الفرد أم الجماعة؟ المجتمع أم الدولة؟ ما هو الخطر الذي يتهدد الانسان من جراءه؟ هل يمكن أن يضطلع بدور في التطور البشري ؟ أليس هو نتيجة استغلال المعرفة العلمية على الصعيد الصناعي والسياسي ؟
هل من حل للتناقض بين الضرورة التاريخية للإرهاب
والضرورة العقلية التي تستوجب احترام القانون الاخلاقي والنزوع الى السلم والعدل ؟ هل أن مقاومة العنف بالعنف تؤدي الى تبرير كل أشكال العنف بما في ذلك الإرهاب ؟ هل أصبح السلم حلم يصعب تحقيقه أم أن تصورنا له في حاجة الى المراجعة؟ ما هو تأثير المعرفة في حل الصراعات الانسانية؟وإذا كانت المعرفة تسمح بايجاد عقد جديد بين الانسان والطبيعة فهل يمكنها أن تحقق السلم بين البشر؟ هل تكفي المعرفة والحكمة والتربية للسيطرة على الإرهاب والحد منه؟ أليس الارهاب في جوهره نفيا لهذا الأساس القائم على الحكمة والعقل الذي تغرس فيه كل نزعة انسانية جذورها ؟ ألا يعني انتصار الغريزة على العقل ورفضا للحوار؟ أليس هو في نهاية المطاف ترسيخا للدمار والخراب ؟
ما هي جذور الارهاب الحيوية والنفسية والاجتماعية ؟ هل العدوانية غريزة فطر عليها الانسان أم هي رد فعل مكتسب؟ هل يمكن أن نعتبر العامل الاقتصادي سببا مركزيا للارهاب؟ وهل يجب هنا التحدث عن الارهاب التكنولوجي؟ وهل يعقل ان نصف تطور أشكال الحياة بكل ما تسببه من أنواع الابادة بأنه عنف بنيوي طالما أن القتل ضروري لتوفيرالغذاء ؟ كيف يواجه الاقتصاديون هذه المشكلة ؟ ثم كيف أصبح الارهاب مؤسسة سياسية قائمة الذات لدى السلطات الاستبدادية؟ أين يكمن الارهاب في العلاقات السياسية الدولية ؟ كيف يتحول شعار الارهاب الى سلطة في يد الجماعات المسيطرة تستعملها لتخويف مناوئيها ؟ هل من البديهي أن نعرف الارهاب بأنه بالضرورة اندلاع لاعقلاني للعنف؟
لكن ما الفرق بين النزاع والعنف والارهاب ؟ ماهي الغاية التي يرمي اليها الانسان اذ يخوض معركة لا يدري بعد تماما كل ما سوف تنتهي إليه؟هل يجوز أن يلجأ الناس الى أقصى أشكال العنف من أجل الدفاع عن كرامتهم؟ ثم الى أي مدى يمكن أن نعتبر العمل الثوري مقاومة للإرهاب المعولم ؟ هل يمكن التضحية ببعض الاشخاص الأبرياء من أجل الثورة والاكتفاء بوعدهم بالشهادة والجنة؟ لكن ألا يكون من الأجدى بناء هذه الجنة على الأرض في اطار المدينة الانسانية عوض السير اليه مشيا على الجثث الآدمية ؟
اذا صغنا الاشكالية الناجمة عن هذه المعضلة بشكل جيد فإنها تطرح على النحو التالي:
هل الإرهاب مجرد حادث طارئ على طريق التطورالتاريخي للشعوب والحضارات أم هو رد فعل أحمق يجابه به الناس تناقضات المجتمع ومظالمه ؟
هل هو أحد أقوى اندفاعات الغريزة أم تراه ينغرس بعمق في بنية الكائن البشري ذاته ؟ هل ينبغي لنا أن نحلم بذهابه من خلال زوال عوامل التوترالتي تسببه وبتحقيق الانسجام بين الانسان ونفسه وبينه ومحيطه أم أنه واقعة لا راد لها ويتوجب على الانسانية ألا تستأنس به؟ لكن ألا يقتضي السلوك القويم أولوية الروح على المادة ويستوجب العقل المستقيم الانفتاح على الأغيار والانخراط في الكونية ببذل الجهد الخلاق للسلام والصداقة؟
كل هذه الأمور والتحديات هي التي تحرك فينا أولا التساؤل حول تداعيات الإرهاب ومعالمه الأساسية وتحفزنا للانطلاق في هذه المعالجة بدراسة ما يعيشه الناس في القرن 21 من نزاعات وحروب وذلك بتجميع المعطيات لمعرفة مواقعه كما هي في ذاتها دون أفكار مسبقة بالتركيز على الأطر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تسيطرعليها التقنية والتنظيم العقلاني الحسابي بغية ادراكها بتميز ووضوح وتحديد ملامح أساسية لها.
كما تدفعنا حركة الفكر في مستوى ثان الى التساؤل حول العوامل والأسباب والخلفيات التي أدت الى تبلور ظاهرة الارهاب والعنف المدمر بهذا الشكل المعقد وبمثل هذا الحجم الهائل والمريع مسلطين على هذه المادة أنوار العلوم الانسانية والفلسفة باحثين عن دور ايجابي لها في التطور البشري ومحددين المخاطر والانعكاسات السلبية المنجرة عنها والتي تهدد الحياة الانسانية .
أما في مستوى ثالث يجدر بنا أن نجد في البحث عن أساليب العلاج وطرق السيطرة على هذه الظاهرة المرضية باجتنابها على صعيد السلوك الشخصي واقتلاعها من جذورها على مستوى ردود الأفعال الجماعية والبحث عن السبل الكفيلة بمحاصرتها واستباق وقوعها.
غني عن البيان أن ما هو في ميزان الفكر وما نراهن عليه عندما نضع هذه المعضلة قيد الدرس هو الكف عن صراع التأويلات حول هذه المفردة المحيرة للعقول والمدهشة للقلوب وايجاد تعريف لها يميزها عن المقاومة بوصفها حق مشروع يلتجئ اليها كل مظلوم للدفاع عن نفسه.
1
تداعيات الارهاب و تجلياته :
«هناك انتشار عالمي للإرهاب الذي بات شأن الظل الملازم لكل نظام هيمنة،مستعدا في كل مكان لأن يستيقظ كعميل مزدوج ،لم تعد هناك أية حدود فاصلة تسمح بمحاصرته فهو في قلب هذه الثقافة التي تحاربه»[2]
ان أهمية دراسة الإرهاب دراسة مجهرية تشخيصية تنبع من كثافة تجليه في الواقع ومن اتساع مدلوله وتعدد أسبابه وضخامة المؤسسات التي تفرزه بشكل يجعلنا غير قادرين على الكشف عن حيثياته وأصوله بقراءة الأحداث قراءة خارجية وبالبقاء على مستوى الظاهر لذلك لابد من الكشف عن الإيديولوجيا التي تجعل من الوعي مسرحا للأوهام وتشوه الحقائق وتزيف القيم ولن يكون ذلك ممكنا الا بالتحقيق والتدقيق والتمحيص.
إن عالمنا المعاصر يقدم لنا صورة حية ومتنوعة الجوانب والدلالات التي تجسد ظاهرة الإرهاب بما هو تشدد عنيف وتجلي للقوة العمياء التي يمكن رصدها وتتبعها في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع. ان تحليل ظواهر الارهاب أظهر تنوعه الشديد وطابعه المتعدد الأشكال الذي يصعب رده واختزاله الى أنماط محددة وقد اتضحت ولا شك حالات من الارهاب مختلفة على الصعيد الثقافي والسياسي والاجتماعي والقتصادي منها ما هو مكشوف(حروب,اعتداءات،قمع بوليسي، سيطرة اقتصادية) ومنها ما هوخفي مجهري( مراقبة الحياة الخاصة،دمج مفروض،تنميط قسري،تحكم بالفرد والسلوك).
أ/ الارهاب الثقافي :
» علوم التقنية هي التي تشوش الفروق بين الحرب والإرهاب. وفي هذا الصدد, بالمقارنة بإمكانيات الدمار والخلل الفوضوي التي تنتظرنا في المستقبل وفي شبكات العالم الإلكترونية,فإن 11 سبتمبر ما يزال ينتمي الى مسرح العنف القديم الموجه الى صدام المخيلة.فقد يمكن القيام غدا بعمليات أشد سوء من هذه العمليات, والقيام بعمليات غير مرئية وصامتة وبعمليات أكثر سرعة ودون اراقة للدماء, وذلك عن طريق مهاجمة الشبكات الإلكترونية التي تعتمد عليها الحياة(الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية, الخ)لأي دولة من دول العالم…وسنقول ان ما يحدث الآن له أشد سوءا مما حدث من قبل,حيث تسللت النانوتكنولوجيا المختلفة الى كل مكان,تلك التكنولوجيا غير المرئية والمنيعة والأشد وطأة من أي شيء مضى. »[3]
تظهر الكثير من أشكال الإرهاب الرمزي المرهون بدرجة الوعي والثقافة مقابل هذا الوضع العنيف المفروض على انسان اليوم فهناك أولا الارهاب اللغوي الذي يكتمل بالتقوقع في عالم القول المغلق أين نشهد هيمنة اللغة المغلقة أو المستبدة التي تنسى كثافتها وقدرتها اللامحدودة على توليد المعاني وتختزل نفسها في ممارسة السلطة والرغبة,اذ من تكون له الكلمة الأخيرة يمتلك في نهاية المطاف الكلمة التي تأمر وتنظم وهي التي تحرض الناس على العمل والانتاج والموافقة، وتستبد الكلمة وتتحول الى عقيدة وتفقد الفكرة قيمتها لأن الكلمة لا تحيل الا الى السلوك أي كيفية الدعاية ولا يهم أن يبقى للكلمة رونقها وسحرها وتأثيرها الشاعري.
هكذا تتخذ اللغة طابعا استبداديا بل كاذبا وارهابيا تضيق على الرأي العام وتخنق كل معارضة وتمنع أي سعي نحو الحرية,فاللغة ليست أداة للتفاهم والتواصل بين الذوات وليست وسيلة تعبير وابلاغ بل « أصبحت أداة مراقبة وذلك في الوقت الذي تنقل فيه أخبارا فقط لا أوامر وفي الوقت الذي تدعو فيه الإنسان الى ممارسة الإختيار لا الطاعة والحرية لا الخضوع ».[4]
يظهر الإرهاب اللغوي في الإنتماء الى هوية ثقافية متقوقعة ورفض الإنفتاح والإستفادة من الهويات الثقافية الأخرى،خصوصا وأن مفهوم الثقافة هو قيم وأهداف ورموز وهذه القيم تصبح ضاغطة عندما تتعرض للخطر,وهكذا فإن كل ثقافة تحدد لكل امرئ مجال انتمائه وساحة اتصالاته داخل مجتمعه وعندما يرفض انسان ما ثقافة غيره فانه يؤكد أولا ثقافته ويحاول المحافظة على قيمه ويصون هويته الخاصة ولكن رفض الانتماء الى ثقافة جماعة ما والعزوف عن التكلم بلغتها والابتعاد عن اعتماد نظامها المتعلق بالقيم والتواصل يعني في نهاية المطاف رفض لثقافتها وبالتالي التعبير عن أعظم مظاهر التشدد والإرهاب وهو الإرهاب الثقافي الذي يتبلور من خلال رضى الانسان اليومي بثقافته السائدة للمحافظة على الذات حتى بالبقاء غريبا عن العالم الذي يعيش فيه. انه مشهد آخر للارهاب يتجسد في عنف يتجلى بقوة في الخطاب وهو يعبرعن المراهقة الثورية والبداوة الممدنة.
ان الإرهاب اللغوي يبرز هنا في
׃
* صيغة الكلام ان…اما…أو
*الدفاع المستميت عن فكرة ما والرفض القاطع لأية فكرة مخالفة.
* مقاطعة المتكلم من موقف اللاتكافئ ومحاولة تبكيته.
* الاعتماد على الأحكام القطعية والكلام الآمر الفاشي دون تمحيص.
كل هذه المواقف هي تورط جزئي أو كلي في شراك الإرهاب الفكري الذي يتمثل في اعتماد عصبية نقدية أو دغمائية منهجية دون دراية بشروط الإمكان ودون تعرف على المسلمات القبلية والفرضيات الصامتة التي ينطلق منها الفكر ما دام كل نقد لا يخلو من عنف لأنه يسعى الى الكشف عن حقيقة معينة والتعبير عنها للآخرين أو سترها وتغييبها اذا كان اظهارها لا يفيد. لكن ألا يوجد تناقض بين اللغة والإرهاب ؟ أليس هناك تنافر بين الخطاب والعنف؟فهل نحن في طريقنا الى اخضاع العالم بأسره للخطاب المغلق الفاشي والتكنوقراطي؟
ان الارهاب اللغوي هو مزيج من القمع الذاتي الشخصي والقمع الموضوعي أين ترتدي الكلمات سحرا جديدا ولا يكون لها من معنى الا اذا علمت فقط محتوى العبارات المستخدمة والدارجة،هذا المحتوى هو اجرائي ووظيفي وتقني. فعالم القول المغلق هو نمذجة للغة خطيرة هي لغة ادارة كلية الوجود أي لغة التواصل الوظيفي الموجه التي تفرض التوحيد القسري بين الانسان والوظيفة وذلك بمعاكسة التاريخ وبممارسة العنف على القوى والملكات الانسانية المقاومة للدمج والتوجيه الاجرائي الوظيفي.ان عالم القول المغلق هو انعكاس للعالم التقني الذي يعبر عما ينمو ويتكاثر وعما يمكن صنعه. في هذا الإطار فإن اللغة باتت أداة من الدرجة الثانية للتنبؤ بعمليات البرمجة والتحكم بالأدوات الإجرائية الضرورية وأصبحت أفضل أدوات الرقابة ليس فقط كجهاز انتشار لتكنلجة الحياة فحسب بل أيضا كشكل الإتصالات المنقولة ونمط الإعلام المقدم والآراء التي تبدعها الدعاية التي تفرضها.
وقد لا تكون هذه اللغة الآمرة الفوقية تفكيرا فلسفيا حول مصير الانسان بل نوعا من السفسطة الجديدة تشرح أبعاد الكائن البشري من خلال شبكة من الصور والعلاقات والروابط والإندفاعات داخل نسق من الإجراءات والوظائف الدقيقة. من الواضح اذن أن هذا المجتمع يحمل في ذاته وفي بنيته الداخلية بذور النزاع والعنف وأن الإرهاب يكمن وراء عملية تكنلجة الوجود بكاملها. لكن ما المقصود بتكنلجة الحياة الانسانية؟ أليست التقنية وسيلة ضرورية لصنع حياة مريحة؟
ان التقنية لم يعد لها نظام خاص ولم يعد ينظر اليها كأداة بل اجتاحت الحياة الاجتماعية