الاثنين، 26 ديسمبر 2011

 

 

11 ème année, N°4196 du 26.12.2011

archives : www.tunisnews.net 


الصحافة: اليوم انطلاق المؤتمر 22 لاتحاد الشغل بمشاركة 518 نائب

الصباح: كاتب عام نقابة متفقدي المدارس الإبتدائية لـ«الصباح»: سنعمل على إقصاء «البوليس البيداغوجي» من التعليم

الصباح: مؤتمر الاتحاد والاستحقاقات الوطنية

الصباح: خلف الستار: «المعارضة المجلسية» حارس.. رقيب رغم الأسلوب المستفز !

علي الكنيس: حول محاولة إحياء الإتحاد العام التونسي للطلبة

محمد الغزّي: هل صنعت الانتفاضة التونسية ثقافتها؟

رياض حجلاوي: رفعت الأغلال فإلى البناء

نصرالدين السويلمي: حركة 24 أكتوبر..والانتقام الحداثي

عبد الله بن عبد الرحمان: لكي لا تجني براقش على أهلها

الأهرام: الرئيس التونسى: قضيت 20 سنة تحت مراقبة البوليس السياسي.. واليوم أصبح يحميني

الصباح: رئيس الحكومة : سنعمل على ان تفوق نسبة النمو الـ3 بالمائة.. وهذا برنامجنا

الصحافة: حمادي الجبالي في ردوده على تساؤلات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي: عمل الحكومة في حدود السنة ومرتبط بصياغة الدستور الجديد الصباح: بتهمة الإضرار بأمن الدولة: محامون يقاضون من يقوم باعتصام أو اضراب عشوائي

الصباح: اقتصاديون لـ«الصباح»: غياب الأليات.. ووزراء بكفاءات دون خبرات

الشروق: قال إنّ الغنوشي ليس بن علي وأنّه ليس صخر الماطري : من هو وزير الخارجيّة الجديد؟

بناء نيوز: وجوه في الحكومة الجديدة: من هو وزير التعليم العالي؟ الشروق:  طارق ذياب يكشف أوراقه لـ«الشروق» : على المكتب الجامعي الحالي أن يرحـل…  

الصباح: من داخل قصر الرئاسي.. الشيخ راشد الغنوشي للـ«الصباح»: «بحمد الله أصبح قرطاج مفتوحا للجميع ولم يعد مغارة علي بابا»

الشروق:ملفات «الشــــروق» : أيّ دور للمرزوقي والغنوشي والجبالي ورفيق عبد السلام؟


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


تابعوا جديد أخبار تونس نيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/tunisnews.journalelechtronique?ref=tn_tnmn 

http://www.facebook.com/Tunisnews.net


 

اليوم انطلاق المؤتمر 22 لاتحاد الشغل بمشاركة 518 نائب


تنطلق عشية اليوم أشغال المؤتمر العادي الـ22 للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تحتضنه مدينة طبرقة على امتداد أربعة أيام تحت شعار «أحبك يا شعب» وبمشاركة 518 نائب وحضور ضيوف من المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية و يطرح الاتحاد التونسي للشغل بمناسبة مؤتمره الثاني والعشرين جملة من التصورات تتعلق  بما اسماه  ارضية عمل اقتصادية واجتماعية يرصد فيها التوجهات الكبرى  للعمل في المرحلة القادمة. ويقترح الاتحاد في الجانب الاقتصادي اعادة هيكلة الاقتصاد وفق جملة من الاولويات تهدف الى تحقيق التراكم الداخلي وتنمية القطاعات المنتجة ذات القدرة التشغيلية العالية وتنويع حقول الاستثمار. ويدعو الاتحاد قي وثيقته التي يقترحها على هامش استعداده لعقد مؤتمره الثاني والعشرين الى  ضرورة الاستثمار في القطاعات المنتجة وتنويع النسيج الصناعي  وتفعيل دور القطاع السياحي والنهوض بالقطاع الفلاحي وفق رؤية جديدة  اضافة الى مراجعة الاتفاقيات التي كرست هيمنة الشركات  العابرة للحدود. كما يدعو الى تنويع الانشطة الحيوية التي تتميز بكثافة المبادلات الصناعية البينية والارتقاء من مرحلة انتاج مواد الاستهلاك الى طور انتاج وسائل الانتاج. ورسم الاتحاد لتحقيق ذلك جملة من الاهداف تتمثل في ارساء سياسة حوافز انتقائية تشجع راس المال الوطني على الاستثمار وتدفع صغار المنتجين الى التنظم في هياكل مستقلة الى جانب توفير الحماية الدنيا والضرورية للصناعة الوطنية وعدم الارتهان الكلي في الاسواق العالمية ومزيد ربط التعليم بدورة الانتاج. وترى المنظمة الشغيلة ان هيكلة الفلاحة الحالية تشكل العائق الرئيسي امام تطور القوى المنتجة وتعصير القطاع  الفلاحي  وهو ما يستدعي ادخال اصلاحات جذرية تؤمن القوى المنتجة في الريف وتحول الاراضي الفلاحية العمومية الى تعاونيات فلاحية  يساهم العمال والفلاحون في اداراتها  اضافة الى بعث تعاونيات تشاركية توكل مهمة تسييرها الى مجالس منتخبة والتركيز على الزراعات الكبرى وتوجيه الانتاج الفلاحي اساسا لتلبية حاجيات السوق الداخلية ودعم البحث العلمي الفلاحي. ويعتبر الاتحاد ان بناء اقتصاد وطني في خدمة الشعب يتطلب توزيعا عادلا للثروة وتنمية جهوية متوازنة من خلال ادماج اقتصادي فعال  للجهات المهمشة والمقصية في الدورة الاقتصادية الوطنية وتحسين القدرة الشرائية للمواطن و تضمين حق الشغل القار في الدستور و تطوير المنظومة القانونية بما يحمي حقوق العمال ويقطع مع اشكال التشغيل الهشة. وتدعو وثيقة الاتحاد الى اعتماد نظام تاجير قائم على قاعدة الاحتياجات الاجتماعية وتطوير نظام جبائي مؤسس على التوزيع العادل للاعباء الجبائية. وترى الوثيقة ان النظام الضريبي غير المباشر لا ياخذ في الحسبان الوضعية المادية للشخص  فبقدر ما تكون نسبة الضرائب مرتفعة بقدر ما يخل ذلك بالعدالة الجبائبة التي تنتهي بتحميل ضعاف الدخل ضغطا جبائيا كبيرا وهو ما يؤدي الى خلق توزيع غير متكافئ لهذه الضرائب يزيده سوءا استفحال ظاهرة التهرب الجبائي وبروز الاقتصاد الموازي الذي لا يخضع للجباية المباشرة.  وتقترح الوثيقة ذاتها ايقاف العمل بنظام الامتيازات الجبائية الحالي نظرا لكلفته الباهظة وضعف مردوديته وتعويضه بنظام يعتمد سياسة تعاقدية بين الدولة والقطاع الخاص مع الزام كل المؤسسات  باعتماد معايير المحاسبة ومراقبة موازناتها اعتمادا على  معايير المعلومات الدولية المعروفة.  ويدعو الاتحاد بخصوص التشغيل الى تفعيل الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل الدولة والمتصلة بسياسة التشغيل وتشريك الاطراف الاجتماعية تشريكا فعليا في رسم هذه الملامح. كما يقترح اعادة النظر في مجلة الشغل باجراء  تعديلات  ضرورية عليها وتوسيع مجال تدخل متفقد الشغل من اجل مزيد تامين حماية الشغالين في مختلف القطاعات والمحافظة على القطاع العمومي ودعمه وارساء منظومة تكوينية تعتمد على نظرة استراتيجية للتنمية. ويدعو اتحاد الشغالين الى تطوير نظام العلاقات المهنية باعادة النظر في القوانين الشغلية بما يراعي  المبادئ الدولية المتفق عليها ويحمي حقوق المؤجر والاجير. كما يدعو الاتحاد الى التنصيص على حق الاضراب والاعلام والتفاوض وحماية العمل النقابي واصلاح المنظومة الاجتماعية وخاصة منها انظمة الضمان الاجتماعي  ومعالجة العوامل التي ادت الى اختلال التوازن في الصناديق الاجتماعية. ولم  يغفل الاتحاد الدعوة الى النهوض باوضاع المراة العاملة والى مزيد تشريكها في مراكز اتخاذ القرار وتطوير التشريعات بشانها وتعزيز حضورها في الوسط الاجتماعي. وفي المجال الثقافي  يدعو الاتحاد الى الارتقاء بوعي الجماهير ومقاومة ثقافة الخضوع  و الاستسلام وخلق معادلة توازن بين التمسك بالخصوصيات  والانفتاح على الجوانب النيرة في الثقافات الاخرى وفسح المجال امام مظاهر الابداع الثقافي في شتى اشكاله. اما في مجال الاعلام  يوصي الاتحاد بتركيز اعلام يستجيب لمطالب الثورة واهدافها  يكون متطورا من حيث المضامين وداعما لحق المواطن في التعبير الحر. ويدعو في هذا الصدد الى احداث مراجعات على مجلة الصحافة واعادة  النظر في وسائل الاعلام العمومية واعتبارها مرافق عمومية تخدم كل المجموعة الوطنية. وفي خصوص القطاع التربوي  يدعو الاتحاد الى ديمقراطية التعليم وتاكيد مساواة كل ابناء تونس في التمتع بهذا الحق  وتخصيص الاعتمادات اللازمة لهذه المنظومة حتى تكون في مستوى التحولات العالمية. كما يدعو الى تدعيم هياكل التاطير والتدريس والاحاطة بالمعلمين من خلال اعادة النظر في البرامج المدرسية ومناهجها على اساس احترام مكونات الهوية وخاصة منها جوانبهاالثابتة. (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


كاتب عام نقابة متفقدي المدارس الإبتدائية لـ«الصباح» سنعمل على إقصاء «البوليس البيداغوجي» من التعليم


القطع مع ممارسات التهميش والإقصاء للمتفقد، والدعوة لفتح حوار وطني حول التربية… ـ دعا نورالدين الشمنقي كاتب عام النقابة العامة لمتفقدي المدارس الإبتدائية إلى تضمين استقلالية قطاع التربية صلب نص الدستور للحيلولة دون الزج بالمنظومة  التعليمية في متاهات الاستقطاب السياسي. وشدد في حديث أدلى به لـ »الصباح » على ضرورة دحض الصورة النمطية السلبية للمتفقد العالقة بأذهان المدرسين والتي جعلته في مخيال البعض أقرب لـ »البوليس البيداغوجي » منه إلى المرافق البيداغوجي نتاجا لسياسة التهميش التي كان يكرسها النظام السابق في حق هذا السلك. وبقلب مفتوح وبجرعة صراحة جلية خاض الشمنقي في عديد المسائل التربوية والمهنية التي تهم مجال تخصصه في الحقلين التربوي والنقابي نورد أهم ما جاء فيها ضمن هذا الحوار.   ماذا عن الإتفاق  الذي تم ابرامه مؤخرا مع وزارة التربية؟ وهل يمكن اعتباره ثمرة جهود جدية بذلتها الهيئة الجديدة المتمخضة عن مؤتمر 5جويلية للنقابة العامة للمتفقدين؟   من خلال الانطباعات والتقييمات التي بلغتنا كنقابة نلمس ارتياحا لمجمل المكاسب المضمنة بنص الإتفاق والتي أتت على عديد الجوانب المهنية والمادية والمتعلقة كذلك بتحسين ظروف العمل لسلك التفقد، غيرأنّ ما يؤكد عليه أهل المهنة هو ضرورة العمل على تفعيل الاتفاق في ضوء تردد بعض المخاوف من احتمال عدم التزام ببنود الاتفاقية من قبل الحكومة الجديدة.   وهل لهذه المخاوف ما يبررها؟   آمل أنها في غير محلها ومع ذلك سأعمل على مراسلة وزيرالتربية الجديد لتذكيره بنص الاتفاق وبتفعيله على اعتبار أن ما تم ابرامه كان مع جهاز أو مؤسسة قائمة بذاتها وليس مع أشخاص. علما أنّ التوصل لتحقيق هذه المكاسب كان وراءه التفاف المتفقدين حول نقابتهم وتفعيل تكاتفهم ووحدتهم صلب القطاع.   عين الرقيب   يعرف عن المتفقد دوره الرقابي فهل هوعين لرقابة المدرّس أم المدرسة أم المنظومة التربوية برمتها؟   فعلا هنا يكمن الداء. ذلك أنّ دورالمتفقد يقتصرعلى المعلم فقط ولا رقابة له على المدرسة ولا على  المنظومة. ومنذ أن انسحب متفقد المدارس الإبتدائية من الحياة المدرسية أصيب التعليم بالخلل. ولتدارك هذه الثغرة نرغب اليوم في التأسيس لمنظومة جديدة للتعليم الإبتدائي بالشراكة مع نقابة التعليم الإبتدائي يستعيد فيها المتفقد وظيفة التأطير والتجديد والتقييم، ووضع حد لممارسات التهميش والإقصاء التي واجهها هذا السلك والتي شهدت أوجها في حقبة الصادق القربي. وهو ما يفترض إعادة الاعتبار لدورالمتفقد حتى يضطلع بمسؤوليته كاملة في حراسة البراعم المتفتحة على مناهل العلم والتعلم بالإبتدائي على أساس أننا مؤتمنون على هؤلاء التلاميذ وعلى توفيرالحد المطلوب من المكتسبات والمعارف.   مؤتمر وطني للتربية   ولكنكم قبلتم بهذا الدور وخضعتم لممارسات التهميش…   (مقاطعا) كان ذلك تحت ضغط السياسات السابقة والتهميش طال بدوره المدرسة الإبتدائية التي رغم أنها فضاء محوري في مسارالتعلم عانت بدورها من هذه الممارسات. واليوم ندعو بشدة إلى تنظيم حوار وطني حول التربية لصياغة منظومة تربوية تستجيب لتطلعات شعبنا من خلال تكريس اهداف الثورة يتوج بتشكيل مجلس أعلى للتربية يكون في منأى عن كل التجاذبات السياسية يتولى رسم السياسات التربوية. وحفاظا على حيادية واستقلالية المنظومة التربوية سندعو كنقابة المجلس الوطني التأسيسي إلى تضمين مبدإاستقلالية القطاع بنص الدستورالمزمع صياغته.  كما نطالب بإعطاء المدرسة شخصيتها القانونية ومنحها دورا أكبر وأكثر فاعلية. ومن هذا المنطلق أدعوالمسؤولين الجدد إلى إيلاء المدرسة الابتدائية عناية أبرز لبناء منظومة جديدة.   الحرفية في الميزان   من الانتقادات أو الملاحظات الموجهة لإطار التفقد نقص الحرفية أو المهنية في ممارسة هذا النشاط لدى جانب من المتدخلين في المجال. هل تشاطرهذا الرأي؟   هو صحيح إلى حد ما.. ونحن واعون بهذه المسألة لذا طالبنا بإعادة النظرفي مناظرة انتداب متفقدي الإبتدائي بعد أن أصبحت مفتوحة لمن هب ودب كما أنّ آليات التأهيل لم تكن بالصرامة العلمية الكافية. لهذا تم التنصيص صلب محضر الاتفاق مع الوزارة على تشكيل لجنة من الخبراء والجامعيين لمراجعة أحكام هذه المناظرة وآليات التكوين ووحداته ومدته وتشريك الطرف النقابي في هذه اللجنة .علما أن التكوين الذي يتلقاه المتفقد يركز أساسا على الجوانب البيداغوجية والعلمية أكثر من النواحي الإدارية ولعل هذا التغييب يستوجب التدارك. لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ الظروف المحيطة دفعت بأغلب المتفقدين إلى الإستقالة.   ماذا تقصد بالإستقالة؟   المناخ غير المشجع في المدرسة وأساليب التهميش المتعمد دفعت بالمتفقد إلى الانسحاب ومع ذلك يزخر القطاع بالخبرات والكفاءات ذات الحرفية العالية التي أشعت وتشع في الخارج لتوفرالمحفزات وهو ما ينقص عندنا لأن المهنية تحتاج إلى وجود أرضية مشجعة ومساعدة لتعتمل على أرض الواقع. وفي غياب المحفزات أو المناخ السليم يتعطل في تقديري الأداء المطلوب.   « البوليس البيداغوجي »   وماذا عن الصورة النمطية البغيضة التي لصقت بالمتفقد والتي يرى فيها جانب من المدرسين أنه مجرد مسند للعدد البيداغوجي؟   هذا من إرث العهد السابق حتى أن هناك من شبّه دورالقطاع بالـ »بوليس البيداغوجي » وسنعمل على تغيير هذه الصورة في إطار التعاون والشراكة مع نقابة التعليم الأساسي ليكون المتفقد مرافقا ومؤطرا ومجددا يصغي للمربي ويتفاعل مع ما يصدرعنه من مبادرات التجديد والتطوير للمنظومة التربوية.   كيف تنظر النقابة لمشروع الإصلاح الذي تقدمت به وزارة الطيّب البكوش والمعروض حاليا على بساط الحوار والتشاور؟   نحن نبارك هذا التمشي الذي فسح المجال أمام مختلف مكونات المجتمع والمهتمين بالشأن التربوي للتفاعل مع المقترحات المقدمة وإثراء النقاش حولها. فهي مجرد تصورات ومقترحات وليست نتائج نهائية.  على مستوى المضمون أعتقد أنّ الإصلاح ينبغي أن ينطلق من »الساس » ومن القواعد الرئيسية التي تستند إليها المنظومة وهنا تستحضرني مقاربة الكفايات الأساسية التي لا يمكن أن تنجح في بيئة غير بيئتها الغربية لأنها مسقطة على منظومتنا التربوية بفعل تعليمات البنك الدولي وما دره من تمويل لتوطين هذا النظام عندنا. إن ارتباط التربية بالمال الخارجي خطرعلى المنظومة ولا بد من العمل على ضمان استقلالية القطاع وضمان سيادة القرارالتربوي بعيدا عن دوائر المال العالمي.   إن الإصلاح التربوي ملف ليس بالهين لكنه ليس بالمستحيل شرط أن يساهم في وضع التصورات والمقترحات أهل القطاع لأن المسؤولين عن التربية هم رجال التربية وأي إصلاح يجب أن يطبخ داخل الوزارة دون غيرها لهذا أخشى أن تكون خطة المستشار المكلف بالإصلاح التربوي لدى رئيس الحكومة التي تم إحداثها غير بريئة وتجعل من وزير التربية عون تنفيذ وهو ما لا يستقيم ونأمل أن يأخذ قراره بكل مسؤولية.   مؤتمر المنظمة الشغيلة   بعيدا عن المجال التربوي وكنائب بالمؤتمرالثاني والعشرين لاتحاد الشغل كيف تنظر إلى تعدد القائمات المترشحة لعضوية المركزية النقابية وإلى خطرتجاذبات التسييس التي تتربص به؟   رغم انتمائي للإتحاد منذ ربع قرن أعتقد أنّ لهذا المؤتمر طعما خاصا باعتباره الأول بعد الثورة وهو يذكرني بالمؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد على يد فرحات حشاد والإتحاد اليوم في مفصل تاريخي مستهدف من جهات تتربص به… جهات تعلم جيدا أنّ الحجرة الحقيقية التي تقف أمام برامجها هي الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمة ملك الشعب التونسي لهذا سيظل الاتحاد لصيقا بشعبه ومطالبه. علما أن الاتحاد لا يطمح في السلطة وسيكون دائما قاطرة المجتمع المدني في مراقبة انحراف السلطة في مختلف مستوياتها والضمانة الوحيدة حسب تقديري للمحافظة على قيم المجتمع التونسي في الحداثة والتطور. ورغم تنوع أطياف الاتحاد من الداخل فإن المشترك بين النقابيين أنهم يختلفون في الاتحاد لكنهم لا يختلفون عليه وبالتالي فإني على يقين أن هذه اللحمة ستكون مجسدة عبر قائمة واحدة موسعة وتوافقية في المؤتمر وستخرج المنظمة قوية كما كانت دائما وسنعمل على انتخاب قيادة نقابية تدافع بالأساس على الاجندة النقابية أما الحسابات السياسية فلها « حوانيتها » خارج المنظمة. حوار منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


 

مؤتمر الاتحاد والاستحقاقات الوطنية


صالح عطية ـ يفتتح الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم مؤتمره الثاني والعشرين، وسط تجاذبات في داخله وصراعات من حوله، بخصوص مستقبله في المشهد الاجتماعي والسياسي الجديد في بلادنا.. ويواجه النقابيون في هذا المؤتمر، استحقاقات شديدة الأهمية، ليس أقلها وضع تصور جديد لعمل هذه المنظمة النقابية العريقة، يبقي عليها كطرف تعديلي في الساحة الاجتماعية من ناحية، وكقوة اقتراح من شأنه المساهمة في بلورة حلول للملفات الاجتماعية الحارقة من ناحية أخرى. لا شك أن الاتحاد، كان أحد أبرز الأطراف التي ألهبت فتيل الثورة، ورفعت سقف مطالبها الاجتماعية والسياسية، لكن ذلك لا ينبغي أن يحوله الى أداة في أيدي بعض الأطراف السياسية التي تحاول الزج بالمنظمة في أجندات ورهانات حزبية، فاستقلالية الاتحاد، مسألة مركزية في تقاليده ودوره ووظيفته ومستقبله، أسس لها الزعيم فرحات حشاد، وحافظت عليها أجيال من القيادات النقابية الوطنية، بعيدا عن مختلف أشكال التحزب والمقاربات الايديولوجية. وأمام المؤتمرين اليوم، رهان قطع الطريق أمام بعض الفلول السياسية، ممن تحاول الانزياح بالاتحاد الى المتاهات الحزبوية والفئوية الضيقة، لأن نجاح هذه الأطراف، معناه بداية النهاية للاتحاد، ولا نحسب أن النقابيين غير واعين بهذا الأمر، بل لا نعتقد أنهم مستعدون للمساومة على هذه الاستقلالية، دون أن يعني ذلك، عدم انخراط الاتحاد في هموم شعبنا. إن الساحة النقابية اليوم أمام وضع اجتماعي واقتصادي لافت، فعدد العاطلين والمعطلين عن العمل تجاوز الـ800 ألف شخص، وعدد الشركات الأجنبية التي أغلقت أبوابها بسبب الاضرابات والمطلبية الجارفة، بات أمرا محيرا، والاعتصامات تشل الحركة الانتاجية والصناعية في أكثر من موطن من البلاد، ورجال الأعمال يرقبون الوضع بتردد وإحجام عن الاستثمار وخلق فرص العمل، في انتظار انفراج المناخ الاجتماعي. هناك مسؤولية تاريخية مطروحة على عاتق النقابيين في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الدقيق الذي تمر به بلادنا، والحكمة تقتضي أن يكون الاتحاد العام التونسي للشغل ـ كما كان دائما ـ جزءا من الحل، وليس طرفا في المشكلة.. وعلى النقابيين أن يلعبوا دورهم في تغيير معادلات الوضع الاجتماعي المتردي في إطار من التوافق مع الاطراف الاجتماعية المختلفة، من أجل توجيه رسائل اطمئنان للمستثمرين وأصحاب الشركات والعمال وعموم الشعب التونسي.. ومن المؤكد أن القيادة الجديدة الشابة التي سيفرزها مؤتمر الاتحاد، ومهما كانت انتماءاتها السياسية، ستسارع الى مد يدها للحكومة ولجميع المكونات الاجتماعية من أجل المساهمة في اخراج البلاد من المأزق الراهن، حتى يكون لشعار مؤتمر الاتحاد «أحبك يا شعب» معنى وقيمة رمزية وسياسية، تبدو البلاد بحاجة ماسة إليها في الوقت الراهن. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


خلف الستار «المعارضة المجلسية» حارس.. رقيب رغم الأسلوب المستفز !


كثيرا ما كانت «المعارضة المجلسية» عرضة لانتقادات شديدة، من الرأي العام وقسم من المراقبين والإعلاميين.. وكنا في هذا الركن بالذات قد تعاطينا نقديا مع «الأقلية» في المجلس الوطني التأسيسي، واعتبرنا أداءها خلال مناقشة مشروع التنظيم المؤقت للسلط العمومية، في غير التوقيت المناسب، سياسيا واجتماعيا بالنظر للظرفية الحرجة التي تمر بها بلادنا.. بدت أحزاب المعارضة في المجلس التأسيسي، وكأنها تغرد خارج السرب، فانتقاداتها، ومواقفها، وتصويتها الذي يرفع شعار «لا» في وجه ما قدم على أنظار المجلس الى حد الآن، يوحي وكأن هذه المعارضة، متفقة على أجندة وحيدة هي، مناكفة الأغلبية او «الترويكا» مهما كان مضمون ما تقدمه او وجاهته بالنسبة للدولة والمجتمع.. والحقيقة، ان المتأمل في الدور الذي لعبته «الأقلية» في المجلس التأسيسي إلى حد الآن، لا يبدو على تلك الدرجة من «الشيطنة» التي يحرص البعض على تسويقها.. صحيح ان بعض المداخلات المتشنجة لنواب الأقلية، ساهمت في ترسيخ صورة «نمطية» أو تكاد، بشأن دور «المعارضة المجلسية» لكن تلك تبدو الوجهة الأولى للعملة، التي تبدو فيها بعض الأصوات وكأنها تحمل «معولا» لهدم كل ما تجود به الأغلبية أو الحكومة، أما الوجهة الخلفية للعملة، فتعكس مقاربات نقدية وجيهة، رغم الأسلوب المستفز الذي يكتنفها.. لقد دخلت البلاد منذ العام 1959 تاريخ التصديق على أول دستور لتونس بعد الاستقلال في مسار لبناء الدولة الحديثة، لكن بآليات استبدادية وديكتاتورية أشـّر لها ذلك الدستور، الذي انجز بمنطق «الأغلبية المطلقة»، ولم يجد من بين أعضاء المجلس القومي التأسيسي آنذاك، من يقول «لا» أو يعترض على «تغول»السلطة التنفيذية مجسدة في حجم السلطات التي استحوذ عليها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وبنى من خلالها أسوار الدولة التسلطية، عاصفا بذلك أحلام الجيل الذي أطرد المستعمر، ما جعل موضوع الحريات والديمقراطية، «الرقم الصعب» في تاريخ الحكم التونسي الحديث، ولولا الثورة العظيمة التي قام بها شبابنا ذات 14 جانفي 2011، لكانت المسألة الديمقراطية مؤجلة، ولاستمرت عذابات التونسيين.. لذلك يبدو موقف «المعارضة المجلسية» اليوم شديد الاهمية لانه يريد ان يلعب دور «الحارس الرقيب»، حتى لا يكون هنالك مجال لأي كان لاستعادة آليات النمط البورقيبي أو النوفمبري في الحكم.. وفي هذا السياق، على الأغلبية في الجلس الوطني التأسيسي، أن تتعامل بكامل الجدية مع انتقادات «الأقلية»، حتى وان بدا بعضها مستفزا وذاتيا، وتثوي خلفه مقاربات ايديولوجية وسياسوية.. فالحاكم الرشيد هو من يبحث عمن يكشف له عيوبه، وليس عمن يزين له هذه العيوب.. لكن هذه المعارضة مدعوة الى تجنب التشنج والاستفزاز وتجاوز حالة التوتر التي تبدو على ملامح بعض اطرافها قبل مداخلاتهم.. ربما احتاج الأمر الى بعض الوقت لكي يبنى التوافق بين الطرفين، وتصبح مصلحة البلاد العليا، ـ وليست الأغراض الحزبية ـ هي المهيمنة على انتقادات المعارضة وملاحظاتها، وعلى مشاريع الحكومة ومقترحاتها، وما ذلك بعزيز على الطرفين، طالما توفرت الإرادة وحسن النوايا، والرغبة الجماعية في بناء دولة جديدة، الذي يبقى مسؤولية جميع الأطراف، عسى ان تستفيد الأجيال القادمة من ثمار التعدد الراهن في الرأي والمقاربة، على قاعدة التجانس والالتقاء على المشترك.. إنه التحدي الذي يواجه الجميع، أغلبية وأقلية داخل المجلس التأسيسي وخارجه، ونحسب ان طرفي المعادلة واعون تمام الوعي بذلك. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


حول محاولة إحياء الإتحاد العام التونسي للطلبة


 
 
 
إن الشرعية النضالية التي إكتسبتها منظمة أو فئة ما لا يمكن إلا أن تكون إلاّ مبعثا للتقدير
و الإحترام . و لذلك من واجبنا اليوم تقدير و إجلال كل نضالات أبناء هذا الوطن.
فمن وسعنا اليوم إلاّ أن نقدم إلى كل هؤلاء تحية إكبار .
نوجهها إلا كل الذين مهّدوا لنا الطريق و سقوا الأرض دمائهم .
لكن ليس من الإنصاف أن نوقف التاريخ عند تلك اللحظة و أن نقف أكثر مما يلزم .
إن وقوفنا لا يمكن أن يكون إلاّ للإعتبار و أخذ نفائس تلك الملحمة التاريخية التي تعدّ من المراحل الذهبية في تاريخ الجامعة التونسية .
لكن ليعلم من أراد و من لم يرد أن التاريخ لا يمكن فرضه بالتعسف .
من حق قدماء الإتحاد العام التونسي للطلبة إحياء ذكرى الإتحاد كأحد الأزهار اليانعة في تاريخ الجامعة التونسية و البلاد عموما , و أنا كطالب أرى من واجبي أن أتقدم بلإمتنان لكل السابقين من الشهداء و المفقودين و الذين مازالوا على قيد الحياة لأقول أن تلك التجربة ذخر للجامعة يستفاد و يعتبر منها .
لكن أقول أيضا إلى قدماء الإتحاد و إلى الطلبة اليوم :
إن التاريخ لا يفرض بالتعسف , إن التفكير في الساحة الطلابية و مستقبل الحركة الطلابية يفترض مناّ الوقوف للتمعّن و الإستفادة من التاريخ و نضالات كل أبناء الجامعة على إختلاف أجيالهم .
لكن أن يتحول التاريخ إلى سلطة يتم فرضها بالتعسف هو أمر خارج سياق الواقع اليوم و فيه تعسف على التاريخ في حدّ ذاته و تعسّف على الطالب اليوم .
 » ولد الإتحاد العام التونسي للطلبة بفضل قرار طلابي ديمقراطي في مؤتمر الحسم  » : يقول الأمين العام للإتحاد العام التونسي للطلبة عبد اللطيف المكي حين حظر نشاطه في إحتفالية أقامتها رابطة قدماء الإتحاد إحياء لذكراه و تحفيزا على إحيائه يوم السبت 9 جويلية 2011 .
ولذلك أقول إن ولادة أي منظمة طلابية أو إحيائها لا يمكن أن يكون قرار من قبل القدماء كسلطة و إرادة سياسية وهذا الأمر ينطبق أيضا على الإتحاد العام لطلبة تونس اليوم أيضا
و ما الأزمة التي يعيشها إلا دليل على ذلك .
إن و لادة أي منظمة طلابية أو إحيائها لا يمكن أن يكون إلاّ فعلا نابعا عن إرادة طلابية .
لذلك أقول إن إحياء الإتحاد العام التونسي للطلبة لا يمكن أن يتحقق بالشكل الحقيقي كقرار طلابي اليوم مادام يأتي كمحاولة محاكاة سطحيّة للتاريخ تحمل تعسفا على الواقع و على الطالب .
إن الروح النضالية للإتحاد يمكن إستعادتها من أجل بناء مستقبل الحركة الطلابية اليوم .
لكن فرض تجربة تاريخية لها شروطها بشكل تعسفي و سطحي فهوأمر خارج الزمن السياسي و نابع عن هيمنة العواطف و إغفال لواقع الحياة الطلابية .
يمكننا أن نعيد روح تجربة الإتحاد كغيرها من التجارب التي يمكن أن يستفاد منها دون فرض عودة الإتحاد كهيكل , لأنها تجربة تاريخية يمكن الإستفادة منها دون محاكاة سطحية تأتي إنعكاسا ً لإرادة سياسية معزولة عن واقع الساحة الطلابية .
 
*كتب يوم 9 جويلية 2011 على هامش التظاهرة التي أقامتها رابطة قدماء الإتحاد العام التونسي للطلبة بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة .
علي الكنيس


هل صنعت الانتفاضة التونسية ثقافتها؟


الإثنين, 26 ديسيمبر 2011
 
محمد الغزّي
 
في مناخ عربيّ ساكن، خامل، منكمش، تفجّرت فجأة المدن التونسيّة منادية بسقوط الطاغية، فاتحة صدرها لرصاص قواته، مصرّة على رحيله. كانت لحظات تاريخية تلك التي انحدرت فيها حشود الشباب الغاضبة إلى شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية مردّدة شعارها الأثير: الشعب يريد إسقاط النظام.لا أحد تمكّن من الوقوف في وجهها، أو الحدّ من اندفاعها وتقدّمها… لقد تحوّلت حشود الشباب إلى موجة هائلة، قويّة ارتفعت عالياً حتّى جرفت، في ظرف وجيز، رأس السلطة وأدخلت تونس في بدء جديد.
 
هذه الثورة لم تفاجئ العالم فحسب بل فاجأت التونسيين أيضاً أو على الأقلّ فاجأت فئات عدة من التونسيين من ضمنها المثقّفون… فهؤلاء قد تخلّوا، مثلهم مثل المثقفين العرب، عن خيار الثورة منذ سقوط حائط برلين وانكسار المشروع القومي، واقتصروا على الدعوة إلى الإصلاح والتحديث. لهذا وجدوا أنفسهم، عند اندلاعها ،منفصلين عنها، غير منخرطين فيها، فاكتفوا، في أحسن الأحوال، بالتحمّس لها والإسهام الرمزيّ فيها، الأمر الذي جعل الباحث التونسيّ معزّ السالمي يقرّ أنّ كلّ المثقفين فوجئوا، في الواقع، بأمرين، أولهما بإمكانات الشعب وقدراته الهائلة، وثانيهما بعجز النخبة الفادح واستقالتها المريبة… لقد فاجأ التونسيّون التونسيين، هذا ما يمكن أن نستنتجه من البحوث التي تناولت الثورة بالنظر والتأمّل.
 
غياب وتهم
 
غياب المثقفين عن وقائع الثورة دفع البعض إلى إدانتهم وربّما إلى كيل التهم لهم. فالثورة التونسيّة كانت من الثورات القليلة التي لم تتقدّم مخفورة بأدبائها وشعرائها ومفكّريها.فالنخبة لم تكن وراءها كما لم تكن أمامها. إنها ثورة بلا نخب بل ربّما ذهبنا مذهب القائلين إنّها انقلاب الشباب على النخب التقليديّة بعد أن وقفوا على تردّدها وربّما على تواطئها… لهذا عوّلت الثورة على نخبها الجديدة التي أدارت باقتدار عجيب منظومة الاتصالات الحديثة واستخدمت بنباهة فائقة الوسائط الرقميّة وأتاحت للثورة أن تكون، متخلّية بذلك عن المثقف التقليديّ الذي هادن السلطة السابقة وربّما أضفى مسحة جماليّة على نظامها القامع على حدّ عبارة بعضهم.
 
بسبب من كلّ هذا، أشيع جوّ من الرّيبة حول بعض المثقفين فيما احتفل بالبعض الآخر وأتيح له أن يتقدّم المشهد الثقافيّ. كان الرّهان يتمثّل في منح الثورة بعدها الفكريّ والإبداعيّ ومضمونها الروحيّ والجماليّ… والآن بعد مرور سنة على اندلاع الثورة نريد أن نسأل: هل تحقّق هذا الرهان؟ وهل استطاعت الثورة أن تصنع أدبها وشعرها وفكرها؟ وهل تمكّنت الثقافة التونسيّة من الانفتاح على أفق جمالي وفكريّ جديد؟
 
إنّ المتأمّل في المشهد الثقافيّ التونسيّ بعد الثورة يلحظ، أوّل ما يلحظ، عودة نمط من الأدب خلناه قد اندثر منذ زمن بعيد وبات ذكرى بعيدة تحيل عليه كتب تاريخ الأدب من حين إلى آخر، ونقصد بذلك الأدب الملتزم وهو الأدب الذي يستخدم اللغة المتعدية تحيل على الخارج النصّي ومنه تستمدّ معناها.
 
كثيرون هم الشعراء والكتاب الذين ارتدّوا إلى هذا الأدب تحمّساً واستئناساً بأشكال جاهزة للتعبير عن احتفائهم بالثورة وتمجيدهم لرموزها. في هذا السياق أصدر الكثير من الشعراء كتباً شعريّة تدور على الثورة وتتغنّى بقيمها، وفي هذا السياق أيضاً أصدر اتحاد الكتّاب التونسيين الجزء الأول من ديوان الثورة ستعقبه أجزاء أخرى في القريب العاجل، وفي السياق نفسه تعدّدت الجوائز تمنح لأفضل قصيدة كتبت عن الثورة ولعلّ أهمّها جائزة أبي القاسم الشابي للبنك التونسي التي ستمنح لأفضل قصيد تمّ نشره من يوم 14 كانون الثاني (يناير) 2011 إلى يوم 30 حزيران (يونيو) 2012 موضوعه الثورة التونسيّة المباركة «وجائزة العميد صلاح الدين العامري للثقافة والعلوم» التي رصدت جوائز سخيّة لأفضل القصائد التي تغنّت بثورة الياسمين.
 
حماسة طارئة
 
وإذا استثنينا قصائد المنصف الوهايبي والصّغير أولاد أحمد، فإن القصائد التي نشرت كانت، في الواقع، انفلاتاً تلقائيّاً للمشاعر، وتعبيراً مباشراً عن حماسة طارئة. لقد نسي شعراؤها، في غمرة حماستهم، أنّ الشعر ليس الانفعال وإنّما هو تحويل الانفعال إلى شكل، أي إلى طريقة في القول مخصوصة، أي إلى كتابة على غير مثال سابق… فالفنّ مثل الحياة لا يتجلّى على هيئة واحدة مرّتين، كلّ تجلّ يأتي في شكل جديد ويذهب في شكل قديم.
 
ومثل الشعر كانت الأعمال السرديّة. فقد جنحت، هي الأخرى، إلى الاحتفاء بالثورة أو إلى العود إلى الماضي تلتقط بعض لحظاته الدالّة. ولعلّ أشهر الأعمال السرديّة التي صدرت بعد الثورة رواية الكاتب والشاعر سمير ساسي الموسومة بـ «برج الرومي وأبواب الموت». وهذه الرواية التي جاءت في 174صفحة تصوّر، بحسّ دراميّ، ما عاناه المعتقلون الإسلاميّون من تنكيل في برج الروميّ. وهذا البرج استخدمه النظام السابق سجناً لعتاة المعارضين، يحاصرهم البحر من جهة والجبال الشاهقة والأسلاك الكهربائية من ناحية أخرى. وقد اعتقل فيه الكاتب مدّة عشر سنوات في ظروف قاسية.
 
صوّرت هذه الرواية، بواقعية مفرطة، أصناف التعذيب التي تعرّض لها ورفاقه في أقبية وزارة الداخليّة ثمّ في حجرات السجن المظلمة. وعلى رغم أنّ الكاتب قادم إلى الرواية من الشعر، إلاّ أنّ هذا العمل أخذ،في أغلب الفصول، شكل شهادة… لكنّها الشهادة الصادمة والتي سجّلت بحرارة وصدق كبيرين تجربة الكاتب مع السجن والسجّانين. تصدّرت هذه الرواية قائمة الأعمال الأكثر مبيعاً في تونس وتقبّلها القرّاء باحتفاء كبير واعتبرها البعض أنموذجاً للرواية الحديثة في تونس.
 
أمّا في مجال المسرح، فقد تعدّدت الأعمال التي اتّخذت من الثورة محوراً لها: بعضها جديد استلهم أحداث الثورة ووقائعها وبعضها قديم أعيدت صياغته ليتّفق والظروف السياسية والاجتماعيّة الجديدة… على أنّ أهمّ مسرحيّة شدّت الانتباه هي مسرحيّة «الخلوة» لتوفيق الجبالي. تنطلق هذه المسرحيّة من «الخلوة»، وهي المكان الذي يختلي فيه المواطن ليختار مرشّحيه، لتثير جملة من الأسئلة السياسيّة الحارقة لعلّ أهمّها سؤال السياسة في علاقتها بالمقدّس. كان الجبالي وفيّاً لأساليبه المسرحيّة السابقة، فمثلما أوْلى العرض عنايته، نجده قد أوْلى اللغة أيضاً كلّ اهتمامه.
 
هذه بعض الأعمال الفنّية التي أنجزت في ظلّ الثورة التونسيّة وهي تعدّ كما يجمع المهتمّون بالشأن الثقافي امتداداً لثقافة ما قبل الثورة…فالوضع الثقافيّ، كما يقرّ الشاعر المنصف الوهايبي لم يتغيّر «كما كنّا نتوقّع، وكما كنّا نتمنّى» وربما ارتدّ ذلك إلى «أنّ المشهد الثقافيّ قبل 14 كانون الثاني كان مشهدا يعاني الكثير من الالتباس والكثير من الإرباك بحكم أنّه كان ينتمي إلى المشهد السياسيّ الأعمّ، وبحكم ما كان مسلّطاً على التونسيين من رقابة ومنع وقمع… وبالتالي يصعب أن يتغيّر المشهد الثقافيّ خلال هذه الأشهر القليلة».
 
 
(المصدر: موقع « دار الحياة » بتاريخ 26 ديسمبر 2011)
 


بسم الله الرحمان الرحيم

رفعت الأغلال فإلى البناء


رياض حجلاوي
 
هذه الأيام التي نعيشها هي أيام انطلاقة شرارة الثورة التي فجرها محمد البوعزيزي برفضه للأغلال التي كبل بها الشعب التونسي خلال عقود فاستشرى الخوف من المؤسسة الأمنية التي كانت تتعامل بالتعليمات من النافذين دون مراعات للقانون
 
المؤسسة القضائية لم تكن تختلف في تعاملها مع فئات من الشعب بالتجريم والعقاب للاختلافات السياسية
 
هذا الخوف عطل طاقات كثيرة من أبناء تونس على الفعل والإبداع وكذلك فرض أسلوبا من التعامل بين المواطنين يغلب عليه النفاق
 
هذه الأغلال كسرتها الثورة وأعادت للمواطن كرامته وللقانون سلطته دون تحيز لأي جهة
 
هذه السنة من عمر الثورة بنيت فيها مؤسسات شرعية من مجلس تأسيسي ومؤسسة الراسة والحكومة
 
هذا البناء متين لما ارتكز عليه من انتخاب حر ونزيه سيعيد الثقة بين المواطنين والوزارة الجديدة إذا أحسنت الحكومة إدارة المرحلة القادمة
 
من الألويات التي تعيد الثقة بين المواطن والإدارة الجديدة هو تشريكه في مراحل التنمية من قريب وعملية التشريك تختلف بين الريف والمدينة
 
إذا أخذت كمثال جهة سيدي بوزيد التي أغلبيتها أرياف ومواطنو هذه الأرياف غير مشركين في أي قرارات لأن المؤسسات القديمة للنظام السابق من شعب وعمادة ومعتمديات لم تبق لها فاعلية واليوم لا نزال في مرحلة انتقالية ولم تبن مؤسسات جديدة فلا بد للحكومة الجديدة من إيجاد هياكل وقتية وكذلك التعامل مع الجمعيات التي تأسست للعمل في مجال التنمية
 
هذه الهياكل والجمعيات تتعاون في مسح هذه الأرياف وتشريك المواطنين في أيام دراسية لإعداد كراس للتنمية يكون الأساس للمشاريع التنموية
 
هذا التشريك سيعين الحكومة على كسب ثقة المواطنين ودفعهم للمساهمة في البناء وسيعزل كل الفآت التي لا تريد البناء والتنمية
 
إن الفراغ الذي أحدثه غياب الهياكل القديمة شجع على استشراء الإشاعة ومن ورائها الحرق والإتلاف للمؤسسات العمومية
 
إن البناء والتنمية الذي سيكون عنوان هذه المرحلة لا يكون فوقيا بل يشرك فيه كل المواطنين حتى تبنى الثقة بين الوزارة الجديدة والشعب


حركة 24 أكتوبر..والانتقام الحداثي


 
 
 
نصرالدين السويلمي
 
بعد نجاح الثورة التونسيّة وإنجاز انتخابات شفافة ونزيهة ترقّبنا أن تتخلى بعض النخب عن مصطلحات الصالونات الجافّة والثقيلة من قبيل الراديكاليّة ، البرغماتيّّّة ، الجدليّة ، الإرستقراطيّة ، الشوفينيّة ، الأوتوقراطية .. وأن تباشر إشتراكها مع الشعب في مصطلحاته الآنية المُلحّة من قبيل الاستثمار، الاكتفاء ، التكافل ، الايثار، التآزر ، التبرّع.. كل من موقعه ، سفراء لبلادنا ، يد واحدة.. نزرع.. نسقي..نبني.. فإذا بهم لم يرتقوا إلى مستوى المصطلحات المُلحّة ولا هم ثبتوا على مصطلحات الصالونات بل تردّوا إلى مصطلحات الحانات وأصبح حديثهم همزا ولمزا ولغوا.. هذه تتكلم عن الحرقوس والكشطة والأخرى عن الشلايك والتبوريب وآخر وهب لنفسه صفة المثقف يستهدف من انتخبهم الشعب بعبارات نابية ثم يختم فقرته بـــ هعهعهعهعهعهع.. إنّ بعض الجهات التي اعتقدت وصدّقت أنّها تمثّل الثقافة والفكر في تونس هي تلك التي ولدت وترعرعت هناك بعيدا عن الشمس قريبا من الثلج، ثم تحصّلت على نيابة السّاحة الثقافيّة بمرسوم رئاسي يخوّلها استغلال السّاحة الوطنية وإدارة شؤنها دون سواها ولأجل غير مسمى بعد أن تبيّنت براءتها التامّة من شبهة العلاقة بالشعب وقضاياه ومشاغله وتطلّعاته ، لقد كان لبارونات الفكر والثقافة اليد الطولى في تثبيت أركان حكم الجنرال المخلوع.
 
فجأة تبخّرت الكلمات الأنيقة وتعرّت الثقافة من ثقافتها، فجأة انحنى البرستيج أمام عواصف الكره وتخلّت العبارات عن مستحضرات الإتيكيت، فجأة أصبحنا نستمع إلى صنوف من العار والتفريض الأكاديمي.. فجأة أصبحت النخبة « تشابط »…. فجأة حوّلت النخب الفاشلة عرس تونس الإنتخابي إلى مأتم يُخيّم عليه التعديد والنديب والنحيب… فجأة حوّلت هذه النخبة شهر العسل إلى أربعينيّة ، والتهنئة إلى عزاء ، والزغاريد إلى عويل والمواويل إلى تأبين.. فجأة هبّت رياح23 أكتوبر فأطفات سراج العقل ووسوسة الهزيمة لبعض النخب فأصبح جزافا أول رئيس لمنظمة حقوق إنسان عربيّة نرجسي لا يفهم في حقوق الإنسان.. وأصبح الرئيس الذي انتخبته تونس أسوأ من الرئيس الذي أهان ونكّل وقتل ودمّر وسرق تونس..
 
..فجأة أصيبت تنويريّة بتخمة استنارة فأصبحت تعاقر العنف اللفظي وتخلّت عن المحاججة بالنصف الفوقي الذي محله القلب والعقل، وباتت تحاجج بالنصف السفلي لتحرج به خصومها المحافظين..فجأة انقلبت المفاهيم واًصبحت ترويكا الشعب تسمى بترويكا العارّ.. لقد وصل الأمر بإحداهن أن قالت « تذكّرني ثورة الشّعب التونسيّ اليوم بالرّجل الّذي أراد أن ينتقم من زوجته فأخصى نفسه… ».. تعست ثقافة تنتعش بحضرة الدبابات وتمارس الرضا تحت الأحذية السميكة للفرق الأمنيّة وتصاب بالزهايمر حين تلمح صناديق الإقتراع ، تعست ثقافة تسرف في احترام الإنقلاب وتتقشف في احترام الإنتخاب.. تعست ثقافة ألهت نفسها لعقود بأنف كيلوبترا وتاريخ الرسم على البلور وعلاقة فنّ الباليه بقصر فرساي الفرنسي في الوقت الذي كانت فيه الجماهير محصورة في الزوايا لا تُشاور في مصيرها ولا تختار حتى طريقة موتها وحين حرّرت نفسها وأصبحت تختار نمط حكمها وطريقة عيشها.. حينها فقط تذكّر الثقافي في بلادنا وبعد عقود ولمّا فرّ البعبع أنّ علاقة عضويّة ما تربطه بالسّياسي.
 
من كان يعتقد أنّ إنفلونزا أكتوبر يمكن أن تضرب في عمق النخبة فتحيل منتوجها الفكري إلى ركام من الكره ، وتحيل العقل المستنير إلى ماكينة هائجة تعلّب الحيل وتصنع الإحباط وتضخّ الفوضى الخلاقة في مفاصل الدولة ومؤسسات الشعب ،عندما يعمد رهبان الفكر والثقافة إلى البلاد فيختزلونها في عاصمة والعاصمة في ضاحية والضاحية في صالون تتخلق فيه بطونهم وأوداجهم وتصاب وجوههم بحمرة مصنّعة ، وتختنق اللغة على شفاههم تتناوشها لكنة ولحن وعجمة ، عندما يعتقد هؤلاء أنّ أفكارهم آريّة سيصدقون حتما أنّ أجسامهم المدسوسة في بدلات أنيقة لمّاعة هي أيضا آريّة، وحين يبضعون الآدميّة ويستحدثون لها درجات وسلم ورتب ويعيرون مظاهر الناس بمعيار يستجيب في شروطه لهياكل النبلاء ، حينها يصبح من الصعب عليهم بل من المستحيل أن يقبلوا في قلعتهم التي احتلوها منذ أكثر من نصف قرن رجل قادم من العمق، يستحيل على عقول اصطناعية مستوردة أن تقبل في صفوفها بضاعة وطنيّة طبيعيّة ذلك لأنّ الصدمة أقوى من الأسوأ..
 
يا الله ما هذا؟ رجل لونه كلون العوام وقشرته مثخنة بسمرة تعرّضت طويلا للشمس والريح ولباسه وضيع كلباس الشعب يتجرأ ويطلب رأس الدولة وعلى الملأ.. أأشباه أجسام خارجة لتوّها من السجون يظنّ المرء أنّ أقصى أمانيها شاي وسكر وخبز مغموس بمرق.. فإذا بها تتطلع إلى مناصب محجوزة للسّادة والنبلاء!!!
 
أتعفر مجالس الوزراء برمال الصحراء وتفوح رائحة الحلفاء والفصفاط في بهو آبائنا وأجدادنا؟؟
 
يا معشر النبلاء تنادواوتداعو وآذنوا في أنصاركم يأتوكم من كل الصالونات، واستميتوا في الدفاع عن مكتسباتكم لا يقولنّ عنكم الناس « أولئك قوم خانوا أمانة ديغول!


لكي لا تجني براقش على أهلها


عبد الله بن عبد الرحمان

غضب أحد الرجال من زوجته فأراد معاقبتها فما كان منه الا ان خصى نفسه. هذا ما يريد الكثير من الحمقى فعله اثر غضبهم من حركة النهضة التي فازت في الانتخابات الاخيرة فعقاب الترويكا ومن وراءها النهضة يبدأ باصابة تونس بالشلل وكأن هذه الشامخة من البحر للجبل ومن الصحراء للوادي يمكن أن تختزل في حركة لا يتجاوز عمرها ال30 عاما وان هذا البلد الاخضر ضارب القدم في التاريخ والعراقة بلد ابن خلدون والشابي ومحمد الاوسط العياري هذا الذي ضحى الالاف حتى من قبل الاستقلال بالغالي و النفيس من اجل بنائه وعزته هو بلد النهضة وحلفائها فقط .هل من المعقول ان ندمره لان نسبة من الشعب صوتت لغيرنا في اول انتخابات حرة انتظرناها طويلا بل وناضلنا وتغربنا وسجنا وكما قيل هرمنا من أجلها .الواقع الآن ان الحركة وحلفاءها تحكم تونس و »الحكم لله يؤتيه من يشاء و ينزعه ممن يشاء » وقد نالوا ثقة مجلسنا التأسيسي فليس علينا الآن الا أن نعطيهم الفرصة لحل مشاكل تونس المتافقمة والتي يريد المتآمرؤن زيادتها في غياب وعي الكثير من الوطنيين الصادقين منا. فالنقابيون الحقيقيون لا يرضون أبدا أن يقفل مصنع ولو تنازلوا عن بعض حقوق العمال و الوطنيون الحقيقيون لا يقبلون بتعطيل مرافق الدولة ولا ان يتوقف الانتاج في مصانعنا و حقولنا وان تتوقف الدراسة في جامعاتنا وان يرجع شعبنا الصبور الى الخمسينيات من القرن الماضي حيث تطبخ امهاتنا على الحطب وترد الماء من الابار البعيدة لان بعضهم أغلق مصنع الغاز والاخر قطع انابيب المياه حتى ولو حكمنا بن علي .
حري بنا في هذه اللحظة التاريخية الهامة ان نشمر عن سواعد الجد وان نعود للعمل بطاقة اكبر للتعويض عما فاتنا وللحاق بركاب أمم لا تختلف عنا في شئ الا في حبها للعمل الجاد وحرصها على أوطانها { في سنة 1985 ذهب بعض مدرسي الكمبيوترالتونسيون للتدريس في جامعات كوريا الجنوبية في اطار التعاون الفني………} أما حركة النهضة وحلفاؤها فبيننا و بينهم موعد انتخابي قريب {لن يتجاوز 18 شهرا على الاكثر} ان احسنوا فلهم وان اساءوا أزحناهم عبر نفس الصندوق وان أبوا فعبر الشوارع وهم يعرفون شعبهم وقد خبروه من قبل .
في الولايات المتحدة يتساءل شباب  » احتلوا وال ستريت » عما وصلت اليه تونس و في روسيا انطلقت ثورة ضد الاستبداد يقول شبابها أن مثالهم تونس فلا تخيبوا أمل أحرار العالم فيكم فأنتم أحفاد حنبعل لا سياد بري{ زعيم الصومال في السبعينيات } ولا تسيئوا لدماء شهدائنا وخاصة شهداء كل من مصر وليبيا والبحرين واليمن و سوريا فنحن نتحمل اوزار دمائهم الى يوم القيامة.


الرئيس التونسى: قضيت 20 سنة تحت مراقبة البوليس السياسي.. واليوم أصبح يحميني


 
 
قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي، إن الأيام مرت بسرعة بعد قضائه 20 سنة تحت الاتهام ومراقبة البوليس السياسي، ولكن هذه المرة البوليس أصبح يحميه، مشيرًا إلى أن التغير هذه المرة في موقعه بالدولة، الذي يعد أفضل كثيرا، ليس لنفسه وإنما لشعب تونس.
 
وأكد في حوار خاص لبرنامج « الحياة اليوم » مساءأمس، أن إحساسه بعد الثورة لا يوصف، وأن الشعب التونسي منحه هذه الفرصة، وأشار إلى أن الديكتاتورية في تونس دمرت النظام الصحي والقضائي والنظام التعليمي والأمني، والسياسي بالأخص، حيث كان يدور حول شخص واحد فقط. إنما الآن نحن بصدد إعادة البناء فوق الخراب، لكل هيئات ومؤسسات الدولة، وأولها مؤسسة المجلس التشريعي لأول مرة في تاريخ تونس منذ 3 آلاف سنة، استطاع أهل هذا البلد أن ينتخبوا بكل سلمية وشرعية من يمثلهم، ثم البدء في وضع مؤسسة الرئاسة عندما تم انتخابه منذ أكثر من 10 أيام، والآن نحن بصدد وضع مؤسسة الحكومة التي ستبدأ عملها الأسبوع المقبل، وبهذا نكون قد أكملنا المؤسسات الثلاثة للدولة، وتبقى المهمة الصعبة بناء كل المؤسسات التي خربها الاستبداد.
 
أشار المرزوقي إلى أن التوافق الذي حصل بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المتنورين، هو ما يميز التجربة التونسية، فنحن قد أعددنا له طيلة 20 سنة من واقع نقاشات بينه وبين صديقه راشد الغنوشي، والتي أدت أن نقول أن تونس الآن حكومة بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين، وهي صيغة التجربة التونسية، فلا يمكن أن تحكمنا أنظمة إسلامية وحدها أو علمانية وحدها، خاصة إذا كان النظام الإسلامي متطرف أو النظام العلماني كذلك، فلن يقوم حكم ديمقراطي، وقال المرزوقي « أعتقد أننا نجحنا وهذه التجربة ستعطي تونس ما تريده من استقرار ورخاء ».
 
من ناحية أخرى أشار المرزوقي إلى أن نجاح هذه التوليفة لنجاح التجربة يكمن في عدد من الشروط، أولها هو أن نفهم التعددية في مجتمعاتنا، وقبولها مثل التعددية الاثنية أحيانا، والتعددية السياسية، مؤكدا على ضرورة التعايش السلمي في ظل تلك التعددية وتجاوز العقبات النفسية داخل المجتمع.
 
وأوضح المرزوقي أن التجربة التونسية طمأنت كل المواطنين التونسييين، حيث أكد أن القائمين على السلطة لديهم الخبرة والإرادة السياسية للتعايش وحل المشكلات، دون الوصول إلى مرحلة من مراحل فساد الدولةوردا على رسائل المؤسسة التونسية الجديدة إلى المؤسسة العسكرية والجيش، قال المرزوقي « إننا لم نكن بحاجة لبعث رسائل للجيش، لأنه من حمى الثورة، ولم يقبل أن يتدخل أو يضر بالمواطنين التونسيين »، كما يحدث في تجربة سوريا، مؤكدا على أن الجيش يحمي الشرعية الثورية في تونس، ولذا لم يجد الثوار صعوبة في التعامل معه. وأوضح أن الجيش قبل بشرعية الصناديق، ووصول حزب إسلامي للسلطة من خلال الانتخابات، فالمؤسسة السياسية لم تكن بحاجة لطمأنة الجيش، وإنما الاعتراف بدوره في حماية الثورة وتمكينه من القيام بدوره.
 
وأكد المرزوقي أن الأغلبية الحاكمة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المعارضة، وليس ككما هامشيا، وفي نفس الوقت أشار إلى أن الأقلية لا يجب أن تفرض رأيها، فهي يجب أن تلتزم بوزنها السياسي الذي نتج عن الانتخابات، وأكد أن يرفض ديكتاتورية الأغلبية، وإنما يجب التوازن بين الطرفين، واحترام رأي الأغلبية، مشيرا إلى أنه قرر فتح القصر الجمهوري لكل الآراء والأطياف السياسية.
 
وأوضح المرزوقي أنه لما انسحب الديكتاتور بقيت رواسب منها في النظام، والآن قد تغير الوضعن وأصبحت قوة الشرعية هي التي تحكم، وقال إنه أراد بعث رسالة طمأنة لكل القوى السياسية والاجتماعية، فنحن لسنا مع الانتقام أو الثأر، ولكن في نفس الوقت أكد أن من يحمل الشرعية هو من يحكم، والقانون هو الفيصل الأساسي في الدولة.
 
ومن ناحية أخرى أكد أن هناك ثورة مضادة، مشيرا إلى أن هناك عناصر للثورة، هي التي تفقد بها أولوية النظام الديكتاتوري على الثورة، وهي الثروة، والسلطة، وبالتالي حينما يفقد النظام المستبد السيطرة على هذه العناصر، فهم يحاولون استعادتها، والثورات عادة تقوم بمحاكمات والتخلص من بقايا النظام السابق. وإنما نحن في الثورة التونسية لم نقم بهذا وفي نفس الوقت نقوم بمراقبة هذه القوى وخضوعها للقانون، مؤكدا معرفته بأخطار الثورة المضادة وكيفية مواجهتها، للدفاع عن الثورة التونسية بكل الوسائل القانونية والسلمية.
 
وفيما يتعلق بالوضع في مصر، قال المرزوقي إن الوضع في مصر أعقد من تونس في التعامل مع حماية الحريات العامة خاصة مع صعود التيار الإسلامي، وأشار إلى أنه يجب على المصريين إيجاد التوازن بين كافة الأطراف بقدر ما أوجده التونسيون بشكل نسبي، وأما فيما يتعلق بقبول التعددية خاصة حرية المرأة، فإن الدولة المدنية وظيفتها حماية كل الأطراف، وليس أن تكون طرفا في المعركة، وحماية حريات كل الأطراف والتيارات المتناقضة في المجتمع وإن مصر وتونس مليئة بالتناقضات، ولذا يجب على الدولة المدنية حماية كل الأطراف دون الدخول في صراع لصالح طرف على آخر، كحماية العلمانيين ضد الإسلاميين والعكس. مؤكدا أن الدولة إذا أصبحت طرف في هذه الصراعات تفقد وظيفتها الأساسية في حماية الحريات العامة للجميع.
 
وأكد المرزوقي أن الدستور هو العقد الاجتماعي لكل الأطراف وإن كتابة الدستور في تونس تعقد المفاوضات بين كل الأطراف والقوى الاجتماعية والسياسية لبناء الدستور، داعيا كل المصريين ألا يتركوا كتابة الدستور للتقنيين من القانونيين والسياسيين، وإنما يجب أن يشارك فيه كل الأطراف الاجتماعية والقوى السياسية، حتى يصبح العقد المشترك بين كل هذه الأطراف في صياغة الدستور.
 
ومن هنا يصبح للدستور قيمة حقيقية يتمسك به كل المصريين والتونسيين تجميع كل الأطراف مشاركة كل الأطياف في الكتابة والنقاش وحماية حقوق الجميع وطمأنتهم على الورق ثم الدخول للتطبيق.
وأكد أن الدستور جعل للمساواة بين كل المواطنين، والمؤسسات بما فيها المؤسسة العسكرية ولا يمكن إعطاء امتياز للمؤسسة العسكرية أو أي مؤسسة قبلية، وإنما المساواة بين كل المؤسسات بناء على قيم موحدة.
إن الطبقة التي تحكم اليوم كانت تحت قمع شديد طول عقدين، وحصلت مناقشات بين الإسلاميين والعلمانيين، مشيرا إلى الاتفاق على التوافق على حماية حقوق الإنسان، والدولة المدنية، بما يسهل العملية الديمقراطية.
 
وبعث المرزوقي برسالة للرئيس السابق بن علي، قائلا إن الرئيس يجب ألا يسرق شعبه وحقوقهم، وأن يعطي فرصة منح الناس الحريات، وأكد أنه يشعر بفشل الرئيس السابق، بدلا من تمثيلهم في حماية كرامتهم وحرياتهم وحقوقهم وأموال
 
 
وأكد أن كل الأنظمة العربية مبنية على شكل وأسس واحدة من الاستبداد، والقمع لفرض حالة الخوف على الناس، وتزييف وعيهم، مضيفا أنه كان متأكدا من زوال هذه الأنظمة، وأشار إلى أن بن علي أثار كل الإسلاميين والعلمانيين، والقبائل، وكل أطياف المجتمع التونسي ضده، مؤكدا أن كل البلاد العربية صار فيها نفس نموذج الحكم الاستبدادي، وبالتالي كل الأنظمة العربية صار فيها هزة قوية، ورسالة نهاية هذا العصر من الحكم القمعي والخوف، وأن هناك تغير جذري في طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم العربي حاليا. وأوضح أنه كان متأكدا من أن النظام السياسي العربي مات في القلوب والعقول منذ السبعينيات، وأن عملية دفنه ستتم في بداية هذا القرن.
من ناحية ذكر المرزوقي أنه إذا كان القرنيين الماضيين عهد الثورة الفرنسية والصينية والروسية، فإن القرن الحالي عهد الثورة العربية، مشيرا إلى أن كل حاكم عربي لا يفهم العلاقة بين الحاكم والمحكوم فإنه حاكم على نفسه بالزوال.
 
وقال إن التخوف من تحول ربيع الثورات العربية إلى خريف، حديث غير صحيح، فإن الثورة مشروع مستمر، وأشار إلى أن الثورة الفرنسية استمرت سنوات طويلة لأكثر من 70 سنة، لتحقيق أهدافها، ونحن الآن في مسار الثورة فقد نجد تراجعات وخيبة أمل أحيانا، لكن الخطوة الأولى بدأت ولا يمكن أبدا الرجوع للمربع الأول، ونحن دخلنا المنعطف التاريخي الذي سيؤدي شيئا فشيئا للديمقراطية، واتحاد الشعوب العربية، ولكن ليس من باب القومية العربية القائمة على الزعيم الأوحد والجيش العظيم، وإنما على شاكلة الشعوب الأوربية، حيث كل بلد لها سيادتها وحرية التحرك الداخلي بين الدول.
 
وأكد الرئيس التونسي دائما على المحاسبة وإعمال القانون لكل من سرق أموال الشعب التونسي، مشيرا إلى أنه كتلميذ لمانديلا وغاندي، فإن تجربة العدالة الانتقالية تحكم أنه يجب تنفيذ القانون تجاه كل من ارتكبوا جرائم واضحة، ولكن من ارتكبوا أخطاء واعترفوا بها، يمكن منحهم العفو، ولذا لا يمكن أن توجد مصالحة حقيقية دون محاسبة حقيقية، والمعيار الأساسي هو أن تتم دون انتقام،
 
موضحا أن الممكن بعد العفو أن يتم دمج هؤلاء الأفراد أو الأطراف في العملية السياسية.
وفي سياق آخر قال المرزوقي إن عدم تغيير رئيس أركان الجيش التونسي تعد رسالة طمأنة للجيش، وتأكيد على دوره في حماية الثورة والشرعية، مشيرا إلى أن الطبقة المتوسطة ليس لديها أي مشكلات مع الجيش، فهو لا يشكل خطرا، ولا يريد الدخول كلاعبا سياسيا، فالعلاقة طبيعية بين نظام سياسي، وجيش جمهوري يؤدي دوره في حماية البلاد، وطالما يقوم بدوره في إطار شرعي.
وقال إنه أثناء جولته الانتخابية في بنزرت، قابل أم أحد الشهداء، وعلقت له صورة ابنها على بدلته، وعاهدها أنه سيبقي بهذه الصورة على بدلته لحين حل مشكلة الشهداء والجرحى في تونس، وتعويضهم، حيث يعد هذا الملف من أصعب الملفات في تونس بعد الثورة، وقال إنه بعد نجاحه ذهب لزيارة هذه السيدة، مؤكدا أنه سيبقي على هذه الصورة حتى إنهاء مشاكل وحقوق كل الشهداء والمصابين وحقوقهم.
 
وفيما يتعلق بعدم سكنه في قصر الرئاسة، قال إنه يسكن في فيلا عادية بين كتبه، مؤكدا حرصه على عدم بقائه في ترف القصر الرئاسي، لأن السلطة مخدر تأتي بالملذات وتعتاد عليها، وهو يريد أن يخرج من السلطة معافى.
 
وفي نهاية حواره للحياة اليوم قال المرزوقي إنه كمثقف عاش طفولته على قراءات نجيب محفوظ معبرا عن آسفه لما حدث من اتهامات لهه بعد مماته بدلا من تكريمه، وتكريم المثقفين، مؤكدا حرصه على أن تبقى مصر كما هي وعودة الاستقرار لها في فترة قليلة، وتمنيه بقبول التعددية داخل مصر.
وقال إنه سيأتي مصر جريا، في أول دعوة له.
 
 
(المصدر: موقع « بوابة الأهرام  » بتاريخ 25 ديسمبر 2011)
 


رئيس الحكومة : سنعمل على ان تفوق نسبة النمو الـ3 بالمائة.. وهذا برنامجنا


امتنع رئيس الحكومة حمادي الجبالي عن تقديم رقم لنسبة نمو الاقتصاد الوطني خلال سنة 2012 عندما سألته « الصباح  » مكتفيا بالقول انها ستكون ايجابية وانه سيدرس منوال التنمية وسيدرس كل الفرضيات وسيكون نموا ايجابيا وبإلحاحنا على ضرورة تقديم رقم أدنى كـ 2 او 3 بالمائة مثلا… قال بحول الله سيكون أكثر وأضاف انه سيعمل على تشجيع الاستثمار  الأجنبي وسيطور القوانين المشجعة على الاستثمار والبنية التحتية وقال ان هناك اشقاء واصدقاء مستعدون لمساعدة تونس في كنف الاحترام والاستقلاية وهناك وعود كبيرة خصوصا في الاستثمار وقال انه سيعمل على إرجاع نشاط قطاعات مهمة كالفسفاط وسيعمل على تطوير الجباية.   وزير الخارجية لم أمثل قطر لدى حلف الناتو وطاقمنا الديبلوماسي مهني   أما رفيق عبد السلام وزير الخارجية فقال أن سياسة تونس الخارجية ستحافظ على مواقفها وأولوياتها وتحافظ على بعد تونس المغاربي والمتوسطي مراعية لمصالحنا الاقتصادية ومشجعة للاستثمار وستتوفر قوانين عادلة وشفافية مالية ..وعن التعيينات المنتظرة في السلك الديبلوماسي قال ان الملف سيدرس بشكل مهني وقال ان هناك طاقما ديبلوماسيا مهنيا متينا وامتنع عن تقديم نسبة متوقعة للتغيير بل قال عندما « ادخل مكتبي وادرس الملفات بمعية زملائي ستكون لدي صورة أوضح  » وعما أثير من كونه مثل قطر في ندوة للناتو نفى عبد السلام ذلك قائلا انه حضر عديد المؤتمرات بوصفه رئيس قسم الدراسات في مركز الجزيرة وانه لا يحمل جواز سفر قطري ولا جنسية قطرية وان جميع ما يقال أكاذيب مغرضة نعرف مصدرها. حافظ الغريبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


حمادي الجبالي في ردوده على تساؤلات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عمل الحكومة في حدود السنة ومرتبط بصياغة الدستور الجديد


قال رئيس الحكومة حمادي الجبالي «إن مدة عمل حكومته ستكون في حدود السنة» مؤكدا ان ذلك يرتبط بعمل المجلس الوطني التأسيسي وبالمدة التي سيقضيها في صياغة الدستور الجديد للبلاد إلى جانب جملة من القوانين المنظمة للحياة السياسية. وذكر في ردوده مساء أول أمس الجمعة على تساؤلات أعضاء المجلس بأن مبدأ السنة الواحدة من عمل الحكومة كان مثل محور الاتفاق الذي تعهدت به 11 تشكيلة حزبية في ما وصفه بـ«العقد الأدبي والأخلاقي» المبرم قبيل انتخابات 23 أكتوبر. وأضاف أنه بانقضاء هذه المدة من عمل الحكومة يمكن المرور إلى انتخابات تسلم على إثرها المقاليد لحكومة منتخبة قائلا: «بودنا إنهاء الفترة المؤقتة والمرور إلى مدة نيابية تتراوح بين 4 و5 سنوات وهو أمر سيضبطه الدستور الجديد». وأفاد الجبالي أن البيان الذي تقدم به أول أمس إلى المجلس هو بيان توجيهي وليس ببرنامج حيث جاء متضمنا لسياسات عامة وإجراءات عاجلة لهذه المدة في قطاعات تم تبويبها بصفة تفاضلية  معلنا أنه بالإمكان الشروع في النظر في إصلاحات عميقة في مجالات إستراتيجية كالتعليم والصحة والأمن والقضاء والمجال الاجتماعي. وقال إن «الحكومة لن تنفرد بالملفات الإستراتيجية وإنما ستعمل بالتنسيق التام مع المعارضة ومكونات المجتمع المدني والهيئات الاجتماعية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية». وأشار رئيس الحكومة إلى أنه سيتم الكشف عن البيان التفصيلي للإجراءات بمناسبة عرض ميزانية الدولة في مطلع السنة القادمة وتحديدا خلال الثلاثية القادمة. وأكد الحرص على بناء مؤسسات الدولة الشرعية والتعجيل بالإصلاحات والحد من حالات التسيب والانفلاتات التي تعاني منها البلاد قائلا «سنعمل على تقييم المرحلة المنقضية وسوف نبني بالتراكم على الايجابيات التي وجدناها ونغير ما نراه ضروريا لمتطلبات الثورة ومطالب شعبنا». وأبرز أهمية الاستحقاقات الأمنية لدفع الاستثمار وعجلة الاقتصاد إلى جانب الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية بناء على الإمكانيات المادية المتاحة وطبيعة الظرف الدولي الصعب. ولدى تطرقه إلى مسألة تعبئة الموارد الداخلية الإضافية تفاديا  لمزيد ارتفاع مستوى العجز أوضح حمادي الجبالي أنه «سيتم تحسين الاستخلاص الجبائي عبر المصالحة مع المطالبين بالضريبة لأداء واجبهم الجبائي وترسيخ مبدإ المواطنة إلى جانب التعويل على التحسن المنتظر لمردودية المعاليم الديوانية كنتيجة للشفافية ومكافحة التهريب. كما أكد التعويل على الاقتصاد التضامني من خلال العمل الجمعياتي الخيري سيما عبر آلية «صناديق الزكاة» مع العمل على  وضع  قانون ينظم هذه المسألة. وشدد في جانب آخر من مداخلته على أولوية ملف التشغيل مؤكدا التعهد بتوفير نحو 25 ألف موطن شغل في القطاع العمومي إلى جانب معاضدة المؤسسات في القطاع الخاص لإحداث ما بين 45 و50 ألف موطن شغل. وتطرق رئيس الحكومة إلى الوضع الصعب الذي يمر به قطاعا المناجم والفسفاط معبرا عن الحرص على استعادة نشاطهما علاوة على توفير مناخ اجتماعي سليم داخل المؤسسات الاقتصادية. واقترح في نهاية تدخله على المجلس التأسيسي المصادقة على مشروع ميزانية الدولة الذي أعدته الحكومة السابقة طبقا للإجراءات الاستثنائية وذلك لضمان مصالح الدولة. كما أعلن أن الحكومة ستتقدم بمشروع قانون مالية تكميلي خلال الثلاثية الأولى من سنة 2012. (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


بتهمة الإضرار بأمن الدولة محامون يقاضون من يقوم باعتصام أو اضراب عشوائي


سجلت امس بالمحكمة الابتدائية بتونس شكايتان تطالبان بملاحقة كل من يقوم باعتصام آو اضراب غير شرعي آو قطع الطريق وصد الاخرين عن العمل آو ازعاج الراحة العامة آو العصيان وتعطيل حرية الخدمة تقدم بها ثلاثة محامين وعلمت  » الصباح » ان النيابة العمومية قد اذنت بفتح بحث في الغرض واوكلت المهمة الى احدى الفرق العدلية المختصة. ورفعت الشكاية الاولى ضد العاملين بمركز الاصلاح الفني للمترو والمشاركين في الاضراب والاعتصام وكل من شجعهم ومن سيكشف عنه البحث في حين شملت الشكاية الثانية اصحاب السيارات الاجنبية الذين اغلقوا معبر راس جدير وكل من سيكشف عنهم البحث. وجاء في الشكايتين انه وان كان الحق في حرية التعبير والاحتجاج مضمونان الا ان استعمال الاعتصام بشكل عشوائي وفوضوي وباستعمال العنف وسياسة الامر الواقع وفي اماكن حساسة من شانه ان يخرج الاعتصام من حيز الحق المضمون الى حيز الجريمة الكبرى والاضرار بامن الدولة . وتمت الاشارة انه وقع يوم الجمعة 23 ديسمبر غلق المعبر الحدودي راس جدير في حدود الحادية عشرة صباحا من قبل تونسيين من اصحاب السيارات الاجنبية الذين يطالبون بالسماح لهم بالعبور الى ليبيا رغم القانون المنظم لهذا النوع من السيارات وحيث انجر عن الاحتجاج غلق المعبر ومنع حركة المرور بين تونس وليبيا. كما عمد عاملون بمركز الاصلاح الفني للمترو ومنذ ايام الى قطع الطريق امام قطار الضاحية الشمالية احتجاجا على الاعداد المسندة لهم من طرف رئيس المركز وطالبوا باقالته مما عطل حركة المرور واستوجب استعمال حافلات لنقل الركاب من حلق الوادي الى العاصمة. واكد الاستاذ احمد بن حسانة احد المحامين القائمين بالقضية لـ « الصباح » ان الاحداث التي عقبت الثورة انجر عنها تراجع في نسب النمو ووجب تكاتف كل ابناء المجتمع من اجل انتشال الوطن من المخاطر الاقتصادية التي تهدده واشار انه تعهد وعدد من المحامين برفع قضايا ضد كل من يستخدم في هذه الفترة اضرابا فاقدا للشرعية. خليل.ل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


اقتصاديون لـ«الصباح» غياب الأليات.. ووزراء بكفاءات دون خبرات


في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس منح المجلس التأسيسي الثقة إلى الحكومة الجديدة التي يرأسها حمادي الجبالي بأغلبية 153 صوتا واعتراض 38 صوتا فيما احتفظ 11 عضوا بأصواتهم علما وان الجبالي سبق وان عرض يوم الخميس الماضي الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة. وفي قراءة للجوانب الاقتصادية لهذا البرنامج الذي على أساسه منحت الثقة للتشكيلة الحكومية الجديدة برزت بعض الانتقادات الموجهة للحكومة. اكد خبراء اقتصاد ان الخطوط العريضة التي طرحها الجبالي تنمّ عن جملة من « النوايا » بما يفيد انها حكومة نوايا دون آليات كفيلة بتوفير التمويلات اللازمة لتحقيق هذه الخطوط العريضة التي أشير إليها في عرض البرنامج. وبالعودة إلى برنامج الحكومة تساءل الخبير الاقتصادي انيس الوهايبي « عن كيفية توزيع ميزانية الدولة التي لم تناقش بعد؟ إضافة إلى السياسة التي ستعتمد لتبويب ميزانية 2012 ». وحسب المتحدث فان البرنامج « يخلو من عديد النقاط الهامة والواضحة مما يطرح استفسارات تبقى دون إجابات حول كيفية توظيف الآليات الجبائية لدعم التنمية الجهوية وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية ومن جهة ثانية كيف ستتم إعادة النظر في النظام الجبائي وحسب أية أولوية؟ »   غياب الآليات   كما أبدى الوهايبي امتعاضه من وضع برنامج « خلا من الآليات الاجتماعية التي قامت على أساسها الثورة التونسية حيث تساءل عن الآليات التي كان من المنتظر وضعها لهيكلة التغطية الاجتماعية ومعالجة انخرام الصناديق الاجتماعية ».  هذه الأسئلة وغيرها هي إشارة لبرنامج « ولد ميتا » محشو بالنظريات وغاب عنه كل ما هو تطبيقي في ظلّ وضع وصفه العديدون  » بالكارثي ». ومن جانبه انتقد الخبير الاقتصادي  معز الجودي تصريحات الجبالي حول حكومته التي اكد فيها « أنها موسعة ولا تشمل أحزاب الإئتلاف فقط بل ايضا مستقلين », حيث يرى الجودي عكس ذلك مؤكدا أن تركيبة الحكومة الجديدة تضم جملة من النقائص شكلا ومضمونا والحكومة تشكلت لا لبلوغ أهداف طالما انتظرها الشعب بل حسب مصالح حزبية ضيقة وحسب محاصصة سياسية بين الترويكا وفي المقابل توجد تركة من التحديات ».   وزارات دون خبرات   وبالعودة إلى التعيينات في الحكومة قال الجودي » ان تعيين عبد الوهاب معطر على رأس وزارة التشغيل غير سليم نظرا لفقدان الاختصاص إذ أن معطر هو في الأصل محام ورجل قانون وليست له دراية كافية بملفات التشغيل ». كما اعتبر « أن تعيين الخبير الاقتصادي والجامعي حسين الديماسي على رأس وزارة المالية ليس في محله لان الرجل له تكوين نظري يمكن أن يفيد في نقاط معينة وليس في بمعالجة قضايا ومشاكل هيكل وزاري بكامله ».  وأشار الجودي إلى أن التعيينات الوزارية « ليست قضية كفاءات بل قضية خبرات حيث أن الوضع يتطلب تفعيل الجوانب التطبيقية كما ان الوضع الاقتصادي على وشك الانهيار بعد تسجيل عجز في الميزانية بنسبة 6 بالمائة ». جهاد الكلبوسي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


قال إنّ الغنوشي ليس بن علي وأنّه ليس صخر الماطري : من هو وزير الخارجيّة الجديد؟


تونس ـ (الشروق) وزير الخارجية في الحكومة الجديدة رفيق عبد السلام هو خبير ومختص في السياسة والعلاقات الدولية وهو من رموز العمل الطلابي في الجامعة التونسية أواخر الثمانينات حيث تحمل مسؤولية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة ما بين 1987 إلى غاية 1990. انتقل إلى بريطانيا بسبب الملاحقات الأمنية والمحاكمات الغيابية التي تعرض لها في عهد الرئيس السابق بن علي وكان  أحد قيادات المهجر التونسي سواء على الصعيد الفكري أو السياسي أو الإعلام، حيث كان يدير قناة الزيتونة التي تبث من لندن لفضح ممارسات نظام بن علي والتعريف بالقضية التونسية، كما كان عضوا بالمكتب التنفيذي لحركة «النهضة» خلال فترة المهجر ثم عضوا بمجلس الشورى لمرتين  وإلى غاية سقوط بن علي وانتقال مؤسسات قيادة النهضة للداخل. إلى جانب ذلك كان له نشاط جمعياتي مكثف حيث أسس في بريطانيا المركز المغاربي للبحوث والترجمة، وترأس منبر لندن للحوار الذي كان يضمّ نخبة من السياسيين والمثقفين العرب المقيمين في بريطانيا. ويبلغ رفيق عبد السلام من العمر 43 سنة، وهو حاصل على الإجازة في الفلسفة من كلية الآداب محمد الخامس بالرباط، ثم على دكتوراه في السياسة والعلاقات الدولية من جامعة «وستمنستر» ببريطانيا سنة 2003 وقد عمل باحثا في هذه الجامعة ،وباحثا زائرا بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، ومحاضرا زائرا في مركز ماركفيلد للدراسات العليا في بريطانيا كما شغل وظيفة باحث أول ورئيس قسم البحوث والدراسات في مركز الجزيرة للدراسات، ويتكون قسم الدراسات الذي يرأسه الدكتور رفيق من الوحدات التالية: -وحدة الدراسات الدولية -وحدة الدراسات العربية -وحدة الدراسات الخليجية -وحدة الدراسات الأفريقية -وحدة الدراسات الآسيوية وهو إلى جانب ذلك عضو في هيئات بحثية وعلمية عديدة من بينها مركز نيون بروسيس الذي يضم عددا من الوزراء والشخصيات السياسية العالمية. فضلا عن كونه كاتبا منتظما في صحيفة الشرق الأوسط والعديد من الصحف والمجلات العربية. له عدة مؤلفات من بينها «في الدين والعلمانية والديمقراطية»، و»الولايات المتحدة الأمريكية بين القوة الصلبة و القوة الناعمة»، إضافة إلى عشرات الورقات البحثية والمقالات المنشورة باللغتين العربية والإنقليزية والمشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية، وترأس عشرات الندوات البحثية والسياسية في أوروبا والعالم العربي. تصريحات ودفاع وكان السيّد رفيق عبد السلام قد تحدّث مؤخرا منتقدا ما تروّج له بعض الأطراف المعارضة من تخوّفات (في إيحاء من المعارضين لصورة الرئيس السابق وتعويله على أصهاره ومن بينهم محمّد صخر الماطري) على مستقبل الخارجيّة التونسيّة نتيجة كونه صهرا للسيّد راشد الغنوشي ، وقال عبد السلام إنّ الغنوشي ليس بن علي وأنّه –أي هو-ليس صخر الماطري ـ ولا يُمكنه أن يكون كذلك مؤكّدا أنّ أوجه المقارنة والشبه لا تصحّ على الإطلاق. من جهته دافع السيّد راشد الغنوشي عن اختيار «صهره» لتولّي منصب وزير الخارجيّة مبرزا أنّ الأقرباء مظلومون زمن المطاردة والملاحقة ويرغبُ البعض في مواصلة حرمانهم زمن الحريّة والديمقراطيّة معتبرا أنّ عنصر الكفاءة هو المحدّد لتولّي المسؤوليات القياديّة في الدولة ولا ضير في أن يكون من بين أولئك البعض من المقربين لرجال السياسة وقادة الأحزاب (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


وجوه في الحكومة الجديدة: من هو وزير التعليم العالي؟


 
تونس – بناء نيوز – علي عبد اللطيف اللافي
ولد وزير التعليم العالي الجديد المنصف بن سالم في الأول من فيفري 1953. وهو متحصل على شهادة الباكالوريا رياضيات سنة 1970 وعلى ديبلوم جامعي للدراسات العلمية (رياضيات وفيزياء) سنة 1972 قبل ان ينال شهادة الأستاذية في الرياضيات سنة 1974 وديبلوم الدراسات المعمقة بباريس سنة 1975 وديبلوم مهندس رئيس (صناعة آلية) بباريس سنة 1976 وفي نفس السنة أيضا حاز على دكتوراه اختصاص فيزياء نظرية بباريس وفي سنة 1980 دكتوراه دولة رياضيات.
 
تحصل السيد المنصف بن سالم على شهادة دكتوراه مهندس ولم يتجاوز 23 عاما، كما حاز على دكتوراه دولة في الرياضيات وعمره 27 سنة فقط. والدكتور المنصف بن سالم متزوج وله أربعة أبناء .
 
المسؤوليات المهنية والعلمية
 
تولى بن سالم عديد المسؤوليات المهنية في تونس بين سنة 1976 و1987 فكان مدرسا مؤسسا ومديرا لقسم الرياضيات بجامعة صفاقس وعضوا بالمجلس العلمي بلجان الانتداب وأستاذا بمعهد الرسكلة والتكوين المستمر بتونس.
 
وهو من مؤسسي المدرسة القومية للمهندسين وهو كاتب عام مؤسس لنقابة التعليم العالي بصفاقس .
 
واشتغل اثناء المراقبة الادارية والحصار الامني والبوليسي ومحاصرته حتى في لقمة عيشه في القطاع الفلاحي بين بنزرت وصفاقس…
 
تولى خارج تونس خطة مقرر بمركزية الرياضيات ببرلين وميتشيغن (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكان أستاذا زائرا بجامعة ميريلند الأمريكية والمركز الدولي للفيزياء النظرية في ترياستا بإيطاليا وعضوا بالمركز القومي للبحث العلمي بفرنسا، وعضوا بالمركز الدولي للفيزياء النظرية بتريستا (يونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية).
 
كما كان عضوا في اتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب، وفي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأستاذا باتحاد الجامعات الناطقة بالفرنسية ببلجيكا وكندا.
 
النضال السياسي
 
انتمى بن سالم للتيار الإسلامي مبكرا منذ بداية السبعينيات وانتمى لحركة الاتجاه الإسلامي واصحب من قياداتها وكان من ابرز رموزها في أواخر الثمانينيات وقاد بن سالم مجموعة الانقاذ الوطني والتي عرفت بـــ »المجموعة الامنية » والتي كانت تعتزم القيام بتحرك تصحيحي للاستيلاء على الحكم يوم 8 نوفمبر 1987 وتم اعتقاله رفقة العشرات من المناضلين وتم التفاوض معهم بعد تعذيب البعض واستشهاد الرائد المنصوري تحت التعذيب وانتهى مسار المفاوضات باطلاق سراح المجموعة، الا ان النظام النوفمبري سارع باعتقاله من جديد اثر عودته من الجزائر بناء على تصريح صحفي لجريدة « المنقذ » وحتى بعد إطلاق سراحه ظل تحت المراقبة الأمنية أكثر من 20 عاما ومنع من التنقل داخل البلاد وخارجها. حرم هو وأبناؤه من الحصول على جوازات سفر كما حرم من التدريس بالجامعة التونسية بعد فصله منها سنة 1987 .
 
ساهم المنصف بن سالم أيضا في إعادة نشاط حركة النهضة في مدينة صفاقس واشرف على النشاط الشبابي بداية من سنة 2003، كما قدم النصح لتيار الطلبة المستقلين، رغم المحاصرة البوليسية الرهيبة.
 
وبعد الثورة قاد بن سالم النشاط السياسي لحركة النهضة بجهة صفاقس وترشح كرئيس لقائمة صفاقس 1 مما خول له عضوية المجلس التأسيسي .
 
(المصدر: موقع « بناء نيوز » بتاريخ 25 ديسمبر 2011)
 

طارق ذياب يكشف أوراقه لـ«الشروق» : على المكتب الجامعي الحالي أن يرحـل…


مازال الحديث عن طارق ذياب الوزير الجديد للشباب والرياضة يلقي بظلاله على الشارع التونسي بين مؤيد ورافض وبين سعيد لوجود رياضي على رأس وزارة الرياضة وبين متحفظ على ما وصلت إليه لعبة السياسة التي نسج البعض خيوطها بحكمة. «الشروق» رصدت لقرائها كل ما هو هو جديد عند وزير الشباب والرياضة الجديد… كيف عاش الأيام والساعات الأخيرة وماذا تغيّر عنده منذ أن تم إعلامه بالقرار وكيف تصرف معه من هجروه من سنوات وماهي أهم الأسماء التي هنأته وماذا يشغل باله؟ وكيف يرى هذا المكتب الجامعي وماذا عن المنتخب الوطني وكيف أخذته السياسة من معشوقته الكرة ولماذا يفرط في أموال كبيرة ويهجر قناة الجزيرة؟ كلام  البداية الترجي ـ المنتخب كلاهما أفاد الوزير الجديد للشباب والرياضة كثيرا وهذا ما قاله طارق مضيفا: «قيادة الترجي والمنتخب والأجواء التي عشت فيها على امتداد سنوات طويلة جعلتني لا أتزحزح أو أترنح خلال الأيام الماضية وربما لو كان شخص اخر بلا شهرة أو غير متعود على الأضواء لكان وقع في أخطاء بلا عد… أقول هذا الكلام بعدما شاهدت وسمعت على امتداد الفترة التي تم تعييني فيها وزيرا للشباب والرياضة». مشروع صانشو من بين الرؤساء السابقين لجامعة كرة القدم الذين اتصلوا بالوزير وهنأوه نذكر أحدهم سبق أن ترأس الجامعة في فترة وجيزة أعاد فيها الكرة إلى الوراء وفي عهده حدثت طرفة ظلت حديث العالم وذلك في نهائي دوري الأبطال سنة 2000 بغانا ما بين قلوب الصنوبر والترجي فرئيس الجامعة التونسية في ذلك الوقت أدلى بتصريح عجيب وغريب حيث قال: «لا بد على الاتحاد الإفريقي أن يعيد الشوط الثاني من المباراة ولا بد أن يلعب هذا الشوط وعدم العودة للفترة الأولى التي كان الترجي متقدما فيها بهدف لصفر». هذا الشخص يسعى للجلوس مع وزير الشباب والرياضة لأن له مشروعا ضخما للنهوض بالكرة. رحيلهم أفضل حول المكتب الجامعي الحالي قال الوزير طارق ذياب لا بد لهذا المكتب أن يتخذ قراره في أسرع وقت وهو تحديد موعد الجلسة العامة فهذا المكتب غير شرعي ولا نريد أن نعود لكيفية تنصيبه من طرف النظام السابق الفاسد. سيادة الوزير أضاف «من حق هذا المكتب أن يختار قائمة ويدخل انتخابات شفافة ونزيهة أما أن يواصل هكذا فهذا غير ممكن أو مسموح به بعد اليوم». وأضاف أن هناك بعض الأشخاص نحتفظ بأسمائهم يقومون بمجهود لمصلحة الكرة أما الأغلبية فوجودهم غير مبرر أو مفيد ولا بد أن يرحلوا ويختفوا من دنيا التسيير. رفقا بالوزير الأيام الماضية ظل جرس الهاتف يرن بكيفية غير مسبوقة بالمرة وإن كان معظم المتصلين بالوزير الجديد ممن يعرفهم جيدا فقد تفاجأ ببعض الاتصالات حيث أن هناك أشخاصا ليست له علاقة بهم لا من بعيد أو من قريب ليجد الوزير نفسه في بعض الأحيان غير مستعد للرد على المكالمات الهاتفية لسبب أو لآخر فمثلا هناك من يهنئ مرة واثنين وثلاثة وهناك من يعرض خدماته ويقول إنه مستعد للعمل ومد يد المساعدة.. وهناك من لم تكن له الجرأة ليتصل مباشرة فيختار الرسائل القصيرة… المهم أن الوزير أصبح في أوقات من النهار والليل يقفل هاتفه حتى يرتاح من الضجيج والكلام عن الكرة… هفوة من يتحملها؟ من المؤكد أن يقوم الوزير بزيارة للمنتخب الوطني خلال قادم الساعات وذلك قبل التحول إلى إسبانيا غدا الاثنين… وزير الشباب والرياضة سوف يزور المنتخب في مقر التربص بالحمامات أو أن يكون في توديع الوفد قبل السفر لهذا التربص الذي ينتهي في العام المقبل… الوزير لم يكن يعلم أن المنتخب في تربص ولا يعرف هل هي هفوة جامعة كرة القدم أم هو خطأ وزارة الرياضة التي لم تبلغ الوزير بأن هناك تربصا يبدأ وينتهي ما بين الفترة الممتدة من الجمعة إلى الأحد ورغم ذلك فقد قال طارق «المنتخب الذي يحضر لنهائيات أمم إفريقيا لا بد أن نساعده ونوفر له كل ما هو مطلوب والجهاز الفني والطبي كل اللاعبين لا بد أن يعملوا في هدوء وراحة كبيرة… برنامج التحضيرات يجب أن يتم في أفضل وأحسن الظروف فهذا دورنا وواجبنا تجاه المجموعة الوطنية وسوف نتخذ خلال قادم الأيام كل ما يلزم من تشجيعات معنوية ومادية ولا بد من الراحة التامة والهدوء اللازم والظروف المطلوبة للمنتخب الوطني قبل وأثناء نهائيات أمم إفريقيا». شكرا للسلف الوزير الجديد وبعد أن زار الوزارة في أكثر من مرة خلال الأيام الماضية وتفقد وشاهد وتعرف على بعض الملفات وأشاد بالعمل الذي قام به الوزير سليم شاكر خلال الفترة الماضية الانتقالية فالرجل بذل مجهودات كبيرة وعمل بضمير واجتهد قدر الإمكان رغم أنه كان يعرف أن فترة بقائه لن تطول. الوزير الجديد امتدح الوزير الذي سبقه وقال إنه عمل واجتهد ولا بد من تحيته وشكره على ما قدمه وهو أضعف الإيمان مع العلم أن الوزير سليم شاكر هو رقم2 بعد الثورة. أمنية طارق الوزير في الجلسة الطويلة والخاصة جدا مساء الجمعة بضاحية قمرت كرر الوزير إحدى الجمل أكثر من مرة وهي: «لا بد من مكتب جامعي محترم يخدم الكرة وليس المصالح الخاصة ويكوّن العلاقات». الوزير يتمنى أن يجلس على كرسي رئيس الجامعة شخص تتوفر فيه الشروط اللازمة مثل الكاريزما والنزاهة والحياد والنية الصادقة فطارق في أكثر من مرة قال ليت حمودة بن عمار يعود لجامعة كرة القدم». يرفض الحراسة مباشرة بعد تعيينه بصفة رسمية تم إعلامه أن هناك حراسة سوف تكون على ذمته عند تنقلاته لكنه رفض رفضا قطعيا هذا الإجراء وطلب أن تظل الأمور كما كانت من قبل أي أن يتنقل بكل حرية وهدوء إلى المكان الذي يريد خصوصا أنه «ولد» ميدان لا تنقصه الشهرة الكبيرة والعلاقات العديدة مع مختلف شرائح المجتمع. أنا مستقل قال وزير الشباب والرياضة إنه لا ينتمي إلى أي حزب من الأحزاب وأضاف أن له علاقات مع العديد من الشخصيات في الحكومة الجديدة لكنه ليس من مناصري هذا الحزب أو ذاك وأضاف: «أنا مستقل والكل يعرف هذه الحقيقة» اللاعب السابق والوزير الحالي أكد أنه له علاقات مع مختلف التيارات ويعرف عديد الأشخاص من المتواجدين في الحكومة الحالية ففيهم من هو مولع بالرياضة ويعرفه من سنوات. الوزير اختتم بالقول إن المهم الآن العمل ولا يهم من هو متواجد في الحكومة العمل ثم العمل لمصلحة البلاد. في انتظار الحلول إلى جانب مشاكل كرة القدم والجامعة والمنتخب والفرق والتحكيم فإن هناك ملفات كبيرة أمام الوزير الجديد ومنها ما يحصل ويحدث في بقية الرياضات فالانتخابات التي حصلت يحوم حولها شك كبير وهناك تجاوزات عديدة في عديد الجامعات وهذه الأشياء تشغل بال الوزير وجعلته يفكر ويتشاور ويبحث عن الحلول مع كل المقتدرين والقادرين على إيجاد الحلول والأفكار قبل الشروع في التطبيق. مرحبا بكم .بعد كل الكلام الذي قيل سواء داخل بعض القنوات أو على الـ«فايس بوك» أكد الوزير الجديد أنه غير غاضب بل هو يرحب بجميع الأفكار حتى التي لا يؤمن بها ويؤكد أن الاختلاف حول شخصه عادي جدا… وأن مهمته داخل الوزارة ستكون صعبة وسيكون التشغيل أبرز الملفات التي سيتم فتحها ودفعها إلى الأمام وإن من أولويات الوزارة قضايا الشباب لأنه رأس مال المجتمع وصاحب الفضل في قيام الثورة… رضا العلويني (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


من داخل قصر الرئاسي.. الشيخ راشد الغنوشي للـ«الصباح» «بحمد الله أصبح قرطاج مفتوحا للجميع ولم يعد مغارة علي بابا»


منذ سنة خلت كان من المستبعد جدا  على ساكن قصر قرطاج وعلى الأعوان العاملين به مجرد التخيل أن قدما الشيخ راشد الغنوشي ستطآن تلك القلعة المستعصية ،لكن مشيئة الله عز وجل اختارت أن يتغيّر مجرى التاريخ. زعيم حركة النهضة الذي التقته « الصباح  » في بهو قصر قرطاج… حيث حل به بعد أداء أعضاء الحكومة اليمين صرح في استجواب خاطف ردا على  سؤال حول مشاعره وهو يدخل رمز السلطة الذي كانت من داخله تحاك كل الدسائس للفتك بالمعارضين لنظام بن علي وعلى رأسهم راشد الغنوشي   » ان تونس مستمرة في صناعة التاريخ وان هذا يوم تاريخي آخر ينضم الى ايام  17 و14 و24 والى يومي انتصاب المجلس التأسيسي وانتخاب الحكومة وهو يوم من ايام تونس وايام الاسلام وايام العروبة ..وتتويج اخر لدماء شهداء ثوراتنا المتواصلة منذ قرن ونصف من اجل ان نصل الى هذا اليوم العظيم … والحمد لله ان الله مد في أعمارنا لنصل الى هذا اليوم ويصبح قصر قرطاج مفتوحا للجميع ولم يعد مغارة علي بابا وأمرا مخيفا ..بل أصبح أمرا مألوفا تؤمه فئات شعبية كثيرة ومتنوعة ،ونحمد الله الجليل الكريم أن أصبحت تونس مفتوحة لكل أبنائها بما في ذلك قصر قرطاج « . وجوابا عن سؤال هل كان يتصور في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة ان يكون بعد سنة في قصر قرطاج  قال  » انا لم يخالجني شك قط ان هذا اليوم آت لا ريب فيه وان الديكتاتورية لا مستقبل لها وان الشعب التونسي سينتصر على الطغاة والجبارين ولكن رحمة الله كانت أسرع وأعظم مما توقعت « . حافظ الغريبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)


ملفات «الشــــروق» : أيّ دور للمرزوقي والغنوشي والجبالي ورفيق عبد السلام؟


تونس ـ (الشروق) من يصنع السياسة الخارجية للدولة التونسية؟ تساؤل فرضته عدّة اعتبارات منها تداخل الصلاحيات بين رئيسي الجمهورية والحكومة حسب القانون المنظم للسلط مؤقتا وكذلك تعيين رفيق عبد السلام، صهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وزيرا للخارجية… «الشروق» تفتح الملف. ينص الفصل 11 من قانون التنظيم المؤقت للسلط في فقرته الأولى المتعلقة باختصاصات رئيس الجمهورية على أنّ من مهام الرئيس «تمثيل الدولة التونسية، ويتولّى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رسم السياسة الخارجية للدولة بالتشاور والتوافق بينهما» وهذا يعني أنّ وزير الخارجية في الحكومة التونسية يقوم بمهامه بالتشاور مع رئيسي الجمهورية والحكومة والتوافق بينهما، لكن أصواتا ارتفعت مؤخّرا للحديث عن مدى استقلالية الوزير الجديد ومدى  ارتباط عمله بما يقوم به صهره الغنوشي. ويقول المنتقدون إنّ راشد الغنوشي بات يتصرّف وكأنّه رجل دولة من خلال زياراته الأخيرة إلى كلّ من الجزائر وليبيا والسودان وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان عبد السلام، وهو زوج إحدى بناته، يرافقه في بعض الزيارات، وكان الغنوشي يلتقي مسؤولين كبارا في الدول التي زارها، ويلقي الخطب والمحاضرات. ويخشى البعض من تداخل الحزبي بالسياسي ومن تدخّل «النهضة» ممثلة في شخص رئيسها راشد الغنوشي في رسم السياسة الخارجية لتونس، لكنّ الوزير الجديد رفيق عبد السلام طمأن الجميع خلال تصريحات صحفيّة بأنّه لا يمكن مقارنته بصخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع كما لا يمكن مقارنة الغنوشي ببن علي، لأن هناك فروقا جوهرية، فالماطري لم يكن يتقلّد منصبا رسميا في الدولة لكنه كان ذا نفوذ كبير وهذا مظهر من مظاهر الفساد في نظام بن علي، كما أنّ الغنوشي اليوم ليس رجل دولة ولا يتقلّد فيها أي منصب بل هو فقط رئيس الحزب الحائز على أغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي، لذلك تبدو المقارنة في غير محلّها وفقا لمن يرى عكس ما يراه المنتقدون. واعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أنّ من خصائص المرحلة الانتقالية كمثل التي تعيشها تونس أن أطرافا عديدة تتدخّل بشكل مباشر أو غير مباشر في صياغة السياسة الخارجية، وخاصة في المرحلة التي تسبق التشكّل النهائي للحكومة وبداية رسم معالم السياسة الخارجية الجديدة. وأضاف الجورشي لـ «الشروق» أنّ «حركة النهضة التي تمسّكت بأن تكون وزارة الخارجية من نصيبها هي حركة إسلامية، وهذه الخلفية الإسلامية للحركة تنعكس بالضرورة على صورة العلاقات الدولية التي يُفترض أن تتحدّد خلال المرحلة القادمة، وبالتالي ستكون الأولوية هي تعميق علاقات تونس بمحيطها العربي والإسلامي، ولكن حتى هذه النقطة تحتاج إلى مزيد من الوضوح والتبلور بمعنى أنه يمكن أن نفهم أنّ علاقاتنا بالمغرب التي هي أصلا علاقات جيدة يمكن أن تتدعّم أكثر بحكم صعود حزب إسلامي إلى السلطة في المغرب وتولّيه حقيبة الخارجية، كما أنّ العلاقات التونسية المصرية ستتّضح أكثر بعد تشكّل الحكومة الجديدة في مصر وسنلاحظ أيضا أنّ هناك تطوّرا في العلاقات التونسية التركية». وأكّد الجورشي أنه «مع ذلك ستبقى علاقات تونس بمختلف الأطراف دولية مرهونة بمدى قدرة حركة النهضة ووزير الخارجية الجديد على التحرّر من الصبغة الإسلامية إلى مستوى الرؤية الدّولية التي من شأنها أن تعطي الأولوية للمصالح على الإيديولوجيا، وذلك بأن تخضع السياسة الخارجية القادمة إلى عمل جماعي تشارك فيه أطراف عديدة سواء داخل الحكومة أو حتى خارجها لأن الديبلوماسية علاقات بالأساس. محمّد علي خليفة (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25  ديسمبر  2011)

 

 

 

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.