في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNWS 11ème année, N°4032 du 07.06.2011
archives : www.tunisnews.net
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
تابعوا جديدأخبار تونس نيوز على الفايس بوك
http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141
تشييع 5 جنازات.. والقبض على 108 أشخاص ـ عاد الهدوء بشكل واضح أمس الى مدينة المتلوي بعد الأحداث الدامية التي عاشت على وقعها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع المنقضي حيث بدت الحركة عادية صباح امس وقد لمسنا في هذا الإطار تعزيزات امنية مكثفة في اهم الشوارع والشرايين المؤدية الى احياء المدينة كما في محيط عدد من المؤسسات العمومية. هذا وقد تم امس تشييع جثامين 5 من ضحايا الأحداث الدامية الى مقبرتي الطرابلسية والربيعي وذلك بحضور مئات المواطنين.
وفي سياق متصل لهذه الأحداث التي هزت مدينة المتلوي خلال الأيام الأخيرة نشير إلى ان حملة التمشيط التي نفذتها احدى الفرق الأمنية المختصة قد افضت الى ايقاف 65 من الضالعين في الأحداث الأخيرة ليرتفع بذلك عددهم الى 108 وذلك طبقا لمصدر قضائي جهوي فيما تم كذلك حجز عدد من بنادق الصيد وبعض الوسائل الأخرى المستعملة في ذات الأحداث.. إضافة الى ذلك تجندت عدة هيئات ومنظمات في سبيل فض النزاع القائم بين الشقين المتخاصمين وذلك عبر الإتصال المباشر ببعض الرموز والأشخاص المنتمين لكلا الجانبين، فضلا عن الدور الكبير الذي ما انفكت تقوم بها الإذاعة الجهوية بقفصة من خلال الومضات التحسيسية والتدخلات المباشرة من قبل مجموعة هامة من المواطنين يمثلون شتى الشرائح والمناطق دعوا فيها الأطراف المتنازعة الى ضرورة تحكيم العقل ونبذ التفرقة والكراهية بين متساكني مدينة المتلوي.
رؤوف العياري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جوان 2011)
أصدرت نقابات الشرطة و الحرس و الديوانة بقفصة بيانا مشتركا أمس الاثنين حملت فيه مسؤولية الأحداث الأخيرة التي حدثت في مدينة المتلوي والتي تسببت في عشرات القتلى والجرحى عقب نزاعات عروشية بين الأهالي اُستعملت فيها البنادق والأسلحة البيضاء إلى وزارة الداخلية والحكومة المؤقتة وذلك لعدم مبادرتها بإصدار أوامر مباشرة و صريحة لأعوان الأمن والحرس بالتدخل لفض الخلافات منذ البداية.
ودعت النقابات المذكورة مكونات المجتمع المدني إلى مساندتهم في تنفيذ الوقفة الاحتجاجية اليوم الثلاثاء أمام منطقة الشرطة و الحرس من أجل تفعيل دور قوات الأمن في حماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين نهاية السنة الدراسية و الجامعية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 07 جوان 2011)
<
تونس, تونس, 7 (UPI) — حصل ضباط وعناصر الأمن التونسي على ترخيص قانوني لإنشاء نقابة لهم كانوا قد أعلنوا عن تأسيسها تحت إسم « النقابة الوطنية الموحدة لقوات الأمن الداخلي »، لتكون بذلك أول نقابة للمنتمين إلى سلك الأمن في تونس والمنطقة العربية. ويرأس هذه النقابة الجديدة عبد الحميد جراي، بينما سيتولى عماد الحناشي منصب الناطق الرسمي باسمها، وذلك في سابقة قوبلت بارتياح ضباط وعناصر الأمن التونسي الذين إهتزت صورتهم كثيرا بعد ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع بن علي. وتقول هذه النقابة إنها ستعمل من أجل الدفاع عن حقوق ضباط وأعوان الأمن ضمن إطار إحترام القانون والحرص على ضمان أمن البلاد، وخدمة المصلحة العامة. وكان ضباط وأعوان الأمن التونسي قد دخلوا بعد ثورة 14 يناير، في إضرابات عديدة عن العمل للإحتجاج على ظروف عملهم،كما طالبوا بتوفير التجهيزات اللازمة للقيام بمهمتهم. ويقدر عدد ضباط وأفراد الأمن التونسي بحسب وزير الداخلية التونسي السابق فرحات الراجحي بنحو 50 ألف موزعين بين أمن داخلي،وحرس وطني (درك)، وحماية مدينة (دفاع مدني). يشار إلى أن تونس كانت قبل ثورة 14 يناير تمنع وجود نقابات للأمن الوطني،وقد تبدل الوضع حاليا،حيث سُمح بالتعددية النقابية ما دفع إلى بروز العديد من المنظمات النقابية الجديدة منها « إتحاد عمال تونس »، و »الجامعة العامة المركزية للشغل »، ما ساهم في التأثير على قوة « الإتحاد العام التونسي للشغل » الذي كان يعد أكبر منظمة نقابية في البلاد.
(المصدر: وكالية يو بي أي يونايتد برس إنترناشيونال )بتاريخ 7جوان 2011)
<
يخوض عمال السياحة في جهة سوسة منذ أكثر من أسبوع تحركات احتجاجية بسبب صعوبة أوضاعهم الاجتماعية خاصة بعد تزايد حالات التوقف عن العمل التي طالت العديد من المؤسسات السياحية بالجهة , من ذلك دخولهم في اعتصام مفتوح منذ أكثر من أسبوع أمام مقر المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة وكذلك خروجهم في مسيرات يومية تجوب أهم شوارع المدينة للتحسيس بمعاناتهم ويطالب العمال أساسا بمنحة بطالة وتسريع إعادتهم إلى سوق الشغل إضافة إلى تحسين ظروف العمل في المنشات السياحية . إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يعبر عن مساندته اللامشروطة لعمال السياحة في جهة سوسة ولمطالبهم المشروعة ويأمل أن تجد حركتهم الاحتجاجية كل التجاوب من طرف الجهات المسؤولة كما يأمل المرصد أن يجد عمال السياحة بجهة سوسة المعتصمون من اجل حقوقهم كل أشكال التضامن والمساندة من كافة الهياكل النقابية ومنظمات المجتمع المدني في جهة سوسة وخارجها من اجل مزيد الضغط حتى ينال العمال كافة مطالبهم المشروعة .
عن المرصد المنسق محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux
<
ارتفعت نسبة بطالة حاملي الشهادات العليا في شهر ماي 2011 ، لتبلغ 48 بالمائة ، في ولاية سيدي بوزيد ، و 40 بالمائة في ولاية الكاف ، و ذلك حسب نتائج قدمت أمس بالعاصمة / عن دراسة حول » الاستثمار و التنمية الجهوية و التشغيل » ، أعدها مركز الدراسات الاقتصادية ، بالمعهد العربي لرؤساء المؤسسات بالتعاون مع مؤسسة » فريدتش نومان » . و بينت الدراسة ، أن نسبة التحضر في هذه المناطق ، في جدود 40 بالمائة في ولاية القصرين و 32 بالمائة في القيروان و 25 بالمائة في سيدي بوزيد. و حسب نفس المصادر / تتمثل العوامل الأساسية التي تعوق الاستثمار الجهوي هي قلة الحوافز التي تشجع على الانتصاب للحساب الخاص و هشاشة البنية الأساسية إلى جانب تحفظ البنوك في منح القروض.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ، بتاريخ 07 جوان 2011)
<
علمت » الصباح » ان المنذر ثابت الامين العام للحزب الاجتماعي التحرري قد مثل مساء امس امام قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بتونس من اجل التحقيق معه في خصوص ملابسات تسلمه مبلغ 50 الف دينار من الرئيس المخلوع. وقد تم سماع المنذر ثابت وأبقي بحالة سراح. كما علمت » الصباح » ان مديرا مساعدا باتصالات تونس قد مثل صباح أمس أمام قاضي التحقيق بالمكتب السادس بذات المحكمة.
وتعلقت الأبحاث بفساد مالي وابقي بحالة سراح.
خليل.ل
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جوان 2011)
<
تتابع الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بانشغال عميق ما شهدته المتلوي خلال نهاية الأسبوع المنقضي من أحداث أليمة ومفزعة أدت إلى مقتل احد عشر شخصا وجرح العشرات في مصادمات بين أهالي المدينة المنتمين إلى عرشين مختلفين .
إنّ الهيئة المديرة التي بقيت على اتصال منذ بداية الأحداث بمختلف الإطراف في المدينة وبالحكومة وخصوصا بالسادة الوزراء المعنيين باﻷمن لمطالبتهم بالعمل على وضع حدّ للاقتتال و الاعتداء على الأشخاص والممتلكات، تلح على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل فتح حوار جدّي للوقوف على المـلابسات التي أدت إلى هذه الكارثة وأسبابها ومسبّباتها وﻹيجاد حلول عاجلة لها ترضي جميع الأطراف وتعيد الوئام لأهالي المتلوي وتبعد شبح الفتنة الذي يتهدّد المنطقة.
وهي إذ تشيد بدور قوات الأمن من جيش وشرطة وحرس وطني في إعادة الهدوء إلى المدينة رغم الصعوبات التي واجهتها فإنها تطالب الحكومة بالقيام بكل ما يلزم لارساء الأمن فإنها تدعو إلى فتح تحقيق جدّي من أجل إظهار الحقيقة وتحديد المتسببن في الأحداث أمرا وتنفيذا وتتبعهم طبق ما يقتصيه القانون.
وفي اﻷخير فهي تطلب من جميع أهالي المتلوي التحلي بأقصى قدر من التعقل وتطالب فعاليات المجتمع المدني بمحاصرة كلّ ما من شأنه أن يزيد في الاحتقان وكل التصرفات التي تذهب في اتجاه التصعيد.
وتذكر الجميع أن احترام الحق في الحياة والسلامة الجسدية هو أسمى حقوق الإنسان وعلى الجميع العمل على احترامه ذلك أنّه ﻻ يمكن التذرّع بأية حجة ﻹنتهاكها.
عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي
<
انتظم يومي السبت والأحد الفارطين المؤتمر الأول للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعد الثورة، والثاني لهذا الهيكل الاعلامي بـ«جبة» النقابة..
هذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار «حرية الصحافة ضمانة أساسية للانتقال الديمقراطي» تخللته نقاشات ديمقراطية، شاب بعضها شيء من الحدة، وقد نادى الكثير من المتدخلين بضرورة محاسبة بعض الاعلاميين الذي أضروا بالقطاع، مطالبين بتولي المكتب الجديد اعداد قائمة سوداء تضم هؤلاء الاعلاميين، وكذلك الذين شاركوا في انقلاب 15 أوت 2009.. وقد تم ادراج هذا الطلب ضمن اللائحة العامة للمؤتمر.. تضييقات.. واستهجان
وقد تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، مع الملاحظ أن مجموع المبلغ المالي المتبقي بخزينة النقابة الى حد يوم 3 جوان 2011 بلغ 71.418,589 وذلك بعد أن بلغت المداخيل منذ 1 جانفي 2008 الى 3 جوان 2011: 244.253,542، في حين بلغت المصاريف في نفس الفترة 172.834,953..
وقد ورد في التقرير الأدبي الاشارة الى التضييقات من قبل أعوان الأمن التي يتعرض لها الصحفيون لدى قيامهم بمهامهم.. كما تضمن التقرير استهجانا للممارسات المخلة بالقوانين وميثاق شرف المهنة الصحفية وأخلاقياتها بعد اقدام بعض الجرائد الأسبوعية وجريدة يومية على نشر مقالات شتم وثلب وقذف في حق شخصيات وطنية بذكر أسمائها.. « انقلاب 2009 »
كما تمت ضمن التقرير الأدبي الاشارة الى «الانقلاب» على شرعية مكتب2008 المنتخب ديمقراطيا وكيفية إبعاد أعضائه عن موقعهم .. ولكن مع انطلاق الثورة الشعبية في أنحاء المدن التونسية عاد أعضاء المكتب الشرعيين الى ممارسة مهامهم، لتأكيد وقوف الاعلاميين والاعلاميات الى جانب أبناء الشعب في ثورته المشروعة من أجل الحرية والكرامة، فكانت تظاهرات المساندة للثورة، وكان إكبار لدور الشهداء، والدعوة لضرورة حرية الصحافة دون وصاية ولا املاءات مثلما كان في العهد البائد. المكتب الجديد
وقد أفرزت عملية الاقتراع عشية يوم الأحد الفارط عن انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للنقابة للفترة الممتدة من 2011 الى 2014 عن فوز:
سعيدة بوهلال (جريدة «الصباح») 204 أصوات ـ نجيبة الحمروني (مجلة الكوثر) 204 أصوات ـ زياد الهاني (جريدة الصحافة) 167 صوتا ـ سالمة الجلاصي (جريدة الشعب) 157 صوتا ـ احسان التركي (وكالة تونس افريقيا للأنباء) 122 صوتا ـ أيمن الرزقي (جريدة الطريق الجديد) 111 صوتا ـ منجي الخضراوي (جريدة الشروق) 107 أصوات ـ محمد بشير شكاكو (اذاعة المنستير) مائة وصوت واحد ـ ثامر الزغلامي (الاذاعة الثقافية) 94 صوتا ـ سيدة الهمامي (اذاعة موزاييك) 94 صوتا ـ عبد الرزاق الطبيب (التلفزة الوطنية) 94 صوتا ـ عادل البرينصي (جريدة الصحافة) 91 صوتا. مع الملاحظ أنه تم صعود ثامر الزغلامي الى المكتب التنفيذي رغم حصوله بمعية سيدة الهمامي وعبد الرزاق الطبيب على نفس عدد الأصوات، وذلك باعتباره الأكبر سنا. مسؤولية جسيمة
وتجدر الاشارة الى أن عدد الناخبين بلغ 454 صوتا منها 373 صوتا مصرحا به و81 بطاقة ملغاة.. وقد سجل المؤتمر ترشح 40 صحفيا من مختلف المؤسسات الاعلامية.
ولا بد من التأكيد على أن تونس، في هذا الظرف الانتقالي الحساس في حاجة الى طاقات كل أبنائها، ومسؤولية الاعلاميين كبيرة وجسيمة، ولا مجال للارتباك والتذبذب في اداء الصحفيين لدورهم في كنف الحرية والديمقراطية، ولا مجال للشك في أن للاعلام دورا مهما وأساسيا لبناء مجتمع ديمقراطي بحق لا تشوب حريته أية شائبة، والصحفيون اليوم مطالبون بمضاعفة مساعيهم والترفع عن الحسابات الضيقة، والدفع نحو مزيد توسيع مهام هيكلهم النقابي ليصبح اتحادا وطنيا للصحفيين التونسيين، بما يضمن لهم مجالات أكبر لفرض حرية الصحافة والدفاع عن حقوقهم المادية والمهنية والمعنوية، والارتقاء بأدائهم وتحقيق انجازات يصبون اليها للنهوض بمردودية القطاع، وتكريس حقهم في صحافة حرة لا تخضع للوصاية والتوصيات مهما كان مأتاها.
عمار النميري
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 7 جوان 2011)
<
م. م علمنا أنّ توزيع المسؤوليات في صلب المكتب التنفيذي الجديد للنقابة الوطنية للصحفيين الذي تم انتخابه يوم الأحد 6 جوان 2011، سيتم يوم الاثنين القادم 13 جوان وذلك لعدة اعتبارات لعل أهمها أن الرئيس المتخلي السيد ناجي البغوري تحوّل اليوم الاثنين إلى جينيف للحصول على الشارة الدواية لحماية الصحفيين من المنظمة الدولية لحماية الصحفيين وهي منظمة أممية وسيعود إلى تونس يوم الجمعة 10 جوان.
وستتولى السيدة سكينة عبد الصمد الكاتب العام للمكتب المتخلي إعداد الوثائق والملفات اللازمة لتمرير المشعل وتنصيب أعضاء المكتب الجديد.
وأفاد مصدر مطّلع أن رئاسة المكتب ستنحصر بين نجيبة الحمروني التي تحصّلت على أكبر عدد ممكن والتي تحظى بالإجماع حولها وزياد الهاني الذي له من الخبرة والتمرّس في العمل النقابي وأوضح مصدرنا أنّ عملية الرئاسة ومثلما جرت العادة تكون وفق الحصول على أكبر عدد من الأصوات وفي حالة تقدم عضو إلى الرئاسة يتم اللجوء إلى التصويت صلب الأعضاء التسعة المنتخبون. وتخوّف مصدرنا من إمكانية حصول صدام بين المترشحين على رئاسة النقابة على غرار ما حصل في المكتب السابق وهو ما قد يخلق انشقاق في صلب المكتب الجديد قد يؤثّر على سير عمل النقابة والتعهّد بالملفات العالقة.
وعلى صعيد آخر استغرب عدد كبير من الصحفيين الذين تحاورنا معهم بخصوص العدد الضعيف لعدد الناخبين (حوالي 400) والحال أن العدد الجملي للمؤتمرين فاق 980 مؤتمرا وبإمكانه التصويت، إذ أن صاحب الفائز الأول في عملية التصويت تحصّل على أكثر من 200 صوت وهو ما يعني أن عددا كبيرا من المؤتمرين لم يقوموا بالتصويت وغادروا المكان بسبب التأخير الكبير والغير المنطقي في احترام عملية التصويت والتي حسب البرنامج العام كان من المفروض أن تتم منذ الساعة العشرة صباحا لتصير على الساعة السادسة مساء وأفادنا أحد أعضاء المكتب الجديد للنقابة أنه خلال مؤتمر سنة 2014 قد ينعقد المؤتمر على ثلاثة أيام الجمعة والسبت والأحد وتخصيص يوم الأحد كاملا للتصويت.
(المصدر: موقع « المصدر » بتاريخ 6 جوان 2011)
1) محمد اللجمي: الرئيس الأول السابق لمحكمة التعقيب والمدير السابق للمصالح العدلية (متقاعد) 2) رياض بالقاضي : مدير الشؤون الجزائية بوزارة العدل 3) محمد العسكري: مستشار بديوان وزير العدل 4) الحبيب يوسف : الوكيل العام السابق لمحكمة الاستئناف بتونس( متقاعد ومحامي الآن) 5) محمود الجعيدي: رئيس المحكمة العقارية 6) سامية دولة: رئيس خلية بمركز الدراسات 7) جويدة قيقة : رئيس دائرة بمحكمة التعقيب سابقا عضوة بالمجلس الدستوري سابقا (متقاعدة) 8) محسن الجزيري: قاضي من الرتبة الثالثة ملحق بشركة اتصالات تونس 9) الحبيب بالشيخ : متفقد بوزارة العدل 10) آمال الوحشي: متفقد مساعد بوزارة العدل 11) مختار بالشيخ أحمد : قاضي متقاعد 12) شكري الماجري: رئيس المحكمة العسكرية بالكاف 13) يوسف الزغدودي : رئيس دائرة بمحكمة التعقيب 14) رضوان الوارثي : رئيس دائرة بمحكمة التعقيب 15) عامر بورورو: رئيس دائرة بمحكمة التعقيب 16) محمد الطاهر السليطي: رئيس دائرة بمحكمة التعقيب 17) عبد الكريم بن رمضان: وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بقفصة – نقل حديثا كمستشار بمحكمة للتعقيب- 18) محمود العكاري : الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمدنين – نقل حديثا كمستشار بمحكمة للتعقيب- 19) بلقاسم البراح : رئيس دائرة بمحكمة التعقيب نقل حديثا كمستشار بمحكمة للتعقيب 20) الشاذلي الغيلوفي: مستشار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل 21) رمضانة الرحالي: مستشارة بمحكمة التعقيب 22) منير صولة: مستشار بمحكمة التعقيب 23) رضا الطرابلسي: مستشار بمحكمة التعقيب 24) يوسف الزكري: مستشار بمحكمة التعقيب 25) المنذر بن صالح: مستشار بمحكمة التعقيب 26) الحبيب بن عيسى: مستشار بمحكمة التعقيب 27) ليلى الهمامي: مستشارة بمحكمة التعقيب 28) شكري الماجري: رئيس المحكمة العسكرية بالكاف 29) محمد الهادي الجويني : وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بباجة 30) رياض مبارك: وكيل الجمورية بالمحكمة الابتدائية بالكاف 31) طارق شكيوة: وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بمنوبة 32) بوبكر الطرابلسي: المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس 33) حاتم حفيظ: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 34) سالم بركة : نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس 35) ماجد بن عمار: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 36) محمد نصري: قاضي منفرد بالمحكمة الابتدائية بتونس 37) عمر اليحياوي: المساعد الأول لوكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية ببن عروس 38) عماد بن طالب علي: مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس 39) هندة الكتاري : مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 40) فوزية القمري: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية ببن عروس 41) سيف الله كمون: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 42) فيصل بن عامر: حاكم ناحية أريانة 43) عدنان الماطوسي: المساعد الأول لوكيل الجمهورية بباجة 44) الصادق الاعماري : مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس 45) عادل الأندلسي: المساعد الأول للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ببنزرت 46) محمد واصف جليل: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس2 47) الهادي مشعب: المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس2 48) فوزي الوسلاتي: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 49) علي البجاوي: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 50) ربيع عكاشة: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية ببنعروس 51) بلحسن بن عمر: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية ببنعروس 52) بوزكري حامد: مكلف بخطة مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد 53) مكرم المديوني: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 54) زهير بن عبد الله: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 55) بولبابة العثماني: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 56) علالة بالرحومة: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 57) علي قيقة : مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 58) نزار الشوك : المساعد الأول لوكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بزغوان 59) علي الدويري: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بقرمبالية 60) ابراهيم الغرياني: مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس 61) عماد بن عبد المجيد الرزقي: مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس 62) عبد الحكيم مباركي: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بقبلي 63) رياض اللواتي: مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس 64) محمد الزواوي: مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس 65) أنيس العمدوني : مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس 66) طارق السبعي: مساعد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بمنوبة 67) سميرة القابسي: رئيس المحكمة الابتدائية بتونس 2 68) حاتم الدشراوي : رئيس المحكمة الابتدائية ببن عروس 69) فائزة السنوسي: رئيس الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس 70) منيرة النحالي: وكيل رئيس ( الأسرة ) بالمحكمة الابتدائية بتونس 71) الطاهر اليفرني: رئيس الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس 72) جمال العبيدي : قاضي تحقيق أول بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 73) نازك كادة : مدع عام لدى محكمة التعقيب 74) خولة قويدر: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 75) مليكة المزاري: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 76) ماجدة الخروبي: وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس 77) أكرم المنكبي: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف ببنزرت 78) فتحي بن حسن: مستشار بمحكمة الاستئناف ببنزرت 79) علي الشورابي: وكيل رئيس المحكمة الابتدائية بزغوان 80) مصطفى الكعباشي: قاضي تحقيق أول بالمحكمة الابتدائية بتونس 81) الحبيب الغرياني: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 82) علي عواينية: قاضي الأطفال بالمحكمة الابتدائية بباجة 83) المختار المستيري: الوكيل الأول لرئيس المحكمة العقارية 84) جعفر الربعاوي: وكيل رئيس بالمحكمة العقارية بتونس 85) منير وردليتو: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 86) جمال الحاجي: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 87) محمد الصالح السبري : وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس2 88) الهذيلي المناعي: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 89) آسيا العياري: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 90) سعاد الشبار: وكيل رئيس بالمحكمة العقارية بتونس 91) نائلة الفقيه: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 92) ثريا بن منا: وكيل رئيس بالمحكمة العقارية بتونس 93) لسعد الشماخي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 94) عبد العزيز الذهيبي: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 95) نادرة اللومي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 96) روضة ساسي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 97) رياض الغربي: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 98) محمد النمري: مستشار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة 99) محمد بنور: رئيس الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل 100) وجدي الهذيلي: مستشار بمحكمة التعقيب 101) حامد المزوغي: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 102) بوبكر سوقير: قاضي تحقيق أول بالمحكمة الابتدائية بسوسة2 103) الطاهر العبيدي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 104) الهاشمي الكسراوي: الوكيل الأول لرئيس المحكمة الابتدائية بتونس 105) فيصل السماري: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف ببنزرت 106) سنية الدبابي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 107) صلاح الدين بن حميدان: قاضي الأسرة بالمحكمة الابتدائية بزغوان 108) زهير اسكندر : المدير العام لمركز الدراسات القانونية والقضائية 109) روضة العبيدي: رئيس فريق عمل بمركز الدراسات القانونية والقضائية 110) عصام الأحمر: رئيس فريق عمل بمركز الدراسات القانونية والقضائية 111) محمد المسعي: قاضي باحث بمركز الدراسات القانونية والقضائية 112) لطفي رويس: قاضي باحث بمركز الدراسات القانونية والقضائية 113) كمال العياري: رئيس فريق عمل بمركز الدراسات القانونية والقضائية 114) محمد نبيل النقاش: رئيس خلية بمركز الدراسات القانونية والقضائية 115) عماد الدرويش: رئيس خلية بمركز الدراسات القانونية والقضائية 116) جلول شلبي: رئيس فريق عمل بمركز الدراسات القانونية والقضائية 117) طه الشابي: قاضي باحث بمركز الدراسات القانونية والقضائية 118) عصام اليحياوي: قاضي باحث بمركز الدراسات القانونية والقضائية 119) حافظ العبيدي: قاضي باحث بمركز الدراسات القانونية والقضائية 120) فتحي اسكندراني: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 121) الأخضر الورغي: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 122) نجوى رزيق: رئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس 123) زكية الماجري: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية 124) لمياء الحمامي: وكيل رئيس محكمة الناحية بتونس 125) فيصل خليفة: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 126) نورة السوداني: مستشارة بمحكمة التعقيب 127) نجوى الملولي: وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بتونس 128) عبد الحميد غانم: قاضي الأسرة بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 129) سعيد بن رمضان: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 130) زهير الماجري: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة 131) فتحي بوخريص: قاضي الأطفال بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 132) راضية المنصوري: قاضي تنفيذ العقوبات بالمحكمة الابتدائية بمنوبة 133) معز بن فرج : مستشار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس 134) الطاهر شمام: مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس 135) عبد الرزاق الباهوري: مساعد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بتونس 136) أنيس بوكثير: مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس 137) هادية عائدي: قاضي بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 138) فاخر بركات: مستشار بمحكمة الاستئناف بنابل 139) نجوى الغربي : مستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس 140) سفيان العرابي: مستشار بمحكمة الاستئناف ببنزرت 141) سهام الصمادحي: مستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس 142) عبد الحميد بن روحة: مستشار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 143) هناء سحنون: مستشار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 144) رجاء البجاوي: قاضي مقرر بالمحكمة العقارية. 145) وليد الديماسي: قاضي بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية 146) فتحي بن حسن:مستشار بمحكمة الاستئناف ببنزرت 147) نبيل بريبش: قاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس2 148) منى المهذبي: قاضية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت 149) أيمن شطيبة: قاضي بالمحكمة الابتدائية بجندوبة 150) أميرة العمري: قاضية بالمحكمة الابتدائية بسليانة 151) محمد علي الفالح: قاضي بالمحكمة العقارية 152) هشام المصمودي: قاضي من الرتبة الثانية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس 153) وليد اللوقيني: قاضي بالمحكمة العقارية فرع قبلي 154) نادية بن خليفة: قاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس 155) الطاهر خنتاش: مستشار بالدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس 156) رياض الموحلي: مستشار بمحكمة التعقيب 157) سفيان بالصادق: قاضي ناحية تونس 158) مراد قميزة: قاضي الأسرة بالمحكمة الابتدائية بالقيروان 159) يوسف الزواغي: قاضي ناحية تبرسق 160) فيصل البوسليمي: قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس2 161) كوثر الشريفي: قاضي من الرتبة الثانية بالمحكمة العقارية 162) المنجي قسام: مستشار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستنئاف بتونس 163) صلاح الدين العايدي: قاضي ناحية منوبة 164) ناجية حسني: قاضي الضمان الاجتماعي بالمحكمة الابتدائية بتونس 165) هندة العلاقي: مستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس 166) خديجة المزوغي: قاضي ناحية قرطاج 167) وسام بن عليج: قاضي بالمحكمة الابتدائية بزغوان 168) سمير حميد: قاضي منفرد بالمحكمة الابتدائية بتونس 169) إلياس الميلادي: قاضي بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية 170) عيسى الساسي: مستشار بمحكمة الاستئناف ببنزرت 171) سهام السليطي: قاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس 172) نجلاء نصير: قاضي الضمان الاجتماعي بالمحكمة الابتدائية بتونس2 173) فاتن السبعي: قاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس 174) سوسن بنعربية: قاضي بالمحكمة الابتدائية بتونس 175) صلاح الدين الخذيري: مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس 176) علي سويبقي: قاضي بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد</D
<
صفاقس في 6 جوان 2011
بــــيـــان من أجل الحقيقة
على إثر إصدار الحزب الديمقراطي التقدّمي لبيان حول ما تعرّض له نشاطه الذي نظمه بأحد الأحياء الشعبية بصفاقس، ونظرا لمجانبة ما ورد في البيان للحقيقة التي يعرفها أهالي المنطقة نودّ إنارة الرّأي العام بالحقائق التالية التي لا يمكن إثباتها أو نفيها إلا بالرّجوع إلى أهالي الجهة :
1. إنّ المواطن المتهم بالاعتداء على عضوة الحزب الديمقراطي التقدّمي المشاركة في تظاهرة الحزب بالحي أكّد أنّ الحزب المذكور قام بنصب خيمة وتجمع أعضاؤه أمام بيته الذي يستعمله كمقرّ عمل، ممّا سبّب له ولعائلته إزعاجا، وقد طالبهم بالابتعاد عن منزله إلى مكان آخر إلا أنّه فوجئ باتهامه بأنّه معاد للحزب ومنتم لحركة النهضة لسبب بروز ملامح التدين عليه، وهذا سلوك غير حكيم من طرف الحزب الديمقراطي التقدّمي عندما يعتبر أنّ كلّ من يعرف بالتزامه الديني عدوا للحزب ونصيرا للنهضة.
2. إنّ المواطن المتهم بالاعتداء على عضوة الحزب المذكور تمّ استفزازه أمام أهالي المنطقة بمحاولة تصويره واتهامه بأنّه معاد للحزب الديمقراطي التقدمي، ممّا دفعه إلى منعها من التصوير وافتكاك الآلة، وقد قام بإرجاعها لها بعد تدخّل أحد عناصر الحزب وقد واصلت العضوة مهمّتها في التظاهرة الحزبية بشهادة كلّ مواطني المنطقة إلى حدود الساعة الثانية زوالا ولم يلحقها أيّ أذى في يدها كما ادعى بيان الحزب.
3. أما بخصوص ما تحدث عنه البيان من تعرض المنظمين من ضغط لمغادرة المكان فقد كان من طرف مجموعة من متساكني المنطقة لا علاقة لهم بحركة النهضة و الذي اسنفزهم تواجد عناصر تجمعية معروفة بسلوكياتها في العهد البائد من بينهم العضو الناشط بشعبة زنقة بن سعيد « م س » تقوم بالدعاية للحزب الديمقراطي التقدمي مما دفعهم إلى إعلان رفض تواجدهم في المنطقة.
و نحن إذ نعبر عن تمسكنا بحق كل الأطراف في الممارسة السياسية في كنف الديمقراطية و الاحترام المتبادل مما يخدم مصلحة شعبنا ووطننا، ندين ما ذهب إليه الحزب الديمقراطي التقدمي من مغالطة و تهويل و تزييف للحقائق ومغالطة الرأي العام وهي ممارسات تذكرنا بالعهد البائد وتدعو إلى التزام أخلاقيات العمل الحزبي و الحرص على السلم الاجتماعي الذي يحاول أعداء الثورة استهدافه للالتفاف عليها لتعكير الأجواء.
المكتب المحلي لحزب حركة النهضة بصفاقس المدينة الكاتب العام: جلال صميدة
<
لا خروج من المأزق السياسي الحالي إلا بالوفاق ـ اكد راشد الغنوشي امس «أن تونس لن تدار بحزب واحد مهما كانت قوة الحزب وجماهريته « ونفى أن تكون حركته حصلت على تمويلات خارجية لأنشطتها. وبين رئيس حزب النهضة خلال ندوة صحفية عقدها بمناسبة الذكرى الثلاثين لتـأسيس الحزب بحضور قيادات عدة أحزاب معارضة انه بات من الضروري اليوم «توحيد الصفوف والتضامن خلال الانتخابات القادمة حتى ينهض الجميع موحدا بالبلاد خلال المرحلة القادمة ولا مجال لتحقيق ذلك إلا عبر الوفاق السياسي». وتوجه الغنوشي بأكثر من رسالة إلى الأطراف السياسية الوطنية كان اولها وجوب المحافظة في المرحلة الراهنة على مبدإ الوفاق السياسي الوطني الذي تسير وفقه قاطرة البلاد اما ثانيها فقد تعلق بمبادئ الحركة القائمة على جملة من المستندات الاجتماعية القائمة على «قاعدة المواطنة والمساواة بين الجنسين اضافة إلى الدعوة إلى المحافظة على كل مقومات التحول الديمقراطي من خلال المحافظة على مبادئ حقوق الانسان والحرية». كما لم يغفل الغنوشي عن دعوته إلى تفكيك ما اسماه باصابع الاخطبوط في اشارة منه إلى «بعض رموز الفساد» في حزب التجمع المنحل في إشارة إلى علاقتهم المحتملة بالاحداث التي هزت مدينة المتلوي من ولاية قفصة والتي أورد أن القضاء والبحث سيكشفان المورطين فيها. وبخصوص التحولات السياسية التي شهدتها تونس في الآونة الاخيرة تساءل الغنوشي عن الاسباب الحقيقية «لنقض الوفاق بين الهيآت القانونية والسياسية «التي تفتقر إلى شرعية صناديق الاقتراع» فيما يتعلق بموعد الانتخابات وحرص البعض على البت في تفاصيلها دون العودة إلى بقية الشركاء «بالرغم من الصبغة الاستشارية للجنة الصديق كمال الجندوبي». كما تضمنت كلمة الندوة الصحفية جدلا حول ما تشهده الساحة السياسية من صراعات بعيدة عن الأفكار التي من شانها أن تتقدم بالواقع اليومي المعيش للمواطن التونسي البسيط مركزة فقط على الصراعات الايديولوجية. وقال الغنوشي أن الاسلام اكبر من اي حزب من الاحزاب وتبقى وسائل الإعلام والمساجد مشاعة وساحة عامة لكل التونسيين ولا ينبغي أن يحتل منابرها اي حزب ونرفض أن تغدو المساجد او الصحافة اداة للتوظيف أو الاحتكار بعد الثورة. واعتبر الغنوشي أنه وفي الوقت الذي بدأت فيه البلاد تستعد إلى انتخابات المجلس التاسيسي اندفعت قوى وأطراف سياسية ايديولوجية مسكونة بهواجس الماضي إلى اشاعة مناخ من الريبة والتخويف في حياد واضح عن نهج الوفاق المصدر الاساسي للشرعية في هذه المرحلة التي تسبق شرعية التمثيل للناخبين بعد الاقتراع العام. كما بين الغنوشي أن هذا المناخ قد انعكس سلبا على المؤسسات الانتقالية وهو ما جعل «لونا واحدا» يطغى عليها ويؤدي إلى نكوص موعد اجراء الانتخابات متسائلا في هذا السياق «هل قدر بعض النخب السياسية إغراق الشعب في ما يشبه اجواء الحرب الباردة؟». وردّا على تساؤلات حول «الورقة الخارجية» التي قد تؤثر في مستقبل تونس وثورات دول الجنوب أورد الغنوشي أن «أوروبا وأمريكا اقتنعتا بواجب احترام إرادة الشعوب التي ثارت على الدكتاتورية والفساد وقررت بناء أنظمة ديمقراطية تنجح في معالجة الأسباب العميقة للإرهاب والهجرة السرية ومن بينها البطالة والخلل بين الجهات». خليل الحناشي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جوان 2011)
<
لا يزال عنف النظام السوري في تصاعد يوما بعد يوم مرتكبا أفدح المجازر في مواجهة احتجاجات شعب مسالم يطالب بحقه الطبيعي في الحرية على غرار شعوب العالم وأشقائه في تونس وغيرها وذلك بعد صمت فرض عليه بالحديد والنار زهاء نصف قرن كممت خلاله الافواه وازدحمت السجون وساد قانون الرعب وتحولت الدولة مؤسسة فساد وإرهاب بزعامة الحزب القائد غير أن ذلك لم يفت في عضد الشعب الثائر فامتدت أمواج الغضب في كل أرجاء القطر السوري متخطية الفوارق العرقية والمذهبية يرفع الجميع شعارا واحدا : « واحد واحد شعب سوريا » … « الشعب يريد تغيير النظام ».
إن حركة النهضة إزاء هذه الوحشية المتصاعدة في قمع الشعب السوري لا يسعها إلا أن:
• تعبر عن تضامنها الكامل مع مطالب الشعب السوري الشقيق. • تدعو النظام السوري إلى الاستجابة لمطالب شعبه المشروعة وإيقاف حمام الدم الذي دفع بالأوضاع الى مرحلة اللاعودة. • تدعو أبناءها إلى التظاهر يوم الجمعة 10 جوان 2011 على الساعة الخامسة مساءا أمام السفارة السورية تعبيرا عن تضامن شعبنا مع الشعب السوري الشقيق الممتحن. • تدعو الله أن يحفظ الشام وأهلها.
رئيس حركة النهضة بتونس الأستاذ راشد الغنوشي تونس في: 06 جوان 2011
<
تونس, تونس, 7 (UPI) — أُعلن في تونس عن تأسيس »المبادرة من أجل الجمهورية » بمشاركة أكثر من 19 حزبا سياسيا،والعديد من المستقلين،وذلك في خطوة ائتلافية هي الثانية من نوعها في المشهد السياسي التونسي الذي بات يتألف من نحو 88 حزبا سياسيا. و قال رياض عزيز عضو الهيئة التنسيقية للمبادرة التي ينتظر أن يرتفع عدد الأحزاب المشاركة فيها إلى 25 حزبا ،تهدف إلى « الحد من كثرة الأحزاب حتى تتضح صورة المشهد السياسي للمواطن التونسي الذي تداخلت عليه الأسماء لكثرة الأحزاب ».
وأضاف عزيز،أن غالبية الأحزاب المشاركة في هذه المبادرة « تنتمي إلى التيار الوسطي الذي يهدف إلى بلورة مشروع مجتمعي موحد ».
وبحسب عياض اللومي أحد أبرز المؤسسين لهذه المبادرة،فإن إن فكرة « المبادرة من أجل الجمهورية » تبلورت بعد مشاورات مع عدد من الأحزاب السياسية التي « ترى أن مسار التوافق الحالي في تونس ليس واضحا وصحيحا بعد أن هيمنت مجموعة ضيقة من الأحزاب على هيئة تحقيق أهداف الثورة ».
وإعتبر أن « الوضع الحالي في تونس لا يحتمل مواصلة الاعتماد على مؤسسات وقتية، وهي وضعية غير مستقرة لها تداعيات سلبية على جميع المستويات أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وضرب للهوية ولنموذج المجتمع التونسي ».
وبحسب اللومي،فإن هذه المبادرة ترى « أن تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي إلى أكتوبر/تشرين الأول لن يساهم في سد الفراغ الذي تمر به البلاد بعد تعليق العمل بالدستور، بل إن التمسك بإنتخاب مجلس تأسيسي سيؤدي إلى نشوء فراغ آخر ».
ودعا في هذا السياق إلى إحداث لجنة وطنية تجمع نخبة من رجال القانون الدستوري تتولى بالتشاور والتنسيق مع ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني إعداد أكثر من صيغة لدستور جديد يتم عرضه على الإستفتاء في أقرب وقت.
يذكر أن تونس تعيش الآن على وقع جدل سياسي على خلفية تمسك الهيئة العليا للانتخابات بقرارها المتعلق بتأجيل الانتخابات المرتقبة إلى 16 تشرين الأول/أكتوبر المقبل بدلا عن 24 يوليو/تموز الذي كان مقررا سابقا.
ولا يحظى قرار الهيئة العليا للانتخابات بإجماع الأطراف السياسية التونسية،حتى أن عددا من أعضاء هذه الهيئة أعلنوا تعليق عضويتهم فيها،من بينهم حركة النهضة الإسلامية التي انسحبت من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي إحتجاجا على قرار التأجيل الذي أُتخذ من دون التشاور مع الأحزاب السياسية.
ولم يتردد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية أمس في التحذير من مخاطر تأجيل أو الانتخابات المرتقبة أو إلغاءها، لان من شأن ذلك » جر البلاد إلى دوامة من العنف ».
<
دعا 19 حزبا ومجموعة من المستقلين اتفقوا على تأسيس مبادرة جديدة تطلق على نفسها « مبادرة من أجل الجمهورية » الى احداث لجنة وطنية تجمع نخبة من رجال القانون الدستورى تتولى بالتشاور والتنسيق مع ممثلي الاحزاب والمجتمع المدني اعداد أكثر من صيغة لدستور جديد يقع عرضه على الاستفتاء في أقرب الاجال. ودعت المبادرة في لقاء صحفي عقدته يوم أمس بالعاصمة بحضور الأطراف السياسية المشاركة فيها ومعظمها من التيارات الوسطية المعتدلة ومن احزاب صغيرة تشكلت حديثا بعد 14 جانفي، وبعض الأحزاب التي كانت تنشط في عهد النظام البائد، إلى وضع الصيغة المعدلة لدستور 1959 على الاستفتاء الشعبي، تجري على أثره انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام الجاري. واوضح السيد عياض اللومي الخبير المحاسب أحد مؤسسي المبادرة لـ »الصباح » أن الفكرة انطلقت في بدايتها من مجموعة من المستقلين (من بينهم طارق بن مبارك، رياض عزيز، عزيزة حتيرة..)، قبل أن تنضم اليهم عدة أحزاب وسطية تجمع بينها أرضية مشتركة خاصة في ظل غياب التوافق في هذه المرحلة بين مختلف الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني والحكومة الانتقالية والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وقال اللومي إن فكرة المبادرة من اجل الجمهورية تكونت يوم الجمعة الماضي بعد اجراء مشاورات مع العديد من الاحزاب السياسية في تونس بعد أن لاحظوا أن مسار التوافق لم يكن متجها إلى وجهة واضحة وصحيحة خاصة بعد ان هيمنت مجموعة ضيقة من الأحزاب على هيئة تحقيق اهداف الثورة. وترى المبادرة أن تأجيل الانتخابات للمجلس التأسيسي إلى شهر أكتوبر لن يساهم في سد الفراغ الذي تمر به البلاد بعد تعليق العمل بالدستور، بل إن التمسك بانتخاب مجلس تأسيسي سيؤدي إلى نشوء فراغ آخر حسب تعبيره اللومي. وقال « الوضع الحالي لا يحتمل مواصلة الاعتماد على مؤسسات وقتية، وهي وضعية غير مستقرة لها تداعيات سلبية على جميع المستويات أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وضرب للهوية ولنموذج المجتمع التونسي.. وأشار إلى أن هدف المبادرة هو المحافظة على مكاسب تونس التاريخية التي أنجبت أول دستور في العالم قبل ثلاث آلاف سنة، وأول دستور في العالم العربي سنة 1861، وتعديل دستور 1959. يذكر أن من بين المنضوين في المبادرة حزب الخضر للتقدم، والاتحاد الديمقراطي الوحدوي، والحزب الاجتماعي التحرري.. ومن الأحزاب الجديدة، نذكر منها حركة الوحدة الشعبية، تيار الغد، الحزب الدستوري الجديد، حزب الاستقلال من أجل الحرية، الحزب الاصلاحي الدستوري، حزب الإصلاح والتنمية، وحزب العدالة والتنمية، حزب الوفاق الجمهوري، المؤتمر الديمقراطي الاجتماعي… رفيق بن عبد الله (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 7 جوان 2011)
<
علي بن عرفة « نحن قررنا رزنامة تتضمن موعد انتخابات المجلس التأسيسي يوم 16 اكتوبر »، هكذا تحدث رئيس الهيئة العليا للانتخابات كمال الجندوبي الى ممثلي الاحزاب والصحافيين مستعرضا العوائق الفنية والمالية واللوجستية التي تحول دون انجاز الانتخابات في موعدها يوم 24 جويلية.
وقبل الحديث عن جدية هذه العوائق يجب العودة الى الأصل والتساؤل عن دور وطبيعة هذه اللجنة التي أصبحت تقرر نيابة عن الحكومة والاحزاب والهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة التي انتخبتها بالاساس لتنظيم انتخابات معلومة التاريخ وهو يوم 24 جويلية. كيف يمكن لهيئة منظمة ان تتحول الى جهة قرار، بل الجهة الوحيدة التي تقرر في شأن الانتخابات بعيدا عن الجهة التي فوضتها والاطراف السياسية التي توافقت على موعد الانتخابات.
ان موعد الانتخابات هو قرارسياسي يخضع في وضعنا الراهن الى التوافق بين جميع الاطراف المكونة للساحة السياسية وبالتالي فإن قرار لجنة الانتخابات بالاضافة الى تجاوزه لصلاحيات اللجنة يهدد بقوة روح التوافق الذي حكم نهج القوى الفاعلة في الساحة باعتباره النهج الوحيد الضامن للاستقرار في وضعنا الراهن وكل من يخل بمبدأ التوافق انما يعبث بالمصلحة الوطنية العليا في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من تاريخ شعبنا
واذا كانت الحكومة قد اوصت باحترام موعد 24 جويلية لتنأى بنفسها عن عملية تأجيل الانتخابات واستمرار حالة اللاشرعية، فإن رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة عياض بن عاشور « تفطن فجأة » الى ان موعد 24 جويلية يتعلق بالانتخابات الرئاسية وليس انتخاب المجلس التأسيسي، متماهيا في ذلك مع رئيس لجنة الانتخابات كمال الجندوبي في القول بأن » هناك سوء فهم، حيث ان انتخابات المجلس الوطني التأسيسي هو من صلاحيات الهيئة العليا للانتخابات بينما الوفاق على موعد 24 جويلية يتعلق بتنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها » !!! وبهذا تصبح الجهود المارطونية للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة خلال الاسابيع الماضية في وضع القانون الانتخابي و انتخاب الهيئة العليا للانتخابات لا علاقة لها بموعد 24 جويلية. كما ان لقاءات رئيس الحكومة مع رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة و ممثلي الاحزاب السياسية و الشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني حول انتخابات المجلس التأسيسي كلها في اطار « سوء الفهم » الذي وقعت فيه ايضا وسائل الاعلام الوطنية وعامة الشعب الذي ينتظر يوم 24 جويلية لانتخاب المجلس التأسيسي والخروج من مأزق اللاشرعية.
وفي ظل نظرية » سوء الفهم » هذه، كيف يمكن اجراء انتخابات رئاسية في غياب الدستور الذي يحدد طبيعة النظام، وصلاحيات الرئيس في حال اقرار وجوده في النظام السياسي الجديد؟ أم ان الجهود المبذولة في سياق التمهيد لانتخاب المجلس التأسيسي الذي سيعهد له بوضع الدستور كان هناك من يتوهم اجراءها قبل موعد 24 جويلية الذي اصبح موعدا للانتخابات الرئاسية؟
وبالعودة الى العوائق الفنية التي ذكرها رئيس الهيئة العليا للانتخابات أمام انتخابات المجلس التأسيسي فهي ليست مستحدثة ولا هي خافية عن مختلف الاطراف التي دعت الى احترام موعد الانتخابات لما يعلمه الجميع من قدرة الشعب التونسي ونخبه على تحقيق ما يتطلع اليه متى صدقت النوايا وتوحدت الجهود، خاصة وان هناك تقاليد عريقة في ادارة الانتخابات الطلابية والنقابية و المحاماة، وامتلاك ادارة تونسية ذات كفاءة وخبرة في ادارة العملية الانتخابية وضعها رئيس الحكومة على ذمة الهيئة العليا للانتخابات ولا تحتاج لأكثر من استبعاد آليات التزييف وتكثيف آليات المراقبة في كل أطوار العملية الانتخابية بتجنيد آلاف المتطوعين خاصة من الشباب المؤطر حاليا ضمن لجان حماية الثورة. كما ان الرزنامة التي عرضتها الهيئة العليا للانتخابات لا تخلو من ثغرات تتعلق بالتمديد في الفترة الزمنية لبعض العمليات الفنية التي لا تتطلب أكثر من يوم او يومين و الحال ان بعضها يمكن انجازه بالتزامن كما ان الاف المتطوعين بامكانهم المساعدة في ربح الوقت واختصار الزمن في رزنامة الانتخابات، كما يمكن في نفس الاتجاه توسيع تركيبة الهيئة العليا نفسها و مضاعفة عدد اعضائها وصولا الى الغاية ذاتها.
نحن اذا امام اخراج فني لوجيستي وقانوني لعملية تأجيل الانتخابات الى يوم 16 اكتوبر، تبعث على القلق تجاه مصير الانتخابات برمتها، لأن هذا الاتجاه في التأجيل غير المقنع و بشكل فردي دون العودة الى الاطراف السياسية المعنية، ينذر بتكرار المشهد في المرات القادمة ولا احد يجزم باجراء الانتخابات في اكتوبر المقبل.
فهل وراء عملية التأجيل اجندات سياسية تهدد مستقبل الانتخابات وترهن مصير البلاد والثورة لمصالح سياسية ضيقة، أم انها مجرد ضعف في الكفاءة لادارة العملية الانتخابية لا يطال نزاهة القائمين عليها؟
في كل الحالات لا بد من اعادة النظر في طبيعة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتصحيح » سوء الفهم » الحاصل لديها باعتبارها جهة قرار وتحديد مسؤولياتها في مجرد التنظيم الفني والإشراف على الانتخابات والحيلولة دون تحولها تبعا لهشاشة الوضع السياسي في البلاد وغياب الشرعية الى جهة قرار تقرر في شؤون البلاد. مع اصدار مرسوم جديد يضيف اليها عناصر جديدة ذات كفاءة وخبرة في ادارة العملية باعتبارها هيئة مركزية في حاجة الى طاقم أكبر قادر على انجاز هذه المهمة في اسرع وقت وفي التاريخ الذي سيتحدد من جديد بالتوافق بين جميع الاطراف المسؤولة و الفاعلة في الساحة.
والحقيقة ان الهيئة العليا للانتخابات ليست الوحيدة التي تحتاج الى تحديد مهامها وطبيعتها بل ان الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة نفسها في حاجة الى ان لا تستغل ظرف اللاشرعية لتتجاوز صلاحياتها لتنصب نفسها وصية على الشعب وتفرض على المجلس التأسيسي ما تسميه « بالعقد الجمهوري » فكيف يستسيغ خبراء القانون الدستوري في الهيئة ان تفرض هيئة معينة عقدا جمهوريا على المجلس التأسيسي المنتخب والممثل للشعب؟.
ان التوافق هو الأساس الذي يقوم عليه الوضع السياسي الراهن وكل محاولة لتجاهل هذه الحقيقة او تجاوزها بالاخلال بشروط التوافق بين جميع مكونات الساحة السياسية لا يخدم المصلحة الوطنية و يزعزع الثقة بين الاطراف السياسية ويعمق الشعور بالقلق تجاه الثورة ومستقبل البلاد بما يهدد الاستقرار الهش في هذه المرحلة الانتقالية وهو ما لا يخدم سوى قوى الردة وانصار الثورة المضادة في الداخل والخارج.
– نقلا عن صحيفة الفجر بتاريخ 3 حوان 2011
<
من طارق عمارة
تونس (رويترز) – قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس يوم الاثنين 6 جوان 2011 إن لديه شكوكا حقيقية بوجود محاولات لتأخير انتخابات المجلس التأسيسي أو الغائها واستبدالها بمسارات سياسية اخرى.
وكان من المقرر ان تجري أول انتخابات في تونس في 24 يوليو تموز المقبل لكن اللجنة المستقلة للانتخابات قالت ان ذلك مستحيل لاسباب تقنية وقررت تأجيلها الى 16 اكتوبر تشرين الاول.
واثار هذا التأجيل أزمة سياسية في البلاد التي تعاني من أوضاع أمنية هشة منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير كانون الثاني.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة النهضة قال الغنوشي الذي عاش نحو 20 عاما في المنفى « نحن تراودنا شكوك حقيقية بأن من اقدم على زلزلة تاريخ الانتخابات الاول (يوليو) يمكن ان يتراجع ايضا عن الموعد الثاني. »
وأضاف « أصبحنا الان نسمع حديثا عن فكرة التخلي عن انتخابات المجلس التأسيسي.. نحن لا نستبعد ان يتم التحضير لمسارات اخرى ويحتمل ان يتم غلق المجال امام انتخابات المجلس التأسيسي ».
وتعالت بعض الأصوات في الآونة الاخيرة تطالب باجراء استفتاء شعبي على أي انتخابات مقررة اضافة الى دعوة آخرين الى العدول عن اجراء انتخابات المجلس التأسيسي واستبدالها بانتخابات برلمانية ورئاسية.
لكن الغنوشي حذر من ان التأجيل او الغاء هذه الانتخابات « سيجر البلاد الى دوامة من العنف ».
واضاف انه على ثقة من ان « شباب وحراس الثورة في تونس سيتصدون لكل المؤامرات التي قد تحاك ».
واتهم رئيس حركة النهضة أطرافا سياسية وصفها بأنها تخشى صناديق الاقتراع بالسعي وراء هذه « المؤامرة » لكنه لم يسم اي حزب أو مسؤول سياسي.
وعبر الغنوشي الذي اجبره الرئيس السابق بن علي على البقاء في منفاه بلندن منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي عن استعداد الحركة لعقد تحالفات مع اطراف سياسية اخرى.
ويقول بعض الخبراء ان حركة النهضة تفتقر لبرنامج اقتصادي واضح في حال فوزها بالحكم وهو ما نفاه رئيسها الذي قال انه سيعرض خلال الايام المقبلة برنامجا متكاملا للاقتصاد.
ويرى الغنوشي أن الاسلام يتفق مع الحداثة والديمقراطية التعددية. ويقول ان حركة النهضة أقرب شبها لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من جماعة الاخوان المسلمين التي تتبنى نهجا اكثر تشددا في مصر.
ولكن عودة الغنوشي من المنفى هذا العام بعد الثورة أزعجت بعض التونسيين الذين يريدون الفصل بين الدين والدولة. وذكر الغنوشي ان حركة النهضة تؤمن بالحريات الفردية وحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل.
وقال وسط تصفيق عشرات من انصاره نساءا ورجالا حضروا المؤتمر الصحفي « نؤكد ان مكاسب المرأة ثابتة بل سنطورها في اتجاه تعزيزها ».
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 6 جوان 2011)
<
عدنان المنصر – المشهد التونسي – 7 جوان 2011
الجميع ديمقراطيون. الطقس جميل، وكل الناس يقبلون بعضهم. لم ينس أحد أن هذه الثورة قامت بكل ما هو مشترك من أجل كل ما هو مشترك، لم ينس أحد أن ما أخر البلاد عن غيرها من أمم الدنيا المتقدمة هو انعدام الحرية وضيق أف الحاكمين. لم ينس أحد أي شيء، لذلك ترى الجميع اليوم يتصرفون بكل الوعي الممكن، يتآلفون بعد الخصام، ويتحدون بعد الفرقة !!
لا، نحن في تونس وليس في غيرها. بعد خمسة أشهر من ثورة هزت العالم كله وزعزعت عروش الظالمين، يعيد المثقفون التساؤل عما إذا كانت ثورة بالفعل، وهذا أوضح مثال على أن ما نعيشه لم يحتفظ بالحد الأدنى مما كان يفترض أن نصل إليه. الأمر أخطر من ذلك، فقد أصبح أي تحرك وأي موقف يعيد ذلك السؤال الذي ما انفك المستبدون يرددونه: هل الشعب التونسي جدير بالديمقراطية. وبالفعل، فإن من يطرح هذا السؤال اليوم هو ممن لم يدفع شيئا في سبيل هذه الثورة، مفضلا الركون إلى سلوكه الأبدي في الوقوف على الربوة وانتظار تغير اتجاه الريح. باستمرار كانوا كذلك، ولن يغيرهم شيء حتما. هل نستطيع ائتمان هؤلاء على مصير حريتنا القادمة؟ لكأنما إن فعلنا سنترك قياد ثورتنا إلى من لا يعتبر يوما أنها ثورة.
ولكن لنتفق على شيء أساسي: إن صعوبة إحلال السلوك الديمقراطي بين مختلف الفرقاء اليوم هو نتيجة حتمية لانعدام السلوك الديمقراطي داخل كل مكون من مكونات الخارطة السياسية. مثلما لا تستطيع أن تكون ديمقراطيا مع جارك وديكتاتورا في بيتك، لا يمكن لك أن تكون ديكتاتورا في حزبك وديمقراطيا مع خصمك السياسي. من نفس المنطلق، إذا قسمت الكون إلى ظلام ونور، ووضعت نفسك دائما في النور، فإن من الصعب عليك أن تقتنع بإمكانية الوضع المعاكس، أو بأن يشوب أنوارك بعض الظلمة، أو أن ينتاب ظلمة غيرك بعض النور. من كلا الجهتين، لا يبدو أن أحدا في طور الاستعداد اليوم للتخلص من هذه المانوية المقرفة. بسرعة الضوء، تلقى على الخصوم تهم الخيانة، وبنفس السرعة تلقى على الآخرين تهم الرجعية، وهي أكبر من الخيانة أحيانا.
تواجه الأحزاب الأساسية في البلاد اليوم مشكلة حقيقية: جمع أكبر عدد ممكن من الأنصار استعدادا للموعد الانتخابي المرتقب. في خضم هذا السباق المحموم، لم يعد أحد يتساءل عن قيمة اقتناع المنخرطين الجدد بأفكار الحزب، إن بقيت له أفكار أصلا. في مرحلة موالية ستظهر نتائج ذلك، وستكون وخيمة على الأحزاب نفسها قبل أن تكون كذلك على منافسيها. يوزع الديمقراطي التقدمي الإنخراطات في الأسواق، وتوزع النهضة مطالب الانتساب إليها في المقاهي، في حين يواصل التجديديون حراسة معبد الحداثة والديمقراطية. ينسى كثيرون في خضم ذلك أنه لا ينبغي عليك دخول معبد التجديد حتى تصبح حداثيا، وأنه غير مطلوب منك أن تدخل النهضة لمجرد أنك مسلم، مثلما لا ينبغي عليك أن تدخل الديمقراطي التقدمي لأنك كنت تكن له احتراما أكبر.
مشكلة المسار الديمقراطي اليوم أن لا أحد تقريبا يريده، لأنه لا أحد مستعد لدفع الثمن المتوجب عليه دفعه من أجل أن يمد جذوره في الأرض. يظهر ذلك بوضوح كبير في تبرم الجميع من النقد الذي يتحول في نظر المعني به تشهيرا وتآمرا. أما الآخرون فلا يدركون في معظمهم أن نقد الأداء السياسي لا يعني التعرض لكرامات الناس وحياتهم الشخصية، وما يأكلون ويشربون. عندما تنتقد شخصا لأسباب سياسية وتبحث في حياته عن التفاصيل التي لا تهمه إلا هو، فإن ذلك يعطي للمشككين في خطابك الديمقراطي كل مبررات عدم الثقة فيك. أما إذا ما اعتبرت أنك منزه عن النقد، وأن كل من ينتقدك رجعي يخدم أهداف الظلاميين، فقد دخلت باب الظلمة الحقيقية، ظلمة الأنا المغرور الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنك، مثل كل مرة، تتخذ الحداثة المزعومة مطية لديكتاتورية جديدة.
مشكلة المسار الديمقراطي اليوم أيضا أن كل طرف تقريبا يحاسب الآخرين على نواياهم. طالما جعل رجال السياسة وأطفالها هدفهم حكم البلاد أو منع غيرهم من حكم البلاد، عوضا عن بناء نظام ديمقراطي حقيقي يسمح لمن يرتضيه صندوق الاقتراع بأخذ دوره في التسيير، مثلما يسمح لنفس الصندوق بمعاقبته في حال الخطأ أو انتفاء الثقة، فإننا لن نتقدم خطوة أخرى إلى الأمام. الديمقراطية آلة معقدة وبسيطة في آن واحد، يكفي أن تنزع منها إحدى قطعها حتى الثانوية حتى تتوقف عن العمل تماما بل وتتحول إلى غول قاتل ومدمر. هل تستطيع الأطراف الموجودة على الساحة اليوم تحمل الكلفة الغالية لدوران هذه الآلة بمردوديتها القصوى؟ نخشى أنها لا تبالي بها على الإطلاق وأن كل طرف يريد وضع تلك الآلة على سكة خطط لاتجاهها بنفسه، لنفسه وللأقربين. لا يعني شيئا بعد ذلك أن يكون اتجاه السكة إحدى محطات الديكتاتورية الأخرى، فذلك أصبح من الأمور الثانوية جدا.
<
في جريدة الحقيقية ليوم 07 جوان 2011 قال عزالدين زعتور أمين عام اتحاد الطلبة وهو يتحدث عن النمط المجتمعي الذي ينشده فأكد أنه سيناصر البديل التقدمي الحداثي الجمهوري والديمقراطي وفي نفس المقال يقول بأن تخصيص بيت للصلاة في الجامعة والمطالبة بذلك يضر برسالة الجامعة العلميةوكان الأولى بالنسبة له طبعا المطالبة بقاعات للبحث العلمي وللنوادي الثقافية ولتوسيع المكتبات وهنا سي زعتور يطرح ثنائية مغلوطة ومخادعة وتنم عن عداء إيديولوجي مفضوح فما هو وجه المقارنة أو المقابلة أو التنافس بين بيت لأداء عبادة اسلامية في جامعة ترجع بالنظر لدولة دستورها ينص على الاسلام كدين لها وشعبها يدين بالعقيدة الاسلامية وهي عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي؟؟؟؟كيف يتجرأ سي زعتور على التأفف من مطالبة زملائه بقاعة للعبادة ؟؟؟هل هذه هي حرية المعتقد التي تكفلها الحداثة والحداثيون؟؟؟؟ ألم يكن من الأولى تصدره للدفاع عن حق هؤلاء الطلبة في حقهم في ممارسة عبادتهم المحددة في أوقاتها؟؟؟ ثم ما هذه المقاربة السخيفة والمجانية التي تجعل من الصلاة مضاد للعلم وللبحث العلمي ؟؟؟ألم يكن الرازي وابن سينا والخوارزمي وابن الشباط وابن منضور ومحمد أوسط العياري وابن خلدون وابن الجزار وسبويه وابن البيطار وابن ماجه وابن رشد غيرهم كثير من العلماء ألم يكونوا من المصلين ثم انظر حولك سي زعتور وسترى زملاءك المتفوقين في دراستهم وهم من المصلين….إذا كان هذا حال زعيم الطلبة أو من يدعي أنه زعيمهم لا يرى في المطالبة ببيت للصلاة تجديفا ضد العلم ومضيعة للوقت فكيف به غدا عندما يكون في مركز يمكنه من القرار هل سيحذف محور تعليم الصلاة والوضوء وحفظ بعض السور من برامج الابتدائي بحكم مشروعه الحداثي وهل سيحذف مادة التربية الاسلامية رغم ضحالته من المعاهد وربما يتقدم أشواطا أكثر فيقوم بمنع كل من يصلي بالمساهمة في البحث العلمي وفي تقلد مناصب إدارية وسياسية متقدمة بما أن الصلاة تتعارض مع العلم وبما أن الدولة التي ينشدها جمهورية وديمقراطية ولكن فقط مع من يقاسمونه الفكر والرؤية الحداثية التي يتبناها ويدعو إليها ويريد إسقاطها على الشعب وهو ينوي النجاح فيما فشل فيه غيره فشلا ذريعا.
زعتور يرفض التعددية النقابية كما يرفضها أباطرة اتحاد الشغل لكن يقتصر الانظمام إلى اتحاد الطلبة على من يشاركه نظمه الداخلية وقد نسي أن تلك النظم لم تعد تساير عهد الثورة والحرية والانعتاق وغاب عنه أن تلك النظم واللوائح صيغت في زمن غير هذا الزمان حيث كان عدد الطلبة أقل من عشر العدد الحالي وحيث كان العالم غير الذي نعيشه اليوم حيث أصبحت مقولة الممثل الشرعي والوحيد غريبة في عالم العولمة والتعددية والتنوع ، يبدو أن سي زعتور يرفض الحزب الواحد في عالم السياسة بينما يريد تكريس الأحادية في الوسط الطلابي..هل لسي زعتور أن يجيبنا ماذا يفعل الطلبة الذين يرفضون نظم الاتحاد الذي يدعو إليه ولا يريدون الانتماء إليه ؟؟؟هل هي سياسة اشرب وإلا طير قرنك؟؟؟؟ المشكل أن العديد من نخبنا ومعهم سي زعتور ينهون عن أشياء ويأتون مثلها…فقط للختام لقد عشت مثل هذا النوع من المناورة والاقصاء مع العديد من زملائي الطلبة سنوات 84 و85 وقبلها ومنعنا من الانخراط في الاتحاد العام لطلبة تونس فكان الفضل لزملاء زعتور القدامى أن دفعونا دفعا لتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة والذي فاق عدد المنخرطين فيه نصف العدد الجملي للطلبة ولكن لم يدعي أبدا أنه الممثل الشرعي والوحيد للطلبة واليوم من حق هذه المؤسسة العودة إلى النشاط لأن الدكتاتور وزبانيته هم من أقصوها وسجنوا قياداتها ومناضليها…ولا حق لزعتور أو غيره بالتعرض لها إلا إذا رفضتها الجماهير الطلابية.
محسن الزغلامي ـ هناك مقولة مأثورة في تراث الفكر السياسي العربي منسوبة لأحد الخلفاء الراشدين – على الأرجح – تقول « ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن »… والمقصود « بالسلطان » – هنا – سلطة الدولة ونفوذها ممثلة – خاصة – في قدرتها على اقامة العدل وحفظ النظام وبسط النفوذ وتنفيذ الأحكام لاجرائها على الجميع دون استثناء وبلا تراخ…
وما من شك أنّ مصطلح « هيبة الدولة » المتداول في أدبيات الفكر السياسي المعاصر انما هو – في أحد جوانبه – جزء من مفهوم مصطلح « السلطان » في نسخته التراثية…
بل لعله يجوز القول أن « هيبة الدولة » – اليوم – هي « سلطانها » ذاته الذي به وحده يمكنها أن تحمل الناس (المواطنين) على – لا نقول – « السمع والطاعة » فهذا مصطلح يستبطن مفاهيم استبدادية رجعية لا تليق ولا تجري على « أحكام » الدولة في مفهومها العصري المدني (دولة المواطنة)… وانما تحملهم على احترام القوانين لردع كل أشكال الاخلالات الفردية والجماعية بالنظام والأمن والسلم المدني… وقد يكون « نداء الاستغاثة » العاجل الذي توجه به – يوم السبت الماضي – ممثلو عدد من الجمعيات والنشطاء في ولاية قفصة ودعوا من خلاله السلط الجهوية الى ما أسموه « ضبط الأمن بمدينة المتلوي بما يسمح باعادة الاستقرار اليها وجمع سلاح الصّيد المتداول وملاحقة المذنبين بفتح تحقيق جدي وسريع لمتابعة المتسببين في هذه الأحداث » الا دعوة لكي تضطلع الدولة بدورها بل بواجبها في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم معتمدة في ذلك كل « أدوات » الردع القانونية والجائزة التي يمكن أن تجعل « سلطانها » ونفوذها ظاهرا وأن تبدو – بصفتها دولة – مهابة وقوية وقادرة – لا فقط – في أعين مواطنيها بل وخاصة في نظر مثيري الشغب من أولئك الذين تجرؤوا عليها وعلى سلطة القانون واستخفوا بأرواح الناس وممتلكاتهم وأمنهم…
طبعا ، هذه ليست دعوة وقحة لاعتماد « القمع » أو تحريض للدولة على ممارسته وانما مجرد تذكير – من جهة – بأن هناك « حدودا » لا بد من أن تقف عندها كل « الأشياء » بما فيها تلك « التحركات » التي تصنف لدى البعض أنها « اجتماعية » و »مطلبية »…
وهي – من جهة أخرى وفي العمق – دعوة الى حماية سمعة الثورة التونسية ذاتها من كل ما من شأنه أن يشينها أو أن يجعلها تتعثر أو تخرج عن مسارها الاصلاحي الصحيح وأهدافها الحضارية النبيلة…
انها باختصار ووضوح دعوة الى الحزم في مواجهة كل المخططات للاساءة لهذه الثورة حتى ولو كانت تبدو « عفوية » وغير مقصودة.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 07 جوان 2011)
<
منذ الأشهر الأولى للحمل وأحيانا عند التفكير في الحمل أو الانجاب تبدأ المرأة في التردد على أطباء النساء وأجنحة طب النساء والتوليد في المستشفيات وتبدأ المتابعة الطبية للأم والجنين سويا انطلاقا من الكشف العادي إلى التحاليل والأشعة وفي الكثير من الأحيان يطلب من الأم وكذلك الزوج بعض التحاليل الجينية المعقدة والباهظة الثمن وذلك إذا اقتضت الضرورة إرسال العينات للدرس والتحليل في المخابر الأروبية وعلى ضوء تلك المتابعة يتم توجيه الأم نحو نظام غذائي معين أو وضعية استلقاء والامتناع عن أي حركة عنيفة أو إجهاد وغيرها من الجزئيات التي تصب كلها أولا في المحافظة على سلامة الأم الحامل وثانيا سلامة الجنين من كل مرض غير مرغوب فيه كفقر الدم أو البوصفير عافانا وعافاكم الله أو أي نوع من أنواع الإعاقة فيكون المولود عند قدومه على الأقل من الناحية البدنية والجسمية سالما معافى وهو الأصل وما دونه فهو استثناء، العبرة في هذا المثل تتمثل في تضافر الجهود بين المرأة الحامل والإطار الصحي والمخابر والعائلة من أجل أن يتأثث المجتمع بمشروع مواطن سليم جسما وعقلا هذه الصورة أو هذا المشهد جال بخاطري وأنا أتأمل حال البلاد والعباد أثناء فترات الثورة وما قبل الثورة وما يمكن أن يكون عليه الحال في المستقبل، نعلم جميعا بأن الثورات ولادة فقد أنتجت وأنجبت المجتمع المدني والحداثي ومجتمع حقوق الانسان والحريات العامة والفردية وآلية الحسم الديمقراطي انتخابا أو توافقا ولكن لسائل أن يسأل هنا هل كانت كل الثورات خالية من السلبيات وهل كانت نتائجها كلها حسنة وسليمة؟ وهل يمكن للثورة أن تلد كائنا عليلا سقيما ؟؟ وهل يمكن لوليد الثورة أن يحيا وتموت أمه على النفاس حتى وإن كان مشوها وعليلا؟؟ وغيرها من الأسئلة المحيرة والتي يمكن أن نجد لها بعض الإجابات من خلال عملية مقاربة صغيرة بين المرأة الحامل والثورة..فمثلما تتضافر كل الجهود حول المرأة الحامل من أجل سلامتها وسلامة الجنين والتي قد تدفع الجميع إلى اللجوء للعملية القيصرية قصد إنقاذ الجنين وأمه فيجب أن تتضافر وتتكاتف كل الجهود في المجتمع التونسي الذي أعاد للثورات بريقها وللشعوب دورها في التغيير، هذا الشعب التونسي بكل مكوناته والذي بثورته الفريدة من نوعها والمباغتة قلب كل الموازين في العالم بأسره المتقدم والنامي وبصفة خاصة العالم العربي نجده اليوم بعد أن أزاح أعتا الدكتاتوريات وأشرس عصابات المافيا عاجزا على الحفاظ على ما تحقق ومشدوها أمام التكالب الفئوي نحو سرقة الثورة أو الركوب عليها.
هناك قاعدة تقول « إذا أردت افشال عمل ما أو تعطيله فكون له لجنة » فما بالك وثورة الشعب التونسي قد تكونت لها لجان ولجان عليا وهيئات ومجالس البعض منها احتكاري فئوي والبعض الآخر توافقي لا حول كيفية معالجة مآسي الشعب بل حول النسبة الممثلة داخل المجلس وداخل الهيئة والأغرب من ذلك كله اشتمال تركيبة تلك الهيئات على العديد ممن يخشون الصندوق ويخشون الاحتكام للشعب على الأقل في الفترة الراهنة مسوقين مصلحة الشعب والحرص على انتخابات شفافة ونزيهة كتبرير للهروب من الحسم الجماهيري وهم في نفس الوقت يدعون تمثيل الشعب ، هذا الصراع الحزبي الضيق والذي لا يخفى على أحد وهذه التجاذبات التي أصبح فيها دعاة الديمقراطية يلعنون اليوم الذي اعتمدت فيه كآلية للحسم مادامت نتائجها لن تخدم توجههم وطموحهم ، هذا الكم الكبير من النخبة المتواجدة في العديد من القطاعات التي نسيت أهداف الثورة وانشغلت بسب وشتم وشيطنة طرف سياسي لكي يتفرق الناس من حوله، هذه النعرات القبلية والعروشية التي يحاول البعض إيقاضها – لعن الله من أيقضها – كل هذا وأكثر لا يخدم الثورة ولا قيم الحرية والديمقراطية والكرامة التي قامت من أجلها وضحى في سبيلها العديد من المواطنين بأنفسهم وأموالهم وقوتهم وأمنهم ، لا ننكر أن الثورة التونسية أنجبت بذرة الحرية ورحيق الديمقراطية وعبير الكرامة ولكن أنجبتهم في واقع تعصف به رياح الغدر والخيانة والأنانية المفرطة والمطلوب اليوم تكاتف كل الجهود ضد تلك الرياح والحيلولة دونها ودون العبث بإفرازات الثورة والوقوف بكل مسؤولية دون كل محاولات وئدها وحتى لا تتحول اللجان والمجالس أو بعضها مقابر للثورة وكل تجلياتها.
عبدالحميد العداسي
أبطال كُثر، وبطولات أكثر، عرفتهم تونس وعرفتها في فترة ما بعد الاستقلال… فمن النّاس من ضحّى بحياته أو بشبابه أو بماله أو بوقته أو بعلمه أو بعدم الزواج والإنجاب… ولكنّ الذين عُرفوا أو الذين اكتشفتهم وسائل الإعلام أو غيرها من الوسائل قليلون… وقد كنّا نتمنّى ألّا يُعرف منّا إلّا الصالحون ولا يتكلّم باسمنا واسم تونس أو يمثّلها في التظاهرات إلّا الطاهرون من ذوي السلوك الحسن السويّ المحدّث بقيم البلاد وبأصالة أهلها وتجذّرها في حضارتها الإسلاميّة الرّائدة… ولكنّ تيّارا في تونس واضحَ الإسناد ممّن لا يرضَون لنا الاعتزاز بقيمنا، أصرّ عبر وسائل الإعلام التي أوقعها الفساد السابق بين يديه لقمة سائغة، على إظهار تونس بمظهر المنبتّ المائع الماجن « الخايب »!… أقول هذا الكلام وقد تابعت حوصلة بثّتها قناة تونس 7 المتستّرة باسم الوطنيّة الأولى عن المعرض السياحي المقام بباريس!… فقد كانت السمة البارزة للحضور هي العراء وقلّة الحياة ورتوبة اللسان بغير لغة أهل البلد، بل لقد أصرّ بعض التافهين على نسبة الثورة التونسيّة المباركة التي أرادها أهلها ثورة كريمة روتها الدّماء الطاهرة الزكيّة، إلى غير أهلها؛ فقد كانت صورة جيفارا هذه المرّة « محلاّة » بالنّجمة السداسية والصليب في تعبيرة ممّن قام بهذا الفعل الآثم على العامل المشترك للتونسيين، وقد كبرت كلمة تخرج من فمه ومن فم الإعلام المشيع لهذه المهاترات… أقول هذا الكلام وقد فوجئت كذلك بـ »أخت الشهيد » التي حضرت ذات ليلة في القناة الوطنيّة التونسية شبه متحجّبة تحضر لدى الطليان – يكرّمونها ويكرّمون تونس… قالوا!… – شبه عارية؛ بعد أن أقنعها سفراء تونس فاقدي القيمة إلى ضرورة التخلّي عن حيائها وهويّتها كي تغنم تقدير قوم لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمّة!… أقول هذا الكلام وقد وقف طاقم برنامج على قناة حنّبعل يندبون حظّهم – دون مراعاة حتّى زوجاتهم أو أزواجهم – لعدم فوزهم بقبلة قد فاز بها مذيع موزاييك « الجسور الرّسالي » من شكيرة المطربة ذائعة الصيت ذات الأصل العربي « المعطاء الكريم » إبّان تواجدها في المغرب!… ولولا « عم » سمّي بما ردّد ذات يوم مشهود « هرمنا »، ولولا محام شاب أبيّ مقاوم بشّر ذات يوم بهروب بن علي بنبرة حازمة « بن علي هرب »…، لولاهما ولولا حضورهما في البلاد التي حضرا إليها ما احتُرِمْنا… وسنظلّ فاقدي الاحترام طالما بقينا لاهثين وراء « التكريمات » بثُديّ نسائنا وبشاعة أفكار المحسوبين علينا… وعلى الشرفاء والصادقين وذوي الكفاءات والغيرة على الأعراض أن يتصدّوا بكلّ قدراتهم ضدّ العبث بهيبة البلاد، فإنّ بلادا بلا هيبة لا يمكن لها إقامة دولة ذات هيبة، وإنّما تبدأ هيبة البلاد بالتمسّك بالذّات وصيانتها بدل التفويت فيها من أجل إعاشتها!…
<
د.خالد الطراولي*
تمر بلاد المسلمين هذه الأيام وخاصة بابها العربي بمرحلة خاصة ودقيقة تدفع إلى ارهاصات بناء جديد في مستوى الأوطان والحضارات، وتلتحق بهذا الركب بين الحين والآخر ومضات مشرقة تنطلق من أعماق تاريخهم، تذكرهم وعلي طوال السنين، أنهم أبناء حضارة، وأن الليل وإن طالت خيمته، فالفجر له بالمرصاد، وإن رأيت الصحراء تمتد فوراءها جنان خضراء.
تأتي ذكري الإسراء والمعراج هذه الأيام والأمة في مخاض لتذكرهم بمبادئ البناء السليم في الشهود الحضاري وعلاقة الأرض بالسماء من خلال منظومة الأخلاق والقيم.
إن العلاقة الأفقية التي ينحتها الإسراء بين الأرض وأطرافها، تؤكد علي مبدأ الامتداد الرمزي لرسالة الخير والتعارف والسلم، لم يذهب الرسول الكريم (ص) إلي القدس الشريف وهو يصطحب الملائكة ليرج قواعد أهلها ويسفك دماء ذويها ويعيدها طوعا أو كرها إلي ربقة الإسلام، كانت الإسراء لقاء بين كل الأنبياء في حضرة خاتمهم، كان تعارفا بين قيادات الدين الواحد، وإشارة رمزية إلي لقاء الأقوام والأجناس والثقافات.
كان الإسراء إشارة ذكية في بداية بناء قواعد هذا الدين، أنه دين التعارف واللقاء والسلام، وأنه امتداد لنفس ينبوع الخير الذي استسقت منه الأقوام السابقة لما تبنت خطاب رسلها ومصلحيها. لم يحمل الإسلام إلي هذه الأرض الطيبة، أرض فلسطين الطاهرة، وهو يطأ رمالها ويعبر آفاقها رسالة اعتداء وجور واستحواذ، لم يقل جئنا بشعب بدون أرض إلي أرض بدون شعب، ولم يقل أتيناكم بنبي إلي أرض بدون أنبياء، بل احترم من سبق واعتبر ذاته جزءا من نسيج جماعي تشكلت أطرافه عبر تاريخ وجغرافيا لأقوام سابقين ولاحقين، فكان قدوة ونموذجا لأهله قبل جيرانه. وكان سلما لقومه سلما للآخرين!
إن العلاقة العمودية التي يبنيها المعراج بين الأرض والسماء ليفرض علي الأمة هناك علاقة وطيدة بينها وبين خالقها تمثلت في صلوات يومية، تذكّره بأن خلاصه علي الأرض مرتبط بحسن علاقته بالسماء، وأن وجوده علي الأرض بدون هذه الهداية وهذا اللطف الرباني، مجلبة لكثير من المتاعب والسقوط. لقد أثبت المعراج ركنا جديدا لأي نجاح وفلاح دنيوي، أو بمفهوم أقرب إلي أيامنا، أن أي شهود حضاري لهذا الإنسان ممثلا في أمته، ولهذه الأمة ممثلة في أفرادها وأوطانها ومدنها وقراها وأحيائها، لا يمكن أن يكون سليما، معافي دائما ومتجددا ومبدعا، إذا لم يتمثّل البعد الروحي والأخلاقي والقيمي في مسيرته نحو التمدن والتقدم والتحضر، التي تمثل مسيرة نحو الله.
إن هذا البعد الروحي والأخلاقي والقيمي، وهذه العلاقة الوطيدة بين السماء والأرض، يشكلان حسب زعمنا أساس أي بناء سليم للظاهرة الإنسانية بأبعادها النفسية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. لن يكون أي بناء نبذ هذا البعد واستبعده، إلا أعرج في التنظير، أعرج في الفكرة والرؤية، يؤدي إلي عرج في التنزيل والممارسة، حتي وإن خفي هذا العرج في بداية الطريق لتواجد عناصر أخري دافعة ومهيمنة ومغيبة لحين لتأثيرات هذا الغياب.
لقد غابت أخلاقنا وقيمنا في السياسة يوما وفتكنا بالحبل الروحي الرابط بين السماء وأرضها، ونسينا أو تناسينا سورة بأكملها عنوانها الشوري، فتهيّب الفقيه وخرج علينا بأنشودة جديدة عجزت عنها حتي مزامير سليمان فجعل الشوري مخبرة وغير ملزمة. ولا يزال هذا اللحن تتلقفه بعض الألسن والآذان…
وطغي حاكم البلاد واستخف قومه وفرض علي الأمة تاريخا وجغرافيا، تأويلا غير أخلاقي ولا روحي للشوري، فجعل سلطاته تُورّث كما يُورّث بيته وأملاكه، حتى جاء المدد من الأرض قبل السماء وانفتحت أبواب الثورات!
وسكنت الرعية ورفضت الوقوف أولا، خوفا عند بعضها وطمعا عند البعض الآخر، ثم عجزت حتي عن رفع ظهورها عن الانحناء، وكأنها لم تر وقوفا في حياتها، فأطلت علي الأمة أجيال ولدت منحنية وشابت منحنية وشاخت منحنية ودخلت قبورها ولم تر السماء ! حتى استفاق المارد من غيبوبته ولو بعد قرون…
وغابت الأخلاق والقيم في البيت قبل الشارع ، فنالت نساؤنا أكبر مظلمة شهدها تاريخنا، جنس كامل أخرجناه بدون حياء من التاريخ، وأدخلناه في متر أو أقل من الجغرافيا الحزينة والمظلمة، في زوايا بيوت وأركان غرف. نصف المجتمع ميت ونصفه الآخر مصاب بالشلل وصاحب الجسد المفقود يريد الشفاء وهو يحمل آيات الأموات.
إن معراج التحضر لن يكون صائبا، إذا لم يتدعم بهذا البعد الروحي والأخلاقي والقيمي في كل حركاتنا وسكناتنا، في كل مشوار صاعد نحو الرقي، نحو التحرر، نحو الله ! لن ينالنا ولا ينال أحفادنا حبة خردل من حضارة مزعومة، والقتل والإرهاب والفضاعة والأذى ترج أطراف البيت، دون علم ووعي، دون حق وخلق، ودون نقل وعقل ! لن نفهم رسالة المعراج الحضارية إذا لم نفقه أن بناء الحضارات لا يتم في الصخب والضوضاء [حين يراد الالتفاف على الثورة]، ولا بأيد مريبة ملطخة بالباطل والجور والاعتداء وبحسابات ضيقة وأجندات مسقطة، ولا بفرقة ناجية يتيمة وكل الناس في النار!
إن الحضارة إسراء بالإنسان الضائع المغلوب علي أمره، نحو الإنسان الصالح المصلح، والحضارة معراج نحو المطلق، بهذا الإنسان السليم، الحامل في بنائه عناصر الروح والمادة والأخلاق والقيم. وتلك إحدي رسائل الإسراء والمعراج إلي الإنسان الفرد والإنسان المجموعة وطنا كان أو أمة، ومهما شرّقت أو غرّبت نجومها الطارقة، رسائل عدل وحرية وإبداع وإحسان. *مؤسس حركة اللقاء الاصلاحي الديمقراطي.
منصف المرزوقي الانتصار الهشّ التعثّر والانزلاق الترقب الحذر بانتظار المواجهة
سيعتبر المؤرخون أنه إذا كان القرن الثامن عشر قرن الثورتين الفرنسية والأميركية، والقرن العشرين قرن الثورتين الروسية والصينية، فإن القرن الواحد والعشرين كان دون منازع قرن الثورة العربية، مع كل التبعات الهائلة المعروفة للثورات العظمى. ربما سيختلفون في تحديد انطلاق ثورتنا وهل بدأت حقا يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2011 في سيدي بوزيد بالقطر التونسي، أم أنها انطلقت مع الانتفاضات الفلسطينية أواخر القرن العشرين كما يدّعي كاتب هذه السطور.
الثابت أنهم سيتفقون على أن اللهيب الثوري وصل مصر يوم 25 يناير/ كانون الثاني واليمن أواخر نفس الشهر والبحرين بدءا من 14 فبراير/ شباط وليبيا بدءا من 17 من نفس الشهر وسوريا بدءا من 15 مارس/ آذار، كل ذلك نفس السنة 2011.
هم سيضيفون بقية التواريخ التي لا نعرفها اليوم، بتحديد موعد اشتعال اللهيب في الجزائر والسعودية والمغرب إلخ. من ذا الذي يشك في حتمية وصول الحريق لكل مكان ما دام الأغبياء الخطرون الذين حكمونا طيلة نصف قرن قد أحاطوا قصورهم بجبال متعالية من الحطب الجاف، كدسوها بإصرار غريب وبِغَباء أغرب؟
مما يعني أننا لسنا إلا في بداية طريق لا نعرف هل سيستغرق سنينَ أو عقودا، لكنه مسار إجباري ستمشي عليه كل الأمة إلى الآخر، هذا إذا لم تتبعها شعوب وأممُ أخرى بدأت كما هو الحال في إسبانيا تتعلم منها تقنيات العصيان المدني والاعتصام بكبرى ساحات العواصم.
لنستعرض الأوضاع الثلاثة التي تعرفها الأمة في بداية الطريق هذه، أي بعد قرابة ستة أشهر من انطلاق الشرارة الأولى.
الانتصار الهشّ
إنه الوضع الذي تعرفه تونس ومصر، حيث لم يؤدِّ رحيل المخلوعين إلا لفرحة عابرة تبعها تعمّق الأزمة الاقتصادية وانتقال الأزمة النفسية إلى تفاقم المخاوف بخصوص الأمن والمستقبل وتزايد مشاعر الإحباط وخيبة الأمل وكأنّ وعدا هاما لم يتحقق وحلما جميلا بصدد التبخّر.
لفهم الظاهرة لا بدّ من العودة للمفهوم نفسه. نحن نتحدث عن الثورة في الفكر كالتي أحدثتها نظرية كوبرنيك واكتشافات قاليلي. هي قطعت نهائيا مع تصورات أرسطو وآباء الكنيسة التي كانت تجعل الأرض مركز الكون والشمس هي التي تدور حولها واستبدلتها بتصورات جديدة مناقضة تماما.
نتحدث عن الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر أو الثورة المعلوماتية في القرن العشرين للظهور المفاجئ للقاطرة البخارية أو الحاسوب وما انجرّ عنه من تغييرات هائلة في حياة البشر. مما يعني أن الثورة هي قطع مع الماضي وتغيير مفاجئ وجذري في جملة من الظواهر الفكرية أو التكنولوجية مع تبعات هائلة وغير متوقعة في الميدان الذي يحدث فيه هذا التغيير.
على الصعيد الاجتماعي يمكن القول إن الثورة هي اللحظة التاريخية التي تمهد لها تراكمات طويلة من النضال والقمع ويعيد إبانها المجتمع بكيفية مفاجئة توزيع السلطة والثروة والاعتبار، وذلك عبر تغيير جذري نادرا ما يكون سلميا، لنظامه السياسي. الشعور السائد اليوم في البلدين أن عملية التوزيع هذه لم تذهب شوطا بعيدا، لا بل ولم تبدأ أصلا.
من القوانين السرمدية التي تتحكم في تاريخ الثورات أنه لكل ثورة ثمن باهظ، أن من قاموا بالثورة ليسوا من يجنون ثمارها، أن الثورة تحقق بعض أهدافها بطول الزمان وأحيانا لا تحقق شيئا منها.
كل هذا ناتج عن أن لكل ثورة بالضرورة ثورة مضادة. لا غرابة في الأمر، ومن فقدوا السلطة والثروة والاعتبار لا يتبخرون وإنما يتآمرون لاستعادة ما فقدوا. إنه الوضع »الطبيعي » الذي تعرفه تونس ومصر، حيث فلول البوليس السياسي وبقايا النظام القديم وأصحاب المال القذر يعملون ليلا نهارا للعودة من النافذة بعد أن طُردوا من الباب.
لكن التقييم الموضوعي للأوضاع الصعبة التي تعيشها الثورتان يُظهر أن دور الثورة المضادة في هشاشة النصر مبالغ فيه. ففلول البوليس السياسي المتبقية من عهد بن علي، قادرة على كثير من الإيذاء ولكنها محطمة نفسيا ومحاصرة اجتماعيا بل ومنقسمة على نفسها، وجزء هامّ من السلك مستعدّ إن أعطيت –ويجب أن تُعطى- له ضمانات سياسية، لتطهير نفسه بنفسه.
أما فلول الحزب القديم فهي أعجز من مغالطة الناخبين بتشكلها داخل أحزاب جديدة وستُسحَق في كل انتخاب نزيه. أما المال القذر فكل الأضواء مسلطة عليه والشباب الثائر له بالمرصاد.
الخطر الحقيقي على الثورتين آتٍ من مصدرين أساسيين. الأول هو تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة التراكمات القديمة وتبعات الثورة من عدم الاستقرار، مما يعني أنه مؤقتا، ليس هناك الكثير من الثروة للتوزيع. العامل الثاني هو الصورة التي تعطيها الطبقة السياسية الجديدة من تشرذم وتنافس أدّى بالبعض في تونس إلى الدخول في عمليات إشهارية تُكلّف الملايين في حين أن مئات الآلاف من التونسيين يحارون في كيفية الوصول لآخر الشهر بماهيتهم المتواضعة.
مثل هذه الطبقة التي تعطي الانطباع بأنها تريد الانقضاض على السلطة والاعتبار، لأجْل صالحها الخاص وفي ظل تفاقم الظروف المعيشية للأغلبية، قادرة على جعل الثورة كريهة لمن قبلوا بها وحتى لمن قاموا بها.
الخطير أيضا في وضع تونس أنها اختارت أطول وأصعب طريق لبناء نظامها السياسي، أي انتخاب مجلس تأسيسي، أخّرت القوى المضادة للثورة موعده خوفا من المحاسبة ومن فقدان آخر معاقلها.
هذا المجلس سيشهد صراعا رهيبا على صياغة الدستور وكل طرف يسعى حسب مصالحه لأن يكون النظام الجديد برلمانيا صرفا، بالأغلبية أو بالنسبية، أو رئاسيا، أو نصف رئاسي نصف برلماني.
كل هذا الجدل سيتم وسط تفاقم صعوبات اقتصادية خارقة للعادة، تتعامل معها حكومة هي نفسها انتقالية بما أن النظام النهائي هو الذي ستفضي إليه انتخابات رئاسية وتشريعية أو تشريعية صرف، لا أحد يعرف متى ستقع.
مثل هذه العملية قد تأخذ سنوات وهي فترة لا تتحملها بلاد بأمَس الحاجة لعودة الاستقرار والاستثمار، مما يعني أننا قد نرى السنة المقبلة دخول تونس في دوامة من الاضطرابات الاجتماعية.
إن دور كل الحريصين على الثورة في البلدين مواصلة حصار قوى الردّة بتطهير شامل لأجهزة القضاء والأمن، ووضع القواعد الأخلاقية والقانونية للحدّ من تأثير المال القذر في تمويل الأحزاب. ومن واجبهم المُلحّ الإسراع بوضع النظام السياسي الجديد على الطريق، للشروع في الإصلاحات الضرورية التي لم تعد تتحمل أدنى تأخير، فالشعب لن يتحمل مشاهدة الطبقة السياسية تغرق في صراعاتها وهو يتخبط في الفاقة. وقد يكفر بالديمقراطية بأسرع مما يُتصور، مُرَحِّبا بأي منقذ عسكري يُخَلّصه من »السياسوية » والسياسيين والانتهازيين أجمعين.
التعثّر والانزلاق
إنه وضع الثورة في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين، حيث لم تؤدِّ المقاومة المدنية إلى النتيجة التي وصلت لها الأمة في تونس ومصر، وقد فاق حمام الدم كل المخاوف. هل سيكون المصير التعيس لعلي عبد الله صالح الذي أجبر على مغادرة البلاد وشظايا القنابل في صدره رسالة مفهومة من قبل الطاغية السوري والليبي لأن « من عاش بحدّ السيف مات به »؟
ذلك هو الأمل ، لكن الثابت أن هؤلاء الأغبياء الخطرين فوتوا فرصة ثمينة على أنفسهم وعلى الأمة لمواصلة الطريق الذي افتتحته للعالم أجمع: الثورة السلمية.
لقد كشف قتل أهلنا في المنامة ودرعا وتعزّ ومصراتة، من قِبَل قوات مدججة بالسلاح لا تستحيي من ضرب المتظاهرين بالطائرات، ما رددناه دوما أننا لسنا أمام جيوش وطنية وإنما أمام قوات احتلال داخلي أقسى على الشعوب من قوات الاحتلال الخارجي. أسّ البلاء التكوين الطائفي للقوات المسلحة في البحرين وسوريا وتكوينها القبلي في اليمن وأهمية الارتزاق في القوات الليبية. الخطر الكبير اليوم هو انزلاق الثورة السلمية إلى حرب أهلية يتدخل فيها الخارج كما يحصل في ليبيا وكما لا يجب أن يحصل مجدّدا في أي قطر. إن مهمة الثوار السلميين في كل قطر التمسك بخيار العصيان المدني إلى لحظة إسقاط النظام البائس، وحَثّ العناصر الوطنية داخل الجيوش على الالتحاق بالشعب وهو الركن الأول للثورة السلمية.
أما الركن الثاني فهو إبقاء باب القفص الذهبي مفتوحا أمام الكواسر المحاصرة باللهيب، إذ لا أخطر كما رأينا في ليبيا من حيوان جريح مطوّق من الجهات الأربع.
هنا يجب مطالبة المحكمة الجنائية الدولية أن تهتم بشؤونها لأن الحياة أهم من العدل، ومن ثَم ضرورة الإصرار أيا كانت الجرائم المرتكبة، على ضمان سلامة المسؤولين والتعهد بعدم ملاحقتهم إن قبلوا مغادرة السلطة دون مزيد من إراقة الدماء. ثمة خلل فاضح أظهرته الأحداث الأخيرة هو قلة الدعم العربي، وكأنّ كل شعب أصبح مشغولا بذاته لا غير. صحيح أن التونسيين فتحوا قلوبهم وبيوتهم لأكثر من ثلاثمائة ألف لاجئ ليبي، بينما وقفت الحكومة الانتقالية تتفرج. لكن هذا لا ينفي أنهم لا هُمْ ولا أهل مصر فعلوا الكثير لمساندة أهلهم في اليمن وسوريا والبحرين.
صحيح أيضا أن المشاكل الحياتية آخذة بخناق الجميع والشعور بالأخطار التي تتهدّد الثورة الجنينية تستنفر كل الطاقات، وكم صدق مثلنا الشعبي »تجي تلوم… تعذر ». لكن ما لا يفهمه المصريون والتونسيون أن هزيمة الثورة في أقطارنا الأربعة الآنفة الذكر تعني تفاقم التهديد على الثورتين.
الحلّ هو أن »تتخصص » شريحة من الثوريين السلميين بكل قطر في الدعم العربي العامّ، متناسية مشاكلها الداخلية، ومن ثم ندعو إلى تكوين لجان مساندة الثورة العربية في كل قطر. وتقتصر وظيفتها على حشد الدعم المادي والمعنوي، والاعتصام الدائم أمام سفارات الأنظمة الإجرامية، حتى تشعر كل الشعوب أنها محمية الظهر من الأشقاء، وحتى تتم قومية الثورة وتكون أحسن مدخل للمشروع الجبار الذي يجب أن تحققه بعد الاستقلال الثاني لكل شعب: اتحاد الشعوب العربية الحرة.
الترقب الحذر بانتظار المواجهة
من يتأمل الوضع الراهن في الأقطار التي لم تصلها بعد صرخة »الشعب يريد إسقاط النظام » مثل المغرب والجزائر والأردن والسعودية، يكتشف بسهولة تلبّد السحب وارتفاع درجة الحرارة تدريجيا وهبوب لفحات ريح ساخن بين الفينة والأخرى. إننا أمام هدوء ما قبل العاصفة. الأمر ناجم عن تقييم للعقل الجماعي بأن لحظة الحسم مع النظام الاستبدادي لم تحِن بعد، مما لا يمنع إطلاق ما يمكن تسميته بالمظاهرات التجريبية. كأن الشعب جيش يتلمس دفاعات الخصم حتى يقدّر متى يجب الانقضاض عليه. أما ما تسعى إليه السباع الكاسرة المحاصرة في أقفاصها الذهبية، فهو إفراغ العاصفة القادمة من طاقتها الرهيبة عبر المسارعة بإصلاحات شكلية وتوزيع بعض الهِبات. مشكلتها أن كل الإجراءات السياسية أو الأمنية، جاءت متأخرة جدّا لأن الموضوع لم يعد قبول فتات الدكتاتورية وإنما إسقاطها.
بديهي أن الطرفين يراقبان بمنتهى الاهتمام والقلق ما يجري في الأماكن التي عرفت وتعرف هبوب العاصفة. بالنسبة للسلطة الاستبدادية كل فشل للثورة في تلك الأماكن هو بمثابة نفح أوكسجين، ومن ثم عملها المستحيل لدعم قوى الثورة المضادة. وبالنسبة للشعوب المقموعة، كل نصر مهما بعُدَ مكانه جغرافيا هو بمثابة خطوة على درب تحررها هي.
لنأمل أن يستخلص الطرفان من هذه التجارب ما يوفّر على الجميع مآسي عبثية.
على قوى الثورة في البلدان التي تنتظر دورها في الطابور أن تتمسك بالخيار السلمي الذي أظهر نجاعته في تونس ومصر وأن تفوّت كل الفرص لجرها لمواجهة مسلحة. دورها أيضا شق صفوف أجهزة القمع بالتصريح الواضح والصادق أنه لا نية للثورة السلمية الدخول في أي صنف من الانتقام وأنها ستطرح لجان المصالحة والحقيقة على طريقة جنوب أفريقيا كقاعدة، ومحاكمة قلة قليلة من كبار المجرمين كشاذة.
بالنسبة للقوى الحامية للنظام عليها أن تتعظ من حمام الدم السائر في ليبيا وسوريا واليمن، وأن تفهم أنه حتى هذا المستوى المريع من القتل لن يجعل الشعوب تتراجع في قرارها بإرادة الحياة وكسر قيودها، وأن مصلحتها الالتحاق بركب المستقبل وليس التعلق بمن حكم عليهم التاريخ بالزوال.
أما بالنسبة لرؤوس الأنظمة فالدرس بديهي: فات وقت إصلاحات ذرّ الرماد في العيون. حان وقت توزيع جديد للسلطة والاعتبار والثروة. لا جدوى للقمع الدموي، والخيار الوحيد إما المرور سريعا للملكية الدستورية غير المغشوشة وإما القبول بأنهم آخر ملوك وأمراء العرب.
القاسم المشترك بين الوضعيات الثلاث إذن انطلاق مسار إعادة توزيع الاعتبار والثروة والسلطة. سواء في الأقطار التي لم يبدأ فيها أو التي تقدم فيها خطوات أو التي يتعثر فيها، يمكن القول إنه وقع ردّ الاعتبار للشعوب والمواطنين لأن المستبدّين بصدد إعادة النظر في كل مسلماتهم وأيديهم على قلوبهم، بعد أن تعلموا الفضيلة التي نقصتهم على الدوام: احترام الآخرين. أما بخصوص توزيع السلطة والثروة فقضية مفروغ منها هي الأخرى حتى وإن تطلب الأمر مزيدا من الوقت والتضحيات.
لكن لننتبه إلى أن المهمّ ليس افتكاك الاعتبار والسلطة والثروة من المستبدين وإنما إعادة توزيعها بكيفية لا تُعدّ العدة بعد تراكمات جديدة لثورة على الثورة، فنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة والرقاص يتأرجح من الاستبداد إلى الفوضى ومن الفوضى إلى الاستبداد.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 07 جوان 2011)
<
ابراهيم بالكيلاني ( النرويج )
يتوسل الكتاب و الباحثون بمناهج متعددة و باستخدام استراتيجيات مختلفة سعيا للوصول إلى الأجزاء المتعددة للحقيقة ، لينسجوا من أجزائها صورة الحقيقة الموضوعية . و هو ما كنا نتوسمه في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الاصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي . إلا أنه قبل بلوغها المائة يوم من عمرها ، تكشفت الحقائق فارتد التفكير العقلاني الحداثي إلى تفكير ماضوي شوفيني ، و انتكست المعرفة و التخصص العلمي إلى وهم و خيال ، و توارت الحرية إلى استبداد و استئصال ، و انقشعت النزاهة و الاستقلالية لتولد كيدا و اضمحلال ,, و تحولت الهيئة العليا بفعل فاعل متوار عن الأنظار إلى انتكاسة تهدد الثورة و الثوار .. لذلك سنتوسل بأدوات بعض المناهج النفسية لعلنا نفهم ما يحدث و كيف يحدث و ربما توقع ما سيحدث ! ليست هي دعوة من غير سند عندما نقول بأن الهيئة العليا محكومة بعقدة » الثمانينات » و أساسا عقدة » الاسلام السياسي » ، و منظريها الأساسيين بتصرفاتهم و تصريحاتهم في اعتقادي ، لا تكون إلا للمصابين بأحد أنوع القلق العصابي و التي ميزها فرويد إلى ثلاث : القلق الهائم الطليق أو قلق المخاوف المرضية أو قلق الهستيريا . و يرى فرويد » أن القلق عادة ما يكون بداية للأمراض العصابية و الذهانية ، فالفرد عندما يشعر بالقلق يواجه موقفا يود التخلص منه بسرعة فهو يعيش التوتر الذي لا يستطيع تحمله لفترة طويلة و من هنا فإنه يلجأ إلى كبت الصراع ثم ينكص (يرتد) إلى مرحلة من داخل طفولته حيث يستخدم الحيل الدفاعية المميزة لهذه المرحلة و من ثم يتولد لديه الأعراض العصبية أو الذهانية تبعا للمرحلة التي ارتد إليها » ( محمد، 2002، ص 273) . الأفكار النمطية : يعرف علماء النفس الاجتماعيين الأفكار النمطية بكونها » الصور و المعتقدات التي تتمسك بها عن الآخرين أفرادا أو جماعات » . و أشار (ليبمان) إلى ما يمكن أن تؤديه الأفكار النمطية من أدوار سلبية و مشكلات اجتماعية ، و أجملها في : 1. المغالات في تقدير الاختلافات بين الجماعات : فظاهرة التباين موضوعية و هي مراعاة في البحوث و التحليلات . لكن عندما نتجه إلى المغالات فيها يمكن أن تشوش علينا الرؤية و تسبب مشاكل عديدة . و نحسب أن المغالاة ملموسة لدى منظري الهيئة ، ففي تركيبتها مغالاة ، و في تقديرها للمخاوف مغالاة ، و في تنظيرها و نتائجها من مواقف و قانون انتخابي و مبادرات تالية كلها مسكونة بمغالاة في تقديراتها للمواقف و مغالاة في تقديرها للاختلافات بين المجموعات و الجماعات : فهما و دورا و حضورا . 2. الاستهانة بالتباينات داخل الجماعة : يجمع الفريق » العَلماني » المتسلط على الهيئة بأن المتدينين جميعهم ، معادون للحداثة . و أن المجموعات الاسلامية كل واحد لا يفترقون في الفهم و العقلية و السلوك . و يكفي أن تكون متدينا أو منتميا إلى اطار اسلامي معين سواء كان هذا الاطار : سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو حتى رياضي . فأنت في نظرهم مصنّف تصنيفا ثابتا , لا تكذبه السلوك و لا الانتاج المعرفي و لا المساهمات في المجتمع و لا مواقف الجهات المستقلة و لا نتائج الدراسات و البحوث العلمية و لا حتى أحكام القضاء المستقل . فلا يوجد في نظرهم بين الاسلاميين من هو مؤمن بالديمقراطية ، و لا مؤمن بالعمل الوطني ، و لا حاملا لفكر حداثي و لا ملتزما بقيمة الحرية و المساواة .. و بالتالي يمعنون في 3. تحريف و تشويه الواقع ، على ما نعيش .. 4. تبرير العدوان أو الاستبداد : و كنتيجة متوقعة لما سبق فالأفكار النمطية سرعان ما تتحول إلى تنظير للاستبداد بل تماهي معه . فأين كانت هذه الفئات قبل الثورة ، و ما هو دورها في تطويل عمر الاستبداد النوفمبري . فهي التي نظرت لأغلب مراحل الاستبداد بشاعة في تاريخ تونس الحديث . فزُج بالأبرياء في السجون ، و زُيفت ارادة الشعب ، و انتُهبت ثرواته ، و عمّ الفساد و الافساد ، و بُدّلت الدساتير ، و زُيفت نتائج الامتحانات ، و جُففت ينابيع الهوية .. فأين كانت هذه الأصوات . فهل لزمت الصمت؟ و الصمت كان جنّة أنداك !. أم أنها هي الأداة الأساسية لكل تلك المآسي ؟. و هل هي مهيّئَة دائما للعب الدور نفسه ؟ إلا إذا رأينا في الواقع ما يكذبه و لم نره بعد !. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
<