الأربعاء، 20 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2312 du 20.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


رويترز: غرق شخصين وفقدان عشرة في غرق زورق مهاجرين بشكل غير مشروع الصباح: مركب صيد تونسي تفطّن للحادثة قرب قنال صقلية رويترز:  تونس تمنع توزيع صحيفة فرنسية أساءت للاسلام رويترز: زلزال يهز جنوب تونس ولا تقارير عن إصابات رويترز: وفاة الموسيقي التونسي عبد الحميد بن علجية يو بي أي: حـُمـّى الاستعداد لشهر رمضان تجتاح الشارع التونسي الصباح : أعلى نسبة نمو بالمنطقة المغاربيــــة في تونـــس بـ6% الصباح : أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس:هل عصفت وجهات النظر المتباينة والخلافات بين الأطراف المعنية بفكرة إنجاز مؤتمر توحيدي؟ عبدالحميد العدّاسي: قلبي معك على أموال الشعب التونسي ابراهيم: في اخلاقيات الكتابة وفي ادب الحوار محمد العروسي الهاني: خواطر في مشوار بصراحة الاحرار تضجع الهادي بريك: في ظلال رمضان جورج عدّة :تـحرير فلسطين الكامل وعـودة كلّ اللاجـئيـن حـق دائم وغير قابل للتصـرف د.أحمد القديدي :من البابا يوربان الثاني الى البابا بندكت السادس عشر محمد كريشان: من انتصر ومن انهزم؟ عائشة بن محمود:  الحرب على لبنان من الزاوية الأوروـ المتوسطية:شراكة تقـوم علـى شركـاء أعـداء سليم بوخذير: خطاب  إلى  مدير صحيفة « الزّمان » اللندنيّة

 


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


غرق شخصين وفقدان عشرة في غرق زورق مهاجرين بشكل غير مشروع

 
 تونس (رويترز) – قالت تونس يوم الاربعاء ان ما لا يقل عن عشرة مهاجرين بشكل غير مشروع فقدوا كما غرق اثنان اخران في المياه الدولية بعد غرق زورقهم خلال عملية تسلل باتجاه جزيرة لامبيدوسا في ايطاليا. وقالت صحف تونسية نقلا عن مصادر امنية « السلطات التونسية انقذت 13 مهاجرا غير شرعيا وانتشلت جثتين بينما لا يزال عشرة اخرين في عداد المفقودين اثر غرق مركب يقلهم نتيجة هبوب رياح قوية. » واضافت ان 25 مهاجرا بشكل غير مشروع من جنسيات افريقية شاركوا في هذه الرحلة البحرية باتجاه السواحل الايطالية التي انطلقت من الشواطيء الليبية. وكثفت تونس من جهودها للحد من تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع باتجاه اوروبا الذي عادة ما يتسبب في احراج لحكومات شمال افريقيا مع جيرانها الاوروبيين.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

مركب صيد تونسي تفطّن للحادثة قرب قنال صقلية:

 

غرق زورق يخلّف قتيلين و10 مفقودين

 

لقي شخصان حتفهما واعتبر 10 آخرون في عداد المفقودين فيما نجا 13 بأعجوبة في فاجعة بحرية جديدة شهدتها المياه الدولية في بداية الأسبوع الحالي وتحديدا على مستوى النقطة المحددة بـ50 ميلا شرق تونس على مقربة من المياه الإقليمية المالطية وقنال صقلية الايطالية. وذكرت وسائل إعلام إيطالية نقلا عن مصادر أمنية إيطالية أنّ مركب صيد تونسي تفطّن طاقمه لغرق زورق على متنه 25 مهاجرا غير شرعي فأشعر الجهات المختصّة – وتوجّهت الخافرات التونسية على عين المكان بعد تنسيق مع السلطات المالطية، وبعد مجهودات كبيرة تمكّن الأعوان من إنقاذ 13 مهاجرا غير شرعي وانتشال جثة أخرى من أصل 25 حارقا كانوا على متن الزورق المتضرّر الذي تحطّم وغرق بمن فيه بعد أن واجه صعوبات جرّاء عوامل الطقس قبل أن يتمّ أوّل أمس انتشال جثة ثانية.

 

وحسب المصدر ذاته فإنّ عملية الابحار خلسة شارك فيها 25 شخصا من بينهم تونسيو4ن أحدهم قاصر كانوا أبحروا خلسة باتجاه جزيرة لمبدوزة الايطالية ولكن بعد ساعات من الابحار فوجئ بتقلّب الأحوال الجويّة وصار الزورق الذي يقلهم عاجزا عن مواجهة الأمواجة والرياح قبل أن يغرق.

 

ولئن نجا 13 مشاركا بعد تدخّل عاجل للخافرات التونسية فإنّ اثنين من المبحرين ماتا وانتشلت جثتاهما في ما ظلّ 10 آخرون في عداد المفقودين.

 

صابر المكشر

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)

 


 

تونس تمنع توزيع صحيفة فرنسية أساءت للاسلام

 

تونس (رويترز) – قال مصدر رسمي في تونس يوم الاربعاء ان السلطات التونسية منعت توزيع صحيفة لو فيجارو الفرنسية بسبب احتوائها على اساءة متعمدة للاسلام والمسلمين والنبي محمد.

 

ويأتي منع تونس لتوزيع الصحيفة في وقت فجرت فيه تصريحات للبابا بنديكت السادس عشر مسيئة للنبي محمد احتجاجات واسعة في العالم الاسلامي.

 

وأضاف المصدر لرويترز ان العدد الذي لم يوزع من الصحيفة هو عدد يوم 19 سبتمبر أيلول.

 

وقال روبار ريديكر وهو فيسلوف في مقال في صحيفة لو فيجارو بعنوان « في مواجهة المضايقات الاسلامية ماذا يفعل العالم الحر.. » ان القرآن كتاب يحرض على العنف.

 

وأضاف كاتب المقال ان « ردود الفعل الاسلامية على خطاب البابا تأتي في اطار سعي هذا الاسلام الى ابتلاع ما يمتلكه الغرب وما لا يوجد في اي بلد مسلم وهو حرية التفكير والتعبير. »

 

وكان البابا اثار غضب المسلمين حين اقتبس في كلمة القاها الاسبوع الماضي في المانيا قولا للامبراطور البيزنطي مانويل باليولوجوس الثاني في القرن الرابع عشر الذي قال ان كل ما جلبه النبي محمد كان شرا « مثل امره بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيف. »

 

وواجه البابا دعوات تطالبه باعتذار صريح للعالم الاسلامي لكن تصريحاته حتى الان عبرت فقط عن أسفه لتأذي مشاعر المسلمين بسبب كلماته.

 

وسبق للسلطات التونسية ان قامت باجراء مماثل بداية هذا العام مع صحيفة فرانس سوار عندما اعادت نشر رسوم مسيئة للنبي محمد كانت صحيفة دنمركية نشرتها.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 زلزال يهز جنوب تونس ولا تقارير عن إصابات

 

تونس (رويترز) – هز زلزال خفيف بلغت قوته 3.4 درجة على مقياس ريختر منطقة جبل بن يونس من محافظة قفصة الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس.

 

وقال معهد التونسي للارصاد يوم الخميس ان الهزة سجلت في الساعة العاشرة صباح الاربعاء.

 

ولم يذكر ما إذا كان الزلزال قد تسبب في خسائر مادية أو بشرية

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

 

وفاة الموسيقي التونسي عبد الحميد بن علجية

 
تونس (رويترز) – توفي الموسيقي التونسي عبد الحميد بن علجية يوم الاربعاء عن 75 عاما بعد مسيرة فنية تجاوزت 55 عاما. وعبد الحميد بن علجية الذي ولد في الثامن من سبتمبر ايلول عام 1931 يعتبر أحد أبرز أعلام الموسيقى التونسية وأمهر عازفي الناي في تونس. وأخذ بن علجية عن والده الفن وتعلم موسيقى المألوف عندما بدأ الدراسة في معهد الرشيدي سنة 1950 حيث تتملذ علي أيدي أساتذة من بينهم محمد التريكي قبل أن ينتقل بعد ذلك الى المعهد الوطني للموسيقى حيث حصل على دبلوم الموسيقى. وأشرف على مجموعة الرشيدية الشهيرة للموسيقى التراثية كما عين رئيسا لمصلحة الموسيقى بالتلفزيون الحكومي التونسي عام 1979. قاد بن علجية عدة مجموعات موسيقية في تونس وهو من مؤسسي مهرجان الموسيقى التونسية واتحاد الموسيقيين التونسيين.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 سبتمبر 2006)


حـُمـّى الاستعداد لشهر رمضان تجتاح الشارع التونسي

 
 
تونس ـ يو بي أي: ارتفعت وتيرة الاستعدادات في تونس لاستقبال شهر رمضان، وبدأت كأن حمي حقيقية تجتاح الشارع التونسي الذي يولي الكثير من الاهتمام بهذا الشهر الكريم الذي يتوقع أن يبدأ يوم السبت المقبل. وشملت الاستعدادات مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية،حيث خصص مجلس الوزراء التونسي جلسة لبحث الاستعدادات لهذا الشهر، فيما لم يتردد المدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون التونسي في عقد مؤتمر صحافي لتسليط الضوء علي استعدادات مؤسسته لاستقبال هذا الشهر. ورغم تزامن هذا الشهر مع عودة التلاميذ الي المدارس وما تستدعيه من مصاريف اضافية،فان حالة من التأهب القصوي بدأت تجتاح الأسواق والبيوت التونسية،فيما بدا المواطن أكثر لهفة علي شراء كل ما يحتاجه خلال هذا الشهر،حيث انتعشت حركة التجارة،لاسيما علي مستوي المحلات التجارية الكبيرة التي سيطر عليها الاكتظاظ بشكل لم تشهده من قبل. وتشير الاحصاءات الرسمية الي أن حوالي 60 بالمئة من مرتب الموظف التونسي توزع علي مصاريف السكن والأكل،بينما توزع البقية علي مصاريف التعليم والصحة والملبس والنقل. كما يتضاعف الاستهلاك التونسي خلال شهر رمضان مرتين علي الأقل، حيث تشير أرقام المعهد الوطني للاحصاء الي أن مصاريف الأكل بالنسبة للمواطن التي تستنزف أكثر من 38 بالمئة من اجمالي مرتبه الشهري خلال الأيام العادية، عادة ما ترتفع خلال شهر رمضان لتصل الي 51 بالمئة. وقال مبروك الفالحي الذي التقته يونايتدبرس أنترناشونال امس الثلاثاء بينما كان يقف في طابور طويل أمام محل لبيع المعجنات لشراء ما يكفيه طيلة شهر رمضان من هذه المادة الغذائية الرئيسية،انه بصدد شراء ما يكفيه منها طيلة شهر رمضان. وأضاف بلهجة فيها الكثير من التذمر للأسف الشديد، لقد تحول شهر رمضان من شهر للصوم والعبادة والعمل الي شهر للأكل والكسل والاسترخاء، مما يعني ارتفاع الفاتورة الاستهلاكية للتونسي بشكل لافت . وتستهلك العائلة التونسية ما معدله 8.9 كغ شهريا من المعجنات، بينما يرتفع هذا الاستهلاك خلال شهر رمضان ،ليصل الي 12.2 كغ. ولا يخفي الفالحي قلقه الشديد من ارتفاع الأسعار خلال هذه الفترة وطيلة شهر رمضان،ويقول ان أكبر ما يواجهه المستهلك التونسي خلال هذه الفترة هو الاحتكار، وبالتالي ارتفاع الأسعار . وكانت وزارة التجارة التونسية قررت مضاعفة فرق المراقبة الاقتصادية، قد أعلنت في وقت سابق أنها قامت بتخزين 49.8 مليون ليتر من الحليب، وأكثر من 1870 طنا من الدجاج، و380 مليون طن من لحم الديك الرومي، و1500 طن من الزبد، و33 ألف طن من البطاطا،بالاضافة الي استعدادها للاستيراد أسبوعيا وطيلة شهر رمضان 80 طن من اللحوم الحمراء. وبالمقابل، شرعت المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك التي عادة ما يتزايد نشاطها خلال هذه الفترة من السنة،في بث اعلانات تدعو فيها المواطنين الي توخي سياسة استهلاكية حذرة، والي تفادي اللهفة علي شراء ما يحتاجه خلال هذا الشهر، لكسر الاحتكار، وعدم تمكين التجار من رفع الأسعار. ومن جهة أخري، لا يخفي التونسي قلقه من اندثار بعض العادات المصاحبة للاستعدادات لاستقبال شهر رمضان،حيث تقول الحاجة فاطمة التي التقتها يو بي آي داخل احدي المحلات التجارية الكبيرة،انها أتت لشراء بعض التوابل والبقول، وانها تعودت علي الاستعداد لشهر رمضان قبل قدومه بعشرة أيام علي الأقل. وبدت الحاجة فاطمة مرتاحة لتوفر كل ما تحتاجه،ولكنها لم تخف حسرتها بمجرد سؤالها عن الفرق بين الاستعداد لرمضان أيام زمان والآن، وقالت يا حسرة أجواء أيام زمان لشهر رمضان لن تعود . وأضافت كنا في الماضي نجتمع نحن نساء الحومة لتحضير العولة (التموين الغذائي) أما الجيل الحالي فهو بات يعتمد علي ما تعرضه المحلات التجارية الكبيرة من مواد غذائية عديدة ومتنوعة ،ولكنها تفتقد الي النكهة . ويشاطر صالح بن علي صاحب محل لبيع التوابل والبقول الجافة ما ذهبت اليه الحاجة فاطمة، قائلا الفرق شاسع بين الأمس واليوم، فأجواء رمضان بدأت تفقد نكهتها حيث كنا نشتم نسائم هذا الشهر قبل قدومه بأسابيع، وكانت رائحة البخور تفوح من المنازل ،أما الآن فقد تغير الوضع و باتت النسوة يفضلن المعطرات المنزلية علي البخور . ولكنه استدرك قائلا هناك عوامل عديدة ساهمت في اندثار عادات استقبال شهر رمضان،ومع ذلك مازالت بعض العائلات التونسية تحافظ عليها،وكما تري فان تجارتي عادة ما تزدهر في هذه الفترة،حيث يكثر الاقبال علي شراء التوابل والبقول الجافة .   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)
 

في أحـدث تقريـر لصنــدوق النقـــد الدولــي حول 2007:

أعلى نسبة نمو بالمنطقة المغاربيــــة في تونـــس بـ6%

 

تونس ـ الصباح:

 

ينتظر أن تحقق تونس في سنة 2007 أعلى نسبة نمو في منطقة المغرب العربي حسب التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي بنحو 6بالمائة في حين ستكون في حدود 5 بالمائة في الجزائر و3.3 بالمائة بالنسبة للمغرب ليثبت اقتصاد هذا الأخير ارتباطه الشديد بالقطاع الفلاحي الذي يعتبر المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي.

 

كذلك ستعرف تونس في 2007 نسبة الأقل في المنطقة صحبة المغرب بـ2 في المائة في حين سترتفع معدلات التضخم في الجزائر إلى 5.5 بالمائة.

 

وبغض الطرف عن الضلع الباقي من المربع السحري وهو نسبة البطالة صدر مِؤخرا تقرير صندوق النقد الدولي حول آفاق النمو العالمي الذي تناول بالتحليل نسبة النمو الاقتصادي الحقيقية ونسبة التضخم وميزان المدفوعات في مختلف أقاليم العالم الاقتصادية.

 

الاقتصاد العالمي من المرجح أن يسجل نسبة نمو في نهاية 2006 بنحو 1،5  بالمائة ومات يناهز الـ9،4 بالمائة في سنة2007.

 

ويرجع الانخفاض في نسق النمو الاقتصادي المشار إليه إلى تراجع وتيرة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية بين السنتين من 3.4 بالمائة في 2006  إلى 2.9 بالمائة في سنة 2007.

 

 ويرى التقرير أن فرضية تراجع النمو الاقتصادي العالمي في سنة 2007  إلى 3.25 بالمائة يعد ضعيفا على اعتبار ارتفاع نسبة التضخم إلى مستويات قياسية وتواصل ارتفاع أسعار النفط…

 

بالنسبة للنمو الاقتصادي في المنطقة الآسيوية سيتواصل نسقه المرتفع    خاصة في الصين والهند…

 

الارتفاع في أسعار البترول في الأسواق العالمية أثبت وفق التقرير عدم تأثيره في الاقتصاديات التي تعرف عجزا طاقيا على غرار العديد من الدول الإفريقية ليؤكد بالتالي النظرية القائلة أن أسعار النفط الجارية أو الإسمية الحالية والتي تضم بين طياتها نسبة التضخم هي أقل بكثير من قيمتها الحقيقية (بعض الخبراء يقول أنها أقل بثماني مرات من تلك المسجلة في سنوات السبعين).

 

وأفاد التقرير أن نسبة النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية ستبلغ في سنة 2006 نحو5.4  بالمائة و9.5  بالمائة في 2007 حيث من المتوقع أن تبلغ نسبة النمو الأعلى في سنة 2006 في منطقة المغرب العربي ليناهز معدلها الـ 5.8 بالمائة تكون للمغرب الأقصى نسبة النمو الأسرع في سنة 2006  بنحو 7.3 بالمائة والناتج عن تحسن مؤشرات القطاع الفلاحي وتدفقات الاستثمار الخارجي .

 

تونس احتلت المركز الثاني وفق التقرير بنسبة نمو ستلامس الـ5.8  بالمائة مع الإشارة أن النمو الاقتصادي في تونس تمت مراجعته مِؤخرا ليبلغ 5.3  بالمائة  في حين ينتظر أن تبلغ نسبة نمو الاقتصاد الجزائري 4.9 بالمائة..

 

على صعيد آخر من المتوقع أن تشهد الجزائر النسبة الأرفع بالنسبة للتضخم بنحو 5 بالمائة تليها تونس بـ3.9  بالمائة مع العلم أن هذه النسبة هي في حدود 4.7 بالمائة إلى نهاية شهر أوت.

 

ويذكر أن الدوائر الحكومية التونسية قد حددت نسبة 3  بالمائة كسقف أعلى بالنسبة للتضخم لكامل السنة.

 

تونس أيضا احتلت المركز الثالث في إقليم شمال إفريقيا من حيث نسبة عجز الميزان التجاري مقارنة بالناتج بـ1.6 بالمائة في حين أن الجزائر سجلت فائضا بـ24.8 بالمائة والمغرب بنحو 0.5 بالمائة.

 

وليد الدرعي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)

 

أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس:

هل عصفت وجهات النظر المتباينة والخلافات بين الأطراف المعنية بفكرة إنجاز مؤتمر توحيدي؟

 

تونس- الصباح:

 

ما تزال الأزمة التي يمر بها الاتحاد العام لطلبة تونس منذ أشهر تعيق تجسيد فكرة تأسيس مؤتمر توحيدي يجمع بين كافة الأطراف الطلابية على مختلف توجهاتها. ورغم أن فكرة المؤتمر التوحيدي لاقت إجماعا نادرا من قبل القيادات الطلابية المتنازعة لشرعية التمثيل النقابي وصل إلى حد الاتفاق قبل أشهر قليلة على إنجاز المؤتمر 25 للاتحاد في صيغة توحيدية خلال صائفة العام الجاري، إلا أن الإجماع سرعان ما خاب بريقه وانفض شمله مع حصول خلافات جوهرية بــــــين الأطراف المتنازعة حول تفاصيل عقد المؤتمر وخاصة حول كيفية توزيع الانخراطات وتنظيم الانتخابات الجزئيـــــــــــة.

 

عودة لبوادر الأزمة

 

بوادر الأزمة الحالية أو جذورها في الواقع تبدو من خلال المستجدات الحاصلة خلال الفترة الأخيرة امتدادا للأزمات السابقة، فبعد أن حصل اتفاق منذ بداية العام الجاري بين السيد عزالدين زعتور الأمين العام الحالي للمنظمة الطلابية وما يسمى بمجموعة السيد جمال التليلي (الذي كان يتزعم مكتبا موازيا لزعتور بعد حصول خلافات بينهما قبل انقضاء الفترة النيابية السابقة للمؤتمر23 ) سمح لهما بخوض انتخابات المجالس العلمية للسنة الجامعية الماضية بصفة مشتركة، وبعد أن اعتبر ذلك الاتفاق لبنة أولى ومرجعا لتأسيس فكرة المؤتمر التوحيدي لاحقا، تجدد الخلاف مجددا بين الأطراف المعنية على خلفية طريقة طبع وتوزيع الانخراطات.

 

يذكر أن الطرفان كانا قد أصدرا بيانا مشتركا قبل موفى السنة الماضية ينص على الاتفاق على خوض انتخابات المجالس العلمية التي انتظمت يوم 15 ديسمبر الماضي في قوائم موحدة. وكان البيان المذكور الذي جاء في وقت كثر فيه الحديث عن وجود مساع تهدف لإقرار المصالحة بين الأطراف المختلفة-  مهد الأرضية للاتفاق فيما بعد على الإعداد للمؤتمر القادم للاتحاد الذي كان مقترحا عقده في شهر جويلية الماضي، والمشاركة في الانتخابات القاعدية لاختيار نواب المؤتمر عبر تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على ذلك، وقد اعتبر الاتفاق آنذاك حسب الموقعين عليه «خطوة جادة ومسؤولة لتجاوز الازدواجية الهيكلية والوضع الراهن للاتحاد».

 

ويؤكد في مستوى آخر على أهمية «تجاوز الوضع الراهن وتغليب مصلحة المنظمة ووحدتها عن كل رؤية ضيقة فردية أو فئوية أو حزبية».

 

قيادة موحدة لإعداد مؤتمر توحيدي..؟

 

ثم أصدرت مطلع أوت المنقضي مجموعة أطلقت على نفسها اسم «اللجنة المشتركة لإعداد المؤتمر التوحيدي للاتحاد» (وهي مجموعة يساندها بعض الأعضاء المنتمين لمكتب زعتور تطلق على نفسها مجموعة «النقابيين الراديكاليين المستقلين..» و ما يسمى بـ«مجموعة جمال التليلي) بلاغا تحصلت «الصباح» على نسخة منه تعلم فيه عن تشكيل «قيادة موحدة» أوكل إليها مهمة طبع انخراطات الاتحاد للإعداد للمؤتمر التوحيدي وتشكيل اللجان الجزئية المشتركة وإعداد روزنامة أولية للانتخابات القاعدية. وذلك كرد فعل على حصول تباين في وجهات النظر بين الأطراف المعنية.

 

مواعيد وندوات

 

نفس المجموعة حددت موعد 15 أكتوبر المقبل كحد أقصى للانتهاء من تشكيل اللجان الجزئية يتم بعدها الشروع في توزيع الانخراطات وتنظيم الانتخابات الجزئية، وذلك حسب ما أفاد به السيد شاكر عواض أحد أعضاء ما يسمى بـ«القيادة الموحدة» والذي أكد على أن «الدعوة ما تزال مفتوحة إلى كافة الأطراف النقابية والمناضلين للالتحاق بخطة التوحيد باعتبارها المخرج الوحيد لأزمة الاتحاد. وأن برنامج التوحيد يرتكز أساسا على احترام قانون المنظمة وميثاقها الداخلي وقرارات القاعدة في اختيار من يمثلها بكل ديموقراطية». حسب قوله.

 

وأضاف ذات المصدر أن «القيادة الموحدة» ستنفذ برنامج نشاط ميداني يتمثل في تنظيم ندوة وطنية يوم غد الخميس بكلية 9 أفريل بتونس تحمل عنوان «المؤتمر التوحيدي خطوة ضرورية لتجاوز أزمة الاتحاد» من المقرر أن يشارك فيها ثلة من قدماء الاتحاد. إضافة إلى تنظيم تظاهرة ذات مضمون توحيدي تشمل مختلف الكليات والمؤسسات الجامعية خلال الأيام المقبلة للتعريف أكثر بخطة التوحيد وأهدافها. مع إمكانية عقد برنامج في شهر رمضان يتضمن عقد سلسلة من الندوات التي ستتمحور أساسا حول الملفات ذات العلاقة بمشاغل الطلبة على غرار برنامج «إمد» والمنحة الجامعية والسكن.

 

مؤتمر موحد في فيفري؟

 

وذكر نفس المصدر أنه مجموعة «القيادة الموحدة» حددت شهر فيفري القادم كموعد أقصى لعقد المؤتمر التوحيدي وذلك في انتظار حصول ما وصفه بـ«فرصة لبسط وجهة نظر المجموعة إلى وزارة الإشراف في إطار حوار جدي حول الأزمة الراهنة التي تمر بها المنظمة الطلابية».

 

جدير بالذكر أنه بالتوازي مع هذه المستجدات يواصل السيد عزالدين زعتور الأمين العام الحالي للمنظمة الطلابية التحضير للمؤتمر القادم الخامس والعشرين للاتحاد، واستكمال عملية تجديد انتخاب المكاتب الفدرالية في مختلف الأجزاء الجامعية.. علما أن زعتور كان قد أفاد في تصريح سابق لـ«الصباح» انه ينتظر أن يتم إثر الانتهاء من علميات توزيع الانخراطات واستكمال تجديد ما تبقى من المكاتب الفيدرالية أن يصل عدد المؤتمرين أكثر من 300 مؤتمر سيصوتون لتجديد انتخاب مكتب تنفيذي جديد لاتحاد الطلبة خلال المؤتمر القادم..

 

يذكر أيضا أن الهيئة الإدارية للاتحاد(بزعامة زعتور) عقدت موفى جويلية الماضي وجهت هي الأخرى نداء دعت فيه «جميع الأطراف الطلابية «المسؤولة» لمزيد تفعيل النقاش الجدي والهادف» مؤكدة «أن إنجاز مؤتمر موحد وممثل ديمقراطي مهمة كل الأطراف الطلابية».. وكان زعتور قد أكد كذلك في ذات السياق أن فكرة عقد مؤتمر توحيدي «ما تزال ممكنة وأن النقاش حولها ما يزال مفتوحا وأن الاتحاد يظل أولا وآخرا مفتوحا لجميع الطلبة وللآراء المختلفة».

 

وبين هذا وذاك يظل مآل الأزمة الراهنة التي تعصف بالمنظمة الطلابية مجهولا في ظل إصرار الأطراف المعنية على مواقفها، وقد تكشف الأيام القادمة مستجدات في علاقة بذات الملف. فهل ستشهد الأزمة انفراجا أم ستزداد تعقيدا..؟

 

رفيق بن عبد الله

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)

 

 

قلبي معك على أموال الشعب التونسي

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي   قرأت تعليقَي السيّدين نصرالدين بن حديد والحبيب المكني ( أبو الوليد ) حول ما كتبه السيد برهان بسيس عن  ظهور فتّانة تونسية (لا أعرفها وأسأل الله لها الهداية) بالحجاب فوق ركح مهرجان عام، فرأيت بعد ذلك، التطرّق إلى نقطة قد لا تشدّ كثيرا المفكّرين الكبار أوالمنظّرين لإرساء لغة المواطنة وثقافة  » التسامح والتنوع والانتصار لقيم الحق والعدل والحرية « . وقبل الخوض في ذلك أريد التأكيد على أنّ ما كتبته وما أكتبه اليوم وغدا حول المواضيع التي يثيرها هذا  » الخنّاس  » لا تأتي أبدا دعوة إلى مجالسته أو محاورته فكرامتى تمنعني من الدنوّ ممّن تملّق الظالم ورقد في مضاجع الضلالة، كما أنّي أعتقد جازما أنّ حلاّ مهما انتظرته الحاجة الماسّة لأهل تونس لا يمكن أن يسهم في صياغته أمثال بسيّس ( وسّمني إن شئت متطرّفا أو متحجّرا )، لأنّ ما أسّس على الوضاعة وُضع وما كان في أصله نجسا لا يتطهّر ولو أهرقت عليه مياه البحار السبع. ولكنّي أكتب فقط لإدامة الرأي الآخر، ولمحاولة قول كلمة حقّ قبرت بسواد التافهين.   أعود فأقول بأنّ كلام بسيس كان واضحا لا يستدعي منّا اجتهادا أو تأويلا، فهو يبرهن باستمرار على كرهه للدّين وكرهه لمظاهره، إلى درجة ينسى معها أنّ تونسَ مسلمةٌ وأنّ أهلَها مسلمون. وإلى درجة أنّ وجود متحجّبة واحدة، في مناسبة ثقافية، يُفقد لديه الإحساس بمعنى الترفيه والمؤانسة والإمتاع، بل ويحوّل المشهد الثقافي برُمّته إلى عنصر خراب وتدمير يستهدف منظومة ظلّ هو وأزواجه ( أشكاله ) يحرصون على بنائها مناصرة لقضايا العصر التي تضامنت كلّها في محاربة التطرّف ونبذ المتطرّفين…    » ماذا يعني أن تصعد فنانة تونسية على ركح مهرجان عام مموّل من طرف وزارة الثقافة مفتوح لعموم الشعب الكريم منقول على التلفزيون معبر عن طبيعة اختياراتنا الثقافية، مبرمج ضمن العروض المدعومة من مال الدولة أي المجموعة الوطنية (يعني يملك كل المقوّمات التي تجعلنا غير قادرين على التبرؤ منه) ما معنى أن تصعد هذه الفنانة المكرمة بأوسمة الاستحقاق الثقافي بمثل «الزي الطائفي» الذي صعدت به على ركح مهرجان الحمامات؟  » هكذا تساءل هذا الغيور على الشعب الكريم كما سمّاه وعلى الخيارات الثقافية وعلى المال العام، وهو يرى هذه التونسية الأصيلة ( أتمنّى ) التي اختارت – كما فعلت أمّها وجدّتها وأمّه هو وجدّته ( ربّما ) – أن تكون مستورة محترمة عاكسة للوجه الثقافي التقليدي التونسي بحالته القديمة التي لم تكن قد طالتها النجاسات، وقد ساءه أن تكون متطرّفة  » متخلّفة »، فليس بمثل هذه النماذج – كما أضاف موزورا – نستطيع أن نقدم لجيل التساؤلات الراهنة إجابة الهوية والرموز الناجعة.. ولم نسمع لهذا المهتمّ بالمجال الثقافي تعليقا أو تساؤلا مثلا عن أمثال « صاحبة الحصان  » من بنات تونس، تلك التي أذهلت الحصان عن فرسه ( معذرة )، أو من أمثال ( كراي ) النيويوركية، ابنة بوش، العارية الصاخبة المائلة التي أخذت من أموال الشعب التونسي المغلوب على أمره، ومن أذهان شبابه وعقولهم ما يعجز عنه الشيطان بكلّ ما يملك من خيل ورجل…   أحسب أنّها رسالة منه مجانية تفضح باطنه، ولكنّها أيضا إشارة – بإذن الله – إلى أنّ كلّ ما يقوم به هؤلاء الفاسدين من جهود لمحاربة الفضيلة وتقتيل أهلها لن يصمد يوما واحدا تحت سيادة المروءة. فهذه المحجّبة ( بارك الله فيها وهداها ) قد فعلت ما فعلت رغم وجودها في حراسة أهل المنكر وعلى ركح صنعوه لإشاعة الفاحشة (*). وذاك الشاب السجين في برج الرّومي ( أيمن الدريدي ثبّته الله ) يصنع ما يصنع بوقفته الحازمة في مناصرة كتاب الله عزّ وجلّ. وصمود أهلنا في السجون وارتفاع هممهم تذلّ الظالمين وتصغّرهم..ووقفة نسائنا من الأمّهات والأخوات ومن أساتذتنا العاملات في حقول الكرامة تحفّز الخير على العودة إلى أرض الخضراء، وكلّ ذلك رغم أنف هذا الخانس في البعد الآخر، الذي وقف اليوم – بشكل ما – مناصرا للبابا الذي لم يمكّننا  » جهلنا  » من فهم همساته واستشهاداته!.ألا بعدا للتّافهين!..   ــــــــــــــــــ ( * ): لا أعني أبدا العمل الثقافي، ولكنّي أعني فصيلة بعينها، ممّن ظلم وبخس وكذب ودلّس واعتدى على الفضيلة. فهم الذين يشرفون – للأسف الشديد – على المنابر في هذه الأيّام الكالحة. وحجّتي في ذلك ما ينقله الأحرار من أبناء تونس رجال ونساء ( راجع إن شئت ما تكتبه أمّ زياد عمّا يتعرّض له أهلنا ممّن حارب الرّداءة في تونس ) 

في اخلاقيات الكتابة وفي ادب الحوار

 

تلتقي احيانا على صفحات الجرائد او على شبكة الانترنيت مع نوعية من الكتابة تخال اصحابها من المبتدئين في فك الخط العربي ومن المهووسين بالسب والشتيمة من دون قول شيء مفيد وكانهم في سوق الرحبة بين العامة في شجار بدائي من اجل الماء وعشب الحيوانات.وهذا التصرف الارعن ناتج طبعا عن ثقافة رعوية وصحراوية شبه جافة تركت بصماتها حتى على الذين يتهمون انفسهم بالثقافة.

 

في الفترة الاخيرة نتجت خصومات من هذا القبيل على صفحات جريدة الشروق بين اناس ينتمون لحقل حقوق الانسان..كل واحد من الاخوة العرب استل سيفه اللغوي وشرعه ليضرب عنق الثاني في حين ان الاثنين من منخرطي الرابطة التونسية لحقوق الانسان..وكل واحد منهما يبحث جديا في حل لازمة الرابطة مع السلطة السياسية والامنية..ولكن الخلاف بينهما وصل حد ضرب الاعناق تماثلا مع  حروب القبائل في اليمن او حروب الشيعة والسنة المتوالية منذ حرمان على ابن ابي طالب من خلافة الرسول…

احدهم عميل للسلطة والثاني عميل  للغرب وكان السلطة والغرب متحاربان..الاول يتهم الثاني بانه يريد السيطرة على الرابطة عن طريق التمويل الاجنبي-وهي تهمة خيانة عظمى-والثاني يتهم صديقه بانه يريد رهن الرابطة  للسلطة-وهي خيانة ايظا…

وطبعا كان للشروق ما ارادت..فهي مسكونة بهاجس نشر الغسيل الوسخ لدعاة حقوق الانسان

وكان لجريدة الموقف شرف فتح صفحاتها للرد على الشروق فزادت في صب الزيت على النار..

هل يستوي وضع الرابطة بهذا النعيق والصراخ والعرا ك الطفولي ومن نلوم حين يصبح كبار القوم يقتاتون من لحم بعضهم رغم تجربتهم السياسية والحقوقية  الكبيرة..

ادعو بصدق الصديقين خميس الشماري والمكي الجزيري الى نسيان رابطة حقوق الانسان والالتفات الى مشاغل اخرى قد تفيدهما وتفيد البلاد…

 

اما الصنف الثاني من الكتابة المهووسة فهي صادرة في تونس نيوز عن صديق كنت اخاله اكثر برودة دم و رصانة واقل اوهاما سياسية.

صديقي الطاهر الهمامي الذي يعرف عنه انه اديب وشاعر رقيق انتابته لوثة السياسة فجاة

فراح ينظر للسلفية الجهادية ويتحدث عن حرب  اسرائيل مع حزب الله وكانه في  عمود الراس او في الطيبة او بنت جبيل تحت القصف الاسرائيلي المباشر..

حتى اللبنانيون  اخذوا مسافة في التحليل السياسي لمفردات الحرب التي دارت

على ارضهم وفوق رؤوسهم..ولا يمكن ان يكون هؤلاء خونة لقضيتهم الوطنية..

لا يمكن ان يكون الاف اللبنانيون خونة ونكون نحن من الاف الكليمترات وفي راحة

البال الكاملة نصنع لهم التنظير السليم ونرسله للاستهلاك في بيروت

ان تكون مغرما بحزب الله فهذا حقك المطلق ولا نقاش في ذلك..اما ان يكون المختلفون

معك في تحليل حدث سياسي صباغ احذية الغزاة والعوبة في ايدي الصهاينة وبائعو دم وضمير

 وعديمو البوصلة وخونة وعملاء فهذا دليل على فقر في التحليل وضعف فادح في تركيب الجمل…فكل هذه النعوت القذرة لا تمت بصلة للادب والشعر ولا للسياسة..فهي جمل مركبة صنعت في مخافر المخابرات البعثية لتلصق بالشيوعيين في سوريا والعراق ايام العذاب وتناوب على استعمالها القوميون بكل تصنيفاتهم والسلفيون بكل تفريعاتهم…

ان الحرب التي تتحدث عنها لم تكن حربا اطلاقا..فهي عدوان اسرائيلي  عنصري على بلد  اسمه لبنان ..وهذا العدوان له اسبابه في الزمان والمكان واللبنانيون اقدر منا على التعامل مع واقع بلدهم وكيفية التواصل فيما بينهم ونقد تصرفاتهم امام العدوان الصهيوني القذر..ونحن هنا من الاف الكلمترات لا نملك حق التصنيف والترصيف والتصفيف والرشمان-يا عم الطاهر-

وفي كل الحالات لم نسمع ولم نقرا اطلاقا من يقف ضد لبنان ومع اسرائيل في الحرب الاخيرة.فالجميع  ساند الشعب اللبناني في محنته وتفاعل ايجابيا وفي حدود الامكان مع اللبنانيين تحت القصف..فلا نزايد في هذا ارجوك بصدق…

اما الخلاف حول قصة حزب الله ونزعته  السلفية وبرنامجه السياسي في لبنان وفي كل الارض الاسلامية كما يسميها فلا مجال ابدا ان  نركبها تركيبا على قضية لبنان ودماره…

حروب التحرير يا عم الطاهر يشارك فيها الشعب بكل فئاته وطبقاته ومثقفيه   وعماله و احزابه ونقاباته وجمعياته وجيشه الوطني…وهذا لم يحصل في لبنان..

اما الانتصار والهزيمة فذلك محصلة ونتيجة واقعية وليست رغبة…واذا كان المنتصر في الحرب الاخيرة حزب الله فليس ذلك دليل على وطنيتك…واذا كان المتتصر هي اسرائيل فليس ذلك دليل على عمالة غيرك…وعلى كل فلبنان اليوم وبعد الحرب تناقش هذا الملف  وينتقد اللبنانيون   بعضهم ويحملون حزب الله مسؤولية الدمار الحاصل ونصر الله  ذاته يقول علنا انه  لو كان يتصور حجم رد الفعل الصهيوني لكان تردد قليلا في خطف الاسيرين..لبنان كله يغلي كالمرجل تحاليلا ونصوصا نقدية وحتى تجريحية تجاه  حزب الله وسياسته ومشروعه السياسي وتدخل اطراف اجنبية في الصراع واستعمال ارض لبنان لتصفية حسابات المخابرات الايرانية والسورية والاسرائيلية….

اللبنانيون يقبلون الحديث في ماساتهم ويفككون  رمانتهم وصديقي الطاهر هنا من الاف الكلمترات من مكان هادئ جدا لا قصف فيه ولا جثث ولا رائحة بارود يوزع التهم بالخيانة والعمالة على من خالفه الراي حول سلفية حزب الله  ودور ايران الاستعماري في الهيمنة على الشرق وتدخل المخابرات البعثية في مفاصل حياة اللبنانيين ومحاربة  اسرائيل بالوكالة…

 

لن اعود لهذا الموضوع  لانه يذكرني بحرب الجمل.. وتهم عائشة  لابن ابي طالب  بالمجون وتهم علي ابن ابي طالب لعائشة زوجة الرسول بتهم  لا اريد تعدادها علنا حتى لا تستعملها المخابرات الاسرائيلية وحزب الاستعمار ضد حزب الله و ضد صديقي الطاهر الهمامي كرم الله وجهه وهداه السراط القويم..

 

النوعية الثالثة من اللغو السياسي سمعته من رئيس دولة عربية عضوة في المنتظم الاممي وكان له شرف الجلوس في مجلس الامن ايظا…انه رئيس قبائل اليمن الذي  قرر التنحي عن الرئاسة ثم تمسك به اليمنيون فتراجع..وحاله في ذلك كحال الرؤساء العرب بدون استثناء..

اذا اعاد علي صالح ترشحه ودخل في منافسة مع  بعض اليمنيين المعارضين..وجيء به  في قناة عربية مشبوهة للحديث عن تجربة اليمن في الديمقراطية وعن حضوظ المنافسين له..

هنا بالضبط انتفضت النعرة القبلية الخبيثة وراح علي صالح يكيل التهم جزافا لمعارضيه وخصوصا  لزعماء الحزب الاشتراكي متهما اياهم بالفساد والرشوة وافساد الامن العام ونشر الفوضى…هل نسي علي صالح نفسه..وهل يمكن ان يقبل نادي الرؤساء شخصا لا يملك أي مقومات الفكر السياسي ولا حتى اخلاق رئيس دولة مستقلة تحترم نفسها..

الفساد اسس له    علي صالح..والرشوة متفشية في اليمن مثل زراعة القات.اما افساد الامن وفوضى السلاح القبلي فلا بد من تذكير الرئيس بالحرب التي دارت بين قبيلتين يمنيتين على الارض الملاصقة للقصر الرئاسي..واستعملت الدبابات ومات من مات ورئيس الدولة لم يجرا على الخروج من بيت النوم مخافة القناصين…ان كانت هذه دولة..فانا لن اعود للكتابة…

 

ابراهيم.


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في 20 سبتمبر 2006

 

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء  

الرسالة رقم 128 على موقع تونس نيوز

خواطر في مشوار بصراحة الاحرار تضجع و تقلق أصحاب الدينار و الآفاريات و الصيد في الماء العكر و يكتبون و يجرون وراء الدينار..

 

نواصل المشوار بقلم الابرار لكشف من يدعون أنهم جاؤوا لدعم الحوار أو تلميع الصورة بالدينار و الحقيقة أنهم تجار كبار لا يهمهم إلا المال و لو كان من موارد حرام المهم عندهم الدينار و المليون و المليار و لو من الإشهار. و لو كانت البضاعة للعدو و هذا عار هؤلاء الذين يدعون الكتابة للإشهار هم في الحقيقة يسعون لكسب المال بشتى الضرب على الأوتار.

اليوم ضدك بإعتبارهم أحرار و غدا معك إذا علموا أنّ البضاعة أعلى بالدينار و أصحاب هذه الأفعال لا يعوّل عليهم لمواصلة المشوار و إذا عرض عليهم الآخر يتنكرون فورا و يبيعون الديار و همهم دوما مع من يدفع أكثر بالدولار هؤلاء يجلسون في مقاهي سعر الفنجان بخمسة دينار و الله قهوتهم تساوي منحة مناضل مغوار و مقاوم من الأحرار…

هؤلاء جاؤوا من اجل كسب الدينار و ليس لهم ماضي و لا رصيد و لا مساهمة في بناء الدار…و مائة مناضل من أهل الدار تساوي منتحتهم واحد من الذين ليس لهم رأس مال و لا نضال إلا الكتابة من أجل تحقيق المآرب و بناء الدار و عند الشدائد و المحن يرهبون و يتركون أهل الديار و يقلبون الفيستة في مشوار هؤلاء اشرت إليهم في الحوار بدار الأحرار أمام الاستاذ محمد جغام من عقر الدار.

و قلت أنّ أحدهم يأتي لاستغلال ورق الدار و طبع تقريره لتجنب المصاريف في مكتبه الخاص و المتسوغ بميات الدينار… و كلهم يسعى لكسب الدينار و ربح الوقت أكثر ما دام في الدار و نحن الأحرار نتألم من هذا التصرف و نتمنى أن ينتهي المشوار و لا يجوز لمن ليس له نضال أن يتصرف و كأنه صاحب الدار و في الحقيقة هو متسوغ لوقت قصير من اجل المنافع و بعدها يقذف بالحجارة الدار… و هذا ة الله عار…

نرجو أن يكف هؤلاء على الإستغلال و شتم الأحرار. لتدبير الرأس و جمع المليار على حساب شرف من ضحوا بالنفس و الدار و نذكر أنّ هناك نوايا تحبط عزائم الأحرار و دفعتهم إلى مغادرة الدار لأنهم أصبحوا غرباء و الدخلاء أصبحوا هم من بنوا الدار و حتى مصعد الكهرباء أصبح مخصصا لمن لا رصيد لهم و لم يضحوا بدينار:

و الله الأمر أصبح غريب الدخلاء أصبحوا متمسكين بالإرث و الديار و أصحابها مهجرين و في أماكن خاصة جالسين متأسفين على ما وصلنا إليه في عقر الديار. و صبرنا نفذ و قلنا بصوت واحد رحم الله المغوار. الذي قال و اشار أني لا أخاف على تونس إلا من أهل الدار وكلامه دقيقا على مرّ الأيام و فيه معاني للرجال الأبرار و أملنا بعد طول الإنتظار ان نقف وقفة تأمل و انتظار لفهم بعض الإنتهازيين بكل إقتدار حتى ندرك أنّ هؤلاء جاؤوا من أجل الدينار و أحدهم يفوق دخله 7 آلاف دينار ما يعادل منحة 50 رجل من المجاهدين الكبار و حتى فطوره يفوق أربعون دينار و البنزين تزيد على 8.800 دينار أي ما يساوي عشرة آلاف دينار لكامل العام و السيارات للصغار و الكبار و هو من إتجاه معاكس لأهل الدار و قلبه لم يصفى على الأحرار… فهل هذا و أمثاله يعوّل عليهم النظام و الرجال الأحرار؟  سؤوال أتركه يجيب عليه الدهر بحول الله الواحد القهار.

إنّ ابناء الحزب الابطال جلهم في جو محتار يشاهدون العجائب و الإحتكار. و ابتزاز الأموال بكل قوة و في واضح النهار و يتأسفون على ماهو موجود بالجهار و بعض الإنتهازيين يحبون قبول العملة بالدولار إذا كانت مشاركتهم خارج الأوطان و يجرون وراء الأورو و الدولار و عندما تنفذ كمية العملة يطالبون بالمزيد و إلا فاتت الأخبار و لهم في هذا المجال الخبرة و الاقتدار و المناضلون الاحرار يدفعون من جرايتهم

كل شهر مقدار                                            على حساب عيش الصغار

من أجل تجسيم الشعار                     و كرم العطاء لأهالي الديار

و هم يشعرون بالإفتخار     و الإعتزاز و ثوابت الأحرار

و الفرق شاسعا بين أهل من أنجز الدار و عمر القفار و بناء المدارس للصغار… و من جنى و قطف الثمار دون بذل جهود و لا حتى الاعتراف بفضل للكبار

و هذه هي الطامة الكبرى لمن لا يعترف بصنع العمالقة الكبار و لا يحترم ماضي أصحاب الإقتدار ..و نأسف لهذا يا حضرت الرهط صاحب الأفكار و نرجوا من الله تعالى أن يجنبنا مصيبة التنكر لمن سبقنا من الابطال و الزعماء الأبرار حتى يبقى تاريخنا مشرقا في الليل و النهار و عند الكبار و الصغار و في المشرق و المغرب يدركون أنّ المناضلون هم اصحاب الفعل و الدار و هم الذين ضحوا من أجلها بكل نضال و اقتدار و من المفروض اليوم الاعتراف و الأكل بالمعروف و ترك ذخيرة للزمن الغدار و يا ليت يفهم هؤلاء الأنفار وكل من له ضمير أو حكى له جار و حديثي هذا خارج من أعماق الأحرار و من مهجة و فكر أبناء الحزب الأخيار و كلهم و الله عافسين على جمرة من نار و لكن الخبزة المرة و مستقبل الصغار جعلهم صامتين مختارين و ليس لهم قدرة على الكتابة بالجهار. و لكن هم معا مع الاقلام الحرة و أصحاب الافكار و آملنا إن شاء الله إنبلاج الصبح و توضيح المشوار حسبما أكدنا في الرسالة الأخيرة لصاحب القرار و هو المؤهل الوحيد لدحض الاشرار و إعادة الامور إلى نصابها و إنصاف أهل الدار و لا نريد في خوض أكبر مما أشرنا إليه في رسالة 19 سبتمبر بالجهار و مغربنا العربي يسير لتغيير الأفكار و الدفع بالجوار و التسامح إلى أعلى سقف مستوى الصفح على الصفاء بإقتدار و العفو من شيم الكبار و الله ولي التوفيق

قال الله تعالى : فستذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى الله  إنّ الله بصير بالعباد صدق الله العظيم و اعطي مثال على تفوّق أهل اليسار على المناضلين الأحرار، بأنّ أحد المناضلين يعيش بثلث تقاعد من ضحى بالمال و الدار بينما غيره يتجاوز السبعة آلاف دينار بين مرتب ومنح و بنزين السيارة و الاكل يوميا بأربعين دينار، تلك و الله أشياء تألم أهل العزائم الأحرار، و يتضامن معهم كل صاحب أنفة في هذه الديار، و نتمنى في الختام من رئيسنا المغوار صاحب القرار أن يتخذ قريبا قرار يصلح أهل الديار و يضع حدا لتصرفات لا يقبلها ضمير و لا الرجال الأحرار

قال الله تعالى : فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض صدق الله العظيم       

ملاحظة : هذا المقال له علاقة عضوية بالمقال المنشور يوم 19 سبتمبر بشجاعة الأحرار و بحب عميق لتونس و النظام و لحزب الأحرار و للتاريخ أسوق هذه الخواطر للأحرار و الله و لي التوفيق قال الله تعالى : و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين صدق الله العظيم

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 


في ظلال رمضان

 

 الحلقــة الرابعـة
 
 الاخلاص سفينة الخلاص : ذلك هو أبلغ درس من الحديث القدسي التالي :   أخرج الحديث الامام البخاري في صحيحه .  » كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه « .   الاخلاص في القرآن الكريم :    ثلاث في سورة الزمر. قال عن موسى عليه السلام بأنه كان  » مخلصا  » إسم مفعول .وعن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام  » إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار « . و في سورة النحل  » وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين « . الاخلاص إذن نبت عزيز يينع مضمخا بالسلامة من رحم المخاض يتناوشه فرث الشرك من صوب ودم الرياء من حدب فيخطئانه . ذلك هو مثل إخلاص الايمان والعمل معا .   الاخلاص في السنة النبوية الكريمة :   قال عليه السلام  » ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب إمرئ مؤمن أبدا : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم الجماعة « . يرسم الحديث هيكل عبادة الانسان: إخلاص لله وفاء لولي النعمة. وإسداء للنصيحة لولاة الامر. وثبات مع الامة تحقيقا لمقصد الوحدة الاسلامية.   أنواع الاخلاص ومظاهره :  

المظهر الاول :

الاخلاص مع الله سبحانه في رسالة الانسان وحافظ رساميله أي الايمان :    رسالة الاسلام إلى الانسان:  » إياك نعبد وإياك نستعين ». وعنوان الاسلام شهادة التوحيد.و شدد على الاخلاص حتى عد الشرك ذنبا لا يغفر وروى لنا أحمد عنه عليه السلام قصة الرجلين اللذين دخل أحدهما النار في ذبابة قربها و دخل رفيقه الجنة بثباته على التوحيد الخالص.  

المظهر الثاني :

الاخلاص مع الله سبحانه في العبادة :   المقصود بالعبادة هنا معناها الشرعي الخاص. ورد في سورة الكهف  » فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا  » أي شركا أصغر.  

المظهر الثالث :

الاخلاص مع الناس ـ خلق الله وعياله كلهم ـ :   الاخلاص مع الناس معناه إلتزام مكارم الاخلاق التي إختصر فيها عليه السلام رسالته كما جاء في الحديث »إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق « . سيما الصدق والامانة وتجنب الغدر والخيانة مع كل مسلم وكافر إلا ظالما في حال حرب.معاقد الخلق الاسلامي العظيم أربعة : إثنان مع الباري سبحانه وهما : الرجاء والخوف. وإثنان مع عباد الباري سبحانه وهما : الصبر والشكر. وهما يوردان دار الاحسان إذ يزرعان أرضى الخلق عند الرحمان سبحانه وهما : الحلم والاناة.  

المظهر الرابع :

الاخلاص مع النفس :   الانسان أولى بنفسه إصلاحا ومحاسبة . و مقتضى ذلك تطهيرها من المهلكات التي أخبر عنها عليه السلام  » شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه  » ونادى عمر عليه الرضوان في الناس  » حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا » . ولذا جعل الاسلام قاعدة التغيير : تغيير ما بالنفس.  

المظهر الخامس :

الاخلاص في العمل :    معنى ذلك  إلتزام أقصى درجات الحكمة حرفية مهنية والاحسان تألقا والاتقان تجويدا حتى قال عليه السلام  » إن الله يريد من أحدكم إذا عملا عملا أن يتقنه ». أخبرنا عليه السلام بأن أجر من قتل وزغة في ضربة واحدة له كذا من الحسنات ومن فعل ذلك في ضربتين له قدر أدنى.   الاخلاص بين الباطن والظاهر : أيهما أولى ؟   حرص الاسلام على التوسط في كل شيء. فكان حرصه على الظاهر حرصه على الباطن.أما عند التعارض بينهما فإنه يبوئ إخلاص الباطن المنزلة الاولى ولذلك قال عليه السلام لمن أكره على كلمة الكفر »إن عادوا فعد ». وأخبرنا عليه السلام أن أول ثلاثة تسعر بهم النار مجاهد ومنفق وعالم . ولذلك كان حديث النيات هو نصف الاسلام في إشارة إلى أن الاسلام إخلاص ظاهر تولاه حديث  » من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد  » وباطن تولاه حديث النيات.   ست سبل إلى الكرع من مناهل الاخلاص :   أولا : سبيل ذكر الموت : قال عليه السلام  » أكثروا ذكر هازم اللذات  » وعلل ذلك بأن ذكر الموت دواء شاف كاف لامراض القلب ويتبع ذلك طبعا ذكر مشاهد القبر والقيامة.   ثانيا : سبيل التفكر : لخص الاسلام رسالته في عبادة التفكر فقال  » قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة  » .ويكون التفكر بالسير في الارض.   ثالثا : سبيل التوكل : التوكل يشحذ الارادة النفسية وينمي طاقاتها ويجدد فاعلياتها وهو باب الرزق  » لو توكلتم على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا « .   رابعا : سبيل الدعاء : وهو مخ العبادة كما جاء في الحديث . والدعاء يوفر القوة النفسية الداخلية للانسان ليجابه مصاعب الحياة . فإذا دعا مخلصا ثم توكل عازما فقد يلان له الحديد.   خامسا : سبيل العبادة : سيما النوافل الحامية للفرائض أن يطأها ذئب الانسان أي الشيطان الذي يتسلل في إثر الغفلة . ولذلك شرع الذكر في كل آن وأوان لطرد الغفلة والشيطان.   سادسا : سبيل الجماعة : الانسان عابد في جماعة : محيطه الصغير عمليا و الامة الاسلامية شعوريا. دليل ذلك : تكلم المصلي في صلاته بإسم الجماعة في شأن شخصي قح  » إياك نعبد ».   منافع الاخلاص :  

سلامة الاتجاه العام للشخصية :

يقول سبحانه  » ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا ». ذلك يعني أن الموحد المخلص سوي النفس سليم العقل لانه ذو وجهة واحدة مستقيمة أما المشرك فهو مضطرب مشوش.  

سلامة القاعدة الارتكازية :

أي القلب الذي بصلاحه يصلح الانسان وبفساده يفسد كما جاء في الحديث ومن شأن الاخلاص أن يطهر القلب فيضمن الانسان قاعدة إرتكاز سليمة قوية لعمله.  

السلامة من التورط في حرمات الناس:

مثال ذلك المرأة التي أخبر عنها عليه السلام أنها في النار بسبب إيذائها لجيرانها. ظلم الناس مؤجل ليوم القيامة.يقاد من الظالم يومها بدفع التعويضات بعملة الحسنات والسيئات فيغدو الغني بكثرة حسناته مفلسا ويغدو الفقير المظلوم غنيا محسنا.  

ضمان حسن الخاتمة :

هي في ميزان الانسان المعيار الذي لا يخطئ ولذلك شدد عليها الاسلام  وخير شيء يورث حسن خاتمة هو الاخلاص المستبد بسويداء القلب.   علامات الاخلاص وأماراته :   الصبر : قال سبحانه في سورة الزمر « إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب  » . فلا يصبر على المصيبة والطاعة والمعصية إلا مخلص لله أما غيره فسرعان ما يغلب طبعه تطبعه.   الاحسان : كما قال في ذات السورة  » الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه « .إتباع أحسن القول معناه إكتساب الحكمة الكفيلة بتنزيل أحسن القول بحسب مناسبة زمانه ومكانه وحاله وعرفه.  

قشعريرة  الجلود ولين القلوب :

قال سبحانه في ذات السورة  » كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله « .   التعبؤ بالامل ونبذ اليأس : قال سبحانه في ذات السورة  » قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله  » . اليأس من رحمة الرحمان أبغض ذنب واليائس هو الكافر .   الخلاصة :   الحقيقة أن الاخلاص أمر يعاش ولا يحكى لانه لغة القلوب لا سلطان للالسنة والاقلام عليه . الاخلاص هو سفينة الخلاص ولذا كان طلبه من جنس إسمه عزيزا لا يمنح لكل من هب ودب. إذا كانت سورة الاخلاص تعني الاخلاص في التوحيد فإن سورة الزمر هي سورة الاخلاص في الحياة : عبادة لله سبحانه وحسن خلق مع عياله. كتاب يطفح بقيم الاخلاص ليخلص الناس من أدران الشرك حيال ولي النعمة سبحانه وأدران الغش حيال الانسان المكرم.   وإلى لقاء تال في حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه . الهادي بريك ـ ألمانيا

 

من البابا يوربان الثاني الى البابا بندكت السادس عشر

 

 
د.أحمد القديدي   هل التاريخ يعيد نفسه أم انه الانسان يرجع الى نفس أخطائه ؟ فالذي قاله البابا في محاضرته بألمانيا عن الاسلام و المسلمين يوم 13 سبتمبر الجاري  يكاد يكرر بالحرف ما قاله البابا يوربان الثاني يوم 27 نوفمبر من سنة 1095 في كاتدرائية كليرمون فيرون الفرنسية، حين أطلق شعوب أوروبا ضد دار الاسلام فيما سمي بالحروب الصليبية و التي دامت قرنين كاملين و انهزمت خلالها فلول الصليبيين لا بالسيف المسلم و لكن بتفوق حضارة الاسلام وبداية النهضة الأوروبية عندما احتكت بالاسلام. بدأت تلك الحروب أو الحملات الثمانية بمجزرة القدس الرهيبة التي نفذها صعاليك أوروبا ضد المسلمين و اليهود و قال المؤرخون و منهم من رافق الحملة الأولى بأن الدماء بلغت الركب في شوارع القدس الشريف، في 17يوليو 1096، ثم انتهت تلك الحروب بموت قائد الحملة الثامنة لويس التاسع الملقب بالقديس لويس ملك فرنسا في تونس سنة 1270.و قيل مات بالطاعون بينما كان يواجه جيشا اسلاميا خرج من القيروان لمنع مسيرة الصليبيين نحو بيت المقدس و شهداء تلك المعارك ما تزال أضرحتهم تزار في عاصمة الأغالبة الى اليوم.   و الغريب بأن البابا الحالي و بعد ألف عام من انطلاق مظلمة الحملات الصليبية ضد الاسلام يكرر ما دعا اليه سلفه البابا يوربان الثاني، و خطاب كليرمون فيرون مشهور تناقله المؤرخون و منهم القلانيسي، حيث دعا زعيم الصليبيين ملوك أوروبا الى مقاتلة من سماهم البرابرة و الكفار الذين تسلطوا على أكفان السيد المسيح، و لم يأت نبيهم سوى بالبهتان وبأنهم ( أي المسلمون) أمة مهانة و ساقطة، و أضاف: انه عار علينا نحن شعوب الأسياد أن تهزمنا أمة من المنحطين و السفلة و نحن الذين لدينا الدين الصحيح.   هكذا تكلم هذا البابا ليجند صعاليك أوروبا و الجائعين من شعوبها لأن سنوات الجفاف ومرض الزراعات تفشى في أوروبا، و اتفق مع الملوك و اقطاعيي الأرض أن يجعل للفلاحين الفقراء مخرجا من بؤسهم و سوء حالهم حين أطمعهم في خيرات الشرق و زيتونه و أعنابه و نخيله و أنهاره و بحاره كما أثبت ذلك في كتابه عن جذور الحضارة الغربية المؤرخ الفرنسي الأمين جون توناي ( نشر دار شانزيليزي بباريس سنة 1957 من صفحة 51 الى 71 بعنوان الحالة الاقتصادية و السياسية عند انطلاق الحروب الصليبية) ثم ان نفس المؤرخ النزيه أقر بأن العقل و المنطق لم تعرفهما حضارة الغرب سوى عام 1169 عندما نقل العالم المسلم الجليل ابن رشد الى أوروبا من الأندلس المسلمة علوم العقل و الحجة والبرهان، مثلما نقل المسلمون مدارس الطب و الصيدلة مع ابن سينا و ظلت الجامعات الأوروبية تدرس كتاب القانون للطب لابن سينا الى اليوم و كذلك ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية و أيضا كتاب رسالة الملنخوليا للطبيب اسحاق بن عمران الذي عالج فيها الأمراض النفسية و العقلية بالموسيقى و ادماج المريض في أسرته في القرن العاشرعندما كان الأوروبيون يحرقون المرضى معتقدين بجهلهم أن الشيطان دخلهم و سكنهم. ثم ان الحملات الصليبية هي التي مكنت الأوروبيين من معرفة المستشفيات و المصحات في مدينة شيزر وعند أميرها الشاعر أسامة ابن منقذ الذي علمهم أيضا مراسم النظافة و الصحة، كما تعلم الأوروبيون من عرب الأندلس مناهج الزراعة، و أسبانيا الى اليوم تعتمد طرق الري التي كانت بقرطبة المسلمة. ان هذه الحقائق التي غابت عن ذهن الحبر الأكبر للكاتوليك هي الجديرة بأن يعرفها الرجل الذي يمثل حضارة السيد المسيح حتى يتواصل الحوار بين الديانتين السماويتين كما كان الحال مع البابا يوحنا بطرس الثاني الذي ناضل من أجل الحق و ساند قضايا الاسلام السمح المعتدل. أما الخطاب الغريب الذي سمعناه من قداسة البابا الجديد فانه يقدم خدمة جائرة لأعداء الحوار الضروري بين الاسلام و المسيحية و ينسف جهود الخيرين الأمناء من  أبناء الحضارتين للوفاق و التأسيس للسلام العالمي القائم عى العدل و الحق.   ثم تصوروا لو نحن المسلمين وصمنا المسيحية قاطبة بالارهاب و الابادة لأن الحربين العالميتين اللتين شنهما مسيحيون أوروبيون و أمريكان و روس ذهب ضحايا خلالهما أكثر من خمسين مليون ضحية في كل أرجاء المعمورة، و فيما يسمى المحرقة اليهودية لو صدقنا اليهود مات في المحتشدات النازية بأيدي المسيحيين ملايين اليهود و الروم و المناضلين  و لم نعمم هذه الممارسات على الحضارة الغربية بل اعتبرناها انحرافا عن المسيحية التي يقدس الاسلام نبيها و أمه الطاهرة مريم العذراء عليهما السلام.   ان البابا وهو في قمة المسؤولية لا يمكن أن يتحول الى مبرر للمظالم التي تهز ضمائر الشرفاء و المسلطة على الاسلام و المسلمين في العراق و أفغانستان و لبنان و فلسطين والشيشان، في ظل سياسات باطلة شرعا و أخلاقا و قانونا دوليا يمارسها عنصريون وارهابيون رسميون أحلوا دماءنا بالقتل و استباحوا أراضينا بالاحتلال و اغتصبوا شعوبنا بالقهر و شرعوا لابادتنا و لتذييلنا و لاذلالنا كأننا أمة من الهنود الحمر.   و أفضل جواب على هذا الجهل هو التمسك بالثوابت و الدفاع عن العرين و القول بصوت عال: حي على السلام و حي على الاسلام.  alqadidi@hotmail.com
 
(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)

تـحرير فلسطين الكامل وعـودة كلّ اللاجـئيـن حـق دائم وغير قابل للتصـرف

 
جورج عدّة كتبت هذا النّص منذ أربعة أشهر في افرلل 2006. وكان من المفروض أن يقدّم في « مؤتمر عربي دولي للتضامن مع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه » الذي كان من المفروض أن يعقد في بيروت يومي 15 و16 ماي 2006. لكن في نهاية شهر أفريل 2006 قرّر منظّمو المؤتمر لأسباب عديدة تأجيله إلى موعد لاحق. وبعد مرور شهر عن العدوان الصهيوني المجرم والهمجي ضدّ الشعبين اللبناني والفلسطيني يبقى هذا النّص في صلب الحدث جديرا حسب اعتقادي بأن ينشر ويوزّع، وهو ما أقوم به اليوم لأؤكّد مرّة أخرى على أنّ السلام الحقيقي والطمأنينة، والأمن، والحريّة والمساواة، والعدالة، لا يمكن تحقيقهم واستتبابهم بصفة طبيعيّة ومشروعة في هذا الشرق الأوسط – الذي يتعرّض للعدوان والنهب والهيمنة والاحتلال الأجنبي – إلاّ بالتحرير الكامل لفلسطين من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة إلى إيلات على البحر الأحمر، ومن حيفا إلى القدس، ومن تل أبيب إلى أريحا، ومن نابلس إلى غزّة، إلاّ إذا استعاد كلّ الفلسطينيين وكلّ اللاجئين منهم في عديد البلدان من العالم وبصورة كاملة ممتلكاتهم، ومنازلهم القديمة ومقابرهم وأراضيهم ومصالحهم العموميّة. ولا يسعني أن أختم هذه الأسطر إلا بالتعبير مجدّدا عن قناعتي العميقة بأنّ فلسطين سوف تكون بعد عشرة سنوات أو خمسين سنة حرّة بالكامل وسوف تتخلّص نهائيا من أولئك الذين ألحقوا بها إساءة كبرى. وإذا كانت قناعتي هذه تبدو للبعض مثاليّة أو طوباويّة، فإنني أفضّل أن أموت وأنا على قناعتي وحلمي هذا.
 ج.ع/تونس-أوت 2006
 

تـحرير فلسطين الكامل وعـودة كلّ اللاجـئيـن حـق دائم وغير قابل للتصـرف

 
 
بقـلم : جورج عدّة   إنّي قادم، كما تعلمون، من بلد صغير عرف خلال تاريخه الطويل مختلف أشكال الغزوات والاستعمار والتدمير وتلاقح الحضارات والانتساب الديني الطوعي أو المفروض على سكانه والانبعاثات. وقد عرف أجدادي البربر، الفينيقيين والرومان والوندال والعرب والنّورمان والأتراك والفرنسيين، كلّهم تعاقبوا على احتلال بلدي وبسطوا هيمنتهم على شعبي الذّي أصبح حقيقة مستقلا وذا سيادة منذ نصف قرن. بعض هؤلاء البربر، أجدادي، تخلوا عن وثنيتهم واعتنقوا ديانة موسى، وتصدى أبناؤهم لضغوطات المسيحيين الجدد، ولجيوش عقبة ابن نافع : وحافظوا على عاداتهم وتقاليدهم وطبخهم وموسيقاهم، وتبنوا اللغة العربية التي أصبحت لغة الجميع. وهكذا فإنّ تونس هي بلدي والشعب التونسي هو شعبي. لكن قناعاتي الفلسفية ليست هي قناعات أمّي وأبي. كلّ النساء وكلّ الرجال في جميع البلدان الرّازحة تحت وطأة الظلم السياسي والاجتماعي الذّي يمارسه حكامهم أو المحتلون الأجانب هم أخواتي وإخوتي، وأؤكّد لهم تضامني الكامل. لقد عرفت من أجل تحرير بلدي – وفي مناسبات عديدة – السجون والمحتشدات والمنافي على يد المستعمرين الفرنسيين. واليوم أحل بينكم لأنقل إليكم دون أدنى احتراز مساندتي التّامّة للشعب الفلسطيني البطل والباسل والضحيّة. بمثل هذه الروح أساهم في هذه التظاهرة لأعرض عليكم بعض الأفكار والمقترحات المتواضعة التي أنقلها إليكم في هذه المراسلة لأنّ أصدقائي الأطباء عارضوا سفري من تونس إلى بيروت نظرا لسنّي وحالتي الصحيّة. إنّي أحييكم وأتمنّى النّجاح لملتقاكم. * * أعتقد أنّه من الضروري قبل كل شيء الاتفاق على معنى بعض الكلمات والصيغ التي تتردّد كثيرا ويعطيها كل مستعمل لها معاني أو تعريفات تناسبه. ويتعلق الأمر بـ « المجموعة الدولية » و »الشرعية الدولية » و »القانون الدولي »..الخ، ففي شهر نوفمبر 1947، أصبح القرار الأممي الذي تمّ بمقتضاه سلب الفلسطينيين وتجريدهم من وطنهم، بأتمّ معنى الكلمة، أصبح هذا القرار يمثّل في نظر القوّتين العظميين ولدى الصهاينة « شرعيّة دولية » و « قانونا دوليا »، في حين أنّ الحقيقة تتمثّل في أنّ فلسطين وجميع الفلسطينيين كانوا ضحايا، نعم ضحايا، « المجموعة الدولية ». ويمثّل هذا القرار الأممي بالنّسبة للأجانب القادمين من بلدان مختلفة من أقاصي الشمال والغرب والشرق تعويضا لهم عن هدم الهيكل، وعن الشتات المزعوم لأبناء كنعان، وعن المذابح الجماعيّة اليوميّة المقترفة في روسيا وفي بولندا، وعن حملات الإبادة الجماعيّة المريعة، والتي لا جدال في حدوثها في القرن العشرين، والتي كان ضحاياها ومقترفوها وسيظلّون هم الأوروبيون، دون سواهم. أمّا بالنّسبة للفلسطينيين، فيمثل هذا القرار عملا شنيعا قامت به « المجموعة الدولية » المزعومة التي تسيطر عليها الولايات المتّحدة الأمريكية التي أقيمت بعد إبادة أقوام عديدة كانت تعيش في طمأنينة فوق أرض هذه القارّة الشاسعة في الغرب، تلك الإبادة التي اقترفها أجانب قدموا من أقصى الشرق. لا يذهب في ظنّكم أبدا أنني من أنصار إلغاء منظّمة الأمم المتّحدة. فهذه المنظّمة يجب أن تستمرّ في الوجود و أن تتطوّر وتتغيّر نحو الأفضل. يجب على هذه المنظمة أن تقيّد حركة من يعتدون على البلدان كما وقع شيلي الرئيس أليندي، ومن يعلنون الحرب كما في العراق دون موافقة أو مشاركة من الغالبية العظمى للدول التي تكوّن منظمّة الأمم المتّحدة، ومن يخنقون شعوبا بأكملها كالشعب الكوبي ضحيّة حصار لا إنساني، ومن يقصفون ويقتلون بقنابل النابلم كما في الفيتنام، ومن ينهبون ويسلبون أرضا وبلدا بأكمله كما حدث سنة 1947 مع الشعب الفلسطيني. يقترح بعضهم تنقيح ميثاق الأمم المتحدة. إنّ هذا التمشّي لا ينقص في شيء من الهيمنة والسيطرة التي يمارسها حكام واشنطن على المنظّمة الأممية. إنّ ميثاق الأمم المتحدة هو ككل دساتير الدول، إذ يمكننا بنفس الدستور أن نفعل الأحسن والأسوأ. ذلك أن تطبيق كل دستور هو عمل سياسي بشري. فإذا كنّا نريد في مجال العلاقات الدولية أن ننقص أو نمنع الأعمال السلبية والمضرّة وجب أن يكون للشعوب ممثّلون في الأمم المتحدة، متشبّعون بقيم العدل والإنصاف والديمقراطيّة والاحترام المتبادل. ومن أجل ذلك يجب أن لا تظلّ البلدان الصغيرة والمتوسطة، مداسة من طرف الحكّام الفرديّين والدكتاتوريين الذين يدينون بوجودهم لحماية الولايات المتحدة الأمريكية لهم. ينبغي أن نواجه « الشرعية الدّولية » و »القانون الدّولي » للامبريالية بمجابهتهما بالقيم الإنسانية المحدّدة بدقّة من طرف الأمم المتحدة نفسها في ميثاقها وإعلاناتها. تلك القيم التي ينبغي أن تستفيد منها كلّ الشعوب والبلدان دون أيّ تمييز أو تفريق. فمن واجبنا شرح ما حدث سنة 1947، والكشف عن الدوافع الحقيقية للحكّام الغربيين، وفضح مقاصدهم غير المعترف بها، وكذلك التنديد بانتهاك الدولة الصهيونيّة عشرات اللوائح الصادرة عن مجلس الأمن وعدم تطبيقها. هذه الدوافع والمقاصد غير المعترف بها، كان أدانها بقوّة قائد غيتو فرصوفيا « آرك ادلمان » (Arek Edelman)الذي صرّح علانية :  » تمّ إنشاء إسرائيل بفضل اتفاق بين بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، لا لغاية التكفير عن الستّة ملايين من اليهود الذي قتلوا في أوروبا، إنّما من أجل اقتسام المصالح في الشرق الأوسط. » * * يؤكد أشهر خبراء السياسة في عالمنا أن من أنجع الأسلحة وأكثرها فاعلية في بداية هذه الألفية الثالثة هي الدعاية أو كما نسمّيها اليوم الاتصال، يعني العمل من أجل الإقناع واستعمال لغة جديدة من خلال بيانات وشروح وشعارات طريفة ومفعمة وحاملة لرسائل واضحة. لكن يبدو في هذا المجال أن المسؤولين الفلسطينيين والعرب يشكون من عجز على مستوى اللغة الملائمة والمنتجة والقادرة على الإقناع وعلى اكتساح فضاءات الرأي العام في أوروبا وفي أمريكا والذي له قيمة كبرى في تحديد الوضع الراهن في هاتين المنطقتين من العالم. إنّ شعوب آسيا وإفريقيا ما وراء الصحراء وأمريكا اللاتينية ليسوا ضدّنا، بل بالأحرى معنا. لذلك يجب علينا تحديد بعض النقاط القويّة في دعايتنا، وفي اتصالنا وعلينا تطويرها بشكل واضح وبمهارة وهدوء، دون تشنّج أو ثرثرة عديمة الجدوى. واسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض الأمثلة التي أعتبرها هامّة جدّا. لقد جاء الصّهاينة إلى فلسطين بدعوى أنّهم منحدرون مباشرة من شعب كنعان. غير أنّ أتباع موسى ينحدرون في الحقيقة من شعوب قديمة، ومناطق مختلفة ومحددة بدقّة، وبعيدة جدّا عن القدس ونهر الأردن. وقد قام عديد المؤرخين والباحثين الشهيرين بتحقيقات، ووضعوا فرضيات حول هذا الموضوع يجب التعريف بها، ونشرها، واستعمال الحجج التي قدّموها. فالمؤرخ « ليون بولياكوف » ((Léon Poliakov الذي شغل منصب مدير شرفي بمركز البحوث العلميّة الفرنسي كتب في مؤلفه « تاريخ معاداة السامية » Histoire de l’antisémitisme)) (باريس – كالمان ليفي – 1961) صفحات يمكن أن يكون لها صدى قويا وتدفع للتفكير كثيرا من النساء والرجال. فقد قام من الوهلة الأولى بتصفية حساب « الشتات » المزعوم : « …عندما أخذ اليهود يتشتّتون بأعداد كبيرة في العالم، فإنّهم وجدوا في إفريقيا الشمالية أفضل استقبال. وهذا التشتّت – خلافا لأسطورة لم تعمّر بسهولة، حتّى أنه يجب التذكير بها دائما – سابق لحرب مملكة يهودا وقبل هدم الهيكل. » (ص.11) وكتب بولياكوف من ناحية أخرى، في معرض حديثه عن تهويد المغرب البربري : « …لقد عاش يهود إفريقيا الشمالية فترات مجيدة. ومن المفيد الحديث عن تاريخهم غير المعروف كثيرا، والمختلف عن تاريخ اليهود في كافة المناطق الأخرى، فهو يعود إلى عصور فجر التاريخ أيام انتصاب الفينيقيين بإفريقيا وتأسيس مدينة قرطاج. » (ص.10).  » ومن الأرجح أنّ يهودًا قدموا منذ الأزمنة القديمة للإقامة في إفريقيا الشمالية على خطى الفينيقيين قصد التّهيئة لنشر الديانة اليهودية. » (ص.11)  » ثمّ إنّ مدى انتشار الديانة اليهودية في هذه المناطق بفضل الوثنيين حديثي العهد باعتناق اليهودية يضاهي مدى انتشارها عن طريق الهجرة، إن لم يكن يفوقه. » (ص.11)  » وبالأساس فإن يهود تونس والجزائر والمغرب هم من أصول محلية بشكل تام وينحدرون من قبائل بربرية قديمة ذات أسماء رنانة : جراوة، فندوليا، مديونة، بتر، برانس » (ص.13) إنّ هذه التأكيدات القطعيّة لبولياكوف تهدم كل النظريات والدعاوي الصهيونية القائمة على ما يسمّى شعب الشتات « diaspora » والعودة إلى أرض الأجداد الكنعانيين المزعومين. ومن ناحيته يؤكد عالم الاجتماع والمؤرخ « بول سباغ » Paul Sebag)) في كتابه « تاريخ يهود تونس » (لارمتان باريس – L’Harmattan-Paris- 1991) نظريات بولياكوف، وأقدم لكم فيما يلي مقتطفا من هذا الكتاب : « وجد في عهود مبكّرة في إفريقيا الرومانية كما في مناطق أخرى من الإمبراطورية الرومانية يهود آخرون غير اليهود المحليين، قدم أجدادهم من مملكة يهودا خلال تواريخ مختلفة. وقد اعتنق رجال ونساء من أجناس وأوضاع اجتماعية مختلفة الديانة اليهودية، التي برهنت خلال القرون الأولى من العصر المسيحي على قدرة كبيرة على النّفاذ. » (ص.24) « وهكذا تعززت اليهودية بعناصر من أصول مختلفة وخاصة من الأهالي القرطاجنيين أو البربر » (ص.25) « ومع الغزو العربي لإفريقيا الشمالية كان جزء من البربر قد اعتنق الديانة اليهودية ويقدم لنا ابن خلدون في مؤلفه الشهير « تاريخ البربر » أسماء القبائل البربرية المتهودة ويحدد المناطق التي أقامت بها، من شرق المغرب إلى غربه، ذاكرا منها نفوسة في جنوب افريقية وجراوة في جبال الأوراس » (ص.35) ويقترح الخبير السياسي الايطالي المولود في تونس « لوريس كاليقو » (Loris Gallico) إعطاء البربر المتهودين لقب « القبيلة الرابعة عشرة » مثل الخَزَر الذين لقّبوا بـ »القبيلة الثالثة عشرة » من طرف « آرتر كوستلار » (Arthur Koestler) وهذا الأخير هو كاتب انكليزي من أصل مجري عاش وعمل في فلسطين قبل القرار الذّي اتّخذته الأمم المتحدة سنة 1947، كتب سنة 1976 كتابه « القبيلة الثالثة عشرة » (كالمان ليفي–باريس Calman Lévy Paris) 1976) يستعرض فيه تاريخ أجداده الخزر. لنرى مع بعضنا بعض الأسطر من هذا الكتاب الهام :  » كانت بلاد الخزر وهو شعب من أصل تركي، تحتل موقعا استراتيجيا بين بحر القزوين والبحر الأسود حيث الممرات الكبرى التي تتنازع عليها القوى العظمى الشرقية في ذلك العصر » (ص.14) « وبعد مضيّ بعض السنوات، نحو سنة 740 اعتنق الملك وحاشيته والطبقة العسكرية الحاكمة الديانة اليهودية التي أصبحت الديانة الرسمية للخزر » (ص.15) « وعلى كلّ، إذا كانت المصادر تختلف حول بعض الجزئيات إلا أنّ الوقائع الكبرى ثابتة، وما يكمن مناقشته في المقابل هو مصير الخزر اليهود بعد تدمير مملكتهم في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر. وحول هذا الموضوع، المصادر هزيلة جدّا، إلاّ أنّها تشير إلى وجود عديد المنشآت الخزرية في نهاية القرون الوسطى في بلاد القِرْم وأكرانيا والمجر وبولونيا ولتوانيا. ومن المعلومات المتفرقة يظهر مشهد متكامل، هو مشهد هجرة قبائل ومجموعات الخزر في ربوع أوروبا الشرقية-روسيا وبولونيا بالخصوص- أين سنجد في فجر العصور الحديثة أكبر تجمعات لليهود. وانطلاقا من ذلك طوّر عديد المؤرخين الطرح القائل بأن جزءا هاما، إذا لم نقل أغلبية يهود أوروبا الشرقية -وبالتالي يهود العالم أجمع- هم من أصل خزري وليس سامي » (ص.16) « وهذا يعني أن أجداد هؤلاء اليهود لم يأتوا من ضفاف نهر الأردن، ولكن من سهول الفولغا، لم يأتوا من كنعان ولكن من القوقاز، مهد الجنس الآري. وراثيا قد يكون هؤلاء اليهود أقرب إلى أقوام الهون ((Huns والويغور (Ouigours) والمجريين (Magyars) وليس من سلالة إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وإذا كان الأمر كذلك فعلا فإنّ عبارة « معاداة السامية » تصبح بلا معنى. هذه الكلمة تدلّ على خلط وقع فيه في نفس الوقت الجلادون والضحايا، وقد تواصل هذا الخلط طويلا مما جعل تاريخ إمبراطورية الخزر يشبه أشدّ المهازل قساوة في التاريخ البشري. »(ص.18) وقد نشر « لوريس كاليكو » (Loris Gallico) الذّي تحدّثت عنه دراسة مطوّلة تحت عنوان « شعب غير موجود » (Un popolo introvabile ) في( Prospettive settanta) (Naples 1984 2/3) والتي أعيد نشرها في مجموعة مقالات ودراسات تحت عنوان « المتوسط الآخر بين السياسة والتاريخ » (L’autre méditerranée entre politique et histoire) (Vecchio Faggio-Chieti 1989) وأعرض عليكم هذا المقتطف المتعلق بأصل يهود أوروبا الوسطى والشرقية : « بالاعتماد على أعمال H.F.Von Kutschera وM.Mieses وP.E.Kahle وA.N.Poliak وD.M.Dunlop وArthur Koestler، لم يعد يمكننا التشكيك في أنّ غالبية يهود أوروبا الوسطى والشرقية هم من أصل ناتج عن تشتت واختلاط الخزر بسكان آخرين في بلدات (Shtetl) على صلة بالعالم الفلاحي، حسب التقاليد المتغيّرة لتجمّعات الخزر…في هذه المناطق الجديدة تمّ شيئا فشيئا التخلي عن اللهجات الخزرية وظهرت اللهجة اليدّية التي تكونت على قاعدة روعة الثقافة الألمانية اللائكية أو الدينية « (ص.257) وأعطى المستشار والوزير الأول النمساوي « برونو كرايسكي » (Bruno Kreisky) الضربة القاضية للإيديولوجية الصهيونية بتصريحه الشهير سنة 1981 : « إنّ هذه الخزعبلة المسماة الشعب اليهودي هي من أكبر أكذوبات الحياة…إنّ الحديث عن شعب يهودي لا معنى له..فلولا هتلر، لما وجدت إسرائيل كبلد أبدا… » (نوفال أبسرفاتور،باريس-(Nouvel Observateur, Paris ولا يمكنني أن أختم هذا الجانب الأساسي من نضالنا ضدّ الصّهيونية المغتصبة دون أن أذكر المؤرّخ الفرنسي الشهير « مارك فيرو » Marc Ferro الذي خصص في كتابه « محرمات التاريخ » (النيل- باريس 2002)( Les tabous de l’Histoire)(Nil- Paris 2002) بابا كاملا تحت عنوان: « اليهود: هل كلهم ساميون؟ »( Les juifs : tous des sémites?) ليحطم قطعة قطعة كل « العمارة » الصهيونية ويبدّد كل الأباطيل حول « شعب يهودي » و »أمّة يهودية » و »جنس يهودي ». يمكننا أن نجمع مختارات ضخمة (بحوث، دراسات، أطروحات، كتب تاريخ) لباحثين ومؤرخين وخبراء سياسة ممّن دحضوا – مثل الذّين ذكرتهم من قبل – نظريات الصهاينة ومن هؤلاء  » ألفراد ليلينتال » ((Alfred M. Liliental (واشنطن) و »نورتن مازفانسكي » (Norton Mezvinsky) (كونتيكوت) و »ماكسيم رودنس »Maxime Rodinson)) (باريس). ونجد أيضا المواقف الشجاعة التي اتخذها مئات المشاهير مثل الأكاديميين « جيورجي فورتي » (Giorgi Forti) (ميلانو) و »مارغاريتا هاغ » (Margherita Haag) (تريياست) و »جون بيار كاهان » (Jean Pierre Kahane) (باريس) أو مثقفون مثل الموسيقار الاسلاندي « الياس دافيدسون » (Elias Davidsson) ومؤرخة الفنّ السويسرية « إيريكا دنبار بولي » (Erica Dunber-Pauli) وأستاذة الطب التونسية عائشة حفصية والفيلسوف الأستاذ المتميّز في الجامعات الفرنسية « جورج لابيكا » (Georges Labica) وأستاذ الفيزياء الفرنسي « جون مارك ليفي لوبلان » (Jean-Marc Lévy-Leblond) والمحامي الأنقليزي « ريتشارد مار » (Richard Marre) والموسيقية الكولمبية « إيناس موريال » (Inès Muriel) والفيزيائي الفرنسي « جاك بومي » (Jacques Pommier). كل هؤلاء الأكاديميين والشخصيات وعشرات الآخرين، أمضوا على بيان اقترحته ووزعته سنة 1997 والذي حمل عنوان « اليوم يتكلم المناهضون للصهيونية » أقدم لكم منه هذه الأسطر:  » نحن نساء ورجال من جنسيات وديانات وأراء مختلفة، نعلن رسميا بمناسبة مائوية المؤتمر الصهيوني بمدينة » بال » أنّه لا وجود لـ »شعب يهودي » ولـ »أمة يهودية » و لـ »جنس يهودي ». لا وجود لـ »اليهود » ولكن هناك فرنسيون وبولونيون وروس ومغاربة ويمنيون وأثيوبيون ومواطنون من الولايات المتحدة الأمريكية أو يابانيون من ديانة عبرية أو من أصول عباديّة عبرائية. بعضهم مثل البولونيين، والبلطيقيين والروس أو المجريين ينحدرون من القوقازيين الخزر المتهودين. آخرون مثل المغاربة أو التونسيون ينحدرون من البربر المتهودين أو مثل اليمنيين الذين ينحدرون من العرب المتهودين « . وإذا بحثنا أكثر سوف نجد عددا كبيرا من النساء والرجال يندّدون هم أيضا بالصّهيونية أو يشذبونها أو ليست لهم أيّة علاقة بها. سوف نجد هؤلاء في كل البلدان. وهم من ديانات مختلفة وانتماءات سياسية متعددة ومذاهب فلسفية متنوعة ذلك أن النضال ضدّ الصهيونية لا يجب أن يكون قضية يهودية-يهودية أو يهودية-فلسطينية أو يهودية-عربية. فمقاومة الصّهيونية، ينبغي أن تتنامى لدى كل شعب وداخل كل شعب. * * بعد أن بحث عن أرض تدعى « الموعودة » بين أوغندا والأرجنتين، وقع اختيار « تيودور هرزل » (Théodor Herzel) على فلسطين، كنعان القديمة للملكين داوود وسليمان. ولإقناع القوى العظمى الغربية أصدر هرزل في 14 فيفري 1897 كتابه  » دولة اليهود  » وقد وصل به الصّلف لإعلان ما يلي :  » بالنسبة لأوروبا سوف نكون هناك (في فلسطين طبعا) جزءًا من حصن ضدّ آسيا، سوف نكون الحارس المتقدم للحضارة ضدّ البربريّة  » وهكذا كشف هرزل منذ الوهلة الأولى عن معاداته لفلسطين والعرب، تلك المعاداة التي غذّاها وطوّرها وضخّمها الصهاينة بعده. لكن، في الواقع، وُجدت البربريّة بعيدا جدّا عن ضفاف نهر الأردن. وُجدت في روسيا « بوشكين » (Pouchkine) و »تولستوي » (Tolstoï)، وفي بولونيا « شوبان » ((Chopin حيث كانت المذابح الجماعية تقترف يوميا. ووُجدت البربريّة في منتصف القرن الماضي في قلب أوروبا في ألمانيا « غوتَه » (Goethe) و »بتهوفن » (Beethoven) في محتشدات الموت المريعة وفي بيوت الغاز والأفران البشرية أين تمت طيلة اثنتي عشرة سنة من 1933 إلى 1945 بأيدي حكومات أوروبيّة (أؤكّد أوروبيّة)إبادةأكثر من خمسةملايين من البولونيين والروس والألمان والفرنسيين والمجريين…الخ وكلّهم أوروبيون (أؤكّد أوروبيون) من ذوي الديانة العبرية والمسيحية والمذاهب المختلفة. يجب أن نمنع الصهاينة من الاستغلال غير المشروع للإبادة الجماعية ولقتل ملايين النساء والرجال والأطفال من الديانة العبرية والديانات المسيحية. يجب أن نقول للأجانب الذّين جاؤوا منذ حوالي أكثر من نصف قرن لإحتلال فلسطين: هذه الأرض ليست لكم. وكذلك نقول للرأي العام في أوروبا وأمريكا : إن مقترفي هذه الجرائم هي الحكومات الأوروبية، هتلر وموسوليني والماريشال بيتان..الخ يجب أن نذكّر بأن الناجين من هذا الجحيم وسلالتهم لهم حقوق غير قابلة للتصرف ودائمة. لهم أوّلا، الحق في العودة إلى أوروبا بلدهم الأصلي. ثم لهم الحق في جبر الضرر واسترجاع المقابر أين دفن أجدادهم وأمهاتهم وآباءهم. هذه هي التعويضات الدنيا التي يستحقّها ضحايا العنصرية وكره الأجانب، وهذا هو ما يقوم به حاليا كثير من الألمان الذّين يغادرون فلسطين المحتلة للإقامة من جديد في برلين أو فرنكفورت. يجب التذكير دائما بلا انقطاع بأنّنا لم نسجل أبدا إقدام أي فلسطيني أو عربي على رمي إنسان من ديانة عبريّة أو من أجل دين عبري في فرن الموت أو بيوت الغاز. كما يجب التذكير دائما أنّه في سنة 1941 وفي خضم الحرب العالمية رفض ملك عربي هو ملك المغرب محمد الخامس والذي كان بلده محتلاّ من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي، رفض وبشجاعة كبيرة أن يمتثل لأمر الحكومة الفرنسية بتطبيق القوانين التمييزية المعادية لليهود في بلده صارخا في وجه الجنرال شارل نوڤاس  » لا تمسّوا يهودنا « . يجب الحديث دون أي حرج أو ممنوعات عن الإبادة الجماعية التي تمت في أوروبا والتي لا تستثني أي شعب فيها، والتي تبقى حصريّا ومن دون أدنى شكّ قضيّة أوروبّية-أوروبّية. وعندما نتوفق في يوم من الأيام إلى افتكاك هذه الإبادة من أيدي الصهاينة، الذين يحتكرونها، لإدخالها في إرث الإنسانية جمعاء، عندها سوف يحقق الشعب الفلسطيني نصرا عظيما. * * عديدون هم الذّين يعلقون ويكتبون ويحللون ويتحدثون عن مفاوضات وأجندات ومسارات وهدنات واتفاقيات وسلام الشجعان. صحيح أنّ كل النزاعات والحروب حتى أكثرها ضحايا قد انتهت بإبرام اتفاقيات سلام. لكن صحيح أيضا أنّه توجد أشكال كثيرة لإتفاقيات السلام. هناك اتفاقيات سلام مع إدماج جزئي أو ضياع لجزء من الأرض، أو اتفاقيات أخرى مع تنازلات عن بعض المناطق، أو مع سيادة منقوصة، أو محدودة. وبالفعل ففي هذه الاحتمالات وغيرها يتعلق الأمر بسلام هجين، أفرغ من معناه وغير دائم، وغير مؤهّل للبقاء لأن الشعب، أي شعب، لا يمكنه العيش إلاّ حرّا بصفة تامّة وكاملة غير محدودة ولا منقوصة. هذه هي حال الشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر. هذا الشعب الذي من حقه رفض الشروط والتحديدات المفروضة عليه لاستحقاق تحرره، فهو يريد أن يكون تحرره كاملا وشاملا ونهائيا. فسلام الشجعان لم يكن ممكنا في فرنسا إلاّ عندما تحرر كل شبر وسنتمتر مربع من أراضيها من الاحتلال الألماني النازي سنة 1945. سلام الشجعان لم يكن ممكنا إلاّ عندما تحررت الجزائر بصفة تامة وكاملة سنة 1962 بعد 132 سنة من الاحتلال والهيمنة الاستعمارية الفرنسية. سلام الشجعان لم يكن ممكنا إلاّ عندما اعترفت فرنسا سنة 1956 باستقلال تونس بعد 75 سنة من الاستعمار. سلام الشجعان لم يكن ممكنا في إفريقيا الجنوبية إلاّ عندما تغيّر حكم البيض وحلّ مكانه « هيكل » سياسي طريف يتمثل في حكومة يرأسها رجل الدولة الإفريقي الفذّ نيلسن منديلا الذي قضى 25 سنة في سجون الميز العنصري. وهكذا فإنّ السلام الحقيقي في فلسطين لن يكون ممكنا إلاّ بعد استرجاع الشعب الفلسطيني كل حقوقه وعودة كل اللاجئين. 58 سنة من الهيمنة الأجنبية، 58 سنة من الموت والسجون والجوع والحرمان. إنّه أمر في غاية القسوة. لكنّ هناك حقيقة ثابتة هي أن الفلسطينيين-كل الفلسطينيين- لم يصابوا بالتشاؤم، واليأس، والإرهاق، ولم يفقدوا الأمل. إنّه حبّ الوطن، إنّه الوفاء للقدامى والواجب نحو الأبناء. إنّها البطولة اليوميّة التي يتحلّى بها المناضلون وليس من باب الطاعة أو الولاء لقائد أو زعيم. إنّ للفلسطينيين سلاح قوي جدّا وذو نجاعة لا مثيل لها : لهم نظرة المقهور الذي افتكت أرضه. أعتقد أن الصهاينة في أرض فلسطين لا يخشون كثيرا المتفجرات أو طلقات الروكات بقدر ما يخشون أكثر فأكثر النظرات التي تطوقهم من كل جانب، النظرات التي تلاحقهم وتحيط بهم وتقطع أنفاسهم. إنّها نظرات تجعلهم دوما يرتعدون. إنّهم ينامون تطوّقهم نظرات المضطهدين الذين يطمحون -وهم على صواب- لتحرير بلدهم. إنّ الزمن يمرّ ويبقى الفلسطينيون متمسكين بحقهم ومتسائلين عن اليوم المنشود الذّي سوف يتحقق فيه تحرير بلدهم. إنّي على يقين أنّ هذا التحرير سوف يتحقق لأنّه لا يمكن إقامة أيّ بناء دائم على أساس من الظلم. واحتلال فلسطين من طرف أجانب هو مظلمة المظالم. لقد أقام الهولنديون سنة 1657 حكم البيض في إفريقيا الجنوبية على أساس الفصل العنصري والعبودية بقيادة « فان ريباك » (Van Riebaeck). ولقد دام هذا الاحتلال وهذه الهيمنة أكثر من 330 سنة، قرابة ثلاثة قرون ونصف. والآن تحرر هذا البلد. إنّه بلد حر ويتمتع شعبه بالديمقراطية. هناك بلد آخر في أوروبا هو بولونيا، فبين 1772 و1945 قرابة قرنين، اقتسم هذا البلد خمس مرّات بين جيرانه، في 1772، 1773، 1795، 1815، 1939، ولم تكن حدوده دائمة أو مستقرّة وتغيّرت مساحته في عديد المرّات. لكن شهد هذا البلد خمس انبعاثات. وهكذا لم تلغي بولونيا أبدا من خريطة أوروبا ويعيش البولونيون اليوم على ترابهم الوطني المستعاد. إن التحرير الكامل لفلسطين قد يتحقق خلال السنوات القادمة كما قد يتحقق بعد خمسين أو مائة سنة لكنّه سوف يتحقق لا محالة. إنّ الشعب الفلسطيني بفضل وحدته وعزمه وشجاعته وقدرته على التحمّل سوف يفرض على الأجانب المغتصبين القادمين من بعيد سلام الشجعان الحقيقي والتّام. سوف يتوصّل عندئذ إلى إيجاد الصيغ المبتكرة والخصوصية لبناء فلسطين جديدة أساسها الديمقراطية والتقدّم والعدالة الاجتماعيّة والحداثة والشفافية والأخلاقيات السياسية. سوف يجعل هذا الشعب من فلسطين الحرّة مثالا ولِمَ لا نموذجا لكل شعوب المنطقة التي تخضع دائما لحكام وحكومات يحافظون على سلطتهم بقتل الديمقراطية وخنق الحريات والتعذيب والسجون وعلاقات القربى والانتخابات المزيّفة والفساد والوشاية والسلطة اللامحدودة للشرطة، ولا ننسى أيضا دعم وحماية القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الأنظمة. * * عندما نتناول الاحتلال الصهيوني لفلسطين فإنّنا نضطر بطبيعة الحال إلى الحديث عن أصول المنتمين للديانة اليهودية. في حين أنّه خلال القرون التي سبقت الإسلام كان سكان المدينة وصنعاء وعدن الذّين يمارسون ديانة موسى من العرب المتهودين، لكن غالبية الأوروبيين المعتنقين للديانة العبرية ينحدرون من مملكة الخزر القوقازية. نجد أيضا ديانة الملكين داوود وسليمان عند اليابانيين، والأندونسيين وأقوام الفلاشا والفولاتي في إفريقيا وعند شعوب أخرى. يجب الرجوع إلى الكتاب الضخم الذّي يحتوي على أكثر من 500 صفحة لـ « موريس فيشبارك » (Maurice Fishberg) « اليهود »(Les Juifs) (1911) سوف نجد فيه أكثر من 150 صورة لليهود من مختلف البلدان والأنماط. كلّ هؤلاء الناس في نظر الصهاينة وأصدقائهم هو « الشعب اليهودي »، شعب « نقي وقوي » ذي تسمية « مسجّلة ومضمونة » شعب أصاب الإيطالي « لوريس كاليكو » عند تسميته : « لا وجود له أو لم نعثر عليه » لا علاقة له بالتعريف الذّي قدّمه المؤرخ والسفير الصهيوني « إيلي برنافي » (Elie Barnavi) والذّي زعم أنّ البربر والعرب والخزر والأفارقة واليابانيين والأندونسيين « شعب قديم » : « قرّر أن يتحوّل إلى أمّة عصريّة…وأن يعود إلى بيته ويضع حدّا لحقبة تاريخيّة ضاعت أصولها في العصور الغابرة » ( لومند -10/9/1993 « Le Monde ») إنّه بالإمكان تحطيم نظرية « الشرعية الذاتيّة » التي يدعيها الصهاينة. إنّه بالإمكان إقناع الرأي العام العالمي وخاصة الرأي العام الأوروبي والأمريكي بأنّه ليس من حقّ أحد الحديث عن « شعب يهودي » خيالي وأسطوري وغيبي. فأعمال الباحثين واستنتاجاتهم تدحض هذا التزييف الفاحش. أكثر من ذلك، كثير من المواطنين في بلدان مختلفة من ذوي الديانة العبرية أو ممّن لهم أصول دينيّة عبرية حكموا بلدانهم. فهل يدّعي الصهاينة أنّ رجال الدولة هؤلاء كانوا وسيظلون قبل كل شيء يهودًا يعني لو كانوا على قيد الحياة لكان عليهم أن يبايعوا الدولة العبرية التي أقيمت بالقوّة والظلم على أرض فلسطين. لنأخذ بعض الأمثلة عن هؤلاء الرجال: في بريطانيا تولّى « بنيامين ديزرايلي » منصب وزير أوّل لمدّة ثماني سنوات بين 1867 و1880. « لويجي لوزاتي » تولى في مناسبتين رئاسة الحكومة الإيطالية قبل دخول بلاده في الحرب 1914-1919 . في فرنسا تولى « ليون بلوم » منصب وزير أوّل في 1936 ثمّ في 1946 وكذلك « منداس فرانس » في 1954. بعد الحرب العالمية الثانية، تولى « برونو كرايسكي » لسنوات طويلة منصب مستشار ووزير أوّل النمسا. بعد هزيمة الفاشيين الإيطاليين، تولى « موريسيو فالانسي » منصب شيخ مدينة نابولي وهي مقاطعة كبرى. بعد هذه الأمثلة كيف يمكن الإدّعاء بوجود « شعب يهودي » ؟ فهؤلاء الرجال كانوا متشبّثين ببلدانهم، وكانوا فقط انكليز وإيطاليين وفرنسيين ونمساويين. * * أعتقد أنّه من المفيد أن أقدّم إليكم تصريحات أحد منظري الصهيونية « روفين » (Ruffin) الذّي كتب سنة 1920 ما يلي :  » إنّ انهيار المعاداة للسامية سوف تؤدي إلى انهيار الصهيونية. لذلك فإن معاداة السامية يجب أن تبقى أهم عامل مشاغب لفائدة الصهيونية ». ( » يهود العصر الراهن » « « Les juifs du temps présent) وهكذا كان الصهاينة في حاجة دوما إلى العنصريّة لتطوير نشاطهم. في حين أنّ أحد المثقفين الفرنسيين كان يدافع دوما عن القضايا العادلة وهو « فيليب دوما » (Phillipe Daumas) الأستاذ المحاضر بجامعة مونبوليIII بعث لي برسالة في جويلية 1997، أقدّم لكم مقتطفا منها وفيه وجاهة لا شكّ فيها :  » إنّ الأيديولوجيا الصهيونية تقوم على ثلاث مسلّمات : 1. أن كل يهود العالم يشكلون « شعبا » بالمعنى السياسي للكلمة. 2. أن هذا « الشعب » كان دوما وفي كل مكان مطاردا. 3. أن هذا « الشعب » في حاجة إذن إلى دولة. وبالنسبة لي، هذه المزاعم الثلاث كاذبة للأسباب التالية : 1. اليهود لا يشكلون « شعبا » بالمعنى السياسي للكلمة. فعلى العكس من ذلك هم ينتمون إلى شعوب مختلفة يعيشون في صلبها. فاليهود الفرنسيون ينتمون مثلي تماما إلى الشعب الفرنسي. 2. لقد عرف اليهود خلال التاريخ مطاردات رهيبة بلغت أوجها بمحاولة إبادتهم جماعيا على أيدي النازيين. لكن غير صحيح القول بأنّهم كانوا دائما مطاردين وفي كل مكان. وأسوق على ذلك مثالا واحدا : عندما كان البابوات يقيمون في أفينيون(Avignon) وضعوا يهود مقاطعة « فينيسان » Venaissin)) (بجنوبي فرنسا) تحت حمايتهم فلم يُضطهدوا. 3. لا أرى العلاقة المنطقية بين المطاردة وضرورة إنشاء دولة. إلاّ إذا سلّمنا أنّ الردّ الوحيد على الاضطهاد هو إنشاء دولة. » إنّ هذه المواقف ومواقف أخرى كثيرة يمكن أن تمثل حججا لتقويض النشاط الصهيوني ولإنارة الرأي العام بمختلف أصنافه. * * وفي الختام أريد أن أؤكد مجدّدا لأخوتنا الفلسطينيين مساندتي التامة لهم. يمكن أن تكون لكلّ منّا تحاليله ومقارباته ومواقفه التي قد لا تتوافق بالضرورة مع مواقف ومقاربات وتحاليل الفلسطينيين، لكنّنا سنكون دائما وأبدا إلى جانبهم. وفي كلّ الحالات أعتقد جازما أن الكلمة الأخيرة والقرار النهائي هو للفلسطينيين وحدهم (نعم للفلسطينيين وحدهم) دون سواهم. فهم ليسوا في حاجة إلى نصائح ولا إلى نصحاء. فنحن، غير الفلسطينيين، علينا أن نقدّم للفلسطينيين الدعم المتواصل ونعبّر لهم عن التضامن الشامل. نحن، غير الفلسطينيين، يجب علينا أن نتصدّى بكل قوانا إلى كل تطبيع لعلاقاتنا مع الدولة الصهيونية، وأن نمنع أن يرفع علم هذه الدولة المغتصِبة في سماء عواصمنا. ج.ع / تونس- أفريل 2006
 
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 19 سبتمبر 2006)

من انتصر ومن انهزم؟

محمد كريشان   من انتصر ومن انهزم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي لبنان: سؤال ما زال مطروحا علي الباحثين والسياسيين علي حد سواء بعد كل هذه الأسابيع. هو انتصار لا غبار عليه تراه كل لحسابها جهات في أوساط كل من إسرائيل وحزب الله، بل هي هزيمة إسرائيلية نكراء تحتاج محاسبة وفق جهات إسرائيلية عدة مقابل تقييم معاكس شبيه يعتبر ما جري كارثة للبنان لا بد من جرد حسابات سياسية لها. هو انتصار بنكهة الهزيمة يراه إسرائيليون كثر وهي هزيمة بنكهة الانتصار يقدر قطاع هام من الشعب اللبناني. مثل هذه التقويمات تبدو حقا وواجبا للجميع شريطة ألا يصادر أحد حق الآخر في التقدير لاسيما أن أغلب المتاح حاليا في ساحتنا العربية صيغ بأحكام مسبقة عند هذا الطرف أو ذاك فأنصار المقاومة في لبنان وخارجه لم يروا فيما جري سوي الصمود والنصر فيما لم ير المعارضون لهذه المقاومة في لبنان وخارجه أيضا في الأمر كله سوي الخراب والخسران فكما قيل قديما وعين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساويا .   قد يكون من حق السياسيين أن يروا الأمور، عن صدق أو بمنطق المناكفات مع الخصوم، إما أبيض أو أسود لكن الأشياء يفترض ألا تكون بهذه الحدية الصارمة في أوساط الكتاب والباحثين حيث المجال أوسع للتضاريس والنسبية في المواقف مع الحرص الشديد علي الدقة وإلا تحول هؤلاء إما إلي تدبيج مقالات الهتاف أو الردح وكلاهما معيب خاصة إذا كان كلا الموقفين غير منزه عن المصالح والاستلزام ما ظهر منه وما خفي. ولهذا فقد يكون من المؤسف أننا لم نشهد إلي حد الآن منتدي فكريا عربيا أو مركز دراسات محترما يسارع إلي عقد ندوة تطرح سؤال النصر والهزيمة هذا بأقصي قدر من البعد عن الانفعالية أو تصفية الحسابات في حين سارعت مثلا جهات أمريكية إلي ذلك من قبيل الندوتين اللتين نظمهما مؤخرا كل من مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون ومعهد بروكينغز وهي نوعية من المناسبات تسمح ببروز ذاك النوع من التقدير الذي يحاول قدر الإمكان قراءة كل جوانب المشهد بعد الحرب من قبيل مثلا ما قاله في إحداها مايكل هادسون أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون ومؤلف كتاب التحديث السياسي في لبنان حين ذكر أن بالرغم من ضياع بعض موارد حزب الله العسكرية في هذه الحرب فمن الواضح حتي الآن أنه خرج منها فائزا كبيرا وأنه انتصر عسكريا وسياسيا داخل لبنان وخارجه(…) فيما يعد الشعب اللبناني من أكبر الخاسرين بالنظر إلي حجم الدمار الذي أصاب البنية التحتية والتي تقدر تكلفة إعادة بنائها بخمسة مليار دولار، إضافة إلي أكثر من ألف قتيل وآلاف اللاجئين(..) أما إسرائيل فقد عانت من خسارة أخلاقية كبري لأنها أظهرت درجة عالية من العنف قي أدائها العسكري (كما) أن فشل القوات الإسرائيلية في تدمير أو تقييد حزب الله يمثل هزيمة كبيرة لإسرائيل مما يقوي من شعور الشعب الإسرائيلي بالضعف داخل بلاده .   بالطبع هذا النوع من الندوات يتيح المجال أيضا لمن لا يري الأمور بهذا الحرص علي التوازن والنزاهة الفكرية لكن المحصلة أن أجواء النقاش من شأنه أن تسهل إلي حد بعيد علي أصحاب القرار أن يكون لهم تقدير موقف هو أقرب ما يكون إلي الصحة، وهذا ما نفتقده الآن للأسف ليس فقط بحثيا وأكاديميا بل وصحافيا كذلك خاصة عندما نري ذلك النوع من الكتابات التي تمجد انتصار حزب الله دون التفات كبير للتكلفة اللبنانية البشرية والعمرانية لهكذا انتصار أو عكسها من الكتابات ممن تبالغ في اللطم فيمنعها ذلك من رؤية شيء آخر حتي ولو كان نزرا قليلا مما تكتبه الصحافة الإسرائيلية الممعنة هذه الأيام في محاسبة المسؤولين السياسيين والعسكريين بصرامة غير عادية.   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)


الحرب على لبنان من الزاوية الأوروـ المتوسطية:

شراكــة تقـوم علـى شركـــــــــاء أعــــــــــداء

 

تونس: الصباح-تحليل اخباري

 

بدون شك فإن الطفرة التي تشهدها الدول الخليجية بفضل ارتفاع اسعار النفط وما لذلك من ايجابيات على اقتصادياتها ستغطي الى حد ما التراجع المنتظر لاقتصاديات بعض دول الشرق الاوسط بسبب الظرف الأبرز وهو حرب اسرائيل على لبنان (جويلية ـ اوت 2006) مما سبب في خسائر تقدر بـ 15 مليار دولار، حسب التوقعات الأولية لبرنامج الامم المتحدة لتنمية (PNUD) حول تداعيات الحرب الاقتصادية على لبنان.

ذات المصدر الذي يتوقع ان يأخذ تقييم الخسائر النهائية أسابيع اخرى، يشير الى ان من بين اوجه الدمار الملموسة تلك المتعلقة بتدمير 15 الف مسكن و80 قنطرة و94 طريقا.

 

 

 

في الأثناء  وفي ظل اقتصاد يعجز عن تسديد ديونه ويقوم بالاساس على التمويل من باب الاستثمار، فإن آلاف الشركات قد توقفت عن النشاط حسب وزير المالية اللبناني جهاد عازور ليدخل الاقتصاد اللبناني مرحلة الانكماش حسب عدد كبير من الملاحظين كنتيجة منطقية لوضع الحرب و ليرجع الى نقطة الصفر وتنمحي كل مجهودات التنمية والاعمار التي انطلقت منذ 15 سنة بعد انتهاء قرابة العقد والنصف من الحرب الاهليّة التي رسمتها ايضا اسرائيل (حرب من 1975 الى 1990 تسببت في مجزرة صبرا وشاتيلا ومجازر اخرى بمخيم  الفلسطينيين ضد آلاف الأطفال والنساء، كذلك اغتيال الرئيس اللبناني آنذاك بشير جميل ودخول البلاد في حرب اهلية بين مختلف الطوائف الى حدود سنة 1990) وهي مجهودات حملت ديون لبنان الى نحو 180% من ناتجها الإجمالي المحلي ومايقارب 38مليار دولارا0

 

هذا الظرف من المفروض ان يؤدي الى اعادة الحسابات والتوقعات خاصة بالنسبة للشق المتقدم من العالم الذي يتطلع الي التعامل مع دول نامية يسجمها تكتل إقليمي أكثر مه قطري حتى تكون الاستفادة كبيرة وبدون عوائق قد تسببها ضيق السوق والحواجز الديوانية او تراكم الاجراءات الادارية واختلاف التعامل معها من قطر الى آخر.

 

وفي انتظار ان تحقق الولايات المتحدة حلمها المتمثل في «الشرق الأوسط الجديد» حسب مشروع إدارة بوش التي تتطلع الى هدف اقامة منطقة تبادل حر شرق اوسطية بحلول 2013، (جسمتها الى حد الآن كل من اسرائيل والأردن والمغرب)، فإن مشروع الاتحاد الاوروبي مع دول جنوب ضفة المتوسط (الجزائر، مصر، اسرائيل الأردن، لبنان، المغرب، سوريا، تونس والأراضي الفلسطينية المحتلة) عبر ما يعبر عنه بآتفاقية الشراكة الأورو ـ متوسطية لاقامة منطقة تبادل حر معفاة من المعاليم الديوانية بداية من 2008 وانطلاقا من تونس ـ الاتحاد الاوروبي باعتبارها الموقّع الاول على الاتفاقية، هذا المشروع يعد الانجع حاليا اذا اخذنا بعين الاعتبار المليارات من الدولارات المسندة في شكل قروض او مساعدات لفائدة هذه الدول  ـ لتهيئتها قصد الخوض في تجربة «الشراكة» بين عالم نامي او صاعد في احسن الأحوال وبين عالم متقدم ـ مقابل ملايين من الدولارات سكبتها الولايات المتحدة لفائدة منطقة بأكملها تضم أكثر من 20 دولة.

 

من هذا المنطلق فإن الحسابات قد تكون أكثر منطقية إذا تم أخذها في اطار اقليمي أضيق وبدون اعتبار الثروات التي تحققها دول الخليج حاليا حيث أنّ معدل النمو المتصاعد على مستوى منطقة الشرق الاوسط (8,5% حسب صندوق النقد الدولي) قد يتباطأ على المستوى المتوسطي إذا تم الأخذ بعين الاعتبار انكماش الاقتصاد اللبناني بعد نمو متباطىء بأقل من 2% العام الماضي وتباطأ الاقتصاد الاسرائيلي الى 4,6% مقارنة بتوقعات تحوم حول 5% هذه العام، حسب محافظ بنك اسرائيل المركزي ستانلي فيشر ومسؤول سابق بصندوق النقد الدولي، وهي المؤسسة التي تتوقع تراجعا ملحوظا في الاقتصاد اللبناني هذا العام خاصة وان الأثر المالي لحرب اسرائيل على لبنان يمثل على الأقل 6% من قيمة الاقتصاد اللبناني.

 

في المقابل يثبت اقتصاد اسرائيل قدرته على مقاومة تداعيات الظرف لعوامل عديدة منها قوّة اقتصاده مقارنة بباقي اقتصاديات المنطقة خاصة من ناحية استباقه في كسب التكنولوجيا وفي استقطاب الاستثمارات الاجنبية (الأمريكية منها خاصة) وفي احتلاله المراكز الاولى عالميا على مستوى دخل الفرد من الناتج المحلي.. هذا بدون اعتبار المساندات والمساعدات المادية و«المعنوية» التي يتلقاها من الغرب بشكل عام ومن الولايات المتحدة بشكل خاص.

 

كل هذه العوامل جعلت من الاقتصاد الاسرائيلي قادرا الى حد الآن على الوقوف امام الأزمات الجيو سياسية رغم «صغر سنه» (قيام اسرائيل عام 1948 بعد طرد الفلسطينيين) مقارنة بآقتصاديات الدول العربية.

 

دول المتوسط

 

الا انه وبناء على مقاومة الاقتصاد الاسرائيلي فإنه من المستبعد ان تحافظ الدول الشريكة التسع للاتحاد الاوروبي من الضفة الجنوبية على ذات معدل مستوى  النمو الذي حققته العام الماضي (ما يقارب الـ 5%) باعتبار ما طرأ على اقتصاد اثنان من شركائه (لبنان واسرائيل)، خاصة وان طائفة هامة من هذه الدول تعاني من مؤشر مرتفع للمديونية مقارنة بناتجها المحلي الاجمالي تتقدمها لبنان بنحو 175%، مصر 110,5%، اسرائيل، 101,8% الأردن 88% والمغرب قرابة الـ 70% في حين تأتي تونس بـ 57,3% وسوريا بـ 41,4%، الجزائر بـ 29% والأراضي الفلسطينية بـ 15% ويقدر معدل مديونية هذه الدول حسب الاتحاد الأوروبي بـ 81%.

 

في المقابل تأتي معدلات البطالة بهذه الدول متقاربة بأستثناء اسرائيل التي تتمتع بأدنى نسبة بطالة بهذا المنطقة (أقل من 10%) والأراضي الفلسطينية المحتلة بأعلاها و بأكثر من 20% حسب ارقام 2005.

 

ودائما على مستوى المؤشرات الاقتصادية الشاملة فإن كل الدول تقريبا تمكنت من التحكم في مؤشر التضخم وبالتالي المحافظة على قدرة مواطنيها الشرائية لتكون أقل من حاجز الـ 4% في العام الماضي باستثناء سوريا التي ناهز تضخمها الـ 10%، حسب وثيقة تحصلت عليها «الصباح».

 

انطلاقا من هذه القراءة السريعة في مؤشرات المنطقة المتوسطية، فإن طارىء الحرب قد يغيّر من منحاها بعد ان بدأت تعرف طريقها نحو رضى الشريك «الثريّ» الذي يتطلّع الى التعامل مع عوامل ومستويات اقتصادية متقاربة تعفيه من الحسابات  المعقدة والمخططات المتفاوتة الأهداف.

 

في الأثناء تبقى هذه الدول ـ باستثناء اسرائيل ـ وعلى غرار الدول العربية الأخرى تحت مجهر الدول المتفوّقة اقتصاديّا بوصفها سوقا استهلاكية ذات قدرة شرائية عالية ـ باعتبار المعدل العامّ ـ ومنطقة ذات أهمية استراتيجية بسبب النفط بالأساس وفي ذات الوقت سوقا هامة «لكراء»  قروض مؤسسات التمويل العالمية لاصلاح ما دمّره الغرب منذ بداية العصر الحديث خاصة او تنفيذ ما خططه لها ذات الطرف بتكلفة يستفيد منها ذات الطرف ايضا0

 

في المقابل فإن الدول العربية التي تئن من معظلة اسمها اسرائيل بدأت تحقق الاستفادة ـ وعلى محدوديتها ـ على مستوى التحولات الاقتصادية وبداية التوجه نحو التكتل ـ التي لم يقطف بعد ثمارها المواطن العربي على غرار نظيره الغربي او العبري.

 

هذه الثمار قد تبقى من باب الأحلام اذا بقي الحال على وضعه وتغير ظاهريا خاصة وان مثل هذه الشراكة الأورو-متوسّطية  تقوم على شركاء أعداء فيما بينهم!.                        

 

 عائشة بن محمود

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 20 سبتمبر 2006)

 

وجّه الصحفي الحر سليم بوخذير  خطابا  إلى  مدير صحيفة « الزّمان » اللندنيّة  عبر البريد المضمون الوصول طالبه فيه بنشر إعتذار له على ما إعتبره  بوخذير  نسخ بصحيفة »الزمان »  لمقال له سبق أن نشره في « العربية نت » ، مع نسب المقال لغيره  ، و تمكينه من حقوقه في التأليف .  و قد حصلت « تونيس نيوز » على فحوى هذه الرّسالة .
 

الأستاذ المحترم مدير صحيفة « الزمان »

    سلاما و إحتراما  وبعد قامت صحيفتكم في عددها الصادر بتاريخ  14 – 8 – 2006  ، بنشر مقال تحت عنوان « التونسي لايستطيع تطليق زوجته أو جلب ضرة لها – تونسيون يدعمون مساواة إرث المرأة مع الرجل » ، و قد أسندتم الملكية الأدبية لهذا المقال إلى « نبيهة التليلي » ، إلاّ أنّني بالإطلاع على نصّ المقال فوجئت بأنّه نسخ واضح و صريح لفقرات مقال لي كتبته شخصيا بموقع « العربية نت » و وقع نشره بتاريخ 13 – 8 – 2006 ، أي قبل يوم واحد من تاريخ نشركم ب »الزمان » للمقال المنسوخ من مقالي ، و هو ما يؤكّد أنّ « نبيهة التليلي » إنّما إطلّعت بتاريخ 13 – 8 – 2006  على مقالي ب »العربية نت » ، فقامت بصورة حرفيّة بنسخ فقراته وإعادة ترتيب هذه الفقرات بشكل واضح كما إستولت على التصريحات التي تضمّنها ( و التي هي خاصّة بي) و نسبتها لنفسها ، و هو ما يُعدّ إعتداء غيرلائق على حقوقي في التأليف و سرقة أدبية صريحة و واضحة . الأستاذ المحترم مدير صحيفة « الزّمان »   أوجّه لكم خطابي هذا مندّدا بهذا السلوك المنافي لأخلاق المهنة الصحفيّة و لميثاق شرفها ، و أطالبكم رسميا بنشر إعتذار و توضيح يرفع اللّبس عن حقّي كمؤلّف في ملكيّة المقال المُستنسخ ، و أطالبكم أيضا بتمكيني من كلّ حقوقي الماديّة كمؤلّف نشرت صحيفتكم مقالا له ناسبة إياه إلى غيره دون أيّ وجه حقّ و التعويض لي عن الضرر المعنوي و المادي في أجل أقصاه 10 أيام بصورة صلحية ، و إلاّ فإنّني سأضطرّ إلى رفع الأمر إلى القضاء .  و السلام . * الصحفي التونسي سليم بوخذير   ملاحظة  : تصلكم صحبة هذا الخطاب نسخة من مقالي المنشور ب »العربية نت » و كذلك نسخة من المقال الذي إستنسخته « نبيهة التليلي » لتتبيّنوا بما لا يدعو أيّ مجال للشكّ حجم الإستنساخ الكامل و الشامل .  

و فيما يلي نسخة من المقالين مع تمييز بلون واحد لكلّ فقرة متناسخة .جدل حول مطالبات نسوية بمساواة الرجل والمرأة في الميراث بتونس    

جدل حول مطالبات نسوية بمساواة الرجل والمرأة في الميراث بتونس
 
صحيفة شبه حكومية اعتبرت المطلب « جرحا لمشاعر المسلمين »
 
تونس – سليم بوخذير : أثارت مطالبة جمعية حقوقية في تونس بمساوة الرجل والمرأة في الميراث جدلا في أوساط الراي العام في البلاد، ففيما اعتبر البعض هذا المطلب بمثابة خروج عن النص الديني، أيده البعض الآخر ووصفه بأنه حق للمرأة. وتتواكب هذه المطالبات مع الذكرى الـ50 لسن قانون الأحوال الشخصية في 13 أغسطس 1956. فقد أطلقت جمعيّة « نساء ديمقراطيات » التونسية مؤخرا في مؤتمر صحفي ما وصفته بـ »حملة المطالبة بالمساواة بين الرجال و المرأة في الإرث كمطلب عادل »، حسب تعبيرها. وقالت خديجة الشريف رئيسة الجمعية « نُطالب الحكومة الاستجابة لهذا الطلب، استكمالا للمكاسب التي يُمليها مبدأ المساواة بين الجنسين في بلادنا »، على حد وصفها. وبررت الشريف مطلب جمعيتها في هذا التوقيت بالقول: « لقد شرعنا منذ 1999 في إنجاز الدراسات والاستبيانات اللازمة حول هذا المطلب، وقد أفضت كلّها إلى أنه صار مطلبا أساسيا وعاجلا تفرضه الآن المتغيرات التي طرأت على مجتمعنا بفضل مكاسب قانون الأحوال الشخصيّة ». وقالت إن عدد التوقيعات على عريضة تطالب بمساوة المرأة بالرجل في الميراث فاق ألف توقيع، مشيرة الي أن عددا من الرجال وقعوا على هذه الوثيقة وتابعت القول: » الأمر الذي يجعل مطلبنا هو لكل المجتمع وليس للمرأة فقط » .
« خروج عن النص الديني » . وفي رد على المطالب النسوية، كتبت صحيفة « الصباح » شبه الحكومية في مقال حمل توقيع رئيس تحريرها السابق عبد السلام الحاج قاسم أن طلب « نساء ديمقراطيات » خروج عن النصّ الديني وتعدّ على الأحكام الشرعيّة ». ووصف المقال هذا المطلب بأنّه « جرح لمشاعر المسلمين و تشكيك في عقائدهم ».
ورفضت خديجة الشريف مقال الصحيفة وقالت للعربية.نت « على الحكومة و صحفها أن يتذكروا أن مرجعية مجلة (قانون)الأحوال الشخصية ومرجعية جمعيتنا هي ليست الدين، وإنما مبدأ المساواة بين الجنسين، والذي يُملي على الحكم اليوم سنّ مساواة بينهما في الميراث مثل بقية نواحي الحياة التي شملها مبدأ المساواة « ، على حدّ قولها. ويتزامن هذا الجدل مع اعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السبت 12 أغسطس 2006 إذنه بسن تعديل جديد لقانون الاحوال الشخصية يدعم مبدأ إلزامية توفير المسكن للمطلّقات. وتجنّب الرئيس بن علي في خطاب ألقاه في إطار احتفالات العيد التونسي للمرأة التعليق على مطلب مساواة الرجل بالمرأة في الميراث. وعبر عن تمسّك حكومته بقانون الأحوال الشخصية الذي وصفه بأنه « مكسب وطني نحن ملتزمون به « . وأعلن إذنه بتعديل جديد للقانون بشأن مسألة سكن المطلّقات الحاضنات واصفا إياه بأنه « سيضمن الحماية اللازمة للحق في السكن المقرر من المحكمة لفائدة الحاضنة والمحضون عند توتر العلاقات الزوجية أو الطلاق ». يشار الي أن قانون الأحوال الشخصية بوضعه الحالي يثير تحفظات لدى رموز التيار الاسلامي، حيث تضمن تشريعات تُسنّ لأول مرة في الوطن العربي، من ذلك منعها لظاهرة تعدد الزوجات وسحب حق الطلاق من الزوج ومنحه فقط إلى القاضي، فضلا عن أمور أخرى التي خصت بها المرأة في تونس كحق الحضانة المطلق للأم عند الطلاق أو وفاة شريك حياتها. وبمقتضى تعديلات على القانون في يونيو 1993، تم سن إجراءات أخرى في تونس منها « رفع إلزامية طاعة الزوجة لزوجها » وكذلك « إقرار مبدأ الفصل في الأملاك بين الزوجين ».
 المصدر :موقع العربية نت بتاريخ 13 – 8 – 2006

تونس ــ نبيهة التليلي أطلقت جمعيّة (نساء ديمقراطيات) التونسية حملة المطالبة بالمساواة بين الرجل و المرأة في الإرث. وقالت خديجة الشريف رئيسة الجمعية نُطالب الحكومة الاستجابة لهذا الطلب، استكمالا للمكاسب التي يُمليها مبدأ المساواة بين الجنسين في بلادنا. وبررت الشريف مطلب جمعيتها في هذا التوقيت بالقول: لقد شرعنا منذ 1999 في إنجاز الدراسات والاستبيانات اللازمة حول هذا المطلب، وقد أفضت كلّها إلي أنه صار مطلبا أساسيا وعاجلا تفرضه الآن المتغيرات التي طرأت علي مجتمعنا بفضل مكاسب قانون الأحوال الشخصيّة. واوضحت إن عدد التوقيعات علي عريضة تطالب بمساوة المرأة بالرجل في الميراث فاق ألف توقيع، مشيرة الي أن عددا من الرجال وقعوا علي هذه الوثيقة الأمر الذي يجعل مطلبنا هو لكل المجتمع وليس للمرأة فقط وأثارت مطالبة الجمعية الحقوقية بمساوة الرجل والمرأة في الميرات جدلا في أوساط الراي العام في البلاد، ففيما اعتبر البعض هذا المطلب بمثابة خروج عن النص الديني، أيده البعض الآخر ووصفه بأنه حق للمرأة. وتتواكب هذه المطالبات مع الذكري الـ50 لسن قانون الأحوال الشخصية في 13 اب (أغسطس) 1956.

ورفضت خديجة الشريف اتهامات خروج جمعيتها علي النص الديني وقالت علي الحكومة وصحفها أن يتذكروا أن مرجعية مجلة (قانون) الأحوال الشخصية ومرجعية جمعيتنا هي ليست الدين، وإنما مبدأ المساواة بين الجنسين، والذي يُملي علي الحكم اليوم سنّ مساواة بينهما في الميراث مثل بقية نواحي الحياة التي شملها مبدأ المساواة، علي حدّ قولها. يشار الي أن قانون الأحوال الشخصية بوضعه الحالي يثير تحفظات لدي رموز التيار الاسلامي، حيث تضمن تشريعات تُسنّ لأول مرة في الوطن العربي، من ذلك منعها لظاهرة تعدد الزوجات وسحب حق الطلاق من الزوج ومنحه فقط إلي القاضي، فضلا عن أمور أخري التي خصت بها المرأة في تونس كحق الحضانة المطلق للأم عند الطلاق أو وفاة شريك حياتها. وبمقتضي تعديلات علي القانون في يونيو 1993، تم سن إجراءات أخري في تونس منها رفع إلزامية طاعة الزوجة لزوجها وكذلك إقرار مبدأ الفصل في الأملاك بين الزوجين. Azzaman International Newspaper – Issue 2477 – Date 14/8/2006 جريدة (الزمان) الدولية – العدد 2477 – التاريخ 14/8/2006

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.