الخميس، 31 يوليو 2008

TUNISNEWS
8 ème année, N°2991 du 31.07.2008
 archives : www.tunisnews.net 


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي : تأجيل محاكمة ليوم 14 اوت ومنع المحامين من زيارة الموقوفين

حــرية و إنـصاف: محاكمة جديدة في قفصة

والمجلس الوطني للحريات: قفصة : المحكمة ترفض شهادة زكية الضيفاوي عن

تهديدها بالاغتصاب والنقابيون الموقوفون يتعرضون للتعذيب

المجلس المركزي لحركة التجديد:بيان

السبيل أونلاين: تونس : حملة السلطات على حقوق الإنسان تثير قلق منظمات دولية

 ايلاف :  تونس: وفاة سجين حق عام بعد إضراب عن الطعام

العرب:تونس: والدة أحدهم لـ «العرب»: جسد ابني لم يتحلل : جنازات مهيبة تشيّع شهداء المقاومة

مجموعة من الموقعات والموقعين:نـــــــــــــــــــــــــــداء

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:النتائج النهائية لتوزيع المسؤوليات في لجنة السكن، و البحوث والدراسات، و أخلاقيات المهنة، و المصورين الصحفيين

مدونة زياد الهاني : لجنة المرأة: جدل حول نتيجة انتخاب رئيسة اللجنة

الحياة : تونس: بن علي يترشح لولاية خامسة

القدس العربي: خصومه يقولون إن اعادة انتخابه سيجعله رئيسا مدي الحياة مثل بورقيبة

رويترز: جلوبل الكويتية تنشيء مصنعا للأسمنت في تونس

شينخوا: نمو الاستثمارات الأجنبية في تونس 

أخبار الجمهورية: لـمـاذا جُـلـب طارق ذياب إلــى أحــد مـراكـز الأمـن؟..

الحياة:تحضّر لمشروع موسيقي مع نصير شمّة وتعتبر يوسف شاهين معلّمها… لطيفة تستعدّ لبطولة فيلم كتبته أحلام مستغانمي

جمعية اهل البيت الثقافية تونس :تهاني وتبريكات بمناسبة الذكرى العطرة للبعثة النبوية الشريفة

  

العرب اونلاين: العالم التونسى محمد الأوسط العيارى فى حوار خاص

عبدالسلام الككلي:  وزارة التعليم العالي تسيّس الجامعة

 

مراد رقية:السلك التدريسي الجامعي التونسي،من الشموخ العلمي المنشود الى بيت الطاعة الاداري المفروض

احميدة النيفر: الحُبُّ.. أَعزّكَ الله

التيجاني الداهش: لكل جواد كبوة، فكيف نعالجها؟؟

مراد رقية:اغتيال الفرع المحلي لصندوق التأمين على المرض بقصرهلال لحقوق المواطن جملة وتفصيلا -أين هو دور جمعية الدفاع عن المستهلك؟؟؟

‘الشرق’ :الجزائر: إحباط محاولة لاستهداف موكب بوتفليقة

الحياة:أردوغان يعلن أمام البرلمان اليوم تغييرات لفتح صفحة جديدة مع القوى العلمانية…

د. بشير موسي نافع: ظاهرة أوباما: الانتخابات الأمريكية تتحول إلي انتخابات عالمية  


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي :

تأجيل محاكمة ليوم 14 اوت ومنع المحامين من زيارة الموقوفين 31 جويلية 2008

 

 
31 جويلية 2008 – تأجيل محاكمة ليوم 14 اوت 2008 : مثل اليوم الخميس 31 جويلية 2008 امام المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بقفصة كل من: ·زكية الضيفاوي ، أستاذة ·معمر عميدي ، معلم ·عبد العزيز بن سلطان، أستاذ ·كمال بن عثمان ، أستاذ ·عبد السلام الذوادي ، أستاذ ·فوزي الماس ، فني ·نزار بن احمد شبيل ، عامل بتهم : -الإضرار عمدا بملك الغير -العصيان الواقع من طرف أكثر من 10 أشخاص ، بدون سلاح – هضم جانب موظف عمومي -التعدي علنا على الأخلاق الحميدة – رمي مواد صلبة على عربة الغير -إحداث الهرج والتشويش بالطريق العام وقد أصر المحامون خلال الجلسة على ضرورة تسجيل أقوال السيدة زكية الضيفاوي المتعلقة بالتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب من قبل ضابط الشرطة محمد اليوسفي وذلك خلالها إيقافها بمراكز الأمن. وقد تم تأجيل الجلسة ليوم 14-08-2008 لمواصلة استنطاق بقية الموقوفين. وقد تولى الدفاع الأساتذة : العميد بشير الصيد ،شكري بلعيد، عياشي الهمامي ،خالد الكريشي ،محمد عبو ،راضية النصراوي، لزهر العكرمي ،سعيدة قراش، عمر الصفراوي، علي كلثوم ، سالم السحيمي، حسين التباسي ، نذير بن يدر ورضا الرداوي. تدعو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي لفتح تحقيق في ظروف إيقاف السيدة زكية الضيفاوي وتتبع من تثبت إدانته في ممارسة أي شكل من اشكال الاعتداء. كما تدعو مكونات المجتمع المدني لإدانة وفضح هذه الممارسات التي تعتبر تجاوزا خطيرا لحقوق الإنسان. الى ذلك تحي اللجنة السادة المحامين لوقفتهم الشجاعة والمبدئية ، ولما تكبدوه من عناء السفر ، هم الذين رافقوا الموقوفين في كل مراحل التحقيق والدفاع في قاعات المحكمة ولزياراتهم للمساجين في قفصة والقصرين وسيدي بوزيد.   منع المحامين من زيارة الموقوفين منع الأساتذة: شكري بلعيد وخالد الكريشي والعياشي الهمامي من زيارةا لسيدين عدنان الحاجي وبشير العبيدي الموجودين بالسجن المدني بالقصرين . وقد برر المنع بتعلات واهية- تعليمات ، عدم وضوح إمضاء قاضي التحقيق …. كما تم منع الأساتذة محمد عبو وسعيدة قراش ومنذر الشارني من زيارة عدنان وبشير بدعوى انقضاء وقت الزيارة في حين أن الوقت الإداري لم ينته . إلى ذلك منع الأساتذة : راضية النصراوي وعلي كلثوم ورضا الرداوي من زيارة الطيب بن عثمان ، الموقوف بالسجن المدني بسيدي بوزيد بنفس التعلات.   مثول عبيد الخليفي امام قاضي التحقيق بقفصة: مثل اليوم الخميس 31 جويلية 2008 السيد عبيد الخليفي ، موظف بإدارة الجامعة بقفصة أمام قاضي التحقيق . وقد حضر معه الأستاذ رضا الرداوي. رفض السيد الخليفي الإمضاء على محضر التحقيق واعلم  القاضي انه اجبر على محاضر البحث لدى الشرطة. عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي عبد الرحمان الهذيلي


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 31/07/2008 الموافق ل 28 رجب 1429

محاكمة جديدة في قفصة  

مثلت اليوم الخميس 31/07/2008  أمام الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية بقفصة بحالة إيقاف  السيدة زكية الضيفاوي المناضلة السياسية بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بمعية كل من السادة فوزي الماس  و معمر عميدي و عبدالسلام الذوادي و عبدالعزيز بن سلطان و كمال بن عثمان و نزار شبيل من أجل اتهامهم بالاضرار بملك الغير و الاعتداء على الأخلاق الحميدة و العصيان الواقع لأكثر من عشر أشخاص و الاعتداء على موظف أثناء العمل.  و ذكر الأستاذ محمد عبو محامي الموقوفين أن المحكمة بدأت باستنطاق السيدة زكية الضيفاوي التي صرحت لدى استنطاقها أمام المحكمة بأنه و قع تهديدها بالاغتصاب من طرف باحثها  و أن المحكمة رفضت تسجيل ذلك بمحضر الجلسة و هو ما أدى الى غضب لسان الدفاع فنتج عن ذلك توتر أدى لرفع الجلسة و تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 14/08/2008 . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


 

قفصة : المحكمة ترفض شهادة زكية الضيفاوي عن

تهديدها بالاغتصاب والنقابيون الموقوفون يتعرضون للتعذيب

مثلت اليوم 31 جويلية 2008 السيدة زكية الضيفاوي عضوة فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعضوة حزب التكتل من أجل العمل والحريات أمام المحكمة الابتدائية بقفصة بتهم: « الإضرار بملك الغير والاعتداء على الأخلاق الحميدة والعصيان الواقع من أكثر من 10 أشخاص دون سلاح وهضم جانب موظف عمومي ورمي مواد صلبة وإحداث الهرج والتشويش ».  وكانت زكية الضيفاوي قد شاركت صبيحة يوم الأحد 27 جويلية بمدينة الرديف (جنوب غرب تونس) الجاري في مظاهرة سلمية سارت تضامنا مع أبناء الجهة المساجين الذيا اعتقلوا على خلفية التحركات الماضية ألقت فيها زكية الضيفاوي كلمة في المشاركين. وقد تم إيقافها عندما كانت في منزل السيدة جمعة الحاجي بعد اقتحام المنزل من قبل عناصر من البوليس السياسي الذين استخدموا القوة في تحويل وجهتها. وقد صرحت السيدة الضيفاوي أمام المحكمة أنّه وقع إكراهها على إمضاء محضر جاهز بعدما تعرضت إلى تحرش جنسي وتهديد بالاغتصاب في مركز الشرطة بإشراف المدعو « اليوسفي ». وكان إثبات هذه الأقوال بمحضر الجلسة محل خلاف حاد بين هيئة الدفاع ورئيس الجلسة الذي رفض تضمين أقوالها كما وردت، ثم سارع إلى قطع الجلسة وتأجيلها إلى يوم 14 أوت المقبل. كما أحيل في نفس القصية وبنفس التهم كل من فوزي الألماس (مساعد تقني بشركة فسفاط قفصة) معمّر عميدي (معلّم تطبيق) وعبد العزيز بن سلطان (أستاذ تعليم ثانوي) وعبد السلام الذوادي (أستاذ اعلامية) وكمال بن عثمان  (أستاذ اعلامية) ونزار شبيل (عامل يومي)، الذين كانوا قد أخبروا محاميهم بما تعرضوا إليه من تعذيب في محلات البوليس.  وكان فريق من المحامين قد انظم من تونس إلى زملائهم في قفصة وتعرضوا إلى حواجز أمنية متكررة أثناء تنقلهم بهدف تأخير وصولهم إلى مدينة قفصة ممّا حال دون تمكنهم من زيارة منوبيهم والحصول على ملف القضية. والمجلس الوطني للحريات إذ يسجّل هذه المدة تواتر سيناريو واحد لقضايا ملفقة وبتهم متشابهة للنشطاء الحقوقيين والنقابيين في مختلف أنحاء الجمهورية، يعتبر أنّ كل هذه المحاكمة تعد معاقبة لكل من يتحرك في المجتمع التونسي ضد الاستبداد بطرق سلمية وذلك عبر توظيف القضاء. يطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين في هذه القضية وفي جميع القضايا الملفقة ضد نقابيي الحوض المنجمي وعلى رأسهم عدنان الحاجي. يطالب بفتح تحقيق جدّي في ما ورد على لسان زكية الضيفاوي من تصريحات تتعلق بالظروف التي تم فيها استنطاقها وتهديدها بالاغتصاب في مركز الشرطة. عن المجلس ، الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

المجلس المركزي لحركة التجديد بيان

    

إن المجلس المركزي لحركة التجديد المنعقد في دورته العادية الرابعة يومي السبت 26 والأحد 27 جويلية 2008 بالعاصمة برئاسة الأمين الأول، أحمد إبراهيم، وذلك في اجتماع موسع لممثلي الجهات، بعد استماعه إلى تقرير الأمين الأول حول الوضع السياسي والاجتماعي والمهام المطروحة على الحركة على ضوء ما جد من أحداث وتطورات على الساحة الوطنية، وبعد نقاش معمق  تناول مختلف هذه المسائل،   1. يعتبر أن مصادقة مجلس النواب في قراءة ثانية على مشروع تنقيح القانون الدستوري الخاص بشروط الترشح إلى رئاسة الجمهورية قد تمت دون اكتراث بالانتقادات والمقترحات والمطالب التي تقدمت بها قوى المعارضة الديمقراطية ومن ضمنها حركة التجديد ونوابها في اتجاه ضمان حرية الترشح بعيدا عن كل إقصاء، وهو ما يندرج في إطار التمادي في تجاهل طموح المجتمع وشبابه ونخبه في إصلاح سياسي حقيقي يمر أساسا عبر إعادة النظر جذريا في كامل المنظومة الانتخابية بحيث تستجيب في القانون والممارسة إلى شروط الشفافية والمصداقية وتضمن مقومات التعددية والتنافس وترفع العراقيل التي تحول دون إمكانية التداول الديمقراطي على السلطة، كما يمر عبر تنقية المناخ العام والإقلاع عن احتكار وسائل الإعلام الوطنية وفضاءات النشاط من قبل الحزب الحاكم ووضع حد نهائيا للتضييقات المفروضة على تحركات الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني.   2.  وفي هذا الصدد يعبر المجلس المركزي عن استنكاره الشديد لما أقدمت عليه السلطة من منع  الندوة التي أرادت حركتنا عقدها بمقرها المركزي يوم 23 جويلية للنقاش  مع حلفائها في المبادرة الوطنية حول آخر المستجدات بالحوض المنجمي، ويعتبر هذا المنع تجاوزا للقانون وعرقلة غير مقبولة لنشاطنا العادي كحزب وطني وسابقة تبعث على الانشغال إزاء ما قد تعنيه من منزلق نحو مزيد الانغلاق والتصلب والتطيرمن الرأي المخالف، خاصة أنها تتزامن مع ظاهرة المضايقات التي يتعرض لها عديد الإطارات من حركتنا مثل الأخ رشيد الشملي عضو المجلس المركزي لحركتنا  الذي قررت وزارة التعليم العالي إخضاعه إلى تتبعات تأديبية مختلقة لثنيه عن القيام بدوره كأستاذ وباحث جامعي وكمناضل والأخ عمر قويدر مراسل الطريق الجديد بالجنوب الغربي الذي تعرض مؤخرا إلى الاعتداء والتهديد من قبل الأمن على خلفية مساهمته في رفع التعتيم الإعلامي عن تحركات ومطالب أهالي الحوض المنجمي.   3.  إن المجلس المركزي يؤكد من جديد تضامنه الكامل مع هؤلاء الأهالي ووقوف حركة التجديد إلى جانبهم في مطالبتهم المشروعة بحل عادل وشامل للمشاكل التنموية المزمنة وبتجسيد حقهم في الشغل والعيش الكريم، ويعتبر أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالجهة ما زالت في حاجة إلى معالجة ذات مفعول مباشر وعاجل لحل أكثر قضايا التشغيل والبيئة إلحاحا ولتحقيق مناخ من الانفراج والتهدئة باإطلاق سراح كل الذين تم إيقافهم في علاقة مع التحركات السلمية بالرديف وأم العرايس وباقي مدن الحوض المنجمي والمناطق المجاورة بولاية القصرين وإلغاء التتبعات ضدهم، مما يسمح  للإجراءات الرئاسية الأخيرة بأن تأخذ كامل أبعادها بوصفها خطوة نحو تناول  إيجابي شامل لملف التنمية الجهوية، الذي يتطلب  اليوم طرحا جديدا يقطع مع سلبيات الاختيارات  الماضية ويضبط استراتيجية وطنية متكاملة تمكن فعلا من تحقيق تكافؤ الفرص بين الشريطين الغربي والساحلي للبلاد.   4.وعلى الصعيد الاجتماعي العام،  وأمام احتمال وقوع زيادات هامة في الأسعار في علاقة بارتفاع المواد الغذائية والمحروقات عالميا، يطالب المجلس الحكومة بعدم تحميل الفئات الشعبية والمتوسطة آثار ذلك الارتفاع  وبالترفيع العادل في الأجور ومزيد التحكم في التضخم حماية للقدرة الشرائية للأجراء ولعموم المواطنين.   5.ومن جهة أخرى يثمن المجلس المركزي ما تم تحقيقه من نتائج على صعيد بعث المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم، ويوصي الهيئة السياسية بتكثيف التشاور مع مكوناتها ومع الأحزاب الديمقراطية بوجه عام لتوسيع العمل المشترك من أجل توفير الظروف السياسية والقانونية المؤاتية لانتخابات حرة ونزيهة ومن أجل بناء قطب ديمقراطي، حداثي وتقدمي قوي ومؤثر، كما يوصيها بإحكام الهيكلة في مختلف الجهات وتعزيز الوحدة الحزبية طبقا لما جاء في بيان الدورة السابقة للمجلس المركزي واتخاذ كل التدابير لانعقاد المجلس الوطني للحركة قبل نهاية شهر  أكتوبر القادم وتمكينه من أن يكون منطلقا لمرحلة نوعية جديدة في استعدادها للمعارك والاستحقاقات السياسية المقبلة.   تونس في 28 جويلية 2008 عن المجلس المركزي الأمين الأول


 

تطالب السلطات التونسية بعدم التعرض لنشطاء حقوق الإنسان

 

تونس : حملة السلطات على حقوق الإنسان تثير قلق منظمات دولية

السبيل أونلاين – تونس أبدت منظمات حقوقية دولية تهتم بحقوق الإنسان وحرية والتعبير والصحافة , الخميس 31 جويلية 2008 قلقها تجاه حملة الضغوط التى يتعرض لها نشطاء حقوق الإنسان في تونس .وازداد تعرض البوليس في تونس للنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان في الأيام الأخيرة . وعبرت المنظمة الإفريقية للصحافة , ومنظمة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان , والبرنامج العالمي ضد التعذيب , والفدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان , عن ادانتها للضغوط التى تمارسها السلطات التونسية ضد نشطاء حقوق الإنسان . فقد تعرضت السيدة خديجة الضيفاوي عضوة جمعية مناهضة التعذيب في تونس , وعضو فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للإيقاف من طرف البوليس السياسي في منطقة الرديف بالحوض المنجمي حين كانت في طريقها لزيارة عائلة عدنان الحاجي المعتقل منذ نهاية جوان الماضي بسبب التحركات الإجتماعية التى عرفتها منطقة الحوض المنجمي , ووقع احالة السيدة الضيفاوي الى المحكمة في مدينة قفصة , وسيمثل ايضا أربعة اشخاص آخرين أمام المحكمة وقع اعتقالهم في نفس اليوم على خلفية التحرك السلمي الذى وقع في منطقة الرديف . واعتقل يوم 25 جويلية 2008 كل من عثمان الجميلي وفوزى الصدقاوي عضوي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتونس , وأيضا خالد بوجماعة عضو الحزب الديمقراطي التقدمي , والسجين السياسي السابق على النفاتي وأحيلوا على المحكمة في مدينة بنزرت , وقد رفض القاضى اطلاق سراحهم وما يزالون قيد الإعتقال في السجن . ويوم 28 جويلية الحالي تعرض لطفي حجي عضو الرابطة التونسية لحقوق الإنسان , ورئيس نقابة الصحفيين التونسيين , والناشط الحقوقي محمد بن سعيد عضو فرع الرابطة التونسية لحقوق ببنزرت , للمضايقات في الطريق السريع الرابط بين مدينة بنزرت والعاصمة تونس من طرف دورية مرورية التى احتجزت سيارة السيد محمد بن سعيد الذى وضع في سجن المرناقية وعينت له جلسة لدى المحكمة يوم 06 أوت القادم . وتعرض رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية لحقوق الإنسان علي بن سالم للايقاف من طرف دورية بوليس المرور في الطريق السريعة بين بنزرت وتونس , وبقي السيد على بن سالم صحبة مرافقه (طفل) تحت شمس حارقة لأكثر من ساعة وطلب البوليس منه العودة إلى بنزرت للحصول على وثائقه الشخصة , واضطر للعودة الى مدينة بنزرت رغم أنه كان في طرقه إلى مستشفى شارنى كول في العاصمة لإجراء فحوصات. وطالبت المنظمات الحقوقية الدولية السلطات التونسية بالتوقف عن التحرش واستهداف المدافعين عن حقوق النسان والإلتزام بمقررات الأمم المتحدة الخاصة بذلك . (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 31 جويلية 2008)


تونس: وفاة سجين حق عام بعد إضراب عن الطعام

 

 
إسماعيل دبارة    إسماعيل دبارة من تونس: علمت إيلاف أمس بوفاة الشاب أنيس بن عبد السلام بن محمد الشوك بأحد مستشفيات تونس العاصمة بعد إضراب عن الطعام استمرّ سبعين يوما شنه في سجن المرناق بضواحي العاصمة. وتمّ إيقاف الشاب أنيس الشوك يوم 31 آذار من العام الجاري ووجهت له تهمة المشاركة في عملية سلب في معتمديّة قرمبالية من محافظة نابل (شمال)، إلا أنه نفى ما وجه إليه و تمسّك بالبراءة قبل أن يعلن دخوله في إضراب عن الطعام بغية إطلاق سراحه وتبرئة ذمّته. وكانت عدد من المنظمات الحقوقية تحدثت في وقت سابق من هذا الشهر عن « الوضع الصحي المتدهور للسجين المضرب وعن عجزه عن المشي داخل سجن المرناق ». وطالب الحقوقي حمزة حمزة مسؤول العلاقات مع المنظمات الوطنية بجمعية حرية وإنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان في تصريح لإيلاف بـ’فتح تحقيق في الموضوع ومحاكمة المسؤولين عن الوفاة في صورة ما اتضح أنها كانت نتيجة عن الإهمال من طرف إدارة سجن مرناق. كما طالب الإدارة العامة للسجون بالاهتمام بمطالب السجناء و إحالتها للتوّ على الجهات القضائية المختصة و المتعهدة بالنظر في قضايا الموقوفين التي تأسس عليها الإيقاف أو السجن ، كما دعا حكّام التحقيق إلى عدم التسرع في إصدار بطاقات الإيداع بالسجن و التثبت من صحة الاتهامات في وقت وجيز حتى لا يضطر الأبرياء إلى اللجوء إلى وسائل قد تؤدّي إلى وفاتهم ، على حدّ تعبيره.   (المصدر: موقع ايلاف (بريطانيا)  بتاريخ 31 جويلية 2008)


نـــــــــــــــــــــــــــداء  
 
نحن الموقعات والموقعين على هذا النداء، تلقينا ببالغ الدهشة والحنق نبأ ما حدث مؤخرا بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بنابل حيث حاولت إحدى المدرسات منع طالبة من المشاركة في الامتحان بدعوى أن الفتاة المعنية كانت عارية الساعدين. إننا نريد  أن نعبرهنا عن رفضنا الحازم لتصرف هذه المدرسة التي تجاوزت المسؤولية المناطة بعهدتها في قاعة الامتحان، ونذكر بأن دور سلك التدريس والإدارة بالمؤسسات المدرسية  والجامعية هو، إلى جانب المساهمة في نشر المعرفة وتلقين احترام الآخر، السهر على تمكين كل طالب وطالبة من مواصلة الدراسة واجتياز الامتحان في أحسن الظروف. ونحن نعتقد أن في هذا الحدث العرضي دليلا على حجم  الارتداد الخطير في الذهنيات تحت تأثير تيار محافظ وظلامي يدعي التحدث باسم الإسلام ويعرض للخطر الحقوق الثمينة التي اكتسبتها النساء قي بلادنا. إن هذا الارتداد، الناتج عن محاكاة آلية لنمط من التفكير والسلوك الغريبين عما هو معتاد في المجتمع التونسي المعاصر، يهدف إلى تقويض الوضع التقدمي في الممارسة والقانون الذي تحقق للتونسيات. إنه علينا، كتونسيين وتونسيات، أن نتجند من أجل الدفاع عن هذا الوضع التقدمي ضد كل محاولات الرجوع إلى الوراء وتعزيز مكاسبنا وتطويرها في مجتمع تونسي راسخ في الحداثة.   قائمة الدفعة الأولى من الإمضاءات° ليليا إبراهيم (مدرسة) خديجة خذر (مدرسة) فاطمة التليلي(مدرسة) نايلة جراد (مدرسة) نادية عمران (مدرسة) زينب التليلي (مدرسة) صبيحة خذر (مدرسة) جليلة الزيلي (مدرسة) إناس عبد الجواد تاج (جامعية) عليا بالكحلة (باحثة) لطيفة لخضر (جامعية) منية العابد (محامية) راضية الدريدي (مدرسة) لبنى مليكة (ممثلة)  هادية جراد (مدرسة) ليلى بكوش (جامعية)
منى العروسي (جامعية) رشيدة عبد الجواد (مدرسة) صبيحة بوقرة (متفقدة أولى) لطيفة برقاوي (جامعية) راقية بن شهيدة (إطار بنكي)   ° هذا النداء معروض للإمضاء على العنوان الالكتروني: generationscsp@yahoo.fr


النتائج النهائية لتوزيع المسؤوليات في لجنة السكن، ومركز البحوث والدراسات، ولجنة أخلاقيات المهنة، ولجنة المصورين الصحفيين في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

 
لجنة السكن رئيس : حبيب الميساوي مقــرّر : بهيجة بلمبروك أعضاء : الشاذلي الحمروني رفيق بن عبد الله محمد صفر الشاذلي بن رحومة حافظ العريف مركز البحوث والدراسات رئيس : سارة الحطاب مقــرّر : الطيب شلبي أعضاء : فؤاد العلاني هشام السنوسي أحمد الحراثي زهرة بن كاملة سنية الفتوحي لجنة أخلاقيات المهنة رئيس : كمال بن يونس مقـرّر : حافظ الهنتاتي أعضاء : حبيب أوفخري سعيدة بوهلال جنات بن عبد الله محمد الحبيب بن سعيد شكري بن نصير لجنة المصورين الصحفيين رئيس : محمد حميدة محرز القيزاني كمال بن صالح عمر حرز الله عادل الزين عبد الرؤوف بن رمضان سمير الكشباطي هذا ولم يتمّ بعد توزيع المسؤوليات داخل لجنة المفاوضات والشؤون الاجتماعية التي تتكوّن من : 1. سفيان لسود 2. عبد الكريم الجوادي 3. علي الزايدي 4. تيسير أرسلان 5. أميرة العرفاوي 6. نبيل العرفاوي 7. عادل الصيد الطياري (المصدر: مدونة زياد الهاني الالكترونية بتاريخ 30 جويلية 2008) الرابط: http://journaliste-tunisien.blogspot.com  

لجنة المرأة: جدل حول نتيجة انتخاب رئيسة اللجنة

 

رئيس : راضية السعيدي مقــرّر : رفيقة فتح الله أعضاء : إنصاف خير الدين كريمة الوسلاتي حورية باي منية الزيادي إيمان الحامدي ملاحظة : تقدمت الزميلات رفيقة فتح الله وإنصاف خير الدين وكريمة الوسلاتي بطلب للتثبت من أوراق التصويت. علما بأن عملية الانتخاب حضرتها 5 زميلات فقط، هنّ : رفيقة فتح الله وإنصاف خير الدين وكريمة الوسلاتي (قائمة التصحيح النقابي) و راضية السعيدي (القائمة النقابية المستقلة) وإيمان الحامدي (موجودة على القائمتين). وتنافست الزميلتان رفيقة فتح الله وراضية السعيدي على رئاسة اللجنة التى آلت حسب النتيجة المعلنة من قبل رئيس النقابة الزميل ناجي البغوري الذي قام بعمليّة الفرز، إلى الزميلة راضية السعيدي (3 أصوات مقابل 2). ورغم التأكد أمس الأربعاء من قبل أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي (ناجي البغوري وسكينة عبد الصمد وعادل السمعلي وزياد الهاني) من مطابقة النتيجة المعلنة لأوراق التصويت، تصرّ الزميلتان إنصاف خير الدين وكريمة الوسلاتي على أنهما صوّتتا لفائدة الزميلة رفيقة فتح الله، وعلى أنه لم يقع عرض أوراق التصويت على الحاضرين عند الفرز. كما أكدت الزميلتان تمسكهما بإظهار « الحقيقة » حتى لو تطلب الأمر عرض أوراق التصويت على خبير في الخطوط؟؟  (المصدر: مدونة زياد الهاني الالكترونية بتاريخ 30 جويلية 2008) الرابط: http://journaliste-tunisien.blogspot.com


 

تونس: بن علي يترشح لولاية خامسة

 

 
تونس – الحياة     أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس عزمه الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة العام المقبل، بعدما بايعه نواب «التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم رئيساً للحزب خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال بن علي (72 عاماً) في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب الحاكم الذي اختار له شعار «مؤتمر التحدي»: «أقول لكم بكل فخر إنني دائماً على العهد معكم، وأجيبكم بكل اعتزاز: نعم لأن أكون مرشحكم للانتخابات الرئاسية لسنة 2009». وتسلم بن علي الرئاسة في العام 1987 بعد إقالة سلفه الحبيب بورقيبة. وفاز بغالبية ساحقة في ثلاثة انتخابات متتالية في الأعوام 1989 و1994 و1999، قبل تعديل الدستور لإلغاء سقف الولايات الرئاسية في العام 2002. وانتخب أمس نواب المؤتمر، وعددهم 2715 نائباً، بالإجماع بن علي رئيساً للحزب وللمؤتمر، فيما أعلن إدخال تعديلات على الهيئات القيادية للحزب، أبرزها زيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية من 250 عضواً إلى 343 عضواً في أعقاب المؤتمر الحالي الذي يستمر حتى السبت المقبل، إضافة إلى تقليص عدد نواب رئيس الحزب إلى نائب واحد. وحضرت الجلسة الافتتاحية وفود من 92 حزباً، بينها وفد فلسطيني قاده الرئيس محمود عباس. وقدر الأمين العام لـ «التجمع» هادي مهني عدد أعضاء الحزب بنحو 2.2 مليون عضو، واعتبر هذا «دليلاً على شعبيته واستعداده لخوض الاستحقاقات السياسية المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات التشريعية التي تتزامن مع الرئاسية في ربيع العام المقبل». لكن لوحظ أن مهني لم يُسلم أي منصب في هيئة رئاسة المؤتمر، ما شكل مؤشراً على احتمال استبداله بأمين عام جديد بعد نهاية المؤتمر، فيما لوحظ صعود أسهم كل من رئيس الوزراء محمد الغنوشي ورئيس مجلس المستشارين عبدالله القلال ووزير الخارجية عبدالوهاب عبدالله ومستشار الرئيس محمد الغرياني الذين شكلوا هيئة الرئاسة. وكان البرلمان التونسي صادق السبت الماضي على تعديل للدستور أجاز حق الترشح للرئاسة لأمناء أربعة أحزاب هي «حركة التجديد» (الحزب الشيوعي سابقاً) و «الديموقراطي التقدمي» (يسار) و «حزب الوحدة الشعبية» و «الاتحاد الديموقراطي الوحدوي». (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)

 

 خصومه يقولون إن اعادة انتخابه سيجعله رئيسا مدي الحياة مثل بورقيبة تونس: بن علي يعلن ترشحه لولاية رئاسية خامسة في خريف 2009

 

 
تونس ـ وكالات: أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي امس الاربعاء ترشحه لولاية رئاسية خامسة في خريف عام 2009، واعتبر أن مسألة التداول علي الحكم محسومة بحكم الدستور. وقال في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر العام للحزب الحاكم في تونس (التجمع الدستوري الديمقراطي)، أقول لكم بكل فخر انني دائما علي العهد معكم. وأجيبكم بكل اعتزاز، نعم لأن أكون مرشحكم للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 . وأرجع الرئيس بن علي قبوله الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إلي إيمانه بنبل الرسالة التي يضطلع بها من أجل مواصلة المسيرة ومزيد دعمها وإثرائها وإخلاصا للأمانة المقدسة التي أوكلها إليه حزب التجمع لقطع مرحلة أخري لفائدة الوطن والشعب . وكانت اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي ناشدت الرئيس بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2009. وبهذا الإعلان يكون الرئيس زين العابدين بن علي المرشح الأول للانتخابات الرئاسية المقبلة الذي تنطبق عليه الشروط الدستورية،علي اعتبار ان المعارض التونسي أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي الذي سبق وأن أعلن ترشحه لهذه الانتخابات لا تنطبق عليه الشروط التي يفرضها قانون الترشح للانتخابات الرئاسية في تونس. إلي ذلك، جدد الرئيس التونسي في كلمته التأكيد علي إيمانه بمبدأ التداول علي السلطة، وقال أما بخصوص ما يروج من حين لآخر بشأن التداول علي السلطة، فإني أذكر بالمناسبة أن هذا الموضوع محسوم بالدستور . وأضاف نحن نؤمن بهذا المبدأ الأساسي في نظامنا الجمهوري، ونعتبر أن اختيار الشعب هو القاعدة في التداول، وأن الدستور هو الفيصل بين الجميع . وكان الرئيس بن علي البالغ من العمر 72 عاما قد تولي الحكم في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1987 بعد أن نحي الحبيب بورقيبة، الذي كان أول رئيس لتونس بعد استقلالها في العام 1956. واستلم بن علي السلطة انتقاليا لمدة تزيد عن العام، ثم نظم منذ عام 1989 انتخابات، سبق أن وعد بها،كان هو المرشح الوحيد فيها، وذلك لغاية انتخابات عام1994، لتشهد البلاد منذ العام 1999 أولي انتخابات رئاسية تعددية شاركت فيها عدة وجوه معارضة. ومن جهة أخري، دعا الرئيس بن علي أعضاء حزبه إلي اليقظة والحذر ممن وصفهم بالانتهازيين المفترين الذين لا دأب لهم سوي تصيد الأخبار والأحداث، لتهويلها وتزييفها والانحراف بها عن واقعها . واعتبر أن أحسن رد علي هؤلاء الذين يحز في نفوسهم نجاح تونس واستقرارها واستقلالية قرارها وتماسك شعبها ، هو مواصلة مسيرة التنمية في كل القطاعات، مؤكدا في هذا السياق تصميمه علي تعزيز مقومات البناء الديمقراطي التعددي في كل مرحلة، وتكريس حقوق الإنسان ومزيد إثرائها. وقال سنواصل العمل علي صيانة هذه الحقوق، وحمايتها ونشر ثقافتها، في نطاق ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، واحترام مبدأ المساواة أمام العدالة، ونبذ كل أشكال الغلو والتطرف والتعصب، كما سنواصل شراكتنا مع المجتمع المدني، وتوسيع فرص الحوار والتشاور مع مختلف مكوناته، لأننا نؤمن بأن تونس للجميع والجميع من أجل تونس . ويجادل معارضون ونشطاء حقوق انسان بأن اعادة انتخاب بن علي سيجعله في واقع الأمر رئيسا لمدي الحياة مثل سلفه بورقيبة الذي اعلن نفسه هكذا في احدي المرات. ورفض بن علي هذه المخاوف بصورة غير مباشرة. وقال أما بخصوص ما يروج من حين لاخر بشأن التداول علي السلطة فاني أذكر بالمناسبة أن هذا الموضوع محسوم بالدستور . وأضاف مشيرا إلي استفتاء عام 2002 نحن نؤمن بهذا المبدا الاساسي في نظامنا الجمهوري . ووعد بن علي امس الأربعاء بتشجيع نمو اقوي وتعزيز حقوق الانسان والديمقراطية متعددة الاحزاب ودور المرأة في المجتمع والسياسة. وبدأت الحياة السياسية متعددة الأحزاب في تونس في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وتقول الحكومة إنها بدأت في منح الجماعات المعارضة الشرعية دعما ماليا لتعزيز الديمقراطية. ويهيمن حزب التجمع الدستوري التقدمي الحاكم علي البرلمان التونسي حيث يخصص 80 بالمئة من مقاعده البالغ عددها 189 مقعدا بموجب القانون لصالح الحزب الحاكم فيما تتنافس ستة أحزاب معارضة علي نسبة العشرين بالمئة المتبقية. وقال المحلل السياسي صلاح جورشي بن علي سيخوض الانتخابات وسيفوز حيث لا يوجد مرشح (آخر) قادر علي تغيير توازن السلطة . وأضاف لكن السؤال هو هل سيكون هذا الاعلان منفذ لتنقية المناخ السياسي باطلاق السجناء السياسيين وتحسين الحرية ومراجعة الملفات المعلقة مثل مشكلة رابطة حقوق الانسان . وتنفي الحكومة احتجازها لسجناء سياسيين. وتنظر السلطات للرابطة التونسية لحقوق الانسان المستقلة كأداة للجماعات المعارضة المتشددة وعلقت عملياتها بدعوي مخالفتها للقوانين. (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)

 

جلوبل الكويتية تنشيء مصنعا للأسمنت في تونس

 

 
الكويت (رويترز) – تعتزم شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) الكويتية إقامة مصنع جديد للأسمنت بالتعاون مع بينا القابضة التونسية لتلبية الطلب المتزايد على مواد البناء في تونس. وقال أكبر بنوك الاستثمار الكويتية من حيث القيمة السوقية في بيان يوم الاربعاء ان طاقة مصنع قرطاج للاسمنت الذي سيقام قرب تونس العاصمة ستبلغ مليوني طن سنويا. وقال عمر القوقة نائب الرئيس التنفيذي في جلوبل ‘جاءت فكرة مصنع الاسمنت في الوقت المناسب حيث سيساهم ذلك على تنشيط الاستثمارات الكبرى في البنية التحتية والعقارات في تونس.’ ولم تذكر جلوبل تكلفة المشروع ولا جدوله الزمني. وبحسب جلوبل نما انتاج الاسمنت في تونس الى حوالي سبعة ملايين طن في 2007 من 500 ألف طن في 1976 . وقالت جلوبل انها تتطلع أيضا الى فرص مماثلة في المغرب والجزائر. ويصبح شمال افريقيا باطراد هدفا لشركات الاستثمار الخليجية التي تسعى الى الاستفادة من نمو الاقتصادات وازدهار صناعة البناء هناك. ويخطط بنك الاستثمار الاسلامي البحريني بيت التمويل الخليجي لمشروع بثلاثة مليارات دولار لبناء منطقة مالية ومشروع عقاري قرب العاصمة التونسية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جويلية 2008)  


 

نمو الاستثمارات الأجنبية في تونس

   

 
  وكالة الأنباء الصينية – شينخوا    تونس:  بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية الوافدة على تونس خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي مليار دولار محققة نموا بـأكثر من 50 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وارجعت مصادر رسمية هذا النمو في تدفق الاستثمارات الأجنبية الى شراء بعض الشركات الأجنبية أسهما في شركات تونسية والتنازل عن نسب هامة من رأسمال مؤسسات أخرى لصالح مستثمرين أجانب فضلا عن التوسع في مشروعات الصناعات المعملية والزراعية والطاقة والسياحة .   (المصدر: وكالة الأنباء الصينية – شينخوا – بتاريخ 31 جويلية 2008 )

لـمـاذا جُـلـب طارق ذياب إلــى أحــد مـراكـز الأمـن؟

..  

 
بقلم: عادل بوهلال كانت مغادرة اللاعب الدولي السّابق للترجي الرّياضي طارق ذياب حديث الجماهير الرياضيّة في بداية هذا الأسبوع والشغل الشّاغل للترجيين الذين كانوا يمنّون النفس ببقاء امبراطور الكرة التونسيّة ضمن تركيبة الهيئة المديرة نظرا إلى اقتناعهم بجدوى العمل الذي يمكن ان يقوم به لفائدة ناديه.. وهكذا فقد أثار خروجه من حديقة حسّان بلخوجة العديد من التساؤلات وخلّف جملة من الاحتمالات وفتح الأبواب على مصراعيها أمام التأويلات والإشاعات خصوصا وأنّ إعفاءه من مهامّه جاء بعد فوز الترجي بكأس تونس وفي وقت كان يستعدّ فيه مع حمدي المدّب لترتيب البيت والاعداد للموسم القادم وما يتطلّب ذلك من انتدابات وتحضيرات على جميع المستويات. وقبل التوقّف عند التطوّرات الأخيرة التي دفعت هيئة الترجي لاصدار قرارها القاضي باعفاء طارق من مهامه في بلاغ أمضى عليه الكاتب العام للجمعية، نشير إلى أنّ هناك من نصح المدّب بعدم التعويل على اللاعب الدولي السابق منذ أن فكّر رئيس الترجي في ضمّه الى الهيئة المديرة قبل بضعة أشهر… وقد تحدّثنا آنذاك مع حمدي المدّب الذي أكّد لنا تشبّثه المطلق بطارق وبأنه لا يرى أيّ موجب للاستغناء عن خدماته، وقد كنّا نشرنا كلامه على أعمدة جريدتنا، والسؤال المطروح اليوم هو: ماذا حصل بالتحديد لينقلب حمدي المدّب 18٠ درجة ويغيّر رأيه وهو الذي كان متمسّكا الى حدّ كبير بخدمات طارق؟ هل هناك علاقة بين إقالته وبعض التصريحات التي أدلى بها في الفترة الأخيرة؟ هل لهذه الإقالة علاقة مع السّلوك الذي أتاه المسيّر المذكور اثر نهاية مباراة الدّور النهائي لكأس تونس بين النجم السّاحلي والترجي الرياضي عندما رفض مصافحة أحد المسؤولين الرسميّين (وهو خطأ فادح من غير المعقول ان يصدر عن طارق مهما كانت الأسباب). هذه بعض التساؤلات التي طرحت في الشّارع الرياضي ورافقت خروج طارق ذياب من دائرة التسيير في فريق باب سويقة.. شخصيا اعتبر إقالة أو استقالة طارق ذياب من الترجي قرارا عاديا دون اعتبار أسبابه الحقيقّة لأنّنا تعوّدنا في بعض الأحيان على منطق الاقصاء والابعاد وغلق الأبواب أمام اللاعبين الدوليين السابقين والكفاءات الرياضيّة.. فإبعاد طارق حصل سابقا وبالتالي ليست هذه هي المرة الأولى التي يبعد فيها عن التسيير ولن تكون الأخيرة خصوصا انّ هناك من يعتقد ان أمثال طارق لا يعرفون النفاق فهم يسمّون الأشياء بأسمائها ويعبّرون عن آرائهم في الميدان الرياضي بجرأة وشجاعة لأنهم مقتنعون بأنّ حب الخير للرياضة التونسيّة واصلاح أوضاعها يمرّان حتما عبر الكلمة الحرّة الصريحة والمسؤولة، لذلك تجد أكثر من رئيس جمعيّة يتحرّج من وجود امثال طارق القادر على خطف الأضواء ووضع أصبعه على مكمن الدّاء… وإذن إذا كان قرار الاستغناء عن طارق يعتبر نتيجة طبيعيّة لواقع الكرة في بلادنا فإنّ طريقة خروجه من الترجي كان فيها نوع من الإهانة لهذا الرّجل الذي ـ ومهما يكن من أمر ـ خدم الكرة التونسية وساهم مع عمالقة الأرجنتين في انتشارها والتعريف بها، مثلما خدم الترجي وساهم في نجاحاته وفي العديد من تتويجاته، وقد كان على هيئة فريق باب سويقة ان تتريّث قليلا ريثما يتجاوز طارق الموقف المحرج الذي وجد نفسه فيه يوم الاثنين الماضي عندما وقع جلبه الى أحد المراكز الأمنية بوسط العاصمة والاحتفاظ به لعدّة ساعات والتحقيق معه بعد أن وجهت له ـ على ما يبدو ـ تهمة محاولة ارشاء موظف عند قيامه بواجبه بعد ان لاحظ عدم صلوحيّة بطاقة التأمين لكن وفي الوقت الذي كان فيه هذا الأخير بأحد المراكز الأمنية ترسل ادارة الترجي بلاغا الى وسائل الإعلام ممضى من قبل الكاتب العام محمد كمال بوحوالة تعلن فيه انه «وقع اعفاء السيد طارق ذياب من مهامه كنائب رئيس مكلف بفرع كرة القدم». هذا الخبر أثار دهشة الترجيين والرياضيين الذين كانوا يتابعون آخر التطورات في القضيّة التي علقت بطارق ذياب الذي تمّ اخلاء سبيله حوالي السّاعة العاشرة ليلا… وقد بدا متأثّر جدّا عندما التقى محاميه الأستاذ عماد بلخامسة الذي كان في انتظاره صحبة ابنه فهد وبعض أفراد عائلته… وتجدر الإشارة الى انّ اشاعات كثيرة تردّدت ومعها تردّدت تأويلات لا يعرف صحيحها من كاذبها، ولكن الثابت انّ خروج طارق ذياب من الترجي يعدّ خسارة لا لفريق باب سويقة فقط، انما للكرة التونسية بشكل عام نظرا الى ماضيه الكبير وتاريخه الكروي إضافة الى خبرته والمامه بشؤون الكرة ومشاكلها. ومع احترامنا لقوانين البلاد وإيماننا بالمساواة بين التونسيين نأمل ألاّ تتخذ هذه القضيّة حجما لا يخدم كرة القدم التونسيّة في افريقيا وفي العالم العربي. (المصدر: مقال نُشر بصحيفة ‘أخبار الجمهورية’ (أسبوعية – تونس)- جويلية 2008)  


تحضّر لمشروع موسيقي مع نصير شمّة وتعتبر يوسف شاهين معلّمها… لطيفة تستعدّ لبطولة فيلم كتبته أحلام مستغانمي

 

تونس – صالح سويسي     تلتقي المغنية لطيفة التونسية جمهور قرطاج من جديد السبت المقبل، بعد ستّ حفلات في المهرجانات التونسية الداخليّة بدأتها بافتتاح «مهرجان قصر هلال» في محافظة المنستير حيث حققت نجاحاً كبيراً واستقبلت استقبالاً مميّزاً. كما التقت جمهورها في كلّ من سيدي بوزيد وقبلّي وطبرقة ومهرجان المنستير الدولي، لتختتم جولتها القصيرة هذا الصيف في تونس على المسرح الأثري في قرطاج. وتأتي هذه الجولة بعد صدور ألبومها الجديد «في الكام يوم اليّ فاتوا» الذي يضمّ 12 أغنية. و حول الألبوم الجديد ومسيرتها الفنية تحدثت لطيفة لـ «الحياة»، مؤكدة أنّ الألبوم الجديد يلقى رواجا طيّبا وصدى واسعاً في غالبية الدول العربيّة. وكان «من المفروض أن يتضمن أعمالاً لزياد الرحباني، لكن الظروف الأمنية التي مرّ بها لبنان في الفترة الأخيرة حالت دون ذلك»، قالت لطيفة، متمنية أن تتكرّر التجربة في الأعمال المقبلة. تعاونت لطيفة في ألبومها الجديد مع أسماء جديدة من الملحنين والشعراء، كما عادت إلى أسماء كانت تعاملت معها منذ سنوات طويلة. وأوضحت بأن العمل هو الذي يفرض نفسه، وليس اسم الشاعر أو الملحّن. فأغنية «روحي بتردّ فيّا» التي لحّنها أمجد العطار،احتفظت بها منذ صدور ألبوم «بحب في غرامك»، وهي من كلمات الراحل عبد الوهاب محمد الذي تحتفظ له بعدد من النصوص منذ سنين طويلة، وقرّرت لطيفة أن تخرجها الى جمهورها بتوزيع مختلف. وعن الموسيقي العراقي نصير شمّة، أكدت لطيفة أن علاقتها به تعود الى عام 1997، و»كان من المفترض أن نتعامل سوية منذ فترة»، وتضيف: «لكننا بدأنا التعاون هذا العام بأغنية «سلام على دار السلام» التي خُصّصت لحملة تبرع للاجئين العراقيين برعاية جامعة الدول العربية، وبثّتها معظم القنوات العربية. ثمّ كانت «لو سهران حبيبي» من كلمات بهاء الدين محمد، كما سنتعامل سوية في مشروع مهم خلال شهر رمضان المقبل…». وبدت لطيفة حزينة جداً ومتأثرة لوفاة المخرج الراحل يوسف شاهين التي تتحدث عنه كأب ومعلّم، قائلة: «لا يمكن أن تتخيّل علاقتي به، هي علاقة اكبر بكثير من مجرد التعامل الفنّي من خلال شريط سينمائي، هو من أقرب الناس إليّ، وقبل أن يسافر الى فرنسا بأيام كنت عنده حيث احتفلت بعيد ميلاده برفقة زوجته وغابي وماريان أبناء أخته، والممثلة يسرا فقط. كما زرته في المستشفى في باريس أيضاً. فله الفضل عليّ وعلى نجاحي السينمائي، فهو علّمني الإرادة والتمسك بالحياة في شكل كبير، رحم الله الفنّان العظيم والإنسان المتواضع كبير القلب والعقل». وبعد تجربتها مع شاهين في فيلم «سكوت حنصور»، تستعدّ لطيفة الآن لتمثيل دور البطولة في فيلم كتبت قصته الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي خصيصاً للطيفة، حسبما أكدت. ولم يتحدد بعد اسم مخرج الفيلم، لكن من المحتمل أن يكون خالد يوسف. تعاونت لطيفة للمرة الثالثة مع المخرج الفرنسي ستيفان ليوناردو في تصوير فيديو كليب أغنية «في الكام يوم الّي فاتوا»، لأنها لم تقتنع بأيّ سيناريو ممّا عرض عليها، من قبل مخرجين مصريين ولبنانيين التقت بهم. وأرسلت لطيفة الأغنية عبر البريد الالكتروني لليوناردو الذي أرسل لها سيناريو أعجبها. وبعد جولتها في تونس ستشد الرحال إلى مصر لتحيي حفلة في الرابع من آب (أغسطس)، لمناسبة توقيع ألبومها الجديد، لتسافر بعد ذلك إلى سورية حيث ستشارك في السادس من الشهر نفسه، في حفلة تكريم الشاعر نزار قباني، إضافة الى إحياء حفلتين في حمص و حلب. وتعود إلى القاهرة لتقديم حفلة في الهواء الطلق في دار الأوبرا، ثمّ تحطّ الرحال في بيروت قبل شهر رمضان مباشرة، حيث تحضّر لمفاجأة لجمهورها. وبالحديث عن نجاحها المستمرّ، وتمكّنها من المحافظة على إشراقتها الفنية طوال هذه المسيرة، قالت: «لا سرّ في الموضوع، هو إيماني بالله سبحانه وتعالى الذي أعطاني موهبة يجب أن أسعد بها الناس». ونفت لطيفة أن تكون على خلاف مع المغنية الجزائرية فلّة، معلنة أنها لم تلتقِ بها إلا مرّة واحدة في دبي، ولا يجمعهما إلا الاحترام المتبادل. وكذّبت ما نشرته الصحف الجزائرية العام الماضي، حول طلبها الى منظمي مهرجان «سيمقاد» الذي شاركت في إحدى سهراته حماية إضافية خوفاً من «جماهير فلّة». (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)  

بسمه تعالى  
تهاني وتبريكات بمناسبة الذكرى العطرة للبعثة النبوية الشريفة

    

 
يسرنا بمناسبة الذكرى العطرة للبعثة النبوية الشريفة   ان نتقدم بالتهاني و التبريكات الى شعبنا المسلم في تونس و الى السادة العلماء الامناء على المنهاج النبوي و السائرين على خط الاسلام المحمدي الاصيل و الى شباب الصحوة الاسلامية المباركة و الى كل المسلمين في مشارق الارض و مغاربها.   ان رسول الاسلام (ص) حول في اجواء التحجر في الجاهلية , مجتمع خال من العلم والعدل والاخلاق الى مجتمع ونظام انموذجي قائم على التوحيد والعلم والعدل والعقل والاخلاق.ان الوقت الحاضر هو زمن انبعاث الامة الاسلامية , وانه يجب على المسلمين تعزيز الانسجام ومضاعفة قدراتهم العلمية من خلال التحرك بوعي وبصيرة , والسعي لتحقيق رسالة البعثة النبوية الشريفة بشكل كامل. »هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا » (28) سورة الفتح جمعية اهل البيت الثقافية تونس عماد الدين الحمروني ٢٧   رجب ١٤٢٩

 

العالم التونسى محمد الأوسط العيارى فى حوار خاص

   

 
  العرب اونلاين – عبد المجيد دقنيش :
أعترف بأن هذا الرجل أخجلنى بتواضعه وأربكنى بصراحته، هو ينطبق عليه القول الشعرى المأثور:   ملأى السنابل تنحنى بتواضع *** والفارغات رؤوسهن شوامخ.   هو يحلم بتوليد الطاقة الكهربائية فوق القمر ويؤمن بأن العلم ليس له وطن، هو يكره الثرثرة ويؤمن بجدوى العمل فى صمت، هو مصدر فخر لتونس والعالم العربى وثروة قومية يجب المحافظة عليها، هذا هو العالم التونسى بوكالة الفضاء « النازا » الدكتور محمد الأوسط العيارى الذى كرمه الرئيس زين العابدين بن على فى يوم العلم وانتخب أخيرا عضوا قارا مدى الحياة فى الأكاديمية الدولية لعلوم الفضاء.   له العديد من المساهمات العلمية الممتازة مثل إشرافه على اصلاح تيلسكوب « هابل » وإنجازه عربتى « سبريت » و »أوبرتينتي » اللتين تقومان بعملية البحث فى التاريخ الجيولوجى لكوكب المريخ، هو أيضا عضو فى عديد الهيئات العلمية العالمية فى مجال الهندسة الفضائية ويشرف على العديد من البحوث فى هذا المجال.   كان بيننا فى تونس وتحديدا فى القيروان أين عرض اختراعه الجديد « الشاهد » الذى سيوحد المسلمين فى رؤية هلال رمضان.   حين انتقلت إلى بيت عائلة العيارى بضاحية حمام الأنف فى تونس العاصمة، لاجراء هذا الحوار، تفاجأت ببساطة المكان وكثرة الشهائد والجوائز التى غطت جدران الصالون الأربعة.   كانت جلسة ممتعة ضمت كلاّ من الأخ محمد الأكبر العيارى والأم نفيسة التى مثلت الاضافة فى هذا الحوار بتدخلاتها الرشيقة وتعليقاتها الطريفة، وطبعا الدكتور محمد الأوسط العيارى أمتعنا بحديثه وفتح لنا قلبه وعقله وأطلعنا على أحلامه وطريقة تفكيره ومشاريعه القادمة وهواياته البسيطة.   وحين طبعت قبلة على جبين الأم نفيسة وخرجت مودعا، عرفت أن هذه الأمة لن تعقر ما دامت فيها نساء مثل السيدة نفيسة ومادام فيها رجال مثل محمد الأوسط العياري.   * ما هو شعورك بعد تكريمك فى يوم العلم من قبل رئيس الدولة؟   – طبعا هو شعور بالسعادة والارتياح وأنا شديد الانبهار بما وجدته من ترحاب وحفاوة فى تونس وأشكر سيادة الرئيس زين العابدين بن على على هذا التكريم الذى يتجاوز شخصى ليشمل كل الباحثين والنجاح الحقيقى فى رأيى هو النجاح الجماعي.   النجاح الحقيقى يتحقق لما يعم السلام على هذه الارض ونقضى على الخوف والفقر والمجاعة. انظر ماذا يحدث فى افريقيا من حروب وكوارث، النجاح هو فى التوصل إلى حل هذه الأزمات.   يجب أن نتكاتف ونهب إلى مساعدة هؤلاء الجياع ونستمع إليهم ونكون صوتهم وصوت من لا صوت له.   * كيف تقبلت انتخابك عضوا قارا مدى الحياة فى الأكاديمية الدولية لعلوم الفضاء؟   – تقبلته بسعادة وصدر رحب، كأول تونسى ينتخب فى هذه الأكاديمية وبعد سنتين تصبح العضوية مدى الحياة. وأشعر بالارتياح لأنه سيكون لدينا تواجد فى الهندسة الفضائية كتونسيين من خلال هذه الأكاديمية.   وهذه العضوية تدفعنا للعمل والاجتهاد أكثر ونتمنى أن نرى مزيدا من العلماء التونسيين والعرب فى هذا المجال لأنه أمر مفروض وحتمى أن نعتنى بالهندسة الفضائية وإنشاء الله فى مدة وجيزة نلتحق بالبلدان الأخرى فى هذا الميدان.   * لو تحدثنا عن اختراعك الجديد « الشاهد » وكيف انطلقت الفكرة أول مرة؟   – فى الحقيقة كثيرا ما أسأل: لماذا لا تصنع شيئا خاصا بهذا الموضوع وأنت تصنع آلات وأجهزة متقدمة جدا؟ فقلت سأنظر إن شاء الله وبقيت الفكرة تخامرنى وأخذت على عاتقى فى أوقات الفراغ تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع وكنت أنظر إلى المسألة من عدة زوايا وأفتش عن محور هام وهو إجماع الآراء الفقهية الرئيسية الخاصة بهذا الموضوع فقد كانت الآراء تتوزع بين الرؤية بالعين المجردة والرؤية من الأرض والرؤية بالمجهر والرأى الأخير هو استعمال الحساب فى اعلان الشهر.   وعملت حثيثا على جمع هذه الآراء فى منظومة واحدة وكانت منظومة « الشاهد » التى تتكون من مركز مراقبة ومراكز أخرى متفرقة للرصد وكان تقديم هذه المنظومة عبر ملتقيين:   الأول بمرسيليا حيث عرضنا المنظومة على فنيين وعلماء من مختلف أنحاء العالم والحمد لله نجحنا فى التعريف بها وبوظائفها وخصائصها.   ثم كانت المرحلة الثانية بالقيروان يوم 30 جوان حيث أعلنا عن هذه المنظومة وبسطنا الموضوع للعموم وفوجئنا بردة الفعل الايجابية جدا.   * لو تدقق لنا الأمر أكثر من الناحية الفنية؟   – الأمر بسيط فكما قلت المنظومة تتكون من مركز رئيسى للمراقبة ومراكز أخرى متفرقة للرصد. فعندما يحل الغروب مثلا فوق مكان معين ونبدأ فى مراقبة الهلال يتصل مركز المراقبة الرئيسى ببقية مراكز الرصد الموجودة فى الفترة الزمنية المحددة للرؤية فى جميع الأقطار ويقع الاتصال عبر الأقمار الصناعية فيتحرى مركز المراقبة من دقة الحسابات الخاصة بكل مركز ويقع الاتصال وتبادل المعلومات ومطابقتها ببعضها البعض ويقع الاتفاق على المعلومات الصحيحة فى اطار ينعدم فيه التشويش ويتميز بالدقة والاحكام.   وإذا ما تعطب المركز الرئيسى أو اختلطت عليه المعلومات والحسابات هناك مركز فرعى يتدخل مباشرة ليعوّضه ويمكن للمركز الرئيسى أن يكون فى أى مكان ولكن الإدارة الخاصة به يجب أن تتكون من هيئة تضم الفقهاء وعلماء الدين والفنيين فى الاتصال والمختصين فى علوم الفلك وعلوم البصريات.   وبعد أن يتم جمع كل المعلومات وتحليلها والنظر فيها من قبل الهيئة يقع إصدار قرار دخول الشهر « شهر رمضان » أو عدم دخوله.   وهذا ما سيتم بشفافية مطلقة وأنا أتصور أنه سيأتى اليوم الذى ينتظر فيه المسلمون دخول الشهر وسوف ينظرون فى شاشة الكمبيوتر أو شاشة التلفزيون ويرون ماذا يقع ويرون الصور تأتى من كافة أقطار العالم وإن شاء الله يكون يوم دخول رمضان عبارة عن حفل لكل المسلمين وكذلك يوم الاعلان عن العيد.   * وهل سيكون ذلك فى رمضان القادم؟   – هذه المنظومة تتطلب عملية تركيزها على الأقل سنة ونصف أو سنتين لأن هناك برمجة وتجارب دقيقة. إن شاء الله فى حدود سنة 2010 نستطيع أن نستغل هذه المنظومة فى مشاهدة هلال رمضان.   * كيف تنظر إلى علاقة العلم بالدين وكيف يستطيع أن يخدم إحداهما الآخر؟   – حسب رأيى ليس هناك مجال للخدمة. العلم لا يخدم الدين. لأن الدين حسب فهمى – وأنا لست رجل دين- ينبنى على أساسين القرآن والسنة فالعلم لا يأتى ليجدد ويعطى وجهة جديدة للدين لأنه راسخ، وحتى إن وجد بعض التغيير فى التفاسير والاجتهادات يبقى الجوهر واحدا، العلم أسسه مضبوطة ليس فيه شك ولا ريب هو حساب ذهنى وتجربة ثم يقع إقرار الحساب مع التجربة ويكتمل بطبيعته.   * رغم التطور العلمى الكبير والمحاولات الكثيرة فى اكتشاف الفضاء الخارجى هل يمكن أن نقول إن الانسان وصل مرحلة مهمة من الاكتشافات أم مازال أمامه الكثير؟   – أعتقد أن الهام لم يأت بعد.. الهام سيأتى قريبا إن شاء الله عندما نفهم ما هى المادة السوداء ونفهم أسس الكون الذى نراقبه « وكما يقولون بالتونسي: الصحيح مازال ماجاش ». لكن حسب رأيى الـ10 سنوات أو الـ15 سنة القادمة ستحمل إلينا الكثير من الاكتشافات وسيتعمق فهمنا للكون ولما هو حولنا أكثر.   * كيف كان دخولك مجال الهندسة الفضائية ووكالة الفضاء « النازا »؟   – أنا بدأت مسيرتى فى تونس أين تحصلت على شهادة الهندسة من المدرسة القومية للمهندسين ثم تحولت إلى الولايات المتحدة وتحصلت على شهادة الدكتورا من جامعة كولورادو فى الهندسة الميكانيكية التطبيقية.   ومن هناك تحولت إلى كندا حيث اشتغلت فى الهندسة الجيولوجية ثم كانت العودة إلى الولايات المتحدة من خلال وكالة الفضاء النازا واشتغلت فى هذه الفترة على عديد المشاريع المهمة وساهمت فى إصلاح « تيليسكوب هابل » وكذلك فى انجاز عربتى « سبيريت » و »أوبرتينتي » اللتين تقومان بدور فعال فى المريخ فيما يتعلق بالبحث الجيولوجى والحمد لله أشرفت على عديد البحوث وتعلمت وعلّمت.   * ما هى أحلامك القادمة؟   – على المستوى القريب أنا مهتم بمنظومة الشاهد التى هى فى نفس الوقت تساعد على اقرار صحة الرؤية ويمكن استعمالها فى مجالات أخرى كمقاومة التصحر والزلازل والبراكين والاحتباس الحرارى وحالة الطقس.   وهناك أحلام أخرى على المستوى البعيد مثل توليد الطاقة الكهربائية فوق القمر وارسالها إلى الأرض. لماذا القمر تحديدا، لأنه كوكب مناسب ويمكن من خلاله التقاط حرارة الشمس وتحويلها إلى ليزر وبعثها إلى الأرض وهذا سيحل العديد من المشاكل. وهناك الكثير من المشاريع على المستوى النظرى لأننى مهتم بالاشتغال على كل ما يهم الأبحاث والهندسة اللازمة لفهم ما يسمى بالطاقة السوداء أو المادة السوداء وسنتمكن من معرفة أسرار الكون إنشاء الله.   * ماذا تعنى « بالمادة السوداء »؟   – حينما تنظر إلى السماء وتبحث عن النجوم وتحسب وترى هذا التحرك تستنتج وجود شيء ما لا يرى وليست له صلة بالمادة، هناك شيء آخر وهو أكبر من الكون. ما هذا الذى حولنا ويؤثر على هذا الكون بصفة مركزية ومطلقة، إنه حسب رأيى قوة هى « الطاقة السوداء ».   هناك بعض المشاريع الأخرى التى تتعلق بالنظريات الرياضية الحسابية، فحسابيا أرى أن هناك بوابة لعالم آخر. بالنسبة إلى الرياضيات تخص الاعداد المركبة. البوابة موجودة بالحسابات التى تهم الكون الذى نراه وهناك عالم ثان يطرحه بنفس الطريقة. وإن شاء الله حالما يتوفر لى الوقت سأنظر فى هذه المسألة وهذه الرياضيات النظرية كأنها « Geometrie- annex » وليست واقعية بالطبع هى حسابات من نوع جديد وحالما أتقدم فيها سأقدمها للناس.   * لماذا برأيك بقى العرب متخلفين عن الركب فيما يخص غزو الفضاء الخارجي؟ – حسب رأيى لسنا متخلفين أنا لا أحب كلمة تخلف أعتقد أن هناك ظروفا كثيرة جعلتنا ننشغل ببناء المسائل الأساسية ولا نلتفت إلى أمور مثل غزو الفضاء الخارجي. فقد عاشت الدول العربية لفترة طويلة تحت وطأة الاستعمار الذى كبل طاقاتها واستنفد ثرواتها.   اليوم هناك جهود تبذل من قبل الحكام والشعوب وكل يبذل جهده فى سبيل تطوير علمه ومعرفته للخروج من هذه الوضعية ولكن لابد من الصبر وبعض الوقت حتى تتحقق النهضة.   أنا لست خائفا على العرب لأنهم يملكون قدرات كبيرة جدا ولا يجب الاستخفاف بهم لأنهم سينهضون من جديد وأقول لمن يكيد لهم « رد بالك » فقد حان الوقت وأقول لهم كفوا أيديكم عن العرب والمسلمين جميعا.   * عفوا عن المقاطعة دكتور ولكن أنت ترفض تسمية « التخلف » ومع ذلك الأرقام والتقارير الدولية تشير إلى هذا التخلف مثل الميزانيات الضعيفة التى تخصصها الدول العربية للبحث العلمى وعدم توحيد الجهود والتنسيق فى هذا المجال؟   – حسب رأيى ليس هناك سوء تصرف لأن القدرتين المادية والفنية موجودتان إذا نظرنا للأقطار التى لديها قدرة مالية عالية سنجد أنها كبرت من ثروتها لأن اختياراتها واستثماراتها كانتا صحيحتين.   البلدان النفطية استثمرت فى البلدان الأخرى وحققت نجاحات، هناك تقدم عام ولكن لابد من الصبر. مثلا لنأخذ تونس، قدراتها عالية ولديها كفاءات متطورة ولكن يجب أن تأخذ وقتها لأن المصاعب كانت كثيرة. انظر فرنسا مثلا كيف أصبحت متقدمة لقد خططت وقامت بمشاريع مثل مشروع مارشال وهى اليوم تقطف ثمار ما زرعته فى الماضي. كذلك على الدول العربية تكثيف الجهود ووضع المخططات الكبرى، صحيح هناك مشاريع ولكن يلزمنا جهد أكثر واجتهاد أكثر. هناك الكثير من الشباب الذى يتسرع ويبحث عن النتائج ولكن لابد من الصبر وأخذ الوقت الكافى للتطوير.   * هل يعنى هذا أنك راض رضاء تاما عن الوضع الحالي؟   – الرضاء التام بالطبع لا. هناك ميزانيات ضخمة مخصصة للتعليم والصحة وهناك أمور إيجابية ولكن هذا لا يعنى أن الذى تقوم به البلدان العربية كله فى المسار الصحيح. أنا متحقق من أنه ليس هناك شفافية وهناك غموض يجب أن يزول. يجب تشريك الشعوب والمنظمات غير الحكومية فى عمليات البحث. قوة الشعب فى منظماته وتنظيماته، كذلك يجب التخلى عن عقلية أن الدولة ستفعل كل شيء، يجب التحلى بروح المبادرة الفردية واستغلال قوة التنظيمات الصغيرة وفى نفس الوقت يجب على حكامنا وأولى أمرنا أن لا يخافوا من هذه التنظيمات لأن الحياة ليست سياسة فقط وهذا ساقوله لأول مرة سياتى يوم ما يزول فيه الحكام إلى الأبد.   * هل يعنى هذا أن العلماء سيرثون الأرض؟   – لا، فحتى العلماء سيكونون فى خدمة المجتمع، الذى سيحكمنا هو القوانين فقط، فمع تقدم الوقت سنفهم أن هذا القانون صحيح وهذا القانون غير مرغوب فيه وحتى الحدود ستنهار وتصبح المجتمعات عبارة عن قرية صغيرة. بتفتح الانسانية ستزول الحدود وسوف لن يكون هناك حكام.. وسيأتى اليوم الذى سنعامل فيه الحيوان كبقية الكائنات الحية وحتى اللحم الذى سنستهلكه سنصنعه صنعا وسنكفى الحيوان شر الذبح.   * كيف تستطيع هذه الأمة التى قادت العالم فى مرحلة ما وأنجبت العباقرة والعلماء، أن تسترجع مكانتها وتبرهن على أنها « خير أمة أخرجت للناس »؟   – وهى أمة واحدة إن شاء الله، نحن كمسلمين نملك كل أسباب التقدم وديننا دين أخلاق وقيم ومبادئ لذلك فرغم صعوبة الظرف التاريخى حاليا سيأتى اليوم الذى سيشع فيه نور المسلمين وتصبح هذه الأمة رمزا للتعايش والمحبة والأخلاق والتقدم.   ولكن للأسف اليوم ارى أخلاقنا الأصيلة وقيمنا فى أماكن يستغرب تواجدها فيها وفى غير أماكنها بينما لا تجد هذه القيم فى بلداننا.   فى أمريكا مثلا من العيب أن ننظر إلى بعضنا فى الطريق ومن العيب أن تجلس فى المقهى وتراقب الناس. وهذا ما يجب أن نتركه ونبتعد عن مراقبة الناس وترويج الأقاويل.   اليوم أصبحت لدينا ثقافة الكلام الفارغ، كثر كلامنا وقل فعلنا وعملنا. اليوم المطلوب التوقف عن الكلام والعمل فى صمت والتعاون والتكاتف وتقديم النصح لبعضنا وتجنب الانتقاد والنقاش لمجرد النقاش. لنكتف ونكف بعضنا البعض شر كلامنا وإذا اضر بك إنسان وأصابك بمكروه حاول أن تجيبه بعمل طيب وكرر من ذلك حتى يرى أنك على حق ويرجع عن غيّه.   * وهل يعود تخلف العرب اليوم إلى عدم إدراكهم قيمة الوقت وسوء التصرف فيه رغم أنهم يلبسون افخر الساعات؟   – الوقت اكتشف عند العرب قبل أن يكتشف فى مكان آخر، الغريب أن كل الاختراعات لها تاريخ إلا تاريخ الوقت فهو غير موجود وليس له أثر فى الكتب. المشكلة ليست فى أنهم يلبسون أفخر الساعات، الأمر الرئيسى بالنسبة إلى العرب هو العمل. إذا كان لى من توصية فى هذا الحوار فهي: العمل.   لو أن كل واحد منا مارس الاعتزال ساعة أو ساعتين فى اليوم وكف عن الثرثرة نتقدم 20 سنة فى سنة واحدة.   * يعنى أنت مع شكسبير الذى طلق زوجته لأنها ثرثارة؟   – « يضحك » والله أنا ضد الطلاق ولكن مع الكف عن الثرثرة لأن معظم الطلاق سببه كثرة الكلام، وحتى فى العلاقات الدولية عادة ما تحدث الحروب بسبب التصريحات والتصريحات المضادة. وربما لأن العربية هى من أثرى اللغات من ذلك أن الأسد مثلا له أكثر من 300 إسم، لذلك فمن البديهى أن تصبح هذه اللغة أداة ترفيه. ومع ذلك فلابد من التقليل من الكلام والإكثار من العمل.   * كيف ينظر الدكتور محمد الأوسط العيارى إلى هجرة الأدمغة العربية إلى البلدان الغربية؟   – فى اعتقادى ليس هناك شيء اسمه هجرة الأدمغة. أنا مع فتح الأبواب على مصراعيها.. الذى يريد أن يهاجر اتركه يهاجر والذى يريد أن يعود فليعد إلى أرضه.العالم اليوم أصبح مفتوحا وهو أشبه بالقرية الصغيرة بفضل وسائل الاتصال الحديثة التى قربتنا من بعضنا البعض وأصبحنا هنا وهناك فى نفس الوقت. نحن نريد أن نرى أبناءنا فى الغرب لأنهم سيعودون إلينا بالمنفعة وكذلك أنا مع استقدام أساتذة من الخارج للتدريس فى جامعاتنا، الانفتاح مفيد وقوة الانسان فى اختلافه ومن الناحية العلمية لابد من تفاعل الافكار من جميع أقطار العالم حتى تتطور الانسانية.   فى المقابل هناك من يرفض الانفتاح ويتحفظ بدعوى أننا يجب المحافظة على هويتنا وديننا. فى رأيى أنه إذا كان ديننا صحيحا وقويا فسيحافظ على نفسه بنفسه وسيحمى نفسه، علم أبناءك تعليما صحيحا ولا تخف، من أين يأخذون العلم، من جميع الحضارات. فى نفس الوقت يجب أن نترك مراكز البحث والجامعات مفتوحة وفى منافسة مطلقة مع جميع جامعات العالم وحتى إذا وجد فيها خلل ما فإنه سيزول بمرور الوقت ولن يبقى سوى الهام من مراكز البحث والجامعات.   * أنت تؤمن إذن بأن العلم ليس له وطن؟   – بالتأكيد العلم ليس له وطن، يجب أن لا تكون هناك حدود وقيود على العلم، من أهم أسباب النجاح أن تكون للأساتذة الجامعيين والباحثين حرية مطلقة طبعا مع احترام الأمور الهامة كالرفق بالحيوان وعدم الاساءة للطبيعة. يجب أن تكون الأبحاث العلمية مستقلة عن الادارة والإرادة السياسية. سيأتى يوم ما يطغى فيه العلم على الإرادة السياسية والعلم طغى على الجهل فى جميع مراحل تاريخ الانسانية.   * هل تحلم بزيارة الفضاء فى يوم من الأيام؟   – شخصيا لا أحلم بزيارة الفضاء ولا تستهوينى الفكرة ولكن الغزو الحقيقى هو غزو الآلات والأدوات. نحن كائنات أرضية وأجسامنا متصلة بالأرض ولأن الوجود هدية وجمال ونعمة فإن الانسان بعدما تعمقت صلته بالأرض بدأ يتساءل بإحساسه وغريزته عن هذه الوجود ثم بدأ يفكر فى غزو الفضاء الخارجى وهذه بداية المسيرة. من هنا سيغزو الانسان الكون والفضاء الخارجى ولكن بأشكال أخرى لأن هذا الشكل أرضي. سوف تكون هناك ولادات أخرى.   * ما رأيك فيما يروج من أقاويل عن الصحون الطائرة؟   – ببساطة ليس هناك صحون طائرة. ولكن فى المقابل أؤمن بأن هناك حياة وأناسا آخرين أذكياء فى الفضاء الخارجى رغم أننا لا نملك الحجة على ذلك الآن.   * وهل ستغزونا هذه الكائنات وتشن علينا الحروب؟   – إذا كان هناك غزو خارجى فسيكون غزوا إيجابيا لأن هذه المخلوقات مخلوقات متطورة وذكية.   * كثيرا ما ينحرف العلم عن مساره الحقيقى فتحصل الكوارث والحروب والأوبئة وهو ما نعيشه اليوم فهل سيتواصل هذا الانحراف؟   – صحيح أنه من حين إلى آخر يقع استعمال العلوم استعمالا خاطئا فيؤدى هذا إلى خراب الانسانية وإلى ظواهر خطيرة مثل الاحتباس الحرارى والكوارث الطبيعية والاستنساخ ولكن هناك من الحكمة وبعد النظر فى الانسان ما يجعله ينتبه إلى هذه المخاطر وهناك من الخير ما يكفى ليغمر الحق الباطل.   * بعيدا عن العلم ما هى هواياتك؟   – الشاهد كان احدى هواياتي، عادة ما أحاول أن أكتشف مجالات وأشياء أخرى فآخذ مجالا جديدا وأقرأ كل ما كتب حوله حتى تحصل لى الفائدة، كذلك أنا أمارس الرياضة وألعب كرة القدم فى خطة مهاجم بفريق « B.SAC » فى كولورادو، أنا هداف الفريق وأحمل رقم « 69 ».   * فى مجال الغناء إلى ماذا يستمع الدكتور محمد الأوسط العياري؟   – تعجبنى عديد التجارب وعدة أصوات مثل أم كلثوم وصليحة ولطفى بوشناق وعبد الحليم حافظ وناظم الغزالى وبتهوفن والشاب خالد ويعجبنى فريق « SUPER- TRUMP ».   * وما هى الأغنية التى تجعلك تنتشي؟   – أغنية « غلبت أصالح فى روحي » للسيدة أم كثلوم   * وفى الشعر ماذا تقرأ؟   – فى الشعر يعجبنى المتنبى وابن الرومي.   * أعرف أنك متعلق كثيرا بأمك. فما السر فى ذلك؟   – والدتى نفيسه هى أمى وصديقتى وكل شيء فى حياتى وعلاقتى بها وطيدة وأنا دائم الاتصال بها ونتشاور يوميا وقد كانت ومازالت تشجعنى وتزيدنى إصرارا على المضى قدما وهذا عطاء كبير من لدنها.   إن ميزة الانسان بصفة عامة حب الذات والأنانية ولكن الأم هى المخلوق الوحيد الذى يعطى بدون حدود ويؤثر الآخرين عن نفسه لذلك « فالجنة تحت أقدام الأمهات ».   وأما الوالد رحمه الله فقد كان رجلا طيبا وتقيا يتميز بالبساطة وأثر فينا تأثيرا شديدا « وهنا تدخلت أمى نفيسة « كما يحلو لى أن أسميها » لتحدثنا عن مآثر زوجها الكثيرة وطرائفها معه فكان حديثا ممتعا وشيقا من امراة ليست ككل النساء ».   * ونحن نتحدث عن المرأة الرمز والأم ما رأيك دكتور فى وضع المرأة العربية وخاصة الوضع الحرج الذى تعيشه المرأة الفلسطينية فى مناطق الصراع؟   -حينما أرى ما تعيشه المرأة العربية من ظروف قاسية أصرخ: يا الله ما الذى يحدث وما هذه الأوضاع التى نعيشها وهذه الصور البشعة والجثث المتفحمة؟ إنه وضع مؤلم بحق ومسكينة المرأة العربية « وهنا توقف الدكتور محمد الأوسط العيارى عن الكلام للحظات ثم قال فى تأثر واضح: كفوا أيديكم عنهم.. كفوا أيديكم عنهم..!   (المصدر: موقع العرب أونلاين- بريطانيا – بتاريخ 31 جويلية 2008)  


 

وزارة التعليم العالي تسيّس الجامعة

                 

 
عبدالسلام الككلي كنا في مقال سابق تناولنا مسألة التمديد في الخدمة للجامعي بشكل نظري عام ونود هنا ان نتاول القضية في جانبها الاجرائي العملي فقد اشعرت وزارة التعليم العالي في آخر السنة الجامعية المنقضية مجموعة من  الأساتذة النقابيين  او القريبين من النقابة أو المعروفين باستقلالهم بحلول أجل تقاعدهم ويخشى أن يقع  حرمان هؤلاء الأساتذة من التمديد في سن التقاعد استثناء لهم من بقية زملائهم الذين يرجح أنهم  سيتمتعون بفرصة التمديد وهو ما يحدث تقريبا كل سنة مما يدفعنا في كل مرة الى إثارة الموضوع لا لأنه يتصل بقضايا إدارية فلو كان الأمر كذلك لما احتاج منا لكل هذا الجهد بل لان الاستثناء هنا له دلالة تتجاوزالنظرفي تعامل الوزارة مع نظام التقاعد في البلاد لتمس ما يمكن أن يختفي وراء سلوكها من تمييز سياسي بل أحيانا حزبي لامبرر له إذ أنه لا يمكن قبول أي تمييز بين الوظائف خاصة وأن الفصل 6 من الدستور ينصّ على أن « كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وهم سواء أمام القانون » ولتوضيح هذه المسالة نود وبعجالة إثارة بعض القضايا التي تبدو لنا جوهرية                                                                                                       إن هذا الموضوع يتصل في نظرنا بحق ممارسة العمل النقابي في البلاد وهو ما جعله جزءا من موضوع الشكاية المقدمة من لدن الاتحاد العام التونسي للشغل باسم الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الهيكل النقابي الممثل لكل الجامعيين ضد الحكومة التونسية  إلى المكتب الدولي للشغل من طريق الدولية للتربية  وهي القضية التي استكملت منذ مدة طورها الشكلي الأول ووصلت إلى مرحلة التقارير انتظارا لصدور رأي المكتب بشأنها . إن القضية سياسية بامتياز رغم ما يصدرعن الوزارة أحيانا من مواقف متناقضة ملتبسة فهي ترجع الاستجابة الى طلب التمديد مرة إلى الكفاءة والمستوى العلمي رغم علم إدارة التعليم العالي أنها ليست مؤهلة لإصدار أحكام من هذا القبيل ولو كانت قادرة على ذلك فعلا  لما احتاجت إلى تكليف الجامعي بالمناظرات والامتحانات الوطنيّة، فلمصالحها أن تضيف رأيها إلى آراء المجالس، وليس لها أن تلغي آراء النظراء في نظرائهم لأنّ المصالح الإداريّة غير مؤهّلة للتقييم العلميّ والتربويّ. ولو كانت مؤهلّة لما احتاجت إلى الجامعيين في المناظرات. فمهمتها إثراء الملفّ بالمعلومات التي لا تتوفر للمجالس واللجان العلمية الجامعية. أمّا المؤسّسات المجاوزة لهذا المستوى فليس لها رأي في التقييم وليست مؤهلة علميّا ولا تربويّا له، فمهمّتها إداريّة ماليّة خالصة. وفي غير هذا فهي مؤسّسة عليها أن تحترم المؤسّسات والقوانين وان تراقب ما دونها من المؤسّسات حتى لا تزيغ.  وهي مرة أخرى تربط التمديد بمهمات الإشراف على البحوث من ماجستير ودكتورا ولكن جميع الدلائل تشير إلى أن هذا المبدأ غير مراعى واكبر دليل على ذلك الأساتذة الذين أحالتهم السنة الماضية على التقاعد رغم عشرات الأعمال التي يشرفون عليها . بل إن الأمر وصل إلى حد كبير من الاضطراب المؤسف إذ انه تسند أحيانا في مفتتح السنة الجامعية جداول أوقات إلى الأساتذة الذين طلبوا التمديد ثم يسحب الجدول ويعلمون أنهم أحيلوا على التقاعد . يحدث ذلك شهرين بعد بداية السنة الجامعية و دون مراعاة لأي شيء  اولاي كان . وهو ما وقع فعلا للأستاذ احمد إبراهيم الأستاذ بكلية الآداب بمنوبة الذي حظي مطلبه بالموافقة على الإبقاء عليه بحالة مباشرة ثم تمكينه بعد انطلاق السنة الجامعية الماضية من مواصلة نشاطه في التدريس والتأطير والتمتع باجرته كاملة كما تمت دعوته إلى الاستعانة به في اللجان العلمية والبيداغوجية  كل ذلك بعد تحريك الإجراءات المؤدية إلى الإبقاء عليه في حالة مباشرة لما لمؤسسته من حاجة أكيدة إلى خدماته  وهو ما لا يمكن أن يدل إلا على وجود قرار ضمني ولكنه أكيد وثابت في إبقائه في حالة مباشرة  ولكن رغم وجود هذا القرار فقد أحيل قسرا على التقاعد في قلب السنة الجامعية تاركا وراءه أقساما دون أستاذ وباحثين دون مؤطر .  وبقطع النظر عن الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية في 26فيفري2008 والذي ألغى قرار إحالته على التقاعد في نوفمبر 2006 مع رفضها لمطعن الانحراف بالسلطة بجميع استتباعا ته السياسية فانه يبدو من الجلي وبعيدا عن الشكليات القانونية أن قرار رفض التمديد له انبنى على أسباب تخرج عن النطاق المهني وتندرج في النطاق السياسي اعتبارا لكونه وجها سياسيا معروفا بانتمائه للهياكل القيادية لحزب سياسي معارض وبنشاطه السياسي في ذلك الإطار   .وهذا التصرف العشوائي هو الذي  دفع وزارة التعليم العالي أخيرا إلى إصدار الأمر عدد1804 مؤرخ في 2 ماي 2008الذي « يبقي السيد احمد إبراهيم بحالة مباشرة وذلك بداية من أول أكتوبر 2006 إلى 31 ديسمبر 2006وهذا الإجراء لا يحتاج منا إلى أي تعليق ما دامت  شكليات الاحالةعلى التقاعد أو الإبقاء في حلة مباشرة  تسوى بعد  اكثرمن عامين  من آجالها الإدارية المتعارف عليها والتي كان من الممكن أن تحترمها الإدارة لو كان هذا الملف لا يخضع إلى الخلفيات السياسية التي شرحنا البعض منها هنا . وهذا الاضطراب هو الذي جعل أساتذة  كبارا من خيرة خبراتنا يحجمون عن طلب التمديد تعففا وحفظا لكرامتهم وتجنبا لرفض يسيء إلى سمعتهم وهم الذين وهبوا أعمارهم بسخاء لا مثيل له للتأطير والعطاء العلمي ولولا أننا  نخشى أن نخدش حياءهم لكنا أوردنا قائمة في أسمائهم اعترافا لهم بجميل من تعلم على أيديهم حب العلم وتوقير المعلمين.  
 

السلك التدريسي الجامعي التونسي،من الشموخ العلمي المنشود الى بيت الطاعة الاداري المفروض  
مراد رقية لقد تعرضت  في مناسبة سابقة الى محنة الجامعيين التونسيين في بداية الألفية الثالثة،والتي تتلخص أبرز معالمها في تدهور الأوضاع الاقتصادية لهذه الفئة التي يراد لنا أن تكون نخبة المجتمع التونسي لارتباط مصير هذه الأوضاع ب »منظومة انصاف »التي تلخصها البطاقة البيانية في الأجر المختزلة بالأرقام للأجور الهزيلة التي يتقاضاها الجامعيون التونسيون مقارنة بزملاؤهم العرب والأجانب.فتحولت هذه الفئة تدريجيابحكم تقلص مواردها وطاقتها الانفاقية ومستواها المعيشي الى فئة مكبّلة بالديون الناتجة عن القروض الاستهلاكية بسبب الفجوة الهائلة بين القيمة الحالية للأجور(التي هي أقرب الى منح بطالة بالمقاييس الدولية)وتكاليف الحياة لهذا الصنف »المحروم »عبر المراحل المختلفة للسلك الوظيفي من المساعد الى أستاذ التعليم العالي،فاضطر العديدون الى ممارسة الأنشطة الموازية التدريسية والاستثمارية لا رغبة في الثراء ولكن في الموازنة بين المداخيل والمصاريف؟؟؟ ولا تقتصر معاناة السلك التدريسي الجامعي على الجانب المادي المرتبط ب »منظومةانصاف »غير المنصفة الا على الورق،وبالمفاوضات الاجتماعية العامة دون الخصوصية(غير المسموح بها لسلك التدريس الجامعي قياسا على الأصتاف الأخرى المرضي عنها؟؟؟)،بل ارتقت الى مستوى أكثر خطورة تمثل في « منظومة العقاب الاداري »أو « منظومة اذلال »المسلطة من قبل الادارة العامة للتعليم العالي بسبب انتساب السلك التدريسي الجامعي بكل أصنافه وأسلاكه الوظيفية الى منظمة مهنية »غير مرخص لها » هي الاتحاد العام التونسي للشغل عبر احدى خلاياه المميزة وهي النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ذلك أن الاضرابات المرخص لها من الاتحاد العام والنقابة العامة تعتبر »أنشطة غير قانونية وغير مؤشر ومرخص لها »فيقع المزج من خلال منظومة »اذلال »العقابية السائدة بامتياز بين الخصم من الأجر،والحرمان من الحقوق الادارية نقلة وترقية وترسيما وعطلات دراسية ومناقلات،وحتى ذوي الملفات الصحية لم تشفع لهم أوضاعهم الخاصة والحرجة في الحصول على المرغوب؟؟؟ ويلاحظ للأمانة وللتاريخ أن منظومة »اذلال » العقابية قد سوّت بين الجميع في الاحاطة،من المساعد المحروم من المناقلة والترسيم الى أستاذ التعليم العالي المشهود له داخليا وخارجيا،وكل ذلك بطبيعة الحال طبقا للقانون،فاذا كانت المشاركة في الاضرابات والانتساب الى الهياكل النقابية الشرعية نشاط مخالف للقانون وللمنطق مما يؤدي الى الخصم من الأجر،والعقاب الاداري بمختلف تلوينات منظومة »اذلال »المتميزة،فلماذا لا يعاقب الاتحاد العام في شخص أمينه العام الذي وافق على الاضراب من خلال المكتب التنفيذي حتى تقع المساواة في جميع حلقات الممارسة النقابية من القمة الى القاعدة،فلا يحظى الأمين العام بالتكريم والتبجيل،ويخضع النقابيون الى التتبع والقصاص المادي والاداري؟؟؟ والغريب في الأمر،أن بعض الأصناف الوظيفية خاصة »السلك أ »المكوّن من الأساتذة والأساتذة المحاضرين،المشمولة بتلوينات »منظومةاذلال »العقابية هي ذاتها المشرفة على لجان الانتداب والترقية ولجان اصلاح المنظومة الجامعية خاصة منها »منظومة أمد »التي استمات عديد الجامعيين في تصورهيكليتها واستنباط مقوماتها،فهل أن اخضاع هذه الأصناف للعقاب الاداري خصما وحرمانا من الحقوق نقلة ومناقلة وتجميدا في الاطار وصولا الى »بيت الطاعة الاداري » هو السبيل الوحيد والأكيد للنهوض بالجامعة التونسية في بداية الألفية الثالثة تحقيقا لمجتمع المعرفة والمعلومات وسيادة القانون؟؟؟؟


الحُبُّ.. أَعزّكَ الله
 
احميدة النيفر بهذا التركيب الإيقاعي الموحي بجدلية التصوّر افتتح ابن حزم الأندلسي (ت456هـ) رسالته الفريدة في أدب العشق والألفة عند العرب. قال – وهو سليل أسرة قرطبية ماجدة وفقيه ظاهري متميّز وسياسي منافح عن الحزب الأموي ودولته- في مطلع رسالته «طوق الحمامة في الأُلفة والأُلاّف»: الحب، أعزّك الله، أوّله هزل وآخره جِدّ، دقّت معانيه لجلالتها على أن توصف فلا تُدرَك إلاّ بالمعاناة. وليس بمنكَر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجلّ». ما تميّزت به هذه الرسالة هو أنّها أشهر تنظير للحب عند العرب قدّم فيه ابن حزم هذه العاطفة على أنّها تعبير وجداني يصدر من أعماق الذات الإنسانية بأبعادها المختلفة. موضوع الحب في طوق الحمامة إضافة إلى فَرديّة طابعه الخاص هو في الآنِ ذاته تجسيد لثقافة المجتمع الأندلسي بما يجعل الحبَ تركيباً لحركتين متفاعلتين: بحثٌ عن الأنا في الآخر وتفاعل الذات مع حركة المجتمع الخفيّة. من هذه الرؤية الجدلية التي انتهى إليها الفقيه القرطبي ابن القرن الخامس الهجري تتضح إحدى خصائص الحضارة العربية الإسلامية وهي أنّها حضارة جدل العقل والقلب وأنها من هذا التكامل تبرز طابعها الروحي المميّز. ذلك الطابع الذي ظل حاضراً، رغم التضييق عليه في أطوار لاحقة من تاريخ المسلمين، مما جعل بعض الدارسين من الثقافات الأخرى يعترفون بهذه الخصوصية مثل «ستندال»الفرنسي (Stendhal) الذي صرّح في كتابه «في الحب» (De L’Amour) أنّه: «يجب أن نبحث عن أنموذج الحب في الحب العربي باعتباره قيمة سامية ونبيلة». هي ذات الفكرة التي سيسعى محمد إقبال في العصر الحديث أن يجلّيها في قراءته التجديدية الفلسفية لرسالة الإسلام حين رأى أنّه دين «يمكّن الإنسانيّة من تأويل الكون تأويلاً روحياً» واضعاً لذلك «مبادئ أساسية ذات أهميّة عالمية تطوّر المجتمع الإنساني». إذا انصرفنا عن الغرب الإسلامي وعن جرأة ابن حزم الأندلسية التي تمثّلت ظاهرة الحب بين سياقي الوجدان والعقل واتجهنا صوب المشرق قابَلَنا فقيهٌ آخر لا يقلُّ شهرة عن ابن حزم بتأليف في الموضوع ذاته وإن اختلف مع «طوق الحمامة» ثقافةً ومنهجاً. إنه شمس الدين محمد بن قيم الجوزية (ت751هــ) مؤلف «روضة المحبين ونزهة المشتاقين». يبرز الكتاب طابع الفقيه السلفي الذي لا يستنكف عن الاتصال بما عرف بـ«التصوّف السنّي» المتقيِّد بـ«الكتاب والسنة وبالسير على أثر الرسول عليه الصلاة والسلام» حسب عبارة أبي القاسم الجنيد. لا يختلف ابن القيم في هذا التوجّه عن شيخه الحنبلي تقي الدين بن تيمية الحرّاني (ت728هـ) الذي يعتبر أن العبادة المأمور بها شرعاً «تتضمن معنى الذُلّ ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذلّ لله تعالى بغاية المحبة له». ما يثير الانتباه في كتاب «روضة المحبين» مقارنةً برسالة «طوق الحمامة» التي تكبُرُها بما يناهز ثلاثة قرون هو أنهما، وإن حرصا على تناول موضوع الحب دون وجل أو استحياء، فإن معالجة الفقيه الحنبلي المتأخر أقل جرأة من القرطبي الظاهري السابق له زمنياً. من هذه الزاوية فإن كتاب «روضة المحبين» يكشف حالة انحسار لقدرات الإبداع والجرأة الواضحتين في رسالة «طوق الحمامة» وكأن جُنح التضييق أخذ يخيِّم بصورة واضحة على شرعية الوجدان في المجتمعات المسلمة. لقد بدأ جدلُ سياقيْ العقل والقلب بما يفتحه ذلك الجدل من أفق إنساني لعاطفة الحب في التراجع لصالح أولويّة الخصوصية التاريخية وما تستدعيه من التقيّد بالنظام الاجتماعي والانضباط بقيمه وعاداته. تبرز هذه الحركة الانطوائية بجلاء من ثنايا «روضة المحبين» حيث يتواصل الإقرار بأهميّة الحب في الثقافة الإسلامية لكن بمنظور وثوقي تقريري مع الحرص على التحذير من مزالقه ومهالكه. نقرأ في الباب الأول عن أسماء المحبّة أنّ العرب وضعوا لها «قريباً من ستين اسماً… (وتلك) عادتهم في كل ما اشتد إِلفهم له أو كَـثُر خطره على قلوبهم تعظيماً له أو اهتماماً به أو محبة له». هو إقرار بأهميّة الموضوع لكن ضمن سقف الخصوصية العربية وما اعتاده القوم وكان بقلوبهم أعلق. تتواصل الأبواب الموالية على ذات النسق إلى أن نصل إلى الباب السابع، باب المناظرة بين القلب والعين والكبد، حيث يقع الإعلان عن أن الحب إشكالٌ ينبغي الاحتياط منه ومراقبة دواعيه. يقول في ذلك ابن القيم: «لمّا كانت العين رائداً والقلب باعثاً وطالباً وهذه لها لذة الرؤية وهذا له لذة الظفر كانا في الهوى شريكي عِنان. ولمّا وقعا في العناء واشتركا في البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه. قال القلب للعين: أنت التي سُقتني إلى موارد الهلكات وأوقعتني في الحسرات بمتابعتكِ اللحظات ونزّهتِ طرفك في تلك الرياض وطلبت الشفاء من الحِدَقِ المِراض وخالفت قول أحكم الحاكمين: «قل للمؤمنين» وقولَ رسوله صلّى الله عليه وسلّم: «النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه من خوف الله أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه». تجيب العينُ القلبَ متبرئةً من الإثم باطناً وظاهراً ثم تتدخل الكبد في الخصام والمناظرة معتبرة أنهما على هلاكها تساعَدا وعلى قتلها تعاونا. ما يعنينا من هذا الكتاب الطريف الممتع في سبكه، القريب في مأخذه هو مساهمته الأكيدة في تدعيم تلك القراءة السلفية التي انخرطت فيها منظومة المسلمين الثقافية. تلك المنظومة التي تعتبر أن الإصلاح الديني لا صلة له بالأبعاد الإنسانية وتطلعاتها الفكرية والروحية إنما هو العَودُ إلى أسس الحضارة الخاصة الكامنة بثبات في الثقافة المحلية أو التراث. هي قراءة عملت على بناء خطاب تأثيمي لعاطفة المحبة ظنّاً من أصحابها أنهم يواجهون بذلك الانحراف السلوكي والتحلل القيمي. وعن هذا الخلل يقول محمد إقبال: «مثل هذه الطاقة الهامّة أصيبت بتشويه مريع في العصور المتأخرة جعل المتدينين يأبون على أنفسهم طرق هذا الموضوع الخطير بما ينقص قيمته». ثم يضيف محدداً وجهته التجديدية لمواجهة التسيّب والانحطاط إذ يقول: «إنّ مصير شعب من الشعوب لا يتوقّف على النظام الذي يحرص الفقيه على حمايته وتركيزه بقدر ما يتوقف على قيمة الأفراد وقوّتهم ضمن ذلك المجتمع». لكن السؤال الذي لا مفر من طرحه هو مُؤَدّى كل ما سبق طرحه ضمن اللحظة العربية الراهنة أو: أيُّ معنى للحديث عن الحب زمنَ الحرب؟ المؤكد أننا نعيش فترة انتقالية حاسمة من تاريخ المنطقة العربية وأن الحروب والاعتداءات التي تشنُّ على شعوب المنطقة ينبغي أن تواجه بالمقاومة الوطنية. لكن ليس بالقتال وحده يمكن تجاوز تحديات المرحلة وما يغلب عليها من ضبابية في الرؤية وتعدد استعمالات الثقافة الدينية. من ثم كان حَريًّا بنا -مساهمةً في كشف الحجب ورفع الالتباس- أن نستعيد قولة الأندلسي: الحب، أعزّك الله…. وأن نستحضر معها مقولة صاحب تجديد الفكر الديني حين يعتبر أن «ديناً ليس من مبادئه الدعوة إلى المحبة وتقدير الإبداع الحكيم وروعة الجمال في الكون هو دين باطل كل ما فيه أنّه وسيلة استغلال طبقة من الناس سذاجةَ غيرهم». (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)


لكل جواد كبوة، فكيف نعالجها؟؟

بقلم: التيجاني الداهش منذ قرابة الخمسة عقود اي منذ خروج الاستعمار المباشر وتأسيس الدولة الهجينة حامية المصالح الأجنبية وحارسة التجزئة والتشتيت في وطننا العربي لم تنفك هذه الدولة في مواجهة مع شعوبها عناوينها الهوية، العدالة الاجتماعية، الحرية وهي عناوين بصدد التكثف في عنوان واحد: الاستقلال الثاني. مواجهة أشبه بالحرب يسقط فيها القتلى والجرحى والمعاقون. تترمل فيها النساء ويتيتم فيها الأطفال ويلقى فيها بالاسرى السنوات الطوال في غياهب المعتقلات. حرب لها لاجئوها أيضا مشردون في الارض. الخلاصة حرب لها ضحاياها وأبطالها ولكن لها أغنياؤها أيضا. وكما أن طريق النضال في هذه الحرب متعرج وخط المواجهة بين الحق والباطل لا يسير على خط مستقيم فكذلك خريطة سير المناضل في هذه المواجهة لا تسير على خط مستقيم. ولكن التعرج في نضال المناضل قد يصل عند البعض وربما عند أكثرنا إلى أن يمر في بعض الأحيان بما يمكن أن نسميه بكبوة الجواد، أي بروز منعطف خطر يدفع بالمناضل إلى التفكير بترك النضال، أو بالهروب بجلده، أو يجعله يتخذ قرار ترك النضال والتوقف أو يجعله ياتي افعالا ويقول أقوالا تتراءى لمن يعرفه من إخوانه أقرب الى الهذيان الذي يصل أحيانا إلى افشاء الاسرار وخيانة الامانات. وكثيرا ما يحدث ذلك عندما تشتد الأخطار أو عندما تتراءى المكاسب والغنائم الشخصية أو عند التعرض لمشاكل خاصة شديدة التعقيد أو قوية الاثر على المناضل أو عند فقدان الرؤية السياسية الصحيحة والوقوع في اليأس أو في وهم القيام بالواجب الشرعي او الثوري في النصح. ثمة خطان فكريان في معالجة هذه الكبوة: فهنالك من يستنكر هذا التراجع أشد الاستنكار، ويشن عليه الهجمات الشديدة، وينعته بأقبح النعوت ولا يتركه يمضي دون تشفّ أو شماتة. إن هذا الخط الفكري خاطئ تماما، ويلحق أشد الأضرار بالحركة المناضلة ولا يسمح لمن كبا أن ينهض من كبوته. أما الخط الفكري الصحيح في معالجة هذه الكبوة، فينطلق من رؤيتها كشيء عادي كثير الحدوث. وإذا كانت تنبع دائما من سيادة أفكار خاطئة في عقل ذلك المناضل فلا بد من معالجتها بأخوة ورفق وطول نفس، مع محاولة مساعدته واكتشاف جذورها الحقيقية، أو عدم الممانعة بإعطائه الفرصة لكي يخلو إلى نفسه ويمر بتجربته الخاصة في ان يعيش خارج النضال أو الحركة المناضلة. وإذا أمكن يجب أن تبقى الخيوط ممدودة لمساعدته على استخلاص الدروس الصحيحة وهو خارج مجرى النضال، لكي يعود من جديد عن قراره السابق ويمسك بالخط الفكري الصحيح. وينطلق من جديد فارسا معطاءا أفضل من السابق. هذا ويجب علينا أن ندرك أنه ليس من السهل على مناضل شريف عاش حياة النضال أن يرتاح للعيش خارج النضال حتى ولو كبا وقرر ألا يتابع المسيرة. لأنه سيضل يرى كل ما حوله خارج النضال من أجل كرامة الشعب وحريته تافها لا قيمة له. يلاحقه قول شاعر العرب دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنت الطاعم الكاسي.  وإذا ما كانت الخيوط ممدودة معه وشعر  – وكان الأمر كذلك بصدق – انه إذا عاد فسيجد قلوب اخوانه مفتوحة له، فسوف يسهل تراجعه عن الخطأ، ومساعدته لكي يعود فارسا ثوريا يخدم حركته ويناضل من اجل قيم الحق والعدل والحرية. الاصل في معالجة كبوة الجواد هذه ان نراجع مسلك المناضل المبتلى وسوابقه، علاقاته، بذله للخط النضالي، تضحياته، سلوكه في عائلته الذي يكشفه ابناؤه فالانسان قد يمارس التقية على كل الناس الا أبناءه.  وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المسلك في التعامل مع كبوة الجواد في قصة حاطب بن ابي بلتعة التي رواها البخاري كالآتي: عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ قَالَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : الْكِتَابُ . فَقَالَتْ : مَا مَعَنَا كِتَابٌ فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا : مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ عُمَرُ : « يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ  »  » دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ  »  » فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ  » فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْت ؟ . قَالَ حَاطِبٌ :  » وَاللَّهِ مَا بِي أَنْ لا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  »  » وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلام  »  » وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا  »  » وَمَا غَيَّرْتُ وَلا بَدَّلْتُ « ِ  » مَا كَانَ بِي مِنْ كُفْرٍ وَلا ارْتِدَادٍ  »  » أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ  »  » فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله  » أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِه . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا . فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ . فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَال:َ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . هذا هو المسلك النبوي الكريم في  سبر أغوار نفس المناضل المبتلى بالكبوة وسماع دفاعه ولو كان ضعيفا والنظر الى سابقته عند إصدار الحكم عليه. وصد هجوم التيار المتحمس والمسارع الى الحسم فيه وفي أمثاله : « لا تقولوا له إلا خيرا » أما اللجوء في مثل هذه الحالات إلى الشماتة والقسوة، أو إلى الإذلال وتصفية الحسابات فهو اتجاه غير لائق ومجانب للاقتداء بسنة خير الأنام، ويجب أن يحارب هذا الاتجاه، في سرعة الحسم في المناضلين المبتلين دون فرز ودون بذل جهد في استعادتهم واعانتهم على الظروف الخاصة التي يمرون بها، حربا فكرية عنيدة. قد يقول البعض أن هناك حالات لا تنهض من كبوتها، وتبتعد عن النضال نهائيا، وتغرق في حياتها الخاصة. ولكن حتى هذه الحالات فليس من الصحيح التهجم عليها، وإنما يجب أن يصار إلى إبقائها صديقة ومتعاطفة. إن تكريس الخط الفكري الصحيح في النظرة إلى كبوة المناضل، وفي معالجتها مسـألة أساسية. كما أن الصراع ضد الخط الفكري الآخر المذكور أعلاه في النظر إلى هذه المسألة ومعالجتها مسألة أساسية أيضا. على أنه من الضروري التفريق هنا بين كبوة المناضلين الشرفاء عندما تمر بهم أزمة يأس أو تراجع أو حتى اضطراب نفسي ناتج عن شدة الابتلاء او التعذيب او النفي وهم يحملون الحركة النضالية على أكتافهم حتى تنوء بها فيتوقفون عن النضال وبين ذلك النمط من المثقفين المنظرين الذين ينخرطون في العمل النضالي الحركي انخراطا سطحيا فيمارسونه منذ البداية وكأنه هواية أو غواية أو سبيلا للتسلق الاجتماعي او السياسي فتحملهم الحركة النضالية على أكتافها حتى يجدوا متسلقا جديدا فينسحبون منها متى شاؤوا ومتى قضوا وطرهم. وقد يلجأ بعضهم إلى مد جسورهم مبكرا مع خصوم وأعداء الخط النضالي أنطمة ظالمة أو محتلة فيتحولون من مناضلين منحرفين إلى أعداء للخط الثوري يمارسون التقية ضد إخوانهم أو رفاقهم ولا ينتظرون الا أن يقضوا وترهم من الحركة النضالية فيديرون لها الظهر وكأن شيئالم يكن أو يطعنونها في الظهر فيكرسوا مواهبهم وإمكاناتهم الأكاديمية في علم الاجتماع أم العلوم الشرعية أو حتى علم النفس في ترذيل الخط المناضل والاستهزاء منه وتمجيد الطاغية والطاغوت والتبرؤ من ماضيهم الذي يظل يلاحقهم مثل الكابوس فيبالغون في التنظف منه بمزيد من العواء على أبواب الظلمة. وقد يتحول بعض هؤلاء الى جواسيس لأعداء الخط النضالي فتراهم يستمرون في مواقعهم يحملون الاخبار في اتجاه العدو ويحملون الى الاتجاه الآخر الافكار المخذلة وبذور الفتنة والتشكيك في القيادة الحركية وهز صورتها أمام قواعدها وتحميلها وتحميل الخط النضالي مسؤولية خيانتهم حيث لم تأخذ أطماعهم وانتهازيتهم وحاجاتهم المنحطة بعين الاعتبار في صياغة القرار وفي رسم خط السير النضالي. إن مثل هؤلاء الناس كانوا منذ البداية سيئين وكانت ممارستهم سيئة. ولهذا فخاتمتهم لا بد أن تكون سيئة أيضا. وهي لهذا ليست كبوة جواد ولا نبوة سيف. ولا يجب أن ننظر إليها كذلك. إنها استمرار لطريق متعثر ضال. ولم يأتوا بجديد حين قرروا ترك الطريق او الانحراف عنها أو محاولة الانحراف بها. إن مرورهم بالحركة النضالية مرور عابر مهما طال ومهما ارتقوا في مواقعها. وإذا كان هنالك من أمر هام في هذا الخصوص فهو ان نتعلم كيف نحدد هذه الظاهرة جيدا، وكيف نعرفها جيدا، ولا نسمح لأشباهها أن تمر علينا دون أن نكتشفها بالنظر الثاقب ومفتاحه التركيز على الافعال دون الأقوال. قال رجل للفاروق عمر رضي الله عنه،: إنَّ فلاناً رجل صدق، فقال له: « هل سافرت معه؟ » قال: لا، قال: « فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ » قال: لا، قال: « فهل ائتمنته على شيء؟ » قال: لا، قال: « فأنت الذي لا علم لك به، أراك رأيته يرفع رأسه ويخفضه في المسجد؟! ». إن الصراع الفكري بين الخط الصحيح وبين هذا النمط من عابري السبيل له ميزة محددة هو انه يبتدىء ويستمر طوال وجودهم على الطريق، وينتهي مع تخليهم عنه ونفي الخط النضالي لخبثهم. ويكون صراعا يشمل كل الجبهات السياسية والنظرية والفكرية. أما المناضلون الذين يتعرضون لكبوة ما فإن الصراع معهم يبدأ بسبب الكبوة وحولها وغايته هي إعادتهم إلى طريق النضال من خلال مساعدتهم على التخلص من الأفكار الخاطئة أو الظروف الطارئة التي تدفع المناضل للتوقف عن مواصلة الدرب. ولنتذكر، لا بد أن يخاض هذا الصراع بروح أخوية ودافئة.


 

اغتيال الفرع المحلي لصندوق التأمين على المرض بقصرهلال لحقوق المواطن جملة وتفصيلا
-أين هو دور جمعية الدفاع عن المستهلك؟؟؟  
 
مراد رقية بقدر ما يبتهج المواطن من اعتماد مبدأ اللامركزية الادارية تقريبا للخدمات المختلفة من المواطن بقدر ما يتبين بمجرد انطلاق العمل بالمقر المستحدث بأن لا نسبة ولا مناسبة مابين مبدأ اللامركزية ومردودية وجودة الخدمات المسداة للمواطن الذي أصبح بحمد الله وباستقالته المرضية مثقلا بالضرائب والدفوعات التي ليس لها أول ولا آخر،ويكابد يوميا على حساب وقته وصحته من أجل الحصول على الخدمات بأيسر السبل وبأقل الأضرار الصحية وخاصة العصبية الممكنة؟؟؟ ويندرج افتتاح الفرع المحلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض بقصرهلال ضمن هذا الوضع الرديء المكرّس لوجود قطيعة شبه كاملة بين الشعارات المرفوعة من السلط الوطنية والجهوية والمحلية وخاصة منها »ادارة تخدم المواطن »وبين الواقع السيء الماسخ الذي يعيشه حريف الفرع المحلي يوميا اذ يصدم المواطن المقبل على الفرع في أوقات الدوام الاداري المعتمد حاليا على الحصة الواحدة بمجرد دخوله البهو أو فضاء الاستقبال بوجود اكتضاظ يشبه اكتضاظ الأسواق الأسبوعية القائمة في وسط المدينة وعلى قارعة الطريق فيضطر المواطن أو الحريف الى انتظار دوره بالساعات في درجة حرارة مرتفعة لغياب التكييف الذي يختص به موظفو الطوابق العليا دون غيرهم؟؟؟ وبرغم استغراب واحتجاج المواطن على هذا الوضع البائس المزري الذي يتحمل  تبعاته فان هذا الوضع هو ناتج عن طرفين اثنين،ادارة مقصّرة دأبت على جمع الأموال ومراكمتها بدون الالتزام بتقديم الخدمة الجيّدة في تناقض كامل مع تلك الشعارات غير ذات اللون والطعم والرائحة،تلك الشعارات المضحكة التي لم تعد تنطلي حتى على أطفال التعليم الأساسي،والمواطن التونسي الذي دأب منذ سنين طويلة على مقاطعة العمل السياسي،وكذلك العمل الجمعياتي المستقل غير المدجن من التجمع الدستوري ففقد القدرة والشجاعة  والحق في ابلاغ صوته والمطالبة بحقوقه التي يدفعها ثمنها ضرائب ورسوم وخطايا ما أنزل الله بها من سلطان،فلعل الوقت حان الآن لسداد فاتورة الاستقالة أو الرضة بالدون التي التزم بها منذ سنين طويلة دون أي مبرر مقبول ومعقول؟؟؟ ان المقر الحالي للفرع المحلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض(ولعله صندوق الحث على الاقلاع عن المرض لرداءة الخدمات وطولها)ضيق لا يتسع لحرفائه لذلك فان المطلوب هو التخفيف من الاكتضاظ القائم المعطل لسداد الخدمات بانشاء فرع ثان للصندوق في معتمدية مجاورة على اعتبار أن فرع قصرهلال يغطي العديد من المعتمديات الآهلة بالسكان طالبي الخدمات الجيدة في الآجال المعقولة تخفيفا عليهم من الأعباء ومن الأمراض في هذا الزمن الحرام أو هذا الزمن المريض  بدع مادي أكيد من المؤمن على المرض؟؟؟ ان وجود مثل هذه الأوضاع الرديئة الماسخة وغير المبررة هو ناتج بالأساس عن تفرد التجمع الدستوري الديمقراطي بالسلطة وعن غياب الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى المستقلة لا « الأحزاب الديكورية الممثلة في البرلمان »ونأمل أن يستخلص المواطن المنكوب عبر محطات امتهان كرامته المتعددة العبرة للمطالبة بحقوقه كاملة في المحطات السياسية القادمة التشريعية والبلدية لعدم اتاحة تجديد الثقة في المسؤولين التجمعيين الذين يكتفون بضمان مصالحهم ونزواتهم الشخصية،أو أحيانا الاكتفاء بلعب دور شاهد الزور على نكبة حقوق المواطن الدافع للضرائب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


أردوغان يعلن أمام البرلمان اليوم تغييرات لفتح صفحة جديدة مع القوى العلمانية… تركيا: الحزب الحاكم ينجو من الحظر… والمحكمة تنذره

أنقرة – الحياة     تنفست أوساط حزب «العدالة والتنمية» الاسلامي الحاكم في تركيا الصعداء، عقب قرار المحكمة الدستورية رفض طلب حظره بتهمة «مناهضة العلمانية»، مكتفية بتوجيه إنذار اليه وحرمانه من نصف المساعدات المالية المخصصة له من خزينة الدولة، بموجب قانون تمويل الأحزاب. ولم يتوافر النصاب اللازم لحظر الحزب بين القضاة الـ11 في المحكمة. وبعد مداولات استمرت ثلاثة ايام، صوّت ستة قضاة فقط لمصلحة حظر الحزب في مقابل 4 رفضوا، فيما صوت قاض واحد لمصلحة رفض الدعوى. واتفق القضاة على حرمان الحزب من مبلغ 18 مليون دولار سنوياً. وأكد رئيس المحكمة الدستورية هاشم كيليتش ضرورة مناقشة قانون الأحزاب السياسية في البرلمان من أجل تعديل مادة حظر الأحزاب التي تضع البلاد في أزمة سياسية. واعتبر الحكم انذاراً قوياً ومهماً لحزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، اذ اشار كيليتش الى ان 6 قضاة كانوا مقتنعين بتحول الحزب الى «بؤرة لمعاداة العلمانية» وأن صوتاً واحداً فقط انقذ الحزب من الحظر. ويعقد نواب اجتماعاً اليوم في البرلمان حيث من المقرر ان يلقي اردوغان خطاباً مهماً تعليقاً على قرار المحكمة، يرسم من خلاله سياسة جديدة للحزب. ويتوقع ان يعلن رئيس الوزراء فتح صفحة جديدة مع القوى العلمانية وأن يتبع ذلك بتعديل وزاري من أجل إقصاء بعض الوزراء الذين تعتبرهم القوى العلمانية خطراً على النظام ومن بينهم وزير التعليم حسين شيليك. وأنقذ قرار المحكمة قائد القوات البرية الجنرال الكر باشبوغ الذي يفترض أن يرقى الى منصب قائد الاركان ليحل محل الجنرال يشار بيوك انيت، وذلك خلال اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي يحضره اردوغان غداً. وكان من شأن اي قرار بحظر الحزب، ان يمنع اردوغان من حضور الاجتماع لتبقى تركيا من دون قائد للأركان الى حين تشكيل حكومة جديدة، في حين لا يستطيع باشبوغ الانتظار بسبب اقترابه من سن التقاعد. في المقابل نفى رئيس المحكمة ادعاءات بوجود صفقة لانقاذ الحزب أو تعمد صدور الحكم قبل الاجتماع العسكري، مؤكداً ان المحكمة لا تخضع لضغوط. لكنه اكد في الوقت ذاته أن القضاة راعوا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وقال ان الباب يبقى مفتوحاً امام مدعي عام محكمة التمييز عبدالرحمن يلتشن قايا اذا اراد رفع دعوى جديدة ضد الحزب، ما يعني أن آلية مراقبة القوى العلمانية للحزب الحاكم باقية. (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)  


الجزائر: إحباط محاولة لاستهداف موكب بوتفليقة

 

الجزائر ـ وكالات كشفت صحيفة جزائرية ان أجهزة الأمن أحبطت محاولة لاستهداف موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته يوم الأحد الماضي لولاية البويرة (120 كم شرق العاصمة الجزائر). وقالت صحيفة ‘ليبرتيه’ الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية ان ‘أجهزة الأمن استرجعت الجمعة الماضية سيارة (مسروقة) جديدة من نوع ‘فولكس فاجن’ سوداء اللون ببلدة شعبة العامر بولاية بومرداس’ بعد ملاحقتها لشخصين فرا نحو جبال بودخان. ورجحت الصحيفة أن يكون الفارّان ينتميان لجماعة مسلحة وأنهما كانا يستعدان لملء السيارة بالمتفجرات ثم التوجه الى ولاية البويرة لاستهداف الموكب الرئاسي. ولم تشر الصحيفة إلى الأسباب التي حدت بها إلى ترجيح أن هذين الشخصين كانا يعتزمان استهداف موكب بوتفليقة. (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)


 

 ظاهرة أوباما: الانتخابات الأمريكية تتحول إلي انتخابات عالمية  
د. بشير موسي نافع (*) ليس من الصعب رؤية الاهتمام العالمي المتزايد بالانتخابات الرئاسية. في أوروبا، ذات العلاقة التاريخية والوثيقة بالولايات المتحدة، والشرق الأوسط، حيث الوطأة الأثقل للسياسة الامريكية الخارجية خلال السنوات السبع الماضية، وصل الاهتمام بالانتخابات الامريكية الرئاسية ذروته. علي أن لهذا الاهتمام بعداً خاصاً كذلك. أوباما، المرشح الديمقراطي للرئاسة، ينحدر من أب إفريقي أسود وأم بيضاء، وقد كان الأب فوق ذلك مسلماً. قبل سنوات قليلة فقط، لم يكن هناك من يتصور، داخل الولايات المتحدة أو خارجها، أن يصل رئيس أسود للبيت الأبيض؛ بل أن هناك من يعتقد أنه لهذا السبب علي الأقل، فإن أوباما سيخسر الانتخابات الرئاسية القادمة. وفي ظل الحرب الامريكية علي الإرهاب، الذي يفترض أنه إرهاب إسلامي، وما أثارته هذه الحرب من جدل واسع النطاق حول الإسلام والمسلمين، تثير الخلفية العائلية الإسلامية لأوباما ردود فعل لا تخفي في دوائر أمريكية محافظة. أوباما، بالتأكيد، ليس سياسياً سهلاً؛ وبالرغم من حداثة سنه النسبية وتجربته القصيرة في المؤسسة السياسية الفيدرالية، كونه لم يكمل بعد سنوات دورته الست الأولي في مجلس الشيوخ، فقد أظهر كفاءة نادرة، سواء خلال شهور الحملة الانتخابية الأولية ضد هيلاري كلينتون، أو في الحملة ضد المرشح الجمهوري ماكين. إضافة إلي ذلك كله، فالمرشح الديمقراطي الأسود هو شخصية كارزمية بكل المقاييس، يثير حماساً غير معهود في صفوف الشبان الأمريكيين الجامعيين، وفي قاعات درس الطلاب خارج الولايات المتحدة. وقد طور خطاباً تصالحياً مع العالم، بعد سنوات من إدارة واشنطن ظهرها للرأي العام العالمي، وتحمل لغته إيحاءات بمقاربة أكثر إنسانية، سواء في الساحة الداخلية أو علي صعيد السياسة الخارجية. بعض من منتقدي أوباما يقول ان شخصيته الكارزمية ومهارته الخطابية ساعدته حتي الآن علي طرح سياسات عمومية غير محددة، تغلف في صياغات بلاغية أكثر منها مواقف ملزمة. منتقدون آخرون يشيرون إلي أن المرشح الديمقراطي أظهر عزماً ملموساً علي التغيير في المنافسة الأولية، وأنه ما أن تحقق من الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي حتي أخذ في الانسحاب إلي مواقع تقليدية وسيطة، ستضعه في النهاية ضمن سقف المؤسسة السياسية التقليدية، التي تصبغ العاصمة واشنطن بصبغتها. في المنطقة العربية علي وجه الخصوص، ثمة اهتمام متزايد بترشيح أوباما وسياسته، سيما بعد الزيارة السريعة التي قام بها للشرق الأوسط. دافع هذا الاهتمام الأولي، كما في أنحاء العالم الأخري، كانت الدهشة، النابعة من خلفية أوباما، والتقارير المتناثرة حول صداقات فلسطينية أمريكية سابقة له، حول علاقته بالجالية العربية في مدينة شيكاغو، وحول التصريحات المنسوبة لقس كنيسته والمتعلقة بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون أو بالسياسة الامريكية الخارجية. عدد من العرب، كما عدد من الأمريكيين بالتأكيد، يظن أوباما مسلماً علي نحو ما؛ وهو ما ضاعف من الدهشة التي أثارها ترشحه. ولكن الاهتمام العربي يأخذ سمة أكثر جدية وتمحيصاً في ضوء الخطاب المدوي الذي ألقاه أوباما في مؤتمر الإيباك، مؤسسة اللوبي اليهودي الموالية للدولة العبرية، وفي ضوء زيارته التي استمرت ساعة واحدة لرام الله، ويوماً كاملاً للدولة العبرية، والتصريحات التي أطلقها خلال محطات الزيارة. الجانب الآخر الذي يساهم في تشكيل الرؤية العربية لأوباما يتعلق بالتأكيد بموقفه المعارض منذ البداية للحرب علي العراق، وتوكيده علي وضع نهاية لهذه الحرب وسحب القوات الأمريكية. فأي أفق ذلك الذي يمكن أن تعد به رئاسة أوباما؟ بغير مسألة العراق، التي شكلت علامة افتراق بين أوباما وكلينتون، لم تحتل السياسة الخارجية موقعاً مميزاً في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري. ولعل أكثر ما يلفت الانتباه منذ نهاية الانتخابات الأولية، كان الفريق الاستشاري الضخم الذي شكله أوباما لصياغة سياسته الخارجية. وقد ضم هذا الفريق أغلب الوجوه البارزة من خبراء الخارجية والدفاع والأمن القومي في إدارتي كلينتون الأولي والثانية، بمن في ذلك وزيرا خارجية إدارة كلينتون: وران كريستوفر ومادلين أولبرايت. ما يوحي به هذا الفريق هو حرص أوباما علي الانضواء في حضن المؤسسة التقليدية، وإخماد المخاوف والتكهنات التي أوحت بأن رئاسته ستوقع فوضي واضطراباً في الثوابت الامريكية المستقرة، بما في ذلك الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي. كما طرح أوباما نفسه مبكراً باعتباره مرشحاً وطنياً، وليس مرشحاً إثنياً، فقد عمل خلال الشهور القليلة الماضية علي توكيد التزامه بتقاليد المؤسسة الحاكمة ورؤيتها للعالم. نجح أوباما خلال الحملة الأولية في صنع انطباع متوازن بين شعار التغيير بالغ التأثير، الذي طرحته حملته، وبين كونه مرشح الأمريكيين جميعاً وليس الأقلية السوداء وحسب؛ وهو يعمل الآن علي صناعة انطباع جديد، يوازن بين الحرص علي ثوابت مؤسسة الحكم وشروطها، وبين وعد الانقلاب علي سياسة إدارة بوش الخارجية. لن يحدث باراك أوباما الرئيس متغيرات جوهرية في السياسة الامريكية تجاه الدولة العبرية والمسألة الفلسطينية. التحالف بين الولايات المتحدة والدولة العبرية، الذي وصل مستوي غير مسبوق في عهد كلينتون، وانتهي إلي تماه شبه كامل في عهد بوش، لن يمس. ولكن طريقة تناول هذا التحالف، وأثره المباشر علي العلاقات العربية الأمريكية، قد يتغير. قد يكون أوباما أكثر حرصاً وجدية في عزمه علي التوصل إلي سلام في فلسطين، وربما سيسعي بالفعل إلي بذل جهود أكبر في هذا المجال. ولكن الدولة العبرية لن تتعرض لضغوط أمريكية تختلف نوعياً عن مقاربة إدارتي كلينتون وبوش؛ وسيكون مسار التفاوض واحتمالات التسوية انعكاساً لميزان القوي في المنطقة ككل، وليس في البيت الأبيض. فيما يتعلق بالمسألة العراقية، فلابد في البداية الإشارة إلي أن أوباما، ومنذ إعلان ترشحه للرئاسة في نهاية العام الماضي، كرر معارضته للحرب علي العراق، ولكنه لم يعد في شكل واضح وقاطع بانسحاب كامل من الساحة العراقية. ما وعد به، وما يزال، وضع نهاية للحرب، وهو ما يعني سحب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية، وتغيير دور من يتبقي من هذه القوات من الحرب إلي دور أو أدوار أخري. ما يشهده العراق حالياً، وما سيزداد تبلوراً ووضوحاً خلال الشهور القليلة التالية، هو تدافع عدة قوي: مطلب عراقي، متفاوت الحدة والتصميم بين قوة سياسية وأخري، لتحديد جدول انسحاب للقوات الاحتلال؛ تراجع ملموس في مستوي العنف الأهلي وفي نشاطات المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال؛ وتصميم إدارة الرئيس بوش علي تجنب اتخاذ قرار بانسحاب ملموس أو تحديد جدول انسحاب ملزم من العراق. ليس من الواضح بعد ما إن كانت حكومة المالكي وإدارة الرئيس بوش ستصلان إلي اتفاقية طويلة المدي لتنظيم العلاقة بين البلدين، لاسيما مسألة الوجود العسكري الأمريكي، ولا ما يمكن أن تكونه هذه الاتفاقية. وليس ثمة شك أنه سيترتب علي إدارة أوباما (في حال نجاحه في الانتخابات، بالطبع) تحديد سياسة أكثر وضوحاً وتحديداً تجاه المسألة العراقية. وربما يمكن المغامرة بالتوقع أن أوباما لن يأخذ قراراً بالانسحاب العسكري الكامل والنهائي من العراق في حال تواصل التحسن في الوضع الأمني وعجز العراقيون عن بلورة موقف وطني صلب يطالب بالانسحاب الشامل. وربما تلجأ إدارة أوباما إلي انسحاب ملموس، يفي بتعهدات الحملة الانتخابية ويرضي الرأي العام الأمريكي وحلفاء الولايات المتحدة العراقيين، مع الإبقاء علي تواجد عسكري كاف لتوكيد النفوذ الأمريكي وحمايته، تحت هذه الصيغة أو تلك من التفاهم مع القوي العراقية السياسية الحاكمة. الانسحاب الكامل من العراق يتطلب أكثر من لغة المالكي الخجولة، والتناقض بين مطالب الأكراد والعرب والسنة والشيعة، وتلاعب القوي السياسية الشيعية ببعضها البعض. ما يمكن أن يشهد تغييراً حقيقياً في السياسة الامريكية يتعلق بسياسة الحرب علي الإرهاب وصورة ووضع الولايات المتحدة في العالم. خلال سنوات إدارة الرئيس بوش، بدت الولايات المتحدة وكأنها تخوض حرباً ليس ضد الإرهاب والإرهابيين وحسب، بل وضد الإسلام والمسلمين، وضد العالم بأسره. بدلاً من التفاهم مع طالبان باعتبارها تمثل قطاعاً ملموساً من الأفغان، دفعت طالبان إلي حرب لا يبدو أن لها نهاية. وفي مواجهة رأي عام عالمي معارض وغاضب، شنت حرب أخري علي العراق، لا يعرف كثيرون حتي الآن حجم خسائرها المادية والبشرية، ولا ما إن كان قدر للعراق الخروج من هوتها بعد. وفي ظل قراءات متضاربة الدوافع والتبعات، مارست واشنطن ضغوطاً محرجة علي دول عربية وإسلامية بهدف تعزيز التحول الديمقراطي، بينما عارضت ممارسات ديمقراطية، وصمتت عن تراجعات قمعية أخري. وفي المسألة اللبنانية، لم تنجح السياسة الامريكية في توسيع دائرة خصومها وحسب، بل وخسرت رهانات كبيرة كذلك. ولعل الوضع الأمريكي في أميركا اللاتينية، وفي البلقان وتجاه روسيا، لا يقل سوءاً عن الوضع في الشرق الأوسط. العالم الذي قد يرثه أوباما من الإدارة السابقة هو عالم مختلف إلي حد ملموس من ناحية موازين القوة والاقتصاد. الارتفاع الهائل في أسعار موارد الطاقة هو ارتفاع حقيقي وغير سياسي أو مصطنع، ناجم في جانب كبير منه عن ارتفاع معدلات الطلب. والحصة الصينية من الاقتصاد العالمي في تزايد مضطرد، تتبعها بخطي حثيثة حصص دول مثل الهند والبرازيل. وروسيا لم تعد دولة منهارة. هذا لا يعني أن القوة الامريكية في تراجع، أو أن أياً من القوي الأخري يملك من الموارد والإمكانات ما يؤهله للحاق بها قريباً؛ ما يعنيه، أن التفرد الأمريكي القصير قد انتهي، وأن القوة الامريكية النسبية لم تعد كما كانت في التسعينات. وقد حمل تقرير بيكر هاملتون قبل أكثر من عام بعضاً من ملامح قلق المؤسسة الامريكية السياسية تجاه الوضع الأمريكي في الشرق الأوسط والعالم، ودفع باتجاه تغييرات في الطريقة وفي مادة السياسة الخارجية الأمريكية. وبالرغم من أن إدارة بوش حاولت بالفعل إجراء بعض التغييرات، إلا أن هذه كان صغيرة وغير فعالة. العبء الأكبر في هذا المجال سيقع علي عاتق الإدارة القادمة. وفي صورة هذا المرشح للرئاسة، في الانطباع الذي يتكون له في العالم، ثمة ما قد يساعده علي تحقيق إنجازات ما. ولكن المسألة لا تتعلق بالصورة فقط، علي أية حال. (*) كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 31 جويلية 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.