الثلاثاء، 8 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2269 du 08.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: اليوم الجهوي للتبرع بالدم بجندوبة

ا.ف.ب: : باريس: ترحيل إسلامي تونسي متورط في اغتيال القائد الأفغاني مسعود

رويتر: تونس تتعهد بعدم تعذيب متهم في قضية ارهاب سلمته فرنسا

القدس العربي : عباس في تونس لحشد الدعم العربي للفلسطينيين

المصريون: المحامون التونسيون يشتكون من « حملة انتقامية  » من السلطات .. واعتداء جديد على مراسل قناة « الحوار التونسي »

 كلمة: المنظمات المستقلة في تونس تلتقي بسفير فلسطين و الوليات المتحدة

أمّ زياد: سجين يستنجد بسجينة

سلوى الشرفي: أم زياد و رجاء  » لثنين أحلى من بعض »

محمد العروسي الهاني: واجب التصدي لظاهرة العراء و الغزو الغربي

د. خالد الطراولي: عجائب هذا الزمان الرديء

د خالد شوكات: التضامن مع الجزيرة.. دعوة للقتل

كاظم محمد: مشروع ليبرالي عالمي´أم ديمقراطية وطنية ؟ قراءة في ليبرالية د. خالد شوكات

الحوار نت: هدية الدكتور خالد شوكات الى الحوار نت

افتتاحية الوسط التونسية: عائــــدون…

محمد فتحي السقا: العرب يصبون الزيت علي النار

سفيان الشورابي: امريكا عدوتنا تماما كما اسرائيل

محمد حماد: تمنيت لو يبادلوننا مبارك بشافاز

المركز المغاربي للبحوث والترجمة:  ندوة حول كتاب « العراق سياقات الوحدة والانقسام »

الصباح : على هامش الجلسة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم : تكريم مغشوش وعكاظيات مدسوسة وتدليس مفضوح


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


الإتحاد العام التونسي للشغل
الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة 
جندوبة في 08/08/2006
 

اليوم الجهوي للتبرع بالدم بجندوبة

 
نظم الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وفي إطار مساعيه الجدية والمسؤولة لتقديم كل أشكال الدعم والإسناد للمقاومة الباسلة في لبنان وللصمود الأسطوري الذي أظهرته في مواجهة  الآلة العسكرية الصهيونية ، حملة للتبرع بالدم لفائدة ضحايا العدوان الإمبريالي الصهيوني على شعبنا العربي في لبنان وذلك يوم الأربعاء 02 أوت 2006
 
وبصفة مستقلة رغم رفض السلط المعنية في البداية مما استوجب تدخل الأخ الأمين العام  لدى العام السيد وزير الصحة العمومية لتتم الموافقة أخيرا
وقد كان هذا اليوم محطة استثنائية في التعبير الجماهيري التلقائي عن عمق التآزر والتضامن بين أبناء الأمة الواحدة مجسدين بذلك ومن خلال المآت الذين توافدوا على مقر الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة ليقدموا دمهم فداءا لإخوانهم على جبهة القتال تجسيدا أصيلا لشعار  » شعب عربي واحد – دم عربي واحد  » حيث لم تشمل عملية التبرع بالدم جموع النقابيين بالجهة فحسب بل تعدت ذلك لتشمل كل فئات المجتمع والذين إغتاض بعضهم لعدم تمكنه من التبرع بالدم إما لكثرة الوافدين وإما لحالتهم الصحية التي حالت دون ذلك.
وعليه فقد طالب الحضور بضرورة تنظيم أيام أخرى للتبرع بالدم وتكثيف الدعاية لها ليتسنى للجميع الفوز بشرف المساهمة في دفع هذه المحنة عن أبناء شعبنا العربي في لبنان وفلسطين والعراق. الكاتب العام المساعد المسؤول عن الإعلام سليم التيساوي

مأساة مساجين الرأي في تونس  التضييقات و العقوبات

شهادة السجين شكري الزغلامي:

 
في ديسمبر 1991 كنا نؤدي صلاة الجمعة بالغرفة رقم 1 بسجن سوسة لما فتح الباب و داهمنا المدير عز الدين نصايبية صحبة مجموعة من الأعوان و قطعوا الصلاة على مجموعة من الإخوة من بينهم محمد بلعجوزة و الطاهر البدوي… و جروهم حفاة إلى سيارة السجن و تم نقلهم إلى سجن المسعدين, و لم يقع تمكينهم من ادباشهم و أمتعتهم إلا بعد عدة أيام. الحبيب مباركي سويسرا email:mbarkiha@yahoo.fr


باريس: ترحيل إسلامي تونسي متورط في اغتيال القائد الأفغاني مسعود

باريس ـ ا.ف.ب: اعلن مصدر ملاحي انه تم ترحيل التونسي عادل التبرسقي، 42 عاما، الذي ادين في 2005 في باريس بتهمة مساعدة قتلة القائد الافغاني احمد شاه مسعود، بعد ظهر امس الى تونس وذلك على متن طائرة اقلعت من مطار رواسي في باريس.
واضاف المصدر ذاته ان التبرسقي الذي نقل صباح امس من مركز حجز اداري في المنطقة الباريسية غادر زهاء الساعة 11.30 بتوقيت غرينتش مطار رواسي متوجها الى تونس في رحلة للخطوط الجوية الفرنسية.
وحكم على التبرسقي بالسجن ست سنوات اثر ادانته بمساعدة قتلة الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود في سبتمبر (ايلول) عام 2001، على تنفيذ عملية الاغتيال. وكان اعتقل في فرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001.
وتمتع التبرسقي الذي كان يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية بخفض مدة العقوبة المقررة وفق القانون وتم الافراج عنه في 21 يوليو(تموز) الماضي. واسقطت عنه يوم خروجه من السجن، الجنسية الفرنسية التي كان حصل عليها في العام 2000 وتسلم في اليوم التالي قرار ترحيله الى تونس بشكل طارئ.
ومنذ ذلك التاريخ وهو قيد الحبس الاداري في منطقة باريس حيث بدأ في 28 يوليو الماضي اضرابا عن الطعام.
وتم رفض ثلاثة طلبات طعن في قرار ترحيله بشكل طارئ تقدم بها محامي التبرسقي. وتمت احالة الامر الى لجنة الطعون للاجئين لطلب رأيها واعتبر محامي التبرسقي فرانك بويزاك انه «من الخطورة بمكان ترحيل موكله دون ان تتمكن اللجنة من تقديم رأيها» في الامر. ويحظى التبرسقي بمساندة جمعيات دفاع عن حقوق الانسان مثل «حركة المسيحيين للقضاء على التعذيب» ومنظمة العفو الدولية. وفي 29 يوليو الماضي طلبت لجنة مكافحة التعذيب التابعة للامم المتحدة من فرنسا تأجيل عملية الترحيل.
(المصدر: صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم8 أوت 2006)


تونس تتعهد بعدم تعذيب متهم في قضية ارهاب سلمته فرنسا

تونس (رويترز) – تعهدت الحكومة التونسية يوم الثلاثاء بعدم تعذيب تونسي تم ترحيله يوم الاثنين من فرنسا بعد انتهاء فترة العقوبة التي حكم عليه بها لادانته بالتورط في اغتيال الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود عام 2001.

وياتي التعهد بعد ان اثار ترحيل عادل التبرسقي التونسي مخاوف منظمات حقوقية من بينها لجنة مكافحة التعذيب التي طالبت فرنسا بالتريث في ترحيله تخوفا من احتمال تعرضه للتعذيب.

وقال مصدر رسمي تونسي ان « تونس دولة القانون والمؤسسات تضمن دستوريا لكافة مواطنيها حق التنقل والعودة من الخارج بحرية. » واضاف « هذا الاخير دخل التراب التونسي يوم 7 اوت (اغسطس) بصفة عادية كسائر المواطنين وقد التحق بعد ذلك بعائلته. »

ورحلت السلطات الفرنسية عادل التبرسقي ( 42 عاما) الذي قضى حكما بالسجن لمدة ست سنوات في باريس بتهمة مساعدة قتلة الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود على طائرة اقلعت من مطار رواسي في باريس الى تونس يوم الاثنين.

وقال نفس المصدر انه  » خلافا للمزاعم التي رددتها بعض الاطراف..تجدر الاشارة الى ان كل اصناف التعذيب وسوء المعاملة محظورة بمقتضى القانون في تونس ولاوجود على صعيد الواقع ». وكان التبرسقي اعتقل في فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001.

واسقطت عنه الجنسية الفرنسية التي حصل عليها منذ ست سنوات في التاسع عشر من يوليو تموز الماضي وتسلم قرارا بترحيله إلى تونس بشكل عاجل. ومنذ ذلك التاريخ ظل قيد الحبس الاداري في منطقة باريس حيث بدأ في 28 من الشهر الماضي اضرابا عن الطعام. وتم رفض ثلاثة طلبات طعن في قرار ترحيله تقدم بها محامي التبرسقي.

(المصدر: موقع وكالة رويترز للأنباء 8 أوت 2006 )

 

عباس في تونس لحشد الدعم العربي للفلسطينيين

تونس ـ رويترز: وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الاثنين الي تونس في زيارة مفاجئة ينتظر ان يتصدر جدول اعمالها حشد الدعم العربي للفلسطينيين ومناشدة التدخل لايقاف الهجمات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وقال مصدر ديلوماسي لرويترز ان ابو مازن سيبحث خلال زيارته الي تونس مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السبل الكفيلة بوقف العدوان الاسرائيلي علي الفلسطينيين ويطلعه علي تطور الاوضاع في المنطقة في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة . وتواصل اسرائيل مهاجمة قطاع غزة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع مخلفة عشرات القتلي للضغط لاسترجاع جندي اسره مقاومون.
ولم تكشف تفاصيل اكثر عن زيارة ابو مازن المتزامنة مع بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت. ولم يعلن مسبقا عن زيارة ابو مازن الي تونس التي تأتي بعد جولة عربية قادته الي صنعاء والخرطوم. وهذه ثاني زيارة للرئيس الفلسطيني الي تونس خلال ثلاثة اشهر. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 أوت 2006)

المحامون التونسيون يشتكون من « حملة انتقامية  » من السلطات .. واعتداء جديد على مراسل قناة « الحوار التونسي »

 

 
تونس – المصريون – كتب سليم بوخذير : بتاريخ 8 – 8 – 2006

 انتقدت منظمات حقوقية تونسية يوم الأحد 1 أغسطس 2006 ، الحكم القضائي الإستعجالي الصادر في تونس بطرد المحامي و الحقوقي التونسي المعروف عبد الرؤوف العيادي من مكتبه المشترك مع زميله المحامي السجين محمد عبو ، و اعتبرته « عقابا سياسيا جديدا للحقوقيين المذكورين اللذين عُرفا بذودهما المتواصل عن قضايا الحريات في البلد و حقوق الإنسان » . و قال لطفي الحيدوري عضو المجلس التونسي للدفاع عن الحريات في تصريح لـ »المصريون » إنه « لايجوز الحديث عن حكم قضائي يقضي بطرد الأستاذين العيادي و عبو من مكتبهما و إنّما الحديث في الواقع يجب أن يكون عن قرار سياسي جديد بمزيد معاقبة المحاميين المذكورين على آرائهما المخالفة و نضالهما من أجل الكرامة و الحرية و العدالة  » متابعا « إن الحكم صدر من قبل قضاء يتلقى أوامره من الحكومة و المدّعي في القضية هي مؤسسة تتبع الحكومة فكيف يحقّ وصفه بالقرار المستقل دوائر الحكم؟ » . و انتقدت نقابة المحاميين أيضا الحكم ، و من جهتها عبّرت جمعية الحقوقيين الدولية عن « تضامنها الكامل مع الأستاذين العيادي و عبو » ، معتبرة أن قضية طردهما من مكتبهما « شكلا من أشكال التحرّش من الحكومة التونسية بهما بسبب آرائهما المناهضة  » . و كانت المحكمة الإستعجالية المنعقدة بالعاصمة التونسية يوم السبت 5 أغسطس 2006 ، قد أصدرت حكمها القاضي بطرد المحامي العيادي من مكتبه المشترك مع زميله المحامي السجين محمد عبو ، في إطار قضية بالطرد كانت رفعتها ضده « تعاونية التأمين للتعليم » التابعة للحكومة . و قال العيادي لـ » المصريون » ، إنه « لم يخل بأي إلتزام له مع التعاونية المذكورة على مدى أكثر من 13 سنة من الزمن » ، و تابع « لا يوجد أي مبرّر للتعاونية لأن تنهي به علاقة تأجير المكتب إلاّ بسبب الأوامر التي تلقتها بإلغاء العلاقة من دوائر الحكم عقابا له و لزميله عبو بسبب أنشطتهما المعارضة في إطار إنتقامية  » ،على حدّ قوله. و كانت السلطات قد اعتقلت المحامي و الحقوقي محمد عبو في 1 آذار 2005 على خلفية مقال له كتبه على شبكة الانترنت انتقد فيه « إنتهاكات حقوق الإنسان في السجون التونسية » و قارن فيه بين هذه « الانتهاكات و الانتهاكات الحاصلة في سجن أبو غريب » ، و يُقضّي عبو عقوبة بالسجن منذ ذلك الحين في سجن الكاف مدتها 3 سنوات و 6 أشهر . و أفاد العيادي « المصريون » بأنه تلقى أخيرا أيضا « استدعاء غريبا من دوائر المحاسبة الجبائية لمطالبته بدفع مبالغ جبائية عالية  » ، و أضاف أنه « يعني ما يقول حين يقول عبارة « استدعاء غريب » ذلك أن هذه الدوائر تعوّدت فقط على استدعاء من لا يقومون سنويا بالتصريح على دخلهم و يمتنعون عن دفع المعاليم و هو ما لا ينسحب على حالته  » ، حسب تعبيره . و قبل العيادي ، بأيام كانت نفس هذه الدوائر قد توجّهت إلى المحامي و الحقوقي التونسي العياشي الهمامي و أعلمته بقرار يقضي بأن يسدد لها مبلغا لا يقل عن 28 ألف دينار ( قرابة 21 ألف دولار) ،و وقع أيضا إصدار قرار يقضي بأن يسدّد المحامي و الحقوقي محمد النوري مبلغ لا يقل عن 60 ألف دينار ( قرابة 55 ألف دولار) إلى هذه الدوائر و قرار آخر ضد المحامي و الحقوقي عبد الوهاب معطر قيمته 26 ألف دينار . و عُرف الهمامي بنشاطه القيادي في رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان و أمّا النوري فيشغل خطة رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إلى جانب كونه كان واحدا من الشخصيات السياسية الثمانية التي أقدمت على إضراب مفتوح عن الطعام لمدة شهر قبل و إبان القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس من 16 إلى 18 تشرين الثاني 2005 ، فيما عُرف معطر بخطته القيادية في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض . و أعتبر العيادي توجيه قرارات بهذه المبالغ العالية « مهزلة » على حدّ قوله ، بسبب أنّ « الجميع في تونس يعرف أن هؤلاء المحامين بالذات هم تقريبا ممنوعون من العمل و من الدخل باعتبار الحصار المتواصل الذي تضربه قوات الأمن السياسي على مداخل عمارات مكاتبهم لمنع الحرفاء من الصعود إليهم  » ، حسب تعبيره .

* الإفراج عن مراسل قناة « الحوار التونسي » ..

وفي سياق متصل ، كانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أدانت السبت بشدة الإعتداء بالخطف و التعنيف على مراسل قناة « الحوار التونسي » الفضائية في تونس ، و طالبت ب »وقف الاعتداء على الصحافيين و إطلاق حرية الإعلام » . و كان توفيق العياشي (28 سنة ) مراسل قناة « الحوار التونسي » المعارضة التي تبثّ برامجها من إيطاليا، قد وقع اختطافه من قبل أعوان البوليس السياسي علنا أمام المشاركين في المسيرة التي نظمها إتحاد العمّال التونسي الأسبوع الماضي بترخيص من الحكومة ، و تمّ اعتقاله بعد تعنيف أمام المشاركين و سحله على قارعة الطريق ثمّ نقله على متن سيارة أمنية على مخفر منطقة « باب البحر » بالعاصمة قبل إطلاق سراحه بعد أكثر من 6 ساعات ، حيث روى بعد ذلك أنّه « تعرّض للضرب و أُجبر بالقوة على توقيع إقرار بأنه صحفي خارج القانون » ، و جاء اعتقال العياشي دقائق فقط بعد شروعه في تصوير المسيرة بواسطة كاميرا محمولة لفائدة المحطة التي يراسلها . و سبق لعدد من المنظّمات الحقوقية التونسية أن « نبّهت » إلى ما وصفته بـ »التحرّش المتواصل بفريق قناة « الحوار التونسي » من المراسلين في تونس على خلفية المواضيع و القضايا التي تتطرّق لها هذه المحطة الفضائية ».

 

(المصدر: موقع المصريون بتاريخ 8 أوت  2006)

 

المنظمات المستقلة في تونس تلتقي بسفير فلسطين و الوليات المتحدة

 

سامي نصر في إطار الحملة التضامنيّة والاحتجاجيّة مع ما يحدث في فلسطين ولبنان صادقت المنظمات التونسيّة على العديد من التحرّكات لتعبّر من خلالها على تضامنها مع الشعبين الشقيقين وعن احتجاجها واستنكارها لجرائم الحرب المرتكبة. فبعد صدور البيان المشترك والمشاركة في المسيرة التضامنيّة بعدد مكثّف عشية يوم الثلاثاء 1 أوت 2006 .

تمكّنت الجمعيات المكوّنة للنسيج الجمعياتي التونسي يوم الجمعة 4 أوت من مقابلة سفير فلسطين بتونس وحضر اللقاء كل من آسيا بلحسن عن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وأحمد القلعي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وسامي نصر عن المجلس الوطني للحريات بتونس، وعبد الرزاق الكيلاني عن مركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة وعن الهيئة الوطنيّة للمحامين، وفتحي الشامخي عن التجمع من أجل بديل عالمي للتنمية، وشكري لطيف عن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، وفتحي سوسو عن فرع تونس لمنظمة العفو الدوليّة.

وقد عبّر ممثلي الجمعيات المذكورة عن تضامن المجتمع المدني التونسي ومساندته الكاملة واللامشروطة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وعبّر السيد سلمان الهرفي سفير فلسطين بتونس بالمناسبة عن شكره وامتنانه للمناضلين التونسيين ومساندتهم الدائمة للقضايا العربيّة، وفي نفس الإطار توجّه يوم الاثنين 7 أوت 2006 سعادة السفير برسالة شكر وتقدير لكل الجمعيات الوطنيّة التي عبّرت عن مساندتها للشعبين.

كما انتقل الوفد الجمعياتي التونسي يوم الجمعة 4 أوت إلى سفارة الولايات المتحدة الأمريكيّة بتونس حاملة رسالة احتجاج واستنكار لدعمها اللامشروط للعدوان الإسرائيلي على كامل المنطقة غير آبهة بتقتيل المدنيين من الأطفال و النساء و حرمة السيادة الوطنية للبنان، وخاصة بتسليطها شتى الضغوطات على مجلس الأمن لمنعه من استصدار قرارات تدين العدوان الإسرائيلي و تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار.

وتميّز لقاء ممثلي الجمعيات بممثل السفارة الأمريكيّة بالتشنّج. وتحدّث المسؤول بالسفارة دون تقديم نفسه. وفي الوقت الذي أراد فيه ممثل الإدارة الأمريكيّة تبرير الحرب على لبنان واصفا حزب الله بالمنظمة الإرهابية، ومتوجّها بأصابع الاتهام لكل من سوريا وإيران، أكّد ممثلو المنظمات الوطنية التونسيّة شرعيّة المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة وأشاروا إلى جرائم الحرب المرتكبة ضد الشعبين الشقيقين واشتراك الولايات المتحدة الأمريكيّة في هذه الجرائم.  ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 8 أوت 2006 ) http://www.kalimatunisie.com/

 

سجين يستنجد بسجينة

أمّ زياد  محمد عبّو في سجنه يطلب منّي أن أكتب بدلا عنه لا لأنّه عاجز عن الكتابة بل لأنّه أقدر ما يكون عليها ولا يستطيعها فالكتابة ممنوعة في السجن السياسي التونسي ومن يدخل الناس السجن بسبب القلم لا يمكن أن يسمح بدخول القلم السجن.

أن يطلب منّي محمد الكتابة نيابة عنه فهذا شرف عظيم وثقة غالية أعتزّ بها وهو إلى ذلك ورطة ليس من الهيّن الخروج منها. فلا أحد في الدنيا يمكن أن يدّعي القدرة على وضع نفسه في مكان إنسان آخر خاصة إذا تعلّق الأمر بفعل الكتابة عن شخص يحذقها وله فيها تجربة قصوى أوصلته إلى زنزانة من يمقت القلم وله مع الحبر عداوة هي أشدّ من الحبر سوادا.

ومع ذلك فلا مناص من الاستجابة إلى ابني الحبيب ولن يكون هذا المقال كلام محمد بل بعض أشباح مفرداته وأفكاره… في انتظار أن يخرج ويعيد كتابة هذا المقال.

يريد محمد أن أكتب عن السجن التونسي وويلاته التي خبرها خبرة المجرّب بعد أن تعامل معها محاميا ومدافعا عن حقوق الإنسان. في سجون بلاد الدنيا التي يتحلّى القائمون عليها بالحدّ الأدنى من الإنسانيّة والتحضر، قوانين تطبّق ومراعاة للذات البشريّة تحترم… ولكن كل ذلك من سجن الكاف حيث يحتجز المحامي الحر… ومن باقي السجون التونسيّة التي طبقت سمعتها السيئة الآفاق وصارت موضوعا يدرس أكاديميّا للتدليل على غياب الإنسانيّة ودوس القانون.

منذ أن حلّ محمد بسجن الكاف حيث نقل بصفة لا علاقة لها بالقانون ولا سمعت به أصلا، وجد نفسه في « شمبري » كان فيها سبعون سجينا وأُخليت على « شرفه ». ومحمد الذي لا « يتوب » أبدا عن هذه المبادئ التي حملته إلى الكاف، فكّر فورا في نزلاء القاعة الأخرى الذين كان عليهم أن يتكدّسوا فوق بعضهم ليخلوا له المكان لا من أجل راحته بل لينفرد به رباعي من السجناء اختارته إدارة السجن ليزيدوا مرارة سجن محامي الحريّة زين شباب تونس: محمد عبّو. أكاذيب وافتراءات وسموم تصبّ يوميّا في أذني المحامي السجين حول عائلته ومحاولات بائسة للإيقاع بينه وبين زوجته التي تصون زوجها وأبناءها بصفة منقطعة النظير ولإثارة شكوكه حولها وهي الأطهر من الطهارة.

نصائح مشبوهة للسجين البطل بأن يشتري حريته باعتذار « بسيط » لحاكم البلاد. تهديدات بما ينتظره وينتظر عائلته من أهوال إن هو عاد إلى معارضة فرعون تونس بعد خروجه من السجن… ويا لعجائب الصدف: بعض الخطاب الذي يصبّ في أذني محمد يشبه إلى حد التطابق القاذورات التي يمكن الاطلاع عليها في مواقع الكترونيّة استحدثها النظام.

وبما أن ذلك لم يكف إدارة سجن الكاف لتحسيس محمد عبّو بأنّه في سجن استثنائي فقد تعزّز سكان زنزانته بأربعة سجناء آخرين أحدهم مضطرب نفسانيّا ولا يكف عن قرع الباب والصياح « أخرجوني ! أخرجوني ! »

بحس الإنسان السليم وخاصة بحسّ رجل القانون والمدافع عن الحقوق حاول محمد المرّة تلو الأخرى الاحتجاج على هذه الحياة السجنيّة غير الإنسانيّة والمطالبة بتطبيق القوانين التي تكفل حقوق السجناء وقد وصل الأمر بمحمد إلى شنّ الإضراب عن الطعام عدّة مرّات أساء معاملته خلالها بالتعنيف الشديد وطبيب السجن بإنكار سوء حالته والشهادة زورا بأنّه سجين في أتمّ عافيته.

أمّا ما أقدم عليه محمد عبّو من خياطة شفتيه علامة على الصمت المفروض عليه فقد كان أمرا من أقسى أنواع الاحتجاج على محنة سجين الرأي في تونس. محمد محامي ويؤمن دائما بالقانون ولهذا قدّم الشكوى ضد الشكوى ولا من مجيب.

يتساءل محمد عبّو في سجنه عن الجدوى من وجود القوانين… وعن الجدوى من إحداث خطة قاضي تنفيذ العقوبات… أمّا حزنه على الخراب الذي أصاب القضاء فلا أحد يمكنه أن يعبّر عنه إلاّ هو… ! وأتساءل أنا عن الجديد الذي رآه محمد عبّو في دوس السلط التونسية للقانون واستخفافها بجميع الأعراف الإنسانية والأخلاقية وهي التي أدخلته السجن بغير قانون وفي مخالفة مشينة لجميع الأعراف الإنسانية والأخلاقية وخاصة الوطنية !

إنّ رجال القانون لا يتوبون عن إيمانهم بسلطته وعسى أن يأتي يوم يرى فيه محمد عبّو مثله الأعلى لدولة القانون وهو يجسد في الواقع فينصفه وينصف غيره من إخوانه المبتلين بالسجن السياسي… وسيكون على تونس أن تتسلح بكثير من البلاغة والصدق للاعتذار له ولهم.  ( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 8 أوت 2006 ) http://www.kalimatunisie.com/  


أم زياد و رجاء  » لثنين أحلى من بعض »

 
سلوى الشرفي
إلى الأخ الذي قارن بين أم زياد و رجاء بن سلامة
لا أرى فرقا بين ما قالته سيدتانا إلا في الأسلوب
أم زياد كلامها  » حلو » و  » دمه خفيف  » و معقول و رجاء كلامها مر و عقلاني السيدتان طرحتا نفس المعني باحتشام
رجاء بطرق أكاديمية جامدة جدا تخفي أكثر مما تفصح و أم زيادة بتغليفها و تخفيفها بالقراطس الملونة بزينة الكلام فالأولى « تغبّنت » على ما يحصل بالبلاغة و الثانية « تغبّنت » بلسان علم الألسنية وأم زياد « تغبّنت » على وحدة « الفتى الملتحي المعمم بالسواد  » و رجاء « تغبّنت » على ظهره العريان في عمليته  الدونكيشوتية « المسودة »  فإذا كان من حق حسن نصر الله الذي يلقبه اللبنانيون اليوم بحسن خرب الله أن  » يلقي بنفسه إلى التهلكة  » و لا يهتم بمبدإ حقن الدماء، فإنه ليس من حقه أن يجبر المدنين و الأطفال على الإنتحار إكراما لنظام الملالي في إيران أم زياد ترى أن التعويل على الأنظمة العربية من قبيل أضغاث الأحلام و رجاء اعتبرت أنه من العبث التعويل على « كاتيوشة » حزب الله، حتى و إن كانت هذه المرة مدعومة بصواريخ الملالي، لمجابهة إسرائيل و في غياب  » أمّالي المول » و » أمّالي المول » أو أصحاب الحق ليسوا فقط الأنظمة العربية الناعسة التّاعسة الذين تعودنا على جلدهم باعتبارهم « البهيم القصير » بل ؤلائك العافسين على الجمر، أى سورية و لبنان أتساءل و أنااقرأ خطب الإخوان الحماسية على الإنترنات كيف فاتهم التمعن في بعض المفارقات: لماذا لا يتساءلون حول غياب جيش الدولة الضحية عن الجبهة؟ لماذا لا يتساءلون حول معنى شتم إميل احود « صباحا مساء و يوم الأحد » للدول العربية المتخاذلة و رفضه إنزال جيشه؟ بل و الأنكى، لماذا لا يتساءلون حول رفض حزب الله نفسه مساعدة جيش بلاده بذريعة أنه سيكون حارس حدود إسرائيل و أن امكانيته محدودة؟ صحيح أن إيران لا تسلح الجيش اللبناني، و هذا من عجائب الدنيا و علامة من علامات نهايتها، أقصد نهايتها في لبنان و صحيح أن الجيش اللبناني لا يؤمّن جانبه بالنسبة إلى حزب الله فهو يتكون من كل من كل اللبنانيين و أغلبهم يعتبرون أنه لم يعد من موجب لمجابهة اسرائيل بعد خروجها من على أرضهم والأخطر في رفض حزب الله لنزول الجيش الوطني هواعترافه الضمني بأن هذه الحرب ليست من أجل لبنان و لا فلسطين بل من أجل سواد عيون إيران فهل هي صدفة ان يتزامن اختطاف الجنديين مع وصول مسألة إيران إلى النقطة النهائية في مجلس الأمن؟ و دعك من تزامن تحرك حزب الله مع اختطاف جندي اسرائيلي في فلسطين فمن 6 سنوات، أي منذ خروج اسرائيل من جنوب لبنان لم يطلق حزب الله خرطوشة واحدة رغم كل المجازر المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني من جنين إلى خطف الوزراء و دعك من اعتبارها مقاومة وطنية فهي لا تقبل في صفوفها إلا الشيعة المتحزبين و دعك من تسميتها إسلامية « حاف » فهي تحمي ظهر نظام يهرس عظام الإخوان السنّة من مجزرة  » حماه » إلى اليوم و لا تحرك مقاومة حزب الله « الإسلامية » ساكنا حتى بالكذب و على ذكر أصحاب مجزرة  » حماه » و أصحاب « جبهة الصمود و التصدي » بالكلام، فلا فائدة من التذكير أنهم لم يلقوا بحجر واحد على دبابة اسرائلية في جولانهم المحتل من ثلاثين سنة فلماذ يخوّن البعض، ممن يعيشون على الجانب الأطلسي من الوطن العربي، وليد جمبلاط الذي يعيش على السفح الآخر من الجبل اللبناني-السوري، عندما يقول بخصوص النظام السوري: « أسد في لبنان و أرنب في الجولان » و الله يا إخوان لقد ممللنا من الكلام الحلو الذي يضر و لا ينفع حول القومية و الصمود و النضال ضد الصهاينة، و شبعنا من أضغاث الأحلام، و لكن « الله غالب » يبدو أن البعض ما زال لا يفرق بين الواقع و الأحلام و الدليل صديقنا الذي قارن بين أم زياد و رجاء و انتصر إلى أم زياد دون وعي بأنها كانت تتحدث بمرارة مضاهية لمرارة رجاء و لكن في الاحلام بل أنها أكدت بأنه « و لا في الأحلام » إذن مالذي راق للأخ في كلام أم زياد؟  بالطبع ليست المعاني التي عبرت أحيانا بسخط أكبر من سخط رجاء على الواقع العربي الكلب و وحدة « عم حسن » « الفتى المعمم بالسواد » بل الزينة و « التبرقيش » الذي يعجبني أنا أيضا دون أن يخفي عني الجوهر لكن البعض ما زالت « تزطلو » البلاغة و كلمة » تجيبه و كلمة ترجعه » و يضيع الصحيص و لنتكف بهذا الحد من قضية المقارنة المفتعلة بين نزيهة بن رجيبة و رجاء بن سلامة لنختمها بقولة لبنانية طريفة: فعندما يحتار المرء في الإختيار بين شيئين أو شخصين ما « يطيحوش » على بعضهم يقول اللبنانيون « لثنين أحلى من بعض » و بربي « يزيونا من الزطلة و التخميرة » التي نعيشها منذ ما يقارب الستين عاما، من النكبة إلى النكسة مرورا بالهزيمة و أم المعارك و أخواتها الأصغر فنحن نتكلم نفس اللغة و لا نطرح الأسئلة الموجعة بل « ننزل بركبة » في كل من يحاول الإجتهاد فبالله قولولي بماذا خرج نصر لله من هذه المغامرة في أقل من شهر؟ خرج بلبنان محتل و بقوات دولية نعرف ماذا تعني جيدا بعد مصيبة العراق و أفغانستان، وخرج بنزع سلاح مقاومته و بنزول الجيش اللبناني على الحدود ليلعب هذه المرة « عن جد » دور الحارس لأمن الصهاينة و بماذا خرج لبنان مقابل الأسيرين الإسرائيليين؟ بألف قتيل و مليون مشرّد و خراب بيوت و الله لم تكن إسرائيل لتحلم بمثل هذا الإنجاز العظيم لا في 82 و لا في حرب السنتين و لا في حرب التحرير و الله لكأننا أمام إعادة ركيكة لأحداث 11 سبتمبر  فالجاهل يفعل بنفسه مايشتهي فعله  العدو بعدوه  و تبقى الكلمة الأخيرة للشعب اللبناني بعد انتهاء العربدة

 

بسم الله الرحمان  الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في07/08/2006

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

الحلقة الثانية  :

بمناسبة خمسينية إصدار مجلة الأحوال الشخصية .

و تحرير المرأة نصف المجتمع التونسي واجب التصدي لظاهرة العراء و الغزو الغربي .

 

 

أواصل الكتابة حول الذكرى المخمسين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية الرائدة التي أقدم عليها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله كما أشرت في المقال الأول الصادر يوم 6 أوت 2006 على موقع الإنترنت تونس نيوز  هذا الموقع الذي أصبح منتشرا و معروفا في الأوساط التونسية و يتابعه عدد هام من النخبة       و الإطارات التونسية و الكتاب و المتهمين بالإعلام الإلكتروني و قد كان للمقال أثره البالغ و صداه عند التونسيين و الإطارات والطاقات الحية  , و اعتبارا لأهمية الحدث الوطني و العيد الخمسين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية  و تحرير نصف المجتمع المرأة على يد الرمز الخالد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله  و تكريسا لما ورد من خواطر هامة و مقترحات عملية في المقال الأول المشار إليه ، فإني أواصل المشوار للمساهمة الفاعلة و الإيجابية في ذكر الحقائق و المعطيات حول هذه الذكرى الخالدة المجيدة التي كان الفضل فيها إلى الزعيم الحبيب بورقيبة بشجاعة نادرة فريدة من نوعها في العالم العربي و الإسلامي في النصف الثاني من القرن الماضي , في حين أن بعض الدول شرعت في السنوات الأخيرة في معالجة قانون الأسرة و مدونة الأسرة كما صح تسميتها في المغرب الشقيق, و في مصر قانون الأسرة . و في الكويت شرعت الحكومة في عام 2006 في تطبيق قانون مشاركة المرأة الكويتية في الانتخابات و الترشح لعضوية مجلس النواب, و تونس سبقت بنصف قرن 13 أوت 1956  13 أوت 2006. و مشكورة فرنسا فكرت عام 2002 في تنظيم ندوة عالمية عام 2006 في 13 أوت الإحياء ذكرى إصدار مجلة الأحوال الشخصية و ذكر لي  أستاذ جامعي مؤرخ بعزم المؤرخين الفرنسيين لتنظيم ندوة حول الذكرى و هذا الكلام سمعته من المؤرخ الفرنسي عام 2002 و نشرته في جريدة الصباح يوم 11 نوفمبر 2003 ردا على مقال الدكتور سعيد بحيرة عضو اللجنة المركزية للتجمع الذي أدلى بشهادة هامة حول مساهمة إعلام من المغرب العربي و ذكر عدد هام منهم و تغافل على ذكر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

فكان التعقيب الصريح و قلت فرنسا تفكر في زعيمنا الأوحد أكثر من أبناء البلد لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم.

نعود للحديث عن تغافل العديد من إخواننا التونسيين و أخواتنا التونسيات سامحهم الله كل عام في مثل يوم 13 أوت عيد المرأة يكتبون في الصحف و يتحدثون في التلفزة و الإذاعة الوطنية. و القليل القليل واحد على 20 يقول جملة واحدة على الزعيم المؤسس و المحرر الحقيقي للمرأة, و الأغلبية يهربون إلى الأمام أو إلى الوراء… و بعضهم و بعضهن مع الأسف ينسب تحرير المرأة للمرحوم الطاهر الحداد رحمه الله. الذي ساهم بفكرة عام 1931 و البلاد ترزخ تحت الإستعمال الفرنسي و المؤتمر الأفخارستي الذي إنعقد عام 1930 قد سعى لطمس الذاتية و الشخصية التونسية و جعلها ضمن الشخصية الفرنسية و إدماج الشخصية التونسية ضمن منظومة  الشخصية الفرنسية في هذا الظرف نادى الحداد بتحرير المرأة فأجابه صوت العقل و الحكمة و بعد النظر إن الوقت لم يحن بعد يا حداد و مات الطاهر الحداد رحمه الله عام 1934 و دخل الزعيم الحبيب بورقيبة في معركة التحرير الكبرى يوم 2 مارس 1934 و كافح و ناظل و صمد و صبر و سجن و أبعد حتى جاء النصر المبين و بعد الإستقلال التام مباشرة في ظرف وجيز أقدم الزعيم الحبيب بورقيبة على الإصلاح الإجتماعي الكبير بمغامرة فريدة من نوعها كانت و لازالت مضرب الأمثال في العالم..و قد ذكرتها في مقالي الأول .. و اليوم بعد تقديم المقترحات العشرة التي وردت في المقال المشار إليه أود أن أتطرق إلى موضوع هام يخص الأخلاق الفاضلة  و أتذكر أن الزعيم الراحل أشار يوم 13 أوت 1966 في ذكرى العاشرة لإصدار مجلة الأحوال الشخصية أمام الاتحاد النسائي بالمنستير .

إنه لا يسمح للمرأة أن تعري ما فوق الركبة قالها

بوضوح و صراحة و شجاعة الأب الروحي لبناته باعتباره معلما و مرشدا  و نصوحا و فعلا كان معلما في كل شئ علمنا كيف نلبس و نأكل و نقتصد  و نتعلم و نتخاطب مع بعضنا و نعمل بصدق و ندخر و نبني المسكن و نربي الأطفال و نعامل الغير معاملة حسنة و في هذه الإشارة أكثر من معنى

واعتبارا لأهمية موضوع الأخلاق الذي اعتراه في الأعوام الأخيرة و خاصة منذ عام 2000 شيء من الإحباط و الغلو و الشطط إلى درجة الانحراف في السلوك الأخلاقي و أصبحت الفتا تخرج إلى الشارع شبه عارية مكشوفة البطن و السرة و المفاتن المكشوفة بدعوة الحضارة و التقدم و الموضة الغربية  و العصر و تقلد الأجنبية و الغربية بدون وعي و اليوم من أوكد الواجبات التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعنا المسلم

الغزو الثقافي الغربي الخطير أكتسح بلادنا و مجتمعنا

و قد عم البلاد و جرف النساء و خاصة الفتيات من سن 14 إلى 28 سنة و أصبحت جل الملابس موضة الغرب في مغازاتنا و تجارتنا في الأسواق إلا من رحم ربك .

نرجو وقفة حازمة و شجاعة نادرة لوضع حد لهذا الغزو الغربي الخطير الذي يساعد الغرب و يتباهى به وهو مرض خطير انتشر في بلادنا و لاحول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

و إن هذا الخطر خارج عن عاداتنا و تقاليدنا الإسلامية و العربية و لا يتماشى مع ديننا الحنيف .

و قد أدى إلى الانحراف في أوساط الشباب و كثر التحرش الجنسي بنسبة 80 بالمائة و قد جاء من جراء العراء و الكشف المفضوح و المفاتن البارزة للمرأة و هذا سبب الداء عافاني و عفاكم الله .

و كثر الاغتصاب  و الانحراف و مما زاد في الطين بلة الهاتف الجوال حيث أصبح الموعد يضرب بالهاتف ..

أما التلفزة فحدث و لا حرج هي المشجعة على العراء و الرقص و الغناء الهابط المبتذل المزود مع الأسف في تلفزتنا و كان ممنوعا في عهد بورقيبة رحمه الله و إن مظاهر السلوك الغير الحضاري في تلفزتنا أصبح لا يطاق و كثيرا من العائلات تشمئز من مشاهدة التلفزة التونسية  من جراء هذه المظاهر التي تعتبر خارجة عن تقاليدنا و من يشاهد التلفزة يلاحظ ذلك بوضوح و جلاء . كأنها أصبحت مشجعة على ذلك من خلال البرامج الخاصة شمس الأحد و غيرها من البرامج المملة الهادمة عوضا عن الإعلام الهادف الداعي إلى الفضيلة و الإخلاق الفاضلة و الحياء و الحشمة  و لن نسى ما قاله منشط آخر قرار قال و ذكر بوضوح بأنه يسعى رفع الحياء على فتاة شاركت في برنامج آخر قرار مع والدها و كانت من الفتيات المحتشمات و قال صاحب البرنامج سأحاول بكل جهدي رفع الحياء على هذه الفتاة و كأن هذه مهمته في التلفزة .

نرجو أن يدرك الاتحاد الوطني النسائي خطورة الوضع  و يتصدى لمثل لهذه المحاولات و يسعى لإعادة الروح  و الفظيلة بقدر الإمكان بتظافر جهود الدولة و كل الهياكل المعنية و الأمنية و الإعلامية و التربوية و تلك أسمى رسالة للمرأة المتعلمة المتحضرة التي راهن عليها الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله .

و أخطر شيء على المجتمع التهور الأخلاقي و الانحطاط في السلوك و قد قال الشاعر أحمد شوقي رحمه الله

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت و إن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا رحم الله شوقي.

و أن أخطر الردة التي يشيرون إليها كل عام ليس في المحافظة على الأخلاق و الحياء و الحشمة و اللباس اللائق المحتشم و السلوك الحسن و العبادة و التقوى و الطهارة و الحياء و المحافظة على التقاليد و العادات الحسنة التي سادت مجتمعنا التونسي عبر القرون ، إما الردة الحقيقية و الخظيرة و الطامة الكبرى هي الخروج على المألوف و العرى و الكشف و الكلام البذئ والتحرش الجنسي و ما إلى ذلك من الإنحرافات  و التسكع في الشوارع إلى منتصف الليل في شارع الحبيب بورقيبة و في الحمامات دون رادع و هذه مسؤولية الأسرة من جهة و المجتمع من جهة ثانية و التلفزة و الإعلام من جهة ثالثة و الجو العام المشجع نعم للتفوق العلمي نعم للعمل نعم للتقدم الحضاري نعم لتشجيع الرئيس بن علي على العلم و الأخذ بأسبابه و مساعدة المرأة في العمل و إسنادها المسؤوليات السامية و لا و ألف لا للانحراف و العراء و عدم الحياء و الإنحطات الأخلاقي الخطير التي تحدثت عنه بكل صدق و وضوح و في الحق لا أخشى لومة لائم قال الله تعالى و في ذلك فليتنافس المتنافسون و لمثل هذا فليعمل العاملون صدق الله العظيم.

 

ملاحظة : إنما جاء في الآية القرآنية الكريمة في المقال الأول في سورة النساء فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة صدق الله العظيم

2- و إن ظروف التعليم و الإيجابية تعكس نجاح ورهان التعليم و تعميمه و إجباريته و ماجانيته في تونس

3- و إن مناهج التعليم و نجاح الرسالة التربوية هي التي مكنت البلاد من الإحراز على مرتبة عالية بين الدول العربية والإسلامية وهي مفخرة لتونس على إمتداد نصف قرن و قد نجح النظام البورقيبي في إرساء قواعد التعليم و واصله العهد الجديد بقيادة الرئيس بن علي.

قال الله تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض صدق الله العظيم.

 

و كل عام و الإتحاد النسائي و المرأة بخير في ظل الحياء و الحشمة و الحضارة و الفضيلة.

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا                                                                                 

 


 

عجائب هذا الزمان الرديء

د. خالد الطراولي
عالم يمشي علي رأسه، غرائب وعجائب تتوالي علي سفينة تتمايل، ركابها ميتون أو يقاربون الهلاك، وربان معتوه، نشروا له خريطة فضلّ الطريق واستعصت له القيادة والسفينة تدخل بحر الظلمات دون رقيب…
عالم يعيش قطبية مرهقة واحادية في القرار والتقرير، زعامة منفردة تقود العالم بإيديولوجية متطرفة حالمة، تلامس صراع الحضارات بوعي أو بغير وعي، تسعي إلي مصلحتها ولو علي حساب البراءة وحقوق الإنسان، تبث الفرقة والطائفية والعداء بين إخوة الأمس وجيرانه وأشقائه كلما حلت واستقرت…
كانت عجائب الزمان القديم سبعة، جدرانا وتماثيل قائمة حملت وجدانا ومشاعر ومواقف، وعجائب هذا الزمان الرديء مشاهد ومواقف تحملها إلينا منذ زمن أقوال وأفعال ومقاربات، أعطت لهذه الأرض التي نقف عليها لونا قاتما ورائحة كريهة، تجلت أكثر هذه الأيام السوداء، فخرجت علينا في رداء أسود، علي أرض سوداء تحترق بأجساد أطفال ونسوة أبرياء… عجائب تتأكد يوما بعد يوم تتجاوز المعقول والمنقول، حتي إذا أردت فهمها أو استيعابها حل بك الجنون أو الهستريا وأصبحت من المنبوذين…
1 ـ بعثوا للمعتدي قنابل أكثر فتكا وأعظم قتلا وتهجيرا، ثم أرسلوا للضحية مساعدات إنسانية حتي لا تبقي أجسادهم دون دفن، ولا يبقي الجريح يئن فيقض مضاجعهم ولعله يحرك ضمــــائرهم إن كان للضمائر وجــــود! رفضوا أن تنتهي الحرب وتضع أوزارها قبل أن تنتهــــي مساعداتهم التي أرسلوها، فتبقي عبئا ثقيلا ضاغطا علي الضمائر والأرواح.
2 ـ حكام وسلاطين نددوا بمغامرة أخيهم واعتبروا مقاومته عن الأرض والعـــرض طفولة سياسية ومراهقة عسكرية، أظهروا لنا عقلانيتهم ورشدهم، فرفعوا بطاقات حمراء ضده وساندوا العدوان حفاظا علي كراسيهم ولو علي حساب المروءة والأخوة وحقوق الإنسان… فجاءتهم التهاني والاعتراف والاحترام من أعدائهم، وإذا جاءت مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل… فكيف إذا جاءت محمدتي من ناقص!
3 ـ جماهير ما زالت تتيه في الصحراء، بعضها يسهر ليله علي أصوات الفن والفنانات والمهرجانات، فيحضر بعشرات الآلاف راقصا منتشيا… شباب نسي دوره ودخل في سراب، لا يريد أن ينظر إلي واقعه الذليل خارجا وداخلا وخيّر الارتماء في أحضان اللامبالاة حتي ينسي أنه موجود وأنه بشر… والبعض الآخر ملقي علي أريكته يتابع المذابح والمآسي ينتظر مهديا يلوح من الغمام يكفيه عناء الانتظار والسهر، ويطمئن ذاته بأنه مقاوم ولو من بعيد، فهو يفرح لفرح لبنان ويحزن لحزنه، وهذا فيه كفاية وزيادة!
4 ـ مجتمع دولي لا يريد أن يفتح عينيه، يترقب أن يتم الإرهاب عمله إلي النهاية حيث لا يبقي لبناني يستطيع الوقوف، حتي لا يبقي اخضرار في لبنان، حتي لا يبقي صبي يبتسم… مجتمع دولي ينظر إلي الغضب يتعاظم حتي ينفجر ثم يتساءل فيما بعد عن السبب، يتساءل بكل نفاق عن التطرف عن المغالاة ونسي أن اليأس والظلم وازدواجية المعايير والكيل بميزانين طريق ومنفذ لهما. منهم الشامت وليس لنا له إلا الدعوة بالشفاء فالشماتة ليست من قيمنا ولو علي العدو والمنافس لأنه يبقي بشرا، ومنهم اللامبالي فهو في همومه ومشاغله، وليـــس لنا إلا أن نذكره بمثل عربي قديم حتي لا يقال أكلت يوم أكل الثور الأبيض! ومنهم صاحب الحسابات السياسيوية والمصالح الضيقة ولو علي حساب المبادئ وقليل من حقوق الإنسان، وهـــم طرف يميل حيث مالت مصالحهم وليس لنا لهم علينا إلا أننا نسينا تذكيرهم بأسواقنا واستهلاكنا ونفطنا وغازنا، والذنب في هذه الحال ذنبنا، والوزر تحمله ظهورنا… ومنهم العدو الواضح في تعامله، العامل علي خدمة مشروعه والسعي للحط من آمالنا وأحلامنا فلا يجد فرصة إلا وسعي إلي النكاية بنا، وتحطيمنا وإطفاء كل روح أو شعلة تنير طريقـــــنا… ولهؤلاء نقول الأيام دول ولا نعيب إلا حالنا ونسيان بعضنا وغفلــــته المدمرة أننا نعيش في غاب الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.
5 ـ صحافيون وأشباه مثقفين وكتاب آخر الزمان تنادوا لحماية الظالم واتهام الضحية، منهم من كان من أبناء جلدتنا ويسكن حارتنا فاستعرض علينا حبره وقلمه وساند صاحب لقمة عيشه الذي ندد بمقاومة اللبنانيين، ونسي قولة الحق والشهامة والرجــــولة وظل ينظــــر لنا سياسة الخنوع باسم البراغماتية والرشد والعقلانية، وأخفي كسرة الخبز الذليل وراء ظهره… ومنهم من أوجــــع رؤوسنا في أيام سابقة بالليبرالية كأساس مشروع الخروج من النفق سموا أنفسهم محافظين عرب جدد أو ليبراليين جدد واشتكوا إلي الأمم المتحدة من فقهاء وكتاب لا يستسيغونهم، وتهكموا علي النفس المقاوم الذي ظــــل ينبض في بعض العروق والأجساد، وتنبأوا بأفول مشاريع الرفض… ثم غابوا هذه الأيام فلم نسمع لهم كلمة ولا نفسا حتي لا يفتضح أمرهم وتتجلي الهزيمة، لم نر ليبراليا جديدا أو قديما لم نر محافظا يدخل المشهد، خيروا الانسحاب والضمور ولعله حياء من المحاسبة!
أقف عند هذه العجائب الخمس ولا أظنها كافية ولا ملمة بالمشهد الأسود الذي تتنزل فيه، غير أني أريد أن أهمس من بعيد أن هذا الزمن الرديء الذي أبرز لنا كيف يمكن أن يصبح الإنسان وحشا يأكل لحم أخيه علي بينة من أمره وأمام الجيران وأهل الحي… إن هذا الزمن المنحط قد تبرز من ثناياه شعلات أمل وبدايات تاريخ جديد تبنيه عزائم وإرادات ومواقف وجدت نبتتها الأولي الطيبة في أرض لبنان وفلسطين وأكناف بيت المقدس.
رئيس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي (تونس) ktraouli@yahoo.fr (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 أوت 2006)  

التضامن مع الجزيرة.. دعوة للقتل

GMT 13:00:00 2006 الثلائاء 8 أغسطس
 
 د خالد شوكات أذكر أنني قمت سنة 1997 بتنظيم ندوة للأستاذين الدكتور نصر حامد أبو زيد والدكتور حسن حنفي، في إحدى دور الثقافة في مدينة روتردام الهولندية، حول « الإسلام والحداثة »، وكانت حينها أول ندوة علنية تنظم للدكتور أبو زيد خارج أروقة الجامعة بعد محنته المعروفة. وقد جاءني ليلة تنظيم الندوة بعض الشباب المغتربين من أعضاء إحدى الحركات الإسلامية المغاربية، وطالبوني حينها بإلغاء الندوة لأن فيها اعتداء على مشاعر المسلمين، فالضيف الرئيسي للحدث « كافر » و »مرتد » و »زنديق »، لا يجوز الترويج لأفكاره ومعتقداته.

رفضت دعوة الإلغاء بشكل لا يقبل النقاش، وشرحت للشباب أنني لست أقدس شيئا قدر الحرية، وأن ما يمكن أن ألام عليه فعلا هو أن أحرمكم حق النقاش إذا حضرتم الندوة غدا وطلبتم الكلمة، أما غير ذلك فإنني لن أقبل حتى لو كان الثمن دمي، وما جئت هذا البلد مهاجرا إلا طلبا للعيش في مجتمع حر، يفكر فيه المرء ويقول ويكتب كما يشاء. نظمت الندوة واستهل الدكتور نصر كلمته بالبسملة والصلاة على محمد وآل محمد، فبهت القوم، وغادر بعضهم القاعة مسرعين، وقد جاءوا إليها مسلحين بالعصي والهراوات رغبة في الدفاع عن حياض الله وشرف الدين والأمة.
قبل ما يقارب الشهرين، وبالتحديد قبل أيام قليلة من افتتاح الدورة السادسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، الذي تشرفت بتأسيسه وإدارته منذ مطلع القرن، وصلتني دعوات مشابهة للإلغاء، لكن الأمر يتعلق هذه المرة بفيلم « ماروك » للمخرجة المغربية الشابة « ليلى مراكشي »، الذي جرت برمجته ضمن برنامج خاص خارج مسابقات المهرجان، يحمل عنوان « قافلة السينما العربية الأوربية »، وقد استندت الدعوة أيضا إلى أن الفيلم يتضمن إساءات للإسلام، وأن مخرجته الشابة « كافرة » و »مرتدة » و »زنديقة ».
تهديدات دعاة الإلغاء بلغت الصحافة الهولندية فكتبت عنها بإسهاب، وهو ما دفع أجهزة الأمن للاتصال بي عارضة علي توفير حماية خاصة، لأنهم يتوقعون أن تتحول التهديدات الكتابية إلى ممارسات عملية، غير أني رفضت ذلك بشدة. جوابي أنني أرفض الخضوع لسلطان الخوف، وأنني أعيش في بلد حر وديمقراطي يوفر الكلمة للجميع، وأن هؤلاء المعارضين للفيلم مرحب بهم في قاعات العرض، لمناقشة العمل والتعبير عن آرائهم بكل حرية، كما أن برنامج المهرجان حافل بأفلام تشيد بالإسلام، من بينها فيلم « الرحلة الكبرى » للمخرج المغربي الشاب أيضا « اسماعيل فروخي »، وأفلام تتعارض بشدة مع وجهات نظر مدير المهرجان السياسية، في قضايا المنطقة العربية والإسلامية، وخصوصا منها أفلام حول العراق تنتقد بشدة التغيير الذي جرى في بلاد الرافدين، وتعد الدور الأمريكي احتلالا لا تحريرا.
فيلم « ماروك » حقق نجاحا جماهيريا مدويا في الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، حيث كانت القاعة ممتلئة خلال كافة العروض التي برمجت له، بل لقد اضطررنا في إدارة المهرجان إلى برمجة عرض إضافي خاص، وكان هذا الفيلم قاطرة الدورة السادسة حقيقة ودليلا على أن الجدل والحرية أمران متلازمان يزيلان الكثير من « غبش » العقول والنفوس، ويهزمان الخوف الذي يستغله بعض ضيقي النظر للتضييق على العقل واغتيال الإبداع وعرقلة النهضة بذريعة الدفاع الكاذب عن المقدس.
أخيرا، أي قبل أيام، جاء مقالي النقدي للخط التحريري والإعلامي الحالي لقناة الجزيرة، واعتراضي على عملية اختطافها من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وتسخيرها لخدمة خطاب شعبوي فئوي ضيق يبيع الأوهام والمخدرات الدينية والسياسية للشباب، بدل دعم مشروع تحرير العقول وتنويرها ودعم المشروع الديمقراطي العربي، من خلال التركيز على الثغرات في الواقع القطري العربي وفضح مظاهر الفساد والاستبداد فيه، فما كان من الرد الزاعم الغيرة على الدين والعروبة والوطنية، إلا أن جاء مجددا دعوة قتل، وكأن الجزيرة تمثل الأبعاد الثلاثة المذكورة، و أن الإسلام من الضعف بحيث تهز أركانه ندوة لنصر حامد أبو زيد أو فيلم لليلى مراكشي أو مقال لخالد شوكات.
هؤلاء الغيورين جدا على الدين، المهددين بالقتل، « طيور الظلام »  كما جاء وصفهم في أحد أفلام الزعيم عادل إمام، و على الرغم من أنهم يزعمون شرف الدفاع عن الدين والعروبة والوطنية لأنفسهم، فإنهم لا يوقعون تهديداتهم أو مقالاتهم بالاسم، إنما بأسماء مستعارة أو بدون أسماء، تماما كما يذبحون الأبرياء في العراق وبلدان كثيرة أخرى، وهم يرتدون أقنعة تخفي وجوههم الجبانة، فإنهم أيضا يحملون ذات الأقنعة وهم يذبحون حرية الفكر والكلمة وينشرون الذعر والخوف في نفوس الناس، حتى لا يتجاوزوا ما يرسمونه لهم من خطوط حمراء قانية بالدم.
صاحب المقال المتضامن مع قناة « الجزيرة »، والمنشور في موقع تونسي معروف، قريب من المعارضة الإسلامية التونسية في الخارج، يعتذر لإخوانه وأخواته في القناة القطرية عما بلغهم من إساءتي وهو مقنع، ربما على غرار المقنعين الذين يرسلون بأشرطة القتل والإرهاب لتكون سبقا صحفيا تحافظ به القناة على الريادة عربيا وعالميا، وقد كان القناع مقبولا لو تعلق الأمر بنص نقدي للحكومة التونسية، لكن الأمر يمضي في حق عبد ضعيف من عباد الله، لا حول له ولا قوة، إلا ما وهبه الخالق عز وجل من « القلم » و « ما يسطرون ».
صاحب المقال على غرار الإخراج البعثي و طالباني لا يعتبر الرأي في نقد الجزيرة وجهة نظر، إنما عمالة بينة هدفها « البترو دولار » السعودي، وجزاؤها الإعدام الذي يتوقع أن ينفذه أحد بسطاء الناس، وهو لا يعرف أن مقالات الرأي غير مدفوعة الأجر، وأنها مكتوبة لوجه الله، ووجه الحقيقة والحرية، وأن كاتب الأسطر قد تحدى فيما سبق – وسيظل يتحدى- أن يأتيه أحد بدليل واحد على أنه قبض يوما من نظام أو جهة ثمن ما يكتب من آراء أو يفكر.
الكاتب المجهول صاحب الغيرة على « الدين » و »الجزيرة » يقول ما يلي:  « مختصر الكلام أن الفرق شاسع جدا بين وجهات النظر والآراء الحرة والنقد، وبين الاصطفاف خلف الغزاة وتبرير جرائمهم، ومهاجمة من يكشف تلك الجرائم ويشرحها ويعرضها حية ملتهبة أمام أنظار الناس. ولو عاش السيد شوكات أيام ثورة التحرير في الجزائر ودافع مثلا عن مجزرة 8 ماي 1945، متنبأ بأن تكون مقدمة لديمقراطية ينشدها الجزائريون من أفواه مدافع الاحتلال، لوجد من يقتله من بسطاء الجزائريين، الذين يفرقون بحسهم السليم بين الرأي ووجهة النظر وبين الخيانة الموصوفة ». 
لقد كنت من السباقين لإدانة جريمة إسرائيل الأخيرة في لبنان، حيث كتبت مقالا لا يقبل التحريف أو التأويل، بينت فيه كيف أن الدولة العبرية لا ترغب في التخلي عن طبيعتها الاستيطانية، وأنها لا تعيش إلا على الحروب والجرائم ضد الإنسانية، لكن هذا الأمر لا يستحق أن يقف عنده هؤلاء المتاجرين بالعقيدة والدين، وقد آلمهم أن فضح أحدهم الهوة بين أقوالهم وأفعالهم، وبين شعارات براقة وممارسات حزبية متعفنة، قائمة على الرغبة في الهيمنة وتسخير كافات الإمكانيات والقدرات بأي وسيلة لصالح مشروع شمولي، يهدف إلى تعويض حالة استبدادية تستلهم مبرراتها من الأرض، إلى حالة استبدادية جديدة تعتبر القتل والسحل والإرهاب عملا يتقرب به إلى الله وطاعة..حاشى لله أن يكون قتلة ومجرمون حماة لدينه ورسالاته وكلمته الطيبة لأحبائه وعياله..الخلق عيال الله، وهو حسبهم، حسبي الله ونعم الوكيل.
كاتب تونسي (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 8 أوت  2006)

 

مشروع ليبرالي عالمي أم ديمقراطية وطنية ؟

(قراءة في ليبرالية د. خالد شوكات)
شبكة البصرة كاظم محمد
كانت بلداننا ومجتمعاتنا ومنذ قرون عديدة ، تنوء تحت حكم السلاطين والملوك ، واصبحت فيما بعد مستعمراتٍ محتلة وتابعة لدول رأس المال ومصالح شركاته الكبرى ، والتي تعرضت لابشع انواع النهب والاستغلال الاقتصادي والسياسي ، وفرض عليها نظام الاعاقة والتخلف الاجباري ، بالرغم من وجود الامكانيات البشرية والطبيعية التي تؤهلها لانطلاقتها الطبيعية بدورة النمو الاقتصادي والاجتماعي وبناء انظمتها السياسية التي تضمن استمرارية هذا النمو ومعالجة عواقبه الثانوية من خلال تكريس اسس انظمة وطنية ديمقراطية ودول المؤسسات الدستورية ، التي تتفاعل بروح المصالح المتكافئة مع محيطها الدولي . ان نظام الاعاقة والتخلف والتبعية المفروض من الدول الاستعمارية ، لأجل استمرار نهبها الاقتصادي ولأجل الاهداف السياسية الاقليمية والعالمية لهذه الدول ، استدعى لجم مجتمعاتنا وبلداننا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا ، واصبح ذلك سمة تميزت ولازالت تتميز بها الدول المحتلة والمستعمرة ، وبالمقابل اصبحت المقاومة وبكل اشكالها واساليبها المختلفة ، سمة تُميز القوى الاجتماعية والاقتصادية الناهضة ،  و لذلك كانت دعوات التحرر والحرية والاستقلال والديمقراطية ، والتي  نادت بها تيارات اسلامية وقومية وماركسية ، اي ان شعوبنا وطلائعها الوطنية قد فرض عليها الموقف المقاوم النابع اصلآ من الرغبة الانسانية في رفض الظلم والاستعباد والاستغلال ، وشعوبنا وتياراتها ليسوا من هواة الصدام ، بل بموقع الدفاع ومن على ارضهم  ضد مشروع الهيمنة العسكرية والسياسية ، العائق لرسم  مسار تجاوز التخلف والتبعية المفروض ، والاستمرار في نموها الطبيعي الذي يحتاج الى بيئة سياسية واقتصادية صحية ، تستطيع من خلالها تصليد ركائزها وتنويع عناصر انطلاقتها ، مستندة الى موروثها الحضاري والثقافي وما تمتلكه من قدراتها الخاصة  ونتاج فكرها وجهدها الاجتماعي ، لتصيغ لنفسها طريقها المتواصل مع مجمل التغيرات والتطورات المحيطة بها.   هل يوجد مشروع ليبرالي دولي ؟
انه ليس بالغريب ، مع المتغيرات التي حدثت في اواخر القرن الماضي وبالاقتران مع ترتيبات النظام العالمي لصالح القطب الواحد وطغمته الفاشية ، ليس غريبا ان يترافق استخدام القوة العسكرية للغزو والاحتلال مع الترويج لثقافة وفكر العصر الامريكي  ، باستخدام ترسانة هائلة من وسائل الاعلام ومراكز البحوث والدراسات الامريكية   للتأثير على اتجاهات الفكر والثقافة لمجتمعات البلدان المستهدفة ، في محاولة مستمرة غاياتها الاساسية خلق القاعدة الثقافية والفكرية  والسياسية لتقبل استمرار العوق والتبعية المفروضة منذ عقود طويلة ، ولكن باشكال وصيغ  وبأنماطٍ حديثة وتحت مسميات مشاريع الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان. يدعو السيد خالد شوكات (الى اندماج العالم العربي في اطار المشروع الليبرالي العالمي) وهو خلاصة ما اراد ودعا اليه في مقالته المنشورة في القدس العربي بتاريخ 9-1- 2005 ، بعد ان وضع شعوبنا وتياراتنا القومية والاسلامية وتأريخ هذه المنطقة على مشرحة التزوير والتضليل والتعمية ، ليضعها في قفص الاتهام التاريخي وليحاكم مقاومتها وفكرها وطرق نضالها وثقافتها وليشهر سوطه الفكري بجلدها على ما ارتكبت من اخطاء طفولية مغامرة وليدعوها لأن تتأدب وتتعقل وتعرف حجمها ازاء اسيادها ، وان لا تقترب وتنافس الاخر بما هو مهيمن فيه وتبحث لنفسها عن موقع  يرتضيه لها صاحب العصى الغليضة في دورة الاقتصاد العالمي ، وتنسى انها محتلة او مستلبة وبالتالي  تكن  وتستكين وتندمج في مشروع (الليبرالية العالمي) لتطور من قدراتها الوظيفية في خدمة مشاريع المحررين الجدد . ان قلب الحقائق بتلبيس شعوبنا و التيارات القومية والاسلامية  المنطق الجيني للصدام مع ما اسماه السيد خالد شوكات وبكل لطافة ( الموضوع الدولي والغربي) ، هي محاولة ليست بجديدة لأنكار وتبسيط  وتسفيه طبيعة الصراع  واهدافه ،  وطبيعة المشروع الذي يدعو له ومراميه ، فهو في الوقت الذي  يضع شعوبنا في موقع  البرابرة الجهلة الذين لايمتلكون مقومات التعاطي  الحضاري  مع اشكال هذا( المشروع الانقاذي) الا من خلال الصدام المستمر ، يتناسى عن  عمد  او قصور التاريخ الاستعماري والسياسي لطبيعة العلاقة وقانونها الذي حكم ويحكم بين دول الشقاء والغازين المستعمرين .  ماهية هذا المشروع الليبرالي العالمي
وللأجابة على هذا السؤال الذي ربما يدركه السيد خالد شوكات ، نشير الى ان الفكر الليبرالي كنتاج لمرحلة ونمط انتاج ، استدعى اضفاء جو من الحرية والانفتاح  على النشاط الفردي والمؤسساتي ، واطلاق العنان لدورة راس المال لتأخذ مداها عبر المنافسة  المطلوبة ، والذي بدوره عمل على زيادة وتيرة النمو الاقتصادي واضافت قيمٍ  جديدة له .
أي ان ولادة هذا الفكر السياسي  هي موضوعية في سياق التطور الطبيعي للمجتمعات الصناعية ، بعد ان افرزت الراسمالية قوانينها الخاصة وقيمها الاجتماعية والفكرية والسياسية. لقد سبقت الليبرالية كفكر سياسي لمرحلة التنافس الراسمالي الحر وبديمقراطيته الواسعة ، سبقتها ديمقراطية البرجوازية بهوامشها المحدودة ، وهي الولادة السياسية الاولى للنظام البرجوازي الاوربي ، والتي اتسعت افقها طبيعيآ مع التوسع لنمط الانتاج وتمركزه ، وانتجت بدورها فكرها السياسي المتلائم مع طبيعة سيادة هذا النمط من علاقات الانتاج ، لتتيح فيما بعد لنمط اوسع واشمل من الديمقراطية الليبرالية التي تحقق الحرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطلوبة ، والمولودة طبيعيا لتلبي حاجات المجتمع ،  فأين هي مجتمعاتنا من هذا النمو الطبيعي المتطور الذي يفرز نمطآ انتاجيآ معينآ ،  ليبرر بدوره الحاجة الى ليبرالية منفتحة تلبي متطلبات مرحلتها فأذا نظرنا الى مجتمعاتنا وبلداننا فأنها لازالت تعاني من تشوه بنيتها الاقتصادية والاجتماعية كنتيجة طبيعية لنظام الاعاقة والتخلف الخارجي الذي فرض عليها ،  مترافقآ بقمع  سياسي وفكري وجسدي لأنظمة حكمٍ منصبة وتابعة ، مارست التعويق الداخلي للحركة الشعبية وتياراتها بتحقيق طموحاتها في الحرية والتحرر ، وصادرت كل عناصر التنمية المرجوة  اجتماعيآ واقتصاديآ ، وبتعضيد ودعم استعماري  لضمان استمرار بقاءها .
وبعد ان نجحت حركة بعض التيارات الوطنية العسكرية والمدنية  في اقامة انظمة حكم وطنية في بعض البلدان ، استبشرت فيها شعوبنا بمستقبل افضل ، في هامش الحرية والتحرر والتنمية ، فحوصرت وتعرضت لأساليب العوق الخارجي ، لأجبارها على التراجع والانخراط في قطيع التبعية ، شاءت ام ابت ،  بالضغط او بالغزو. اشكالية نمط التفكير والتصادم
ان قرع طبول الليبرالية ومشروعها العالمي كما يسميه السيد خالد شوكات والموجهة بشكل خاص لمجتمعاتنا ، يتناقض مع ضروراتها الاقتصادية والاجتماعية  في بلداننا ، ويشير بشكل ساطع الى اهداف هذه الدعوات التي تترافق مع الغزو والاحتلال وتتناغم مع متطلبات العولمة الامريكية (وليس العولمة الانسانية) في اعاقة شعوبنا من تشكيل وصياغة ثقافتها وتطورها ، انها نظام السلوك السياسي المتبرقع بالليبرالية والديمقراطية ، انها ديمقراطية عصابات السياسة والنهب الموجهة بالاساس لدول المحيط الجغرافي بأسرائيل ومجتمعات النفط العربية. ان النظر بسطحية الى العروبة  من خلال تداعيات الانظمة الاستبدادية والوراثية ولبوسها القومية والدينية ، وكذلك النظر الى الاسلام من خلال بعض ظواهر الاسلام السياسي واطره وممارساته ، والخلط المتعمد مع الارث الروحي والحضاري والثقافي والنضالي ، وما تمتلكه شعوبنا من قدراتها الخاصة ،  هو طرح متعمد يبغي التشويه والتظليل والتعمية  للوصول بنا ، كما يريد السيد خالد شوكات الى نبذ خصوصيتنا ، وهي عندنا حالة سوية كما عند المجتمعات الاخرى ، ويدعونا للتخلي عن رفع الصوت الاحتجاجي او المقاوم  ولندخل في تجريبية القبول المقترحة من قبله ، والاستكانة امام الاحتلال ومنحه فرصة اللعب بمصائر الاخرين كما  يستشهد في حالة العراق ، ويدعو الى التخلى عن نمطية التفكير المعارض والعقلية التصادمية ، ليتسنى التحاقنا بمشروعه الوهمي ، متناسيا اننا نمتلك قدراتنا على صوغ طريقنا الديمقراطي الوطني المتفاعل مع المحيط الانساني بمختلف انظمته والقادر على فتح المجا ل الحيوي لبدايات التكامل الاقتصادي والاجتماعي لشعوبنا ، والذي يوسع الافاق الرحبة للتفاعل الانساني.   جميل ان يتساءل السيد شوكات ، فيما اذا كان بمقدور العرب تجريب منطق اخر للتحليل السياسي ولو لمرة واحدة ، فيما يخص القضية العراقية ، عبر نحت تجربة مميزة كما فعل اليابانيون والالمان والكوريون … ، فرغم ان مقاربة ومقارنة شوكات  تتعارض في اسسها الموضوعية والتاريخية ، فقد تناسى السيد شوكات ان هذه البلدان لاتمتلك مصدر الطاقة المغري ونسي انها دعمت بمشروع مارشال من اجل المواجهة المقبلة مع القطب الصاعد (الاتحاد السوفيتي)  وعناصره الجغرافية في اوربا واسيا . لم يعد العرب والمسلمون فقط ينظرون الى منظومة الافكار والسياسات الامبريالية كتهديد جدي لثقافتهم وخصائصهم واستلاب حريتهم ونهب مواردهم ، فهاهي بلدان اوربية  ومكونات غربية وتيارات سياسية واسعة غربية وامريكية ، وكذلك بلدان من مختلف القارات ترفض وتقاوم هذا النهج السياسي والعسكري للطغمة الامريكية ، وهاهي بعض دول امريكا اللاتينية تتحدى وبقوة عنجهية النهج الامريكي من خلال ديمقراطياتها الوطنية الغير معلبة او المتبرقعة (بديمقراطية) ونهج الطغمة الفاشية ، والتي افرزت حكومات وطنية النهج والطموح ، قوية بشعبها ، رافضة الرضوخ للاستغلال والتبعية.
لقد عبر الرئيس البوليفي المنتخب افضل تعبير عن وطنية النهج والتفاعل الايجابي مع المحيط الدولي ، عندما اشار ، لايوجد شئ نتعلمه من امريكا في مجال حقوق الانسان والديمقراطية ! وفي الوقت الذي  يصر السيد شوكات وغيره من من دعاة الليبرالية الامريكية ومشروعها الموجه لمنطقتنا ، على ديمقراطية ليبراليتهم المفروضة بقوة الاحتلال والخنق ، والمرتبطة بتوجهات مشروع قوة دولية وطغمة وحشية ، سعت وعملت وتسعى الى اعاقة المشاريع الوطنية الديمقراطية لمجتمعاتنا ، فأن العديد من اقطاب السياسة ، ومن رحم هذا النظام الامريكي ، قد سخروا من مشروع الادارة هذا ومن مجمل النهج المتبع للادارة المتصهينة ، لقد قال السيد (بريجينسكي) مستشار الامن القومي السابق في لقاء مع الفضائية العربية يوم 13/1 ( ان الديمقراطيات والاصلاحات يجب ان تنبع من هذه البلدان بدون فرض او قوة ) .
فهل الأقوم لنا نهج (التحرير) الليبرالي ، نهج الاغتراب والنهب والتدمير ، وتحقير وتسفيه الموروث الحضاري والثقافي والاجتماعي لشعوبنا ؟
ام النهج النهضوي والانمائي الوطني الديمقراطي العادل ، الذي يستأنف مسيرة النضال التحرري الانساني  بمنجزاتها وخبراتها وتجاربها الوطنية والاقليمية والاممية التي تقطعها كل مرة سياسات الهيمنة الامبريالية المركزة باقنعتها المتجددة والعازمة على رفع فواصل الاستعباد الداخلي عن الخارجي لتوحد عالمها تحت ناموسية شفافة خارقة القوة ، فلا حدود للجشع ما دام امبراطور السادة  واحد ، في هذا العالم فهو مهيئ ليستعبد العقول قبل الابدان لما له من قدرة على الادهاش التي منحته اياه آلهة راس المال الفلكي ، وما يترتب على ذلك من حقوق مكتسبة يجب ان يخضع لها القريب والبعيد ،  لكن الشعوب لن تتنازل عن  منجزاتها ومكاسبها التي حققتها بنضال قاسي ومتفاني وبتضحيات جبارة سوف لن تذهب هباءا  منثورا ، وانها لن تستسلم للبربرية المخملية التي ستنهار حتما تحت ضربات وصرخات الحرية القادمة لا محال  .
شبكة البصرة الاثنين 16 ذو الحجة 1426 / 16 كانون الثاني 2006 يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
(المصدر: شبكة البصرة يوم  الاثنين 16 ذو الحجة 1426 / 16 كانون الثاني  2006  )

 

هدية الدكتور خالد شوكات الى الحوار نت

www.alhiwar.net  

السيد مالك موقع « الحوار.نت »
تحية، وبعد:
يهمني إبلاغكم بأنني قد بدأت اليوم في اتخاذ اجراءات مقاضاة موقعكم باعتباركم ناشرا لنص المدعو (غير المعروف) عبد الحق، المعنون بـ » ردا على خالد شوكات: على خطى عبد العزيز الجريدي والعفيف الأخضر »، والمنشور يوم أمس 6 أوت 2006.
كما سأقاضي أيضا كاتب النص رغم أنه مجهول الهوية، حيث ستكونون ملزمين قانونيا بالكشف عن هويته.
وسيقوم محامي في ألمانيا هذا الأسبوع بتوجيه العديد من التهم لموقعكم من بينها:
– السب والقذف العلني في حق مواطن أوربي – الإساءة لسمعة وشرف مواطن أوربي – الترويج لأكاذيب تحط من قيمة مواطن أوربي – الترويج لأفكار وأكاذيب تحرض على الكراهية – الترويج لأفكار وأكاذيب تحض على القتل.
وإذ أقوم بإعلامكم فإنني آمل أن يكون السيد عبد الحق مستعدا لتقديم أدلته للقضاء الألماني، ليثبت صحة مزاعمه وإدعاءاته، وحتى تخففوا من مسؤوليتكم في نشر نص مسف لا يليق بموقع محترم نشره.
كما أبلغكم أيضا بأنني سأطالبكم بجبر الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بي جراء النص المسف المذكور. وسيقوم جهاز الشرطة الألماني المتخصص في جرائم الانترنت بالاتصال بكم قريبا.
مع فائق الاحترام د.خالد شوكات
 
(المصدر: مراسلة من المشرف على موقع الوار نت بتاريخ 7 أوت 2006)
 


 
عائـــــــــــــــدون…  
 
افتتاحية الوسط التونسية-الطاهر العبيدي: http://www.tunisalwasat.com

الطفولة هي السفينة والقبطان والمجداف، هي رمز للخلق والإبداع، هي التنوير والتعمير والتبشير بغد يبشر بتجدّد الدماء، وتجدّد الوعي وتواصل الأجيال وبناء الجسور، والاستنهاض من تحت الإسمنت المنثور.. تصطدم الكلمات هنا على الورق، وتحتاج اللغة المعدنية إلى عملية تهوئة، تتصلب شرايين المفردات وهي تبحث في قاموس الطفولة، عن بقايا شعاع أمل أمام جدار الصمت اللغوي، وأمام جدار الفصل الاصطناعي، وأمام أنظمة منع التجول الفكري، ليكون المشهد مأزقا أمميا، حين تصبح الطفولة هدفا للتدمير العشوائي، وفريسة للقصف « الذكي »، والتدمير المنهجي، ليتحول الإنسان المدني، إلى كائن حجري، تتجمّد فيه قيم العقل وقيم العدل وقيم النضج الإنساني، لتستيقظ فيه براكين الحقد العدمي، وبشاعة الجرم العبثي، وعدم الفصل بين من يحمل بندقية ومن يحمل لعبة يدوية، لتكون المجزرة تلو المجزرة، وبينهما أطفال أجسادهم تحت الركام مبعثرة، على حدود أنظمة مقوّسة الظهر متفرّجة… ففي الوقت الذي ينعم فيه أطفال العالم بالبحر والعطل الصيفية، تنهمر القنابل العنقودية، لتقصف الطفولة البريئة في « قانا، وصيدا، وبعلبك… » وغيرها من مدن الوجع العربي، في الزمن الانكساري والجرم الإنساني… أطفال العالم يتمتعون بحرارة شمس الصيف في المصائف والمضائف والغابات والشواطئ، وأطفال لبنان هناك مشرّدون في الحدائق في العراء هائمون، في الشوارع قابعون، في المدارس مكدّسون، في الملاجئ مبعثرون، في الجوامع في الكنائس في الإدارات في الساحات مبعثرون، يحلمون بسقف بيت، يحميهم من لسعات القيظ والحر، وزاوية ينشرون فيها لعبهم الطفولية، بعيدا عن روائح اللحم البشري المشوي، وغبار البيوت المهدّمة، والجسور المحطمة، والمباني المدمّرة، والأجساد المقطعة، والأحلام المفتتة، ومشاهد الصور المرعبة… أطفال العالم في البحار والمسابح يستجمّون، وأطفال لبنان جياع هناك، لا خبز لا حليب ولا حلوى ولا دواء، وسبات تسكنه كوابيس وبكاء، وعيونهم معلقة في سماء لا تمطر سوى عناقيد الموت والدمار، وأرضا تشتعل تحت سعال القذائف والدبابات… أجساد غضّه أنهكتها أزيز الطائرات، وقصف المدفعيات، وقعقعة الصواريخ العابرة للحدود والممّرات، وحديث الحرب وصفارات الإنذار، وولولة سيارات الإسعاف، والنيران المشتعلة في الأشجار والأحجار والبيوت والأجسام… تلك هي بعض مشاهد واقع الدمار، من حرب مسعورة، تحاول قصف أحلام طفولة لبنان، تريد أن تسطو على براءة الأطفال، لتكون الصورة أطفالا من مختلف الأعمار، يتوسدون الانتظار، يترقبون انقشاع السماء ليعودوا إلى مواطنهم هناك، ليرسموا على كراساتاهم المنهكة بقلم رصاص، بعض النداءات أو بعض البلاغات، أو بعض الكلمات منادين:  » يا أهالينا في موقع الوسط التونسية هناك، يا أحبابنا وأصدقائنا في تونس نيوز، ونواة  والخضراء، والبلاد و…، وكل المواقع والمنابر التونسية الشريفة التي تحترم الرأي والرأي المضاد، وتحاول بناء العقل، وزرع الفعل الحضاري، وبذر قيم الدفاع عن العرض والأرض وتثوير الضمير، يا كل هؤلاء المستيقظين في زمن السبات، وزمن الفتات، وزمن النعاس وزمن السعير، يا كل هؤلاء، يا موقع الوسط التونسية، يا هذا المنبر الذي لا يعني الجلوس في المنطقة الوسطى، ما بين الفعل والتنظير، ما بين النص والتحرير، ما بين الكلام والتحليل، ولكنه يسعى أن يكون شاهدا على العصر، محتضنا لهموم ومتاعب الإنسان، بعيدا عن المربّعات الجغرافية والحدود الإقليمية، يا ذا الموقع الذي يرفض أن يكون تكرارا لهزائم العقل العربي، واجترارا للتحنط الإعلامي، ولا يروم الركود في نفس المكان وفي نفس الزمان وفي نفس الخطاب، يا ذاك الموقع المحتضن لأرض الآباء والأجداد، من أجل حصد الأعشاب الطفيلية وزرع نبات المعرفة وثقافة الحوار الجاد، من لبنان الكرامة والفداء نحن أطفال صغار خارجون للتو من رحم الركام، نرسم على جبين التاريخ سمفونية الصمود والتحدي ومقاومة الاحتلال… يا أهالينا في الوسط التونسية، نحن أطفال  » صيدا، ومارون الراس، وقانا المكررة، وبيروت، والجنوب، والبقاع، وكل أطفال لبنان نقول لكم أننا عائدون، عائدون، رغم القصف عائدون، رغم اللهيب عائدون، رغم التدمير عائدون، فما عاد ألامس يشبه اليوم، ولا بقي التاريخ جامدا كما كان منذ سنين، فقد انتفض لبنان الإرادة على العقل العربي المهزوم، ورسم ملامح التغيير وعناوين الصمود وعدم الانحناء… إننا عائدون، وعبركم نقول أن التاريخ لا يصنعه المتخاذلون، وأن التغيير لا ينجزه المترددون.. إننا يا أحبائنا عائدون، عائدون للبناء والتعمير، والقطع مع عهود القمم الجدباء، والخطب الجوفاء، والحلول الحدباء…إننا عائدون، عائدون… *نشر نص افتتاحية عائدون على الوسط التونسيةhttp://www.tunisalwasat.com بتاريخ 8 اوت 2006-14 رجب 1427 هجرية.


العرب يصبون الزيت علي النار

من المؤلم حقا ان تصريحات بعض قادة الانظمة العربية المهزومة تدين فيها المقاومة الاسلامية من فلسطين ولبنان هؤلاء هم الذين مولوا الحرب لغزو العراق وهم الذين اداروا وجوههم عن القدس الي البيت الابيض.
اما عن دور الدول العربية العظمي فينحصر في الحياد والوساطة عوض المؤازرة والمواجهة. فرغم الخسائر البشرية التي تجعل قلوبنا تقطر دما وتفتت والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، فان المعادلة قد تغيرت، الحرب طالت مستوطنات الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والخسائر طالت العدو بشريا وعمرانيا والعمليات العسكرية النوعية لابطال المقاومة الاسلامية هزت كبرياء وعلو آلة الدمار الصهيونية.
ومن انجازات هذه الحرب ايضا انها اذابت الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة واكثر من مليار مسلم يحيون صمود ابطال حزب الله وعلي رأسهم صلاح الدين وسماحة السيد حسن نصر الله. اما الذين مازالوا يراهنون عن المجتمع الدولي والغرب فقد انكشف لديهم قبح الحضارة الغربية وكيف انها تدمر الانسان ومكونات حياته في غزة ولبنان، لبنان الحضارة والتعدد. لبنان سينهض ان شاء الله بفضل وعي شعبه وسيخرج منتصرا بعون الله، وسوف يشهد له التاريخ كيف انه نجح في فرض ارادته علي العدو الصهيوني رغم محدودية امكاناته.
محمد فتحي السقا تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 أوت 2006)


امريكا عدوتنا تماما كما اسرائيل
اثبت العدوان الاسرائيلي الاخير علي لبنان للعيان درجة ارتباط هذا الكيان بالولايات المتحدة الامريكية فبتسخيرها لاحدث ما تمتلكه الآلة العسكرية من الات ومعدات بغرض مهاجمة ميليشيا عسكرية حزبية، لا تمتلك من السلاح سوي بعض صواريخ الكاتيوشا ولكن جنودها ومقاتليها مشحونين عقائديا ومعنويا، بما يستحيل هزمها او التخلص منها بسهولة، تلعب اسرائيل ذلك الدور الذي تعودت القيام به، تنفيذ سياسة الولايات المتحدة بالادوات العسكرية فيما تعجز عنه سياسيا ودبلوماسيا.
فمنذ تركز اهتمام امريكا بلبنان في السنوات الاخيرة وبحثها عن صيغ ممكنة لاعادة ترتيب الوضع في ذلك البلد (اخراج سورية واضعافها، تغيير المشهد السياسي وتضخيم دور بعض الوجوه والقيادات الثانوية فيهم من ساهم في تخريب لبنان اثناء الحرب الاهلية). وهو ما يفترض تحييد اي قوة من شأنها ان تقف كحاجز امام القيام بهذه المهمة. ويمكن القول بان امريكا نجحت فيه نسبيا، عدا وجود حزب الله وروابطه مع سورية وايران وهو من شأنه ان ينغص من احلام امريكا في السيطرة علي لبنان.
ذلك انه ورغم الضغوطات المتعاظمة، وجر الدول الكبري اضافة الي مجلس الامن، وبعض القوي السياسية في لبنان، الي جانب صف الولايات المتحدة، من أجل تهميش وزن حزب الله والقضاء عليه تدريجيا. فانها عجزت الي اليوم، عن الوصول الي هذا الهدف. ومن هنا يأتي دور اسرائيل، لتوظف الاسلحة الفتاكة، امريكية الصنع والتمويل، من أجل لعب هذا الدور البديل. بما يكفل علي امريكا عناء التدخل العسكري واستتباعاته وهي الغارقة في اكثر من مستنقع في العالم.
سفيان الشورابي تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 أوت 2006)
 

تمنيت لو يبادلوننا مبارك بشافاز
محمد حماد نائب رئيس تحبري العربي 
ـ والله العظيم تمنيت من كل قلبي أن يكون الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز رئيسا لمصر، تمنيت ذلك مرتين في يوم واحد، مرة حين أعلن الرئيس الفنزويلي في خطاب متلفز أنه سحب السفير الفنزويلي من اسرائيل احتجاجا علي العدوان الاسرائيلي الهمجي علي لبنان، والمرة الثانية عندما جلست أستمع اليه في حواره مع فضائية الجزيرة تمنيت أن يكون الرئيس الوحيد الذي استطاع أن يقول لا للعدوان الاسرائيلي وللتواطؤ الأمريكي رئيسا لبلدي بدلا من هؤلاء الذين لم يحركوا ساكنا غير الكلام عن المغامرات وعن قلة الحيلة التي أصبحت سياسة ثابتة لهم عند كل الملمات!
تمنيت أن أكون مواطنا في دولة علي رأسها شافيز وهو يقول لو أن الوطن العربي موحد ما كان لمثل هذا العدوان أن يقع، وان وقع ما كان له أن يستمر! هتفت له: فيفا شافيز .
ولأني أعرف أن الرؤساء مثل شافيز قليلون فقد تمنيت أن تجري عملية مبادلة رئاسية بيننا وبين فنزويلا، وسرعان ما عدت لأسأل نفسي: ما ذنبهم الفنزويليين الذين انتخبوا رئيسهم بملء ارادتهم مرتين، وما أظن نفسي شريرا الي الدرجة التي تجعلني أطالب هؤلاء الذين دافعوا عن بقاء رئيسهم في الحكم بمبادلة رئاسية، ان لم تضرهم فهي لن تنفعهم في شيء وخاصة أنهم جربوا رئيسهم وعرفوه وانتخبوه ودافعوا عنه بأرواحهم، وأننا جربنا رئيسنا بدون انتخابات من اياها لمدة السنة الماضية فقط، ولا شك عندي في أن ظلم المبادلة واضح للمصريين فادح للفنزويليين! عندما انتهت المقابلة مع شافيز وجدتني أهتف من أعماقي لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون فنزويليا .
من تقرير حسن كروم بالقدس العربي8-8-2006 انتفضوا ياعرب
ورسالة أخري من الطبيبة غادة حسين قالت فيها: لماذا لا نكون قوة يهابها العالم ويعمل لها ألف حساب؟ لماذا لا نؤثر علي اقتصاد أمريكا والعالم كله بما نملكه من ثروات لا تحصي ولا تعد؟ ياعرب كفانا ذلا ومهانة، لماذا لا نعتمد علي أنفسنا ونكون اتحادا عربيا وعملة عربية واحدة وتقويما عربيا واحدا وسوقا عربية مشتركة؟! هبوا ياعرب، انتفضوا، فما حدث في العراق سيحدث لكل الدول العربية، لكن بمراحل وأساليب وأسباب مختلفة، فأمريكا تقضي علي دولة وتتسلم الأخري
من تقرير حسن كروم بالقدس العربي8-8-2006 الحكام العرب
        نورالهدى زكي:صحيفة العربي
كونوا رجالا ليوم واحد قالها للحكام العرب السيد حسن نصر الله، كانت العبارة مرة ولكن مرارتها لم تصل الي حلوقهم، ولم تلامس العبارة حتي آذانهم لم يسمعوها من الأصل، أو ربما سمعوها وأثارت ضحكاتهم الساخرة من هذا السيد الذي يتحدث عن الرجولة، فالرجولة كلمة غريبة ليس لها معني في قاموس حياتهم، ولا تثير أية مشاعر بالنقص لديهم، هم هكذا، ليسوا رجالا، هم هكذا ولدتهم أمهاتهم مشكوك فيهم، لا يغضبون أبدا ولا يتهورون ولا يثورون أبدا ولا تلمح في وجوههم علامات رد الفعل أو الرغبة في الثأر أو حتي الانفعال من أجل الكرامة والوطن والشرف والدين والوطن والأرض والزوجة والابنة والعجوز، هم هكذا لا يتطهرون أبدا، واعتقدوا في البداية أن الحرب لن تأخذ أكثر من أيام تعد علي أصبع اليد الواحدة، بعدها سوف تأتي اسرائيل بسماحة السيد ورجاله من غرف النوم أو غرف العمليات وتعرضهم علي شاشات التلفزيون ليتفرج عليهم العالم، اعتقدوا أنها أيام قلائل ويلقي هذا السيد الذي ليس منهم والذي يذكرهم دائما بأنهم ليسوا رجالا نفس مصير الرئيس العراقي الذي أخرجوه من الحفرة وراحوا يفتشون في رأسه وأسنانه، اعتقدوا انها أيام وسيكون السيد فرجة العالم كله، وسيتخلصون هم من صداعه الي الابد، ويستعدون لمرحلة ما بعد الصداع أو ما بعد الصراع، مرحلة الشرق الأوسط الكبير، هم مستعدون لدور الخدم والعبيد، وهم أنواع، نوع منهم سيخدم علي كرسي يصرفه السادة في تل أبيب لذوي الحاجات والعاهات ونوع منهم سيخدم في جيوش أعدت للتصوير والاستعراض، ونوع سيخدم في شركات ومصانع تسير حسب خطة السادة في أمريكا، ونوع سيخدم في صحف ومحطات اعلام تجعل العقل العربي عجينة طيعة في أيدي الخدم، وتجعل من الخدم والعبيد بهلوانات حركها سفراء معتمدون في العواصم التي كانت عربية
من تقرير حسن كروم -القدس العربي8-8-2006

 

دعـــــــوة  حلقة نقاش

ينظم المركز المغاربي للبحوث والترجمة ندوة حول كتاب:

العراق: سياقات الوحدة والانقسام المؤلف: المؤرخ والأكاديمي العربي الدكتور بشير نافع  

يحاول الكاتب تقديم نص علمي يتناول القضايا المطروحة حول تاريخ العراق وشعبه، ودراسة جذور التنوع الإسلامي الطائفي في العراق، وتاريخ العلاقة بين السنة والشيعة. عمل المؤلف على إلقاء بعض الضوء على وضع الطائفة في المجال الإسلامي العراقي، ورؤية المسلمين السنة والشيعة لبعضهما البعض، وعلى حقيقة التصور السائد لعراق منقسم بين جنوب شيعي ووسط وشمال سني. والكتاب قراءة في تاريخ تكون الهويات موضوع الجدل في عراق مطلع القرن الحادي والعشرين، وفي السياقات التاريخية التي ولدت قوى الوحدة والانقسام في تاريخ العراق. وسيقدم الكاتب عرضا لأهم محاور الكتاب، يشفع بنقاش حوله في إطار أكاديمي، من أجل فهم أعمق للوضع العراقي المعتمل اليوم بأحداث وتحولات ساخنة.   التاريخ: الجمعة 11 آب (أغسطس) 2006 ، على الساعة 18 مساء.   المكان: Ealing Town Hall المدخل الرئيسي   أقرب محطة قطار: Ealing Broadway Sation (Central line, District Line)    موقف السيارات متوفر مجانا   المركز المغاربي للبحوث والترجمة جلال ورغي


على هامش الجلسة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم

تكريم مغشوش وعكاظيات مدسوسة وتدليس مفضوح

التكريم الذي دأبت عليه الجامعة التونسية لكرة القدم لمن خدموا هذه اللعبة نصفق له.. ونحييه لانه ينطوي عن اعتراف الا ان التحية تصبح مضاعفة لو اقامته الجامعة في مناسبة اخرى غير الجلسة العامة حتى تعفي نفسها من التعاليق البريئة والملفوفة.. لانه بان وضوح الشمس في وضح النهار ان التكريم لا يشمل الا من يساهم في تلميع الصورة وجلب الاصوات.. وهو بالتالي حملة انتخابية تحت غطاء التكريم.. وعليه يصبح هذا الامر عبثا.    وهذا غير معقول ومرفوض.. والامل ان نرى سلطة الاشراف تتصدى لهذه الظاهرة التي ماانفكت تستشري في اكثر من جامعة.   والجلسة العامة كشفت لنا اكثر من سلبية اخرى فاذا كانت الحملات الانتخابية  مشروعة فان التدليس وانتحال الصفة مرفوض اصلا وشكلا.. فهناك من رأيناه يكدس التفويضات ليصوت باسم اكثر من فريق.. وهناك من تحدث جهرا باسم فريق لا ينتمي له اصلا.. ومن كان في المنصة يدرك جيدا ان هذا المتحدث لا يمت لذلك الفريق بصلة بعيدة كانت او قريبة.   وحتى نسد هذا الباب نهائيا في رأينا ان لا نبيح مستقبلا حضور الجلسات الهامة الا لرؤساء الاندية او الكتاب العامين ولا أحد غيرهم.. واذ راى من بيده القرار عكس ذلك ومواصلة العمل بالتقليد الحالي فانه لا بد من تجهيز ادارة الجلسة العامة بعزائم هيئات كل الاندية والجمعيات المنضوية تحت لواء الجامعة المعنية والتثبت فعليا من وجود اسم صاحب التفويض من عدمه في الهيئة.. لاننا واكبنا في جلسة جامعة كرة القدم مسرحيات اجاد اصحابها تضمينها بالعكاظيات التي ظنوها مديحا لكن ما ادى اليها من تفويض وهمي جعل مضمونها قبيحا.   والامل ان نسد مستقبلا ابواب القبح وما لف لفه من تطفل.. ورغبة في البروز على حساب مصداقية هياكلنا الرياضية.   الطاهر ساسي   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 8 أوت 2006  )
 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.