TUNISNEWS
6 ème année, N° 2037 du 19.12.2005
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس : وزارة الخارجية الألمانية تستقبل وفدا من المعارضة التونسية
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس: بلاغ
مسعود الرمضاني: القيروان = علاقة النقابات بالمجتمع المدني في تونسأبو عزيز: محامو القيروان يعتصمون إسلام أون لاين.نت: تقرا ولا ما تقراش.. المستقبل ما ثماشالجزيرة.نت: أول شحنة بضائع فلسطينية تعبر مصر إلى تونس حبيب الرباعي: الإسلاميون هم المستعمرون وليس غيرهمأحلى وطن: ردا على سؤال الاخ محمد المهاجر: ما يمكن أن تفعله الحركة الإسلامية بتونس في هذه المرحلة ؟ مرسل الكسيبي: تفاعلا مع موضوع ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية فعله خميس بن علي الماجري: أأسود عليّ !!! » 1/5 » توفيق المديني: الصعود القوي للإخوان المسلمين في مصر
العربي القاسمي: أحفاد أبي لهب
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows). |
وزارة الخارجية الألمانية تستقبل وفدا من المعارضة التونسية
القيروان = علاقة النقابات بالمجتمع المدني في تونس
محامو القيروان يعتصمون
تقرا ولا ما تقراش.. المستقبل ما ثماش
أول شحنة بضائع فلسطينية تعبر مصر إلى تونس
ليحمي المجتمع المدني نفسه
الإسلاميون هم المستعمرون وليس غيرهم
بقلم: حبيب الرباعي
يعتبر رد الجهات الرسمية الجزائرية على القانون الفرنسي ـ الخاص بتمجيد المتعاونين مع فرنسا في بسط نفوذها على بلدان شمال إفريقيا ـ موقفا شجاعا وجريئا بلا شك، بالرغم من أنه ركز على جانب الضحايا والدماء التي سفكها هذا « المستعمر » أثناء وجوده فيها.
ونضيف هنا بعض الجزئيات في الموضوع.
إطلاق مصطلح « الإستعمار » على الفترة التي احتل فيها الفرنسيون دول شمال إفريقيا، فيه تحميل للمصطلح أكثر من محمله، ذلك أن مصطلح « الإستعمار »، مصطلح قرآني صرف، لا يصح الإستغناء عن مدلوله القرآني النبيل، وإلباسه لأعمال تتناقض واقعيا مع معناه الإسلامي.
ولكن قبل الغوص في هذه النقطة، لا بد من التخلي نهائيا عما يخوض فيه المحتلّون من تبرير لباطلهم، وترك مفرداتهم ومفاهيمهم التي لا تزيد المرء إلا التباسا وضياعا في إدراك الحق أمام سطوة الباطل الإعلامية.
ولنولي وجهتنا صوب وحي السماء لنستمع إلى مالك الملك وهو يخبرنا عن الإستعمار والقضايا المتعلقة به.
فقد حدثنا المولى جل ثناؤه عن قوم صالح عليه السلام فقال عز وجل:
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ…) (7/74))
بوأكم: أنزلكم وأسكنكم ووطنكم. فالباري عز وجل أسكن قوم صالح عليه السلام وجعلهم خلفاء لقوم هود عليه السلام ووطنهم أرضهم وأورثهم أموالهم.
فمن وطن الفرنسيين بلاد الإسلام ومن بوأهم هذه المكانة؟؟؟ (إبحثوا في كتب التاريخ حادثة منشة الذبان التي كانت سببا في دخول فرنسا لأرض الجزائر المسلمة سنة 1830م)
ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القوم بعد توطينهم الأرض التي كانت لغيرهم أن يعمروها.
يقول الله تعالى : « وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (11/61)
فاستعمركم هنا تعنى: جعلكم عمارا للأرض تعمرونها وتستغلونها، أو أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء ومساكن وغرس أشجار، أو طلب منكم إعمار الأرض. وهذا أهم ما قاله المفسرون في تأويل كلمة استعمر.
والإعمار كلمة مطلقة ، غير محددة بأعمال أو إنجازات معنية، فهو مقصد، يبذل فيه المستعمَر قصارى جهده لتذليل الصعوبات التي تعترض المنتفعين بالإعمارليطيب عيشهم. ومن المفترض أن يزيد كل جيل في اتجاه هذا المقصد ما يخدمه من وسائل مادية وإدارة وعلم وتعلم وتعليم. ومن المفترض أيضا أن يأخذ القوي بيد الضعيف ليعينه على الإضطلاع بمهمة الإعمار.
ولقد قام قوم صالح عليه السلام بإعمار بلادهم التي أورثهم الله إياها على أحسن وجه، بالنظر لمستوى التطور البشري الذي بلغه الإنسان في ذلك العصر. فقد بنوا القصور في السهول والبيوت الفارهة في الجبال، وغرسوا الأشجار المثمرة سهلة الهضم على شكل منظم ومتناسق، بحيث أطلق عليها وصف الجنات، وفجروا من الأرض عيون ماء كأكبر مقوم لحضارتهم وهم يعيشون العصر الزراعي قال تعالى : « تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً
وقال تعالى: « أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ «
فمن مقتضيات الإعمار التي ألمح القرآن الكريم إلى مظاهره، وجود مقاولات ضخمة ، لبناء القصور ونحت بيوت في الجبال تحقق الرفاهية لساكنيها. ومؤسسة تقوم بتطوير القطاع الفلاحي بحيث تصمم الأراضي الزراعية على شكل جميل أطلق عليها نبيهم صالح عليه السلام صفة الجنات لحسنها وبهائها. ثم إنهم تخيروا الأشجار التي تساعد على هضم الطعام وأكثروا غراسها، وغير ذلك من الأشغال الكبرى التي تحتاج إلى نظام ودقة وتخطيط.
ومن المنطقي أن تحمل كلمة الإعمار في عهد فرنسا المحتلةَ، مظاهر أخرى على أرض الواقع، تتناسب مع التطور الذي وصل إليه الإنسان، حيث يعني الإعمار بعد آلاف السنين من عهد قوم صالح عليه السلام: بناء الطرقات والسدود، وتشييد المدارس والمعاهد والجامعات ، وإقامة المصانع ، وتجهيز المواني ، وربط قنوات الصرف ومد أسلاك الكهرباء والهاتف وسكك الحديد….
وكل هذه الإنجازات حصلت في تونس زمن وجود فرنسا فيها.
ومن أنكر أن 80% من الطرقات داخل المدن التونسية وتلك التي تربط بينها، من إنجازات فرنسا. ومن أنكر أن أقدم المستشفيات وأهم المعاهد الثانوية وأكبر المصانع، من تركة فرنسا في تونس، فعليه أن يسأل الذين تجاوزوا الخمسين سنة، لينبؤوه بالخبر اليقين. فإن جحد وجود ذلك أصلا، فعليه أن يراجع أقرب طبيب أعصاب، ليفحص له الروابط بين حواسه وإدراكه.
نعم، لقد تركت فرنسا تونس قبل انسحابها العسكري منها، على مسافة جد متقدمة مقارنة ببلدان أخرى ، إفريقية وآسيوية على مستوى البنية التحتية وهذه هي أكبر منة تمن بها على دول شمال إفريقيا.
ومع ذلك يحق لنا أن نتساءل: هل أن الحياة على الأرض بدأت مع دخول فرنسا شمال إفريقيا؟…أليس الإعمار الذي قامت به فرنسا في تونس بحسب مستوى التقدم الذي وصل إليه الإنسان شبيه بالإعمار الذي قامت به مدنيات أخرى سابقة، بحسب مستوى التحضر الذي كانت عليه؟ (قوم عاد، وثمود، قوم فرعون،..) فلماذا أبادهم الله تعالى رغم الإعمار الذي حققوه، والذي بقي البعض منه شاخصا إلى الآن ليتحدى إنسان الذرة أن يأتي بمثله؟.
تجيبنا الآيات بأن الباري عز وجل الذي يحث على الإعمار لا يظلم الناس كما يظلم قويهم ضعيفهم ، ولكنهم جنوا على أنفسهم بظلمهم لأنفسهم ، لأنهم أقاموا العمارة المادية، وأضاعوا حق كرامة الإنسان.
قال تعالى: أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فِيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (30/9
ولم يكن الإختلال في نظام أولئك، بين العمارة المادية والحفاظ على إنسانية الإنسان بسيطا، بل تجاوز كل الحدود قال تعالى:
أَلمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ ربُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ الَّتي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البِلادِ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب.
إذا فالإعمار المعتبر عقلا ونقلا، هو الذي يضمن صون كرامة الإنسان، مهما عظمت الإنجازات المادية التي تظله.
وهذا ما أقر به الإنسان المعاصر أيضا. فقد أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 14 كانون الأول سنة 1960 قرارا بعنوان: « الإعلان بمنح الإستقلال للبلاد والشعوب المستعمرة ». وهو يعلن بإصرار ضرورة الإنهاء السريع وغير المشروط للإستعمار بكل أنواعه ومظاهره. ويتضمن التوكيد على حق الشعوب في الإستقلال وفي تقرير مصيرها. وعلى أن خضوعها للتسلط وللسيطرة أو للإستغلال الأجنبي يعد إنكارا للحقوق الإنسانية الأساسية ومناقضا لميثاق الإمم المتحدة. كما يعد عائقا عن تعزيز السلام والتعاون العالمي.
ومن ثم نستنتج أن ما اعتبر باطلا في نهاية هو باطل في مبتداه، وأن ما بني على باطل لا يعتبر إلا باطلا، حتى وإن حقق بعض المصالح.
ثم إن المولى عز وجل قد نبأنا بأخبار أمثال هؤلاء القوم، الذين يمنون على بعض المستفيدين، وينسون المفاسد التي لحقت بعامة الناس، ـ وهم الأكثرية ـ . فقد منّ فرعون على موسى ، بأنه رباه، وهي كلمة تعني الكثير (رعاية مادية وصحية وتعليمة وأمنية… ): قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ » وترك خلف ظهره القهر والظلم الذي سلطه ويسلطه على الأكثرية ظنا منه أن موسى عليه السلام، سيستحيي وستراجع عن الإصداع بكلمة الحق بسبب الخدمات التي قدمها له فرعون أثناء إقامته في قصوره.
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنَّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (26/22) قال تعالى على لسان موسى عليه السلام:
فلا حق لأي ظالم بأن يمنّ على أناس داس كرامتهم لعشرات السنين، بأي نوع من أنواع المنّ. هذا إذا اتفقنا على أن لفرنسا ما تمن به على تونس أو الجزائر أو المغرب، ولو كان مثل حلقة في فلاة.
فمن كان يستعمل الطرقات في تونس في النصف الأول من القرن الماضي ، غير ما يسمى خطأ بالمعمرين والجيش والقوات الأمنية الفرنسية بفصائلها المختلفة، وقلة لا تكاد تذكر من أعيان البلاد؟.
ثم أي البضائع تلك التي كانت تنقلها قطارات الشحن عبر سكة الحديد « اليتيمة » خلال الإحتلال الفرنسي؟ أليست المنتجات والثروات التونسية التي تهيمن عليه فرنسا؟ ألم تصل تونس إلى المرتبة الأولى في العالم في إنتاج وتصدير الفسفاط في تلك الفترة؟
فهل هي خسارة في تونس أن يعود شيء من ريع خيراتها المنهوبة لبناء بعض المستشفيات أو المعاهد والطرقات؟
وهل يقارن ما تركوه بما أخذوه؟
وهل تركوا شيئا، غير الذي عجزوا عن أخذه من طرقات وعقارات؟
أي عقل هذا الذي يريد أن يقنع الناس بأن فرنسا جرّت خير الدنيا لبلدان ضعيف (مثل بلدان شمال إفريقيا) على أساطيلها الحربية، وجرعت شعوبها من نعيم الخير والرقي، وقسرتهم على قبوله قسرا وقاتلتهم من أجل أن يقبلوا هذه الهدية قتالا شديدا، ذهب ضحيته عشرات الآلاف من أهل العلم والحكمة والأمانة على ميراث الصحابة الأجلاء؟
لقد أقامت فرنسا الدنيا ولم تقعدها على الصين حين أرسلت هذه الأخيرة بعض الأطنان من الملابس التي لا يزيد الربح في القطعة الواحدة منها عن النصف أيرو ـ كما ذكر وزير التجارة الصيني ـ وهي التي فرضت على النظام التونسي ألا تنافسها اليابان في سورق السيارات عندما استوردت تونس للمرة الأولى والأخيرة، سيارات نقل بضائع من اليابان بسعر سوق لا يتجاوز نصف سعر مثيلاتها من السيارات الفرنسية (حصل ذلك في أول الثمانينات) . فماذا على فرنسا ـ وهي السباقة للخير كما يقولون، الفارضة له فرضا بالحديد والنار ـ لو أنها سمحت للشعوب التي كانت أهلا للإكرم في القرن التاسع عشر، أن تواصل خيرها وفضلها عليهم، بأن ينعموا بمنافسة حرة على البضائع التي يحتاجونها بما يوفر لهم إمكانيات مادية يوظفونها في أبواب أخرى من الإستثمار تساعدهم على نهضة البلدهم!!!
لماذا أسرعت المغرب بمعاقبة فرنسا بسبب إصدار كتاب يسيئ إلى سمعة المغرب من خلال تعديل قانون تصدير الفسفات إلى فرنسا والذي وضعته هذه الأخيرة بنفسها سنة 1914 ، يضمن لها استيراد ثروة المغرب من الفسفات بأثمان زهيدة؟ ثم قس على ذلك الكثير من القوانين المتعلقة بالتجارة عامة بين فرنسا ودول شمال إفريقيا والتي سنتها فرنسا لمصلحتها ويعمل بها إلى وقتنا الحاضر. فهل يسمى هذا استعمارا أم استخراب؟؟
أم أن فرنسا ندمت على أنها لم تهدم المستشفيات والمعاهد والمواني وتقتلع سكة الحديد، ولم تترك دول شمال إفريقيا خرابا، كما فعل اليهود حين خروجهم من غزة؟
ولنعرض على العقل الذي يتحدث عن فضائل « الإستعمار » فى دول شمال إفريقيا الفرضية التالية:
لو أن جماعة من اللصوص المختصين في سرقة البنوك ، حفروا نفقا طويلا للوصول إلى الخزانة العامة للبنك المركزي الفرنسي، واستخدموا في ذلك أحدث الوسائل لفك رموز مفتاح الخزانة وغير ذلك من التقنيات المتطورة التي تتجاوز بكثير إمكانيات الحماية
للبنك، ثم عنّ لهذه العصابة أن تواصل السطو على مدخرات البنك بطريقة أخرى، فهل من المعقول أن تمنّ هذه الأخيرة على البنك الذي تعرض للنهب لفترة طويلة، بأنها قد انسحبت وتركت نفقا طويلا، يمكن استخدامه لأغراض كثيرة، وتركت معدات متطورة جدا لم تتمكن من استخراجها؟ أو أن العدالة الفرنسية ستقف في صف البنك الذي كان هدفا لهذه العصابة النهابة ابتداءا؟
ومن جهة أخرى، لماذا لا تحث فرنسا جارتها أسبانيا على الإعتراف العلني بما قدمه المسلمون لبلادهم طيلة ثمانية قرون والآثار لا تزال شاهدة على الدرجة العالية للمدنية التي أنشأها المسلمون في الأندلس، والتي ألقت بظلالها على كامل أجزاء القارة الأوروبية. علما أن أسبانيا لا تدرّس التلاميذ الحقبة التي عاش فيها المسلمون في الأندلس.
مما يصعب على المستفهم أيضا، أن تقدم فرنسا ـ التي أهانتها وداست كرامتها ألمانيا واحتلتها لمدة أربع سنوات ـ كل من تورط من الفرنسيين في مساعدة هذا المحتل الغاصب إلى المحاكمة ولم تتسامح حتى من بلغ التسعين مثل موريس بانون . وتعتبر في مقابل ذلك مناضلا يستحق كل تكريم من خرج من أبناء شمال إفريقا عن صف المقاومة ، ليلتحق بصف الفرنسيين تجسسا ووشاية وتآمرا وتقتيلا وتثبيتا لكل منكر؟؟؟!!!
ثم إذا اعتبر التركيز على ذكر آيات القتال في مناهج التعليم في الدول العربية تحريضا على العدوانية كما قال محمد الشرفي (المتفرنس) وزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، أفلا يعتبر تمجيد المتعاونين مع المحتل الفرنسي وإبراز فضلهم في هذه المرحلة من تاريخ الإمة، تحريضا وتشجيعا لبعض النفوس لفتح الباب أمام فرنسا لجولة جديدة من الإحتلال؟؟؟
إن المجال لا يسع لذكر كل التناقضات التي يحملها هذا القانون. وإذا أجهدك فهم هذه التناقضات واستيعاب تبريراتها، وإذا أدهشتك كثرتها وتعمّد وضعها. فاعلم ألا أحد في هذا الكون قادر على أن يجيبك إجابة تريح عقلك وترضي فضولك في السؤال والبحث غير الباري جل ثناؤه، واعلم أن هذا الصنف من الناس الذين يعشقون التناقض والإعواج ولا يبغون بإرادتهم سواه، لم تأت بهم
الحداثة بل كان لهم باع في تلبيس الحق بالباطل عبر التاريخ فهم :
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (7/45
ثم اعلم أخيرا أن المستعمرين الحقيقيين هم الذين لا يغفلون عن حمد الله تعالى، أن جعلهم أتباع منهج لا اعوجاج فيه مطلقا، فتنطلق الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (18/1)) ألسنتهم بقول:
أولئك الذين أقاموا موازين الإعمار بكل جوانبه من أندونيسيا إلى الأندلس، ولم يطلبوا من الناس جزاء ولا شكورا.
فإذا بان لك وجه من وجوه الإختلاف بين مفهومي الإستعمار والإستخراب. ونزهت الكلمة القرآنية « استعمر » عن استخدامها في غير مدلولها. وجدت نفسك أمام حقيقة وهي أن الذين يصح أن يطلق عليهم إسم المستعمرين هم الذين ساروا على منهج نوح وهود وصالح وإبراهيم ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، فعمروا ولم يخربوا، وبنوا الإنسان قبل أن يبنوا الحيطان وأقاموا عمرانا، ميزانه الحق والعدل على هدى من رب العالمين.
تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردا على سؤال الاخ محمد المهاجر
ما يمكن أن تفعله الحركة الإسلامية بتونس في هذه المرحلة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تفاعلا مع موضوع ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية فعله
الاخوة الكرام أحباء تونس في الداخل والمهاجر المتفرقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيما يلي جملة من الاراء التي نشرتها فيما يخص ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية التونسية فعله والمقصد بلا شك هو حركة النهضة
ولقد أردت اضافة هذه النقاط والتصورات تعقيبا على جملة من الحوارات التي أثيرت في هذا الموضوع على اثر نشري لمقال يوم امس والمعنون ب مالمطلوب من حركة النهضة فعله في المرحلة المقبلة ؟
وأذكر في هذا الاطار بأنني عجلت بتنزيل هذه النقاط بعد أن كنت أنوي معالجتها في سلسلة من المقالات المجزأة,ولعل الدافع في ذلك هو جملة من الكتابات التي أثارت الموضوع من جديد على موقع الحوار نت حيث قمت باعادة نشر المقال تفاعلا مع سؤال طرحه الأخ مهاجر بن محمد
وفي هذا السياق أود أن أتوجه بالتحية الى مواقع تونس نيوز ونواة والحوار نت وقائمة مراسلات 18 أكتوبر والى الأخ قاسم أحد نشطاء الحوار في منتدى تونيزين والذين قاموا بنشر مقالاتي الأخيرة سائلا المولى سبحانه أن يثيبهم على حسن تفاعلهم وأن يلهمهم مزيدا من التوفيق والسداد
وفيما يلي أقدم لكم جملة من التعقيبات التي أوردتها في هذا الغرض والموجهة خصوصا الى المهتمين بالمشروع الاسلامي أو المنشغلين بالشأن الوطني ومختلف تلويناته السياسية ,مضيفا الى ذلك جزءا من رأي وصلني من الأستاذ الحبيب أبو وليد المكني في شكل ورقات كان يعتزم اصدارها في شكل كتاب*,مع اراء أخرى أوردها في هذا الغرض كل من الأخ العزيز احلى وطن وكذلكم الأخ الفاضل الغرايري واخرا ولست أظن أخيرا الأخت المناضلة والجريئة في الحق أم فاروق حفظهم الله جميعا
مع أجمل تحيات أخيكم مرسل الكسيبي
مداخلة تعقيبية أولى –أحلى وطن
بارك الله فيك اخي مهاجر على هذا السؤال الحقيقة أنك لن تجد إجابة على هذا السؤال من إسلاميي المهجر… و لكن أبناء الحركة الإسلامية داخل القطر أدرى بشعاب المرحلة والتغيرات.. وحجم التحديات التي يلامسونها عن قرب أكثر من البعيدين ولو كانوا من أبناء الحركة… و لو وجه هذا السؤال للأخ الدولاتلي و لعريض لوجدت إجابة مفصلة …إن أبناء الحركة في داخل الوطن يعايشون و اقعا ملموسا و يتحركون بخطوات حساسة ومسؤولة كمن يسير بين الألغام ..بحسب المجال المسموح به ولو كان في أضيق الحدود …. إن الساحة التونسية اليوم تعيش مرحلة مخاض فكري و سياسي ,حيث أن جميع التيارات بدأت تستوعب قواعد اللعبة, و سخافة الصراع الايدلوجي المصطنع الذي إستغله النظام مطية لضرب المعارضة ببعضها البعض.. في حين أن الأولويات تتركز في قضايا الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية التي أغفلها الجميع وإلتهى في صراعات جانبية زادت المعارضة فرقة على فرقة… إن المتتبع القريب للساحة الفكرية التونسية على المستوى الشعبي خاصة … يلاحظ تنامي ظاهرة السلفية العلمية .. وكذلك ظاهرة التشدد والغلو لدى العديد من الشباب التونسي الناقم على الوضع العام في البلاد ومن ضمنها تيار الإسلام السياسي الذي يعتبره شريكا لما وصلت إليه الحالة في البلاد… فاحتكار الإسلام والخوض في الصراع السياسي مع السلطة طيلة عشرية الثمانينات وإغفال الجانب الدعوي والتكوين العقائدي السليم الذي يتطلب الصبر والمصابرة.. مع التركيز على التاطير الحركي والحزبي والنقابي.. جعل الهوة عميقة بين الحركة الإسلامية التي لم تتغلغل في وجدان الشعب التونسي*الخبزيست* وبالتالي لم تجد سندا أو دعما حقيقين حين ضربت ..بل على العكس كان تعليق العامة*أش لزهم* وهذا يثير تساؤلا كبيرا ومهما لدى المهتمين بهذا التقييم.. لماذا تخلى الشعب عن الحركة الإسلامية وهي التي خرجت تهتف قي الشارع ..بالروح بالدم نفديك يا شعب.. هل لأن الشعب لم يصدقها..؟؟ وإعتبرها كغيرها تبحث عن الكرسي؟؟؟ هل شعبنا كان جبانا؟؟ أم أن الحركة تعجلت المراحل وزجت به في أتون صراع لم يكن قادرا على إحتماله؟؟؟ أعتقد أن أمام أبناء الحركة الإسلامية في تونس والمهتمين بها الكثير من التحديات والكثير من الأسئلة الموجعة التي تحتاج من الجميع الإجابة عليها بصدق وشفافية بدون عنتريات ونرجسية و إلصاق تهم الجلد وغيره مما لا يثري الحوار والتقييم الجاد والعلمي والذي يحيلنا إلى سؤال كبير إعرف نفسك؟؟؟ قبل أن تفكر في إيجاد موقع على الساحة من جديد؟؟؟ والتي أنت جزء منها أحب البعض أم كره .. لكن هذا الجزء يجب أن يطور نفسه وتجربته وأفكاره وأسلوبه وحتى رموزه لما لا؟؟؟ حتى يقترب من الشعب أكثر ويلامس همومه ويبتدىء بالأولويات بالأخص وهي الجانب العقدي والدعوي والتي يعاني الشعب بصددهما فراغا وقحطا كبيرين.. بالإضافة إلى المجالات الإجتماعية وغيرها من المجالات التي تشغل المواطن بشكل خاص .. ولنا في تجربة الإخوان في مصر خير مثال مع بعض التحفظات… وللحديث بقية.
ملاحظة –وقعت مراجعة بعض الأخطاء الرقنية أو الهنات من قبل قائمة مراسلات 18 أكتوبر
تعقيب ثاني–مرسل الكسيبي بلا شك انني أشاطر الأخ الفاضل أحلى وطن جملة من رؤاه ولكن مع ملاحظة الاتي وهو أن القائمين على ماهو دعوي وتربوي لابد أن يتفرغوا لذلك وألا يجمعوا بين الوظائف السياسية والدعوية والتربوية فيحصل المكروه بمجرد التضييق أو الاضطهاد للظاهرة السياسية يعني ذلك أن العمل السياسي لابد أن يخرج من الدوائر التقليدية ويكون عملا متخصصا ولايجمع في ذلك مع وظائف تتعلق بالوعظ والارشاد والتربية والتثقيف الديني ,هذه الوظائف التي ينبغي أن ينفر لها متخصصون ومتفرغون ومتطوعون يجعلون منها قربى الى الله لاصلاح مجتمعهم من زواياه الاجتماعية والنفسية العميقة وأنوه في هذا الصدد الى أن القائمين على هذه المهام لابد أن يعالجوا ظواهر التنطع والغلو والتطرف في عملهم الدعوي وعلى أن يؤسسوا الى وسطية الاسلام وحضاريته كمنهج رباني يدعو الناس الى الرفق والتعاون على البر والتقوى أما عن التفرغ للوظيفة السياسية والتخصص في العمل الحزبي الميداني فانني أظن بأنه لامستقبل للعمل الحزبي المنفرد الذي يضغط باتجاه الأجندة الحزبية المنفردة ,وأجزم القول في هذا السياق بأن النضال المشترك في اطار أرضية وطنية مشتركة تعزز من رقعة الحريات وتمتن من صلابة المجتمع المدني هو السبيل الذي اراه مخرجا لكل المعارضة من حالة التردي السياسي العام التي تعيشها كل البلاد ما أنبه اليه أيضا هو أن عقلية الحسم مع الحزب الحاكم بشكل كلي والقطيعة الابستيمولوجية والنفسية معه لا تشكل في رأيي المتواضع مخرجا للبلاد والمجتمع من أزمتهما العميقة ,اذ أنه بات على المعارضة أن تبحث عن الراغبين في الاصلاح داخل هذا الكيان البراغماتي والذي يبحث عن الأوكسيجين الذي يمد له في الحياة عند اشتداد الأزمات وأظن أنه على الحركة الاسلامية في تونس أن تبحث عن الخيرين في كل جنبات المجتمع وأن توجه رسائل تطمينية الى كل الاتجاهات ومما لاشك فيه أن كثيرا ممن دخلوا التجمع كحزب لم يدخلوه حبا في مشروعه الفكري والسياسي وانما دخلوه تأمينا للمصالح الحيوية والمادية الأقرب في تقديري الى الانجاز السياسي هو الضغط باتجاه ارغام النافذين على الاصلاح وليس توجيه الرسائل العملية والتحالفية التي توحي باستهداف حقيقي الى الجسم الكلي للسلطة حيث أنه بمقدور هذه الأخيرة بعثرة الأوراق السياسية بتمزيق هذه التحالفات كلما شعرت بالاستهداف في مسألة الشرعية انني بلاشك أتفهم نضالات المؤتمر من أجل الجمهورية والكثيرين عندما يثيرون قضايا تتعلق بغياب الشرعية في ظل غياب الانتخابات الحرة والنزيهة ,ولكنني في الوقت نفسه أتساءل حول قضايا القدرة والامكانيات ومدى وجود أرضية شعبية لطرح مثل هذه القضايا من حق الحركة الاسلامية في تونس أن تتحدث عن قضايا أخرى تخرج من دائرة المطالب التي رفعها قادة حركة 18 أكتوبر , ولكن من واجبها مراعاة القدرة على الانجاز وماهو متاح من امكانيات في ظل تواصل حالة القمع والحصار ان فتح قنوات الاتصال بالسلطة من أجل ايجاد حل سلمي وهادئ لمشكلة المعتقلين ينبغي أن تظل متواصلة في كل الظروف ,اذ أن السلطة كلما احست باشتداد الضغط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وربما حتى الاعلامي والدولي ستلجأ حتما وبلا أدنى شك الى معالجة أكثر الملفات حساسية وخاصة الملف الأكبر الذي ساهم في تلويث سمعتها خارجيا والمس من مصداقيتها في أكثر من اطار منظماتي دولي الا وهو ملف المعتقلين السياسيين المفاوضات التي لا أستبعد أن تلجأ اليها السلطة في مراحل اشتداد الأزمة ينبغي ألا تمس بمصداقية أي تحالف سياسي يهدف الى الاصلاح الحقيقي في أعماق المجتمع والدولة,وهنا أرى بأنه يتوجب على النهضة أن تنسق في هذا الأمر مع كل الصادقين والوطنيين من أبناء تونس حتى لايفهم الأمر على أنه صفقة بين طرفين قصد من ورائها التخلي عن النضالات الكبرى الهادفة الى الاصلاح هذه تقريبا بعض التعقيبات التي أرجو أن أكون قد أفدت بها وأرجو من الله سبحانه أن تلقى الانصاف من أخي مهاجر وألا تتهم بمجرد التوصيف وان شاء الله تعالى لي عودة الى الموضوع كلما سمح الوقت بذلك وأخيرا أرجو من الاخوان المشرفين على الموقع نشر مقالي في هذا الغرض والذي نشرته في الأعلى على الصفحة الرئيسية حتى يكون محل قراءة واسعة من الاخوان وبارك الله فيكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله
كتبه مرسل الكسيبي
في 17-12-2005 مداخلة تعقيبية ثالثة–مهاجر بن محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ملاحظاتي هي التالية حول ما كتب الأخوان الكريمان :لعله من البديهي جدا التعريف بماهية التوصيف الذي يسبق بعملية سبر للآراء حول ما إذا كان اللازم حيال وضع الحركة الإسلامية اليوم هو في بعده التربوي والعقدي عموما الذي فاجأ الجميع من حيث مكوناته لا من حيث وجوده أصلا .فما كان لتونس أن تعرف هذه الهزة العنفوية – لازالت في مهدها والحمد لله– أو هذه النعرة التشيعية على سذاجة أفكارها لو كانت الحركة موجودة بثقلها وبحرية في الواقع لأن عامل الإعتدال لديها وهو نهجها غلاب لأنه سنة من سنن الحياة عموما .لذلك لعلي أشاطر أخي أحلى وطن في دعم مسيرة إرجاع الهوية للبلاد من خلال هذا العنصر العقدي وتبيانه للناس عن طريق دعوة ممنهجة لا مناسباتية. هذا جانب لابد منه لكن الذي يؤرقني حقا هو هل أن الحركة بعد الذي أصابها قادرة على خوض كل ميدان تراه ثغرة في حق أبنائها ؟وهذا مهم جدا في الطلب . الملاحظة الثانية وهي تخص الأخ الكريم مرسل هي عدم الإستغراق في التوصيف لأن كل مسألة تمر على الأفراد كما الجماعات لا تصلح في غير وقتها الذي خصص لها بل يصبح الفرد أو الجماعة محبوسة رهينة لذلك الزمن وبهذا يفوتها الخير الكثير الذي يسابق المراحل سبقا . أعني إذا كان المطلوب اليوم هو تجميع كل ألوان الطيف السياسي حول مستوى أدنى من المطالب وهي في نظري البسيط ليست كل شيء بالنسبة للبلاد والكل يعلم أن هذه المطالب لا تحل أزمة الإستبداد سواء من الدولة أو من ثقافة الفرد داخل مجتمعنا .وهذا بين .لذلك أقول أن الإجبار الذي حصل لتجميع الفرقاء ليس على هذه المطالب الدنيا ليس برغبة أي لم يكن مدروسا من كل ألوان الطيف ومؤملا إذ أنه أتى على قدر المصيبة وحظ كل منا منها . أخلص الآن إلى مسألة مهمة وهي ما يمكن فعله وهذا الذي أبحث عنه في هذا النقاش الهادئ لا التوصيف أو التقييم فإني قد مللت الحديث فيه لأني أعتقد أن المصيبة أنكى من ذلك بكثير فهلا من منور ومجيب نستفيد منه والله من وراء القصد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مداخلة تعقيبية رابعة –أم فاروق
تساؤل صعب هذا الذي طرحته أخي مهاجر ولا يمكن الإجابة عليه بجملة سحرية بدون التطرق إلى التوصيف والتقييم الذي مللته كما ذكرته ومله الكثيرون غيرك ولا أعتب عليك في ذلك.. ولن أضيف على ما كتبه أحلى وطن او مرسل أو غيرهم ممن كتب في هذاالشأن الذي لا يهم أبناء الحركة الإسلامية المؤطرين منهم فقط .. بل يهم كل القريبين والمهتمين بالشأن السياسي التونسي .. وأعتقد أن التقييم الجاد والعلمي ..ومن ثمة الإعتراف الحقيقي بنتائج هذا التقييم وهذه المراجعة.. هما الكفيلان فقط بإيجاد الحلول البديلة وما يمكن فعله وسط هذا الخظم من الصراعات وتوازن القوى والتحديات الإقليمية والدولية.. وقراءة التغيرات السياسية والثقافية والإجتماعيةالتي طرحت على مجتمعاتنا.. طيلة عقدي تغييب الحركة الإسلامية عن الساحة القطرية…. لا يمكن إيجاد دواء لأي علة أخي مهاجر بدون تشخيص ميكروسكوبي للمرض .. ومن ثمة التيقن والتثبت منه… فتحديد الدواء الازم له ولو كان الكي .. والرسول *ص* قال لكل داء دواء إلا السام والقصد منه الموت… أما المكابرة في وجود العلة في حد ذاتها وهي علة بل علل نخرت المجتمع التونسي بما فيه الحركة الإسلامية .. فهو بمثابة الهروب إلى الأمام ووضع الرأس تحت التراب والبحث عن الحلول النصف كم .. أو الحلول الجاهزة أو المستوردة.. فهو بمثابة من يضع السم لنفسه في كأس العسل.. أو من يتعاطى أفيون الدجل على نفسه وعلى شعبه.. .. كما يفعل بن علي الأن وحزبه الذان يريا أنهما تونس وتونس هم.. وغيرهم عملاء وشراذم وأعداء للوطن؟؟؟؟ أسف لأني قد أطلت في التحليل .. إذ أني لا أملك مصباح صلاح الدين.. لأبهركم بحل سحري لما يمكن ان تفعله الحركة الإسلامية كي تستطيع إستعادة إشعاعها ومكانتها داخل المجتمع التونسي.. ولكني أعتبر أنه انا وأنت وهؤلاء وأولئك.. جميعا في حاجة إلى أن نوقد شمعة بدل لعن الظلام.. وأول شموع الإنارة هو الوعي .. ومعرفة العلل بعلاجها .. ومعرفة المحاسن بدعمها وتثبيتها.. ولك الشكر أخي مهاجر على هذه الإثارة و هذا بداية الوعي.. وأول القطر في حوار وطني هادف
مداخلة تعقيبية خامسة–الغرايري
السلام عليكم ماذا يمكن أن تفعل الحركة الأسلامية اليوم ,أو كيف يجب أن تتصرف ؟؟ الأجابة الشاملة لا أدعيها لأنها يجب أن تكون مشروعا كاملا ,و لكني أبدي هنا بعض الملاحظات و الأفكار التي تخصني كفرد يعتبر نفسه ابنا للحركة الأسلامية 1- علينا أولا أن نفرق بين الحركة الأسلامية كتيار فكري واسع من جهة و بين حركة النهضة كجرء من هذا التيار الواسع .و هذا الفصل هو فصل منهجي وواقعي كذلك.فالحركة الاسلامية تشمل كل فرد يتبنى الأسلام كقاعدة فكرية للسلوك التاريخي للفرد و المجتمع .و لا شك أن حركة النهضة هي التنظيم الابرز في هذا الاطار في بلادنا.و لكنها لا تمثل كل الاسلاميين و لا حتى الوسطيين منهم ناهيك عن تياراتهم الأخري. 2- مما تقدم يجب أن نسأل هل سنتحدث عن الحركة الاسلامية أم عن حركة النهضة الاسلامية؟ 3- من وجهة نظري على الحركة الاسلامية التونسية أن تتجدد من جهة التنظم السياسي ..فهي في تونس لم تعرف تنظما سياسيا حقيقيا الا في حركة النهضة التي كانت تجربة لها الكثير و عليها الكثير –حتى لا نعود للتوصيف–و يبدو اليوم أن اعادة الهيكلة السياسية ضرورة ملحة للحركة الاسلامية التونسية خاصة في ظل الخيارات التنظيمية المغلقة لحركة النهضة بما لا يسمح –حسب رأيي–باستيعاب توجه حقيقي للديموقراطية داخلها .و حتى أوضح الفكرة و تفاديا للفهم المغلوط أقول أن حركة النهضة كفكر سياسي تلتف حولها تقريبا الغالبية العظمى من أبناء الحركة الاسلامية التونسية و لكنها كتنظيم سياسي كانت لها خيارات خاطئة أدت الى ما يمكن أن نسميه كارثة على الحركة الاسلامية ككل ,ومازالت حتى اليوم تصر على نفس الوجوه القيادية التي يعتبرها الكثيرين و أنا منهم مسؤولة على تلك الأخطاء. ولا يمكنك في عالم السياسة اليوم –حسب رأيي–أن تدخل كل المراحل السياسية المختلفة بنفس الوجوه القيادية التي لا تتبدل و ترفع شعار الديموقراطية و التداول على السلطة. 4- الحركة الاسلامية التونسية على أبناءها –باختلاف توجهاتهم –أن يركزوا أكثر على القطرية اذا ما أرادوا الانخراط في خدمة بلدهم .فكثيرا ما أرى الاسلامي التونسي مهتما أكثر من غيره بقضايا غيره الذي لا يهتم بقضاياه.و ليست هذه دعوى لعدم الاهتمام بقضايا الأمة العربية و الاسلامية التي نحن جزء منها . 5-التيار الوسطي في الحركة الاسلامية التونسية وهو الأغلبية تقع على عاتقه –حتى كأفراد–مهمة ترشيد الصحوة الاسلامية الشابة بالطرق التربوية الصحيحة و المعاصرة . 6- الحركة الاسلامية التونسية يجب أن تصوغ مشروعها السياسي من الداخل و تكون قياداتها في الداخل و على المنتسبين اليها في الخارج المساعدة و المساندة رغم أن الوضع الحالي كمناخ سياسي في البلاد يبدو فيه العمل السياسي الاسلامي مستحيلا علينا أن نؤمن أن القيادة من الخارج و في الحالة التونسية بالذات مضيعة للوقت . 7- ملاحظة أخيرة وهي أن العمل التربوي اذا ما كانت هناك فرصة لفعله هو في بلادنا أولى و لشعبنا أنفع . والله من وراء القصد و السلام عليكم
مداخلة تعقيبية سادسة– مرسل الكسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم مرة أخرى أضطر الى النزول الى ميدان الحوار من جديد قصد توضيح جملة من النقاط الأخرى التي تناداني اليها الأخ الكريم الغرايري حفظه الله تعالى نعم وهذه نقطة مركزية في ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية التونسية فعله وأقصد هنا تحديدا حركة النهضة على الحركة أن تفرز وجوها قيادية جديدة لم تعرف على مدار التاريخ بادارة الأزمات والصراعات أو ساهمت بشكل أو باخر في حالة من حالات المواجهة القاسية مع السلطة وأقصد في ذلك خاصة رجالات الصف الأول من الذين اداروا نزاعات 81 و87 و91 –على الحركة أن تكف عن سياسات التصنيف التنظيمي القاسية مع أبنائها وذلك بمجرد ابداء الرأي أو مخالفة القيادة في توجهاتها وارائها –على الحركة الفصل بين العمل التنظيمي والعمل الحقوقي وعدم تحزيب هذا الأخير في جمعيات هي أقرب ماتكون الى هياكل الحزب منها الى العمل الحقوقي المتخصص والحرفي –على الحركة أن تدرك أن الناصحين من أبنائها من المجمدين والمستقيلين والمنسحبين لمرحلة ما ليسوا اعداء وجب التعامل معهم بحذر أو ريبة وانما عليها مراجعة السياسات التي تسببت في انسحاب هذا الكم الهائل من الطاقات والوجوه التي عرفت باعتدالها ووسطيتها –على الحركة أن تدرك أن الخير في الأمة موجود في كل جنبات المجتمع وأن تونس ليست حكرا على حزب ما أو تنظيم ما وبناء عليه ينبغي الكف عن احتكار التمثيل السياسي للظاهرة الاسلامية وفتح المجال واسعا أمام تجديد البناء الحركي والحزبي وذلك بتهيئة المجتمع لظواهر تركية أو مغربية ,تكون من خلالها الحركة الاسلامية ممثلة في أكثر من حزب وجمعية وفضاء عمومي –على الحركة الاسلامية ألا تشخص الظاهرة الاسلامية في زعامة ما,بحيث أن كل من ينقدها أو يراجعها في سياساتها أو أدائها يصبح مناوئا يجب تجريده من أي موقع داخل الحزب أو التيار –عودة القيادة الى أهلها في الداخل بات أمرا ضروريا وملحا أكثر من أي وقت مضى ووجود وجوه جديدة تمثل الحركة من خارج الطاقم القيادي الذي تولى صفة الناطق الرسمي والرئيس أصبح أمرا لايحتمل التأخير –على رجالات مثل الدكتور منصف بن سالم والهادي التريكي وعبد الله الزواري و ومصطفى بن حليمة وغيرهم من الوجوه التي لم تعرف بالصف الأول أن يخرجوا الحركة من مركزيتها وأن يعيدوا الاعتبار لدور الجهات التونسية المختلفة في لامركزية القرار – بالنسبة للعمل المهجري هناك حاجة ملحة لالغاء الحسابات السياسوية التي يمارسها البعض عند التعاطي مع الزخم المناضل من أبناء الحركة ولابد في هذا الاطار من اعادة الفرز ليس على أساس الولاء للأشخاص وانما على أساس الولاء للأفكار والقيم التي جمعت أبناء هذا التيار فيما بينهم وأخيرا ان لفظ أبناء الحركة لا يعني البتتة من رضي عنهم قادة المهجر من الرموز القدامى فيها وانما هو لفظ يتسع الى كل من شرد مع هذه الحركة ومازال يحمل وسطية في الأفكار وايمانا عميقا بالمشروع الذي انبعثت من أجله وفي الأخير تقبلوا مني جميعا أخلص وأطيب تحية
أخوكم مرسل الكسيبي
كتب صبيحة الاثنين 18 –12–2005
ورقات الأستاذ المكني تصلكم بمشيئة الله في مراسلة أخرى*
أأسود عليّ !!! » 1/5 «
مقدّمة في منهج الحوار :
قال الله عزّ جلّ: { وإذا قلتم فاعدلوا…}،و قال:{ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا }. النّساء94 . أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
» من حالت شفاعته دون حد ّمن حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدّينار والدّرهم ولكنّها الحسنات والسّيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتّى ينزع، ومن قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتّى يخرج مما قال. «
ردّ الأخ الهادي بريك ـ حفظه الله تعالى ـ على مقالي الصادر يوم 9 ديسمبر 2005 في موقع تونس نيوز تحت عنوان
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !
بمقال سمّاه
الإضراب عن الطعام جهاد في سبيل الله
نشر في نفس الموقع بتاريخ يوم 10 ديسمبر 2005 . وكان ردّه ومن تبعه من رفاقه وبالأخصّ ساكن لندن الدّافئة ببترول العراق المحتلّ مشحونا بالعداوة والبغضاء . و سيتبيّن لك أخي القارئ هذا الأمر في هذا الرّدّ. ولولا أنّ الأمر لا يحتمل ما تكلّفت الرّدّ عليهم ولكنّ الظّلم فاق كلّ تصوّر . فلماذا يردّ على مقال واحد أربعة منهم إدّعوا عليّ بالباطل وهنا أسجّل إعتدال مهاجر بن محمّد فهي حسنة لا تنسى له ! ومن ذلك الباطل إدّعاء الأخ نصر الدّين بن علي ـ غفر الله له ـ أنّي قلت بأنّ هناك إجماعا وتواترا للنّصوص الشّرعيّة الّتي تحرّم إضراب الجوع وأنا لم أقل هذا ،ـ ولكن مع الأسف التّعصّب يعمي ويصمّ ـ بل الّذي قلته كما نقلت عنّي أخي نصر بالضّبط وهذه حسنة أشهد لك بها ، لأنّك نقلت نصّي كاملا دون تحريف فبارك الله فيك ، ولكن أخي لم ترد أن تفهم كلامي وكلام أهل العلم المخالفين إلى ما ذهبت إليه. فماذا أفعل لك إلاّ الدّعاء . فهل يقول عاقل إنّ هناك نصوصا شرعيّة تحدّثت عن إضراب الجوع ! وهذا إدّعيته عليّ ظلما وعدوانا بقولك : هناك إجماعا وتواترا للنّصوص الشّرعيّة الّتي تحرّم إضراب الجوع . هذا هو إدّعاؤك فأين دليلك يرحمك الله وأنت تدندن حول قيم مناهج البحث والنّزاهة العلميّة ؟ وحسنتك الثّانية أخي نصر أنّك نقلت بعض أقوال العلماء في المسالة من أوافقهم فلك الشّكر . ولكنّ قولك بأنّي
أغفلت شطر الموضوع حيث إقتصرت على بسط حجج المانعين دون غيرهم وهو ما يمثّل خللا فادحا في مناهج البحث ممّا يشكّك في قيمة البحث ونزاهة صاحبه العلميّة . فإنّ هذا فيه ظلم كبير لأسباب منها : أنّه لم يشترط أحد من أهل العلم ـ فيما أعلم والله اعلم ـ أنّه يجب بسط كلّ الآراء في المسألة الواحدة ثمّ ترجّح بينها حتّى يقبل رأيك ، وإلاّ وقعت في خلل فادح يطعن في قيمة البحث ونزاهة صاحبه العلميّة . أنّك لم تعدل في الحكم لتعصّبك الحزبيّ . فلو أنزلت طعنك فيّ على الشّيخ القرضاوي والأخ البريك لكنت عادلا ويسمع لك رغم ضحالة مقولتك فهل بسط كلّ من الرّجلين وجهتي النّظر ثمّ رجّحا بينهما ؟ ولكن ماذا أفعل مع قوم يشفعون في حدود الله ، إذا سرق فيهم الصّديق سكتوا عنه بل دافعوا عنه ، وإذا إشتبه في الضّعيف أقاموا عليه الدّنيا وما أقعدوها ورجموه بصواريخ عابرة للقارّات من ألمانيا ومن لندن ومن لا أدري حيث مهاجر ونصر الدّين ، فالله المستعان !!! ومن العجب العجاب أن تدندن أخي نصر الدّين على قيمة البحث والنّزاهة العلميّة وتستند لتسمين موقفكم على شرعيّة إضراب الجوع بسابقة جاهليّة قامت بها إمرأة كافرة ثمّ تجعل ذلك ضمن المرجعيّة الإسلاميّة والتّاريخ الإسلامي . وهذا قولك : والإضراب بهذا المعنى موجود في تاريخنا الإسلامي ، ولعلّ في حادثة سعد بن ابي وقّاص أو سعد بن مالك مع أمّه ما يؤكّد ذلك … هذا هو قولك يا أخي َ! فباللّه هل هذا تأصيل أم تضليل !!! ثمّ بعد ذلك تدّعي أنّك في مستوى التّرجيح كما فعل صديقك مهاجر تماما الّذي إبتدأ في مشاركته في الحملة ب : لست مفتيا ولا فقيها ينتظر منه حكم أو فتوى ثمّ يرجّح بين الرّأيين في آخر مقال له تحت عنوان مثير : أليست الكرامة مقصدا نسفك من أجله دماؤنا ؟ !!! ووالله إنّ أمركم ليثير الدّهشة ! أأضحك أم أبكي أم أصرخ أم أندب على حال » نهضة المهجر » ورحم الله إبن القيّم قد عاشر نوع هؤلاء في زمنه فقال: « فلو رأيتَ ما يُحرِّف إليه المحرِّفون أحسنَ الكلام وأبينَه وأفصحَه وأحقَّه بكلِّ هدًى وبيان وعلم مِن المعاني الباطلة والتأويلات الفاسِدة لكِدتَ تقضي من ذلك عجبًا وتتَّخذ في الأرض سَربًا، فتارةً تعجَب، وتارة تَغضب، وتارة تبكِي، وتارة تضحَك، وتارةً تتوجَّع بما نزل بالإسلام وحلّ بساحةِ الوحي » الصواعق المرسلة (1/300-301). للعودة للاخ الهادي أقول : أسجّل ابتداء : احترامي لك أخي الفاضل على شجاعتك ، لأنّه في هذه المرّة أتعامل مع وجه يعرفه بعض النّاس وإن لم يحصل شرف التّعرّف على حضرتك ، وهذا يحدث خللا في التّعامل معا خاصّة والسّياسة كما قال حسنين هيكل : إنّ أنّها تقوم على النّميمة ، فقد سمعت من طرف عنّي ولم تستمع إليّ وقد قلت في مقدّمة ردّك عليّ وأنت تريد إستعطاف القارئ الكريم إلى صفّك لم يعاتب سيدنا داوود عليه السلام من ربه سبحانه سوى أنه استمع إلى خ سوى أنه استمع إلى خصم فحكم له دون الاستماع إلى الاخر. فيا ليتك أخي الهادي غفر الله لك فعلت ذلك معي !!! فقد قال سقراط : حدّثني حتّى أراك !!! وياله من زمان ويالهامن حال أصبحنا نشكر من يكتب بإسمه ونعدّه شجا عا !!! قلت في مقدّمة ردّك عليّ : أفزعني ماقرأت البارحة للسّيّد الماجري قلت : ما قصدت إفزاعك ولا إفزاع أحد . بل عليك أن لا تنزعج أبد ا للخلاف القائم على العلم والعدل ، وطالما أنّه يلامس الفروع ، ثمّ لماذا لم تنزعج ممّا يكتبه اليسار عنكم في مواقعهم ولم أر منك إنزعاجا أو تهجّما عليهم أبدا، و الأمر حقيقة مستغرب منك أخي الهادي ، فمن جهة تقرّر أنّ مسألة إضراب الجوع تندرج ضمن دائرة الخلاف ومن جهة أخرى تنزعج ، وقد قلتم أكثر من مرّة :قد التزمت التزاما كاملا ـ أي النّهضة ـ بكل مقتضيات العمل الديمقراطي والقبول بحكم صناديق الإقتراع حتى ولو أفرزت خصومها الشيوعيين وانطلقت تؤصّل هذا النهج وتخرّجه على أصول الإسلام وقيمه وتراثه
. الخطاب الديني في المغرب العربي. ، وأنّ دولتكم الموعودة تبيحون فيها لكلّ النّاس بمن فيهم عبّاد البقر وعبّاد الشّاطين بحرّيّة التّنظّم والإجتماع والتّحزّب !!! فكيف تزعجك مقالتي يا أخي بعد هذه التّصريحات ؟؟؟ فكيف تزعجك مقالتي يا أخي بعد هذه التّصريحات ؟؟؟ وآعلم أخي الهادي أنّي لست مستعدّا أن أنزل إلى المستوى الّذي إنتهجته معي لأنّي أخاف ربّي وأحترم نفسي وأحترم القارئ الكريم . ثمّ لعلمي أنّ للمؤمن حرمة وحصانة لا يجوز إنتهاكها أبدا في مسائل الخلاف .ثمّ لإدراكي أنّنا في شهر الله ذي القعدة المحرّم الّذي كانت الجاهليّة قبل الإسلام تجمّد كلّ أشكال الحروب بما فيها السّبّ والإتّهام الباطل لأنّه كما تعلم أنّ الحرب مبدؤها الكلام !!! ومع الأسف لم تحترم أنت ومن معك حرمة المؤمن ولا حرمة الشّهر المحرّم بتاتا أنّك بخلت عليّ أن تناديني ولو مرّة واحدة بحقّ من حقوق الإسلام فأسقطت أخي الهادي حقّ أخوّتي لك في 22 مرّة ذكرتني فيها ، فكانت كلّها بصفة السّيّد الماجري !!!وهذا عيب عليك لا يقبله منك أحد . فقد قطعت بفعلك ذلك المتعمّد حقّا من حقوقي عليك أوجبها عليك ربّك ، لأنّ حقّ الأخوّة لا يقطعها شيء إلاّ الكفر ، لقد جمع بيننا الإيمان ففيه نعادي وفيه نوالي ولو ظلم أحدنا الآخر. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه ـ وإن ظلمه ـ فإنّ الظّلم لا يقطع الموالاة الإيمانيّة .
مجموع الفتاوى 28 / 208 ـ 209. إنّ خطأك الكبير أنّك دخلت في خصومة لست ندّها فصوّرلك خيالك شخصا ونحتّه كما تشاء ثمّ نزلت فيه ظلما وعدوانا : فأنا عندك ضدّ المسيرات وضدّ العمليّات الإستشهاديّة وأنّ لي منهجا فكريّا كذا وكذا ، وأنّي جاهل بفقه المقاصد وهلمّ جرّا … وهذا كلّه تخمين فاسد لا يقرّه لك أحد وهو من ظنّك السّوء حيث أنّي لا أذكر أنّي قابلتك مرّة أو رأيتك في حياتي . فلماذا كلّ هذا الجفاء ؟ أسأل اللّه أن يصلح قلبك ! قلت :آمل من السيد الماجري أن يسمح لي بحرية وحق الاختلاف معه فإن فعل فواجب عليه ذلك وإن أبى فلا أرجو منه سوى إلتزام أدب الحوار إذ الأمر يجب أن ينزل إلى منزلة المختلف فيه دينا وعقلا على أقل تقدير قلت : إنّ حقّ الرّدّ مصان لكلّ فرد فكلّكم راد ومردود عليه كما قال الإمام مالك رحمه الله . على أن لا يكون ذلك الرّدّ فيه تعدّ شرعي ّ أبدا مهما كانت الظّروف ولو كنت مظلوما فليس من العدل أن تواجه الظّلم بالظّلم وليس من الإسلام في شيء أن تسقط حقوق الأخوّة والعصمة لمجرّد خلاف في الفروع فأنا دائما لك أخ يا أخي الهادي !!!. قال شيخ الإسلام: وأمّا الإختلاف في الأحكام فأكثر من أن تنضبط ولو كان كلّما إ ختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة . مجموع الفتاوى 24 / 173 فقد ذكرني الأخ الفاضل 22 مرّة بالاسم ولم يبخل عليّ مرّة واحدة بحقّ الأخوّة . وإذا تقرّر ذلك فإنّ للرّدود آدابا أذكّر بها نفسي وأخي المحترم الهادي ـ هدانا الله وإيّاه سواء السّبيل . ـ منها : أنّ المرجعيّة الملزمة لنا هي القول الفصل من محكم التّنزيل في كتابه المعظّم وما صحّ من حديث الرسّول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وما كان عليه إجماع الصّحابة رضي الله عنهم خير القرون ومن كانت معه الحجّة الأقوى في أيّ زمان ومكان . أن يقوم الرّدّ أو الحوارعلى الموضوعيّة والحياد والخوف من اللّه تعالى أن يقصد بذلك الحوار تحرّي الحقّ والإلتزام به والدّعوة إليه. وعليه فلا بدّ أن يؤسّسنا حوارنا على العلم والعدل لا على الجهل والظّلم . أن يتعصّب للحقّ وحده ولا يغضب إلاّ لله وحده . فلا غضب لحزبيّة ولا لشخص ولا لمنهج ولا غير ذلك فكلّ ذلك لا يحقّق خيرا بل يزرع الشّرّ والخلاف والفساد نعوذ بالله من ذلك . أن يتحرّر الحوار من التّعصّب الحزبي والولاء التّنظيمي والفناء في الرّجال فهي من مقاتل الحقّ والخير والعدل ولقد نصحتك من قبل أن تتجرّد من الهوى فإنّ الدّفاع عن الحزب حتّى الاستماتة قتال تحت راية عميّة ؟ قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبيّة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهليّة …رواه مسلم رقم 1848 أن يحدّد مناط الخلاف أي أن نضبط نقطة الخلاف في المسألة بين المتحاورين ويصبّ الحوار كلّه حولها وكلّ يأتي بدليله من العلم . أن لا يقع التّخليط في المسائل فنتحدّث في كلّ شيء مرّة واحدة ونضيع الحبل في النّابل ونخلط شعبان في رمضان فتتشعّب المسائل وتضيع الأمور فتغيب الرّؤيى ونوقع القارئ البريء في الفتنة . ومن تقصّد ذلك فعليه من الله تعالى ما يستحقّ !!! أن لا نسيء الظّنّ بالمخالف فمن أراد العدل فليحسن الظّنّ بالنّاس كما يريد أن يحسنوا به . أن نحرّر مسائل العلم من مشوّشات السّاسة والحزبيّة لأنّه لا سلطان على العلم . أن يحاط الحوار بمناخ الأخوّة والمحبّة فإنّ ذلك كفيل للوصول إلى الحقّ . أن لا نتجنّّى على المخالف بالباطل ونقوّله ما لم يقل أو نقرأ نواياه أو ما يوحي كلامه أو بواطنه أو غير ذلك فهذا كلّه ظلم وعدوان لأنّنا لسنا باطنيّين فنحن وللّه الحمد سنّيّون. أن لا تردّد أقوال الحزب في شخص مخالفك فذلك يضعف من حجّتك ويفتنك في قبرك لا قدّر الله فإنّ غالب من يفتن في القبور أمثال من يردّد ما سمع للحديث الصّحيح: سمعت النّاس يقولون شيئا فقلته .. أن لاتنصب لك إماما تعرف به الحقّ والباطل ،به توالي وفيه تعادي ، فما جاء منه فهو الحقّ دون غيره ، وما لم يأت منه فهو الباطل بأمّه . قال شيخ الإسلام رحمه اللّه تعالى: » من نصّب إماما فأوجب طاعته مطلقا إعتقادا أو حالا فقد ضلّ في ذلك « . مجموع الفتاوى 19 / 69 . فإحتكار الحقّ في شخص ليس من سبيل أهل السّنّة يا أخي الهادي ولا تجعل ولاءك للحزب وزعيمه يعميك عن قبول الحقّ من أيّ كان، فانّ الحزبيّة البائسة هي الّتي أصبحت اليوم –مع الأسف- حكما في قبول الحقّ وردّه. قال ابن مسعود- رضي اللّه عنه –: » من أتاك بحقّ فآقبل منه وان كان بعيدا بغيضا ، ومن أتاك بالباطل فآردده وان كان قريبا حبيبا . » الإحكام في فصول الأحكام 4/ 586 . الالتزام بالأدب وتذكّر القبر وما بعده وإدراك أنّ ما ترسمه يدك شهادة تسأل عنها يوم القيامة ولذا أذكّرك بتقوى اللّه عزّ وجلّ . قال تعالى: » ستكتب شهادتهم ويسألون » وقال الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « من قام في خصومة باطل لم يزل في سخط اللّه حتّى يرجع.. » رواه أبو داود في كتاب الأقضية وفي رواية الحاكم والبيهقي وصحيح الألباني « من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط اللّه حتّى ينزع « …وانّ الخوض في الأعراض من أعظم الكبائر قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « إنّ الدّرهم يصيبه الّرجل من الرّبا أعظم عند اللّه في الخطيئة من ستّ وثلاثين زنية يزنيها الرّجل ، وانّ أربى الربا عرض الرّجل المسلم « ..و قال .. »من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال حتىّّ يخرج ممّا قال » صحيح التّغيب والتّرهيب 3/81 وردغة الخبال هي عصارة أهل الناّّر . فإذا أردت أخي المحاور ـ بارك الله فيك ـ أن تحترم نفسك وتصون دينك فلا خيار لك من أن تكون مقالاتك محكمة بالشّرع وملجمة بالورع وردودك موزونة على كفّتي العلم والعدل ،متجرّدة من الهوى متجمّلة بالإخلاص ، سليم القلب مع من خالفك لاْنّ المسلم يدين بالحقّ ويرحم الخلق ،يعدل مع من خالفه ولا يطعن في نيّته فإنّ كلّ ذلك يجلب إليك الحبّ والقبول في السّماء ثمّ في الأرض . نسأل الله من فضله !!! أن لا تسقط في فخّ محاكمة النّوايا فهذا من قبيل التّحكّم في علم الله الغيبي ! فكم حوكمنا نحن الإسلاميّين في نوايانا وكم نحتوا لنا من أشياء باطلة ظالمة فلماذا تفعل ذلك مع من خالفكم ؟؟ نحمدك اللّهمّ على نعمة العقل!! أن تحسن النّقل عن محاورك فلا تغيّر كلماته ولا تحرّفها ولا تزوّر عليه فإنّ هذا خلل عظيم يسقط عدالتك ، وفي هذا الصّدد نقل عنّي ساكن لندن الدّافئة ببترول أصدقاء الأمس أعضاء مجلس الحكم المسمّى علي بن عرفة في مقال بنى أصوله على الكذب و التّحريف المقصود ليزرع حقدا وكراهيّة ضدّي فقال كذبا وشهد زورا :
وما القول بانتحارهم إلاّ ظلم يتولى كبره من تسول له نفسه الوقوف إلى جانب قاتليهم بتبرئتهم من المسؤولية عن دماء الشهداء . في حين أنّي لم أتعرّض لهم بتاتا ـ رحمهم الله وحشرهم في الشّهداء ـ . وقد جمع هذا القول إتّهامين خطيرين لا أقبلهما ولا يقبلهما منصف وهما أنّي قلت إنّ أموات الحركة منتحرون وهذا والله الّذي لا إلاه إلاّ هو لن أغفره لك أبدا إلاّ أن تعتذر أمام العالم في هذا الموقع !!! فأين قلت هذا ومتى ؟ ورماني به كذلك أنّي أقف إلى جانب الطّاغوت في البلد . وهذا لن أغفره لك كذلك أبدا حتّى تعتذر! وهذه هي الملصقة المعهودة لكلّ من خالف نهضة المهجر.أرأيت أخي القارئ إلى أين يذهب الحوار مع الدّيمقراطيّين الإسلاميّين !!! ثمّ إعلم أنّنا في بحث علميّ ولسنا في حملة دعائيّة أو خليّة تنظيميّة ففرّقوا بين الأمرين وآنزعوا الفكر الشّمولي والمنهج الكنسي في تناول القضايا ومن ثمّ لا يجوز أن نطلق على فلان من النّاس أو مجموعة منهم شهداء إلاّ بدليل سمعيّ خاصّ ولذلك لا يقبل عند أهل العلم أن يقال فلان شهيد أمّا الحزبيّون فيغتاضون من ذلك ويجعلونك في صفّ القتلة وقد يجعلون الإمام البخاري كذلك في صفّ القتلة لأنّه رحمه الله عقد بابا سمّاه باب لا يقال فلان شهيد ! ووالله إنّي لأريد لهم الشّهادة وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يكونوا شهداء وأن يحشرهم فيهم ومعهم وأن يلحقنا بالشّهداء . ولكنّ العلم شيء والهوى شيء آخر لا يتقابلان أبدا أبدا أبدا . وواللّه إنّي لأعرفهم معرفة جيّدة فهم من خيرة الإخوان فمنهم من عملت معه منذ 1976 من مثل الأخوين الفاضلين عبد الرّؤوف العريبي او سحنون الجوهري أسأل الله أن يحشرهما في الشّهداء ومنهم من أعرفه منذ 1980 كمثل الشّيخ مبروك الزّرن أسأل الله أن يحشره في الشّهداء فقد عملت معه في العمل النّقابي وفي مؤسّستن مركزيّتين . وهم من أحبّ النّاس إلى قلبي . ولكنّ حبّ الحقّ فوق نفسي وأهلي وولدي ورفاق درب العمل الإسلاميّ . إنّ من خصائص أهل السّنّة يا أخي الهادي –نفع اللّه بك-التّجرّد من الأهواء سئل الإمام أبو بكر بن عيّاّش –رحمه اللّه تعالى- من السّنّيّ؟ فقال الّذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصّب لشيء منها . الآجري في الشّريعة3/ 581/رقم 412 ومن لم يحترم تلك الشّروط وغيرها المقرّرة عند أهل العلم فقد عرّض نفسه للقدح فيه والطّعن . قال إبن رجب رحمه الله تعالى : من عرض نفسه للتّهم فلا يلومنّ من أساء به الظّنّ . جامع العلوم 1 / 204 . هذا هو منهج أهل السّنّة الّذي أدين به ربّي ! وسمّني أنت ما شئت واجعلني مع من شئت فما أنا إلاّ متّبع للعلم متحرّر من التّعصّب . ولله الحمد !! وإلى لقاء ثان ـ إن شاء الله تعالى ـ خميس بن علي الماجري mejrikhemis@yahoo/frالصعود القوي للإخوان المسلمين في مصر
أحفاد أبي لهب
تبّت يدا أبي لهب و تب تبّ أحفاده من حكّامنا العرب كالغربان تنتحب تجمعها الجيّف أعجاز نخل خاويه و خشب مسنّده تماثل النّصب تروّج التّضليل و الكذب قد عمّقوا جراحنا و أكثروا أطراحنا و أكربوا الكرب و سلّطوا السّياط كاللهب تلاحق الأحرار تحاصر الأقلام و تحرق الكتب تبّت يدا من دجّجوا الأوغاد بالسّلاح تداهم البيوت تروّع القواعد و تزرع الأحقاد و الشّغب تبّت يدا من ثكّلوا النّساء و يتّموا الأطفال و نهبوا الأوطان أسّروها علّبوها في علب و أقفروا المساجد و أعمروا الملاهي لّلعب و أفرغوا الجهود في المجون و الطّرب و المجد يستلب و الأرض و العرض كلاهما اغتصب حتّى غدونا نستحي من نسب العرب. فصبرنا نضب و فجرنا آت يحثّه الغضب و ليرتقب من ظلموا أعسر منقلب. العربي القاسمي