سليم بوخذير: الحكومة التونسية تكشف تورّط مسلّحي الإشتباكات الأخيرة في « محاولة لقلب نظام الحكم » و تُبرّؤهم من الإعداد لضرب سفارات الطاهر الحسني:المهندس التّومي المنصوري يُـحـاصـر حتى في لقمة عيشه: هل أصبح البحث عن لقمة العيش جريمة يعاقب عليها القانون في تونس؟ صحيفة « الحياة » :«شرطة» الانترنت تلاحقها حتى خارج الاطار السياسي …المدوّنات الالكترونية في تونس تخوض معركة الديموقراطية الرقمية صحيفة « الحياة » :قادة مكافحة الإرهاب يخططون للسيطرة على الإنترنت موقع الجزيرة.نت :حالة تعذيب جديدة بمصر يكشفها مدونون إلكترونيون جريدة « الصباح: مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي:خطاب فنــي راق وطـروحــات فكريــة جريئــة صحيفة « الشروق »:«خمسون» لفاضل الجعايبي: مُساءلة لليسار والسّلطة… ودفـاع عن الحداثة والجمهورية الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي للشعب: العزوف عن العمل السياسي ظاهرة لا تخصّ المرأة وحدها الشعب : نزيف الكفاءات التونسية : 23 طيارا تونسيا يغادرون باتجاه الخليج والهند تطلب ألفا منهم الشعب : المكتبة المنزلية محمد الصّالح فليس: الدّكتاتور والشعب عبدالحميد العدّاسي :خبر من تونس عباس :الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : الكرتُوش يْخَيط جِمله وحده في بلاد الأمن مدونة » Extravaganza » :أنــا و الـسلـفيـّة جريدة « الصباح:«آخر فيلم» للنوري بوزيد في عرض خاص:تقنيـات حديثـة.. نعـم، ولكن ماذا عن الوصايـــة علــى الجمهـــور؟ جريدة « الصباح: وزيــر العـــدل وحقـــوق الانســان:مكاسـب تشريعيــة كبيــرة لتمييــز المـرأة إيجابيـــا جريدة « الصباح:تصفية ملك الدولة والأراضي الاشتراكية:مدارس… وحدات صحية… مساكن إدارية… أودية… سباخ ومساحات شاسعة من الأراضي تحت المجهر صحيفة « الشرق »:تونس: الاعتماد على الغاز الطبيعي كبديل استراتيجي للنفط صحيفة « الخليج »;غذاؤك دواؤك … مستخلص من زيت الزيتون لعلاج سرطان الدم الحياة : مصر وتونس تدعوان القطاع الخاص إلى الاستثمار في النقل الجزيرة.نت :ليبيا وتونس تتفقان على مشاريع استثمارية مشتركة بيان اليوم: مؤشرات على توجه بلدان المغرب العربي نحو نظام التأشيرة سويس إنفو: اهتمام الفضائيات العربية بالمغرب العربي.. ماذا وراءه؟ الشهاب: من نتائج الانغلاق الإعلامي الداخلي – فضائيات تغزو المغرب العربي موقع الجزيرة.نت:تقرير دولي ينتقد تأخر الحكم الراشد بالشرق الأوسط وأفريقيا برهـان بسيّس: من البنك التجاري إلى البنك الانتحاري توفيق المديني:تغييب السياسة عن المجتمع العربي عبد الحميد الحمدي: رحيل الأب الروحي للجالية المسلمة في الدانمارك أبو الوليد التونسي :السـور المفتراة في قرآن الرافضة المزعوم
To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
شهادة مؤثرة لوالدة السجين المظلوم أيمن الدريدي
بُثت في البرنامج الأسبوعي رقم 39 لقناة « الحوار التونسي » ليوم الأحد 4 فيفري 2007 http://video.google.com/googleplayer.swf?docId=4972545090292306890&hl=en
قضية المواجهات المسلحة أمام المحكمة
الحكومة التونسية تكشف تورّط مسلّحي الإشتباكات الأخيرة في « محاولة لقلب نظام الحكم » و تُبرّؤهم من الإعداد لضرب سفارات . . * محامي المتهمين يُشكّك في صدقية الملف و يقول « إن المتهمين أعتقلوا قبل تاريخ المواجهات«
تونس – سليم بوخذير كشفت السلطات في تونس أنّ المجموعة المسلّحة التي سبق أن دخلت معها في إشتباكات خلال الأسبوع الأخير من العام المنقضي كانت تنوي « قلب نظام الحُكم و تبديل هيئة الدولة » ، ساحبة عنهم أي إتهام بنية ضرب سفارات أجنبية مثلما سبق أن إتّهمهم وزير الداخلية التونسي جانفي- كانون الثاني الماضي . و قال عبد الرؤوف العيادي محامي بعض المُتّهمين اليوم الأحد ، « لقد تمّ عرض جميع المُتهمين على المحكمة مؤخرا بتهمة التآمر على أمن الدولة و محاولة قلب النظام و ليس بتهم ضرب السفارات و قد كان عددهم 30 و ليس 15 مثلما سبق أن ذكر وزير الداخلية » . و تابع « لقد تمّ حرمانهم عند العرض من حقّ توكيل محامين المكفول في المُدوّنة الجنائيّة التونسية و لم تتسنّ لنا إنابتهم و الإطّلاع على ملفات القضية إلاّ آخر الأسبوع المتخلي حيث فُوجئنا بتناقضات كثيرة بين الدعوى و ما سبق الإعلان عنه رسميا » ، حسب تعبيره . و سبق لوزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم أن أعلن السبت 12 جانفي – كانون الثاني 2007 في ندوة للحزب الحاكم في تونس، أنّ الضواحي الشمالية لمحافظة نابل التونسية (60 كلم جنوب العاصمة ) شهدت خلال الفترة من 23 ديسمبر – كانون الأوّل- و 3 جانفي – كانون الثاني ، مُواجهات مُسلّحة بين قوات الأمن التونسي و مجموعة مُسّلحة تتكوّن من27 عنصرا من « السلفيين الجهاديين » . و تابع أنّهم سرّبوا السلاح من الجزائركانوا ينوُون فقط ضرب سفارات أجنبية بتونس تزوّدوا بخرائطها ، متابعا أنّ المواجهات أسفرت عن قتل 12 من المسلحين و إعتقال ال 15 المتبقيين . و كان المحامي العيادي أوّل محام يُسمح له بتسلّم ملف القضية و بزيارة عُنصر من المتهمين في قضية الإشتباكات المسلحة الأخيرة حيث زار المُتهم محمد الأمين الجزيري (27 سنة) أمس السبت بسجن « المرناقية » (محافظة منوبة) . و قال العيادي « أشار ملف القضية إلى أنّ المتهمين تسربوا بالسلاح من الجزائر في ماي– مايو الماضي بينما الوزير سبق أن ذكر أنّ 6 منهم سرّبوه تحت عيون البوليس في ديسمبر، كما أورد الملف أنّ مواجهتين مسلحتين فقط تمّتا بينما الوزير سبق أن تحدّث عن مواجهات دامت 10 أيام » . و تابع أنّ « الذي فاجأه أكثر هو أن مُنوّبه (الجزيري) وقع إعتقاله منذ 24 ديسمبر 2006 في محافظة سيدي بوزيد (370 كلم جنوب العاصمة) عندما كان بصدد السير في الطريق العام و آخرين أعتقلوا في الفترة ذاتها ، بينما الملف يقول إنّ المواجهات المُفترضة تمّت بعد ذلك التاريخ و بالعاصمة و ليس بمحافظة سيدي بوزيد ، الأمر الذي يُشكّك في قضية حصول مواجهات مسلّحة بالتاريخين و المكانين اللذيْن ذكرهما الإدعاء » ، على حدّ قوله . و قال العيادي « لقد خلا ملف القضية تماما من أي محاضر عرض و تسلم رُفات تُثبت تسلّم 12 عائلة لجثث أبنائهم القتلى في المواجهتين المفترضتين رغم الإشارة إلى هذه المحاضر في القضية ، الأمر الذي يجعل إدعاء وفاة 12 شخصا أصلا من غير دليل » . و تابع « بشأن هذه النقطة بالذات فوجئت أيضا بإشارة السلطات في الملف إلى مقتل عنصرين من ال12 المُفترضين في مواجهة بمدينة حمام الشط و 5 في المواجهة الثانية بمدينة سليمان لكن لا توجد إشارة إلى ظروف وفاة ال5 المتبقيين » . و إتّهم المحامي العيادي السلطات ب »إخضاع المتّهمين للتعذيب الشديد منذ ديسمبر الماضي في مخافر وزارة الداخلية بغرض تحصيل توقيعاتهم على تُهم لم تثبت بعد و هم يُنكرونها أصلا » ، مُعبّرا عن « خشيته على السلامة الجسدية لهم حتّى بعد إحالتهم من التحقيق إلى السجن، حيث أعلمه مُوكّلة بإستقدام أعوان مُلثّمين قاموا بتعذيبهم في السجن أيضا »، على حدّ وصفه . و قال العيادي « لقد وجدت مُنوّبي في حالة صحية مُؤسفة للغاية و آثار التعذيب الذي تعرّض له لمدة تتجاوز شهر من الزمن ، بادية » ، مُتابعا « لقد فُوجئت بتمييزه هو و باقي المتهمين بملابس خاصة تُشبه ملابس معتقلي غوانتانامو و بمعاملة قاسية عند إصطحابه لمقابلتي حيث يُجبر على الإنحناء ماشيا ممسُوكا من قبل الحارس من أعلى الرأس و كانت تبدو عليه صعوبات في طريقة المشي بسبب تقييد خاص أُخضع له،فهل أصدرت إدارة السجن الحُكم بعقابه و باقي المتهمين بدل المحكمة التي لم تقل كلمتها بعدُ » . و قال العيادي « كان المُوكّل يرتعش إرتعاشا طوال الزيارة من فرط تعرّضه للصقيع في زنزانات إنفرادية لا يتمتع فيها بأي غطاء »، متابعا « أنكر لي المنوّب أي ضلع له بالتهم المنسوبة له و إنّني أجرّد الإعترافات التي تمّ إنتزاعها منه هو و باقي الموقوفين تحت التعذيب ، من أي مصداقية » . و من جهتها ندّدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان لها اليوم بما وصفته ب » تعرّض هؤلاء المتهمين لإساءة المعاملة حيث يقبعون في غرف تفتقر لأبسط الظروف الصحية و تنعدم فيها التهوية والإضاءة و هي شديدة البرودة لرطوبة كما يخضعون لسياسة التجويع والضرب و التهديد بالشنق و الترويع »، حسب وصف البيان . و لم يتسنّ لنا الحصول على أي تعليق رسمي من الدوائر الحكومية التونسية على هذا الموضوع
(المصدر: مدونة سليم بوخذير يوم 4 فيفري 2007 )
http://alkalamalhor.maktoobblog.com/?post=203691
المهندس التّومي المنصوري يُـحـاصـر حتى في لقمة عيشه
هل أصبح البحث عن لقمة العيش جريمة يعاقب عليها القانون في تونس؟
قادة مكافحة الإرهاب يخططون للسيطرة على الإنترنت
«شرطة» الانترنت تلاحقها حتى خارج الاطار السياسي …
المدوّنات الالكترونية في تونس تخوض معركة الديموقراطية الرقمية
نقابة الصحافيين تعدّ لإنجاز مؤتمرها في أقرب الآجال
بعد انتهاء أشغال مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل بالمنستير وتسلم أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد مسؤولياتهم واصلت الهيئة المؤقتة لنقابة الصحافيين التي شكلها الاتحاد قبل المؤتمر نشاطها بعقد جلسة من الاجتماعات الداخلية بين أعضائها وكذلك مع الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي .
وتقرر الإسراع بعقد المؤتمر النقابة في اقرب الآجال، وبناء على ذلك انطلق التثبيت في قائمات المنخرطين بمختلف المؤسسات الصحفية وتمكين الزملاء غير المنخرطين من انخراطهم .
وينتظر ان تتسلم النقابة مكتبا في احد مقرات الاتحاد لمواصلة انجاز مهامها في أحسن الظروف.
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
هل يغني مرسيل خليفة للإتحاد؟
في إطار حديثه عن الثقافة العمالية داخل المنظمة أكد الأخ عبيد البريكي أن الاتحاد يدعم الثقافة البديلة والهادفة وإنّه على استعداد للمساهمة مثلما فعل في السابق.
وأعلن بالمناسبة عن وجود اتصالات ومساع جادة لاستضافة الفنان اللبناني الكبير مرسيل خليفة حتى يحيي حفلا لفائدة الاتحاد.
وأوضح الأخ البريكي على أن الاتصالات جارية وأنّ الاتحاد يرغب أن يغنّي مرسيل خليفة مرّة أخرى لفائدة النقابيين ولغيرهم من محبيه ومريديه في تونس.
أبو خليل
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي:
خطاب فنــي راق وطـروحــات فكريــة جريئــة
«خمسون» لفاضل الجعايبي:
مُساءلة لليسار والسّلطة… ودفـاع عن الحداثة والجمهورية
الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي للشعب:
العزوف عن العمل السياسي ظاهرة لا تخصّ المرأة وحدها
ميّة الجريبي تونسية من اللاتي آمن أن الجلوس على الربوة استقالة وأن المشاركة إقدام، من نساء تونس اللاتي رأين أن الفعل السياسي ليس عملا مذكرا البتة بل هو شأن انساني عام يهم كل أفراد المجتمع، آمنتْ بكل هذا وحولت الايمان الى فعل فانخرطت منذ شبابها في العمل الحزبي وناضلت ضمن القواعد ومع النخب، وهاهي اليوم على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي أمينة عامة كأول امرأة تونسية تبلغ هذا المنصب، لم يكن الامر صدفة أو منة من أحد بل كان ثمرة ايمان وجهد متواصلين بقدرات المرأة اللامحدودة على الاضطلاع بكل المهام والمسؤوليات … إلتقيناها أملين في التعريف بنموذج نسائي نحلم أن تتعدد نسخه فكانت إجاباتها سخية وصريحة .
تهانينا بانتخابك على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي أولا و ثانيا كيف تنظرين لوجود امرأة على رأس حزب سياسي في تونس لأول مرة ؟
ـ شكرا جزيلا على تهانيك. أما عن وجود امرأة على رأس حزب سياسي فأنا أنظر له كتكريس لجدارة المرأة ، بقطع النظر عن الشخص، لتحمل المسؤولية و تبوء المكانات الأولى في الأحزاب و المنظمات. وجودي على رأس الحزب الديمقراطي هو أيضا تعبير عن المنحى التقدمي لهذا الحزب حيث و منذ إعلاني الترشح وجدت دعما و مساندة عريضين من مناضلي الحزب بل و افتخارا بـأن يكون هذا الحزب فاتحا لمرحلة تتبوأ فيها المرأة المسؤولية الأولى في الأحزاب. بلادنا تزخر بأسماء نسائية مناضلة في الأوساط النقابية و الجمعياتية تشرفنا جميعا و من هذه الزاوية لا أرى نفسي استثناء بل تعبيرا عن تطور آمل شخصيا ألا أبقى رقمه الوحيد و أن تشهد تونس ديناميكية إيجابية في هذا المستوى.
تتميز أحزاب المعارضة في تونس بتدني الانخراط النسائي فيها فهل تبلورت لديك شخصيا و لدى الحزب خطة لتجاوز هذا النقص؟
العزوف عن العمل السياسي ليس ظاهرة خاصة بالمرأة بل هي ظاهرة مرتبطة وثيق الارتباط بحالة الحريات و بالمناخ السياسي العام وهي تمس المرأة و الرجل على حد السواء. فكلما اتسع مجال الحريات كلما اتسعت المشاركة السياسية و تكثف حضور المرأة و الرجل في المجال العمومي، و كلما ازداد الوضع السياسي اختناقا و الحريات انحسارا كلما ابتعد المواطن عن المشاركة السياسية و العمومية أيا كانت تعبيراتها. و لنا في تجربة لجنة المرأة العاملة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، والتي أحييها بالمناسبة، خير دليل على ذلك.
و لكن هذا العنصر، على أهميته، لا يجب أن يحجب عنا مسألة ضمور حضور المرأة و مشاركتها في الحياة السياسية مقارنة بحضور و بمشاركة الرجل. فإضافة إلى الوضع السياسي العام الذي لا يشجع على الانخراط الفعلي في العمل العمومي نجد المرأة ترزح تحت وطأة ثنائية المسؤولية في العمل وفي العائلة كما أن الذهنية العامة لا تشجع المرأة على اقتحام مجالات العمل العمومي أو لنقل لا تساعدها في ذلك و في هذا الإطار على أن أشير إلى أننا و منذ التحضير للمؤتمر أكدنا على ضرورة إيلاء مسألة المرأة الأهمية التي تعود لها وقد صادق المؤتمر على لائحة خصوصية للمرأة و كونا مكتبا داخل المكتب السياسي يعنى بهذه القضية و موكول له ترجمة توجهات اللائحة في مهام عملية. كما تضمن النظام الداخلي للحزب بنودا تشجع على تحميل المرأة المسؤولية في مختلف الهياكل الجهوية.
كم عدد النساء الأخريات في الحزب و ما هو مستوى المسؤولية الذي يتحملنه؟
الحزب شهد في المدة الأخيرة تشبيبا و تأنيثا واعدين. و الحضور النسائي الذي أصبح يشمل كل الجامعات تعزز في الفترة الأخيرة; و ترشحي ثم تحملي لمسؤولية الأمانة العامة لم يكونا غريبين عن ذلك وهو عنصر لا بد وأن ننتبه له فكلما تكثفت مشاركة النساء في العمل الحزبي كلما تحفزت نساء أخريات إلى أن يحذين حذوهن في عملية تصاعدية كما كرة الثلج، وهو ما يطرح علي أنا وأخواتي في مختلف هياكل الحزب مسؤولية التوجه للعنصر النسائي وحث المرأة على الانخراط في العمل السياسي والمشاركة الحقيقية في صياغة القرار داخل المؤسسة الحزبية.
اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر و هي أعلى هيئة قيادية بين مؤتمرين تضم 9 نساء و هو ما يعد تقدما لافتا مقارنة بالمؤتمر السابق و لكنه تقدم يبقى دائما دون المطلوب وعلينا جميعا ـ مناضلي الحزب الديمقراطي نساء و رجالاـ أن نبذل كل الجهد حتى يتمخض المؤتمر القادم عن نسب أعلى بكثير للمرأة في الهياكل القيادية و أعتقد أن ذلك ليس بصعب المنال نظرا للديناميكية التي يشهدها الحزب على هذا الصعيد
هل يمكن أن تحدثينا عن التمشي السياسي الذي قادك لتبوأ هذا الموقع؟
يشرفني أنني من مؤسسي الحزب في 1983 حيث كان اسمه التجمع الاشتراكي التقدميوفي أواخر الثمانينات ارتقيت إلى مكتبه السياسي و كنت أتحمل مسؤولية التنظيم و الهياكل قبل ترشحي للأمانة العامة عشية المؤتمر الأخير
عدم وجود ترشحات أخرى للأمانة العامة هل أنتجه الاتفاق المسبق أم هو ثمار شعبيتك العالية داخل الحزب؟
أود التأكيد بداية أن ترشحي و إن حظي بمساندة عريضة لم يكن نتيجة اتفاق أو وفاق مسبقين. كان قرارا شخصيا أعلنته بصفة رسمية شهرين تقريبا قبل المؤتمر كما أعلن عضو المكتب السياسي محمد القوماني ترشحه و انطلقنا في حملتينا الانتخابيتين و لكن بعد فترة وجيزة ارتأى محمد القوماني الانسحاب من المعركة الانتخابية لأسباب تعود له و فضل سحب ترشحه و بذلك بقيت المرشحة الوحيدة وواصلت حملتي الانتخابية و اتصالاتي بالمناضلين في مختلف الجهات. و أشير أيضا أنه و إن انتفى التنافس بين الأشخاص بعلاقة بالأمانة العامة فإن التنافس بين الرؤى و التوجهات كان حقيقيا و كان عميقا خصوصا في ما يتعلق باللائحة السياسية
لاحظنا في المؤتمر الأخير لحزبكم وجود أصوات نادت بالحوار مع السلطة مقابل القطيعة السائدة إلى حد الآن، فأين التوجه العام للحزب من هذا المشهد؟
كل مؤتمر هو مناسبة لتقييم المسيرة الماضية و لتحديد التوجهات المستقبلية و في هذا الإطار كنا خضنا قبل و أثناء المؤتمر نقاشات سياسية على غاية من الأهمية لكونها لا تهم الحزب الديمقراطي فحسب بل المعارضة الوطنية ككل و لكونها تمس جوهر متطلبات المرحلة و كان هناك، كما تفضلت بالإشارة إليه، رؤيتان وقع التعبير عنهما بكل شفافية و وضوح وديمقراطية، الخلاف كان بين من يقيم إيجابيا المسيرة السابقة للحزب التي تميزت بالنهج الاستقلالي و الخطاب الجريء و الواضح و يطرح تدعيمها، و بين من يعتبر تلك المسيرة طريقا غير مؤدية لكونها تطرح القطيعة ويرى لذلك وجوب مراجعتها وبعد نقاش مستفيض بين مختلف الرؤى احتكمنا لآلية التصويت التي رجحت كفة تثبيت النهج الذي عرف عن الحزب و الذي على أساسه توسعت قاعدته و تنامت، والحزب يطرح على نفسه وعلى كل المعارضة الوطنية مهمة الإصلاح الدستوري بما يعيد للدستور وظيفته ألا وهي تقييد سلطة الحاكم، بما يؤمن الفصل بين السلطات، ويضمن استقلالية القضاء، و يضع حدا للحكم الفردي المطلق الذي يميز منظومة الحكم في بلادنا وكذلك مهمة الإصلاح السياسي بما يكفل مشاركة شعبية حقيقية عبر انتخابات حرة و نزيهة
كما يضع مهام مرحلية من شأنها أن تساهم في تحرير الحياة السياسية و أن تعبئ مختلف الطاقات في أفق هذا الإصلاح الشامل الذي ننشده و نناضل من أجله وتتمحور أساسا حول مطالب حركة 18 أكتوبر، أما عن القطيعة و الحوار علي أن أؤكد هنا أن الحكومة هي التي أوصدت كل أبواب الحوار لا مع الحزب الديمقراطي فحسب بل مع كل مكونات المجتمع المدني و أدارت ظهرها لكل الأصوات المتنامية و المطالبة بالإصلاح أيا كانت تعبيراتها.
برزت أخيرا عدة تكتلات سياسية، اللقاء الديمقراطي، حركة 18 أكتوبر هل ترين في هذا بداية تشكل أقطاب سياسية أم هي تحالفات ظرفية؟
حركة 18 أكتوبر انطلقت حركة احتجاجية مستغلة ظرفا سياسيا معينا و التقت حول مطالب حيوية و ملحة لتحرير الحياة السياسية (العفو التشريعي العام، حق التنظم وحق التعبير وحرية الإعلام) و قد وجدت صدى هاما لدى أوسع الشرائح و القطاعات التي التفت حولها و تبنت طروحاتها بالكامل بما يعبر عن مدى استجابتها لانتظارات ولمتطلبات المرحلة لا من حيث ماهية المطالب المطروحة فحسب و لكن أيضا من حيث التمشي الذي اعتمد التوحد و تكتيل القوى من أجل الفاعلية و التقدم في توسيع رقعة التدخل
و حركة 18 أكتوبر الذي يمثل الحزب الديمقراطي أحد مكوناتها تخوض الآن نقاشات معمقة حول سبل توسيع مجالات التدخل و النضال الميداني و حول المرتكزات الأساسية التي تجمع بين مختلف الأطراف الملتقية من أجل مزيد توضيحها و تدعيمها و بلورتها في ميثاق ديمقراطي يكون ملزما للجميع
و نحن جميعنا، أطراف هذا التكتل، مطالبون بالارتقاء بهذه الحركة إلى مستوى البرنامج النضالي الشامل الرامي لتحقيق الانتقال للديمقراطية بما يفترض دفع عجلة النقاش الداخلي و التقدم بأجندة عمل تصاعدية وتجميعية و المضي في تجسيدها على مستوى الواقع بما يبوءها مكانة القطب السياسي الفاعل.
صعودك لرئاسة الحزب هل يمكن أن نقرأ فيه انتصارا للخط العلماني داخل الحزب؟
صعودي لرئاسة الحزب هو تثبيت للنهج الذي ميزه و الذي مكنه من هذا الإشعاع ومن هاته المصداقية التي يحظى بها و هو عازم على مزيد تكتيل كافة القوى المعنية بالتغيير من أجل التقدم في إنجاز برنامج الانتقال للديمقراطية، و هو تأكيد على ضرورة الارتقاء بالحزب إلى مستوى المؤسسة الديمقراطية بما يعني ذلك من تحمل للمسؤولية على كل المستويات و من محاسبة و من تقييم و من احتكام للآليات الديمقراطية، وهو أيضا تقدم نحو تثبيت صيغة الحزب البرنامجي ; الاختلاف و الالتقاء داخله يكون على أساس البرامج و الرؤى السياسية و هو أخيرا تكريس لمبدأ التداول الذي نؤمن به ونناضل من أجل تحقيقه على مختلف الأصعدة بدءا بمنظومة الحكم.
سلمى الجلاصي
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
نزيف الكفاءات التونسية :
23 طيارا تونسيا يغادرون باتجاه الخليج والهند تطلب ألفا منهم
علمت «الشعب» أن 23 طيارا تونسيا تابعا لكل من الخطوط التونسية والطيران الجديد «نوفال إير» و»كارتاقو» قد غادروا تونس للعمل في شركات طيران خليجية نظرا للاغراءات والعروض المالية الكبيرة التي توفرت لهم عن طريق الانترنات أو الاتصالات المباشرة من طرف وكلاء هاته الشركات.
ونظرا للخبرة وللسمعة الطيبة التي يتمتع بها الطيارون التونسيون بدأ الطيران الخليجي يستقطب هؤلاء إضافة الى الفنيين والمضيفين والمضيفات.
ففي أقل من شهرين تمت هذه العملية نتيجة اغراءات مالية وأجور تصل الى 12 ألف دولار شهريا مع سيارة فاخرة من أغلى الماركات العالمية إضافة الى شقة مجهزة توفر لهؤلاء ظروف عمل وإقامة طيبة للغاية.
وحال علمنا بهذا الخبر اتصلنا بالأخ مختار الحيلي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل ليوضح لنا هذه المسألة فأكد لنا الخبر مبينا أن السمعة الطيبة للطيران التونسي جعلت عديد الدول تريد إغراء الطاقم التونسي المتكون من طيارين وفنيي طائرات ومضيفين ومضيفات حتى أن الهند طلبت وبصفة رسمية من الاطراف التونسية (ألف طيار) وهذا الرقم المذهل يؤكد الاغراءات الموجودة عالميا.
وحول تأثير هذا النقص على عمل شركاتنا أوضح الأخ الحيلي أنه بفضل وطنية الطيارين بشركات الطيران التونسية تم تجاوز النقص في الفترة الماضية فقبلوا بالعمل المضاعف على حساب راحتهم السنوية والتزاماتهم العائلية.
وذلك دفاعا عن سمعة الخطوط التونسية وغيرتهم على المؤسسة.
ولئن يمثل هذا «الهروب» الى الخليج خسارة مادية ومعنوية كبيرة للطيران التونسي باعتبار أن تكوين طيار في ظروف عادية يتطلب خمس سنوات وأن كلفة باهظة، فان الخطر يتطلب تحمل كافة الأطراف المسؤولية كاملة.
وفي هذا الجانب أوضح الأخ مختار الحيلي أنه يتمنى أن يكون للمسؤولين الحس والاهتمام الكبير مثلما يكنه رئيس الدولة على هذا القطاع حيث ما فتئ يدعم الخطوط التونسية ويحظاها برعاية خاصة .
ودعا المختار الحيلي الى ضرورة فتح مدرسة برج العامري من جديد أمام الطيارين المدنيين والى مزيد تكثيف تكوين الطيارين الأكفاء وذلك للحفاظ على السمعة الطيبة للطيران التونسي وحتى لا نضطر الى الاستعانة بطيارين أجانب.
ونبه الأخ الكاتب العام للجامعة العامة للنقل الى أن السنوات القادمة الى حدود سنة 2010 ستشهد إحالة عدد هام من الطيارين الي التقاعد ببلوغهم سن الستين سنة مما يفترض برمجة تكوين مكثف.
ونشير أن هذا الاقبال المكثف على الطيارين التونسيين جاء بعد أزمة الطيران لسنة 2001 حيث شهد ركودا كبيرا بسبب أحداث 11 سبتمبر، ولكن يشهد القطاع الآن انطلاقة جديدة مما نتج عنه نقص في سلك الطيران على المستوى العالمي وبعد ايقاف تربص الطيارين العرب بالولايات المتحدة سنة 2001 ومن ضمنهم التونسيين نبهت الجامعة العامة للنقل إلى أهمية أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار حتى لانصل الى ما لا يحمد عقباه.
غسان القصيبي
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
الدّكتاتور والشعب
يكتبها: محمد الصّالح فليس
عندما تمّ الإعلان عن الوفاة الجسديّة للدكتاتور الطاغية أوغيستو بينوشي، سفّاح الشيلي، لم يكن قد بقي منه رمزيّا أي ذرّة حيّةً!
فقد قتله بطشه وأنهاه قبل أن يموت، وجعلت منه جملة القضايا والدّعاوي التي أقامتها ضدّه أمّهات وزوجات ضحاياه من المغيّبين والمخطوفين اسما بلا مسمّى وكائنا بدون هويّة.
كما لطخت سُمعته ونكّدت عليه عيشه جملة الحملات الصحفية والحشود المتكرّرة المطالبة بتتبّع هذا السّفاح الذي أدار في رقبة شعبه السّيّوف وحدها، ولم تحمه لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا جهاز مخابراتها وهي الجهة التي أوعزت له بالإنقلاب على سلفادور أليندي صاحب أوّل تجربة اشتراكيّة بلغت كرسيّ الحكم عبر صندوق الاقتراع.
ولم ينفعه اليمين الذي صفّق له عندما دكّ القصر الرئاسي بمن فيه من المتحصّنين حول الرئيس الشرعي الذي رفض مغادرة القصر وأبى إلاّ أن يصمُد في وجه العسكر بعدم الرضوخ الى الإنقلابيّة وأصحابها.
ولم تشفع له بحمل سياساته القمعيّة التي انهالت على المناضلين وغير المناضلين تقتيلا وخطفًا وتشريدًا، اذ قضّ سنوات شيخوخته مُطاردا من محاكم بلاده ومحاكم لندن حيث يتردّد للمعالجة والتداوي.
وما أحلك اللحظات القاسيّة التي كانت تتقاذفه فيها قرارات القُضاة من بلاده ومن لندن برفع الحصانة عنه، وبتحجير خروجه من لندن أو بوضعه رهن الإقامة. وما أبخس أن يُعامل القضاءُ رجُلا كان بارزا في محيطه العسكري حتّى اذا زيّنت له وكالة الاستخبارات الأمريكيّة بأنّه قادر على تبؤّء ما هو أرقى من المناصب حتّى هبّ الى السلطة يغوصُ بلا معرفة ولاشرعيّة ولاباع في لججها، فإذا به لا يجد سبيلا ليبسط سلطته الاّ بالقمع الدموي، وبنهج أمني عسكري قد يكون نجح في حينه في ترهيب الجموع وسحقها، ولكنّه نجح أكثر في تحضير ممهّدات ارهاب ذاته وسحقها على المدى المتوسّط والبعيد بما دمّرها تدميرا مقيتًا.
إنّه الجنون السلطويّ يُزيّن للطاغية بأنّه فوق القانون وفوق العقاب وفوق التتبّع… ولعلّه أيضا فوق الفناء! ولكنّها الإرادة الشعبيّة العادلة بطبعها تلاحق الطغاة في حياتهم بوسائل قضائيّة ومدنيّة متحضّرة كلّما وجدت لذلك منفذا، وبتعبيرات جماعيّة مدنيّة سلميّة تروم من خلالها اعادة الحقّ الى أهله وتصويب مالوّثه منطق الطغيان وعسف الاستبداد.
وحتّى إذا لم تطلهم الإرادة الشعبيّة وهم أحياءٌ فإنّها تظلّ تلاحقهم وهم في قبورهم بإلقاء اللعنة عليهم، وبتجريدهم رمزيّا ومعنويّا من علامات حضورهم ومعاني تواصلهم بشتّى صيغ ألوان التغيب والشطب والمحو…
فهل يستحقّ بصيصُ سلطة مختطفة ومستولى عليها كلّ هذا المآل البائس؟ وهل تبرّر حفناتُ المتاع التي وضع الطغاة عليها أيديهم أن ينتهوا في بحار من الشتائم والآهانات والأحقاد؟ والإحتقار القاسي؟ الذي حدث بعد تجارب عديدة سابقة أنّ جنازة الدكتاتور بينوشي شهدت حضور أكثر من ألفي مواطن شيلي تجمّعوا قبالة قصر الرئاسة للترحم على روح الرئيس الشرعي للبلاد الذي انقلب عليه خسة وغباء الدكتاتور الدموي منذ أكثر من ثلاثين عاما، واسمه سلفادور أليندي.
وهي صيرورة تاريخيّة أعادها للأذهان مرّة أخرى شعب الشيلي:
«فقد تربح النّسائم
قليلا، ولو اشاعة
وقد تخسرُ البشاعه
قليلا من المعالم
وقد يهمسُ المسنّون للطفل
وهو في المهد:
عشنا.. ومات الحاكم»
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
المكتبة المنزلية
« أفكار متقاطعة » يكتبها: نـــاجـــي الخـشنــاوي
غَرّبَتْنَا «مُكتسبات الحَداثة»، ونَأَتْ بنا «الثورَة التكنولُوجيّة» عن كُـنْه الحيَاة وسرهَا، فَأَدْمَنَتْ أصَابعنا الأزرَارَ البَاردَة، وتَعَلقَت أبصَارناَ بالشَّاشَات المُسَطَّحَة، وصرْنَا رَهَائنَ العُلَب الالكترُونية، نُعَاشرُهَا آنَاء اللَّيْل وأَطْرَافَ النَّهَار… حَتَّى صَارتْ تَفَاصيلُنَا اليَوْميَة مَضْغُوَطَة كَالأَقْرَاص اللَّيزَريَّة، مُهَددَة بالعَدَم والإتلاَف بمُجَرَّد خَدْش بَسيط… أوْ قُلْ هي هَويتُنَا وكَيْنُونَتنَا الإنسَانيَّة تلكَ التي بَاتَتْ مُنْذُ زَمَن غيْرُ بَعيد مَنْذُورَةٌ كل لَحْظَة لأَنْ تٌنْخَرَ بفيرُوسَات الحَدَاثَة ومَا بَعْدَهَا، والصِّنَاعَة وَمَا بَعْدَهَا، وَالتِّكْنُولُوجَيَا وَمَا بَعْدَهَا…
انْغَمَسْنا كُلُّنَا في اللَّهْث والرَّكْض الأَرْعَن خَلْفَ آخر انتَاجَات التَّقْنيَة، حَيْثُ صَارَ المُوَاطنُ التُّونُسي، وَتَحْديدًا الوَليُّ والوَليَّةُ، عَبيدًا جُدُدًا للهَوَاتف المَحْمُولَة، ولاَقمَات الأَقْرَاص (VCD/DVD/DVX/MP3/MP4/MP5) والهَوائيَّات الرَّقْميَّة والحَواسيب الشَّعْبيَّة… وَكُلَّ مَا يَشْتَغلُ بآلَة َتَحُّكم عَنْ بُعْد… حَتَّى صَارتْ البُيُوتُ التُّونُسيِّة لاَ تَخْتَلفُ كَثيرًا عَنْ المَغَازَات الصُّغْرَى، إذ تَتَوَفَّرُ عَلَى كل «الأَوَاني» والعُلَب الحَديديِّة والبَلاَسْتيكيِّة، في حين تَفْتَقدُ أغلبُهَا لإضْمَامَة كُتُب لاَ يَتَجَاوَزُ عَدَدُهَا أَصَابعَ اليَد الوَاحدَة…
المَكتْبَة المنْزليَّة، كَمُكَوّن رَئيسيِّ منْ مُكَوِّنَات البَيْت، وَبغَضِّ النَّظَر عَنْ العَدَد الضَّئيل جدًا منَ المَنَازل التُّونُسيَّة، لَمْ تَعُدْ منْ مَشَاغل تَأْثيث البَيْت لَدَى أَغْلَب التُّونسيّيَن وَالتُّونُسيَّات، وَلاَ أَعْني بالتَّأْثيث، التَّوْظيفَ الدِّيكُوري وَالتَّزْويقي للمَكْتَبَة للتَّبَاهي وَالتَّفَاخُر بهَا، وَإنمَا أقْصدُ تَأْثيثَ العَقْل التُّونُسي والجيلَ التُّونُسي القَادم، بتَوْفير مُسَوِّغَات العَقْلاَنيَّة وَتَوْفير الأَرْضيَّة الابْستيميَّة في زَمَن صرَاع الهَويَّات وَ الحَضَرَات…
فَالطِّفْلُ الذي يَكْبُرُ بَيْنَ الكُتُب والمُجَلَّدَات والمجَلاَّت والصُّحُف، سَيَكُونُ لا َمَحَالةَ مُحَصَّنًا منْ تلكَ الفيرُوسَات الالكْترُونيِّة، وسَيَكْتَسبُ تلكَ المَنَاعَةَ الدَّائمَة منْ أيِّ غَزْو أو اخْترَاق منْ شَأْنه أنْ يَهُزَّ كيَانَهُ وَوُجُودَهُ…
طَبْعًا أناَ لسْتُ ضدَّ اسْتثْمَار مُكْتَسَبَات الحَدَاثَة، ولَسْتُ ضدَّ التَّمَتُّع بمَزَايَاهَا المتَطَوِّرَة وَالنَّاجعَة رَغْمَ علاَّتهَا، وَرَغْمَ فيرُوسَاتها الإيدْيُولُوجيَّة بالأسَاس (أَغْلَبُ الإحَالاَت أوْ الإشَارَات المرْسُوَمة عَلَى التَّقْنيَات الحَديثَة، إمَّا باللُّغَة الأنْقليزيَّة أوْ باللغة العبْريَّة)، قُلْتُ أنِّي لَسْتُ ضدَّ التَّوْظيف العَقْلاَني والمُتَّزن لمثْل هَذه الأدَوَات، بَلْ إنَّني لاَ أَرَى «الجَنَّةَ» اليَوْمَ إلاَّ بُسْتَانًا لاَ مُتَنَاهيًا منَ الكُتُب التي أتْلَفَهَا الطَّاغُوتُ أوْ أحْرَقَهَا اللاَّهُوتُ أوْ تلكَ التي اسْتَأْثَرَ بسحْرهَا التَّاريخُ لنفْسه، وَأَرَاهَا أيَضًا رُفُوفًا مُؤَلَّفَةً منَ الأَقْرَاص الليْزَريِّة المُكْتَنزَة بسحْر اللُّغَة، وَإنمَّا أنَا أُعْلنُ عدَائي الفطْري للعُبُوديَّة التَّكْنُولُوجيَّة، والتَّكَلُّسَ الذِّهْني والتنَّمْيطَ الميكَانيكيّ والسُّقُوط في بَرَاثن الحَيَاة الآليَّة التي تَنْفي الفكْرَ والفَاعليَّةَ وَتُكَرِّسُ التَّبَلُّدَ الذّهْني وَالوُجُودَ السَّلْبي والشَّخْصيَّة المُنْفَعلَة و المفْعُولُ بهَا…
إنَّ تَوْفيَر أَوْ تَجْهيزَ مَكْتَبَة مَنْزليَّة لاَ يُسَاوي الكَثيرَ وَلاَ يَتَطَلَّبُ قُرُوضًا أو صُكُوكًا بَنْكيَّةً وَلاَ دُيُونًا مُتَخَلّدَةً بالذِّمَة، كَمَا لاَ يُكَلِّفُ الزَّوجَين تَشَنُّجًا أوْ خصَامًا عَائليًّا مثْلَمَا يَحْدُثُ عَادَةً بسَبَب اقْتنَاء آلَة الالكْترُونيِّة…
المكتَبَة المنزلية، تَنمُو ـ في تَقْديري ـ كَمَا يَنمُو العُشْبُ ليبُاَغتَنَا ببُرْعُم ذَاتَ صَبَاح سَيَبني عَلَيه الطَّيْرُ أَيْكَهُ.
إنهَا ممُكْنَة ومُسْتَحيلَة، مُمْكنَة لأنَهَا لا تُكَلفُ الموَاطنَ التُّونُسي الكَثيرَ منَ الأمْوَال، ومُسْتَحيلَة لأنَهَا ذهْنيَّةٌ كَاملَةٌ، ومُمَارَسَةٌ يَوميَّة تَنْبَني عَلَى المُرَاكَمَة المُتَوَاصلَة…
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)
أنــا و الــسلـفــيـّـة
خبر من تونس
الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : الكرتُوش يْخَيط جِمله وحده في بلاد الأمن
مؤشرات على توجه بلدان المغرب العربي نحو نظام التأشيرة
يبدو أن نظام التاشيرة سيعود من جديد ليفرض نفسه على دول المغرب العربي. وفي الوقت الذي توحدت فيه الجماعات الإرهابية بالمنطقة وإتحدت شبكات الهجرة السرية والجريمة المنظمة، في هذا الوقت تدل المؤشرات على أن التوجه نحو الإنغلاق وتشديد الخناق على حركة الاشخاص بدول المغرب العربي سيكون سيد الموقف.
فقد قال وزير الخارجية الليبي، عبد الرحمان شلقم، أن بلاده تدرس فرض التأشيرة على مواطني دول المغرب العربي. وأكد الوزير الليبي أنه تتم حاليا دراسة وضع أسس جديدة بالنسبة لزيارة ليبيا تتمثل على الخصوص في منح شهر للزيارة، وثلاثة أشهر للباحثين عن عمل في إطار تنظيم العمالة الأجنبية ومحاربة المتسللين من دول المغرب العربي ومصر.
وأضاف شلقم أنه من الضروري فرض قيود على دخول الأراضي الليبية التي يوجد بها أزيد من مليون أجنبي معتبرا أن من شأن هذا التدفق « أن يهدد النسيج الاجتماعي ويعمل على انتشار الجريمة المنظمة »•
وحددت وزارة القوى العاملة والتدريب والتشغيل بليبيا يوم 28 فبراير المقبل كآخر أجل لليد العاملة الاجنبية المقيمة بصفة غير القانونية لمغادرة البلاد من دون الحاجة إلى تسديد الإلتزامات الضريبية المترتبة عليها طيلة فترة عملها داخل الجماهيرية.
من جهتها نفت سفارة تونس بالجزائر الأخبار التي تداولتها الصحافة الجزائرية مؤخرا حول إقدام السلطات التونسية على منع الشباب الجزائري الذي تقل أعمارهم عن 30 سنة من دخول أراضيها. وأفادت السفارة التونسية أن السلطات التونسية « لم تتخذ أي إجراء في هذا الشأن » مشيرة إلى « بقاء الحدود التونسية الجزائرية، في كافة نقاط العبور البرية والبحرية والجوية، مفتوحة في وجه المواطنين الجزائريين بمختلف أعمارهم وصفاتهم ومهنهم »•
و ذكرت السفارة بأن التعاون والتنسيق في المجال الأمني بين البلدين الجارين يتواصل « بطريقة دائمة ومنتظمة »، مضيفة أنه يمكن في بعض الحالات أن يكون هناك من الجانبين منع بعض الأشخاص المشبوهين من التنقل عبر الحدود « هي حالات قد تكون لأسباب أمنية محضة »•
وكانت أخبار قد نقلت عن جزائريين تفيد بأن السلطات التونسية منعت عشرات الجزائريين بدون مبررات من دخول أراضيها. في ذات الإطارأكد شكيب بنموسى وزير الداخلية أن المغرب تبنى مقاربة إيجابية وأكثر دينامية وذات بعد إنساني ترتكز على الجانب التنموي للدول المصدرة للهجرة.
وسجل بنموسى في كلمة له أمام الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي إنعقدت مؤخرافي تونس، أن إشكالية الهجرة السرية، تعد من بين المعضلات التي تستدعي إيلاءها المزيد من الاهتمام. واعتبر أنه إذاكانت المقاربة التنموية مهمة جدا، فإن البعد الأمني « يفرض هو الأخر نفسه بألحاح وينيغي أخذه بعين الاعتبار احتراما لسيادة الدول واستقرارها وحمايتها من المخاطر المحذقة بها من طرف شبكات الهجرة السرية »•
وقد اعتمد المجلس مشروع الخطة المرحلية الخامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، ومشروع الخطة المرحلية الأولى لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية.وتمحورت القضايا التي بحثها وزراء الداخلية العرب خلال هذه الدورة حول التضامن والتعاون العربي المشترك في مجالات الأمن العربي، خاصة المواضيع المتعلقة بالإرهاب والمخدرات والهجرة السرية، والجريمة المنظمة والوقاية المدنية والسلامة الطرقية.
كما تضمن جدول أعمال هذه الدورة، التي حضرتها وفود أمنية رفيعة المستوى، فضلا عن ممثلي بعض الهيئات والمنظمات العربية والدولية، دراسة نتائج متابعة تنفيذ القرارات المتخذة من قبل المجلس، ومجموعة من التقارير السنوية تخص تنفيذ العديد من الإستراتيجيات والاتفاقيات والخطط التي أقرها المجلس، ومنها الإستراتيجية الأمنية العربية، والاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، والاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، والإستراتيجية العربية للسلامة المرورية والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.
ع.د
(المصدر: صحيفة « بيان اليوم » (يومية – المغرب) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)
الرابط: http://www.bayanealyaoume.ma/Detail.asp?article_id=67509
مصر وتونس تدعوان القطاع الخاص إلى الاستثمار في النقل
القاهرة – الحياة
دعت مصر وتونس شركات النقل البحري العاملة في القطاعين العام والخاص في البلدين، للاجتماع خلال الربع الأول من العام الحالي، للبحث في التعاون الذي من شأنه توفير خدمات نقل بحري تربط بين موانئ الدول العربية كافة، في إطار التكامل بين الخطوط القائمة وتسيير خطوط بحرية جديدة.
وأكد وزير النقل المصري محمد لطفي منصور، بعد لقائه أمس في تونس رئيس الوزراء محمد الغنوشي، إن الطرفين اتفقا على تطوير موقع إلكتروني يزود شركات الشحن والنقل البحري بالبيانات والمعلومات حول جداول إبحار السفن وطلبات الشحن المتوافرة والمساحات الفارغة المتاحة على سفن الشركات في البلدين.
وأضاف الوزير أن خبراء البلدين أكدوا أهمية الإسراع في عقد الدورة السابعة للجنة الملاحية المشتركة خلال النصف الأول من العام الحالي، بهدف إعـــداد برنامج تـــعاون بين الإدارات البحريــة في مجال إدارة الأسطول، وسلامة الملاحة البحرية بين الموانئ التجارية، خصوصاً في ما يتعلق بالتنظيم والتصرف في محطات الحاويات والمسافرين والسياح وضرورة تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة، بهدف توأمة مينائي الإسكندرية وصفاقص.
أما في مجال الطرق والجادات والنقل البري، قال منصور إن خبراء من البلدين أبدوا رغـــبة فـــي إعادة تشغيل الخط المنتظم لنقل المسافرين بين القاهرة وتونس، والتنسيق مع الجانب الليبي.
وفي مجال السكك الحديد، أبدى الجانب التونسي رغبة في التعاون في مجال البنية التحتية مع هيئة سكك الحديد المصرية، لا سيما إبرام اتفاقات للتعاون الفني في ميادين السلامة والهيكلة التنظيمية وصيانة السكك الحديد. ولهذا الغرض التقى وزير النقل المصري وزيرة التجهيز والإسكان والتهيئة التونسية، سميرة بلحاج خياش، حيث تبادلا وجهات النظر حول تنمية العلاقات الثنائية في قطاع البنية التحتية.
وأعرب منصور عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن هناك خبرات ثرية لدى الطرفين وإمكانات هائلة يمكن تبادلها والاستفادة منها. ووجه وزير النقل الدعوة إلى المستثمرين التونسيين لاستطلاع فرص الاستثمار الواعدة في قطاعات النقل في مصر. وأكد أن الحكومة تقدم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لأي مستثمر جدّي، خصوصاً من تونس.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)
«آخر فيلم» للنوري بوزيد في عرض خاص:
تقنيــــات حديثــــة.. نعـــم، ولكن ماذا عن الوصايـــة علــى الجمهـــور؟
وزيــر العـــدل وحقـــوق الانســان:
مكاسـب تشريعيــة كبيــرة لتمييــز المـرأة إيجابيـــا
تصفية ملك الدولة والأراضي الاشتراكية:
مدارس… وحدات صحية… مساكن إدارية… أودية… سباخ ومساحات شاسعة من الأراضي تحت المجهر
تونس: الاعتماد على الغاز الطبيعي كبديل استراتيجي للنفط
غذاؤك دواؤك … مستخلص من زيت الزيتون لعلاج سرطان الدم
اهتمام الفضائيات العربية بالمغرب العربي.. ماذا وراءه؟
محمود معروف – الرباط
في الأعوام السابقة، كان سكان المنطقة المغاربية يشتكون من تجاهل الفضائيات المشرقية والخليجية لهم واستهانتها بما تعرفه بلدانهم من تطوّرات مهمة وانفتاح سياسي وثقافي واقتصادي. أما اليوم، تشتد حمى التنافس بين عدد من الفضائيات العربية لتغطية الأحداث المغاربية المهمة سعيا منها لإقناع ملايين المشاهدين بأسباب اهتمامها « المفاجئ » بالمنطقة.
تبحث الفضائيات العربية عن حدث مغاربي تسلط عليه الأضواء أو تجتهد في تغطيته لتُـقنع مشاهديها باهتمامها المفاجئ بالمنطقة، التي كانت تشكو دائما من تجاهل أشقائها لها وعدم إيلاء ما تعرفه بلدان المنطقة من تطوّرات كانت متميزة أحيانا خلال السنوات الماضية.
واهتمام الفضائيات العربية يحمل في طياته مفاجأة، نظرا لأن اهتمام المستثمرين العرب وأموالهم التي تدفّـقت على دول المنطقة كانت مفهومة الأسباب والدوافع. كما أن الظروف التي حفزت رأس المال العربي والخليجي، (تحديدا الخاص) للقدوم إلى هذه المنطقة التي كانت في العقود الماضية قِـبلة للمصالحات السياسية ومؤتمرات القمة العربية أو للترفيه والاستجمام.
فالأموال العربية بدأت تتدفّـق على دول المغرب العربي لِـما عرفته أسعار النفط العالمية من ارتفاع صاروخي بعد الحرب الأمريكية على العراق، والتي جاءت بعد هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وما حمَـلته تداعيات تلك الهجمات من تضييق على المواطنين العرب وحجز أموال مستثمرين كِـبار في الدول الغربية، وتحديدا في الولايات المتحدة.
وكانت مشاركة 15 شابا سعوديا من أصل 19 نفّـذوا هجمات 11 سبتمبر، طابع اتهام ضد العرب الخليجيين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فقد تبددت الامتيازات التي كانوا يتمتّـعون بها والإغراءات التي كانت تُـقدّم لهم، وحل محلها شك وتوقيف في المطارات وتمييز عنصري، وهي ممارسات لم تقتصر على السلطات، بل صدرت عن عدد من مواطني تلك الدول.
تدفق الاستثمارات والقنوات الفضائية
وفي ظل هذه الأجواء، جاء الإحتلال العسكري للعراق وكان من تداعياته ارتفاع لأسعار النفط ووفرة مالية أكبر حجما من الوفرة المالية التي عرفتها دول الخليج في أعقاب حرب أكتوبر 1973.
لقد كان طبيعيا ألاّ تتوجّـه هذه الوفرة المالية الطارئة إلى حيث توجهت في العقود السابقة، حين وجدت في السبعينات والثمانينات في دول المشرق العربي، الأردن وسوريا ولبنان (في ظل ما شهدته تلك البلدان من انفتاح وتسهيلات قانونية أمام الاستثمارات) وِجهة مناسبة.
لكن اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عام 2005 وما تلاه من توتر داخل لبنان وبين لبنان وسوريا، والتفجيرات التي عرفها الأردن كذلك، أشعر المستثمر العربي بعدم استقرار الأوضاع في دول المشرق، في وقت تعرف فيه دول المغرب العربي انفتاحا واستقرارا، وتحرص على تقديم تسهيلات مغرية.
مع تدفق أموال الاستثمارات، سارعت القنوات الفضائية العربية إلى تونس والمغرب والجزائر، تطلب فتح مكاتب أو تُـعلن عن توجيه برامجها لدول المنطقة. فقد أعلنت قناة ام بي سي، التي تملكها المملكة العربية السعودية، عن تخصيص موجة لبثها لمنطقة المغرب العربي، أطلقت عليها ام بي سي المغاربية. كما يتوقع، حسب ما أبلغت به مصادر دبلوماسية عربية سويس انفو، أن تفتح قناة العربية التابعة لنفس المؤسسة مكتبا إقليميا في المنطقة لإعداد برامج خاصة عنها، وكذلك الأمر بالنسبة لقناة دبي الفضائية وقناة ال بي سي اللبنانية.
كان يمكن ربط اهتمام الفضائيات العربية بالمُـتلقي في دول المغرب العربي بتدفق الاستثمارات الخليجية، لكن يتضح الآن أن هذه العلاقة غير متوفِّـر بعد تقييم ما تقدِّمه هذه الفضائيات، باستثناء قناة الجزيرة القطرية، من برامج إخبارية أو ثقافية أو ترفيهية.
وإذا كانت قناة الجزيرة قد أبدت اهتمامها بالمغرب العربي، قبل تدفّـق الاستثمارات ونجحت في استقطاب كفاءات إعلامية مغاربية وأولت لقضايا المنطقة حدا أدنى من الإهتمام وأمنت للشخصيات المغاربية حُـضورا على شاشتها، وبالتالي، كان إعداد نشرة مغاربية تُـبث من الرباط تطورا طبيعيا لهذا الاهتمام، فإن كل البرامج التي تقدِّمها القنوات الفضائية الأخرى بما فيها النشرات الإخبارية، لا زالت تتعامل مع المنطقة وقضاياها وهمومها بقدر ملفت من التجاهل.
غُـبن المشاهد المغاربي
في هذا السياق، يتوقّـف المراقبون في الشمال الإفريقي أمام أحداث مغاربية لم تُـولِـها القنوات الفضائية العربية، التي فتحت أو تنوي فتح مكاتب لها أو أعلنت عن تخصيص موجات للبث للمنطقة أي اهتمام، مثل إعلان المجلس الدستوري المغربي عن عدم دستورية القانون الانتخابي أو وفاة عشرات المواطنين المغاربة في منطقة خنيفرة بسبب البرد أو اجتماع الاتحاد الإفريقي في طرابلس أو عودة العُـنف المسلح إلى الجزائر، وحتى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الموريتانية. أما في مجال الترفيه، فإن « الإضافة » الوحيدة التي طرأت على برامج القنوات الفضائية الموجّـهة إلى المغرب العربي، تمثلت في بث المسلسلات المكسيكية المطولة…
ويشعر المشاهد المغاربي بغُـبن من القائمين على الإعلام العربي، خاصة العابر للحدود، وكيفية تهميشهم للمنطقة وقضاياها وإصرارهم على تجاهل ما تعرفه المنطقة من تطورات وأن الفضاء أصبح مفتوحا للجميع، وليس حِـكرا على جهة مُـعينة خصوصا وأن لديه القدرة على إجراء المقارنات بين الفضائيات العربية والقنوات الفرنسية.
فدول المغرب العربي، وإن كانت لم تصل بعدُ إلى الانفتاح الإعلامي الأوروبي، إلا أنها حقّـقت الكثير من التقدّم في هذا المجال، وخاصة في دولة مثل المغرب، بعد أن أعلنت عن منح القِـطاع الخاص حقّـه في البث التلفزيوني والإذاعي، ومُـنح الترخيص القانوني لعدد من الإذاعات الخاصة ومحطة ميدي 1 الفضائية، التي تبث منذ موفى العام الماضي باللغتين، العربية والفرنسية.
وحسب أوساط الميدان الفضائي بالمغرب، فإن اهتمام الفضائيات العربية ليس نابعا من اهتمامها بالمُشاهد المغاربي أو مرتبط بتدفُّـق الاستثمارات العربية، بقدر ما هو مرتبط بما يُـدركه القائمون على هذه الفضائيات من وجود سوق إعلاني واعد، وخاصة في السوق الجزائرية، بما تحمله من إمكانيات بعد أن أمنت إيرادات النفط والغاز بالأسعار المرتفعة للخزينة الجزائرية وفرة مالية، وقُـدرة الرئيس بوتفليقة على استثمار علاقات بلاده السياسية ساعدتها على التخلص من مديونيتها وفتح البلاد أمام استثمارات عربية وأوروبية وآسيوية.
لذلك، لم يتولّـد لدى المتلقي المغاربي أي حافز لاتخاذ فضائية من الفضائيات العربية الموجهة إليه، قناته المفضلة أو الأولى، لأنه لم يجد من إشارات توجّـهها إليه، إلا كلمة المغاربي أو المغرب العربي، التي أضافتها لإسمها وشارتها، وهو ما قد يعتبره نِـفاقا له، هو ليس بحاجة إليه بقدر ما هو بحاجة، إن كان داخل بلاده أو في المهجر، إلى جرأة ومعرفة في تناول قضاياه وعُـمق وجدِّية في معالجتها، وهو ما لم تصله الفضائيات العربية حتى الآن.
(المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 2 فيفري 2007)
الرابط: http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7483231&cKey=1170421936000
من نتائج الانغلاق الإعلامي الداخلي
فضائيات تغزو المغرب العربي
بقلم عبد الحق عباس
فضائيات جديدة ومكاتب إقليمية بإمكانات مادية ضخة ونشرات إخبارية خاصة هي صورة المشهد الذي بدأ يسود منطقة المغرب العربي، تسعى عبره كل جهة لكسب سوق المشاهدين المغاربة المقدر بأكثر من 90 مليون مشاهد تجر خلفها رهانات سياسية ومصالح اقتصادية وحسابات دولية متشابكة. لكن أيضا مالية في سوق إشهارية واعدة أصبحت تشكل أكثر من 50 % من سوق الإشهار الإعلامي في المنطقة التي لا تزال مجالا بكرا إلى أبعد الحدود، لم تطله الذراع العملاقة للمارد الإعلامي المعاصر، رغم تنوع الباقات العالمية المبثوثة شذر مذر. كما أن القنوات الفضائية العاملة في المغرب العربي قليلة العدد، تكاد تنحصر في قناة رسمية واحدة لكل قطر، إضافة إلى النزر القليل من القنوات الخاصة المستحدثة منذ بضع سنوات خلت.
المغرب العربي ساحة خصبة للتنافس الإعلامي، ذلك ما تبشر به مشاريع الفضائيات العربية، في وقت يُحتدم فيه التنافس خاصة بعد تخصيص قنوات تلفزيون خليجية وشرق أوسطية برامج خاصة لمشاهدي المغرب العربي، مثل « mbc » و« LBC » و »الجزيرة« …
السؤال الكبير المطروح الآن، ما هي ارتدادات هذا المشهد الجديد على المنطقة أين لا تزال أغلب دولها تغلق المجال السمعي البصري أمام الإعلاميين الخواص ؟
إن موجة القنوات الجديدة المخصصة لمنطقة المغرب العربي التي أطلقتها مؤخرا بعض الفضائية العربية – المشرقية تحديدا – هي بمثابة باب « النجدة » المشرقية للمغرب المتعطش إلى المعلومة وإلى الخبر.. زياد على أن الأمر يعتبر توسيعا للخدمة الإعلامية الإشهارية لها. في وقت يحتاج فيه المغرب العربي اليوم إلى « أطباق إعلامية » أخرى وإلى مزيد من الإفادة والفرجة والاستهلاك، ولعل الانتظار الطويل الذي عاشه ويعيشه أبناء المغرب للمادة الإعلامية المصورة، سيجعل برامج البث التجريبي مستساغة ومرحبا بها، فهي على الأقل تخفف آنيا، الإحساس بوطأة التجاهل والفراغ، حتى وإن كانت البرمجة مستنسخة من الفضائيات اللبنانية والخليجية عموما، أو مكررة على علاتها.
لقد تغيرت عدة معطيات في المشهد الإعلامي بالمغرب العربي منذ أن خصصت بعض القنوات الغربية مساحات كبرى ضمن شبكتها حول المنطقة مثل قناة فرنسا 2 (France 2) وقناة فرنسا 5 (France 5).. ونظرا لنجاح تجربة المحطة الإذاعية « ميدى 1 » لتغطية منطقة البحر الأبيض المتوسط فإنه تقرر بعث قناة تلفزية باسم « ميدى 1 سات » باللغتين العربية والفرنسية تبث برامجها من مدينة طنجة المغربية. وحسب رئيس القناة الفرنسي ببار كاسالتا فإن الهدف من إطلاق القناة »نحن نريد أن نكون أول قناة إخبارية في المغرب العربي وبين الجالية المغاربية في أوروبا »، وذهبت الصحفية الجزائرية ليلى بوزيدي التي أسندت إليها مهمة تقديم النشرة الإخبارية العربية، إلى القول إنها انضمت إلى هذه القناة »بسبب سمعة إذاعة »ميدي 1 » التي يستمع إليها 40 % من سكان بلدي ». من جهة ثانية تتأهب مؤسسة تونسية لإطلاق قناة فضائية تحمل اسم « نسمة تي في » الكائن مقرها الإداري بامستردام (هولندا) ويتم بثها من باريس (فرنسا) كرد فعل على إغراق الفضائيات العربية في تيار الفن الشرقي وطمسها للهجات المغرب العربي. وكشفت مديرة الاتصال بالمؤسسة التونسية التي أشرفت على إعداد المكتبة الموسيقية للقناة قائلة : « اكتشفنا أن المغرب العربي يضم 2000 نوع موسيقي، وهذه ثروة لا تقدر بثمن« .
يبقى أن نؤكد أن التواجد الإعلامي المغاربي ضعيف – وهنا لا مجال للحديث على الإعلامي الموجه -، وأن جل ما يبث برامج ترفهية كأن بالمتلقي في حاجة إلى المنوعات والموسيقى فحسب، تركا المجال الخصب للقنوات الفضائية العربية لتستثمر مكانتها الريادية وتنهض بمهمة إصلاح حقل الإعلام المرئي والمسموع المترامي الأطراف، مثرية إياه بالبرامج الإخبارية والتحليلية الجادة دون الاكتفاء بالنغم والطرب وإثارة الغرائز.
فقد أحدثت « mbc » قناة خاصة بالمغرب العربي، صارت هي القناة الأجنبية الأولى من حيث نسب المشاهدة كما تقدرها بعض المصادر، وبعد نجاحها أعلنت مؤسسة الإرسال اللبنانية « LBC » استحداث قناة خاصة موجهة إلى شعوب المغرب العربي »المغرب، تونس والجزائر »، كما هو الشأن بالنسبة لقنوات « LBC » أمريكا وأستراليا وأوربا، أما قناة المركز العربي للأخبار « anb »، فأضافت إلى نشراتها نشرة حول المغرب العربي، وذلك من أجل تسليط الضوء على الحدث السياسي والاقتصادي لكل منطقة عربية. وجاءت قناة الجزيرة، لتوسع مكتبها بالمغرب ليصبح مكتبا إقليميا شرع في بث خمسة وخمسين دقيقة من المغرب يوميا. المكتب يضم »ستوديوه » مجهزاً بكل التجهيزات الحديثة، وهو عبارة عن نموذج مصغر لمحطة تلفزيونية، قد تكون مبرمجة في المستقبل.
ثم أتى الدور على مؤسسة دبي للإعلام لتقول أنها ستطلق قريبا قناة تلفزيونية جديدة موجهة لبلدان المغرب العربي تحمل اسم »دبي المغاربية »، وقالت المؤسسة إنها أنهت كافة التجهيزات الفنية والإدارية لإطلاق القناة الجديدة، حيث باشرت قبل بداية السنة في إطلاق حملة ترويجية وتسويقية في بلدان المغرب العربي، من أجل التعريف بشبكة البرامج اليومية الحصرية والخاصة للقناة الجديدة في انتظار المرحلة التالية لانطلاق القناة التي ستشمل مجموعة منتقاة من البرامج ذات الخصوصية وستوجه لمختلف المشاهدين وفقا لتطلعاتهم، ويقدر مسؤولو المشروع أنه يهدف للوصول إلى أكثر من 60 مليون مشاهد سيتابعون القناة.
وما هذا إلا البداية والبقية تأتي، في ظل سيادة الصورة الوافدة التي لا يمكن أن لا تلبي حاجة المتلقي في المغرب العربي، والرؤية الخارجية لا تشبع نهم المشاهد، والنظرة المتعالية لن نجني منها إلا الحلول الانتهازية، الآنيّة، وشتان بين الذي يقوم بإطلالة عابرة على المنطقة مع مطلع كل يوم جديد وبين الذي يقضى أيامه ولياليه داخل معترك الحياة، ويلامس جسده وروحه أديم الأرض رغم التفتح الذي تشهده دولة أو دولتين فيما تظل البقية أسيرة قناة واحدة لا سبيل لمقارنتها بالقنوات الوافدة كونها غير موجودة في خريطة المنافسة التي اقتحامها الغير.
ويبقى المشاهد المغاربي تتجاذبه عديد القنوات التلفزيونية، خليجية كانت أو شرق أوسطية ومغاربية أيضا بل حتى الغربية، وهذا أمام العزلة المميتة والانغلاق والصمت المطبق للسياسة الإعلامية المحلية التي لا تريد غير « البوق المحلي » (القناة الواحدة) محطة له رغم أن التحدي المفروض على كل دولة مغاربية يحتم على كل واحد على حدى فتح هذا الملف بجد وجدية.
(المصدر: موقع « الشهاب » بتاريخ 29 جانفي 2007)
الرابط: http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1688
تقرير دولي ينتقد تأخر الحكم الراشد بالشرق الأوسط وأفريقيا
من البنك التجاري إلى البنك الانتحاري
تغييب السياسة عن المجتمع العربي
رحيل الأب الروحي للجالية المسلمة في الدانمارك
السـور المفتراة في قرآن الرافضة المزعوم
بسم الله الرحمان الرحيم