TUNISNEWS
8 ème année, N°2990 du30.07.2008
حــرية و إنـصاف: وفاة سجين مضرب عن الطعام
ا ف ب: اعتقال ناشطة في المعارضة اثر تظاهرة في تونس
المشاغب: قائمة بأسماء المعتقلين بعد الاعتصام التضامني ليوم أمس ( 27 جويلية )
بشير الحامدي :إحالة الأساتذة الجامعيين النقابيين نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي على مجلس التأديب
حــرية و إنـصاف:تأجيل محاكمة الناشطين الحقوقيين ببنزرت
حــرية و إنـصاف:اعتقال المناضلة زكية الضيفاوي
حــرية و إنـصاف:الشهيد خالد الوسلاتي ينتظر الدفن
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
حــرية و إنـصاف:منع الناشطين الحقوقيين من دخول بهو المطار لاستقبال والد أحد الشهداء
ايلاف: تونس : سجينان سياسيّان سابقان يعلّقان إضرابهما المفتوح عن الطعام
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي زوجات و أمهات الموقوفين في تحرك نسائي
‘المشاغب’ : اعتصام للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين من شباب الرديّف
عبدالحميد العدّاسي:الظلم الرّعديد
حركة النهضة تهنئ حزب العدالة والتنمية التركي
موقع ‘أخبار تونس’ : الرئيس زين العابدين بن علي يعلن عن قبوله
الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009
رويترز: الرئيس التونسي يقول أنه سيسعى لاعادة انتخابه لفترة جديدة
برهان بسيس: البعد الآخر لماذا «التحدّي»؟!
نورالدين ختروشي: تعقيب على توضيح
بقلم محمد العروسي الهاني : رسالة تاريخية بمناسبة انعقاد مؤتمر التجمع تشتمل على مقترحات هامة لدعم وإشعاع التجمع
السبيل أونلاين : »مفارقة تثير الإحراج..تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي
الحياة: قصائد غير منشورة للشاعر نزار قباني كتبها قبل رحيله
الحياة: المشروع… وفرصة العمل المنتظرة
عبد الكريم بن حميدة
: أحمد منصور: فن الرقص على جثث الشهداء
خليل العناني: الإسلاميون العرب و«ديموقراطيّتهم» الداخلية
محمد أبو رمان :صدى حظر حزب «العدالة والتنمية» التركي في العالم العربي
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30/07/2008 الموافق ل 27 رجب 1429
وفاة سجين مضرب عن الطعام
بعد إضراب مفتوح عن الطعام دام أكثر من سبعين يوما توفي سجين الحق العام الشاب أنيس بن عبد السلام بن محمد الشوك
بمستشفى الـSAMU بتونس العاصمة و قد سبق لحرية و إنصاف أن أطلقت صيحة فزع في بيانها الصادر في 10 جويلية 2008 بخصوص تدهور وضعه الصحي بعد ما اتضح لعائلته أنه أصبح عاجزا عن المشي و أن إدارة السجن بمرناق منعته من مقابلة أهله. و كانت عائلته تخشى منذ ذلك التاريخ من أن يصيب ابنها مكروه و دعت السلطة المعنية للتدخل لإطلاق سراحه علما بأنه وقع إيقاف أنيس الشوك يوم الاثنين 31/03/2008 من أجل اتهامه بالمشاركة في عملية سلب ، و قد نفى بشدة ما نسب إليه من أفعال كما أن من اعتبر شريكا لهما نفيا أمام حاكم التحقيق بقرنبالية مشاركته لهما أو حتى وجوده معهما أثناء العملية. و قد اتصلت عائلة السجين بالجمعيات الحقوقية و من بينها حرية و إنصاف لإشعارها بالمظلمة التيس تعرض لها ابنها ، و أخبرت عائلته أنها اتصلت بالسلطات المعنية بالأمر برقيات و رسائل مضمونة الوصول. و حرية و إنصاف 1) تطالب بفتح بحث في الموضوع و محاكمة المسؤولين عن الوفاة في صورة ما اتضح أنها كانت نتيجة عن الإهمال من طرف إدارة سجن مرناق. 2) تطالب الإدارة العامة للسجون بالاهتمام بمطالب السجناء و إحالتها للتو على الجهات القضائية المختصة و المتعهدة بالنظر فقي قضايا الموقوفين التي تأسس عليها الإيقاف أو السجن. 3) كما تطالب حكام التحقيق بعدم التسرع في إصدار بطاقات الإيداع بالسجن و التثبت من صحة الاتهامات في وقت وجيز حتى لا يضطر الأبرياء إلى اللجوء إلى وسائل قد تؤدي إلى وفاتهم. 4) تنبه إلى خطورة التضييق على السجناء الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى اليأس و الإحباط مما يعرض حياتهم للخطر. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
اعتقال ناشطة في المعارضة اثر تظاهرة في تونس1
تونس (ا ف ب) – اعتقلت ناشطة في المعارضة في الرديف في ولاية قفصة (350 كلم من تونس العاصمة) اثر مسيرة نسائية دعما لضحايا الحوض المنجمي بحسب ما اعلن الثلاثاء حزبها « التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات ». واورد بيان للحزب انه تم اعتقال زكية ضيفاوي المدرسة والمسؤولة المحلية في الحزب في قيروان (وسط) « في شكل غير قانوني » من جانب شرطيين في لباس مدني صادروا هاتفها بعد تنظيم المسيرة الاحد الفائت في الرديف (جنوب غرب). وطالب الحزب بالافراج « الفوري » عن ضيفاوي داعيا السلطات الى « وضع حد لسلسلة الاعتقالات في صفوف الناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان ». واوضح الامين العام ل »التكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات » مصطفى بن جعفر ان الناشطة اعتقلت في منزل جمعة الحاجي زوجة عدنان الحاجي المسؤول الاول في حركة الاعتراض على غلاء المعيشة في منطقة الحوض المنجمي والموجود في السجن. وتعذر التأكد من هذه المعلومات من مصدر حكومي. وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس اكدت الحاجي ان عملية الاعتقال تمت في منزلها لافتة الى ان المسيرة التي نظمت بمبادرة منها استمرت ثلاث ساعات قبل ان تفرقها الشرطة. واضافت ان نحو 500 شخص طالبوا بالافراج عن اقربائهم ووزعوا نسخا من رسالة كتبها عدنان الحاجي يدعو فيها الى مواصلة التحرك. وكان تم توقيف عشرات المتظاهرين في نيسان/ابريل الفائت اثر تظاهرات مماثلة في الرديف التي يقطنها 30 الف نسمة والتي تشكل ابرز معاقل الاحتجاجات في الحوض المنجمي في ولاية قفصة الغنية بالفوسفات. (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية – ا ف ب – بتاريخ 30 جويلية 2008 )
قائمة بأسماء المعتقلين بعد الاعتصام التضامني ليوم أمس ( 27 جويلية )
:إحالة الأساتذة الجامعيين النقابيين نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي
على مجلس التأديب مسعى انتقامي وتصفية حسابات
تمرّر بمباركة بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل
بشير الحامدي
1 ـ ملفات مفبركة أحالت خلال الأسبوع الجاري وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا على مجلس التأديب الأساتذة الجامعيين نور الدين الورتتاني و رشيد الشملي ومحسن الحجلاوي كل على حدة على خلفية ملفات أجمع كل المتتبعين للشأن النقابي على أنها ملفات مفبركة وكيدية ولا تهدف لغير اجتثاث العمل النقابي من الجامعة بتوظيف السلطة التأديبية ضدّ النقابيين الجامعيين الرافضين لكل التجاوزات التي تحصل في القطاع والمعارضين لتوجه المشاركة الذي يكرسه جهاز بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل ويتبناه مكتب الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي [أنظر مقال مراد رقية المنشور بتونس نيوز في عدد 24 جويلية 2008] وللتذكير فقد أصدرت النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل بيانا بعد صدور قرار وزارة التعليم العالي القاضي بإحالة نور الدين الورتتاني الكاتب العام لنقابة مدرسي الكلية على مجلس التأديب يوم الأربعاء 23 جويلية أكدت فيه على أن الملف كيدي وملفق ومختلق ويحتوي تهما [ « بإخلالات مهنيّة » مزعومة و ذلك بعد هرسلة عن طريق استجوابات متحاملة دامت بضعة أشهر…] كما أشارت إلى أن هذا الإجراء هو ممارسة تستهدف الحقّ النقابي و ترمي إلى إرباك و ترهيب الناشطين النقابيين داخل القطاع… كذلك فقد أكد الأستاذ نور الدين الورتتاني في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرأي العام الوطني يوم 24 جويلية إثر مثوله أمام مجلس التأديب على خلو ملفه من أية مخالفة تبرّر إحالته على هذا المجلس وعلى الخروقات القانونية التي حفت بالجلسة التي عقدها هذا المجلس لدراسة ملف إحالته وعن عدم تمكينه من حقه القانوني في تأجيل هذه الجلسة لفترة زمنيّة معقولة تمكنه من تحضير دفاعه. كما أشار الأستاذ نورد الدين في رسالته إلى الرأي العام إلى أنّ خلفيّة الحملة التأديبية ضدّه وضدّ الأستاذ رشيد الشملي ومحسن الحجلاوي هي خلفيّة سياسية و نقابية الهدف منها هو تصفية حسابات مع مناضلي القطاع لإفراغه من كل نفس نقابي مناضل […و تكميم الأفواه لمنع أيّة ردّة فعل قبل أن يتم الإعلان عن نتائج المفاوضات الاجتماعية التي ستكون بلا أدنى شك هزيلة و قبل أن تمرّر سلطة الإشراف مشروع الأمر الترتيبي الذي يفسّر القانون الإطاري الذي فرضته فرضا و قبل أن تجهز على الجامعيين بتحوير النظام الأساسي للمدرسين الجامعيين و كلّها قوانين ستسحق الجامعيين و خاصّة المساعدين منهم…] 2 ـ أين الجامعة العامة للتعليم العالي وأين الإتحاد العام التونسي للشغل من كل هذا برغم الملفات المفبركة وبرغم كل التجاوزات الحاصلة من قبل سلطة الإشراف في حق الأساتذة نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي فإن الجامعة العامة للتعليم العالي لم تحرك ساكنا في الدفاع عن منتسبيها وكأن الأمر لا يعنيها. حتي أن كاتبها العام خيّر الحضور في جلسة تفاوضية في الوزارة الأولى باعتباره عضوا في لجنة المفاوضات الاجتماعية عن الحضور كلسان دفاع في المجلس الذي إنعقد لطرح ملف الأستاذ نور الدين الورتتاني!؟ أإلى هذا الحدّ يكون الانحدار بالممارسة النقابية! وهل ممارسة بهذا الشكل هي أصلا نقابية حتى نوصفها! ما ضرّ السيد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي أن يحضر مجلس التأديب كما جرت العادة كلسان دفاع عن كاتب عام لنقابة أساسية من قطاعه مستهدف بعقوبة كيدية انتقامية ويعتذر عن حضور تلك الجلسة التفاوضية! وهل أنّ حضور السيد الكاتب العام لا غنى عنه في تلك الجلسة بحيث لا يمكن أن يتخلف عنها! وهل مجرد جلسة تفاوض لا يعلم عنها منخرطو الإتحاد شيئا ويعتم عليها ولا يمكن في الأخير أن تشرع لغير إقرار اتفاقيات يعرف القاصي والداني أنها لن تكون إلاّ لصالح الأعراف والدولة أهم من الدفاع عن حالة صارخة من الاعتداء على الحق النقابي! هذا هو حال الإتحاد العام التونسي للشغل اليوم تحت نفوذ هذه الزمرة البيروقراطية وهذا هو وضع العمل النقابي في كل قطاعات هذه المنظمة هذه القطاعات التي تحولت مكاتبها التنفيذية إلى أجهزة كابحة لكل عمل نقابي مناضل مكاتب أصبحت لا تبحث عن غير رضاء حراس المشاركة الكبار ولا تهمها مطالب منخرطيها في شيء ؟ إن الهجوم على مناضلي قطاع التعليم العالي من طرف وزارة الإشراف وبمباركة من البيروقراطية النقابية ما هو في الحقيقة إلا استكمال لتلك الخطة الممنهجة والمنظمة التي جوبهت بها موجة النضالات والإضرابات التي وقعت خلال السنتين الفارطتين خصوصا في قطاعات التعليم والتي كانت تهدف من جهة إلى تخريب هذه النضالات وإرباكها ومنع إي إمكانية تعبئة ومن جهة أخرى العمل على استئصال كل نفس نقابي مناضل ومعارض لتوجهات المشاركة فكانت حملة التجريد وكان المنشور 83 وكان قرار الترفيع في معلوم الانخراط وكانت إحالة أساتذة التعليم العالي على مجالس التأديب …والقادم أعظم إن ما يتعرض له الأساتذة نور الدين الورتتاني ورشيد الشملي ومحسن الحجلاوي من مؤامرات تستهدف إرباكهم وترهيبهم وإقصاءهم عن ممارسة أي نشاط نضالي بمباركة من البيروقراطية النقابية وما يتعرض إليه عديد النقابيين المناضلين في قطاعات أخرى من تضييق على النشاط النقابي و ما تأتيه قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل من انتهاك للحريات النقابية ومن تجاوزات وفساد مالي يضع كل النقابيين أما مسؤولياتهم في الدفاع عن الديموقراطية النقابية ولن يتأتى ذلك إلا عبر القطع عمليا مع هذه البيروقراطية وذلك بالنضال من أجل تحقيق استقلالية القطاعات عن الجهاز المركزي البيروقراطي وعلى كل النقابيين المعارضين لسياسة المشاركة وللبيروقراطية والمدافعين فعلا عن توجه نقابي مناضل تفعيل هذا التوجه . إن فرض استقلالية القطاعات عن المركزية هي الخطوة الأولى الممكنة اليوم للنضال ضد البيروقراطية النقابية أداة هيمنة السلطة على الإتحاد العام التونسي للشغل وضد سياسة السلم الاجتماعية وقمع الحريات والتفقير والتهميش من أجل عمل نقابي مستقل ديمقراطي مناضل يلبي حاجة منخر طيه. تونس في 30 – 07 – 2008
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/07/2008 الموافق ل 26 رجب 1429
تأجيل محاكمة الناشطين الحقوقيين ببنزرت
مثل اليوم الثلاثاء 29 جويلية 2008 بحالة إيقاف الناشطون الحقوقيون السادة خالد بوجمعة عضو مؤسس بمنظمة حرية و إنصاف و عثمان الجميلي و فوزي الصدقاوي عضوا الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و علي النفاتي السجين السياسي السابق أمام محكمة ناحية بنزرت في القضية عدد 31453 لمقاضاتهم من أجل التجمهر بالطريق العام و التعدي على الأخلاق الحميدة على أساس محضر بحث محرر من طرف فرقة الشرطة العدلية ببنزرت المدينة تحت عدد 509 ، و قد حضر عدد من المحامين للدفاع عنهم و طلبوا تأجيل النظر في القضية ليتمكنوا من الاطلاع على الملف و إعداد وسائل الدفاع. و قد أنكر الناشطون الحقوقيون المذكورون ما نسب إليهم و ذكروا لدى استنطاقهم من طرف حاكم ناحية بنزرت أن فرقة الشرطة العدلية ببنزرت المدينة لم تجر معهم أي بحث و أنه تم إيقافهم عندما كانوا متواجدين بمقهى بمدينة منزل جميل مساء يوم الجمعة 25 جويلية 2008 على خلفية مظاهرة حصلت صباح نفس اليوم بمدينة بنزرت بمناسبة عيد الجمهورية و أنهم لم يمضوا أي محضر و أن بحثهم تم بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة أين أرغموا بالقوة على وضع إبهامهم على محاضر بحث وقع تحريرها مسبقا من طرف تلك الفرقة و على ذلك الأساس طلب لسان الدفاع عدم اعتماد محضر البحث أساس التتبع نظرا لاحتوائه على عديد الاخلالات أهمها عدم إمضاء محاضر البحث من طرف الموقوفين. و تبعا لذلك قرر حاكم ناحية بنزرت تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 5/8/2008 و رفض مطلب السراح، و على إثر الجلسة أصدرت ست جمعيات و منظمات حقوقية بيانا مشتركا تعرضت فيه للخطورة الناجمة عن اعتقال الناشطين الحقوقيين و نددت بتوخي فرقة أمن الدولة طريقة تدليس المحاضر لتوريط المعتقلين و طالبت بإطلاق سراحهم فورا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/07/2008 الموافق ل 26 رجب 1429
اعتقال المناضلة زكية الضيفاوي
تم يوم الأحد 27 جويلية 2008 اعتقال المناضلة السياسية و الناشطة الحقوقية الصحفية و الروائية السيدة زكية الضيفاوي من قبل البوليس السياسي بمدينة الرديف على خلفية المظاهرة السلمية التي انتظمت في صبيحة نفس اليوم بمدينة الرديف للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الحوض المنجمي ، و قد تم اختطافها من منزل السجين السياسي و النقابي السيد عدنان الحاجي عندما كانت في زيارة لزوجته و إلى الآن لا تعلم عائلتها عنها أي شيء. و حرية و إنصاف تطالب بإطلاق سراح السيدة زكية الضيفاوي فورا دون قيد أو شرط و تندد باعتقالها و تستنكر الطريقة المتبعة في الاعتقال و عدم تمكينها من الاتصال بعائلتها لطمأنتهم و إعلامهم بمكان وجودها و تدعو إلى وضع حد للمضايقات المسلطة على النشطاء الحقوقيين من طرف البوليس السياسي. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com تونس في 29/07/2008 الموافق ل 26 رجب 1429
الشهيد خالد الوسلاتي ينتظر الدفن
كان من المتوقع أن يقع صباح اليوم الثلاثاء 29 جويلية 2008 تشييع جثمان الشهيد التونسي من أجل فلسطين خالد الوسلاتي إلى مقبرة نصر الله بولاية القيروان لكن المشيعين ترقبوا تسليم الجثمان إلى عائلة الشهيد إلا أن السلطات المحلية أكدت لهم عدم علمها بالموضوع و عدم وجود جثمان لديها ، و قد تشكلت لجنة للتحاور مع معتمد الجهة و لا زمال المشيعون المقدر عددهم بالمئات ينتظرون الجواب أمام مقر معتمدية نصر الله و هم يهتفون بشعارات من بينها: يا خالد يا شهيد على دربك لن نحيد لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله و حرية و إنصاف تطالب بتوضيح حقيقة الأمر منعا لأي التباس أو توتر قد يحصل بسبب عدم الوضوح. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/07/2008 الموافق ل 26 رجب 1429
أخبار الحريات في تونس
1) استمرار محاصرة منازل بعض أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف: – لا تزال عناصر البوليس السياسي تحاصر منزل رئيس منظمة »حرية و انصاف » الأستاذ محمد النوري لليوم الثالث على التوالي و تمنع كل من يريد زيارته دون تقديم مبرر لذلك. – كما حاصرت عناصر البوليس السياسي منزل الأخ حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي لمنظمة »حرية و إنصاف » يوم الاثنين 28/07/2008 مساءا و منعت مدعوين إلى سهرة عشاء من أصهاره من الدخول إلا بعد الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية 2)استمرار منع الانترنت عن مقر حرية و إنصاف: لا تزال منظمة حرية و إنصاف محرومة من حقها في الإبحار على شبكة الانترنات و ما زال أعضاء مكتبها التنفيذي بحالة ملاحقة و مراقبة لصيقة كما يخضع مقر المنظمة إلى محاصرة مستمرة و غلق متكرر لباب العمارة الكائنة بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس العاصمة. 3) عبد السلام السميري يضرب من جديد: دخل منذ يوم الاثنين 28 جويلية 2008 السجين السياسي السابق السيد عبد السلام السميري في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بحقه في الشغل و في الحصول على بطاقة علاج مجاني علما بأنه يبلغ من العمر ثمانية و خمسين سنة و هو عاجز عن السمع و البصر و يكفل والدته المشلولة و البالغة من العمر خمسة و تسعين عاما بالإضافة إلى أبنائه و زوجته ، و قد قام السيد عبد السلام السميري منذ خروجه من السجن بعديد الإضرابات عن الطعام للفت الأنظار إلى حالته المتدهورة و المأساوية و في كل مرة كان المسؤولون يقدمون له الوعود الجوفاء لغاية تعليق الإضراب فقط ، و قد أعلمنا هذه المرة أنه ماض في عزمه حتى تحقيق مطلبه في العيش الكريم هو و عائلته و إلا فبطن الأرض أولى له من ظهرها. 4) اعتقال المناضل السياسي و الناشط الحقوقي السيد محمد الهادي بن سعيد: تم يوم الاثنين 28 جويلية 2008 إيقاف المناضل السياسي و الناشط الحقوقي السيد محمد الهادي بن سعيد عندما كان متواجدا بالحي الصناعي بالشرقية صحبة السيد لطفي الحجي ، و قد تم تقديمه بحالة إيقاف إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس الذي أحاله بدوره على محكمة ناحيبة تونس من أجل عدم الامتثال لأوامر الشرطة ، و قد تم اليوم الثلاثاء 29 جويلية 2008 إيداعه السجن المدني بالمرناقية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي
حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 29/07/2008 الموافق ل 26 رجب 1429
منع الناشطين الحقوقيين من دخول بهو المطار لاستقبال والد أحد الشهداء
منع يوم الاثنين 28 جويلية 2008 البوليس السياسي كلا من الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية و إنصاف و السيد زهير مخلوف الكاتب العام للمنظمة و السيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي مكلف بالعلاقة مع المنظمات في الداخل و السيد سامي نصر عضو المكتب التنفيذي مكلف بالإعلام من دخول بهو مطار تونس قرطاج لاستقبال السيد محمد أنور اللجمي الذي قدم من سوريا لحضور مراسم دفن جثمان ابنه الشهيد بليغ اللجمي ، و قد تنقل السيد محمد أنور اللجمي خصيصا إلى دمشق لتسلم جثمان ابنه الذي تم دفنه بصورة مستعجلة بمدينة صفاقس قبل حضور والده. و قد تمكن فيما بعد السيدان زهير مخلوف و السيد عبد الكريم الهاروني عضوي المكتب التنفيذي للمنظمة من استقبال والد الشهيد أمام باب المطار و تقديم التعازي له باسم المنظمة. و حرية و إنصاف التي سبق لها أن طالبت بتسليم جثامين و رفات الشهداء إلى عائلاتهم تستنكر الطريقة التي وقع توخيها في دفن الشهيد في غياب والده رغم إشعاره أفراد عائلته عن طريق الهاتف بأنه في طريقه إلى تونس لحضور موكب الدفن. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
تونس : سجينان سياسيّان سابقان يعلّقان إضرابهما المفتوح عن الطعام
إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس : أعلن الناشط الحقوقي محمد القوماني منسق » اللجنة الوطنية للتضامن مع عادل العوني ومحمد عمار » المضربين عن الطعام في تصريح خصّ به إيلاف اليوم عن تعليق السّجينان السياسيّان السابقان إضرابهما عن الطعام بعد 47 يوما من إعلانه . و قال القوماني وهو عضو في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: » بعد 47 يوما من إضراب مفتوح عن الطعام قرر السجينان السياسيان عادل العوني ومحمد عمار اليوم تعليق الإضراب الذي بدآه يوم 13 تموز/ يوليو الجاري للمطالبة بالحق في الشغل والعلاج بعد استنفاذ كل المحاولات لتحقيق ذلك من خلال الاتصالات المتعددة بالسلطة المحلية بجهة ‘الملاسين’ حيث يقطنان .’ و عبّر القوماني وهو منسق لجنة المساندة الوطنية التي تشكلت في الغرض عن « إكباره لتعليقهما للإضراب تجاوبا مع تحذير الأطباء لهما من التداعيات الخطيرة على صحّتيهما واستجابة لنداء عائلتيهما ولأعضاء لجنة التضامن بتعليق الإضراب ». و شكر القوماني « كل الذين عبروا عن تضامنهم مع المضربين بالأشكال المختلفة و أضاف: قمنا بتوجيه رسائل إلى السّلط والهيئات المعنية مطالبين بالتدخّل والمساعدة لإيجاد حلول لهذه الوضعية الاجتماعية ومن بين من راسلتهم اللجنة والي تونس(المحافظ) ومعتمد الشؤون الاجتماعية ورئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات ورئيس الجمعية التونسية لإدماج المساجين كما راسلت قادة الأحزاب الوطنية والجمعيات الحقوقية في ذات الغرض.’ ولم يخف القوماني أسفه لعدم إيجاد حلول ممكنة لوضعية المضربين وتأمّل أن يتيح تعليق الإضراب فرصا للتعاطي الايجابي مع مطالب المضربين من طرف السلط المعنية, كما تأمّل أن يتواصل التضامن وتعهد الملف من طرف من عبروا عن مساندتهم حتى يتوفر لكل من عادل العوني ومحمد عمار مصادر للعيش الكريم لأسرتيهما بالإضافة إلى تمتعهما الفوري بحقهما في العلاج.’ وكانت حالة المضربين شهدت تدهورا خطيرا خلال الأسبوع الأخير من الإضراب الذي شنه كلّ عادل العوني و محمد عمار و هما سجينان سابقان عن حركة النهضة الإسلامية المحظورة مما حدا بأطبائهما إلى دعوتهما لإيقاف فوري لإضراب الجوع الذي حضي بمساندة عدد من الشخصيات السياسية و الحقوقية الوطنية. (المصدر: موقع ايلاف (بريطانيا) بتاريخ 30 جويلية 2008 )
اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي
الحرية لأزواجنا و ابنائنا زوجات و أمهات الموقوفين في تحرك نسائي تواصل حملة الايقافات
تم إيقاف كل من :معمر عمايدي (معلم )- عبد العزيز بن سلطان (أستاذ)-كمال بن عثمان (أستاذ) – عبد السلام الذوادي (أستاذ) – فوزي ماسي (عامل بشركة الفسفاط)وذلك يوم الأحد 7 جويلية بمدينة الرديف. ايقاف زكية الضيفاوي تم إيقاف زكية الضيفاوي يوم الأحد 27 جويلية بمدينة الرديف و تم ايحالتها على المجلس الجناحي للمحكمة الابتدائية بقفصة و قد تم تعين الجلسة ليوم الخميس الموافق 31 جويلية 2008.علما أن الأخت زكية تنقلت إلى مدينة الرديف في إطار التضامن مع أمهات و زوجات الموقوفين. زوجات وامهات الموقوفين يتظاهرنا بالرديف عرفت مدينة الرديف يوم الاحد 27 جويلية تحركات نسائية حيث تجمعت زوجات وأمهات الموقوفين و المحالين بسجون القصرين – قفصة – سيدي بوزيد – وذلك بوسط مدينة الرديف لأكثر من ساعتين مرددات شعارات تطالب بسراح الموقوفين (لن نعود حتى يرجع المظلوم- إرادتنا حرة حرة و المسيرة مستمرة…)وتأكيد عزمهن على مواصلة العمل حتي اطلاق سراحهم. دعوة فتحية جلالي بمركز شرطة الرديف تمت دعوة الاخت فتحية جلالي (أخت جمعة الحاجي) يوم الاثنين 28 جويلية إلى مركز شرطة الرديف حيث فتح محضر بحث الذي تركز حول تواجد زكية الضيفاوي بالرديف. كما تمت دعوة جمعة الحاجي في نفس اليوم إلي مركز الشرطة بالرديف. الاعتداء على صابر جلالي تم الاعتداء عليه يوم الاثنين ليلا(أخ جمعة الحاجي )بمركز الشرطة بالرديف . منع مسعود الرمضاني من حضور تابين الشهيد خالد الوسلاتي عند تحول الأخ مسعود الرمضاني صبيحة اليوم (الثلاثاء 29 /07/2008 )إلي مدينة نصر الله وفي مدخل المدينة اجبره أعوان الأمن من النزول من السيارة ومن دخول المدينة حيث كان رفقة نقابيي جهة القيروان و الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل، علما و ان الأخ مسعود الرمضاني يخضع إلي مراقبة لصيقة لفترة تزيد عن ثلاث أشهر. 29 جويلية 2008 عن اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي عبد الرحمان الهذيلي.
اعتصام للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين من شباب الرديّف
نجح أهالي الرديّف اليوم 27 جويلية 2008 في كسر الطوق الأمني و نظّموا اعتصاما ناجحا أمام مقرّ المعتمديّة تلته مسيرة سلميّة جابت شوارع المدينة لكن رغم سلميّة التحرّك أصرّت قوّات الأمن على استعمال العنف لتفريق المسيرة. البداية كانت مع اعتصام نسائي انطلق على الساعة العاشرة بمشاركة أمهات وزوجات المعتقلين سرعان ما تمّ تطويقه بأعوان الأمن بالزّي المدني و قام أحد الكوادر الأمنيّة بالزي المدني استعمال القوّة لافتكاك بعض الشعارات المكتوبة والتي تطالب فيها المعتصمات بإطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن تلته مباشرة محاولة نقيب من وحدات التدخّل الاعتداء على زوجة عدنان حاجي عند ذلك قام الأهالي بالالتفاف حول المعتصمات لحمايتهن من همجيّة أعوان الأمن وانطلقت مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة وصولا إلى الحي العمّالي. وفي طريق العودة وتحديد أمام محطّة الحافلات فوجئ المواطنون بقوّت الأمن تقيم حاجزا و دون إنذار كعادتهم تمّ إطلاق القنابل المسيلة للدموع مباشرة على المواطنين علما وأن المسيرة كانت تضمّ عدادا هامّا من النساء ومن العجائز والشيوخ والأطفال من أهالي المعتقلين ولم تنجح محاولات قوّات الأمن جرّ الشباب الغاضب إلى مصادمات جديدة للقفز على المطلب الوحيد وهو إطلاق سراح جميع المعتقلين. تحيّة الى جموع الشباب التي كانت في مستوى المسؤولية و لم تسقط في فخّ ردّ الفعل. تتم في هذه اللحظة حملة اعتقالات واسعة تشمل بعض المشاركين في الاعتصام وقد شملت الشباب والنساء. لي عودة بالأسماء. (المصدر: مدونة ‘المشاغب’ الألكترونية بتاريخ 27 جويلية 2008) لمشاهدة الصور:
http://perturbateur-romdhane.blogspot.com/2008/07/27-2008.html
الظلم الرّعديد
كتبه عبدالحميد العدّاسي: قرأت ما نشر عن القضايا التي فصّلتها السلطات القضائية التونسية المدعومة بالشرطة والجيش لمقاضاة العشرات من أبناء البلاد المنتمين إلى منطقة الحوض المنجمي بالجنوب التونسي، ممّن وقع ظلمهم بشهادة رئيس البلاد نفسه في الخطاب الذي تلاه بمناسبة إشرافه على الجلسة الاستثنائية (يسمّونها الممتازة) للمجلس الجهوى لولاية قفصة، حيث قال: » لقد جدّت ببعض معتمديات الحوض المنجمي أحداث ناجمة عن الإخلالات المسجلة في عملية الانتداب بشركة فسفاط قفصة والتجاوزات الحاصلة بشأنها من قبل المسؤولين عنها وما خلفته لدى الشبان المعنيين بعملية الانتداب من خيبة وإحباط ». وقد وصفت الإحالة في القضايا المرفوعة تلك الخيبة وذلك الإحباط اللذين شخّصهما الرّئيس بأنّهما انخراط في عصابة ومشاركة في وفاق، وأمّا الشبّان الذين عناهم الرّئيس بقوله فقد سمّتهم الإحالة عصابة مفسدين حضّروا لارتكاب اعتداء على الأملاك والأشخاص – بمن فيهم الموظف أثناء مباشرته لوظيفته – وإحداث الهرج والتشويش ممّا عكّر صفو النظام العام. وقد استندت الإحالة على فصول وأوامر منها ما يعود إلى تاريخ بدايات الحماية الفرنسية في تونس (1894، وقد بدأت الحماية رسميا سنة 1881)، لتُشعِرَ بأنّ الذي يحاكم التونسيين ليس من أصلابهم ولا هو يدين بدينهم!… وقد أردت اليوم الوقوف عند ظاهرة تعتبر سابقة في « القضاء » التونسي، وهي المتمثّلة في صدور أحكام « مخفّفة جدّا » في حقّ بعض الموقوفين أو المحتجزين لدى السلطة، كما رأيت التعقيب على بعض التهم الموجّهة لأهلنا في الحوض المنجمي المنتفض، أو حول بعض التدقيقات في الأحكام. فالأحكام الصادرة – كما لاحظت – لا تنسجم ونص الإحالة التونسية العريقة، والتي قد حصد بموجب بعض بنودها أناس أُخَرُ من أهلنا عشرات السنين من السجن المضيّق. والسبب يعود – حسب رأيي- إلى نجاح أهلنا في الحوض في مراقبة القضاء، وذلك بإشعاره بأنّ للموقوفين أهلا يغارون عليهم، وهم مستعدّون للدّفاع عنهم بالجوع أو الموت دونهم. وقد جاء هذا النّجاح من أهلنا هناك نتيجة فهم صحيح للنصرة والمناصرة والمؤازرة ونتيجة تعريف صائب لمعنى الجماعة، فهي ليست جماعة مبنية على حزب معيّن أو داعمة لتوجّه محدّد ولكنّها جماعة المدينة أو جماعة المصير دون أن يكون منها خدمة لجهويّة أو حرصا على بروز… ولست أريد بالحديث عن الأحكام الصادرة استئنافا من المدّعي العام لتغليظها (فهي غليظة بمجرّد التفكير في المحاكمة)، ولكنّي ألفت النّظر إلى أنّ الدّور الشعبي مهمّ وفاعل في إصلاح كلّ شيء، وفي كبح الظلم المسلّط على النّاس، فإنّما يزداد ظلم الظالمين بانضباط النّاس لهم – مراعاة منهم لمصالح البلاد – حتّى إذا تمرّدوا (الناس) مطالبين بحقوقهم تقهقر الظلم فعاد رعديدا خوّارا جبانا كمقترفيه…. التضخيم: يعتبر التضخيم والتهويل أو بالمقابل التهوين والتقليل من أهمّ عناصر الكذب الذي يستعمله النّظام الحاكم في تونس لإفساد صورة الحقيقة. والتضخيم والتهويل يكونان في اتّهام المواطنين أو في تأويل حركاتهم وأفعالهم كما قد يكون في الحديث عن الإنجازات الحكومية المدعومة عادة بالأرقام (خطاب الرّئيس مثالا لذلك)، وأمّا التهوين والتقليل فيكونان في مواجهة المتحدثين عن المفاسد والمفسدين وعن الجرائم والمجرمين أو عن أعداد المتذمّرين والساخطين والحارقين، فكلّ هذه الأمراض وكلّ هذه الأعداد يسيرة لا ترقى أبدا إلى إثارة الشكوك حول حسن توجّه « التغيير المبارك »… وفي الإحالة حديث عن « صنع وحيازة آلات ومواعين محرقة بدون رخصة »، وهي إشارة ربّما إلى الزجاجات الحارقة التي تكلّمتُ عنها سابقا وبيّنت بساطتها (ممّا أثار حفيظة أحدهم فاتّهمني بالتشجيع على الإرهاب)، وفي غير هذه القضيّة حديث عن صنع قنبلة هيدروجينية (هكذا) من طرف شابّين تونسيين متطرّفين (طبعا)، ولو كان محمّد الأوسط بالبلاد لاتّهم بصنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وهو يقدّم منظاره الشاهد خدمة للمسلمين، ولكنّ الله سلّم فخير محمد الأوسط العيّاري يصرف في غير بلده الأصلي!… على أنّ هذا التضخيم لا يخلو كذلك من جهل الذين صاغوا الإحالة كما لا يخلو من استبلاه متعمّد للتونسي بعد أن نجح مهندسو التقدّمية في إبقائه على شواطئ الجهالة والأمّية!… ولو كان هذا القاضي وهذا النّظام الذي يقف وراءه صادقين في ادّعائهما لأطلعا الشعب التونسي على كنه هذه الآلات وهذه المواعين، فلعلّها تكون صالحة لبعض الاستعمالات النّافعة التي قد يكون منها حرق الطفيليات المضرّة بالجسم التونسي!… دقّة: من الأحكام التي صدرت، حكم بشهرين ويومين مع الخطّية وآخر بشهرين و18 يوما لا يزيدان ولا ينقصان، ما يجعل القارئ أو المطّلع يسبّح بحمد العدالة التونسيّة التي قد يزيّنها عفوُ وكرمُ الرّئيس فيما بعد، فيطلق سراح صاحب الشهرين واليومين سراحا شرطيّا بعد قضاء مدّة الشهرين فقط. وهي أحكام قد تنسي البعضَ قساوة تلك الأحكام النّاجمة عن الانتماء (وما أدراك ما الانتماء) والتي بلغ بعضها مدى الحياة وثلاث سنوات (أي أنّ النّظام التونسي وزبانيته سيسجن الأخ رضا البوكادي ثلاث سنوات في قبره رغم « تدخّل » ملائكة ربّه!) وبعضها الآخر 76 سنة كما في حال حسين الغضبان الأعزب صاحب الـ54 سنة (*)، دون الحديث عن أحكام مددها مدى الحياة في حقّ نخبة من إخواننا الطيّبين!… وحسبنا الله ونعم الوكيل!… والله المستعان على ما تصفون!… التجاهر بما ينافي الحياء والاعتداء على الأخلاق الحميدة: هذه بعض تُهَم وردت في الإحالة، قد تعكس لدى القارئ مدى حرص بلادنا على رفعة الأخلاق ومدى تمسّكها بشعبة الإيمان، الحياء. غير أنّ الوقائع في الرّديّف قد نقلت مخازيَ عن أعوان الدولة التي تتولّى مسؤولية القضاء، فلا هم أهل أخلاق حميدة ولا هم أصحاب حياء، بل لقد تصرّفوا تصرّفات كرّهت للنّاس حياتهم حتّى بلغ الأمر بأحد الساقطين فيهم إلى كشف مؤخّرته السوأة للنّساء!… أنا لا أناصر معربدا ولا شارب خمر ولا معتد على الإخلاق ولا قليلَ أو فاقدَ حياء، ولكنّي أدعو إلى وجود المثال الصالح لإشاعة الفضيلة. وقد كان ينبغي على الدولة أن تراقب أعوانها، فلا يكون منهم ديوث ولا فاقد مروءة كما كان يجدر بها أن تعدل فلا تؤاخذ مواطنيها بما أبدعت هي في استنباطه ومعاقرته!… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): من أكبر جرائم الإنسان في حقّ أخيه الإنسان أن يمنعه من التواصل في هذه الدنيا التي جعله الله خليفة فيها، فلعلّ الغضبان (وغيره كثير) يكون الولد الأوحد لأمّه وأبيه، فيمنعه ظلم التغيير من الزواج وبالتالي من الولد فيكون سببا في قطع سلسلته!… وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا بارك في الظلمة الفاسدين!…
بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تهنئ حزب العدالة والتنمية التركي
على إثررفض المحكمة الدستورية التركية اليوم الأربعاء 30 جويلية دعوى حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم المنتخب
ديمقراطيا ، بدعوى مخالفته للأسس العلمانية للدولة التركية. فإن حركة النهضة ـ تعتبر هذا الحكم انتصارا للحرية والديمقراطية والإسلام ـ تهنئ حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وتدعوه إلى الاستمرار في مشروعه الإصلاحي وخاصة في جانبه الدستوري والقانوني حتى لا يتكرر تعرض الأحزاب السياسية للحظر ـ تثمن الخطوات التي قطعها خلال سنوات حكمه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وفي ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية وتتمنى له مزيدا من النجاحات التي تخدم الشعب التركي المسلم لندن في 30 جويلية 2008 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
الرئيس زين العابدين بن علي يعلن عن قبوله
الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009
أعلن الرئيس زين العابدين بن علي لدى إشرافه يوم الاربعاء بقصر المعارض بالكرم على افتتاح اشغال مؤتمر التحدى للتجمع الدستورى الديمقراطي عن قبوله بأن يكون مرشح التجمع للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ايمانا من سيادته بنبل الرسالة التي يضطلع بها من اجل مواصلة المسيرة ومزيد دعمها واثرائها واخلاصا للامانة المقدسة التي اوكلها اليه التجمع لقطع مرحلة اخرى لفائدة الوطن والشعب. النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي http://www.akhbar.tn/akhbar/2008/07/disc300708.html (المصدر: موقع ‘أخبار تونس’ (رسمي) بتاريخ 30 جويلية 2008)
الرئيس التونسي يقول أنه سيسعى لاعادة انتخابه لفترة جديدة
تونس (رويترز) – قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الاربعاء انه سيرشح نفسه لاعادة انتخابه لفترة ولاية جديدة العام المقبل في خطوة قد تمدد بقاءه في السلطة المستمر منذ عقدين بالدولة الاكثر تأثرا بالغرب في شمال افريقيا حتى 2014. واكتسب بن علي (71 عاما) سمعة طيبة على نطاق واسع بالعمل على ضمان الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الدولة الواقعة بشمال افريقيا والبالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة غير أن منتقديه يتهموه بضرب حقوق الانسان والقيم المحلية عرض الحائط. وقال بن علي أمام المؤتمر السنوي لحزبه التجمع الدستوري التقدمي الحاكم » أقول لكم بكل فخر..انني دائما على العهد معكم… وأجيبكم بكل اعتزاز .. نعم لان أكون مرشحكم للانتخابات الرئاسية لسنة 2009. » ونجح بن علي الذي طالما حثه مؤيدون على الترشح لولاية جديدة في الفوز بأربعة انتخابات سابقة اثنتان منها دون أي منافسة. وفاز بن علي بنسبة 94.4 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة في عام 2004. ويتوقع أن تجرى الانتخابات المقبلة في اكتوبر تشرين الاول عام 2009. وتولى بن علي السلطة في تونس الحليف القوي لفرنسا القوة الاستعمارية السابقة في عام 1987 عندما اعلن الاطباء ان الرئيس في ذلك الوقت الحبيب بورقيبه يعاني من امراض الشيخوخة وغير مؤهل للحكم. وجرى تعديل الدستور في استفتاء عام 2002 للسماح للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الفترات الرئاسية مدة كل منها خمس سنوات. ويقول معلقون ان بن علي جعل تونس الدولة الافضل على المستوى التعليمي في شمال أفريقيا بطبقتها المتوسطة الكبيرة وسياساته التي اتبعها في تسعينيات القرن الماضي والتي جنبت التونسيين الدخول في صراع دموي داخلي مماثل لما شهدته جارته الجزائر في ذلك الوقت. ورفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ابريل نيسان الماضي مخاوف بشأن سجل تونس في حقوق الانسان واصفا جهودها لمكافحة الارهاب بانها حائل امام ظهور نظام « على نمط طالبان » في شمال افريقيا. ويجادل معارضون ونشطاء حقوق انسان بأن اعادة انتخابه سيجعله في واقع الامر رئيسا لمدى الحياة مثل سلفه بورقيبة الذي اعلن نفسه هكذا في احدى المرات. وقال « أما بخصوص ما يروج من حين لاخر بشأن التداول على السلطة فاني أذكر بالمناسبة أن هذا الموضوع محسوم بالدستور. » وأضاف مشيرا الى استفتاء عام 2002 « نحن نؤمن بهذا المبدا الاساسي في نظامنا الجمهورى. » ووعد بن علي يوم الاربعاء بتشجيع نمو اقوى وتعزيز حقوق الانسان والديمقراطية متعددة الاحزاب ودور المرأة في المجتمع والسياسة. وبدأت الحياة السياسية متعددة الاحزاب في تونس في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وتقول الحكومة انها بدأت في منح الجماعات المعارضة الشرعية دعما ماليا لتعزيز الديمقراطية. ويهيمن حزب التجمع الدستوري التقدمي الحاكم على البرلمان التونسي حيث يخصص 80 بالمئة من مقاعده البالغ عددها 189 مقعدا بموجب القانون لصالح الحزب الحاكم فيما تتنافس ستة أحزاب معارضة على نسبة العشرين بالمئة المتبقية. وقال المحلل السياسي صلاح جورشي « بن علي سيخوض الانتخابات وسيفوز حيث لا يوجد مرشح (اخر) قادر على تغيير توازن السلطة. » وأضاف « لكن السؤال هو هل سيكون هذا الاعلان منفذ لتنقية المناخ السياسي باطلاق السجناء السياسيين وتحسين الحرية ومراجعة الملفات المعلقة مثل مشكلة رابطة حقوق الانسان. » وتنفي الحكومة احتجازها لسجناء سياسيين. وتنظر السلطات للرابطة التونسية لحقوق الانسان المستقلة كأداة للجماعات المعارضة المتشددة وعلقت عملياتها بدعوى مخالفتها للقوانين. من سونيا ونيسي (المصدر: وكالة رويتز للانباء بتاريخ 30 جويلية 2008 )
البعد الآخر لماذا «التحدّي»؟!
بقلم: برهان بسيس يدخل اليوم التجمع الدستوري الديموقراطي مؤتمره الموضوع تحت شعار التحدي محاطا بسيل من الانتظارات والتوقعات والرهانات. حجم التجمع وقيمة دوره في النظام السياسي التونسي يجعل من كل تطور او تغيير او جديد في صلبه قاطرة لمجمل مسار التغيير او التجديد في كامل مشهد البلد فالتجمع الدستوري الديموقراطي وريث لتجربة الحزب الذي قاد النضال الوطني التحريري وتحمّل مهام بناء الدولة ونال ثقة الرئيس بن علي ليكون طليعة السند للتغيير الذي صنعه السابع من نوفمبر وهو وراء ذلك كله يتحمّل اعباء الحكم في مرحلة دقيقة من التحولات والاشكالات الهيكلية منها والطارئة في ظل مشهد سياسي تونسي يتسم بضعف تأثير الاجسام التنظيمية للمعارضة بشكل يجعل التجمع الدستوري الديموقراطي الاوفر حظا لا فقط في كسب مزايا قيادة الحكم بل وايضا في تحمّل مسؤولية المصاعب والاشكالات ووخز التحديات ومطبّات الأخطاء. النقاشات التمهيدية في صلب هياكل التجمع عكست وعيا بضرورة طرح كل القضايا للنقاش الحر والمفتوح بعيدا عن خطاب الرضا عن الذات والاطمئنان «الكسول» للمكاسب وهي اذ اتخذت هذا المنحى فانها استجابت للتوصيات التي ما فتئ رئيس التجمع يحث عليها من اجل صياغة تقاليد راسخة داخل حزب الحكم لنقاش القضايا الوطنية بخطاب جديد ووعي نقدي يستطيع ان يقنع بصراحته وجرأته ويعكس صورة الديموقراطية التي يطمح لها التجمعيون والتونسيون عموما. شعار التحدي الذي اختاره التجمع لمؤتمره يترجم وعي الحيرة الضروري الذي يقطع مع منطق الاطمئنان والجملة السياسية الانتصارية المفرغة من اي ملمح للتساؤل النقدي والتفكير الاشكالي، جملة انتصارية تُغيّب المشاكل وتجافي واقع مجتمعها غالبا ما قادت الاحزاب العقائدية التي تبنّتها بشكل اطلاقي احادي الى حتفها المشؤوم . التحدي يختزل داخله معنى الحيرة ومعنى التصميم ايضا استعدادا وتعبئة لكل الطاقات الوطنية لمواجهة استحقاقات مرحلة صعبة ودقيقة لا تكاد تخفي تحدياتها على أحد. علاقة الشباب بالعمل السياسي، قضايا التشغيل، الهوية، التطرف الديني، مستقبل التعددية في البلد، التنمية الجهوية، المشروع الثقافي، الخطاب الاعلامي، اشكالات نوعية لا يمكن أن يجيب على اسئلتها مؤتمر مشدود الى تقاليده الانتخابية التقليدية ولكنه سيمهّد الطريق بالتأكيد لجعل هذه الاشكالات مجالا للتفكير الجدي والنقاش الصريح الحر الذي يمثّل مظهر المواطنة الحق والوطنية الحقيقية الباحثة عن اجابات لاسئلة مجتمعها خدمة للحاضر واستعدادا للمستقبل. ملامح نجاح هذا المؤتمر سطعت منذ وضوح الروح التي ستقوده بدءا بمضمون الشعار الذي تم اختياره وصولا الى طبيعة النقاشات الداخلية الدسمة التي عرفتهااللجان الفرعية المكلفة باعداد لوائح المؤتمر وهو ما سيكون رصيدا ايجابيا لا فقط للتجمّع الدستوري الديموقراطي بل لكل تونس التي اقترن تاريخها بتاريخ هذا الحزب وكذلك حاضرها ومستقبلها. (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 جويلية 2008 )
تعقيب على توضيح
باريس، في 29 جويلية 2008 طالب السيد أحمد العش بحذف اسمه من قائمة الموقعين على نص ‘ العودة حق واسترداده واجب’ معللا طلبه بعدم إطلاعه على النص مسبقا. وللتوضيح نرد بأن السيد أحمد العش كان من أول المطالبين بالتوقيع ويتحمل بالتالي مسؤولية ما يراه خطأ وقد أكد توقيعه بمراسلة لموقع المبادرة يوم 27 جويلية 2008 يصحح فيها تاريخ خروجه من تونس. ومع ذلك نحترم طلبه بحذف اسمه. نورالدين ختروشي منسق مبادرة حق العودة
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في 30/07/2008 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 30/07/2008 بقلم محمد العروسي الهاني
رقم 453
مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
رسالة تاريخية بمناسبة انعقاد مؤتمر التجمع تشتمل على مقترحات هامة لدعم وإشعاع التجمع إلى سيادة رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والجمهورية
تحية الوفاء والتقدير وبعد يسعدني كمناضل دستوري آمنت برسالة حزب النضال والتحرير منذ نعومة أظفاري وانخرطت في الحزب في سن مبكرة. وترعرعت في أحضانه وتدرجت في سلم المسؤوليات القاعدية وناضلت طيلة أكثر من نصف قرن وتعلمت الكثير ونهلت من مدرسة الحزب وتشبعت بمبادئه الخالدة طيلة خمسة عقود ونصف منذ سنة 1954 إلى اليوم وشاركت في 5 مؤتمرات وطنية من 1964 إلى 1998 وساهمت في لجان المؤتمرات بعديد المقترحات العملية. وآخر مؤتمر سنة 1998 في لجنة الإعلام والثقافة والتكوين السياسي. الأخ رئيس التجمع ورئيس المؤتمر أنا شدكم وأنا شد أخواني المؤتمرين من لهم تجربة بالخصوص في الحياة الحزبية والسياسية أن تحرصوا على مزيد دعم الديمقراطية داخل التجمع وتولوا الميثاق الداخلي للتجمع والتنظيم الحزبي مزيد العناية والرعاية والتركيز على تطوير عمل الهياكل والحرص على دعم الديمقراطية بكل ما في الكلمة من معاني وإبعاد حضارية وأخلاقية وتاريخية ويسعدني المساهمة الفاعلة بواسطة موقع الأنترنات الذي أصبح الوسيلة العصرية الهامة للحوار والتخاطب وإبلاغ المعلومة السريعة بأمانة وصدق ودون رقابة ذاتية أو حذف كلمة أو دور لمقص الإعلام المستعمل في بلداننا؟ والذي كان سببا في إخفاء الحقائق وطمسها وأن دور الإعلام في بلادنا لم يراعي بصفة فعلية حقوق المواطن في التعبير وحرية الرأي ولو حصل هذا التعامل الحضاري بين أجهزة الإعلام والمواطنين والمناضلين ما التجأ أحدهم إلى مواقع الانترنات…ولو أن الانترنات رحمة للناس ومتنفس نقي وديمقراطي وله دور هام في إبلاغ الكلمة ودعم حرية التعبير. الأخ رئيس التجمع والمؤتمر يسعدني أن أتقدم ببعض المقترحات أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للتجمع مؤتمر التحدي والتحدي الحقيقي في اعتقادي هو تحدي العقليات المتحجرة، وتحدي الانتهاز بين، وتحدي الاستغلاليين، وتحدي أصحاب تدبير الرأي، وتحدي الممارسات اللاديمقراطية والأخلاقية كما أشرت في مقالي الأول يوم 27/07/2008 حول بعض الممارسات في الانتخابات الجهوية للجنة المركزية للتجمع في الجهات حيث برزت التكتلات والعصبيات الجهوية ولعبت المادة دورها وفعلت فعلتها وهي الخصم اللدود للديمقراطية؟؟؟ حضرة الأخ رئيس التجمع ورئيس المؤتمر أن أهم عنصر للقضاء على هذه المظاهر والسلبيات هو مزيد شفافية الديمقراطية داخل التجمع في كل الهياكل. على النحو التالي: أولا العمل بقاعدة تعميم الانتخابات في هياكل التجمع من الشعبة إلى الديوان السياسي. ثانيا إقرار انتخاب لجان التنسيق الحزبي على صعيد الجهات ابتداء من خريف عام 2008 بصفة فعلية وشفافة وديمقراطية ثالثا تعميم الانتخابات على صعيد اللجنة المركزية للتجمع وإنهاء التعيين بالطريقة المستعملة حاليا وضبط قائمة المترشحين في النطاق الوطني بعدد مضاعف وإفساح المجال لنواب المؤتمر لممارسة حقهم الانتخابي بحرية تجسيما لمعاني الديمقراطية والتي يحمل التجمع اسم التجمع الدستوري الديمقراطي إذا فالديمقراطية ضرورية في حزب ديمقراطي. رابعا إفساح المجال للمناضلين والمقاومين للمساهمة في الترشح للجنة المركزية للتجمع وممارسة حقهم في التصويت والترشح وهم خميرة للحزب وزاد كبير للتجمع ومرجع ثري لكل المناضلين والهياكل. خامسا دعم دور الشعبة الدستورية وإعطائها دورها كاملا والإصغاء إليها ومشاركتها في أخذ القرار محليا وجهويا ودعم حرية المبادرة وجعلها صاحبة القرار والمبادرة دون ترخيص من أي هيكل فوقي باعتبارها الخلية الأساسية في التجمع. سادسا مزيد دعم حرية الإعلام وإفساح المجال للمناضلين قصد المساهمة بحرية أكثر وأوسع في مجال الإعلام وخاصة صحافة التجمع المغلقة على كل الآراء الحرة وبالتالي فتح الإعلام للجميع وخاصة المرئي والمسموع في إطار تكريس خطابكم لا للرأي الواحد واللون الواحد والحزب الواحد نناشدكم دعم هذا القرار والخطاب السياسي. سابعا التركيز على تطوير مفهوم الممارسة والعقليات في حق التعبير وخاصة إصدار الكتب فبعد حذف وإلغاء الإيداع القانوني حسب قراركم مازالت الممارسات بعقلية عقيمة لا تتماشى مع تطور المجتمع والخطاب السياسي؟؟؟ ختاما أتمنى للمؤتمر النجاح والتوفيق لدعم إشعاع حزبنا حزب الاستقلال والحرية. كما يسرني نشر المقال رقم 452 ضمن هذه الخواطر الصريحة. قال الله تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم رسوله والمؤمنون صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني
إلى عناية سيادة رئيس التجمع والجمهورية خواطر حول عديد المواضيع الهامة على الساحة السياسية منها انتخابات اعضاء اللجنة المركزية للتجمع جهويا استعدادا لمؤتمر التحدي وما حصل من تجاوزات يوم 20 جويلية 2008 وهي ضريبة الديمقراطية
المتتبع للحياة السياسية هذه الايام في بلادنا و اجواء الحملة الانتخابية التي دامت اكثر من شهرين استعدادا لمؤتمر التحدي للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي سينعقد ايام 30 – 31 جويلية و 1 – 2 اوت 2008 بالعاصمة دعما للمواعيد السياسية و المحطات الهامة التي يستعد لها المناضلين الدستوريين كل خمسة اعوام و هذه مواعيد حساسة و هامة و مفيدة و ذات ابعاد حضارية و سياسية و اخلاقية و دلالات و مؤشرات ايجابية و بالاحرى هي اعياد وطنية و محطات تاريخية يدرك اهميتها و ابعادها المناضلون المخلصون و الرجال الاوفياء للثوابت و القيم و المبادئ و تذكرنا باول مؤتمر مصيري هام انعقد في 2 مارس 1934 بقصر هلال مدينة النضال و قلعة الصمود و التحدي و كان مؤتمر قصر هلال المنعرج السياسي الهام الذي عبد الطريق و حقق الطموحات و انجز المشروع الحضاري و جاء بالنصر المبين و الاستقلال و السيادة و كان بحق اول مؤتمر دعم الديمقراطية و الحرية و وحد الصفوف. و الحمد لله كان التتويج السيادة و الكرامة و بناء الدولة العصرية و الحرية للشعب على يد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بفضل خطته الحكيمة وقد حافض حزبنا على المواعيد السياسية و تم تنظيم اكثر من 16 مؤتمر وطني ابتداء من عام 1934 ثم 1937 – 1948 – 1952 – 1955 – 1959 – 1964 – 1971 – 1974 – 1979 –1981 – 1986 – 1988 – 1993 – 1998 – 2003 – 2008 محطات الهامة للتاريخ. 17مؤتمر منذ 1934 الى 2008 هذه لمحة خاطفة اعود بعدها للحديث على اجواء الانتخابات التي جرت يوم 20 / 07 / 2008 على المستوى الجهوي على صعيد لجان التنسيق الحزبي لانتخاب اعضاء اللجنة المركزية للتجمع بعدد مضاعف و فعلا كان الحدث هاما و انتظمت مهرجات حزبية و مواكب سياسية و تنافس بلغ ذروته مع التكتلات و التحالفات و ضبط القائمات و السهرات و اللقاءات و الحوارات و الاتصالات المكثفة التي لم تشهدها الساحة السياسية من قبل و لو يدوم 10 % من مظاهر الحماس الذي شاهدناه قبل الانتخابات لكان النشاط غزيرا لحزبنا قاعديا و محليا و جهويا و نعلم ان بعض النوادي مغلقة طيلة العام و بدون تعليق ؟؟؟؟ لكن يوم الامتحانات التي جرت يوم 20 /07/2008 اختل التوازن و ضعفت التحالفات و برزت الانقسامات و اصبح كل مرشح يبحث على النجاح دون التفكير في غيره ؟؟؟؟ و من النوادر ان بعض القائمات المتنوعة تجد فيها اسماء مترشحين و في القائمة الثانية تحذف بعض الاسماء و الغاية كسب اصوات الجامعة التي ينتسب اليها المترشح بطريقة ملتوية بعيدة كل البعد عن الاخلاق الحزبية و الروح الوطنية و في قائمة بصفاقس وضع فيها اسم مرشح مستواه جامعي و في القائمة الثانية لم يظهر اسمه و هي طريقة تبرز التحيل و عدم احترام التعهدات و الالتزامات الاخلاقية و بدون تعليق ؟؟؟ و الادهى و الامر ان بعض العناصر ذات الكفائة العلمية و المستوى الثقافي و الرصيد النضالي و تاريخ اسرهم و بعضهم دكاترة و منهم رؤساء بلديات لم يسعفهم الحظ نظرا لهذه الطريقة التي اشرت اليها ؟؟؟ و آخرين مستواهم العلمي متوسط و لا رصيد لهم و لا يوم نضالي في رصيدهم و حسابهم النضالي الجاري خاليا من كل معاني النضال …. و لا مسؤولية تحملوها في التجمع و لا اشعاع لهم في مناطقهم، لكن في المقابل لهم امكانيات مادية و ايادي مطلوقة و كرم حاتمي في مناسبات انتخابية فقط يهونون الآلاف من الدنانير ينفقونها في النزل الضخمة و المطاعم الرفيعة و تسويغ السيارات لوضعها على ذمة النواب و ربما اشياء اخرى لم اذكرها ….. ؟؟؟ هذا ما حصل في بعض الجهات في المرحلة الاولى من الانتخابات و الله اعلم ماذا سيحصل في المرحلة الثانية في تونس …. لكن علمنا ان سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس التجمع الديمقراطي تفطن في مؤتمر الطموح الذي انعقد سنة 2003 لبعض التلاعب و التجاوزات و التصرفات التي اشرت اليها و قد اعطى سيادته درسا بليغا في مؤتمر الطموح و إقصاء 3 مترشحين من تونس و المهدية و مدنين و املنا في مؤتمر التحدي ان يتحدى الرئيس بن علي بعض الاشخاص الانتهازيين الذين لا هم لهم الا دفع المال من اجل الوصول الى المناصب و المسؤوليات و اتباعهم من السماسرة حتى ان احدهم كلف من يتابع حملته الانتخابية و هذا بمقابل بدون شك. قلت املنا ان يضع سيادة الرئيس حدا لهذه التصرفات المشينة التي لا تخدم مصالح حزبنا بل هي تتسبب في مزيد الانقسامات و تصدع الصفوف و ختاما اتمنى ان يعلم رئيسنا بما حصل في صفاقس و غيرها دكتور و رئيس بلدية من الطراز الرفيع و ابن مقاوم تحصل على رقم واحد من بطاقة المقاومين هذا المرشح لم ينجح و غيره كما اشرت بالمال الفاعل نجح في الانتخابات الاخيرة و غيره في جهات اخرى. مسك الختام اجدد التهاني لرئيس التجمع و اتمنى النجاح و التوفيق لمؤتمر التحدي و نتمنى ان يسفر عن قرارات و توصيات هامة تزيد في اشعاع التجمع في الداخل و الخارج كما اشرت في كتابي بعنوان الوفاء الذي صدر يوم 22/07/2008 و الله ولي التوفيق. قال الله تعالى: » ان اريد الا الاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني ملاحظة : نتذكر في مؤتمر الصمود 1979أن الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله عند الإعلان عن نتائج الانتخابات قرأ الاسم الاخير رقم 80 قبل الرقم الاول و لعل في سنة 2008 يقع انصاف الدكتور الذي اشرت اليه في مقالي و هذا ليس بالعزيز على الرئيس زين العابدين بن علي الذي عودنا بالمفاجأة السارة. ولعل الإطار والشاب الذي ذكرته بالتلميح من خيرة الكفاءة المشعة لشباب الحنشة يتوجه سيادة الرئيس وهو صاحب المبادرة والقرار والقول الفصل في المؤتمر وقراره يحظى بالإجماع والتأييد. وكما كان الوالد المرحوم الحسين الحاج خالد له الدور الريادي في الكفاح الوطني. سيكون أيضا بحول الله الدور الريادي لنجله في عهد التغير المبارك وهو رئيس بلدية وعضوا ناشطا وفاعلا محليا وجهويا وطبيبا ناجحا و مفيدا ونظيفا كريما بأخلاقه وتواضعه وأصله. شكـــــــــــرا
محمد العروسي الهاني
مفارقة تثير الإحراج.. تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي السبيل أونلاين – تونس
تحت عنوان (تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي) , المثير للإحراج لدولة ينص دستورها في فصله الأول على أن ‘دينها الإسلام’ , ورد الخبر بموقع رجال الأعمال التونسيين الناطق باللغة الفرنسية بتاريخ 30 جويلية 2008 . تقول غالية اسكندر وهي من حررت الخبر , مع أن التونسيين مسلمون وهو ما وجب الإعتراف به , فإنهم يعتبرون أكثر المستلهكين للجعة في المغرب العربي , وذلك بمعدل 10 لتر في السنة لكل مواطن ,مع اعتبار الـ 7 ملايين سائح الذى يزور تونس سنويا ضمن هذه النسبة . وهو ما أكده محتكري صناعة الجعة في تونس , مؤسستي ‘فريقوريفيك’ و ‘ براسوري’ , وتستحوذ على نسبة 49 % من الإنتاج شركة ‘كاستيل’ منذ سنة 2006 . ستجد جعة ‘سلتيا’ وهي انتاج محلي , منافسة النوعية الجديدة من الجعة ‘هاينكن’ , والتى ستصبح سلعة تروجها مجموعة ‘بوجبل’ وهي مؤسسة لإنتاج وتوزيع المشروبات . وقد اشترت مؤسسة ‘هانكن’ منذ سنة 2006 , نسبة 49 % من راس مال ‘فريقوريفيك’ , وانشأت مؤسسة جديدة للجعة تسمى ‘سونبرا’ , والتى أصبحت تعمل منذ العام الحالي 2008 , والتى ستروج نوعية الجعة الجديدة ‘هانكن’ , وهو ما سينهي عمليا انتاج ‘سلتيا’ و منتوجات ‘فريقوريفيك’. وبحسب المصدر فإن سوق الجعة في تونس أصبح يشهد منافسة مهمة , خاصة وأن الطلب يعرف تناميا لدى الشباب والنساء أيضا . ويضيف الخبر , الإشهار للخمور ومنها الجعة ممنوع رسميا في تونس , وهو ما يجعلنا أمام مفارقة , فالخمر ممنوع في البلاد ويستخدم للترويج لدولة التعايش والإنفتاح في نفس الوقت. (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 30 جويلية 2008)
تضامن الحزب الديمقراطي التقدمي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي صمتا وشفافية؟؟؟؟؟
مراد رقية ان لمن محاسن واستنتاجات تجربتي الثلاثية القصيرة التي امتدت على مدى ثلاثة اشهر والتي لاتحصى ولاتعد توصلي الى احدى المسلّمات التي يحسدنا عليها القاصي والداني،والمتمثلة في تضامن طرفين مختلفي الاتجاه،ولو بصفة غير مباشرة كان من المفترض عليهما الوقوف على طرفي نقيض من قضيتي العادلة التي هي قضية الكثيرين من الذين يعانون من المحاباة الاجرامية والتحيل الحميمي واللصوصية التقدمية شبه العلمية المكرّسة من مشايخ وشيخات اقسام التاريخ المركزية،ومن الفرع الحريمي الملحق بها بسوسة خوفا على الترقيات والتهميش؟؟؟سبيلا للنصب والاحتيال وشراء الضمائر المثلجة والولاءات استعدادا لتكريس دولة القانون والمؤسسات التي يحلم بها التقدميون الجامعيون والتي يعتبرون دون منافسة الطرف الابرز في تأخير حلولها بالسلامة ان حلّت من الأساس(خشية على زوال دولة المجون والضحك على الذقون الجامعيةالمسجلة باسمهم كعلامة مخصوصة متمتعة بشهادة مطابقة من نوع التي لم يضبط رقمها الصحيح لكثرة تقلب ورياء ونفاق المتعاطين لها؟؟؟؟)ISO -الطرف الأول هو الطرف الرسمي ممثلا في وزارة التعليم العالي سلطة الاشراف التي تعودت صمّ آذانها حول كل ما قيل ويقال عن انعدام شفافية الممارسات المعتمدة ضمن اللجان السيادية بامتياز انتدابا وترقية وتأهيلا برغم أن مديرها العام هو مؤرخ مثلي ،وله العلم كل العلم بالشكاوى والتظلمات المرسلة رأسا للوزارة،أو المنشورة عبر وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية،وحتى عندما تتدخل سلطة الاشراف،فانها تكريسا للشفافية وتسريعا لقيام دولة القانون والمؤسسات ،لاتتدخل الا لتأديب الضحية وليس لمقاضاة المتلاعبين بالقانون لأن الضحية وببساطة وقياسا على الحمل في مثلية »الذئب والحمل » للافونتين تجرأت على الاصداع برأيها « دون اذن مسبق ومقبول »ولم تقبل بالأمر الواقع الذي اصبحت له سلطة القانون ،لذلك فقد جنيت من تظلمي »استجوابا »و »تنبيها » لحملي على الالتزام بقاعدة الصمت واللامبالاة ،وعدم الشذوذ عن القاعدة الذهبية »اصمت تسلم »،وحتى ان صمتت فانك لن تعدو الا ان تكون حيوانا جامعيا ناطقا ملتزما بالنفاق والكذب والضحك المقنن على الذقون،وسوف تنهي مسيرتك المهنية مهانا مغتصب الكرامة والآدمية،وحتى الجامعة العامة للتعليم العالي لن تفعل لك شيئا،لأن الجلادين هم انفسهم القائمين عليها ويتصرفون بشفافية في كل نشاطاتها،فأين المفرّ،لذلك فان صمت سلطة الاشراف مفهوم لأن لها مصلحة في ابقاء الامور على حالها لتوظيف الجلّادين في تنفيذ المخططات والأهداف التي توافق عليها الجامعة العامة،وتلك التي لا توافق عليها؟؟؟؟ -أما الطرف الثاني فهو الحزب التقدمي الاشتراكي المتميز بشفافيته القاتلة ومراوغته الآثمة ذلك أنه فسح لي المجال بداية من منطلق تقدميته »النظرية المغشوشة » للتعبير عن قضيتي العادلة وقضية الكثيرين المغلوبين على امرهم مثلي ولكن « بمقدار » لأنه بمجرد أن وقع مهاتفة القائمين على بوّابة التقدمي وجريدة »الموقف »من انصار التقدمي ضمن قسم التاريخ بسوسة من الذين فرضت عليهم شفافيتهم وايمانهم العميق بعلوية القانون،وبتعجيل قيام دولة المؤسسات الاتصال بمدير الموقع،وحتى بالأستاذ نجيب الشابي عبر(زوجته المؤرخة التي شاركت معنا في ندوة عن »الدولة والعدالة »المنعقدة بسوسة) للمطالبة باخفاء العورات الجامعية مصادرة للمقالات التي أحرجت التقدميين في قسم التاريخ أكثر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،وحتى من السلطة ذاتها،التي لم تطلب ايقافي ،ووقفي عن العمل،فيبدو والعلم لله،أن وزارة التعليم العالي كانت »أكثر تقدمية »من تقدميي سوسة وتونس المنضويين تآمرا ضمن أقسام التاريخ،الذي هو منهم براء،ومن حماتهم في بوابة التقدمي وجريدة »الموقف »؟؟؟؟ وعندما أتصفح بوابة التقدمي أجد مقالات الذين تدخلوا لمصادرة مقالاتي أزداد اقتناعا بشفافية ومصداقية الحزب التقدمي الاشتراكي عفوا »الحزب الوفاقي النفاقي المتحول » الذي ينسج على منوال سلطة الاشراف التي أصبحت »تقدمية »قياسا على الحزب التقدمي الذي يفاضل بين الجلّاد والضحية،وينحاز للجلاد على حساب الضحية لأن »الجلاد تقدمي »ولأن « الضحية صاحبة حق وقضية »،وحتى ان كان التقدمي الاشتراكي المسكين الممارس للمصادرة والتعتيم واخفاء الحقائق،يتعرض الى هجوم ظالم،فان هذا الهجوم المبالغ في الدعاية والاخراج لفصوله،هو مجرد عملية »خلط أوراق » الغاية الأساسية منها »تبييض الوجوه » المسودة مناورة وكذبا وبهتانا وضحكا جامعيا مميزا على الذقون،هي مجرد مسرحية »ركيكة » لاتنطلي الا على التقدميين الأقحاح الملتزمين بالخط النفاقي الوصولي التقدمي للتنظيم التقدمي الاشتراكي،المعتمد بامتياز تعددية المعايير التي أصابته(بعد نشر مقالي غير المصادر)ولم يجد بعد المصل الملائم،وحتى انتسابه للجبهة الجديدة وهي جبهة18 أكتوبر فانها مجرد مناورة وعملية استبلاه واحتواء(أنا لا أثق بالتقدمي فكيف يثق به التونسيون الشرفاء؟؟؟)وضحك مبرمج مشحون مسبقا على الذقون لأن هذا التنظيم (الجماعة؟؟؟)وليس الحزب لم يترك شيئا يحترمه به أصحاب الحقوق وهم « التقدميون الحقيقيون » لذلك وجب من هنا فصاعدا التمييز بين »التقدمي المنافق »و »التقدمي صاحب القضية »؟؟؟؟لأننا نعيش في عصر المتحول،المتحول جينيا،المتحول سلوكيا،المتحول سياسيا،المتحول عقائديا،وأصبح الثبات على المبدأ عملة غير ذات قيمة لأنها معدنها أصيل غير قابل للتحول والزئبقية الجنونية النفاقية؟؟؟؟ فطالما أن الصمت المقيت،غير الشفاف،غير المبرر،غير المحاسب عليه(الا يوم البعث والنشور)هو قيمة مشتركة بامتياز بين طرفين كان من الأكيد وجودهما على طرفي نقيض من قضيتي العادلة المعرض عنها رسميا و »معارضتيا »،فما هو الفارق الجوهري الجذري بين صمت سلطة الاشراف »المدعوم قانونا وجزاءا » المرتبط بالفصل 30 من قانون الوظيفة العمومية،والتي كانت الى حد الآن »تقدمية أكثر من اللزوم »وبين صمت التقدمي الاشتراكي »الوفاقي النفاقي المتحول »المدعوم مصادرة واخفاء للحقائق وتعتيما رخيصا بليدا،فليلحق التقدمي بسلطة الاشراف احتراما لنفسه واشفاقا على »المغشوشين فيه »وقفا لهذه الحملة غير المبررة على مقراته وبوابته،لأن صمته ومصادرته تقدميان، وقد علمت الآن لماذا يتصرف « الجامعيون التقدميون »على هذا المنوال لأنهم أتباع التقدمي ولأن التقدمي يعتمد مثل الجامعيين بامتياز النفاق وتعددية المعايير مثل وزارة البيئة والتنمية المستديمة المحولة بلادنا الى بلد بركاني سياحي بامتياز ،فطالما أنني طالبت « الحزب الوفاقي المتحول » بتبرير موقفه الصامت ولم يفعل ،فقد علمت أن تسميتي له سوف تدخل لا محالة التاريخ لاكتشافي المتميز النفاقية التقدمية المقيتة الركيكة للتقدمي الفاقد تقدميته وشفافيته حتى وهو في أوج محنته المبرمجة بمسرحية وركحية شيطانية أكيدة؟؟؟؟؟؟
http://mouradreg.maktoobblog.com
« مفارقة تثير الإحراج..تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي
السبيل أونلاين – تونس تحت عنوان (تونس أكبر مستهلك للجعة في المغرب العربي) , المثير للإحراج لدولة ينص دستورها في فصله الأول على أن « دينها الإسلام » , ورد الخبر بموقع رجال الأعمال التونسيين الناطق باللغة الفرنسية بتاريخ 30 جويلية 2008 . تقول غالية اسكندر وهي من حررت الخبر , مع أن التونسيين مسلمون وهو ما وجب الإعتراف به , فإنهم يعتبرون أكثر المستلهكين للجعة في المغرب العربي , وذلك بمعدل 10 لتر في السنة لكل مواطن ,مع اعتبار الـ 7 ملايين سائح الذى يزور تونس سنويا ضمن هذه النسبة . وهو ما أكده محتكري صناعة الجعة في تونس , مؤسستي « فريقوريفيك » و » براسوري » , وتستحوذ على نسبة 49 % من الإنتاج شركة « كاستيل » منذ سنة 2006 . ستجد جعة « سلتيا » وهي انتاج محلي , منافسة النوعية الجديدة من الجعة « هاينكن » , والتى ستصبح سلعة تروجها مجموعة « بوجبل » وهي مؤسسة لإنتاج وتوزيع المشروبات . وقد اشترت مؤسسة « هانكن » منذ سنة 2006 , نسبة 49 % من راس مال « فريقوريفيك » , وانشأت مؤسسة جديدة للجعة تسمى « سونبرا » , والتى أصبحت تعمل منذ العام الحالي 2008 , والتى ستروج نوعية الجعة الجديدة « هانكن » , وهو ما سينهي عمليا انتاج « سلتيا » و منتوجات « فريقوريفيك ». وبحسب المصدر فإن سوق الجعة في تونس أصبح يشهد منافسة مهمة , خاصة وأن الطلب يعرف تناميا لدى الشباب والنساء أيضا . ويضيف الخبر , الإشهار للخمور ومنها الجعة ممنوع رسميا في تونس , وهو ما يجعلنا أمام مفارقة , فالخمر ممنوع في البلاد ويستخدم للترويج لدولة التعايش والإنفتاح في نفس الوقت. (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 30 جويلية 2008)
قصائد غير منشورة للشاعر نزار قباني كتبها قبل رحيله
قبل أشهر على رحيل الشاعر نزار قباني في العام 1998 دأب على كتابة القصائد خلال عزلته المرضية في منزله اللندني. وكان عزف عن النشر مؤثراً الاحتفاظ بما كان يكتب، حيناً تلو آخر. حتى في المستشفى الذي قضى فيه أياماً ولياليَ لم يكن ينثني عن كتابة الأبيات والمقاطع الشعرية وأحياناً على أوراق صغيرة ومنها أوراق «الروشتات» او الوصفات الطبية الخاصة بالصيدلية. غاب نزار قباني وظلّت قصائده تلك مجهولة وغير منشورة، تنتظر ان تخرج الى الضوء من عتمة الأدراج. وها هي عائلته ترتأي أخيراً نشرها في الذكرى العاشرة لرحيله، في ديوان يصدر خلال عشرة أيام عن دار نوفل (بيروت) عنوانه «أبجدية الياسمين». هنا قصائد مختارة من الديوان، اضافة الى المقدمة التي وضعها أبناء الشاعر. أبجدية الياسمين ولد في 21 آذار (مارس) 1923 ورحل في 30 نيسان (ابريل) 1998. ولد في الربيع ورحل في الربيع. الربيع كان قدره كما كان الشعر. … الأرض وأمي حملتا في وقت واحد ووضعتا في وقت واحد… (من مقدمة قصتي مع الشعر) في كل فصل ربيع كان يتأمل الأشجار المزهرة بإعجاب شديد وكأنه يراها كل مرة للمرة الأولى. فيهزّ برأسه قائلاً: «سبحان الله، كل شجرة لبست فستانها المفضل، واحـــدة بالأبيض والثانية بالزهر وأخرى بالأصفر وكل منها وكأنها تتزين لعرسها، أو تتنافس بينها كالبنات الفرحات بملابسهن الجديدة في العيد. في الثلاثين من نيسان لهذا العام 2008 تمر عــشرة أعوام على رحيله. واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين وواحد من أعظم الآباء، فتحية له ولعشاقه قررنا جمع القصائد الأخـــيرة التي كتبــها بين عامي 1997 و1998 والتي لم تصدر في كتاب من قبل وننشرها كما كتبها بخط يده الجميل لنشارك محبيه كيفية كتابته للشعر ومزاجه والإلهام كيف يأتيه لعله الآن في أجمل مكان يبتسم لنا. عندما مرض وفي السنة الأخيرة قبل وفاته كنا نتفاءل عندما يشعر بالرغبة في الكتابة لأنها بالنسبة إلينا كانت رغبة منه في الحياة، وكنا نحرص على وضع أوراقه وأقلامه بالقرب من سريره لعله يكتب لأن الشعر كان لديه هو الحياة. ولكن مع الأيام كثرت الأدوية وخفتت قدرته على الكتابة، فأزحنا الأوراق بعيداً وتركنا قلماً، وفي ليلة استفاق ليكتب فوجد القلم وليس الورق، ولكن لحسن الحظ وجد كيس أدويته وهو مصنوع من الورق، فأفرغ الكيس وكتب عليه فكانت هذه الصفحة الفريدة التي نشارككم إياها كما كتبها على كيس الصيدلية. نحن لا نودعه في هذا الكتاب، بل نسلم عليه سلام الشوق والربيع ونقول له، «اشتقنا اليك يا نزار جميعاً… والشعر اليوم من بعدك أصبح مثلنا يتيماً… اشتقنا اليك أباً وشاعراً وانسان… نحن لا نودعك في هذا الكتاب فها هو ربيعٌ آخر يأتي ونيسان… بل نسلم عليك سلام الشوق والربيع ونقول لك أزهرت الأشجار من جديد يا نزار لعل الأشجار مزهرة دائماً حولك…»
أولادك هدباء وزينب وعمر (نيسان – ابريل 2008)
تَعِبَ الكلامُ من الكلامِ…
– 1 – لم يبقَ عندي ما أقولُ. لم يبقَ عندي ما أقولُ. تعبَ الكلاَمُ من الكَلامِ… وماتَ في أحداق أعيُننَا النخيلُ… شَفَتايَ من خَشَبٍ… ووجهُكِ مُرْهَقٌ والنَهْدُ… ما عَادَت تُدَقُّ لهُ الطُبولُ!! – 2 – لم يبقَ عندي ما أقولُ. الثلجُ يسقطُ في حديقتنا ويسقطُ من مشاعِرنا… ويسقُط من اصابعنا… ويسقطُ في الكُؤوسِ وفي النبيذِ… وفي السريرِ فأينَ هوَ البديلُ؟! – 3 – لم يبقَ عندي ما أقولُ. يَبسَت شرايينُ القصيدة… وانتهى عصرُ الرتابةِ… والصبابةِ… وانتهى العُمرُ الجميلُ!… – 4 – الشِعرُ غادرني فلا بحرٌ بسيطٌ… أو خفيفٌ… أو طويلُ… والحب غادرني فلا قمرٌ… ولا وترٌ… ولا ظِلُّ ظليلُ… – 5 – لم يبقَ عندي ما أقولُ. لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ… ولا بقيتْ خُيُولُ… فالجِنسُ صعبٌ… والوصُولُ الى كُنوزِكِ مُستحيلُ!!… والنهدُ يقتُلُني… ويزعمُ أنه الطرفُ القتيلُ!! والموجُ يرفعني… ويرميني… كثورٍ هائجٍ… فلأيِّ ناحيةٍ أميلُ؟؟ ماذا سيبقى من حصانِ الحُبِّ… لو ماتَ الصهيلُ؟؟ – 6 – لم يبقَ شيءٌ في يدي… هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي… هربت حبيباتي… وذاكرتي… وأَقلامي… وأُوراقي… وأقفرتِ الشواطئ… والحقولُ… – 7 – لم يبقَ عندي ما أقولُ طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً… والريش سافرَ… والهديلُ… ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها… وتناثرت أوراقُها. وتناثرت أشواقُها. وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلّ الزوايا… فبكى الغمامُ على رسائلنا… كما بكتِ السنابلُ… والجداولُ… والسُهُولُ… – 8 – عيناكِ تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ… ومن حُزنٍ رماديٍ… ومن قلقٍ نسائيٍ… فكيف يكونُ، سيّدتي الرحيلُ… إنّي أفرُّ الى أمامي دائماً… فهل ابتعادي عنكٍ، سيدتي وصُولُ؟… ماذا سأفعلُ كيف أفكّ سلاسِلي؟ لا الشِعرُ يجديني… ولا تُجدي الكحولُ!!… – 9 – لم يبقَ شيءٌ في يدي. كلُّ البُطولاتِ انتهت… والعنترياتُ انتهت… ومعاركُ الإعرابِ… والصرفِ… انتهت… لا ياسمينُ الشام يعرفُني ولا الأنهارُ. والصفصافُ… والأهدابُ… والخدُّ الأسيلُ… وأنا أحدِّقُ في الفراغِ… وفي يدَيكِ… وفي أحاسيسي… فيغمرُني الذُهولُ… – 10 – أرجوُ السماحَ… إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً. ومُشتتاً… ومُبعثراً… أرجُو سماحكِ… إن نسيتُ بلاغتي… لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ!! (لندن 15 آذار (مارس) 1997) طَعَنُوا العُرُوبةَ في الظلام بخنجرٍ – 1 – لا تَسأليني، يا صديقةُ، مَنْ أنا؟ ما عُدْتُ أعرفُ… – حينَ اكتُبُ – ما أُريدُ… رَحلتْ عباءَاتٌ غزَلتُ خُيُوطَها… وتَمَلمَلَت منّي العُيُون السُودُ… لا الياسمينُ تجيئُني أخبارُهُ… أمَّا البَريدُ… فليسَ ثَمَّ بَريدُ… لم يَبقَ في نَجدٍ… مكانٌ للهوى أو في الرَصَافَةِ… طائرٌ غِرِّيدُ… – 2 – العَالَمُ العربيُّ… ضَيَّعَ شعرَهُ… وشُعُورهُ… والكاتبُ العربيُّ… بينَ حُرُوفِهِ… مَفْقُودُ!! – 3 – الشعرُ، في هذا الزمانِ… فَضِيحةٌ… والحُبُّ، في هذا الزمانِ… شَهيدُ… – 4 – ما زالّ للشِعر القديمِ نضارةٌ… أما الجديدُ… فما هناكَ جديدُ!! لُغةٌ… بلا لُغةٍ… وجوقُ ضفادعٍ… وزوابعُ ورقيّةٌ ورُعُودُ هم يذبحونَ الشِعرَ… مثل دجاجةٍ… ويُزّورونَ… وما هناكَ شهودُ!! – 5 – رحلَ المُغنون الكِبارُ بشعرِنا… نفي الفرزدقُ من عشيرتهِ وفرَّ لبيدُ!! – 6 – هل أصبحَ المنفى بديلَ بيُوتنا؟ وهل الحمامُ، مع الرحيلِ… سعيدُ؟؟ – 7 – الشعرُ… في المنفى الجميلِ… تحرّرٌ… والشِعرُ في الوطنِ الأصيلِ… قيودُ!!… – 8 – هل لندنٌ… للشعرِ، آخرُ خيمةٍ؟ هل ليلُ باريسٍ… ومدريدٍ… وبرلينٍ… ولُوزانٍ… يبدّدُ وحشتي؟ فتفيضُ من جسدي الجداولُ… والقصائدُ… والورودُ؟؟… – 9 – لا تسأليني… يا صديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ… وأين يبتدئ النشيدُ؟ أنا مركبٌ سكرانُ… يُقلعُ دونَ أشرعةٍ ويُبحرُ دون بُوصلةٍ… ويدخُلُ في بحار الله مُنتحراً… ويجهلُ ما أرادَ… وما يريدُ… – 10 – لا تسأليني عن مخازي أُمتي ما عدتُ أعرفُ – حين أغضبُ – ما أُريدُ… وإذا السيوفَ تكسرت أنصالُها فشجاعةُ الكلماتِ… ليس تُفيدُ… – 11 – لا تسأليني… من هو المأمونُ… والمنصورُ؟ أو من كان مروانٌ؟ ومن كانَ الرشيدُ؟ أيامَ كان السيفُ مرفوعاً… وكان الرأسُ مرفوعاً… وصوتُ الله مسموعاً… وكانت تملأ الدنيا… الكتائبُ… والبنودُ… واليومَ، تختـــجلُ العروبة من عروبتنا… وتختجلُ الرجولةُ من رجولتنا… ويختجلُ التهافتُ من تهافتنا… ويلعننا هشامٌ… والوليدُ! – 12 – لا تسأليني… مرةً أخرى… عن التاريخ… فهو إشاعةُ عربيةٌ… وقصاصةٌ صحفيةٌ… وروايةٌ عبثية… لا تسألي، إن السّؤَالَ مذلةٌ… وكذا الجوابُ مذلةٌ… نحنُ انقرضنا… مثل أسماكِ بلا رأسٍ… وما انقرضَ اليهودُ!! – 13 – أنا من بلادٍ… كالطحينِ تناثرَت… مِزَقاً… فلا ربٌّ… ولا توحيدُ… تغزو القبائلُ بعضها بشهيةٍ كبرى… وتفترسُ الحُدودَ… حدودُ!! – 14 – أنا من بلادٍ… نكّست راياتها… فكتابُها التوراةُ… والتلمودُ… – 15 – هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها… رجلٌ سَوِيُّ العقلِ… يجرؤ ان يقول: أنا سعيدُ؟؟… – 16 – لا تسأليني من أنا؟ أنا ذلك الهِندي… قد سرقوا مزارعهُ… وقد سرقوا ثقافته… وقد سرقوا حضارتهُ… فلا بقيت عظامٌ منهُ… أو بقِيت جُلودُ!!… – 17 – أنيابُ أمريكا تغوصُ بلحمِنا… والحِسُّ في أعماقنا مفقودُ… – 18 – نتقبلُ (الفيتو)… ونلثمُ كفَّها… ومتى يثورُ على السياطِ عبيدُ؟؟ – 19 – والآن جاؤوا من وراء البحرِ… حتى يشربُوا بترولنا… ويبدّدوا أموالنا… ويُلوّثوا أفكارنا… ويُصدِّروا عُهراً الى أولادنا… وكأننا عربٌ هنودُ!! – 20 – لا تسأليني. فالسؤالُ إهانةٌ. نيران اسرائيل تحرقُ أهلنا… وبلادنا… وتُراثنا الباقي… ونحنُ جليدُ!! – 21 – لا تسأليني، يا صديقةُ، ما أرى. فالليلُ أعمى… والصباحُ بعيدُ… طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍ فإذا هُمُ… بين اليهودِ يهودُ!! (لندن 1 نيسان (ابريل) 97) أنا قصِيدةُ حُبٍّ… – 1 – أنا مسؤولٌ… عن كلِّ قصيدةِ حُبٍّ كَتَبتُها… ابتداءً من الوصول الى جَبَل طارقْ… وانتهاءً بمغادرة (قصر الحمراءْ)… مسؤولٌ عن سُيُوف (بني الأحمر)… واحداً… واحداً… وعن تنهُّداتهمْ… واحداً… واحداً… – 2 – أنا مسؤولٌُ عن هذا الوطن الجميلْ… الذي رسَمْتُهُ مرةً بانتصاراتي… ومرةً… بفتوحاتي… وأوسمتي… ومرةً… بانكساراتي… ودُمُوعي… – 3 – أنا مئذنةُ حزينةٌ… من مآذنِ قُرْطبهْ… تُريدُ أن تعُودَ الى دمشقْ… – 4 – أنا تراثُ أمي… من الياسمينْ والخبّيزَهْ… لا يزالُ ينكُشُ تحت ثيابي!! – 5 – أنا قصيدةُ حُبٍّ كانتْ سَبَباً… في سُقُوط العَرَب من الأندلسْ!! – 6 – أنا أوَّلُ البكاءْ… وآخرُ البكاءْ… – 7 – أنا مجموعة من الأحزان… يستعملها الرُهْبان لصنع شُمُوعهْم… – 8 – أنا في النهارْ… سَيْفٌ من سُيُوف عبدالرحمن الداخِلْ… وفي الليل، مَرْوَحةٌ من الريشْ… في يد إحدى راقصات (الفلامِنْكُو)… – 9 – أنا موشَّحٌ أندلسيّ… لم تكتُبْ ساحاتُ (الحَمْراء) أجملَ منه… قيثارةٌ… تنتحِبُ على صدر (غارثيا لُوركَا)… – 10 – أنا ياسمينةٌ تتسَّلَقُ صباحاً على عباءة (أبي عبدالله الصغيْر)!! – 11 – أنا مجموعةٌ من المواويلْ… تستعملُها جبالُ لبنانْ… للتعبير عن بكائها… – 12 – أنا كلُّ أوجاع العالَمْ… من جُولْييت غريكو… الى بابلو نيرُودّا… – 13 – على شفتيكِ أيتها الأندلسيّة… أبحثُ عن خط الاستواءْ وعن غابات إفريقيا… وعن حبّ الهالْ… والفلفلِ الأسودْ… ونبيذ مالاغا… وزرقة القلوع على شاطئ (ماربيا)… – 14 – أنا مسؤولٌ… عن (زمان الوصلِ بالأندلُسِ)… وعن غَزَلياتِ (العبّاس بن الأحتَفْ…) وعن كلّ وردةٍ حمراءْ… تضعُها (الولاّدةُ بنتُ المستكْفي)… على جبينها… – 15 – أنا مجموعةٌ من الدموْع… تسبحُ من بلاد الشعرْ… ولا يعرفُ أحدٌ… في أيّ مكانٍ على شاطئ عُيُوني… تصُبّ… (سبتمبر 1997) لـو – 1 – لو أنكِ جئتِ… قبيل ثلاثين عاماً الى موعدي المنتظَرْ… لكانَ تغير وجهُ القَضَاءِ… ووجهُ القَدَرْ… – 2 – لو أنكِ جئتِ… قبيل ثلاثينَ قرناً لطرّزتُ بالكلماتِ يدْيَكِ… وبللتُ بالماء وجهَ القَمرْ… – 3 – لو انكِ كنتِ حبيبةَ قلبي… قبيل ثلاثين قرناً… لزادت مياهُ البحورْ… وزادَ أخضرارُ الشَجَرْ… – 4 – لو أنكِ كنتِ رفيقةَ دربي… لفجرَّتُ من شفتيكِ الشُموسَ… وأخرجتُ من بين نهديكِ… ألفَ قَمرْ… – 5 – لو أنكِ كنتِ حبيبةَ قلبي قُبيلَ ثلاثينَ قرناً… تغيرَّ تاريخُ هذا البَلدْ… فقبلكِ… ليس هناكَ نساءٌ. وبعدَكِ… ليس هناكَ أحدْ!!… (أكتوبر 1997) مُرَبّعات… – 1 – أنا مُرَّبعٌ… يبحثُ منذُ القرنِ الأولْ عن بقية أضلاعِهْ… يبحثُ منذ بدايات التكوينْ… عن صورة وجهِهْ… يبحثُ منذُ بداياتِ النساءْ… عن اسمِ امرأتِهِ الضائعةْ!!… – 2 – أنا المسيحُ عيسى بنُ مريمْ… أبحثُ منذ تاريخ صَلبي عن دمي… وجراحي… ومساميري!! – 3 – أنا في مربَّع، إسمُهُ أنتِ. فلا أستطيعُ الهُروبَ الى امرأةٍ ثانيهْ… أنا بين نهديكِ في مأزقٍ… ولا أستطيعُ الخلاصَ من الهاويَهْ!! – 4 – أنا في مربَّعٍ اسمُهُ الشعرْ… فلا أستطيعُ الذهابَ شمالاً… ولا أستطيعُ الذهاب جنوباً… وأعرف أنّي سأُقتَلُ بالضربة القاضية… – 5 – أنا شاعرٌ عربيّ… يمُوتُ… على خنجر العشْق يوماً… ويوماً… على خنجر القافية. – 6 – أنا في مربَّعٍِ، اسمهُ الأنوثة… فأيُّ الجميلات تُفرجُ عنّي… وليس هنالكَ لبنَى… ولا راويَهْ… – 7 – أنا في مربَّعٍ… اسمُهُ القصيدَة… في أساورها تلبُسِني… في خواتمها تحبسني… في ضفائرها تحاصرني… في قدَميْها تزيّنُ بي… كخلاخيل الحرَّية!! – 8 – أنا في مربَّعٍ مفتوحٍ عليكْ… من الجهات الأربَعْ… من الشعر الأسود… الى الحَلَقِ الفضيّ ومن الأصابع المرصعة بالنُجومْ… الى الشامات التي لا عدَدَ لها… – 9 – أنا مربعٌ أخضرُ… في بحر عينيكِ… وما زلتُ أُبحرُ… ما زلتُ أغرقُ… ما زلتُ أطفو… وأرسو… وأجهلُ في أيّ وقتٍ… يكونُ وصُولي… الى رمل صدرِكِ… أيتها الغاليهْ… – 10 – أنا في مربعٍ… اسمُهُ الكتابة… ولا أستطيعُ التحرّر منكِ… ولا أستطيعُ التحررُ مني… فأينَ يداكِ… تُضيئان أياميَ الآتيةْ… – 11 – أحبكِ… يا مَنْ ألملِمُ من شفتَيها بقيّةَ أحلاميَ الباقيهْ… – 12 – أحبُّك… يا ألفَ امرأةٍ في ثيابي… ويا ألفَ بيتٍ من الشِعر… يملأُ أوراقيَهْ… (مارس 1998) القصيدة الأخيرة(مقاطع) ما تُراني أقولُ ليلةَ عُرسي؟ جَف وردُ الهوى، ونامِ السامر. ما تُراني أقولُ يا أصدقائي في زمانٍ تموتُ فيه المشاعر؟ لم يعد في فمي قصيدةُ حبٍ سقطَ القلبُ تحت وقع الحوافِرْ ألف شكرٍ لكم… فأنتم شراعي وبحاري، والغالياتُ الجواهرْ فأنا منكُمُ سرقتُ الأحاسيس وعنكم أخذتُ لونَ المحاجِر أنتم المبدعُونَ أجمل شِعري وبغير الشعوب، ما طار طائر فعلى صوتكُم أُدوزِنُ شعري وبأعراسِكم أزفُّ البشائرْ. * * * أنزفُ الشعر، منذ خمسينَ عاماً ليس سهلاً أن يصبحَ المرءُ شاعر هذه مِهنةُ المجانين في الأرضِ وطعمُ الجُنون طعمٌ باهِر… أنزِفُ العشقَ والنساءَ بصمتٍ هل لهذا الحزنِ الدمشقي آخر؟ لستُ أشكو قصيدةً ذبحتني قدري أن أموت فوق الدفاتر بي شيءٌ من عزة المُتنبي وبقايا من نار مجنون عامرْ… لم يكن دائماً فراشي حريراً فلكم نمت فوق حدِّ الخناجرْ فخذُوا شُهرتي التي أرهقتني والإذاعاتِ كلَّها… والمنابرْ وامنحوني صدراً أنامُ عليهِ واصلُبوني على سواد الضفائر… * * * أنا من أُمّةٍ على شكل ناي هي دوماً حُبلى بمليون شاعرْ كلُّ أطفالنا يقولونَ شعراً والعصافيرُ، والرُبى، والبيادرْ. ما بنا حاجةٌ لمليونِ ديكٍ نحنُ في حاجةٍ لمليونِ ثائرْ تُطلِعُ الأرضُ شاعراً كلَّ قرنٍ لا تباعُ الأشعارُ مثلَ السجائر… هل سعِدنا بشعرنا أم شقينا أم غفونا على رنين القياثِر؟ فانتصرنا يوماً ببحرٍ طويلٍ وانهزمنا يوماً ببحر الوافرْ
(مارس 1998) (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2008)
المشروع… وفرصة العمل المنتظرة
تونس – سلام كيالي الفرحة بمناقشة مشروع تخرّج، لا تساويها فرحة، فهي نهاية مرحلة الدراسة، للخروج للحياة الواقعية، مرحلة العمل والكد والاعتماد على الذات، لذا فلا ادخار للمجهود والطاقات لإتمام المشروع، ولجعله متميزاً عن غيره، كيف لا وهو «الوثيقة» التي ستقدم الى أصحاب الأعمال والمؤسسات، بطاقة مرور إلى مرحلة جديدة في الحياة… مرحلة الواقع والتحدي والعمل. ستة زملاء التقوا على فكرة تصميم روبوت متحرك، الفكرة اقترحها أستاذهم زياد بن سالم، الذي انتقل معهم إلى خارج الكلية لمتابعة سير العمل، فالمشروع لا يقدم الطلبة فقط، بل ويعكس مدى اهتمام المشرف ومدى قدرته على إيصال المعلومة لطلبته. المشروع قسمه الزملاء إلى ثلاثة أجزاء، وبالتالي فلكل جزء فريقه المكون من شخصين للعمل على إتمامه، فالحركة والسرعة لها فريقها أيوب وصابر، والاستشعار من بعد له فريقه ربيعة ومريم، والتطبيق الالكتروني فريقه أبو بكر وعايدة. بحسب صابر، وهو أحد العاملين على تنسيق الموتور والحركة والسرعة، فإن مشروع الدراسة هو تطبيق لما تعلمه خلال سنوات الدراسة الثلاث، بالتالي فهو كالبحيرة تتجمع فيه سيول من المعلومات بطريقة عملية، وبتعبير آخر كما يقول « فهو إثبات بأننا نستطيع توظيفها في شكل عملي ومنتج». المعلوماتية الصناعية، هو ما فضلت المجموعة أن تتخصص به، كون هذا الاختصاص هو المطلوب من الصناعيين الكبار في العالم، خصوصاً أنهم يتوجهون نحو رقمنة الصناعة، أي استعمال كل ما هو أوتوماتيكي وذاتي الحركة. والأهم من هذا كله ففي تونس شركات تسعى الى توظيف المعلوماتية في أساليب الإنتاج الجديدة. المشروع بحد ذاته بالنسبة الى أيوب ليس مشروعاً للتشغيل، فلا آفاق تشغيلية له، مشروع غير استغلالي، لا يستطيع استعماله في هذا المجال. وما يقصده هنا أيوب أنه لا يستطيع بيع الفكرة، فالفكرة أصلاً قديمة وموجودة وصنعت من قبل. لكن المفيد في المشروع أنه يمكن من تبيان مدى قدرة المجموعة على توظيف خبراتها في ابتكار أو صنع روبوتات، أو تطبيقات الكترونية. لا جديد في الموضوع، صحيح إن كنا نتكلم عن الروبوت كفكرة، لكن في الحقيقة فالفكرة فيها تجديد، وأسلوب العمل هنا هو الجديد، وأسلوب العمل هو ما مكن المجموعة من توظيف مواد مستخدمة تعتبر متخلفة صناعياً مقارنة بما هو موجود حالياً، في إنتاج وتصميم الروبوت، فالشرائح الالكترونية قديمة، لكن التقنية التي يعمل بها الروبوت حديثة. أي أن الجديد بل والطريف هنا هو مواءمة المواد القديمة مع التقنية الحديثة، والحديث هنا عن التقنية التي تتحكم بالسرعة والتوجيه. يمكن القول بأن هذه النقطة هي التي سيعتمد عليها الزملاء الستة ليس فقط في توظيف مشروعهم للتسويق لخبراتهم وكفاءتهم. أول صعوبة واجهناها هي في المكان الذي يجب أن نلتقي فيه، فنحن يجب أن نلتقي دائماً لتجميع المراحل وتنسيق الخطوات التي قمنا بها خلال فترة العمل، لكي نصل إلى ما وصلنا إليه. لذا فما كان لنا إلا أن نبحث عن مكان نستطيع فيه استخدام الانترنت، والحواسيب إضافة إلى المساحة التي يمكنها أن تستوعب حركتنا للعمل، والأهم من هذا مكان يمكننا فيه العمل ساعات طويلة. لكن المشكلة لم تستمر، فبعد أشهر على بدئنا المشروع وجدنا المركز الذي احتوى جهودنا وهو «مركز الواحة» والذي وفر لنا عامل الاستقرار والجو الملائم للعمل والإنتاج، ليس هذا فحسب بل ووفر لنا أيضا دروساً مجانية في مجال المعلوماتية ساعدتنا على إنجاز المشروع. اللافت للنظر أن المشروع أثار حنق صابر وفريقه على الغرب، فاحتكار الغرب للتكنولوجيا هو ما دفعه لاستعمال مواد قديمة أو متخلفة صناعياً، وللزج بكل طاقته لإثبات قدرته على الوصول إلى هذه النتيجة، كيف لا والحاجة أم الاختراع… وربما هو ما دفعه للقول بأن هذه الفكرة يمكن أن تتطور وتتطور… فلا حدود لهذا العمل. (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 جويلية 2008)
أحمد منصور: فن الرقص على جثث الشهداء
بقلم : عبد الكريم بن حميدة تونس هذا الفن قد يكون حديثا.. اقتضته طبيعة المرحلة.. وضرورة التكيف مع متطلباتها.. وحسن التعاطي مع المتغيرات. وعبثا، قد يحاول البعض التسلل إلى سفينة هذا الفن، فتعوزه القدرة.. ويعوزه اللسان.. وتعوزه الموهبة… وسرعان ما ينكشف، فيصبح موضع هزء وتندّر. سبحان الله.. لكل امرئ من دهره ما تعوّد.. وعادة أحمد منصور أن يرقص على جثث شهدائنا… ولأنه خُلق ليكون راقصا فإن حديثه في برنامج (شاهد على العصر) يبدو – لمن لا يحسن تفكيك القول- صورة للموضوعية.. ونموذجا في التجرد والنزاهة. أحمد منصور الذي يطل على مشاهدي قناة « الجزيرة » بابتسامته الصفراء.. وحديثه « المتّسق »، نموذج لهذه الفئة من الإعلاميين الراقصين.. أو إعلاميي المارينز. وظف كل طاقاته، واستفاد أحيانا من جهل مخاطبيه وضعف شخصياتهم ليمرّر للمشاهد أكاذيب.. وتلفيقات.. ومغالطات يحرص أيّما حرص على تقديمها وكأنها حقائق تاريخية لا يرقى إليها شك. كانت سهامه موجهة باستمرار إلى الزعيم الشهيد جمال عبد الناصر، فلم يترك مناسبة إلا حاول فيها عبثا تشويه صورته، والتجني عليه وعلى تراثه الفكري والنضالي، والتستر على كل فضائله.. وبرع في فن استدراج محاوريه ليشاركوه حفلات رقصه.. حتى حل ضيفا على المرحوم حسين الشافعي.. فقدّم له هذا الأخير درسا في الوطنية وفي احترام عظمائنا وإجلال شهدائنا. في حواره مع آخر ضيوفه اكتمل مشهد الرقص.. وظهر أحمد منصور عاريا من كل ما تستّر به.. كان الحقد على كل ما هو عربي.. على العروبة.. وعلى الفكر القومي.. يقطر من كل حرف في حديثه.. استدعى حامد الجبوري الذي شغل خطتي وزير إعلام وسفير في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد.. واستغل كأفضل ما يكون عطل لسان ضيفه وضعف شخصيته، وقاده إلى حيث يريد لينتهي إلى خلاصة مفادها أن الشهيد صدام جمع كل الرذائل بدءا بالديكتاتورية وانتهاء بسفك الدماء. يا حامد.. يا جبوري.. أنت تقول إن صدام قاتل سفاح.. والناس لا يعرفونه إلا صدام الوطني المناضل الشهيد. يا حامد.. لماذا قبلت أن تؤدي ذلك الدور الذي زعمت أنك كُلفت به.. دون أن تحتجّ، أو تستقيل؟ طبعا ستزعم أن لا أحد كان باستطاعته أن يعارض صدام.. أو يردّ له أمرا.. إذا كانت الأمور تسير على هذا النحو، فكيف تنقلب على سيّدك بعد أن خدمتَه خمسة وعشرين عاما كاملة؟ وكيف تعضّ اليد التي أكرمتك لا سيما أنك كنت جزءا من سياسات تلك الفترة؟.. ولماذا لم تهرب إلى لندن إلا أثناء العدوان الثلاثيني.. وهو أحلك الفترات التي مرّ بها العراق؟ وهل كان انضمامك إلى « المعارضة » العراقية هناك عنوان وطنية؟ أم أنه كان دليلا على سقوطك في أحضان المخابرات الأمريكية والبريطانية؟ وأخيرا ما المقابل الذي قبضتَه حتى تتحمل كل تلك الإهانات التي يكيلها لك أحمد منصور في كل حلقة؟؟؟ أما أنت.. يا أحمد.. يا منصور.. فإنك تزعم أنك تبحث عن الحقيقة وسط ركام الأكاذيب.. والناس لا يعرفونك إلا بعاشق القذارة في مزابل التاريخ. لهذا كان ضيفك من أحد المكبات التي فاحت رائحة عفنها، فلم تقنع أحدا.. ولم تبهر أحدا باستثناء أمثالك ممن لا يضمرون سوى الحقد على كل ما هو عربي عروبي.. قوميا كان أو ناصريا أو بعثيا أو… أنت رمز للسقوط الأخلاقي.. والمهني.. وهذا التطاول على شهداء الأمة ورموزها لن يرفع من قامتك القميئة.. ولن يخلدك في سجل المدافعين عن الحق.. فأمثالك في حاجة إلى حصص علاج نفسي حتى يبرؤوا من أحقادهم.. وتنفتح بصائرهم على أنوار الحق.. أما الشهداء الذين تخصّصْتَ في حجب فضائلهم.. فلا يحتاجون إلى شهادة من أحد.. ولن ينجح ضيوفك مهما ادعوا الموضوعية، ولن تنجح أنت مهما استبدّ بك حقدك في إيذاء رموزنا.. من العظيم عبد الناصر.. إلى الشهيد صدام…
(المصدر : جريدة ناصريون اون لاينبتاريخ 30 جويلية 2008) http://nassirioun.blogspot.com
الإسلاميون العرب و«ديموقراطيّتهم» الداخلية
خليل العناني (*) على رغم حسم كثير من الحركات والأحزاب الإسلامية العربية للجدل الفقهي والعقائدي حول المسألة الديموقراطية، كفكرة إجرائية وقيمة سياسية، إلا أن ثمة بوناً شاسعاً بين فهم هذه الحركات والأحزاب لمعايير الديموقراطية وتطبيقها داخل بنيتها التنظيمية والحركية. وبقدر ما باتت الديموقراطية إحدى الروافع الأساسية في تعظيم مكاسب الإسلاميين مجتمعياً وسياسياً، بقدر ما يزال بعض هؤلاء يشكك فيها باعتبارها الأسلوب الأنجع لإدارة الخلافات الداخلية، فضلاً عن اعتمادها كأداة للترقي والصعود التنظيمي، وذلك مقابل هيمنة قيم الولاء والطاعة وتقديس القيادة وتديين العلاقات التنظيمية. وهنا يمكن تقسيم الأحزاب والحركات الإسلامية العربية إلى فئتين أساسيتين، أولاهما تتمتع بمناخ ديموقراطي داخلي يكاد يكون مثالياً، خاصة إذا قورن ببعض الأحزاب الليبرالية واليسارية العربية. وهنا لا تتوقف الديموقراطية «الداخلية» عند إطارها الشكلي فقط، وإنما تبدو حاكماً رئيسياً في تفاعلات الحزب كافة، وما يتفرع عنها من قيم للمسؤولية والمحاسبة والشفافية. وثانيتهما تلجأ الى الديموقراطية، ليس كقيمة في حد ذاتها، وإنما من أجل التحكم في دفة الصراع الداخلي وإدارة التنظيم بشكل يبدو كما لو كان أقرب الى الديموقراطية «المسقوفة» التي تستهدف إطاراً بعينه، من دون أن تتجذر قيمها وممارساتها في مخيّلة القواعد والكوادر الإسلامية. في الفئة الأولى تقع حركات وأحزاب مثل حزب «العدالة والتنمية» المغربي، الذي يعد نموذجاً مهماً في تطبيق معايير الديموقراطية على بنيته الداخلية، حيث يجري الحزب انتخابات دورية على المستويات الداخلية كافة (المؤتمر الوطني والمجلس الوطني والأمين العام واللجان)، وقد شهد الحزب أخيراً نقلة نوعية حين تم تعديل النظام الأساسي للحزب في مؤتمره العام السادس الذي عقد قبل أيام بحيث بات أكثر ديموقراطية ومرونة عما كان من قبل، بحيث زادت صلاحيات الهيئات التقريرية والتنفيذية في مقابل صلاحيات الأمين العام ونوابه، كما زادت النسب المخصصة للشباب والمرأة في المستويات التنظيمية العليا، ناهيك عن اعتماد أسلوب اللامركزية في إدارة شؤون الحزب. وقد شهد الحزب قبل أسبوع إجراء انتخاباته الداخلية حيث فاز بمنصب الأمين العام عبدالإله بن كيران مقابل فوز سعد الدين العثماني برئاسة المجلس الوطني. كذلك تأتي جمعية «الوفاق» الإسلامية البحرينية كاحدى الحركات الإسلامية ضمن هذه الفئة حيث تتمتع الجمعية التي أنشئت عام 2001 بقدر من الديموقراطية الداخلية يميزها عن غيرها من الحركات الإسلامية، خاصة الشيعية، تتيحه لها لائحتها الداخلية التي تتمتع بمرونة وتوازن واضح للاختصاصات بين المؤتمر العام ومجلس شورى الوفاق. في حين تقع حالات الأردن ومصر والجزائر ضمن الفئة الثانية، حيث يبدو لجوء حركاتها الإسلامية الى الديموقراطية كجزء من الصراع الداخلي، وتبدو الانتخابات كما لو كانت أداة ناجعة لحسم الصراع بين أجنحة الحركة المختلفة. ففي الأردن على سبيل المثال قام مجلس شورى الجماعة بحل نفسه تلقائياً بعد الأداء الهزيل للجماعة في الانتخابات التشريعية التي أجريت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وبقدر ما كان قرار الحلّ إجراءاً نزيهاً يعكس الإحساس بالمسؤولية، بقدر ما كان انعكاساً للصراع الضاري بين جناحي «الصقور» و «الحمائم» داخل الجماعة، حيث لجأ الجناح الأول الى تحميل مسؤولية تلك الهزيمة التاريخية (6 مقاعد من أصل 110) في تلك الانتخابات للجناح الثاني، ما دفع بقياداته، التي كانت تسعى الى التهدئة مع الدولة ومؤسساتها الرسمية، إلى تقديم استقالاتها وحلّ مجلسها، وكان منطقياً أن ترتفع حظوظ المحافظين فى أية انتخابات لاحقة تجري سواء على مستوى مجلس شورى الجماعة أو على مستوى المكتب التنفيذي. وهنا تبدو الديموقراطية أقرب لتكون أداة للعقاب «الداخلي»، مما هي أداة تقوم بإدارة الاختلاف داخل الحركة الإسلامية الأردنية، والأنكى أن هذا العقاب لم يكن موجهاً الى بعض الأجنحة فحسب، وإنما أيضا الى المجتمع بوجه عام والى وزن الحركة فيه. فمن جهة توالت تبعات هذا الصراع الداخلي كي تدفع بهمّام سعيد إلى رأس الحركة، فى خطوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الحركة عام 1946، وهو المعروف بميوله المحافظة المتشددة وضعف مرونته، على الأقل مقارنة بسلفه سالم الفلاّحات. وبدا هذا الإجراء كما لو انه «عقاب» ضمني مارسته قواعد الحركة ضد الدولة بأن «قذفت» بأحد الصقور نحو الواجهة باعتباره الأنجع فى إدارة العلاقة مع النظام بعد فشل الحمائم في ذلك وتصّيد النظام لأخطائهم المتكررة. وككرة الثلج تدحرجت الأزمة كي تقاطع قيادات من جناحي «الحمائم» و «الوسط» اجتماعات المكتب التنفيذي للجماعة أكثر من مرة امتعاضاً من تأجيل فتح تحقيق «داخلي» مع الأمين العام لحزب «جبهة العمل الإسلامي» زكي بن أرشيد تحت وطأة اتهامهم له بالتفرد فى اتخاذ القرارات وعدم الاكتراث برأي المكتب التنفيذي للحركة. وتبدو هذه الديموقراطية «العقابية» كما لو كانت حسماً من رصيد الحركة وليس إضافة لها، وهو ما يضر قطعاً بصورة الحركة وعلاقاتها بالدولة والمجتمع. أما في مصر فتبدو الديموقراطية داخل جماعة «الإخوان المسلمين» كما لو كانت ضرباً من الخيال، ليس فقط لانعدام التوازن بين المستويات التنظيمية المختلفة للحركة، من حيث الصلاحيات والاختصاصات فحسب، وإنما أيضا لانعدام ثقافة الديموقراطية ذاتها داخل الصف الإخواني. ولا تكاد الجماعة تعرف من الديموقراطية سوى شكلها «الانتخابي»، حيث تنص اللائحة التنظيمية للجماعة على إجراء انتخابات داخلية في مختلف المستويات التنظيمية (الشُعبة، المنطقة، المكتب الإداري، مجلس الشورى العام، مكتب الإرشاد). أما ما يتفرع عن الديموقراطية من قيم ومعايير للنزاهة والشفافية والمحاسبة والكفاءة فلا يزال يصطدم بالقيم التعبوية كالطاعة والولاء. ومن دون إجحاف، لا ينفصل هذا الجمود الديموقراطي داخل جماعة «الإخوان» عن عاملين أساسيين، أولهما انعدام الممارسة الديموقراطية داخل مؤسسات العمل السياسي فى مصر قاطبة، ما يعني ضمناً ضمور خلايا الثقافة الديموقراطية مجتمعياً وسياسياً. وثانيهما، وطأة الوضع القانوني المعقّد الذي تعيشه الجماعة منذ أكثر من نصف قرن. بيد أن ذلك لا يقلل من مسؤولية قيادات الجماعة عن عدم ترسيخ قواعد الممارسة الديموقراطية داخل «العقل» الإخواني، وتقليل البعض من تأثير ضعف أو انعدام هذه الممارسة على الوضع العام للجماعة ووزنها داخل المجتمع. وعليه فلا تحظى القرارات الاستراتيجية التي تتخذها الجماعة سواء داخلياً، أو في علاقتها بالنظام، بالشرعية المطلوبة، وذلك بسبب غياب النصاب «الديموقراطي» المفترض لها، وانعدام وجود آلية لاستطلاع آراء جميع أعضاء الجماعة بشأنها. وهو ما حدث أخيراً حين أجرت الجماعة ما وُصف بأنه «انتخابات» داخلية لملء بعض المقاعد الشاغرة فى «مكتب الإرشاد» بالجماعة. فقد جرت الانتخابات عبر آلية غامضة لم تقنع الكثيرين بنزاهة وشفافية عملية اختيار الأعضاء الجدد، فى حين احتكر المرشد العام للجماعة قرار الإفصاح عما حدث بعيداً عن أي محاسبة داخلية. ولم تسمع القواعد الإخوانية عن تلك الانتخابات إلا عبر وسائل الإعلام شأنها في ذلك شأن غيرها من خارج الجماعة. أما في الجزائر فيبدو أن حركة مجتمع السلم (حمس) لم تستفد من الخبرة الطويلة التي رسختها الحركة الإسلامية «المعتدلة» في الجزائر التي أسسها شيخها الراحل محفوظ نحناح، ودخلت الحركة في صراع داخلي مرير على المناصب. وتبدو الحركة الآن منقسمة على نفسها بين تياري الرئيس الحالي أبو جرة سلطاني، ونائبه عبد المجيد مناصرة. وقد وصل هذا الصراع أوجه إبان انعقاد المؤتمر الرابع للحركة الذي عُقد في نيسان (ابريل) الماضي من أجل اختيار رئيس للحركة، وكاد أن يشطر الحركة إلى نصفين بين كلا الغريمين (سلطاني ومناصرة). ويتسم النظام الداخلي للحركة بالجمود وعدم المرونة في ما يخص العلاقة بين المستويات التنظيمية المختلفة (المؤتمر ومجلس الشورى الوطني والمكتب التنفيذي والمكاتب الولائية). وبوجه عام تبدو الديموقراطية لدى كلا الفئتين أمراً ضرورياً سواء باعتبارها أداة مهمة في تسيير الحركة وتطوير أدائها السياسي والتنظيمي (الفئة الأولى)، أو كإطار مرجعي يتم الاحتكام إليه من أجل تصفية الحسابات الداخلية وحسم الصراع الداخلي من دون التأثير على جسد الحركة ذاته أو انشقاقه (الفئة الثانية). وخلاصة القول إنه برغم حداثة الممارسة الديموقراطية داخل الحركات والأحزاب الإسلامية بوجه عام، إلا أنها تظل الأفضل حالاً مقارنة بغيرها من الكيانات السياسية الموازية فى مجتمعاتنا التي يدّعي معظمها اعتناق الديموقراطية فكراً من دون أن يمارسها فعلاً. (*) باحث مصري – معهد «بروكينغز» للأبحاث، واشنطن (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2008)
صدى حظر حزب «العدالة والتنمية» التركي في العالم العربي
محمد أبو رمان (*) أتت توصية مقرر المحكمة الدستورية التركية بعدم حظر حزب العدالة والتنمية التركي، والاكتفاء بوقف الدعم المالي عنه دون حظره، لتمنح المثقفين والإصلاحيين العرب المتفائلين بهذه التجربة أفقاً جديداً من الأمل، بانتظار قرار المحكمة الدستورية النهائي، وهو قرار لن يقف عند حدود التجربة الديمقراطية التركية، إنّما سيكون له صداه الفكري والسياسي على المشهد السياسي والثقافي العربي. فمن المعروف أنّ تجربة حزب العدالة والتنمية حظيت منذ تأسيسها أواخر عام 2001 باهتمام عربي واسع، ليس فقط لدى المثقفين والحركات الإسلامية، بل أيضاً لدى مختلف الاتجاهات. وأدى نجاح الحزب الكاسح في الانتخابات البرلمانية التركية 2003، 2007، وتمكنه من إحداث اختراقات سياسية هائلة في المجتمع والدولة على السواء، والوصول بعبد الله غل رئيساً للدولة وأردوغان رئيساً للحكومة، كل ذلك وُضِع في حساب التأثير المتزايد للتجربة الإسلامية التركية الجديدة على الساحة العربية. وفي حوار مع المفكر العربي برهان غليون، أجراه الباحث والكاتب التونسي صلاح الدين الجورشي، يرى غليون أنّ نموذج الإسلام التركي الجديد بدأ يتغلب على نموذج الإسلام الإيراني ويكتسب مشروعية كبيرة في الأوساط السياسية والثقافية العربية. ويتوقع غليون أن تزداد مساحة التأثر به والإفادة منه خلال المرحلة القادمة. ثمة عناوين كثيرة ورئيسة تمثل ملامح للتجربة التركية أهمها: تحول الإسلام من أيديولوجيا سياسية مهيمنة إلى مكون من مكونات المشروع الوطني العام، الخروج من عباءة الشعارات الإسلامية إلى التنمية السياسية والاقتصادية، تطوير الفكر السياسي الإسلامي بصورة بنيوية، ومن خلال الممارسة العملية، ما يعيد النظر في مفهوم الدولة الإسلامية ذاته وفي مسألة الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان والعلاقة بين الدين والمجتمع والدولة والعلاقة مع الآخر، والموقف من المرأة والفن والأدب… هذا الاختراق الجديد لم يكن فقط للساحة السياسية التركية، بل أيضاً للخطاب الإسلامي، إذ شكلت التجربة نقلة نوعية هائلة وضخمة عن التجارب الإسلامية المشرقية. وإذا كانت التجربة التركية قد شكلت صدمة في البداية للعديد من الإسلاميين، ولقيت صدوداً من الكثير من القيادات الإسلامية الفكرية والحركية، إلاّ انّ حالة الاعراض والانتقاد بدأت بالتراجع والتقهقر مع تمكن أردوغان ورفاقة في كل مرحلة من إثبات عمق التجربة وذكائها وقدرتها على إبداع نموذج إسلامي واقعي عصري براغماتي جديد، يقدم صورة مختلفة تماماً عن النماذج الإسلامية المشرقية العربية، أو حتى النماذج الشبيهة؛ كالنموذج الباكستاني والمثال الأفغاني. واللافت فعلاً أنّ التيار الإصلاحي داخل الحركات الإسلامية بدأ يتحدث صراحةً عن تبنيه النموذج التركي وإيمانه به وبضرورة تطوير البنية الفكرية والتنظيمية للحركات الإسلامية لتلامس ملامح التجربة التركية. وقد عبّر عن ذلك بصورة مباشرة عدد من قيادات جماعة الإخوان في الأردن (رحيل غرايبة) وفي مصر (عبد المنعم أبو الفتوح). في المقابل؛ فإنّ أي انتكاسة لهذه التجربة تضرب على عصب حساس لدى الإسلاميين العرب، وتؤدي إلى ترجيح الكفة المقابلة التي تدعو إلى الالتزام بالخط الأيديولوجي والتقليدي ونبذ التجربة التركية، بل وتكفيرها وتضليلها باعتبارها «تجربة علمانية» لا تمت إلى الإسلام بصلة. وفي حال قررت المحكمة الدستورية التركية حظر حزب العدالة والتنمية فإنّ الصدى السلبي لذلك سيكون سلبياً للغاية في العالم العربي، وتحديداً على الصراع الفكري الحاد داخل الحركات الإسلامية اليوم. ولعلّ التساؤل الذي سينفجر فوراً داخل هذه الحركات والإوساط هو: إذا كان حزب العدالة والتنمية في تركيا والذي قطع الطريق كاملة نحو البراغماتية السياسية متخلياً عن الكثير مما يعتبره الإسلاميون العرب ثوابت فكرية، وربما عقدية، قد وصل إلى النهاية المغلقة، ولم تخدمه كل هذه التحولات، ولم تساعده الديمقراطية التركية المتقدمة كثيراً على الديمقراطية العربية (برغم الموقف من الإسلام السياسي) فإنّ الباب سيكون مغلقاً – من باب أولى- أمام التجارب الإسلامية العربية. خطورة الموضوع تكمن اليوم في أنّ هذه التجاذبات التركية واحتمالات حظر الحزب ومنع أردوغان وقادته من ممارسة العمل السياسي لعدة سنوات يتزامن ويتوازى مع حالة الانغلاق السياسي في العالم العربي والتراجع الكبير في عملية الإصلاح السياسي. مثل هذه الظروف تمثل التربة المناسبة لازدهار الأجنحة المحافظة والأيديولوجية بل والمتطرفة داخل الحركات والجماعات الإسلامية على حساب الأجنحة والتوجهات الإصلاحية والليبرالية، والتي وإن كانت هي من سيدفع الثمن المباشر من شعبيتها ومصداقيتها الواقعية، لكن المجتمعات العربية ستدفع الثمن الأكبر من نواح ابرزها تراجع التيارات الإصلاحية التي تحمل مشروعات أكثر واقعية وقدرة على خدمة هذه المجتمعات، ثانيها تراجع فرصة إحداث قفزة إصلاحية كبيرة في مفاهيم التدين والعلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة. بلا شك؛ ليس المقصود التعويل الكامل على التجربة التركية بتغيير بنية الإسلام السياسي العربي وتطويره باتجاه أكثر واقعية وعقلانية ووطنية، فلكل تجربة شروطها الاجتماعية والتاريخية والثقافية، لكن في المقابل نجاح التجربة يدفع إلى الأمام خطاب الإسلاميين الإصلاحيين بينما فشلها يعزز من الاتجاه المحافظ والمتشدد ما لا ينعكس على الحركات الإسلامية وحدها، بل على الثقافة الدينية في المجتمعات العربية. (*) كاتب أردني (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جويلية 2008)