الخميس، 25 يناير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS

7 ème année, N° 2438 du 2243.01.2007

 archives : www.tunisnews.net


 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان : أخبار سريعة النقابيون الراديكاليون: بــلاغ رسالة الى السيد مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان. طلبة تونس: أخبار الجامعة الحياة: تونس: السجن بين 5 و9 أعوام لمتهمين بالإرهاب أخبار تونس: رئيس الجمهورية يقرر إدخال تعديل على الحكومة يو بي أي: تعديل وزاري في تونس يشمل حقيبتي التّعليم العالي والبحث العلمي يو بي أي:التّويجري يعلن أن مؤتمرا دوليا حول الاٍرهاب سيعقد قريبا بتونس يو بي أي:الرئيس التونسي يدعو اٍلى مفهوم جديد لعلاقات دولية عادلة ومتوازنة يو بي أي: وزراء التّجارة المغاربة يجمعون على تواضع المبادلات التّجارية البينية المغاربية الأيام : انتحار « على طريقة صدام » في تونس صابـــر: فضيع فضيع.. ما يمارسه البوليس التونسى سليم بن حميدان. في أوهام التناقض الإسلامي – التقدمي , تونس نموذجا عادل القادري: في منتدى التقدم: من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في تونس سفيان الطرابلسي: الأمل : الخطوة الأولى في طريق النجاح مرسل الكسيبي : حتى يكون المشروع مدنيا من دون كهنوتية وصناعة أصنام عبد الحميد الحمدي: الإمام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه فاضل السالك: بين أيدي المحرقة الحياة : الرباط: اعادة النظر في ادانة «شيوخ السلفية» القدس العربي: فتوى كردية بتحريم المشاركة في الحملة الأمنية في بغداد القدس العربي: السويد تؤكد علي السماح بارتداء الحجاب في المدارس
لـها أونلاين: مصر: حملة إلكترونية لمناصرة الحجاب القدس العربي: تقرير عن حقوق الانسان في العراق عام 2006 يكشف كارثة بشرية بمقتل الآلاف وهجرة الملايين د. بشير موسي نافع : حرب أخرى… دمار آخـر… وفقدان أكبر للاستقرار القدس العربي: منبر صلاح الدين الايوبي يعود الي الاقصي بعد 37 عاما علي احراقه خليل العناني: فوبيا «الإخوان المسلمين» في مصر


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

قناة الحوارالتي تبث من لندن   تستضيف المعارض التونسي د. منصف المرزوقي في لقاء في لندن

 

يأتيكم يوم الجمعة الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش

يعاد بثه في الأوقات التالي:

الجمعة 21:00

السبت 02:00

السبت  12:30

الأحد  10:00

 

قناة الحوار

 


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف /الفاكس:71354984

Email: aispptunisie@yahoo.fr

 

25/01/2007

 

بلاغ

 

أصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم 23 جانفي 2007 برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منى حكما حضوريا في القضيّة عدد 11687 يقضي بإدانة كل من :

 

–       رضوان الفزعي (26 سنة)

–       علي بن سالم (26 سنة)

–       خالد العرفاوي (21 سنة)

–       نضال البولعابي (25 سنة)

–       وليد السعيدي (21 سنة)

–       رمزي بن سعيد (23 سنة)

–       أحمد الفزعي(26 سنة)

 

من أجل أفعال منسوبة إليهم طبقا لمقتضيات القانون عدد 75 المؤرخ في 10  ديسمبر 2003 المتعلق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و هو قانون أجمع الحقوقيون و رجال القانون على كونه لا يوفر الضمانات لمحاكمة عادلة و قد تمسك لسان الدفاع بعدم دستورية القانون المذكور ودعوا المحكمة لاستبعاده و عدم تطبيقه كما تمسك لسان الدفاع ببطلان الإجراءات و طلب الحكم بعدم سماع الدعوى و ترك سبيل المتهمين الموقوفين منذ ما يقرب من عامين و رغم ذلك قضت المحكمة بسجن رضوان الفزعي بتسعة أعوام وسجن علي بن سالم بسبعة أعوام وسجن كل من خالد العرفاوي و نضال البولعابي و وليد السعيدي و رمزي بن سعيد بخمسة أعوام وسجن أحمد الفزعي بأربعة أعوام مع إخضاعهم جميعا للمراقبة الإدارية لمدة 5 أعوام.

 

رئيس الجمعية

الأستاذ محمد النوري

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان أخبار سريعة:
– أطلقت  السلطات الأمنية سراح أعضاء اللجنة الجهوية المعطلين عن العمل الذين اعتقلوا يوم الاثنين 22 جانفي 2007 وهم السادة مجيد الشيحاوي ومختار العيفاوي ورياض الرمضاني .وذلك بعد عرضهم على وكيل الجمهورية ثم على المحكمة بتهم الإضرار بملك الغير وإثارة الهرج والاعتداء على الأخلاق الحميدة . وقد تطوع العديد من المحامين بالجهة للدفاع عنهم وسيحالون على المحكمة الابتدائية بالقيروان  يوم 6 فيفري القادم بحالة سراح. للتذكير فان المذكورين  كانوا بصدد توزيع بيانات وتحسيس المواطنين بوضعهم في واقع البطالة والمطالبة بحقهم في الشغل. – أفادنا السيد نزار خليف ، صاحب روضة أطفال بالقيروان أن أخيه مروان بن عبد الرزاق خليف البالغ من العمر 30 سنة والمتحصل على الأستاذية في التاريخ والجغرافيا – جوان 2002 – قد تغيب عن المنزل منذ بداية ديسمبر 2006 .وبعد الغياب بحوالي أسبوعين زارتهم فرق أمنية في منزلهم الكائن بباب الجديد سوسة وفتشته وبحثت عنه . كما استدعي والده إلى منطقة الشرطة ثلاثة مرات في محاولة من الأمن للحصول على معلومات عنه . ومنذ مدة توقفت مساءلة الأمن وانقطعت أخبار الابن كليا ، مع العلم أن  الابن الأخر ، بلحسن خليف 23سنة ، موقوف بالسجن المدني بزغوان منذ 13 جويلية 2005 بتهمة الإرهاب . – تعرض الطالب محمد البعزاوي،  سنة ثانية إعلامية بالمعهد الأعلى للتصرف بالقيروان وكاتب عام مكتب فيدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس  للاعتداء بالعنف  مساء الاثنين 22 جانفي  لما كان بصدد تناول العشاء بمطعم شعبي جانب اتحاد الشغل بالقيروان من قبل شرطي بالزى  المدني يدعى » وحيد »  . الشرطي اغتاظ من مساندة الطالب لزملائه الموقوفين في صباح ذلك اليوم فقال له –     حسب بعض الشهود ومنهم صاحب المطعم – : »ماك سلكتها الصباح ماكليتش طريحة …. ها تو ………أمك هنا  .” بدون تعليق ؟
عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني 


النقابيون الراديكاليون

 

بــــلاغ

 

تونس في 25/01/2007

لقد تم إيقاف الرفيق حسين بن عون  عشية أمس 24 جانفي 2007 بمدينة صفاقس اثر تحرك طلابي ناجح نظمته القيادة الموحدة للإتحاد العام لطلبة تونس. و قد علمنا أنه سيمثل يوم غد على المحاكمة بتهمة اقتحام محل الغير، و عقد اجتماع غير مرخص، و تعليق معلقات بدون ترخيص و التحريض على العنف و غيرها من التهم التي أصبحت  رائجة في الفترة الأخيرة في التعامل مع مناضلي اتحاد الطلبة.

و قد سبق أن أحيل الرفيق الموقوف على المحاكمة في أكثر من مرّة و بنفس التهم تقريبا ليصدر في حقه أحكام بالسجن آخرها أيام معدودة قبل إيقافه و النقابيون الراديكاليون إذ يسجلون هذه المظالم ويعبرّون عن رفضهم للحملة المنظمة التي يتعرض لها مناضلوهم يعلنون في نفس الوقت إصرارهم على مواصلة النضال من أجل حرية العمل النقابي و السياسي داخل الجامعة و في البلاد حتى تزول كل مظاهر القهر و التسّلط نهائيًا و ينتهي مسلسل تلفيق القضايا و فبركة التهم و إصدار الأحكام الظالمة.

ويتوجهوا للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ممثلة في هيئتها المديرة لمطالبها بإصدار موقف من حملة المحاكمات التي يتعرض لها النقابيون الراديكاليون و التي طالت العشرات من مناضليهم هذه السنة.

 

كما يثمنون المجهودات الكبيرة التي ما انفك يبذلها السادة المحامين الديمقراطيين في جهة صفاقس.

 

النقابيون الراديكاليون

دائرة الإعلام


رسالة الى السيد مختار الطريفي

رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.

 

تحية وبعد،

نحيط سيادتكم علما انه عشية يوم الاربعاء 24/01/2007 تم ايقاف المناضل النقابي حسين بن عون بجهة صفاقس ومن المحتمل ان يحال على المحاكمة في هذا اليوم.

و لتذكيركم ان المناضل حسين بن عون يتحمل مسؤولية نقابية داخل الاتخاد العام لطلبة تونس وان ايقافه كان اثر تحرك طلابي بكلية الحقوق بصفاقس نظمته القيادة الموحدة للاتحاد.كما نذكركم ان الرفيق الموقوف أحيل على المحاكمة في أكثر من مرة وصدرت في شأنه أحكام بالسجن ليعود من جديد للمحاكمة أيام معدودة بعد اطلاق سراحه.

 

السيد رئيس الرابطة

يتعرض النقابيون الراديكاليون لسلسلة من المحاكمات في عديد الجهات(صفاقس-قفصة-بنزرت-تونس..) وقد تولى الدفاع عنهم محامون ينتمون للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من بينهم الاستاذ الأنور القوصري عضو الهيئة المديرة في جل محاكمات بنزرت.

وقد سجل السادة المحامون عديد الخروقات و التجاوزات القانونية التي رافقت جل هذه المحاكمات و نحن نستغرب صمت الهيئة  المديرة وعدم تعرضها لأي قضية من القضايا التي يتعرض لها رفاقنا في أي جهة من الجهات وندعوكم للتدخل العاجل و اتخاذ الاجراءات التي ترونها كفيلة بايقاف الهجمة التي نستهدف لها و في فرض شروط دنيا لمحاكمات عادية تضمن فيها ابسط حقوق الدفاع.

نأمل أن تتفاعل الهيئة المديرة إيجابا مع رسالتنا.

 

شكـرا و السلام

 

النقابيون الراديكاليون

دائرة الاعلام


إيقاف الطالب الشاذلي بن عون

 

تمّ البارحة إيقاف الطالب الشاذلي بن عون، منسق اللجنة المفوضة للاتحاد العام لطلبة تونس في كلية الحقوق بصفاقس، و ذلك على اثر قيامه باجتماع عام في كلية الحقوق.

و قام الكاتب العام للكلية المذكورة، السيد لطفي السلامي برفع قضية ضد بن عون متهما إياه باقتحام مؤسسة بدون رخصة. و كأن الدخول للمعاهد العليا و الجامعات أصبح يفترض ترخيصا مسبقا.

و الغريب في الأمر بأن الطالب الشاذلي بن عون مازال قد خرج من توه من السجن بعد أن قضى 10 أشهر لنفس التهمة، بعد قيامه باجتماع عام في المبيت الجامعي في صفاقس. وهو ما يستفاد تعمد التنكيل به و هرسلته  قصد منعه عن مواصلة  نشاطه النقابي. و دليل آخر على درجة غطرسة و همجية السلطة في التعامل مع الشأن الطلابي، و حدتها المبالغ فيها تجاه التيارات النقابية و التقدمية. 

 
مراسلة خاصة بتاريخ 25 جانفي  2007

 


دعـــوة تدعوكم جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي لحضور الاجتماع العام الذي يتناول:

الوضع السياسي بالبلاد وآفاقه في ضوء الأحداث الأخيرة

وذلك مساء السبت 27 جانفي 2007 بداية من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بمقرها الكائن بـ 40 نهج بلجيكا بنزرت.  


دعــــــــوة

 
ينظم النادي الثقافي « الشيخ امام«  التابع للحزب الديمقراطي التقدمي مهرجانا ثقافيا يوم السبت 27 جانفي 2007، على الساعة 14 بمقره المركزي في العاصمة.
 ويتضمن البرنامج مداخلات شعرية يؤثثها شعراء شبان، و مقاطع موسيقية، و معرض صور.
الدعوة مفتوحة للجميع.


طلبة تونس

WWW.TUNISIE-TALABA.NET

السنة الأولى:  العدد رقم 16 الخميس 25 جانفي 2007

أخبار الجامعة

 

المؤسسات الجامعية….. و غياب الطلبة

تشهد العديد من الأجزاء الجامعية غيابا شبه كليا للطلبة و ذلك بعد انصراف هؤلاء الى مواطنهم الأصلية  و اتخاذهم لعطلة اختيارية على اثر انتهائهم من اجراء امتحانات السداسي الاول وهو ما جعل الجامعة تعيش حالة من الشلل على مستوى النشاط النقابي و السياسي و الثقافي تواصل منذ منتصف شهر ديسمبر أي منذ اجراء انتخابات ممثلي الطلبة في المجالس العلمية و كمثال على ذلك فان الأساتذة في كلية 9 أفريل للعلوم الانسانية و الاجتماعية بتونس لم يستطيعوا استئناف الدروس الى حد يوم الاربعاء 24  جانفي الحالي بسبب عدم تواجد الطلبة في الكلية و يطرح هذا الأمر اشكالية توزيع العطل و مواعيد الامتحانات التي أصبحت تشغل قرابة الشهر و النصف في مرحلتها الأولى فقط حيث تنقسم الى ثلاث فترا ت

– مرحلة التحضير والتي تمتد طيلة عطلة الشتاء اضافة الى الأسبوع الذي يسبقها عادة

– مرحلة اجراء الامتحانات على مدى قرابة الاسبوعين

– العطلة الاختيارية و التي لا تقل عن أسبوع في أحسن الأحوال

و تؤدي هذه الانقطاعات المتواصلة طيلة السنة الجامعية الى غياب أي عمل مركز من شأنه أن يفيد الطلبة في أنشطتهم المختلفة

 

أ صحاب الشهادات المعطلين عن العمل…. تحركات و اعتقالات

قام فرع القيروان لأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل يوم الاثنين 22 جانفي 2007  بتوزيع بيانات على المواطنين المتواجدين في السوق الاسبوعية الذين تفاعل العديد منهم مع المطالب المتضمنة في البيان

و قد عمد البوليس الى تعنيف العديد من المواطنين و موزعي البيان الذين اعتقل منهم كلا من

مجيد الشيحاوي        وهو متحصل على الأستاذية في التاريخ و الجغرافيا

مختار العيفاوي        وهو متحصل على الأستاذية في الفلسفة

رياض الرمضاني     وهو متحصل على الأستاذية في الانقليزية

معز العياري           وهو يدرس بالمرحلة الثالثة عربية

كما تم اعتقال الطلبة نجيب العكرمي و أنيس بن فرج و نزار البكاري و بدرالدين الشعباني و كلهم يدرسون بكلية الآداب بالقيروان

 

المواجهات المسلحة ….. و الاعتقالات في صفوف الطلبة

على اثر المواجهات المسلحة التي حصلت في أواخر شهر ديسمبر و بداية جانفي الفارط حصلت اعتقالات عديدة في صفوف الطلبة  في أنحاء مختلفة من البلاد و من الأسماء التي أمكن الحصول عليها

محمد مجدي المشرقي أصيل مدينة سجنان من ولاية بنزرت وهو يبلغ من العمر 21 سنة و يدرس بالسنة أولى اعلامية و قد تم ايقافه يوم 20  ديسمبر 2006  ولا يزال الى حد الآن رهن الاعتقال

 

المرحلة الثالثة…آفاق جديدة للدراسة بفرنسا و كندا…

في اطار برنامجها الخاص لتكوين المكونين بالخارج تعتزم وزارة التعليم العالي اسناد عدد من منح المرحلة الثالثة بالخارج للطلبة للمتفوقين وذلك بالنسبة للسنة الجامعية 2007 -2008

و قصد انجاح هذا البرنامج دعت الوزارة الجامعات و اطار التدريس الى اعلام أكثر عدد ممكن من طلبة الأقسام النهائية و التعريف بالموقع الموحد الجديد الذي سيصبح بداية من السنة الجامعية القادمة 2007- 2008  ممرا اجباريا لكل أنواع المنح و عنوان الموقع هو  

                           www.best.rnu.tn 

 

و يكون تقديم المطالب عبر هذا الموقع الموحد للادارة العامة للشؤون الطالبية على أن يقدم الملف المادي ( نسخة على الورق ) بعد ذلك الى المؤسسة الجامعية التي ينتمي اليها الطالب بالنسبة للطلبة اللذين يزاولون دراستهم بتونس و الى الادارة العامة للشؤون الطالبية بالنسبة للطلبة الذين يزاولون دراستهم بالخارج و سيكو ن آخر أجل لتقديم المطالب يوم 20  فيفري 2007

و يهم الترشح طلبة السنوات النهائية في السنة الجامعية الحالية 2006-2007 و الطلبة المتخرجين سنة 2006 من حاملي شهادة الأستاذية أو شهادة مهندس و بالنسبة لطلبة المواد الأدبية تعتبر رسالة البحث في الأستاذية ضرورية للتسجيل بالجامعات الفرنسية   

و يشترط أن يكون المعدل العام للمترشح في المواد الأدبية و العلوم الانسانية و الاجتماعية 20/11  و في المواد العلمية و التقنية 20/12  و أن تكون الدراسة منتظمة و لا يسمح الا برسوب واحد خلال سنوات الدراسة

و بالنسبة للطلبة الموجهين الى فرنسا يجب على المترشحين للحصول على منحة أن يبادروا من الآن بتقديم مطالب تسجيل مبدئي بماجستير بحث بالجامعات الفرنسية

و قد خصص للدراسة بفرنسا 52 منحة في اختصاصات الفرنسية و الانقليزية و الاسبانية و الايطالية و الألمانية و رسم الخرائط و الاستشعار عن بعد و جغرفة رقمية و تصميم و علوم موسيقية و فنون جميلة و اعلامية مطبقة في التصرف و محاسبة و علوم السياحة و رياضيات و رياضيات تطبيقية و ميكاترونيك و اعلامية و اتصالات و نسيج و علوم التمريض

و بالنسبة للطلبة الموجهين الى كندا فان الاختصاصات و المنح المتعلقة بالماجستير تهم شعب الانقليزية و الجغرفة الرقمية و الهندسة المعمارية و الرياضيات و الفيزياء و الميكرو الكترونيك و تكنولوجيات النقل و الاعلامية و الاتصالات و الهندسة الميكانيكية و الهندسة الصناعية و البيوتكنولوجيا و علوم البيئة

و قد خصص للدراسة في كندا 36 منحة و على المرشحين أن يبادروا من الآن بتقديم مطالب ترسيم الى الجامعات الكندية   

 

قلة ذات اليد تؤدي بطالب الى المحكمة

من المآسي التي يعاني منها آلاف الطلبة عدم القدرة على توفيرتكاليف الدراسة من سكن و أكل ونقل و مستلزمات دراسية و التي لا تقل عن 200  دينار شهريا في المعدل و ذلك بسبب غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار بطريقة لم تعد تقدر الفئات الضعيفة و المتوسطة على مجاراتها و أصبحت العديد من العائلات عاجزة تماما عن تمويل دراسة أبنائها و هذا ما تسبب في بروز ظاهرتين خلال السنوات الخمس أو الست الأخيرة

1- الحرص الشديد من قبل الأولياء على أن تكون المؤسسة الجامعية أقرب ما يكون من مقر سكنى العائلة لتوفير النفقات الخارجية من سكن و أكل                                                                                

 2- الانقطاع عن الدراسة خلال السنة الجامعية بعد التأكد من عدم القدرة على مواصلتها في ظروف طبيعية و مشجعة بالاضافة الى الاحباط العام الذي يشعر به الكثيرون بسبب انسداد الآفاق بعد التخرج

و لعل الحادثة التي حصلت لطالب أصيل الجنوب و يدرس بالعاصمة خير دليل على حالة الفقر و العوز التي يشكو منها قطاع كبير من الطلبة حيث عمد هذا الأخير في أواخر شهر ديسمبر الفارط الى سرقة أدباش زميله و تولى بيعها بمبلغ عشرين دينارا و ذلك حتى يتمكن من توفير معلوم النقل الى مسقط رأسه بالجنوب التونسي ليشارك عائلته الاحتفال بعيد الاضحى المبارك و عند تفطن المتضرر تقدم بشكوى ضده فأحيل على الدائرة الجنا حية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة

و هذه الحادثة ليست الأولى التي تحصل في صفوف الطلبة وهي تتكرر مئات المرات سنويا بسبب تردي الوضع الاجتماعي لقطاع كبير من الطلبة

 


تونس: السجن بين 5 و9 أعوام لمتهمين بالإرهاب

تونس – رشيد خشانة     أفاد محامون أن محكمة الدرجة الأولى في العاصمة تونس قضت أمس بسجن سبعة شبان غالبيتهم من الطلاب المُلاحقين بموجب قانون مكافحة الإرهاب، بين خمسة وتسعة أعوام. وأكدت والدة خالد العرفاوي الذي قررت المحكمة سجنه خمسة أعوام، أن المتهمين لوحقوا بسبب تخطيطهم للسفر إلى العراق، لكنها نفت في شدة أن يكونوا تلقوا تدريبات. وأوضح محامون أن الوحيد الذي اعترف بكونه فكّر في الالتحاق بالمقاومة العراقية هو علي بن سالم الذي نال سبع سنوات، فيما نال رضوان الفزعي 9 سنوات. ويوجد الطلاب السبعة الذين لم يتجاوزوا العشرين رهن الاعتقال منذ أكثر من ستة أشهر. وفي سياق متصل، أفاد كمال الغالي «الحياة» أن شقيقه الأصغر ياسر معتقل منذ 18 الجاري في أعقاب المواجهات التي اندلعت بين مجموعة مسلحة وقوات الجيش والأمن في الضاحية الجنوبية لتونس، من دون أن يعرف شيئاً عن مصيره. وأوضح أن ياسر سافر إلى سورية قبل الاحتلال الأميركي للعراق متطوعاً، إلا أنه عاد إلى بلده بعد سقوط بغداد، وظل خاضعاً لمراقبة أمنية. وأضاف أن ياسر كان يقيم في تطاوين في أقصى الجنوب ولم يسافر أبداً إلى العاصمة. وذكرت اللجنة الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين أن الدائرة الثانية في محكمة تونس قضت أخيراً بسجن زياد الغضبان (معتقل) 11 عاماً إضافة إلى إخضاعه للرقابة الإدارية 10 أعوام، فيما قررت سجن كريم مسوسي وغيث الوافي (في حال سراح) سنتين. وأوضحت اللجنة أن الملاحقة القضائية تمت بناء على قانون الإرهاب استناداً على اتهام الثلاثة بالسعي إلى الانخراط في صفوف المقاومة العراقية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)


رئيس الجمهورية يقرر إدخال تعديل على الحكومة

 

توجهت عناية الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه بالسيد محمد الغنوشي الوزير الأول إلى نشاط مراكز الأعمال…

… وأعلن الوزير الأول أن رئيس الدولة قرر إدخال تعديل على الحكومة عين بموجبه السادة :

– الأزهر بوعوني وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي

– عبد الحكيم بوراوي كاتبا عاما للحكومة

– رضا بن مصباح كاتب دولة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا

– عبد الرؤوف الباسطي كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفا بالشؤون المغاربية والعربية والإفريقية

– عبد العزيز الرصاع كاتب دولة لدى وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة مكلفا بالطاقة المتجددة والصناعات الغذائية

وسيدعى السيدان الطيب الحضري وصلاح الدين الجمالي إلى مهام أخرى.

ومن جهة أخرى قرر رئيس الجمهورية تعيين السيد غازي الجريبي رئيسا أول للمحكمة الإدارية.

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 25 جانفي 2007)

 


تعديل وزاري في تونس يشمل حقيبتي التّعليم العالي والبحث العلمي

 

تونس / 25 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: أجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم الخميس تغييرا وزاريا جزئيا على حكومة محمد الغنوشي،هو الأول من نوعه منذ التعديل الحكومي الواسع الذي أجراه في السابع عشر من أغسطس/آب من عام 2005.

 

وتمّ بموجب هذا التعديل الحكومي اٍلحاق مهام وزارة البحث العلمى والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات التي كان يتولاها الطّيب الحذري،بوزارة التّعليم العالي،لتصبح بذلك وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي،اٍلى جانب تغيير الكاتب العام للحكومة وعدد من مساعدي الوزراء.

 

وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي عقب اٍجتماعه اليوم مع الرئيس بن علي اٍن حقيبة وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي أسندت اٍلى الأزهر بوعوني الذى كان يتولى حقيبة وزارة التّعليم العالي، بينما تمّ تعيين عبد الحكيم بوراوي في منصب كاتب عام الحكومة خلفا لمنير جعيدان.

 

كما تمّ بموجب هذا التعديل الحكومي تعيين عبد الرّؤوف الباسطي في منصب مساعد وزير الخارجية مكلفا بالشؤون المغاربية والعربية والاٍفريقية، خلفا لصلاح الدين الجمّالي،ورضا بن مصباح في منصب مساعد وزير التّعليم العالي والبحث العلمي مكلفا بالبحث العلمي والتكنولوجيا،وعبد العزيز الرصاع في منصب مساعد وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة مكلفا بالطاقة المتجدّدة والصناعات الغذائية


التّويجري يعلن أن مؤتمرا دوليا حول الاٍرهاب سيعقد قريبا بتونس

 

تونس / 25 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: أعلن المدير العام للمنظمة الإسلامية للتّربية والعلوم والثّقافة « اسيسكو » عبد العزيز التويجري اليوم الخميس أن مؤتمرا دوليا حول الاٍرهاب سيعقد خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بتونس.

جاء ذلك في تصريح أدلى به في تونس عقب اٍجتماع مع الرئيس التونسي زين العابدين،تمّ خلاله اٍستعراض أنشطة منظمة « الاٍيسيسكو » التي اٍعتمدتها خلال مؤتمرها العام في دورته الماضية،اٍلى جانب العلاقات التّعاون التي تجمع المنظمة بتونس.

وقال التّويجري اٍنه عرض على الرئيس بن علي مشروع عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب وجذوره الفكرية الذي ينتظر أن يعقد بتونس خلال شهر نوفمبر/تشرين الثّاني المقبل بمشاركة منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

وأضاف أنه أطلع الرئيس التونسي على الاٍنجازات التي حققتها منظمة الاٍسيسكو وسيرها في النهج الذي حدّده قادة الدول الأعضاء،وعملها المتواصل على تمثيل العالم الإسلامي أحسن تمثيل على الساحة الدولية.

وأشار من جهة أخرى اٍلى أن منظمة الاٍيسيسكو شرعت في تنفيذ خطة العمل الجديدة التي تتضمّن العديد من البرامج والأنشطة والمشاريع الكبرى التي تساهم في دعم جهود الدول الأعضاء في مجالات التنمية المختلفة.

 


الرئيس التونسي يدعو اٍلى مفهوم جديد لعلاقات دولية عادلة ومتوازنة

 

تونس / 25 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اٍلى مفهوم جديد لعلاقات دولية أكثر « عدلا وتوازنا »،واٍلى ترسيخ حوار الثقافات والحضارات والأديان.

وقال في كلمة ألقاها اليوم الخميس خلال لقائه أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بتونس بمناسبة السنة الإدارية الجديدة 2007،إن التّحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية في هذه المرحلة ما اٍنفكت تفرز أوضاعا دولية على قدر كبير من التّعقيد والتّشابك.

واٍعتبر أن اٍحتواء هذه الأوضاع الدولية المعقّدة يتطلب « إيمانا بجدوى العمل الجماعي المشترك،ويستدعي اٍعتماد مقاربة شاملة في العلاقات الدولية تقوم على التلازم بين السلم والأمن والتنمية« .

وأضاف أن معالجة هذه الأوضاع تستوجب أيضا « اٍستبعاد أسبابها ودواعيها وأهمها الإحباط والحرمان والتهميش،اٍلى جانب ترسيخ حوار الثقافات والحضارات والأديان« .

اٍلى ذلك،أعرب الرئيس التونسي عن اهتمامه بما تشهده الساحة الفلسطينية من أحداث وتطورات،ودعا إلى توحيد الصف الفلسطيني،واٍلى تغليب منطق الحوار،والاٍلتزام بضبط النفس « وتجنّب كل ما من شأنه اٍحداث الفرقة والاٍنقسام بين الإخوة الفلسطينيين« .

وجدّد بالمقابل التأكيد على دعم بلاده الثابت للقضية الفلسطينية، ومساندتها الكاملة لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة،ودعا اٍلى ضرورة إحلال سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة على أساس قرارات الشرعية الدولية.

كما جدّد الرئيس بن علي التّأكيد على تضامنه مع الشعب اللّبناني، ودعا اٍلى تنسيق الجهود وتكثيفها لإعادة الإعمار والبناء،وناشد كافة الأطراف اللبنانية الاٍحتكام إلى خيار الحوار والوفاق بما يضمن وحدة لبنان ومناعته.

وأعرب من جهة أخرى عن حرصه على وحدة العراق واٍستقراره،وعن أمله في أن تتوافق القوى السياسية العراقية على مشروع مصالحة وطنية « يضع حدا للنّزيف الخطير الذي يتعرض له الشعب العراقي،ويعيد للمنطقة أجواء الثقة والاٍستقرار،ويوفر الأرضية الملائمة لإعادة الإعمار والتأهيل« .


وزراء التّجارة المغاربة يجمعون على تواضع المبادلات التّجارية البينية المغاربية

 

ية تونس / 25 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: أجمع وزراء التّجارة في دول اٍتّحاد المغرب العربي على ان المبادلات التّجارية البينية بين دول الاٍتّحاد مازالت متواضعة، وشدّدوا على أهمية الاٍرتقاء بها لتحقيق التّكامل الاقتصادي والتّجاري.

وقال منذر الزنايدي وزير التّجارة التونسي في كلمة افتتح بها اليوم الخميس أعمال الدورة الثّامنة للمجلس الوزاري المغاربي المكلّف بالتّجارة، الذي يضم كل من تونس والجزائر وليبيا و المغرب و موريتانيا، ان اتّحاد المغرب العربي وضع ضمن رهاناته التنموية « استراتيجية للتنمية المشتركة » بهدف ارساء منطقة للتّبادل الحر ووحدة جمركية،وصولا الى سوق مغاربية مشتركة، فمجموعة اٍقتصادية مشتركة.

ولكنه وصف المبادلات التّجارية المغاربية بأنها « متواضعة ودون الامكانيات التي تزخر بها المنطقة »، وذلك على الرغم من أن الدّراسات الدولية والاقليمية تفيد بأن « مؤشر التّكامل بين الدول المغاربية يمكن أن يفوق العديد من التّجمعات الاقتصادية الأخر« .

ولاحظ في هذا السياق أن المبادلات التّجارية في اطار التّجمعات الاٍقتصادية تعتبر هامة، حيث تقدّر بنحو 60 % بين دول الاٍتّحاد الأوروبي، و56 % بين دول مجموعة أمريكا الشّمالية، و23 % بين دول المجموعة الاقتصادية لجنوب وشرق آسيا، و13 % بين دول مجموعة الكوميسا، و19 % بين دول تجمّع دول الساحل والصحراء.

ومن جهته، لاحظ وزير التّجارة الخارجية مصطفى مشهوري المغربي أن حجم المبادلات التّجارية بين دول الاٍتحاد المغاربي، لا يرتقي إلى مستوى تطلعات الشعوب المغاربية، ولا تعكس الوجه الحقيقي للامكانيات التي تزخر بها المنطقة، لا يتجاوز 3 % من اجمالي المبادلات التّجارية مع الخارج.

أمّا وزير التّجارة والصّناعات التّقليدية والسياحية الموريتاني با عبدالرّحمان، فقد شدّد على أهمية احكام تنسيق السياسات الاقتصادية والتّجارية لدول الاتّحاد المغاربي لتحقيق التّكامل الارقتصادي، ولتحسين العلاقات المغاربية مع التّجمعات الدولية والاقليمية الأخرى، وخصوصاً فيما يتعلّق بالمفاوضات متعدّدة الأطراف.

وستبحث الدورة الثّامنة للمجلس الوزاري المغاربي المكلّف بالتّجارة وذلك لبحث ومناقشة العديد من المسائل منها الإطار القانوني المنظّم للمبادلات التّجارية، ومسألة إقرار تعريفة جمركية موّحدة، وذلك تمهيدا لقيام منطقة التّبادل الحرّ المغاربية المرتقبة.

كما يتضمّن جدول أعمال هذه الدّورة بحث آليات تنسيق السياسات التّجارية المغاربية، إلى جانب تنسيق المواقف لبلورة موقف مغاربي موحد لطرحه أثناء الاجتماعات الأورو-متوسطية ، والمفاوضات المرتقبة ضمن إطار المنظمة العالمية للتّجارة.

يشار اٍلى أن تنمية التّجارة المغاربية البينية تعتبر من الأهداف الأساسية التي سعى إلى تحقيقها اٍتّحاد دول المغرب العربي منذ تأسيسه عام 1989، حيث رسم « إستراتيجية للتّنمية المشتركة » ترمي أولا إلى إقامة منطقة للتّبادل الحرّ بين الأقطار المغاربية ثم إلى وحدة جمركية، وصولا إلى سوق مغاربية مشتركة.

وتمّ ضمن إطار هذه الإستراتيجية، اعتماد اتّفاقيات ترمي إلى تأطير النظام التجاري بين دول الاٍتّحاد منها الاٍتّفاقية التجارية والتعريفية، واتّفاقية تبادل المنتجات الزراعية، واتّفاقية النقل البري للأفراد والبضائع، واتّفاقية إنشاء المصرف المغاربي للاستثمار والتّجارة الخارجية الذي حدّد رأس ماله بنحو 500 مليون دولار، وذلك بهدف تنمية التّجارة البينية، وتشجيع استقطاب وانسياب رؤوس الأموال في المنطقة المغاربية.

ورغم هذا الإطار القانوني والمؤسساتي، فإن الإحصائيات تشير إلى أن المبادلات التّجارية المغاربية، سواء على الصعيد الثنائي مع الأسواق الخارجية أو على مستوى التّجارة البينية المغاربية مازالت محتشمة جدّا، حيث لم تتجاوز بعد نسبة 4 % من الحجم الإجمالي لمبادلات دول المغرب العربي مع باقي دول العالم.


شركة ألمانية تساهم في تونس في تطوير رابع اكبر مجمع صناعي للاسمنت الأبيض في العالم

 

تونس – 25 – 1 (كونا) — تم هنا اليوم التوقيع على اتفاقية بين الشركة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض ومؤسسة (بوليزوس) الالمانية سيتم بموجبها تجهيز الوحدة الانتاجية الثانية بالشركة الصناعية المذكورة بالمعدات الفنية.

 

وستمكن هذه الاتفاقية من تاهيل الشركة التونسية الاندلسية للاسمنت الابيض ورفع انتاجها من 340 الف طن الى 700 الف طن بما يرتقي بها الى رابع مؤسسة من نوعها في العالم.

 

وافادت الشركة التونسية المعنية بانها ستصدر نسبة 80 بالمائة من انتاجها من الاسمنت الابيض ومشتقاته بعد استكمال تجهيز الوحدة الانتاجية الثانية الى عدد من الدول المغاربية والافريقية والاوروبية.

 

كما سيساهم هذا المشروع الذي تطلب ادخاله حيز الانجاز استثمارات تناهز 154 مليون دينار تونسي (ما يعادل حوالى 118 مليون دولار) في دفع الشراكة الخارجية وتهيئة الارضية الملائمة في مجال تحويل المواد والخامات الانشائية التي تزخر بها مناطق ولاية القصرين بالجنوب التونسي.

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونا بتاريخ 25 جانفي 2007)

الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=945972

 


المركزي التونسي يُبقي سعر الفائدة دون تغيير

 

تونس (رويترز) – قال البنك المركزي التونسي يوم الخميس انه ابقى سعر الفائدة القياسي دون تغيير مع تراجع التضخم في الاسعار الاستهلاكية نهاية العام الماضي.

 

واضاف البنك في بيان بعد الاجتماع الشهري لمجلس ادارته ان المجلس قرر في ظل تلك التغييرات ابقاء سعر الفائدة الاساسي للبنك المركزي التونسي دون تغيير.

 

ويبلغ سعر الفائدة القياسي 5.25 في المئة.

 

واضاف البيان ان التضخم مقاسا بمؤشر الاسعار الاستهلاكية في تونس تراجع في نهاية العام الماضي الى متوسط شهري 4.5 في المئة بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول.

 

وافاد البنك ان عملة الدينار المحلية زادت بنسبة 4.6 في المئة امام الدولار الامريكي وتراجعت بنسبة 5.6 امام اليورو.

 

وزادت عائدات السياحة وهي مصدر حيوي للعملة الصعبة في تونس بنسبة 6.3 في المئة الى 2.751 مليار دينار (2.108 مليار دولار) وبلغت تحويلات المغتربين 1.494 مليار دينار بزيادة 7.4 في المئة.

 

وقفزت احتياطيات العملة الى 8.754 مليار دينار او ما يعادل واردات تغطي 159 يوما بحلول 24 يناير كانون الثاني الجاري.

 

وحققت تونس متوسط نمو سنوي خمسة في المئة في العقد المنصرم في ظل الدعم من ازدهار الصادرات والسياحة.

 

وبعدما كانت تونس التي يسكنها عشرة ملايين نسمة تعتمد على الزراعة فقد تفوقت على جيرانها في شمال افريقيا بتصنيع المنسوجات وتجميع السيارات وتصنيع الاغذية واجتذاب ملايين السياح الى شواطئها.وتقدر الحكومة ان الاقتصاد نما بنسبة 5.3 في المئة بصورة اجمالية في 2006 مقابل 4.2 في المئة في 2005 وتهدف الى نمو سنوي بمعدل 6.3 في المئة على مدى العقد القادم.

 

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 جانفي 2007)

 


الكويت ثاني أكبر مستثمر في تونس

 

تونس ـ يو بي أي: أظهرت ايحصاءات رسمية أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي استقطبتها تونس خلال العام الماضي، ارتفعت بنسبة %33.1 مقارنة مع النتائج المسجلة خلال العام 2005 .

 

ووفقا لهذه البيانات التي نشرت امس ضمن تقرير صادر عن الوكالة التونسية للنّهوض بالاستثمار الأجنبي (مؤسسة حكومية)، فان حجم هذه الاستثمارات بلغ خلال الفترة المذكورة 1.15 مليار دينار تونسي (871 مليون دولار).

 

وعزت هذا التّطور الى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الطاقة بنسبة %98.2، ليبلغ حجمها 730 مليون دينار(553 مليون دولار).

 

في المقابل، توقّعت البيانات أن يبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في تونس خلال العام الجاري نحو 1.31مليار دينار(992 مليون دولار).

 

وتأتي الاستثمارات الفرنسية في تونس، التي سجّلت العام الماضي ارتفاعا بنسبة %44، في المرتبة الأولى من حيث الحجم من اجمالي الاستثمارات الأجنبية بتونس، بينما تأتي الاستثمارات الاماراتية في المرتبة الأولى من حيث الحجم من اجمالي الاستثمارات العربية بتونس، متقدّمة بذلك للمرة الأولى على الاستثمارات الكويتية.

 

(المصدر: صحيفة الوطن (يومية – الكويت) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)

الرابط: http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=461512&pageId=39


انتحار « على طريقة صدام » في تونس

تونس ــ د.ب.أ: أقدم شاب تونسي من محافظة الكاف، شمال غربي العاصمة التونسية، على الانتحار شنقاً بنفس الطريقة التي تـمّ بها إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقالت جريدة « صباح الخير » الاسبوعية الصادرة، امس، إن الشاب (30 عاما) شاهد مراراً صور إعدام صدام وقال لعائلته إنه سينهي حياته بنفس الطريقة حتى تـمّ العثور على جثته تتدلى من حبل داخل غرفته. وكشفت الشرطة أن الـمنتحر كان يعاني من اضطرابات نفسية ويتناول الـمهدئات. وكان طفل (12 عاما) قد شنق نفسه مؤخرا بمحافظة قفصة (450 كيلومترا جنوب العاصمة تونس) بعد مشاهدته صور إعدام صدام على الانترنت عدة مرات. (المصدر: صحيفة الأيام (رام الله – فلسطين) الصادرة يوم 25 جانفي 2007 نقلا عن وكالة د ب أ الألمانية)


بسم الله الرحمان الرحيم  

فضيع فضيع.. ما يمارسه البوليس التونسى

 

ليس غريبا على النظام التونسى بقيادة الجنرال المريض ووزارة الرعب والتعذيب المسمات بوزارة الداخلية تلك الممارسات الموغلة فى الوحشية والقسوة , فقد درج عليها النظام التونسى حيث أدمن ممارسة التعذيب والقتل بدم بارد على مدار العقدين الماضيين دون أن يقدم زبانية الداخلية لأي محاكمة حتى ولم كانت صورية بل لم يتعرضوا لأبسط أنواع المساءلة مما يعنى أن الأمر سياسة رسمية بلا جدال وقد سقط العشرات من المعتقلين التونسيين شهداء تحت عصى التعذيب فى مشاهد مروعة وبالغة الوحشية ومنهم من خرج بإعاقات ستلازمه طوال عمره    وقد طالعتنا البيانات الأخيرة للمجلس الوطنى للحريات بتونس لتكشف جانبا من تلك الممارسات البربرية الخافية فى سراديب الداخلية التونسية بفعل التعتيم التى تمارسه السلطة  فقد أكد المجلس فى بيانه الأخير « ثبوت تعرض المتهمين للتعذيب الوحشي: كان خالد العرفاوي الذي أوقف يوم 16 ماي 2005 قد روى لعائلته ولمحاميه الأستاذ عبد الرؤوف العيادي وقائع التعذيب الذي مورس عليه في وزارة الداخلية من اعتداء عليه بالضرب بواسطة عصا تحمل شحنة كهربائية كما نزعت ثيابه وحاول أحد الموظفين إدخال عصا في دبره. كما تم تعليقه من اليدين وضرب بالعصا على كامل أنحاء جسمه وضرب على رأسه بسوط من الكاوتشو من قبل 5 موظفين تداولوا على ضربه وكانوا يعالجونه بصبّ الماء البارد على جسمه كلّما أغمي عليه. كما تم تعليقه من ساقيه وضرب عليهما. وقد أفاد أنّه تم استقدام طبيب عندما تعكرت حالته الصحية وتولّى حقنه وأعطاه أقراصا لمعالجة التقيّؤ ولتسكين الآلام وجلب له مرهما يزيل آثار الكدمات البادية على الجسم. وذكر خالد العرفاوي أنّ من بين الموظفين الذين أشرفوا على تعذيبه شخصان يستخدمان كنية مجيد » و »الحاج »…(جزء من بيان للمجلس المذكور نشر على الأنترنت محرر بتاريخ 24/01/2007   كما أكد بيان سابق للمجلس نفسه حصول حالات قتل تحت التعذيب لشباب تونسيين وقع إختطافهم ويعدون لدى ذويهم مفقودين وقد إنتهت بعض تلك الحالات بالموت وبمراسم دفن أعدتها الداخلية التونسية من تكفين وحفر القبر وإختيار التوقيت الباكر لذلك وإستدعاء خاصة ذوى الضحية لحضور الدفن والتعرف على جثة إبنهم المغدور كما حدث فى سوسة للمواطن حسنين العيفة فجر يوم الثالث عشر من جانفى الجارى وكما وقع للمواطن مجدى عمرى أصيل سيدى بوزيد والذى قوع تهشيم جمجمة رأسه حتى غابت معالمه ولم يتسنى لذويه التعرف عليه ( يمكن مراجعة بيان المجلس الوطنى للحريات المؤرخ فى 13/01/2007 )  , وليست هذه الحالات إلا نماذج فقط وقع الكشف عنها أما ما خفى فهو أعظم   إن التعذيب حتى الموت أمر فضيع للغاية , فتحت السحق بالهراوات والآلات الحديدية والمعدنية والخشبية والركل والرفس والصعقات الكهربائية وإدخال العصي فى أماكن حساسة من البدن وغيرها من أساليب التعذيب التى ينتهى معها بدن شاب مفعم بالحياة إلى جثة هامدة ومشوهة يعسر على ذويه التعرف عليها … إنها فضاعة لا توصف وبربرية مقززة ووحشية لا يقدر عليها إلا أزلام الداخلية التونسية الهمج الرعاع , الذين أطلق أيديهم سيدهم الأكبر الجنرال بن على الذى سيقف يوما أمام الله تعالى ويسأل عن دماء هؤلاء الشباب الذين لم يرتكبوا ذنبا يستحقون عليه إستباحة أبدانهم حتى الموت   إن هذه الممارسات الموغلة فى الوحشية تعبر عن نهج  ثابت لدى السلطة التونسية فى ترهيب المواطنين التونسيين لجعلهم تحت إستبداد مؤبد يراهن النظام على أنهم سيستسلمون لأمره وسيستكينون لعنفه, ولكن ألا يعى حكام تونس أن عسكرة البلاد وتحويلها إلى ثكنة بوليس لم يمنع أن يتسرب إليها العنف المسلح كما حصل فى الأحداث الأخيرة . إن من يقف على هذه الممارسات لا يعمل لصالح تونس ولكن يعمل لشراهة الحكم والتسلط على الشعب وهو لا يملك إلا حق القوة العمياء التى تنذر كل يوم بتوسع مساحات الكره لهذا النظام ومن يقف عليه وما لم يتب هذا النظام عن غيه فإنه يتحمل وحده أي إنزلاقات تشهدها تونس لا قدر الله لأن من يزرع الشوك لا يقطف الورد وإنما يجنى الجراح.. وحسبنا الله تعالى فى من ظلم , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون   صابـــر : سويســــرا


في أوهام التناقض الإسلامي – التقدمي

تونس نموذجا

سليم بن حميدان

 

تعيش تونس منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية المباشرة على وقع الانقسام « النخبوي » بين قطبي المحافظة والتقدمية.

 

قطبان يتعاقب على لعب الدور فيهما قوى اجتماعية وسياسية متنافية على هامش الدولة وخياراتها الإستراتيجية.

 

لقد حسمت « نخبة الحكم » مبكرا أمر علاقتها بالمجتمع واختارت التأقلم مع شروط لعبة الأمم فقايضت تبعيتها بضمان استمرارها في الحكم وجوفت مفهوم السيادة من مضمونه الشعبي ليتقمص ثوب « الوطنية العائمة ».

 

كان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة هو زعيم النخبة الذي تولى منصب « كبير المفاوضين » قبل التوقيع على وثيقة الاستقلال التام في 20 مارس 1956.

وبانكشاف لعبة المصالح الامبريالية تبين أن الاستقلال التام لم يكن في حقيقة الأمر سوى « انسحاب تكتيكي » للمقيم العام الفرنسي وقواته العسكرية بعد أن تم الاتفاق على صيغة أقل كلفة لضمان تدفق الولاء وتأمين المصالح الحيوية.

 

لم يكن مفيدا أن تكشف خيوط اللعبة أو أن يبرز محركو الدمى من خلف الستار لأن ذلك لا يخدم مصالح الطرفين.

المفيد هو أن يصر المشتركون في جريمة « الاستعمار الجديد » على موقف الإنكار لكل تهم التآمر على استقلال البلاد وسيادتها وأمنها.

دور نخبة الحكم لم يكن معقدا جدا بل إنه لم يتطلب سوى تلقف شعارات الجماهير والوعد بإنجازها في كل ذكرى وموعد امتصاصا للغضب وتمويها على المؤيدين والمعارضين (انظر كتاب « الدول الفاشلة » لنعوم تشومسكي-2006).

 

كان ذلك جليا في الخطاب البورقيبي الذي تأسس على مفهوم « الجهاد » لتحرير الوطن والمرأة وسحبه حتى على الدين لتحريره من « رواسب الجمود والتقليد ».

 

أما خطاب خليفته « بن علي » فقد تأسس على شعار الديمقراطية والحريات التي أصبحت مطلب الجماهير بامتياز فكان بيان 7/11 قسما غليظا بإنجازها دون أن يعرف الواقع سوى دوسها وتكريس نواقضها ابتداء من وثيقة الدستور في أعلى هرم الدولة وانتهاء بسلطة العمدة في الآفاق .

 

لقد اختار النظام التونسي، منذ خروج المستعمر الفرنسي سنة 1956 إلى اليوم، إستراتيجية التغيير الفوقي لتأسيس الدولة وصناعة المجتمع. وقد كان القانون فيما هو قوة ملزمة تستند في تطبيقها إلى سلطة قهرية أداة التغيير بامتياز.

فالقانون هو الذي يصنع المجتمع وليس العكس باعتبار أن هذا الأخير- في وعي نخبة الحكم طبعا- هو في وضع جهل و تخلف يمنعه من إدراك مصالحه الوطنية وترتيب أولوياته من أجل اللحاق بركب الأمم المتقدمة.

إلى جانب تلك الإستراتيجية الفوقية كرست الدولة مناخ الطائفية السياسية لتبني جزءا من شرعيتها المهزوزة على دور الحكم بين الفرقاء وتذويب الخلافات وصهرها من أجل الأمن العام والمصلحة الوطنية العليا.

 

انطلت الحيلة على النخب الوطنية الصاعدة ورقصت على أنغام الموسيقى العسكرية النظامية وطفق كل فريق يحشد أنصاره وأسلحته الإيديولوجية والتاريخية من أجل الحرب الوهمية الحاسمة.

 

انقسمت النخبة إذن إلى معسكر محافظ تقليدي قوامه قوى قومية وإسلامية وآخر حداثي تقدمي تسوده قوى يسارية وعلمانية.

 

استفاد نظام التبعية كثيرا من هذه القطبية ولا زال يواصل لعبة الدعم لهذا الفريق أو ذاك حسب الحاجة والمصلحة.

فالجناح الداخلي لنظام التبعية، أي نخبة الحكم، يستفيد من تأجيج الصراع الطائفي على أكثر من صعيد كتحويل الأنظار في مراحل الأزمات وتبرير حالة الطوارئ والاستنفار بين الحين والآخر ترهيبا للمجتمع وإثباتا للرأي العام أن البديل عنه هو الحرب الأهلية.

أما الجناح الخارجي لنظام التبعية، متمثلا في القوى العظمى ولوبيات المصالح الدولية، فتساهم هي الأخرى في تأجيج الفتنة الطائفية عبر تأييد هذا الطرف أو ذاك بواسطة ألوان من الدعم والحماية التي عادة ما توظف ضد الفريق الآخر لابتزازه أو ضد النظام الحاكم لضمان استمرار العلاقة الزبائنية معه.

 

النظرة العميقة والهادئة للتناحر السياسي بين قطبي المحافظة والتقدمية تقول بغياب مبرراته الإيديولوجية والتاريخية.

فعلى المستوى التاريخي لم يوجد استقطاب دون أن ندعي طبعا وجود إجماع حول كل القضايا العقائدية والاجتماعية والسياسية. غير أن الخلافات الحاصلة (بخصوص المرأة والسفور مثلا)  لم ترتق أبدا إلى درجة التعبئة والحشد بين معسكرين متباينين.

 

أما على الصعيد الإيديولوجي فربما نستطيع الجزم بوجود منطقة واسعة للالتقاء بين الفريقين إلى درجة التماهي المطلق في القضايا الرئيسية كالهوية المدنية للدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية و مجلة الأحوال الشخصية والعدالة الاجتماعية والموقف من القضية الفلسطينية والوحدة المغاربية والعلاقات الخارجية والعولمة.  

لا بل إننا لا ندري إن كان المتكلم في هذه القضايا هو رئيس لتيار إسلامي أم زعيم أحد الأحزاب التقدمية أو الشيوعية.

 

لقد عبرت محطات وطنية عديدة (الوفاق الديمقراطي – ندوة اكس – حركة 18 أكتوبر) عن وحدة المرجعية السياسية بين مختلف الفرقاء وحولتهم، ولو ظرفيا، إلى شركاء مما دفع مقولات الجبهة و »وحدة العمل » إلى واجهة الخطاب والتحليل السياسي في أكثر من مناسبة.

 

كنت ولا أزال من المعتقدين في أن ذكاء الجماهير أقوى من ذكاء نخبها، فيما يتعلق بالمسألة الوطنية تحديدا، وأن الانقسام النخبوي بين قطبي المحافظة والتقدمية هو مجرد إشكال وهمي يجتره بعض المغفلين وتغذيه طبقة الحكم لشرعنة سيطرتها وتأبيدها أما الجماهير فتتجاهله بل لا تكترث به مطلقا.

 

تفيد تجارب الدكتاتوريات المعاصرة أن انسداد النظام السياسي هو المسؤول عن تفجر النزاعات الطائفية. أما في دويلاتنا المتمتعة بالتجانس الديني والقومي والمبتلاة بأنظمة الاستبداد فإن وظيفة النظام السياسي هي خلق الطائفية السياسية والايديولوجية تمهيدا لإيقاد نار الفتنة الأهلية كأساس لشرعيته وشرط لاستمراره.

 

وستدوم للاستبداد صولته ما دام في نخبتنا جهلة وأغبياء وتجار حروب.  


 

في منتدى التقدم:

 من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في تونس

 

استضاف منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية بمقر جريدة الوحدة يوم الخميس 18 جانفي 2007 الأستاذين الهاشمي بن فرج والحبيب مرسيط عن الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية وذلك في لقاء حول إلغاء عقوبة الإعدام في تونس، شارك فيه عدد من ممثلي وممثلات المجتمع المدني التونسي.

وقد افتتحت الندوة الأستاذة عربية بن عمار (عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية) بكلمة رحبت فيها بالمشاركين والمشاركات في هذا الفضاء الحواري الذي يمثله منتدى التقدم المفتوح لجميع مكونات المجتمع المدني التونسي ، ثم أبرزت الأبعاد الحقوقية والتقدمية للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام كآخر عقوبة وحشية مهينة و غير إنسانية تنتهك الحق في الحياة. مشيرة إلى السياق الذي يتنزل فيه تناول هذا الموضوع، إثر المحاكمة غير العادلة وغير الشرعية في ظل الاحتلال والتي طالت في العراق الرئيس صدام حسين. وقد أعربت عن تفاؤلها العقلاني بإمكانية أن تصبح تونس أول دولة عربية تلغي عقوبة الموت، خصوصا وأن مكونات المجتمع المدني التونسي (ومن بينها فرع تونس لمنظمة العفو الدولية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان)  قد راكمت طيلة أكثر من ثلاثين عاما رصيدا هاما من النضالات من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، تضافر وتفاعل معها واقعيا ورسميا عدم تنفيذ أحكام الإعدام في تونس منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما يعكس إرادة سياسية واضحة في بلادنا نحو تجاوز هذه العقوبة. كما أكدت السيدة عربية بن عمار موقف حزب الوحدة الشعبية المؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام، وتفكيره في تقديم مبادرة تشريعية من خلال ممثليه في البرلمان بهذا الغرض، تسهم في الارتقاء بمنظومتنا الجزائية.

 

أما الأستاذ الهاشمي بن فرج (الكاتب العام للفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية) فقد ذكّر بأهم المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتضمنة لإلغاء عقوبة الإعدام ومنها البروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1989 والذي يستند إلى الفصل الثالث من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معددا الحجج المؤيدة لإلغاء هذه العقوبة التي يمكن أن تطال أبرياء أو تستخدم كسلاح قانوني ضد المعارضين السياسيين إلى جانب انتهاكها لقدسية الحياة وإثبات الدراسات عدم وجود علاقة سببية بين عقوبة الإعدام كإجراء رادع وانخفاض معدل الجرائم، حيث تتميز أربع بلدان (وهي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيران والسعودية ) باحتكارها لأكثر من 94 بالمائة من حالات تطبيق الإعدام  المسجلة عالميا بطرق تنفيذ متعددة من الشنق والرمي بالرصاص والحقنة المميتة وغرفة الغاز والكرسي الكهربائي إلى الرجم وقطع الرأس.

 هذا وسيشارك الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية مع  عدد من الوجوه الحقوقية التونسية في  المؤتمر العالمي الثالث ضد عقوبة الإعدام الذي ستحتضنه باريس من 1 إلى 3 فيفري 2007, وتتولى تنظيم هذا المؤتمر جمعية  » معا ضد عقوبة الإعدام  » بالتعاون مع الائتلاف العالمي ضد عقوبة الإعدام والذي يضم أكثر من أربعين منظمة غير حكومية وهيئات محامين ونقابات وشخصيات حقوقية من مختلف أنحاء العالم. وقد أعرب الأستاذ بن فرج عن تفاؤله بالحراك الذي شهدته تونس في الفترة الأخيرة (ولا سيما من خلال الصحافة المكتوبة كجريدة الوحدة)  باتجاه المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام، آملا أن يتوج ذلك بتكوين ائتلاف مدني تونسي لمناهضة الإعدام على غرار المغرب الأقصى . 

 

ثم تولى السيد عادل القادري (عن منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية) تقديم عرض موثق بالأرقام والصور لأهم المعطيات الإحصائية والتشريعية والتنفيذية حول عقوبة الإعدام  في تونس وفي العالم الذي يشهد سنويا ارتفاعا تدريجيا للدول التي ألغت عقوبة الإعدام بمعدل 3 دول سنويا منذ بداية التسعينات لتصل إلى 107 دولة من بينها 84 دولة بالنسبة إلى جميع الجرائم.

 

إثر ذلك جرى نقاش ثري شارك فيه بالخصوص السيد صالح الزغيدي ( عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الذي أشار إلى أن هذا اللقاء ليس مجرد ندوة فكرية، و أكد على ضرورة المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام من منطلقات حقوقية وديمقراطية ومنظومة قيم إنسانية حديثة وليس بالاستناد إلى مرجعية فقهية تقليدية تقوم على مبدأ القصاص وتبقى مثيرة للجدل حتى وإن كانت اجتهادية، ملاحظا أن المغرب العربي قد تميز خلال العقود الأخيرة عن المشرق العربي بانتشار ثقافة مناهضة لعقوبة الإعدام فبعد أن كان عدد المطالبين بإلغاء الإعدام في تونس صغيرا عند بداية الثمانينات فقد أصبح يهم الآن عددا محترما من المثقفين والسياسيين والشارع التونسي من مختلف الاتجاهات. ودعا إلى عدم الانتظار أكثر لتحقيق إجماع شعبي حول الموضوع قد لا يتحقق أبدا في تونس أو غيرها من البلدان ، فلو قامت الدولة أو النخبة التونسية بمثل هذا الانتظار في مسألة حقوق المرأة عند بداية الاستقلال لما تم تحقيق الإنجاز التاريخي الهام الذي مثلته مجلة الأحوال الشخصية التي كان يعارضها العديد من التونسيين سنة 1956 .

 

من جهته اعتبر الأستاذ عادل الحاج سالم (عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية) أنه يمكن التوظيف الإيجابي للدين وإبراز الجوانب المليئة بالحياة في تراثنا مقابل  انعدام حرمة الجسد عندنا كما نلمسه في فضاءات عديدة، مشددا على ضرورة عدم تناول المسألة من منطلق انفعالات هوجاء ظرفية، ونبه إلى أن تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بعد صدوره لا يبعث بالضرورة على الارتياح لما يصاحبه من منع للزيارات والمراسلات للمحكوم ضده الذي يبقى ينتظر مصيره الغامض في عنابر الموت وقد لا يكون ذلك أقل تعذيبا من حكم الإعدام نفسه.

 

السيد المنذر جغام ( عن تيار الوطنيين الديمقراطيين في الجامعة) ارتأى تنسيب الموضوع وعدم تبسيطه مع تسجيل الاختلافات الموجودة حتى في بعض البلدان الغربية في مجال التمييز بين زمن الحرب وزمن السلم ، كما أن بعض الدول الإفريقية ألغت الإعدام في النصوص القانونية ولكنها زادت من ممارسة الاغتيالات على أرض الواقع،  مؤكدا  أن الخلاف حول الموضوع في تونس ليس مع الدولة بل مع الرأي العام. ولأن جميع القوانين تصدر باسم الشعب، فإن عقوبة الإعدام هي شأن شعبي.

 

وهذا ما أيده الأستاذ سليم الزواوي الذي دعا إلى فتح حوار وطني حقيقي حول الموضوع الذي يذهب البعض إلى ارتباطه في أوروبا منذ القرن السابع عشر بنزعة إنسانوية إلى جانب تراث مسيحي يختلط فيه الاله بالإنسان، في حين يتم عندنا طمس البعد الإنساني في النص القرآني واتجاهه التقدمي باعتباره ليس كتاب تشريع جامد وإنما يتضمن مقاصد عامة ، ملاحظا الارتباك الحاصل والثغرات العديدة فيما يسمى الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وأكد أن مسألة إلغاء عقوبة الإعدام هي مسألة إنسانية و ليست مرتبطة بدين معين أو بتيار ايديولوجي مخصوص ، واقترح خلق آليات جديدة لتفعيل المطلب الحقوقي المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام في تونس حتى بقبول الصيغة التدرجية في الإلغاء (بعض الجرائم) عوض الكل أو اللاشيء، لكي لا يبقى موضوعا تبشيريا أو تحسيسيا.

 

   عادل القادري ( جريدة الوحدة)

 /http://adelkadri.maktoobblog.com         


بسم الله الرحمان الرحيم الأمل : الخطوة الأولى في طريق النجاح

من سلسلة إصنع حياتك بيديك

 سفيان الطرابلسي ـ ألمانيا

Sofian2302@hotmail.com

من منا لا يريد أن يرى علم الإسلام يرفرف في سماء الدنيا ؟ من منا لا يتمنى أن يصلي ركعتين في المسجد الأقصى وقد عاد إلى أحضان الإسلام ؟ من منا لا يريد أن يعيش ولو ليوم واحد في أرض لا يظلم ولا يذل ولا يجوع فيها أحد ؟ قائمة الأمنيات تطول وتطول وأنا وأنت مازلنا ننتظر لعل صلاح الدين يأتي مرة أخرى فيحرر فلسطين ، وقتها يمكننا صلاة الركعتين أو لعلنا ننتظر المهدي ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملأت جورا فنهنأ بحياة لا يذل ولا يجوع فيها أحد …

هل هناك أمل بأن يعود الأقصى بلا صلاح الدين ؟ هل هناك أمل أن نهنأ بحياة كريمة بلا المهدي المنتظر ؟ هل هناك أمل في بناء مجد للإسلام بلا خالد بن الوليد ؟ هل هناك أمل أن نصع كل ذلك بأيدينا ؟

كثير منا يرى أنه ليس في الإمكان أفضل مما نحن عليه، هذا هو واقعنا لا بد أن نكون واقعيين، لا بد أن نستسلم للأمر الواقع، إنسى القدس والعزة والمجد ، هذا حالنا ولا يمكن أن نصبح على حال  أحسن مما أمسينا عليه ..

ولكن نبيك و حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك كان متفائلا كان مبتسما ينظر إلى المستقبل نظرة أمل إسمعه وهو يقول لك : تفاءلوا بالخير تجدوه … أنظر إليه وهو ساجد بجانب الكعبة فيأتي عقبة بن أبي معيط ويلقي على ظهره الطاهر سلا جزور  فتأتي الزهراء رضي الله عنها وأرضاها وترفع  القذورات من فوقه وتبكي … فيلتفت إليها مبتسما ماسحا الدمع من خديها قائلا : لا تبكي بنيتي إن الله ناصر أباك … يقول هذه الكلمات وهو لا يستطيع منع نفسه من سخرية وإيذاء المشركين ولكن الأمل أصل ثابت في حبيبك محمد عليه الصلاة والسلام …

لماذا تتمنى النصر والمجد والعزة إذا لم يكن الأمل يملأ قلبك ..ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل … الأمل هو النور في الظلام الحالك الدامس … الأمل هو القوة المحركة للنجاح والإنجاز … الأمل يولد الطاقة ، يحفز الهمة ، ويدفع إلى العمل، ويساعد على مواجهة الحاضر، ويصنع المستقبل الأفضل …بالأمل يبتسم العالم …

يفيض من أمل قلبي ومن ثقة *** لا أعرف اليأس والإحباط في غمم

اليأس في ديننا كفر ومنقصة *** لا ينبت اليأس قلب المؤمن الفهم

كيف تجدك بعد كل هذا ألا تشعر بالأمل بدأ يسري في قلبك يسير في عروقك  ألا ترى أن المستقبل لهذا الدين الأمنيات وحدها لا تكفي أنت تحتاج مع الأماني إلى الأمل كن واثقا في الله إن الله ناصر أباك .. وقد نصره فعلا … إسمع حبيبك مرة أخرى وهو يقول لك ـ تخيله الآن أمام عينك يمسح على رأسك ويقول لك مبتسما ـ ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر . ألا تصدقه  ؟ هو يقول ذلك … سيتم الله أمره بلا شك … فقط إملا قبك أملا … ضع ثقتك في الله …. لا تيأس من روح الله واعلم أن النجاح تصنعه بيديك …        


 

حتى يكون المشروع مدنيا من دون كهنوتية وصناعة أصنام

مرسل الكسيبي (*) عودة الى موضوع الماضي والحاضر والمستقبل ,فان الحديث عن أي مشروع اسلامي لابد أن يخرج عن الأطر التقليدية للطرح, حيث يتوجب على المشروع أن يخرج من الاطار الكلاسيكي الذي رسم مساره الراحل حسن البنا رحمة الله ,وهو مايعني أن حصر اطار المشروع في اطار ماسمي بالحركة الاسلامية المعاصرة يعد ضربا من الاحتكار للمنظومة الفكرية ومصادرة لحق الاخرين في حمل عبئ هذا المشروع الوسطي والمعتدل الذي يلقى تأييدا جماهيريا فطريا في كافة انحاء المنطقة العربية والاسلامية. لم يعد من الممكن في عالم اليوم وكما سبق أن لمحت في جرأة الى ذلك في مقال سابق الى أن هذا المشروع لابد أن ينتقل اليوم من طور الاحتضان الحزبي والحركي الى طور الاحتضان المجتمعي والمدني الأهلي الواسع ,بحيث أن الكل يقوم على ثغرة من ثغرات المشروع بعيدا عن منطق احتكار الصفة الاسلامية والمزايدة بها على الاخرين أو الدخول في منطق التفسيق والابتداع أو التوصيف بالارتداد أو غير ذلك من المصطلحات الحكمية الصارمة والتي لابد أن تبقى نصا معرفيا موقرا بيد المتخصصين في الهيئات العلمية والفقهية ذات الصبغة المرجعية على مستوى بلاد العالم الاسلامي . ليس من العيب بمكان أن تستند أحزابنا الى مرجعية فكرية وحضارية اسلامية تراعي ثوابت الشرع وتجدد في اطار المتغيرات ومااستجد للناس من أقضية وحاجات , غير أن هذه المرجعية لاتعني سلطة كهنوتية على الناس تقرب الى الله زلفى من تقرب اليها في الدرجات التنظيمية وتبعد عنه عز وجل وعن جناته من ابتعد عن مقاماتها الحزبية أو فارقها بدعوى مايترتب عن مفارقة الجماعة من مقامات في نار جهنم أعاذنا الله جميعا منها. ان المشروع الاسلامي الوسطي والمعتدل كبير في حجمه وضخم في أعبائه الى الدرجة التي يعجز فيها حاكم بمفرده أو حزب بمختلف طاقاته على القيام به تأصيلا وتجذيرا سمحا وخلاقا ومبدعا وتقدميا وحداثيا بين ظهراني الناس,وهو مايعني أن هذا المشروع لابد أن يخرج من الدائرة النخبوية الضيقة الى الدائرة الاجتماعية الواسعة,بحيث تنبري له هيئات المجتمع المدني تأطيرا لمشمولاته الواسعة كل بحسب طاقته وتخصصه ومجال تقدميته وابداعه,اذ يتحول بموجب هذه الرؤية من مشروع حزبي تحتكره راية سياسية الى مشروع لايشكل عبئا أو احراجا للدولة والقائمين عليها ,فهو حينئذ كل عمل اصلاحي خلاق يتناسق مع مقاصد الاسلام الحضارية ويتجه الى تجذير قيم الحرية واحترام حقوق الانسان والعدل والشورى والديمقراطية وفعل الخيرات والنهوض بأسباب العلم والمعرفة وتشييد صروح الانتاج الصناعي والاقتصادي ,وهو أيضا طاقات ابداعية راقية في مجال الرياضة والفنون الجميلة والقطاع الاعلامي ومجالات الانتاج الاتصالي الحديث في حقول الفعل الرقمي السمعي والبصري وغير ذلك من مجالات الابداع التوليفي والتأليفي في حقول الأدب والتأليف الابداعي والوظيفي,وصولا الى كل زاوية من زوايا النشاط الانسانى المطلوب والملح في زمن تنافس الأمم والشعوب على أرضية التعارف والتدافع . ان المراقب لساحة الحركة الاسلامية المعاصرة يقف اليوم أمام ظاهرة احتكار المشروع وشموليته الى الدرجة التي يصبح فيها الدفاع عن قيم الاسلام وعقائده وشرائعه السمحة من قبيل المهمة المحتكرة لهذه الحركات والأحزاب وهو مايعد في نظري خطأ مركزيا قاتلا وقعت فيه هذه التيارات في ظل ادخالها لعنصر الهوية الاسلامية ومرتكزاتها الدينية الى حلبة المعارك الانتخابية والسياسية والأمنية المتكررة في أكثر من ساحة عربية,ومن ثمة تيسير الخلط بين الدين كمقدس جامع لشعوب المنطقة وحكوماتها في أغلب الأحيان وبين الطموحات السياسية الواضحة لقادة هذه التيارات في طرح نفسها كبديل سياسي غير ناضج أو مشائخي كهنوتي كثيرا مايثير مخاوف المصالح الداخلية والنخبوية النافذة قبل اثارة القوى والمصالح الأجنبية الأنفذ والأكثر تجذرا سياسيا وأمنيا في بلادنا. ان المشروع الاسلامي في بعده الحضاري والمقاصدي والتحرري وحتى في بعده التشريعي المتعلق باقامة العدل والشورى بين الناس برز بشكل قوي ونافذ في طروحات الحزب الحر الدستوري في تونس وفي طروحات جبهة التحرير الوطني الجزائرية  في مؤتمر نوفمبر وفي الحركة السنوسية في ليبيا وفي الحركة المهدية في السودان وفي الدعوة الاصلاحية المتحالفة مع السلطة في مشروع الامام محمد بن عبد الوهاب بالمملكة العربية السعودية وفي تحالف المؤسسة الملكية في المغرب مع قادة التحرير الوطني من امثال المرحوم علالة الفاسي والشيخ الخطابي…,وهو مايعني أن المشروع يجد جذوره الراسخة والعميقة في مشروع دولة الاستقلال وماقبلها حين حكمت الدولة العثمانية بباياتها وداياتها وباشاواتها المنطقة العربية والاسلامية في سهولة ودون امتناع ,غير أن ماعرفه تاريخ هذه الدولة من نزوع نحو التسلط والقهر في ظل اسناد الحكم الى العنصر القومي التركي الخاضع للأستانة-عاصمة الدولة العثمانية انذاك ,ساهم في تفرق الناس وابتعادهم الذي وصل الى حد الكراهية والتمرد المسلح على سلاطين ال عثمان في أكثر من قطر عربي واسلامي.    وحينئذ فان المشروع الاسلامي ليس مشروع الحركة الاسلامية التي يؤرخ لها الاسلاميون مع ظهور دعوة الاخوان رسميا في سنة 1928 ,بل هو مشروع يتجذر في مهد الدعوة المحمدية التي ابتعثت بالرحمة والخير والعدل مع صدع الرسول صلى الله عليه وسلم بأولى رسائل الانقاذ والتصحيح والاصلاح العقدي والديني والاجتماعي والثقافي …مع الفجر الأول للاسلام.  ان المشروع انطلق حيا بين ظهراني الناس – مساحته المجتمع- ولم يكن مشروعا حزبيا ضيقا يحمل لافتة سياسية تقتصر على نخبة تتحرك في صفوف المثقفين أو المناضلين المعنيين بالشأن العام فقط ,بل انه شأن مجتمعي اصلاحي واسع ,فهو دعوة خيرية انسانية تهدف الى اشاعة الحب والتعاون ومعاني الشفقة والرحمة وحسن الخلق والاصلاح العام وليس مشروعا هدف الى القضاء على أبي لهب وأبي جهل وأبي سفيان والوليد بن المغيرة…,وانما هو دعوة أوسع الى كل الناس دخلها من عشقها رحمة وعدلا من الناس وأعرض عنها من أبى من عامة الناس أو ممن هو من علية القوم وأكابرهم. أما اليوم وقد أصبح أمر الاسلام مستقرا عقيدة وعرفانا بالهداية الى الرحمات وعالم النور والخير ,فقد طرأت على مجتمعاتنا كثير من الانحرافات الاجتماعية والتربوية والخلقية ..وحتى السياسية نتيجة شيوع الظلم وغياب العدل,فان تصحيح هذه الانحرافات لابد أن يصبح مسؤوبية جماعية ومجتمعية شاملة يقوم فيها الحاكم على الواجب منها والممكن ,ويقوم فيها المحكوم على ماهو من وظائفه ومسؤولياته بحسب دائرة المسؤولية والتخصص, بحيث تصبح للعالم وظيفة ملحة في اخراج الناس من الجهل وللعلماء المتخصصين في الفقه مسؤوليات ارشاد الناس الى مجامع الخير وللباحثين والخبراء المتخصصين في مختلف مجالات المعرفة مهمات الابداع في حقولهم المعرفية وللقادة والسياسيين مهمات قيادة وتوجيه مجتمعاتنا الى أقوم السبل في التصحيح والاصلاح بعيدا عن منطق السجن والسجان ومشتقاته ومنطق الصراع السياسي المدمر الذي زج بأجيال متتالية في ماوراء القضبان وشرد أجيالا أخرى في المنافي وابتعث اخرين الى عالم البرزخ تحت سياط التعذيب. ان المشروع الاسلامي المنشود لابد أن يقطع مع حركات بعينها وأحزاب تحمل على عاتقها الصفة الاسلامية , وتحول البعض منها بعد مرور عقود الى شكل من اشكال الكهنوتية بحيث تنحرف الدعوة من اقامة العدل بين الناس وشيوع الاصلاح بين الأمم الى حركات سرية لايدخلها الا المؤمنون « الخلص » الذين بيايعون قيادات تخوض بهم غمار المغامرات السياسية والأمنية المتتالية دون اقتدار على المحاسبة أو التقويم الهادف والجاد والمسؤول الذي تخضع له كل الأحزاب السياسية الغربية المعاصرة دون قلق أو اضطراب في الصف القيادي نتيجة خسران منافسة انتخابية أو فشل في ادارة أزمة,لتتجدد بعد ذلك الدماء وتذهب أجيال وتأتي أخرى  وتستمر الحياة دون رموز قيادية مؤسسة أو اباء روحيين لانجدهم عندنا الا في العالم العربي حيث تغيب الأفكار والنخب المجددة والمؤمنة بالتداول نتيجة ماصنعته بعض حركاتنا الاسلامية من خلل أصيل رفعت بموجبه بشرا الى مرتبة القديسين تارة باسم المشائخ الذين لايشق لهم غبار وتارة باسم المفكرين الذين لايضاهيهم أحد في التفكير وتارة باسم المنظرين الذين لاينافسهم بقية السياسيين في التنظير. وفي ختام تشخيصنا لواقع الأمة وبلاد العرب والمسلمين ,فان المطلوب اليوم هو اخراج الحركات الاسلامية من واقع التقديس والتوقير « الصوفي » الذي يتحول احيانا الى ضرب من الدروشة السياسية والفكرية نتيجة غياب العقل النقدي الناجع ,وكذلكم النظر الى تجربة هذه الحركات والأحزاب بعين بشرية مدنية تقبل فيها ماتوافق مع مصالح الاسلام الحضارية ومصالح الناس والأمم والدول والأوطان وترد منها ماثبت فشله وخطأه في ادارة الأزمات ومعالجة مساحات التدافع بينهم,هذا بعد الالحاح على عنصر تجريد القادة في هذه التجربة من العنصر المقدس وصفات المشيخية القاتلة أحيانا وصفات الالهام والتأييد الرباني التي نحسب أن الله تعالى وحده الكفيل بكشف أسرارها ومكنوناتها ان وجدت ,ومن ثمة تسويتهم -أي هؤلاء القادة- في الحقوق والمتوجبات مع يقية الأعضاء والمناضلين والا فانها دعوة صريحة مني للتمرد على هذه الرهبانية والكهنوتية التي ماأنزل الله تعالى بها من سلطان لأن المتضرر في ذلك هو صورة الاسلام المشرقة ومصالح الناس وحقوقهم التي ضيعت بين جور وتسلط « رسمي » وصنمية مشائخية « معارضة » نخشى أن يقارنها الناس يوما بصنمية رهابنة بعض أساقفة وكرادلة القرون الوسطى . (*) مدير تحرير « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية) بتاريخ  24  جانفي 2007)


بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام القدوة مالك بن أنس رضي الله عنه

إن خير ما تهفو إليه نفوس المصلحين وتتطلع اليه آمال المؤمنين الصادقين , هو استعراض سيرة سلفنا الصالح وخاصة الأيمة العظام منهم , لتتمكن الأجيال المتلاحقة من بعدهم من الإطلاع على ما حققه اولئك العلماء الأفذاذ من جهد شاق وعمل خالد في سبيل استجلاء فضائل الدين الإسلامي الحنيف , وحفظ ما جاء به الرسول الإمام الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم باذلين النفس والنفيس في بيان ما غمض من نصوصه ,   ودق معانيه بأمانة وصدق وان من اولئك الصناديد المصلحين والأيمة القدوة والهداة المهتدين ,  الإمام الحجة حجة الإسلام التقي النقي مالك بن أنس الاصبحي , الذي ما أحوجنا  هذه الأيام لدراسة  سيرته وتوضيح منهجه في نشر الشريعة المطهرة وحفظ نصوصها , وإعمال الفكر في فهم معانيها ومراميها وتدوين ذلك  بحزم وعلم غزير .
إن الدافع للغوص في هذا البحر الذي لا ساحل له من العلم , حاجتنا الملحة لتعريف أجيالنا  وخاصة المغاربية منها بحقيقة الإمام الذي ينسبون اليه إمام آبائهم واجدادهم منذ قرون , ولاشك أن كل أيمة المسلمين إقتبسوا من سيرة وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آراءهم واجتهاداتهم النيرة ليبصرونا  بالطريق القويم الذي كان عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصار عليه أصحابه من بعده , والله سبحانه وتعالى يقول « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكرإلاأولوا الأباب  » آية 7 آل عمران  .
إنه من الصعوبة بمكان ان يستطيع  إنسان أن يلم بسيرة إمام اتسعت نواحي تفوقه ,  وتعددت سبل نشاطه , وكثرت مناقبه ومزاياه في هذه الكلمات القليلة المتواضعة . نشأ الإمام مالك رضي الله عنه في المدينة المنورة منزل الوحي , ومثوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وكانت آنذاك تعج بالصفوة المختارة من التابعين وتابعي التابعين , أبناء المهاجرين والأنصار الذين استقوا من معين النبوة حتى ارتووا ونهلوا من علم من ادركوه من صحابة رسول الله مما اهلهم ليكونوا قدوة صالحة لعلماء زمانهم  ومقصدا لطلاب العلم  من جميع أقطار الرقعة الإسلامية الواسعة , فكانت حلقات العلم في مسجد رسول الله تكاد تتشابك من اتساع  دائرتها . نعم في هذا الجو المشبع بالجد والإجتهاد والتفتح والإشراق نشأ الإمام مالك  في أسوة كريمة , وتحدر من آباء صالحين توارثوا علم الأ ثر أبا عن جد , وناهيك  بأمه الذكية  الحاذقة المؤمنة التي  رعت مسيرة رحلته في الحياة بحزم وعزم ,  وأمرته  بعد أن ألبسته ثياب العلم ووضعت على رأسه العمامة , ولم تكتف بذلك , بل اختارت له العالم  الذي يأخذ عنه حيث قالت : إذهب الى ربيعة بن عبد الرحمن الملقب بربيعة الرأي , وتعلم من أدبه قبل علمه . ومما يروى في حق الإمام مالك ,أنه ذات مرة القى والده سؤالا له ولأخيه الأكبر النظر بن أنس  , فأصاب أخوه  وأخطأ مالك في الجواب , فقال له والده  متهكما أألهتك الحمام عن طلب العلم , فكان لهذا التقريع من والده أكبر الأثر في مضاعفة جهوده حتى تفوق على أقرانه  , وطار صيته  حتى أصبحت أسرته تعرف به بعد ان كان لايعرف الا بها.
وما أحسب أن البيئة العلمية التي توفرت له في المنزل وفي طيبة الطيبة كافية  وحدها في تكوين شخصية الإمام مالك تلك الشخصية الفذة النادرة , ولكن هناك مواهب عقلية خلقية وخلقية , تفضل الله بها عليه هيأت له هذا النجاح الباهر الذي تفوق به على أصحابه . فمن تلك المواهب على سبيل الإختصار : اولا : الحافظة التي تعي كل ما تسمع , فقد كان في الجلسة الواحدة يسمع أربعين حديثا فيحفظها , ولقد امتحنه  شيخه ابن شهاب الزهري ذات يوم  في أربعين حديثا كان قد حفظه  إياها فسحب الأ لواح من يده وقال له : أسمعني الأحاديث , فأسمعه إياها كاملة , وقال كلمته الشهيرة  » قم فأنت من أوعية العلم  » . وهذه الذاكرة العملاقة تذكرنا بما قاله  شيخ الشافعي رضي الله عنه حين اشتكاه من سوء الحفظ فقل  » إن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاص  » ويستشف من هذه القصة أن الامام الشافعي قال ذلك لأنه كان يحفظ الصفحة من قراءة واحدة وزيادة على ذلك تلتقط ذاكرته الصفحة المقابلة لمجرد أن يمر نظره عليها , فعندما أحس بضعف الحفظ  من نظرة عابرة  ذهب مسرعا الى وكيع شيخه يستغيث به , وهذه الحادثة تدلل على ورع وتقوى الامام الشافعي لأنه  أراد أن يتهم نفسه لمجرد أنه لم يحفظ من التفاتة واحدة .
وايضا مما يستفاد من هذه القصة أن المعصية وحفظ العلم لا يجتمعان . ثانيا : الصبر والجلد والمثابرة  على طلب العلم , فقد غالب الفقر حتى باع اخشاب بيته من شدة العوز  , وقاوم الحر والبرد حين كان يطيل الانتظار عند أبواب شيوخه . ثالثا : الاخلاص , فقد طلب العلم لذات الله سبحانهوتعالى , فلم يكن يريد  بالعلم جاها , ولا مالا , ولا ليستزيد به مكانة بين الناس , ولا للجدل والمماراة ,بل  لقد كان  أبغض شيء إليه الجدل , لذلك  طهرت نفسه من أدران الطمع  فصفى فكره ولمع ذهنه , ومما ينسب إليه قوله رضي الله عنه  » ما زهد أحد في الدنيا الا أنطقه الله بالحكمة  » .
رابعا : قوة الفراسة وهي لا تتنامى الا من وفرة المدارك ,  ورجاحة العقل , وحدة الذكاء ,ولقد اشتهر بالفراسة حتى ان الامام الشافعي رضي الله عنه لما سئل  من أين لك هذه الفراسة  قال : أخذتها عن مالك , يعني تدربت  عليها عنده , وليس  هناك من  شك في فائدة  الفراسة فيما رشح الامام مالك نفسه من رواية أحاديث رسول الله , فإن الفراسة الصادقة تساعده على تمييز الثقات الذين يحسن  ان يروي عنهم من غيرهم  ,  وقد أوردت عنه كتب السير في هذا المجال أخبارا متواترة . خامسا : الهيبة التي أودعها الله في النفوس  لهذا العالم الجليل دون أن يستخدم للحصول عليها سيفا مسلولا , ولا سلطانا موهوبا , ولكنها روحانية ونية صادقة ساندها وجاهة في المظهر  , وطول في القامة , ونظافة , ونفاسة في الملبس  وبسطة في العلم والجسم أوجدت له في نفوس تلاميذه  وقاصديه مكانة زينها ما تحلى به  من الوقار في المجالس والتعفف عما في أيدي الآخرين  مع اقتصار عن الضحك المزري  والحديث الطويل الممل , ولم تقتصر هيبته على تلاميذه وعامة الناس  بل لقد تعدت الى الامراء والولاة .
إن هذه العجالة لا تسمح لي باسقصاء مناقب هذا الرجل العظيم لكثرتها وتعدد نواحيها , ولكني  اختصر ما يمكن اختصاره  في النقاط الآتية .
1 ــ كان الامام مالك من اكثر طلاب العلم أساتذة ومشايخا حتى قيل انه أخذ العلم عن مائة  عالم  . 2 ــ إجلاله لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , واعتزاه بنفسه  , واحتفاظه بمكانته وعدم تخاذله  أمام الحاكم  والسلاطين خوفا أو طمعا  بل أعلن تمسكه بضرورة اجلال العلم وتوقير حامليه من جميع المسمين الحاكم والمحكوم . 3 ــ اهتمامه بالفتياوتصديه لها بفهم وعلم فاق فيه علماء عصره حتى تناقل الناس المثل المشهور الى يومنا هذا  »   لا يفتى  ومالك في المدينة  »  ومناسبة هذا المثل يقال أن امرأة ماتت على عهد الامام مالك , دخلت عليها سيدة لتغسلها , وكانت بمفردها لا رقيب لها مع هذه المتوفية الا الله , وما أن رأت جثمانها مسجى , رمتها بين نفسها بالفاحشة , وما ان بدأت في تغسيلها حتى لصقت يدها بجسم الميتة , حاولت فصل يدها عن لحم هذه المسكينة فعجزت , عند ذلك استغاثت بالحاضرين طالبة عونهم , فتدفق العلماء من المدينة وضواحيها كل يفتي بما يراه فهذا يقول نقطع يد الحية والآخر يقول نقطع جزء من لحم الميتة , كل هذه الأراء باءت بالفشل , عند ذلك فكروا بدعوة الامام مالك ليخرجهم من هذه الحيرة . جاء مالك وسأل المغسلة ماذا قلت في هذه المرأة واستحلفها بالله فقالت :  إني رميتها بالفاحشة , عند ذلك أمر مالك أن تجلد حد القذف  , ما ان إنتهوا من الجلد حتى فصلت يد الحية من الميتة , ومن هذه الحادثة ضرب المثل السالف الذكر ؛ لا يفتى ومالك في المدينة ؛
4 ــ تحرزه من الا قدام على الفتوى الابعد ترو واطالة نظر وكان أجرأ علماء عصره على كلمة لا أدري  حتى اشتهر عنه ذلك . 5 ــ وعظه  للخلفاء  وكلما ارتفعت رتبته في المقام  والعلم زاد في وعظه  متخذا عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما قدوة له  , وكان يقصد الخلفاء  ليعظهم وله في ذلك رأي أجمله في قوله  »  ولولا أني آتيتهم لما رأيتم للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هذه  المدينة سنة يعمل بها  »  . 6 ــ  ابتعاده  عن الجدل  حول ما ظهر في عصره  من العقائد  المنحرفة , مثل الجبرية  والمرجئة , والقدرية , والمعتزلة , وتمسكه بمذهب السلف الصالح  , وأشهر دليل  على ذلك موقفه من رجل سأله عن معنى الآية في سورة الرحمن  » الرحمن على العرش
استوى  » فغضب غضبا شديدا وقال  كلمته المشهورة  » الايمان بالاستواء واجب  والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وما أراك الا رجل سوء أخرجوه من حلقتنا  » . 7 ــ تنبهه في فقهه الى استنباط الاحكام الشرعية من الكتاب المنزل اولا , ثم السنة النبوية ثانيا  ثم اقوال الصحابة  ثم الأخذ بعمل أهل المدينة  ثم التابعين وهذا ما يتميز به مذهبه . 8 ــ  أكرمه الله بانتشار مذهبه في أكبر رقعة من العالم الاسلامي , منها بلاد المغرب العربي وجزء من مصر والسودان وافريقيا وآسيا وبعض دول الخليج العربي  , أسأل الله أن يجزيه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين , وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                            عبد الحميد الحمدي  


 

بين أيدي المحرقة

 

إلى كل من له في القلب ذرّة حب للوطن… إلى من به بقية عقل … قبل أن لا يبقى مجال للكلمة ولا للعقل معنى … إلى كل من يهمه حاضر, ماضي, ومستقبل الوطن … الرصاص لا يؤدي إلا إلى الرصاص, والعنف قد يعجل بغلق كل محاولات لمّ الشمل. الوطن قبل الجميع , قبل المصالح, قبل الإيديولوجيات, قبل المراكز, قبل المناصب لأنه لو فقد الوطن ذهب كلّ شيء…  لسنا في حاجة إلى عشرية سوداء ولا إلى عراق جديد 

 

وطني والكلمة … يحتضران

وطني والحزن … يمضيا ن

في شرايين الجرح الدامي … يلتقيان

صودرت الكلمة …

وانتصبت قواعد الكذب تؤسس عالم من الأوثان

حشرت الرؤوس بكلمات ليس لها مكان

وأخرست الألسن …

وتاه  الحكيم … حتى انتهى إلى الهذيان

ولمّا احتكم الأمر … انطلقت رصاصتان

بهت الجميع …

واه هل انفلت العقد … وأطلق للتدمير العنان؟؟؟

في القلب زفرة

في القلب حسرة

فرحة موءودة … ورصاصتان

تونس الجميلة سالت على الخدود … دماؤها

وكشفت عن عمق النزيف في أحشائها

وما بقي فيها للحلم مكان …  

بين أحضانها … الأعداء يختصمان

بين أحضانها … دعاة الموت يتناحران

وهي تصرخ صامتة … من يعيد الحضن الأمان ؟

خنقت الكلمة … ومات الإحساس

ماتت الكلمة … وانطلق الرصاص

مات الحب وسرت أللعنة بين الناس

كلمات الحب … صلبت على المشانق

وتبعثرت الأرحام …

هل أكتب ؟

هل أصمت ؟  وألعن الكلمات …؟

كلمة … صرخة … دمعة … رصاصة

كلّها لغات …  

ولكن أيها تطفئ ظمأ العطشان ؟

أيها تضمد جراح ا|لأوطان ؟

يا وردة العمر التائه في الأحزان

هل بقي فيك للحب مكان ؟

هل بقي للعقل جولة ؟

هل بقي  فيك ساحة للبيان

أم رحلت إلى عالم الموت … بلا ربان

لا تموتي يا فرحة القلب الحزين

فبموتك ينتهي الإنسان

أصلي لأجلك …  

أبكي لأجلك …

وألعن الطغيان

حتى لا تكونين صحراء التيه

ونتوه في البحث عن العنوان

 

 

فاضل السالك « عاشق البحر »

فرنسا جانفي 2007


 

فتوى كردية بتحريم المشاركة في الحملة الأمنية في بغداد

اربيل ـ القدس العربي: اكدت مصادر في رابطة علماء الدين في اربيل لـ لقدس العربي ان عشرين عالما دينيا في كردستان العراق اصدروا فتوي تقضي بتحريم المشاركة في محاربة اهل السنة في بغداد وذلك من خلال ارسال قوات كردية الي بغداد حسب خطة المالكي. وقد تركت تلك الفتوي آثارا واضحة علي القوات الكردية المتوقع توجهها الي بغداد للمشاركة في تنفيذ ما يسمي بالخطة الأمنية الجديدة المزمع المباشرة بها مطلع الشهر القادم. وأكدت مصادر دينية هناك ان اعدادا كبيرة من الجنود الاكراد قد رفضوا التوجه الي بغداد للمشاركة في هذه الخطة بعد سماعهم بالفتوي التي حملت عنوان الولاء والبراء. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)  


الرباط: اعادة النظر في ادانة «شيوخ السلفية»

الرباط – الحياة     قضت أعلى محكمة في القضاء المغربي بمعاودة النظر في حكمين صدرا بإدانة حسن الكتاني وعبدالوهاب رفيقي اللذين يعتبران من «شيوخ السلفية الجهادية». وكان حُكم عليهما بالسجن 30 سنة و20 سنة في قضية الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء عام 2003. ولفتت المصادر إلى أن قرار محكمة النقض والابرام يعتبر الأول من نوعه بالنسبة إلى متهمين في أعمال إرهابية. وكان شيوخ «السلفية الجهادية» نفذوا اضرابات عدة عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنهم. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)  


السويد تؤكد علي السماح بارتداء الحجاب في المدارس

ستوكهولم ـ يو بي آي: اكدت الوكالة الوطنية للتعليم السويدية (وزارة التربية) ان قرارها السابق بالسماح لطالبات المدارس في كل انحاء البلاد ارتداء الحجاب الاسلامي كان قرارا صحيحا. وكانت الوكالة اصدرت العام الماضي قرارا اعتبرت فيه ان مدرسة مختلطة في مدينة اوميا لا يمكنها منع فتاة مسلمة من ارتداء الحجاب اثناء وجودها في المدرسة. وذكرت صحيفة ذي لوكال ان ادارة مدرسة مينرفا في مدينة اوميا قالت ان قرار منع ارتداء الحجاب الاسلامي في المدرسة لا يعتبر تمييزا اذ يسري الامر علي جميع انواع القبعات ايضا وان العديد من المسلمات في المدرسة لا يرتدين الحجاب. ولم توافق الوكالة علي الذريعة التي تقدمت بها ادارة المدرسة وقالت انه لا يوجد اي سبب يدفع المدارس الي حظر ارتداء الشعارات الدينية غير المؤذية وان منعهم من ذلك يدفع الطلاب الذين يؤمنون ان ارتداءه واجب ديني، الي عدم الحضور الي المدرسة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)

 

مصر: حملة إلكترونية لمناصرة الحجاب

 

القاهرة ـ  ولاء الشملول: ينطلق من مصر اليوم الخميس القادم 25 يناير اليوم العالمي الإلكتروني للحجاب الذي يطلقه موقع حركة المقاومة الإلكترونية « حماسنا » http://www.hamasna.org/ بالتعاون مع لجان مناصرة الحجاب حول العالم وبمشاركة دولية من « لجنة نصرة الحجاب » في ألمانيا واللجنة العالمية للدفاع عن الحجاب بتونس وعدد من الشخصيات والرموز الإسلامية حول العالم وشباب من 16 دولة عربية وأوروبية.

 

وفي تصريح خاص لموقع (لها أون لاين) صرح محمد السيد مؤسس موقع حماسنا وصاحب فكرة مناصرة الحجاب أن الموقع سيصدر بياناً بعدة لغات يطالب فيه الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإرسال مليون حجاب لكل من تونس وفرنسا وهولندا بسبب ما حدث هناك من تضييق على المحجبات في محاولة لدعم المحجبات في هذه الدول.

 

أعداء وأصدقاء الحجاب

 

وعن بقية فعاليات الحملة يقول محمد السيد 25 سنة: رصدنا قائمة سوداء بأشهر أعداء الحجاب في مصر والعالم ومنهم رئيس الوزراء الفرنسي ساركوزي والكاتبة المصرية إقبال بركة، والكاتبة نوال السعداوي، وحذفنا فاروق حسني وزير الثقافة المصرية منها بعد تصريحاته الأخيرة أنه على استعداد أن يفدي الإسلام بروحه.. ومن ناحية أخرى رصدنا قائمة بأصدقاء الحجاب ومنهم وزير الداخلية الألماني « فولفجانغ شويبله » ورئيس الوزراء السويدي « جوران بيرسون ».

 

ويشارك في الحملة بعض أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومنظمات فلسطينية مثل الثريا والموقع الرسمي لحركة حماس الفلسطينية « فلسطين مباشر ».

 

المستضعفون

 

وعن اختيار هذا التوقيت للقيام بالحملة، يقول صاحب الفكرة لمراسلة موقع (لها أون لاين) في مصر: إن الفكرة جاءت بعد أن أصبحت المحجبات وكأنهن « المستضعفات في الأرض » في العديد من الدول حتى بعض الدول العربية والإسلامية، فالمحجبات – والكلام على لسانه- ممنوعات من دخول المدارس في دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، ومحاربات في تونس لدرجة وصلت لضربهن في الشارع، وممنوعات من تولي مناصب قيادية في مصر والجزائر، ولهذا كان لابد من حركة مضادة لمواجهة هذا الهجوم ضد الحجاب والدفاع عنه ولابد من وجود صوت قوي يواجه الظلم الذي تتعرض له المحجبات بلا ذنب.

 

خطوات مستقبلية

 

وعن الخطوات التي سيقوم بها الموقع مستقبلاً، أعلن صاحب الفكرة أنه سيصدر بياناًَ كل 3 شهور، كما سيسعى إلى نشر مطبوعات تتحدث عن أهمية الحجاب، ويأمل عقد ندوة سنوية ثابتة يوم 25 يناير من كل عام.

 

وأعلن محمد السيد أنه سيدعو إلى أن يكون عام 2007م هو عام الحجاب وأن يتحول يوم 25 يناير- يوم إطلاق الحملة- إلى مناسبة ثابتة تخرج فيها المحجبات في مسيرات في كل أنحاء العالم للتعبير عن رأيهن في دعم الحجاب.

 

وجدير بالذكر أن موقع حماسنا هو موقع لمكافحة العري والإباحية في وسائل الإعلام العربية، وكان قد دشن من قبل يوماً عالمياً للقدس ويوماً عالمياً للشيخ أحمد ياسين شاركت فيه أحزاب وحركات إسلامية حول العالم.

 

(المصدر: موقع « لـها أونلاين » بتاريخ 25 جانفي 2007)

الرابط: http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&sectionid=1&id=11686

 


تقرير عن حقوق الانسان في العراق عام 2006 يكشف كارثة بشرية بمقتل الآلاف وهجرة الملايين

أكثر من 32 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى وتفشي الفساد والاغتيال الطائفي واستهداف العلماء والصحافيين

بغداد ـ القدس العربي: كشفت تفاصيل تقرير عن أوضاع حقوق الانسان في العراق خلال عام 2006 عن تدهور الاوضاع الأمنية والحقوق الانسانية وتفشي ظواهر القتل والتفجير والاغتيال والفساد المالي والاداري والرشاوي بشكل يهدد الوضع الانساني، اضافة الي استهداف العلماء والصحافيين واساتذة الجامعات. وقال التقرير الذي اصدرته الجمعية العراقية لحقوق الانسان في امريكا وهي منظمة مستقلة تتابع الشأن العراقي وتنظم احصائيات علمية من خلال البيانات الاعلامية ودوائر وزارة الصحة العراقية ان عام 2006 شهد مقتل 25.878، فيما بلغ مجموع االقتلي العسكريين والشرطة 350.6 اما مجموع المصابين والجرحي، فقد بلغ 184.24، وذكر التقرير ان عام 2006 شهد اغتيال أكثر من مائة وستة وثمانين اعلامياً وناشطاً مدنياً، فيما غادر العراق نحو مليوني مواطن الي دول عربية مثل مصر وسورية والاردن والامارات واليمن وغيرها من دول العالم، فيما تصاعدت عمليات التهجير الطائفي تصاعدا كبيرا كما تصاعدت ظاهرة اقتحام منازل المواطنين دون اذن قانوني بمعني مداهمة البيوت من قبل مفارز الشرطة أو الجيش، سواء تم فيه الاعتقال أو لم يتم، دون أمر قبض، يعتبر فعلاً مخالفاً للدستور ولحقوق الانسان. وقال التقرير ان عمليات التفخيخ، والقتل اليومي وصلت الي مستويات خطيرة، حتي اصبحت بعض الأماكن في بغداد أشبه بمواقع منكوبة، أو كأنها خارجة تواً من زالزال، أو اعصار رهيب، ناهيك عن أنهار الدم التي تجري بسبب اعمال العنف والقتل التي تقف خلفها منظمات وقوي ارهابية وطائفية وحزبية، تسعي لتدمير العراق، واضاف التقرير ان العلماء والأطباء ذوي الاختصاص والأساتذة الجامعيين في العراق تعرضوا الي عمليات ابادة مقصودة، علي الرغم من أن أغلب الضحايا من هذه الشريحة المتقدمة، هم أناس اكاديميون، لا هم لهم غير العلم، والاخلاص لشرفه العلمي، اذ لم تكن لديهم أية اتجاهات دينية، أو طائفية، أو قومية، كما انهم بعيدون عن كل المجاذبات السياسية، والأيدلوجية، حتي أصبح أمر تصفية هذه الثروة العراقية، وابادتها أمراً يثيرأسئلة وشكوكاً كثيرة، يتوجب علي السلطات العراقية الاجابة عليها وقبل ذلك يجب حماية هذه الثروة من الأعداء الخارجيين والمحليين معاً. لقد تمكن الظلاميون من قطف أعمار اكثر من أربعة وثمانين عقلاً عراقياً خلاقاً، ومن بين هؤلاء الضحايا البروفسور الدكتور حارث عبد الحميد، والدكتور منتظرمحمد الحمداني، والطبيب الدكتور حيدر جواد رومي، والدكتور جاسم محمد الذهبي، والدكتور عصام الراوي، والدكتور جوزيف فريدون بطرس، والدكتور سعد مهدي شلاش، وكذلك الأكاديمي نجدت الصالحي، وغيرهم من العقول المبدعة العراقية التي تم اغتيالها علي يد الظلاميين والقتلة، ناهيك عن اعداد الأطباء الذين هجروا العراق خوفاً من القتل والاختطاف، حتي وصل عددهم الي اكثرمن ألف وستمائة طبيب عراقي، حيث لجأ 900 منهم الي الأردن، في حين ان أكثر من 200 طبيب هاجروا الي اليمن، أما العدد الباقي فقد هرب الي كل بلدان العالم طالباً الأمن والأمان! وفي هذا المجال نود أن نشير الي أن هناك 269 مدرساً عراقياً قد تم اغتيالهم أيضاً علي يد زمر القتلة والمجرمين وفرق الموت. وذكر التقرير ان هناك هجرة خارجية لا تقل مأساة عن مأساة الهجرة الداخلية وهي هروب آلاف العوائل الي خارج العراق، حتي وصل عددهم الي 700.000 في سورية ـ 600.000 في الاردن 120.000 في مصر ـ و9659 عراقيا ينتظرون حسم قضايا لجوئهم في السويد ـ واكثر من 5 الاف عراقي في لبنان ـ و2000 عراقي في تركيا ـ والاف العراقيين الهاربين الي بقاع الارض. ومن المؤسف القول بأن هجرة هذه العوائل أصبح امراً شبه يومي، ويقيناً فان هذه القضية لا تمثل اليوم خطراً علي مستقبل هذه العوائل فقط، انما بات خطرها يهدد نسيج المجتمع العراقي المتين، ويصيب تلك الموزائيكية العراقية الفريدة في الصميم ، فالعراق بألوانه المتعددة الزاهية، وبتعايش أطيافه الدينية والمذهبية والقومية والعرقية كان مبعث فخرنا، ومباهاتنا امام الشعوب الأخري، لذا يتوجب علي الحكومة الالتفات الي هذه المسألة الحيوية والخطيرة أيضاً، كما نود ان نلفت نظر المسؤولين في الحكومة العراقية، الي ضرورة تنشيط الحريات المدنية للاقليات الدينية، بخاصة حرية الرأي والتعبير، وحماية حقوقهم ومكتسباتهم، والسماح لهم بممارسة طقوسهم دون تعسف أو أيذاء. وقال التقرير ان الاعلاميين العراقيين، والناشطين في مجالات الحقوق المدنية، تعرضوا لانتهاكات خطيرة، حيث تشير الاحصائيات المتوفرة لدينا، الي أن هذه الشريحة المهمة، قد نالت هي الأخري حصتها من القتل والتفجير ان لم تكن قد فاقت غيرها من الشرائح الاخري، فالسجلات تذكر بأن ثمة أكثرمن 186 صحافياً واعلامياً وناشطاً قد تم اغتيالهم خلال الفترة المحصورة بين 9 نيسان (ابريل) 2003 ـ ولغاية أواخر عام 2006. كما كشف التقرير تفشي ظاهرة الرشوة في أغلب دوائر الدولة العراقية، حتي وصل العراق الي المرتبة الثالثة عالمياً في هذا المجال المفجع، وتتصدر وزارات الداخلية والمالية والصحة الوزارات الملطخة أيادي موظفيها بمال الرشوة الحرام، أو بعار المحسوبية، والطائفية المقيت، فعرقلة معاملات المواطنين من اجل الحصول علي الرشوة وانتشار السمسرة الوظيفية والفساد الاداري وانتشار السوق السوداء، وعمليات التهريب والتزوير وعقد الصفقات غير المشروعة، واستخدام الوسائل واستغلال الموقع الوظيفي واستخدام الوسائل الفظة والخشنة واحياناً اهانة وضرب المراجعين، ولدينا شكاوي موثقة في هذا المجال ـ فضلا عن التباطؤ في انجاز المعاملات ـ وخاصة المهمة والمستعجلة منها، كمعاملات التقاعد ـ الجنسية ـ وجوازات السفر وغيرها مما يدفع البعض الي التوجه نحو اتجاهات غير مشروعة، وغير صحيحة للحصول علي مبتغاه كاستخدام العنف، والانخراط في الميليشيات المسلحة، أو حتي ممارسة السرقة والنهب لتوفير حاجته، بخاصة من قبل بعض الأعمار الشبابية الصغيرة، لا سيما وأن هناك انفلاتاً امنياً، ربما يساعد علي ممارسة هذه الفعاليات الخارجة عن القانون. كما كشف تصاعد ظاهرة قتل رجال الدين، ومن مختلف الأديان والمذاهب، والتي يتم بعضها بطرق التفجير الوحشي، والبعض الآخر عن طريق اقتحام أماكن سكنهم، واقتيادهم بطرق اجرامية يندي لها الجبين حيث يتم قتلهم أولاً، ومن ثم حرق جثث بعضهم بعدها، ناهيك عن تلك التصفيات الجسدية التي تتعرض لها هذه الشخصيات الدينية المحترمة، فضلاً عن عمليات الخطف اللاانساني والاغتيالات التي طالت الكثير منهم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)


تمت إعادة بنائه في الاردن وشارك في صنعه مهندسون وفنيون من العالمين العربي والإسلامي

منبر صلاح الدين الايوبي يعود الي الاقصي بعد 37 عاما علي احراقه

رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض: عاد في ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية منبر القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي الي المسجد الاقصي المبارك، وذلك بعد 37 عاما من احراق المنبر التاريخي علي يد جماعات اسرائيلية عام 1969. وتم ادخال المنبر الي المسجد الاقصي وسط انتشار كبير للشرطة الاسرائيلية التي اغلقت باب الاسباط لعدة ساعات في ظل اعلان جهات اسرائيلية متطرفة معارضتها لادخال المنبر الجديد ليحل محل المنبر التاريخي الذي احرق علي يد المتطرف الاسرائيلي مايكل روهان الذي اشعل النيران في المسجد الاقصي في 21 أب عام 1969 واتت النيران علي منبر صلاح الدين الايوبي التاريخي. ونقل منبر صلاح الدين الليلة قبل الماضية من عمان الي المسجد الاقصي بعد ان تم تجهيزه في الاردن، وشارك في صناعته مهندسون وفنيون من معظم البلاد العربية والاسلامية. وقد رافقت عملية وصول المنبر الي القدس اجراءات امنية اسرائيلية مشددة فاغلقت البلدة القديمة وكافة الطرق والشوارع المؤدية الي الاقصي حيث لم تسمح لأحد بدخوله بعد صلاة العشاء فيما حلقت طائرة مروحية في سماء المسجد رافقت السيارات الأردنية التي نقلته من الاردن الي القدس الشريف. وكانت الشاحنات الست التي نقلت المنبر قد وصلت الي القدس في الساعة التاسعة مساء وتم إدخاله من باب الأسباط وكان في استقباله قنصل المملكة الأردنية الهاشمية والشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية والمهندس عدنان الحسيني مدير اوقاف القدس والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية وعزام الخطيب مساعد مدير أوقاف القدس والشيخ خليل العلمي رئيس السدنة في المسجد الاقصي. واكد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وصول المنبر للمسجد الاقصي بعد ان تمت إعادة بنائه بتوجيهات وتكليف من الملك الاردني عبد الله الثاني. وكانت النيران الاسرائيلية أتت عام 1969 علي المنبر الأصلي الذي بناه نور الدين زنكي وحمله صلاح الدين الايوبي قبل تحرير القدس من أيدي الصليبيين بعشرين عاما. وكان المسجد الاقصي حرر في عهد الإسلام علي يد الخليفة العادل عمر ابن الخطاب كما حرره من الصليبيين البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي وضع المنبر ليثبت للقاصي والداني ان المدينة عربية إسلامية محررة. ومن جهته قال الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية: منذ جريمة إحراق المنبر ونحن نتوق الي هذا اليوم المبارك الي وجود منبر يتناسب ومكانة المسجد الاقصي المبارك ويبني علي أسس المنبر الذي شيده نور الدين زنكي واحضره للاقصي صلاح الدين الأيوبي. وتمكنت وزارة الأوقاف الأردنية بتوجيهات من العاهل الاردني من صنع منبر مشابه لمبر صلاح الدين التاريخي حيث أزاح الملك عبد الله الثاني الستار عن المنبر في 25 من تموز (يوليو) الماضي معلنا انتهاء بنائه لينقل الليلة قبل الماضية الي المسجد الاقصي. ولفت سلهب الي ان المنبر المذكور يمثل تحفه فنية وجمالية شارك في صنعه فنانون من مختلف أقطار العالمين العربي والإسلامي اذ أصر الاردن علي ان يشارك في صناعته فنيون من دول عربية واسلامية مختلفة حتي يحمل صفة العروبة والإسلام. ومن طرفه قال المهندس عدنان الحسني ان وصول وتركيب المنبر يمثل عملية تاريخية، مؤكداً اننا لم نكن نتوقع مثل هذه التحفة الفنية. واوضح ان المنبر يتكون من 16500 قطعة خشبية معشقة بعضها مع بعض دون استخدام اي مواد لاصقة او مسامير ، شكلت بدورها منبرا فريدا يعد الوحيد من نوعه في العالم يصل طوله الي ستة امتار بعرض سفلي أربعة أمتار، فيما بلغ عرض الدرج مترا واحدا وهو مركب من خشب الجوز والابنوس ومن العاج الأصلي وبأسلوب هندسي هو الاول من نوعه في العالم وبكلفة بلغت مليونين و200 الف دينار اردني. وحسب الحسيني فان المنبر تم نقله بقرار أردني وإرادة ملكية وتم إدخال الشاحنات الي داخل المسجد الاقصي المبارك حيث نقل المنبر الي الزاوية المخصصة وبدأت عملية تركيبه التي من المتوقع ان تستغرق مدة أسبوعين امس ويتولاها عدد من الفنيين والمهندسين الوافدين خصيصاً لهذه المهمة من الأردنيين ومن دول أخري ومن جامعة البلقاء الاردنية التي تم تشييد المنبر فيها بإشراف الدكتور محمود بلبيسي، وسيتم تجهيز المنبر بشكل مطابق للمنبر الأصلي بكافة مواصفاته وتفاصيله. وجري إعادة بناء هذا المنبر من خلال كلية الفنون الإسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية التي قامت بفضل خبرات وقدرات وطاقات أساتذتها والعاملين فيها من تنفيذ هذا العمل ليأتي مطابقا للمنبر الأصلي بكافة تفاصيله. وأكد الحسيني ان المنبر سيوضع في المكان الذي كان فيه المنبر قبل إحراقه من المتطرفين الاسرائيليين، وقال ان السيارات التي نقلت المنبر سيارات أردنية تم تجهيزها لتتحمل الحركة والصدمات كي لا تتأثر أجزاء المنبر خلال عملية دخول الجسر والسفر من الأردن الي القدس. ويجسد منبر صلاح الدين تاريخيا الانتصار علي الفرنجة المحتلين حيث استعمله صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس عام 1187، كما يجسد فنيا تحفة فريدة من نوعها لأنه لا يوجد منبر مماثل في حجمه أو حجم الزخارف فيه التي تعتمد التعشيق والحفر علي الخشب من كلا الجانبين. وكان التحدي الكبير الذي واجه الحرفيين والمهندسين المشرفين علي هذا العمل هو تجميع 16500 قطعة بعضها لا يتعدي طوله المليمترات القليلة في بناء فني طوله ستة أمتار بدون استخدام مواد تثبيت من صمغ أو مسامير أو براغي أو غراء بل باستخدام طريقة التعشيق لإنتاج ما يمكن تسميته بفن المنبر الذي تمثل في فنون الزخرفة الهندسية والزخرفة النباتية والخط العربي والمقرنصات والخراطة والتطعيم بالعاج والأبنوس والتعشيق وهي الأنماط الستة الرئيسية المكونة للفن الإسلامي. وكان الملك الحسين بن طلال الراحل قد أمر بإعادة صنع منبر صلاح الدين عام 1993. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)  


حرب أخرى… دمار آخـر… وفقدان أكبر للاستقرار

د. بشير موسي نافع (*) لم يعد من الممكن تجاهل دوي قرع طبول الحرب في المشرق العربي ـ الإسلامي. فهناك حرب أخري يجري الإعداد لها، وبوتيرة متسارعة. والهدف هذه المرة هو إيران. الرئيس الامريكي يعلن استراتيجية جديدة في العراق، ولكن ما تستبطنه الخطة ليس محاولة امريكية إضافية للخروج من الإخفاق الفادح في العراق وحسب، بل وبدء التحضيرات للحرب علي إيران. ما أعلنه الرئيس من نشر بطاريات الصواريخ الامريكية المضادة للصواريخ في دول صديقة بالمنطقة ، وإرسال حاملة طائرات إلي الخليج للمرة الأولي منذ احتلال العراق، لا يمكن ولا يجب فهمه باعتباره جزءا من أو دعماً لخطة جديدة تستهدف إقرار الأمن في العراق. لا مواجهة الميليشيات في بغداد ولا مواجهة المقاومة تستدعي نشر صواريخ باتريوت وحشد حاملات طائرات. هذه استعدادات لحرب أخري. وإلي جانب الحشد العسكري، تتحرك وزيرة الخارجية الامريكية حركة واسعة في المنطقة العربية. في المساق الفلسطيني، وبعد سنوات من التصعيد وعام طويل من حصار الحكومة الفلسطينية وإفساح المجال للآلة العسكرية الإسرائيلية للفتك بالفلسطينيين، تحاول الدبلوماسية الامريكية تهدئة الأوضاع، بل والعودة إلي خارطة الطريق، حتي بدون الاستجابة للمطلب الإسرائيلي القديم بنزع سلاح قوي المقاومة. ليس ثمة تغيير جوهري في السياسة الامريكية تجاه سلطة أبي مازن أو حكومة هنية. ما يجري هو مجرد محاولة لإخراج الملف الفلسطيني من جدول الاهتمامات العربية الشعبية والسياسية، لأن هناك هدفاً أكثر حيوية لابد من إنجازه. ولقاءات السيدة رايس في العواصم العربية الرئيسة، ومن ثم عقد اجتماع الكويت لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلي مصر والأردن، لا يجب ان تقرأ باعتبارها دبلوماسية جلب التأييد العربي للخطة الامريكية الجديدة في العراق. الوضع في العراق لا يتطلب تشكيل جبهة من دول الاعتدال العربية . إن كان العراق هو الهدف، فقد كان من الممكن صدور تصريحات عربية رسمية من مصادر عليا لتأييد الخطة الامريكية، لا سيما ان ما تعرف بـ دول الاعتدال لم تخف منذ زمن طويل معارضتها انسحاباً امريكياً سريعاً من العراق، ورغبتها في أن تقوم واشنطن بمعالجة الكارثة التي صنعتها في هذا البلد العربي بالغ الحساسية والتأثير. الحقيقة ان لقاءات رايس العربية، بما في ذلك لقاء الكويت متعدد الأطراف، قصد به الحصول علي تأييد عربي لخطة الحرب علي إيران، لا خطة العراق. وحتي ما بات يجري في العراق نفسه يؤشر أكثر باتجاه طهران لا بغداد. تصريحات وزير الدفاع الامريكي التي تتهم سياسات إيران بالعدوانية وتتعهد ان تجعل من العراق حاجزاً أمام طموحات التوسع الإيرانية؛ التحرشات الامريكية المتزايدة بالمبعوثين الإيرانيين في العراق؛ الضغوط المتصاعدة علي ميليشيات الصدر، كما علي المالكي والإئتلاف الشيعي؛ والاتصالات الامريكية المتعددة بقوي المقاومة، والمستهدفة التوصل إلي بعض التهدئة، تؤشر جميعها إلي تحضيرات امريكية سياسية وأمنية واستراتيجية لحرب علي إيران. ولكن المسألة الأخطر في هذا الصدد هو بلاشك التصعيد العربي ـ الإسلامي تجاه إيران، والذي تعتبر أنباء وتقاريرالتوتر الطائفي احدي أبرز مظاهره. وربما يحسن ان نتذكر ان النظام العراقي السابق ورئيسه الراحل صدام حسين قد اختفيا في شكل شبه كامل من الخارطة الإعلامية العربية والعالمية بعد 1993. وما ان بدأت الاستعدادات الامريكية ـ البريطانية لغزو العراق في 2002، حتي عاد العراق ورئيسه ليحتلا موقعاً إعلامياً بارزاً. عادت جهود شيطنة الرئيس الراحل، الاتهامات بالديكتاتورية والاستبداد، وارتكاب النظام المجازر ضد شعبه، وذلك ضمن حملة دعائية واسعة. كان الهدف بوضوح هو عزل العراق ونظامه علي المستوي الشعبي العربي والإسلامي، تمهيداً للحرب والغزو والاحتلال. وما يحدث الآن فيما يتعلق بإيران يكاد يكون نسخة طبق الأصل عن أجواء 2002 الإعلامية المتعلقة بالعراق. والهدف هو بالتأكيد عزل إيران عن محيطها العربي ـ الإسلامي. المشكلة في الوضع الحالي ان إيران ارتكبت العديد من الأخطاء التي تسهل خطة العزل. التوتر الطائفي الذي يشهده المجال العربي – الإسلامي هو واقع ملموس؛ وبالرغم من الإشارات المتكررة هنا وهناك إلي روايات تاريخية قديمة، أو إلي لبنان، أو أوضاع الشيعة في السعودية والسنة في إيران، فالحقيقة ان العراق هو مصدر وبؤرة وحاضنة هذا التوتر الطائفي. ثمة قتل وإرهاب تقوم به قوي من الطرفين، وجهود تتعهدها ميليشيات شيعية للتطهير الطائفي. وإلي جانب ذلك كله، تكيل قوي وشخصيات عراقية عديدة (ليست جميعها سنية) الاتهامات لإيران بالتدخل النشط في الشأن العراق. ويحيط بهذه الاتهامات غموض لا يخفي في السياسة الإيرانية تجاه مخططات تقسيم العراق باسم الفيدرالية وبناء نظام حكم طائفي. ثم جاءت واقعة إعدام الرئيس صدام حسين، بكل بشاعتها وأجوائها الطائفية، وتصريحات الابتهاج الصادرة من طهران، لتزيد الطين بلة. الشجب العربي الشعبي للسياسات والتوجهات الإيرانية في العراق مشروعة، ولكن أحداً لا يجب ان يتجاهل حقيقة الأهداف التي تخفيها جهود قوي دولية وعربية لتصعيد حالة التوتر الطائفي وعزل إيران عربياً وإسلامياً. مشروع الحرب علي إيران هو في أساسه مشروع إسرائيلي؛ فالبرنامج النووي الإيراني، مهما بلغت التوكيدات الإيرانية علي سلميته، يمثل خطراً علي الدولة العبرية وعلي الخلل الواقع لصالحها في توازن القوي. لأسباب عديدة، لا مجال هنا ربما للتفصيل فيها، لا يشكل البرنامج النووي الإيراني، حتي لو ذهب باتجاه صناعة القنبلة النووية، تهديداً لا للولايات المتحدة، لا لمصالحها في المنطقة، ولا للدول العربية الخليجية وغير الخليجية. في منطقة بالغة الحيوية للعالم ككل، ووجود قوي دولية تستطيع مسح إيران كلياً من الخارطة، لا توفر القنبلة النووية لإيران قوة إضافية علي حساب الجوار العربي. وحدها الدولة العبرية تخشي البرنامج النووي الإيراني وكسر التابو المفروض علي المنطقة ودولها، والذي يعطي للإسرائيليين وحدهم حق احتكار التقنية والأداة النووية. هذه الحرب التي بدأ عدها العكسي ليست حرب العرب ولا المسلمين؛ ولا علاقة لها لا من قريب ولا بعيد بالشكوي العربية ـ الإسلامية من السياسة الإيرانية في العراق. هذه حرب توازنات القوي في المنطقة بين الدولة العبرية وخصومها لا حرب الاستجابة للهموم العربية ـ الإسلامية الثقيلة في العراق. ما يشغل السياسة الامريكية في العراق ليس الهوية الطائفية لحكام المنطقة الخضراء، بل ولاءهم للأهداف الامريكية وقدرتهم علي استعادة الاستقرار في العراق المحتل. ولا يجب ان يكون هناك شك في ان حرباً أخري في المنطقة، حرباً امريكية علي إيران، مهما كانت الصيغة التي ستأخذها هذه الحرب، ستكون كارثة علي المشرق العربي ـ الإسلامي ودوله وشعوبه. تدمير البرنامج النووي الإيراني سيترك العرب والأتراك من جديد في مواجهة دولة عبرية أكثر قوة وثقلاً في موازين المنطقة الاستراتيجية؛ بعد ان يصبح واضحاً ان واحدة من دول المنطقة لن يسمح لها لعدة سنوات قادمة المس بالتفوق الإسرائيلي الاستراتيجي. والحرب علي إيران ستكون قوة دفع إضافية في اتجاه التفجير الطائفي في المنطقة، وزرع كراهية وأحقاد في فضاء المنطقة وأرضها لن تنسي لعقود طويلة قادمة. وهي حرب لا يمكن ان تواجهها إيران بلا رد؛ رد قد يطال مصالح وأهداف دول عربية محسوبة علي المعسكر الامريكي أو توفرت أدلة ما علي دعمها للحرب الامريكية علي إيران. ليس ثمة من حرب في التاريخ سارت طبقاً للخطط التي ترسم لها علي الأوراق والخرائط؛ وإن طال أمد هذه الحرب، لهذا السبب أو ذاك، فستكون كارثة علي إيران وجوارها العربي – الإسلامي، كارثة سياسية واقتصادية، وكارثة علي مستوي التعايش الاجتماعي، وكارثة علي صعيد العلاقات العربية ـ الإيرانية، التي هي علاقات حتمية تفرضها الجغرافيا والتاريخ معاً وليس مجرد الخيارات السياسية. هناك إشكاليات متداخلة في علاقات إيران بجوارها العربي والإسلامي. إيران، كما كل الكيانات الرئيسية في المنطقة والعالم (ومثل مصر والسعودية أيضاً)، تحكم سياستها الخارجية اعتبارات عدة، أهمهما ربما مصالح الدولة الإيرانية القومية، الروابط الطائفية، والتوجهات الإسلامية الأممية. في منطقة ما، وفيما يتعلق بقضية ما، قد يبرز هذا الاعتبار أو ذاك من اعتبارات السياسة الإيرانية الخارجية، وفي منطقة أخري، وفيما يتعلق بقضية مختلفة، تتغير الاعتبارات. ما يحكم السياسة الإيرانية في لبنان وفلسطين، مثلاً، اعتبارات إسلامية تضامنية علي الأغلب، بدون غيبة حسابات مصالح الدولة ونفوذها تماماً. ولكن الغالب علي السياسة الإيرانية في العراق، أو ما بات واضحاً من هذه السياسة علي الأقل، هي الاعتبارات الطائفية واعتبارات الدولة القومية. ما يعنيه هذا، باختصار، ان ليس هناك ما يدعو إلي قطيعة عربية شاملة مع إيران، إلي صدام مع مجمل السياسة الإيرانية. هناك حاجة للمصارحة، للوضوح، لإعلان الاختلاف، لا حاجة للاصطفاف والحرب، أو حتي تأييد حرب الآخرين. التاريخ لن يغفر لأولئك الذين يفسحون المجال، أو يؤيدون، المزيد من التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، حرباً كانت هذه التدخلات أو غير ذلك. هذا ناهيك عن المخاطر التي تحف بهذه التدخلات، ليس علي إيران وشعبها وحسب، بل علي المنطقة وشعوبها ككل. بيد ان إيران تتحمل مسؤولية كبيرة هي الأخري. فعندما تمارس دولة ما سياسة مزدوجة تجاه جوارها، لاسيما عندما يوحدها بهذا الجوار تاريخ ودين وثقافة، عندما تعلو السياسة البراغماتية للدولة القومية علي القيم الضرورية للحفاظ علي روابط التاريخ والثقافة والدين، فلا يجب ان يستغرب لجوء الآخرين لاتباع سياسة مشابهة. ثمة حاجة ضرورية وملحة لإعادة النظر في السياسة الإيرانية في العراق، وحاجة ضرورية وملحة لإدراك حاجة إيران لعمقها العربي والإسلامي، ليس لأسباب مؤقتة أو التخلص من مآزق ملحة وحسب، ولكن أيضاً من أجل بناء علاقات ومناخ صحي طويل المدي، مناخ تضامني يحمي شعوب المنطقة ومصالحها. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)


فوبيا «الإخوان المسلمين» في مصر

خليل العناني (*) لم تصل العلاقة بين النظام المصري وجماعة «الإخوان المسلمين» إلى درجة من التصعيد والتوتر، كما هي عليه الآن. ولم يكن لأحد أن يتصور أن تخرج هذه العلاقة عن معادلتها المعهودة بين الطرفين التي قامت دائما على تجنب الصدام والمواجهة المفتوحة، والمراوحة بين التهدئة والضغط المحسوب. فقد وصل الأمر أخيراً أن يصرح الرئيس مبارك بأن «الإخوان» يشكلون «خطراً على أمن مصر» («الحياة» – 12/1)، وبدا الرئيس كما لو كان خائفاً من الصعود السياسي لـ «الإخوان» وتخوفه من أن تتحول مصر نتيجة ذلك إلى «دولة دينية تكرر تجارب أخرى لنظم مجاورة بما قد يفرض العزلة علينا». وهي لغة جديدة تنسجم مع الخط التصاعدي المستمر ضد «الإخوان» منذ ما يقرب من شهرين، والذي كانت حصيلته اعتقال ما يقرب من 350 عضواً من المنتمين للجماعة، وضرب بنيتها الاقتصادية. في المقابل اتخذت الجماعة منحى تصاعدياً في علاقتها بالنظام من خلال الإعلان عن نيتها تأسيس حزب سياسي، هو الأول في تاريخ الجماعة منذ نشأتها قبل ثلاثة أرباع القرن، الأمر الذي أثار مخاوف الكثيرين من أن تتبنى الجماعة نهجاً دينياً في العمل السياسي قد يقوض أساس الدولة المدنية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل حسمت الدولة خيارها تجاه جماعة «الإخوان المسلمين» من خلال اللجوء إلي خيار «الاستئصال» بدلا من التعايش الاضطراري؟ وهل يقوى النظام المصري على تحمل فاتورة هذا الخيار؟ أم أن ما يحدث حالياً هو مجرد تحسين لموقف النظام في أي عملية تفاوضية قد تحدث مع الجماعة في المستقبل؟ يؤشر الموقف الراهن للنظام من الجماعة أن سقف المواجهة لم يعد مقيداً أو محدوداً بخطوط حمر، وأن ثمة تحولاً جوهرياً في هذا الموقف ينضج سياسات أكثر تشدداً تجاه الجماعة، وهو ما يمكن استنتاجه من خلال دلائل عدة، أولها أن النظام يبدو مصراً على استغلال الأخطاء المتكررة للجماعة والتي كان آخرها الاستعراض «الرياضي» العنيف الذي قام به بعض طلاب الجماعة بجامعة الأزهر. الدلالة الثانية أن التعديلات الدستورية الأخيرة التي طرحها الرئيس مبارك في 26 كانون الاول (ديسمبر) الماضي بدت كما لو كانت استهدافاً مباشراً للجماعة، وضربة استباقية قد تحول دون ممارستها أي نشاط سياسي أو ديني مستقبلاً. الدلالة الثالثة: لا يخلو التعاطي الأمني «الخشن» مع أعضاء الجماعة من دلالات مهمة ليس أقلها عدم الالتزام بأي سقف شكلاً ومضموناً في التعاطي معها. ولعل الجديد هنا حال الترصد والضغط النفسي الذي تمارسه أجهزة الأمن تجاه المنتمين للجماعة. رابع الدلالات الحملة «المنظمة» التي تشنها وسائل الإعلام الرسمية على الجماعة، والتي تعيد إلى الأذهان تلك الموجة التي جري تنظيمها إبان الانتخابات التشريعية الماضية، وحققت أثراً عكسياً في تحسين النتائج التي حصلت عليها الجماعة في الانتخابات. خامسها، ضرب البنية التحتية المالية للجماعة والمرتبطين بها، وفي حين تتحدث وسائل الإعلام الرسمية عن خسائر جاوزت نصف مليار دولار، تتحدث مصادر بالجماعة عن خسائر تكبدتها ناهزت أربعة ملايين دولار فقط، وهي في كل الأحوال خسارة كبيرة للجماعة. ويأتي إعلان الجماعة عن نيتها إنشاء حزب سياسي كما لو كانت محاولة لتخفيف حملات الضغط المستمرة عليها، وتحويل بوصلة الصراع مع النظام كي يأخذ طابعاً سياسياً محضاً بعيداً عن المنحى الأمني. وقد أثار الإعلان عن تأسيس حزب للجماعة مخاوف العديد من أعضاء النخبة المصرية، ورآه البعض تهديداً للوحدة الوطنية، وافتئاتاً على مكتسبات الدولة المدنية. في حين وقع البعض الآخر أسير النظرة الرسمية من الجماعة محاولاً الضغط باتجاه اللجوء الى الخيار الاستئصالي. وحقيقة الأمر فإن ثمة نوعاً من «الفوبيا» تسيطر على الكثيرين تجاه جماعة «الإخوان المسلمين»، ومن دون التقليل من حجم التكلس الفكري والأيديولوجي لدى الجماعة، والذي يظهر بوضوح كلما واجهت الجماعة موقفاً فقهياً أو سياسياً يثبت ضعف خيالها السياسي وعدم قدرتها على التعاطي معه بجرأة، إلا أن هذا الخوف المبالغ فيه قد يأتي على حساب الحياة السياسية المصرية وما أنجزته خلال العامين الماضيين من تقدم ملموس. الأكثر من ذلك أن يصر البعض على الخلط المتعمد بين الجماعة وغيرها من جماعات العنف الديني التي عرفتها الساحة المصرية طيلة العقود الثلاثة الماضية، في حين يرفض البعض الآخر التعاطي معها بوصفها فصيلاً سياسياً له وجود على أرض الواقع، من دون أن يقدم أحد بديلاً يمكن للجماعة العمل من خلاله. وما يثير الاستغراب هو موقف بعض المثقفين من الجماعة، ففي حين دافعوا عن حقها في خوض الانتخابات التشريعية الماضية، يحاولون الضغط الآن بهدف منعها من تأسيس حزب سياسي ذي مرجعية إسلامية على غرار كل الأحزاب «الإخوانية» في الدول العربية، وهو ما ينطوي على نوع من «النفاق السياسي» يعيق حركة التطور الديموقراطي في مصر. تاريخياً يوجد غموض وتردد لدى الجماعة حيال ثلاث قضايا رئيسية تثير المخاوف لدى قطاع عريض من المصريين. أولها يتعلق بموقف الجماعة من الولاية العامة وما إذا كان من حق المرأة أو الأقباط في مصر تولي منصب رئاسة الدولة أم لا. وبالرغم من عدم وجود وثيقة واحدة تبرز موقف الجماعة من هذه القضية سواء سلباً أو إيجاباً، إلا أن متابعة الخط الأساسي للجماعة منذ أن طرحت مبادرتها الشهيرة للإصلاح في 4 آذار (مارس) 2004 تشي بأن الجماعة قد تجاوزت هذه المسألة وأصبحت أكثر تقدماً في فهمها لمبدأ المواطنة وعدم ممانعتها في قبول هذا الأمر، خصوصاً إذا كان تطبيقها من الناحية العملية أمراً صعباً. القضية الثانية هي موقف الجماعة من مسألة الديموقراطية وتداول السلطة، حيث يتذرع البعض بانقلاب «الإخوان» (والإسلاميين بوجه عام) على الفكرة الديموقراطية إذا وطئت أقدامهم مقاعد السلطة. وهذه مقولة لم تثبت صحتها تاريخياً، فلا يوجد بلد عربي أو إسلامي واحد وصل فيه الإسلاميون إلي السلطة بطريقة ديموقراطية وشرعية وانقلبوا عليها. بل العكس هو الصحيح حيث انقلب العديد من النظم القومية السلطوية على الديموقراطية بعد أن وصلوا إليها بطرق مختلفة. وفي كل الأحوال تصعب محاسبة أي فصيل سياسي، مهما كانت أفكاره، على نياته قبل أن يمارس حقوقه من موقع السلطة. أما المسألة الثالثة فتتعلق بإمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية، وقدرة «الإخوان» على الملاءمة بين مقاصد الشريعة ومنظومة القيم الحداثية من حريات وحقوق مدنية. وفي هذا الإطار يمكن القول إن القضية لا تتعلق فقط بـ «الإخوان» وإنما أيضا بالمؤسسات الدينية الرسمية والتقليدية، والتي تعاني فجوة كبيرة بين نصوص التراث ووقائع الحياة اليومية. وحقيقة الأمر فإن الاشكاليات الثلاث السابقة لا تقم دليل إدانة لجماعة «الإخوان المسلمين»، بقدر ما هي كذلك بالنسبة للبيئة الفكرية والمناخ السياسي الذي تعيشه مصر منذ أكثر من ربع قرن والذي يعيق تطور أي حركة فكرية باختلاف مرجعيتها الايديولوجية سواء ليبرالية أو قومية أو إسلامية. وليس أدل على ذلك من الفارق الكبير بين الطروحات السياسية والفكرية لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، مقارنة بنظيراتها في الدول العربية المجاورة، وذلك على رغم أن الجماعة المصرية تشكل المنبع الرئيسي لهذه الحركات. وفي كل الأحوال فإن مهمة ثقيلة تفرض نفسها على أي جماعة تتبنى مرجعية دينية أن تجتهد لحل مثل هذه الإشكاليات وغيرها. وتبقى ثلاث ملاحظات هامة يجب الالتفات إليها عند التنبؤ بمستقبل العلاقة بين «الإخوان» وبقية أطراف المعادلة السياسية في مصر. الأولى أن ثمة احتمالا بأن يجري توظيف الحملة الراهنة على «الإخوان» من أجل تحقيق «صفقات» سياسية بين بعض أحزاب المعارضة الرئيسية والحزب الحاكم، ما يجهض أي حديث عن الإصلاح الحقيقي في مصر. والثانية، أن خيار الاستئصال، الذي يروج له البعض الآن، قد يكلف الدولة والمجتمع ثمناً باهظاً، لا يقوى أحد علي سداد فاتورته. وقد يفرز تياراً متشدداً داخل «الإخوان» يصعب التنبؤ بحركته، وقد يخرج في مرحلة من المراحل عن أصول اللعبة المتعارف عليها. والثالثة، أن ثمة ضرورة ملحة تقع على كاهل القوى الفكرية والمدنية للتعاطي مع جماعة «الإخوان» بوصفها فصيلاً سياسياً وليست مجرد جماعة دينية دعوية، وذلك من خلال ممارسة ضغوط فكرية وثقافية عليها لاجبارها على تجاوز مرحلة الإسلام السياسي والانطلاق نحو تأسيس الدولة المدنية بكامل استحقاقاتها. (*) كاتب مصري (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 جانفي 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.