الأربعاء، 31 أكتوبر 2007

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2718 du 31.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: جيهان الدالي .. اختطاف ..ثم محاكمة سياسية  ..! الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: متابعات إخبارية الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: السجين السياسي السابق فرج الجامي : مواطن بلا حقوق..!؟ حرّية و إنصاف: عمال المغازة العامة يضربون عن العمل حرّية و إنصاف: اعتداء على الحرية الشخصية لسجين سابق حرّية و إنصاف: تأجيل النظر في قضية عائد من غوانتنامو مجموعة قفصة لمنظمة العفو الدولية: سعادة  قنصل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بقفصة :الموضوع : مناشدة انسانية

طلبة تونس: أخبار الجامعة موقع « مغاربية »:الصحفيون التونسيون يعلنون عن قيام نقابة وطنية رويترز:دراسة: 88 بالمائة من الشبان في تونس يستخدمون العنف اللفظي  عبد الله الزواري: حصاد الأسبوع:  محسن المزليني:في الذكرى الثانية لتأسيس هيئة 18 اكتوبر:رغم الحصار الشامل: الهيئة تضع لبنات « الميثاق الديمقراطي » آمال الرباعي: مهلا هيئة 18 أكتوبر! ناصح أمين :إلى غسان بن خليفة عصام حمدان: صراع القضاة من نادي سكرة إلى الفضاء العام  جابر القفصي :نحو قراءة جديدة للفقه الإسلامي نقابي من قطاع التعليم العالي: البيروقراطية النقابية تكشر عن أنياب الخيانة محمد العروسي الهاني: هاجس التشغيل وما أدراك ما التشغيل في تونس بوعلي عبيدي: « آمنتُ بالعصا… » د. أحمد القديدي: هل تتحمل المنطقة اشتعال الحريق الكردي؟ ياسر الزعاترة: رسالة بن لادن لأهل العراق.. المضمون والدلالات  الجزيرة.نت:تباينات حماس الداخلية..بعيدا عن الميكروفونات

 

 

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله.  » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr    


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “

  “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

  تونس في 31 أكتوبر 2007

جيهان الدالي .. اختطاف ..ثم محاكمة سياسية  ..!

 علمت الجمعية أن الطالبة جيهان الدالي ، التي تم اختطافها  من قبل أعوا أمن  بالزي المدني عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة 26 أكتوبر2007  بعد اقتحام المبيت الجامعي للفتيات بالعمران الأعلى ،  قد تم إطلاق سراحها هذه الليلة على الساعة الثامنة بعد تسليمها استدعاءا لحضور جلسة أمام الدائرة الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في القضية عدد 32346 بتهمة جمع أموال ..!

وقعلمت الجمعية أنه يحال معها بنفس التهمة كل من نضالات الزيات و عبير الشواشي و فاتن بالطيب .

علما بأن الطالبة جيهان الدالي هي  قريبة السجين السياسي عبد الباسط الدالي ،وقد تعرضت للمضايقة عديد المرات لإجبارها على نزع الحجاب وهي من نجباء المعهد العالي للفلاحة بتونس (INAT).

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر المداهمات والإيقافات غير القانونية ،فإنها تجدد دعوتها لعدم توظيف القضاء في محاكمات سياسية لا تستند على أي أساس واقعي أو قانوني .

عن لجنة متابعة المحاكمات

رئيسة الجمعية

الأستاذة سعيدة العكرمي

 


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “

  “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

  تونس في 31 أكتوبر 2007

متابعات إخبارية

*  أصدرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي منوبي حميدان في ساعة مبكرة من صباح اليوم أحكامها في القضية عدد 9503 التي أحيل فيها  كل من : محمد السويسي ومجدي الذكواني و ياسين الجبري و سليم الحاج صالح و علي الحرزي و إبراهيم الحرزي و صابرحسني و أنيس البوزيدي و صابر حسني و سهل البلدي و محمد أمين عون و محفوظ العياري و غيث  الغزواني و ماهر بزيوش  ،  بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم إرهابي  و التعريف به  و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية ، وذلك على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية  ، و قد استمرت المرافعات إلى حدود الساعة العاشرة ليلا وكانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : ضياء الدين مورو، و أنور القوصري ،و  عمر الصوالحي ، و أحمد الصديق ،و  نور الدين البحيري، و نجيب الحسني ،و  عبد الرؤوف العيادي،و سمير بن عمر، و راضية النصراوي ،و  سمير ديلو ،و كمال بن مسعود ،

وقد نص الحكم على ما يلي : » قضت المحكمة نهائيا حضوريا بقبول الإستئنافات شكلا و في الأصل بإقرار الحكم الإبتدائي مع تعديله و ذلك باعتبار جريمة التبرع بأموال بغرض تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و جمعها لتلك الغاية مندمجة ضمن جريمة الإنضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و مستوجبة لعقلبها و بالحط من العقاب المحكوم به على كل واحد من المتهمين من أجل هذه الأخيرة إلى سنتين و نصف كالحط من العقاب المحكوم به ضد كل واحد من ياسين الجبري و محمد أمين عون و غيث الغزواني و ماهر بزيوش من أجل جريمة الدعوة لارتكاب جرائم إرهابية إلى عامين اثنين و إقراره في ما زاد على ذلك و حمل المصاريف القانونية على المحكوم عليهم  » .

علما بأن المحكمة الإبتدائية بتونس كانت قد أصدرت في حقهم بتاريخ 24 مارس 2007 أحكاما تراوحت بين  4 سنوات و 12 سنة.

 * كما   أصدرت نفس  الدائرة حكمها في القضية عدد 9827 التي يحال فيها كل من عبد المجيد بوعجيلة و قابيل بوعجيلة و نصر الدين بوعجيلة و جاد العبادي و عبد الحليم الحضري و قضت فيها بالسجن مدة عامين اثنين من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي و اعتبرت بقية التهم مندمجة في التهمة الأولى .

تأجيل النظر في قضية العائد من غوانتانامو

قررت الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس تأجيل النظر في القضية عدد  42970 التي يحال فيها عبد الله الحاجي للإعتراض على حكم غيابي صادر في حقه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة إرهابية تعمل بالخارج وفق الفصل 123 من مجلة المرافعات و العقوبات العسكرية ، علما بأن فريق الدفاع يتكون من الأساتذة عبد الرؤوف العيادي و سمير بن عمر و سمير ديلو ،

وقد شهدت الجلسة توترا بعد احتجاج المحامين الحاضرين على إخراج عائلة  زوجة المتهم و أخته و بناته من قاعة الجلسة و نقلهن إلى قاعة مجاورة حيث تم تفتيشهن جسديا .

وقد تمسك المحامون بطلب تأخير الجلسة لتمكينهم من الإطلاع على المحاضر المحررة من قبل فرقة أمن الدولة و التي لم يتم تضمينها بالملف .

و بعد المفاوضة الحينية  قرر القاضي السيد فريد السقا تأخير الجلسة ليوم 14 نوفمبر 2007 .

محاكمات بالجملة ..و انتهاك لحقوق الدفاع ..!

* نظرت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محرز الهمامي في القضية عدد 11432 التي يحال فيها كل من وجدي المرزوقي و طاهر بوزيدي و محمد الحميدي و بلال المرزوقي و غيث مكي و عز الدين عبدلاوي و نزار حسني و زياد الفقراوي و قد أخرت الجلسة ليوم 17 نوفمبر 2007 بطلب من هيئة الدفاع المكونة من الأساتذة عبد الرؤوف العيادي و نور الدين البحيري و راضية النصراوي و سمير بن عمر و شكري بلعيد و فوزي بن مراد و قد شهدت الجلسة دخول المتهم زياد الفقراوي محمولا من الأعوان لعدم قدرته على الوقوف نتيجة لحالته الصحية المتدهورة بعد أكثر من 50 يوما من الإضراب عن الطعام مطالبة بالعلاج و بمحاكمة أعوان أمن الدولة الذين عذبوه إثر إيقافه .

* كما نظرت نفس الدائرة في القضية عدد 1408 التي يحال فيها كل من حسن بن بريك و بلال ميلاد و إصلاح العيساوي و فاضل الهويملي و بوسعيد الطرابلسي ، وكان فريق الدفاع متكونا من الأساتذة عبد الفتاح مورو  و مختار العيدودي و سمير بن عمر و قد قطع القاضي مرافعة الأتاذ بن عمر بعد أن أصر هذا الأخير على ضرورة عدم الخلط بين الإرهاب و المقاومة المشروعة . و قد حجزت القضية إثر المرافعات للتصريح بالحكم بعد المفاوضة .

         عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية : الأستاذ سمير ديلو


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “

“الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

تونس في 31 أكتوبر 2007

السجين السياسي السابق فرج الجامي : مواطن بلا حقوق..!؟

علمت الجمعية أن السجين السياسي السابق فرج الجامي قد تعرض للإختطاف صباح اليوم و تم احتجازه بثكنة بوشوشة  ثم تحويله إلى منطقة الشرطة بباب سويقة التي أعادته مجددا إلى ثكنة بوشوشة حيث تم الإحتفاظ به إلى حدود الساعة السابعة و النصف  من مساء اليوم و طلب منه الإتصال بإدارة أمن الدولة .. »لتسوية وضعيته »..!

علما بأن السجين السياسي السابق فرج الجامي يتعرض للإضطهاد و التنكيل منذ مغادرته السجن في جويلية 2007 بعد أن قضى فيه قرابة الـ 17 سنة بعد محاكمة لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة ، وقد سبق أن نبهت الجمعية في مرات سابقة إلى تخفي الدوائر الأمنية خلف تعلات واهية لتبرير إيقافه مرات متعددة بدعوى وجود مناشير تفتيش في حقه .

و الجمعية إذ تعبر عن تضامنها مع فرج الجامي في محنته المتواصلة ، و هو الذي أشرف على الموت نتيجة الأمراض التي أصيب بها في السجن ، فإنها تدعو إلى إيقاف كل الإجراءات التي تكرس العقوبة الأبدية و تحرم المساجين المسرحين من حقهم في حياة كريمة  .

عن لجنة المسرحين

نائب رئيس الجمعية

الأستاذ عبد الوهاب معطر

 


 

 

 حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 31 أكتوبر 2007

 

عمال المغازة العامة يضربون عن العمل

يشن عمال المغازة  العامة إضرابا عن العمل لمدة أربعة أيام من 31 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2007 القادم تحت شعار :  » محاولة تغييب الاتحاد رهان خاسر لسلب العمال حقوقهم       و امتيازاتهم  » للمطالبة بإعادة خمسة من العمال المطرودين و مراجعة الفصول الأربعة عشر من الميثاق الاجتماعي التكميلي الذي بموجبه وقع التفويت في المؤسسة التجارية علما بأن الحق في العمل هو من الحقوق الأساسية للمواطنين .

        و حرية و إنصاف تدعو إلى :

        1) احترام قوانين مجلة الشغل بخصوص قطع العلاقة الشغلية.

        2) ضمان حقوق العمال في التعويض عن الأضرار الحاصلة لهم خاصة إذا كان الطرد يكتسي                       صبغة تعسفية.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري


 

حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 31 أكتوبر 2007

اعتداء على الحرية الشخصية لسجين سابق

 

احتجز أعوان منطقة باب سويقة اليوم الأربعاء 31 أكتوبر 2007 السجين السياسي السابق السيد فرج الجامي بسبب صدور مناشير تفتيش ضده لغرض تقديمه للمحكمة التي تعهدت بمقاضاته عام 1991 من أجل انتمائه إلى حركة النهضة و رغم أن القضية المذكورة تم البت فيها حضوريا و نهائيا و هو ما يجعل منشور التفتيش لاغيا إذ لم يبق أي موجب له ما دام السجين السياسي السابق السيد فرج الجامي قد تقدم بمحض إرادته للمحكمة علما بأن السيد فرج الجامي قضى بمختلف السجون التونسية ما يزيد عن ستة عشر عاما نفاذا لمجموعة من الأحكام الصادرة ضده.

و للتذكير فإنها المرة الثالثة التي يتم فيها احتجاز السيد فرج الجامي في ظرف شهر،الأولى بمركزالأمن بقرمبالية في 28/9/2007 و الثانية في 23/10/2007 بمركز الشرطة الفنية ببوشوشة و اليوم 31/10/2007 بمركز باب سويقة الذي أحاله على فرقة الارشاد بنفس الدائرة.

و تجدر الاشارة إلى أن السيد فرج الجامي قدم طلبا يوم 25/10/2007 إلى كل من السيد وكيل الجمهوية بتونس و السيد وكيل الجمهورية بأريانة لإصدار الإذن بكف التفتيش إلا أنه فوجىء اليوم باحتجازه من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى الساعة السابعة و النصف مساء.

و حرية و إنصاف :

1) تندد بهذا الاحتجاز التعسفي.

2)  تدين التباطؤ المتعمد في إجراءات كف التفتيش الذي كان من المفروض أن يتم بصورة تلقائية بمجرد صدور الحكم في القضية التي صدر منشور التفتيش بسببها أو بمجرد مرور المدة القانونية للتقادم.

3) و تدعو إلى تمتيع كل المسرحين بكافة حقوقهم آليا و بمجرد خروجهم من السجن و تعتبر أن احتجاز المسرحين بدون موجب فيه اعتداء على حريتهم الشخصية و هي جريمة يعاقب عليها القانون.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


 

حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 31 أكتوبر 2007

و يتواصل مسلسل المحاكمات..

 

أصدرت الدائرة الجنائية السابعة و العشرون بمحكمة الاستئناف بتونس في ساعة متأخرة من ليلة أمس 30/10/2007 حكمها في القضية عدد 9503 و التي موضوعها الطعن في الحكم الابتدائي الصادر بتاريخ 24/3/2007 و ذلك بإقرار الحكم الابتدائي مع تعديل نصه بالحط من العقاب المحكوم به ابتدائيا ، و بذلك أصبحت الأحكام النهائية كما يلي:

–       الحط من 10 سنوات إلى أربع سنوات وستة أشهر بالنسبة لكل من :

ماهر بزيوش – غيث الغزواني – محمد أمين عون – ياسين الجبري

–       الحط من 6 سنوات و أربع سنوات إلى سنتين و نصف بالنسبة لكل من :

سليم الحاج صالح – مجدي الذكواني – علي الحرزي – ابراهيم الحرزي – صابر بن الكيلاني حسني – صابر بن مختار حسني – محفوظ العياري – أنيس البوزيدي – محمد السبوعي – سهل البلدي.

و حرية و إنصاف:

1) ترى أن الحكم بإدانة الشبان المحالين على المحكمة لإدانتهم على أساس قانون الارهاب مخالف لمقتضيات الدستور نظرا لعدم دستورية قانون 10/12/2003.

2) و تدعو إلى إطلاق سراح جميع مساجين الرأي و خصوصا المعتقلين منهم في إطار هذه القضية و وضع حد لمثل هذه المحاكمات التي يقع الزج فيها بشبان أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم آمنوا برأي مخالف.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


 

حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 31 أكتوبر 2007

 

تأجيل النظر في قضية عائد من غوانتنامو

 

قررت اليوم 31/10/2007 المحكمة العسكرية الدائمة بتونس تأجيل النظر في قضية السيد عبد الله بن علي الحاجي الذي سلمته الولايات المتحدة الأمريكية للسلطة التونسية بعدما قضى خمس سنوات بسجن غوانتنامو إلى جلسة يوم 14 نوفمبر 2007.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 

 

 

 

قفصة : 31 أكتوبر 2007        مجموعة قفصة     لمنظمة العفو الدولية     نهج محمد خدومة قفصة    

سعادة  قنصل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بقفصة

 

الموضوع : مناشدة انسانية

 
باسم مجموعة قفصة لمنظمة العفو الدولية نتقدم الى سعادتكم بهذا المكتوب راجين من حضرة الجناب تبليغ هذه المناشدة الى ممثلي السلطة في القطر الجزائري الشقيق      و المتمثلة في مساندة الحملة العالمية المنادية بمناهضة حكم الاعدام و ذلك بمناسبة انعقاد الجلسة العامة للجمعية العمومية للأمم المتحدة و التي ستلتئم يوم 02 نوفمبر 2007 بنيويورك حيث سيناقش ممثلو الدول مشروع قرار يدعو الى ايقاف تنفيذ أحكام الاعدام الصادرة كخطوة أولى نحو الغاء هذه العقوبة البشعة و الاانسانية و التي تجسد أرقى درجات العنف ، هذه الظاهرة التي ما انفكت تعيق الدول على تنمية قدراتها و مغالبة الآفات الاجتماعية التي تهدد شعوبها .                                                               و في الختام تفضلوا سيدي بقبول تحيات مناضلي مجموعة قفصة لمنظمة العفو الدولية.   عن المجموعة المنسق :محمد خميلي


 
 

  قفصة في 31/10/2007 عريضـــة

 
نحن الممضين أسفله مجموعة من مواطني مدينة قفصة من أحزاب معارضة و جمعيات مدنية و منظمات مهنية و حقوقية و نقابيين و مستقلين و مثقفين و ديمقراطيين ، و أمام اشتداد القبضة الأمنية على الجهة   و التي طالت الجميع بدون استثناء :                                                                                                                 – نرفض التصعيد الأمني المنظم و الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحل أو يحجب المشاكل الفعلية و ما آل اليه الوضع الجهوي من تأزم و انسداد أفق ( تضييق غلى الحريات ، بطالة أصحاب الشهائد ، مشاكل الأرياف – سيدي بوبكر ، زانوش – …)  .                                                                    – نطالب السلط الجهوية بالعمل على فك الحصار الأمني الذي ما انفك يطوق جميع الأنشطة السياسية  و النقابية و الاجتماعية ( اجتماعات الأحزاب ، تجمعات النقابيين ، احتجاجات أصحاب الشهائد  التحركات الطلابية …).          

الامضاء

الصفة

الاسم و اللقب

 

 

 

 

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

Tel: (0044) 2083813270 -7903274826

عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة

يتزامن إحياء النظام التونسي للذكرى العشرين للسابع من نوفمبر مع مرور أكثر من 16 سنة على إيقاف مجموعة من قادة حركة النهضة، لا يزالون رهن الإعتقال على خلفية خلافات سياسية.

وإن الممضين على هذه العريضة، اذ يطالبون السلطة بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق للحركة الدكتور صادق شورو، والأمين العام الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبدالكريم الهاروني، فإنهم يجددون الدعوة لإخلاء السجون من كل المساجين السياسيين، وإعلان العفو التشريعي العام.

الإمضاء

1- أ. محمد النوري – رئيس منظمة حرية وانصاف – تونس

2- لطفي حجي – صحفي – تونس

3- أحمد فرحات حمودي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي

4- القاضي مختار اليحياوي – تونس

5- لطفي الحيدوري – تونس

6- الشيخ عبدالوهاب الكافي – القيروان

7- محمود قويعة – القيروان

8- رابح الخرايفي – محامي – تونس

9- السيد المبروك – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي

10- معز الجماعي – عضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي

11- زهير مخلوف – عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وانصاف – تونس

12- عمر القرايدي – عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وانصاف – تونس

13- عمر  الهاروني – والد السجين عبدالكريم الهاروني الأمين العام الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة

14- هند الهاروني – أخت السجين عبدالكريم الهاروني

15- كريمة الهاروني – اخت السجين عبدالكريم الهاروني

16- ماهر الهاروني – أخ السجين عبدالكريم الهاروني

17- إلياس الهاروني – أخ السجين عبدالكريم الهاروني

18- سامي النفزي – استاذ رياضيات – تونس

19- عبدالوهاب العمري – استاذ – قابس

20- سهام بن سدرين – الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات

21- خميس كسيلة – الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان

22- سمير ديلو – محامي وناشط حقوقي

23- عبدالله الزواري – صحفي وسجين سياسي سابق

24- أمينة الزواري- عضوة اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي

25- محمد الحمروني – صحفي

26- غسان بن خليفة – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي

27- فتحي النصري- محامي وناشط حقوقي

28- عمار بوملاسة- أستاذ – ونس

29- خليل أحمد – اعلامي – تونس

30- حافظ الجندوبي –تونس

31- جلال بدر – تونس

32- سعاد القاسمي – تونس

33 العربي القاسمي – رئيس جمعية الزيتونة – سويسرا

34- فريق تونس اونلاين

35- فتحي الناعس – كاتب عام جمعية التضامن سابقا – فرنسا

36- حسين الدويري –  عضو المكتب الاعلامي لجمعية الزيتونة – سويسرا

37- حبيب المكني – لا جئ سياسي – فرنسا

38- مصطفى عبدالله الونيسي – مستشار ديني للمجلس الاسلامي بماسي

39- علي بوراوي – صحفي – فرنسا

40- د. أحمد العش – فرنسا

41- عفيفة مخلوف – فرنسا

42- فتحي العيادي – ألمانيا

43- محمد طنيش – ناشط حقوقي – ألمانيا

 44- محمد بن محمد – رئيس المركز الاسلامي بروما

45- سمير الخالدي – امام المركز الاسلامي بروما

46- فتحي الجلاصي – امام المركز الاسلامي بترانتو – ايطاليا

47- مفيدة بشيني – استاذة – ايطاليا

48- د – رياض الحجلاوي – فرنسا

49- الهادي بريك – ألمانيا

50- محسن الجندوبي – ألمانيا

51- رشيدة النفزي – ألمانيا

52- ماجد عبدالقادر – سويسرا

53- عبدالحميد حمدي – الدنمارك

54- خالد الجماعي – النرويج

55- عبدالله بريك – ألمانيا

56- علي حمدي – هولندا

57- بوكثير بن عمر – سويسرا

58- فتحي العيادي – ألمانيا

59- موسى أحمد – ألمانيا

60- معاذ عبدالكريم – فرنسا

61- محسن ذيبي – سويسرا

62- بلقاسم النقاز – ألمانيا

63- جمال الدين الفرحاوي – شاعر – اروبا

64- الهادي لطيف – سويسرا

65- منصور الزريبي – بريطانيا

67- أ. عبدالرحمان الحامدي – سجين سياسي سابق – سويسرا

68- جلال الماطري

69- ماجدي عبدالقادر  – سويسرا

70- أسرة تحرير الحوار نت

71- حبيب العمري- ألمانيا

72- عبدالوهاب الرياحي – باريس

73- جمعية الحقيقة والعمل

74- صالح الكاروس – بريطانيا

75- رضا قادري – إيطاليا

76- كمال خضري – ألمانيا

77- وليد البناني – نائب رئيس حركة النهضة

78- أحمد الإمام – بريطانيا

79- أمال الرباعي – مدرسة –

80- حبيب الرباعي – مدرس

81- فتحي فرخ – فرنسا

82- عبدالباسط مسعى –سجين سياسي سابق – سويسرا

83- أواب مسعى – سويسرا

84- سمية صليحي مسعى – سويسرا

85- محمد أمين مسعى – سويسرا

86- عبدالعزيز نوار – سويسرا

87- خديجة خراز – سويسرا

88- محمد شمام – السويد

89- نورة ابراهيم – سويسرا

90- عبدالناصر نايت ليمان – جمعية

91- عبير غالي – محامية وأخت السجين الهادي غالي – فرنسا

92- المسعدي سجيمي – لاجئ سياسي – سويسرا

93- حبيب لعماري – عضو فريق الحوارنت – ألمانيا

94- فخرالدين شليق – سجين سياسي سابق – هولندا

95- جمال الرحماني – مهندس

96- بلقاسم محمد علي

97- الأزهر مقداد – سويسرا

98- محمد حمزة – ألمانيا

99- علي بن عرفة – بريطانيا

للإمضاء على هذه العريضة يرجى ارسال الإسم والصفة على العنوان التالي :

icfhrt@yahoo.com

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 31 أكتوبر2007

 


 

السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
 
تونس يوم الاربعاء 31 أكتوبر 2007
 
لم تصلنا بعد رسالة أخي الحبيب عبد الكريم الّتي أرسلها الى الوالد عمر حفظه الله
 بتاريخ يوم الأحد 7 جانفي 2007
يوم عيد ميلاده ال 75
 
هند الهاروني، شقيقة الحبيب المناضل عبد الكريم الهاروني السّجين السّياسي و سجين الرّأي التّونسي في سجن المرناقيّة  تونس فرّج الله كربه و كرب الجميع قريبا جدّا باذن الله


 
حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr تونس، في 30 أكتوبر 2007

إنا لله و إنا إليه راجعون

 
انتقلت إلى جوار ربها عشية اليوم 30/10/2007 المرحومة زكية الجلولي أرملة العميد السابق عبد العزيز الشابي و والدة المناضل الحقوقي العضو المؤسس بهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات     والمؤسس و العضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الأستاذ أحمد نجيب الشابي. و حرية و إنصاف تتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيدة راجية من الله عز و جل أن يرزق أهلها جميع الصبر و السلوان.   الأستاذ أحمد نجيب الشابي: 22.254.545  

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
 

 

تعزية حركة النهضة التونسية في والدة الأستاذ أحمد نجيب الشابي

 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين إنا لله وإنا إليه راجعون تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ وفاة المرحومة السيدة زكية الجلولي أرملة العميد السابق عبد العزيز الشابي ووالدة الأستاذ أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق والعضو بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي التي وافتها المنية يوم 30 أكتوبر 2007. وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم حركة النهضة بأصدق التعازي للأستاذ أحمد نجيب الشابي وكل أفراد عائلة الفقيدة سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة وأن يدخلها فراديس الجنان إنه غفور رحيم.   لندن، في 31 أكتوبر 2007   رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي  

أسرة « تونس نيوز » تتقدم إلى السيد نجيب الشابي وكافة أفراد أسرته بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل أن يرحم الفقيدة وأن يُسكنها فراديس الجنان وأن يُلهمهم جميعا جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.  


الله أكبر
 
بقلوب راضية بقضاء الله، ينعى أبناؤها وابنتها: ـ احمد نجيب الشابي وحرمه صفية المستيري ـ محمد رشاد الشابي وحرمه مارتين كردوزو ـ رفيق الشابي وحرمه ثريا باي ـ انور الشابي وحرمه هادية الجلولي ـ راقية الشابي ـ عصام الشابي وحرمه فائزة راهم   وشقيقتها منيرة الجلولي وكافة العائلات القريبة والمتصاهرة المغفور لها بإذن الله:

زكية الجلولي أرملة العميد المرحوم عبد العزيز الشابي

التي وافاها الأجل المحتوم يوم 30 اكتوبر 2007، ويكون موكب الدفن بمقبرة سيدي الجبالي باريانة بعد عصر الأربعاء 31 أكتوبر 2007 ويكون الخروج من محل سكناها الكائن بشارع الطيب المهيري عدد 20 باريانة على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال.   إنّا لله وإنّا إليه راجعون   (المصدر: صفحة الوفيات بجريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 31 أكتوبر 2007)


طلبة تونس

WWW.TUNISIE-TALABA.NET

السنة الثانية العدد رقم 3 الأربعاء 31 أكتوبر 2007

 

أخبار الجامعة

 

المدن الجامعية في أرقـــام : 2006 – 2007

 

 

961 136

1 – تونــــــــــــــــس :  

 972 43

2 – صفاقـــــــــــــس :  

610 32

3 – سوســــــــــــــــة :

 367 18

4 – قابـــــــــــــــــس :

 007 18

5 – المنستيــــــــــــر : 

924 11

6 – قفصــــــــــــــــة :

151 11

7 – القيــــــــــــروان

909 8

8 – نابــــــــــــــــــل

385 8

9 – بنـــــــــــــزرت

369 8

10 – جندوبـــــــــــة

747 6

11 – المهديـــــــــــة

054 5

12 – الكـــــــــــــاف

407 1

13 – المكنيـــــــــــن

331 1

14 – زغـــــــــــوان

203 1

15 – جربــــــــــــــة

153 1

16 – سليانـــــــــــــة

115 1

17 – شط مريــــــــم

048 1

18 – باجـــــــــــــــة

972

19 – قصر هـــــلال

945

20 – ماطـــــــــــــر

929

21 – القصريــــــــن

848

22 – مدنيـــــــــــــن

835

23 – حمام سوســـة

746

24 – قبلـــــــــــــــي

614

25 –  مجاز البـــاب

603

26 – مقـــــــــــــرن

528

27 – سيدي ثابــــت

319

28 – تـــــــــــــوزر

282

29 – سيدي بوزيـــد

282

30 – قربــــــــــــــة

269

31 – سبيطلــــــــــة

211

32 – طبرقــــــــــة

205

33 – تطاويـــــــــن

 

 

301 326

المجمــــــــــــــــــــــــوع

 

ويلاحظ أن عددالطلبة الذين كانوا يدرسون في جامعات تونس العاصمة الخمس بلغ خلال السنة الجامعية 2005 – 2006 ما مجموعه 304 137 طالب أي بنسبة 42,70 في المائة من المجموع الكلي للطلبة و انخفضت هذه النسبة خلال السنة الجامعية 2006 – 2007  إلى 41,97  في المائة وهي مرشحة للإنخفاض أكثر خلال السنوات القادمة لتستقر خلال السنة الجامعية 2009 – 2010 في حدود الــ  35  في المائة و ذلك بسبب الإرتفاع المتواصل في عدد الطلبة في الجامعات الداخلية وتنامي عددهم في المدن الجامعية الناشئة مثل سليانة و باجة و توزر و مدنين و زغوان و القصرين فضلا عن التوسع الكبير الذي ستشهده مدن القيروان و قفصة و المهدية و الكاف و بنزرت

 أحكام قاسية  بالسجن على ثلاثة طلبة :

 أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الخميس 25 أكتوبر 2007 أحكاما قاسية  جدابالسجن على ثلاثة طلبة إذ حكم على كل واحد منهم بـــ 15  سنة سجنا و خطية مالية مقدارها 15 ألف دينار مع إخضاعهم للمراقبة الإدارية لمدة خمسة أعوام

و قد تمت محاكمة عامر علية و عبد الحميد الغربي و علي الشاوش طبقا لقانون 10  ديسمبر 2005  المتعلق بـ  » مكافحة الإرهاب  » و صدرت الأحكام في الجلسة التي ترأسها القاضي التوهامي الحافي

 انتهاك حرمة مبيت جامعي و اختطاف طالبة :

 في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة 26  أكتوبر 2007  كانت مجموعة من أعوان البوليس السياسي تترصد غرف المبيت الجامعي للفتيات بالعمران الأعلى بتونس العاصمة و بعد أن تأكدوا من هدوء الجو و إخلاد الطالبات إلى النوم تسللوا في حدود الساعة الواحدة فجرا إلى داخل المبيت و قاموا بخطف الطالبة جيهان بنت فتحي الدالي و اقتيادها إلى جهة مجهولة …

و للعلم فإن الطالبة جيهان – وهي محجبة – من أنجب طلبة المهعد الوطني للعلوم الفلاحية وهي تدرس بالسنة الثانية علوم البحار و قريبة السجين السياسي عبد الباسط الدالي

 كلية الطب بالمنستير : طرد ثلاثة طلبة يمنيين :

 قام البوليس السياسي خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2007  بترحيل ثلاثة طلبة إلى موطنهم الأصلي اليمــن في ظروف غامضة و تكتم شديد … و يدرس ثلاثتهم بكلية الطب بالمنستير حيث يزاول أحدهم دراسته بالسنة الرابعة أما الآخران فلم يعد يفصلهما عن التخرج سوى أشهر قليلة                                و لئن لم تتضح إلى حد الآن أسباب الطرد بصفة جلية إلا أن بعض المصادر الطلابية تشير إلى أنه تم حجز العديد من الكتب و المراجع الدينية لدى الطلبة المذكورين وهو ما قد يشير إلى وجود شبهة ما حول انتمائهم السلفي أو أن تسفيرهم يأتي كـ  » إجراء وقائي  » بسبب التزامهم الديني وهو للعلم أمر طبيعي و عادي جدا في كل البلدان العربية مشرقها و مغربها ما عدا تونس حيث أن مجرد الإقتراب من المسجد يعتبر اقتراب من منطقة الخطر أما إذا تعدى الأمر إلى النقاش في المسائل الدينية و تلك التي ترتبط بواقع الأمة الإسلامية و التحديات و الأخطار التي تحدق بها ففي هذه الحال تصبح التهمة ثابتة و  » قانون مكافحة الإرهاب بالمرصاد  » و  » كل طالب متهم حتى تثبت براءته من الإلتزام بالإسلام  » .….  

 على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي الحبيب نويرة أحد مؤسسي جمعية صوت الطالب الزيتوني يتحدث عن نشأتها و نضالاتها :

 في لقاء الذاكرة الوطنية الذي انتظم صبيحة يوم السبت 27  أكتوبر 2007   بمؤسسة الدكتور عبد الجليل التميمي للبحث العلمي و المعلومات أدلى السفير السابق الحبيب نويرة – 82  سنة – ( شقيق الوزير الأسبق الهادي نويرة ) بشهادته أمام جمع من المؤرخين و المثقفين و الجامعيين حول أحداث مهمة من تاريخ الحركة الوطنية عاش أطوارها عن قرب … و قد  » تحدث الحبيب نويرة عن تكوين صوت الطالب و قال إنه في إحدى الإجتماعات مع زملائه عزموا على تكوين لجنة صوت الطالب التي أعدت مطلبا لإصلاح التعليم الزيتوني … و تتكون هذه اللجنة من العديد من العناصر على غرار عمر شاشية و عبد الرحمان الهيلة و عبد العزيز العكرمي و أحمد قاسم و منصف السخيري و عبد الكريم قمحة و الحبيب نويرة و غيرهم و لكن سرعان ما استولى عليها عبد الكريم قمحة … كما تحدث عن العلاقة المتوترة بين صوت الطالب و الحزب الدستوري الأمر الذي دفع الحزب إلى تأسيس الكتلة الزيتونية … وقال إن شهر ماي 1951  شهد تنظيم مظاهرة كبيرة حيث تخاصم الطلبة الزيتونيين مع الطلبة الدستوريين … و كان الحبيب نويرة قد دعا وقتها إلى معالجة الخلاف و حل المشكل لأنه يرى أن هذا المشكل آخذ في التطور و اعتبره آنذاك مشكلا خطيرا …( جريدة الصباح  28 أكتوبر 2007  )

ومما قاله الحبيب نويرة أنه كان يترأس اللجنة الإعلامية في جمعية صوت الطالب الزيتوني و أن الحركة الوطنية قامت على الزيتونيين و أن جامع الزيتونة كان متنفسا و ملجأ للدراسة حيث لم تكن هناك خيارات أخرى و »  تحدث عن الأجواء الزيتونية فأكد أن الأساتذة طالبوا بتحسين ظروفهم و الرفع من مرتباتهم سنة 1944 ثم قاموا بمظاهرات صاخبة أثرت على الطلبة أيضا .. ثم تحدث عن تأسيس جمعية صوت الطالب الزيتوني التي نشطت كثيرا و أصبح لها إشعاع كبير و مواقف واضحة من الحكومة الموالية للإستعمار …   و صوت الطالب الزيتوني وجدت أيضا عراقيل عديدة من قبل الحزب الإشتراكي الدستوري الذي حاول استعمالها لفائدته … هذه الجمعية كانت تدافع عن الطالب الزيتوني بكل الوسائل المتاحة لأنها ترى أن خريجي الزيتونة لا مستقبل لهم و انهم ذاهبون إلى البطالة رغم أن أغلبهم ينحدرون من عائلات ضعيفة و متوسطة و لاحت في الأفق خلافات عديدة بين تلامذة الزيتونة و بقية التلامذة المنتمين إلى المدارس مثل الصادقية و العلوية  » ( جريدة الصريح الأحد 28  أكتوبر 2007  )

 التعليم : مهنة الأشغال الشاقة :

 في ظرف لم يتجاوز الشهر منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية فقدت الأسرة التربوية اثنتين من مدرسيها قضتا عشرات السنوات في تعليم التلاميذ و تغذية عقولهم بالعلوم و المعارف 

فقد انتقلت إلى جوار ربها الأستاذة السيدة الفيتوحي بعد إصابتها بمرض خبيث في رأسها و كانت- رحمها الله – تدرس تلاميذ السنوات النهائية في اختصاص العلوم الطبيعية لسنوات طويلة كما كانت تساعد في مراقبة عملية إصلاح امتحان الباكالوريا في مركز رادس لسنوات عديدة وعرفت بحيويتها و نشاطها

كما أصيبت زميلتها التي تدرس نفس الإختصاص بالمعهد الفني برادس السيدة البوزيري بنفس المرض الخبيث – عافنا و عافاكم الله – و في راسها أيضا و قد أجريت لها عملية جراحية و تتطلب وضعيتها الصحية – شفاها الله – نقلها إلى خارج البلاد لمواصلة التحاليل و العلاج 

و يلاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة تزايد عدد الأساتذة الذين يتعرضون إلى نوبات صحية حرجة و إلى أمراض خطيرة مثل ضغط الدم و داء السكري و الإنهيارات العصبية و الأزمات القلبية و السرطان و….   – عافى الله الجميع – و ذلك بسبب الظروف الصعبة و المرهقة و المدمرة للأعصاب التي تتم فيها عملية التدريس حيث لا تقوم الإدارة بواجبها في توفير الظروف المريحة للعمل و لا يحترم التلاميذ أساتذتهم …

 و في مقابل كل ذلك لا ينال المربون و لو جزءا بسيطا مما يناله  » الفنانون  » و لاعبو كرة القدم من تكريم و تبجيل و امتيازات مادية و معنوية

 و في الختام :

 يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في فضل العلم :

–  » إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير  »                                                                                       رواه الترمذي

–  » من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا  »                                                                                                                                    رواه مسلم


 

الصحفيون التونسيون يعلنون عن قيام نقابة وطنية

 
قررت فعاليات إعلامية تونسية تأسيس نقابة صحفيين جديدة خلفا لجمعية الصحفيين التونسية التي غالبا ما تعرضت للانتقاد. وتعتزم المنظمة الجديدة التفاوض حول الأجور والفوائد المهنية لأعضاءها.   جمال العرفاوي لمغاربية من تونس   قرر مساء السبت 27 أكتوبر أزيد من 300 صحفي تونسي في اجتماع استثنائي حل جمعيتهم وتحويلها إلى نقابة أطلقوا عليها إسم « النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ».   وبعد نقاش عاصف شهدته جلسة طارئة دعت إليها جمعية الصحفيين التونسيين حضرها صحفيون من مختلف وسائل الإعلام المحلية ومن عدة محافظات تونسية، أعلن الهاشمي نويرة عضو الهيئة المديرة لجمعية الصحافيين إنه توصل بعد مفوضات ماراطونية مع أعضاء الجمعية وأطراف في الحكومة التونسية رفض الإفصاح عن هويتها « إلى اتفاق تؤيد فيه الحكومة التونسية قيام نقابة مستقلة تدافع عن المصالح المادية والمعنوية للصحفيين ».   ولكن عضوين من داخل الهيئة المديرة رفضا مبدأ الإعلان عن قيام نقابة وطنية للصحافيين تستند إلى وعود فضفاضة، وطالب محسن عبد الرحمان أن تُعرّف أولا هوية الأطراف الحكومية التي تحدث عنهما زميله في الهيئة المديرة « لمعرفة جدية الوعود ».   بدوره أعلن زميله ناجي البغوري عن هيئة الإدارة « لا أصدق هذه الوعود التي سبقتها وعود أخرى لم تنفذ مثل عملية ترسيم صحفيين متعاقدين مع مؤسسة التلفزيون الحكومية ».   إلا أن نويرة أصر على التأكيد على جدية هذه الوعود قائلا إن جمعية الصحفيين التونسيين لا تتعامل مع الأشخاص والأسماء وإنما مع مؤسسات.   وفي تصريح لمغاربية قال فتحي العياري وهو من أبرز نشطاء جمعية الصحفيين التونسيين « إن بعث النقابة الوطنية المستقلة للصحافيين التونسيين ضرورة تاريخية حتمتها ظروف وخصوصيات ممارسة المهنة الصحفية في تونس ».   وأكد العياري على أنه لابد من التشديد أيضا « على أن استقلالية التنظيم النقابي للصحافيين في تونس كما هوالشأن في البلدان الديمقراطية المتقدمة وغيرها من البلدان الشبيهة بنا مثل المغرب والجزائر ومصر ليست ولن تكون في منافسة أو تناقض مع النقابات العمالية الأخرى بل هي في تضامن معها وتعاون ».   وحسب ما جاء في بيان التأسيس الصادر عن الاجتماع العام للصحافيين فإن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ستكون « هيكل مهني مستقل يمثل تطورا في مسار جمعية الصحافيين التونسيين باتجاه انجاز اتحاد الصحافيين التونسيين كهدف استراتيجي » كما أكد الإعلان على « اعتبار النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وريثا لرصيد جمعية الصحافيين التونسيين والتزاماتها داخليا وخارجيا ».   المجتمعون اتفقوا وعبر التصويت العلني على تكليف الهيئة المديرة لجمعية الصحافيين التونسيين بمتابعة إجراءات التأسيس، مع تنفيذ إجراءات حل الجمعية طبقا لقانونها الأساسي عند اكتمال تأسيس النقابة.   وحسب القانون التونسي فإن تأسيس النقابات لا يخضع إلى ترخيص مسبق وإنما عبر الإعلان فقط، ولكن الأمر يحتاج إلى استعداد السلطات للتعامل مع النقابات المعلنة، علما بأن السلطات التونسية رفضت الاعتراف بنقابة للصحفيين تم الإعلان عنها قبل نحو سنتين واشتكى أعضاؤها من محاصرة السلطات لأنشطتهم ومنعهم من عقد مؤتمرهم التأسيسي كما أن محاولاتهم بتأسيس نقابة لهم داخل غطاء الاتحاد العام التونسي للشغل لم تكلل إلى حد الآن بالنجاح وذلك بسبب التأجيلات المتواصلة لعقد مؤتمرهم التأسيسي كان آخرها يوم 28 أكتوبر الجاري.   جمعية الصحفيين التونسيين تم انتقادها لمزاعم بموالاتها للحكومة وفشلها في بذل الجهود نحو حرية الصحافة رغم نشرها أحيانا لتقارير منتقدة سنويا لتعامل الحكومة مع الإعلام. وسيُعهد للهيئة الجديدة أحقية التفاوض في نفس مسائل جمعية الصحفيين التونسيين التي تهم الصحفيين وخاصة التفاوض حول الأجور والفوائد لأعضائها. وفي حال قيام نقابة أخرى إلى جانب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في أن مجلة الشغل بتونس تمنح أحقية التفاوض في المسائل التي تهم الصحفيين وخاصة التفاوض حول الأجور إلى النقابة الأكثر تمثيلا.   كما علمت مغاربية أن جمعية الصحفيين تستعد لمراسلة الاتحاد الدولي للصحفيين لإعلامه بقيام النقابة وهو ما طالبت به جمعية الصحفيين التونسيين منذ سنوات خاصة وأن الصحفيين التونسيين هم لوحدهم الممثلون في هيئاتها بصفة جمعية وليس نقابة.   (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 30 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/10/30/feature-01
 


دراسة: 88 بالمائة من الشبان في تونس يستخدمون العنف اللفظي

 
تونس (رويترز) – أظهرت دراسة أجراها باحثون من تونس ان 88 بالمئة من الشبان التونسيين يستخدمون العنف اللفظي. وكشفت دراسة للمرصد الوطني للشباب أذاعها التلفزيون الحكومي في تونس مساء الثلاثاء وشملت 600 شاب وشابة من مناطق ريفية وحضرية ان نحو 88 بالمئة من الشبان المستجوبين أقروا أنهم يستخدمون العنف اللفظي. وأضافت أن 62 بالمئة منهم قالوا انه يوجد في عائلاتهم من يمارس هذا السلوك. وأشاروا الى ان نسبة الاباء الذين يستخدمون العنف اللفظي داخل العائلات تبلغ 21 بالمئة. والعنف اللفظي المتفشي في أوساط الشبان بالاساس هو استعمال عبارات منافية للحياء او سب الجلالة. وقال منجي الزيدي باحث علم الاجتماع ان وسائط كثيرة أصبحت تتدخل في التثقيف مثل الفضائيات والوسائل التكنولوجية وان المرجعيات تغيرت. ونفى أن تكون ضغوطات المجتمع هي السبب في تفشي هذا السلوك وقال « هناك مجتمعات لها ضغوطات أكثر منا لانجد فيها هذا التردي والعنف اللفظي ». وألح الزيدي على أهمية دور المنظمات ووسائل الاعلام في التوعية للابتعاد عن هذا السلوك وتخفيف حدة بعض الاستعمالات اللغوية. ومضى يقول « كيف يمكن أن يتصرف أو يتكلم شباننا وهو يقرأ عبارات ترد في الصحف عن مباريات كرة تصور الأمر وكأنه يتعلق بحرب أو بصراع ».   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 31 أكتوبر 2007 نقلا ع نوكالة رويترز للأنباء)


 
بسم الله الرحمان الرحيم

حصاد الأسبوع للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري

 30 أكتوبر2007

 
1- علمت: مأساة أخرى من مآسي المراقبة الإدارية: توفيق الزائر من الذين قيل عنهم أنهم أفرج عليهم في مارس الماضي.. غادر السجن يعاني من أمراض عديدة تستوجب رعاية طبية متواصلة… غادر السجن ليقدم رأسه قربانا لمقصلة المراقبة الإدارية في « دولة القانون و المؤسسات »…يعاني توفيق من – انسداد في شرايين كامل الرجل اليسرى – مرض السل بالغدد و الرئتين – كمية من الماء في الجانب الأيسر – كمية من الماء بين القلب و الغشاء – كسر أسفل الكتف الأيسر – مرض عصبي قام بما طلب منه من إجراءات قصد الذهاب للعاصمة قصد مواصلة العلاج و « سمح  » له بذلك شريطة أن لا يقيم عند أحد من أقاربه أو أصدقائه أي أوجبوا عليه الإقامة في نزل…لكن من تسامحهم و سعة صدرهم و تشبعهم بحقوق الإنسان تركوا له حرية اختيار النزل الذي يقيم فيه، اختار نزل المصمودي بإيجار 20دينار عن كل ليلة يقضيها به، أقام به سبع عشر ليلة…أتعرف يا سيدي متى كانت هذه الفترة من المعالجة؟؟؟ في أواسط شهر رمضان الماضي (بداية من 20 سبتمبر2007)… في نهاية هذه الفترة حدد له الطبيب المعالج له يوم 30 أكتوبر موعدا لمواصلة العلاج… لم يترك الأمر لآخر لحظة، بل مباشرة فور عودته اتصل ب »مركز الأمن » الراجع إليه بالنظر معلما إياهم بالموعد الجديد مستظهرا بدفتر العلاج، ثم تقدم منذ أيام بما أوجبوه من إجراءات، مذكرا بما سبق أن أعلمهم به، لم يتلق ردا إلى حدود زوال اليوم 30 أكتوبر أي اليوم الذي كان من المفروض أن يكون أمام الطبيب المعالج… و من « إنسانيتهم » أن طلبوا منه- عندما أكثر التردد عليهم في الأيام الأخيرة- أن يمكث في بيته و أنهم سيتولون إخباره بالجديد في شأنه… أليست هذه مواصلة لسياسة الموت البطيء التي ينتهجها « التغيير  » مع معارضيه؟؟ أليس هو في حاجة إلى قربان جديد في ذكراه العشرين؟؟؟؟ 2- تدبرت   الدمعة عشرة أنواع هي : * الدمعة العظيمة وهي دمعة الانتصار* الدمعة البريئة وهي دمعة الأطفال * الدمعة المؤثرة وهي دمعة التوبة * الدمعة الرقيقة وهي دمعة المرأة * الدمعة الجميلة وهي دمعة الوفاء * الدمعة الحزينة وهي دمعة العزاء * الدمعة السعيدة وهي دمعة النجاح * الدمعة القاسية وهي دمعة الألم * الدمعة المعبرة وهي دمعة الندم * الدمعة المخادعة وهي دمعة التماسيح * و الدمعة الرائعة وهي دمعة فاضت من خشية الله نقلا عن أحد المواقع   3- سمعت في ساعة متقدمة من اليلة الفاصلة بين يومي الأحد و الاثنين الماضيين… شهد المستشفى الجهوي بجرجيس حركة غير عادية و خاصة القسم المخصص لإقامة المرضى… سرى خبر قدوم معتمد المكان إلى المستشفى…انتبه الجميع.. حملة تنظيف سريع… إيقاظ مرافقي المرضى… ظنوا أنها زيارة فجئية حقيقية لا كالتي تعودوا عليها… بعد قليل تقدم السيارة المنتظرة… لكن السيد المعتمد لم يكن قادما في زيارة فجئية للمستشفى… بل قدموا به على « نقالة » إثر وعكة صحية استوجبت نقله إلى المستشفى للإنعاش… 4- رأيت: 1 – في مثل هذا اليوم من سنة 1991 وقع إيقاف عبدالكريم الهاروني. 2 – بعد أن بيعت أراضي شاسعة على ساحل البحر في ضاحية حاسي الجربي من معتمدية جرجيس لفائدة الوكالة العقارية للتهيئة السياحية؟؟؟ جاء دور ميزانية الدولة (دافعي الضرائب) ليساهموا في تهيئة الجهة لمزيد استثراء القائمين وراء الوكالة العقارية للتهيئة السياحية.. تعبيد عصري (قيل حسب المواصفات العالمية) للطريق الرابطة بين طريق جرجيس –جربة و المنطقة السياحية بجرجيس… و إن كانت وزارة التجهيز لا ترى فنيا إقامة تهيئة خاصة(1) للطريق في مستوى وسط حاسي الجربي فإن بلدية المكان و شعبتها تصران على إقامتها، فلمن تكون الكلمة الأخيرة للفنيين و المختصين أم …. (1) إقامة « خصّة » رغم ضيق الطريق لمثل هذا العمل الفني .. 5- قـرأت بيان حصار مقابل حصار إن الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب إذ: تتابع بغضب شديد الحصار الظالم المفروض على غزة هاشم، لتؤكد على أنها: تستهجن التقاعس العربي في رفع الحصار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية. تندد بالعربدة الأمريكية، واستهتارها بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان والشعوب. تتابع بألم وقهر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الصابر منذ 60 عامًا. تؤمن أن سلاح الفكر والمعرفة من أقوى أدوات المواجهة ويجب استخدامها للدفاع عن قضايا الأمة. تشير إلى أنها لم تتلق ردًا على مطالبها من السيد بوش وعلى رأس هذه المطالب فك الحصار، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم المضطهد. تشعر بغضب ما بعده غضب تجاه كل ما تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. تؤكد على المسؤولية الأخلاقية الكبرى تجاه قضايا الأمة ومنها قضية الشعب الفلسطيني والعراقي، والملقاة على عاتق الأكاديميين والكتاب والمثقفين والمفكرين والمبدعين، ودورهم في نصرة أمتهم. فإنها بكل ما تحمله من تاريخ وإرث وفكر ووزن: تعلن الحرب المفتوحة على جميع المنتجات والبضائع الأمريكية في الدول العربية والإسلامية، وستقاتل حتى الحرف الأخير لمقاطعتها. تستنفر، وتحشد جميع العقول العربية للمشاركة في مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية. تدعو جميع المنظمات والمؤسسات والشركات والبنوك والأفراد لمقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية. تدعو الحكومة المصرية إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والتاريخية، وفتح الحدود والمعابر مع قطاع غزة. تدعو الزعماء العرب إلى الوقوف وقفة عزّ ورفض الوصاية الأمريكية، ودعم الشعب الفلسطيني دبلوماسيا وماليا وسياسيا. تدعو جميع الشركات والمؤسسات والبنوك والمنظمات الخيرية والإنسانية والطبية إلى تخصيص دعم مالي شهري طويل الأمد، ومستمر لعائلات وطلبة وحكومة ومؤسسات ووزارات فلسطين. تدعو إلى انطلاق المسيرات الحاشدة في كل الدول العربية والإسلامية لدعم الفلسطينيين المحاصرين في غزة والضفة الغربية. تدعو جميع المؤسسات الأهلية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات العربية والنقابات والاتحادات والتجمعات والمدونات والمواقع الإلكترونية وجميع الأحرار والشرفاء أفرادًا وجماعات إلى دعم حملة مقاطعة البضائع الأمريكية، التي تشنها الجمعية تحت شعار « حصار مقابل حصار  » . تدعو الصحفيين والإعلاميين والإعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء إلى دعم الحملة والتعريف بها. تؤكد أنها تواصل حملة مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية، حتى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، تحت شعار « حصار مقابل حصار  » . الإثنين‏، 29‏ أكتوبر/تشرين الأول‏، 2007 6 – نقلت: في اليوم الثامن عشر من أكتوبر 2004 اضطر » آلان مينارق  » إلى تقديم استقالته اثر حملة قادها اللوبي الصهيوني في فرنسا ضد الرجل الذي تجرأ على أن ينقل شيئا من الصراع العربي الصهيوني على حقيقته بعيدا عن  » التكييف » الصهيوني للأحداث و الوقائع و التاريخ عموما… نشر كتابه « جدار شارون »، فثارت الزوبعة التي لم تهدأ حتى بعد رحيل الرجل… و إن كانت وزارة الخارجية الفرنسية اصطفت مع المطالبين برأسه فإنه من المحزن أن يتألب ضده زملاؤه في العمل… كل الشعارات الجميلة التي طالما تحدث عنها الساسة في فرنسا من « حرية التعبير » و « حرية الإعلام » و « الحق في الحصول إلى المعلومة »… كلها ذهبت أدراج الرياح، لكنها بقيت رماح مشرعة أمام من يستنكر التهم على الإسلام و نبيه صلى الله عليه وسلم… فهنيئا لهم حرية تعبيرهم.. في انتظار حرية تعبير الآخرين…. و إليكم هذا الحوار الذي أجرته معه سيلفيل كاتوري بعد رحيله بقليل…. Interview with Alain Ménarguesآلان مينارغ النائب السابق لمدير «إذاعة فرنسا الدولية»: أعفيت من منصبي لأني قلت: «إسرائيل» عنصرية يحزُّ في نفسي أن أرى في وطني ارهاباً فكرياً في تشرين الأول الماضي، انقلبت حياة مينارغ رأساً على عقب، انقلبت بين عشية وضحاها. فما كاد الكتاب الذي اصدره مينارغ وعنوانه «جدار شارون» يرى النور، حتى وجد الكاتب نفسه هدفاً لواحدة من تلك الحملات الايديولوجية العنيفة، التي يختلط فيها الكذب باللامعقول. فالتهمة الأولى والأخيرة الموجهة لمينارغ تحمل عنوان «معاداة السامية». وهي تهمة واحدة ووحيدة إلا أنها كافية ووافية: لقد اعفي الرجل من كافة مهامه، عزل من منصبه بكل بساطة: «أيها القاضي بقم، قد عزلناك فقم». إن تهمة اللاسامية ـ مع كافة الدسائس واشكال التلاعبات التي ترافقها ـ هي العبء الثقيل الذي ينوء به كاهل الاشخاص من ذوي المناصب العامة، الذين ينتقدون «إسرائيل»، إنها السيف المسلط على الرؤوس. انها تهدم المنصب العام وتدمر الحياة الخاصة. ليس لك ان تقول حتى لواحد مثل شارون : «ما أحلى الكحل في عينيك»!. فهذا آلان مينارغ يقدّم لك الدليل الحي على ذلك، إنه المثال الأحدث. ‏ 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 Alain Ménargues, French journalist, specialist of the Arab world SC ألم تقم بتحطيم أحد المحرّمات وأنت تؤكّد بمعرفة وتبصّر على أنّ «إسرائيل» كيان عنصري؟ ‏ AM ها هي النصوص أمامك. فأنا لم اختلق شيئاً. إن «إسرائيل» تُعتبر عنصرية من الناحية الحقوقية، من قبل الأمم المتحدة. ‏ SC لكنك دفعت ثمناً غالياً. فهل أثرت بك الاصابة؟ ‏ AM قررت ان اتصدى لكافة الذين يكيلون التهم جزافاً للناس الشرفاء. أنت تعرف انني اهتم بأخبار «الشرق الأوسط» منذ زمن طويل.وأنا اعرف حق المعرفة، كيف تمارس «إسرائيل» رقابة على الخبر، لأنني مطلع على الأمور عن كثب. ففيها منذ السبعينيات جهاز استعلامات عسكري. ‏ هناك هيئة تهتم بالصحافة حصراً. فجيش الاحتلال الإسرائيلي اذن هو المكلّف من بين جهات اخرى برسم صورة «اسرائيل» في العالم. لأن كل صحفي يتوجه إليها يزّود ببطاقة صحفية تصدر عن مكتب صحفي تابع للجيش ويعمل في السفارات الاسرائيلية كلها مكتب اتصال، فيه دبلوماسيون مكلفون بالسهر على تجميل صورة «اسرائيل» والحفاظ عليها. أما بالنسبة لقضيتي فإن التدخل جاء من سفارتي «إسرائيل» في باريس وبروكسل. لقد مارستا الضغط على صحفيين عن طريق ما يدعى بعملاء النفوذ. والهدف ان يقال إنني معاد للسامية، أي الاساءة الى سمعتي وردع الصحفيين عن التجاوب مع أقوالي. ‏ SCوهل نُقل هذا إليك من مصدر موثوق؟ ‏ AMأجل وبوسعي تقديم الدليل على ذلك، فهناك صحفيون يستطيعون اثبات الأمر. ‏ SCكيف لدولة ان تتدخل على ذلك النحو المكشوف؟ ‏ AM ذلك ما يدعى، ضمن الاتصالات بعملية التلاعب. لقد جرى الامر بالنسبة لوضعي على محور محدد بدقة. فأنا امثل حالة نهج وقدوة. وأمسّ بكتابي الأخير، نقطة حساسة. لاسيما أن صورة «اسرائيل» تسوء أكثر فأكثر. ‏ فهناك تقرير صادر عن وزارة الخارجية في آب الماضي، يحلل صورتها ويكشف ذلك التقرير انها فقدت تماماً معركتها الدعائية العالمية. أما وأن «إسرائيل» توشك ان تصنف قريباً في مصاف النظام العنصري السابق لجنوب افريقيا، فيجعل كتابي يقع في مكانه. ‏ ‏ آلان مينارغ النائب السابق لمدير إذاعة فرنسا الدولية: أيها الصحفيون حذار أن تقولوا لشارون « ما أحلى الكحل في عينيك».. مجلس الأمن أب شرعي لكيان وحيد هو « إسرائيل» وكل قراراته حوله ستبقى حبراً على ورق ( 2ـ2 ) ‏ كاتوري : ‏ ‏ •ما تفسير هذه الحملة العنيفة ضدك في حين كتبت اشياء أخرى كثيرة في وسائل اعلام متخصصة او على مواقع انترنت؟‏ ‏ • • مينارغ : ‏ لايعرف عني التساهل في مسألة الاعلام والالتزام بالاستقامة والشتدد وانا على درجة لابأس بها من النزاهة فيما أكتب حول السياسة الاسرائيلية انني اتكلم عن حق الطفل والمرأة وما يتعرضان له من تعسف سواء تعلق الامر باسرائيل ام ببلدان اخرى . فليست اسرائيل بلدا على حدة وانا ادعو بكل بساطة لتطبيق قرارات الامم المتحدة التي تتجالها اسرائيل وعلى ذلك فان ازاحتي ، ان طردي منصب المسؤولية الذي كنت اشغله وهو منصب اعلامي يجعل الذين نالوا مني يصيبون عصفورين بحجر وانا في معرض اعداد ملف حول هذا الموضوع .‏ ‏ • أي انك لاتستسلم؟‏ ‏ • • مينارغ: ‏ ‏ سوف أقاتل .. ولن أتخلى عن المقاومة. ‏ • سوف تقاتل من اجل العودة الى الاذاعة مجدداً؟‏ ‏ ••كلا ، فالعودة الى الاذاعة امر مستحيل سوف اقاتل كي ينصفوني .‏ ‏ • ألم تكن تتوقع مثل تلك الهجمات؟‏ ‏ • • هنالك حدس في الصفحة 11 من كتابي « جدار شارون» بما سيقع لي لكن ليس ضمن تلك الابعاد والعجيب في الامر ان كتابي لم يتعرض للهجوم وذلك ما صرحت به في محاضرة قدمتها .‏ ‏ • هل أضرّ بك ايضا امر تصدّيك لمسائل دينية؟‏ ‏ •• انني ابحث في الواقع مسألة تأثير الأديان في العالم . فيسع المرء ان يتكلم بشأن العراق حول نوازع دينية مختلفة. ويدخل بوش الجانب الديني في تصريحاته لكن ما ان تقولي ان ( اسرائيل ) هي ما هي عليه ، اي كيان نيوقراطي ( ديني ) حتى تهب في وجهك ثورة عارمة تكلمت في واقع الامر عن « اللاويّة»(1) عن النجاسة والطهارة عما يفصل وماله علاقة بالجدار فذلك بالنسبة لي عنصر جوهري وما كدت أثير المسألة على موجات الاذاعة حتى تحولت الاشياء الى نزاع وعراك والحال ان منظري الدولة الصهيونية كانوا في البداية علمانيين وان رجال الدين اليهود قد أدانوا مفهوم الصهيونية نفسه لكن الدين اتخذ فيما بعد وزنا ذا اهميةقصوى لاسيما بعد عام 1987 فكافة القوانين تمر عبر النافذة الدينية ويتعلق الامر فوق ذلك بديانة تعتبر نفسها سامية على الديانات الاخرى وانا أحس بانني حر في الكلام عن كافة الديانات اما اتباع الديانة اليهودية فيتكلمون هم انفسهم عن « الشعب المختار» فلماذا لاأملك ان الحق في اثارة ذلك المصطلح عن « الشعب المختار» .‏ ‏ • ألا تخشى وانت تصر على هذه الطريقة في التعبير من ان تزيد في خطورة وضعك؟‏ ‏ • انك توحين الي بان ألوذ بالصمت وألا أقاتل هنالك اناس يتلاعبون بالاعلام في فرنسا . ان صحيفة « ليبيراسيون» قد اغتالتني . ثم يتوجب علي ان أسكت ؟ لقد بدأت حياتي المهنية في فيتنام ومررت بمصاعب كثيرة وتعودت على النظرة النسبية للامور فليست قضيتي بذات قيمة مقارنة مع مايجري في اماكن اخرى وخصوصا في فلسطين انا لست رجل سلطة ولقد قلت في مقابلة مع صحيفة « لوسوار» البلجيكية: ان حريتي في التعبير لاتساوي بضع شرائط تثبت على الكتف فانا انسان حر وفي نيتي البقاء كذلك فلا حفلات التكريم ولا المال ولا المنصب يمكن ان تحول بيني وبين قول ما أريد وحين وقعت عقد العمل مع RFi كان هنالك بند عملت على حذفه انه لامر طبيعي ان التزم جانب التكتم حول الشؤون الداخلية فلايسع احد فيما خلا ذلك ان يفرض على صحفي ان يصمت.‏ ‏ • هل جرحوك حين منعوك من العمل؟‏ ‏ • • ليس الجرح بالكلمة المناسبة أشعر بالغيظ الشديد وانا ارى شكلا من الحرية الاساسية في فرنسا وهو يتوارى ولايسع هذا الواقع الا ان يدفع بي الى الردّ والى الصراع فلا يسعني ان اتخيل في بلادي في فرنسا ارهابا فكريا يرغم الناس على الصمت والا فهم مهددون بالسحق انني مستاء من تأكيد ذلك اذن لست مجروحا بصفة شخصية كلا كنت اعرف ان هذا الضغط قائم لكن مذ ان وقع ذلك لي وانا اقدر مبلغ حجمه .‏ ‏ • هل تستند في ذلك الى تلك الحملات الرامية الى تبييض صفحة ( اسرائيل) وتلطيخ صورة العرب والمسلمين والمتوالية منذ 11 أيلول بشكل خاص؟‏ ‏ •• أجل . واعتقد ان ذلك صادر عن التلاعب الخالص ضمن خط الاعلام لقد استطاعت ( اسرائيل) ان تتطور منذ نصف قرن اعتمادا على صورة الضحية والحال ان صورة الضحية هذه بدأت تتفتت بقوة ومنذ 1982 بشكل خاص على اثر مذابح صبرا وشاتيلا فقد أُرغم مسؤولو الدعاية الاسرائيلية منذ ذلك الحين على تمويل حملات حتى لاتفقد اسرائيل وضع الضحية ذاك وقد استخدموا في سبيل بلوغ ذلك كافة تقنيات الاتصال الممكنة والتي يمكن تخيلها وهذا مثال على ذلك فبينما يحظّر على الاقنية التلفزيونية في فرنسا وفي الولايات المتحدة بشكل خاص عرض الجثث والتوابيت ودفن الجنود في حال النزاعات تقوم التلفزيونات الاسرائيلية بفعل عكس ذلك في حال حصول اعتداء في البلاد فكلما وقع اعتداء في اسرائيل بادر جهاز الاعلام الى نشر صور الاجساد الممزقة للتسبب بصدمة للرأي العام وتحريكه وتلك هي تقنية التلاعب بالصورة ويفعل الفلسطينيون الشيء نفسه فانا هنا لا أحابي الا ان موضوع صور الباصات المتفجرة فيما يتعلق باسرائيل ويتمثل في انها تبث بغزارة وتوزع مجانا على كافة القنوات في العالم وهكذا اذن وفي حين تعرض الجثث لدينا بشكل باهت ومموه للتخفيف من الصدمة تحديدا يعرضونها عليك في اسرائيل مشفوعة بتعليق لتوضيح الصدمة النفسية.‏ ‏ • كيف يتصرفون في واقع الامر؟‏ ‏ •• ان في طريقة اتصالهم شيئاً خارقاً للعادة «فاسرائيل» تعيّن في كل سفارة لها قائمين بالاتصالات يتدخلون بشكل منظم مستعينين بعملاء النفوذ وقد تجلى ذلك بالنسبة لوضعي فقد تدخلت السفارة الاسرائيلية لدى بعض الصحفيين لتقول: ان فلانا من الناس معاد للسامية وينبغي ارغامه على التزام الصمت ويعتبر المحامي غولد ناجل هنا في فرنسا واحدا من عملاء النفوذ هؤلاء الذين يعملون لحساب اسرائيل لقد اخذ علي هذا المحامي انني تكلمت عن « اللاوية» على موجات اذاعة كورتوازي وواقع الحال ان « اللاوية» هي السفر الرابع من التوراة الذي يعالج مسألة الفصل ما بين الطاهر والنجس والتوراة جزء من العهد القديم فما الذي يحول بيني وبين الكلام عن التوراة؟‏ ‏ • لكن ألم يكن كلامك في اذاعة كورتوازي ذاتي الصبغة السياسية المحددة مبررا اضافيا يعرضك للنقد؟‏ ‏ •• انها اذاعة كاثوليكية تقع في اقصى اليمين الا ان السيد غولد ناجل أغفل وهو يوجه الي سهام نقده انه هو نفسه قد تحدث اربع مرات في اذاعة كورتوازي ولم يتوان عن الخروج بتداعيات من نوع « مينارغ تكلم عن « اللاوية» في اذاعة من اقصى اليمين فهو اذن من اقصى اليمين» ويرمي ذلك الخلط كله الى هدف محدد يتمثل في الابقاء على حالة من التشويش والغموض وجرت الامور وفق الطريقة نفسها في بلجيكا حين ذهبت من اجل الترويج لكتابي فقد هتفت السفارة الاسرائيلية الى احد الصحفيين بألا يجري مقابلة معي لانني « معاد للسامية» ولكن بم يتهمونني في واقع الحال ؟ فحين اتكلم عن الصهيونية انما ارجع اليها بوصفها نظرية سياسية استعمارية . سياسة ترمي الى خلق ( دولة ) يهودية لليهود ضمن منطقة مأهولة من قبل . ان قول ذلك ليس ضد الحقيقة انها الحقيقة لسوء الحظ لقد ولدت الصهيونية في بال ضمن سباق من التوسع الاستعماري لقد غير العالم رؤيته بالنسبة للاستعمار وحين يقول شارون « ان حرب الاستقلال عام 1948 لم تنته وان كل متر يجري احتلاله هو مكسب لاسرائيل» فذلك موقف استعماري .‏ ‏ وحين يقوم أناس بشجب هذا النوع من التأكيد يتعرضون للاهانة ( فاسرائيل) بالنسبة لي لا أرى سبباً يجعلها تحاط بمعاملة خاصة ولابد من قول مايجري هنالك وانا أكرر ذلك ولقد تحدث على موجات تلك الاذاعة ذات الصبغة اليمينية الواضحة أناس من مختلف المشارب وان السيد فيليب سان روبير الذي اجرى المقابلة معي في اذاعة كورتوازي ديغولي يساري .‏ ‏ •ان الذين ثاروا ضدك بعد حديثك لاذاعة كورتوازي شاركوا اذن في عملية دس وتلاعب ؟‏ ‏ •• بكل تأكيد انه دس وتلاعب يقوده رجل مثل غولد ناجل سبق ان أجريت معهد عدة مقابلات في اذاعة كورتوازي ويستطيع الجميع اليوم ان يشهدوا كيف يجري خلط الامور للقضاء على احد الاشخاص لقد قام غولد ناجل بعملية الخلط هذه حين وضع اسمي في سلة واحدة مع اللاوية ومع غولنيش وهو الشخصية الثانية في الجبهة الوطنية اليمينية بزعامة جان ماري لوبين ومع « مذبحة اليهود» وذلك كله ضمن هدف واضح هو النيل من سمعتي وبث الغموض .‏ ‏ فلدى المواطنين من اتباع الديانة اليهودية عالمان اثنان هنالك الذين يشعرون بانهم فرنسيون اولا وديانتهم اليهودية وهنالك الذين يشعرون بانهم يهود اولا اي اسرائيليون ثم فرنسيون من بعد، انهما عالمان مختلفان اختلافا تاما فينبغي تحديد ايهما يتمتع بروح قومية حادة ومن يعتبر دينه مجرد دين فالمسألة فيها التباس كامل وغموض في الرسالة والكلام بشأنها.‏ ‏ • لم لايكون هناك صحفيون يقولون الاشياء مثلما هي ؟‏ ‏ •• لان البعض يحرص على تأمين مصدر الرزق فهنالك صحفيون كثيرون يشاطرونني الفهم نفسه للاشياء لكنهم ليسوا احراراً.‏ ‏ ويخشى ارباب الصحافة خسارة المشتركين ونقص عائدات الاعلان .‏ ‏ • ألم يكن موقف جمعية الصحفيين من قضيتك ، في غير صالحك؟‏ ‏ •• يعمل في اذاعة فرنسا الدولية 400RFI صحفي في باريس و300 مراسل يتوزعون في انحاء العالم وجمعية الصحفيين هذه تضم 15 شخصا بينهم ثلاثة فاعلون فقط . وقد انطلقت بعملية اصلاح من الاساس نضع الذين هم اكثر جدارة في المقدمة.‏ ‏ وقد ادى ذلك الى خلخلة في العادات وكان هنالك استياء .‏ ‏ •أي ان البعض وجد الفرصة مواتية للانتقام؟‏ ‏ ••ما ان ظهرت بحقي تهمة معاداة السامية حتى ظهر الاستياء الكامن علناً.‏ ‏ • لم الصحفيون الذين يخرجون عن الخط المشترك هم قلّة؟‏ ‏ •• يعود ذلك في وسائل الاعلام الى ضرورة البقاء ضمن « الانضباط سياسياً» اي والحق يقال للتعبير عن التعصب التام لقد وقعت فرنسا في مطب التعصب الفكري والخارق في الامر انك وانت تشاهدين التلفزيون تلاحظين ان الاشخاص الذين يجسدون « الانضباط السياسي» هم اناس بلا ثقافة فجدتي كانت تقول « الثقافة كالمربيات كلما انبسطت قلّت» لقد مضى الزمان الذي كنا نشهد فيه المجادلات حيث الناس يتجابهون مسلحين بالحجج اما اليوم فلا مجابهة لم يعد هنالك من جدال ذي قيمة وما نشاهده على كافة الاقنية التلفزيونية وفي وسائل الاعلام بشكل عام ان هو إلا مطر متواصل من المحرّمات او طريدي المجتمع ان « المنضبط سياسياً» لايفكر ولايطالع ولا مرجعية له . لاحظي ما أصاب ديودونيه وهو فنان هل كان محرضا على الشغب بافراط او بما فيه الكفاية؟ لكن اليس التحريض جزءا من تبادل الحجج؟ الا ينبغي التحريض للحصول على رد ؟ ليس دور وسائل الاعلام الادانة.‏ ‏ ولم الهجوم على طارق رمضان حين يشرح فكرة ما ؟ اذا لم نكن على اتفاق معه نبدأ المجادلة لكن لانقضي عليه دون وازع اما ان نصغي له فذلك افضل بكثير من تلطيخ سمعته وازاحته جانبا .‏ ‏ • انك تورد اسماء تنهمر عليها تُهم معاداة السامية زخا متواصلا أليس مثل ذلك بانتظارك؟‏ ‏ •• ما ان ينتقد المرء ( اسرائيل ) حتى يُتّهم باللاسامية لكن الاتهام المتواصل للجميع سيجعل تعبير اللاسامية مبتذلا وتلك الحالات المفرطة سوف تنقلب ضد (اسرائيل) ولسوء الحظ ايضا ضد المواطنين الذين يدينون باليهودية ويقبلون بتلك الاشكال من الافراط كلها .لقد تلقيت على اثر ما وقع لي آلاف الرسائل التي اعرب لي مرسلوها عن تعاطفهم وعن احتدام غيظهم ويُخشى ان يؤدي تعصب البعض الى ( هبّة) من الحقد لدى البعض الاخر فينبغي ان يدعونا ذلك الى إعمال فكرنا.‏ ‏ • وهل ترى هنالك حفاظا على ذلك التعصب وعلى معاداة السامية بافراط؟‏ ‏ •• لاأعتقد بعفوية ردود الفعل فهنالك دسائس وتلاعب بكل تأكيد . وهاك ما وقع في فرنسا في الشهور الأخيرة هذه لقد جرت أفعال نسبت الى العداء للسامية ثم انجلت أفعالا نظمها اشخاص يدينون باليهودية هنالك خلفية من معاداة السامية محفورة في التراث المسيحي وهي خلفية ضئيلة وواقع الحال أننا اذا بالغنا في استثارة المجتمع كله حقا وباطلا حول موضوع معادة السامية فلن نتوصل الا الى اثارة سخط الناس وغيظهم لقد شهدنا في الشهور الاخيرة وزراء يتحركون ويتفاعلون أربع مرات على الاقل جراء أحداث ارتكبها مواطنون يهود بحق أنفسهم وهم يدّعون بأنهم ضحاياها فهنالك حاخام طعن نفسه وهنالك كنيس احترق بعد ان أشعل يهودي سكران فيه النار. وقد استولى الاضطراب على الجميع من دون التحقق من مصداقية الوقائع.‏ ‏ •وكيف العمل للانتهاء من تلك الدسائس والتلاعبات؟‏ ‏ •• عن طريق التعقل والتسامح فمن الخير لكل امرىء ان يكون مدققا وان يتثبت مما هو حق وما هو باطل فلا يدين الا اذا توفر ما يبرر الادانة لا ان يعمل مثلما هو حاصل الان حيث يتحرك المجتمع بكامله تحركا مسبقا حول معاداة السامية اننا فوق منحدر شديد الخطورة فالناس يوجهون الاتهامات بسرعة فائقة والصحفيون لايؤدون دورهم في التمحيص والتفسير وان ذلك ليحمل اكبر المخاطر.‏ ‏ •أنت اذن تحمل المسؤولية للذين يلوحون بشبح معاداة السامية من جهة وللجهل من جهة اخرى؟‏ ‏ •• اجل ولضحالة ثقافة الصحفيين وصنّاع الرأي واعتقد ان التلاعب والدس شيء مقصود فحين يقعقع بالكلام واحد مثل برنار هنري ليفي ليثبت ان من يعادي الصهيونية انما هو عدو للسامية فذلك مناف للعقل. ذلك تزوير فهل الذين يعادون الديغولية هم اعداء فرنسا؟ وهل المعادين للشيوعية اعداء السلاف؟ ان ذلك يسبب الاضطراب والارباك دونما طائل.‏ ‏ • وهل باغتك تقرير دروفان Ruffin الذي يغرس اسفين اللاسامية اكثر فاكثر؟‏ ‏ •• ان تقرير روفان فضيحة فالمرء لايملك الحق عن بعد في انتقاد اي بلد اذن لن نقوى من بعد على التفكير فينبغي ان يكون هنا ما يدعونا للتساؤل ان البلد الوحيد الذي يتمتع داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما يشبه الأب الشرعي انما هو «إسرائيل» فقد صوتت الأمم المتحدة على عدد كبير من القرارات التي ظلت حبراً على ورق. فما السبب؟ وهل ذلك بالأمر المقبول في عالم بحاجة للعدالة والتوازن؟ فهنا تكمن المعضلة .‏ ‏ • كلما أصيغت لك ازددت احساساً بتصميمك على الرد، انهم لم يتوصلوا اذن الى تحطيم عزيمتك؟‏ ‏ •• كلا. فذلك امر بعيد المنال واقدر ان ما وقع لي حادث عارض لم يحطموا عزيمتي. ولن يجعلوني ألوذ بالصمت. سوف اواصل التعبير لأقول ببساطة، وبما لدي من وسائل، حقيقية ما ارى. فإن اقع في الخطأ اكن مستعداً لتقبل كافة الادانات. لكن اقوالي لم تجر ادانتها البتة. لقد ادانوني لأنني تكلمت.‏ ‏ • ألم تشعر بحصول فراغ من حولك؟‏ ‏ ••كلا على الاطلاق، بل الواقع بخلاف ذلك، فهنالك عدد هائل من الناس الذين انضمو الي لمواصلة السير.‏ ‏ • هل تشعر بالحقد حيال الذين هاجموك؟‏ ‏ ھھ لا، أبداً فالاعلام شيء جماعي، انني ساخط بصراحة على رؤساء التحرير الذين يفسحون المجال لنصوص دون التحقق من تعابيرها. اما الصحفيون فلا، انهم يقومون بعملهم على قدر استطاعتهم. واذا ما جرى التلاعب بهم وتحريكهم من وراء ستار فعليهم ان يتبينوا الحدود. اما المسؤولون الحقيقيون فهم رؤساء التحرير.‏ ‏ • ألم يجعلك ما جرى لك متشائماً؟‏ ‏ ••كلا. ولا مناص من حصول تطور للأشياء. لا جرم ان «اسرائيل» تبذل قصارى جهدها للحيلولة بين الناس وبين معرفة ما يجري . وهذا ما تقوم به السفارات الاسرائيلية وعملاء الاتصال او عملاء النفوذ والتأثير: منع القاعدة من ان تعرف والتعامل مع القادة. لكن لا يسع المرء ان يكذب على الدوام لقد خسرت «اسرائيل» وحركتها الاعلامية. ولم يعد بوسعها ان تظهر بلبوس الضحية فهي المعتدية. ولن يتأخر الناس كثيراً في معرفة من هم القتلة. وعلى الرغم من كافة الوسائل التي تستخدم لخنق الحقيقة، فإن روايات الشهود سوف تظهر في نهاية المطاف.‏ ‏ وانا على قناعة من ان رجال السياسة في اوروبا سوف تجري زحزحتهم من قبل قواعدهم. ولسوف يجدون انفسهم مرغمين على اتخاذ القرارات الحاسمة يوم يبدأ الناس بالحركة الفعلية. في السلطة في ظل الديمقراطية لا تتحرك ما دام الناس لا يتحركون.‏ ‏ • كيف جرى التوصل الى ممارسة مثل تلك السلطة على هيئات التحرير ولمدة طويلة على ذلك النحو؟‏ ‏ •• عن طريق القيام بما قاموا به حتى الان، عن طريق حملات اعلامية قائمة على الكذب، فهم يجندون لها الوسائل ولديهم المال اللازم لذلك.‏ ‏ • هل لديك مثال على ذلك؟‏ ‏ •• هنالك شخص يحرر برقية تتهم فلاناً من الناس بأنه «معادي للسامية» فتؤخذ تلك البرقية من قبل صحفيين لا يتحققون من مصدر الخبر. ان المسألة بهذه البساطة. وهنالك بالتأكيد مواضيع تلقى صدى خاصاً.‏ ‏ • لكن تلك البرقيات التي هي ثمرة دس وتلاعب ما مصدرها؟‏ ‏ ••هنالك منظمة غير حكومية اسمها «محامون بلا حدود» انشأها السيد غولد ناجل وهذه المنظمة ورمزها ong نوع من طعم او خديعة لوجود منظمة ong اخرى في فرنسا اسمها محامون بلا حدود في فرنسا فحين يبعث السيد غولد ناجل ببرقية تحمل اسم محامون بلا حدود فإن الصحفي لن يتحقق مما هو كامن وراء تلك الـ ong. فالتسمية التي اطلقها السيد غولد ناجل تسبب بالالتباس لقد هاجم السيد غولدناجل كافة الناس بتهمة العداء للسامية. هنالك دانييل ميرميه وباسكال بونيفاس واخرون كثيرون ، وقد أفاضت كافة وسائل الاعلام بالكلام عن الاتهامات التي تفوه بها، اما حين خسر السيد غولدناجل الدعاوى التي رفعها بحقهم فإن وسائل الاعلام لم تنبس ببنت شفة. فهاك الاشياء وكيف تجري.‏ ‏ • هل لديك تطوير ممكن لطريقة الاعلام؟‏ ‏ •• لو قال الجميع ما يعرفون اي لو قال الحق ما كنا بلغنا ما صرنا اليه.‏ ‏ ولو ادى كافة الصحفيين عملهم بنزاهة واستقامة، لاستطعنا ايقاف فيض الاكاذيب المتدفق والذي يغمر كل ما له صلة بالعالم العربي.‏ ‏ لكن ما يبعث على الطمأنينة انما هو ان القراء والمستمعين هم أكثر ذكاء وثقافة من الذين يتولون اعلامهم انني اكتشف ذلك بسعادة عبر اللقاءات وما اتلقى من رسائل.‏ ‏ Silvia Cattori Translation: Abboud Kassouha كل اصدارات هذا المقال: – « Je suis un hommelibre et j’entends le rester » – «Soy y seré un hombrelibre» – «I am a free man andI intend to stay that way» 7) دعــــــــــاء  » اللهم إن عجزت عنهم حيلتنا و قوتنا فإنهم لن يعجزوك » عبدالله الــزواري/ الحوار نت Abzouari@hotmail.com

في الذكرى الثانية لتأسيس هيئة 18 اكتوبر

رغم الحصار الشامل: الهيئة تضع لبنات « الميثاق الديمقراطي »

 
محسن المزليني mezlini@yahoo.fr انبثقت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات عن أشهر إضراب جوع عرفته تونس شنته ثماني شخصيات وطنية غداة انطلاق قمة مجتمع المعلومات بتونس خريف 2005 . بدا الإضراب حركة احتجاجية بمثابة « آخر الطب… » بعد أن فشلت كل استراتيجيات المعارضة في تحريك المياه الراكدة وإعادة الحياة إلى حقل سياسي كلسته الرغبة في المحافظة على الأمر الواقع باعتماد كل تقنيات حفظ البقاء.  وبعد ما لقي هذا الفعل من صدى داخلي وخارجي أثبت تعطّش الحياة السياسية في تونس إلى ديناميكية السياسة والتنافس شأن كل بلاد العالم، تحوّل الإضراب إلى هيئة هدفت إلى تجميع الجهد السياسي المعارض على جملة من المطالب، هي الوسط الهندسي وقطب الرحى في الفعل السياسي المشترك أو الثالوث المقدّس في نظر الفاعلين والمحرّم المدنّس في ذاكرة السلطة وفعلها : حرية التنظم وحرية الصحافة والتعبير وسن عفو تشريعي عام وإطلاق المساجين السياسيين. وبعد عامين من التأسيس مازالت سفينتها لم ترسُ على بر آمن كما يرى بعض المتابعين، إذ مازال التصويب عليها من كلّ ناحية، من السلطة التي تستميت في محاصرتها ولا تترك لها حتى ما يمكن أن يتسرّب من بين الشقوق من نفس مخافة أن يصبح السيل زبدا رابيا فيتسع الفتق على الرّاتق، ولأنّ الشأن السياسي قد بُني عندنا على قاعدة سدّ الذريعة فقد أُقيمت السدود بين الهيئة وأيّ إمكانية للتواصل أو التحرّك، كما تتعرّض أيضا إلى المناكفة من بعض تيارات اليسار الرافض لأيّ تعامل مع الإسلاميين بل ومن بعض أطياف حركة « النهضة » أو تخومها. أجندا موحدة اعتبر كثير من المتابعين تأسيس الهيئة حدثا في تاريخ تونس المعاصر ليس من ناحية عدد الأطراف المنضوية تحتها فقط وإنما أساسا لجمعها عائلات فكرية وسياسية كانت متنافية طوال مرحلة الثمانينات، وعلق الأستاذ صلاح الدين الجورشي على دواعي الإحتفاء الذي حظيت به الهيئة زمن انبعاثها قائلا :لا شكّ  أن أحد أسباب ضعف المعارضة التونسية تشتتها وتنافر مكوناتها، وبالتالي فإن سعيها للتوحد على أرضية مشتركة شرط من شروط اكتسابها القوة والقدرة على التأثير في صناعة القرار . وفي هذا السياق تأتي مبادرة 18 أكتوبر. فهي من وجهة نظري خطوة في الاتجاه الصائب،  نجحت عند انطلاقتها في بعث حركية سياسية هامة، وأحدثت إستفاقة على صعيد المجتمع المدني. لقد مثلت المطالب الثلاث أجندا عملية تجمع بين مكوناتها السياسية والفكرية المختلفة، وكان السعي حثيثا في البحث عن أيسر المسالك بل أفعلها حتى إن كان عسيرا لتحقيق هذه المطالب. غير أنّ هذا الأمر مثّل في نظر السلطة وقوعا في أحد كبائر المحرمات وذلك بالنظر لما مثله التقاء الإسلاميين والعلمانيين داخل الهيئة من إزعاج لها زادته استعارا جلسات استماع بعض الهيئات الأوربية لممثلي حركة 18 أكتوبر. وفي ظلّ هذا العداء من السلطة، حاولت الهيئة تحقيق هذه المطالب عبر ابتكار صيغ للنضال السلمي ذات جرأة تتجاوز الوسائل التقليدية، ولكن الحصار كان أعتى من القدرات الذاتية للهيئة، مثلما رأى السيد خميس الشماري. إذ وظّفت السلطة كلّ قوتها لتجهض انعقاد أكثر من 47 اجتماعا وتحركا فاضطرت الأطراف الفاعلة إلى عقد اللقاءات في كنف السرية. ولئن فشلت محاولة تحقيق اختراق مهمّ في هذه المطالب، والرأي للشماري، فإنّ ذلك لم يعن أبدا أنّ هذا الملف قد وُضع على الرفّ، ذلك أنّ التفكير في الوسائل الكفيلة بتجاوز هذه المعيقات مازال قائما. توحيد النظر إنّ محدودية الإنجاز على المستوى النضالي كما سماه الشماري، لم يثبط عزيمة أطراف الهيئة في تعميق النظر والبحث عن تأسيس أرضية فكرية سياسية هي « الحد الأدنى » الضروري لتعميق الإئتلاف. ذلك أنه وكما يرى حزب العمال الشيوعي  أن لكل تنظيم من التنظيمات المشاركة في « هيئة 18 أكتوبر » هويته الفكرية والسياسية، وأن ما من أحد مطالب بتغييرها. ولكن لا ينبغي أن ننسى أن الهدف من العمل المشترك هو تأسيس « هوية ديمقراطية دنيا » من أجل النضال ضد الإستبداد وضمان شروط التعايش لاحقا. والتي بدون الاتفاق عليها، يصبح العمل المشترك صعبا إن لم نقل مستحيلا. وعلى هذا الأساس كان العمل على الجبهة الثانية، جبهة تعميق النظر، مثمرا بل لعلّه أهم إنجاز حققته هذه المبادرة ، و تمثل في الوثيقتين اللتين صدرتا عن الحركة بعد نقاشات فكرية ثرية، وهما بيان 8 مارس حول المرأة وبيان حرية المعتقد الضمير الصادر مؤخرا. وتبرز أهمية ذلك، بنظر الجورشي، في تشريك ممثلي حركة النهضة الذين تحملوا مسئولياتهم في تحديد مواقف واضحة نسبيا من قضايا مرجعية تهم مستقبل تونس ونظامها السياسي والاجتماعي. إنّ التاكيد على هذه المضامين لا يعني حسب أطراف الهيئة استعاضة عن النضال السياسي والتحرّك الميداني بالدراسات الفكرية « الترفية »، وإنما مدخلا مهما للإستثمار في الحرية، وهي القيمة التي لا تنقسم أو تُحتكر حسب السيد علي العريض. كما أنّ تنوع المرجعيات،   لا يحول برأيه دون العمل المشترك بل يثريه. لقد مثلت الأدبيات التي توصلت إليها الهيئة في إطار المنبر المستحدث من أجل تأسيس هذه القاعدة النظرية سابقة في تونس بل في العالم العربي بالنظر إلى أهمية القضايا التي تناولتها بجرأة وبعيدا عن التسويات المموّهة، ذلك أنّ البيانين الصادرين يتعلّقان بقضايا خلافية شكلت لفترة طويلة موضوع فرز بين العلمانيين « التقدميين » والإسلاميين « الظلاميين » حتى بدت الساحة السياسية والثقافية قسمة بين تيارين لا يلتقيان كخطين متوازيين. لقد تعلّق البيان الأوّل بوضعية المرأة حاضرا واستشراف مستقبلها، فأكّدت الوثيقة الصادرة يوم 8 مارس التزام الجميع بالمكتسبات التي تحققت للمرأة من خلال مجلة الأحوال الشخصية وحرص جميع الأطراف، كل حسب مرجعيته الفكرية والسياسية،  على اعتباره مشروعا لا رجعة فيه للمجتمع المنشود. ثمّ كان البيان الثاني إعلانا على احترام الجميع لحرية المعتقد وحمايته من كلّ إكراه باعتبار ذلك شرط لإنسانية الإنسان وتحقيقا لمجتمع الحرية. ورغم القصف على الوثيقتين من أكثر من طرف، مما يؤشر على أنّ الطريق مازالت تحتاج إلى مزيد صبر، إلاّ أنّ جميع الأطراف في الهيئة مازالت مصرّة على الذهاب بالحوار إلى مداه البعيد « لأن الاختلاف بين مكونات الحركة حقيقة لا يمكن إنكارها…ولإحداث النقلة المطلوبة على الجميع أن يتمسك بمنبر الحوار وتطويره للتفكير في المستقبل وبناء العهد الديمقراطي » كما ورد في بيان « الوحدويون الناصرون » في ذكرى تأسيس الهيئة. مرحبا بالنقد البناء  أما عن النقد الشديد الذي تتعرض له الهيئة في أكثر من وسيلة إعلامية وعلى يد أكثر من طرف فقد عبّر أعضاء الهيئة عن ترحيبهم بالنّقد البناء وانفتاحهم على كلّ رأي مخالف طالما أن ما يتوصلون إليه ليس دائما هو الأفضل بإطلاق بل باعتباره الممكن الذي يتفق عليه الجميع. وعن اختلاف الإسلاميين فيما بينهم في تقييم هذه البيانات والذي باتت تحفل بتفاصيله المواقع الألكترونية، فقد اعتبر علي العريض أن الأمر لا يتعلق بانقسام في أي مستوى وإنما بتقييمات مختلفة وآراء متنوعة والغالب في كل هذا هو الالتزام بالعمل مع شركائنا من اجل تأسيس لحياة ديمقراطية حقيقية يسودها الإقرار بحق الإختلاف والتعدد. لقد رأى البعض من المتابعين للسكنات والحركات في بعض السجالات والتقييمات بين أطراف الهيئة نفسها نذرا بالتصدّع وتأكيدا لبداهة استحالة أن يجتمع الطرف اليساري مع التيار الإسلامي على كلمة سواء، غير أنّ الواقع كذب هذا التوقع أكثر من مرة وتوالت ثمار الإلتقاء، ويعود ذلك، حسب حزب العمال الشيوعي إلى قناعة « أن العمل المشترك لا يعني مطلقا توقف النقاشات والجدل حول هذه القضية أو تلك من القضايا الخلافية ذات الطابع الفكري أو السياسي بين الأطراف المنخرطة في ذلك العمل، بل إن النقاش والجدل ضروريان من أجل توضيح المواقف وتحديد نقاط الالتقاء ونقاط التباين علاوة على ما فيه من إثراء للساحة الفكرية والسياسية ». نظرة إلى المستقبل  يتفق الكثير من المتابعين لتطور الحركة السياسية في تونس بما فيهم أعضاء الهيئة على صعوبة الفضاء الملغوم الذي تتحرك فيه، ملغوم بآثار السنين الغابرة بالأحكام المسبقة وتجارب التكتلات المجهضة، وبالحصار متعدد الأشكال الذي يكاد يشل عمل الهيئة مما جعل مجرّد الصمود والبقاء رغم الضغوط التي مارستها السلطة من جهة، وخصوم الإسلاميين من جهة أخرى كسبا بحد ذاته كما ذهب إلى ذلك الأستاذ صلاح الدين الجورشي. إلا أنّ ذلك لا يكفي فالكيانات السياسية وسيلة بقائها هي جملة ما يمكن أن تقدمه للفضاء الذي تتحرك فيه، لذلك يؤكد السيد خميس الشماري أنّ الأجندة المستقبلية للهيئة مازالت حافلة بالمواضيع التي تحتاج إلى التدارس ومنها مسألة العلاقة بين الدين والسياسة وقضية الحدود وإشكالية الهوية. ولا شك أن التعامل الجدي والرصين البعيد عن التسرّع هي الضامنة لحل هذه القضايا الخلافية كما ذكر الشماري، أما عن الأجندة السياسية وما تعلق بالإستحقاقات القادمة فقد أكّد أنّ الأمر مازال تحت الدّرس مثلها مثل البحث عن آليات مستجدّة لتطبيق البرنامج النضالي الذي سطرته الحركة والمتعلق بقضية القضايا… الحرية بكل أبعادها. يبدو المشهد كما يعكسه واقع هيئة 18 أكتوبر متطلعا إلى مستقبلا أفضل بفعل مراكمة التجربة ونتيجة الطموح والعزيمة الذين يدفعان أطرافها إلى مزيد التماسك والتمسك بالأهداف التي حددتها لنفسها أملا في مستقبل أفضل للبلاد.



مهلا هيئة 18 أكتوبر!

 
بقلم: آمال الرباعي   إن تجديد الفكر الإسلامي مطلب إسلامي قديم منذ بداية القرن ونعني بالفكر الإسلامي ، كل الاجتهادات من إنتاج و إبداع  فكري ، التي تلتزم بالإسلام مصدرا ومرجعا أساسيا لها. ويكون الإسلام مصدرا ، حين يكون الاجتهاد الفكري متعلقا بالاستمداد المباشر من الإسلام ، واستنطاق نصوصه ومبادئه ، واستخراج حلوله وإجاباته ، وتركيب منظوماته ونظرياته ، بحسب ما يراه العالم  المفكر المتخصص في مجاله. ويكون الإسلام مرجعا ، حين يجتهد الباحث والمفكر، معتمدا على تخصصه وفكره ونظره ، مستعينا بكل الأدوات والمعطيات العلمية المتاحة له . لكنه يفعل ذلك كله في ضوء الإسلام ومقاصده وقواعده وثوابته، فيقبل ما توافق معها ، وما لم يتعارض معها ، ويردّ ما سوى ذلك. فالفكر الإسلامي إذاً ، هو جهد وفكر بشري من جهة ، ولكنه يمتاز بكونه إسلاميَّ الاستمداد والإطار، من جهة أخرى  فهو أيضا يؤخذ به ويعتمد عليه ، على قدر حجته وقوته وفائدته ، وعلى قدر تطابقه وتوافقه مع الأدلة الشرعية ، ويُرَدّ منه بقدر ما يكون على خلاف ذلك . وهذا لا يستقيم إلا إذا أنيط   به  لعلماء عالمين عاملين،  ألمّوا بالعلوم الشرعية ومارسوا الدعوة فعرفوا متطلباتها وتحدياتها فيجتهدون طبق القواعد العامة للاجتهاد لكن عن علم وروية ودراية بواقع الحال . وكما جاء في الأثر كل الناس هلكى إلا العالمون وكل العالمين هلكى إلا العاملون وكل العاملين هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم.  وهذا يقتضي مساحة حرية تمكن العالم  الذي تتوفر فيه هذه الشروط من تنزيل علمه دون ضغط أو قيد وهذا لا يختص به الواقع التونسي للأسف. 18 أكتوبر من معركة سياسية إلى معركة فكرية :  طرحت ورقة 18 أكتوبر…. بعد أن عجزت عن تحقيق الهدف الذي رسمته لنفسها من حرية أساسية للمجتمع فلم تحقق منه الكثير وحاولت الهيئة أو بعض منها فرض محاور علّها هدفت من خلالها  إيجاد  مبادرة تفرض حركية جديدة في الساحة السياسية  بعد الفتور الذي حصل. لكن الورقة سقطت في الإقصاء رغم أن أساس نشأتها كان محاربة الإقصاء. رغم أن اليسار لا يؤمن بدين آخر يريد نشره وبالتالي يدعو إلى حرية إقامة الشعائر والدعوة لأي معتقد ، فالعقائد غير الأفكار، فإن اليسار آل على نفسه أن يوجد مناخا جديدا في تونس يؤسس لنشر عقائد أخرى غريبة عن المجتمع وكأن المجتمع يشكو من عدم توفر فرصة الدعوة لغير الإسلام والحال أن الدعوة للالتزام بالإسلام هي المحاصرة وليس العكس!!!! طرحت الورقة مسائل فيها ما يحتاج إعمال الفكر لكن كيف يمكن للفكر أن يقوم بدوره وهو محاصر. فهل يمكن طرح هذه القضايا والناس لا تستطيع أن تلتقي ببعضها البعض لبحث مسائل قد تكون خلافية. إذا كان للحوار ضرورة فهذا لا يختص بأبناء حركة النهضة وحدهم فالاختلافات تشق كل الأطياف . فلا ينكر أحد وجود تناقضات عميقة بين اليسار نفسه ، فلم التغاضي عنها والبحث عن تناقضات   اليسار مع أصحاب المشروع الإسلامي؟. إذ الواقع صارخ ينطق بالاختلاف بين اليسار نفسه ومكوناته  ولنا في المشهد العراقي  خير مثال يوضح التناقض بين اليسار. فنجد من اليسار: يسارا يتحالف مع الاحتلال ، و يدخل في الهيئات السياسية والعسكرية التي شكلها المحتل ، ويرفض المقاومة الوطنية المشروعة ، ويطالب ببقاء قوات الاحتلال ويتطوع من تلقاء ذاته للقتال ضد المقاومة العراقية  ويضع نفسه في خدمة الأجهزة الاستعلامية  التابعة لسلطات الاحتلال الإمبريالية أو للحكومة العراقية المتحالفة معها .ويسارا يعادي الاستعمار ويناصر المقاومة ولا يرضى ليده أن تكون في يد المستعمر . فكيف يتساوى ، يتقارب ، يتعاون ، ينسق ،، يتوحد  و يناضل  هذا اليساري العميل للمحتلين مع يساري آخر يدافع عن المقاومة بإطلاق القول أي دون تمييزها والفصل بين مكوناتها. لو لم يكن بيننا تناقضا أيها اليسار فلِمَ لم نكن في حزب واحد ؟؟ نحن لا نحتاج أن تطرح أسئلة عن بدائل المجتمع في بلادنا ومواقف من اعتقاد الأديان. عجبا لك أيتها النخبة تطالبين بمزيد من الإقصاء لمن أقصي منذ حوالي عقدين أو ثلاثة وتنادون بفتح الباب للوافد من الخارج على أنه حداثة لكن اللباس الشرعي  الذي حورب على مرأى ومسمع منكم ولم تحركوا بسببه ساكنا نعته النظام باللباس الطائفي والمستورد ورضي الاستئصاليون  بذلك. وما رأينا ضمائر تذكر فأي من الضمائر تريدون له الحرية. ما هي المعركة الحقيقية في البلاد هل هي معركة فكرية أم سياسية؟ ما هي احتياجات البلاد ! مواقف من الحداثة والمواطنة ؟ أم أساسا لبناء فكر ناضج  ووضوحا للمفاهيم ؟ فكيف يعي المواطن ـ الممنوع من التنقل والتعبير ـ هذه الكلمات ويُنظِّر لها  وهو لا يعيشها ولا يرى لها ركزا! نحن نحتاج  حرية ، أن نتنفس كالبشر وننطق برأينا دون خوف أو وجل  وإن كان كل الذين أمامكم ضدكم فلن يضروكم شيئا إذا كانت القناعة قناعة وليست سياسة تلتقي وتتقاطع مع المبادئ.  فليس في إسلامنا ما نخجل منه، وما نضطر للدفاع عنه، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته ،فنحن لا ندعو الناس إلى الإسلام لننال منهم أجراً. ولا نريد علوّاً في الأرض ولا فساداً. ولا نريد شيئاً خاصاً لأنفسنا إطلاقاً، وحسابنا وأجرنا ليس على الناس. إنما نحن ندعو الناس إلى الإسلام لأننا نحبهم ونريد لهم الخير، مهما آذونا.. والحق يعلو ولا يعلى عليه.

 

إلى غسان بن خليفة

 
بقلم: ناصح أمين   ما دمتَ قلتََها فقد وجب عليّ الردُّ، يا غسان إن خطة تجفيف ينابيع التدين بدأها بورقيبة ومضى بها لثلاثين عاماً حتى نفذ علماءُ الزيتونة ولم يرثهم من أهل العلم أحد، ثم استلمها بن علي لعشرين عاما، وكل حسب اختصاصه حارب الدين الإسلامي، فالأول محامي والثاني شرطي وهما علمانيان. ولن يحكم تونس علماني إلا وأنا أنتظر منه أن يعادي الإسلام. لأن الإسلام يعارض العلمانية في الاعتقاد والأخلاق و الحكم، ولن تحكم العلمانية في أرض العروبة الإسلام إلا بالقهر. وأهل تونس عرب مسلمون، منهم ابن منظور والطاهر بن عاشور، والتاريخ يشهد بأن الإسلام لم ينهزم ديناً وثقافةً في أرض العرب قط. لأن للقرآن جاذبية لا يصمد أمامها أي باحث صادق. ومهما فعل العلمانيون و »المستغربون » في تونس من أجل تغيير دين الناس فسيفشلون.   خمسون عاما من العلمنة والتغريب واضطهاد المتدينين لم تفلح في إفراغ المساجد وفي منع التونسيين من طلب العلم الشرعي في أصقاع الأرض. خمسون عاما وأيدي المفسدين في أخلاق الناس وأعرافهم تعبث وخاصة في العشرين الأخيرة. خمسون عاما وشعار حكام تونس النهي عن المعروف والأمر بالمنكر. ولم يفلحوا إلا في دفع مزيد من التونسيين إلى التشدد في الأخذ بالدين. العلمانيون اليوم لا يخافون على الديموقراطية من حزب سياسي إسلامي، بل هم يخافون على فضائح فسادهم وإفسادهم.   قد كان لي أصدقاءُ عملٍ علمانيون، وكانوا يزنون ويشربون الخمر ويغشون ويسبون الجلالة والنبي صلى الله عليه وسلم، يتبارون في كل ذلك ويتباهون ولا أحد منهم يحدث نفسه لا بصلاة ولا بصيام. وهم الذين أقام بهم بن علي دولته.. العلمانيون في تونس ليسوا مجرد فلاسفة، أو مجتهدين أخطأوا الطريق، أو تاركين لفرائض دينهم غفلة أو جهلا. إن العلمانيين في تونس قد اعتدوا على كل شيء يدخل تحت مسمّى إسلام. لقد عادى العلمانيون الإسلام واستهزأوا به طويلا قبل أن يمدوا أيديهم إلى الإسلاميين بالاعتقال والسجن والتعذيب.   والآن وبعد كل الذي مضى تريدون أن تبقوا على مكاسب الخمسين عاما بعهود تبرمونها مع فصيل من الإسلاميين يعيش تحت القهر والمحاصرة ليل نهار. إخوتُنا معذورون إن رضوا بالقليل القليل مما يمكن أن يرفعوا به الضيم ويستعطفوا به بعضا منكم. ومعذورون لأنهم يوقنون بأن حرية الدعوة إلى الله وحدها: كافية لتعيد للإسلام عزّه، وللناس عقيدتهم وشريعتهم، فتاريخهم يشعُّ بالصدق والإخلاص، وحجتهم أقوى وكلمتهم أرسخ وأوسع انتشارا. ولكننا جميعا لا يمكن أن نقرّ ببيانكم عن حرية « المعتقد والضمير »لأن الإسلام لا يقرّه، ولأننا نرجو أن نكون أهلا لحمل رسالة التوحيد، ونرجو أن نكون عند حسن ظن شعبنا. ولذلك تسمعون منا ما لا يرضيكم.   يا غسان أنت وكثير مثلك ضحية سياسة تجهيلية، مُبعِدةٍ عن الدِّين، منفرة من الالتزام بفروضه، محبِّبة للفساد، متغرِّبَةٍ عَمىً. وإني لا أحقد عليك ولا أعاديك في شخصك حتى ينتشر نور الإسلام في ربوع تونس، وتعرف فضل الإسلام ورحمته وتذوق حلاوته، وتعلم أن هذا الدين ليس إلا عطاءً. ويا غسان إني أسأل الله أن يبقيك ليريك الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه. وإني والله ليحزنني أن تموت على ما قلت.            أما عن اجتماعكم في هيئة 18 أكتوبر من أجل مقاومة الاستبداد والمطالبة بالحريات فهو اجتماع رموز سياسية حول قضية كبيرة حاضرة تعيشونها ولا نرى بأسا بهذا الاجتماع. وليَكُن عملكم خطوة في المسار الصحيح، فهاهم سجناء النهضة شهادة صارخة على ظلم السلطة، لو أحسنتم استعمالها لكفتكم للتخلص من بن علي، وهاهم رموز الحركة يوقِّعون لكم على أنهم سينتهجون الديموقراطية في التعامل مع كل الطيف السياسي، فما محل بيانكم عن حرية « المعتقد والضمير » من استبداد السلطة؟ ومن الذي يطارِد الناس لأجل ما يعتقدون ويتعبّدون؟ وهل سألكم أحد أنتم العلمانيون عما تعتقدونه؟ وما الذي يبعثكم على الخوض في خلافات « أيديولوجية » في ظل الظلم والقهر والاستبداد؟ إنها الريبة التي في نفوس كثير منكم من أخلاق الإسلام وشريعته، خاصة وأنتم تراقبون مدا سلفيا أصوليا متشددا بين الشباب. إنه خوف يبثه الشيطان فيكم من العفة والطهارة والخشوع بين يدي غفور ودود. إنها العزة الكاذبة بالإثم.   قلتَ يا غسان بأنك لست مسلما بالمعنى المتعارف عليه، مما يعني أنك مسلم بمعنىً لا نعرفه. أعلمك بأنّ هذا الكلام « كبير » ولن أخوض فيه معك حتى تأتيني بشاهد. وإنك يا غسان إن سارعت للكفر لجهلك فإني لِعِلْمي لن أسارع إلى تكفيرك. فدعك من هذا فلستَ بِدْعاً من التوانسة. أنت لم تعرف حقيقة الإسلام بل أنت غريب عنه، وكيف تعرفه وتأنس له وأنت ربما لم تنشَّأ عليه، ولم تقرأ القرآن قراءة صحيحة ولو مرة، ولا يحيط بك الآن إلا من يلهيك عن فروض دينك ويهزأ بها ويحضك على محرماته. وفي الأبعد ربما تنظر إلى الإسلام نظرة النصارى إلى دينهم، نظرة أخذتها من فلاسفتهم ومفكريهم مثلا. ولعلها نفسك والشاطين التي ترتع في أرض الزيتونة. إن أثقل شيء على النفس يا غسان الالتزام الذاتي لأجر أو منفعة مؤجلة وهو مبدأ الإسلام. وإن أهون شيء على النفس الخوض مع الخائضين واللهو مع اللاهين كما يقول المثل التونسي: « شنقة مع جماعة خلاعة » . قد عرفت كثيرين يا غسان في الشرق والغرب، عاشوا مثلك حتى إذا بلغوا الستين تابوا وأنابوا وندموا على ما فعلوا وصغَّروا أنفسهم. أسال الله أن يتقبل منهم. يا غسان فكر في الموت وما بعدَ الموت فإنك بعدُ مسلماً ((أفَحسِبتم أنَّما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا تُرجعون)) (المؤمنون115).   وإن شئت فاعرض عليَّ نظرتك للإسلام أو ما تعيبه عليّ في نظرتي له ولنتحاور في ذلك بدون شروط مسبقة ولا حدود، فإنه أنفع لي ولك، وأدْعى للتقارب والتفاهم، وثق أنك لن تخسر شيئا. وإن أحببت أعطيتك عنواني الإلكتروني لنتراسل، فأنت ابن أم وأب مسلميْن ولعل إخوتك وعمومتك وخؤولتك كلهم مسلمون. وللبداية أدعوك للنظر في هذه الآيات: قال تعالى: (( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمنُ كما آمنَ السفهاءُ ألا إنَّهم هُمُ السّفهاءُ ولكن لا يعلمون)) (البقرة13)   وقال سبحانه وتعالى: (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يَفعلُ ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُرَدّون إلى أشدِّ العذاب وما الله بغافلٍ عما تعملون)) (البقرة85)  وقال تعالى: (( قل هل مِن شركائِكم من يَهدِي إلى الحقِّ قلْ اللهُ يَهدي للحقِّ أفَمنْ يَهدي إلى الحقِّ أحقُّ أن يُتَّبَعَ أمَّن لا يَهدي إلاَّ أن يُهدَى فمالكم كيف تحكمون. وما يَتَّبِعُ أكثَرهم إلا ظنًّا إن الظنَّ لا يُغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يَفعلون)) (يونس35ــ36)   وقال تعالى: (( قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات والأرض والله بكل شيء عليم. يَمُنُّون عليك أن أَسْلَمُوا قل لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين)) (الحجرات 16ــ17)   وقال تعالى: (( أفمن يمشي مُكبًّا على وجهه أهدى أمَّن يمشي سويًّا على صراط مستقيم)) (الملك22) يا غسان خيرُ من تحاورُ أهلَ الحقِّ. وقد أعجبني في رسالتك عرضك لرؤيتك بصراحة ووضوح. وإني لا أخوِّفك بالإسلام ولكنِّي أُبَشِّرُك بأنك ستكون من خيار المسلمين إذا رفعت عن عينيك الغشاوة.


صراع القضاة من نادي سكرة إلى الفضاء العام

    

 
إن ما يقع في صفوف القضاة أمر لافت للانتباه حقا إذ أن مشاكل هذا القطاع لم تكن تخرج أبدا إلى العلن بل كانت تقبع في كثير من التحفظ داخل أسوار ناديهم الكائن بضاحية سكرة.أما اليوم وخاصة بعد ما نشر بالصحافة الوطنية من أصداء المجلس الوطني الذي عقده المكتب الرسمي في 28-10-2007 والذي يسميه القضاة الغاضبون عادة في أدبياتهم بالمكتب المنصب فان مفردات كانت غريبة على هذا القطاع قد دخلت دفعة واحدة إلى معترك الشأن القضائي  من قبيل الانقلاب والاعتداء على القانون وتوظيف المجلس الأعلى للقضاء كما ورد ذلك في البيان الأخير للشرعيين أو من قبيل اللامسؤولية والتوظيف السياسي وتجاوز مبدأ الحياد بل حتى المهاترات كما جاء في التغطية الصحفية للمجلس الوطني الأخير والتي نشرتها الصحف القريبة من السلطة. ولا شك إن مثل هذا القاموس وبقطع النظر عن وجاهة هذا الرأي أو ذاك يكشف وبوضوح محرج عن عمق الأزمة التي يعيشها هذا السلك. فلئن تعودنا في تونس على سماع الانتقادات الموجهة من المعارضة إلى السلطة القضائية بمناسبة بعض القضايا السياسية وفي النوازل التي تكون فيها المعارضة طرفا فانه قلما جاءت هذه الانتقادات على لسان القضاة أنفسهم وهو تطور يشير إلى مجموعة من المعطيات التي ولئن لم تتبلور بما فيه الكفاية إلا أنها تسمح لنا باستخلاص بعض الأفكار الأولية  1) الشعور المتزايد لدى القضاة بخطورة تبعية السلطة القضائية للسلطة التنفيذية وقد نما هذا الشعور لديهم من خلال مسائل تبدو غير سياسية لأول وهلة كمعضلة النقلة حيث أصبح مصير القاضي ومصير عائلته رهيني الامتثال لأوامر من جهات مختلفة ومتضاربة أحيانا في بلاد استخدمت فيها المؤسسات دائما لتصفية الحسابات السياسية أو للحصول على منافع لا يمكن الحصول عليها بغير الطرق السرية 2 ) بداية نضج الجمعية التي لم  تعد تقبل بوضعية الودادية ذات الأهداف الاجتماعية وصارت تطمح شيئا فشيئا إلى شيء يقرب من النقابة وان كان القانون الأساسي للقضاة يحرم عليهم الإضراب أو الامتناع عن القضاء بأي شكل من الأشكال  3) تراكم تجارب و صور تمرد القضاة على السلطة التنفيذية في العشريتين الأخيرتين فبعد اضرب القضاة الشبان في سنة 1985 جاءت رسالة القاضي المثير للجدل مختار اليحياوي إلى رئيس الجمهورية في 2001 وهي رسالة شن فيها هجوما عنيفا على السلطة القضائية واتهمها بالتبعية التامة للحكومة . وانتهت الأزمة بإحالة  القاضي على المجلس الأعلى للقضاء الذي عزله .  4) دخول عناصر نوعية إلى المكتب التنفيذي للجمعية عقب المؤتمرين التاسع والعاشر 2003 2005- وهي عناصر لايعرف لها انتماء فكري محدد وان كان من السهل تصنيف  البعض منها عموما ضمن الحساسيات اليسارية  5 ) تعامل وزارة العدل مع الأزمة بكثير من العنف الذي يبدو غير مدروس .فافتكاك مقر جمعية بطريق الاستيلاء الفاضح أمر غير مبرر مهما كان المكسب من ورائه ويدل بلا شك على نوع من رد الفعل البدائي تجاه كل نفس استقلالي يمكن أن يولد داخل هذا القطاع .  6) الخطأ الفادح الذي ارتكبه وزير العدل وهو المسؤول المباشرعن الانقلاب الحاصل صلب الجمعية حين اعتقد أن إخراج القضاة المستقلين من مقرهم وتعويضهم عبر مؤتمرات صورية بلاشك  بعناصر موالية سيحل المشكلة في حين أن الوضعية التي يعيشها القطاع  الآن اخطر بكثير لأسباب عديدة  أ ) إن التململ الذي كان يشاهد في صفوف القضاة والذي كان يعرفه جيدا الصحافيون الذين يحضرون المجالس الوطنية المنعقدة بنادي سكرة وبعيدا عن الأنظار قد خرج اليوم إلى الجمهور العريض بفضائحه المثيرة حيث صار القارئ العادي يستمع و ربما في شيء من الدهشة إلى صرخات القاضيات النساء المبعدات وهي صرخات وصلت أصداؤها إلى مجلس النواب نفسه  ب) تفتت البقية الباقية من الصورة المهتزة أصلا للقاضي النزيه بفعل الاتهامات المتبادلة بين القضاة والتي دفعت بها وزارة العدل من خلال الحلول الارتجالية إلى الساحة الإعلامية  ج ) احتمال اضطرار وزارة العدل في المستقبل وإذا لم يوجد حل رصين للازمة إلى مواصلة استخدام القضاة بعضهم ضد بعض وهو أمر قد يؤول إلى حالة من الفوضى ربما ستدفع بالقضاة الشرعيين إلى المزيد من التصلب والى مزيد من كشف الحقائق التي قد تضطر معها وزارة العدل الضالعة في الأزمة إلى الحلول القصوى كما فعلت ذلك مع القاضي مختار اليحياوي مع الاختلاف النوعي بينه وبينهم اذ يتكلم هؤلاء من داخل هيكل قانوني  ويقدمون أنفسهم بصفتهم مكتبا تنفيذيا وهي الصفة التي تخاطبهم بها المنظمات الحقوقية من خلال الدعوات التي تنشر أصداؤها في جرائد المعارضة عموما وعلى صفحات تونس نيوز . ولكن اختيار وزارة العدل  لنهج التصعيد أمر ينطوي على كثير من الخطورة في ظرف أصبحت فيها قضية الحريات في تونس موضوع انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية .. نقول في آخر هذا التحليل أن مشكل القضاة في حاجة إلى حلول صحيحة تبدأ أولا بمحاسبة أولئك الذين اختاروا ربما دون مبرر أن يلتجئوا بلا تريث إلى الحلول القصوى والى استخدام القضاة بعضهم ضد بعض في حين أن القضاة كان بوسعهم لو تركت لهم حرية التصرف في قضاياهم أن يختاروا أنجع السبل لتحقيق أهدافهم من جهة والمحافظة على جمعيتهم من جهة أخرى .
                                                              عصام حمدان  


نحو قراءة جديدة للفقه الإسلامي

 
سنحاول في هذا المقال مقاربة ظاهرة غياب التجديد في الفقه الإسلامي وعلاقتها بنمو ظاهرة التطرف والانغلاق. وسننطلق هنا من مبدأ عام  دعا إليه الإمام الشافعي  ويتلخص في أنّ كل ما لا يؤدي إلى ترك عبادة و لا إلى إحداث عبادة  لم ينص عليها الدين، فليس ببدعة بالمعنى المذموم للكلمة. ذلك أن مشكلتنا الأساسية اليوم هي كما يقول د. عابد الجابري ليس في أن نثبت أن  الإسلام صالح لكل زمان ومكان بل أن نثبت حقا وفعلا أن المسلمين اليوم صالحين لزمانهم ومكانهم، بمعنى قادرين على أن يعيشوا عصرهم وعلى أن يدشنوا سيرة جديدة  تكمل وتضيف لسيرة السلف الصالح. ولعله من مبررات التطرف، إلى جانب غياب الديمقراطية  السياسية  والاجتماعية وحرية التعبير و التمثيل، هو أيضا عدم تمكن الفكر العربي بشقيه الإسلامي واليساري الوسطيين من القيام بالتجديد المطلوب والمعاصر في مبادئهم ومناهجهم ورؤاهم. فالتطرف يعمي بصيرة صاحبه ويحجب عنه الحقائق  الموضوعية ويجعله ينظر إلى العالم نظرة سحرية تشيطن الآخر( مثلما شيطن الخوارج الإمام علي باقي رؤوس الفتنة حسب تعبيرهم) وتؤله الأنا أو تكاد عندما تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة. فالتطرف هو في مستوى معين نتيجة لغياب التجديد والنوير والعقلنة بالشكل اللازم والمطلوب في الفقه الإسلامي والخطاب الديني باعتباره يعتمد على رؤية سحرية للعالم تكتسي طابع الهروب إلى الأمام. ويمكن تصنيف التطرف إلى صنفين: الأول: هو تطرف على مستوى العقيدة ويخص ميادين الإيمان والكفر و الجبر والاختيار وهو جوهر العقلية التكفيرية والسحرية للعالم التي ترى الأمور بصيغة إطلاقية إما خير محض أو شر محض إما تِخذ كلها أو تترك كلها. ومن هنا نفهم أين تتنزل حملات التكفير التي تنطلق هنا وهناك حتى أنه هناك من يتحدث حتى في تونس عن تيار أو جماعة يسمون أنفسهم التكفيريون مستندين إلى حديث الفئة الناجية ( ألا إن من كان قبلكم قد افترقوا إلى 72 فرقة وستفترق أمتي إلى 73 فرقة 72 في النار وواحدة في الجنة ألا وهي الجماعة، فلا تفارقوا الجماعة) وبالطبع كل فرقى تعتبر نفسها الجماعة المقصودة في هذا الحديث. الثاني: تطرف على مستوى الشريعة يتعلق بالنظرة التبسيطية المنغلقة التي تفتقر لكل نوع من المرونة والاجتهاد والتفهم للأحكام. وهو ما يعرف بمطلب تطبيق الشريعة والالتزام بالحدود والحجاب ومنع الربا… وهذا هو جوهر المشكل وـحد أسباب تخلف الفكر الإسلامي اليوم وعجزه عن تجديد نفسه من الداخل. يجب الاتفاق قبل كل شيء على أن الاجتهاد هو قبل كل شيء جهد فكري يتطلب معرفة ومنهج  وعمق وفهم للواقع وللتاريخ وروح النص ومقاصده وهذا يتعارض مع الفكر التبسيطي السطحي الذي يقرأ النص قراءة من الدرجة الأولى      وكأنه حطاب شفوي بين شخصين في لحظة زمنية عابرة وليس خطابا مكتوبا موثقا  صاحا لكل زمان ومكان ثابت في كلماته ومتحرك في معانيه حتى يواكب ديناميكية التاريخ البشري دون أن يفقد روحه ومعانيه السامية. وإذا كان الاجتهاد في الماضي يكتفي  بضرورة المعرفة بعلوم العربية من لغة ونحو وبلاغة وعلوم الدين من تفسير وحديث.. ، فهو يحتاج اليوم إلى أكثر من ذلك أي إلى معرفة بالعلوم الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية والفضاء والذرة وكل ما هو مواكب للحياة المعاصرة حتى تكون اجتهاداتنا في مستوى تحديات عصرنا وراهننا. كما أنّ الاجتهاد ينطلق من ذلك المبدأ الفقهي القائل « إذا تعارض نص شرعي مع المصلحة العامة يجب العمل بالمصلحة العامة لأن النص إنما جاء من أجل المصلحة العامة ورعايتها. ومن هنا نفهم لماذا بنيت معقولية الحكم الشرعي على مبدإ    » أسباب النزول  » الذي يعطي الأسبقية للمصلحة العامة على النص ، أي لمتطلبات الواقع على الفكرة ويفسح بالتالي المجال لبناء معقوليات أخرى عندما يتعلق الأمر بأسباب نزول أخرى أي بوضعيات حياتية أخرى .ووفق هذا المبدأ تتجدد الحياة في الفقه وتنبعث الروح في الاجتهاد وتصبح الشريعة قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان. ففي مجال تطبيق الحدود مثلا يحث العمل بمبدأ « ادرِوا الحدود بالشبهات كل قاض نظيف نزيه على التوقف طويلا قبل اتخاذ القرار. وقد يضطر إلى الاكتفاء بالحكم بالسجن ما دام المجتمع العادل غير موجود.  ,أخيرا فإن مقولات من نوع الإسلام هو الحل أو تطبيق الشريعة أو النظام الإسلامي البديل… تبقى مقولات فضفاضة وعائمة ولا تعني شيئا ملموسا يمكن الاتفاق عليه وتنزيله في أرض الواقع ذلك أنه لا أحد اليوم يملك الجواب عن ماهية النظام الذي يقبل بأن يوصف بأنه اسلامي ويكون في نفس الوقت متلائما مع ظروف عصرنا مسنجيبا لحاجاته ولإتجاه تطور التاريخ. المراجع عابد الجابري « نحو إعادة بناء قضايا الفكر الاسلامي » حسن حنفي  » نحو تجديد أصول الفقه » محمد فنحي عثمان : الفكر الاسلامي والتطور » محمد شحرور  » الكتاب والقرآن » بالقاسم بالحاج حمد  » العالمية الإسلامية الثانية » جابر القفصي

الثلاثاء 30 أكتوبر 2007

  

 

البيروقراطية النقابية تكشر عن أنياب الخيانة و الغدر…أدعو إلى خلع المكتب الوطني إذا أمضى غدا على اتفاقية هزيلة و فرط في المطالب المادية و المعنوية للقطاع

 

أيها الرفاق في المكتب الوطني أرفضوا هذا اللقاء الذليل مع الوزير، بتحضير من البيروقراطية الخائنة، خلف المنصبين المدعين للتمثيل النقابي و عودوا للشرعية بإعلان الإضراب الذي قررته الهيئة الإدارية فلن تحصلوا، بهذه التنازلات للبيروقراطية و للسلطة، إلا على الفتات !!

 

 

بقلم : نقابي من قطاع التعليم العالي

 

 

    مرة أخرى تتدخل البيروقراطية النقابية لضرب سيادة نقابيي التعليم العالي على قراراتهم و تدفع بالمكتب الوطني إلى الخروج على الشرعية و التهرب من تطبيق قرارات الهيئة الإدارية. و للعلم فقد قررت الهيئة الإدارية المنعقدة يوم 08 سبتمبر 2007 جملة من الإضرابات التصاعدية يبتدئ أولها في الأسبوع الأخير لشهر أكتوبر 2007 و لم تفوض المكتب الوطني إلا في اختيار اليوم المناسب من الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر و إصدار برقية الإضراب على ذلك الأساس.

   أما من جهة أخرى، فرغم الحذر الذي يسود داخل نقابيي التعليم العالي من التركيز المشبوه من طرف البيروقراطية النقابية و بعض العناصر داخل المكتب الوطني على مسألة مقابلة وزير التعليم العالي لأطراف أخرى، غير الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي، مدعية للتمثيل النقابي و لا وجود لها على أرض الواقع فإن قرار المجلس القطاعي كان دوما مطالبة المركزية النقابية بتفعيل التضامن النقابي و تحريك القطاعات الأخرى إذا كانت فعلا ترغب في الدفاع عن استقلالية الإتحاد و في ردع محاولات السلطة عن تنصيب أشباح نقابات مرتزقة عوضا عن من اختارهم القطاع. أما إذا كانت تركز على هذه المسألة قصد عقد صفقة مع السلطة تدفع فيها الهيكل النقابي الوطني إلى التخلي عن مطالب القطاع مقابل الاعتراف به من قبل سلطة الإشراف كممثل وحيد للقطاع، و الكف عن مقابلة النقابات الوهمية التي ركزت رؤوسها داخله، و إمضاء اتفاقية هزيلة لا ترقى حتى إلى الحد الأدنى من مطالبنا المادية و المعنوية فإن جوابنا كان دائما ليقابل الوزير من يشاء فكل العالم يعرف من يمثل القطاع فعلا و لنفعل في الواقع حتى نجبر سلطة الإشراف على الجلوس مجددا للتفاوض الجدي حول مطالبنا.    

     إن الخيار الوحيد و الحقيقي أمامنا هو التعويل على قوانا الذاتية و شل الجامعة عن طريق الإضرابات و إحراج السلطة عن طريق التجمعات و الإعتصامات داخل مقر الوزارة و مقرات الجامعات و لن يكون أبدا في التعويل على البيروقراطية الذليلة التي لا تنتظر غير الفرص السانحة للسمسرة بمطالب القطاعات و ضرب النقابيين و تكسير نفسهم النضالي مقابل رضاء السلطة عنها و إلا لما سكتت ثماني سنوات عن ما تعرض له قطاع التعليم العالي من قمع و عن محاولة ضرب استقلالية الإتحاد بتنصيب نقابات موالية داخل أحد قطاعاته و عدم الاعتراف بالنقابة الشرعية التي اختارها القطاع  . 

     إن الدليل على خيانة البيروقراطية النقابية الذليلة لقضيتنا و لقضية الاستقلالية داخل الإتحاد و للنقابيين عموما هو ما ستقدم عليه غدا مجددا. فرغم تشدقها بالدفاع عن استقلالية الإتحاد و إصدارها بين فترة و أخرى لبيانات حماسية تسكت بها نقابيي القطاع و تدين مقابلة وزارة التعليم العالي لأطراف أخرى مشبوهة إلى جانب الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي و رغم احتجاج نقابيي القطاع عديد المرات على ضغوط البيروقراطية و تنظيمها لمقابلات صورية تدفع فيها الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي للحضور بشكل ذليل و مقابلة الوزير في نفس اليوم الذي يكون قد جلس فيه، و قبلها هي الهيكل النقابي الممثل لقرابة 3000 منخرط، مع أطراف مشبوهة لا منخرطين لديها و لا نقابات أساسية، ها هي ذي البيروقراطية تدفع مجددا بالمكتب الوطني لتأجيل الإضراب و مقابلة وزير التعليم العالي في جلسة تأتي بعد مقابلته لنفس تلك الأطراف المشبوهة المذكورة. 

      إنني بصفتي مناضل نقابي من القطاع و عضو الهيئة الإدارية أدين هذا الخروج عن الشرعية من طرف المكتب الوطني و مصادرة صلاحيات الهيئة الإدارية و هذا الاعتراف الضمني بالأطراف المشبوهة التي تتدعي تمثيل القطاع. كما أدين هذا التمشي الذليل الذي قبل المكتب الوطني المضي فيه مجددا و أحذره من أن يمضي أي اتفاقية صورية و هزيلة تفرط في مطالب القطاع المادية و المعنوية و أدعوه إلى الرجوع إلى الشرعية. 

أما إذا أصر المكتب الوطني على تنفيذ قرارات البيروقراطية النقابية عوض قرارات الهيئة الإدارية و على التفريط  في مطالب القطاع و إمضاء اتفاقية هزيلة فإنني أدعو منذ الآن و بصورة استباقية إلى خلعه و سحب الثقة منه و سينظر مناضلو القطاع الأشكال التنظيمية المناسبة لتمثيل قطاعنا إذا ما رفضت البيروقراطية النقابية تمكيننا من هيئة إدارية استثنائية و مؤتمر استثنائي لإعادة انتخاب مكتب وطني جديد  .

  

نقابي من قطاع التعليم العالي

  

                                                                         

 (المصدر نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 23 ليوم 30 أكتوبر 2007 )

الرابط : / http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

 


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

الرسالة رقم 325 على موقع تونس نيوز  شكرا للإعلام الحر وموقع تونس نيوز الريادي

 
بقلم محمد العروسي الهاني تونس في 2007/10/31
 

هاجس كبير وعظيم يفكر فيه الكبير والصغير هو هاجس التشغيل وما أدراك ما التشغيل في تونس

للمرة السادسة أعود إلى موضوع التشغيل الذي هو القضية الكبرى والمعضلة العظمى والخاجس الذي أضجع الكبار والصغار والشبان وجعل عامة الناس في حالة تفكير مستمر وحيرة لا مثيل لها في تونسه فالتشغيل الذي أولاه رئيس الدولة كل العناية والرعاية وأعطاه منزلة فائقة ومكانة كبيرة وجعله بندا من ينود برنامجه الرئاسي للحملة الإنتخابية لعام 1999 وكذلك لعام 2004 واليوم برنامج التشغيل يحظى برعاية رئاسية هامة وخصص له رئيس الجمهورية عدة مجالس وزارية وأحدث وزارة كاملة تعنى بالتشغيل وأذن بإحداث بنك التضامن لدعم التشغيل وبعث موارد الرزق وتم بعث صندوق 21-21 لتعزيز دور التشغيل وجعله رئيس الدولة من النقاط الهامة وأكد أن التشغيل من أولوياتي هذا شيء ملومس وملحوظ وحصل نسبيا تقدما ملموسا في السنوات الماضية في مجال التشغيل بفضل بعث آليات التشغيل لكن كل هذه الأدوات والآليات لم تحقق نسبة كبيرة لطالبي الشغل نظرا للتدفق المهول للمتخرجين سنويا والناجحين والمتحصلين على الشهائد العليا  وقد شارك العام المنصرم في مناظرة الكباس لانتداب 3200 أستاذ في التعليم الثانوي أكثر من 60 ألف طالب أي على كل مكان شاغر مطلوب في التعليم الثانوي تنافس عليه 20 طالب واحد يبتسم له الحظ و19 يعودون يجرون الخيبة والفشل والإحباط….وكلهم تشاؤم وندم وحسرة وفي الديوانة العدد المطلوب170  عون والمشاريكن أكثر من 35 ألف طالب وطالبة. وفي المعهد الأعلى للقضاء المطلوب 50 لمهنة القضاء والمشاركون أكثر من 10 آلاف وفي كل المناظرات الأخرى حتى في مجال التمريض للدراسة 3 أعوام وفي كل المجالات أي نسبة النجاح والقبول في العمل أقل من 1 على 20 … ماذا نفعل 57000 ألف مجاز فشلوا في مناظرة الكباس عام 2007 وتضاعف عددهم عام 2007 والأعوام القادمة ما هو الحل يا ترى ؟ مع ظاهرة خطيرة المعارف من الوزن الثقيل والخطط السامية وأمور أخرى… وكذلك الجهويات والرجوع إلى عهود العروشية والعنصرية القبلية هذا مسؤول من ولاية يشرف على قطاع هام عند الانتداب بأخذ نصيب الأسد لولايته أو جهته أو حتى قريته وتصل النسبة إلى 50% أو أكثر ….مع ترضية أحبابه والعاملين معه وربما الذين عملوا معه سابقا وتجد ابن عضو مجلس النواب قبل غيره يعمل والقاعدة تقول الأقربون أولى بالمعروف مع تطور المفهوم طبعا ….الأقربون في الاتفاق والانسجام والانتماء وفعلا الإنتماء تطور هو الاَخر فأصبح ليس انتماء الهاني وأمثاله في عهد الاستقلال كان انتمائهم للوطن ولخدمة المجموعة الوطنية بوطنية عالية وهم الآن يكتبون على الوطنية ويعرّفون بها وهم أبعد الناس على الروح الوطنية قلت ان مفهوم الإنتماء تطور هو الآخر بمفهوم العصر وأصبح الإنتماء للأشخاص هذا متاعنا…وهذا مش متاعنا أي هذا يخدم ركابنا وهذا له عزة نفس وكرامة وهمة لا يخدم الأشخاص ووطنيته تأبى التذلل وسيدي فلان…سيدنا على الإطلاق سيد الخلق جميعا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. و أن مفهوم العصر الإنتماء هو الذي ضرّ بالبلاد وزاد في طين بلة تلاحظ اليوم في مجال الإعلام جلّ المسؤولين لهم خصوصية الإنتماء لشخص وهم معروفين لمن ينتمون وبعض المسؤولين بمن يتظللون ويصولون…هذه الظاهرة طبعا تزيد في تعميق الفجوة في مجال التشغيل فتصبح تأشيرة الدخول إلى عالم التشغيل تخضع إلى منابع الأمر وفلك الأشخاص الذين لهم القول الفصل ولهم مجموعة من العناصر الذين يسعون دوما للإصغاء إليهم والإنتماء لهم الإنتماء الأعمى…وإذا لم تكن من هؤلاء تبقى بعيدا عن القافلة وربما لم تواكب العصر وتبقى مهمشا وغريبا على عالم الموضة الجديدة….وأولادك وبناتك يقولون لك ياأبي إن فلانة دخلت إلى العمل ومستواها أقل مني وفلان دخل إلى عالم الشغل من طرف فلان لأنه يعرف فلان ومن قرية فلان ومن جهة فلان كل هذا حاصل وملحوظ وعندما تقع متابعة مجال التشغيل بصفة مستمرة نرفع تقارير في ارتفاع نسبة التشغيل وتفنن بعضهم في التضخيم 4000 مؤسسة جديدة بقروض التضامن شغلت 20000 ألف عامل وفي الحقيقة من 4000 مشروع صغير بقي 800 فقط ومن 20000 ألف عامل لم يعمل إلا 700 فقط أي المجموع 1500 عوضا عن 20 ألف. اما في مجال التربية والتكون فالأمر يدعو إلى مزيد تشريك عدد هام من المراقبين بالوزارة الأولى حتى يكون الإنتداب بالشفافية المطلوبة. وأعتقد أن رئيس الدول المهتم بالتشغيل لا يعلم بهذه الخفايا وأخيرا كل ما قسم على كتاب الله امام سيادة الرئيس عند تحمل الأمانة سيحاسب مرتين أمام التاريخ أولا وأمام الله يوم الفزع الأكبر. قال الله تعالى : » يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم » صدق الله العظيم. هل من متّعض وهل من معتبر والأمر لله وحده وإليه يرجع الأمر كله صدق الله العظيم .                                                                                                                                                      محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354


 

« آمنتُ بالعصا… »
 
بقلم: بوعلي عبيدي – باريس   هي حكاية للجاحظ عن دور العصا في البيئة العربية البدوية.. فقد أورد أبو عثمان قصة ذلك الحضري الذي ينكر دور العصا في الحياة فترافق في الصحراء مع بدوي يؤمن بدور العصا في الوجود …وبعد أحداث طويلة لعبت فيها العصا دورا في إنقاذهما من الهلاك قال الحضري للبدوي : آمنت بالله أولا وبالرسول ثانيا وبالعصا ثالثا ».. هذه هي الحكاية ذكرتني بها عصا السلطة المقنعة والمعلمة لمهدي مبروك. وسأكتب هذا الرد بعيدا عن التوتر البادي في مقال برهان بسيس في رده على مهدي مبروك وبقية الإخوة الصحافيين الذين انتصروا لمحنة الحزب الديمقراطي التقدمي.. رغم أنه توتر مغلف بالخطاب العلمي وبالحجاج الفكري. وأعرف الحجاج هنا بأنه حمل المتقلي (حمل أي ليس إقناعا علميا بالضرورة بل قد يكون عاطفيا )على إثبات أطروحة أو دحضها. أما الآفاق العملية التي يحملها الخطاب الحجاجي فهي الحث على إتيان سلوك أو تنفيذ قيمة أو الامتناع عن سلوك أو قيمة. فالحجاج هو استرايتجية نظرية لها استتباعات عملية قد تكون خطيرة جدا على المستوى القيمي والمجتمعي.   أعرّف الحجاج كي أحاور برهان داخل حقل العلوم الإنسانية التي نقاسمه معه بعض آلياتها في التحليل. وفي ردي عليه شقان شق موضوعي نظري وشق ذاتي استفهامي. أما الشق الموضوعي فيتعلق بعدة نقاط وردت في المقال. وسأحاول أن أعالجها بعيدا عن انفعالات الحالة السياسية التونسية.   السيد برهان يتحدث عن السلطة (ويقصد بها في جل استعمالاته لمصطلح السلطة: الدولة ونحن سنستعملها بهذا المعنى الذي أراد) وآليات إدارتها للصراع. وقد أقحم فوكو في حجاجه وتحليلاته. وهو توظيف مستقطع ومبتور من سياق التفكير الفوكوي. إن فوكو بحديثه عن السلطة إنما يشخص وضعا ولا يقره.. وكأني ببرهان انزاح عن السياق التشخيصي لمفهوم السلطة ويسقطه على سياق إقراري على نحو جعل من مقولات فوكو مدعمة لاستراتيجيات الدولة.   مثلا قوله » إننا ننقد السلطة لأننا لا نمتلكها ». هذا المنطق تسمعه من كل فرد منتم إلى الحزب الحاكم. إنه منطق الأمر الواقع أنا الآن أمتلك السلطة لأنني أنا صاحب الحق المطلق.. وحينما تقترب منها أنت أتهمك بأنك تريد زعزعة النظام وكأن هذا الامتلاك شرعي أصلا حتى لا ننقده. لو نتأمل الخطاب العام للسلطة ضد المعارضة سنسمع دائما إن هؤلاء يستقوون بالأجنبي للوصول إلى الكرسي وكأن حلم الوصول إلى الكرسي جريمة المعارضين وهبة إلهية يصطفي إليها عباده المقربين.   فقول فوكو في هذا السياق الذي استعمله بسيس لا يعدو أن يكون سياقا دفاعيا عن مخططات ومواقف أكثر منه تشخيصا لوضع- كما أراده له فوكو أصلا. وبالتالي فإن النسق الحجاجي الذي انتهجه بسيس باستعمال فوكو وستراوس والفتح اللساني لم يكن إلا سيرورة خطاب يستقي حججا برهانية (نسبة إلى البرهان الفلسفي وليس إلى برهان بسيس) لإثبات مقولات سياسية عامة وعموميتها أتت من تعميم خطاب الحزب الحاكم لها في البلاد بشتى الوسائل. أي أن برهان يستعمل تلك الحجج اليقينية في ذاتها (وإن كنا لا نتحدث عن يقين في العلوم الإنسانية) أي لها معقوليتها النظرية ، يستعملها لتكريس واقع معيش تضبط السلطة إيقاعاته اليومية في العمل الصحفي والحزبي وفي شتى مجالات الحياة العامة.   هذه هي خطورة الخطاب الحجاجي منذ أن اكتسب الإنسان ملكة الحجاج والجدل. إنها خطورة تتجاوز حدود الخطاب لتنقض عالما وإن كان متخيلا (ربما جميلا) وتبني عالما واقعا (ربما قبيحا) وليس واقعيا. وهذا يقودني إلى مناقشة الفكرة الثانية وهي فكرة المثقف وسخريته من وظيفة المثقف الثوري أو الملتزم أو الفارس ..إلخ من التوصيفات.   إذا كنت يا أستاذ برهان تعرف شيئا من علم الكلام الإسلامي- وأكيد أنك تعلم لأن تكوينك الأول كان في أحضان الإسلاميين – فستعرف أن التصنيف الفكري أو الإيديولوجي مهم لأنه من صلب الجدل الفكري ومن صلب المنهجية العلمية في تصنيف الأفكار. الخطر في إقصاء الأصناف وليس في التصنيف. لأن التصنيف حالة ذهنية بشرية تلد مع الإنسان. في علم الكلام يصنفون القول المخالف لقول الفرقة باسم فرقته ولكنهم لا يخرجونه من دائرة علم الكلام كما يقول الفخر الرازي. وحينما يناقشون الفكرة يناقشون معها أصول تفكير الفرقة المخالفة وليس الشخص. إذن يغيب الوجود الفعلي للشخص ليحضر الوجود الرمزي باعتباره ممثلا لفكرة يعتقد بأنها الحقيقة. وتلك ضريبة الانتماء الإيديولوجي. ولكن الفرق بين المنتمين هي مدى ضيق مسافة النقد والنظر للفكرة المتبناة واتساعها داخل مجال الانتماء.   إذن فالسخرية من صورة المثقف التي رسمها برهان لمهدي مبروك وآخرين تنم عن امتلاك للحقيقة الفكرية وكذلك عن شعور بوصاية على السلوك السياسي للآخرين. والدليل على ذلك انتقاده لخروج مهدي إلى الفضاء العام وتعرضه للضرب. يقول إن تلك العصا هي عصا السلطة أي الدولة أي وزارة الداخلية. ويطلب من مهدي أن يستفيد من تلك الضربات بلغة أخرى أن لا يعيد الكرة. وكأني بعصا البوليس تماهت مع خطاب البوليس في توصيف بسيس لمحنة زميله مهدي. وهذه كذلك من المخاتلات الحجاجية الخطرة.   أنا أقول إن المجتمع يظل دائما في حاجة إلى مثقف حالم ربما حد التهور فنحن في حاجة إلى متهورين مثل مهدي والشابي والجريبي والمرزوقي وغيرهم.. ولسنا في حاجة إلى خطباء كبرهان بسيس . في هذا الزمن الذي وصلنا إليه في تونس، أفضّل نموذج المثقف الذي يصيح على نموذج المثقف الحلاق الذي يحتج بالحرية ليبرر القمع ويضع الماكياج على الجروح ولو كان ذلك الماكياج أقوال فوكو..   سيد برهان أنت باحث علم اجتماع وتتلمذت على كتب بورديو .. بورديو كان متهورا وينزل إلى الفضاء العام ويدافع حتى على العاهرات بقناعته الإيديولوجية والنقابية وحتى العلمية. ولكن يبدو أن دروس عبد الباقي الهرماسي والتي جسدها في حياته هي التي رسخت في ذهنك يا برهان وليست دروس بورديو..   الآن أنتقل معك إلى مسالة ذاتية أرجو أن تكون شفافا وترد على نقدي لك وأنا طبعا أصنفك حيث أنت أردت ولكن لا أدعو إلى إقصائك بل على العكس أطلب حينما تتكلم أن تمثل نفسك لأنك حينما تقدم نفسك للآخرين على أنك باحث تونسي ثم تدافع عن النظام فإنك تسيء إلى الباحثين التونسيين لذلك أدعوك وألتمس منك أن تقدم نفسك بالصفة التي يتبناها خطابك. هذه فاتحة حديثي عن النقد الذاتي فاستمع إلي جيدا. وانتظر ردك بفارغ الصبر.   أنا أعرفك يا برهان في الجامعة فقد درسنا في نفس الفترة في كلية 9 أفريل. وبلا شك انت لا تعرفني. فأنا كنت طالبا قادما من الجنوب عابرا على العاصمة نحو المجهول ولم يكن يعرفني أحد. وسأذكّرك بأمر له علاقة بالمقال الذي كتبته مؤخرا حتى لا يكون كلامي تجريحا. ففي مقالك غمز إلى علاقة الديمقراطي بالمقاومة وبالتالي بالإرهاب على عادة الخطاب الأمريكي « السلطوي » المقصي للمخالفين. وتحدثت عن تعاطفهم مع الدكتاتور صدام حسين. أذكّر زميلنا برهان بحادثة وقعت إذا لم تخني الذاكرة في 94 أو 95 حينما قصفت الطائرات الأمريكية مقرات للمخابرات العراقية في بغداد أثناء الحصار. أذكر انه صعد على حافة الساحة الحمراء وخطب في الطلبة مثنيا على العراق وقائدها ولاعنا أمريكا وجندها.   هذا طبيعي حينها ولكن الغير الطبيعي وهنا بيت القصيد واللعبة الحجاجية التي ورّط فيها برهان نفسه باستعماله اسم الدكتاتور صدام باعتباره أصبح تهمة وعارا يلصق بالمخالفين السياسيين في تونس. فقد قدمه رفيقه حينها -ولا أظنه مازال رفيقه- أبوبكر (نسيت لقبه) قدّمه -أي قدم برهان يحنها- في تلك الخطبة العصماء بالآتي « أترك المجال إلى الناطق الرسمي باسم القائد صدام حسين » وأذكر أني انزعجت حينها لأن لي موقفا ثابتا من الدكتاتورية سواء كان صدام أو غيره (ولكن موقفي اشد قسوة على الأمريكان وما فعلوه في العراق وبصدام نفسه). ..فصعد برهان وخطب في الناس مزهوّا باللقب الذي أصبغه عليه رفيقه رئيس المكتب الفيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس حينها. أتحدى برهان أن ينكر هذه الحادثة التي أكيد أن الكثير من جمهور برهان حينها مازال يذكرها.   لا أنكر أنني كنت من المعجبين بلباقة برهان وأناقته قولا وعملا وسلوكا في 9أفريل. ومن نماذج تلك اللباقة أنه في إحدى خطبه خرج علينا وقال التفتوا إلى الوراء سترون شيئا جميلا.. وصدقناه والتفتنا.. ولما رأى الأعناق قد التوت قال : كذبتُ عليكم كما كذبت علينا السلطة منذ الاستقلال.  » أسأل برهان هل تلك السلطة – الدولة التي كنت تناضل لإصلاحها أو تغييرها أو تلميعها بلغتك اللبقة تلك.. هل أصبحت اليوم صالحة لذلك توقفت عن النضال وأصبح نقدها نكتة تتفكه بها حينما يضرب أصدقاؤك من أمثال مهدي بعصا السلطة أو البوليس.   ربما تبرر ذلك بالمراجعات الفكرية وهذا يحدث دائما مع المثقفين الأفذاذ فيراجعون بكل شجاعة مسيرتهم الفكرية. ولكن أنت أكثرت من المراجعات ذات 180 درجة يا حبيبي. فبعدما نشأت مع حزب التحرير راجعت نفسك وأفضت بك المراجعة يساريا أو فلنقل تحت حماية اليسار (أي مستقلا تابعا لليسار) ثم راجعت نفسك مرة أخرى وأصبحت مع الحامدي نسخة للوسطية ونكصا للأصولية الغنوشية. ثم راجعت نفسك مرة أخرى ومن دون أن ندري وجدناك على شاشة الجزيرة تدافع على النظام بحجة الدفاع عن الوطن وتدافع عن الوطن ضد من..؟؟؟ ضد إخوانك في الوطن : ضد من طالبوا بتأشيرة لحزب جديد أوضد المضربين عن الطعام في القمة المعلوماتية وضد حركة 18 أكتوبر المنبثقة وضد الشابي والجريبي وضد جماعة جرجيس الذين مات أحدهم على الحدود الصومالية واعتبرت أنه لو بقي في السجون التونسية ما كان ليموت لأن السجون التونسية ستصلح وأنت خير المصلحين…ألا يشتغل خريجو علم الاجتماع أمثالك في الإصلاح والسجون..؟؟   ودافعت عن الدولة في مقالك عن العنف الذي حدث في مباراة بنزرت وحمّلت مسؤولية العنف جميع الأطراف (الأحزاب والجمعيات وكل مكونات المجتمع المدني) باستثناء السلطة-الدولة بل على العكس أثنيت على مجهوداتها.   أرجو يا برهان أن تجيبني على تلك المراجعات قبل أن تصبح وزيرا في السلطة-الدولة . لأنك حينها لن نجد معك مجالا لتجيبنا ولا مجالا لنقدك لأن نقد الوزير تهمة لا توجد في القانون ولكن يحاسب عليها البوليس.   بعد هذه المراجعات هل تريد مني أن اصدق أنك ما زلت باحثا في العلوم الإنسانية. لهذا وذاك أستجديك مرة أخرى وبكل صدق أن لا تقدم نفسك في الفضائيات كباحث تونسي ثم تشغل وظيفة رئيس شعبة حزبية. فيبدو أن البحث قد اختلط لديك بالأبحاث بالمعنى الأمني التونسي (فرقة الأبحاث). فتماهى معك البحث المفضي إلى فكرة بالبحث المفضي إلى تهمة . وفي كلا البحثين خطاب حجاجي أحدهما يدحض والآخر يبرهن. ولكن الاستتباعات عن الخطابين مختلفين فالبحث المفضي إلى فكرة يعترف بالآخر وينقده وأما البحث المفضي إلى تهمة فيقصي الآخر ويغيبه.   أما الأول فتعلمناه في 9 أفريل : الكلية وأما الثاني فهو من أدبيات 9 افريل: السجن. وبين المؤسستان مسافة ليست ببعيدة ويقعان على شارع واحد. وبين المؤسستين النقيضتين محاكم تونسية ودار التجمع سابقا وأرشيف وطني شاهد… شاهد على من يتخرجون من 9أفريل ويتدربون في دار التجمع كيف يكيلون التهم لرفاقهم ويسارعون إلى 9أفريل- السجن ليفتحوا لهم الأبواب.. والأرشيف شاهد.. فيبدو أنك خرجت من 9أفريل الكلية وانتميت إلى 9أفريل السجن لذلك استهوتك كتابات فوكو حول السجن وأساليب العقاب. ولهذا قلت لقد استوى عندك البحث و »الأبحاث ».   ولعل هذا ما أراد بحثك حينما اتهمت ضمنا الديمقراطي بعلاقته بالإرهاب وهذا يبدو كذلك جليا حينما اعتبرت أن السلطة- الدولة وعصاها الموقّرة قد قدّمت خدمة إلى مهدي حينما ضربته فجعلت منه مناضلا. فحتى أخطاء الدولة وقمعها مجد في نظرك ومنتج. الدولة نافعة حتى حينما تضرب هكذا تريد أن تقول ..؟؟   أختم ردي على برهان بدعوته إلى إعادة قراءة كتاب علي الوردي « وعّاظ السلاطين » ثم بعد ذلك ينظر مليا إلى نفسه في المرآة ويستمع بعدها إلى خطبة الجمعة على التلفزيون التونسي ..ثم يقارن بينه وبين خطيب الجمعة على التلفزيون هل من فرق..؟؟ أنا شخصيا لا أجد فرقا كبيرا فكلاهما أنيق كلامه مسجوع ومقفى أحيانا .. وكلاهما واعظ للسلاطين غير أن الإمام يستعمل الحجاج الديني وبرهان بسيس يستعمل العلوم الإنسانية لتبرير وضع غير إنساني. أقول لبرهان إن بارت في كتابه « إمبراطورية العلامة » يرى أن الاقتصاد والسياسة طوّرا البلاغة اليونانية وكان الخطيب الجيد يمنح أرضا من قبل السلطة…ويبدو أن القمع يساهم في تطوير العلوم الإنسانية أو تطويعها لكي تكون علوما خطابية… فأي أرض ستمنحك السلطة يا برهان وبأي عصا ستخطّ حدودها…   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 31 أكتوبر 2007)


هل تتحمل المنطقة اشتعال الحريق الكردي؟

 
د. أحمد القديدي (*)   منذ أسابيع عاد الملف الكردي إلى سطح أحداث الشرق الأوسط وبقوة وبشكل دموي بعد مصرع خمسة عشر جنديا تركيا وكذلك بشكل دبلوماسي منذر بالمخاطر بعد دخول قوات تركية الى شمال العراق وتهديد الاقليم الكردي العراقي بالرد عليها، ثم بشكل دولي مع اقتراع لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس الأمريكي في العاشر من أكتوبر على لائحة تورط الدولة التركية في ما يسمى إبادة الأرمن عام 1915 مما أثار ظلالا من الريبة والتوجس بين أنقرة وواشنطن.   هذه الأحداث توجت الأسبوع الماضي باندلاع مظاهرات نظمها حزب العمال الكردي في قلب اسطنبول وذهبت صحيفة تركية يوم الأحد الماضي إلى حد التساؤل عن دور الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في رعاية وتحريك حزب العمال الكردي لغايات استراتيجية بعيدة تهدف لعزل تركيا واضعاف جانبها في وقت تقوم فيه أنقرة بمهام دبلوماسية حثيثة لحلحلة الكثير من معضلات الشرق الأوسط بطريقة قد تكون بعض العناصر لدى المحافظين الجدد في واشنطن غير مرتاحين لها!   يجب القول أول الأمر بأن القضية الكردية ليست مسألة تركية داخلية لأن الشعب الكردي موزع على دول عديدة منذ عقود، والأكراد يشكلون نسبا متفاوتة من شعوب تركيا وإيران وسوريا والعراق وأرمينيا، ويجمع بينهم تراث واحد ويتكلمون لغة كردية عريقة وقد دخل شعبهم الاسلام عام 18 هجري في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقدم هذا الشعب للتاريخ الإسلامي بطلا عظيما هو صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس من الصليبيين وعددا من القادة والعلماء على مر التاريخ. وليس من مصلحة أية دولة في اقليم الشرق الأوسط أن تتعقد الأزمة الكردية وتدول وتتجاوز الارادات الاقليمية لتشكل في المستقبل أخطر بؤرة صراع في المنطقة وأكبر مأساة عرقية لدى الشعوب التي تضم جانبا كرديا في صلبها وأبرز حجة تتيح للقوى العظمى المزيد من التدخل السافر في تحديد مصير الشعوب المتجاورة في هذه الرقعة المتفجرة من العالم والتي يكفيها ما يدور في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وما يهدد ايران من سوء العواقب.   المشهد اليوم يبدو أكثر وضوحا من ذي قبل بعد احتلال العراق واعلان الاستقلال الفعلي لاقليم كردستان العراقي بحكومة وبرلمان وعلم خاصة وأن رئيس الجمهورية العراقية هو كردي وزعيم سابق لحركة كردية سياسية وعسكرية في العراق أيام حكم البعث. وهذا الواقع الجديد لابد أن يجعل أكراد تركيا وسوريا وايران يفكرون في عمل مماثل كخطوة تراها الأحزاب الكردية الانفصالية ضرورية للوصول إلى انشاء دولة كردستان مستقلة. وبالطبع فان تصريحات الرئيس بشار الأسد المؤيدة منذ شهر لقرار البرلمان التركي تخويل الحكومة التركية استعمال القوة في شمال العراق لملاحقة المتمردين الأكراد أثارت تصريحات قوية للرئيس الطالباني الذي اعتبرها تجاوزا للخط الأحمر. أثناء مشاركتي في المؤتمر الدولي الذي انعقد في ألمانيا الشهر الماضي بمبادرة من معهد شيلر العالمي للعلاقات الدولية والذي شارك فيه 500 شخصية من 50 دولة لاحظت شبه اجماع حول تحرك بعض الأوساط الأمريكية والاسرائيلية لخلق متاعب لأنقرة من أجل زعزعة دورها الاقليمي وتحجيم قدراتها الدبلوماسية الجديدة منذ انتخاب عبدالله غول رئيسا لتركيا. فالقيادة التركية تريد اليوم ربط علاقات مع ايران بعد ابرام عقد نقل البترول الايراني الى أوروبا عبر الأراضي التركية، وتريد أيضا التوسط بين اسرائيل وسوريا لايجاد خيوط اتصال مبدئية بين الدولتين بعد أن تقابل وزير الخارجية التركي علي بابا جان مع شيمون بيريز. ولاحظت كذلك تأكيدا أمريكيا على صعوبة الاستغناء عن القاعدة العسكرية الأمريكية بتركيا (أنجرليك) في الظرف الراهن، وهي القاعدة التي تنطلق منها أغلب العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان وربما في المستقبل في بلدان أخرى.   هذا هو المشهد اليوم: تناقض في التحركات والمواقف الأمريكية باتجاه أهم حليف لا يزال عضوا في حلف الناتو وتقليديا توكل له دول الحلف مهمات حساسة في اقليم المشرق الاسلامي وتناقض أيضا بين دول الاتحاد الأوروبي أمام رغبة تركيا في الانضمام للاتحاد منذ عقود وتناقض أخيرا بين دول المنطقة بسبب الجرح الكردي النازف منذ 1924 حين انفلق السلطان العثماني إلى ذرات بارادة الدولتين الأوروبيتين الأعظم في ذلك العهد: فرنسا وبريطانيا.   الأهم من كل شيء في هذه المرحلة الدقيقة هو عقد مؤتمر اقليمي يجمع بين كل الدول التي لديها أقليات كردية للتشاور والتنسيق حتى لا تنفلت الأمور من الأيدي الاقليمية لتتحول قضية كردستان الى أخطر حريق في مطلع القرن في منطقة لا تنقصها ألسنة اللهب الصاعدة هنا وهناك! (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 أكتوبر 2007)

 

رسالة بن لادن لأهل العراق.. المضمون والدلالات

  

 
                    ياسر الزعاترة (*)   لم تكن رسالة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لأهل العراق مفاجئة، وقد توقعنا من قبل أن رسالته المصورة التي وجهها للشعب الأميركي في أغسطس/آب الماضي هي نوع من تأكيد الحضور إثر شائعات الموت والمرض، بينما ستتبعها رسائل أخرى تعالج الشؤون الحيوية الأخرى، وعلى رأسها العراقية والأفغانية والفلسطينية.   لماذا رسالة خاصة بالعراق؟   ليس غريباً أن يخص بن لادن العراق والعراقيين برسالة خاصة، سواء أكان بشكل طبيعي، أم في هذه المرحلة بما تنطوي عليه من خصوصية.   نقول ذلك لأن العراق هو ساحة الاشتباك الرئيسة لتنظيم القاعدة مع الأميركان الذين أصبحوا العدو الأكبر منذ إعلان الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين في العام 1998.   صحيح أن أفغانستان تشكل نقطة حيوية أخرى للقاعدة، ولوحظ بالفعل التركيز عليها في الآونة الأخيرة إثر تصعيد العمليات العسكرية لحركة طالبان، لكن ذلك لا يغير من واقع أن العراق هو الذي منح القاعدة فرصة الانطلاق والشهرة.   فهنا في هذه الساحة تمكنت المقاومة ومن ضمنها القاعدة (كانت الأهم في المرحلة الأولى قبل بروز القوى الأخرى) من ضرب المشروع الأميركي لإعادة تشكيل المنطقة، فضلاً عن استنزافه بشرياً ومالياً.   وفي رسالته الأخيرة للشعب الأميركي بمناسبة الذكرى السادسة لهجمات سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة افتخر أسامة بن لادن بقدرة « تسعة عشر مجاهداً » على حرف بوصلة أكبر إمبراطورية في التاريخ وجرها إلى مستنقع يستنزفها مالياً وبشرياً.   في هذه المرحلة على وجه الخصوص ثمة بعد بالغ الأهمية يتعلق بواقع المقاومة العراقية، وبعد آخر لا يقل أهمية يتمثل في واقع تنظيم القاعدة في العراق، وكلاهما يستحق من أسامة بن لادن الكثير من المتابعة والاهتمام.   فيما يتعلق بالبعد الأول، يمكن القول إن خيار المقاومة يعيش أزمة حقيقية منذ شهور، إذ يلحظ المراقبون تراجعاً في عملياتها الموجهة ضد القوات الأميركية، وعندما يزور الرئيس الأميركي جورج بوش الأنبار ويشيد بتجربتها الناجحة، ويأمل في تعميمها على المناطق الأخرى، ويلتقي عبد الستار أبو ريشة، قائد مجلس صحوة الأنبار (قتل لاحقاً) ويصنفه بطلاً من أبطال العراق، عندما يحدث ذلك فلا بد أن ندرك أن العدو يستشعر حجم النجاح الذي حققه على صعيد تحجيم مسار المقاومة في مناطق العرب السنة.   فيما يتصل بهذه المعضلة (تراجع المقاومة) يتبدى التأثير السلبي للمعارك الجانبية التي خاضها تنظيم القاعدة مع العشائر والقوى السياسية، وصولاً إلى قوى المقاومة على مسار المقاومة.   إذ حرفت الفعل المقاوم عن برنامجه وهدفه، كما أدت إلى تشكيل ما يعرف بمجالس الصحوة ومجالس الإنقاذ التي فتحت خطوطاً مع الأميركيين وأخذت على عاتقها حرب القاعدة، الأمر الذي ترك أثره البالغ على عموم الفعل المقاوم، لاسيما أن كثيراً من أبناء العشائر كانوا منخرطين في المقاومة قبل أن تأخذهم حمية الثأر انتصاراً لأقاربهم نحو مسار آخر عنوانه مطاردة « الأجانب » و »التكفيريين ».   كان تأسيس ما يعرف بدولة العراق الإسلامية محطة أساسية في انطلاق الصدامات بين القوى السياسية والعشائرية في مناطق العرب السنة وبين القاعدة.   إذ رفضت تلك القوى الاعتراف بتلك الدولة أو القبول بأوامرها ونمطها الذي تريد فرضه على الجميع، الأمر الذي انسحب على قوى المقاومة أيضاً.   وهنا بدأت الصدامات تتوالى مرة إثر أخرى معمقة الثارات والشروخ في أوساط العرب السنة، الأمر الذي أفقد المقاومة شعبيتها في أوساط الناس، فيما منح الجهات التي تتعاون مع الأميركان مقابل مكاسب سياسية ومالية مزيداً من الشعبية، لاسيما في أوساط العشائر التي أغدق عليها الأميركان عطاياهم.   من الظلم بالطبع إلقاء مسؤولية تراجع المقاومة على تنظيم القاعدة وحده، تماماً كما هو الحال فيما يتعلق بالأخطاء التي ارتكبت. صحيح أن سلوك القاعدة كان مثيراً ومستفزاً للآخرين، إلا أن عوامل أخرى كانت حاضرة ولها دورها في هذا السياق.   الأكيد أن القوى المنضوية في العملية السياسية وعلى رأسها جبهة التوافق قد ساهمت بفعالية في ضرب مسار المقاومة، وذلك من خلال خطابها السياسي الذي يركز على إيران ويتجاهل الأميركان، كما يركز دائماً على إمكانية انسحابهم من العراق وضرورة قيام قوى المقاومة بمحاورتهم.   مع العلم أن أحداً من بين القوى العربية السنية لا يدافع أو حتى يختلف مع الآخرين حول الدور البائس الذي تلعبه إيران في الساحة العراقية.   يقوم هذا التقدير على ضرورة تهدئة الساحة العربية السنية كي يتفرغ الأميركان للجم القوى الشيعية التي يمكن أن تكون أداة إيرانية في ضرب الأميركان عندما يشرعون في ضرب إيران، وهي الضربة التي ينتظرها العالم أجمع إذا لم تحدث تطورات دراماتيكية بإعلان الإيرانيين وقفاً شاملاً لتخصيب اليورانيوم.   من جانب آخر يمكن القول إن الرد الذي بادرت إليه بعض قوى المقاومة ضد القاعدة بسبب أخطاء ارتكبت من عناصرها قد زاد عن الحد الطبيعي في بعض الأحيان وأخذ المحسن بذنب المسيء، ووصل الأمر حدوداً غير مبررة عندما ركب بعض المقاومين الدبابات الأميركية في سياق مطاردتهم لعناصر القاعدة، ما أكد وجود خلل في البوصلة السياسية كان لجهات في جبهة التوافق دور فيه.   هناك أيضاً سقوط بعض الزعامات العشائرية أمام بريق الذهب والمال الذي تدفق عليهم من المحتل الأميركي بغية شراء ولائهم، الأمر الذي حولهم إلى حراب تعمل لحماية أمنه ولصالح برنامجه.   وضع القاعدة في الآونة الأخيرة بسبب هذه المعارك الجانبية والكبيرة يمكن القول إن تنظيم القاعدة قد خسر الكثير من قوته، وذلك بعد فقد الكثير من عناصره، سواء في الصدامات مع العشائر وقوى المقاومة الأخرى، أم في معاركه مع الأميركان والقوات العراقية، كما وقع الكثير منهم في الأسر.   أضف إلى ذلك ما يتعلق بخسارتهم للحاضنة الشعبية التي توفرت لهم طيلة سنوات، وما من تنظيم أو فصيل يمكنه مواصلة العمل المسلح من دون حاضنة شعبية توفر له الحماية، ومعلوم أن المناطق التي يعمل فيها التنظيم هي في معظمها مناطق عشائرية، فيما يدرك المعنيون أن بعض قوى المقاومة لها طابعها العشائري أيضاً.   كل ذلك لم يدفع قادة التنظيم إلى إعادة النظر في إستراتيجيتهم القتالية والسياسية في آن، ففي آخر رسائله شن أبو عمر البغدادي هجوماً لاذعاً على عموم الإخوان المسلمين، وعلى جبهة التوافق وعلى بعض الفصائل التي تلبس ثوب السلفية (في إشارة إلى الجيش الإسلامي ومن معه في جبهة الجهاد والإصلاح)، فضلاً عن بعض العشائر، ما أكد دخول التنظيم في تناقضات مع أكثر عناصر المجتمع العربي السني.   في هذه المعمعة بدا أن موقف هيئة علماء المسلمين كان الأكثر توازناً بين المواقف. وكانت الهيئة وقوى المقاومة القريبة منها على نحو من الأنحاء، كما هو حال كتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين التي شكلت مع فصائل أخرى جبهة الجهاد والتغيير قد وقفت موقفاً رافضاً لمبدأ التعاون مع الأميركان في حرب القاعدة.   وذهب الشيخ حارث الضاري أمين عام الهيئة إلى ضرورة محاورتها ونصحها وليس استهدافها، قائلاً إن 90% من عناصرها عراقيون، وهو ما أثار عليه هجمة شرسة من جبهة التوافق والحزب الإسلامي.   بن لادن يعترف بالأخطاء   في رسالته التي تبدو الأكثر بلاغة (نصاً وسجعاً وعاطفة) بدا أسامة بن لادن واضح الحرص على إعادة اللحمة إلى صوف « المجاهدين » رافضاً التعصب الحزبي والتنظيمي، وهنا يتبدى تجاهله لدولة العراق الإسلامية وحديثه عن جماعته كما لو كانت فصيلاً مجاهداً وليست دولة على الآخرين مبايعتها.   أما الأهم فهو اعترافه بوقوع أخطاء من قبل « المجاهدين »، وتأكيده على أن « خير الخطائين التوابون » بحسب الحديث النبوي، وهنا تبدو الإشارة واضحة إلى أخطاء جماعته أكثر من الآخرين، وإن شملتها على نحو من الأنحاء، وهي موجودة بالفعل.   لكن هدف الرسالة وجوهرها وروحيتها العامة جعل الأصل هو الاعتراف بأخطاء القاعدة وتقديم ما يشبه الاعتذار عنها، مع رفض « تتبع عورات المجاهدين »، الأمر الذي بدا متوفراً بالفعل في النص الذي كان دافئاً مع الجميع، ومركزاً على الوحدة من دون الإساءة إلى أحد باستثناء من أسماهم المنافقين.   دعوة للوحدة والحفاظ على خيار الجهاد   من هنا يمكن القول إن جوهر الرسالة هو الدعوة إلى التوحد واللجوء إلى القضاء الشرعي في حل التجاوزات من جهة، مع الدعوة إلى الحفاظ على خيار الجهاد من جهة أخرى، وتوجيه النداء إلى العشائر وأهل العراق عموماً بأسلوب هادئ ودافئ في آن. وقد لوحظ كيف كانت الفقرة الخاصة بالعشائر مليئة بالمدح في أبلغ تعبيراته.   أما أمراء المجموعات المسلحة فخاطبهم بن لادن بالقول: « إخواني أمراء الجماعات المجاهدة، إن المسلمين ينتظرون أن تجتمعوا جميعاً تحت راية واحدة لإحقاق الحق، وعند قيامكم بهذه الطاعة ستنعم الأمة بعام الجماعة. ».   لعل بلاغة الرسالة وروحها الوحدوية هي التي جعلت ردود الفعل عليها إيجابية إلى حد كبير، بدءا برد الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة، الذي يتشكل من جبهة الجهاد والإصلاح (الجيش الإسلامي، جيش المجاهدين وهيئة أنصار السنة-الهيئة الشرعية)، إضافة إلى حماس العراق، وجبهة المقاومة الإسلامي (جامع)، ومروراً بهيئة علماء المسلمين ووصولاً إلى جبهة الجهاد والتغيير ومحورها كتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين.   معلوم أن المجلس السياسي للمقاومة الذي تشكل مؤخراً لا يشمل جميع قوى المقاومة، فيما طرح البعض أسئلة حول بوصلته، ولا شك أن ترحيب الحزب الإسلامي به، إلى جانب مجلس علماء العراق الذي تأسس لمنافسة هيئة علماء المسلمين قد ساهم في التوقف حياله، فضلاً عن اشتراك قواه في مواقف لا تلتقي بالضرورة مع الآخرين.   لا خلاف على أن فكرة المجلس رائدة إلى حد كبير، لكن بوصلة المواقف ينبغي أن تكون أكثر وضوحاً في ظل اشتراك قواه سابقاً في حرب القاعدة وتعاون بعضها مع الأميركان، وفي ظل حديث كثير منها الدائم عن الانسحاب الأميركي والتفاوض حوله دون مبرر، فضلاً عن تقديمها الخطر الإيراني على الأميركي وبالتالي إمكانية قبولها بوقف المقاومة من أجل منح أميركا فرصة التفرغ لحرب إيران.   إذا تبين أن بوصلة المواقف مقبولة، ومعها إصرار حقيقي على مسار المقاومة بصرف النظر عن الحرب الأميركية على إيران، ورفض اللقاءات المجانية معهم، إذا تبين ذلك، وهو ما يأمله المخلصون من قوم كان لهم دورهم الحيوي في ميدان المقاومة، فسيكون تأسيس المجلس خطوة مهمة، وإلى أن يتأكد ذلك سيكون بقاء الآخرين مثل جبهة الجهاد والتغيير خارج إطاره هو الأفضل، كي لا يوضع بيض المقاومة والعرب السنة في سلة واحدة.   هكذا يمكن القول إن رسالة بن لادن كانت بالغة الأهمية، وستتبدى أهميتها أكثر عندما تتأكد استجابة قيادة القاعدة في العراق لنصائحه، ومعها قوى المقاومة، فضلاً عن مساهمتها في استعادة المقاومة لحاضنتها الشعبية والكف عن المراهنة على التعاون مع الأميركان، وصولاً إلى صعود جديد لفعالياتها يفشل مراهنة بوش وتشيني على تهدئة عامة ستكون من دون شك بالغة الخطورة من زاوية تكريسها الانتداب الأميركي على العراق في حال النجاح في ضرب إيران.   أما الأهم فهو خطورتها في حال الفشل ونزوع القوى الشيعية بدعم إيران نحو مقاومة عسكرية وسلمية قد تستنزف الأميركان بشرياً ومالياً وسياسياً وتطردهم من العراق، فتكون النتيجة شعوراً طاغياً بالقوة يفضي إلى المطالبة بحق التحرير وحق الأغلبية في آن، ما يعني حرباً أهلية الله وحده يعلم كم ستستمر، وأقله تقسيم البلد إلى كيانات ثلاثة.   في ضوء ذلك كله يمكن القول إن الرسالة كانت مفاجأة غير سارة للأميركيين، وسيشعرون بثقلها أكثر ما أن تبدأ نتائجها بالظهور على الأرض بعد قليل من الوقت، بحسب ما يتوقع أكثر المتابعين للشأن العراقي.   (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 أكتوبر 2007)

تباينات حماس الداخلية..بعيدا عن الميكروفونات

 
علا عطا الله – محمد الصواف   غزة – مع تكرار ظهور انتقادات في وسائل الإعلام موجهة من بعض كوادر « حماس » لأداء الحركة خاصة منذ سيطرتها على قطاع غزة، فإن حركة المقاومة الإسلامية فضلت علاج هذه الظاهرة « داخليًّا » وبعيدًا عن أضواء الإعلام.   وحسبما كشفت مصادر مقربة من « حماس » لـ »إسلام أون لاين.نت » فإن الحركة طلبت مؤخرًا وبشكل غير معلن من غازي حمد المتحدث السابق باسم حكومة إسماعيل هنية المقالة وأحمد يوسف مستشار هنية، الامتناع عن الحديث لوسائل الإعلام والإدلاء بأي تصريحات لها؛ خشية انعكاس ما تحمله تصريحاتهم أحيانًا من انتقادات أو من مواقف مغايرة لموقف حماس من انعكاسات سلبية على وحدة صف الحركة.   وحاولت « إسلام أون لاين » الاتصال بغازي حمد للتعليق على هذه المعلومات، لكنه امتنع عن الحديث، فيما يبدو امتثالاً لمطالبة الحركة له بالامتناع عن الحديث لوسائل الإعلام، ولم يتسنّ الاتصال بأحمد يوسف.   ومنذ سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو الماضي، أثار غازي حمد ضجة بعدما نسبت إليه وسائل إعلام أكثر من مرة مقالات وجّه فيها انتقادات مباشرة لحماس، وظهر من خلالها بعيدًا عن الخطاب السياسي للحركة.   جحيم غزة   وفي المقال الأول الذي نشر تحت عنوان « ارحموا غزة »، إبان قيادة حماس بمفردها للحكومة، انتقد حمد بعض هجمات الصواريخ التي تطلق بالقرب من المعابر مع إسرائيل، إلى جانب تصويره غزة « بالجحيم الذي لا يطاق » والبؤس الذي يعانيه سكان القطاع جراء الحصار الاقتصادي والمقاطعة السياسية.   « هذا زمن العقلاء » هو عنوان المقال الثاني الذي نشر في أعقاب سيطرة حماس على غزة، وانتقد حمد بشكل مبطن فيه الحسم المسلح الذي نفذته الحركة وأدى لانفصال القطاع عن الضفة الغربية.   المقال الأخير –وهو الوحيد الذي تبرأ منه غازي حمد بوصفه « فبركة إعلامية »- نسب للمسئول بالحكومة المقالة توجيهه انتقادًا صريحًا لسيطرة حماس على غزة باعتباره « خطأ إستراتيجيًّا » واتهامًا لقادة الحركة « بفقدان الدهاء السياسي » و »جمود الأفكار » و »عدم التعاطي » مع مقترحات له.   كما تناول المقال الذي رأى مراقبون أنه أظهر انشقاقًا داخل حماس، الحديث عن تاريخ حمد الذي استمر لربع قرن مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، فبدا فيه وكأنه يودع الحركة.   ألعاب نارية   أما أحمد يوسف، مستشار إسماعيل هنية فقد نسب إليه تبني مواقف عدة لا تعبر عن مواقف حكومة هنية ولا تنسجم مع كونه « ممثلاً » لهنية.. وكان أبرز هذه المواقف وصفه للصواريخ التي تطلقها الفصائل من قطاع على المستوطنات المجاورة بأنها « ألعاب نارية » في حديث مع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي.   وصنفت وسائل إعلام عربية وأجنبية هذه المواقف التي عبّر عنها حمد ويوسف على أنها تعكس وجود تيار متشدد وآخر معتدل داخل حركة حماس، ونشرت تقارير تتحدث عن قرار حركة حماس بتجميد عضوية « غازي حمد »، وعن غياب أحمد يوسف عن حضور اجتماعات خاصة بحماس.   غير أن محللين سياسيين فلسطينيين اعتبرا في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » أن هذه المواقف تعبر عن « اجتهادات سياسية » من الطبيعي أن تشملها حركة حماس وهي في الوقت نفسه غير مُلزمة للحركة كونها لم تصدر عن شخصية قيادية.   دون قسوة   عدنان أبو عامر المُحلل السياسي والخبير في شئون الحركات الإسلامية رأى أنه « ليس مستغربًا أن يدور الحديث حول تباين في وجهات النظر، فمن غير الطبيعي أن تكون حركة مثل حركة حماس بامتدادها وبشعبيتها على قلب رجل واحد »، وشدّد على أن الاختلاف « أمر صحي وإيجابي في حال لم يخرج عن ثوابت الحركة ».   ورأى أن حركة حماس وأمام الواقع السياسي الجديد مُطالبة بإبقاء الخلافات في الرؤى « تحت الأرض »، غير أنه شدد على ضرورة التعامل الجيد مع الأصوات صاحبة التباين والخلاف.   وقال: « لغة الشدة والقسوة والحرمان أو التجميد قد تدفع بأصحاب المواقف الليّنة إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة وعمل استقطابات أو انشقاق.. لتتعامل معها بكل أريحية، فما دامت هذه الأصوات لم تقترب من ثوابت الحركة فلا خوف على حماس ».   ولفت إلى أن الحركات الإسلامية تتوق إلى وحدة القرار والاجتهاد، واستدرك قائلاً: « ولكن ما المانع في الاختلاف في وجهات النظر.. حماس عابت على حركة فتح إقصاءها لهاني الحسن عندما عبّر عن رأيه المغاير لوجهة نظر حركته، فهل ستعمد حماس إلى نفس الأسلوب وتعمل على إقصاء من يخالفها في الرأي؟ ».   ليس تيارًا   « رائد نعيرات » المُحلل السياسي الفلسطيني رأى أن أي حزب سياسي يضم بين ثناياه عدة وجهات نظر مختلفة ومتباينة، وأضاف: « ووجهات النظر هذه تبدأ بالتبلور عند حدوث حدث سياسي كبير صادم.. وسيطرة حركة حماس على غزة أوجدت هذه الصدمة.. وكان هناك خلاف منذ اللحظة الأولى.. هل السيطرة خطوة تكتيك أم إستراتجية؟ حل أم أزمة؟ ».   غير أن نعيرات شدد على أنه مهما كان حجم وجهات النظر المختلفة تبقى النقطة الأهم في وجود « التيار القادر والمُسيطر على أصوات الآخرين ». واستدرك: « السؤال المهم ما دور الأصوات المتباينة وصاحبة الاختلاف.. لا تظهر على الإعلام لا تستطيع أن تتكلم.. أو تُغير مجرى الأحداث.. إذن لا يمكن وصفها بتيار ». وشدد على أن « لفظة تيار تعني اتخاذ قرار والقدرة على التأثير ».   ورأى نعيرات أن حماس معذورة في عدم تقبل وجهات النظر وأصوات الاختلاف الصادرة عن عناصرها، ومضى يقول: « بعد الحسم العسكري في غزة، حماس تتعرض لحملات انتقاد واسعة، فكيف إذا ما ظهرت الأصوات من داخل حماس؟ ». وأجاب: « ستعتبرها جريمة ».   صهر الخلافات   أما « صلاح البردويل » الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية فقد نفى أن تكون حركته قد جمّدت عضوية غازي حمد أو غيّبت أحمد يوسف، مُشددًا على أن الرجلين لهما مكانتهما المرموقة داخل حركة حماس، وأردف: « ليس من الضروري أن يظهر الواحد منا بشكلٍ مُتكرر على الإعلام… حماس لم تجمد عضوية أحد ».   وأكد البردويل وجود ظاهرة الاختلاف في وجهات النظر داخل الحركة، واصفًا إياها بالصحية.   وأضاف قائلاً: « لا وجود لما يُسمى بالتيارات داخل حماس.. فنحن مؤسسة متكاملة لا تخرج عن رأي الأغلبية ». وشدد على أن « أي تباينات وتلوينات سياسية يتم صهرها عبر المؤسسة الشورية للحركة التي أمامها يمثل ويلتزم الجميع، بعكس التنظيمات والجماعات الأخرى.   (المصدر: ركن المعرفة بموقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 أكتوبر 2007)

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.