الاثنين، 19 ديسمبر 2005

 Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2037 du 19.12.2005

 archives : www.tunisnews.net


لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس : وزارة الخارجية الألمانية تستقبل وفدا من المعارضة التونسية
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس: بلاغ

مسعود الرمضاني: القيروان = علاقة النقابات بالمجتمع المدني في تونس

أبو عزيز: محامو القيروان يعتصمون

إسلام أون لاين.نت:  تقرا ولا ما تقراش.. المستقبل ما ثماش

الجزيرة.نت:  أول شحنة بضائع فلسطينية تعبر مصر إلى تونس

حبيب الرباعي: الإسلاميون هم المستعمرون وليس غيرهم

أحلى وطن: ردا على سؤال الاخ محمد المهاجر: ما يمكن أن تفعله الحركة الإسلامية بتونس في هذه المرحلة ؟

مرسل الكسيبي:  تفاعلا مع موضوع ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية فعله خميس بن علي الماجري: أأسود عليّ !!!     » 1/5   »

توفيق المديني: الصعود القوي للإخوان المسلمين في مصر

العربي القاسمي: أحفاد أبي لهب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 

وزارة الخارجية الألمانية تستقبل وفدا من المعارضة التونسية

مواصلة منها لبرنامج عملها من أجل التعريف بالمضظلمة السياسية في تونس واطلاق سراح المساجين السياسيين، تعقد لجنة ألمانيا لمساندة 18 أكتوبر بتونس يوم الإثنين 2005.12.19 جلسة مع مسؤولين سامين في وزارة الخارجية الألمانية يحضرها من تونس السادة:
 
 مصطفى بن جعفر سمير ديلو فاطمة قسيلة سهام بن سدرين
وعن لجنة ألمانيا السادة فتحي العيادي و طه الصابري
و تتناول الجلسة الوضع الحقوقي و السياسي في تونس و التعريف بمطالب حركة 18 أكتوبر.
سنوافيكم بإذن الله بالتفاصيل الكاملة في وقت لاحق.
لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس الناطق الرسمي طه الصابري


لجنة ألمانيا لمساندة حركة 18 أكتوبر بتونس   بلاغ
بطلب  من لجنة  18 أكتوبر بألمانيا استقبل اليوم الإثنين 2005.12.19 . السيد  Tom Königs
مسؤول حقوق الإنسان بوزارة الخارجيّة الألمانيّة بمكتبه مندوبين عن المعارضة التونسية وهم على التوالي السادة و السيدات:
السيّد الدكتور مصطفى بن جعفر  الأمين العامّ للتكتل من أجل العمل والحريات و عضو هيئة 18 أكتوبر  – السيّد سمير ديلو عضو هيئة 18 أكتوبر و عضو الجمعيّة الدوليّة لمساندة المساجين السياسييّن بتونس مسؤول العلاقات الخارجيّة و أحد المشاركين في إضراب الجوع الذي استمر 32 يوما . – السيّدة سهام بن سدرين عضو « المجلس الوطني للحريات في تونس » والناطقة الرسميّة باسمه  – السيّدة فاطمة قسيلة  عضو اللجنة من أجل الحريّات و حقوق الإنسان في تونس – السيّد فتحي العيّادي منسّق لجنة 18 أكتوبر بألمانيا – السيّد محمّد طه الصابري الناطق باسم لجنة 18 أكتوبر بألمانيا.
و تناول الإجتماع أوضاع  الحريات وحقوق الإنسان في تونس خاصّة بعد مؤتمر المعلوماتية و دوافع اضراب الجوع الذي تزامن مع القمة. وقد خلص الجانبان إلى تطابق وجهات النظر من مجمل الأوضاع السياسية و الحقوقية في تونس. وقد عبر السيد Tom König  عن إكباره للجهود التي يبذلها فرسان الحرية في تونس من أجل ارساء الدمقراطية. كما شكر السادة فتحي العيادي و طه الصابري على التحركات التي قامت بها لجنة 18 أكتوبربألمانيا من أجل اطلاق سراح السيدة سوزانة أستهوف التي كانت مختطفة بالعراق. و في الختام تطرق الطرفان إلى التحول الإجابي في الموقف الأروبي حيال الأوضاع في تونس.   لجنة 18 أكتوبر بألمانيا السيد طه الصابري WWW.aktion18oktober.com info@aktion18oktober.com


القيروان = علاقة النقابات بالمجتمع المدني في تونس

نظم الاتحاد الجهوي بالقيروان ندوة حول علاقة النقابات بالمجتمع المدني دعا إليها عدد هام من الكوادر النقابية والمنظمات المستقلة .فقد حضرها السيد المنصف اليعقوبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام العام التونسي للشغل والسيد عبد المجيد الصحرواي عن الاتحاد المغاربي وعدد من الكتاب العامين للاتحادات الجهوية – المهدية ، جندوبة ،بن عروس ، وتونس- وبعض النقابات العامة و الجامعات.
كما حضرها رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضوين من الهيئة المديرة ،وجمعية راد اتاك وجمعية النساء الديمقراطيات واتحاد الطلبة وهيئات فروع المنستير وسوسة للرابطة وبعض النشطاء في حركات المجتمع المدني وعدد كبير من النقابيين والطلبة .
واثر كلمة السيد حسين العباسي الذي اكد على الدور الهام الموكول للنقابيين بصفتهم من اهم مكونات  المجتمع المدني في هذه الفترة الدقيقة حيث تتعرض العديد من المنظمات للمحاصرة والتضييق وانتزاع الشرعية،داعيا الجميع لنقاش صريح من اجل الخروج بتوصيات عملية لتوطيد العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات المستقلة.
وبعد ذلك قدم الأستاذ عبد الجليل البدوي محاضرة قيمة بدأها بتعريف المجتمع المدني الذي  هو تجمعات تلقائية تنشط خارج إطار الدولة وان النقابات هي جزاء هام منه وان الترابط بين العمل النقابي والنضال في الميادين الأخرى ليس اختياريا بل ضروريا في ظل عولمة الاقتصاد والخوصصة وتسريح العمال وتقلص  دور الدولة واقتصارها على الدور الامني وازدياد قمع الحريات وضرب المكاسب الاجتماعية.
وأعطى الأستاذ البدوي لمحة عن تاريخ لمجتمع المدني في تونس فأكد ان البلاد عرفت مجتمعا مدنيا قويا قبل 1956 بحكم تجمع مختلف مكوناته حول مطلب التحرر الوطني من الاستعمار. كما استطاع الاتحاد العام التونسي للشغل ان يفلت من محاولة الدولة تطويعه في فترات عديدة ، منها فترة أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي حيث ساعدت  المنظمة النقابية ترعرع المجتمع المدني ، فتكونت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ونشطت الصحافة وجمعية المحامين….
لكن تحولات داخلية وخارجية ساهمت في انحسار العمل النقابي وتقليص دور الاتحاد، منها التحولات العالميةالتي فاقمت الانخرام بين رأس المال والعمل حيث أصبح العالم ألان قرية صغيرة بالنسبة لرأس المال ينتقل فيه أين يشاء بينما تزداد المراقبة على هجرة اليد العاملة ويحاصر تنقلها. وكذلك الاختلال بين الشمال والجنوب وتطوير المنافسة الغير متكافئة وتهميش دور الدولة والعزوف عن الانخراط في النقابة مع تنامي الخوصصة و  وتسريح العمال.
وقد أثرت هذه المعطيات وغيرها على العمل النقابي في تونس حيث ان الخوصصة ساهمت في تهرئية قطاعات كبرى كان يرتكز عليها العمل النقابي – النقل ، الاسمنت ، النسيج..- كما ان ضعف موارد الدولة الناتج أساسا عن تراجع الريع البترولي و التقليص من الضرائب على التوريد حمل الشغالين مزيدا من الأعباء ويتطلب من الاتحاد العام التونسي للشغل رؤية نضالية جديدة تتناسب مع هذه التحولات . فلابد ان يدرك هذه التحولات الجوهرية وان ينخرط مع مختلف مكونات المجتمع المدني في معركته من اجل الحرية مؤكدا أنه= لا عمل نقابي حر ومستقل دون محيط عام من الحرية والاستقلالية داخل البلاد =
وعلى هذا الأساس فان الاتحاد مدعو للمساهمة  في نضالات وتحركات المجتمع المدني وفي بعث المنتدى الاجتماعي التونسي وان يعطي موضوع المنتدى ما يستحقه من أهمية باعتبار ان  المنتديات الاجتماعية التي تجابه العولمة وسلبياتها هي من أولويات النقابيين الذين يجدون فيها مطالبهم .
وتناول الكلمة الأستاذ مختار ألطريفي فذكر بما تتعرض له الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفروعها من محاصرة  وبدور الاتحاد الجهوي ونقابيي الجهة الذين ساندوا فرع القيروان في كل المحطات الهامة وبالروابط التاريخية التي تربط الاتحاد العام التونسي للشغل بالرابطة مؤكدا ان الرابطة منخرطة في السعي لبعث المنتدى الاجتماعي التونسي مذكرا بندوة المنستير 2003 وبالندوات العديدة التي تلتها والتي احتضنها مقرها.
كما تداول  على الكلمة العديد من النقابيين وممثلي الجمعيات الذين نادوا بمزيد انفتاح المنظمة الشغيلة على مكونات المجتمع المدني بتبني همومه ومشاغله ومساندة تحركاته والتنديد بما يتعرض له من هجوم داعين الاتحاد إلى الانخراط في  المنتدى الاجتماعي التونسي  والتعامل مع المنظمات والجمعيات المستقلة دون تحفظ.
وفي رده على التدخلات قال السيد المنصف اليعقوبي ان الحوار مع المنظمات المستقلة متواصل وان قيادة الاتحاد قد أعطت تاريخ موفى جانفي 2006 كتاريخ لبعث المنتدى الاجتماعي التونسي.   مسعود الرمضاني  


محامو القيروان يعتصمون

دعا مجلس الفرع الجهوي للمحامين بسوسة اثر اجتماعه المنعقد بتاريخ 10-12-2005 جميع المحامين المنتصبين في دائرة قضاء المحكمة الابتدائية بالقيروان إلى اجتماع يوم الخميس
 15-12-2005 بمقر المحكمة المذكورة يعقبه اعتصام ببهو المحكمة وذلك اثر استعراضه للمظلمة التي تعرض لها الاستاذ كمال العرابي ، المحامي بالقيروان من قبل حرس مرور السبيخة في المدة الفارطة وما دون ضده في محضر الأبحاث لوقائع وأبحاث مشينة رفض جناب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان تمكين المحامي المذكور من إثبات عكس ما جاء بالمحضر و رفض سماع بينته ورفض كذلك مكافحته بالعونين زاعمي الضرر .
وقد تم توجيه الملف الى السيد قاضي ناحية القيروان  صحبة الأستاذ العرابي بواسطة عون أمن في إحالة توا على المحكمة المذكورة .
وقد عبر مجلس الفرع الجهوي للمحامين بسوسة عن استغرابه الشديد من خرق الأحكام المنظمة لإجراءات تتبع المحامي واستنكر بشدة تعمد خرق حقوق الأستاذ العرابي الشرعية والتعسف في ممارسة السلطة بالرغم من ان المحضر لم يتضمن سواء أداء زاعمي الضرر والإنكار الشديد للأستاذ العرابي الذي عرف بدماثة أخلاقه وحسن معشره وقد شدد المجلس على ضرورة التصدي لكل محاولة ترمي إلى المساس بكرامة المحامي والمحاماة .
أبو عزيز.


 

تقرا ولا ما تقراش.. المستقبل ما ثماش

تونس- عقبة الحميدي- إسلام أون لاين.نت/ 19-12-2005  
« تقرا ولا ما تقراش.. المستقبل ما ثماش »، أي سواء درست أم لم تدرس فليس ثمة مستقبل أو وظيفة مضمونة لك، كان هذا هو الشعار الانتخابي الذي تبنته معظم القوائم المتنافسة في انتخابات المجالس العلمية (الطلابية) بالجامعات التونسية، انعكاسًا لمشكلة البطالة المستفحلة في المجتمع التونسي.
وفي حديث مع « إسلام أون لاين.نت » الإثنين 19-12-2005، قال محمد الفوراتي الصحفي التونسي: « إن برامج القوائم المتنافسة في انتخابات المجالس العلمية التي شهدتها الجامعات التونسية الأسبوع الماضي تمحورت حول 3 قضايا، « جاء في مقدمتها بطالة أصحاب الشهادات بعد التخرج، يليها إصلاح مناهج التعليم بما يحقق مصالح الطلبة، وفي النهاية جاءت المطالب السياسية المتمثلة في حرية الصحافة والتعبير وحق التظاهر وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومن هنا جاء رفع شعار « تقرا ولا ما تقراش ».
وتقدر رسميًّا نسبة البطالة في تونس بحوالي 16% من إجمالي قوة العمل، في حين تقدرها مصادر مستقلة بما يناهز 25%. وترجع هذه المصادر المستقلة ارتفاع معدلات البطالة في الأعوام الأخيرة إلى أنها لم تَعُد تشمل بشكل أساسي الشباب حديثي التخرج فقط، بل أيضًا عشرات الآلاف من الكهول المطرودين من العمل (ما بين 10 آلاف و13 ألفا سنويًّا منذ عام 86/87) نتيجة تنفيذ برنامج الخصخصة وما ينتج عنه من تسريح آلاف العمال.
غير أن أوساطا طلابية ترجع تفاقم الظاهرة بين صفوف الشباب حديثي التخرج إلى ما تطلق عليه بـ »الحواجز الإسمنتية » التي تقيمها السلطات بحيث لا ينفذ منها إلى سوق الشغل إلا من هم « أصحاب الأكتاف » (الواسطة) الذين يشكلون أقلية، وهو ما يفسر أن الجامعة التونسية أصبح يطلق عليها « مؤسسة تخريج العاطلين عن العمل »، على سبيل التهكم بين الطلبة.
عزوف عن الدراسة
لطفي حجي نقيب الصحفيين التونسيين صرح من جانبه لـ »إسلام أون لاين.نت » بأن « بطالة أصحاب الشهادات أصبحت أمرًا يؤرق المجتمع التونسي والحاصلين على الأستاذية (الليسانس) قد بلغ عددهم قبل سنتين حوالي 40 ألفًا توظف الحكومة منهم حوالي 3000 كل سنة ليبقى في البطالة بشكل دائم حوالي 37 ألفًا ».
ويواكب هذه الظاهرة عزوف الطلبة والتلاميذ عن الدراسة مما يعكس اقتناعهم بعدم جدواها، وتظهر ذلك إحصائية لوزارة التعليم التونسية أفادت أن تغيب التلاميذ الذكور عن الحصص المدرسية تجاوز في العام الدراسي الماضي (2004 -2005) الـ3 ملايين ساعة قابلها ارتفاع نسبة الطالبات في الجامعة إلى 56%، مما يعكس، بحسب خبراء تربويين، إحباط الذكور وتبنيهم شعار: « تقرا وإلا ما تقراش.. المستقبل ما ثماش ».
وبالتوازي مع هذا الشعار، ابتكر الشباب المحبط مصطلحات في السياق نفسه غزت الشارع التونسي في السنوات القليلة الماضية كمصطلح الحرقان، وهو مصطلح يعني الهجرة بطريق غير قانونية والوصول إلى ضفاف المتوسط الشمالية إلى أحد البلاد الأوربية، حيث يحلم الشاب بمستقبل زاهر.
وبحسب معطيات رسمية، فقد لقي أكثر من 35 شابًّا تونسيًّا حتفهم غرقًا الصيف الماضي إثر محاولتهم الوصول لشواطئ أوربا عبر ما يُسمى بـ »قوارب الموت » فيما تعالت أصوات دول شمال المتوسط بالتحذير لدول المغرب العربي تطالبها بمنع هؤلاء المهاجرين.
وأسفرت نتائج الانتخابات الطلابية التونسية -ولأول مرة منذ أحداث 1991 التي شهدت مواجهة حاسمة مع حركة النهضة الإسلامية بتونس- عن فوز قائمة المستقلين بـ12 مقعدًا وهي القائمة المقربة من الإسلاميين. وحقق طلبة التجمع الدستوري (الحزب الحاكم) نجاحًا كبيرًا، حيث حصدوا 85% من مقاعد الطلبة بعدد يفوق الـ465 مقعدًا يليهم طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس (مقرب من اليسار) بـ67 مقعدًا.
أحد الناشطين النقابيين من الطلبة طلب عدم ذكر اسمه قال لـ »إسلام أون لاين.نت » بأن النسبة الكبيرة التي حصل عليها طلبة التجمع لا تعكس حضورهم بالجامعة وإنما كان سببها ما أسماه بـ »التقسيم السيئ لمقاعد الجامعات والذي بموجبه وقعت المساواة في نسبة المقاعد بين الجامعات الكبرى والمعاهد الصغرى التي لا يوجد فيها أعداد كبيرة من الطلبة ».   (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 19 ديسمبر 2005)


أول شحنة بضائع فلسطينية تعبر مصر إلى تونس

 

شهد معبر رفح أمس الأحد عبور أول شحنة فلسطينية محملة ببضائع متجهة إلى ميناء بورسعيد المصري في طريقها إلى تونس. وقال مسؤول بإدارة جمارك شمال وجنوب سيناء المصرية إن الشحنة التي تعد الأولى منذ افتتاح المعبر عام 1982 عبارة عن ثلاثة أطنان من ألعاب الأطفال الجاهزة للتركيب في الحدائق. وأضاف المسؤول أن الشحنة ستتجه إلى تونس عبر ميناء بورسعيد على البحر المتوسط، مشيرا إلى أنه تم إنهاء إجراءاتها بسرعة. وتم الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ومصر على أن يكون العمل في المعبر 18 ساعة اعتبارا من يوم الجمعة القادم لعبور الحجاج الفلسطينيين. وأعيد تشغيل معبر رفح الحدودي في الـ25 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بإشراف مصري فلسطيني وبمراقبة أوروبية ودون وجود إسرائيل لأول مرة منذ احتلال غزة قبل 38 عاما. يشار إلى أن إسرائيل كانت في السابق تسمح للشاحنات المصرية بالدخول إلى غزة عبر الخط التجاري الدولي بين رفح وغزة الذي أغلقته في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما لم تكن تسمح بعبور الشاحنات الفلسطينية في اتجاه مصر عبر المعبر. المصدر:رويترز (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 19 ديسمبر 2005)

تعقيبا علي مقال .. « هؤلاء تستعملهم السلطة للفتك بالنقابة »

ليحمي المجتمع المدني نفسه

 

قرأت ما كتبه الزميل عادل وان كنت اتفق معه علي ان هذه المساحة (تونس نيوز) بالفعل تحولت إلى آخر متنفس للمجتمع التونسي في سجنه الكبير فاني اطرح أكثر من سؤال ومن تحذير.   – ألم يكف السلطة أجهزتها القذرة مثل جرائد الشروق والحدث حتى تدس أعوانها لبث الفتنة وتقاسم الأدوار؟   – لا أدعي أنني اتهم بوخذير أو أبو غسان وان كنت اعرف ماضي الأول الأمني والثاني متنكر لم يشرفنا بذكر اسمه ولكن أسال: لماذا لا يحمي المجتمع المدني نفسه من مثل هؤلاء وبعضهم يتكلم باسمه ثم يذهب ليتلقى الأوامر من أذناب بن ضياء وعبد الوهاب ؟   – لماذا لم يتحرك الحجي والذوادي لحماية من وضعوا فيهم ثقتهم ؟   حسب ما فهمت فبوخذير و ابو غسان منخرطان بالنقابة وهذا المكسب الهام للصحفيين سبق وأن فضح المضللين فكيف يسمح لهؤلاء بتجاوز أخلاقيات المهنة؟   ليحمي المجتمع المدني نفسه وأنا واثق أن هذا المنبر الذي كان دعما للنقابة للصحفيين مثل المرحوم زهير اليحياوي لن يحرمنا من تعرية أجهزة السلطة التي نقول لها بالمناسبة أما كفي أساليب أمنية لحل مشاكل متراكمة وآيلة للانفجار.   رشيد الرحموني صحفي غير منخرط بالنقابة
 


الإسلاميون هم المستعمرون وليس غيرهم

بقلم: حبيب الرباعي

يعتبر رد الجهات الرسمية الجزائرية على القانون الفرنسي ـ الخاص بتمجيد المتعاونين مع فرنسا في بسط نفوذها على بلدان شمال إفريقيا ـ  موقفا شجاعا وجريئا بلا شك، بالرغم من أنه ركز على جانب الضحايا والدماء التي سفكها هذا « المستعمر » أثناء وجوده فيها.

ونضيف هنا بعض الجزئيات في الموضوع.

إطلاق مصطلح « الإستعمار » على الفترة التي احتل فيها الفرنسيون دول شمال إفريقيا، فيه تحميل للمصطلح أكثر من محمله، ذلك أن مصطلح « الإستعمار »، مصطلح قرآني صرف، لا يصح الإستغناء عن مدلوله القرآني النبيل، وإلباسه لأعمال تتناقض واقعيا    مع معناه الإسلامي.

ولكن قبل الغوص في هذه النقطة، لا بد من التخلي نهائيا عما يخوض فيه المحتلّون من تبرير لباطلهم، وترك مفرداتهم ومفاهيمهم التي لا تزيد المرء إلا التباسا وضياعا في إدراك الحق أمام سطوة الباطل الإعلامية.

 ولنولي وجهتنا  صوب وحي السماء لنستمع إلى مالك الملك وهو يخبرنا عن الإستعمار والقضايا المتعلقة به.

فقد حدثنا المولى جل ثناؤه عن قوم صالح عليه السلام فقال عز وجل: 

  وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ…) (7/74))

بوأكم: أنزلكم وأسكنكم ووطنكم. فالباري عز وجل أسكن قوم صالح عليه السلام وجعلهم خلفاء لقوم هود عليه السلام ووطنهم أرضهم وأورثهم أموالهم.

   فمن وطن الفرنسيين بلاد الإسلام ومن بوأهم هذه المكانة؟؟؟ (إبحثوا في كتب التاريخ حادثة منشة الذبان التي كانت سببا في دخول فرنسا لأرض الجزائر المسلمة سنة 1830م)

ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القوم بعد توطينهم الأرض التي كانت لغيرهم أن يعمروها.

يقول الله تعالى : « وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا  (11/61)

فاستعمركم هنا تعنى: جعلكم عمارا للأرض تعمرونها وتستغلونها، أو أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء ومساكن وغرس أشجار، أو طلب منكم إعمار الأرض. وهذا أهم ما قاله المفسرون  في تأويل كلمة استعمر.

والإعمار كلمة مطلقة ، غير محددة بأعمال أو إنجازات معنية، فهو مقصد، يبذل فيه المستعمَر قصارى جهده لتذليل الصعوبات التي تعترض المنتفعين بالإعمارليطيب عيشهم. ومن المفترض أن يزيد كل جيل في اتجاه هذا المقصد ما يخدمه من وسائل مادية وإدارة وعلم وتعلم وتعليم. ومن المفترض أيضا أن يأخذ القوي بيد الضعيف ليعينه على الإضطلاع بمهمة الإعمار.

ولقد قام قوم صالح عليه السلام بإعمار بلادهم التي أورثهم الله إياها على أحسن وجه، بالنظر لمستوى التطور البشري الذي بلغه الإنسان في ذلك العصر. فقد بنوا القصور في السهول والبيوت الفارهة في الجبال، وغرسوا الأشجار المثمرة سهلة الهضم على شكل منظم ومتناسق، بحيث أطلق عليها  وصف الجنات، وفجروا من الأرض عيون ماء كأكبر مقوم لحضارتهم وهم يعيشون       العصر الزراعي قال تعالى : « تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً

وقال تعالى: « أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ « 

فمن مقتضيات الإعمار التي ألمح القرآن الكريم إلى مظاهره، وجود مقاولات ضخمة ، لبناء القصور ونحت بيوت في الجبال تحقق الرفاهية لساكنيها. ومؤسسة تقوم بتطوير القطاع الفلاحي بحيث تصمم الأراضي الزراعية على شكل جميل أطلق عليها نبيهم صالح عليه السلام صفة الجنات لحسنها وبهائها. ثم إنهم تخيروا الأشجار التي تساعد على هضم الطعام وأكثروا غراسها، وغير ذلك من الأشغال  الكبرى التي تحتاج إلى نظام ودقة وتخطيط.

ومن المنطقي أن تحمل كلمة الإعمار في عهد فرنسا المحتلةَ، مظاهر أخرى على أرض الواقع، تتناسب مع التطور  الذي وصل إليه الإنسان، حيث يعني الإعمار بعد آلاف السنين من عهد قوم صالح عليه السلام: بناء الطرقات والسدود، وتشييد المدارس والمعاهد والجامعات ، وإقامة المصانع ، وتجهيز المواني ، وربط قنوات الصرف ومد أسلاك الكهرباء والهاتف وسكك الحديد….

وكل هذه الإنجازات حصلت في تونس زمن وجود فرنسا فيها.

ومن أنكر أن 80% من الطرقات داخل المدن التونسية وتلك التي تربط بينها، من إنجازات فرنسا. ومن أنكر أن أقدم المستشفيات وأهم المعاهد الثانوية وأكبر المصانع، من تركة فرنسا في تونس، فعليه أن يسأل الذين تجاوزوا الخمسين سنة، لينبؤوه بالخبر اليقين. فإن جحد وجود ذلك أصلا، فعليه أن يراجع أقرب طبيب أعصاب، ليفحص له الروابط بين حواسه وإدراكه. 

نعم، لقد تركت فرنسا تونس قبل انسحابها العسكري منها، على مسافة جد متقدمة مقارنة ببلدان أخرى ، إفريقية وآسيوية على مستوى البنية التحتية وهذه هي أكبر منة تمن بها على دول شمال إفريقيا.

ومع ذلك يحق لنا أن نتساءل: هل أن الحياة على الأرض بدأت مع دخول فرنسا شمال إفريقيا؟…أليس الإعمار الذي قامت به فرنسا في تونس بحسب مستوى التقدم الذي وصل إليه الإنسان شبيه بالإعمار الذي قامت به مدنيات أخرى سابقة، بحسب مستوى التحضر الذي كانت عليه؟ (قوم عاد، وثمود، قوم فرعون،..) فلماذا أبادهم الله تعالى رغم الإعمار الذي حققوه، والذي بقي البعض منه شاخصا إلى الآن ليتحدى إنسان الذرة أن يأتي بمثله؟.

تجيبنا الآيات بأن الباري عز وجل الذي يحث على الإعمار لا يظلم الناس كما يظلم قويهم ضعيفهم ، ولكنهم جنوا على أنفسهم بظلمهم لأنفسهم ، لأنهم أقاموا العمارة المادية، وأضاعوا حق كرامة الإنسان.

  قال تعالى: أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فِيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (30/9

ولم يكن الإختلال في نظام أولئك، بين العمارة المادية والحفاظ على إنسانية الإنسان بسيطا، بل تجاوز كل الحدود قال تعالى:

 أَلمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ ربُّكَ بِعَادٍ  إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ الَّتي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البِلادِ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب.

إذا فالإعمار المعتبر عقلا ونقلا، هو الذي يضمن صون كرامة الإنسان، مهما عظمت الإنجازات المادية التي تظله.

وهذا ما أقر به الإنسان المعاصر أيضا. فقد أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 14 كانون الأول سنة 1960 قرارا بعنوان: « الإعلان بمنح الإستقلال للبلاد والشعوب المستعمرة ». وهو يعلن بإصرار ضرورة الإنهاء السريع وغير المشروط للإستعمار بكل أنواعه ومظاهره. ويتضمن التوكيد على حق الشعوب في الإستقلال وفي تقرير مصيرها. وعلى أن خضوعها للتسلط وللسيطرة أو للإستغلال الأجنبي يعد إنكارا للحقوق الإنسانية الأساسية ومناقضا لميثاق الإمم المتحدة. كما يعد عائقا عن تعزيز السلام والتعاون العالمي.

ومن ثم نستنتج أن ما اعتبر باطلا في نهاية هو باطل في مبتداه، وأن ما بني على باطل لا يعتبر إلا باطلا، حتى وإن حقق بعض المصالح.

ثم إن المولى عز وجل قد نبأنا بأخبار أمثال هؤلاء القوم، الذين يمنون على بعض المستفيدين، وينسون المفاسد التي لحقت بعامة الناس، ـ وهم الأكثرية ـ . فقد منّ فرعون على موسى ، بأنه رباه، وهي كلمة تعني الكثير (رعاية مادية وصحية وتعليمة وأمنية… ):   قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ  » وترك خلف ظهره القهر والظلم الذي سلطه ويسلطه على الأكثرية ظنا منه أن موسى عليه السلام، سيستحيي وستراجع عن الإصداع بكلمة الحق بسبب الخدمات التي قدمها له فرعون أثناء إقامته في قصوره  

  وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنَّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (26/22) قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: 

فلا حق لأي ظالم بأن يمنّ على أناس داس كرامتهم لعشرات السنين، بأي نوع من أنواع المنّ. هذا إذا اتفقنا على أن لفرنسا ما تمن به على تونس أو الجزائر أو المغرب، ولو كان مثل حلقة في فلاة.

فمن كان يستعمل الطرقات في تونس في النصف الأول من القرن الماضي ، غير ما يسمى خطأ بالمعمرين والجيش والقوات الأمنية الفرنسية بفصائلها المختلفة، وقلة لا تكاد تذكر من أعيان البلاد؟.

ثم أي البضائع تلك التي كانت تنقلها قطارات الشحن عبر سكة الحديد « اليتيمة » خلال الإحتلال الفرنسي؟ أليست المنتجات والثروات التونسية التي تهيمن عليه فرنسا؟ ألم تصل تونس إلى المرتبة الأولى في العالم في إنتاج  وتصدير الفسفاط في تلك الفترة؟

فهل هي خسارة في تونس أن يعود شيء من ريع خيراتها المنهوبة لبناء بعض المستشفيات أو المعاهد والطرقات؟

 وهل يقارن ما تركوه بما أخذوه؟ 

وهل تركوا شيئا، غير الذي عجزوا عن أخذه من طرقات وعقارات؟

أي عقل هذا الذي يريد أن يقنع الناس بأن فرنسا جرّت خير الدنيا لبلدان ضعيف (مثل بلدان شمال إفريقيا) على أساطيلها الحربية، وجرعت شعوبها من نعيم الخير والرقي، وقسرتهم على قبوله قسرا وقاتلتهم من أجل أن يقبلوا هذه الهدية قتالا شديدا، ذهب ضحيته عشرات الآلاف من أهل العلم والحكمة والأمانة على ميراث الصحابة الأجلاء؟

لقد أقامت فرنسا الدنيا ولم تقعدها على الصين حين أرسلت هذه الأخيرة بعض الأطنان من الملابس التي لا يزيد الربح في القطعة الواحدة منها عن النصف أيرو ـ كما ذكر وزير التجارة الصيني ـ وهي التي فرضت على النظام التونسي ألا تنافسها اليابان في سورق السيارات عندما استوردت تونس للمرة الأولى والأخيرة، سيارات نقل بضائع من اليابان بسعر سوق لا يتجاوز نصف سعر مثيلاتها من السيارات الفرنسية (حصل ذلك في أول الثمانينات) . فماذا على فرنسا ـ وهي السباقة للخير كما يقولون، الفارضة له فرضا بالحديد والنار ـ لو أنها سمحت  للشعوب التي كانت أهلا للإكرم في القرن التاسع عشر، أن تواصل خيرها وفضلها عليهم، بأن ينعموا بمنافسة حرة على البضائع التي يحتاجونها بما يوفر لهم إمكانيات مادية يوظفونها في أبواب أخرى من الإستثمار تساعدهم على نهضة البلدهم!!!

لماذا أسرعت المغرب بمعاقبة فرنسا بسبب إصدار كتاب يسيئ إلى سمعة المغرب من خلال تعديل قانون تصدير الفسفات إلى فرنسا والذي وضعته هذه الأخيرة بنفسها سنة 1914 ، يضمن لها استيراد ثروة المغرب من الفسفات بأثمان زهيدة؟ ثم قس على ذلك الكثير من القوانين المتعلقة بالتجارة عامة بين فرنسا ودول شمال إفريقيا والتي سنتها فرنسا لمصلحتها ويعمل بها إلى وقتنا الحاضر.  فهل يسمى هذا استعمارا أم استخراب؟؟

أم أن فرنسا ندمت على أنها لم تهدم المستشفيات والمعاهد والمواني وتقتلع سكة الحديد، ولم تترك دول شمال إفريقيا خرابا، كما فعل اليهود حين خروجهم من غزة؟

ولنعرض على العقل الذي يتحدث عن فضائل « الإستعمار » فى دول شمال إفريقيا الفرضية التالية:

لو أن جماعة من اللصوص المختصين في سرقة البنوك ، حفروا نفقا طويلا للوصول إلى الخزانة العامة للبنك المركزي الفرنسي، واستخدموا في ذلك أحدث الوسائل لفك رموز مفتاح الخزانة وغير ذلك من التقنيات المتطورة التي تتجاوز بكثير إمكانيات الحماية

للبنك، ثم عنّ لهذه العصابة أن تواصل السطو على مدخرات البنك بطريقة أخرى، فهل من المعقول أن تمنّ هذه الأخيرة على البنك الذي تعرض للنهب لفترة طويلة، بأنها قد انسحبت وتركت نفقا طويلا، يمكن استخدامه لأغراض كثيرة، وتركت معدات متطورة جدا لم تتمكن من استخراجها؟  أو أن العدالة الفرنسية ستقف في صف البنك الذي كان هدفا لهذه العصابة النهابة ابتداءا؟

ومن جهة أخرى، لماذا لا تحث فرنسا جارتها أسبانيا على الإعتراف العلني بما قدمه المسلمون لبلادهم طيلة ثمانية قرون والآثار لا تزال شاهدة على الدرجة العالية للمدنية التي أنشأها المسلمون في الأندلس، والتي ألقت بظلالها على كامل أجزاء القارة الأوروبية. علما أن أسبانيا لا تدرّس التلاميذ الحقبة التي عاش فيها المسلمون في الأندلس.

مما يصعب على المستفهم أيضا، أن تقدم فرنسا ـ التي أهانتها وداست كرامتها ألمانيا واحتلتها لمدة أربع سنوات ـ كل من تورط من الفرنسيين في مساعدة هذا المحتل الغاصب إلى المحاكمة  ولم تتسامح حتى من بلغ التسعين مثل موريس بانون . وتعتبر في مقابل ذلك مناضلا يستحق كل تكريم من خرج من أبناء شمال إفريقا عن صف المقاومة ، ليلتحق بصف الفرنسيين تجسسا ووشاية وتآمرا وتقتيلا وتثبيتا لكل منكر؟؟؟!!!

ثم إذا اعتبر التركيز على ذكر آيات القتال  في مناهج التعليم في الدول العربية تحريضا على العدوانية كما قال محمد الشرفي (المتفرنس) وزير التعليم العالي والبحث العلمي  سابقا، أفلا يعتبر تمجيد المتعاونين مع المحتل الفرنسي وإبراز فضلهم في هذه المرحلة من تاريخ الإمة، تحريضا وتشجيعا لبعض النفوس لفتح الباب أمام فرنسا لجولة جديدة من الإحتلال؟؟؟

إن المجال لا يسع لذكر كل التناقضات التي يحملها هذا القانون. وإذا أجهدك فهم هذه التناقضات واستيعاب تبريراتها، وإذا أدهشتك كثرتها وتعمّد وضعها. فاعلم ألا أحد في هذا الكون قادر على أن يجيبك إجابة تريح عقلك  وترضي فضولك في السؤال والبحث غير    الباري جل ثناؤه، واعلم أن هذا الصنف من الناس الذين يعشقون التناقض والإعواج ولا يبغون بإرادتهم سواه، لم تأت بهم

الحداثة بل كان لهم باع في تلبيس الحق بالباطل عبر التاريخ فهم :            

 الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (7/45

ثم اعلم أخيرا أن المستعمرين الحقيقيين هم الذين لا يغفلون عن حمد الله تعالى، أن جعلهم أتباع منهج لا اعوجاج فيه مطلقا، فتنطلق   الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (18/1)) ألسنتهم بقول:  

أولئك الذين أقاموا موازين الإعمار بكل جوانبه من أندونيسيا إلى الأندلس، ولم يطلبوا من الناس جزاء ولا شكورا.

فإذا بان لك وجه من وجوه الإختلاف بين مفهومي الإستعمار والإستخراب. ونزهت الكلمة القرآنية « استعمر » عن استخدامها في غير مدلولها. وجدت نفسك أمام حقيقة وهي أن الذين يصح أن يطلق عليهم إسم المستعمرين هم الذين ساروا على منهج نوح وهود وصالح وإبراهيم ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، فعمروا ولم يخربوا، وبنوا الإنسان قبل أن يبنوا الحيطان وأقاموا عمرانا، ميزانه الحق والعدل على هدى من رب العالمين.  

تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ردا على سؤال الاخ محمد المهاجر

ما يمكن أن تفعله الحركة الإسلامية بتونس في هذه المرحلة ؟

الحقيقة أنك لن تجد إجابة على هذا السؤال من إسلاميي المهجر… و لكن أبناء الحركة الإسلامية داخل القطر أدرى بشعاب المرحلة والتغيرات.. وحجم التحديات التي يلامسونها عن قرب أكثر من البعيدين ولو كانوا من أبناء الحركة… و لو وجه هذا السؤال للأخ الدولاتلي و لعريض لوجدت إجابة مفصلة …إن أبناء الحركة في داخل الوطن يعايشون و اقع ملموس و يتحركون بخطوات حساسة ومسؤولة كمن يسير بين الألغام ..بحسب المجال المسموح به ولو كان في أضيق الحدود ….
إن الساحة التونسية اليوم تعيش مرحلة مخاض فكري و سياسي ,حيث أن جميع التيارات بدأت تستوعب قواعد
اللعبة, و سخافةالصراع الايدلوجي المصطنع الذي إستغله النظام مطية لضرب المعارضة ببعضهم البعض.. في حين أن الأولويات تتركز في قضايا الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية التي أغفلها الجميع وإلتهوا في صراعات جانبية زادتهم فرقة على فرقة…
إن المتتبع القريب للساحة الفكرية التونسية على المستوى الشعبي خاصة … يلاحظ تنامي ظاهرة السلفية العلمية .. وكذلك ظاهرة التشدد والغلو لدى العديد من الشباب التونسي الناقم على الوضع العام في البلاد ومن ضمنها التيار الإسلام السياسي الذي يعتبره شريكا لما وصلت إليه الحالة في البلاد… فإحتكار الإسلام والخوض في الصراع السياسي مع السلطة طيلة عشرية الثمانينات وإغفال الجانب الدعوي والتكوين العقائدي السليم الذي يتطلب الصبر والمصابرة.. مع التركيز على التاطير الحركي والحزبي والنقابي.. جعل الهوة عميقة بين الحركة الإسلامية التي لم تتغلغل في وجدان الشعب التونسي*الخبزيست* وبالتالي لم تجد سندا أو دعما حقيقين حين ضربت ..بل على العكس كان تعليق العامة*أش لزهم* وهذا يثير تساؤلا كبيرا ومهما لدى المهتمين بهذا التقييم.. لماذا تخلى الشعب عن الحركة الإسلامية وهي التي خرجت تهتف قي الشارع ..بالروح بالدم نفديك يا شعب.. هل لأن الشعب لم يصدقها..؟؟ وإعتبرها كغيرها تبحث عن الكرسي؟؟؟
هل شعبنا كان جبانا؟؟ أم أن الجركة تعجلت المراحل وزحت به في أتون صراع لم يكن من إحتماله؟؟؟
أعتقد أن أمام أبناء الحركة الإسلامية في تونس والمهتمين بها الكثير من التحديات والكثير من الأسئلة الموجعة التي تحتاج من الجميع الإجابة عليها بصدق وشفافية بدون عنتريات ونرجسية و إلصاق تهم الجلد وغيره مما لا يثري الحوار والتقييم الجاد والعلمي والذي يحيلنا إلى سؤال كبير إعرف نفسك؟؟؟ قبل أن تفكر في إيجاد موقع على الساحة من جديد؟؟؟ والتي أنت جزء منها أحب البعض أم كره .. لكن جزء يجب أن يطور نفسه وتجربته وأفكاره وأسلوبه وحتى رموزه لما لا؟؟؟ حتى يقترب من الشعب أكثر ويلامس همومه ويبتدأ بالأولويات بالأخص وهي الجانب العقدي والدعوي والتي يعاني منهما الشعب فراغا وقحطا كبيرين.. بالإضافة إلى المجالات الإجتماعية وغيرها ممن يهتم لهم المواطن بشكل خاص .. ولنا في تجربة الإخوان في مصر خير مثال مع بعض التحفظات… وللحديث بقية.   أحلى وطن -a7la-watan


بسم الله الرحمن الرحيم

تفاعلا مع موضوع ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية فعله

الاخوة الكرام أحباء تونس في الداخل والمهاجر المتفرقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيما يلي جملة من الاراء التي نشرتها فيما يخص ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية التونسية فعله والمقصد بلا شك هو حركة النهضة

ولقد أردت اضافة هذه النقاط والتصورات تعقيبا على جملة من الحوارات التي أثيرت في هذا الموضوع على اثر نشري لمقال يوم امس والمعنون ب مالمطلوب من حركة النهضة فعله في المرحلة المقبلة ؟

وأذكر في هذا الاطار بأنني عجلت بتنزيل هذه النقاط بعد أن كنت أنوي معالجتها في سلسلة من المقالات المجزأة,ولعل الدافع في ذلك هو جملة من الكتابات التي أثارت الموضوع من جديد على موقع الحوار نت حيث قمت باعادة نشر المقال تفاعلا مع سؤال طرحه الأخ مهاجر بن محمد

وفي هذا السياق أود أن أتوجه بالتحية الى مواقع تونس نيوز ونواة والحوار نت وقائمة مراسلات 18 أكتوبر والى الأخ قاسم أحد نشطاء الحوار في منتدى تونيزين والذين قاموا بنشر مقالاتي الأخيرة سائلا المولى سبحانه أن يثيبهم على حسن تفاعلهم  وأن يلهمهم مزيدا من التوفيق والسداد

وفيما يلي أقدم لكم جملة من التعقيبات التي أوردتها في هذا الغرض والموجهة خصوصا الى المهتمين بالمشروع الاسلامي أو المنشغلين بالشأن الوطني ومختلف تلويناته السياسية ,مضيفا الى ذلك جزءا من رأي وصلني من الأستاذ الحبيب أبو وليد المكني في شكل ورقات كان يعتزم اصدارها في شكل كتاب*,مع اراء أخرى أوردها في هذا الغرض كل من الأخ العزيز احلى وطن وكذلكم الأخ الفاضل الغرايري واخرا ولست أظن أخيرا الأخت المناضلة والجريئة في الحق أم فاروق حفظهم الله جميعا

مع أجمل تحيات أخيكم مرسل الكسيبي

مداخلة تعقيبية أولىأحلى وطن

بارك الله فيك اخي مهاجر على هذا السؤال الحقيقة أنك لن تجد إجابة على هذا السؤال من إسلاميي المهجر و لكن أبناء الحركة الإسلامية داخل القطر أدرى بشعاب المرحلة والتغيرات.. وحجم التحديات التي يلامسونها عن قرب أكثر من البعيدين ولو كانوا من أبناء الحركة و لو وجه هذا السؤال للأخ الدولاتلي و لعريض لوجدت إجابة مفصلةإن أبناء الحركة في داخل الوطن يعايشون و اقعا ملموسا و يتحركون بخطوات حساسة ومسؤولة كمن يسير بين الألغام ..بحسب المجال المسموح به ولو كان في أضيق الحدود …. إن الساحة التونسية اليوم تعيش مرحلة مخاض فكري و سياسي ,حيث أن جميع التيارات بدأت تستوعب قواعد اللعبة, و سخافة الصراع الايدلوجي المصطنع الذي إستغله النظام مطية لضرب المعارضة ببعضها البعض.. في حين أن الأولويات تتركز في قضايا الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية التي أغفلها الجميع وإلتهى في صراعات جانبية زادت المعارضة فرقة على فرقة إن المتتبع القريب للساحة الفكرية التونسية على المستوى الشعبي خاصة يلاحظ تنامي ظاهرة السلفية العلمية .. وكذلك ظاهرة التشدد والغلو لدى العديد من الشباب التونسي الناقم على الوضع العام في البلاد ومن ضمنها تيار الإسلام السياسي الذي يعتبره شريكا لما وصلت إليه الحالة في البلاد فاحتكار الإسلام والخوض في الصراع السياسي مع السلطة طيلة عشرية الثمانينات وإغفال الجانب الدعوي والتكوين العقائدي السليم الذي يتطلب الصبر والمصابرة.. مع التركيز على التاطير الحركي والحزبي والنقابي.. جعل الهوة عميقة بين الحركة الإسلامية التي لم تتغلغل في وجدان الشعب التونسي*الخبزيست* وبالتالي لم تجد سندا أو دعما حقيقين حين ضربت ..بل على العكس كان تعليق العامة*أش لزهم* وهذا يثير تساؤلا كبيرا ومهما لدى المهتمين بهذا التقييم.. لماذا تخلى الشعب عن الحركة الإسلامية وهي التي خرجت تهتف قي الشارع ..بالروح بالدم نفديك يا شعب.. هل لأن الشعب لم يصدقها..؟؟ وإعتبرها كغيرها تبحث عن الكرسي؟؟؟ هل شعبنا كان جبانا؟؟ أم أن الحركة تعجلت المراحل وزجت به في أتون صراع لم يكن قادرا على إحتماله؟؟؟ أعتقد أن أمام أبناء الحركة الإسلامية في تونس والمهتمين بها الكثير من التحديات والكثير من الأسئلة الموجعة التي تحتاج من الجميع الإجابة عليها بصدق وشفافية بدون عنتريات ونرجسية و إلصاق تهم الجلد وغيره مما لا يثري الحوار والتقييم الجاد والعلمي والذي يحيلنا إلى سؤال كبير إعرف نفسك؟؟؟ قبل أن تفكر في إيجاد موقع على الساحة من جديد؟؟؟ والتي أنت جزء منها أحب البعض أم كره .. لكن هذا الجزء يجب أن يطور نفسه وتجربته وأفكاره وأسلوبه وحتى رموزه لما لا؟؟؟ حتى يقترب من الشعب أكثر ويلامس همومه ويبتدىء بالأولويات بالأخص وهي الجانب العقدي والدعوي والتي يعاني  الشعب بصددهما فراغا وقحطا كبيرين.. بالإضافة إلى المجالات الإجتماعية وغيرها من المجالات التي تشغل المواطن بشكل خاص .. ولنا في تجربة الإخوان في مصر خير مثال مع بعض التحفظات وللحديث بقية.  

ملاحظةوقعت مراجعة بعض الأخطاء الرقنية أو الهنات من قبل قائمة مراسلات 18 أكتوبر

تعقيب ثانيمرسل الكسيبي  بلا شك انني أشاطر الأخ الفاضل أحلى وطن جملة من رؤاه ولكن مع ملاحظة الاتي وهو أن القائمين على ماهو دعوي وتربوي لابد أن يتفرغوا لذلك وألا يجمعوا بين الوظائف السياسية والدعوية والتربوية فيحصل المكروه بمجرد التضييق أو الاضطهاد للظاهرة السياسية يعني ذلك أن العمل السياسي لابد أن يخرج من الدوائر التقليدية ويكون عملا متخصصا ولايجمع في ذلك مع وظائف تتعلق بالوعظ والارشاد والتربية والتثقيف الديني ,هذه الوظائف التي ينبغي أن ينفر لها متخصصون ومتفرغون ومتطوعون يجعلون منها قربى الى الله لاصلاح مجتمعهم من زواياه الاجتماعية والنفسية العميقة وأنوه في هذا الصدد الى أن القائمين على هذه المهام لابد أن يعالجوا ظواهر التنطع والغلو والتطرف في عملهم الدعوي وعلى أن يؤسسوا الى وسطية الاسلام وحضاريته كمنهج رباني يدعو الناس الى الرفق والتعاون على البر والتقوى أما عن التفرغ للوظيفة السياسية والتخصص في العمل الحزبي الميداني فانني أظن بأنه لامستقبل للعمل الحزبي المنفرد الذي يضغط باتجاه الأجندة الحزبية المنفردة ,وأجزم القول في هذا السياق بأن النضال المشترك في اطار أرضية وطنية مشتركة تعزز من رقعة الحريات وتمتن من صلابة المجتمع المدني هو السبيل الذي اراه مخرجا لكل المعارضة من حالة التردي السياسي العام التي تعيشها كل البلاد ما أنبه اليه أيضا هو أن عقلية الحسم مع الحزب الحاكم بشكل كلي والقطيعة الابستيمولوجية والنفسية معه لا تشكل في رأيي المتواضع مخرجا للبلاد والمجتمع من أزمتهما العميقة ,اذ أنه بات على المعارضة أن تبحث عن الراغبين في الاصلاح داخل هذا الكيان البراغماتي والذي يبحث عن الأوكسيجين الذي يمد له في الحياة عند اشتداد الأزمات وأظن أنه على الحركة الاسلامية في تونس أن تبحث عن الخيرين في كل جنبات المجتمع وأن توجه رسائل تطمينية الى كل الاتجاهات ومما لاشك فيه أن كثيرا ممن دخلوا التجمع كحزب لم يدخلوه حبا في مشروعه الفكري والسياسي وانما دخلوه تأمينا للمصالح الحيوية والمادية الأقرب في تقديري الى الانجاز السياسي هو الضغط باتجاه ارغام النافذين على الاصلاح وليس توجيه الرسائل العملية والتحالفية التي توحي باستهداف حقيقي الى الجسم الكلي للسلطة حيث أنه بمقدور هذه الأخيرة بعثرة الأوراق السياسية بتمزيق هذه التحالفات كلما شعرت بالاستهداف في مسألة الشرعية انني بلاشك أتفهم نضالات المؤتمر من أجل الجمهورية والكثيرين عندما يثيرون قضايا تتعلق بغياب الشرعية في ظل غياب الانتخابات الحرة والنزيهة ,ولكنني في الوقت نفسه أتساءل حول قضايا القدرة والامكانيات ومدى وجود أرضية شعبية لطرح مثل هذه القضايا من حق الحركة الاسلامية في تونس أن تتحدث عن قضايا أخرى تخرج من دائرة المطالب التي رفعها قادة حركة 18 أكتوبر , ولكن من واجبها مراعاة القدرة على الانجاز وماهو متاح من امكانيات في ظل تواصل حالة القمع والحصار ان فتح قنوات الاتصال بالسلطة من أجل ايجاد حل سلمي وهادئ لمشكلة المعتقلين ينبغي أن تظل متواصلة في كل الظروف ,اذ أن السلطة كلما احست باشتداد الضغط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وربما حتى الاعلامي والدولي ستلجأ حتما وبلا أدنى شك الى معالجة أكثر الملفات حساسية وخاصة الملف الأكبر الذي ساهم في تلويث سمعتها خارجيا والمس من مصداقيتها في أكثر من اطار منظماتي دولي الا وهو ملف المعتقلين السياسيين المفاوضات التي لا أستبعد أن تلجأ اليها السلطة في مراحل اشتداد الأزمة ينبغي ألا تمس بمصداقية أي تحالف سياسي يهدف الى الاصلاح الحقيقي في أعماق المجتمع والدولة,وهنا أرى بأنه يتوجب على النهضة أن تنسق في هذا الأمر مع كل الصادقين والوطنيين من أبناء تونس حتى لايفهم الأمر على أنه صفقة بين طرفين قصد من ورائها التخلي عن النضالات الكبرى الهادفة الى الاصلاح هذه تقريبا بعض التعقيبات التي أرجو أن أكون قد أفدت بها وأرجو من الله سبحانه أن تلقى الانصاف من أخي مهاجر وألا تتهم بمجرد التوصيف وان شاء الله تعالى لي عودة الى الموضوع كلما سمح الوقت بذلك وأخيرا أرجو من الاخوان المشرفين على الموقع نشر مقالي في هذا الغرض والذي نشرته في الأعلى على الصفحة الرئيسية حتى يكون محل قراءة واسعة من الاخوان وبارك الله فيكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله

كتبه مرسل الكسيبي

 في 17-12-2005  مداخلة تعقيبية ثالثةمهاجر بن محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ملاحظاتي هي التالية حول ما كتب الأخوان الكريمان :لعله من البديهي جدا التعريف بماهية التوصيف الذي يسبق بعملية سبر للآراء حول ما إذا كان اللازم حيال وضع الحركة الإسلامية اليوم هو في بعده التربوي والعقدي عموما الذي فاجأ الجميع من حيث مكوناته لا من حيث وجوده أصلا .فما كان لتونس أن تعرف هذه الهزة العنفوية لازالت في مهدها والحمد لله أو هذه النعرة التشيعية على سذاجة أفكارها لو كانت الحركة موجودة بثقلها وبحرية في الواقع لأن عامل الإعتدال لديها وهو نهجها غلاب لأنه سنة من سنن الحياة عموما .لذلك لعلي أشاطر أخي أحلى وطن في دعم مسيرة إرجاع الهوية للبلاد من خلال هذا العنصر العقدي وتبيانه للناس عن طريق دعوة ممنهجة لا مناسباتية. هذا جانب لابد منه لكن الذي يؤرقني حقا هو هل أن الحركة بعد الذي أصابها قادرة على خوض كل ميدان تراه ثغرة في حق أبنائها ؟وهذا مهم جدا في الطلب . الملاحظة الثانية وهي تخص الأخ الكريم مرسل هي عدم الإستغراق في التوصيف لأن كل مسألة تمر على الأفراد كما الجماعات لا تصلح في غير وقتها الذي خصص لها بل يصبح الفرد أو الجماعة محبوسة رهينة لذلك الزمن وبهذا يفوتها الخير الكثير الذي يسابق المراحل سبقا . أعني إذا كان المطلوب اليوم هو تجميع كل ألوان الطيف السياسي حول مستوى أدنى من المطالب وهي في نظري البسيط ليست كل شيء بالنسبة للبلاد والكل يعلم أن هذه المطالب لا تحل أزمة الإستبداد سواء من الدولة أو من ثقافة الفرد داخل مجتمعنا .وهذا بين .لذلك أقول أن الإجبار الذي حصل لتجميع الفرقاء ليس على هذه المطالب الدنيا ليس برغبة أي لم يكن مدروسا من كل ألوان الطيف ومؤملا إذ أنه أتى على قدر المصيبة وحظ كل منا منها . أخلص الآن إلى مسألة مهمة وهي ما يمكن فعله وهذا الذي أبحث عنه في هذا النقاش الهادئ لا التوصيف أو التقييم فإني قد مللت الحديث فيه لأني أعتقد أن المصيبة أنكى من ذلك بكثير فهلا من منور ومجيب نستفيد منه والله من وراء القصد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مداخلة تعقيبية رابعةأم فاروق

تساؤل صعب هذا الذي طرحته أخي مهاجر ولا يمكن الإجابة عليه بجملة سحرية بدون التطرق إلى التوصيف والتقييم الذي مللته كما ذكرته ومله الكثيرون غيرك ولا أعتب عليك في ذلك.. ولن أضيف على ما كتبه أحلى وطن او مرسل أو غيرهم ممن كتب في هذاالشأن الذي لا يهم أبناء الحركة الإسلامية المؤطرين منهم فقط .. بل يهم كل القريبين والمهتمين بالشأن السياسي التونسي .. وأعتقد أن التقييم الجاد والعلمي ..ومن ثمة الإعتراف الحقيقي بنتائج هذا التقييم وهذه المراجعة.. هما الكفيلان فقط بإيجاد الحلول البديلة وما يمكن فعله وسط هذا الخظم من الصراعات وتوازن القوى والتحديات الإقليمية والدولية.. وقراءة التغيرات السياسية والثقافية والإجتماعيةالتي طرحت على مجتمعاتنا.. طيلة عقدي تغييب الحركة الإسلامية عن الساحة القطرية…. لا يمكن إيجاد دواء لأي علة أخي مهاجر بدون تشخيص ميكروسكوبي للمرض .. ومن ثمة التيقن والتثبت منه فتحديد الدواء الازم له ولو كان الكي .. والرسول *ص* قال لكل داء دواء إلا السام والقصد منه الموت أما المكابرة في وجود العلة في حد ذاتها وهي علة بل علل نخرت المجتمع التونسي بما فيه الحركة الإسلامية .. فهو بمثابة الهروب إلى الأمام ووضع الرأس تحت التراب والبحث عن الحلول النصف كم .. أو الحلول الجاهزة أو المستوردة.. فهو بمثابة من يضع السم لنفسه في كأس العسل.. أو من يتعاطى أفيون الدجل على نفسه وعلى شعبه.. .. كما يفعل بن علي الأن وحزبه الذان يريا أنهما تونس وتونس هم.. وغيرهم عملاء وشراذم وأعداء للوطن؟؟؟؟ أسف لأني قد أطلت في التحليل .. إذ أني لا أملك مصباح صلاح الدين.. لأبهركم بحل سحري لما يمكن ان تفعله الحركة الإسلامية كي تستطيع إستعادة إشعاعها ومكانتها داخل المجتمع التونسي.. ولكني أعتبر أنه انا وأنت وهؤلاء وأولئك.. جميعا في حاجة إلى أن نوقد شمعة بدل لعن الظلام.. وأول شموع الإنارة هو الوعي .. ومعرفة العلل بعلاجها .. ومعرفة المحاسن بدعمها وتثبيتها.. ولك الشكر أخي مهاجر على هذه الإثارة و هذا بداية الوعي.. وأول القطر في حوار وطني هادف

مداخلة تعقيبية خامسةالغرايري

السلام عليكم ماذا يمكن أن تفعل الحركة الأسلامية اليوم ,أو كيف يجب أن تتصرف ؟؟ الأجابة الشاملة لا أدعيها لأنها يجب أن تكون مشروعا كاملا ,و لكني أبدي هنا بعض الملاحظات و الأفكار التي تخصني كفرد يعتبر نفسه ابنا للحركة الأسلامية 1- علينا أولا أن نفرق بين الحركة الأسلامية كتيار فكري واسع من جهة و بين حركة النهضة كجرء من هذا التيار الواسع .و هذا الفصل هو فصل منهجي وواقعي كذلك.فالحركة الاسلامية تشمل كل فرد يتبنى الأسلام كقاعدة فكرية للسلوك التاريخي للفرد و المجتمع .و لا شك أن حركة النهضة هي التنظيم الابرز في هذا الاطار في بلادنا.و لكنها لا تمثل كل الاسلاميين و لا حتى الوسطيين منهم ناهيك عن تياراتهم الأخري. 2- مما تقدم يجب أن نسأل هل سنتحدث عن الحركة الاسلامية أم عن حركة النهضة الاسلامية؟ 3- من وجهة نظري على الحركة الاسلامية التونسية أن تتجدد من جهة التنظم السياسي ..فهي في تونس لم تعرف تنظما سياسيا حقيقيا الا في حركة النهضة التي كانت تجربة لها الكثير و عليها الكثيرحتى لا نعود للتوصيفو يبدو اليوم أن اعادة الهيكلة السياسية ضرورة ملحة للحركة الاسلامية التونسية خاصة في ظل الخيارات التنظيمية المغلقة لحركة النهضة بما لا يسمححسب رأييباستيعاب توجه حقيقي للديموقراطية داخلها .و حتى أوضح الفكرة و تفاديا للفهم المغلوط أقول أن حركة النهضة كفكر سياسي تلتف حولها تقريبا الغالبية العظمى من أبناء الحركة الاسلامية التونسية و لكنها كتنظيم سياسي كانت لها خيارات خاطئة أدت الى ما يمكن أن نسميه كارثة على الحركة الاسلامية ككل ,ومازالت حتى اليوم تصر على نفس الوجوه القيادية التي يعتبرها الكثيرين و أنا منهم مسؤولة على تلك الأخطاء. ولا يمكنك في عالم السياسة اليومحسب رأييأن تدخل كل المراحل السياسية المختلفة بنفس الوجوه القيادية التي لا تتبدل و ترفع شعار الديموقراطية و التداول على السلطة. 4- الحركة الاسلامية التونسية على أبناءهاباختلاف توجهاتهمأن يركزوا أكثر على القطرية اذا ما أرادوا الانخراط في خدمة بلدهم .فكثيرا ما أرى الاسلامي التونسي مهتما أكثر من غيره بقضايا غيره الذي لا يهتم بقضاياه.و ليست هذه دعوى لعدم الاهتمام بقضايا الأمة العربية و الاسلامية التي نحن جزء منها . 5-التيار الوسطي في الحركة الاسلامية التونسية وهو الأغلبية تقع على عاتقهحتى كأفرادمهمة ترشيد الصحوة الاسلامية الشابة بالطرق التربوية الصحيحة و المعاصرة . 6- الحركة الاسلامية التونسية يجب أن تصوغ مشروعها السياسي من الداخل و تكون قياداتها في الداخل و على المنتسبين اليها في الخارج المساعدة و المساندة رغم أن الوضع الحالي كمناخ سياسي في البلاد يبدو فيه العمل السياسي الاسلامي مستحيلا علينا أن نؤمن أن القيادة من الخارج و في الحالة التونسية بالذات مضيعة للوقت . 7- ملاحظة أخيرة وهي أن العمل التربوي اذا ما كانت هناك فرصة لفعله هو في بلادنا أولى و لشعبنا أنفع . والله من وراء القصد و السلام عليكم

مداخلة تعقيبية سادسة مرسل الكسيبي

بسم الله الرحمن الرحيم مرة أخرى أضطر الى النزول الى ميدان الحوار من جديد قصد توضيح جملة من النقاط الأخرى التي تناداني اليها الأخ الكريم الغرايري حفظه الله تعالى نعم وهذه نقطة مركزية في ماهو مطلوب من الحركة الاسلامية التونسية فعله وأقصد هنا تحديدا حركة النهضة على الحركة أن تفرز وجوها قيادية جديدة لم تعرف على مدار التاريخ بادارة الأزمات والصراعات أو ساهمت بشكل أو باخر في حالة من حالات المواجهة القاسية مع السلطة وأقصد في ذلك خاصة رجالات الصف الأول من الذين اداروا نزاعات 81 و87 و91 على الحركة أن تكف عن سياسات التصنيف التنظيمي القاسية مع أبنائها وذلك بمجرد ابداء الرأي أو مخالفة القيادة في توجهاتها وارائها على الحركة الفصل بين العمل التنظيمي والعمل الحقوقي وعدم تحزيب هذا الأخير في جمعيات هي أقرب ماتكون الى هياكل الحزب منها الى العمل الحقوقي المتخصص والحرفي على الحركة أن تدرك أن الناصحين من أبنائها من المجمدين والمستقيلين والمنسحبين لمرحلة ما ليسوا اعداء وجب التعامل معهم بحذر أو ريبة وانما عليها مراجعة السياسات التي تسببت في انسحاب هذا الكم الهائل من الطاقات والوجوه التي عرفت باعتدالها ووسطيتها على الحركة أن تدرك أن الخير في الأمة موجود في كل جنبات المجتمع وأن تونس ليست حكرا على حزب ما أو تنظيم ما وبناء عليه ينبغي الكف عن احتكار التمثيل السياسي للظاهرة الاسلامية وفتح المجال واسعا أمام تجديد البناء الحركي والحزبي وذلك بتهيئة المجتمع لظواهر تركية أو مغربية ,تكون من خلالها الحركة الاسلامية ممثلة في أكثر من حزب وجمعية وفضاء عمومي على الحركة الاسلامية ألا تشخص الظاهرة الاسلامية في زعامة ما,بحيث أن كل من ينقدها أو يراجعها في سياساتها أو أدائها يصبح مناوئا يجب تجريده من أي موقع داخل الحزب أو التيار عودة القيادة الى أهلها في الداخل بات أمرا ضروريا وملحا أكثر من أي وقت مضى ووجود وجوه جديدة تمثل الحركة من خارج الطاقم القيادي الذي تولى صفة الناطق الرسمي والرئيس أصبح أمرا لايحتمل التأخير على رجالات مثل الدكتور منصف بن سالم والهادي التريكي وعبد الله الزواري و ومصطفى بن حليمة وغيرهم من الوجوه التي لم تعرف بالصف الأول أن يخرجوا الحركة من مركزيتها وأن يعيدوا الاعتبار لدور الجهات التونسية المختلفة في لامركزية القرار بالنسبة للعمل المهجري هناك حاجة ملحة لالغاء الحسابات السياسوية التي يمارسها البعض عند التعاطي مع الزخم المناضل من أبناء الحركة ولابد في هذا الاطار من اعادة الفرز ليس على أساس الولاء للأشخاص وانما على أساس الولاء للأفكار والقيم التي جمعت أبناء هذا التيار فيما بينهم وأخيرا ان لفظ أبناء الحركة لا يعني البتتة من رضي عنهم قادة المهجر من الرموز القدامى فيها وانما هو لفظ يتسع الى كل من شرد مع هذه الحركة ومازال يحمل وسطية في الأفكار وايمانا عميقا بالمشروع الذي انبعثت من أجله وفي الأخير تقبلوا مني جميعا أخلص وأطيب تحية

أخوكم مرسل الكسيبي

كتب صبيحة الاثنين 18122005

ورقات الأستاذ المكني تصلكم بمشيئة الله في مراسلة أخرى*


 

أأسود عليّ !!!   » 1/5  « 

 
 
خميس بن علي الماجري   آثرت أن أجمع ما يمكن من الحملة المتشنّجة والمشبوهة الّتي إنطلقت ضدّ شخصي فأدانتني بإدانات ظالمة وقاسية أسأل الله تعالى أن تكون  من المكفّرات . وما إرتأيت أن أردّ عليهم جميعا فإنّ هذا ممّا يضيع الأوقات ، ولكنّي ركّزت بالرّدّ على الأخ الفاضل الهادي بريك حفظه الله تعالى لأنّه هو الّذي فتح باب  » الفتنة   » ووضع أصولا إعتمد عليها من سانده من بعده . أمّا هذا التّأخير في الرّدّ فلسببين ، أحد هما قدريّ وثانيهما أردت أن تهدأ النّفوس وتبرد القلوب لإدارة حوار علميّ بحت ، لأنّ الإخوة يخلطون بين العلم وبين الحزب ، ومعلوم أنّ العلم لا سلطة عليه من أحد . فنحن لسنا في موقع من مواقع تنظيم ما أو حزب ما ، إنّنا بين نصوص الشّرع الحكيم .  

مقدّمة في منهج الحوار :

  قال الله عزّ جلّ: { وإذا قلتم فاعدلوا…}،و قال:{ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا }. النّساء94  . أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

 » من حالت شفاعته دون حد ّمن حدود الله فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه  دين فليس بالدّينار والدّرهم ولكنّها الحسنات والسّيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتّى ينزع، ومن قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتّى يخرج مما قال. « 

ردّ الأخ الهادي بريك  ـ حفظه الله تعالى ـ  على مقالي الصادر يوم 9 ديسمبر 2005 في موقع تونس نيوز  تحت عنوان

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل !

بمقال سمّاه

الإضراب عن الطعام جهاد في سبيل الله

نشر في نفس الموقع بتاريخ يوم 10 ديسمبر 2005 . وكان ردّه ومن تبعه من رفاقه وبالأخصّ ساكن لندن الدّافئة ببترول العراق المحتلّ مشحونا بالعداوة والبغضاء . و سيتبيّن لك أخي القارئ هذا الأمر في هذا الرّدّ. ولولا أنّ الأمر لا يحتمل ما تكلّفت الرّدّ عليهم ولكنّ الظّلم فاق كلّ تصوّر . فلماذا يردّ على مقال واحد أربعة منهم إدّعوا عليّ بالباطل وهنا أسجّل إعتدال مهاجر بن محمّد فهي حسنة لا تنسى له ! ومن ذلك الباطل إدّعاء الأخ نصر الدّين بن علي  ـ غفر الله له ـ أنّي قلت بأنّ هناك إجماعا وتواترا للنّصوص الشّرعيّة الّتي تحرّم إضراب الجوع وأنا لم أقل هذا ،ـ ولكن مع الأسف التّعصّب يعمي ويصمّ  ـ بل الّذي قلته كما نقلت عنّي أخي نصر بالضّبط وهذه حسنة أشهد لك بها ، لأنّك نقلت نصّي كاملا دون تحريف فبارك الله فيك ، ولكن أخي لم ترد أن تفهم كلامي وكلام أهل العلم المخالفين إلى ما ذهبت إليه. فماذا أفعل لك إلاّ الدّعاء . فهل يقول عاقل إنّ هناك نصوصا شرعيّة تحدّثت عن إضراب الجوع ! وهذا إدّعيته عليّ ظلما وعدوانا بقولك : هناك إجماعا وتواترا للنّصوص الشّرعيّة الّتي تحرّم إضراب الجوع . هذا هو إدّعاؤك فأين دليلك يرحمك الله وأنت تدندن حول قيم مناهج البحث والنّزاهة العلميّة ؟   وحسنتك الثّانية أخي نصر أنّك نقلت بعض أقوال العلماء في المسالة من أوافقهم فلك الشّكر . ولكنّ قولك بأنّي أغفلت شطر الموضوع حيث إقتصرت على بسط حجج المانعين دون غيرهم وهو ما يمثّل خللا فادحا في مناهج البحث ممّا يشكّك في قيمة البحث ونزاهة صاحبه العلميّة .  فإنّ هذا فيه ظلم كبير لأسباب منها : أنّه لم يشترط أحد من أهل العلم ـ فيما أعلم والله اعلم ـ  أنّه يجب بسط كلّ الآراء في المسألة الواحدة ثمّ ترجّح بينها حتّى يقبل رأيك ، وإلاّ وقعت في خلل فادح يطعن في قيمة البحث ونزاهة صاحبه العلميّة . أنّك لم تعدل في الحكم لتعصّبك الحزبيّ . فلو أنزلت طعنك فيّ على الشّيخ القرضاوي والأخ البريك لكنت عادلا ويسمع لك رغم ضحالة مقولتك فهل بسط  كلّ من الرّجلين وجهتي النّظر ثمّ رجّحا بينهما ؟ ولكن ماذا أفعل مع قوم يشفعون في حدود الله  ، إذا سرق فيهم الصّديق سكتوا عنه بل دافعوا عنه ، وإذا إشتبه  في الضّعيف أقاموا عليه الدّنيا وما أقعدوها ورجموه بصواريخ عابرة للقارّات من ألمانيا ومن لندن ومن لا أدري حيث مهاجر ونصر الدّين  ، فالله المستعان !!! ومن العجب العجاب أن تدندن أخي نصر الدّين على قيمة البحث والنّزاهة العلميّة وتستند لتسمين موقفكم على شرعيّة إضراب الجوع بسابقة جاهليّة قامت بها إمرأة كافرة ثمّ تجعل ذلك ضمن المرجعيّة الإسلاميّة والتّاريخ الإسلامي . وهذا قولك : والإضراب بهذا المعنى موجود في تاريخنا الإسلامي ، ولعلّ في حادثة سعد بن ابي وقّاص أو سعد بن مالك مع أمّه ما يؤكّد ذلك …  هذا هو قولك يا أخي َ! فباللّه هل هذا تأصيل أم تضليل !!!  ثمّ بعد ذلك تدّعي أنّك في مستوى التّرجيح كما فعل صديقك مهاجر تماما الّذي إبتدأ في مشاركته في الحملة  ب : لست مفتيا ولا فقيها ينتظر منه حكم أو فتوى ثمّ  يرجّح بين الرّأيين  في آخر مقال له تحت عنوان مثير : أليست الكرامة مقصدا نسفك من أجله دماؤنا ؟  !!! ووالله إنّ أمركم ليثير الدّهشة ! أأضحك أم أبكي أم أصرخ أم أندب على حال  » نهضة المهجر » ورحم الله إبن القيّم قد عاشر نوع هؤلاء في زمنه فقال: « فلو رأيتَ ما يُحرِّف إليه المحرِّفون أحسنَ الكلام وأبينَه وأفصحَه وأحقَّه بكلِّ هدًى وبيان وعلم مِن المعاني الباطلة والتأويلات الفاسِدة لكِدتَ تقضي من ذلك عجبًا وتتَّخذ في الأرض سَربًا، فتارةً تعجَب، وتارة تَغضب، وتارة تبكِي، وتارة تضحَك، وتارةً تتوجَّع بما نزل بالإسلام وحلّ بساحةِ الوحي » الصواعق المرسلة (1/300-301).   للعودة للاخ الهادي أقول : أسجّل ابتداء :   احترامي لك أخي الفاضل  على شجاعتك ، لأنّه في هذه المرّة أتعامل مع وجه يعرفه بعض النّاس وإن لم يحصل شرف التّعرّف على حضرتك ، وهذا يحدث خللا في التّعامل معا خاصّة والسّياسة  كما قال حسنين هيكل : إنّ أنّها تقوم على النّميمة ، فقد  سمعت من طرف عنّي ولم تستمع إليّ وقد قلت في مقدّمة ردّك عليّ وأنت تريد إستعطاف القارئ الكريم إلى صفّك  لم يعاتب سيدنا داوود عليه السلام من ربه سبحانه سوى أنه استمع إلى خ  سوى أنه استمع إلى خصم فحكم له دون الاستماع إلى الاخر. فيا ليتك أخي الهادي غفر الله لك فعلت ذلك  معي !!! فقد قال سقراط : حدّثني حتّى أراك !!! وياله من زمان ويالهامن حال أصبحنا نشكر من يكتب بإسمه ونعدّه شجا عا   !!!   قلت في مقدّمة ردّك عليّ  : أفزعني ماقرأت البارحة للسّيّد الماجري قلت : ما قصدت إفزاعك  ولا إفزاع  أحد . بل عليك أن لا تنزعج أبد ا للخلاف القائم على العلم والعدل ، وطالما أنّه يلامس الفروع ، ثمّ لماذا لم تنزعج ممّا يكتبه اليسار عنكم في مواقعهم ولم أر منك إنزعاجا أو تهجّما عليهم أبدا، و الأمر حقيقة مستغرب منك أخي الهادي ، فمن جهة تقرّر أنّ مسألة إضراب الجوع تندرج ضمن  دائرة الخلاف  ومن جهة أخرى تنزعج  ، وقد قلتم أكثر من مرّة : 

قد التزمت التزاما كاملا ـ أي النّهضة ـ بكل مقتضيات العمل الديمقراطي والقبول بحكم صناديق الإقتراع حتى ولو أفرزت خصومها الشيوعيين وانطلقت تؤصّل هذا النهج وتخرّجه على أصول الإسلام وقيمه وتراثه

. الخطاب الديني في المغرب العربي. ، وأنّ دولتكم الموعودة تبيحون فيها لكلّ النّاس بمن فيهم عبّاد البقر وعبّاد الشّاطين بحرّيّة التّنظّم والإجتماع والتّحزّب !!!  فكيف تزعجك مقالتي يا أخي بعد هذه التّصريحات ؟؟؟  فكيف تزعجك مقالتي يا أخي بعد هذه التّصريحات ؟؟؟      وآعلم أخي الهادي أنّي لست مستعدّا أن أنزل إلى المستوى الّذي إنتهجته معي لأنّي أخاف ربّي وأحترم نفسي وأحترم القارئ الكريم . ثمّ لعلمي أنّ للمؤمن حرمة وحصانة لا يجوز إنتهاكها أبدا في مسائل الخلاف .ثمّ لإدراكي أنّنا في شهر الله ذي القعدة المحرّم الّذي كانت الجاهليّة قبل الإسلام تجمّد كلّ أشكال الحروب بما فيها السّبّ والإتّهام الباطل لأنّه كما تعلم أنّ الحرب مبدؤها الكلام !!! ومع الأسف لم تحترم أنت ومن معك  حرمة المؤمن ولا حرمة الشّهر المحرّم بتاتا   أنّك بخلت عليّ أن تناديني ولو مرّة واحدة بحقّ من حقوق الإسلام فأسقطت أخي الهادي  حقّ أخوّتي لك في 22 مرّة ذكرتني فيها ، فكانت كلّها بصفة السّيّد الماجري !!!وهذا عيب عليك لا يقبله منك أحد . فقد قطعت بفعلك ذلك المتعمّد حقّا من حقوقي عليك أوجبها عليك ربّك ، لأنّ حقّ الأخوّة لا يقطعها شيء إلاّ الكفر ، لقد جمع بيننا الإيمان ففيه نعادي وفيه نوالي ولو ظلم أحدنا الآخر. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى  :

على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه ـ وإن ظلمه ـ فإنّ  الظّلم لا يقطع الموالاة الإيمانيّة .

  مجموع الفتاوى 28 / 208 ـ 209.    إنّ خطأك الكبير أنّك دخلت في خصومة لست ندّها فصوّرلك خيالك شخصا ونحتّه كما تشاء ثمّ نزلت فيه ظلما وعدوانا : فأنا عندك ضدّ المسيرات وضدّ العمليّات الإستشهاديّة وأنّ لي منهجا فكريّا كذا وكذا ، وأنّي جاهل بفقه المقاصد وهلمّ جرّا … وهذا كلّه تخمين فاسد لا يقرّه لك أحد وهو من ظنّك السّوء حيث أنّي لا أذكر أنّي قابلتك مرّة أو رأيتك في حياتي . فلماذا كلّ هذا الجفاء ؟ أسأل اللّه أن يصلح قلبك ! قلت :آمل من السيد الماجري أن يسمح لي بحرية وحق الاختلاف معه فإن فعل فواجب عليه ذلك وإن أبى فلا أرجو منه سوى إلتزام أدب الحوار إذ الأمر يجب أن ينزل إلى منزلة المختلف فيه دينا وعقلا على أقل تقدير  قلت : إنّ حقّ الرّدّ مصان لكلّ فرد فكلّكم راد ومردود عليه كما قال الإمام مالك رحمه الله . على أن لا يكون ذلك الرّدّ فيه تعدّ شرعي ّ أبدا مهما كانت الظّروف ولو كنت مظلوما فليس من العدل أن تواجه الظّلم بالظّلم وليس من الإسلام في شيء أن تسقط حقوق الأخوّة والعصمة  لمجرّد خلاف في الفروع فأنا دائما لك أخ يا أخي الهادي !!!. قال شيخ الإسلام: وأمّا الإختلاف في الأحكام فأكثر من أن تنضبط ولو كان كلّما  إ ختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة .  مجموع الفتاوى 24 / 173  فقد ذكرني الأخ الفاضل 22 مرّة بالاسم ولم يبخل عليّ مرّة واحدة بحقّ الأخوّة . وإذا تقرّر ذلك فإنّ للرّدود آدابا أذكّر بها نفسي وأخي المحترم الهادي ـ هدانا الله وإيّاه سواء السّبيل . ـ منها : أنّ المرجعيّة الملزمة لنا هي القول الفصل من محكم التّنزيل في كتابه المعظّم وما صحّ من حديث الرسّول الأكرم  صلّى اللّه عليه وآله وسلّم  وما كان عليه إجماع الصّحابة رضي الله عنهم  خير القرون ومن كانت معه الحجّة الأقوى في أيّ زمان ومكان . أن يقوم الرّدّ أو الحوارعلى الموضوعيّة والحياد والخوف من اللّه تعالى أن يقصد بذلك الحوار تحرّي الحقّ والإلتزام به والدّعوة إليه. وعليه فلا بدّ أن يؤسّسنا حوارنا  على العلم والعدل لا على الجهل والظّلم .   أن يتعصّب للحقّ وحده ولا يغضب إلاّ لله وحده . فلا غضب لحزبيّة ولا لشخص ولا لمنهج ولا غير ذلك فكلّ ذلك لا يحقّق خيرا بل يزرع الشّرّ والخلاف والفساد  نعوذ بالله من ذلك .   أن يتحرّر الحوار من التّعصّب الحزبي والولاء التّنظيمي والفناء في الرّجال  فهي من مقاتل  الحقّ والخير والعدل ولقد نصحتك من قبل أن تتجرّد من الهوى فإنّ الدّفاع عن الحزب حتّى الاستماتة قتال تحت راية عميّة ؟ قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبيّة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة  فقتل فقتلة جاهليّة …رواه مسلم رقم 1848   أن يحدّد مناط الخلاف أي أن نضبط  نقطة الخلاف في المسألة بين المتحاورين ويصبّ الحوار كلّه حولها وكلّ يأتي بدليله من العلم .   أن لا يقع التّخليط في المسائل فنتحدّث في كلّ شيء مرّة واحدة ونضيع الحبل في النّابل ونخلط شعبان في رمضان فتتشعّب المسائل وتضيع الأمور فتغيب الرّؤيى ونوقع القارئ البريء في الفتنة . ومن تقصّد ذلك فعليه من الله تعالى ما يستحقّ !!! أن لا نسيء الظّنّ بالمخالف فمن أراد العدل فليحسن الظّنّ بالنّاس كما يريد أن يحسنوا به .  أن نحرّر مسائل العلم من مشوّشات السّاسة والحزبيّة لأنّه لا سلطان على العلم  . أن يحاط الحوار بمناخ الأخوّة والمحبّة فإنّ ذلك كفيل للوصول إلى الحقّ . أن لا نتجنّّى على المخالف بالباطل ونقوّله ما لم يقل أو نقرأ نواياه أو ما يوحي كلامه أو بواطنه  أو غير ذلك فهذا كلّه ظلم وعدوان لأنّنا لسنا باطنيّين فنحن  وللّه الحمد  سنّيّون. أن لا تردّد أقوال الحزب في شخص مخالفك فذلك يضعف من حجّتك ويفتنك في قبرك لا قدّر الله  فإنّ غالب من يفتن في القبور أمثال من يردّد ما سمع  للحديث الصّحيح:  سمعت النّاس يقولون شيئا فقلته ..  أن لاتنصب لك إماما تعرف به الحقّ والباطل ،به توالي وفيه تعادي ، فما جاء منه فهو الحقّ دون غيره ، وما لم يأت منه فهو الباطل بأمّه . قال شيخ الإسلام رحمه اللّه تعالى: » من نصّب إماما فأوجب طاعته مطلقا إعتقادا أو حالا فقد ضلّ في ذلك « . مجموع الفتاوى 19 / 69 . فإحتكار الحقّ في شخص ليس من سبيل أهل السّنّة يا أخي الهادي ولا تجعل ولاءك للحزب وزعيمه يعميك عن قبول الحقّ من أيّ كان، فانّ الحزبيّة البائسة هي الّتي أصبحت اليوم –مع الأسف- حكما في قبول الحقّ وردّه. قال ابن مسعود- رضي اللّه عنه –: » من أتاك بحقّ فآقبل منه وان كان بعيدا بغيضا ، ومن أتاك بالباطل فآردده وان كان قريبا حبيبا .  » الإحكام في فصول الأحكام 4/ 586 .   الالتزام بالأدب وتذكّر القبر وما بعده  وإدراك أنّ ما ترسمه يدك شهادة تسأل عنها يوم القيامة ولذا أذكّرك بتقوى اللّه عزّ وجلّ . قال تعالى: » ستكتب شهادتهم ويسألون » وقال الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم « من قام في خصومة باطل لم يزل في سخط اللّه حتّى يرجع.. » رواه أبو داود في كتاب الأقضية وفي رواية الحاكم والبيهقي وصحيح الألباني « من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط اللّه حتّى ينزع « …وانّ الخوض في الأعراض من أعظم الكبائر قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم  « إنّ الدّرهم يصيبه الّرجل من الرّبا أعظم عند اللّه في الخطيئة من ستّ وثلاثين زنية يزنيها الرّجل ، وانّ أربى الربا عرض الرّجل المسلم « ..و قال .. »من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال حتىّّ يخرج ممّا قال » صحيح التّغيب والتّرهيب 3/81 وردغة الخبال هي عصارة أهل الناّّر . فإذا أردت أخي المحاور ـ بارك الله فيك ـ أن تحترم نفسك وتصون دينك فلا خيار لك من أن تكون مقالاتك محكمة بالشّرع وملجمة بالورع وردودك موزونة على كفّتي العلم والعدل ،متجرّدة من الهوى متجمّلة بالإخلاص ، سليم القلب مع من خالفك لاْنّ المسلم يدين بالحقّ ويرحم الخلق ،يعدل مع من خالفه ولا يطعن في نيّته فإنّ كلّ ذلك يجلب إليك الحبّ والقبول في السّماء ثمّ في الأرض . نسأل الله من فضله !!! أن لا تسقط في فخّ محاكمة النّوايا فهذا من قبيل التّحكّم في علم الله الغيبي ! فكم حوكمنا نحن الإسلاميّين في نوايانا وكم نحتوا لنا من أشياء باطلة ظالمة  فلماذا تفعل ذلك مع من خالفكم  ؟؟ نحمدك اللّهمّ على نعمة العقل!! أن تحسن النّقل عن محاورك فلا تغيّر كلماته ولا تحرّفها ولا تزوّر عليه فإنّ هذا خلل عظيم يسقط عدالتك ، وفي هذا الصّدد نقل عنّي ساكن لندن الدّافئة ببترول أصدقاء الأمس أعضاء مجلس الحكم المسمّى علي بن عرفة في مقال بنى أصوله على الكذب و التّحريف المقصود ليزرع حقدا وكراهيّة ضدّي فقال كذبا وشهد زورا : وما القول بانتحارهم إلاّ ظلم يتولى كبره من تسول له نفسه الوقوف إلى جانب قاتليهم بتبرئتهم من المسؤولية عن دماء الشهداء . في حين أنّي لم أتعرّض لهم بتاتا ـ رحمهم الله وحشرهم في الشّهداء ـ  .   وقد جمع هذا القول إتّهامين خطيرين  لا أقبلهما ولا يقبلهما منصف وهما أنّي قلت إنّ أموات الحركة منتحرون وهذا والله الّذي لا إلاه  إلاّ هو لن أغفره لك أبدا إلاّ أن تعتذر أمام العالم في هذا الموقع !!! فأين قلت هذا ومتى ؟ ورماني به كذلك أنّي أقف إلى جانب الطّاغوت في البلد . وهذا لن أغفره لك كذلك أبدا حتّى تعتذر! وهذه هي الملصقة المعهودة لكلّ من خالف نهضة المهجر.أرأيت أخي القارئ إلى أين يذهب الحوار مع الدّيمقراطيّين الإسلاميّين !!! ثمّ إعلم أنّنا في بحث علميّ ولسنا في حملة دعائيّة أو خليّة تنظيميّة ففرّقوا بين الأمرين وآنزعوا الفكر الشّمولي والمنهج الكنسي في تناول القضايا  ومن ثمّ لا يجوز أن نطلق على فلان من النّاس أو مجموعة منهم شهداء إلاّ بدليل سمعيّ خاصّ ولذلك لا يقبل عند أهل العلم أن يقال فلان شهيد أمّا الحزبيّون فيغتاضون من ذلك ويجعلونك في صفّ القتلة وقد يجعلون الإمام البخاري كذلك في صفّ القتلة لأنّه رحمه الله  عقد بابا سمّاه باب لا يقال فلان شهيد ! ووالله إنّي لأريد لهم الشّهادة وأسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يكونوا شهداء وأن يحشرهم فيهم ومعهم وأن يلحقنا بالشّهداء  . ولكنّ العلم شيء والهوى شيء آخر لا يتقابلان أبدا أبدا أبدا . وواللّه إنّي لأعرفهم  معرفة جيّدة فهم من خيرة الإخوان فمنهم من عملت معه منذ 1976 من مثل الأخوين الفاضلين عبد الرّؤوف العريبي او سحنون الجوهري أسأل الله أن يحشرهما في الشّهداء ومنهم من أعرفه منذ 1980 كمثل الشّيخ مبروك الزّرن أسأل الله أن يحشره في الشّهداء فقد عملت معه في العمل النّقابي وفي مؤسّستن مركزيّتين . وهم من أحبّ النّاس إلى قلبي . ولكنّ حبّ الحقّ فوق نفسي وأهلي وولدي ورفاق درب العمل الإسلاميّ . إنّ من خصائص أهل السّنّة يا أخي الهادي –نفع اللّه بك-التّجرّد من الأهواء سئل الإمام أبو بكر بن عيّاّش –رحمه اللّه تعالى- من السّنّيّ؟ فقال الّذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصّب لشيء منها . الآجري في الشّريعة3/ 581/رقم    412       ومن لم يحترم تلك الشّروط وغيرها المقرّرة عند أهل العلم فقد عرّض نفسه للقدح فيه والطّعن . قال إبن رجب رحمه الله تعالى : من عرض نفسه للتّهم فلا يلومنّ من أساء به الظّنّ . جامع العلوم 1 / 204  . هذا هو منهج أهل السّنّة الّذي أدين به ربّي ! وسمّني أنت ما شئت واجعلني مع من شئت فما أنا إلاّ متّبع للعلم متحرّر من التّعصّب . ولله الحمد !!                                                    وإلى لقاء ثان ـ إن شاء الله تعالى ـ   خميس بن علي الماجري mejrikhemis@yahoo/fr  


 

الصعود القوي للإخوان المسلمين في مصر

توفيق المديني
على الرغم من أن  أعمال العنف شابت الانتخابات التشريعية المصرية الأخيرة، إذ شملت القمع والعنف وسقوط القتلى والجرحى ،فإن  مجريات و نتائج  الانتخابات هذه تعكس لنا أن رياح الديمقراطية بدأت تهب على مصر، و أن القبضة الحديدية التي جعلت من الحزب الوطني الحاكم المحتكر الرئيس  للحياة السياسية تزحزحت نسبيا، مع صعود الإخوان المسلمين كقوة معارضة رئيسية في البرلمان المصري.
ومع حصوله على 326 مقعدا ، آخذين بعين الإعتبار إنضمام 179 نائبا من المستقلين ، خرج الحزب الوطني الديمقراطي فائزا  في هذه الإنتخابات بإحرازه 73%من مقاعد البرلمان الجديد. و تلاه مباشرة في الترتيب الإخوان المسلمين الذين حصلوا على 88 مقعدا، أي ما يقارب 20% من المقاعد.و حصلت بقية أحزاب المعارضة الأخرى غير الإسلامية على 14 مقعدا، نظرا لما تعانيه هذه الأحزاب من ضعف و ترهل ،إذ لا تختلف قياداتها الحالية عن قيادات الحرس القديم للحزب الحاكم من حيث حجم التكلس السياسي.و لأول  مرة في تاريخ مصر ، يغيب الحزب الناصري عن الساحة البرلمانية.
وإذا كان الحزب الوطني الديمقراطي لا يزال يحافظ على السلطة ، و على صورته كحزب مهيمن طوال ربع قرن حيث كانت سياسته قائمة علي احتكار أو تأميم السياسة في مقابل انفتاح الاقتصاد ، إلا أن خلف هذا الفوز المتوقع ترتسم لنا  الإنقسامات الداخلية التي بدأت تنخر الحزب منذ أن تبلور الصعود القوي لنجم جمال مبارك. فقد فاز 147 نائبا فقط على قائمة الحزب، بينما بالمقابل  فاز   179من « المنشقين »، الذين قدموا أنفسهم كمستقلين نظرا لتعذر حصولهم على الترشيح الرسمي.ويكمن المشكل  أن شخصيات من « الحرس الجديد » المقربة من نجل الرئيس مبارك، و التي يروج لها أنها « إصلاحية » طرحت علانية إمكانية تشكيل حزب سياسي جديد . إذ إن الإمكانية هذه ستقود مباشرةإلى تموقع جمال مبارك رسميا خليفة لوالده في رئاسة الجمهورية.
 لقد كشفت هذه الإنتخابات عن أزمة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. ولا جدال أن أزمته هي  انعكاس لأزمة سلطة لم تعد تستطيع الاستمرار كما كانت، ولا تعرف كيف تتجدد. فعندما يكون جوهر البرنامج الاقتصادي مستقى من برنامج الإصلاح  الهيكلي لصندوق النقد الدولي الذي يصفه لكل دول العالم الثالث ، وعندما تكون السياسة الخارجية شديدة الانضباط تحت السقف الذي تحدده واشنطن، وعندما يثبت العجز عن بلورة مشروع ديمقراطي للداخل المصري ، عندما تلتقي هذه العوامل وغيرها يصبح واضحا ان مصر الحالية لا تملك مشروعا سياسيا وطنيا ديمقراطيا  لنفسها ولا، طبعا،على الصعيد الإقليمي.
الفائز الحقيقي في هذه الإنتخابات هم الإخوان المسلمين ،الذين ضاعفوا عدد مقاعدهم في البرلمان ست مرات.فقد استغل الإخوان المسلمون  التبدل في المشهد السياسي المصري  الذي حصل بفضل التعديل في المادة 76 من الدستور، و الذي اعطى هامشا معينا من الحرية السياسية و الإعلامية ، و من الضغوطات الأمريكية المتزايدة على النظام المصري بشأن الإصلاح الديمقراطي، لكي يخرجوا من الحالة الإنتظارية التي اتسموا بها طيلة المرحلة الماضية. فمنذ خروجهم من السجون في أوائل السبعينيات ترسخت لدى الإخوان قناعة أن ملعب السياسة الذي يتسم بتعدد الاحزاب تحت رقابة الدولة لا يناسب مشروعهم الطامح لإقامة الدولة الإسلامية، وزاد من نفورهم منه ميراث تاريخي ثقيل من عدم الثقة والتشكك في نية النظام السياسي تجاههم وأن المواجهة معه آتية لاريب فيها. ومن أجل المشروع الإسلامي بدأ إخوان السبعينيات استراتيجية ترمي لبناء تنظيم هرمي محكم خارج سيطرة الدولة ورقابة أجهزتها ومؤسساتها المختلفة باعتبار أن هذا التنظيم المحكم هو الضمانة الحقيقية والوحيدة لوجود الجماعة التي كان قد صدر القرار الإداري من النظام الناصري بحلها نهائيا عام 1954. ولم يكن واردا أن يعيد إليها الرئيس السادات المشروعية القانونية رغم وضعية السماح وشرعية العمل الفعلي التي أعطاها لقيادات الجماعة.و كذلك الأمر في عهد الرئيس مبارك.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين  تحاول منذ سنوات  إقناع مختلف القوى السياسية المصرية أنها  تمثل « إسلاما معتدلا »لطمأنة الطائفة القبطية التي يتراوح عددها مابين 6% إلى 15 % من سكان مصر.فالخطاب السياسي للإخوان المسلمين يتعهدون فيه للأقباط بحقوق المواطنة الكاملة، و يعلنون تمسكهم بالتعددية و حرية الفكر و الرأي و التعبير، ويؤكدون إيمانهم بحقوق المرأة و مكاسبها.
بيد أن الفوز الذي حققه الإخوان المسلمين يجب البحث عنه في عاملين رئيسيين :
الأول ، عودة الصحوة الإسلامية  التي عرفها المجتمع المصري و المجتمعات العربية ، خاصة بعد الحروب الأمريكية المتواصلة ضد أفغانستان ، و العراق، و تكلس وترهل الأنظمة العلمانية في الوطن العربي الموسومة بالتبعية للغرب.
الثاني ، التحولات التي حصلت في خطاب الإخوان المسلمين الذين تخلوا عن مقولة – الدولة الإسلامية –و الخلافة الراشدة- و الوحدة السياسية الجامعة لكل الأمة الإسلامية- والتزموا بطرح  برنامج لا يبعد كثيرا عن برامج الأحزاب الوطنية الأخرى، بل والليبرالية منها على وجه الخصوص.
فالبرنامج السياسي للإخوان المسلمين  تتأكد يوما بعد يوم مفارقته – تماما- لكل ما كان يقدمونه عن « المشروع الإسلامي ». فهناك تأكيد مستمر على القبول التام والنهائي بالديمقراطية دون أي حديث عن خصوصية حضارية أو دينية – كما كان يحدث سابقا- وهي ديمقراطية صريحة لا تندثر في ثياب « الشورى » الإسلامية التي كانت مرتكزا للمشروع السابق، وهي ديمقراطية أساسها الاحتكام التام للشعب أيا كانت خياراته، والقبول بحق ومبدأ تداول السلطة والتسليم باختيار الشعب مهما كانت وحكم الشريعة فيها مرتهن بقبول الشعب له، دونما أي حديث عن مرجعية دينية يرفضها المواطنون أيا كانت أديانهم .
ويفسر  المحللون المتخصصون في شؤون الحركات الإسلامية  الفوز الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين  في قسم كبير منه  بأهمية الأصوات الإحتجاجية.وهم فوق ذلك ، يرون أن تاثير نتائج الإنتخابات المصرية على الصعيد الإقليمي  يعكس واقعا، نجح الإنغلاق السياسي السائد في البلدان العربية في خنقه. فقد أصبحت المعارضات الوحيدة ذات الطابع الشعبي المناهضة للأنظمة العربية هي الحركات الإسلامية.وما أن هبت رياح الليبرالية على مصر حتى تأكدت هذه المعادلة.
والحال هذه ،أصبح الإنتماء للإسلام، الموجه الحقيقي  للهوية لشرائح واسعة من الشعوب العربيةخاصة ، و الإسلامية عامة.ولاشك ، أن هذا  الإنتصار للأخوان المسلمين في مصر سيعطي دفعاقويا  للفروع غير المصرية من الجماعة ، و لحركات الإسلام السياسي المعتدلة التي تبلورت الفكرة الديمقراطية في إيديولوجيتها السياسية.   

 (المصدر: صحيفة المستقبل اللبنانية بتاريخ اليوم 19 ديسمبر 2005.)  


أحفاد أبي لهب

 

تبّت يدا أبي لهب و تب تبّ أحفاده من حكّامنا العرب كالغربان تنتحب تجمعها الجيّف أعجاز نخل خاويه و خشب مسنّده تماثل النّصب تروّج التّضليل و الكذب قد عمّقوا جراحنا و أكثروا أطراحنا و أكربوا الكرب و سلّطوا السّياط كاللهب تلاحق الأحرار تحاصر الأقلام و تحرق الكتب تبّت يدا من دجّجوا الأوغاد بالسّلاح تداهم البيوت تروّع القواعد و تزرع الأحقاد و الشّغب تبّت يدا من ثكّلوا النّساء و يتّموا الأطفال و نهبوا الأوطان أسّروها علّبوها في علب و أقفروا المساجد و أعمروا الملاهي لّلعب و أفرغوا الجهود في المجون و الطّرب و المجد يستلب و الأرض و العرض كلاهما اغتصب حتّى غدونا نستحي من نسب العرب. فصبرنا نضب و فجرنا آت يحثّه الغضب و ليرتقب من ظلموا أعسر منقلب.   العربي القاسمي


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.