TUNISNEWS
7 ème année, N° 2333 du 11.10.2006
رويترز: الرئيس التونسي يقول أن بلاده حريصة على الحياء بعد منع الحجاب خبار تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يطلع على الأنشطة الدينية خلال شهر رمضان المعظم أخبار تونس: مسامرة رمضانية للمربين بعنوان « أي دور للمنظومة التربوية في ترسيخ ثقافة الاعتدال » مواطن تونسي:خبر أسود علي شرطاني: لماذا المطالبة في تونس بالعفو التشريعي العام دون المطالبة بإلغاء المنشور رقم 108 ؟ ! برهان الأسد: الحفاظ على أصالة النفاق وهوية العري والسفور المنجي الفطناسي :اشتداد الحملة على الحجاب دليل على فشل السلطة الذريع سـانا:متهم تونسى يقفز من نافذة قصر العدالة موقع « مغاربية » : المرأة التونسية تجدد مطالبتها بتغيير قانون الميراث فوزي الصدقاوي: إفتتاح مقر جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي الحياة: تونس تبني ثلاث محطات لتوليد الطاقة من الرياح أم أسيل: طوائف المسلمين جورج الراسي: دور الطبقة الوسطى في البلدان المغاربية الهادي بريك: مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى توفيق المديني: كوريا الشمالية وسياسة شفير الهاوية محمد كريشان: قطر والاردن نبيل شبيب: سوريا في فم الخطر رويترز: الجعايدي يقول انه لن يرجع عن قراره اعتزال اللعب مع منتخب تونس
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
قناة الحوار التونسي
الحوار التونسي ,قناة تعبير المعارضة الديمقراطية و التقدمية التونسية .إعلامية .تطرح الملفات وتدفع النقاشات حول الصراعات والنضالات السياسية والاجتماعية والثقافية في تونس.يقدم برامجها مجموعة من المناضلين الوافدين من مختلف اتجاهات المعارضة الديمقراطية والتقدمية التونسية ويجتمعون حول أهداف الديمقراطية السياسية والتقدم الاجتماعي ومناهضة كل أشكال التعصب والتطرف الديني .قناة الحوار التونسي مستقلة التمويل عن كل الجهات الرسمية ,وتمول كليا من قبل منشطيها.
برامج حصة يوم الأحد 15 أكتوبر 2006 تبث قناة الحوار التونسي برامجها الأسبوعية
كل يوم احد من الساعة السابعة إلى التاسعة مساءا ويعاد بث نفس البرامج كل يوم أربعاء على نفس التوقيت. بصورة استثنائية تبث ساعة واحدة, وتعاد في الساعة الثانية وذلك على طوال شهر رمضان على أن تستعيد نفس الحصة الأسبوعية بساعتين أسبوعيا ابتداء من يوم الأحد 29 أكتوبر. محتويات حصة يوم الأحد 15 أكتوبر 2006
التوقيت:من الساعة السابعة إلى الساعة الثامنة مساء وتعاد من الثامنة إلى التاسعة . حوار مع الدكتور مصطفي بن جعفر الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (إعادة) حوار مع السيد كمال الجندوبي :رئيس الشبكة الاورومتوسطية حوار مع الكاتب توفيق بن بريك فيلم قصير :حكاية امرأة فيلم قصير:صرخة للمشاهدة على شبكة الانترانت
http://www.elhiwar.org/ عن قناة الحوار التونسي
الرئيس التونسي يقول أن بلاده حريصة على الحياء بعد منع الحجاب
تونس (رويترز) – قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الاربعاء إن تونس حريصة على تكريس الاحتشام والحياء ردا على منتقدين اتهموا حكومته بشن حملة على النساء المحجبات في الجامعات.
ونقلت وكالة انباء تونس أفريقيا الحكومية عن بن علي قوله لدى استقباله وزير الشؤون الدينية « ان تونس المتمسكة على الدوام باسلامها الحنيف.. حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء وهي تعتبر تقاليدها في الملبس في المدن والارياف كفيلة بتحقيق ذلك ». وارتفعت في الاونة الاخيرة أصوات منظمات حقوقية تونسية ومعارضين نددوا بمنع الحكومة طالبات تونسيات من متابعة الدروس الا بعد خلع الحجاب. وأكد الرئيس التونسي أنه « من الضروري تفاديا لكل تذمر التفريق بين الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الاصيل عنوان الهوية » دون أن يعطي تفاصيل اضافية.
ويأتي موقف بن علي ليدعم تصريحات الامين العام لحزبه الهادي مهنى الذي عبر عن رفضه ارتداء « الزي الطائفي الذي لا علاقة له بهوية البلاد وأصالتها وينال مما تحقق للمرأة التونسية من مكاسب ».
واقترنت بداية العام الدراسي الجديد بعودة السلطات الى منع ارتداء الحجاب واللباس الخليع ايضا واجبار الطالبات المتحجبات على توقيع التزام بخلعه. وتشهد عدة مناطق تونسية خلال الاونة الاخيرة عودة مكثفة لارتداء الحجاب رغم قرار منعه. وتثير العودة لارتداء الحجاب اهتمام الكثيرين في بلد تعتبر فيه المرأة من أكثر النساء العربيات تقدما.
(المصدر: موقع سويس إنفو نقلا هن وكالت رويترز للأنباء بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
الرئيس زين العابدين بن علي يطلع على الأنشطة الدينية خلال شهر رمضان المعظم
اجتمع الرئيس زين العابدين بن علي صباح اليوم بالسيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية الذي قدم لرئيس الجمهورية تقريرا عن الأنشطة الدينية خلال شهر رمضان المعظم . وكان هذا اللقاء مناسبة ذكر فيها الرئيس بن علي بما كان أكده في خطابه يوم 25 جويلية 2005 من أن تونس المتمسكة على الدوام بإسلامها الحنيف دين الاعتدال والتفتح والوسطية والتسامح والحوار البناء حريصة على تكريس قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء وهي تعتبر تقاليدها في الملبس في المدن والأرياف كفيلة بتحقيق ذلك . كما أكد رئيس الدولة انه من الضروري، تفاديا لكل تذمر، التفريق بين الزى الطائفي الدخيل واللباس التونسي الأصيل عنوان الهوية الوطنية . (المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
مسامرة رمضانية للمربين بعنوان « أي دور للمنظومة التربوية في ترسيخ ثقافة الاعتدال «
افتتح السيد الهادي مهني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي يوم الثلاثاء بدار التجمع بالعاصمة المسامرة الرمضانية للمربين التي نظمها منتدى المربي تحت عنوان « آي دور للمنظومة التربوية في ترسيخ ثقافة الاعتدال » . وأكد الأمين العام بهذه المناسبة أهمية الرسالة المنوطة بعهدة المربين في ترسيخ ثقافة الاعتدال وتنشئة الأجيال على قيم الهوية الإسلامية العربية دونما انغلاق أو تعصب أو تحجر مبرزا تقدير الرئيس زين العابدين بن علي لدورهم النبيل وإسهامهم في رفع التحديات وتجسيم خيارات مسيرة التنمية الشاملة التي رسمها رئيس الدولة . وابرز اعتزاز كل التونسيين بهويتهم وتمسكهم بها في عالم سريع التحولات لا مكان فيه الا لمن امتلك العلوم والتكنولوجيا مبينا أن تونس أدركت منذ استقلالها أهمية العلم والمعرفة في بناء مستقبل الشعوب فأولت المنظومة التربوية مكانة طلائعية في مشروعها الحضاري لبناء مجتمع قادر على مواكبة المستجدات المعرفية في العالم وعلى حذق التعامل معها . ولاحظ أن تونس تشهد في الآونة الاخيرة بعض الظواهر الغريبة عن قيم الدين الإسلامي وعن تقاليد المجتمع التونسي المتسم منذ عهد القيروان بالاعتدال وبمبدا الاجتهاد حسب مقتضيات العصر لتصريف امور العباد والبلاد موضحا ان هذه المظاهر المتطرفة المتسترة بالدين تنطوى على اغراض سياسوية تكن العداء لتونس ولاتريد بها خيرا . واوضح ان ما بلغته تونس من تقدم ورفعة لايسمح بالارتداد الى الوراء من خلال تصرفات ياتيها بعض المناوئين لا علاقة لهم بالاسلام الحق موصيا برفض كل الظواهر التي تسيء للدين الحنيف وتنال بالخصوص من مكاسب المراة التي ارتقت الى مستوى الشريك كامل الحقوق والواجبات في البناء الحضارى لتونس . واشار الى ان تونس ما فتئت تناضل من اجل اعلاء شان الاسلام وقيمه السمحة وابراز الصورة الناصعة للمسلمين اعتمادا على مبد الحوار مع الاخر والتسامح والتصدى لكل مظاهر التقوقع والانكفاء على الذات . وشدد على اهمية المنظومة التربوية في نشر مبادى الاعتدال التي تنادى بها تونس دوما بين صفوف التلاميذ ليهتدوا الى السبيل القويم مؤكدا اهمية دور التجمع الدستورى الديمقراطي في تجذير الوعي بمقاصد الاسلام الحقيقية القائمة على التحابب والحوار والتضامن والسلام والداعمة لمبدا الاجتهاد حتى تبقى تونس منيعة بمكاسبها فخورة بمنهج الاعتدال الذى ارتقى بشانها بين الامم . وقدم الاستاذ الجامعي كمال عمران اثر ذلك محاضرة بعنوان « القيمة التربوية الثابت والمتغير في زمن العولمة » فاوضح ان الاعتدال قائم على الاجتهاد والاتفاق وان الاعتدال في الثقافة الاسلامية هو الفضائل كلها . واوضح المحاضر ان الثقافة الاسلامية حين انساقت الى التقليد الذى هو الاخذ عن الرجال دون الالتجاء الى القران والسنة جمدت وخلقت البدعة التي نسفت الابداع0 واكد انه تاسس في تونس منذ بدايات الاسلام « قانون ثقافي » يدرا عنها خطر التطرف وان فاعلية الاجيال في تونس هي التي حصنتها من اخطار العيش على انقاض الموروث . ولاحظ ان المنظومة التربوية في تونس حققت السبق على الصعيد المعرفي مبينا ان برامجها الوطنية الصرفة نهلت من التطور المعرفي المذهل في العالم بما جعلها برامج توسس للهوية وتفتح الابواب على الحداثة . وبين ان الحداثة صياغة تونسية صميمة لم تمل علينا من الخارج وان الرئيس زين العابدين بن علي صاغها بخيارات اسست للتونسيين هويتهم الفاعلة البعيدة كل البعد عن التحنيط . وتحدثت الاستاذة الجامعية الفة يوسف في محاضرتها « امة وسط » عن معنى الاعتدال البعيد عن الاجحاف مشيرة الى ان هذا العصر شهد تنامي الفتاوى التكفيرية التي تنم عن عداء للاخر. وقالت ان جوهر الدين الاسلامي هو الاعتدال والتسامح الذى يعني اعطاء كل الاهمية للاخر مبرزة ان القران والسنة دعيا في نصوصهما الى الوسطية وشجبا كل الاجتهادات التكفيرية المتطرفة . واكدت ان الحجاب لم يكن ابدا ركنا سادسا من اركان الاسلام مستدلة في هذا الاطار بما جاء في القران من نصوص صريحة لا تلزم في كل مواضعها بارتداء زى محدد مشددة في الان نفسه على ان الايمان لا يخضع لمزايدات لانه علاقة بين الانسان وخالقه لا تخضع باية حال من الاحوال الى الوساطة . ولدى اختتامه اشغال المسامرة اكد السيد الصادق القربي وزير التربية والتكوين انه في ظل الهزات التي تعصف بالعالم ويسعى التطرف الى نسف مابنته الاديان السماوية من قيم الحوار والتحابب والتسامح تظل تونس واحة امن لانتهاجها الاعتدال مسلكا وحوار الحضارات خيارا ثابتا . وابرز ان الاعتدال يعد جوهرا في سلوك الانسان لانه استقامة وهو سمة طبعت الفكر الاصلاحي التونسي منذ نشاة القيروان الى سنوات التحول . واكد الوزير اهمية دور التربية في ترسيخ ثقافة الاعتدال مشيرا الى مسارات التصحيح والاصلاح المتتالية التي أدخلها الرئيس زين العابدين بن علي على المنظومة التربوية بما يجعلها تستجيب للتغيرات الاجتماعية وتواكب راقى المستجدات المعرفية في القرية الكونية . واوضح ان سعي المنظومة التربوية الى ترسيخ ثقافة الاعتدال لدى الاجيال الناشئة يتجلى في مناهجها ومقاصدها مبينا ان القانون التوجيهي للتربية الصادر في جويلية 2002 قد اكد اهمية هذا البعد وترسيخه لدى المعلم والمتعلم على حد السواء . (المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
خبر أسود
جدت في اليومين الأخيرين أحداث مؤسفة في المعهد الثانوي بالمنيهلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن الحكومة ماضية بعزم كبير وبتحريض واضح في محاربة الحجاب ومن ورائه كل مظاهر التدين.
فقد قام مدير المعهد الثانوي بالمنيهلة السيد فتحي الشواشي بطرد جميع الفتيات المحجبات طالبا منهم عدم العودة » بهذا اللباس الطائفي » مرة أخرى حسب تعبيره مهددا متوعدا مع عبارات السب والشتم.
وإثر هذا الطرد عادت ثمان فتيات باللباس التقليدي التونسي « السفساري » للدخول إلى المعهد معتقدين أنها الطريقة الأنسب خاصة وان الخطاب الرسمي يشجع على اللباس التقليدي ويصف الحجاب باللباس المستورد. ورغم ذلك أصر مدير المعهد على منعهن ساخرا من » السفساري » واصفا إياه بالشكارة.
إن هذا الحادث يؤكد أن الهدف ليس اللباس المستورد كما يدعّون بل هو محاربة التدين. وللتأكيد على ذلك نقول أن هذا المعهد نفسه ومعاهد كثيرة تشهد موجة عراء وتعري لا مثيل لها. أما ما يحدث في الجامعات والكليات فإن الأمر يندى له الجبين. بل إن الأمر يتجاوز أحيانا اللباس الخليع إلى ممارسات لا أخلاقية ودنيئة. وهؤلاء المسؤولين الذين يحرصون على مقاومة الحجاب تراهم وأعينهم تسبح من فتاة إلى أخرى يتتبعون مواطن الفتنة فيها. ومن كانت منهن جميلة فلا شك سوف تحظى بكل الترحاب والتهليل ولو كانت لابسة….
مواطن تونسي فدّ من روحه 11 أكتوبر 2006
لماذا المطالبة في تونس بالعفو التشريعي العام دون المطالبة بإلغاء المنشور رقم 108 ؟ ! (1 /2 )
فإذا كانت الخلافات بخصوص مطلب العفو التشريعي العام قد بلغت ذلك المستوى من التناقض في صفوف مختلف مكونات الحركة العلمانية اللائكية، ولدى مختلف بطون الطائفة اليسارية تحديدا، ضمن حسابات ضيقة وأحقاد ومصالح شخصية وحزبية في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد ووضع الحريات فيها والإحتقان الإجتماعي العام تحديدا، فإن الموقف من المنشور رقم 108 سيء الذكر لم تعره هذه الحركة وتلك الطائفة من الإهتمام ما يستحق، بل لم تعر الموضوع الذي أصبح مصدر معاناة مئات الآلاف من التونسيين بل من العائلات التونسية ومن شعب تونس العربي المسلم أي اهتمام أصلا:
– لأنه يدخل في إطار برنامج معركة هدم القديم الذي هو المشروع الإستراتيجي للحركة العلمانية المتغربة وسط مزاعمها القائلة ببناء مجتمع الحداثة الذي لا يمكن أن يكون إلا على أنقاض المجتمع التقليدي القديم أولا. – ثم إنه لا يخدم في نظر هذه الجهات في النهاية إلا الأصولية الإسلامية، وليس ذلك إلا من قبيل تقديم خدمات مجانية من طرفها لها ثانيا. – ثم إنه لا يخدم مصلحة العلمانيين واللائكيين في شيء، باعتباره يصطدم مع مشروعهم « التقدمي التحرري » ومع طبيعة المجتمع الحديث الذي يسعون لإقامته ثالثا. – ثم إن أي موقف مغاير لموقف السلطة في هذا الخصوص يصطدم في الحقيقة وفي النهاية مع عملية هدم القديم التي لا معنى لوجودهم بدونها رابعا.
ثم أن أي موقف مخالف لموقف السلطة التي هي سلطة البوليس يفسد علاقة الود التي جمعت بين مختلف مكونات الحركة العلمانية اللائكية التي هي مكونات تحالف نظام7 نوفمبر الرهيب ولا تقوى أي جهة على تحمل تبعات ذلك وهي التي ليس من قناعاتها ذلك ولا مصلحة لها فيه.
ولذلك فإن مطلب العفو التشريعي العام على اختلاف في ما بين هذه النخبة هو غير مطلب إلغاء المنشور رقم 108 وإنهاء العمل به، لأنه لئن كانت هناك مسؤولية مباشرة لزمرة « اليسار » الماركسي الإنتهازي المتصهين داخل السلطة على عدم الإستجابة لصدور قانون للعفو التشريعي العام، فإن ما يتبادر إلى الذهن أنه ليس هناك مسؤولية مباشرة على من تبناه وعلى من لم يتبناه من نفس عناصر وتنظيمات نفس الطائفة ومن كان على شاكلتهم وعلى موقفهم من عناصر « اليسار » القومي العربي المنتصرة الإستبداد واليمين الدستوري ومن باقي مكونات الحركة العلمانية اللائكية داخل السلطة وخارجها، لأن كل هذه الجهات تعلم أن المسؤول عن سن القانون هم نواب الشعب في مجلس النواب الذين لا ينوبونه في الحقيقة ولا يمثلون إلا أنفسهم فيه، وأن إصدار العفو هو في النهاية من صلاحيات رئيس الدولة التي يخولها له الدستور في الفصل 48 منه.
فبعد أن أوجد اليسار الماركسي لنفسه موطئ قدم راسخة في سدة الحكم وفي مؤسسات النظام في المستوى الداخلي وفي المستوى الخارجي، وبعد أن أصبح له نفوذ قوي متزايد باتجاه الإعداد لمرحلة قادمة يريد ويعمل على أن يستلم فيها السلطة بالكامل:
– بعد أن يكون قد أبدى ولاء ووفاء لمحور الغرب الأوروأمريكي ولأمريكا منه تحديدا، خاصة وأنه كان طرفا لا يشك في جديته وحزمه في المعالجة البوليسية للظاهرة الإسلامية. – وبعد أن أصبح يلعن زمنا كان ملحقا فيه بالمعسكر الشرقي. – وبعد حالة اليتم التي آل إليها بعد سقوطه، عمل ومنذ وقت مبكر نسبيا وبعد إنهاء المشاركة الكاملة في مواجهة الحركة الإسلامية والإنتهاء بها إلى الحد الذي أصبح لا يخشى فيه جانبها مرة أخرى، على أن يكون له دور فاعل في قوى المعاضدة والمساندة والموالاة، وأن يكون له دور آخر في ما ينظر إليه على أنه مع قوى المعارضة، وهو الذي فيه اليوم الخصام وهو الخصم والحكم.
فاليسار الماركسي اليوم هو في الحقيقة نفسه سواء في السلطة أو في مجموعات المعاضدة أو في من يعتبرون أنفسهم مع المعارضة في قوى وتنظيمات وأحزاب وحركات المعارضة وإن كان لكل موقفه من خلال موقعه. هذه حقيقة المشهد وهذه هي المواقع بقطع النظر عن الآراء والخطاب والمواقف.
فبعد أن حقق اليساريون الماركسيون والقوميون البعثيون تحديدا انتشارهم في الساحة السياسية الوطنية بهذه الطريقة وبكل هذه الإنتهازية، أصبح ينظر إلى أن المسؤول عن كل ما حدث وما يحدث من مشاكل وما يلحق الإنسان في تونس من أذى ومظالم وقمع واضطهاد وسوء معاملة هو الرئيس بن علي واليمين الدستوري الذي جاء بهم إلى الحكم معه ومكنهم وتمكنوا من خلاله من السيطرة شبه الكاملة على الأوضاع بالبلاد.وهم اليوم وهم يفعلون ما يريدون، ولا يستطيع اليمين الدستوري ولا الرئيس نفسه أن يفعلوا إلا ما يريدون لهم هم تقريبا أن يفعلوه، وفي ذلك جانب كبير من الصحة، يقدمون أنفسهم، سواء للرأي العام الداخلي أو للجهات الأجنبية، وهم كما هو معلوم الشديدو التمسك بالأجنبي والشديدو الإرتباط به، وهو الذي صنعهم فكرا وسياسة وثقافة، على أنه لا مسؤولية لهم في ما وقع وفي كل ما هو واقع وفي ما يمكن أن يقع بالبلاد. وأن المسؤولية الكاملة إنما تقع على عاتق الرئيس والأقلية القليلة الباقية من اليمين الدستوري، وأنه ليس لأحد أن يحسب عليهم شيئا، وأن كل الذي حصل لا يمكن لأي كان أن يحسبه على غير الرئيس بن علي والرموز المتبقية من اليمين الدستوري المحتكر للسلطة منذ نشأة الدولة العلمانية الحديثة « المستقلة »في تونس.فكان مثلهم »كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ».
وليس أدل على محاولة تبرئة ذمتهم من كل ما حصل ومن كل ما هو بصدد الحصول ومن كل تداعيات ذلك على مستقبل البلاد والعباد ،رغم أنهم طرف رئيسي فيه، ويقوم الرافعون منهم لمطلب العفو التشريعي العام شهود عليهم في ذلك، أن فريقا منهم سارع عندما لم يجد بدا من الموافقة على مطلب العفو التشريعي العام إلى أنه لابد أن يكون اليسار الماركسي، صاحب الثقل الأكبر في السلطة، من بين من يجب أن يكون له الحق في التمتع بمزاياه في حال صدوره، أو بالأحرى في حال سماحه له بالصدور، إذا ما سلمنا جدلا أن ذلك قد يكون ممكنا في هذه المرحلة التي يمثل اليساريون الماركسيون والقوميون العرب فيها طرفا مهما، بل الطرف الأهم والأكثر تأثيرا ونفوذا داخل السلطة وخارجها، والمحددون لمثل هذه القضايا خاصة. وهم يعلمون أنهم يكادون يمثلون الطرف الأقوى والطرف الأهم المحدد لصدوره أو لعدم صدوره بحسب ما يرونه صالحا لهم وبحسب ما يتحقق لهم من مصالح ومنافع ومكاسب.
فهم في موقع القادر على إحداث الضغط اللازم على اليمين الدستوري وعلى رأسه الرئيس بن علي لإصدار قانون العفو التشريعي العام، وهم القادرون على الضغط عليه حتى لا يكون منه ذلك ولا يفعله حين لا يريدون ذلك،وإن كانت الحقيقة أنه لا إرادة في النهاية لها ولا لهؤلاء، إنما الذي أصبح معلوما، وخاصة في هذه الأيام، وبعد إعلان الحرب على ما يسمى الإرهاب، وبعد أن قدم النظام في تونس وبكل مكوناته نفسه على أنه طرف فيها، أن الإرادة هي إرادة الأجنبي. وأنه لا رأي ولا إرادة لهم جميعا في القضايا الداخلية الهامة المتعلقة بالأوضاع الداخلية وبموازين القوى بالداخل إلا على رأي الأجنبي، وإرادة مستمدة من إرادته ومستندة إليها »والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ».
وبعقلية الإنتهازية والنفع، وإن من موقع المحرج المضطر، كانت موافقة بعض شرائح اليسار الماركسي وعناصره على مطلب سن قانون العفو التشريعي العام، بعد أن دأبت على التأكيد على أنها صاحبة حق فيه في حال صدوره.
ماذا عن المنشور رقم 108 ؟:
أما المنشور رقم 108 وإن كان لا يقل أهمية عن مطلب العفو التشريعي العام لدى الرأي العام الداخلي والخارجي، إلا أنه لا حاجة ولا مصلحة لمكونات الحركة العلمانية اللائكية وعلى رأسها اليسار الماركسي والقومي العربي في إثارة هذا الموضوع الخطير، أو مساندة المضطهدين به من أبناء الشعب، أو الدفاع عنهم، أو التصدي لرفاقهم وعناصرهم في السلطة من أجله.لما يكون في ذلك من تعارض مع قناعاتهم ومع نمط المجتمع الذي يريدون، ومع المكاسب التي حققتها الدولة العلمانية الحديثة، ومع استراتيجية هدم القديم التي كانت على الدوام من أوكد مهمات الحركة الإستعمارية وصنائعها في الحركة العلمانية اللائكية الوريث غير الشرعي لمشروعها الثقافي الغربي.
فليست المسألة مسألة دفاع منهم على الشعب ولا على المضطهدين فيه من أجل آرائهم ومعتقداتهم وحاجاتهم ومصالحهم وكل استحقاقاتهم المادية والمعنوية، ولكن الذي يبدو واضحا وبكل جلاء أنه لا هم لهذه الحركة عموما، ولهذه الطائفة منها خصوصا، إلا مصالحها الحزبية والشخصية والفئوية، مدعية ما شاء لها أن تدعي في مازاد على ذلك، لأن في زعمها الدفاع عن الحقوق السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية للشعب، لا يمكن فصل مثل هذه القضايا عن تلك الحقوق، لأنه لا حاجة للناس في مطالب مادية ومعنوية خارج أصالتهم وثقافتهم وعقيدتهم أو بعيدا عنها، أو في ما يمكن أن يلحق بمثل هذه القضايا والثوابت والخصوصيات والمقومات والكمالات الإنسانية الممثلة لأهم مقومات شخصيتهم من فساد أو انتقاص أو هدم أو إلغاء أو تحريف أو تزييف.
وبذلك يظل العلمانيون واللائكيون أبعد ما يكونوا عن الشعب. ومن الطبيعي جدا أن تكون العلاقة بينهم وبينه علاقة قطيعة وتجاهل وجفاء. لأن مطالب الشعب الحقيقية تبقى دائما مطالبه التي يريد أن يرى هذه النخبة المستعلية عليه أو غيرها مهتمة بها وحاملة ومستجيبة لها. ولا يمكن أن تكون مطالبه كلها دائما مطالب النخبة أو ما تريد أن تجعله من مطالبها. وأن تكون طموحاته وغاياته وأهدافه دائما هي الطموحات والغايات والأهداف التي تريد أن تجعلها له.
إن الذي أبت هذه الطغمة أن تفهمه، هو أن هذا الشعب كائن حي متحرك ومسؤول لا يسمح في النهاية سلبا أو إيجابا لأحد أن يتجاهله أو يستخف به أو يسخره أو يسخر منه أو يتجاوزه أو يتعالى عليه أو أن تكون له عليه وصاية. فإن ردة الفعل الأقل وطأة والأخف ضررا هو تجاهله لمن لا يقترب منه ولا يعيش معه ولا يتألم لآلامه ولا يهزه الفرح لأفراحه ولا يحترمه، ومن يفرض عليه نفسه، أو يتعامل معه على أنه قاصر وكأنه من حقه أن تكون له عليه وصاية، والإنفضاض من حوله وعدم الإصغاء له…
وبوجود هذه العلاقة وهذا التوتر وهذه القطيعة بين الشعب وهذه النخبة للأسباب والعوامل السالفة الذكر، استمر الإستنزاف والضرر والخسارة والتخلف والإنحطاط، لتلقي هذه العوامل كلها بظلالها على كل البلاد وكل العباد. وقد بات في حكم المؤكد أنه لا مخرج للبلاد من هذه الأزمة، ولا قيمة للشعب ولا للنخبة، ما لم تعالج هذه المشكلة التي بها وحدها يتحقق التقارب والإلتحام الذين لا استقلال ولا حرية ولا كرامة ولا سيادة للشعب بكل فئاته وشرائحه وقواه بدونهما.
فكيف لنخبة متعالية على الشعب ومتجاهلة لقضاياه ومشاغله ومشاكله كلها أو جلها أو بعضها أن تكون محل استقطاب له ولجماهيره؟
من ذلك قضية العفو التشريعي العام الذي ما أن تكون هناك مطالبة بسن قانون لإصداره، إلا ليكون في ذلك دلالة على سوء الأحوال وكثرة المظالم واستشراء الفساد المالي والإداري والإستبداد السياسي واستغلال النفوذ وكل أنواع الإضطهاد ومصادرة الحريات والإنتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، والكل يعلم أن هذه النخبة كانت طرفا في ما حصل، وهي اليوم منقسمة على نفسها بين قابل به وموافق عليه وداع له ورافض.
أما المنشور رقم 108 فحدث عن البحر ولا حرج.
فبعد ما كانت النخبة في الحركة العلمانية اللائكية من خلال السلطة ومن خارجها سببا في صدوره وطرفا مهما في تطبيقه وتنفيذه على امتداد أكثر من عقدين من الزمن حتى غدت النخبة ونظام الحكم في تونس مضرب أمثال السوء في الكثير من أنحاء العالم، ومصدر إلهام للأجنبي ولأعداء العروبة والإسلام والأمة عموما للإساءة لهذا الدين الذي ليس ككل الأديان، ولأهله الذين كانوا خير أمة أخرجت للناس لما يجب أن يكونوا عليه من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإيمان بالله، بقدر ما هي اليوم عاجزة على تقديم أي شيء تساهم به في التخفيف عن المظلومين والمضطهدين والضحايا من أوسع فئات الشعب.
فليست النخبة « الليبرالية » واليسارية والقومية الهجينة المستنسخة، والصنيعة التابعة، مطالبة بإلغاء المنشور وإنهاء العمل به، لأنه من قناعاتها أن لا يقع إلغاؤه، وقد كانوا جميعا ومازالوا أحرص الناس على تطبيقه والعمل به اقتناعا أو اضطرارا. وكم كانوا كثيرين أولئك الذين تمارس عليهم ضغوط كبيرة من طرف الإدارات، أو بتدخل مباشر من أجهزة القمع البوليسي لحثهم على عدم التهاون ولو لحظة في تطبيق هذا المنشور على نساء وبنات الشعب التونسي العربي المسلم، إنكارا منهم لشرعيته واعتباره مظهرا طائفيا شاذا لا علاقة له بالتقاليد التونسية حسب زعمهم في غطاء الرأس، ورمزا للإنتماء لتيار سياسي إسلامي معين غير مرغوب فيه، علمانيا هجينا محليا وعلمانيا أصيلا غربيا، أو التعاطف معه، وإقراره بشرعيته وصحة موقفه منه…
فهذا المنشور هو مظلمة من بين الكثير من المظالم التي ألحقتها الحركة العلمانية اللائكية الدخيلة من خلال السلطة ومن خارجها سواء من الفئات المعارضة أو المعاضدة والداعمة والموالية للنظام الذي هو نظامها، ليس بالحركة الإسلامية فقط ،ولكن بالشعب كله، خاصة وقد أصبح هذا المنشور مسلطا على رقاب النساء التونسيات اللائي لا يعرفن في جانب كبير أو قل في الجانب الأكبر منهن الحركة الإسلامية، ولا يعلمن عنها شيئا، ولعل جل الفتيات الممنوعات اليوم من ارتداء اللباس الشرعي والخمار تحديدا لم يسمعن بها، وهن اليوم يعانين من إجراءات قمعية ظالمة تتنافى مع كل الأخلاق ومع كل القيم الإنسانية ومع كل المواثيق والعهود الدولية، كانت الطغمة العلمانية اللائكية الظالمة قد أوجدتها قبل ميلادهن ولأسباب لا يعلمنها، ولم يعد هناك مبررا لوجودها ولمواصلة العمل بها وتطبيقها.
ولرب قائل أن يقول: لما أصبح مطلوبا رفع مطلب ضرورة إلغاء المنشور رقم 108 وإنهاء العمل به إلى مستوى مطلب سن قانون للعفو التشريعي العام وهو الذي حين يتحقق يكون لاغيا له تلقائيا وآليا؟
وللإجابة على مثل هذا السؤال أو التساؤل تجدر الإشارة إلى أن هذا المنشور ظل محافظا عليه ومعمولا به في المرحلتين أو الفترتين التين مر بهما نظام بورقيبة. فقد صدر هذا المنشور في الفترة الأخيرة من حكم الهالك بورقيبة، وظل العمل به وتطبيقه متواصلا، ولكن بأقل حرص وبأقل حدة مما أصبح عليه الأمر في المرحلة الثانية من نفس النظام، بعد أن تدخلت المخابرات الأمريكية في الوقت المناسب عبر وكيلها زين العابدين بن علي لوضع حد لوجود بورقيبة على رأس السلطة، وإنهاء تلك المرحلة من الحكم، وبداية مرحلة جديدة أحلته هو فيها محله، بما أصبح يعرف بنظام التحول « المبارك » تارة و »بالعهد الجديد » أخرى، حيث عزز الإنقلابيون موقعهم بالإضافة إلى ما تبقى من اليمين الدستوري بمن أصبحت مصلحة أمريكا والغرب الإستعماري الصليبي تستدعي القبول بهم، وأصبحوا هم على تمام الإستعداد بكل انتهازية وبعيدا عن الشعارات القديمة الملوحين فيها بالتقدمية والتحرر، وبمعاداة الرجعية والإمبريالية والصهيونية والإستعمار من اليسار الماركسي واليسار القومي العربي الذين تحولوا إلى يمين متعفن، وغيرهم من اللفيف غير المتجانس ممن هب ودب من مختلف الحساسيات والوجوه الشائهة للحركة العلمانية اللائكية الإستبدادية الهجينة، وبما كان يعتقد أنه تغيير للنظام كان ينتظر أن ترفع فيه المظالم وتعاد فيه صياغة الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية على نحو غير الذي كانت عليه، وعلى النحو الذي كانت المعارضة بمختلف تجلياتها تطالب به وتدعو إليه وتريده وتأمل فيه باتجاه وضع أفضل طبعا.
ولكن أريد بعد ذلك ،وبعد نوع من الإنفراج الموهوم كانت تقتضيه المرحلة وإعادة ترتيب الأوضاع بما يوفر للإنقلابيين ظروفا أفضل تؤهلهم لمواجهة تحديات المرحلة الجديدة، لخطة مواجهة الحركة الإسلامية أن تستمر.من ذلك أن الذين أوهموا الناس أنهم قد أقدموا على إلغاء مرحلة من تاريخ النظام برموزها واختياراتها ومناهجها وخيرها وشرها، وأوهموا من كانوا قادرين على إيهامهم من المخدوعين والمتزلفين والإنتهازيين بإصدار عفو تشريعي عام سنة 1989، كانت مجموعات اليسار الماركسي والقومي العربي الوافدة على السلطة في إطار تشكيل تحالف نظام7 نوفمبر الرهيب هي الوحيدة المستفيدة منه، برفع الحرج القانوني عنها في كل ماله علاقة بماضيها السياسي في المعارضة لتولي المسؤوليات الكبيرة والمناصب العالية في سدة الحكم، والتمتع بكل الإمتيازات والمنافع، وتحقيق كل ما ترغب في تحقيقه من مصالح من خلال مواقعها تلك في السلطة، وغير ذلك من مظاهر الخداع والإستخفاف بالشعب وبالإنسان في هذه البلاد، لم يكونوا قادرين على إلغاء المنشور رقم108 سيء السمعة.
( يتبع) بقلم: علي شرطاني
بسم الله الرحمان الرحيم
الحفاظ على أصالة النفاق وهوية العري والسفور
بقلم: برهان الأسد
بلاغ عاجل
بسبب حالة النوم العميق التي انتابت مفتي الديار التونسية, وبعد محادثات معمقة و دراسات وأبحاث ومداولات في مجلسي المستشارين والنواب, وقع إسناد خطة مفتي الديار التونسية إلى السيد الأمين العام للحزب الحاكم في تونس. ولطرح استفساراتكم وأسئلتكم على العالم العلامة الشيخ الهادي مهني يرجى الاتصال على الأرقام التالية: 87878787- 77777777- 99,999999. خبر عاجل في حشد من الكبار والصغار من البنادرية والطبالة والزكارة استفتح الشيخ الوقور مفتي الديار التونسية السيد الهادي مهني نشاطه في شهر رمضان بمسامرة رمضانية بعنوان » الحفاظ على الأصالة والهوية الوطنية » وذلك بحضور المايسترو الشيخ أبو بكر الاخزوري وزير الشؤون التجفيفية الذي استهل المسامرة بأغنية « بنديري يا بنديري » والتي غناها الحاضرون بكل وطنية. ثم أعلن الشيخ الوقور الهادي مهني حربه على مظاهر الإسلام. وقد نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن سماحة المفتي الجديد قوله: » إذا قبلنا اليوم الحجاب فقد نقبل غدا أن تحرم المرأة من حقها في العمل والتصويت وأن تمنع من الدراسة وأن تكون فقط أداة للتناسل وللقيام بالأعمال المنزلية. » لاحول ولا قوة إلا بالله: أزيل بها مكر من مكر بي من جميع خلق الله. عليك بالعلماء و بالقرآن وبكتب السيرة, فكلامك يدل عن جهل يا رجل. ويتحدث مهني –نقلا عن نفس الوكالة- عن « ظاهرة التستر بالدين لخلفيات سياسية » مؤكدا « ضرورة التحرك من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر دفاعا عن الدين الإسلامي وعن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة لتقاليد البلاد وأصالتها وهويتها… » لا حولا ولا قوة إلا بالله : أستدفع بها شر من أرادني بشر من جميع خلق الله « فأصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعللك ترضى(130) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى(131)وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى(132) طه » مكالمة أولى للسيد المفتي المفتي: آلو مفتي الديار التونسية الجديد معك. المواطن: آلو مواطن تونسي معك. المفتي: تفضل يا مواطن ما سؤالك. الموطن: أريد أن أسئل سماحتكم, هل الدين الإسلامي واحد أم لكل دولة إسلامية دينها الخاص بها؟ المفتي: الدين واحد الموطن: فلماذا يحرم الحجاب في تونس في حين يقر كل العلماء في العالم بوجوبه تنننننننن…تنقطع المكالمة… « ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير(8) ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق(9) ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلم للعبيد(10)الحج » المفتي: نمر إلى مكالمة ثانية. مواطن: آلو سماحة المفتي ؟ المفتي: نعم مواطن: سؤالي, هل إعلانكم الحرب على الحجاب من الدين؟تننننننننننن..تنقطع المكالمة.. المفتي: السؤال غير مفهوم نمر إلى مكالمة أخرى « إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين(5) يوم يبعثهم اله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد(6)المجادلة » مواطن: السلام عليكم ومبروك المنصب الجديد. المفتي: بارك الله فيك والعاقبة لك. مواطن: أرجو من سماحتكم تفسير الآيات التالية: » قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون(30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون(31)النور يأيها النبي قل لأزواجك وبنتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما(59)الأحزاب المفتي: أرسل لي عنوانك وسأبعث من يشرح لك هذه الآيات على عين المكان, المكالمة الموالية. مواطن: آلو, مواطن مسالم جدا معك, سماحة المفتي؟ المفتي: نعم أهلا وسهلا, أين كنت؟ نحن نبحث عنك وعن كل مواطن مسالم لا يهش ولا ينش المواطن: أريد من سماحتكم أن يبن لنا كيف ستدافع سماحتكم عن الدين الإسلامي وعن حقوق أجيال تونس الحاضرة والقادمة ؟ هل بالتصعيد في مواجهة المحجبات وملاحقة شباب المساجد وترويج ثقافة المسخ والتعجرم, فكما يعلم الجميع فإن كل وسائل الإعلام التونسية من تلفزة وإذاعات وصحف تروج لثقافة لا تمت لأخلاق الإسلام بصلة فهي مروّجة لسياسة النفاق وهوّية العري وقلت الحياء و تنننننننننن….تنقطع المكالمة. أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم أسس بنيانه على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين(109) التوبة يا أيها الشيخ عد إلى رشدك وتب إلى ربك و استغفر لذنبك, فهذا شهر التوبة قارب أن يفلّ فلا تدعه يمضي دون أن تراجع ما قلت وما فعلت وصلي على الحبيب المختار وسر بهديه واسمع قول الله تعالى: « إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما(56) إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا(57) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما كتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا(58) يأيها النبي قل لأزواجك وبنتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما(59)الأحزاب »
اشتداد الحملة على الحجاب دليل على فشل السلطة الذريع
المنجي الفطناسي
قلبت النظر في كل أرجاء المعمورة فلم أجد أحمق وأغبى من السلطة التونسية وهذه نعمة إلاهية جليلة تستوجب منا الشكر والتقدير لسببين: ـ أولهما أن هذه السلطة بسبب ظلمة وعمى قلوب أصحابها لاتعي ولاتدرك أن من أهم العوامل التي تزيد في إقبال الناس على الدين والإلتزام بمبادئه السامية اضطهاد أهله. وهذا ما حدث بالضبط مع الحجاب، فعصابة الإجرام في تونس تشن منذ ما يقارب ربع القرن حربا ضروسا على لباس العفة والطهر والفضيلة
ولكن هذه الحرب ورغم كل الوسائل الإرهابية التي استعملت فيها فشلت فشلا ذريعا ولم تزده إلا ثباتا ورسوخا وانتشارا هائلا في الداخل والخارج .وهذا ما يرويه القادمون من تونس حيث أصبح التستر هو الأصل في العديد من المدن والقرى والعري هو الإستثناء. وهذا ما يلحظه المرء أيضا لدى نساء وبنات الجالية بالخارج.
من هنا نفهم أسباب جنون وهستيريا السلطة وحملتها المسعورة المتهورة والمتخلفة على الحجاب.
نفس الشيء بالنسبة للشباب فقد سعت عصابة السوء منذ اعتلائها سدة الحكم إلى إفساده وتمييعه وتدميره نفسانيا وأخلاقيا بشتى الطرق بغية سلخه عن هويته وإبعاده عن دينه إلا أن السحر انقلب على الساحر وتفطن الشباب لهذه المؤامرة الدنيئة وانتشر الوعي من جديد وظهرت صحوة مباركة تغيظ سكان القصر واكتظت المساجد بالمصلين الشباب خاصة.
والفضل لله أولا وآخرا ثم لجهود العلماء والدعاة الكرام من خلال القنوات الفضائية. هم حاربوا الدعوة إلى الله في الأرض ففتح الله بركات من السماء.
_ السبب الثاني هو عدم قراءة هؤلاء الحمقى للتاريخ وعدم استخلاص العبر منه. فالذين حاربوا الإسلام منذ ظهوره إلى الآن تهشمت رؤوسهم على صخرة الإسلام .
أين نمرود، أين فرعون، أين هامان، أين قارون، أين جنكزخان، أين لينين، أين ستالين، أين أتاتورك،أين الشاه، أين بورقيبة، ذهبوا جميعا وبقي الإسلام شامخا في علياءه وكبرياءه،. وستتهشم رؤوس حكام تونس بإذن الله على صخرة الإسلام إذا لم يتوبوا إلى الله.
الإسلام لايحارب ياحكام تونس لأنه نور الله،لأنه شمس الله فلو وقف الناس كلهم في صف واحد ونفخوا على الشمس هل يطفئونها ؟ ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). ولو تحول الناس كلهم إلى كناسين ليثيروا التراب على السماء فما يثيرونه إلا على أنفسهم وتبقى السماء سماء.
همسة أخيرة في أذن بن علي كبيرهم الذي علمهم السحر أقول له ستسأل يوم القيامة عن كل محجبة عفيفة منعتها من الدراسة ومن الشغل ومن حقها في ارتداء زي الحشمة وستسأل عن الشهداء الذين قتلتهم وعن المساجين وعائلاتهم الذين عذبتهم وعن المهجرين الذين حرمتهم من حق العودة إلى بلدهم وعن الفساد والظلم والجريمة الذين انتشروا في عهدك فجهز نفسك لذلك الموقف حيث لا قصر ولا سلطة ولا حرس رئاسي ولا مستشارين ولا وزراء ولا مال ولا بنون ولا مداحين ولا مطبلين ولا مزمرين ولامصفقين ولافنانين ولا فنانات ولا صبغة تدهن بها شعرك.
وأؤكد لك أنك يوم تسقط كالبقرة وسيحصل ذلك بإذن الله سوف لن تجد أحدا من هؤلاء المنافقين والمتمعشين من حكمك إلى جانبك وكما فعلوا مع بورقيبة فسيفعلون معك. فالجماعة صاحبهم الحاضر وشعارهم الله ينصر مين صبح والدنيا مع الواقف. (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984
11/10/2006 تمكنت السيدة زهرة دربول من زيارة ابنها السيد هشام السعدي الموقوف على ذمة التحقيق والذي كان يتلقى الإسعافات الأولية بالمستشفى إثر سقوطه من الطابق الأول بقصر العدالة بتونس وأعلمتنا أنها تمكنت من الحديث معه وأخبرها بأنه لم يكن ينوي الانتحار. كل ما هنالك أنه لم يعد يقبل إقحامه في قضايا لا علاقة له بها ولم يعد يطيق التعذيب الوحشي المسلط عليه ففكر في الهروب وقفز من الطابق الأول في محاولة للفرار من السجن. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري
متهم تونسى يقفز من نافذة قصر العدالة
تونس/سانا – قال المحامى عبد الرؤوف العيادى اليوم ان تونسيا متهما بالضلوع فى الارهاب قفز امس من نافذة قصر العدالة المجمع القضائى وسط العاصمة التونسية ما ادى الى اصابته بكسور.
ونقلت / ا ف ب/ عن العيادى وهو محامى المتهم قوله للوكالة ان موكله هشام السعدى المتهم بمحاولة المشاركة فى مقاتلة قوات التحالف فى العراق القى بنفسه من شباك مكتب قاضى التحقيق من ارتفاع حوالى سبعة امتار اثناء استجوابه بحضور محاميه.
واضاف المحامى لقد شعر بضيق فى التنفس وفجأة القى بنفسه من النافذة موضحا ان موكله اودع المستشفى وهو يعانى من عدة كسور غير خطيرة دون تحديد ما اذا كان المتهم يحاول الفرار او الانتحار.
وكان السعدى اعتقل فى العام /2003/ قرب الحدود التونسية الجزائرية مع شبان اخرين من مدينة اريانة بضواحى العاصمة وكانوا يعتزمون الذهاب الى الاراضى الفلسطينية وحكم عليه حينها بالسجن تسع سنوات و شمله فيما بعد عفو رئاسى ثم اعتقل مجددا فى حزيران الماضى . (المصدر: وكالة الأنباء السورية سـانا بتاريخ 11 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.sana.org/ara/3/2006/10/11/74959.htm
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت بنزرت في 11/10/2006 إعـــلام
تنظم جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي في سهرة يوم الجمعة 13اكتوبر الجاري على الساعة التاسعة و النصف مسامرة بعنوان : « شهادات حول لبنان » يلقيها السيدان عصام الشابي و المولدي الفاهم و ذلك بمقر الجامعة ببنزرت .
عن الهيئة الكاتب العام : مراد حجي
ألقى بنفسه من النافذة
علمنا أن أحد المورطين في قضية تتعلق بالارهاب ألقي صباح أمس بنفسه من النافذة بالطابق الثاني أثنا استنطاقه بقصر العدالة وقد أصيب نتيجة ذلك بكسور وتم نقله إلى المستشفى.
استثمار عبر الإنترنات
شرعت وكالة النهوض بالاستثمار في الآونة الأخيرة، في العمل بنظام الخدمات الجديد الذي يمكن الباعثين والمستثمرين من إنشاء المؤسسات عبر الإنترنت، وذلك من خلال تلقي جميع الوثائق المطلوبة على الحاسوب قصد تسهيل عملية بعث المشروعات الاقتصادية والاستثمارية في أسرع وقت ممكن.. الجدير بالذكر، أن هذه الخدمة ينتفع بها على وجه الخصوص، المؤسسات المتخصصة في الخدمات وقطاع التصرف المالي..
قــروض أعلنت مجموعة «دبي القابضة» عن إنجاز إجراءات للحصول على قرض مجمع بقيمة 2.25 مليار دولار أمريكي (حوالي 3مليارات دينار)، لتمويل شراء حصتها في مؤسسة «اتصالات تونس» البالغة نحو %35 من إجمالي أسهم المؤسسة..
وستتيح هذه الخطوة لتحالف تيكوم ـ مجموعة دبي للاستثمار ( العضوين في «دبي القابضة») استكمال استثمارهما في مؤسسة « اتصالات تونس» وإنجاز كافة عمليات التملك القانونية.. وشارك في هذا القرض المجمع، الذي سيتم سداده على 18 شهرا ، أكثر من 45 بنكا في عمليات الإقراض، نصف هذه البنوك من منطقة الشرق الأوسط ، والنصف الثاني من آسيا و أوروبا…
(المصدر: جريدة الصباح الصادرة يوم 11 أكتوبر 2006)
المرأة التونسية تجدد مطالبتها بتغيير قانون الميراث
رغم كون تونس تلعب دورا طلائعيا في المجتمع فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين فإن بعض القوانين تؤيد الرجل خاصة فيما يتعلق بالميراث. جمعية المرأة الديمقراطية من بين الجماعات التي تعمل على تغيير هذا.
كتبه جمال العرفاوي من تونس لموقع « مغاربية »
جددت جمعية النساء الديمقراطيات مطالبتها برفع القوانين التي لا تزال تمنع المرأة التونسية من التحرر الكامل وتسعى الجمعية بالتحالف مع جمعية نساء تونسيات من اجل البحث والتنمية و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى جانب وجوها من المجتمع المدني إلى إلغاء قانون الإرث الذي تعتبره شكلا صارخا من أشكال التمييز ضد المرأة في تونس.
وقالت السيدة خديجة الشريف رئيسة الجمعية التي كشفت خلال ندوة صحفية عقدتها مؤخرا بالعاصمة « لقد جمعنا أكثر من ألف توقيع لفائدة مطالبنا من بينها تواقيع من الرجال مما يعني أن مطلبنا هو مطلب مجتمعي وليس نسوي » .
وتكثفت تحركات الجمعية خلال الأسابيع التي سبقت إحياء الذكرى الخمسين لقيام مجلة الأحوال الشخصية التي تمنع تعدد الزوجات وتسحب عن الرجال أحادية القرار عند الطلاق وسن قانون التبني والغاء المحاكم الدينية .
والتزمت الحكومة الصمت تجاه هذا المطلب لكن بعض المحسوبين عليها هاجموه بعنف.
واتهم المحامي عبد السلام قاسم جمعية النساء الديمقراطيات عبر مقال في جريدة الصباح » بالخروج عن النص الديني وتعد على الأحكام الشرعية ».
أما الاتحاد الوطني للمرأة التونسية فقد تجاهل الأمر ولم يصدر عنه أي موقف منذ انطلاق الحملة قبل ست سنوات وتجددها هذه الأيام.
السيدة بشرى بلحاج حميدة الرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات قالت في تصريح لمغاربية « أن درجة النضج التي بلغها المجتمع التونسي تسمح له بالمطالبة بالمساواة في الإرث وأن القانون الحالي الذي يمنحها نصف ما يحصل عليه الرجل لم يعد لوجوده أي مبرر »
وأضافت بلحاج حميدة وهي محامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان « المرأة اليوم في تونس شريك فاعل ومباشر في مداخيل الأسرة بالإضافة إلى المسؤوليات الأخرى في البيت الأسري أو الزوجي »
وقالت بلحاج حميدة « بصفتي محامية شاهدت الكثير من الماسي داخل المحاكم التونسية حيث تطرد الأم أو الزوجة من البيت بعد وفاة زوجها وبقرار من الورثة الذكور. إننا لا نطالب بالهدايا ولكن نطالب برفع مظلمة ليس إلا ».
وانضم وزير التربية الأسبق السيد محمد الشرفي إلى المطالبين بالمساواة في الإرث وذلك عبر مقال مطول نشره بمجلة الطريق الجديد اليسارية قدم فيه حججا تؤكد أنه لا تعارض بين النص الديني والمطالبة بإلغاء قانون الإرث بوضعه الحالي « »لقد بلغت الوضعية الاجتماعية للمرأة التونسية درجة من التقدم يستحيل معها الإبقاء على دونيتها في الإرث .
وكتب يقول » لقد اقتحمت المرأة كل مواطن العمل بما فيها المناصب رفيعة المستوى فهي محامية وقاضية بما في ذلك قاضية في النقض وهي طبيبة وأستاذة جامعية وصاحبة أعمال….وليست هناك أية حجة مقنعة لتبرير أن الطبيبة لا ترث إلا نصف مناب أخيها الطبيب ».
وفي ذات العدد كتب محمد معالي الناشط في مجال الحريات « أن المساواة في الإرث خطوة أخرى على الدرب الطويل لتحقيق المساواة بين الجنسين لان أهميتها تتجاوز عدد النساء والرجال الذين تمسهم مباشرة إلى المجتمع بمجمله ».
وبسؤال السيد ميمون الشيحي وهو إطار متقاعد عن موقفه من قضية المساواة بين الجنسين قال لمغاربية « شخصيا ليس لي مشكلة مع هذا الأمر وشجع على إلغاء القانون الحالي » مضيفا أن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة تردد كثيرا أمام قانون الوراثة يوم إصدار مجلة الأحوال الشخصية. لقد نصحه المشايخ بالا يتخذ هذه الخطوة »
وقبل نحو سنتين قال رئيس حكومة سابق في عهد بورقيبة خلال برنامج « شاهد على العصر » الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية « أن « بورقيبة مات وفي قلبه حسرة كبيرة لأنه أخفق في تحقيق المساواة في الإرث بين الجنسين
إفتتاح مقر جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي
بقلم فوزي الصدقاوي
إن الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الإستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والإحتساب الذي لايتسامح فيه. عبد الرحمان الكواكبي
بحضور الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي السيد أحمد نجيب الشابي و أعضاء المكتب السياسي للحزب وعدد من القيادات السياسية والمدنية وجمع من المناضلين والمناضلات بولاية بنزرت ، إفتتح السيد مراد حجي كاتب عام جامعة بنزرت للديمقراطي التقدمي مساءالسبت08أكتوبر2006 أول إجتماعات مقر الجامعة(40 نهج بلجيكا طابق2 بنزرت) مرحباً بالضيوف ومعتبراً أن هذا المقر على تواضعه سيظل مكسباً للمعارضة التونسية جميعها لاسيما وأن توقيت إفتتاحه يأتي في ظل إستمرار الحصار المضروب على مقر فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منذ ما يزيد عن السنة . ودعا بهذه المناسبة كل مناضلي بنزرت إلى التكتل من أجل إحياء العمل السياسي بالولاية ،ثم قام بتقديم الهيئة التأسيسية لجامعة الحزب ببنزرت التي تأسست قانونياً في26جوان2006 وضمت السادة والسيدات:
مراد حجي: كاتب عام خالد بوحاجب: أمين مال سعاد القوسامي لمياء الدريدي رضا المقراني خالد بوجمعة محمد الحبيب الحفصي بشير الجميلي محمد بلخشين
وأضاف السيد مراد حجي أن جامعة بنزرت منكبّة حالياً على وضع برامج ترجو أن تكون إضافة نوعية في خدمة المواطنين ببنزرت والمصلحة العامة ودفاعاً في الآن نفسه على قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والكرامة الوطنية .
ثم تلت كلمة الأمين العام للحزب السيد نجيب الشابي الذي رحب بدوره بالحضور وبخاصة السادة علي بن سالم(رئيس فرع بنزرت للرابطة – 75سنة) والسيد محمد الصالح البراطلي ( مناضل معروف في صفوف حزب الدستور أيام الإستعمار الفرنسي و رابطي – 78سنة) والسيد محمد الصالح فليس (رئيس سابق لرابطة فرع بنزرت وعضو بالهيئة المديرة للرابطة حالياً -60سنة ) الذين كان قد إجتمع بهم على حد وصفه « في غير هذا المكان…» ( يقصد سجن برج الرومي سنة1968) كما حيي السيد جيلاني عمار ( عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين) والسيد لطفي حجي ( رئيس نقابة الصحافيين التونسيين) والسيد محمد الهادي بن سعيد( الناشط الحقوقي البارز في بنزرت) مشيداً بجهود السيد بن سعيد التي لولاها كما أشار السيد الشابي لم يكن هذا الإجتماع لينعقد.
وفي معرض المداخلة التي قدم من خلالها السيد أحمد نجيب الشابي تحليل الحزب الديمقراطي التقدمي للوضع السياسي الراهن أكد أن الوضع في تونس يتسم بالتحجر والتعطل منذ منتصف الثمانينات راداً السبب إلى إقلاع الحكومة عن كل معالجة سياسية ولجوئها إلى الحلول الأمنية في مواجهة أي ظاهرة من ظواهر المجتمع السياسية منها والاجتماعية والثقافية ،وعدّد بعض تلك المظاهر على وجه الذكر :
ما تشهده البلاد منذ مدة من إيقافات في صفوف الشباب بتهمة الإرهاب وقد عجت بهم السجون التونسية .
منع القاضية وسيلة الكعبي من السفر قصد المشاركة في مؤتمر دولي حول القضاء وهوما أثار ضجة .
منع إنعقاد ندوة كان الإتحاد العام التونسي للشغل يعتزم إحتضانها بالتعاون مع مؤسسة فريديريتش إيبارت(Friedrich-Ebert-Stiftung) رغم حضور 60شخصية من بلدان البحر الأبيض المتوسط لمناقشة قضية التشغيل في بلدانهم.
التجمع الذي ضم هذا الأسبوع نحو 300 من الفنانين والمبدعين التونسيين إحتجاجاً على منع السلطة عرض مسرحية « خمسون » لفرقة التياترو للسيد الفاضل الجعايبي والسيدة جليلة بكار..
القضاة أنفسهم رفعوا أصواتهم وطالبوا بإستقلال القضاء وإحترام وظيفتهم معترضين على ما تتعرض له منظمتهم من سطو فاضح
فهذا التحجر كان في مواجهة الحركية المشهودة والمتصاعدة التي عرفها المجتمع التونسي منذ 1999/2000 ، فمنذ ذلك الحين لم ينقطع المد سواء مع المجلس الوطني للحريات أو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أو هيئة الحقوق والحريات التي ضمت أكثر من 300كادر من مختلف الهيئات المدنية والحقوقية والأحزاب السياسية ثم توسعها إلى الهيئات الإجتماعية وفي مقدمتها المحامين الذين يعيشون الآن أزمة لمجرد أن دورهم يقوم على حماية حقوق الدفاع بما يكفل حقوق المتهمين الذين توجّه ضدهم شتى التهم . ثم الحركية المطردة التي يشهدها إتحاد الشغل لاسيما بعد مؤتمر جربة في إتجاه إستعادة إستقلاليته والعودة إلى الدور الوطني الذي كان ولا يزال يلعبه ، فقد رفض الإتحاد تحت تأثير بعض القطاعات المتحررة داخله أن يجلس في مجلس المستشارين الصوري الذي لا يعلم أحد أسباب إنشائه ولايبعد أن تكون من بين تلك الأسباب شراء ذمم النخب .
والإضراب عن الطعام الذي شنه منذ سنة عدد من الوجوه الحقوقية والسياسية أثار تعاطفاً منقطع النظير في العاصمة وفي مختلف القطاعات والجهات وقد كانت تصلنا أصداء تحركات مناضلي بنزرت الميدانية معبرين من خلالها عن تمسكهم بالمطالب الثلاث التي رفعتها حركة 18أكتوبر.
حرية الصحافة والإعلام
حق التنظم الحزبي والجمعياتي
إطلاق سراح السجناء السياسيين وسن العفو التشريعي العام.
لكن يستدرك السيد أحمد نجيب الشابي ليقول أن الضغط الذي تمارسه الحركة المجتمعية والسياسية على السلطة لأجل إفتكاك حقوقنا الدنيا زائد الضغط الخارجي من قوى تقدمية سواء أكانت منظمات غير حكومية أو أحزاب سياسية أومؤسسات برلمانية أو صحية وأحياناً حكومية أثار السجلات السلبية في ميدان حقوق الإنسان لم تكفي جميعها لحمله على مراجعة مواقفه وإتخاذ مبادرات لزحزحته عن مواقفه الجامدة وفتح مجال التواصل مع مكونات المجتمع السياسي والمجتمع الأهلي لوضع تونس على سكة الديمقراطية . ويخلص الأمين العام إلى القول أن هذا الإختلال في القوة بين المجتمع من جهة ودولة تستند إلى قوة أمنية متورمة لايمكن أن يتغير إلا لو إنخرط المواطن في العمل السياسي .
فما هو حال المواطن الآن ؟
يعدد السيد أحمد نجيب الشابي عدد من الظروف راكمت في نفس المواطن مشاعر الخوف لديه وعمقتها
1- الخوف من معاقبته بإنتزاع ما تحقق له من مكاسب العشريات الأخيرة في مستوى دخله وحقه في العمل لاسيما وأنه يرزح تحت نير المديونية .
2 – أزمة البطالة والتشغيل التي يخشى أن يفقد شغله أو يخسر حقه فيه.
3 – غلاء المعيشة التي وحده المواطن يعلم حقيقة قدرته الشرائية الهزيلة وهو الذي يتعامل بصورة مباشرة مع البقال والقصاب وبائع الخظار.
4 – المواطن يشكو من القمع .
5 – المواطن يشكو من الفساد الإداري .
فإستقالة المواطن عن العمل السياسي لن تكون حالة دائمة لو إشتغلت جميع المعارضة على معالجتها. وأن الإستقرار الذي تتباهى به السلطة هو إستقرار هش ولا يمكن أن يستمر لأن الإستقرار الحقيقي هو الذي يقوم على أساس من الإطمئنان والولاء الطوعي .
وعليه فقد إعتبر السيد الشابي أن الإصلاحات العاجلة التي رفعتها حركة 18 أكتوبر هي الإجراءات التحريرية الضرورية لأجل عودة الحياة السياسية وهي لن تكون هبة من الحكم وإنما نتيجة للضغط والضغط و الضغط كما يقول والتضحية من أجل هذه الحقوق التي ليست هي في واقع الأمر إلا مدخل إنتقالي نحو الديمقراطية .
ويخلص في الأخير إلى القول أن مأساة تونس منذ خمسين عام هو الحكم الفردي المطلق ، فجميع السلطات تتركز في يد شخص واحد سواء أكان إسمه الرئيس بورقيبة أو الرئيس بن علي أو من سيأتي بعدهما .ثم يضيف أن برنامج الحزب الديمقراطي التقدمي هو برنامج حركة 18 أكتوبر في بنودها الثلاث زائد إثنين :
أولاً ـ الإصلاحات الدستورية من أجل إنهاء الحكم الفردي المطلق وإقامة نظام جمهوري يقوم على الفصل بين السلطات والتوازن بينها بما فيها داخل السلطة التنفيذية بين رئاسة الجمهورية والحكومة و مسؤولية الحكومة أمام البرلمان .
ثانياً ـ وما يطالب به الحزب الديمقراطي التقدمي أيضاً هو حل أزمة الشرعية السياسية.فقد ظل بورقيبة يحكمنا بموجب الشرعية التاريخية وإستبد بنا لمدة ثلاثين عاماً ولانزال الآن منذ عشرين عام أخر تحت نفس النظام الذي زاد في شدته وتحجره ، ولا يمكن حل مسألة الشرعية السياسية إلا بالعودة إلى الشعب من خلال إنتخابات حرة ونزيهة .
قد لا تتحقق هذه المطالب سنة2007 أو 2009 أو 2011 لا أحد بإمكانه أن يتكهن بما سيكون ، لكن سيظل ذاك برنامجنا الذي سنعمل إلى غاية بلوغه كاملا مهما تحقق لنا من مكاسب جزئية على الطريق . يبقى على الحزب الذي يرغب أن يشتغل على القضايا الإجتماعية للمواطنين لأجل مقاومة البطالة والفساد أن يعمل من خلال الأطر المختلفة ، مع خريجي الجامعات والنساء والشغالين والمطرودين من العمل والمحرومين أيضاً من العمل وكل أطياف المجتمع التونسي .
لذلك نوصي جامعة بنزرت ونوصي أنفسنا أيضاً في الحزب وفي مختلف جامعاتنا أن نمنح الإجتماعي ليس في الخطاب وإنما في الممارسة بصورة أساسية ،الأهمية التي يستحقها حتى تكون للحركة السياسية ثقلها الإجتماعي .
وقبل ان يختم السيد أحمد نجيب الشابي كلمته أشار إلى أن سبعة من وجوه المعارضة في تونس سافرت إلى سترسبورغ مؤخراً لتلتقي بالمجموعة الديمقراطية الاشتراكية في البرلمان الأوروبي ، وهي قوة مؤثرة في أوروبا وتعمل من أجل التقدم الإجتماعي ومن أجل الديمقراطية وبالرغم من خلافنا معها في عدد من القضايا مثل لبنان والعراق أو فيما كان من موقفها من الحرب في الجزائر…إلا أننا لانبقى مسكونين بخلافات الماضي وننسى ما يمكن أن يتحقق من استفادة مما نلتقي عليه .
وكان الوفد التونسي قد دُعيَ للتحاور معه حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن تدعم الحركة الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا حركة الإصلاح السياسي في تونس لكونها معنية بتقدم الحركة الديمقراطية في العالم لاسيما وأن سجلها حافل بدعم الديمقراطية في إسبانيا على عهد فرانكو ..وفي الشيلي.. وضد الكُلونُلات الذين قاموا بالإنقلاب في الستينات باليونان.
وأفاد السيد أحمد نجيب الشابي أن التونسيون قد إتفقوا على تحرير إعلان يتضمن مطالبهم الأساسية في الإصلاح السياسي في إطار من إحترام للسيادة الوطنية التونسية وستكون الحركة الإشتراكية الديمقراطية على إستعداد لتتبنى مطالب التونسيين وتجعل منها أرضية لتحركاتها الطويلة لدعم الديمقراطية في تونس . وسيظل هذا الدعم فرصة للتونسيين يمكن الإستفادة منه دون الإنخراط في أي أجندة خارجية لأننا وطنيون ولا يمكن لأحد ،كما يشدد أمين العام للحزب ، أن يزايد على غيره بوطنيته ، فالديمقراطية حاجة وطنية نحتاج من أجلها لأي دعم .
كانت تلك كلمة السيد الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي ، تلتها كلمة السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان .مبتدأ كلامه بالقول أن ما جاء في كلمة السيد نجيب الشابي من أن مبتغانا في الحرية والكرامة الوطنية قد لايتحقق في 2007 أو في 2009 أو في 2011 يصيبه بخيبة لأنه يشعر أن العمر ربما لن يُسعفه ليرى حلماً عمل لأجله منذ 60 عاماً ، وهو بالمناسبة يَذكُر كما يَذكُر رفيق دربه محمد الصالح البراطلي يوم كانا لاجئين في ليبيا مع بقية المقاومين زارهم السيد جلولي فارس يطلب منهم تسليم السلاح ، كان يقول لهم : (إنتهى الإستبداد ياجماعة.. ونحن مقبلون الآن على التنعم بالحرية الحقة ) ، لكن حالما عدنا إلى ديارنا لحقت بنا إنتهاكات لم تكن فرنسا قد إرتكبتها على أيامها ، ففرنسا لم تعمد إلى تجويع العائلات لأن أبناء التونسيين كافحوا ضدها أما الآن فقد إتهموا أبناءنا بنية الخروج إلى العراق لمقاومة الأمريكان … فقد تمكنوا من رصد نوايا أبنائنا ممن إعتزم الذهاب إلى العراق للمقاومة لكنهم لم يرصدوا يختاً مسروقاً من خارج البلاد هُرّب إلى موانينا ….!!.
وأضاف أنه كان يعتقد أن الأرض قد تحررت و أن الإنسان فقط لم يتحرر بعد ، لكنه صار على يقين أن الأرض أيضاً لم تتحرر بعد أن تم بيع مؤسساتنا الإقتصادية للأجانب لكنه يستدرك بالقول أنه يعتقد أيضاً أن هذه الحالة لا يمكنها أن تستمر إلى ما لانهاية .
ثم كانت الكلمة الأخيرة للسيد محمد الصالح فليس عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والرئيس الأسبق لفرعها ببنزرت التي أكد من خلالها أن المواطن التونسي تمكن خلال السنين القليلة الأخيرة من زحزحة ركام الخوف من على صدره وبدأ يتنفس بأكثر ثقة وأن هذا يمكن رصده من خلال تعامل الموطن مع جريدة الموقف التي لم يكن يطّلع عليها حتى وإن أعطيته إياها بدون ثمن وقدمتها له في قفة وجئته بها إليه عند عتبة منزله في الظلام الدامس . لكنه الآن يشتريها من المكتبة ويمسك بها في قبضته وهو في طريقه إلى منزله على مرأى من كل الناس مواطنين ورجال الأمن ، بل يستوقفك الخظار والجزار في السوق ليشكرك على ما أثرته في المقال مؤكدا لك أنه قرأ مقالك في جريدة الموقف في عددها الأخير …وهذه الملاحظات على بساطتها تشير إلى مستوى ما تعداه المواطن من حواجز الخوف . ففي الوقت الذي لم تعد الدولة تعتني بحقوق المواطن ولم يعد تلبية إحتياجاته تشغلها لم تعد هيبتها تملأ عيون المواطنين ولم يعد يجدي معه وسائل التخويف لأنه بكل بساطة لم يعد يخشى أن يخسر شيئاً ، لأنه لم يعد لديه شيء يخسره فعلاً .
كانت تلك إذا مجمل المداخلات التي إستغرقها الإجتماع الأول ببنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي يوم السبت 7أكتوبر2006 بمناسبة إفتتاح مقر جامعته ببنزرت والإعلان عن تأسيسه في 26 جوان 2006بصورة رسمية .
عنوان المقر : 40 نهج بلجيكا 7000 بنزرت .
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 10 أكتوبر 2006)
دور الطبقة الوسطى في البلدان المغاربية
جورج الراسي
الطبقة الوسطى، في علم الاجتماع، وفي الواقع، هي ضمانة الاستقرار والتطور. فمن لا يملكون شيئاً يسعون الى تغيير كل شيء. ومن يملكون الكثير لا يريدون تغيير أي شيء، ولا يأبهون لمصير الآخرين. أما من هم في الوسط فيسعون دائماً الى تحسين ظروف المعيشة، وإلى رفع القدرة الشرائية، ويُشكّلون صمّام الأمان للسلم الأهلي، ومنطقة عازلة بين الاستقرار والاضطراب.
أول من استوعب هذه الرؤية في المغرب العربي كانت تونس. وجاء في أكثر من تصريح للرئيس زين العابدين بن علي « إن البلد لا يستطيع أن يتقدم بدون الطبقات الوسطى ». ووضع هذا المبدأ موضع التطبيق الفعلي أعطى النتائج المرجوة.
وصدق الأرقام الرسمية التونسية جعل البنك الدولي يعتمدها في موقعه على الإنترنت. فقد تجاوز معدل دخل الفرد عتبة 2500 دولاراً، فيما بلغ حجم الناتج المحلي الخام نحو 23 مليار يورو الأعوام الماضية. وظلّت البطالة دون نسبة 15 في المئة، والتضخّم أقل من 4 في المئة، مقابل نسبة نمو راوحت 5 في المئة منذ وصول الرئيس بن علي الى سدّة السلطة في 7 تشرين الثاني سنة 1987. ويرتاد 99 في المئة من أولاد تونس المدارس، وفي البلاد 13 جامعة لعشرة ملايين نسمة، خمسٌ من بينها في محيط العاصمة. ووصل عدد الطلاب الجامعيين الى نحو 370 ألف طالب، أكثر من نصفهم (57 في المئة) هم من البنات،مما يؤكّد دور المرأة في نهضة المجتمع. وأهم من هذا كلّه أن أكثر من ثلثي العائلات هي صاحبة المنزل الذي تسكنه. ومعظم هذه العائلات تمتلك كل أدوات ومُستلزمات الحياة العصرية من سيارة وتلفون (ثابت ومحمول) وتلفزيون وحاسوب، وقد كانت تونس العاصمة العالمية لقمة مجتمع المعلومات أواخر العام الماضي.
مُحصّلة هذه المعطيات كلها أن نسبة الطبقات الوسطى تتجاوز 72 في المئة من مجموع السكان، وفق أرقام البنك الدولي. وهذا يُفسّر لنا الى حد كبير الاستقرار الذي تنعم به البلاد منذ نحو عقدين.
أما الجزائر فلم تشهد مثل هذه التنمية المستدامة خلال العقود الماضية، بل شهدت صعوداً وهبوطاً في أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية. الصعود تزامن مع عهد الرئيس هواري بومدين والنصف الأول من حكم الرئيس الشاذلي بن جديد، حتى أواسط ثمانينات القرن الماضي، بفعل مداخيل النفط والاستثمارات الضخمة في مشاريع عملاقة. فنمت وازدهرت طبقة وسطى تكوّنت أساساً من كوادر القطاع العام والقطاع الخاص، بالإضافة الى الملاّك العقاريين، وأصحاب المهن الحرة. فقد ضَمِنت هذه الفئات استقرار البلاد مدة عقدين من الزمان في ظل حكم جبهة التحرير الوطني. وكان الجزائري يُنظر إليه خلال كل تلك المدة على أنه « أرستقراطي » المغرب العربي. لكن صفارات الإنذار بدأت تُطلق منذ العام 1986 مع تدنّي مداخيل النفط، وتفتيت شركات الإنتاج الضخمة في ظل حكومة عبدالحميد الإبراهيمي المُشكّلة عام 1984، وتراكم الديون الخارجية، وصولاً الى انفجار تشرين الأول 1988. تلا ذلك مباشرة عشرية الدماء والدموع بعد وقف المسار الانتخابي أواخر العام 1991. فكانت مُحصّلة هذه الأحداث، سواء لجهة الانخراط في اقتصاد السوق وخيار الانفتاح الليبرالي والتعددية السياسية في السنوات الأخيرة من حكم الشاذلي، أو لجهة تصاعد أعمال العنف بعد وقف المسار الانتخابي، أن تآكلت الطبقة الوسطى الى درجة أنها لم تعد تُشكّل سوى 20 في المئة من مجموع السكان. فهبط دخل الفرد من 2880 دولاراً عام 1986 الى 1500 دولاراً عام 1998. وتراجعت القدرة الشرائية بنسبة النصف تقريباً (45 في المئة حسب أرقام البنك الدولي) بين عامي 1986 و2000. وتجاوزت البطالة نسبة 30 في المئة، وضربت أزمة السكن أطنابها، فسجّلت البلاد عجزاً يُقاس بملايين الوحدات السكنية، وتجاوزت الديون الخارجية عتبة 30 مليار دولار. ولم تبدأ الأمور تتحسّن إلا بعد وصول الرئيس بوتفليقة الى السلطة ربيع العام 1999 بفضل عاملين أساسيين: الأول هو إعادة السلم الأهلي بفضل قانون الوئام المدني، وميثاق السلم والمصالحة، والثاني هو النعمة النفطية التي هبطت على البلاد بفضل ارتفاع أسعار النفط. فبلغ احتياطي العملات الصعبة ـ نحو 70 مليار دولار حتى الآن، وتقوم البلاد بدفع ديونها الخارجية بشكل استباقي فلن يبقى منها إلا قرابة ستة مليارات دولار أواخر هذا العام. والعامل الإضافي والأهم هو رصد مبلغ بحدود 70 مليار دولار يُصرف على مدى السنوات الخمس (2004 ـ 2009) لإنعاش اقتصاد البلاد، وإطلاق ورش ضخمة. فكانت النتيجة تراجع البطالة الى حدود 15 في المئة، وارتفاع دخل الفرد الى 2615 دولاراً للمرة الأولى منذ عام 1985، في حين وصل الناتج المحلي الخام الى 85 مليار دولار مرتفعاً بنسبة 16 في المئة عما كان عليه عام 2003. نتيجة هذا كله بدأت الروح تعود الى الطبقات الوسطى لكي تحتل موقعها السابق كأهم عوامل الاستقرار والنهوض بالبلاد، خصوصاً بعد القرارات الأخيرة برفع مستوى الأجور.
في المغرب ظلّت هذه الطبقات على الدوام دون عتبة الـ20 في المئة، مما يُفسّر التباين الاجتماعي المتزايد، وخُطط محاربة الفقر التي يرعاها العاهل المغربي.
أما في الجماهيرية فالمعايير مختلفة لأننا أمام رب عمل واحد هو الدولة التي توظّف 800 ألف شخص من أصل 3 ملايين نسمة هم مجموع السكان، في حين أن موريتانيا تأمل بالدخول في عصر الطبقة الوسطى مع بدايات تصدير النفط وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى.
(المصدر: صحيفة « المستقبل » اللبنانية بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
تونس تبني ثلاث محطات لتوليد الطاقة من الرياح
تونس – سميرة الصدفي
أطلقت تونس عرضاً دولياً لبناء ثلاث محطات لتوليد الطاقة من الرياح، في ثلاث مناطق شمالية معرضة لهبوب الرياح على مــــدار السنة. وحُددت الطاقة الإجمالية للمولدات بـ 120 ميغاوات، ستــعزز محطة مماثلة أقيـــمت سابقـــاً في منطــقة الهوارية الساحلية المطــــلة علــــى مضيق صقلية، والـــتي تؤمن حالياً 4 في المئة من حاجات البلاد من الكهرباء.
وتسعى تونس لـتـنـويع مصادر الطاقة، بسبـــب نضـــوب آبـــار النفط المحلية، خصوصاً حقل «البرمة»، الذي بدأ انتاجه عام 1963.
وعلى رغم أن موقعها الجغرافي وضعها بين بلدين يُعتبران من كبار منتجي النفط والغاز، هما الجزائر وليبيا، فإن تونس لا تُصدِّر سوى كميات ضئيلة من النفط الخام. وسجل ميزان الطاقة خللاً دائماً، ما رتَّب على الدولة أعباء الدعم المباشر لأسعار المحروقات، بحوالى 500 مليون دينار (400 مليون دولار ) العام الحالي، على أساس سعر لا يتجاوز 60 دولاراً للبرميل.
وساعد انطلاق الإنتاج في حقل «آدم» النفطي في حزيران (يونيو) الماضي في الحد من تراجع الإنتاج المحلي من المحروقات، إذ بلغ متوسط انتاج الحقل 20 ألف برميل يومياً، ما يعادل 8 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي، ويتوقع أن يصل الإنتاج الإجمالي للحقل إلى 820 ألف طن في نهاية العام.
ووضعت «الشركة الوطنية للكهرباء والغاز» (قطاع عام) خطة لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي في المدن، ترمي إلى ربط 14 منطقة جديدة، و290 ألف مشترك قبل نهاية 2009، إضافة الى تأمين الغاز الطبيعي إلى عدد كبير من المراكز الصنـــاعية، والمناطق السياحية، ما يرفع نسبة استخدامه إلى 25 في المئة من الحجم الإجمالي لاستهلاك الطاقة، ويوفر 12 مليون قارورة غاز.
من جهة أخرى، باشرت «الشركة التونسية لنقل النفط بواسطة الأنابيب» (سوترابيل) الشهر الماضي، مدّ أنبوب بطول 177 كيلومتراً لنقل النفط من الخزانات الواقعة في ميناء «الصخيرة» (جنوب) إلى مدن في الوسط بطاقة 2.5 بليون طن سنوياً.
ويتضمن المشروع إنشاء خزانات كبيرة في مدينة مساكن (150 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) بطاقة 45 ألف متر مكعب. واعتمدت «سوترابيل»، في وضع المشروع على المردود الإيجابي لأنبوب النفط الرابط بين مصفاة بنزرت وضاحية رادس، جنوب العاصمة تونس بطول 70 كيلومتراً.
وأتاح الأنبوب الذي أنشئ منذ 20 عاماً السيطرة على الخسائر، وتوفير نحو 73 ألف طن مكافئ نفط. وأشارت المصادر إلى أن مستثمرين أجانب تعهدوا تمويل تنفيذ مشروع الأنبوب الثاني.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 11 أكتوبر 2006)
طوائف المسلمين
بقلم: أم أسيل
مع نهاية القرن 19 م أطلق جمال الدين الأفغاني – رحمه الله – صيحة فزع منبها لخطر الفرقة والتمزق المذهبي قائلا : « أما آن للمسلمين آن ينتبهوا من هذه الغفلة وهذا الموت قبل الموت » ، ولم يكن يعلم أن المجتمعات الإسلامية ستواصل موتتها 100 عام كما مات صاحب الحمار الذي تحدث عنه الله عز وجل في الكتاب العزيز ، تمزقها فرقة بغيضة وتتجاذبها الأهواء إحياءا لفتن خاضها أللآباء والأجداد أصبح المسلمون معها غثاءا كغثاء السيل .
طوائف المسلمين حالهم مشين
أحفاد أبي بكر أحفاد علي أحفاد عثمان حالهم مهان
رفعوا رايات السنين العجاف سنين الجفاف ولا احد يخاف
أصيبوا بالبلية ضيعوا الأوطان ضيعوا القضية
أبو بكر كريم في قبره سقيم من كبر أثيم يقود إلى الجحيم
علي يئن في مرقده يحن إلى صدق ودين يعم العالمين
سنة وشيعة تعانون الألم ؟ وحدوا العلم تجاوزوا السقم واسكتوا الأنين.
دور الطبقة الوسطى في البلدان المغاربية
جورج الراسي
الطبقة الوسطى، في علم الاجتماع، وفي الواقع، هي ضمانة الاستقرار والتطور. فمن لا يملكون شيئاً يسعون الى تغيير كل شيء. ومن يملكون الكثير لا يريدون تغيير أي شيء، ولا يأبهون لمصير الآخرين. أما من هم في الوسط فيسعون دائماً الى تحسين ظروف المعيشة، وإلى رفع القدرة الشرائية، ويُشكّلون صمّام الأمان للسلم الأهلي، ومنطقة عازلة بين الاستقرار والاضطراب.
أول من استوعب هذه الرؤية في المغرب العربي كانت تونس. وجاء في أكثر من تصريح للرئيس زين العابدين بن علي « إن البلد لا يستطيع أن يتقدم بدون الطبقات الوسطى ». ووضع هذا المبدأ موضع التطبيق الفعلي أعطى النتائج المرجوة.
وصدق الأرقام الرسمية التونسية جعل البنك الدولي يعتمدها في موقعه على الإنترنت. فقد تجاوز معدل دخل الفرد عتبة 2500 دولاراً، فيما بلغ حجم الناتج المحلي الخام نحو 23 مليار يورو الأعوام الماضية. وظلّت البطالة دون نسبة 15 في المئة، والتضخّم أقل من 4 في المئة، مقابل نسبة نمو راوحت 5 في المئة منذ وصول الرئيس بن علي الى سدّة السلطة في 7 تشرين الثاني سنة 1987. ويرتاد 99 في المئة من أولاد تونس المدارس، وفي البلاد 13 جامعة لعشرة ملايين نسمة، خمسٌ من بينها في محيط العاصمة. ووصل عدد الطلاب الجامعيين الى نحو 370 ألف طالب، أكثر من نصفهم (57 في المئة) هم من البنات،مما يؤكّد دور المرأة في نهضة المجتمع. وأهم من هذا كلّه أن أكثر من ثلثي العائلات هي صاحبة المنزل الذي تسكنه. ومعظم هذه العائلات تمتلك كل أدوات ومُستلزمات الحياة العصرية من سيارة وتلفون (ثابت ومحمول) وتلفزيون وحاسوب، وقد كانت تونس العاصمة العالمية لقمة مجتمع المعلومات أواخر العام الماضي.
مُحصّلة هذه المعطيات كلها أن نسبة الطبقات الوسطى تتجاوز 72 في المئة من مجموع السكان، وفق أرقام البنك الدولي. وهذا يُفسّر لنا الى حد كبير الاستقرار الذي تنعم به البلاد منذ نحو عقدين.
أما الجزائر فلم تشهد مثل هذه التنمية المستدامة خلال العقود الماضية، بل شهدت صعوداً وهبوطاً في أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية. الصعود تزامن مع عهد الرئيس هواري بومدين والنصف الأول من حكم الرئيس الشاذلي بن جديد، حتى أواسط ثمانينات القرن الماضي، بفعل مداخيل النفط والاستثمارات الضخمة في مشاريع عملاقة. فنمت وازدهرت طبقة وسطى تكوّنت أساساً من كوادر القطاع العام والقطاع الخاص، بالإضافة الى الملاّك العقاريين، وأصحاب المهن الحرة. فقد ضَمِنت هذه الفئات استقرار البلاد مدة عقدين من الزمان في ظل حكم جبهة التحرير الوطني. وكان الجزائري يُنظر إليه خلال كل تلك المدة على أنه « أرستقراطي » المغرب العربي. لكن صفارات الإنذار بدأت تُطلق منذ العام 1986 مع تدنّي مداخيل النفط، وتفتيت شركات الإنتاج الضخمة في ظل حكومة عبدالحميد الإبراهيمي المُشكّلة عام 1984، وتراكم الديون الخارجية، وصولاً الى انفجار تشرين الأول 1988. تلا ذلك مباشرة عشرية الدماء والدموع بعد وقف المسار الانتخابي أواخر العام 1991. فكانت مُحصّلة هذه الأحداث، سواء لجهة الانخراط في اقتصاد السوق وخيار الانفتاح الليبرالي والتعددية السياسية في السنوات الأخيرة من حكم الشاذلي، أو لجهة تصاعد أعمال العنف بعد وقف المسار الانتخابي، أن تآكلت الطبقة الوسطى الى درجة أنها لم تعد تُشكّل سوى 20 في المئة من مجموع السكان. فهبط دخل الفرد من 2880 دولاراً عام 1986 الى 1500 دولاراً عام 1998. وتراجعت القدرة الشرائية بنسبة النصف تقريباً (45 في المئة حسب أرقام البنك الدولي) بين عامي 1986 و2000. وتجاوزت البطالة نسبة 30 في المئة، وضربت أزمة السكن أطنابها، فسجّلت البلاد عجزاً يُقاس بملايين الوحدات السكنية، وتجاوزت الديون الخارجية عتبة 30 مليار دولار. ولم تبدأ الأمور تتحسّن إلا بعد وصول الرئيس بوتفليقة الى السلطة ربيع العام 1999 بفضل عاملين أساسيين: الأول هو إعادة السلم الأهلي بفضل قانون الوئام المدني، وميثاق السلم والمصالحة، والثاني هو النعمة النفطية التي هبطت على البلاد بفضل ارتفاع أسعار النفط. فبلغ احتياطي العملات الصعبة ـ نحو 70 مليار دولار حتى الآن، وتقوم البلاد بدفع ديونها الخارجية بشكل استباقي فلن يبقى منها إلا قرابة ستة مليارات دولار أواخر هذا العام. والعامل الإضافي والأهم هو رصد مبلغ بحدود 70 مليار دولار يُصرف على مدى السنوات الخمس (2004 ـ 2009) لإنعاش اقتصاد البلاد، وإطلاق ورش ضخمة. فكانت النتيجة تراجع البطالة الى حدود 15 في المئة، وارتفاع دخل الفرد الى 2615 دولاراً للمرة الأولى منذ عام 1985، في حين وصل الناتج المحلي الخام الى 85 مليار دولار مرتفعاً بنسبة 16 في المئة عما كان عليه عام 2003. نتيجة هذا كله بدأت الروح تعود الى الطبقات الوسطى لكي تحتل موقعها السابق كأهم عوامل الاستقرار والنهوض بالبلاد، خصوصاً بعد القرارات الأخيرة برفع مستوى الأجور.
في المغرب ظلّت هذه الطبقات على الدوام دون عتبة الـ20 في المئة، مما يُفسّر التباين الاجتماعي المتزايد، وخُطط محاربة الفقر التي يرعاها العاهل المغربي.
أما في الجماهيرية فالمعايير مختلفة لأننا أمام رب عمل واحد هو الدولة التي توظّف 800 ألف شخص من أصل 3 ملايين نسمة هم مجموع السكان، في حين أن موريتانيا تأمل بالدخول في عصر الطبقة الوسطى مع بدايات تصدير النفط وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى.
(المصدر: صحيفة « المستقبل » اللبنانية بتاريخ 11 أكتوبر 2006)
مستقبل المقاومة بين يدي ذكرى غزوة بدر الكبرى
الحلقة الاولـــــى
تحتفل الامة الاسلامية العظمى في هذه الايام من عشرية المغفرة من شهر الصيام بذكرى غزوة بدر الكبرى في كنف تباشير دورة نهضوية واعدة بالخير بعد تسجيل الصحوة الاسلامية لعدد من الانتصارات عسكريا وسياسيا وفكريا في غضون العام المنصرم , فمن الانتصار السياسي في إنتخابات مصر وفلسطين ولو مع ضروب من التزوير تتطلبها هزيمة النخب العربية الحاكمة وذلك بعد سحق كامل لتجارب إنتخابية سابقة قبل عقدين تقريبا في الجزائر وتونس وغيرهما .. إلى الانتصار الفكري ضد هستيريا السخرية من الاديان والنبوات في بعض البلدان الاوروبية والعربية فيما عرف بالرسوم الساخرة .. حتى قارعة الزلزال الذي حاق بنظرية » الجيش الذي لا يقهر » في لبنان ولئن كان ذلك بالضربة القاضية فإن إنتصارات أخرى بالنقاط ما إنفكت تصرم صف العدو الصهيوأمريكي في كل أرض حاول إغتصابها من أفغانستان حتى العراق .
القرآن الكريم مرآة ذاكرة تاريخية ضرورية لرصد المستقبل :
أكثر ما في القرآن الكريم قصص مسرود وفق منهج روائي جديد يتجاهل مشاهد الشخوص الثابتة من زمان ومكان ليعرض تفاصيل الواقعة ومنطلقاتها ويكر على نتائجها إشفاعا لها بخلاصة إجتماعية ثابتة لا يند عن إطرادها جيل دون آخر من أحقاب من الامم والشعوب تزحم الارض قرنا بعد آخر حتى حين . وبذلك يغرس المنهج القرآني في علم التاريخ الاجتماعي للانسان قاعدة سرعان ما إستنبطها أهل الذكر من مثل العلامة إبن خلدون عليه الرحمة وهي أن ذاكرة الامم والشعوب أداة ضرورية ـ تماما كما هي في الانسان الفذ ـ لحسن فقه الواقع المعيش وحسن إستشراف المستقبل القريب المنظور . مقتضى ذلك أن كثيرا من الامم والشعوب اليوم بسبب فقدان الذاكرة التاريخية أو فقدان القدرة على إستحضارها أو فقدان الاهتمام الكافي بها تعيش في مشافي عقلية محجور عليها التقدم تعاملها السنن الاجتماعية الغلابة على أساس أن صناع الامر فيها سفهاء أما الاتباع ـ إلا قليلا ممن رحم ربك سبحانه ـ فهم ممن إستخف بهم فخف وزنهم الاجتماعي .
سنن النهضة والنكسة ثابتة لا تتغير :
كثيرا ما يولع » الاطفال الكبار » بما كانوا مولعين به في سني طفولتهم وصباهم من تقليد قرودي ببغاوي بليد فتراهم لا يميزون في سني رشدهم العقلي بين الثابت والمتطور في حياة الانسان فردا وجماعة ولاجل أولئك نزل القرآن الكريم مرآة صافية ناصعة للذاكرة التاريخية . ومن تلك السنن التي لا تتغير لفرط وثوق إرتباطها بالمكونات النفسية والعقلية والفطرية الثابتة في الانسان .. قوانين النهضة والنصر والتقدم والتحضر وكذا قوانين النكسة والحطة والهزيمة والردة . مرد ذلك الثبات هو أساسا ثبات السنن الكونية والاجتماعية الكبرى التي شيد على أساسها الكون والانسان فطريا وقهرا دون إختيار منه وذلك في كنف العلاقة السوية بين الانسان المملوك المصنوع المخلوق عابدا وبين الله سبحانه المالك الصانع الخالق معبودا . لا تحسبن » الاطفال الكبار » حين يتبجحون بكلمات ودعاوى لا يفقهون منها مثقال حبة خردل بمنأى عن فطرة القهر تلك إذ ليس أحسنهم طريقة سوى آبق عن جماعته البشرية فإما أن يموت جوعا روحيا يحيله وحشا راكضا في بيداء قفر أو تهوي به رياح النظريات الحولاء والفلسفات العرجاء في سحق ساحت أو تنبذه أطيار الهوى وعبادة الذات إستكبارا وعجبا في ديار الترف الكافر. إذا عمد أولئك إلى تبديل سنن النهضة وقوانين النكسة بإسم التجديد والتحديث والتطوير فقد هدموا الاساس الثابت الذي على صروحه تشيد منارات للتجديد وعلامات للتحديث وشامات للتطوير .
المقاومة اليوم مقاومة واحدة ذات وجهين متكاملين :
إذا كان الانسان في كدحه الطويل نحو ربه سبحانه وهو ملاقيه يوما يسعى دوما إلى تحقيق حريته على أساس أن حريته هي وحدها الكفيلة بتدبير قيامه على حياته المادية والمعنوية معا .. فإن كل فعل يصدر عنه وفق ذلك الاساس التحرري هو فعل مقاومة . الانسان خلق للمقاومة أصلا بماهي صراع وتدافع ومغالبة فلا يتحقق له سعي ولا كدح إلا بمزاولة فعل المقاومة . إذا كان ذلك كذلك فإن المقاومة اليوم وحدة واحدة متكاملة الاطراف متناسقة الابعاد ولعل أظهر صورها اليوم :
1 ــ مقاومة العدو الصهيوأمريكي عسكريا في كل موقع محتل .
2 ــ مقاومة أذنابه وأذياله في دنيا العروبة والاسلام وما شابههما ولعل أكبر ذيلين يهشان له وينشان عنه هما : العشائر العربية المتغلبة على سلطان الحكم قهرا والعشائر الايديولوجية المنبتة وكثير منها يوفر الاستقرار السياسي المطلوب أن تدك عروشه الخاوية راجمات الصحوة الاسلامية المتصاعدة . وجهان متكاملان لمقاومة عربية إسلامية واحدة لا ينفصلان سوى عند رهط مغشوش مخدوع أو أتياس مستعارة تنتحب لرحيل مجدها البليد .
سورة بدر الكبرى تعلم الناس جميعا سنن النهضة وقوانين النكسة :
بناء على ما تقدم فإن المقاومة بوجهيها السياسي والعسكري لا مناص لها لحسن فقه مستقبلها القريب المنظور من تدبر بعض من ذلك :
1 ــ الشرط الاول : وحدة الصف الداخلي نبذا للتنازع :
تكمن أهمية هذا الشرط في إفتتاح سورة بدر الكبرى به بيانها » وأصلحوا ذات بينكم » ثم ثنت على ذلك بقولها » ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم » . سياق التنازع هنا في غزوة بدر الكبرى يشير إلى لهفة النفوس على غنائم المعركة ولك أن تلاحظ أمرين : أولهما أن أولئك المتلهفين إنما خرجوا لاسترجاع بعض حقهم من قافلة قريش المثقلة يريدون غير ذات الشوكة فلم يشفع لهم فقرهم المدقع لمجرد إبداء السؤال ورغم ذلك يبدأ الوحي السورة بعد الغزوة بحملة عليهم . ثانيهما أن إيحاء التعبير اللغوي تجانس بالكامل مع المقصود المعنوي فسمى الغنائم أنفالا منفولة وسمى السورة بأسرها بذلك فإذا كانت الغنائم بسبب حرب توهن عرى الوحدة الداخلية لمجرد إبداء سؤال من فقير مؤمن مهاجر مجاهد فإن غنائم الحرب أنفال ينفلها من رتب لهم ذات الشوكة حصدا لكبرياء الظلم من يشاء . التنازع العربي الاسلامي اليوم رسميا وشعبيا بل صحويا ودعويا وإسلاميا هو بسبب الدنيا فحسب . الدنيا ليست عرضا ماليا وماديا كما يتوهم السذج بل هي عروض متنوعة تشترك جميعها في إسداء منفعة عاجلة وإنما غلب المفهوم المالي المادي عرفا على الناس بسبب أن كل العروض الدنيوية الاخرى في الغالب لا تتأتى سوى بعد تمكن من المال فهو يجلب النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث وهو يجلب الذكر والشهرة .
الجماعة مصدر نهضة ونصر والفرقة مبعث نكسة وردة :
قال سبحانه ممتنا على نبيه عليه الصلاة والسلام في هذه الغزوة » هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين » . فأفاد ذلك بأن الجماعة بعد الله سبحانه وفي كنف أقداره الغلابة هي مبعث نصر ونهضة وجبر . أفاد ذلك بأن النصر يتنزل على الجماعة محبوكة الصف داخليا مرصوصة الكلمة . الجماعة هنا تتحقق كليا في القضايا العظمى من مثل : المقاومة بوجهيها الداخلي السياسي والخارجي العسكري . لا بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين علمه بأنه عليه الالتزام بالله سبحانه وبالجماعة » حسبك الله ومن إتبعك من المؤمنين « . إذا كان الله معك بتأييده ورضاه وكانت الجماعة معك عمليا فذلك مبلغ حسبك الذي تخطط به لنصرك وقوتك وتقدمك . عاملان يحسبان في معادلة النهضة والنصر: طاعة الله وحضور الجماعة. تلك هي طبيعة الاسلام : يميز بين الاتجاهات ولكنه لا يفرق بينها بل يجمعها كلها في شروط القوة والنهضة والنصر.
2 ــ الشرط الثاني : للايمان حقيقة تجلب النصر :
لك أن تلاحظ أنه قدم الجماعة ونبذ التنازع على الايمان ذاته وذلك بسبب أن الايمان واسع يشترك فيه كثير من الناس ولكنها سعة تنقبض حين يدعو الداعي إلى حراسة الثوابت العظمى فلا يعذر متخلف عن ذلك بسبب مذهبي أو كلامي أو لغوي أو فكري أو سياسي أو حزبي . الايمان ككل كائن وشيء له حقيقة من ظفر بها ذاق حلاوته ومن فرط فيها كثر سواد الاسلام . ولذلك لم يرد حصره سوى في أربعة مواضع من القرآن الكريم ( النور ـ الانفال ـ السجدة ـ الحجرات ) . ورد كل ضرب من ضروب القصر تلك متجانسا مع سياق السورة وموضوعها. وبذلك أفاد ذلك هنا بأن الايمان المطلوب لحراسة المقاومة بوجهيها عامة وثوابت الامة العظمى خاصة هو الايمان المستوفي لاركان العمل سيما الصلاة والانفاق ولكن على قاعدة تطهير القلب لاستيعاب معاني العبودية لرب العزة سبحانه . معنى ذلك أن المعارك التي تتطلب قوة ميدانية لا بد لاصحابها أن يتسلحوا بقوى عقيدية كفيلة بإيثار الاجلة على العاجلة . لا عبرة في ذلك بكثرة عدد بل ولا عدة أحيانا . إنما يصنع النصر للمقاومة بوجهيها اليوم ومستقبلا بإذنه سبحانه من » إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون « . تلك هي الثوابت التي لا تتغير ولكن تتجدد ثمارها . الله سبحانه هو هو ولكن ذكره يزود القلب المؤمن بقوة لا تضاهى وكذا آياته المتلوة هي هي ولكن ذكرها يغذي الانسان بالحياة المتوقدة المتوهجة المجاهدة وكذا التوكل إذ لم يعد في عالم دكته الثورات التقنية دكا مكان للقعود ولكن يختلف الناس في إتجاهات توكلهم فمنهم من يصرح بأن قضية فلسطين يملك أوراق حلها هذا السفاح الامريكي أو ذاك بنسبة تصل حد مائة بالمائة ومنهم من يصرح بأن قضية الحريات في تونس هي على ذات المنوال يملك أوراق حلها بذات النسبة ذنب السفاح الاكبر هناك . غفل أولئك حتى عن دور الشعوب وهو من قدره سبحانه بحسب شعر المرحوم الشابي وهو صادق فيه فأنى لهم بالتوكل على من بيده الامر وهو كله يرجع إليه ويرد؟ عند ذلك ستسمع مماحكات لا تغني من الجهل شيئا وأكذب الناس من قال » أنا لم أكن أقصد كذا بل قصدت كذا .. ».
بين إرادة الله سبحانه وحرية حركة الانسان :
لكم أود أن ينتهج كل مخلص ناشد للحق منهجا علميا يقوم على القراءة الكلية الشاملة الموضوعية لا الموضعية ذلك أن مصيبة كثير من الناس على صدقهم وإخلاصهم هي في قصر النظر على الجزئيات تماما كالطفل يشغله كل شيء عن كل شيء . أولئك هم الاطفال الكبار. لو وقف قارئ عند قوله سبحانه في هذه السورة » فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى » لوصم الاسلام بتغييب حرية الانسان . ولكن لو إحتفظ بهذا الموضع ضمن قراءة شاملة كلية فإنه سيظفر بما يعدل نظرته من ذات الكتاب وذات الرسالة . لما كان هنا في هذه السورة سياق إمتنان بالنصر أكد القرآن الكريم على معنى رد الامر له وحده سبحانه حتى لا يتسلل داء العجب وسرطان الكبر إلى النفوس فتكتمل صورة الدنيا الزاهية : نفوس لفرط فقرها المدقع بسبب الاسلام والهجرة والجهاد متلهفة إلى الغنائم وأخرى تنسب النصر المدوي لشطارتها ومهارتها . أنى يكون عندها المملوك مملوكا والمالك مالكا ؟ أليس يستوون أو يقتربون من ذلك ؟ أراد الناس يومها قافلة محملة مثقلة بالخير فهبوا نشطين ولكن رتبت الاقدار الغلابة أمرا آخر غير مجرى الدنيا وإتجاه التاريخ : جماعة لا تزيد عن عشرات يقتلها التهجير والتشريد ويطحنها الفقر لم يسمع بهم لهوانهم ملك من ملوك الدنيا ليغدق عليهم حنانه وعطفه .. تسطر ملحمة أسطورية في إشتباك حربي مباشر مفتوح مع أمراء الجزيرة العربية ذكرا ومالا ونسبا وهم أضعاف مضاعفة لهم عددا وعدة . أي الشوكتين أولى في ميزان الحق والعدل والعقل ؟ ذلك مثل رائع بديع يجري على كل واحد منا مؤداه أن الانسان وهو يكدح ساعيا لا مناص له من الرضى بما رتبته الاقدار الغلابة وذلك بسبب أن ذلك واقع لا محالة فما يدفعه سخط ساخط من ناحية ثم هو مجلبة خير في المدى القريب المنظور من ناحية أخرى .
قوة الردع الايمانية حين تستبد بالنفوس الكريمة تصنع العجائب وتنجز الخوارق :
هاك عامل تعديل للصورة السابقة من ذات السورة . هناك قال » وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى » وهنا قال » إن يكن منكم عشرون صابرن يغلبوا مائتين « . نفى الفعل عن الانسان هناك رغم أنه هو الذي رمى وقتل وأسنده إليه هنا بصيغة الغلبة وهي صيغة قوة وعز. عبر الوحي عن قوة الردع الايمانية بما عده بعض العلماء نسخا وما هو بالنسخ ولكنه مراعاة لاحوال الناس قوة وضعفا . رسم الوحي لذلك صورة واسعة جدا لها حد أقصى وآخر أدنى تستوعب حرية الانسان وإرادته في كل عصر ومصر وحال وعرف . تراوحت حرية الارادة البشرية تلك مفعمة بالايمان مزينة بالتوكل بين غلبة المؤمن الواحد لاثنين من غير المؤمنين مهما يكن ضعفه وهزاله وبين غلبته لعشرة منهم وذلك دون تجاهل شروط الايمان الحق المنصوص عليها في بداية ذات السورة . ذلك مفعول للايمان لا تتكفل بالتعبير عنه الالسنة والاقلام ولكن تدركه القلوب التي يعمرها الاحسان إيثارا لدار الحيوان . أبطل الاسلام مفاهيم العجائب السحرية والخوارق الشيطانية في بيئة عربية جاهلية مازالت تعيش على أحلام تلك العجائب ومنون تلك الخوارق ثم أرسى بديله فكان هو : الانسان حين يمتشق سلاح القوة الاسلامية التي تحرره من كل عبودية بدءا بعبوديته لهواه وذاته بل عد الاسلام عبادة الانسان لذاته أظلم الناس وهو كذلك لان من لم يختزن إرادة تحرره من هوى نفسه وعبادة ذاته فأنى له أن يحرر نفسه من الطواغيت الخارجية فضلا على تحرير غيره منها ؟
وإلى حلقة تالية تقبل الله صيامكم وصلاتكم وقيامكم .
الهادي بريك ـ ألمانيا
المطران مارون اللحام أسقف تونس للموقف:
الإسلام تعايش سلام و حوار مع مختلف الأديان
استكمالا للملف الذي بدأناه في العدد الماضي بحوار مع الاستاذ احميدة النيفر حول تصريحات الباب المسيئة للإسلام حاورنا المطران الدكتور مارون اللحام أسقف تونس الكاثوليكي وطرحنا عليه أسئلة تلقي ضوءاعلى العلاقات التاريخية العريقة بين الاسلام والمسيحية فكان هذا الحوار. هل الإسلام دين بني على العنف وحدّ السيف ؟ – الإسلام دين له من العمر خمسة عشر قرنا ونصف ، وقد استطاع الإسلام أن يتعايش بسلام وحوار مع مختلف الأديان الأخرى،ومنها المسيحية بيد أن جميع الأديان السماوية – الإسلام والمسيحية واليهودية -عاشت أيضا في تاريخها فترات عنف وحروب فيداخلها ومع باقي الأديان ،لكن هذا الواقع العام لا يسمح بأن ينعت دين معيّن دون غيره – بالعنف . كيف نستطيع اليوم إعادة شحذ روح التآخي والتفاهم بين الإسلام والمسيحية ؟ – السؤال في غاية الأهمية ، والطريق الأفضل لذلك هو استعمال لغة العقل والحوار والتفاهم ، بما في ذلك أمران أساسيان :احترام دين الآخر في معتقده وكتبه المقدسة وأنبيائه ورموزه ، والتعامل معه كما يريد هو لا كما نراه نحن أو كما نريده أن يكون ،ثم إزالة سوء التفاهم الذي قد يحصل في أي لحظة بطرق جدية وعميقة ، لكن هادئة وحضارية وترتقي إلى مستوي الفكر الناقد البناء. كيف يمكن للمسيحيين العرب أن يدفعوا باتجاه التفاهم بين الأديان ؟ – للمسيحيين العرب دور جوهري في إرساء علاقات سليمة بين المسيحية والإسلام. كان ذلك صحيحا في الماضي، وهو صحيح الآن، وهذا الدور مرشح لأن يزداد في المستقبل. السبب الواضح في ذلك هو أن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من النسيج العربي ثقافة وتاريخا ولغة ونفسيّة و ردود فعل وآلاما وآمالا. ومن جهة أخرى، يتمتع المسيحيون العرب بعلاقات مميزة مع الغرب ، أو ما كان يدعى » العالم المسيحي » بحكم إيمانهم المشترك وعقيدتهم وطقوسهم ورئاستهم الدينية . المسيحيون العرب جسر يجمع بين عالمين ،وهم متأصلون في كلا العالمين ، ولو على مستويات مختلفة ومتفاوتة . وهذا أمر لا غنى عنه في إزالة سوء الفهم حينما يحصل . فالمسيحي العربي يخاطب الغرب بلغة الشرق وعقليته ويذكره بحساسيات شرقية قد يكون غافلا عنها، كما يخاطب الشرق بلغة الغرب ليقول له أن طريقة تفكير الغرب وما ينادي به من حقوق حرية التعبير لا تقصد دوما إلحاق إهانة مباشرة يقيم غير القيم التي يؤمن الغرب بها. وأخيرا يقول للطرفين أن عالم اليوم واسع ومتنوع ، وأنه من الطبيعي أن تختلف بعض الأفكار والأحكام و الأولويات وسلم القيم ، دون أن يقود ذلك حتما إلى نزاع أو صدام وعلى كل الأحوال يبقى أن » أفضلكم عند الله أتقاكم ». (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 376 بتاريخ 6 أكتوبر 2006)
كوريا الشمالية وسياسة شفير الهاوية
توفيق المديني
في تحدّ كبير للمجتمع الدولي، لا سيما للولايات المتحدة الأميركية، فجرت كوريا الشمالية أول قنبلة نووية تجريبية تحت الأرض، تعادل قوة 550 طناً من مادة الـ «تي أن تي» في نفق تحت جبل شمال شرقي البلاد. وبإجرائها هذه التجربة النووية الناجحة، أصبحت كوريا الشمالية العضو التاسع في نادي القوى النووية، وهو النادي الذي يجمع القوى النووية المعلنة وكذلك إسرائيل.
وشكل هذا التفجير النووي الذي أجرته كوريا الشمالية أخيراً «حدثاً مزلزلاً» على الصعيد العالمي، إضافة إلى أنه شكل أيضا خرقا للاتفاق بين الكوريتين الذي ينص على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية الموقع عام 1992. وهو نتيجة منطقية للتصعيد العسكري الذي بدأ في تشرين الاول (أكتوبر) 2002، عندما انهارت اتفاقية الإطار عام 2002 التي شكلت حداً فاصلاً ومهماً، إذ كانت تؤمن هذه الاتفاقية احتواء لسياسة كوريا الشمالية النووية منذ العام 1994، وبعد أن اتهمت واشنطن بيونغيانغ بمواصلة برنامجها السري لتخصيب اليورانيوم.
ومن المعروف أن كوريا الشمالية انضمّت إلى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في عام 1985 ولكنها لم توقع على الشق الخاص لإخضاع منشآتها لتفتيش وكالة الطاقة الذرية، إلا في عام 1992. ومع حلول كانون الأول (ديسمبر) 1993، أي بعد عام من توقيع الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية، أعلنت بيونغيانغ عن انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وكذلك الاتفاق مع وكالة الطاقة. واستندت في ذلك إلى ازدواجية المعايير من جانب الوكالة، حيث ان الوكالة لم تلتزم بالتفتيش على المنشآت النووية في اسرائيل وجنوب أفريقيا إضافة إلى انصياعها للسياسة الاميركية من خلال فرض تفتيش خاص على المنشآت الكورية الشمالية، بينما لم تخضع القدرات النووية الأميركية والأسلحة الموجودة على أرض كوريا الجنوبية للتفتيش وما يعنيه ذلك من تهديد لأمن كوريا الشمالية وسيادتها. وتلت ذلك مجموعة من التحركات والضغوط والاتصالات من جانب مجلس الأمن والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، انتهت بالتوقيع على اتفاقية جنيف في تشرين الأول (اكتوبر) 1994.
بعد هذا التفجير النووي، وجدت كوريا الشمالية على الفور نفسها معزولة وفي مواجهة المجتمع الدولي من الآن فصاعداً، الذي اتحد في إدانتها، حتى من قبل حليفتها الصين، إذ اتخذت هذه الأخيرة وكذلك روسيا، موقفاً لافتاً بمعارضتهما الخطوة الكورية الشمالية، في حين رأت طهران أن من «مصلحة» بيونغيانغ العودة إلى المفاوضات لحل الأزمة. ودان مجلس الأمن بالإجماع الخطوة التي أقدمت عليها بيونغيانغ وحذرها من تكرار التجارب النووية، وأكد رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري الياباني كينزو اوشيما أن «أعضاء مجلس الامن دانوا بشدة اعلان (التجربة الكورية) ودعوا مجدداً كوريا الشمالية إلى الامتناع عن القيام بتجارب نووية أخرى والعودة إلى المحادثات السداسية والتخلي عن جميع برامجها النووية وبرامجها الأخرى لإنتاج الصواريخ». وتضغط الولايات المتحدة الأميركية على المجلس لفرض «عقوبات قاسية وملزمة» من بينها فرض حصار بحري على كوريا الشمالية، يشمل تفتيش السفن المتوجهة إليها، وإصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
العقوبات الاقتصادية لن تكون ذات فعالية كبيرة، لأن كوريا الشمالية لا تربطها علاقات اقتصادية قوية مع بقية العالم. فالعقوبات ستستهدف بوجه خاص الحدّ من النشاطات غير المشروعة للنخبة الكورية الشمالية، التي تخصصت في القيام بعمليات التهريب الدولية للأسلحة وسواها، وكذلك تقليص بيع العتاد العسكري، بما في ذلك الصواريخ. وأخيرا، إذا قررت الصين قطع امدادات النفط عن كوريا الشمالية، فإن ذلك سيكون له تأثير مباشر. بيد أن الأمر الذي تجب معرفته، هل أن الصين التي تخشى انهيار كوريا الشمالية، تملك الشجاعة للذهاب إلى النهاية؟
إن أميركا التي تواجه دولة نووية جديدة هي كوريا الشمالية، تجد نفسها عاجزة عن ممارسة الضغط على نظام بيونغيانغ لدفعه الى التراجع عن مواصلة إجراء تجاربه النووية، في ظل غياب التوافق على هذا الصعيد مع موسكو وبكين، اللتين لن تكونا شريكتين في توافق ضاغط على كوريا الشمالية رغم انتقادهما للتحدي الكوري، إذا لوحت واشنطن بالخيار العسكري.
في الوقت الحاضر، لا يوجد أي خيار عسكري واقعي ضد كوريا الشمالية لأسباب عدة. أولها ان سيول وطوكيو لا تريدان حتى الحديث عن الخيار العسكري. ثانيا، أنه من الصعب جدا تحديد كل المراكز النووية والباليستية في البلاد بدقة. وأخيرا، لأن بيونغيانغ تملك القدرة على الردّ المباشر، وأصبحت على طريق بناء ترسانة نووية تعتبرها رادعاً في وجه أي هجوم أميركي محتمل، فضلا عن أن سيول عاصمة كوريا الجنوبية هي على مرمى نيران مدفعية كوريا الشمالية. ولن تكون للخيار العسكري مصداقية، إلا في حال التهديد المباشر، أو في حال نقل أسلحة نووية إلى بلد آخر.
لقد شكل التفجير النووي الكوري الشمالي إخفاقاً كبيراً للدول الست الكبرى (الكوريتان الشمالية والجنوبية والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا) التي شاركت في المفاوضات السداسية المتعثرة والرامية إلى إقناع بيونغيانغ بالتخلي عن طموحاتها النووية، في مقابل مساعدات اقتصادية ولكن من دون جدوى. وهي الآن في مأزق منذ التوقيع على اتفاق 19 ايلول (سبتمبر) 2005. ومن وجهة النظر الكورية الشمالية، شكل الاتفاق النووي الموقع بين الولايات المتحدة والهند، والمفاوضات الجارية مع إيران – التي تمتلك برنامجا نوويا أقل تقدما من برنامج كوريا الشمالية – استخفافا بموقف كوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات ما دامت الولايات المتحدة ترفض رفع العقوبات (تجميد الأموال في الخارج، وإيقاف جزئي لتدفق الاستثمارات الدولية)، وهي مواقف متخذة عمليا لحظة توقيع ذلك الاتفاق. وتستهدف هذه الإجراءات الضغط على نظام بيونغيانغ، من دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن بسبب المعارضة الصينية والروسية لفرض العقوبات. وتساند اليابان الموقف الأميركي، إذ انخفضت مبادلاتها التجارية مع كوريا الشمالية إلى النصف في عام 2005.
فهل يعتبر إجراء التجربة النووية تعبيرا عن حالة من اليأس لدى نظام بيونغيانغ؟ أليس الإعلان عن إجراء تجربة نووية بمثابة رهان محفوف بالمخاطر لنظام يحاول استعادة موازين القوى لمصلحته؟ في الوقت الحاضر أظهر نظام بيونغيانغ أنه يلعب نسبيا بحنكة بالأوراق القليلة التي بحوزته، في سياق «ديبلوماسية شفير الهاوية» التي تمثل عملية إجراء تجربة نووية تعبيرها الجديد.
وتعتقد بيونغيانغ أن الفرصة مناسبة لفتح جبهة صراع جديدة، أو على الأقل القيام بصرف الأنظار، ما دامت واشنطن غارقة في المستنقع العراقي، ومحكومة بالصبر في صراعها مع طهران. ويرى الكوريون الشماليون أن إدارة بوش ستكون مجبرة في المحصلة النهائية على التفاوض مع الإيرانيين ومع المقاومة العراقية. المجازفة الوحيدة التي يأخذها النظام بالحسبان هي ردة فعل الصين: إلى أي مدى يمكن أن تتسامح مع استفزازات كوريا الشمالية؟
ويتساءل المحللون الغربيون هل أن السلاح النووي سيعطي مزيداً من الوزن السياسي للنظام الكوري الشمالي، ويطيل عمر آخر معاقل الستالينية في العالم؟
في الواقع ما تبحث عنه بيونغيانغ من خلال هذه التجربة النووية هو ضمان بقاء النظام و شرعيته. وعلى نقيض دول أخرى عدة تمتلك أسلحة نووية، لا يبدو أن كوريا الشمالية تبحث عن التأثير في الوضع الدولي أو الإقليمي. بيد أنها تريد قبل كل شيء تأكيد شرعيتها السياسية.
* كاتب تونسي.
(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 11 أكتوبر 2006)
قطر والاردن
محمد كريشان
في كل خلاف عربي بين حكومتين، علت قيمته أو دنت، لا تتأخر كثيرا الصحف عند هذه الدولة وتلك، وهي مأمورة في الغالب، في الشروع في حملات تقريع وشتم متبادل لا تترك حبل ود إلا قطعته ولا خط رجعة إلا ألغته، حتي أفرزت هذه الظاهرة العربية الأصيلة مع الزمن ما بات يعرف بصحافة الردح يبدع فيها باستمرار جيش معروف بالاسم من الأقلام المحترفة التي تهيج وتهدأ دائما بضغطة زر واحدة.
الخلاف الأخير بين قطر والأردن والذي وصل حد دعوة السفير الأردني في الدوحة للتشاور في أعقاب اللغط الذي أثاره تصويت قطر، العضو الحالي في مجلس الأمن، لفائدة المرشح الكوري الجنوبي لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة وعدم الالتزام بدعم المرشح الأردني زيد بن رعد خرج قليلا عن هذا التقليد فالصحافة الأردنية تكاد لا تخلو يوميا من مقال أو افتتاحية ضد قطر وسياستها في حين تلتزم الصحافة القطرية، إلي حد الآن، بالصمت الكامل فلا ترد ولا تعلق وكأن شيئا لم يحدث. ليس مطلوبا مني أن أقحم نفسي في هذا الموضوع فلكل من البلدين الأقلام المستعدة للدفاع عنه، اقتناعا أو تزلفا لهذا الطرف أو ذاك لا يهم، ولكن في كل ما كتب في الصحافة الأردنية لفت انتباهي بشكل خاص ما ورد في مقال بعنوان (إمبراطورية قطر العظمي) نشرته الرأي الأردنية مطلع هذا الشهر للسيد صالح قلاب. ما قاله الكاتب عن قطر وسياساتها له في الدوحة من يرد عليه فتلك ليست مهمتي ولكن ما قاله في ذات المقال عن قناة الجزيرة أشعر أنه جدير ببعض التوقف والتعقيب فصاحبنا يقول في مقاله بعد ذلك بدأت كرة الثلج تكبر وتكبر وأخذت إمبراطورية قطر العظمي تتدخل في الشأن الداخلي الأردني بصورة سافرة وتحريضية وبدأت من خلال فضائية ديفيد كيمحي تحشر أنفها في كل شيء وأخذت تجند القوادين والمومسات للشتم علي هذا البلد والسعي لإشعال نيران الفتنة فيه وبحثت عـن كل ساقط في الكرة الأرضية كلها لتضمه إلي هذه الجوقة البائسة المشبوهة .
دعونا نقول بداية ان هذا الكلام عن قناة فضائية عربية واسعة الانتشار، أحببناها أم كرهناها، لا يصدر من رجل شارع فقد أعصابه وإنما يصدر أولا من صحافي وكاتب، أي من زميل مهنة، وثانيا من وزير إعلام سابق في الأردن، وثالثا من مشرف سابق عن قناة العربية التي هي زميلة للقناة المشتومة دون أن ننسي، وصاحبنا لم ينس بالتأكيد، أن المرتين اللتين عين فيهما السيد قلاب وزيرا في الحكومة الأردنية في السنوات الماضية إنما كانت بعد أن أبلي بلاء حسنا في الدفاع عن المواقف الأردنية الرسمية في برامج بثتها هذه القناة التلفزيونية الملعونة تحديدا. لكل ذلك ليس من الحصافة في شيء، حتي لا نقول شيئا آخر، أن تصف زملاء لك يعملون في هذه المحطة بأوصاف من نوع القوادين و المومسات و الجوقة البائسة فالمواقع الصحافية التي تبوأتها يفترض أن تجعلك تترفع عن عبارات كهذه في حق زملاء حتي وإن كنت تمقت هذه المحـطة فهذا حقك الذي لا ينازعك فيه أحد.
المسألة الأخري أن وصف هذه المحطة التي لها اسم هو الجزيرة بفضائية ديفيد كيمحي (رجل الأعمال الإسرائيلي الذي قيل إنه من مؤسسي المحطة بل وعضو في مجلس إدارتها الأول !!) فيه الكثير من ذلك النوع من الخفة التي لا يتورع أصحابها مثلا ودون دليل أو برهان عن الزعم بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين عميل للمخابرات الأمريكية وكذلك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أو أن الزعيم الشهيد ياسر عرفات عميل للموساد وغير ذلك من الترهات. ونكتة ديفيد كيمحي تذكرني بحادثتين مضحكتين: الأولي عندما التقي مدير الجزيرة السابق بوزير إعلام عربي سابق فأسهب هذا الأخير في الحديث عن الشبهات التي تحوم حول المحطة وقصة كيمحي هذه تحديدا فما كان من المدير إلا أن قال له السيد الوزير عندما جلست بالأمس مع مسؤول جهاز مخابراتكم تحدث في السياسة أما أنتم فتتحدثون في المخابرات وفي معلومات مهزوزة فوق ذلك!!. أما الحادثة الثانية فوقعت لأحد زملائنا من العاملين في الجزيرة فقد استدعته مخابرات بلاده خلال إجازته الصيفية وكان من بين الأسئلة التي طرحت عليه هل صحيح أن لديكم في غرفة الأخبار مكتبا يقبع فيه إسرائيلي من الموساد يجيز كل التقارير قبل بثها؟ (!!).
وقديما قيل آفة الرأي الهوي أما ابن المقفع فقال وإذا حاججت فلا تغضب فإن الغضب يدفع عنك الحجة ويظهر عليك الخصم .
(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 أكتوبر 2006)
نبيل شبيب
أخيرا صرح الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يتوقع عدوانا عسكريا إسرائيليا على دمشق في أي لحظة، وسيان ما هو الهدف من هذا التصريح وتوقيته، يبقى أنه يصف الواقع الفعلي، وإن لم يترتب على التصريح ما ينبغي أن يُصنع فعلا لمواجهة العدوان.
فقد ظهر أن الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان، كانت مدبرة بتخطيط إسرائيلي-أميركي، وبهدف ولادة « شرق أوسط جديد »، أي أنها كانت ضمن مخططات تشمل سوريا على وجه التخصيص، من بين حلقات ما بات يوصف بمحور يضمها مع إيران ومنظمات المقاومة بلبنان وفلسطين.
العدوان والفوضى الخلاقة
اختيار لبنان قبل سورية مقصود، وعلى وجه التحديد على خلفية الحرص على إثارة نعرات طائفية في المنطقة عموما، كما جرى في العراق، ولا يعني ذلك غياب عوامل عديدة أخرى، منها لفت الأنظار عن مسلسل العجز الأميركي عسكريا والانحطاط أخلاقيا، في محطات أفغانستان والعراق، وفي بؤر أبو غريب والفلوجة وغوانتانامو وسواها، علاوة على العجز الإسرائيلي عن إنهاء الانتفاضة الثانية في اتجاه تصفية القضية، فبدلا من ذلك وصلت حماس إلى السلطة.
العدوان على لبنان كان مطلوبا لذاته ولأنه بوابة العدوان على سوريا أيضا وعلى المحور المشار إليه، وما يتصل بالعدوان الإسرائيلي في المنطقة عموما لا يختلف من رئيس أميركي إلى آخر، إلا اختلاف الأساليب، ففي مخططات واشنطن سلسلة من المهمات المقررة أميركيا بغض النظر مَن يكون الرئيس الآني، وتشمل المنطقةَ الإسلامية، بدءا بأفغانستان، مرورا بالعراق، وصولا إلى سوريا بعد لبنان، ومن المرجح الوصول إلى مصر والسعودية لاحقا.
وكان قد بدا لبنان في هذا الإطار هو الخاصرة الأضعف في المنطقة، وأن السيطرة الصهيو-أميركية المباشرة أو غير المباشرة عليه، يمكن أن تنقل إلى الخطوة التالية في سورية، تمهيدا لما يليها.
وانطلاقا من رؤية حلقات مسلسل العدوان على المنطقة، لا ينبغي للسلطات السورية الاطمئنان إلى وهم دفع هذا الخطر من خلال مناورات ما حول ما يريده العدو الأميركي من سوريا على صعيد العراق، أو « الإرهاب »، أو سوى ذلك، فمخطط الهيمنة مع التطويع الشامل أقدمُ زمنيا من هذه العناصر، وأبعد هدفا منها، وينطوي على هجمات متوالية بغض النظر عن التغيرات الجانبية والمناورات الجزئية.
وبات معروفا أنه بدأ بالحديث عن « محور الشر » في وثائق « المحافظين الجدد » قبل انتقالها إلى مستوى تصريحات رسمية بسنوات، وبالحديث عن « العدو الإسلامي البديل » قبل أحداث نيويورك وواشنطن وغزو أفغانستان بسنوات.
وإذا كان الجديد في هذا المخطط عموما هو التحرك العسكري الأميركي المباشر، فإن حلقة العدوان على لبنان اعتمدت على الأسلوب التقليدي في تحركات التطويع الإقليمي، أي عسكريا على الشريك الإسرائيلي أو بعض القوى الإقليمية التي سبق تطويعها أو سبقت تبعيتها، وسياسيا على التسلط الأميركي على صناعة القرار الدولي عبر مجلس الأمن الدولي في نيويورك وخارج نطاقه.
لم تحقق الحرب ضد لبنان أهدافها العسكرية المعلنة، ولم تخرج المقاومة منها منكسرة، وما يُصنع على الأرض لا يُمكن القضاء عليه عبر الانحياز في سياسات دولية وإقليمية ومحلية، بما في ذلك جلب قوات دولية لتقوم بما عجزت القوات الإسرائيلية عنه، وبتعبير آخر موجز، أرجعت حصيلة القتال أوضاع المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وربما إلى وضع « أسوأ » بمنظور مخططات الهيمنة الصهيو-أميركية.
هذه حصيلة تستدعي في الأصل التفاؤل والقول إن مسلسل انهيار دعائم المشروع الصهيو-أميركي مستمر، ولكن التفاؤل لا يفيد إلا بقدر ما يقترن بمخططات وتحركات مضادة لإيجاد مزيد من الأسباب على أرض الواقع ليستمر ذاك المسلسل.
وإذ لا يُنتظر التحرك المضاد على مستويات رسمية، يبقى التركيز على الأرضية الشعبية، كتلك التي انبثقت منها -في أشد الظروف صعوبةً وتعقيدا- نواةُ المقاومة الشعبية القادرة على التحرك في فلسطين ولبنان، وتحقيق الإنجازات تدريجيا على طريق مزروعة بالتضحيات الكبيرة.
العدوان على أبواب سوريا
لقد كشفت المواقف المرافقة للحرب العدوانية ضد لبنان، أن الجبهة العربية والإسلامية التي كانت ضعيفة متصدعة وجامدة إلا في حالات المشاركة المباشرة وغير المباشرة في بعض حلقات العدوان على المنطقة، كما كان في الحرب الأولى ضد العراق، وفي استكمال أسباب حصار حماس بعد تشكيلها الحكومة الفلسطينية.
والتفاؤل لا يعفي من ضرورة أن يوضع في الحسبان أن الطرف الآخر لن يقف عند حدود ما تلقى من انهيارات ونكسات. والحديث الغربي والعربي عن محور يتشكل من إيران وسوريا ومنظمات المقاومة في لبنان وفلسطين، لا يسلط الضوء على حقيقة هذا المحور وحقيقة تماسكه ومفعوله، بقدر ما يكشف عن أن استهدافه سيكون في صلب جهود ما بعد الحرب التدميرية في لبنان.
وتمثل إيران هنا عقدة عصية على الاستهداف بالوسيلة العسكرية، لاسيما في المرحلة الحالية. كما ظهر فلسطينيا ولبنانيا أن المقاومة الشعبية رقم أشد صعوبة، فالحرب كانت ضد لبنان فدُمر، وضد المقاومة فكانت الحصيلة أقرب إلى انتصارها على العدو المتفوق عدة وعددا.
ومن هنا أيضا يبدو أن التعجيل في هجمة عدوانية أخرى قد أصبح مطلبا مرجحا بمنظور الإسرائيليين بعد ما أصابهم من الخزي في الساحة العسكرية الحقيقية جنوب لبنان، يوما بعد يوم، على مدى أسابيع عديدة.
إن سوريا هي الهدف القريب التالي، إسرائيليا وأميركيا، سياسيا وعسكريا، لاستكمال القليل الذي تحقق والكثير الذي استحال تحقيقه عبر بوابة لبنان.
وسيان ما هي الإعدادات العسكرية السورية، وما هي العلاقات الدولية التي يُحتمل أن تعول السلطة السورية عليها، يبقى أن موازين القوى العسكرية ستكون على غرار ما وقع في العراق، عندما انهار النظام وقواته النظامية وشبه النظامية دفعة واحدة، وليس على غرار لبنان، حيث استطاعت آلة التدمير العسكرية القضاء على البنية الهيكلية للدولة، ولم تستطع القضاء عليها، ليس بسبب قوتها الذاتية، وإنما نتيجة للمقاومة وصمودها.
ما الذي يمكن أن تتعرض له سورية في حال استهدافها عسكريا بعدوان إسرائيلي أو إسرائيلي-أميركي؟
لقد سعت السلطة السورية ما استطاعت للحفاظ على معادلة إقليمية ودولية معها عبر مقولة إن البديل عنها لن يكون إلا بديلا إسلاميا أشد معارضة لأهداف الهيمنة العدوانية من السلطة الحالية.
على أن الهدف لن يكون إسقاط النظام بالضرورة وإن سقط فعلا، فلن يمنع من العدوان « التخويفُ من بديل إسلامي »، فالمطلوب هو توسيع النطاق الجغرافي لانتشار « الفوضى الخلاقة »، سيان ما ينبثق عنها، فآنذاك يكون لكل حادث محلي جديد حديث أميركي آخر.
سورية هي الهدف العسكري القادم للثكنة العسكرية الصهيو-أميركية القائمة في فلسطين، ورغم الرغبة في تجنب التنبؤات المتشائمة، فمن العسير ترجيح احتمال آخر ما عدا استباق العدوان بانبطاح ما على الطريقة الليبية. ومن العسير أيضا القول إن الانتقال عسكريا من لبنان بعد العراق وأفغانستان، إلى سورية -قبل مصر والسعودية- سيكون في المستقبل البعيد، بل الأرجح هو أن تكون المرحلةُ الأخيرة قد بدأت من العد العكسي الذي بدأ قبل اغتيال الحريري.
الانقلاب هو المخرج
لا توجد في سورية، في الإطار الرسمي ولا خارج نطاقه، مقاومة شعبية منظمة ومعدة عبر سنوات عديدة، على غرار المقاومة في لبنان.
والأرجح أن يؤدي العدوان إلى انهيار سريع واسع النطاق، ولا يحتاج العدوان إلى ذريعة حقيقية، بل يمكن اختلاق ذريعة مقبولة دوليا وإن كانت دون أساس قانوني دولي قويم.
ولا يرتبط توقيت العدوان إلا بوصول الإعداد له إلى المرحلة المناسبة لتنفيذه، وليس متوقعا أن يحتاج ما بقي من الإعداد إلى فترة طويلة.
بتعبير آخر لن يكون تحديد معالم المرحلة المقبلة ميدانا لتأثير السياسة السورية عليه بأساليب المناورات والمغامرات، سيان في أي اتجاه.
ولا توجد في آفاق السياسة السورية أي علامة لحرية الحركة بمثل تلك المناورات والمغامرات اعتمادا على أرضية دولية، أوروبية مثلا أو روسية أو صينية، ولا أرضية إقليمية عربية أو إسلامية، بعد تبدل المسرح السياسي الرسمي العربي إلى درجة التشويه المطلق، وضعف المسرح السياسي للدول الإسلامية بصورة استعراضية مكشوفة.
المخرج الوحيد المعتاد أمام عدوان خارجي أكبر من طاقة السلطة الحاكمة هو ما يوصف بالوحدة الوطنية، ومفعولها كان على الدوام مرتبطا بمدى قيامها على التحام حقيقي بين السلطات والشعب، وليس مجرد الإعلان عنها في صيغة هزيلة، تختزل مضمونها في حدود كلمات ودية لا تؤثر جذريا على وضع شاذ قائم منذ عشرات السنين على أساس استبدادي دموي واحتكار للسلطة خطير.
وعند النظر في العامل الزمني إضافة إلى العوامل السالف ذكرها بصدد تهيئة الأرضية الدولية والإقليمية للعدوان على سورية، لا يمكن القول إن المخرج ممكن عبر وحدة وطنية يمكن أن تتحقق يوما ما، عبر خطوات بطيئة مدروسة، وعبر مفاوضات ومؤتمرات ما، بل المفروض فرضا أن يتخذ السعي لمواجهة الخطر المستفحل صيغة شبيهة بانقلاب فوري على وضع قائم.
ولا نعني أن تقوم جهة معارضة ما بانقلاب، ليس فقط بسبب أن الأوضاع السورية الآنية تؤكد عدم وجود جهة مؤهلة لذلك، بل ولأن الانقلاب على سلطة قائمة لن يسفر عن إيجاد وضع جديد خلال فترة تكفي لإيجاد الأسباب الضرورية للصمود الرسمي والشعبي أمام عدوان خارجي.
إن المسؤولية الأكبر والأعظم تقع على عاتق السلطة القائمة في سوريا، والمطلوب أن تقوم هي بانقلاب على نفسها، وأن تفتح الأبواب أمام تغيير جذري شامل، دستوريا وسياسيا، مع تعبئة سريعة لسائر القوى السياسية والشعبية. وإلا فستحمل بين ليلة وضحاها وزر تدمير نفسها مع سوريا، إلى جانب ما حملت حتى الآن من أوزار الاستبداد.
المحور الحقيقي للمسؤولية المطروحة على السلطة السورية اليوم، متركز على:
1- تأخير حركة التغيير الجذري المفروضة، وهو حتمي قادم قطعا، بوجود مَن يوجد في السلطة حاليا أو في غيابهم. 2- التشبث بوضع يساهم في التمكين من وقوع كوارث كبرى نتيجة عدوان خارجي. 3- نشوء مزيد من العراقيل في وجه التغيير.
وجميع ذلك يضيف إلى أوزار المسؤولين في السلطة آنذاك -وإن سقطت- وزر ما يقع من تضحيات يسببها العدوان، وتضحيات يتطلبها الصمود وتتطلبها المقاومة للتحرر من عواقبه، وكذلك لتحقيق التغيير الجذري المحتم، سواء وقع العدوان أم لم يقع، وسقطت السلطة أم لم تسقط.
وفي سائر الأحوال سيواجه مَن يمارس العدوان المرجح من المقاومة ما قد يخطر أو لا يخطر في بال المخططين للهيمنة على سوريا والمنطقة بأسرها، وسيخطئون في تقدير حجم تلك المقاومة الشعبية ونوعيتها مثلما أخطؤوا باستمرار، في أفغانستان والشيشان، وفي العراق والصومال، وفي فلسطين ولبنان، وفي كل مكان يواجه فيه جبروت العدوان من حيث يحتسب ولا يحتسب طاقات متفجرة من الصمود والمقاومة.
(*) كاتب سوري
(المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 10 أكتوبر 2006)
الجعايدي يقول انه لن يرجع عن قراره اعتزال اللعب مع منتخب تونس
تونس (رويترز) – قال راضي الجعايدي مدافع فريق برمنجهام سيتي الانجليزي ان هبوط مستواه والاداء المخيب للامال للمنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم في المانيا بين أبرز أسباب اعتزاله اللعب دوليا.
وأضاف الجعايدي (31 عاما) والذي لعب في صفوف منتخب تونس عشر سنوات أن قراره اعتزال اللعب مع منتخب بلاده « نهائي ولا رجعة فيه وجاء بعد تفكير عميق. »
وكان حاتم الطرابلسي مدافع فريق مانشيستر سيتي الانجليزي قد أعلن في وقت سابق اعتزاله اللعب مع المنتخب التونسي أيضا.
وقال الجعايدي الذي انتقل بداية هذا الموسم الى برمنجهام قادما من بولتون أن قرار انهاء مشواره مع المنتخب التونسي كان جاهزا بعد مونديال المانيا لكنه قبل اللعب ضد موريشيوس لانه اعتبر ذلك « واجبا وطنيا ».
وخاض الجعايدي اخر مباراة مع منتخب بلاده ضد منتخب موريشيوس في اطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافريقية المقبلة وانتهت بالتعادل دون اهداف.
وقال في مقابلة مع رويترز « عندما استدعيت الى مباراة المنتخب ضد موريشيوس وافقت فورا واعتبرت ذلك واجبا وطنيا لكني شعرت بتراجع مستواي لذلك اخترت الابتعاد وتفادي احتجاجات الجماهير. »
ونفى الجعايدي ما تناقلته الصحف التونسية من أن خلافا مع رئيس الاتحاد علي لبيض بعد مباراة موريشيوس دفعه للاعتزال.
وقال « هذا الامر لا أساس له من الصحة وهو بعيد كل البعد عن الحقيقة وهي مجرد اشاعات ..أنا قدمت الكثير للمنتخب لمدة 10 سنوات كاملة دون حسابات مسبقة فكيف اتهم اليوم باللامبالاة. »
وانتقد رئيس الاتحاد بشدة لاعبي المنتخب واتهمهم باللامبالاة وعدم الجدية عقب تعادلهم مع موريشيوس.
وعن امكانية عودته الى تعزيز كتيبة نسور قرطاج قال الجعايدي « قررت الاعتزال والخروج من الباب الكبير واعطاء الفرصة لبعض الشبان الذين بامكانهم تقديم ما هو افضل واعدادهم الى نهائيات امم افريقيا غانا 2008 . »
غير أن نبيل معلول مساعد الفرنسي روجيه لومير المدير الفني للمنتخب التونسي اشار في برنامج تلفزيوني هذا الاسبوع انه سيقنع الجعايدي بالتراجع عن قراره. وقال دون ان يذكر تفاصيل « تحدثت مع الجعايدي وانا مقتنع أنه سيعود لصفوف الفريق. »
وشارك المدافع المخضرم مع منتخب بلاده في ثلاث نهائيات لكأس العالم وخمسة بطولات افريقية.
وتناقلت الصحف ان نية الاتحاد التونسي لكرة القدم تتجه نحو معاقبة الجعايدي والطرابلسي وسليم بن عاشور بسبب رفضهم تعزيز صفوف المنتخب.
وقال الجعايدي « لا أعلم بهذا الامر واذا صح فسأجلس الى المسؤولين في الاتحاد وأناقشهم حول اسباب القرار. »
ويسعى رئيس الاتحاد الجديد منذ أن تولى المنصب خلفا لحمودة بن عمار الي رأب الصدع الذي خلفه الاداء المخيب للامال للمنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم في المانيا وأبرزها توتر العلاقات بين بعض اللاعبين ومدرب الفريق لومير.
وشدد الجعايدي على أنه « سيركز الان على تقديم وجه متميز مع فريقه في الدوري الانجليزي وتشريف كرة القدم العربية. »
ووصف وضعيته في برمنجهام بأنها « ممتازة » قائلا « أنا مرتاح في فريقي. »
وبدأ الجعايدي مشواره في الترجي قبل 13 عاما وانضم للمنتخب اول مرة في عام 1997 . وانتقل في عام 2004 الي بولتون الانجليزي ثم الي برمنجهام.
وأقر الجعايدي بأن المنتخب التونسي يمر بأزمة عارضة. وقال « تسرب الشك الي اللاعبين منذ نهائيات ألمانيا وأعتقد انه بالعمل الجدي يمكننا تجاوز مرحلة الشك. »
من محمد العرقوبي
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 أكتوبر 2006)