الثلاثاء، 27 أبريل 2010

TUNISNEWS

 9ème année,N°3626 du 27 .04 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


رويترز:الافراج عن الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك

دويتشه فيله:الصحافي التونسي بن بريك إثر الإفراج عنه: « لديه السجون ولدي القلم »

تونس ترفض تلميحات لكوشنير حول محاكمة صحافي معارض

هيومن رايتس ووتش :ينبغي على الولايات المتحدة أن تضغط على تونس بمجال حقوق الإنسان

أمسية تضامن(بباريس) مع معاناة المواطنين التونسيين الواقعين تحت إجراءات المراقبة الإدارية المؤبدة

فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس :دعـــــــــوة

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــلام :التصريح بالحكم في قضية حسن بنعبدالله

كلمة:وزارة التربية تؤكد الطابع السياسي لملف المدرسين المحاكمين في ملف الحوض المنجمي

السبيل أونلاين:آخر تقليعات النظام التونسي الامنية : اعتقال اقتصادي!!

محمد العيادي :كل حجب ونحن لا نحتجب….

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن الفاضل بدّة:توضيــــــــــــــــح حركة النهضة : تنعى السجين السياسي السابق الأخ اسماعيل السعيدي

كلمة:من مخلفات أزمة القائمات الانتخابية، عرائض واستقالات في الحزب الحاكم

الصباح:سفير الاتحاد الاوروبيـ 11 ماي اجتماع الشراكة مع تونس وبروكسيل لن تفرض أي شرط سياسي

أ. ف. ب.:توقع وصول ستة آلاف يهودي لجنوب تونس الجمعة

الحوار نت:كنيس جربة التونسي : محج يهودي أم إسرائيلي صهيوني.

فتحي عبد الله الناعس:في الرد على الأخ فاضل البلدي: المشكلة في السلطة وليست في النهضة

محفوظ البلدي:مع الفكرة……في شيء واحد

جمال الدين أحمد الفرحاوي:تــــآويل

خالد الطراولي:في بيتنا مستبد  

الجزيرة.نت :المرزوقي « متشائل » للتغيير عربيا

جابر القفصي :نحو قراءة جديدة مبدعة للقرآن الكريم (1)

العجمي الوريمي :القُدس.. فوق السّياسة أم تحت الاحتلال

محمد إبراهيم المدهون:عن النصر والهزيمة في غزة  

مطاع صفدي:النظام العربي: تنازلات للعدو حتى قعر الهاوية!

سمير الزبن :تحولات التجربة الفلسطينية


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


الافراج عن الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك


تونس (رويترز) – تعهد الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك -الذي أثار سجنه لستة أشهر تنديد جماعات دولية لحقوق الانسان- عقب الافراج عنه يوم الثلاثاء بالاستمرار في نهجه المنتقد لحكومة بلاده وقال انه سيؤلف كتابا يضمنه تجربته. وأدين توفيق بن بريك بالاعتداء على امرأة كانت تقود سيارة خلال مشاجرة في الشارع. وقال هو وانصاره ان الاتهامات لفقت لاسكات انتقاده للرئيس زين العابدين بن علي. وقال بن بريك من بيته لرويترز هاتفيا بعد وقت قليل من الافراج عنه « سأبقى وفيا لشجاعتي » مضيفا « سأنجز كتابا عن هذه القصة المزرية التي عشتها ». ونفى مسؤولون تونسيون وجود أي دافع سياسي وراء المحاكمة لكن قضية بن بريك سلطت الاضواء على حقوق الانسان في تونس التي يحكمها بن علي (73 عاما) منذ وصوله الى السلطة قبل 23 عاما. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود التي تعنى بحرية الصحافة يوم الثلاثاء انه كان يتعين ألا يدخل بن بريك السجن لان قضيته « كانت ملفقة من الالف الى الياء. » وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر انه أثار قضية بن بريك مع نظيره التونسي في وقت سابق من الشهر الجاري ويشعر بارتياح الان للافراج عنه. لكن وزارة الخارجية التونسية قالت في بيان ردا على تعليقات كوشنر ان بن بريك سجن لان محكمة أدانته بالاعتداء. وأضافت الوزارة ان من الضروري تذكير كوشنر بأن « الجرائم » التي بسببها سجن بن بريك لا علاقة لها بحرية الصحافة. وقال الصحفي توفيق بن بريك انه ان تجربته في السجن ستترك أثرا مستديما عليه. وقال اقرباؤه انه مرض بدرجة خطيرة أثناء سجنه. وأضاف بن بريك لرويترز من منزله في العاصمة التونسية ان الضرر وقع وسيجعله دائما يشعر بالخوف. وأردف انه لا يحس بالامان في تونس حتى ولو كان حرا. واخبر بن بريك رويترز بأنه سيسافر خلال الفترة المقبلة الى باريس لقضاء بضعة أيام هناك لكنه شدد على انه لن يغادر البلاد نهائيا. ومضى يقول « فرنسا هي البلد الوحيد الذي دعمني في أزمتي » ملمحا الى انتقادات فرنسية لتونس بسبب سجنه. وتسبب انتقادات اوروبا احراجا لحكومة تونس التي تسعى للحصول على صفة « شريك متقدم » مع الاتحاد الاوروبي مما يمنحها مزايا تفضيلية في مبادلاتها التجارية مع أكبر شريك اقتصادي لها. واقتصاد تونس واحد من أكثر الاقتصادات انفتاحا في المنطقة. وهو يعتمد على السائحين الذين يأتي كثيرون منهم من دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى الاستثمارات المتنامية من شركات أوروبية. من طارق عمارة (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 افريل 2010)

 


الصحافي التونسي بن بريك إثر الإفراج عنه: « لديه السجون ولدي القلم »


 توفيق بن بريك (49 عاما) غادر السجن إثر قضاء محكوميته بستة أشهر أُفرج في تونس عن الصحافي المعارض توفيق بن بريك بعد قضائه ستة أشهر في السجن بتهمة الاعتداء بالضرب على امرأة في قضية أثارت كثيراً من الجدل واعتبرها مدافعون عن حرية التعبير في تونس « ملفقة » ضد صوت معارض لحكومة الرئيس بن علي. تم اليوم الثلاثاء (27 ابريل / نيسان 2010) في تونس الإفراج عن الصحافي المعارض توفيق بن بريك بعد أن قضى ستة أشهر في السجن بتهمة الاعتداء على امرأة. وإثر الإفراج قال في حوار مع دويتشه فيله إنه لا يشعر بأن شيئاً في حياته قد تغير بعد خروجه من السجن. وأضاف بن بريك، الذي أثار سجنه انتقادات كثيرة للحكومة التونسية: « كأنني لم أدخل السجن أبداً. سأكتب أكثر فأكثر وأقول له لديه السجون ولدي القلم ». ووصف بن بريك ظروف سجنه لمدة ستة أشهر بأنها كانت « ظروفاً قاسية جداً » وأنه كان محروماً من الورق والقلم والكتب. وقال بن بريك ساخراً: « (…) لقد أمضيت العقوبة المنزلة عليَ ». وأفرج عن بريك بعد قضائه ستة أشهر في السجن إثر إدانته بالاعتداء على سيدة أعمال، وكانت قضية سجنه قد أثارت جدلاً كبيراً في تونس وخارجها، ورأت منظمات حقوقية أنها « سياسية وتهدف لإسكات صوت معارض ومنتقد باستمرار لحكومة الرئيس زين العابدين بن علي ». قضية بن بريك أثارت جدلاً كبيراً

 قضية بن بريك سببت إحراجا للحكومة التونسية وخصوصا مع شركائها الأوروبيين اعتقل الصحافي توفيق بن بريك  في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لإدانته في قضية اعتداء على امرأة وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ستة أشهر. وحسب الإدعاء فإن بن بريك « أسقط امرأة أرضاً ووجه لها لكمات وركلها وتعمد إلحاق الضرر بسيارتها »، لكن محامي بن بريك يقول إن موكله سقط ضحية عملية للشرطة للإيقاع به.  ومن جهتها اعتبرت منظمات مدافعة عن حرية التعبير في تونس أن قضية الاعتداء على امرأة « مفبركة بغية إسكاته على خلفية كتاباته في الصحافة الفرنسية التي تتضمن انتقادات شديدة إلى الرئيس زين العابدين بن علي ». ويكتب بن بريك في عدد من الصحف الفرنسية وضمنها صحيفة « لونوفال ابزرفاتور »، كما ينظم أشعاراً سياسية تتضمن بدورها نقداً لاذعاً لنظام الرئيس بن علي.  واكتست قضية بن بريك إثر سجنه طابعاً دولياً ووجهت منظمات أوروبية ودولية انتقادات للحكومة التونسية كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير اعتقال بن بريك. من جهتها تنفي الحكومة التونسية الاتهامات التي وجهت لها بتلفيق قضية ضد الصحافي بن بريك وتقول إنها « تتيح حرية التعبير لكن لا أحد فوق القانون مهما كانت صفته ».

مراجعة: عماد مبارك غانم

 

(المصدر:موقع دويتشه فيله الالكتروني DW-WORLD.DE » ( ألمانيا)بتاريخ 27 أفريل 2010)

 


تونس ترفض تلميحات لكوشنير حول محاكمة صحافي معارض


تونس (27 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رفضت تونس الثلاثاء تلميحات لوزير خارجية فرنسا برنار كوشنير ربط فيها بين سجن الصحافي التونسي توفيق بن بريك الذي أطلق سراحه صباح اليوم، وحرية الصحافة والرأي في البلاد ونوهت السلطات التونسية إلى أن هذا الصحافي المعارض لم يحاكم لتهم تتعلق بحرية الصحافة والتعبير بل بسبب أعمال عنف ارتكبها بحق سيدة تونسية، أكدها القضاء الذي أدانه بتهمة « الاعتداء بالعنف وإلحاق الضرر بممتلكات الغير والمساس بالأخلاق الحميدة »، على حد وصفه وجاء هذا التصريح من الخارجية التونسية، التي قالت في بيان تلقت وكالة (آكي) الايطالية للأنباء نسخة منه، ردا على تعبير الوزير الفرنسي عن الارتياح لإطلاق سراح بن بريك وإشارته إلى أن « فرنسا تعلق بحرية التعبير في جميع أنحاء العالم »، وفق نص بيان أصدرته في وقت سابق من الثلاثاء الخارجية الفرنسية وقالت وزارة الخارجية التونسية إنها تتفق ورئيس الدبلوماسية الفرنسية في « أن العلاقات الممتازة التونسية الفرنسية ذات طبيعة تسمح بالحوار والنقاش حول جميع المسائل التي تهم البلدين من دون استثناء »، بحسب بيانها وكانت السلطات قد أطلقت سراح بن بريك بعد أن قضى كامل فترة محكوميته ومدتها ستة أشهر بسجن محافظة سليانة التونسية   (المصدر: وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) بتاريخ 27 أفريل 2010)


ينبغي على الولايات المتحدة أن تضغط على تونس بمجال حقوق الإنسان اجتماع كلينتون مع وزير الخارجية التونسي فرصة للسعي لوضع حد للانتهاكات أبريل/نيسان 27, 2010


(نيويورك) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ترسل رسالة واضحة لوزير الخارجية التونسي كمال مرجان لدى التقاءهما في 28 أبريل/نيسان في واشنطن، مفادها أنه يجب احترام حقوق الإنسان في تونس. يزور وزير الخارجية مرجان واشنطن هذا الأسبوع لعقد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين أميركيين، منهم وزيرة الخارجية كلينتون، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل مايكل بوسنر، ومستشار الأمن القومي جيمس إل جونز. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: « تونس تتحدث كثيراً احترام حقوق الإنسان، لكن ممارساتها بهذا المجال شيء آخر ». وتابعت: « على وزيرة الخارجية كلينتون أن تؤكد علناً على الرغبة في رؤية نهاية الاضطهاد للصحفيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان، وتخفيف الرقابة على الإنترنت ». وتستمر تونس في إظهار عدم التسامح إطلاقاً مع جميع أشكال المعارضة السلمية تقريباً، رغم تكرر تصريحات الرئيس زين العابدين بن علي بأن حقوق الإنسان ركن ركين من اهتمامات حكومته. ومنذ إعادة انتخابه للفترة الخامسة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استمر القمع، وحكمت المحاكم على صحفيين اثنين بالسجن، ويمنع رجال شرطة في ثياب مدنية أغلب التجمعات العامة التي تنظمها المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان. وذكرت الوزيرة كلينتون تونس باعتبارها من بين الدول التي « زادت » من رقابتها على الإنترنت، في كلمة لها بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني. وتمنع الحكومة الكثير من مواقع الأخبار ومنظمات حقوق الإنسان التي تنشر معلومات وآراء تنتقد الحكومة التونسية. ويفيد نشطاء حقوق الإنسان والمعارضون بأن حساباتهم على البريد الإلكتروني كثيراً ما يتم إغلاقها دونهم وأن رسائلهم الإلكترونية كثيراً ما يطّلع عليها أطراف أخرى. زيارة وزير الخارجية التونسي مرجان تتزامن مع جلسة استئناف الصحفي الفاهم بوكدّوس المقرر عقدها في 27 أبريل/نيسان، والذي حُكم عليه بالسجن أربعة أعوام في يناير/كانون الثاني 2010 بعد أن أدين بـ « الانضمام إلى تنظيم إجرامي » يحرض على الاحتجاجات في معتمدية قفصة جنوبي البلاد، بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2008. الأسباب الحقيقية وراء الحُكم عليه، على حد قول هيومن رايتس ووتش، كانت في واقع الأمر تغطيته المستفيضة للاحتجاجات لصالح محطة الحوار التونسي الفضائية المستقلة التي تبث إرسالها من الخارج. وأثناء جلساته السابقة بالمحكمة لم يتم تقديم أدلة واضحة ضده ولم يتمكن محاموه من الدفاع عنه بالمحكمة عبر عرض دفاعهم. وجميع الإعلام المرئي من داخل تونس إما تملكه الدولة أو يؤيد الدولة. وبالإضافة لتجريم الصحفيين الذين يزعجون السلطات بتقاريرهم، فإن السلطات التونسية تمنع منظمات حقوق الإنسان من العمل بحرية. ففي الوقت الحالي، هناك منظمتان اثنتان فقط لحقوق الإنسان تتمتعان بالوضع القانوني في تونس، لكن أنشطتهما ما زالت تتعرض للمضايقات الأمنية المستمرة، ومنها تفريق الاجتماعات ومنع الأعضاء من الوصول إلى مقار عملهم، والمراقبة اللصيقة. وتتمتع الولايات المتحدة بعلاقات طويلة وطيبة بتونس، وتمنحها 20 مليون دولار مساعدات سنوياً، أغلبها للجيش. وفي الوقت نفسه دعت واشنطن تونس علناً لتخفيف مسلكها القمعي، مع إبداء الرئيس بوش للرئيس بن علي أثناء زيارته الرسمية لواشنطن في فبراير/شباط 2004 رغبته في رؤية صحافة « تتمتع بالحيوية والحرية » وعملية سياسية « شفافة ». وقالت سارة ليا ويتسن: « على إدارة أوباما أن تستمر على نفس النهج الدبلوماسي المتلخص في الدعم العلني وبين الطرفين للحقوق المواطن التونسي في التحدث علناً وتكوين الجمعيات سلمياً، والدخول بحرية على الإنترنت والبريد الإلكتروني ». (المصدر:هيومن رايتس ووتش (امريكا)بتاريخ 27 أفريل 2010) 


أمسية تضامنية بباريس دعوة مفتوحة للجميـــــــــــــــــــــــــــــــع (في حضوركم مساندة للضحايا وإسهام في تخفيف معاناتهم)


أمسية تضامن مع معاناة المواطنين التونسيين الواقعين تحت إجراءات المراقبة الإدارية المؤبدة : الخميس 29 أفريل 2010 ابتداء من الساعة (18h30) Salle AGECA   rue Charonne 75011 Paris177 Metro Ligne 2 – Station AlexandreDumas سيكون اللقاء فرصة لتقديم ومناقشة الكتاب / الوثيقة الصادر مؤخرا عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بعنوان:  » مواطنون تحت الحصار، المراقبة الإدارية في تونس  » يهدف هذا اللقاء أساسا إلى إطلاع المهاجرين التونسيين بفرنسا والجاليتين العربية والإسلامية والرأي العام الفرنسي والدولي على معاناة سجناء الرأي السابقين والمعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في تونس (المراقبة الإدارية-الحرمان من الحقوق المدنية – الاضطرار للهجرة…). بإشراف : –         الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين –         جمعية التضامن التونسي –         جمعية صوت حر –         اللجنة العربية لحقوق الإنسان –         اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس –         فدرالية التونسيين مواطني الضفتين –         المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين وبحضور ضيوف من تونس: –         السيدة مية الجريبي : الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي –         الأستاذ سمير ديلو : رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين –         الأستاذ عبد الوهاب معطر : نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  (في حضوركم تأييد للقضية وإسهام في تخفيف معاناة أصحابها)


 فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس

دعـــــــــوة


 

يتشرف فرع الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس بدعوتكم إلى لقاء مع

السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي

حول موضوع

تونس 2010- 2014″ « تحقيق التحول الديمقراطي وذلك يوم الجمعة 30 أفريل 2010 على الساعة السادسة والنصف مساء بـ CICP 21 ter rue voltaire 75011 Paris Metro : Rue des bouletsLigne 9 Alexandre Dumas – Ligne 2

 


حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 27 أفريل 2010 أخبار الحريات في تونس


1)    سجين الرأي رفيق علي يدخل في إضراب عن الطعام: دخل سجين الرأي رفيق علي المعتقل حاليا بسجن المرناقية منذ نهار اليوم الثلاثاء 27 أفريل 2010 في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه باعتبار أن التهم الموجهة إليه مجردة، علما بأنه العائل الوحيد لأسرته خاصة وأن والده طاعن في السن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة. 2)    سجين الرأي غيث الغزواني يدخل في إضراب عن الطعام: كما شن سجين الرأي غيث الغزواني المعتقل حاليا بسجن المرناقية منذ يوم الاثنين 26 أفريل 2010 في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه لاقتناعه بالبراءة من التهم الموجهة إليه ووضعه تحت الرعاية الصحية بسبب المرض الخطير الذي يعاني منه، وللاحتجاج على الوضعية السجنية السيئة التي يعيشها في ظل المضايقات اليومية التي يتعرض لها من بعض سجناء الحق العام ومن بينهم المدعو  »محمد ولد الشرقية » الذي يعمد إلى إزعاجه أثناء قيامه بالصلاة، ويخشى أن تكون هذه المضايقات ناتجة عن تحريض من إدارة السجن، علما بأنه قدم عديد الشكاوى للإدارة المذكورة لوضع حد لهذه الاعتداءات ولكن دون جدوى.  3)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 27 افريل 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام التصريح بالحكم في قضية حسن بنعبدالله


مثل اليوم  أمام محكمة الاستئناف بقفصة  بحالة إيقاف السيد حسن بنعبدالله ، احد قياديي التحركات الاحتجاجية في الحوض ألمنجمي بحضور صحفي و نقابي وحقوقي هام: فقد حضر المحاكمة نقابيين من التعليم الأساسي والثانوي  ونقابة الصحافيين التونسيين  والفيدرالية الدولية للصحافيين واللجنة الدولية لحماية الصحافيين بنيويورك  وممثل عن عمادة باريس للمحامين  إلى جانب فرعي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقفصة وجندوبة  والمسرحين من مساجين الحركة ذاتها ، وذلك بعد رفض امني وتدخل من هيئة الدفاع لدى المحكمة. المحامون  الذين حضروا من قفصة ومن تونس – حوالي 17 محاميا-  ركزوا مرافعتهم حول الخروق الإجرائية وأشاروا إلى التعذيب الذي مورس ضد مساجين هذه الحركة بصفة عامة واعتبروا أن سجن قيادات الحوض ألمنجمي وتتبعهم قضائيا يمثل خرقا للدستور الذي يضمن الحرية النقابية وحرية التعبير والحق في التظاهر السلمي وركزوا على عدالة مطالب الحوض ألمنجمي بدليل  أن قضية تنمية الجهة تطرح بشكل شبه يومي الآن  على أجندة الحكومة وعلى  أعمدة الصحف، حتى القريبة من السلطة منها. ولم يتمكن الصحفي الفاهم بوكدوس ، مراسل قناة الحوار التونسي الذي غطى أحداث الحوض ألمنجمي من حضور محاكمته اليوم بسبب وضعه الصحي واجل مثوله إلى حين تحسن صحته. المحكمة اختلت للتشاور والتصريح بالحكم وتنتظر اللجنة الوطنية صدور الحكم من وقت إلى آخر اليوم.  إلى ذلك اللجنة التي تحيي الحضور الصحفي و النقابي والحقوقي وتقدر عاليا  المجهودات الكبيرة التي يبذلها الدفاع ، تجدد مطلبها بإطلاق سراح حسن بنعبدالله  وبقية مساجين الحوض ألمنجمي وإيقاف تتبع الفاهم ومحي الدين شربيب و تطالب كذلك بإرجاع المسرحين من مساجين الحوض ألمنجمي الى سالف عملهم وإرساء تنمية جهوية  عادلة ودائمة  تراعي متطلبات الجهة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. تدهور الوضع الصحي للفاهم بوكدوس: تدهورت الحالة الصحية للفاهم بوكدوس أمس ونقل إلى المصحة  للعلاج، لذلك لم يتمكن من حضور محاكمته اليوم وقدم محاموه شهادة طبية لغرض التأجيل ، وقد استجابت المحكمة لذلك. اللجنة الوطنية تتمنى الشفاء العاجل للمناضل  الصحفي الفاهم بوكدوس وتطالب بإيقاف كل أشكال التتبع ضده.    اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

 


وزارة التربية تؤكد الطابع السياسي لملف المدرسين المحاكمين في ملف الحوض المنجمي


حرر من قبل لطفي الحيدوري في الأثنين, 26. أفريل 2010 اعتبرت وزارة التربية أنّ مشكلة المطرودين على خلفية قضائهم فترات بالسجن في قضية الحوض المنجمي (عادل جيّار وزكية الضيفاوي) أو مشاركتهم في إضرابات (محمد المومني ومعز الزغلامي وعلي الجلولي)، هي ملف ذو طابع سياسيّ يتجاوز اختصاصها وستعمل على رفعه إلى الدوائر المعنيّة. وقد كشفت نقابة التعليم الثانوي عن هذا الموقف في وثيقة نشرتها عن تفاصيل اللقاء الذي جمعها بوزير التربية حاتم بن سالم يوم 19 أفريل الجاري. وأشارت الوثيقة إلى أنّ وزارة التربية أصرت خلال هذا اللقاء على أنّ العنف ضد المدرسين مجرّد حالات محدودة وأنّ الاعتداءات على المربّين، على خطورتها، لا تمثّل ظاهرة تستوجب كلّ ما يقال عنها، وكان ذلك ردّ على اقتراح نقابي بمراجعة النظام التأديبي واستغراب من صمت الوزارة وعدم تعاملها بالحزم المطلوب مع كل مظاهر العنف ضد المربّين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أفريل 2010)


آخر تقليعات النظام التونسي الامنية : اعتقال اقتصادي!!


السبيل أونلاين – مراسلة   في العاشر من هذا الشهر وفي احد احياء مدينة بني خلاد بالوطن القبلي تنزل احدى وحدات فرق امن منطقة نابل الختصة في جنح الظلام- بعيد الغروب – وتقتحم بيت المواطن محمد بركات وتقتاده الي منطقة الشرطة بنابل بالقوة وتعنيفه عندما طالبهم باظهار امر النيابة بالتوقيف …وقد اثارت طريقة الاقتحام و الاعتقال الهلع والرعب في ولديه- بنت عمرها سنتين ونصف وصبي لا يزال مولودا جديدا ذوالشهر ونصف- واصيبت زوجته النافس بانهيار واغمي عليها وحملوها الجيران الى المستشفى لتبدأ معاناتها من الغد مع المراكز الامنية بحثا عن مكان اعتقال زوجها لتعرف فيما بعد بمساعدة احد وكلاء النيابة الطيبين الشرفاء بان زوجها موقوفا في منطقة الشرطة بناء على طلب من احد رجال الاعمال النافذين مدعيا ان المواطن محمد بركات يعرقل له مصالحه واعماله ..وهو ما ردده رئيس منطقة الشرطة للزوجة بالقول اننا نصدق رجال الاعمال والاقتصاد على اي مواطن فليس معقولا ان نكذب رجل اعمال واقتصاد ونصدق مواطن ولدينا تعليمات بحماية ورعاية هؤلاء ..   وكان المواطن محمد بركات عمل مديرا قبل حوالي السنتين مديرا لمطعم يمتلكه رجل الاعمال المدعو سامي بلعيد في دبي قبل ان يترك ويلتحق بعمل اخر ولم يتقدم المدعو سامي بلعيد باي ادعاء ضد المواطن محمد بركات من اي نوع خلال تلك الفترة وهو الى حد اليوم رهن الايقاف بالفرقة الاقتصادية بتونس …   ولتوضيح بعض الابعاد لهذه القضية فقد تنجلي عندما نعرف ان المواطن محمد بركات كان ينتمي الى احد التيارات التي ترفضها السلطة ولذلك لم يسمح له ان يلتحق بالتعليم للتدريس او اي وظيفة حكومية اخرى يعمل منذ تخرحه في الامارات كما ان زوجته السيدة لطيفة بن علي وهي اخت المعارض التونسي المنفي في بيروت الكاتب والصحافي الناصري منصف بن علي وهي بالرغم من انها نالت شهادة الدكتوراة في العلوم البيولوجية لم يسمح لها بالتدريس بالجامعة التونسية ومنذ تخرجها لا تعمل …   الإمضاء / ابو ايلاف   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 27 أفريل 2010 )


كل حجب ونحن لا نحتجب….


طال الحجب اليوم 26 /04 / 2010 صفحتي الشخصية على الموقع الاجتماعي العالمي الفايس بوك بعد ان طال سابقا ولمرات كثيرة مدوناتي الشخصية واخرى تابعة للمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية والمنتدى النقابي الحر. لقد تحول الحجب الى خبز يومي لنشطاء الانترنت في تونس فكل يوم تحجب عشرات الصفحات والمدونات والمواقع كما يتعرض البريد الالكتروني الى القرصنة والاتلاف وهو امر متعب ومنهك من الناحية المادية والتقنية ( وقت وجهد ضائع ) لكن انعكاساته المعنوية ايجابية جدا فخلف كل مدونة او صفحة تحجب عشرات اخرى تظهر ويمنح النشطاء فرصا اضافية لتقوية عزيمتهم ويزيدهم اصرارا على اختراق الحجب وتعطيل الياته . كل يوم وفي الصباح الباكر كنت اتفقد صفحتي الشخصية على الفايس بوك وباقي المدونات واحمد الله ان يد الرقيب لم تعبث بهم في الليلة الماضية اما اليوم فقد اقتحمت يد الرقيب الاثمة صفحتي نهارا وبالتالي سانام ليلتي هانئا واستيقظ غير مبال وقد اصنع غدا صفحة جديدة او انفذ وصايا تقنية من اصدقاء مجربين لتجاوز هذا الحجب . وكل حجب ونحن صامدون وكل حجب ونحن لا نحتجب…

محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droitset des libertés syndicaux

 


المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع » بطاقة تعريف مهجرية


في انتظار جلاء محنتهم والتمتع بحقهم المدني في “بطاقة التعريف القومية”، تقوم المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين بإصدار بطاقات تعريف مهجرية “رمزية” لأعضائها من المهجرين الموزعين على حوالي خمسين دولة في العالم. الغاية من نشر هذه البطاقات المهجرية هو التعريف بمن تعتبرهم سلطات بلادنا “فارين من العدالة” وتلاحقهم بتهم كيدية وأحكام جائرة ونعوت كاذبة لأجل تشويه سمعتهم لدى أبناء شعبهم. سيدرك المتابع لهذه البطاقات قسوة محنة التهجير وفداحة الضريبة التي يواصلون دفعها بسبب تمسكهم بأفكارهم وانتماءاتهم وأنشطتهم الحقوقية والسياسية الهادفة لرسم ألوان أخرى على خارطة الوطن. كما سيدرك، في المقابل، أصالة معدنهم وعمق انتمائهم الوطني المتجذر في مدن البلاد وأريافها. أما ذكر النجاحات والإنجازات فلا رياء فيه ولا تفاخر بل إثبات لقوة العزائم وإعلان لإرادة الحياة ورفض الانحناء والقدرة على العطاء والنفع متى اتسعت رحاب العدل و فضاءات الحرية.

المكتب التنفيذي، المهجر، في 27 أفريل 2010

 

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع » بطاقة تعريف مهجرية السيد سامي الحاج دحمان

 

السيد سامي الحاج دحمان خبير تونسي في مجال الإعلامية يقيم مهجّرا في فرنسا منذ بداية سنة 1998. تبلغ مدة تهجير السيد سامي إلى حد تاريخ إصدار هذه البطاقة 11 عشر سنة و9 أشهر كاملة اضطر فيها لفراق أهله ووطنه تجنبا للمراقبة الإدارية التي تلت محاكمته وسجنه بسبب نشاطه النقابي في الجامعة التونسية. فقد سامي أثناء محنته والدته، المغفور لها سلمونة بن مسعود، في 31 ديسمبر 2007، كما تزوجت أخته الصغرى دون أن يقدر على مشاركة عائلته عزاء ولا فرحا. يذكر أن السيد سامي الحاج دحمان من مواليد 15 أفريل سنة 1970، وهو أصيل قرية « الماي » التابعة لمعتمدية ميدون بجزيرة جربة، زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بمدينة حومة السوق ثم التحق بالمدرسة القومية للمهندسين حيث انتخب عضوا في مجلسيها العلمي والتأديبي سنة 1990. نشط سامي في إطار الإتحاد العام التونسي للطلبة كنقابة قانونية في تلك الفترة وتولى مهمة كاتب عام مساعد لفرعها بالمدرسة الجامعية المذكورة. وأثناء الحركة الاحتجاجية الطلابية المعروفة باسم « ربيع الجامعة التونسية »، أصيب سامي برصاصة في رجله يوم 08 ماي 1991 ليتم اعتقاله إثرها في شهر جوان من نفس السنة. وبعد جولات قاسية من التحقيق والتعذيب، حوكم سامي بثمانية عشر سجن كاملة !!! (تم تخفيضها إلى خمس سنوات بعد ضم العقوبات). وإثر مغادرته السجن « الصغير » سنة 1996 وجد سامي نفسه في سجن أكبر تمثل في جحيم المراقبة الإدارية اليومية التي فرضت عليه دون صدور حكم قضائي في الصدد حيث كان مجبرا على الإمضاء 6 مرات يوميا في 4 مراكز شرطة مختلفة إمعانا في التعذيب والتشفي. اضطر سامي بسبب المعاملة اللاإنسانية، التي أرهقته نفسيا وعائليا، إلى ولوج عالم السرية في جوان 1998 ليستعد للرحيل من بلاده طلبا للأمن والحرية، فكان أن غادر تونس، خلسة ودون جواز سفر، موفى شهر جويلية عبر زورق « معطوب » في اتجاه أوروبا، وله في ذلك مغامرة أسطورية تراءى له فيها شبح الموت بين أمواج البحر بعدد ليالي السفر. حط سامي رحله على الشواطئ الأوروبية ودخل فرنسا صائفة 1998 حيث تحصل على اللجوء السياسي في ماي من عام 2000 ليبدأ حقبة جديدة  من حياته تنغص فيها معاناة التهجير نشوة النجاح والتألق في ميادين الحياة المهنية والاجتماعية. يأبى سامي اليوم إلا أن يواصل نضاله الحقوقي في صفوف جمعية « صوت حر » دفاعا عن الحريات والتزاما بمساندة القضايا العادلة ويرفض أي مساومة على حقوقه الدستورية في التعبير والتنظم والتنقل ويطالب بتمكينه من جوازه التونسي وعودته إلى بلاده عودة آمنة وكريمة. تساند المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين السيد سامي الحاج دحمان وتطالب السلطات التونسية بالاستجابة السريعة لمطالبه المشروعة . المكتب التنفيذي


توضيــــــــــــــــح


إني الممضي أسفله الفاضل بدّة، فوجئت بورود اسمي على بيان ممضى من طرف منظمتين تونسيتين ناشطتين في المهجر بتاريخ 27 أفريل 2010. أودّ توضيح ما يلي :

1-  أؤكّد أنه لا علم لي بالبيان المذكور ولم تقع استشارتي قبل ذكر اسمي. 2-  إنّني لم أكلّف أي طرف بالتّحرّك نيابة عني في أمر لا يهمّ غير شخصي. 3- أنّني لم أكن في أيّ وقت من الأوقات على اقتناع بما تقوم به بعض الجهات من توظيف سياسي لملفّ يحمل أبعادا إنسانيّة كبرى إذ لا يزيد ذلك إلاّ في تعقيده وتأبيد مأساة طالت وحريّ بنا جميعا، كلّ من موقعه، أن نساهم في وضع حدّ لها. 4-  أدعو الجميع في هذه الفترات العصيبة، الّتي بلغ فيها التّوتّر والتّردّي درجة لم نشهدها من قبل، الالتزام بالصّدق والأمانة والتّحرّي الدّقيق قبل إصدار مواقف لها صلة بوضع الأفراد والجماعات وتجنّب الزّجّ بالآخرين في معارك لا علاقة لهم بها.

باريس في 27 أفريل 2010

 


حركة النهضة  تنعى السجين السياسي السابق الأخ اسماعيل السعيدي


تلقينا بمزيد من الأسى والحزن نبأ وفاة السجين السياسي السابق الأخ اسماعيل السعيدي الذي وافته المنية يوم أمس الاثنين 26 أفريل 2010  بعد معاناة مع مرض البوصفير الذي أصابه في المخ عندما كان سجينا سنة 2000  و تعرض كبقية إخوانه المساجين الى الأهمال الصحي. حكم عليه بست سنوات سجن ومع اقتراب موعد خروجه حكم عليه مرة اخرى بثماني سنوات، فقضى في السجن 14 سنة. وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم حركة النهضة بأصدق التعازي لكل أفراد عائلة الفقيد سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يدخله فراديس الجنان إنه غفور رحيم قال تعالى  » يَا أَيّتُهَا النَّفس المُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي » صدق الله العظيم

لندن 27 أفريل 2010 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي   للتعزية : رقم عبد الله السعيدي : 0021698535142

رقم عبد الجليل السعيدي – فرنسا – 0033625394502


من مخلفات أزمة القائمات الانتخابية، عرائض واستقالات في الحزب الحاكم


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 26. أفريل 2010 رفع عدد من المناضلين والمسؤلين في الحزب الحاكم والدولة رسالة إلى رئيس الجمهورية يشتكون فيها تجاهلهم من قبل والي المنستير وكاتب عام لجنة التنسيق الحزبي خلال الاستشارة التي تمت لتعيين قائمات الانتخابات البلدية. وقد وقّع على هذه الرسالة عدد من كبار المناضلين والمسؤولين من بينهم عبد الله بشير (وال سابق) وكاتب عام لجنة تنسيق وأحمد قلالة رفيق الرئيس الراحل بورقيبة ووال سابق والمنصف الهرقلي مدير سابق للإذاعة والتلفزة ومدير الحزب ومحمد صالح السخيري كاتب عام لجنة تنسيق سابق .  وكان الوالي قد تجاهل من يوصفون « بكبار المنستير » متهما إياهم بعدم القيام بتهدئة الغاضبين في جنازة الشاب الذي أحرق نفسه بداية مارس الفارط.  وفي سياق متصل ذكرت مصادر سياسية بسوسة أنّ السيد خليفة الدزيري رئيس شعبة سيدي عبد الحميد بسوسة والسيد ناصر الأحمر رئيس شعبة حي الرياض قدما استقالتهما من التجمع الدستوري الديمقراطي احتجاجا على تجاهل الهياكل التجمعية لهما خلال الاستشارة الداخلية التي نظمت من اجل تشكيل قائمة الانتخابات البلدية، وقد أعلنا انضمامهما لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أفريل 2010)


سفير الاتحاد الاوروبي ـ 11 ماي اجتماع الشراكة مع تونس وبروكسيل لن تفرض أي شرط سياسي


أعلن السفير الاوربي بتونس السيد أدريانوس كوستنروجتر Adrianus Koetsenruijter في لقاء صحفي ان اجتماع مجلس الشراكة التونســي الاوربــــي سيلتئم ببروكسيل يوم 11 ماي القادم في مستوى الوزراء..ومن المنتظر أن يرأس الجانب التونسي في الاجتماع وزيــــر الشؤون الخارجية السيد كمال مرجان. السفير الأوربي الذي كان يعرض حصيلة أكثر من 30 عاما من العلاقات التونسية الاوربية نوه بمزايا «الامن اوالاستقرار» الامني والسياسي في تونس و بالـ» مناخ السياسي العام «للشراكة والتعاون بين تونس وبروكسيل وبآفاق تطوير ذلك التعاون بعد أن تقدمت تونس رسميا الى بروكسيل بوثيقة ضمنتها تصورا شاملا لمستقبل الشراكة التونسية الاوربية في صورة حصول تونس على مرتبة «الشريك المميز» التي فازت بها الشقيقة المغرب مؤخرا ومن المنتظر أن تهم في أقرب وقت عدة دول من بينها بالخصوص تونس والشقيقة الاردن. واعتبر السفير الاوربي أن عدة مؤشرات ايجابية تخدم مسار ترشح تونس للفوز بمرتبة «الشريك المميز» من بينها انعقاد اللجنة الفرعية لحقوق الانسان في فيفري الماضي بتونس..والزيارات التي أداها مؤخرا الى تونس وبروكسيل عدد من سامي المسؤولين الرسميين والبرلمانيني التونسين والاوربيين.. لا وجود لأي شروط سياسية وردا على عدد من تساؤلات الصحفيين أورد السفير الاوربي أن «بروكسيل لا تنوي فرض أي شروط سياسية على تونس خلال المحادثات التمهيدية لمنح تونس موقع الشريك المميز..لأن الامر لا يتعلق بمفاوضات بالمفهوم التلقيدي للكلمة بل بحوار سياسي مفتوح وصريح بين شريكين تربطهما علاقات هيكلية في سياق مسار الشراكة الاوربي المتوسطي الذي أخذ منحى جديدا منذ مؤتمر برشلونة 1995..» إلا أن السفير الاوربي أعلن في نفس الوقت أن «بروكسيل تتمنى أن تطور بعض الملفات بنسق أسرع لتسهيل المضي بخطر جديد في ميدان الشراكة..من بينها الحريات العامة والفردية وملفات تهم أداء المجتمع المدني مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان…» 20 مليون يورو اضافية؟ لكن ما الذي سوف تكسبه تونس عمليا من فوزها بمرتبة الشريك المميز؟ هل سينعكس ذلك على قيمة المساعدات المالية الاوربية والاستثمارات الاوربية المباشرة بتونس؟ هل ستقوم اوربا الموحدة بخطوات عملية وملموسة للمساهمة في معالجة معضلة بطالة الشباب في جارتها الجنوبية تونس؟ ردا على هذين التساؤلين أوضح السفير الاوربي أن صفة الشريك المميز لن تؤدي بالضرورة إلى حصول تونس على زيادات كبيرة في قيمة المساعدات المالية المباشرة.. بل ان قيمة تلك المساعدات لم ترتفع بالنسبة للمغرب مثلا في 2009 الا في حدود 20 مليون يورو.. لكن الاهم ـ حسب ممثل مفوضية الاتحاد الاوربي بتونس ـ هو بدء مسار سياسي اقتصادي جديد.. تكون تونس مصنفة فيه في مرتبة تفضيلية أكثر..وهو ما سوف يعود عليها بفوائد أكبر..وسوف يساهم في تحسين موقعها المميز ضمن مسار الشراكة الاوربي المتوسطي..خاصة أنها كانت سباقة منذ 1995في ابرام هذا الاتفاق..ثم في قيام المنطقة الحرة مع الاتحاد الاوربي منذ عامين.. خلال الصائفة وردا على سؤال آخر للصباح أوضح السفير الاوربي أنه يتوقع أن تشرع مفوضية الاتحاد الاوربي موفى الشهر القادم في دراسة افكار تفصيلية عن الشراكة مع تونس.. وقد تكتمل عملية المناقشة والتعديلات خلال الصائفة المقبلة وفي أقصى الحالات موفى العام الجاري. تفاعلا مع الافكار المهمة الواردة في ورقة الحكومة التونسية التي قدمت الشهر الماضي الى بروكسيل..ومع الافكار التي سوف يبحثها الجانبان بمناسبة اجتماع مجلس الشراكة يوم 11 ماي في مستوى الوزراء..متابعة لزيارتي اثنين من المفوضين الاوروبيين الى تونس خلال الاسابيع القليلة الماضية. وفي كل الحالات اعتبر السفير الاوربي أن «بروكسيل لا تؤمن بالهزات..ولا بالضغوطات الخارجية ولا بالتحركات ذات الصبغة الاستعمارية التي يمكن أن تزعج شركاءها..ولو كان مبرراتها دعم الحريات الإعلامية والسياسية».. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أفريل 2010)


توقع وصول ستة آلاف يهودي لجنوب تونس الجمعة


أ. ف. ب.    يتوقع ان يصل نحو ستة الاف يهودي الجمعة لتونس لمناسبة الزيارة السنوية لكنيس الغربية في جزيرة جربة. تونس: يتوقع ان يصل ستة آلاف يهودي بينهم الف يهودي اسرائيلي، الجمعة الى تونس لمناسبة الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جزيرة جربة السياحية (جنوب شرق)، وفق ما علم من المنظمين. وقال رينيه طرابلسي المنظم الرئيسي لرحلات الحج السنوية هذه من فرنسا الى اقدم كنيس يهودي في افريقيا لوكالة فرانس برس انه رغم الاضطرابات الناجمة عن سحابة الرماد البركاني في ايسلندا « نتوقع وصول نحو ستة آلاف زائر ». ومعظم هؤلاء الزوار اي 4500 منهم يتحدرون من فرنسا في حين سيأتي الف زائر آخر من اسرائيل عبر مصر والاردن وتركيا، حيث لا توجد رحلات جوية مباشرة بين تونس واسرائيل، على ما اوضح رينيه متعهد الرحلات والفنادق وهو نجل بيريز طرابلسي رئيس الجالية اليهودية في جربة. واضاف ان « سحابة الرماد ابطأت وتيرة حجوزات الغريبة واثرت على السياحة في جزيرة جربة، لكن عودة النقل الجوي الى طبيعته انقذت الموسم مع تسجيل اكثر من 10 آلاف حجز » في الفنادق. وستجري الزيارة السنوية هذا العام بين 30 نيسان/ابريل والثاني من ايار/مايو مع يوم راحة اجباري السبت يوم العطلة الاسبوعية اليهودية. وعلاوة على الشعائر الدينية المعتادة فان هذه المناسبة تشهد تظاهرات احتفالية خصوصا في الكازينو المجاور. وفي برنامج المناسبة حوار تحت عنوان « العيش معا في تونس عبر التاريخ » الذي سينشطه الاستاذ كلود ناتاف المتخصص في تاريخ اليهود في تونس. وموقع الغريبة المحروس باستمرار، كان استهدف في نيسان/ابريل 2002 باعتداء بشاحنة مفخخة تبنته القاعدة واوقع 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. وكانت الجالية اليهودية في تونس تعد قبل اعلان قيام اسرائيل في 1984، مئة الف نسمة، غير ان عديدها اليوم يقدر بالفي نسمة يقيمون اساسا بجربة ومنطقة تونس العاصمة. وتظل مع ذلك احدى اكبر الجاليات اليهودية في العالم العربي. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ27 أفريل 2010)


كنيس جربة التونسي : محج يهودي أم إسرائيلي صهيوني.


يستعد أقدم كنيس يهودي إفريفي في جزيرة جربة التونسية لإستقبال آلاف من حجيجه وذلك ما بين 30 أبريل نيسان حتى 03 مايو آيار وهو الأمر الذي يجعل البلاد بأسرها وسيما المناطق الحدودية والبحرية المتاخمة لجزيرة جربة تعيش حالة من الإستنفار الأمني المشدد جدا بما يحيل حياة الناس هناك إلى جحيم لا يطاق أملا في تجنب العدوان الذي ذهب ضحيته عدد من الألمان وغيرهم يوم 02 أبريل نيسان من عام 2002 ..  مناسبة للتطبيع مع العدو الغاصب لأرضنا في فلسطين.  تعتبر الحكومة التونسية التي يسيطر عليها إنقلاب 07 نوفمبر 1987 حتى اليوم آخر الحكومات العربية والإسلامية التي تولي إهتماما لأكبر ثابت من ثوابت الهوية الوطنية التونسية أي : الإنحياز إختيارا وبالضرورة معا إلى المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية في فلسطين. تزاول الحكومة التونسية سياسة ماكرة قوامها النفاق الإعلامي المفضوح في هذه القضية بالذات وذلك من خلال إقامة علاقات حميمية وطيدة مع الكيان الصهيوني عن طريق التبادل الإقتصادي حينا وإحتضان مراكز العدو التي تسميها ثقافية وتجارية حينا آخر. أما الزيارات الإسرائيلية الرسمية المتخفية تحت عناوين مختلفة إلى تونس فحدث ولا حرج. ولعل دعوة سفاح العصر شارون الميت الحي إلى زيارة تونس عام 2005 بمناسبة مؤتمر الإعلامية كانت دليلا كافيا على صداقة الحكومة التونسية بالكيان الصهيوني. كنيس جربة مؤتمر إسرائيلي صهيوني أكثر منه معبدا دينيا يهوديا. لم تنقل إلينا الأخبار إلى حد اليوم موقفا تونسيا وطنيا معارضا في هذه القضية غير ما صدر عن السيدة مية الجريبي الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي قبل أيام قليلة وهو موقف وطني جدير بالإشادة والدعم قوامه منع كل زائر يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية إلى هذا المعبد. هذا الموقف الوطني المسؤول الذي يميز بين حق اليهود في زيارة معبدهم في كنف إحترام ثوابت الهوية الوطنية التونسية ( العروبة والإسلام ومبادئ الجمهورية ) وبين تجنيب أرض عقبة وأبي زمعة والقيروان والزيتونة أن تدنسها الأقدام الإسرائيلية الصهيونية التي تعيث في أرضنا المقدسة في فلسطين فسادا.. هذا الموقف يؤيده فريق الحوار.نت ويدعو إلى تفعيله إعلاميا وسياسيا وشعبيا في كنف المعارضة المدنية السلمية.. موقف وطني هذه مبرراته. 1 ــ تعيش أرضنا الفلسطينية المقدسة في هذه الأيام ذكرى النكبة 62 في إثر الإحتلال الإسرائيلي وإعلان الكيان الصهيوني اللقيط في 15 مايو آيار 1948.. يعيشون ذلك في مناخ دولي تخنقه الإدارة الأمريكية الموجهة في قضايانا العربية والإسلامية باللوبيات الصهيونية ومناخ عربي وإسلامي محكوم بالخنوع والسلبية..   3 ــ لا يجدر بالحكومة التونسية غير توخي سياسة المعاملة بالمثل وهو قانون دولي قائم. إذ بمثل ما لا يسمح للمسلمين في فلسطين بأداء فريضة صلاة الجمعة ( إلا لمن أدلف إلى الشيخوخة) كما تنقل إلينا الفضائيات مع ضحى كل جمعة على إمتداد سنوات الإحتلال الطويلة.. بمثل ذلك لا يحق لأي يهودي يحمل جنسية إسرائيلية زيارة معبد جربة بسبب أن كل يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية هو صهيوني بالضرورة وهو جزء من الإحتلال الغاصب بالضرورة.. والصهيونية حركة عنصرية بقرار أممي سابق .. 4 ــ الصهاينة المحتلون في فلسطين لا يقصرون جريمتهم على منع حق التدين في القدس التي تعدل الصلاة فيها 500 صلاة .. بل يهددون أولى القبلتين وثالث الحرمين بالحفريات حتى غدت فينا صيحات شيخ الأقصى حامي الحرم القدسي رائد صلاح حفظه الله.. نفخات في رماد أو تأوهات في قعر واد.. لا بل إن الصهاينة يشيدون الكنس حول الأقصى لخنقه ضمن سياسة التغيير العمرانية وسياسة التغذية الديمغرافية من خلال إستيراد اللقطاء من كل صوب وحدب.. أما الحكومة التونسية فإنها تقاوم ذلك الإمتداد الديغرافي الصهيوني بحصد الجائزة الدولية الأولى في كل عام في سبق تحديد النسل ووأد الإنسان.. الحكومة التونسية تستثير ردود الأفعال غير المسؤولة. لا يمكن تفسير إقدام الحكومة التونسية على فتح أراضيها للصهاينة والإسرائيليين من غير اليهود المتعبدين بهذه المناسبة إلا بإستثارة ردود أفعال غير مسؤولة  من بعض الأطراف… سياسة النفاق الرسمية التونسية تقوم على الجمع بين المتناقضات : شكاوى متكررة مما تسميه زورا التطرف والإرهاب برغم أن تونس تشهد إستقرارا كبيرا لولا أنه إستقرار مفروض ببطش البوليس.. ذلك من جهة ومن جهة أخرى إنتهاج سياسة مغالية في معاداة ثوابت الهوية الإسلامية بغرض إستثارة شباب تلك الصحوة ومن ثم توخي سياسة الأرض المحروقة لتبرير إطلاق أيدي ميليشيات القصر في أعراض الناس وأموالهم وإستدرار عطف المجتمع الدولي. عينات الأسبوع المنصرم من العدوان على الهوية الوطنية التونسية. 1 ــ الفنان لبيار بالماد يروي أمام جمهور المسرح البلدي بالعاصمة في مسرحية الكوميدي قصته اللوطية مع أحد الشباب. قصة شذوذ جنسي تروى على الجمهور لأول مرة في تاريخ البلاد العريق. وتمضي الحياة جذلانة في غرور وكأن شيئا لم يكن.. 2 ــ فنان الجاز ظافر يوسف في مهرجان جاز قرطاج يقول أمام الجمهور : „ كفرت بدين الله والكفر عند المسلمين حرام “. مدير المهرجان مراد المطهري يعتبر الأمر عاديا. وتمضي الحياة مرة أخرى لا تلوي على شيء وكأن شيئا لم يكن.. 3 ــ تشهد تونس عرض أول مشهد للملابس الداخلية النسوية في التاريخ العربي والإسلامي الحاضر والغابر ضمن صالون متوسطي للملابس الداخلية وتقوم على العرض عشر شابات تونسيات ممن يقطن أرقى الأحياء الفخمة في العاصمة التونسية. وتمضي الحياة مرة ثالثة هازئة بتراث البلاد وكأن شيئا لم يكن.. 4 ــ المنشط التلفزي المعروف رضوان في قناة حنبعل يرصد جائزة قدرها عمرة إلى بيت الله الحرام لمن يجيب على سؤال خاص بالعباقرة في زمن إختفى فيه العباقرة. السؤال هو : ما هو رقم حذاء المطرب التونسي صابر الرباعي.. ويفوز مشاهد بالجائزة.. وقبل أن تمضي الحياة رتيبة بليدة لا مقاومة فيها يكون المنشط رضوان قد إستوعب الدرس الذي قضى بسببه شهورا في السجن .. ليس لأنه هون من قدر شعيرة العمرة فجعل جائزتها رقم حذاء .. ولكن لأنه تلعثم لسانه بكلمة جلبت له سخط القصر وذلك عندما سأل فتاة صغيرة في برنامجه الفضائي عن حلم مستقبلها فلما أجابته بأنها تريد أن تكون حلاقة قال لها بتلقائية التونسي : يجب علينا إذن أن نهيء لك رئيسا.. في إشارة إلى أن حرم رئيسنا حلاقة.. ثم تمضي الحياة بليدة رتيبة لا مقاومة فيها في سلطان من يثأر لعرض حرمه ولا يحرك ساكنا لعرض بيت الله الحرام الذي تساوي العمرة إليه ثقافة في أرقام الأحذية.. تلك الأحذية التي إستخدمها المقاومون في العراق سلاحا ضد سفاح العصر بوش .. وشتان بين حذاء وحذاء!!! تلك هي تونس المنقلب على هويتها. 1 ـ يأوي إليها الإسرائيليون المحتلون أحرارا مكرمين بجوازات سفر إسرائيلية .. بينما يحرم التونسي المشرد في أروبا وأمريكا ونيوزلاندا بسبب أرائه السياسية من معانقة مسجد عتيق من مساجد جربة ( والغ مثلا ) التي تربى فيها شابا يافعا على أيدي شيوخ الأباضية الأفاضل.. للجواز الإسرائيلي حق المرور وللتونسي النفي والحجر!!! 2 ــ يزج في سجونها الضيقة القذرة رغم كثرتها ـ ضمن حملات بوليسية جديدة هذه الأسابيع ـ بشباب الصحوة أخذا بالظنة .. بينما يستقبل الإسرائيليون في أبهية المطارات التونسية ومن حولهم الحرس والعسس سرا وعلنا مدججين بالأسلحة لئلا يكدر خشوعهم في صلواتهم بكنيس جربة والبوليس أدرى الناس بأن المفلحين من المؤمنين هم الذين في صلاتهم خاشعون!!! (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 25 أفريل 2010)

 


في الرد على الأخ فاضل البلدي: المشكلة في السلطة وليست في النهضة بقلم فتحي الناعس


فتحي عبد الله الناعس : باريس

السلطة مازالت لم تعالج الملف الانساني المعاجة الحقيقية

مع احترامي لما قدمه الأخ الفاضل البلدي في المداخلة المصورة التي عرضت على هذا الموقع منذ شهر تقريبا   ولكنني لم أجد شيئا جديدا ذا بال فيما تفضل به في مداخلته التي تمحورت حول كيفية  حل أزمة الاسلاميين في بلادنا وأجد هذا طبيعيا والحال أنه لم يتحدث عن الذي بيده الحل والعقد والمتمثل في السلطة والتي من الواضح أنها وكعادتها مازالت  لا ترفع إلا شعار العقد والاغلاق فلا فائدة إذا يا أخي الفاضل في المبالغة في جلد الذات فحالة السلطة المتغلبة في بلادنا والتي مازالت تخشى كلمة نقد في قناة من القنوات أو تقريرا من التقارير أو جمعية صحفية تحضى بحد أدنى من الحرية أو عقد ندوة لبعض الأطراف المعارضة أو السماح بجواز سفر لمعارض دون ابتزاز أو ترك سجينا سياسيا سابقا وحاله يعيش كسائر الخلق فوق أرض بلاده وغيرها من المشاهد فهي بذلك أبعد ما تكون عن فتح أي باب من أبواب الحوار مع أي طرف اسلامي وخاصة النهضة ولذلك فلا داعي لجلد الذات و تنزيل السقف الى الحد الذي نعلن فيه عن هزيمتنا وتوبتنا وحل أنفسنا حتى تقبل بنا كأفراد يعيشون من أجل كسب القوت وأكبر دليل على ما أقول هو ما تقوم به من اجراءات أقل ما يقال فيها أنها لا انسانية ضد اخوة لا لانهم ينشطون وينتقدون بالاسلوب الذي وصفته فهم أبعد ما يكونوا على ذلك بل هم يبحثون فقط عن لقمة العيش لابنائهم وأسرهم بعد أن خرجوا كالأشباح نتيجة سنوات  طوال من السجن وما أدراك ما السجن؟؟ فهل تركتهم السلطة لحالهم ؟؟ الحقد والتشفي لازالت هي السياسة الأكثر وضوحا لدى السلطة أخي الفاضل المسألة أكبر من الاسلاميين وخطابهم واختيارهم اسلوب اللين والمهادنة وحسن الخطاب فنحن أمام سلطة تطرح سقف واضح و لم تتزحزح عنه وهو ان يعلن  الاسلاميون عن توبتهم وحل انفسهم كإطار جماعي مهما كان هذا التشكل وليعيشوا أذلاء من الدرجة الثالثة أو الرابعة ليكفروا عما اقترفوه في حق هذه السلطة كما تراه هي إذا هناك عقلية من التشفي والحقد لا مثيل لها في أي بلد شهد صراعا بين السلطة وحركة معارضة فالحقود والمتشفي لا يصلح معه اللين والمخاطبة بالحسنى ما دام في حالة من القوة والحصانة وهنا ولمزيد من الوضوح  فهذه الصورة من الحقد والتشفي لا تقتصر على السلطة الحاكمة بالمعنى الضيق أي في شقها السياسي وانما وللاسف الشديد تطال جزءا كبيرا من نخبة البلاد ومؤسساتها الاعلامية والثقافية فهي تعبر وبوضوح في كثير من المناسبات بطريقة مباشرة وغير مباشرة أنها لن تسمح ولن تساعد على عودة الحركة الاسلامية على الساحة مستظلة بذلك بما حققته آلة البوليس  من ازاحة هذا ال »الخصم  » الثقافي والتي تبين مدى هشاشتها أمامه في ظل توفر حد أدنى من الحريات !! رفض القبول بالسقف الذي تطرحه السلطة لا يعني بالضرورة مواصلة الاشتباك كما أنه في المقابل لا يعني طرح هذه الحقائق أن نعلن الحرب ونواصل في التشابك مع هذه السلطة أبدا فالمسألة ليس اما أبيض أو أسود فعدم المضي في مغامرات مسايرة  السلطة والقبول بالسقف الذي تطرحه والذي من الواضح أنه اعلان وفاة بالكامل للمشروع الاسلامي على الأقل مرحليا يعني أن نواصل في المناكفة والمغالبة والتشابك بما يزيد في انهاك هذا الجسم الاسلامي الذي يحتاج الى أن يلتقط أنفاسه ويفكر بعمق في مستقبل المشروع في مناخ يحمل أقل ما يمكن من مظاهر التوتر مع السلطة ولذلك فأنا أعتبر أن وضع بلادنا الحالى لا يتوفر على لحضة تاريخية سياسية وكل محاولة للالتفاف عليه في كلا الاتجاهين هو مزيد في انهاك هذا الجسم والدخول به في متاهات خاسرة بالضرورة وعليه فالأسلم لنا جميعا هو الصبر ومزيد من الصبر وتحويل نهمنا وطاقاتنا في العمل السياسي الى مجالات أخرى ذات بعد داخلي هادئ يركز على بناء الطاقات والامكانيات العلمية خاصة والمالية والفكرية وتمتين علاقاتنا الخارجية مع مواصلة رصد واقع البلاد عامة وترصد اللحضة التاريخية والتي نحسب أنها لن يطول غيابها كثيرا والتي من خلالها سنستعيد تموقعنا في الفضاء السياسي والثقافي والاجتماعي في بلادنا فالافكار لن تموت مهما طال طمسها وكبتها والتوهم من الانتصار عليها فلحضة التغيير فيها الى مساحة من الحرية والديمقراطية ستنبعث تلك الأفكار التي غيبت وطحنت بفعل الظلم والجبروت وكأنها ولدت لحينها يقول شهيد الاسلام سيد قطب رحمة الله عليه وهو ينتظر حبل المشنقة « هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها إذا مد لي في الحياة ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذ لم أستطع إن آخرين سوف يقومون بها إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء فأنا مطمئن الى أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت » لقد صدقت  كلمات الشهيد فبالرغم من عتمة المكان وانسداد كل المجالات في الفعل والعمل أمامه ولم يبق له إلا دقائق معدودة في سلم هذه الحياة الفاني فإنه لم يغادرنا إلا وترك لنا حكما ودررا نتزود بها في زمن القحط والشدائد في زمن يكاد أن تبلغ فيه القلوب الحناجر فهاهي أفكارك ياشهيد تملؤ الآفاق شرقا وغربا فهي لم تمت ولكن في المقابل أين الذين حكموا عليك بالموت وأين الذين تفننوا في عذابك لقد اندثروا وانحسر ت أفكارهم وتهاوت عروشهم. رغم الجراح : نحن دعاة مصالحة منذ البداية ولازلنا على كذلك إذا لا داعي لحالة اليأس لما نراه من انتشار للباطل وتغوله وسيطرته على أغلب مناحي الحياة فإذا كان المسلم وهو فرد مطالب بما يستطيع ولم يكلفه الله بما لا يتحمل فالمسألة عندما نكون جماعة تتأكد أكثر فعادة الجماعة ما تأخذ بالرخص في حين يأخذ الأفراد بالعزائم وعليه فنحن مطالبون ونحن نعالج نتائج هذا الباطل المستحكم في بلادنا بما نستطيع تحقيقه دون افراط ولا تفريط دون جلد للذات ودون المبالغة في تزيين مسارنا. لقد قضينا سنوات طويلة من السجن والتنكيل ولا يزال زعيمنا الصابر الدكتور الصادق يقضي ما تبقى له من العقدين في هذه التجربة القاسية صابرا محتسبا كما انتقل الى الرفيق الأعلى عدد غير قليل من الاخوة الأحبة ونحسبهم عند الله شهداء عنده وطلقت عشرات الاخوات من أزواجهن ظلما وعدوانا وتشفيا وأصيب الميئات من أبنائنا وأمهاتنا وآبائنا بعاهات نفسية دائمة جراء الترويع وما عانوه على امتداد سنوات من الجمر ثم بدأت الأفواج من الاخوة يخرجون الجماعة تلو الأخرى ولكن دون تغيير كبير في السياسات تجاههم فسلط عليهم سيف المراقبة الادارية الذي جعل الأخ يقضي أغلب أوقاته بين مراكز الشرطة والحرس والأمن حتى تحولت حياة العديد منهم الى شبه جحيم لا يطاق فأصيب عدد منهم بأمراض نفسية خطيرة أودت بحياة البعض منهم. لقد وقع كل هذا وأهوال وأهوال أخرى كثيرة كلنا يعلمها ولا داعي في مزيد فتح الجراح وبالرغم من كل هذا كان أول مؤتمر يعقد للحركة في الخارج في 95 طالب بالمصالحة والتجاوز وأوصى بنشر التقييم الذي تم اعداده على امتداد السنوات الثلاث التي سبقت ذلك المؤتمر وهو حسب علمي التقييم والنقد الذاتي الوحيد الذي صدر عن جهة تونسية سياسية حول ما حصل في بلادنا في العقد الأخير من القرن الماضي الى حد الآن وفعلا فقد نشر هذا التقييم بعد سنة من المؤتمر المذكور وقد حملنا فيه الحالة بالدرجة الأولى الى السلطة المتعنتة صحيح ولكنه كذلك لم يخلو من تحمل لجزء من هذه المسؤولية لأنفسنا وما اقترفته أفكارنا وخططنا وأعمالنا. لقد قمنا بهذا العمل التاريخي في ذلك الظرف ونحن واثقون بأن السلطة لن تستجيب لنا ولن تبدي أي اهتمام بما حبرناه وبما خرجنا به في ذلك المؤتمر وبالرغم من ذلك فقد تحملنا مسؤولياتنا التاريخية واعلنا عن أخطائنا أو ما استطعنا أن نتفق عليه من اخطاء في ذلك الظرف والدماء تسيل من أطرافنا والحرائق لازالت تشتعل في أهلنا وعائلاتنا في كل الاتجاهات وأبنائنا الذين هجروا عدد غفير منهم غير آمن على نفسه في البلد الذي وصل اليه بعد معاناة الاختفاء داخل البلاد. السلطة تتجاهل كل الأيادي الممدودة، في المقابل تنجح النهضة في اعادة لملمة جراحها أخي الفاضل لماذا السلطة في ذلك الظرف وما تلاه لم تبدي أي اهتمام أو ردة فعل لما أقدمت عليه الحركة واعلنته من قرارات ونتائج لمؤتمرها الاول ولم يكن شغلها الشاغل البحث والجري وراء البعض من أجل تسفيه الحركة وقياداتها أو نقد مسارها كما  تفعل الآن وتجتهد؟ لأنها وبوضوح كانت حينها تتحدث في كل المحافل ولدى كل الأوساط أنها اخترعت الدواء الشافي للقضاء على ما تسميه »بالتطرف » وبأنها لا تحي الموتى وأن النهضة انتهت فلا داعي للعمل الأمني لخلط الأوراق والتشويش عليها فالميت موقعه القبر وهذا أخي الفاضل ليس تحليلا اجتهدت في استنتاجه لا بالعكس فهذه حقائق وممارسات عشناها ولدينا عليها أدلة مكتوبة ومسموعة والكل يعلمها. بالرغم من سياسة التجاهل التي قابلتنا بها السلطة وهي منتشية بما حققته من « معجزة » القضاء على حركة النهضة قيض الله لهذا الشتات المنتشر على عشرات الدول رجال نحسبهم صادقين ولا نزكي على الله أحد فتفرغوا لاحياء هذا الميت وجعل المعجزة الموهومة الذي يدعي النظام بتحقيقها اكذوبة وتحويلها الى معجزة معكوسة باحياء هذا الميت وبث الروح فيه من جديد واهبين أنفسهم لهذه المهمة بالرغم من الاغراءات التي كانت متوفرة وخاصة الرخاء المادي والاقتصادي الذي كان عليه الغرب عموما في ذلك الوقت والذي كن بامكانهم أن يستفيدوا منه كما فعل غيرهم!!! ولكنهم اختاروا  ضنك العيش المضاعف المادي من جهة والتعامل القاسي من عدد من اخوانهم آنذاك الذين عاشوا لسنوات عديدة يؤكدون معجزة النظام ويثبطون العزائم والجهود ضد اخوانهم فهم كذلك اقتنعوا بأن النهظة قد ماتت فلا داعي لتحقيق المعجزة فالمعجزة قد حققها النظام وأعوانه ولكن والحمد لله بكثير من الصبر وشيئ من الحكمة استطاعت هذه القيادات الشابة في مجملها آنذاك أن تلملم الجراح وتخمد الحرائق وتبعث الأمل من جديد في أن هذا الجسم لا يزال يتوفر على فرص حقيقية للعيش وأصبح هذا الأمل يكبر وينمو ببطئ صحيح ولكنه بثبات وعزيمة حتى تحولت المعجزة الى حقيقة وهي أن النهضة لم تمت وان تأثرت كثيرا بما أصابها ولكنها والحمد لله تعالى قد خرجت من غرفة العناية المركزة. وعلى نفس المنهج واصلت الحركة التعاطي مع ملف علاقتها بالسلطة بأقدار كبيرة من الاعتدال والانفتاح دون غرور منها نتيجة التحولات التي صاحبت انعاش جسمها بانطلاق الحركة الحقوقية والسياسية في البلاد فتواصل الخطاب الباحث عن نقطة التقاء مع السلطة متوازيا كذلك مع خطاب الكشف عن الاعتداءات والتجاوزات والانتهاكات التي واصلت السلطة اقترافها في حق اخواننا وأهلنا في تونس الاخوة السجناء المسرحون يدعمون خطاب المصالحة ويؤكدون طرحه كما تواصل هذا الخطاب الباحث عن التجاوز وطي صفحة الماضي مع بداية خروج بعض القيادات النهضوية من السجون في بداية الألفية الثالثة فكانت تصريحات الأخ عبد اللطيف المكي وعبارته المشهورة « العفو القلبي » أي أن قيادات وأعضاء النهضة بالرغم مما عانوه من تعذيب وتنكيل في السجون وقبل ذلك في المعتقلات فإنهم والحمد لله تعالى خرجوا دون حقد على أحد ودون طرح فكرة الثأر والانتقام وانما طرحوا العفو القلبي وما تعنيه هذه العبارة من اعتدال ونكران للذات وتسامح قل نظيره في التجارب المشابهة ثم تواصل الخطاب مع بداية خروج القيادات التاريخية وما عبرت عنه من بحث عن سبل التجاوز وارسال رسائل معلنة وغير معلنة للسلطة من أجل تجاوز الماضي وجراحاته وتثمين الخطوات التي حصلت في اخراج المساجين فكان تصريح الاخ علي لعريض في قناة المستقلة وما أبداه من مرونة تجاه هذه السلطة وكم من رسالة مررها من أجل التجاوز وكذلك تصريحات الأخ حمادي الجبالي في بداية اطلاق سراحه وغيرها … وفي مقابل كل هذه الرسائل وهذه التصريحات كيف تعاملت السلطة ؟ لقد رفضت السلطة أصلا من البداية أن يكون  اطلاق سراح هؤلاء المساجين يحمل أي معنى أو بعد سياسي وواصلت في منطقها الاقصائي الذي يتحدث عن أفراد « أجرموا » في حق البلاد ومارسوا العنف والارهاب وقد خرجوا طبقا للقانون وماذا يعني هذا يا ترى ؟ هل هذا منطق جهة تريد أن تفتح الباب؟ وتقابل اليد الممدودة ولو باصبع واحد!! كما  واصلت في تعاملها مع هؤلاء القيادات بالرغم من المعاناة التي عاشوها في السجون والزنزانات الانفرادية بسياسة المراقبة على تحركاتهم ومواصلة التنكيل بأسرهم وأقاربهم ( وحادثة منع ابنة الأخ حمادي الجبالي من حقها في عقد زفافها في قاعة عمومية في آخر لحضة إلا دليل ساطع على مواصلة هذه السياسة) وكذلك منع أغلب القيادات التاريخية في كثير من المناسبات من المشاركة حتى في بعض الندوات الفكرية. السلطة مازالت بعيدة عن منطق المصالحة فلا داعي لجلد الذات كل هذا وغيره أخي الفاضل يؤكد بأن النظام في تونس مازال بعيدا كل البعد عن فتح ملف الاسلاميين وقبول مناقشته بأي شكل من الأشكال ومع أي جهة من الجهات حتى وإن كانت هذه الجهة بعض من أبناء النهضة القدامي أو الحاليين خرجوا عنها وأبدوا رغبة في ذلك . إذا لماذا كل هذا الجلد المبرح للذات والحال أننا قدمنا كل ما يمكن أن يقدم ولكن الخصم الذي يملك المفتاح غير معني بجلدنا لذاتنا ومازال لم يطرح الموضوع أصلا على طاولته فالخطاب مازال هو نفسه والممارسات تكاد تكون نفسها كذلك إذا المشكلة ليست في النهضة بأي شكل من الأشكال بل في السلطة التي مازالت تتعامل معنا بمنطق البوليس والأمن وبمنطق المنتصر والمتغلب على المنهزم والمنسحب بالرغم من حصول قناعة مؤكدة لديها أنها قد فشلت فيما كانت تضن أنها نجحت فيه وهو القضاء التام على النهضة أفرادا وأفكارا ولكن كبرياء التسلط وانعدام الشخصيات السياسية العاقلة والمتعقلة داخلها جعلها تكابر في تغيير نهجها والتعامل مع هذا الخصم بما يطرحه من حلول للتجاوز وطي صفحة الماضي  ولو بشكل تدريجي بل على العكس من ذلك فنراها وبكل تبجح وانتهازية تحاول وبنفس الآليات دائما بوليسية وأمنية أن تستغل بعض ممن لا يشك أحد في اختلافهم مع النهضة بل قل معاداتها(منذ بداية المحنة بالرغم من انهم كانوا أعضاء فيها وهنا أقصد الخارج) وهذا أمر حصل في عديد الحركات التي مرت بتجربة مشابهة مثل حركتنا (علمانيا واسلاميا) فآلة البوليس ومن خلال رصدها للافراد تاريخيا تستطيع أن تحول اختلاف فرد أو مجموعة من الأفراد مع القيادة الشرعية الى محامين جيدين يدافعون عن سياستها ضد اخوانهم نكاية في العلاقات الغير جيدة التي سادت بينهم وليس اقتناعا حقيقيا بما يطرحون أو عمن يدافعون فتتحول التراكمات التاريخية للبعض من هؤلاء الى عقد نفسية ومن ثم مبرر للتشفي من اخوان الأمس ولو كان الأمر يصب في مصلحة السلطة الظالمة والمغلقة لكل ابواب التصالح  فتراهم يشيعوان مناخا في صفوف الصف المهاجر بأن المتسبب في هذا الانغلاق في البلاد وتواصل حالة التشابك وانعدام وجود حل لمشكلة تهجيرهم هي النهضة وقيادتها « المتصلبة » واللعب في الفترة الأخيرة على موضوع فيه دغدغة للعواطف ألا وهو موضوع العودة للبلاد  لتبث البلبلة في الصف المهاجر حتى تحول وبسحر ساحر ساحة الصراع من داخل الطرف المتكلس والمتشدد والرافض لكل أشكال التجاوز وهي السلطة نفسها الى ساحة الطرف الباحث عن المصالحة والساعي اليها دون أن يجد آذانا صاغية او تغيرا في التعامل وهي النهضة لتصبح المعركة الموهومة بين من يريد المصالحة وبين من لا يريدها وبين خطاب معتدل مقبول وخطاب مغالب متشنج في حين انزوت عناصر البوليس تنظر وتراقب ولكن و بالرغم من ذلك  يبقى الطرف الوحيد الذي يرفض المصالحة بل لا يبدي أي مؤشرات نحوها هي السلطة بالرغم من الجهد الكبير الذي بذله ويبذله محامييها الذين انتدبتهم دون عقود عمل رسمية!!! (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 27 أفريل 2010)

 


مع الفكرة……في شيء واحد


في الوقت الذي سهلت فيه كثير من خطوط الطيران أعباء السفر على المسافرين وجعلت العطلات في متناول الكثيرين٬ تستعد شركات أخرى لتغير كثير من الطقوس الروتينية والمعتادة في عالم الطيران∙ فمن فكرة شراء الوجبات والمشروبات على متن رحلاتها٬ إلى مبدأ الدفع وفرض رسوم على الركاب الراغبين في استخدام المراحيض∙٬ قررت بعض شركات الطيران المنخفضة التكاليف إقامة تعديلات على هيكل طائراتها ﴿تقليل أو إزالة الحمامات﴾ لإفساح مكان لصف جديد من المقاعد∙ فدفع رسوم على استخدام المراحيض على متن الطائرة لها كثير من المزايا أولها خفض التكاليف – بإلغاء الخدمات المتعلقة بالصيانة والتنظيف والتجفيف – وتوفير أجواء هادئة للركاب الذين يجلسون على الممرات وقرب الحمامات٬ بالإضافة إلى المحافظة على استنشاق هواء قابل للاستنشاق∙ والاهم من هذا وذاك فان الأوطان حتى وان قصا حكامها٬ لا تستحق أن …نبول عليها……وفي رحلة منخفضة التكاليف∙   محفوظ البلدي باريس فرنسا


تــــآويل 1 أؤوّل نفسي ولا أفسرها أراها تلملمها الكلمات 2 يبادلني النص كلّ صفاتي يوزعني حين يرسي بذاتــــــي 3 أؤوّلني حين أرسي بي ……… أعاود لمّي من أرصفة مسافاتي 4 ألوذ بنصيّ عسى اغادر صمتي عسى ….. أمحو فيه صدى ذكرياتي 5 اؤوّلني أحاول فهمي أحارفي …… تفسيري …. 6 صمت أنا وتملأني  الحروف نصّ أنا …… من دون ما تعبير …… 7 لا أفهمني لا أجدني ….. حين  أقراني ينهكني ……. تغييري 8 هل يا ترى…..؟ أم هل عسى…..؟ أم ربّما…..؟ يحار بي تدبيري 9 ألملمني أحاول…….!  فهم غربتي فأتيه في …. تعبيري 10 الجرح حرفي والنّوى ……! قصيدتي ورجع نصّي ريحي ……. أعاصيري 11 أؤولني بالنأي حين أؤول وأرى إغترابي منتهى تفسيري       جمال الدين أحمد الفرحاوي     لندن فـــــــي  13 مارس 2010

 

farhaoui jamel eddineahmed


في بيتنا مستبد  


خالد الطراولي

 

استبداد واستبداد من استبداد القصر إلى استبداد الكوخ

يسكن الاستبداد بلدنا وحارتنا ويسكن بيتنا، من أين نبدأ ومن أين ننطلق، المهمة عسيرة والمسؤولية تنوء بحملها الجبال، ثلاثية التشخيص للمرض وهي ثلاثية الإصلاح، ليس حديثنا جديدا، فمرض حضارتنا يبقى كما أثبته تاريخنا، الاستبداد ولا غير الاستبداد، مصطلح يكاد يرمز إلينا في كل نواحي حياتنا، ويكاد يضاهي عنوانا لنا في حراكنا وعيشنا فكلما تحدثت عن الاستبداد ظهر الشرق لافتته وإطاره، وكلما تحدثت عن نقيضه ظهرت عناوين من غير ضفتنا، هذا قدر أمسنا وحاضرنا ولعله لن يكون قدر مستقبلنا. المناطق التي تحيط بفعلنا ونظرنا سوداء مظلمة، بلدنا كهوف، وحاراتنا دهاليز، وبيوتنا ظلمات من فوقها ومن تحتها، هذه هي حالنا ونحن نبحث عن مواطن الاستبداد في حياتنا. ولعل منحى الاستبداد ومنطقه يظل عالقا في محيلة الفرد العربي والمسلم بالسلطة وحواشيها، خيمة السلطان هي حلقة الاستبداد وأوتاده العريضة، ولعل العقل العربي محق في ذلك فهو وُلد في أحضان الاستبداد ورضع لبنه وعاش في كنفه منحني الظهر حتى مات…  » « تذكروا يا أبنائي (هذا) واحفظوه: إن الحكومات المستبدة شر من الوحوش المفترسة » هذا ما قاله كونفوشيوس فيلسوف الصين القديمة، ولعل حاضرنا لا يزال يتخبط في هذه الأوحال التي تشده القهقرى، لتبقى هذه المقولة حاضرة  » تاريخنا الرمادي كان كذلك في بعض ثناياه، وحاضرنا يسير على نفس الخطى وبنفس الوتيرة وإن كان المعيش أعظم! لكن استبداد السلطة أصبح يعيشه الفرد ويتعايش معه حتى نظّر بعضهم لأهميته في رفاهنا روحا ومادة، فجعلوا الحكم الغشوم خير من فتنة تدوم، وألحقت على ضفاف هذا التبرير أمثال ونصائح وقواعد وفتاوى، وعمل الحاكم المستبد على توطين هذه القابلية للاستبداد في عقلية الفرد الرعية في تاريخنا أولا، ثم الفرد المواطن في حاضرنا، ولعله نجح! ومن القابلية جاء القبول والتواطؤ والتعايش، وبقيت الرعية مغلوبة على أمرها، وضاعت المواطنة وقيمها بين دساتير واهية ومتغيرة حسب اتجاه قبلة مزورة، وبين انتخابات مغشوشة وتوريث عجيب للحكم. « تذكروا يا أبنائي (هذا) واحفظوه: إن الحكومات المستبدة شر من الوحوش المفترسة » هذا ما قاله كونفوشيوس فيلسوف الصين القديمة، ولعل حاضرنا لا يزال يتخبط في هذه الأوحال التي تشده القهقرى، لتبقى هذه المقولة تصطحب يومنا وتقض مضاجعنا وتكبل نهوضنا وتأخر يقظتنا. استبداد واستبداد لكن الاستبداد حتى وإن تعلق في الفهم والإشارة بمناطق الحكم والوزارة، فإنه لم يبق أسيرا لهما، فقد ظل الاستبداد متمكنا في أطراف المجتمع وصال وجال عبر أزقته الضيقة ودهاليزه، فكان استبداد رب الأسرة، واستبداد صاحب العمل واستبداد السيد… الرجل يستبد على زوجته، ولعل الزوجة تستبد على زوجها [ولو بشأن أقل، وإن كنا بدأنا نسمع في بلاد العرب بجمعيات تدافع عن الأزواج ضد عنف الزوجات!]، والوالد مستبد على أبنائه. يحاضر بعضهم عن حقوق الإنسان من حرية كلمة ورأي وهو في بيته يمنع الكلمة ولا يقبل رأيا من أحد « اسكت يا ولد فأنت لا تفهم ».. المسألة معقدة ولا شك ولكنها درجات ومستويات ويخيل إلينا أن جانب الاستبداد الرجالي هو الحالة الطاغية والمهيمنة.. استبد الرجل في بيته وجعل من ذكورته أداة وحجة في العلو والتكبر، وجعل من قوامته آلية لاستضعاف المرأة والحلول دون مشاركتها في أطر الاستخلاف التي نادى بها دينها، فكانت عقلية الراعي والرعية التي استعملها الحاكم سلبا لنزع ثوب المواطنة عن شعبه، متمثلة في البيت الأسري عبر رب نسي قيم المساكنة والمشاركة والنفس الواحدة، إلى فهم عقيم لمسؤولية الراعي تجاه رعيته، فتضخمت الأنا وهيمنت القوامة وأضحت الأسرة عرجاء لتعطي مجتمعا أعرجَ. واستبد صاحب العمل وضاعت حقوق الناس ودخلت الرشى والمحسوبية وظلم الأجير وتقطرت جبينه عرقا دون الحصول على كامل مستحقاته. وانظروا إذا أردتم إلى أحوال عديد من الأجراء المهاجرين أو الخادمات العاملات في المنازل في بعض بلاد العرب فسوف ترون العجب وتنتبهون إلى أنكم وإياهم ترثون دينا وقيما تثمن العدل وتحرم الظلم، ولكنهم أودعوه المقابر ومنازل المنسيات والمرميات… واستبد الأستاذ بتلاميذه، حتى إني قرأت -وهو من أعجب ما قرأت- أن محاضرا في إحدى الجامعات العربية، وهو المربي وحامل رسالة الوعي الثقافة والتحضر، لم يترك صنفا من البهائم إلا نادى به طلبته. واستبد السيد بعبده ووجد مسندا فقهيا في تلازم الإسلام مع الاستعباد وهو منه براء فما خلا كتاب فقه من باب في علاقة العبد بسيده، وكأنه باب طبيعي ثابت ثبوت الحضانة والرضاعة والصلاة… وضاعت القيم والقوانين في ظل فتاوى مهزوزة وأفهام للدين وروحه قاصرة وغريبة…  » من استبداد الكوخ ظهر استبداد القصر، ومن غلبة الفرد الزوج ظهر استبداد الفرد الحاكم، ومن ظلم المحكوم واستبداده تجاه محكوم آخر، ظهر ظلم الحاكم واستبداده على الجميع!  » لكن سؤالا يبقى يتردد: هل المنطلق لهذا الاستبداد المتمكن في أوصالنا ونلمسه في كل حركة من ذواتنا، كان خيمة السلطان حقا التي أفاضت على من حولها بعد أن مُلئت استبدادا وجورا، فانطلقت هذه الثنائية القاتلة وراء الأسوار ودخلت البيوت والأسواق وأصبح الجميع مستبدا في بيته الصغير وفي إطاره الذي يحمله، أيا كان هذا الإطار… فالكل يريد اتباع خطوات السلطان حتى وإن كان يسكن كوخا من قصب ولا يحمل تحت سلطانه غير كائن مكسور الجناح… فظلم الأول رعيته، وشابهه الثاني فظلم أهله وأسرته، وعانده الثالث فظلم عامله أو عاملته، وظلم الآخر تلاميذه وطلبته. أم أن المنطلق هي ذواتنا التي حملت « جينات » الاستبداد التي كسبناها بوعي منا لما قرأنا تاريخنا ومقدسنا قراءات مغشوشة بمقاربات مزيفة أو مسقطة، أو عبر نظارات ضبابية تحمل ألوان الغير أكثر من ألواننا؟ فكان الاستبداد قهوة الصباح والمساء، نعيشه في لحاف الليل و أطراف النهار، نحمله معنا في السوق، نصطحبه في الطريق، ندخل به المدرسة أو المصنع أو المزرعة ونجعله الرفيق والصاحب والدليل! وكما تكونوا يولى عليكم، ومن استبداد الكوخ ظهر استبداد القصر، ومن غلبة الفرد الزوج ظهر استبداد الفرد الحاكم، ومن ظلم المحكوم واستبداده تجاه محكوم آخر، ظهر ظلم الحاكم واستبداده على الجميع! من استبداد القصر إلى استبداد الكوخ أكاد أجزم بأنه قبل أن ندخل خيمة السلطان، فخيمتنا قائمة إلى جانبه، منها انطلقنا في هذا البحر اللجي لنرى ما حولنا وإليه نعود. في بيتنا استبداد، وفي بيتنا مستبد، والاستبداد ليس جينات تتوارث، فلم يظلم الله أحدا ولكنه عقلية تبنى وثقافة تشيد ثم تربى عليها أجيال وتُطعَمها وهي ما زالت في المهد. من هنا مر الاستبداد ومن هنا خيطت أثوابه. إن ثقافة الاستبداد وتشكل عقليته تولد ولا شك مجتمع الاستبداد وحاكما مستبدا، فمن رحم هذه العقلية نشأ المستبد وترعرع وإن تدخلت على الخط أطراف جديدة داخلية وخارجية، نفسية وجماعية، ولا شك أن أسرة الشورى ومجتمع الديمقراطية يولدان ثقافة الشورى والمواطن الديمقراطي والحاكم العادل، ولكن مع وجود المؤسسة الحامية والقوانين المحددة التي تكبح الزيغ والانحراف مهما علت أصوات المغالين والمتزلفين. لكن في المقابل فإن الحاكم المستبد وهو يتبختر في عليائه ويتجاوز دستوره إن وجد وقوانينه، ويركض في إطار مفرغ من أي التزام أو مطالب، يمثل نموذجا وقدوة سيئة لعقليات مستضعفة ومواطنة مغشوشة، و »إذا كان رب البيت للطبل ضاربا * فلا تلم الصبيان فيه على الرقص » فيقع المحظور وتنشأ أو تتجذر ثقافة وعقلية الاستبداد لدى الخاصة والعامة من الناس. ويزداد الطين بلة إذا تحصنت هذه الثقافة ولقيت دعمها من فقه مبتور وعلم مغشوش وحواشي كتب صفراء واهية ومن فقهاء الحاشية والولائم الخاصة. إن القراءتين تتوازيان ولا شك، بين حاكم جائر وقد ولدته ثقافة قومه، وبين شعوب اغترفت من استبداد سلطانها واستبدت بغيرها، وحتى لا نبقى حيارى ونقع في لغز أسبقية البيضة على الدجاجة أم العكس ونقع في المحظور من زيف الكلام وترفه. فالاستبداد حالنا الذي نراه في كل همسة ولمسة سواء كانت أعاصيره تخرج من فوهة الكوخ أو نافذة القصر، والاستبداد مرض الشرق بلا منازع، منه انطلق السقوط الحضاري وعبر بوابته نالنا ما نالنا من تخلف واستعمار. رغم أن المقدس الذي نحمله ثري ولا شك بهذه الدعوة والثقافة الملزمة للشورى داخل البيت وخارجه، للحاكم والمحكوم على السواء، حتى وإن تغافل البعض من فقهائنا فجعلوها شورى إخبارية وأنشؤوا لنا مصطلح المستبد العادل والزوج الحازم.  » في بيتنا استبداد، وفي بيتنا مستبد، والاستبداد ليس جينات تتوارث، فلم يظلم الله أحدا ولكنه عقلية تبنى وثقافة تشيد ثم تربى عليها أجيال وتُطعَمها وهي ما زالت في المهد.. من هنا مر الاستبداد ومن هنا خيطت أثوابه  » لقد كان البيت النبوي مدرسة في بناء عقلية الشورى والمراجعة والحوار بين الأزواج، فكم تحدثت عائشة رضي الله عنها عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يتعامل مع زوجاته الفاضلات أمهات المؤمنين بكل رقة ولين وملاطفة وحسن خلق في كل الأحوال… وكم روى الأصحاب الكرام رضوان الله عليهم كيف تعامل صلى الله عليه وسلم معهم في أصعب المواقف بكل لين وصفاء وصبر وحكمة وتفهم وإنصات، وهو الرسول والإمام والقائد، ولعل الموقف في صلح الحديبية يعتبر شاملا جامعا بين تدخل المرأة وآراء الأصحاب. فقد مال أغلبهم إلى عدم وعي وفقه موقف الرسول الكريم في القبول بالشروط المجحفة التي طالب بها المشركون في صلح الحديبية فيقول عمر رضي الله عنه قولته المشهورة « أنقبل الدنية في ديننا » وتدخل أم سلمه رضي الله عنها على الخط وهي المرأة والزوجة والصحابية، وتنصحه بالتحلل من الإحرام وسيتبعه أصحابه وهو ما فعله صلى الله عليه وسلم وتبعه الجميع وكان صلح الحديبية فتحا للمسلمين. لقد صدق أحمد أمين في قوله الشافي الذي يفتح الباب على مصراعيه « لتذوّق » حالنا ومآلنا « انظر إلى البلاد الشرقية تجد أن المرأة في رق الرجل والرجل في رق الحاكم، فهو ظالم في بيته مظلوم إذا خرج منه!!! » لكن من نشأ على الشورى داخل بيته وبين أقرانه لن يقبل بغير الشورى خارج أسوار بيته، ولن يحمل هذه القابلية العجيبة للتأقلم مع وضع الاستبداد ركونا وانسحابا أو مساندة وتبنيا. ومن نشأ على الرد والمراجعة والمحاورة سيحمل ولا شك نفسا مقاوما وعقلية رفض وبناء سليم وواع، ولن يتورع عن نبذ الاستبداد ومقاومته سلميا والوقوف صلبا أمام تحديات الواقع إذا زاغ وانحرف نحو مواطن الطغيان والجور وهو ما لا يريده الاستبداد الظاهر ولا يسعى إلى توطينه حتى لا ينفضح بناؤه وينهار، فعلموا أبناءكم الشورى وهم في البيت صغار يعيشونها في المجتمع وهم كبار.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أفريل 2010)

 


المرزوقي « متشائل » للتغيير عربيا


عقبة الأحمد -الدوحة رسم المفكر التونسي منصف المرزوقي صورة « متشائلة » للتغيير والإصلاح في العالم العربي كما يحلو له أن يسميها وهي حالة تجمع بين التشاؤم والتفاؤل. وحذر في ندوة عقدتها الجزيرة نت عن (التغيير والإصلاح في الوطن العربي – تونس نموذجا) من كارثة وانفجار بركاني شعبي للأوضاع لا يعرف متى سينفجر، لكنه في نفس الوقت أشار إلى أن هذا الحراك قد يؤدي إلى الانفراج وإلى الانفتاح. وعدد المرزوقي -الذي وصف نفسه بأنه عروبي ديمقراطي علماني- ثلاث مراحل فاشلة لمحاولة تغيير النظام السياسي في تونس، أولها فرض الإصلاحات والتغيير من داخل النظام في حقبة الثمانينيات حيث تقلد الرئيس زين العابدين بن علي مقاليد السلطة من الحبيب بورقيبة. لكن هذه المحاولة تكللت بالفشل بعدما استوعب النظام أعضاء من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي تولى رئاستها في وقت لاحق، وأشار المرزوقي في هذا السياق إلى أن رئيس الرابطة حينها محمد الشرفي برر أعمال القمع والتصفية التي أصابت الإسلاميين. أما المرحلة الثانية فكانت الدفع بالإصلاحات من الخارج بالضغط على النظام عبر الحكومات الغربية لفرض الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد، بيد أن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول –وفق المفكر التونسي- جاءت لتفشلها. وتمثلت المرحلة الثالثة –طبقا للمرزوقي- بفرض التغيير بقوة الشارع وانبثقت عنه فكرة المقاومة المدنية، مدفوعة بما تتعرض له الشعوب من القمع ناهيك عن الفساد والإفساد، والإحباط بيد أن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 أفشل المرحلة الثالثة للتغيير. ورغم ذلك فإن الحراك الشعبي هو الأقرب للتغيير والإصلاح السياسي في الدول العربية، حيث أعرب المعارض التونسي عن عدم اعتقاده أن العملية ستطول بسبب التراكمات، مستشهدا بالحراك الشعبي في كل من اليمن ومصر، معتبرا تحرك الشارع بركانا لا يعرف متى سينفجر. وبين في هذا السياق أن ما يحدث في مصر على سبيل المثال له أثر في العالم العربي، فإذا سقط النظام في مصر سيؤثر ذلك على بقية الدول واصفا ما يحدث بأنه لعبة دومينو. وفي ظل عدم وجود قوة معارضة –وفق المرزوقي- تقود التغيير من الشارع وتوجهه، وخوف الأنظمة العربية ورعبها، فإن عملية التغيير إن حصلت في هذه الأجواء ستكون « دموية »، مستشهدا بتصريحات نائب مصري مؤخرا عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين. « الحياة أهم من العدل » ولتلافي هذا السيناريو فتح المفكر التونسي نافذة تتمثل باستعداد القوى الديمقراطية للتفاوض مع الأنظمة « المستبدة ». ودعا النخب السياسية والمثقفة والمفكرة إلى التوجه للدولة بدلا من النظام في جهودها للتغيير، مشيرا إلى أن النظام ألف شخص بينما الدولة (مؤسسات الدولة) فيها 350 ألف شخص، ودعوة هؤلاء إلى تحمل مسؤولياتهم في منع القتل والقمع. كما دعا إلى طمأنة النظام والدولة بالقول إن الحياة أهم من العدل، بحيث تكون المقايضة « عدم محاسبة مقابل عدم إراقة دماء ». ولا يعول المرزوقي كثيرا على العامل الخارجي في التغيير السلمي، خاصة من جانب خمس دول غربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لكنه دعا إلى بدائل جماهيرية وتحرك تجاه المنظمات الغربية وشعوب تلك الدول للضغط على حكوماتها ليكفوا عن دعم « وكلائهم ». « الفشل الرابع » وحذر المفكر التونسي مما أسماه الفشل الرابع للحكم في البلاد العربية متمثلا بالإسلاميين على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الوطن العربي شهد ثلاث مراحل حكم فاشلة هي « الوطني، والاشتراكي والقومي »، مشيرا إلى أن المشترك في هذه الأنظمة جبة « منظومة استبدادية » تضعها على الهيكل. ورغم ذلك أعرب عن تفاؤله لوجود جزء من الحركة الإسلامية يشدد على أن لا يكون الإسلاميون « الفشل الرابع »، ويحاول هذا الجزء تخطي ذلك، بفتح الباب للنقاش في إطار التعددية الوطنية وقطع الصلة بالاستبداد. وأوضح أن بدائل الجماهير تتمثل في بناء ما وصفه بتحالف تاريخي بين الشق المعتدل من الديمقراطيين والشق المعتدل من الإسلاميين بعيدا عن الأيديولوجية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أفريل  2010)

 


نحو قراءة جديدة مبدعة للقرآن الكريم (1)


يجب الإقرار بحقيقتين تاريخيتين، الأولى أنه لا دخول للعرب والمسلمين إلى الحداثة إلا بحصول قراءة جديدة للقرآن الكريم الذي هو سر وجود الأمة المسلمة وسر صنعها للتاريخ، والثاني هو أن  واقع الحداثة في المجتمع الغربي قام على أساس مواجهة الكنيسة التي مارست وصايتها على الدين وعلى الروح الثقافية والسياسية وتسببت في حروب دينية طويلة مزقت المجتمع الغربي، مما دعا إلى تحرير الإنسان  الغربي وعقله وتوجيه تاريخه بعيدا عن الدين. وبناء على ما تقدم فإن مقتضى الحداثة الإسلامية يضاد مقتضى الحداثة الغربية  دون أن ينفي ذلك تساويهما في تحقيق روح الحداثة. ولعل قراءة الآيات القرآنية بصفة حداثية مبدعة لا مقلدة تستوجب أولا: رعاية قوة التفاعل الديني مع النص القرآني وترشيده بواسطة الفعل الحداثي نفسه، عوض محاولة عزله ومحاربته، وثانيا إعادة إبداع الفعل الحداثي المنقول  وتجديده وتوجيهه بواسطة التفاعل الديني نفسه، حسب  مقتضيات النص القرآني. ومثل هذه القراءة  تمكن من تجاوز ذلك التضاد المعروف بين الانتقاد والاعتقاد أو النقد والإيمان، واختزال الحداثة فالقوة النقدية والدين في القوة العقدية الإيمانية، وذلك ضمن الآلية التنسيقية التأليفية  التفاعلية  بين الحداثة والدين. فالرؤية الإسلامية تقوم على الجمع والتأليف والوصل والرؤية الغربية تقوم على القطيعة  والتفكيك والفصل. ان مفاهيم الدين  والله والوحي  تختلف في سياق التفاعل الديني الإسلامي  عنها في سياق الفعل الحداثي الغربي  وذلك على مستوى التصور والممارسة التاريخية لهذه المفاهيم، مما جعل نقدها من المنظور الغربي  في السياق الإسلامي في غير محله ولا يسهم في تطويرها في العالم الإسلامي ولا نقدها ومراجعتها في الثقافة الغربية. ويمكن اختزال القراءة الحداثية المبدعة في خطط ثلاث: 1/ خطة التأنيس المبدعة ولا نقصد بها محو القدسية  كما فعلت خطة التأنيس المقلدة، وإنما نقصد بها تكريم الله للإنسان الذي يعني إلغاء كل تقديس في غير موضعه (للفرد أو للجماعة أو للدولة أو للنجم أو للمال….) اي نقل الآيات القرآنية من وضعها الإلهي إلى وضعها البشري تكريما للإنسان. ذلك أن الوحي نزل بلغة إنسانية مخصوصة هي لغة الإنسان العربي وعلى مقتضى نحوها أساليبها في التخاطب ولكن ليتوجه إلى الإنسان عامة وليس إلى الإنسان العربي خاصة. فالوحي في شكل تبليغه وتحققه اللساني له مقتضى إنساني يخرجه عن وضعه الإلهي الذي لا تحكمه و لا تحده لغة بشر. وليس في هذه الآلية النقلية إضعاف للتفاعل الديني ولا حط من قيمة الوحي. 2/  ليس في هذه الوضعية النقلية أي اخلال بالفعل الحداثي حيث الإنسان يستعيد اعتباره لا من انتزاع نفسه من سلطة الإله كما هو الحال في الحداثة الغربية وإنما بموافقة إرادة الإله الذي يصبح هو الضامن لاستمراره واستكمال إنسانيته كما أراده أن يكون خليفة له في أرضه وفي تدبير شؤون هذا العالم، عوض الانكفاء على شؤونه الخاصة أو استعمال قوته لقهر من هو أضعف منه أو لتدمير البيئة وتلويث الطبيعة. كما أن هذه الآلية تؤدي إلى تحقيق الإبداع الموصول بالدين (لا المفصول عنه) وذلك بالاشتغال على بيان وجوه تكريم الإنسان في القران الكريم الذي يقوم أصلا على هذا المبدأ عندما نزل بلغة إنسانية كي يفهم ويستوعبها العقل الإنساني ويسير بهديها. وهكذا يصبح النص المقدس مصدر رئيسي لاستخلاص ما ينفع أصالة الإنسان وتقدمه عبر  البحث في مختلف الادلة التي تثبت مبدأ الاستخلاف الذي هو أقصى مراتب التكريم إذ ليس بعده إلا مرتبة الألوهية.   2/ خطة التعقيل المبدعة وهي لا تعني محو الغيبية كما وقع في الغرب أو كما تفعل خطة التعقيل المقلدة، وإنما تعني توسيع العقل إي إلغاء كل غيبية في غير موقعها، أي كل تقديس للمعرفة الإنسانية التي هي دائما قابلة للنقد والمراجعة والتطوير. وتعني التعامل مع الآيات القرآنية بكل وسائل النظر والبحث التي توفرها المناهج والنظريات الحديثة توسيعا لنطاق العقل وهذا لا يضعف من التفاعل الديني شيئا وإنما ينميه ويعمقه ويثريه، ويؤدي إلى الإبداع الموصول بالنص القرآني. وهكذا عوض أن تضر الغيبية بالفكر العقلاني وبالتالي يجب إزالتها وهدمها، تجلب له ما ينفعه ويوجهه وفق مبدأ « التدبر »، وتتبين كيف أن العقل القرآني  يصل الظواهر بالقيم  والأحداث بالعبر وكيف أنه يرتبط بالقلب الذي لا ينحصر في العواطف والمشاعر فقط  وإنما هو ملكة جامعة لكل الادراكات الإنسانية  في تداخلها وتكامله ( عقلية وحسية وروحية). ومن هنا الفارق بين العقل في النص القرآني والعقل في النصوص الفكرية الغربية حيث يبدأ ماديا وينتهي شهوانيا غريزيا 3/ خطة التأريخ المبدع  ولا نقصد به محو الحكمية كما حصل الحداثة الغربية وإنما ترسيخ الأخلاق الذي يتضمن  إلغاء كل حكمية (إصدار إحكام تشريعية في غير موضعها مثل  الزواج المثلي والنسب من الأم…). ويعني وصل الآيات القرآنية بظروف نزولها وبيئتها وزمانها وسياقاتها. وهذا لا يضعف التفاعل الديني في شيء لأن الرجوع للسياقات التاريخية والاجتماعية للآيات القرآنية يمكننا من التحقق الأول و الأمثل للمقاصد والقيم التي تحملها وفهم منطق تحققها كلما تجددت الظروف والسياقات.  كما أن هذا الوصل لا يضر الفعل الحداثي في شيء لأن التاريخ يستعيد اعتباره لا بمحو الحكمية وإنما بالارتقاء بمفهوم الحكم من ظاهر التشريع إلى مقصد التشريع من تخليق (وضع أخلاق) الإنسان. وهكذا يصبح لآية الحكم وجهان وجه قانوني ووجه أخلاقي مع تقرير تبعية القانوني للأخلاقي لأن الأخلاق في الإسلام ليست من الكماليات التي لا يضر تركها. وهذا الوصل الظرفي السياقي للأحكام بالأخلاق يتطلب إبداعا موصولا (لا مفصولا) ذلك أن خطة التاريخ المبدع توضح لنا كيف إن الأحداث التاريخية التي تذكرها هذه الآيات ليست مجرد وقائع تجاوزتها الأحداث وإنما هي وقائع موجهة لتحقيق مقاصد وقيم معينة. هذا فضلا على أن النص القرآني له وضع استثنائي كنص خاتم  يمتد زمانه إلى ما بعد زمن نزوله حتى أن كل زمن يليه يكون زمن نزوله  وعليه يجب البحث في الآيات القرآنية لا عن علامات الماضي –حتى نوقف صلاحياتها- وانما عن علامات الحاضر حتى نستمد منها معالم الاهتداء في الحياة الآتية صانعين ومبدعين بفضلها لتاريخية مستقبلية متجهة نحو المستقبل لا نحو الماضي باعتبار أن راهنية النص القرآني هي راهنية مستقبلية دائمة حيث لا نظير له في حداثته التاريخية. جابر القفصي باحث في علم اجتماع الأديان ********************************************************************************************************************هذا المقال مستوحى من كتاب د. عبد الرحمان طه، « روح الحداثة.. المدخل إلى تأسيس الحداثةالاسلامية ». المركز الثقافي العربي. الدار البيضاء 2006. وهو كتاب مهم استعرب كثيرا من عدم الاستشهاد به في الدراسات المتعلقة بالحداثة وما بعد الحداثة وعلاقتهما بالاسلام.


القُدس.. فوق السّياسة أم تحت الاحتلال


العجمي الوريمي 2010-04-27 للكاتب الرّوائي الحائز على جائزة نوبل للسلام «إيلي فايزل» حكاية مثيرة مع الخداع أعدُ القرّاء أن أعود إليها في مقال لاحق بإذن الله، لأنّها على غاية من الغرابة والأهميّة. ونكتفي في هذه المقالة بعرض خلاصة جدل سياسيّ دار مؤخّرا بينه وبين «آلان غرايش» مساعد رئيس تحرير صحيفة «لوموند دبلوماتيك» الفرنسيّة الشّهيرة. الحدث التّاريخي يقع مرّة واحدة ولا يعود مرّة أخرى، وإذا تكرّر ففي سياق مختلف وغالبا بفاعلين جدد، على خشبة المسرح فقط يعود نفس الممثلين ويتغيّر المشاهدون وقد تصبح مسرحيّةٌ مُتقنة الإخراج جُزءاً من الواقعة والمرحلة التّاريخيّتين تكيّفهما وتؤثّر فيهما، هناك تداخل عجيب بين الواقع وبين تزييف الواقع، ويقدّم لنا الشّريط السينمائي الحائز على السعفة الذهبيّة «أندر غراوند» لمخرجه اليوغسلافي أمير كوستاريكا، يقدّم لنا صورة مأسويّة كيف أنّ النّاس يمكن يعيشوا حالة الحرب بعد انتهائها لأنّ هناك من تلاعب بهم وحجب عنهم خبر نهايتها، يحدّثنا كيف أنّ «كمشة» من محترفي تزييف الواقع ومستثمري التّزييف أبقوا السّواد الأعظم من النّاس في الملاجئ تحت الأرض يتحكّمون بمصيرهم ويستغلّون مأساتهم ويملون عليهم إرادتهم ويحوّلون حياتهم إلى جحيم ويجعلونها في اضطراب دائم على إيقاع حربٍ ضَروس ينقلون لهم أطوارها كلّ يوم، إذ لا صلة لهم بما فوق الأرض إلاّ عن طريق هؤلاء السّادة، وحتّى عندما سقطت الأقنعة وانكشف الزّيف أو صارت الحرب تحت الأرض أقلّ رحمة من الحرب المتخيّلة فوقها، وحتّى بعد كسر الأغلال والخروج من الملاجئ شاءت الأقدار أن يكون ذلك مصادفا لتصوير شريط سينمائيّ عن الحرب، فإذا بالنّاجين وجها لوجه مع دبّابات تسعى وجيوش مدجّجة بالسّلاح تجوس خلال الدّيار تسيطر على المكان وتقتتل أو كأنّها كذلك. كيف نخلّص التّاريخ من الأساطير؟ وكيف نخلّص الحاضر من الأكاذيب؟ فالواقعة التاريخيّة لها سياقها الذي حدثت فيه ولها سياق فيه تُستعاد، لحظتان بينهما مسافة، لذلك تختار عبقريّة الأمّة لحظة الحزن ولحظة المجد، فليس صدفة أن يبدأ التّأريخ بهجرة نبيّ أو ببعثته أو بميلاده، أمّا الشعوب التي فقدت الذّاكرة فقد أصابتها لعنة لا تنذر إلاّ بالشّقاء. الأحداث الكبرى لا تهمّنا جميعا بنفس القدر، فهي مصيريّة للبعض عرضيّة للبعض الآخر، لا تهمّنا بنفس الدّرجة أحداث ساحة «تيان آن مان» في بكين، و «تسونامي» إندونيسيا، ونكسة 67، وحادثة الحادي عشر من سبتمبر، وغزو العراق، وإخراج مانديلاّ من السجن، واغتيال الشهيد محمود المبحوح.. شعب واحد يهمّه كلّ ذلك ولا يتجاهله هو شعب فلسطين، وقد جعلت الصهيونيّة العالميّة كلّ شيء يهمّها لإقامة إسرائيل والحفاظ على وجودها، وكلّما جعلت من قضيّة فلسطين قضيّتك المركزيّة صارت كلّ أحداث العالم في مجال اهتمامك. كيف نقرّب زمنين وكيف نطوي المسافة بين سياقين؟ كيف نكسب أنصارا لقضيّتنا العادلة؟ وكيف لا تمرّ أحداث المكان الذي نحن فيه متجاهلة لا تعبأ بها الأماكن الأخرى أي الشعوب الأخرى؟ هنا يأتي دور الأعلام ودور المؤرّخين لإيصال الحقيقة إلى الناس وتفسير ما حدث ولو بعد حين حتّى لا تتكرّر الأخطاء والجرائم، ومن المؤسف أنّ الخداع أصبحت تقوم عليه مؤسّسات مختصّة لها ميزانيّات ضخمة، وقد أمرت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيليّة في حكومة أولمرت إثر العدوان على غزّة بتنظيم حملة تضليل لتحسين صورة إسرائيل في أميركا وفي العالم، وقد جنّدت لذلك عشرات المولعين بالإنترنت وبالإعلام الإلكتروني وتمّ تزويدهم بدليل في «الكذب الإيجابي» وقواعد في كيفيّة مخاطبة الرّأي العام العالمي، وقائمة بالمحاور التي ينبغي التّركيز عليها وبطريقة تناولها أثناء النّقاش وفي وسائل الإعلام، ويبدو أنّ صنفا آخر قد انخرط بوعي في حملة الخداع هم الكُتّاب والإعلاميّون الصّهاينة والمنحازون لإسرائيل دون قيد أو شرط، وينتمي «إيلي فايزل» إلى هذا الصّنف، لقد كان من الممكن أن يمرّر «فايزل» أكاذيبه دون أن ينتبه أحد إلى حقيقة مراميه لولا الردّ الذي كتبه «آلان غرايش» في صحيفة «لوموند دبلوماتيك»، وفي إثره عديد المقالات والتّعاليق. يقول «غرايش» إنّ «فايزل» الذي نشر مقالا دعائيّا في عدد من الصّحف الأميركيّة الكبيرة بتاريخ 16 أبريل 2010 تحت عنوان «لأجل القُدس» قد أعلن بصوت عال أنّ «القدس فوق السياسة»، والكاتب يعني بذلك حسب رأيه بقاءها إسرائيليّة ما دامت إسرائيل، وقد تجرّد للرّد على حُججه الباطلة واحدة تلو الأخرى، وسنتدخّل قليلا في تركيب المقال ونورد الحجج -وهي ثلاثٌ- جُملةً، ثمّ نورد الردّ عليها بإيجاز. يرى «فايزل» أنّ: – حضور القدس في التاريخ اليهودي حضور كامل، فهي مذكورة بزعمه 600 مرّة في التّوراة وفي كتبهم، وأنّها لم تُذكر في القرآن ولو مرّة واحدة. – ليس هناك دعاء أكثر تأثيرا طيلة التاريخ اليهودي من الدعاء المعبّر عن الرّغبة الجامحة في العودة إلى القدس. – أتباع الديانات الثلاث يتمتّعون في ظلّ السّيادة الإسرائيليّة بحريّة العبادة وبالحقّ في بناء مساكن لهم في أيّ مكان من المدينة يريدون. أمّا ردّ غرايش فكان كالتالي: – لا يرى كيف أنّ ذكر اسم مدينة في كتاب ما يمنح الحقّ في ملكيّتها، وأنّ العمل بذلك كقاعدة سيؤدّي إلى تغيير خارطة أوروبا بأسرها. – إنّ دعاء اليهود بالعودة إلى القدس لم يتّخذ دلالة سياسيّة إلاّ عند الحركة الصهيونيّة ومع إقامة الكيان الإسرائيلي، وأنّ القدس لم تكن ممنوعة عن اليهود لزيارتها أو للدّفن فيها. – إنّ «فايزل» -بحسب غرايش- كاذب ومخادع وأفّاكٌ أثيم، لأنّ الكلّ يعلم أنه «ليس المسيحيون والمسلمون ممنوعين فقط من الوصول إلى الأماكن المقدّسة وليس لهم حقّ البناء في القدس، وإنّما يتمّ هدم منازلهم باعتراف تقارير المنظمات المختلفة والحكومات»، بما في ذلك الولايات المتّحدة الأميركيّة. إنّ القارئ العربيّ يعرف أنّ «فايزل» الذي يُقال إنه أحد النّاجين من الهولوكوست وهو حائز على جائزة نوبل للسّلام لسنة 1986 قد أورد سلسلة أكاذيب مفضوحة، وأنّ ما يكتبه جزءٌ من المؤامرة الصهيونيّة على مدينة القُدس وأنّه يستغلّ اسمه وتاريخه وشهرته والألقاب التي يحملها لتزيين الباطل وتقديم شهادات الزّور وتبرير جرائم الاحتلال وممارسة الضّغط السياسي والمعنوي على أوباما وفريقه بعد الغضب الذي أبدته الإدارة الأميركيّة على لسان نائب الرّئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من سياسة الاستيطان ومخطّط التّرحيل لآلاف الفلسطينيين من القدس ومن الضّفّة الغربيّة. ورغم تعهّد إدارة أوباما بضمان أمن إسرائيل واستمرار مواصلة الالتزام بالانحياز لها فإنّ الأزمة الحاليّة بين الطّرفين غير مسبوقة، ويمكن استثمارها لفائدة القضيّة الفلسطينيّة، فهي أزمة اعتبرها سفير إسرائيل في واشنطن الأزمة الأشدّ في تاريخ العلاقات بين إسرائيل وأميركا منذ خمسة وثلاثين عاما. يقول «غرايش» عن «فايزل»: «إنّ هذا الضّمير الكبير الذي نادراً ما ينتقده أحد علانيةً هو رغم ذلك مخادع أخلاقيّاً، يستحقّ معاملة مغايرة من طرف وسائل الإعلام» تليق بمخادع. إنّ قضيّة القدس وقضيّة الأسرى من بين الثّوابت الفلسطينيّة التي حافظت وستبقى على الخارطة الفلسطينيّة موحّدة وغير منقوصة، كلتاهما جمعتا كلّ الطّيف الفلسطيني، ويُفترض أن يجتمع حولهما الصفّ العربيّ والإسلامي إلى جانب أحرار العالم حتى تكون القدس محور السياسة لا فوقها أو على هامشها وعاصمة لفلسطين لا تحت الاحتلال. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 27 أفريل 2010)


عن النصر والهزيمة في غزة  


محمد إبراهيم المدهون كان محمد (صلى الله عليه وسلم) مطارداً وفاراً مع صاحبه أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) والملاحقة له على أشدها حيث إنه « لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآهم ».. ونجحت رحلة الهجرة.. ووصفها الله تبارك وتعالى بقوله « إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ  » [التوبة: 40] فهل تحقق نصر لرجلٍ مطارد وملاحق؟ وحين تم التوقيع على صلح الحديبية الذي بمقتضاه غادر محمد (صلى الله عليه وسلم) مكة وقفل راجعاً دون أن يعتمر.. واحتج أصحابه « أنرضى الدنية في ديننا »، اعتبر نصراً إستراتيجياً وعبّر عنه القرآن الكريم بهذا المعنى « إنا فتحنا لك فتحا مبينا (…) وينصرك الله نصرا عزيزا » [الفتح:1-3]، وتحقق ذلك على الأرض سياسياً وإستراتيجياً في معركة محمد (صلى الله عليه وسلم) مع قوى الكفر، حيث تحققت الأهداف وهو المعنى الأوضح للانتصار.  » يعتبر آفي ديختر أن  المشكلة الرئيسة التي تواجهها إسرائيل تتمثل في قطاع غزة، وليس قضية القدس، فالبنية العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة تمثّل مشكلة إستراتيجية « لإسرائيل »، والمعضلة هي في تفكيكها  » تعقيباً على مقتل جنود الاحتلال في غزة، قال قائد أركان جيش الاحتلال أشكينازي « نحن بحاجة إلى مراجعة نتائج الحرب على غزة ». وآفي ديختر (وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي) عقب بقوله « المشكلة الرئيسة التي تواجهها الدولة العبرية تتمثل في قطاع غزة، وليس قضية القدس »، معتبراً أن البنية العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة تمثّل مشكلة إستراتيجية « لإسرائيل »، والمعضلة هي في تفكيكها. وقبل وقت قصير كانت اعترافات أولمرت رئيس وزراء الاحتلال السابق ومجرم العدوان على غزة، التي قال فيها وبالفم الملآن « لم ننتصر في غزة ». وبذلك خفّ الجدل المحتدم سابقاً للإجابة على سؤال: من انتصر في غزة؟. في عوامل النصر والهزيمة يمكن العمل على إسقاط منطقية التحليل الإستراتيجي لتقييم نتائج عدوان الفرقان بأسلوب علمي ومنهجي، بدايةً لابد من توضيح الاشتباه في إشكاليات المعاني لتقييم المعارك والحروب سواء النصر أو الهزيمة, والنجاح أو الفشل. فالانتصار مفهوم عسكري في كينونته يوحي بتمكن أحد الطرفين المتحاربين من عدوه، وهزم إرادته، وتغيير الواقع السياسي والعسكري الذي كان قائماً. بينما الهزيمة مفهوم عسكري في كينونته يوحي بالانكسار، وفقدان الإرادة والرغبة في القتال والاستسلام للطرف المنتصر، والقبول بشروطه مهما كانت مجحفة. أما النجاح فهو مفهوم مدني في كينونته يوحي بالقدرة على اجتياز عقبة كبيرة كانت تعترض الطريق، وعملية النجاح في المفاهيم العسكرية هي عملية تراكمية تؤدي في النهاية لتحقيق الانتصار. بينما الفشل مفهوم مدني في كينونته يوحي بالعجز عن اجتياز عقبة كان يفترض اجتيازها، مما يؤدى إلى بقاء الأوضاع السياسية والعسكرية على حالها دون تغير جوهري. والإخفاق في تحقيق الانتصار المطلوب، لا يمكن أن نسميه هزيمة لأنه لم يترتب عليه تغير الواقع السياسي والعسكري. على صعيد الأهداف في عدوان الفرقان فإن من الواضح أن غزة قد انتصرت حيث فشل العدو في تحقيق أهدافه في هذه المحرقة. كان التركيز الإسرائيلي على الهدف الإستراتيجي بإنهاء وجود حماس على الأرض لأن الخطر هنا لا يتحدد بوجود حماس المادي, بل الوجود المعنوي الذي يمثل الخطورة الحقيقية على الاحتلال والمشروع الغربي في المنطقة، حيث إن حماس حركة إسلامية سنية، لها امتدادات فكرية وجماهيرية واستمرار حكمها قد يصبح ملهماً للحركات الإسلامية. وفي ذلك يقول الإرهابي بيريز « إن أكثر ما أخشاه على إسرائيل حرب دينية، لأنها ستجند كل المسلمين ضد (إسرائيل) » أما تيدي كوليك (رئيس بلدية القدس سابقاً) فيقول « عليكم أن تصنعوا سلاماً مع عباس وسلطته قبل أن تنجح حماس في أسلمة الصراع، عندها عليكم أن تتوقعوا أن يأتي عمر بن الخطاب من التاريخ ليعلن عودة القدس ثانية للمسلمين ».  » تدي كوليك: عليكم أن تصنعوا سلاماً مع عباس وسلطته قبل أن تنجح حماس في أسلمة الصراع، عندها عليكم أن تتوقعوا أن يأتي عمر بن الخطاب من التاريخ ليعلن عودة القدس ثانية للمسلمين  » وعلى صعيد آخر أدرك الكيان الصهيوني حجم المخاطر التي ستترتب على وجود حماس في السلطة، ما دامت لم تقبل بما قبلت به منظمة التحرير, لذلك كانت إستراتجية الإقصاء والإلغاء فكانت شروط الرباعية, وكان افتعال الأزمات الداخلية بتخطيط دايتون وتنفيذ عناصر فلسطينية، ولم يتم الإنجاز. فكان لابد لإسرائيل من العمل المباشر, فبدأ مسلسل الحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر، ومن ثم لم يكن من خيار أمام الكيان إلا استخدام القوة العسكرية المباشرة لإنهاء حكم حماس في غزة. وأراد الاحتلال كذلك ضرب حلف إيران في المنطقة الذي قد يشكل عليها خطراً في حال اندلاع المواجهة مع إيران، وبالتالي كان منطقياً أن يبدأ الكيان الصهيوني بالحلقة الأضعف. علاوة على ذلك كان للفشل الصهيوني في حرب لبنان انعكاس سلبي كبير على صورة جيش العدوان، فكان لابد من إعادة توازن الردع من خلال حرب جديدة، وكان الظرف الدولي مواتياً لأن تكون غزة هي حقل التجارب الذي سيستعيد فيه الكيان هيبته. يؤكد أولمرت في اعترافاته المعلنة في هذا السياق أنه كان هناك هدف إستراتيجي للاحتلال متمثلاً في إسقاط حماس وإنهاء حكمها لغزة وإعادة غزة إلى بيت الطاعة الصهيوني/الأميركي.. ولما لم يتحقق هذا الهدف أصبح الهدف من العدوان وقف الصواريخ وتأمين الجبهة الداخلية الجنوبية لدولة الكيان.. وبدلاً من تحقق ذلك استمرت صواريخ المقاومة في التساقط حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وتوسعت « بقعة الزيت اللاهب » وزاد مدى الصواريخ وتضاعف عدد الصهاينة في الملاجئ وأصبحت الصواريخ تهدد مناطق مركزية في دولة الكيان. ثم تراجع الاحتلال ليعلن أن هدفه وقف تهريب السلاح إلى المقاومة، وهذا لم يتحقق بالتزام المقاومة بذلك، فلجأ الاحتلال إلى من يساعده في ذلك فكانت « مذكرة التفاهم الأمنية », وكانت « البوارج الفرنسية » على سواحل غزة, وكذلك « خبراء منع التهريب الأميركيين » على حدود غزة, « وإعداد شبكة تكنولوجية وأمنية » على طول الحدود. ويمكن القول إن هذه أهداف تكتيكية متواضعة لا تتناسب مع عدوان بحجم المحرقة، ورغم ذلك فقد فشل الاحتلال في تحقيقها. وقد اعتمد الاحتلال سياسة غموض الأهداف, وفي ذلك كان لدروس تقرير فينوغراد نصيب وافر في تطبيقات الحرب على غزة؛ فلم تلزم القيادة الصهيونية نفسها بأي أهداف محددة قبل العملية كما فعلت في حرب لبنان صيف 2006م، لتبقي مجال المناورة أمامها مفتوحاً، حتى تسمي النتائج التي تتمخض عن الحرب انتصاراً إن أرادت ذلك؛ ولكن قادة الكيان في الحقيقة أفصحوا عن أهداف العدوان غير ما مرة. ومن هنا فإن الاحتلال لم يحقق أيا من الأهداف الإستراتجية, سواء بإنهاء حكم حماس في قطاع غزة, أو بإعادة توازن الردع المفقود بعد حرب لبنان 2006م. وكذلك لم ينجز الأهداف التكتيكية سواء إيقاف إطلاق الصورايخ الفلسطينية على المغتصبات داخل فلسطين, أو منع تهريب الأسلحة إلى القطاع عبر الأنفاق. وعلى صعيد حماس فقد كانت أمام خيارين: إما الهزيمة، وهو ما كانت تشير إليه كل المعطيات المادية والعسكرية والسياسية التي بنيت عليها خطة الحرب العدوانية، والتي كانت تقدر أن يتمكن الاحتلال من إنهاء حكم حماس في القطاع, وبالتالي هزيمتها. أو النجاح، وهو ما كانت تسعى إليه حماس, ولسان حالها التحدي والصمود في وجه العاصفة، وهذا ما حدث بالفعل. فقد حققت حماس شيئاً من أهدافها الإستراتيجية وذلك بالتمسك بالثوابت الفلسطينية, والعمل على إعادة الصراع مع اليهود إلى عمقه العربي والإسلامي، وسيتحقق إنجاز تاريخي بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين, وكسر الحصار ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. أما أولمرت فإنه يؤكد أن الاحتلال لم ينتصر في غزة، ولكن الحقيقة هي أن الشعب الفلسطيني قد انتصر في غزة، وكانت لهذا الانتصار التاريخي ملامح كثيرة، أهمها ملامح عسكرية تمثلت في إدارة الجبهة الداخلية, وصمود المقاومة على الأرض رغم قلة العتاد والعدة, وبقي الجيش الذي لا يقهر تائهاً في غزة, نعم إنها أول معركة على أرض فلسطين ولذلك دلالة كبرى, ولم يحدث الاستسلام المنشود رغم حجم كمية المتفجرات التي تم إلقاؤها علي غزة, وأخيراً تحققت إستراتيجية المقاومة على الأرض بدون خسائر فادحة، وذلك باستيعاب الصدمة الأولى مع الحفاظ على القيادة والروح المعنوية العالية.  » كوردسي: انهزمت إسرائيل إستراتيجياً في غزة، حيث غدا مليون إسرائيلي في الملاجئ, واندحرت صورة الجيش الذي زعموا أنه لا يقهر، وعلاوة على ذلك فشل الأمن الإسرائيلي في أبسط أهدافه الأمنية (تحرير شاليط نموذجاً)  » وصاحب ذلك طول المدة الزمنية للعدوان مع عدم تحقيق الأهداف، وذلك يمثل خسارة ذات مغزى، حيث صرح الخبير اليهودي كوردسي بأن « (إسرائيل) انهزمت إستراتيجياً في غزة »، حيث غدا مليون إسرائيلي في الملاجئ، واندحرت صورة الجيش الذي زعموا أنه لا يقهر، وعلاوة على ذلك فشل الأمن الإسرائيلي في أبسط أهدافه الأمنية (تحرير شاليط نموذجاً). كما كانت هناك ملامح شعبية للانتصار تمثلت في الثبات والطمأنينة والهدوء الشعبي, وازدياد شعبية حماس وغزة وفلسطين، مما ولّد أفكاراً جديدة إبداعية لنصرة القضية علاوة على إحياء القضية في قلوب الملايين « الشارع في العالم انتفض تأييداً لغزة »، مما أدى لارتفاع صوت العلماء « بيان الـ100″، وتزامن ذلك مع سقوط الثقة في رام الله وسلطتها وكشف تواطؤ بعض الأطراف، وعلاوة على ذلك الاحتضان الشعبي وبعض الرسمي للمقاومة وتكريسها كبرنامج شعب. أما الملامح السياسية للانتصار فقد تمثلت في عدم تقديم أي تنازل سياسي من المقاومة, وتقديم ضربة لمشروع التسوية في المنطقة, وإعلان وقف إطلاق النار من الاحتلال من جانب واحد دون تحقيق أيٍ من شروطه, أيضاً الاعتراف بحماس في قمة الدوحة ومجلس الأمن, والمسارعة الدولية لإنقاذ المشروع الصهيوني. وصاحب ذلك سباق النصرة الرسمي والشعبي لغزة, وبروز قوى سياسية مثل الدور التركي وتعزيز علاقتها مع فلسطين القضية, وتعزيز التيار الإسلامي في الدول العربية, وسقوط خيار القوات الدولية, وتفرق حلف اليهود والمنافقين, وإطلاق أكبر مشروع للمحاكمات الدولية (غولدستون نموذجاً)، وعلاوة على كل ذلك كانت الهزيمة الأخلاقية للاحتلال. أما عن اللحظة -وفي سياق تأكيد معنى النجاح في غزة- فنستحضر تصريحات قادة الاحتلال بعد مقتل الجنديين منذ أيام في غزة, يقول باراك « إن حماس تسعى لتغيير قواعد اللعبة في غزة، وسيكون عليها أن تدفع ثمن ذلك ». وقال المراسل العسكري للقناة الثانية روني دانيال إن باراك يؤيد توجيه ضربة قاسية بشرط عدم انجرار إسرائيل إلى تدهور كبير في الأوضاع وحرب مفتوحة على غرار حرب غزة الأخيرة. ومن جهته هدد وزير المالية الصهيوني يوفال شتاينيتس بأن إسرائيل قد تضطر إلى إعادة الاستيلاء على قطاع غزة والقضاء على سلطة حماس إذا لم يكن أمامها أي خيار آخر، مشدداً على أن إسرائيل لا يمكن لها أن تُسلّم بتسلح حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى. وتفيد تقارير صهيونية بأن الجيش يشعر بـ »قلق شديد »، لاعتقاده أن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة تريد تغيير الوضع في مناطق الحدود.  » ما تحقق في غزة وبعد عملية خانيونس واعتراف المجرم أولمرت الصريح بالهزيمة، رسخ مقومات الصمود والثبات, ووضع حجر الأساس لمرحلة الانتصار الكبير, وبعثر معادلات الساسة  » ونقل عن مصادر في الاستخبارات أنهم يبحثون ما إذا كانت حماس تغض الطرف عن الهجمات الصاروخية التي نشطت في الآونة الأخيرة. وآفي ديختر يعقب بالقول « إن إسرائيل سوف تتحرك للقضاء على بنية حماس، وهذا سيتطلب وقتاًَ طويلاً، مع ضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية في العمل من أجل تفكيك بنية حماس العسكرية في القطاع »، مشيراً إلى أنه « إذا لم تتمكن السلطة من القيام بذلك بمساعدة الدول العربية فإن إسرائيل ستضطر إلى أن تفعل ذلك بنفسها » (لاحظ خطورة القول الأخير). وما تحقق في غزة وبعد عملية خانيونس واعتراف المجرم أولمرت الصريح، رسخ مقومات الصمود والثبات, ووضع حجر الأساس لمرحلة الانتصار الكبير, وبعثر معادلات الساسة, وكان ذلك أكثر من مجرد انتصار. والسؤال الآن هو: هل سيكرر الاحتلال التجربة بالعدوان مجدداً على غزة؟. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 أفريل 2010)


النظام العربي: تنازلات للعدو حتى قعر الهاوية!


بقلم : مطاع صفدي   إنه الاستغراب عينه الذي يبديه مثقف غربي في حوار يتكرر مع آخر عربي، كلما وصل الحديث إلى سر الاستعصاء العربي على التغيير. يُطرح هذا السؤال التقليدي المتجدد: لماذا يعجز العرب عن استثمار قواهم. ليس هذا (التعجّب) اشتقاقاً للتعجب الأهم والأشمل: لماذا تأخر العرب وتقدم الجميع، أو معظم الآخرين، وإن كان التعجبان متضايفين في التوصيف وفي أسلوب الاستغراب. فالتساؤل في الصيغتين لا ينتظر جواباً، لأنه ينطلق من مسلّمة جاهزة غير محتاجة للتدليل أو البرهان، كما لو أن العجز لم تعد له أسبابه الخارجية عينها. فقط صارت متضمنة فيه. صار العجز علّة ذاته. عوامله وآلياته تُضاعف من مساوئه، فتتغذى هذه من بعضها، كل ذلك يحدث والإنسان العربي يعيش مثبط الهمم، يقف هو كذلك عاجزاً وسط بحرانها، لم يعد يدري كيف يتصدى لها، إن سمحت له ظروفُ الواقع السياسي الجاثمة على صدره، بالتنفس قليلاً، بعيداً عن هوائها المسمم الفاسد. يتلقى الجمهور العربي خبر عودة النظام إلى المربع الأول من المفاوضات مع العدو الإسرائيلي. بأمر رجال هذا النظام ما يسمى السلطة الفلسطينية بالتراجع عن آخر شروطها وأضعفها، فيما يتعلق بوقف الاستيطان. رغم أنه شيء يمكن أن تقدمه إسرائيل إلى أقطاب النظام والسلطة الفلسطينية، سوى ما كانت عليه دائماً من العسف والتدمير المنظّم لكل ما هو فلسطيني. فهل ستتغير إسرائيل بعد مهلة الأربعة أشهر، المعطاة كإنذار لنهاية التفاوض؛ وهي التي لم تتزحزح قيد شعرة عن مشروعها الاغتصابي طيلة الستين عاماً من إنشائها. فما هو المقصود الفعلي من وراء هذا الإجراء المصطنع الذي تفتَّقت عنه عبقرية الدبلوماسية العربية الحاكمة. تقول أوساطها في معرض التبرير وليس التصديق البرهاني على صحة القرار العليل، إن هذا التنازل الجديد هو كرمى لعيون أمريكا ورئيسها (المختلف) أوباما؟ ذلك أن أصحاب النظام يشفقون على سمعة رئيسهم الأمريكي هذا من أن تذهب أدراجَ الرياح مع وعودها الفاشلة بدءاً من خيبتها مع يهودية مؤسسة الحكم والمال المُطِّوقة لضواحي البيت الأبيض والمتغلغلة في دهاليزه وشرايينه. فما هي المعجزات التي ستحققها مهلة الشهور الأربعة، ما لم تستطع إنجازه خلال عقدين تقريباً من مناورات الخبث التفاوضي العقيم.. والأنكى من كل هذا ليس جبروت الجلاد الذي من (حقه) أن يمارسه ما دام قادراً على ممارسته، ليس هو ضعف الضحية، بل انصياع الضحية مُسوَّغاً بوهم الضعف. السؤال الممنوع ليس هو: لماذا الضعف؟، بل هو بالأحرى: لماذا إنكار القوة. فالنظام العربي الحاكم مجمعٌ على التنكر لقوة أمته. لا يزل ممعناً في إشادة أسوار العزل والفصل بينه وبين شعوبه. خوفه من أهله وعشيرته، يعلمه الحرص على عدوه، إن الى درجةِ بذل الكرامة والأصالة من أجل مرضاته. فقد يدَّعي بعض رموزه الكبار أنهم لم يعودوا مجرَّدَ أتباع للقوة العظمى في العالم، فقد ارتقوا إلى مستوى الحلفاء لها. لعلَّ هذا الحلف يعوضهم عن احتقار شعوبهم وكراهيتهم لهم. وبذلك لم يعودوا مجرَّدَ حكام ضعفاء. أصبحوا أقوياء بقوة أسيادهم الغرباء عنهم وعن أقوامهم. لكن من يقول في مثل هذه العلاقات الشاذة أن الحليف الكبير سيظل محتاجاً لحليفه الصغير. هذا النوع من شكوك المصير المستقبلي يكاد يرهن النظام العربي كلياً للإرادة الأجنبية. إلى ذلك الحد الذي يكبِّلُ فيه حريةَ خياراتِه بما يدفعه أكثر إلى قمع حريات مواطنيه، والمضي في ارتكاب المساومات المريبة على حقوق الاستقلال والسيادة لدولته، مع خصوم هذه الدولة، التقليديين منهم والطارئين. ما يرفضه عقل النظام دائماً في ماضيه الاستبدادي، كما في حاضره المزعزع، هو التنبُّه لتطورات مجتمعاته، كما أنه يعاني من سوء فهم مزمن لتحولات موازين القوى العالمية والإقليمية من حوله. فالتخلّف ليس صفة مقيمة في بنية المجتمعات العربية، بقدر ما هي الوصمة المشتركة لمعظم أصحاب القرارات السياسية الحاكمة، والمصيرية، الشاملة. أبسط الملاحظات في هذا الصدد تنطلق من القول: كيف يمكن أن تَحْكُمُ أكثرية الدول العربية بأنظمة سلطانية مستمرة في رموزها الإنسانية وأساليبها العشوائية، منذ عقود عديدة، وبعضها منذ قرن أو قرنين، فقد تثبت أبسطُ دراسات الاستقصاء الاجتماعي شساعةَ الفوارق بين حكام العرب، والعرب أنفسهم. فوارق الفهم والوعي العام، وفيما يخص الإحساس أو الإلمام بتطورات العصر، وفي جانبها السياسي والاستراتيجي تحديداً. هذا عدا أن الطبقة المسيطرة استساغت احتقار النزاهة الأخلاقية. لم يعد يحرك لديها النقد الشعبي المعمَّم ضدها أية اهتمامات بردود الأفعال، ليس على صعيد المعاناة الصامتة لمواقف الرفض الجماهيرية وحدها، بل إن مسالك القادة أمست تضرب في عرض الحائط بكل احتمالات التمرد على جبروت الدولة الأمنية. يحدث هذا بعد أن لعب استيراد النيوليبرالية إلى ما وراء حصون القطريات السلطانية القائمة، أدواراً حاسمة في فك بعض العزلة من حول الأنظمة الأحادية القائمة، إن تكونت ثمة شرائح من أغنياء أسواق السمسرة باقتصاديات الحاجات الاستهلاكية، الضرورية منها والنافلة. خبراء صناعة العقول الجماعية في أمريكا قد يحق لهم أن يهنِّئوا أنفسهم وهم يرصدون حركة الهرولة العربية نحو حقبة النيوليبرالية، في الوقت الذي تنفجر فيه فقاعاتها الوهمية في عواصمها الرئيسية. فالمتغير البنيوي والأيديولوجي الذي تشحنه النيوليبرالية وراءها أينما تحل، نجح في اختطاف المرحلة الانتقالية النابعة من ذاتية المجتمع التقليدي والمتجهة به نحو الحداثة المتطابقة مع نوازع تحرره التاريخي، وراح يفرض عليها كل عاهات البرجزة الزائفة، ساعياً إلى قلب دينامية التطور الطبيعي لمجتمعاتها، واستبدالها بآلية الاستنساخ لأشباه الظواهر النخبوية. لكنها ستظل فقاقيع عائمة على ضفاف جمهراتها الراكدة؛ كأنها بإنتظار شرارة من نار الأزمة الاقتصادية العالمية لتحولها أثراً بعد عين. إنها تلك الفئات أو الشراذم من حواشي ما تحت السلطة، التى ترفع دونها أعمدة أسواق المال والسمسرة وحدها، وليس إنتاج التنمية الاقتصادية المشروعة. وتلتحق بهما معاً- السلطة و البرجزة- فئات الحلفاء الطبيعيين من حولها، من منظمي مسارح الاستعراض في كل شأن جماعي أو فردي، من فعاليات الاستهلاك اليومي في التجارة و الصناعة النافلة، كل في تسليع الإعلام والثقافة، وموضات العصرنة الشخصانية في المظهر والقول والفعل. إنه منهج الانفكاك السياسي عن الاجتماعي والاقتصادي والثقافي دفعة واحدة. ذلك المنهج الذي يوفر للسلطة احتكار القرار والسلوك السياسيين معاً، ويجعلهما بمنأى عن رقابة ما يسمى بالرأي العام، الذي يفقد هو بدوره، عوامله الذاتية المكونة لأفكاره ومواقعه الواضحة في ظل هذا المجتمع الانقسامي الجديد، ما بين البرجزة النيوليبرالية في طبقاته العليا، اللاهية في عقد صفقات الشراكة الخبيثة مع المال والسلطة، وبين كتل الطبقات الدنيا الغارقة في بحران العوز والحرمان والغيبيات، وضياع الطبقة الوسطى بينهما. إنه الانقسام البنيوي للكيان الاجتماعي الذي تستغله السلطة في منح ذاتها أكبر قسط من الحرية العابثة، بينما تمنع أقّلها عن بقية جماهيرها. تلك هي حرية اللامبالاة بالمصالح القومية على مستوى الأمة، كما هي حرية الاستهتار بأبسط حقوق المشاركة السياسية للمنظمات المدنية على مستوى الوطن الصغير لدولتها. فحين تطلب السلطة الفلسطينية تغطية جديدة لمرحلة التنازلات الأخطر القادمة، من قبل النظام العربي فليس أسهل عليه من منحها إياها بالطبع، كما كان يفعل دائماً منذ ابتُليت فلسطين كقضية تحرر وطني بعاهات السلم الكاذب، مع اتفاقية أوسلو المشؤومة، بينما كان من المفترض، ولو شكلياً، ألا يتداعى أركان النظام العربي لحل المأزق الإسرائيلي الأمريكي الذي تعانيه إسرائيل من انهيار سمعتها العالمية كدولة إرهاب وحرب ضد الإنسانية، كما تعانيه رئاسة أمريكا في افتقادها المتسارع لبقية مصداقيتها، ووعودها المبذولة جزافاً، وتحديداً فيما تدَّعيه من الأولوية الممنوحة لقضية (الشرق الأوسط)، بحسب مصطلحها الملغوم هذا في تداوليات أدبيات الغرب. التناقض العجيب الغريب بين قوى العرب العظمى وتفاهة الثقل السياسي لكياناتها الدولانية، حتى لا نقول مع انسداد مسارات التقدم الحقيقي بأبسط معاييره الحضارية والمادية أمام أجيال الأمة.. هذا التناقض من هو المسؤول عنه في ثقافة العصر النهضوي الذي من المفترض أن العرب يعيشون إرهاصاته ونكباته معاً، ولكن كما لو كان ذلك العصر والعيش الإنساني في كنفه، صارا أسيرين فقط لإيقاع الخيبات في سياق كل رهان حيوي تناقلته هذه الأجيال دون أن تضيف سوى الركام فوق الركام. حديث القوى العربية المتوفرة بما لا تعرفه أفضل النخب، ولا تقرُّ به أية سلطة مسؤولة، هو كذلك حديث المنع والإجهاض والتشويه في الوقت نفسه لأية مبادرة سياسية أو فكرية، حاولت استكشاف شذرات من هذه القوى في الإنسان والجماعة والأرض، واستثمارها في تصحيح بوصلة هذه الدولة أو تلك. مثلما ألهبت فلسطين شعلة الحراك السياسي في غابر الزمن، وشكلت معايير الصدقية وعكسها في مختلف الحركات (الثورية) وأنظمتها الحاكمة طيلة عقود متوالية، فإنها تنتهي اليوم إلى ما يشبه البضاعة الأخيرة لكل الخاسرين، من أهلها القريبين والبعيدين، بينما الرابح الوحيد هو العدو، إسرائيل التي ستكون هي الخاسر المحتوم، في نبوءات البعض من طلائعها المثقفة، كما عند الكثير من أصدقائها وأوليائها الغربيين. لكن انقلاب الأدوار والمصائر ليس من صنع الأقدار وحدها.

‘ مفكر عربي مقيم في باريس   24/4/2010 حركة القوميين العرب


تحولات التجربة الفلسطينية


تأليف:  سمير الزبن الناشر: مركز الغد العربي للدراسات عانت الساحة الفلسطينية في تجربتها المعاصرة من مشكلات بنيوية وتكوينية، وقائمة طويلة من إشكاليات العلاقة ما بين الموقف السياسي الفلسطيني وتمثيله لقطاعات الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وفي كثير من المحطات الفلسطينية لم يعكس الموقف الرسمي الفلسطيني حقيقة مواقف الشعب الفلسطيني، وما يمكن رصده في هذا الإطار أن الأداء السياسي الفلسطيني كان أقل كفاءة منسوباً إلى عدالة وأخلاقية القضية الفلسطينية، ولم تستطع القيادة الفلسطينية توظيف هذا التفوق الأخلاقي والعدالة الصارخة في إطار صراعها مع إسرائيل في الشكل المناسب.    بالتأكيد، لا تهدف هذه الدراسة إلى إدانة التاريخ الفلسطيني المعاصر بكل مراحله، ولكنها تهدف إلى مراجعة التجربة السياسية الفلسطينية من زاوية مشكلاتها البنيوية وتسليط الأضواء على هذه المشكلات التي لعبت دوراً رئيسياً في توجيه السياسة الفلسطينية. وذلك من خلال مراجعة أداء النخبة السياسية الفلسطينية ممثلة بقياداتها التاريخية وما وصلت إليه هذه السياسة من تردي.    كما تهدف هذه الدراسة إلى معالجة المشكلات البنيوية وأثرها في الأداء السياسي الفلسطيني، وتفسير التحولات التي جرت على الهدف السياسي الفلسطيني وعلى الخطاب السياسي الفلسطيني، وتهدف إلى تقديم نظرة جديدة للعلاقة ما بين قطاعات الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ومدى تأثير هذه القطاعات على القرار السياسي. ولذلك تحاول الدراسة مقاربة الإجابة ـ على قدر ما تستطيع وبتواضع ـ على أسئلة من نوع:    * هل التشتت الفلسطيني بين الأراضي الفلسطينية ودول الشتات كان العامل المؤثر على ضعف الأداء السياسي الفلسطيني؟    * هل انفصال القيادة الفلسطينية عن الشعب الفلسطيني بحكم وجودها بعيداً عنه منعت الشفافية والمحاسبة، مما أدى إلى ضعف الأداء السياسي الفلسطيني؟    * هل التداخلات العربية وواقع التداخل الفلسطيني ـ العربي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لعب دوراً أساسياً في ضعف الأداء السياسي؟    * هل تتحمل القيادة الفلسطينية المسؤولية عن التردي في الأداء السياسي الفلسطيني، بحكم بعدها عن شعبها، وعدم قدرة هذا الشعب على التأثير على السياسة بحكم الاستئثار القيادي لها، وهل هذا من عناوين ضعف الأداء السياسي؟    * هل كانت التجربة الفلسطينية كما عشناها في العقود الأربعة الماضية، التعبير الأمثل عن القضية الفلسطينية، أم أن الضعف في أداء القيادة الفلسطينية لعب دوراً أساسياً في الاختلال؟    * هل التدخلات العربية في الساحة الفلسطينية لعبت دوراً حاسماً في تعطيل الأداء السياسي الفلسطيني، أم أن أساس المشكلات كان حصراً في العلاقات الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية؟    * هل كان غياب الديمقراطية عن التجربة السياسية الفلسطينية عائداً إلى عوامل موضوعية، أم أن الاستبداد السياسي هو الذي لعب الدور الأساسي في استبعاد البشر من صناعة القرار السياسي الفلسطيني؟    بالطبع ليس هناك إجابة واحدة على هذه القضايا الشائكة والمتشابكة، فهذه الأسئلة والأسئلة الأخرى التي ستحاول هذه الدراسة ملامستها، لا تدعي الإجابة على هذه القضايا. بل على العكس، إن مهمة هذه الدراسة طرح الأسئلة التي لم يتم التطرق لها في التجربة الفلسطينية، أكثر مما ستكون مهمتها تقديم إجابات، رغم أنها ستقترح إجابات مفتوحة للنقاش، وليست إجابات نهائية.    لقد عانت البنية الاجتماعية الفلسطينية من العديد من الضغوط، كان أهمها الانكسار الذي أصاب المجتمع الفلسطيني في كارثة الاقتلاع. وشكلت الكارثة الفلسطينية العنوان الأبرز لانهيار المجتمع الفلسطيني، وتحول الفلسطينيون إلى تجمعات سكانية أكثر منها مجتمع متواصل ومنسجم يخضع لسلطة واحدة ولضغوطات واحدة. لقد اتسمت التجربة الفلسطينية بالتعرض لضغوط هائلة ومتنوعة ومن مصادر مختلفة، وقد خضعت التجمعات الفلسطينية لسلطات وتجارب وضغوط تختلف من مكان إلى آخر، كل هذا شكل علامات بارزة في التجربة الفلسطينية المعاصرة. رغم أن الفلسطينيين استطاعوا المحافظة على وحدتهم بمعنى من المعاني، إلا أن هذه الضغوط والتدخلات بقيت ترسم الندوب في خريطة التجربة الفلسطينية.    أفرزت التجربة الفلسطينية نخبة سياسية مُتَرحّلة، نستطيع أن نسميها »قبيلة العمل السياسي الفلسطيني«، وقد أمسكت هذه القبيلة بتلابيب العمل السياسي، وأصبح المكان الذي تتواجد فيه هذه القبيلة هو مركز العمل الوطني الفلسطيني وموقع الثقل المركزي لصناعة القرار الفلسطيني، الذي احتكرته الزعامات الفلسطينية، دون أن تستطيع بناء مؤسسة قيادية فلسطينية.    لقد شكلت منظمة التحرير الإطار الجامع للتجمعات الفلسطينية في الوطن والشتات، بوصفها الهوية المعنوية والسياسية الجامعة في ظل غياب وطن يوحد الجميع. ولكن هذه المكانة المعنوية لمنظمة التحرير لم تتناسب مع العلاقات الداخلية للمنظمة، ولم يتم التعامل معها كإطار جامع، بقدر ما تم التعامل معها كأداة سياسية تستدعى عند الحاجة للمصادقة على قرار سياسي متخذ سلفاً. ولم يشكل إطار منظمة التحرير المكان المناسب لتفاعل الجدل السياسي بوصفه الأداة التمثيلية للفلسطينيين، وكان انعقاد المجلس الوطني أقرب إلى المهرجانات السياسية منها إلى برلمان سياسي فلسطيني.    وعندما وقّعت القيادة الفلسطينية اتفاقات أوسلو وضعت منظمة التحرير على الرف، رغم أن التوقيع على الاتفاقات كان باسم المنظمة. وتم تقديم السلطة الفلسطينية عليها، واعتمادها كأداة لصناعة القرار السياسي الفلسطيني. وشكل هذا التحول في آلية صناعة القرار السياسي الفلسطيني خطوة إضافية وحاسمة في تدمير الإطار المرجعي الجامع للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، وتم اعتماد أدوات تمثيل جزئية بديلة عن الإطار الأشمل، ولم تعد منظمة التحرير تُستدعى حتى في المناسبات.    اعتمدت القيادة الفلسطينية على المفاوضات وعلى اتفاقات أوسلو التي أفرزتها هذه المفاوضات، لتحويل المشروع الوطني الفلسطيني إلى واقع على الأرض الفلسطينية من خلال الحصول على دولة فلسطينية تجسد الحلم التاريخي للفلسطينيين. ولكن الوضع الفلسطيني علق في عنق الزجاجة، فقد علقت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في المرحلة الانتقالية، ولم تغادرها، وبذلك علقت القيادة الفلسطينية في المرحلة الانتقالية أيضاً، فهي كفت عن كونها ثورة، ولم تتحول على أرض الواقع إلى دولة، فخسرت الصفتين في آن.    لقد تعاملت القيادة الفلسطينية مع الاتفاقات الانتقالية التي أنتجت سلطة مؤقتة بصفتها مكسباً نهائياً، وعملت على أساس أن تبني من خلاله سلطة شمولية / استبدادية، ولأنها كذلك فقد استعانت بالقطاعات الواسعة للفاسدين، وتركت الخبرات والكفاءات التي تستطيع أن تقدم الشيء الكثير للبناء الفلسطيني الوليد، اعتقاداً من القيادة الفلسطينية أن السلطة الطيّعة تبنى من الفاسدين، وهذا صحيح، ولكنه يبني في النهاية سلطة فاسدة. وقد بنيت هذه السلطة من المكان الذي انتهت إليه التجارب العربية، وليس من المكان الذي بدأت منه.    أدت المشكلات البنيوية إلى ما أدت إليه من مآزق فلسطينية متكررة، وتعود هذه المشكلات إلى عوامل موضوعية وأخرى ذاتية، وهذه المشكلات البنيوية هي ما تحاول هذه الدراسة ملامسته.    هل نجحت؟ أتمنى ذلك، ولكن هذا يرجع في النهاية إلى ما يمكن أن نثيره من جدل، وما نطرحه من أسئلة نحن بأمس الحاجة إليها. 

24/4/2010 عن حركة القوميين العرب

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.