الأحد، 4 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2449 du 04.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


 

سليم بوخذير: الحكومة التونسية  تكشف تورّط مسلّحي الإشتباكات الأخيرة في « محاولة لقلب نظام الحكم » و تُبرّؤهم من الإعداد لضرب سفارات الطاهر الحسني:المهندس التّومي المنصوري يُـحـاصـر حتى في لقمة عيشه: هل أصبح البحث عن لقمة العيش جريمة يعاقب عليها القانون في تونس؟ صحيفة « الحياة » :«شرطة» الانترنت تلاحقها حتى خارج الاطار السياسي …المدوّنات الالكترونية في تونس تخوض معركة الديموقراطية الرقمية صحيفة « الحياة » :قادة مكافحة الإرهاب يخططون للسيطرة على الإنترنت موقع الجزيرة.نت :حالة تعذيب جديدة بمصر يكشفها مدونون إلكترونيون جريدة « الصباح: مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي:خطاب فنــي راق وطـروحــات فكريــة جريئــة صحيفة « الشروق »:«خمسون» لفاضل الجعايبي: مُساءلة لليسار والسّلطة… ودفـاع عن الحداثة والجمهورية الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي للشعب: العزوف عن العمل السياسي ظاهرة لا تخصّ المرأة وحدها الشعب : نزيف الكفاءات التونسية : 23 طيارا تونسيا يغادرون باتجاه الخليج والهند تطلب ألفا منهم الشعب : المكتبة المنزلية محمد الصّالح فليس: الدّكتاتور والشعب عبدالحميد العدّاسي :خبر من تونس عباس :الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : الكرتُوش يْخَيط جِمله وحده في بلاد الأمن مدونة  » Extravaganza » :أنــا و الـسلـفيـّة جريدة « الصباح:«آخر فيلم» للنوري بوزيد في عرض خاص:تقنيـات حديثـة.. نعـم، ولكن ماذا عن الوصايـــة علــى الجمهـــور؟ جريدة « الصباح: وزيــر العـــدل وحقـــوق الانســان:مكاسـب تشريعيــة كبيــرة لتمييــز المـرأة إيجابيـــا جريدة « الصباح:تصفية ملك الدولة والأراضي الاشتراكية:مدارس… وحدات صحية… مساكن إدارية… أودية… سباخ ومساحات شاسعة من الأراضي تحت المجهر صحيفة « الشرق »:تونس: الاعتماد على الغاز الطبيعي كبديل استراتيجي للنفط صحيفة « الخليج »;غذاؤك دواؤك … مستخلص من زيت الزيتون لعلاج سرطان الدم  الحياة : مصر وتونس تدعوان القطاع الخاص إلى الاستثمار في النقل الجزيرة.نت :ليبيا وتونس تتفقان على مشاريع استثمارية مشتركة بيان اليوم: مؤشرات على توجه بلدان المغرب العربي نحو نظام التأشيرة سويس إنفو: اهتمام الفضائيات العربية بالمغرب العربي.. ماذا وراءه؟ الشهاب: من نتائج الانغلاق الإعلامي الداخلي – فضائيات تغزو المغرب العربي موقع الجزيرة.نت:تقرير دولي ينتقد تأخر الحكم الراشد بالشرق الأوسط وأفريقيا برهـان بسيّس: من البنك التجاري إلى البنك الانتحاري توفيق المديني:تغييب السياسة عن المجتمع العربي عبد الحميد الحمدي: رحيل الأب الروحي للجالية المسلمة في الدانمارك أبو الوليد التونسي :السـور المفتراة في قرآن الرافضة المزعوم


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


شهادة مؤثرة لوالدة السجين المظلوم أيمن الدريدي

بُثت في البرنامج الأسبوعي رقم 39 لقناة « الحوار التونسي » ليوم الأحد 4 فيفري 2007   http://video.google.com/googleplayer.swf?docId=4972545090292306890&hl=en

 

 قضية المواجهات المسلحة أمام المحكمة

الحكومة التونسية  تكشف تورّط مسلّحي الإشتباكات الأخيرة في « محاولة لقلب نظام الحكم » و تُبرّؤهم من الإعداد لضرب سفارات  . . * محامي المتهمين يُشكّك  في صدقية الملف و يقول « إن المتهمين أعتقلوا قبل تاريخ المواجهات« 

 

تونس –  سليم بوخذير      كشفت السلطات في تونس أنّ المجموعة المسلّحة التي سبق أن دخلت معها في إشتباكات خلال الأسبوع الأخير من العام المنقضي كانت تنوي « قلب نظام الحُكم و تبديل هيئة الدولة » ، ساحبة عنهم أي إتهام بنية ضرب سفارات أجنبية مثلما سبق أن إتّهمهم  وزير الداخلية التونسي جانفي- كانون الثاني الماضي  .    و قال عبد الرؤوف العيادي محامي بعض المُتّهمين  اليوم الأحد ، « لقد تمّ عرض جميع المُتهمين على المحكمة مؤخرا بتهمة التآمر على أمن الدولة و محاولة قلب النظام و ليس بتهم ضرب السفارات و قد كان عددهم 30 و ليس 15 مثلما سبق أن ذكر وزير الداخلية » .  و تابع « لقد تمّ حرمانهم عند العرض من حقّ توكيل محامين المكفول في المُدوّنة الجنائيّة التونسية و لم تتسنّ لنا إنابتهم و الإطّلاع على ملفات القضية إلاّ آخر الأسبوع المتخلي حيث فُوجئنا بتناقضات كثيرة بين الدعوى و ما سبق الإعلان عنه رسميا » ، حسب تعبيره .    و سبق لوزير الداخلية التونسي رفيق الحاج قاسم أن أعلن السبت 12 جانفي كانون الثاني 2007 في ندوة للحزب الحاكم في تونس، أنّ الضواحي الشمالية لمحافظة نابل التونسية (60 كلم جنوب العاصمة )  شهدت خلال الفترة من 23 ديسمبر – كانون الأوّل- و 3 جانفي – كانون الثاني ، مُواجهات مُسلّحة بين قوات الأمن التونسي و مجموعة مُسّلحة تتكوّن من27 عنصرا من « السلفيين الجهاديين » .  و تابع أنّهم سرّبوا السلاح من الجزائركانوا ينوُون فقط ضرب سفارات أجنبية بتونس تزوّدوا بخرائطها ، متابعا أنّ المواجهات أسفرت عن قتل 12 من المسلحين و إعتقال ال 15 المتبقيين .   و كان المحامي العيادي أوّل محام يُسمح له بتسلّم ملف القضية و بزيارة عُنصر من المتهمين في قضية الإشتباكات المسلحة الأخيرة حيث زار المُتهم محمد الأمين الجزيري (27 سنة) أمس السبت بسجن « المرناقية » (محافظة منوبة) .    و  قال العيادي  « أشار ملف القضية إلى أنّ المتهمين تسربوا بالسلاح من الجزائر في ماي مايو الماضي بينما الوزير سبق أن ذكر أنّ 6 منهم  سرّبوه تحت عيون البوليس في ديسمبر، كما أورد الملف أنّ مواجهتين مسلحتين فقط تمّتا بينما الوزير سبق أن تحدّث عن مواجهات دامت 10 أيام »  .   و تابع أنّ « الذي فاجأه أكثر هو أن مُنوّبه (الجزيري) وقع إعتقاله منذ 24 ديسمبر 2006 في محافظة سيدي بوزيد (370 كلم جنوب العاصمة) عندما كان بصدد السير في الطريق العام  و آخرين أعتقلوا في الفترة ذاتها ، بينما الملف يقول إنّ المواجهات المُفترضة تمّت بعد ذلك التاريخ و بالعاصمة و ليس بمحافظة سيدي بوزيد ، الأمر الذي يُشكّك في قضية حصول مواجهات مسلّحة بالتاريخين و المكانين اللذيْن ذكرهما  الإدعاء » ، على حدّ قوله .    و قال العيادي « لقد خلا ملف القضية تماما من أي محاضر عرض و تسلم رُفات تُثبت  تسلّم 12 عائلة  لجثث أبنائهم القتلى في المواجهتين المفترضتين رغم الإشارة إلى هذه المحاضر في القضية ، الأمر الذي يجعل إدعاء وفاة 12 شخصا أصلا من غير دليل »  .   و تابع « بشأن هذه النقطة بالذات فوجئت أيضا بإشارة السلطات في الملف إلى مقتل عنصرين من ال12 المُفترضين في مواجهة بمدينة حمام الشط و 5 في المواجهة الثانية بمدينة سليمان لكن لا توجد إشارة إلى ظروف وفاة ال5 المتبقيين » .    و إتّهم  المحامي العيادي السلطات ب »إخضاع المتّهمين للتعذيب الشديد منذ ديسمبر الماضي في مخافر وزارة الداخلية بغرض تحصيل توقيعاتهم على تُهم لم تثبت بعد و هم يُنكرونها أصلا » ، مُعبّرا عن « خشيته على السلامة الجسدية لهم حتّى بعد إحالتهم من التحقيق إلى السجن، حيث أعلمه مُوكّلة بإستقدام أعوان مُلثّمين قاموا بتعذيبهم في السجن أيضا »، على حدّ وصفه .   و قال العيادي  « لقد وجدت مُنوّبي في حالة صحية مُؤسفة للغاية و آثار التعذيب الذي تعرّض له لمدة تتجاوز شهر من الزمن ، بادية » ، مُتابعا « لقد فُوجئت بتمييزه هو و باقي المتهمين بملابس خاصة تُشبه ملابس معتقلي غوانتانامو و بمعاملة قاسية عند إصطحابه لمقابلتي حيث يُجبر على الإنحناء ماشيا ممسُوكا من قبل الحارس من أعلى الرأس و كانت تبدو عليه صعوبات في طريقة المشي بسبب تقييد خاص أُخضع له،فهل أصدرت إدارة السجن الحُكم بعقابه و باقي المتهمين بدل المحكمة التي لم تقل كلمتها بعدُ  » .   و قال العيادي « كان المُوكّل يرتعش إرتعاشا طوال الزيارة من فرط تعرّضه للصقيع  في زنزانات إنفرادية لا يتمتع فيها بأي غطاء »، متابعا « أنكر لي المنوّب أي ضلع له بالتهم المنسوبة له و إنّني أجرّد الإعترافات التي تمّ إنتزاعها منه هو و باقي الموقوفين تحت التعذيب ، من أي مصداقية  »   .   و من جهتها ندّدت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان لها اليوم  بما وصفته ب » تعرّض هؤلاء المتهمين لإساءة المعاملة حيث يقبعون في غرف تفتقر لأبسط الظروف الصحية و تنعدم فيها التهوية والإضاءة و هي شديدة البرودة لرطوبة كما يخضعون لسياسة التجويع والضرب و التهديد بالشنق و الترويع »، حسب وصف البيان .     و لم يتسنّ لنا الحصول على أي تعليق رسمي من الدوائر الحكومية التونسية على هذا الموضوع

 

(المصدر: مدونة  سليم بوخذير  يوم 4 فيفري 2007   )

http://alkalamalhor.maktoobblog.com/?post=203691

 


 

باريس، في 02/02/2007

المهندس التّومي المنصوري يُـحـاصـر حتى في لقمة عيشه

 هل أصبح البحث عن لقمة العيش جريمة يعاقب عليها القانون في تونس؟

 
  إنه سؤال غريب حقا أن يُحال بين المرء و السعي للحصول على قوت عياله بالوسائل التي تضمنها له القوانين و الشرائع السماوية والأرضية. ولعل بلدنا الحبيب تونس، انقلبت فيه الموازين فأصبح التنكيل بالشرفاء والتضييق عليهم حتى في السعي من أجل لقمة العيش التي تسد الرمق هو اللغة السائدة.   إنه أمر عجيب حقا!!!!!!!!!!!!!!   هذا ما يحدث مع  المهندس محمّد التّومي المنصوري  الذي أجبر على الإقامة بقرية القصور ولاية الكاف و التي تبعد 220 كلم عن العاصمة بعد تسريحه سنة 2004 حيث منع من ممارسة أيّ شغل وألزم بالإمضاء يوميّا لدى السّلط المحلّيّة إلى تاريخ رفع هذا القرار خلال نوفمبر 2006 مع مواصلة منعه من مغادرة القرية حتى لتفقد حال والده الذي يبعد عنه حوالي 150 كلم.   لقد أرسل العديد من الرسائل إلى رئاسة الدولة والإدارات الوطنيّة والجهويّة قصد رفع التّضييقات  عليه, إلاّ أنها باءت كلّها بالفشل.   وعندما فكر يوما في مغادرة القرية إلى مدينة سوسة للبحث عن شغل يعيل به أهله بما فيهم ذلك الوالد الذي أقعده المرض، و بمجرد ما وطئت قدماه مدينة سوسة أخبرته السلط الأمنية هناك أنه في حالة إيقاف و أعيد من حيث أتى.  كما حرر ضده محضر لدى الشرطة و عيّنت له جلسة يوم 30 جانفي ليمثل أمام المحكمة.   إن بلدنا الحبيب في حاجة إلى كل طاقات أبنائه حتى ينهض و يلتحق بركب الأمم، فكيف تعطل طاقة رجل مثل المهندس التومي المنصوري حتى يصبح قابعا في بيته مثله مثل الأثاث لا يستطيع حراكا؟؟؟؟؟   يا إخواننا، يا من تملكون مقاليد البلاد، أليس منكم رجل رشيد؟   الطاهر الحسني – باريس


قادة مكافحة الإرهاب يخططون للسيطرة على الإنترنت

 
تونس – رشيد خشانة     يخشى المدونون ومستخدمو شبكة الإنترنت من احتمال تشديد الرقابة عليهم في الفترة المقبلة في ضوء الاجتماعات التي عقدها أخيراً مسؤولون أمنيون عرب لتنسيق السيطرة على الشبكة في إطار حملة مكافحة الإرهاب. وكان المسؤولون عن مكافحة الإرهاب في البلدان العربية حذروا في اجتماع عقدوه أواخر العام الماضي في تونس حيث مقر مجلس وزراء الداخلية العرب من «استخدام الجماعات الإرهابية المتزايد لشبكة الإنترنت» وتعهدوا «تضييق الخناق عليها». وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد علي كومان في افتتاح اجتماعات الدورة التاسعة للمسؤولين العرب عن مكافحة الإرهاب «إن شبكة الإنترنت باتت تشكل وسيلة بالغة الأهمية للإرهابيين في أكثر من مجال وفي شكل خاص على صعيدي تجنيد الأفراد ونشر المعلومات والعمل الدعاوي». وأفاد أن عدد المواقع الإرهابية على الشبكة والذي لم يتجاوز عشرين موقعاً في سنة 1998 بات اليوم يُعد بالآلاف طبقاً لتقديرات خبراء لم يسمهم. وأشار إلى أن «الإرهابيين يمارسون أعمالهم على نحو عابر للحدود بفضل التقنيات المتطورة». ورأى أن عولمة الإرهاب تزيد من العبء الملقى على عاتق الأجهزة الأمنية إذ أنها «تحتاج الى جهود مضاعفة للتصدي للجرائم الإرهابية».   وفي السياق نفسه حذر كومان من سعي الإرهابيين الى الحصول على أسلحة الدمار الشامل، جازماً بكونهم «لن يتورعوا عن استخدامها ضد الناس البسطاء».   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


 

«شرطة» الانترنت تلاحقها حتى خارج الاطار السياسي …

المدوّنات الالكترونية في تونس تخوض معركة الديموقراطية الرقمية

 
تونس – غسّان بن خليفة       في حوار مع قناة «تونس 7»، فنّد عادل قعلول مدير «الوكالة التونسيّة للإنترنت» أخيراً كلّ الانتقادات الموجَّهة إلى وكالته، كما عدّد جرياً على عادة المسؤولين التونسيّين، إنجازات الدولة في مجال تعزيز انتشار الشبكة الإلكترونية الدولية وثقافتها في البلاد. وتحدّث باستفاضة عن المشاريع المستقبليّة في هذا المجال. وفي ردّه على سؤال بدا جريئاً من مقدم البرنامج عن حقيقة الرقابة التي تمارسها الحكومة على شبكة الأنترنت، اكتفى قعلول بالنفي المطلق، وكرّر الإجابة الرسمية التقليديّة بأنّ الوكالة لا تحجب الاّ المواقع الإباحيّة. وبغضّ الطرف عن النقاش حول مدى أهليّة الحكومة لأن تقرّر وحدها من منطلق «أخلاقي» ما يجوز لمواطنيها ان يزوروا من مواقع على شبكة مفتوحة عالمياً، يبرز سؤال ملحّ حول حقيقة تأكيدات الحكومة أنها تتصرف وفق المعيار الأخلاقي حصرياً. وفي المقابل، يُلاحظ تصاعد مطرد في تذمّر مستخدمي الإنترنت من تدهور نوعية الخدمة تونسياً، إضافة الى تراكم الاحتجاجات على ما تمارسه الأجهزة الرسميّة من رقابة «أتت على الأخضر واليابس»، وكذلك استهدفت مواقع ومدوّنات إلكترونية تجرّأت على الاقتراب من مواضيع تلامس الأعصاب العميقة في المجتمع، وبخاصة منها ما يتعلّق بالشأن السياسي، وحتى لو فعلت ذلك بلغة معتدلة ونقدية بنّاءة. ولقد أثار هذا الأمر احتجاجاً واسع النطاق بين المدوّنين الإلكترونيين (البلوغرز) التونسيّين في المدّة الأخيرة. ويذكّر الأمر بما ورد في تقارير مؤسسات دولية واقليمية، مثل «منظمة العفو الدولية» و «مراسلون بلا حدود» و «الشبكة العربية لحقوق الانسان» عن ممارسات مماثلة في دول عربية كثيرة.   بلا معايير   صنّفت منظّمة «مراسلون بلا حدود» في تقريرها حول «حرّية الصحافة في العالم سنة 2006» تونس في المرتبة 148، بين 168 دولة شملها التقرير. والحق ان هذه المنظّمة وغيرها من الهيئات المهتمّة بالحرّية الرقمية على الشبكة الدولية للكومبيوتر، دأبت على اعتبار تونس إحدى الدول «العدّوة للإنترنت». وقد يستغرب المرء ان تأتي تونس في هذا الترتيب، بمعنى أنها تجيء في مرتبة أدنى من دول شهدت مقتل صحافيّين مثل روسيا التي تحتّل المرتبة 147. ولربما تزول الحيرة عند الاطلاع على المؤشرات المعتمَدة في إعداد التقرير، وكذلك المؤشرات التي تستعمل في تصنيف الدول؛ مثل سجن الصحافيّين وأصحاب الرأي، وسجن مستخدمي الإنترنت، الاعتداء على صحافيّين أو تهديدهم، الرقابة المباشرة وغير المباشرة على الصحف، احتكار وسائل الإعلام العامّة أو الخاصّة وغيرها من الأمور التي ما زالت تعاني منها تونس، طبقاً للتقارير المحلية والدولية.   وفي ما يخصّ الشبكة الإلكترونية الدولية، لا تزال السلطات تحجب المواقع التّي تتجرّأ على نشر أخبار أو آراء لا توافق الخطاب الرسمي. وتشمل الرقابة في هذا الصدد مواقع أحزاب المعارضة، والجمعيّات التونسيّة وغير التونسيّة المهتمّة بأوضاع حقوق الإنسان أو الحرّيات بصفة عامّة مثل موقعي «مراسلون بلا حدود» و «منظّمة العفو الدوليّة». وينسحب هذا الأمر على المنتديات الرقمية للنقاش، مثل غرف الدردشة (شات)، التي يرتادها كثيرون من الشبان التونسيين داخل البلاد أو خارجها، مثل منتديي «نواة» و «تونيزين». وفي سياق مماثل، تُمارس السلطات ضغوطاً مباشرة وغير مباشرة على مواقع التجمعات الالكترونية، خصوصاً تلك التي تعمل انطلاقاً من تونس، مثل .mac125.com وفي مثال لافت، أُضطر مالك الموقع إلى إغلاقه أيّام «القمّة العالميّة للمعلومات» التّي استضافتها تونس في خريف سنة 2005 بسبب تعدّد المواضيع الحواريّة السياسيّة، فضلاً عن انّ هذه المنتديات تُعلن في شكل واضح «امتناعها» عن تناول الشأن السياسي الداخلي على صفحاتها توخياً الافلات من الرقباء. وأدى ذلك «التحايل» الى تقلص عدد مرتاديها من الشباب المتعطّش لمناقشة أوضاع بلده مثلما يناقش أوضاع فلسطين والعراق وحتّى فرنسا والولايات المتحّدة.   يُلاحَظ أيضاً انّ هذا المنع يطاول أحياناً مواقع لا علاقة لها بالسياسة الداخـليّة ولا بالإباحيّة أو»البورنوغرافيا»، إذ أنه شمل أيضاً مواقع ذات صبغة فنّية متخصّصة في فنّ الرسم على الجسد the body painting مثلاً، أو صفحات بعض المواقع المعرفيّة مثل الموسوعة المفتوحة «ويكيبيديا»؛ ما يحمل على التساؤل عن المعايير المُتبّعة لدى المشرفين على مراقبة هذه المواقع.   شباب غير مسيّس   وأدّى تطوّر الشبكة الالكترونية العنكبوتية، مع ما تختزنه من إمكانات للتفاعل والانفتاح على تجارب الآخرين في مختلف أصقاع العالم، إلى بروز ظاهرة التدوين الإلكتروني (بلوغينغ) Blogging في تونس منذ سنوات عدّة. وفي وصف مختصر، تمثّل المُدوّنة الرقمية موقعاً شخصياً صغيراً، يمكن لأصحابها، الذين يُشار اليهم أيضاً باسم «بلوغرز» Bloggers، ان ينشروا عليها آراءهم وخواطرهم التّي تراوح بين التعليق على التفاصيل البسيطة في الحياة اليوميّة وبين تحليل الأحداث العالميّة، إضافة إلى ما يعجبهم من مقالات وصور أو لقطات فيديو وموسيقى وغيرها، مع إمكان فتح نقاش مع جمهور الإنترنت من زوار المُدوّنات الرقمية عن محتوى تلك المواضيع. وقد ظهرت تلك المُدوّنات قبل سنوات قليلة؛ وذاع شأنها في خضم الحرب الأميركية على العراق. وسرعان ما انتشرت بين الأجيال الشابة على وجه الخصوص. ولفت أداؤها الأنظار في أحداث شتى مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وإعصار كاترينا الذي اجتاح مدينة نيوأورليانز، والتسونامي في جنوب شرقي آسيا وسواها. ويرى بعض المراقبين أن مدونات «البلوغرز» قد تُشكّل بديلاً من الصحافة في مستقبل قريب. ويستعمل بعضهم الخليويات المتطورة في صنع مواد المُدوّنات من النصوص والصور والأشرطة القصيرة والموسيقى الرقمية وسواها. ويثير البلوغرز اهتماماً عالمياً متزايداً.   وغني عن القول ان المُدَوَّنات الرقمية تتسّم بتنوّعها وصعوبة مراقبتها. كما أنها نفذت بسرعة الى قلب الأجيال الشابة في البلدان التّي تُحترَم فيها حرّية المواطنين في التعبير عن آرائهم. والحق أن ظهورها في تونس قاد إلى «الصدام» مؤخّراً بين «شرطة الأنترنت»، بحسب تسمية صارت رائجة، والمدوّنين الالكترونيين التونسيّين.   بدأت تلك الاحتكاكات عندما كثّفت الأجهزة المتخصصّة بمراقبة الأنترنت، والتي لا تعلن عن نفسها صراحة بل تمارس سلطاتها في حجب المواقع التّي لا تعجبها من دون أيّ إعلام أو تبرير، من مراقبتها للمدوّنات. ففي 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حُجبت ثلاث مدوّنات الكترونية تعمل انطلاقاً من تونس: «شمشون-يو اس ايه» Samsoum-Usa، و «فلسفة» Felsfa، و«سامية 3» SamiIII.   ولا تزيد هذه المواقع عن كونها مدوّنات رقمية لشبّان تونسيّين لا ينتمون للمعارضة، كما ندر ان تطرّقوا إلى الشأن السياسي الداخلي إلا في شكل عرَضي. وفي المقابل، عُرف عن هؤلاء «البلوغرز» التوانسة انتقادهم أموراً معروفة لدى كلّ التونسيّين مثل استخدام النفوذ الإداري والرشوة وأوضاع وسائل الإعلام من خلال وقائع يوميّة عاشوها بأنفسهم. فهم مثلما يقول «مواطن تونسي»، وهو اسم مستعار لشابّ كانت مدوّنته الالكترونية ضحيّة لموجة الحجب الأخيرة، يعتمدون التدوين على الانترنت «كعلاج ضدّ اللامبالاة».   هذا الحجب الجماعي، وان لم يكن جديداً، شكل برأي «بلوغرز» تونس تصعيداً غير مبرّر استفزّ جموع المدوّنين الإلكترونيين، فقرّروا ان يحتجّوا في شكل جماعي على ما حدث، في سابقة هي الأولى من نوعها! وقد نظموا «اضراباً عن الكتابة» يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) 2006، أطلقوا عليه «يوم المُدوّنة الرقمية البيضاء».   ولاقى هذا الإضراب تجاوباً واسعاً، إذ شارك فيه ما لا يقلّ عن ثلاثة وثمانين مدوِّناً ومدوّنة من تونس، إضافة إلى تضامن عديد المدوّنين الرقميين في العالمين العربي والغربي. كما عبّر عدد من مستخدمي الإنترنت التونسيّين عن مشاركتهم أو تضامنهم مع ذلك الإضراب في عدد من منتديات النقاش مثل موقع «كافتيجي» الذائع الصيت الذي يضمّ آلافاً من الشبّان التونسيّين الذين يدرسون في الخارج.   «الجماعات الافتراضية» ومتغيراتها   ما جرى في أوساط تلك «الجماعة الافتراضية» من «بلوغرز» تونس قد لا يبدو ذا أهميّة بالغة. وفي المقابل، من المثير للانتباه أنّ الأمر يتعلّق هذه المرّة بمواطنين تونسيّين غير مسيّسين ولا علاقة لمعظمهم بالمعارضة. وقد ملّوا من الأوضاع الصعبة للحرّيات في بلدهم، وقرّروا ان ينظّموا صفوفهم في مبادرة مواطنيّة مستقلّة. وفي حوار مع «الحياة»، أوضح صاحب مدونة «مواطن تونسي» أن تلك المجموعة أرادت من خلال تحركاتها توجيه رسالة لأصحاب القرار مفادها «أنّنا بحاجة إلى حدّ أدنى من الحرّية نعتقد أنّه مفقود، ونتمنّى ان نعبّر من دون قيود عن آرائنا عندما لا يتعلّق الأمر بأفكار متطرّفة أو فيها مسّ بأمن بلادنا، وهو أمر يهمّنا جميعاً المحافظة عليه». أضاف: «نحن في تونس في حاجة ماسّة إلى إرساء متدرّج لتقاليد التعبير الحرّ، لأنّ التونسي بلغ درجة من الثقافة والوعي تؤهّله للمطالبة بذلك».   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2007

 
 


 

نقابة الصحافيين تعدّ لإنجاز مؤتمرها في أقرب الآجال

 

بعد انتهاء أشغال مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل بالمنستير وتسلم أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد مسؤولياتهم واصلت الهيئة المؤقتة لنقابة الصحافيين التي شكلها الاتحاد قبل المؤتمر نشاطها بعقد جلسة من الاجتماعات الداخلية بين أعضائها وكذلك مع الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي .

 

وتقرر الإسراع بعقد المؤتمر النقابة في اقرب الآجال، وبناء على ذلك انطلق التثبيت في قائمات المنخرطين بمختلف المؤسسات الصحفية وتمكين الزملاء غير المنخرطين من انخراطهم .

 

وينتظر ان تتسلم النقابة مكتبا في احد مقرات الاتحاد لمواصلة انجاز مهامها في أحسن الظروف.

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)

 


هل يغني مرسيل خليفة للإتحاد؟

 

 

في إطار حديثه عن الثقافة العمالية داخل المنظمة أكد الأخ عبيد البريكي أن الاتحاد يدعم الثقافة البديلة والهادفة وإنّه على استعداد للمساهمة مثلما فعل في السابق.

 

وأعلن بالمناسبة عن وجود اتصالات ومساع جادة لاستضافة الفنان اللبناني الكبير مرسيل خليفة حتى يحيي حفلا لفائدة الاتحاد.

 

وأوضح الأخ البريكي على أن الاتصالات جارية وأنّ الاتحاد يرغب أن يغنّي  مرسيل خليفة مرّة أخرى لفائدة النقابيين ولغيرهم من محبيه ومريديه في تونس.

 

أبو خليل

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)


مسرحية «خمسون» للفاضل الجعايبي:

خطاب فنــي راق وطـروحــات فكريــة جريئــة

 
تونس ـ الصباح   وسط حضور جماهيري نوعي وكثيف توافد على فضاء المسرح البلدي بالعاصمة قدم الثنائي الفاضل الجعايبي وجليلة بكار مساء امس الاول العرض الاول لمسرحية «خمسون» التي تأجّل عرضها طويلا بسبب احتراز لجنة التوجيه المسرحي على بعض المقاطع الحوارية فيها وذلك قبل ان تقع تسوية «المسألة» من قبل سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي سمحت بعرضها على النحو الذي ارتضاه لها مخرجها الفاضل الجعايبي..   الذين تابعوا العرض الاول لمسرحية «خمسون» قد تكون فاجأتهم تلك الازدواجية في الخطاب المسرحي الذي صاغ من خلاله الفاضل الجعايبي مقاربته المسرحية لظاهرة تنامي المد الاصولي وانتشار الفكر الديني في اوساط الشباب خاصة ـ فبقدر ما كانت «لغة» العرض المنطوقة تبدو عاقلة وواقعية ومحاورة وحتى «مهادنة» احيانا كانت «لغتة» المشهدية ومناخاته اللغوية عنيفة وصاخبة ومنفلتة وكابوسية.   وما من شك في ان الفاضل الجعايبي وهو يصوغ بأسلوبه المسرحي المعتاد وعبر لغة فنية راقية «شهادته المسرحية» على مراحل بعينها من تاريخ دولة الاستقلال الوطنية في تونس وما تخللها خاصة من مواجهات بين اجهزة الدولة الساهرة على الاضطلاع بواجب الحفاظ على الأمن والاستقرار وبين مجموعات معارضة يسارية تارة برزت في فترة السبعينات من القرن المنقضي وتيارات ذات توجه ديني اصولي تارة اخرى تنامت في فترة الثمانينات من نفس القرن لم يكن ـ على ما يبدو ـ يروم من وراء ذلك لا ادانة هذا الطرف ولا الانتصار لذاك الطرف بقدر ما كان يوجه الى ضرورة البحث في اصول «المسألة» والتحذير من الخروج بها عن سياقاتها الحقيقية سواء من خلال «اللعب» على تضخيم الهاجس الامني ـ لغايات استبدادية متخلفة وغير مبررة ـ او من خلال المبالغة في التخوين وتشويه «الصورة».   خمســون!   مسرحية «خمسون» تروي حكاية زوجين من قدماء مناضلي اليسار يفاجآن بان ابنتهما الشابة أمل قد ارتدت الحجاب واعتنقت الفكر الديني وهي مورطة الى جانب ذلك في قضية «تفجير انتحاري» نفذته صديقتها وشريكتها في السكن وهي استاذة فيزياء شابة ومتدينة اقدمت على تفجير نفسها ذات صباح في ساحة المعهد الذي تدرس به!!   ان مسرحية «خمسون» بخطابها الفني الراقي وبطروحاتها الفكرية الجريئة تمثل ـ لا فقط ـ عملا مسرحيا مبهرا وشجاعا بامضاء المسرحي الفاضل الجعايبي ولكن ايضا شهادة حية على حيوية الواقع الثقافي في تونس اليوم وعلى هامش الحرية الفعلية الثمين والغالي المتوفر لمبدعينا في مختلف مجالات الابداع لكي يقولوا «كلمتهم» بالشكل الذي يرتضونه.   محسن الزغلامي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


«خمسون» لفاضل الجعايبي:

مُساءلة لليسار والسّلطة… ودفـاع عن الحداثة والجمهورية

 
  * تونس ـ الشروق:   بعد انتظار طويل تواصل اشهرا قدّم فاضل الجعايبي مساء أول أمس الجمعة مسرحيته الجديدة «خمسون» التي عرضها خلال شهر جوان الماضي في أربع مناسبات بمسرح «الأوديون» بالعاصمة الفرنسية باريس لكن اعتراض لجنة التوجيه المسرحي على مقاطع كثيرة ومطالبتها بحذف أكثر من 200 فاصلة وجملة وتمسّك الجعايبي بالدفاع عن حقّه في تقديم مسرحيته بالصفة التي اقترحها كل هذا عطّل عرض المسرحية التي أثارت جدلا واسعا وصل الى قبّة مجلسي النوّاب والمستشارين.   منح التأشيرة لمسرحية «خمسون» كان حدثا كبيرا في الأسابيع الاخيرة خلق حالة من الارتياح في الوسط الثقافي بعد أن شكك عدد كبير في امكانية عرض هذا العمل المسرحي.   المسرح البلدي غصّ أول أمس بالجمهور من أجيال مختلفة جاؤوا جميعا لمشاهدة العمل الجديد لفاضل الجعايبي وجليلة بكار التي كتبت «خمسون» كما كتبت «جنون». إذ عادت مجموعة فاميليا للمسرح البلدي بعد غياب طويل وكان آخر عرض لهما «جنون» التي تواصلت عروضها اربع سنوات متتالية وعرضت في أكثر من عشرين دولة شرقا وغربا.   * الحكاية   «خمسون» حكاية أستاذة شابة محجّبة فجّرت نفسها في ساحة معهدها… تبدأ الشرطة السياسية في التحقيق في خفايا وملابسات الحادث… لماذا انتحرت «دوجة» بتلك الطريقة. في البحث تستدعي أمل صديقتها الطالبة العائدة من باريس التي تحوّلت من الفكر العلماني الى الفكر السلفي.   أمل بنت مريم ويوسف بن ناصر من مناضلي اليسار، مريم محبطة ويوسف مصاب بالسرطان وتبدأ الحكاية.   تتذكر مريم عذابات شقيقها وزوجها ووالدها في أقبية الايقاف في الأزمة اليوسفية ومحاكمة اليساريين مطلع السبعينات ومحاكمة زعماء الحركة النقابية أواخر السبعينات.   تتوغّل المسرحية في الكشف عن العالم السرّي للشبّان الذين ارتموا في احضان التيار السلفي وتكشف عن وجه «قدّور» عون الأمن الذي أشرف على ملفات اليساريين في مكاتب أمن الدولة قبل أن يحال على التقاعد ويفقد زوجته شاذلية.   المسرحية التي تمتد على ساعتين ونصف بانوراما بل قراءة في خمسين عاما من الاستقلال ومحاسبة لأخطاء اليسار الذي أصبح مريضا وأخطاء السلطة في تعاملها مع المعارضة اليسارية في الستينات والسبعينات واشارة الى ضرورة البحث عن معالجة عاجلة لأزمة الشباب التائه الذي تسعى الحركات السلفية الى تجنيده لممارسة العنف.   وفي كل ذلك كانت المسرحية في خطابها دفاعا عن الحداثة والجمهورية ضد التصحّر الفكري والبؤس الثقافي والجمالي.   فاضل الجعايبي اعتمد في صيغته السينوغرافية على الفراغ… ركح خال إلا من بعض الكراسي التي تغيب مرّة وتحضر أخرى وفي المقابل اعتمد كثيرا على الضوء والموسيقى اذ تحوّلا الى شخصيتين محوريتين فوق الركح الى جانب الصوت… صوت فتحي العكاري.   المسرحية كشفت عن طاقات شابة في التمثيل من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي الذين عملوا تحت  ادارة فاضل الجعايبي بسمة العشي ووفاء الطبوبي كانت من اكتشافات الاسعد بن عبد الله في «فوتوكوبي» ولبنى  مليكة ودينا الدغماني ومعز المرابط ورياض الحمدي وخالد بوزيد وحسني العكريمي… أما الاكتشاف الكبير بالنسبة للجمهور فكان جمال المداني الذي قدّم دور عون الأمن في شبابه وكهولته… دور «دّور» الذي سيبقى طويلا في ذاكرة الجمهور الذي عرف جمال في أدوار اخرى بدأها مع «كوميديا» الجعايبي لكن هذا الدور كشف عن نضج كبير لتجربة جمال المداني. جليلة بكار التي قدّمت دورا مزدوجا ايضا برعت في دور «وسيلة» عون الأمن أما فاطمة سعيدان فقدّمت دور محامية من زمن السبعينات ومنحته مسحة ساخرة.   * جدل   هذه المسرحية ستثير الكثير من الجدل بين اجيال اليسار التونسي الذي صوّرته المسرحية على أنه يسار مريض لا أمل في شفائه اذ أن السرطان الذي أصاب يوسف بالناصر لا يترك مجالا للأمل. مسرحية «خمسون» ستكون محور الحديث والجدل ليس في الطبقة الثقافية فقط بل في النخبة السياسية من قدماء اليسار والنقابيين والحركة الطلابية والمثقفين على حد السواء وهو المطلوب في أي عمل فني… الفن يحرّك سواكن الحياة.   نورالدين بالطيب   (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


 

الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مية الجريبي للشعب:

العزوف عن العمل السياسي ظاهرة لا تخصّ المرأة وحدها

 

ميّة الجريبي تونسية من اللاتي آمن أن الجلوس على الربوة استقالة وأن المشاركة إقدام، من نساء تونس اللاتي رأين أن الفعل السياسي ليس عملا مذكرا البتة بل هو شأن انساني عام يهم كل أفراد المجتمع، آمنتْ بكل هذا وحولت الايمان الى فعل فانخرطت منذ شبابها في العمل الحزبي وناضلت ضمن القواعد ومع النخب، وهاهي اليوم على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي أمينة عامة كأول امرأة تونسية تبلغ هذا المنصب، لم يكن الامر صدفة أو منة من أحد بل كان ثمرة ايمان وجهد متواصلين  بقدرات المرأة اللامحدودة على الاضطلاع بكل المهام والمسؤوليات … إلتقيناها أملين في التعريف بنموذج نسائي نحلم أن تتعدد نسخه  فكانت إجاباتها سخية وصريحة .

 

تهانينا بانتخابك على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي أولا و ثانيا كيف تنظرين لوجود امرأة على رأس حزب سياسي في تونس لأول مرة ؟

ـ شكرا جزيلا على تهانيك.  أما عن وجود امرأة على رأس حزب سياسي فأنا أنظر له كتكريس لجدارة المرأة ، بقطع النظر عن الشخص، لتحمل المسؤولية و تبوء المكانات الأولى في الأحزاب و المنظمات. وجودي على رأس الحزب الديمقراطي هو أيضا تعبير عن المنحى التقدمي لهذا الحزب حيث و منذ إعلاني الترشح وجدت دعما و مساندة عريضين من مناضلي الحزب بل و افتخارا بـأن يكون هذا الحزب فاتحا لمرحلة تتبوأ فيها المرأة المسؤولية الأولى في الأحزاب.  بلادنا تزخر بأسماء نسائية مناضلة في الأوساط النقابية و الجمعياتية  تشرفنا جميعا و من هذه الزاوية  لا أرى نفسي استثناء بل تعبيرا عن تطور آمل شخصيا ألا أبقى رقمه الوحيد و أن تشهد تونس ديناميكية إيجابية في هذا المستوى.

 

تتميز أحزاب المعارضة في تونس بتدني الانخراط النسائي فيها فهل تبلورت لديك شخصيا و لدى الحزب خطة لتجاوز هذا النقص؟

العزوف عن العمل السياسي ليس ظاهرة خاصة بالمرأة بل هي ظاهرة مرتبطة وثيق الارتباط بحالة الحريات و بالمناخ السياسي العام وهي تمس المرأة و الرجل على حد السواء. فكلما اتسع مجال الحريات كلما اتسعت المشاركة السياسية و تكثف حضور المرأة و الرجل في المجال العمومي، و كلما ازداد الوضع السياسي اختناقا و الحريات انحسارا كلما ابتعد المواطن عن المشاركة السياسية و العمومية أيا كانت تعبيراتها. و لنا في تجربة لجنة المرأة العاملة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، والتي أحييها بالمناسبة، خير دليل على ذلك.

و لكن هذا العنصر، على أهميته، لا يجب أن يحجب عنا مسألة ضمور حضور المرأة و مشاركتها في الحياة السياسية مقارنة بحضور و بمشاركة الرجل. فإضافة إلى الوضع السياسي  العام الذي لا يشجع على الانخراط الفعلي في العمل العمومي نجد المرأة ترزح تحت وطأة ثنائية المسؤولية في العمل وفي العائلة كما أن الذهنية العامة لا تشجع المرأة على اقتحام مجالات  العمل العمومي أو لنقل لا تساعدها في ذلك و في هذا الإطار على أن أشير إلى أننا و منذ التحضير للمؤتمر أكدنا على ضرورة إيلاء مسألة المرأة الأهمية التي تعود لها وقد صادق المؤتمر على لائحة  خصوصية للمرأة و كونا مكتبا داخل المكتب السياسي يعنى بهذه القضية و موكول له ترجمة توجهات اللائحة في مهام عملية. كما تضمن النظام الداخلي للحزب بنودا تشجع على تحميل المرأة المسؤولية في مختلف الهياكل الجهوية.

 

كم عدد النساء الأخريات في الحزب و ما هو مستوى المسؤولية الذي يتحملنه؟

الحزب شهد في المدة الأخيرة تشبيبا و تأنيثا واعدين.  و الحضور النسائي الذي أصبح يشمل كل الجامعات تعزز في الفترة الأخيرة; و ترشحي ثم تحملي لمسؤولية الأمانة العامة لم يكونا غريبين عن ذلك وهو عنصر لا بد وأن ننتبه له فكلما تكثفت مشاركة النساء في العمل الحزبي كلما تحفزت نساء أخريات إلى أن يحذين حذوهن في عملية تصاعدية كما كرة الثلج،  وهو ما يطرح علي أنا وأخواتي في مختلف هياكل الحزب مسؤولية التوجه للعنصر النسائي وحث المرأة على الانخراط في العمل السياسي والمشاركة الحقيقية في صياغة القرار داخل المؤسسة الحزبية.

اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر و هي أعلى هيئة قيادية بين مؤتمرين تضم 9 نساء و هو ما يعد تقدما لافتا مقارنة بالمؤتمر السابق و لكنه تقدم يبقى دائما دون المطلوب وعلينا جميعا ـ مناضلي الحزب الديمقراطي نساء و رجالاـ أن نبذل كل الجهد حتى يتمخض المؤتمر القادم عن نسب أعلى بكثير للمرأة في الهياكل القيادية و أعتقد أن ذلك ليس بصعب المنال نظرا للديناميكية التي يشهدها الحزب على هذا الصعيد

 

هل يمكن أن تحدثينا عن التمشي السياسي الذي قادك لتبوأ هذا الموقع؟

يشرفني أنني من مؤسسي الحزب في 1983 حيث كان اسمه التجمع الاشتراكي التقدميوفي أواخر الثمانينات ارتقيت إلى مكتبه السياسي و كنت أتحمل مسؤولية التنظيم و الهياكل قبل ترشحي للأمانة العامة عشية المؤتمر الأخير

 

عدم وجود ترشحات أخرى للأمانة العامة هل أنتجه الاتفاق المسبق أم هو ثمار شعبيتك العالية داخل الحزب؟

أود التأكيد بداية أن ترشحي و إن حظي بمساندة عريضة لم يكن نتيجة اتفاق أو وفاق مسبقين. كان قرارا شخصيا أعلنته بصفة رسمية شهرين تقريبا قبل المؤتمر كما أعلن عضو المكتب السياسي  محمد القوماني ترشحه و انطلقنا في حملتينا الانتخابيتين و لكن بعد فترة وجيزة ارتأى محمد القوماني الانسحاب من المعركة الانتخابية لأسباب تعود له و فضل سحب ترشحه و بذلك بقيت المرشحة الوحيدة وواصلت حملتي الانتخابية و اتصالاتي بالمناضلين في مختلف الجهات. و أشير أيضا أنه و إن انتفى التنافس بين الأشخاص بعلاقة بالأمانة العامة فإن التنافس بين الرؤى و التوجهات كان حقيقيا و كان عميقا خصوصا في ما يتعلق باللائحة السياسية

 

لاحظنا في المؤتمر الأخير لحزبكم وجود أصوات نادت بالحوار مع السلطة مقابل القطيعة السائدة إلى حد الآن، فأين التوجه العام للحزب من هذا المشهد؟

كل مؤتمر هو مناسبة لتقييم المسيرة الماضية و لتحديد التوجهات المستقبلية و في هذا الإطار كنا خضنا قبل و أثناء المؤتمر نقاشات سياسية على غاية من الأهمية لكونها لا تهم الحزب الديمقراطي فحسب بل المعارضة الوطنية ككل و لكونها تمس جوهر متطلبات المرحلة و كان هناك، كما تفضلت بالإشارة إليه، رؤيتان وقع التعبير عنهما بكل شفافية و وضوح وديمقراطية، الخلاف كان بين من يقيم إيجابيا المسيرة السابقة للحزب التي تميزت بالنهج الاستقلالي و الخطاب الجريء و الواضح  و يطرح تدعيمها،  و بين من يعتبر تلك المسيرة طريقا غير مؤدية لكونها تطرح القطيعة ويرى لذلك وجوب مراجعتها وبعد نقاش مستفيض بين مختلف الرؤى احتكمنا لآلية التصويت التي رجحت كفة تثبيت النهج الذي عرف عن الحزب و الذي على أساسه توسعت قاعدته و تنامت،  والحزب يطرح على نفسه وعلى كل المعارضة الوطنية مهمة الإصلاح الدستوري بما يعيد للدستور وظيفته ألا وهي تقييد سلطة الحاكم، بما يؤمن الفصل بين السلطات،  ويضمن استقلالية القضاء، و يضع حدا للحكم الفردي المطلق الذي يميز منظومة الحكم في بلادنا وكذلك مهمة الإصلاح السياسي بما يكفل مشاركة شعبية حقيقية عبر انتخابات حرة و نزيهة

كما يضع مهام مرحلية من شأنها أن تساهم في تحرير الحياة السياسية و أن تعبئ مختلف الطاقات في أفق  هذا الإصلاح الشامل الذي ننشده و نناضل من أجله وتتمحور أساسا حول مطالب حركة 18 أكتوبر،  أما عن القطيعة و الحوار علي أن أؤكد هنا أن الحكومة هي التي أوصدت كل أبواب الحوار لا مع الحزب الديمقراطي فحسب بل مع كل مكونات المجتمع المدني و أدارت ظهرها لكل الأصوات المتنامية و المطالبة بالإصلاح أيا كانت تعبيراتها.

 

برزت أخيرا عدة تكتلات سياسية، اللقاء الديمقراطي، حركة 18 أكتوبر هل ترين في هذا بداية تشكل أقطاب سياسية أم هي تحالفات ظرفية؟

حركة 18 أكتوبر انطلقت حركة احتجاجية مستغلة ظرفا سياسيا معينا و التقت حول مطالب حيوية و ملحة لتحرير الحياة السياسية (العفو التشريعي العام، حق التنظم  وحق التعبير وحرية الإعلام) و قد وجدت صدى هاما  لدى أوسع الشرائح و القطاعات التي التفت حولها و تبنت طروحاتها بالكامل بما يعبر عن مدى استجابتها لانتظارات ولمتطلبات المرحلة لا من حيث ماهية المطالب المطروحة فحسب و لكن أيضا من حيث التمشي الذي اعتمد التوحد و تكتيل القوى من أجل الفاعلية و التقدم في توسيع رقعة التدخل

و حركة 18 أكتوبر الذي يمثل الحزب الديمقراطي أحد مكوناتها تخوض الآن نقاشات معمقة حول سبل توسيع مجالات التدخل و النضال  الميداني و حول المرتكزات الأساسية التي تجمع بين مختلف الأطراف الملتقية من أجل مزيد توضيحها و تدعيمها و بلورتها في ميثاق ديمقراطي يكون ملزما للجميع

و نحن جميعنا، أطراف هذا التكتل، مطالبون بالارتقاء بهذه الحركة  إلى مستوى البرنامج النضالي الشامل الرامي لتحقيق الانتقال للديمقراطية بما يفترض دفع عجلة النقاش الداخلي و التقدم بأجندة عمل تصاعدية وتجميعية و المضي في تجسيدها على مستوى الواقع بما يبوءها مكانة القطب السياسي الفاعل.

 

صعودك لرئاسة الحزب هل يمكن أن نقرأ فيه انتصارا للخط العلماني داخل الحزب؟

صعودي لرئاسة الحزب هو تثبيت للنهج الذي ميزه و الذي مكنه من هذا الإشعاع ومن هاته المصداقية التي يحظى بها و هو عازم على مزيد تكتيل كافة القوى المعنية بالتغيير من أجل التقدم في إنجاز برنامج الانتقال للديمقراطية،  و هو  تأكيد على ضرورة الارتقاء بالحزب إلى مستوى المؤسسة الديمقراطية بما يعني ذلك من تحمل للمسؤولية على كل المستويات و من محاسبة و من تقييم و من احتكام للآليات الديمقراطية، وهو أيضا تقدم نحو تثبيت صيغة الحزب البرنامجي ; الاختلاف و الالتقاء داخله يكون على أساس البرامج و الرؤى السياسية و هو أخيرا تكريس لمبدأ التداول الذي نؤمن به ونناضل من أجل تحقيقه على مختلف الأصعدة بدءا بمنظومة الحكم.

 

سلمى الجلاصي

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)


 

نزيف الكفاءات التونسية :

23 طيارا تونسيا يغادرون باتجاه الخليج والهند تطلب ألفا منهم

 

علمت «الشعب» أن 23 طيارا تونسيا تابعا لكل من الخطوط التونسية والطيران الجديد «نوفال إير» و»كارتاقو» قد غادروا تونس للعمل في شركات طيران خليجية نظرا للاغراءات والعروض المالية الكبيرة التي توفرت لهم عن طريق الانترنات أو الاتصالات المباشرة من طرف وكلاء هاته الشركات.

 

ونظرا للخبرة وللسمعة الطيبة التي يتمتع بها الطيارون التونسيون بدأ الطيران الخليجي يستقطب هؤلاء إضافة الى الفنيين والمضيفين والمضيفات.

 

 

ففي أقل من شهرين تمت هذه العملية نتيجة اغراءات مالية وأجور تصل الى 12 ألف دولار شهريا مع سيارة فاخرة من أغلى الماركات العالمية إضافة الى شقة مجهزة توفر لهؤلاء ظروف عمل وإقامة  طيبة للغاية.

 

وحال علمنا بهذا الخبر اتصلنا بالأخ مختار الحيلي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل ليوضح لنا هذه المسألة فأكد لنا الخبر مبينا أن السمعة الطيبة للطيران التونسي جعلت عديد الدول تريد إغراء الطاقم التونسي المتكون من طيارين وفنيي طائرات ومضيفين ومضيفات حتى أن الهند طلبت وبصفة رسمية من الاطراف التونسية (ألف طيار) وهذا الرقم المذهل يؤكد الاغراءات الموجودة عالميا.

 

وحول تأثير هذا النقص على عمل شركاتنا أوضح الأخ الحيلي أنه بفضل وطنية الطيارين بشركات الطيران التونسية تم تجاوز النقص في الفترة الماضية فقبلوا بالعمل المضاعف على حساب راحتهم السنوية والتزاماتهم العائلية.

 

وذلك دفاعا عن سمعة الخطوط التونسية وغيرتهم على المؤسسة.

 

ولئن يمثل هذا «الهروب» الى الخليج خسارة مادية ومعنوية كبيرة للطيران التونسي باعتبار أن تكوين طيار في ظروف عادية يتطلب خمس سنوات وأن كلفة باهظة، فان الخطر يتطلب تحمل كافة الأطراف المسؤولية كاملة.

 

وفي هذا الجانب أوضح الأخ مختار الحيلي أنه يتمنى أن يكون للمسؤولين الحس والاهتمام الكبير مثلما يكنه رئيس الدولة على هذا القطاع حيث ما فتئ يدعم الخطوط التونسية ويحظاها برعاية خاصة .

 

ودعا المختار الحيلي الى ضرورة فتح مدرسة برج العامري من جديد أمام الطيارين المدنيين والى مزيد تكثيف تكوين الطيارين الأكفاء وذلك للحفاظ على السمعة الطيبة للطيران التونسي وحتى لا نضطر الى الاستعانة بطيارين أجانب.

 

ونبه الأخ الكاتب العام للجامعة العامة للنقل الى أن السنوات القادمة الى حدود سنة 2010 ستشهد إحالة عدد هام من الطيارين الي التقاعد ببلوغهم سن الستين سنة مما يفترض برمجة تكوين مكثف.

 

ونشير أن هذا الاقبال المكثف على الطيارين التونسيين جاء بعد أزمة الطيران لسنة 2001 حيث شهد ركودا كبيرا بسبب أحداث 11 سبتمبر، ولكن يشهد القطاع الآن انطلاقة جديدة مما نتج عنه نقص في سلك الطيران على المستوى العالمي وبعد ايقاف تربص الطيارين العرب بالولايات المتحدة سنة 2001 ومن ضمنهم التونسيين نبهت الجامعة العامة للنقل إلى أهمية أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار حتى لانصل الى ما لا يحمد عقباه.

 

غسان القصيبي

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)


 

الدّكتاتور والشعب

يكتبها: محمد الصّالح فليس

 

عندما تمّ الإعلان عن الوفاة الجسديّة للدكتاتور الطاغية أوغيستو بينوشي، سفّاح الشيلي، لم يكن قد بقي منه رمزيّا أي ذرّة حيّةً!

 

فقد قتله بطشه وأنهاه قبل أن يموت، وجعلت منه جملة القضايا والدّعاوي التي أقامتها ضدّه أمّهات وزوجات ضحاياه من المغيّبين والمخطوفين اسما بلا مسمّى وكائنا بدون هويّة.

 

كما لطخت سُمعته ونكّدت عليه عيشه جملة الحملات الصحفية والحشود المتكرّرة المطالبة بتتبّع هذا السّفاح الذي أدار في رقبة شعبه السّيّوف وحدها، ولم تحمه لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا جهاز مخابراتها وهي الجهة التي أوعزت له بالإنقلاب على سلفادور أليندي صاحب أوّل تجربة اشتراكيّة بلغت كرسيّ الحكم عبر صندوق الاقتراع.

 

ولم ينفعه اليمين الذي صفّق له عندما دكّ القصر الرئاسي بمن فيه من المتحصّنين حول الرئيس الشرعي الذي رفض مغادرة القصر وأبى إلاّ أن يصمُد في وجه العسكر بعدم الرضوخ الى الإنقلابيّة وأصحابها.

 

ولم تشفع له بحمل سياساته القمعيّة التي انهالت على المناضلين وغير المناضلين تقتيلا وخطفًا وتشريدًا، اذ قضّ سنوات شيخوخته مُطاردا من محاكم بلاده ومحاكم لندن حيث يتردّد للمعالجة والتداوي.

 

وما أحلك اللحظات القاسيّة التي كانت تتقاذفه فيها قرارات القُضاة من بلاده ومن لندن برفع الحصانة عنه، وبتحجير خروجه من لندن أو بوضعه رهن الإقامة. وما أبخس أن يُعامل القضاءُ رجُلا كان بارزا في محيطه العسكري حتّى اذا زيّنت له وكالة الاستخبارات الأمريكيّة بأنّه قادر على تبؤّء ما هو أرقى من المناصب حتّى هبّ الى السلطة يغوصُ بلا معرفة ولاشرعيّة ولاباع في لججها، فإذا به لا يجد سبيلا ليبسط سلطته الاّ بالقمع الدموي، وبنهج أمني عسكري قد يكون نجح في حينه في ترهيب الجموع وسحقها، ولكنّه نجح أكثر في تحضير ممهّدات ارهاب ذاته وسحقها على المدى المتوسّط والبعيد بما دمّرها تدميرا مقيتًا.

 

إنّه الجنون السلطويّ يُزيّن للطاغية بأنّه فوق القانون وفوق العقاب وفوق التتبّع… ولعلّه أيضا فوق الفناء! ولكنّها الإرادة الشعبيّة العادلة بطبعها تلاحق الطغاة في حياتهم بوسائل قضائيّة ومدنيّة متحضّرة كلّما وجدت لذلك منفذا، وبتعبيرات جماعيّة مدنيّة سلميّة تروم من خلالها اعادة الحقّ الى أهله وتصويب مالوّثه منطق الطغيان وعسف الاستبداد.

 

وحتّى إذا لم تطلهم الإرادة الشعبيّة وهم أحياءٌ فإنّها تظلّ تلاحقهم وهم في قبورهم بإلقاء اللعنة عليهم، وبتجريدهم رمزيّا ومعنويّا من علامات حضورهم ومعاني تواصلهم بشتّى صيغ ألوان التغيب والشطب والمحو…

 

 فهل يستحقّ بصيصُ سلطة مختطفة ومستولى عليها كلّ هذا المآل البائس؟ وهل تبرّر حفناتُ المتاع التي وضع الطغاة عليها أيديهم أن ينتهوا في بحار من الشتائم والآهانات والأحقاد؟ والإحتقار القاسي؟ الذي حدث بعد تجارب عديدة سابقة أنّ جنازة الدكتاتور بينوشي شهدت حضور أكثر من ألفي مواطن شيلي تجمّعوا قبالة قصر الرئاسة للترحم على روح الرئيس الشرعي للبلاد الذي انقلب عليه خسة وغباء الدكتاتور الدموي منذ أكثر من ثلاثين عاما، واسمه سلفادور أليندي.

 

وهي صيرورة تاريخيّة أعادها للأذهان مرّة أخرى شعب الشيلي:

 

«فقد تربح النّسائم

قليلا، ولو اشاعة

وقد تخسرُ البشاعه

قليلا من المعالم

وقد يهمسُ المسنّون للطفل

وهو في المهد:

عشنا.. ومات الحاكم»

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)

 


 

المكتبة المنزلية

« أفكار متقاطعة » يكتبها: نـــاجـــي الخـشنــاوي

 

غَرّبَتْنَا «مُكتسبات الحَداثة»، ونَأَتْ بنا «الثورَة التكنولُوجيّة» عن كُـنْه الحيَاة وسرهَا، فَأَدْمَنَتْ أصَابعنا الأزرَارَ البَاردَة، وتَعَلقَت أبصَارناَ بالشَّاشَات المُسَطَّحَة، وصرْنَا رَهَائنَ العُلَب الالكترُونية، نُعَاشرُهَا آنَاء اللَّيْل وأَطْرَافَ النَّهَار… حَتَّى صَارتْ تَفَاصيلُنَا اليَوْميَة مَضْغُوَطَة كَالأَقْرَاص اللَّيزَريَّة، مُهَددَة بالعَدَم والإتلاَف بمُجَرَّد خَدْش بَسيط… أوْ قُلْ هي هَويتُنَا وكَيْنُونَتنَا الإنسَانيَّة تلكَ التي بَاتَتْ مُنْذُ زَمَن غيْرُ بَعيد مَنْذُورَةٌ كل لَحْظَة لأَنْ تٌنْخَرَ بفيرُوسَات الحَدَاثَة ومَا بَعْدَهَا، والصِّنَاعَة وَمَا بَعْدَهَا، وَالتِّكْنُولُوجَيَا وَمَا بَعْدَهَا…

 

انْغَمَسْنا كُلُّنَا في اللَّهْث والرَّكْض الأَرْعَن خَلْفَ آخر انتَاجَات التَّقْنيَة، حَيْثُ صَارَ المُوَاطنُ التُّونُسي، وَتَحْديدًا الوَليُّ والوَليَّةُ، عَبيدًا جُدُدًا للهَوَاتف المَحْمُولَة، ولاَقمَات الأَقْرَاص (VCD/DVD/DVX/MP3/MP4/MP5) والهَوائيَّات الرَّقْميَّة والحَواسيب الشَّعْبيَّة…  وَكُلَّ مَا يَشْتَغلُ بآلَة َتَحُّكم عَنْ بُعْد… حَتَّى صَارتْ البُيُوتُ التُّونُسيِّة لاَ تَخْتَلفُ كَثيرًا عَنْ المَغَازَات الصُّغْرَى، إذ تَتَوَفَّرُ عَلَى كل «الأَوَاني» والعُلَب الحَديديِّة والبَلاَسْتيكيِّة، في حين تَفْتَقدُ أغلبُهَا لإضْمَامَة كُتُب لاَ يَتَجَاوَزُ عَدَدُهَا أَصَابعَ اليَد الوَاحدَة…

المَكتْبَة المنْزليَّة، كَمُكَوّن رَئيسيِّ منْ مُكَوِّنَات البَيْت، وَبغَضِّ النَّظَر عَنْ العَدَد الضَّئيل جدًا منَ المَنَازل التُّونُسيَّة، لَمْ تَعُدْ منْ مَشَاغل تَأْثيث البَيْت لَدَى أَغْلَب التُّونسيّيَن وَالتُّونُسيَّات، وَلاَ أَعْني بالتَّأْثيث، التَّوْظيفَ الدِّيكُوري وَالتَّزْويقي للمَكْتَبَة للتَّبَاهي وَالتَّفَاخُر بهَا، وَإنمَا أقْصدُ تَأْثيثَ العَقْل التُّونُسي والجيلَ التُّونُسي القَادم، بتَوْفير مُسَوِّغَات العَقْلاَنيَّة وَتَوْفير الأَرْضيَّة الابْستيميَّة في زَمَن صرَاع الهَويَّات وَ الحَضَرَات…

فَالطِّفْلُ الذي يَكْبُرُ بَيْنَ الكُتُب والمُجَلَّدَات والمجَلاَّت والصُّحُف، سَيَكُونُ لا َمَحَالةَ مُحَصَّنًا منْ تلكَ الفيرُوسَات الالكْترُونيِّة، وسَيَكْتَسبُ تلكَ المَنَاعَةَ الدَّائمَة منْ أيِّ غَزْو أو اخْترَاق منْ شَأْنه أنْ يَهُزَّ كيَانَهُ وَوُجُودَهُ…

طَبْعًا أناَ لسْتُ ضدَّ اسْتثْمَار مُكْتَسَبَات الحَدَاثَة، ولَسْتُ ضدَّ التَّمَتُّع بمَزَايَاهَا المتَطَوِّرَة وَالنَّاجعَة رَغْمَ علاَّتهَا، وَرَغْمَ فيرُوسَاتها الإيدْيُولُوجيَّة بالأسَاس (أَغْلَبُ الإحَالاَت أوْ الإشَارَات المرْسُوَمة عَلَى التَّقْنيَات الحَديثَة، إمَّا باللُّغَة الأنْقليزيَّة أوْ باللغة العبْريَّة)، قُلْتُ أنِّي لَسْتُ ضدَّ التَّوْظيف العَقْلاَني والمُتَّزن لمثْل هَذه الأدَوَات، بَلْ إنَّني لاَ أَرَى «الجَنَّةَ» اليَوْمَ إلاَّ بُسْتَانًا لاَ مُتَنَاهيًا منَ الكُتُب التي أتْلَفَهَا الطَّاغُوتُ أوْ أحْرَقَهَا اللاَّهُوتُ أوْ تلكَ التي اسْتَأْثَرَ بسحْرهَا التَّاريخُ لنفْسه، وَأَرَاهَا أيَضًا رُفُوفًا مُؤَلَّفَةً منَ الأَقْرَاص الليْزَريِّة المُكْتَنزَة بسحْر اللُّغَة، وَإنمَّا أنَا أُعْلنُ عدَائي الفطْري للعُبُوديَّة التَّكْنُولُوجيَّة، والتَّكَلُّسَ الذِّهْني والتنَّمْيطَ الميكَانيكيّ والسُّقُوط في بَرَاثن الحَيَاة الآليَّة التي تَنْفي الفكْرَ والفَاعليَّةَ وَتُكَرِّسُ التَّبَلُّدَ الذّهْني وَالوُجُودَ السَّلْبي والشَّخْصيَّة المُنْفَعلَة و المفْعُولُ بهَا…

إنَّ تَوْفيَر أَوْ تَجْهيزَ مَكْتَبَة مَنْزليَّة لاَ يُسَاوي الكَثيرَ وَلاَ يَتَطَلَّبُ قُرُوضًا أو صُكُوكًا بَنْكيَّةً وَلاَ دُيُونًا مُتَخَلّدَةً بالذِّمَة، كَمَا لاَ يُكَلِّفُ الزَّوجَين تَشَنُّجًا أوْ خصَامًا عَائليًّا مثْلَمَا يَحْدُثُ عَادَةً بسَبَب اقْتنَاء آلَة الالكْترُونيِّة…

المكتَبَة المنزلية، تَنمُو ـ في تَقْديري ـ كَمَا يَنمُو العُشْبُ ليبُاَغتَنَا ببُرْعُم ذَاتَ صَبَاح سَيَبني عَلَيه الطَّيْرُ أَيْكَهُ.

إنهَا ممُكْنَة ومُسْتَحيلَة، مُمْكنَة لأنَهَا لا تُكَلفُ الموَاطنَ التُّونُسي الكَثيرَ منَ الأمْوَال، ومُسْتَحيلَة لأنَهَا ذهْنيَّةٌ كَاملَةٌ، ومُمَارَسَةٌ يَوميَّة تَنْبَني عَلَى المُرَاكَمَة المُتَوَاصلَة…

 

(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 فيفري 2007)

 

 


 

أنــا و الــسلـفــيـّـة

 
بقلم: Big Trap Boy   الحمد لله المانع الستّـار اللّي خلق القطوس والفار وجعل مطرقة فوق كلّ مسمار، أمّا بعد فيا إخواني في الكفاح من أجل القدّيد المملّح والإسمنت المسلّح والسبادري المضرّح، أيـّـتها الطبقات الكادحة المظلومة، المسكينة والمهمومة ذات الحياة المزمومة. أعلن لكم في هذه الليلة المشهودة ، والناس شطرها راقدة وشطرها ممدودة أنّي بعد الفحص والتدقيق، ومن غير ترهدين وتنوفيق، إكتشفت اللي أنا إنسان سلفي وما في باليش بروحي، والحكاية هاذي ماهيش جديدة، عندها مدّة وأنا غارق فيها من غير وعي، والحمد والشكر لله أنّها الأحداث الأخيرة متاع الفوشيك ولاّ هي الكرتوش اللّي صار في بلادنا خلاّني نفيق بخطورة وضعي ونقرر باش نتوب ونستقيم ونعرف خطورة السلفيّة هاذي وفين تنجم توصل بصاحبها والعياذ بالله. توّة تقولو إنتوما كيفاش الفرّادي هاذا ماركة بيرّة و بلعة وبنات وريق بارد، لا يصلّي ولا يمشي للجامع ولا يعمل جبّة ولا كشطة وجاي يكذب علينا عقاب الليل؟ هذا ما يكون صبّاب قوّاد، حاطّينو باش يطيّح العباد. أما نحبّ نطمّنكم ومن غير ما نوصلو لكلام العيب، أنّها السلفيّة متاعي أنا، واللّي لقيتها زادة عند عدد كبير من التوانسة، هي سلفية من نوع جديد، وماهيش كيف السلفية متاع جماعة بن لادن والظواهري، هاذيكا اللّي يقولولها السلفيّة الجهاديّة، متاع الإرهاب والسلاح ، لااا يا بابا، خاطي خوك، أنا السلفيّة متاعي إسمها السلفيّة على-قدر-الجهيّديـّة، يعني سلفيّـة متاع هاذاكة حدّ الجهيّد وأعطيني متاعي يرحم والديك.   وهو كيف تجي تشوف، وقبل ما نبدا نفسّرلكم في السلفيّة متاعي الجديدة، ما فيها باس كان نفسّرو للنّاس اللّي ما تعرفش آشنوّة معنى كلمة السلفيّة اللّي جات منها تسمية التيارات متاع الإسلام المتطرّف الموجودة على الساحة العالميّة واللّي شرّفتنا بحضورها في زيارة إنشالله تكون الأخيرة من نوعها المدّة اللّي فاتت. السلفيّة هاذي جاية أصلا من كلمة السّلف، بالفتحة على السين وعلى اللاّم، والسّلف هوما الناس اللّي عاشو قبلنا ومشاو على رواحهم، أما علاش السّلفيّة بالذات؟   على خاطر الناس اللّي تتبع في السلفيّة هاذي تؤمن بأنّ النّصّ القرآني أو القواعد متاع اللإسلام بصفة عامة لازم الإنسان يقراها ويفهمها بالمعنى اللغوي الأوّل متاعها من غير ما يحاول باش يخدّم الدماغ متاعو ويفهمها فهم واسع بالإعتماد على قواعد المنطق، يعني مثلا وباش نبسّط الحكاية على الآخر، إذا نفرضو أنّو القرآن أو الحديث يقول أنّو يلزم كيف تبرد الدنيا نشعّلو الحطب، المسلم السلفي يقوللك ما نشعّلو كان الحطب، لا شوفاج سونترال ولا ريشو بالقاز ولا حتّى بالكهرباء، حتّى كان تبدى قاعد في بيت صالة شاريها بأربعة ملاين بالكمبيالات، الحطب يعني الحطب. من جهة أخرى فمّا ناس مسلمين يفهمو الحكاية بطريقة أخرى يدخل فيها تفكير البشر وعقلو والمنطق، بحيث يقيس ويقول أنّو الحطب كان هو أداة التسخين الوحيدة في الوقت هاذاكة، والمفيد هو أنّو الواحد يدفـّي أجنابو، إنشالله حتّى بقنبلة نوويّة. حاسيلو هذا فقط من باب التبسيط المملّ والمبالغ فيه شويّة باش ناخذو فكرة على الفكر السلفي منين جاي. وبما أنّ الفكر السلفي هاذا يقوم ويقعد على النصوص والأحاديث وبالتحديد على الجانب اللّغوي منها فإنّ العلوم والثقافة والخدمة الأهم بالنسبة للبشر هي في البحث في العلوم اللغويّة (كيف النحو والصرف) من جهة-وهذا كان سبب عبر العصور في بلوكاج للعلوم القائمة على العقل واللإستنباط للأفكار الجديدة، يعني بالعربي ما قعدت كان صناعة الكلام وضربان اللوغة- ومن جهة أخرى في تناقل مجموعة النصوص من قرآن وحديث من جيل إلى جيل مع المحافظة على محتواها من غير ما تكون فمّا محاولة لإعادة القراءة والتفسير على غير الطريقة اللّي فسّر بيها السّلف الصالح كيما يقولو هوما، يعني ناس بكري قالو كل شيء وفسّرو كل شيء وفهمو كل شيء واللّي باش يعاود يفسّرمن بعدهم ينجّم يهرب عن المعنى الأصلي ويحرّف الحقائق الثابتة، هذا في التطبيق ما خلّى الناس قعدت تحفظ شربة ماء من غير ما تحاول تشوف أبعاد النصّ والمعاني المختلفة اللّي يمكن يتحمّلها، وتورث في الأفكار هي بيدها من جيل إلى جيل، خير سلف يعدّي الكورة لخير خلف والمسلمين راقدة على وذنيها والعالم قاعد يتقدّم.   اليوم بعد ما تخربت الدنيا على ريوسنا، قامو جماعة قالّك هاذاكة الكلّو صارلنا على خاطر بعدنا على الدين متاعنا وعلى السلف الصالح متاعنا، والحلّ هو في الرجوع للسلفيّة باش تتصلّح الأمور ونرجعو الربوبة متاع العالم كيما كنّا في عهد شفلوح إبن ذبّوح. يعني ما يزّيش الهمّ اللّي نعانيو فيه وزيد نرجعو نعاودو الكارثة من أوّل وجديد. حاسيلو من غير ما نزيد نطوّل عليكم، التفكير السلفي بصفة عامة قايم على أفكار غير منطقيّة بالكلّ، ومشروعو باش يرجّعنا راكبين على البهايم، هذا إذا كان موش البهايم راكبة علينا. والأمرّ من هذا هو أنّ الشباب اللّي يتبّع في التيارات السلفيّة الجهاديّة ساعات، ويمكن حتّى في أغلب الوقت ما يبداش فاهم حتّى الأسس الفكرية متاع الشيء اللّي يعمل فيه، ويتصرّف على إعتقاد بأنّو الشيء هاذاكة هو الإسلام الصحيح ومافيش غيرو، والأسباب اللّي تزيد تخلّيه يغرق في التطرّف بالطبيعة معروفة: شويّة جهل، شوية فقر، شويّة كبت، شويّة سياسة، شويّة عزلة، شويّة إعلام… حاسيلو مساكن وبرّة، ناس تقصف في أعمارها وفي أعمار غيرها بالباطل.   أما باللّه ملاحظة صغيرة قبل ما نتعدّاو للفكرة اللّي بعد: بالله ما تاخذوش كلامي على أنّو هجوم على الإسلاميين بصفة عامّة، على خاطر ماهمش الكلّ يحملو نفس الأفكار هاذي، بل فيهم ناس تؤمن بالإسلام المعتدل والعقلاني وبالتأويل وإستعمال العقل والمنطق في فهم الدين، وأنا ما نحبّش نجمع ونظلم البعض عن غير قصد، ولو أنّي نختلف معاهم في الفكر والرأي.   باهي… تقول إنتي توّة آشنوّة هالتيّار الجديد متاع السلفيّة اللّي نتبّع فيها أنا؟ يا سيدي يا مرحوم الوالدين السلفيّة هاذي جاية من السّلف متاع سلّف يسلّف تسليفا، يعني بالعربي سلف الفلوس. والسلفيّة هاذي تشدني جمعتين كل شهر، من نهارة اللّي نصرف فيه آخر دينار من شهريّـتي المحترمة، تلقاني خوك نضبضب منين باش نتسلّـف، نبداها بالبانكة، وهي من أكبر المموّلين متاع التيار السلفي، خاصّة عن طريق ما يسمّى بـ »الرّوج »، وهذا على عكس ما يدلّ عليه إسمو ماهوش شراب ولونو ماهوش أحمر، هاذا يا سيدي الإسم الحركي للسيّد اللّي يبدى يدخّل في الناس في السلفيّة من غير ما يشعرو، فلوس خارجة من الحيط، بالله ماهيش معجزة سمائيّة؟ آشكون مازال يقول لا للسلفيّة؟ بعد الرّوج نتعدّى خوكم للسلفيّة العائليّة، ونحنا في العائلة ما نفدلكوش بالحكايات هاذي، كلّ يوم دروس وحلقات نقاش سلفيّة بحتة، وساعات حتّى يولّي التطرّف هو الوسيلة الوحيدة باش يتفضّ النزاع ويوفى اللّغو والجدال. ومن بعد ما يقعدولي كان الأحباب والأصحاب، ونبدا عاد هات هات في السلفيّة، ومعمّل على الشهريّة الجاية اللّي قريب تتصبّ وننسى اللّي الشهر الجاي فيه مصروف كيما اللّي فات. حاسيلو هالسلفيّة هاذي بيعة مقطّعة وماهيش آفار بصراحة وأنا نعلن التوبة قدّامكم اللّيلة، راجيا الله لي ولكم بالمغفرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   (المصدر: مدونة  » Extravaganza » بتاريخ 19 جانفي 2007) الرابط: http://trapboy.blogspot.com/

خبر من تونس

 
عبدالحميد العدّاسي   كثيرا ما تأخذني وصديقا لي نقاشاتٌ يصرّ فيها صاحبي على أنّ تناول الأمور أو لنقل تنفيذ القرارات والمناشير ( كالمنشور 108 اللعين المحارب لحريّة اللّباس لدى المرأة ) في تونس، يخضع في أغلبه لاجتهادات الجهات المسؤولة في المناطق: أيّ أنّ القيادة المركزية بالبلاد وأساسا الرّئاسة ليست شرّا على البلاد ولا نقمة على متساكنيها كما يتصوّر البعض. في حين كنت أصرّ ولا أزال على أنّ كلّ ما يجري في البلاد، إنّما يقع تحت المسؤولية المباشرة والوحيدة لرأس الدولة ( رئاستها )، فما من جائع أو خائف أو مضروب أو مخدوش أو مهان أو مجروح أو محبوس أو مشرّد أو مقتول أو مفتون، إلاّ ورئيس البلاد يُسأل عنه أمام الله ويُقتصّ له منه عند ملك ومليك لا يُظلم عنده أحد… ولعلّ خلافنا ينبع أساسا من اعتبار صاحبي فعل الحاشية مؤثّرا على الرّئيس، فهم من يوصل المعلومة ويحجب الأخرى، وهم من يمرّر هذا المقال أو الخبر لسيادته ويمنع الآخر، وهم من يُطمئنون بهذا الأمر ويخوّفون بالأمر الآخر… في الوقت الذي كنت فيه ولا أزال – رغم قناعتي بفعل الحاشية – أزعم أنّ الرّئيس قادر على إبطال دور هذه الحاشية السيّئة المسيئة (تماما كما فعل النّجاشي مع حاشيته حيث أبطل تعاملهم مع عمرو بن العاص قبل إسلامه رغم الرشاوى المسرّبة إليهم)، وإبدالها بالخيّرين – وتونس لم تُعدم يوما وجود الخيّرين – إن هو رغب في ذلك. ممّا يجعلني، في غياب فعله هذا، أصرّ على أنّ سبب الظلم والفساد في البلاد هو مركزيّ قياديّ رئاسي وليس جهويّا حاشيويا (إن صحّ التعبير: من الحاشية)…       وقد وقع بين يديّ اليوم هذا الخبر، المنشور على صفحات تونس نيوز بتاريخ 03 فيفري 2007، نقلا عن وكالة الأنباء التونسية، والذي مفاده أنّ:  » رئيس الدولة يأذن بمسكن على الفور لعائلة منكوبة بقصر هلال « ،. وفيه برزت سرعة التنفيذ لما أمر به الرّئيس، حيث سارعت – كما في الخبر – السلط الجهوية والمصالح المختصة الى تنفيذ القرار الرئاسي (مسكن لائق ومجهّز بكافّة المرافق) ومواساة افراد العائلة المنكوبة. والأمر واضح في أنّ الإذن الرّئاسي ما كان ليصدر لولا بلوغ الخبر إليه. ولعلّ السؤال عن كيفية وصول الخبر والتساؤل عن أسبابه مشروع غير أنّي أرجِئ الخوض فيه من أجل التفرّغ إلى الفكرة الأهمّ (*).   ولكي أعيش الخبر فإنّي أبدأ بالترحّم على هذه الأمّ الفقيدة، سائلا الله أن يتقبّلها قبولا حسنا وأن يحشرها – إن كانت من المؤمنين الصالحين – في زمرة الشهداء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال:  » الشهداء  خمسة، المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله « ، كما أسأله سبحانه أن يُصلح ذرّيتها من بعدها ويلهم كلّ أهلما جميل الصبر، المساعد على طاعة الله سبحانه… ثمّ أقول: يكاد يحسم هذا الخبر الخلاف بيني وبين صاحبي، فقد أثبت الكثيرَ من الحقائق، لعلّ من أهمّها:   1 – وصول المعلومة في وقتها وبالدقّة والصّدق الكافيين يساعد الرّئيس على اتّخاذ القرارات الصائبة (على الأقلّ في هذه الحادثة). وفي هذه النقطة تميل الكفّة لصالح صديقي، من حيث طرحه للفكرة القائلة بالاجتهادات الجهوية. وقد اجتهدت ههنا (هذه الجهة) في إيصال الخبر – وهو أمر طيّب – إلى الرّئاسة، وقد كان يمكن لجهة أخرى في البلاد أن تكتم الخبر أو مثله لو وقع فيها وتقبره دون أن ينجرّ عنه ردّ فعل رئاسي. وقد كانت الأمور تكون أكثر نضارة وإيجابية لو سارعت هذه السلطات الجهوية بإسعاف العائلة المنكوبة، وذلك بتوفير كلّ ما أذن به الرّئيس (أو زيد عليه، فهم أدرى – نظريا – بظروف العائلة من الرّئيس القابع في قصره بقرطاج) قبل أن يأذن به سيادة الرّئيس. ولكنّها لم تفعل لأنّها تخشى من آثار فعل أيّ شيء دون إذن سيادته، وهو ما يدعم فكرتي القائلة بمركزية القرار. وإنّي على يقين من أنّه لو لم يقرّر الرّئيس ما قرّر لوُصف فعله ذلك بالحكمة… فإنّ سيادته إذا أعطى التفت بكرم لإبراز إنسانيته السامية، وإذا منع منع بحكمة ولحكمة يعلمها…   2 –  » أذن الرئيس زين العابدين بن علي حال علمه بالحادث بتوفير مسكن لائق ومجهز بكافة المرافق فورا للعائلة المنكوبة « ، ويظلّ القارئ والسامع هنا بين الحقيقة والخيال. والأمر لا يخرج عن افتراضين اثنين:  –  أنّ الرّئيس شديد وسريع التفاعل مع ما يهمّ الأفراد في البلاد انطلاقا من كونه رئيس كلّ التونسيين، وهو ما يزيد من إثم الجهويين والحاشية عند عدم تبليغ سيادته بما وعمّا يجري في قطاعاتهم وفي حدود مسؤولياتهم. –  أنّ الخبر جاء كعادته لتلميع الصورة، وهو ما قد تُؤكّده العبارات المعهودة المستخدمة: وكان لهذه اللفتة الانسانية السامية لسيادة الرئيس أبعد الأثر في نفوس أفراد هذه العائلة وأهالى قصر هلال.   3 – لكي نستطيع درء الوساوس، والابتعاد عن الفرضية الثانية في النقطة السابقة، وجب أن تكون لسيادته ردود أفعال مماثلة من حيث السرعة والحسم في التنفيذ فيما يتعلّق بعائلات أخرى، لم تتفجّر فيها قوارير الغاز وإنّما تفجّرت فيها أفعال المفسدين والظلمة ممّن وُجدوا بسبب من الأسباب في مواقع السلطة وتنفيذ القرارات. فكما قدر سيادته على توفير المنزل لهذه العائلة، دون أن يجد مقاومة من حاشية أو سلطة جهوية أو جهات خارجية، فإنّه قادر على إنهاء كلّ المشاكل المتعلّقة بالشأن التونسي والتي زادت من الاحتقان إلى درجة رفع السلاح وإهراق الدم التونسي الزكي: فهو قادر على جمع الأب بأبنائه الذين تركهم أطفالا فصاروا شبابا والولد بوالديه الذين تركهم كهولا فصاروا شيوخا والزوج بزوجه قبل أن تدخل في سنّ اليأس، وهو قادر على إيقاف التردّي الأخلاقي وإرجاع الثقة بين النّاس، وهو قادر على العدل بينهم والإحسان إلى محسنهم والضرب على يد مسيئهم، وهو قادر على التحاور معهم والأخذ بنصائح الصالحين فيهم وإعطاء نصائح للقاصرين منهم. وهو قادر على إقناع السجناء المسرّحين بعدم المطالبة بالرّجوع إلى السجن دون جريمة ارتكبوها، وهو قادر على منع مََن همّ منهم ببيع أبنائه مِن بيعهم أو عرضهم على البيع، وهو قادر على فعل كلّ شيء طالما كانت وباتت وما زالت كلمته مسموعة وتعليماته منفّذة كما في هذه الحادثة…   4- وقدرته تلك، تزيد من أجره إن هو أعطى أوامره في الاتّجاه الصالح الإيجابي، أو تزيد من إثمه ووزره عند عدم إعطاء تلك الأوامر الكفيلة بإنهاء التردّي التونسي على كلّ المستويات، وقد تزيد من تأكيد الفكرة القائلة بأنّ الرّئيس قد اتّخذ شعبه عدوّا له وبلاده مأوى لأعداء شعبه، محافظة منه على كرسيه الذي ضيّق من مجال نظره ومن مجالات اهتمامه… بل قد تزيد من صحّة القول المؤكّد على أنّ الذي يجري في تونس وجرى، سيّما فيما يتعلّق بالتضييق على الإسلاميين وعائلاتهم، ما كان ليتمّ لولا العداء العقائدي الذي يحمله الرّئيس لبعض مرؤوسيه والذي ماانفكّت مظاهره تتجلّى في كلّ القرارات والإجراءات المحاربة للتديّن ولمظاهره. فإنّ من خاف الله لا يمكنه بحال من الأحوال أن تتقبّل نفسه ما يُغضب الله… وما يُغضب الله – في تونس – متوفّر بكثرة عياذا بالله، ولولا رحمته سبحانه بالبهائم ما أمطرنا في تونس ولا نبت لدينا كلأ ولا خرج زرع ولا اصفرّ ولا كان حطاما…   والخلاصة أنّ تونس محتاجة لتعاون كلّ أبنائها ومحتاجة لصلاح حكّامها وعدلهم. وأنّ المسؤول الأوّل – حسب هذه الحادثة – والفاعل الأوّل هو الرّئيس وعليه فلا بدّ له من تدارك الأمر والمسارعة بإعطاء أوامر تصلح ما أفسد سالف الأوامر. كما يظلّ أعضاده القريبين ( الحاشية ) والبعيدون ( الجهويون ) مطالبين بالمساهمة في حملة الإصلاح هذه، على الأقلّ، بإيصال الخبر والمعلومة والنّصيحة والمقال في إبّانه. وإلاّ فليستعدّوا لنيل جزاء مشاركتهم في الإجرام الذي أعانوا رئيسهم على اقترافه. وإنّا لصلاح الشأن لمتشوّقون!…        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): سماع صوت انفجار، سيحدّث أوّل ما يحدّث عن إمكانية وقوع عمل إرهابي، وهو أحد الأسباب الموضوعية التي قد تجعل الجميع – في إطار محاربة الإرهاب أو التخلّص من تهمته – يسارع بإيصال الخبر إلى رأس الدولة. مردّدين بصوت الرجل الواحد: خاطيني!.. والله أعلم…       

الزوّالي ومتاع الشعبه (حاشاكم) : الكرتُوش يْخَيط جِمله وحده في بلاد الأمن

 
 
عباس   الزوّالي : شنوّ خويى، جمله وحده، الكرتوش يخيط في بلاد الأمن والأمان والاستقرار، ولّينا بغداد ولاّ بعقوبه ؟ شنيّ الحكايه متاع الشعبه (حاشاكم) : لا بغداد ولا عرقوبه، ولا والو، قوات الأمن متاعنا، ضربتين خفاف وانتهات الحكايه، معناها   الزوّالي : تلاث جِمعْ، داموا الضربتين الخفاف متاعك متاع الشعبه : يا ولدي، فايقين بيهم من لول، معناها، الجماعة تحت الميكروسكوب، معناها، ملّي دخلوا، حتى لين كمشناهم، معناها   الزوّالي : كيف هوما تحت الميكروسكوب من لول، علاش ما تبعتهومش حتى لين كشفتوهم الكل متاع الشعبه : هذاك شعملنا، نقصد البوليسيه شعملوا، معناها   الزوّالي : وعلاش الدم يسيل، ولاّ لأنّو جات مع العيد الكبير، سَيّلتوا الدم متاع الشعبه : شتقصد   الزوّالي : بالفلاقي، قُتْلي تحت الميكروسكوب، وكشفتوهم الكل، يعطيكم الصّحّه، وعلاش ماشديتوهمش بالكمشه، وطاح راح متاع الشعبه : كيفاش وهوما في الجبل بالسلاح   الزوّالي : معناتو، الميكروسكوب متاعكم حدّو الأرض، ما يطلعش للجبل متاع الشعبه : لا، البوليسية موش مستانسين بالجبل   الزوّالي : حْلِيلِتْهم، عيني ما تضرّهم، باهي قُتْلي « وهوما في الجبل بالسلاح »، منين جا ها السلاح هلّي طلُعْ حتّى للجبل، والجماعة تحت الميكروسكوب متاع الشعبه : كبرتها لحكايه، وهوما كعبتين كلاشنكوف   الزوّالي : آصحيح، صغير ياسر على الميكروسكوب، ها الكلاشنكوف، خلّينا، قُلّي ها الجماعة يباتوا في الجبل ولاّ في ديارهم متاع الشعبه : يا ولدي، فروخ صغار، يباتوا في ديارهم طبعا   الزوّالي :ها الفروخ الصغار، اللّي تحت الميكروسكوب، علاش ما شديتهومش بالكمشه في ديارهم في الليل، وانتوما عندكم خبره طويله في الزيارات الليليّه متاع الشعبه : على حدّ الخبره عنا، لكن هوما عندهم زادى سلاح في الديار، ونحنا خفنا على أمن المواطنين   الزوّالي :اللّي بالزي تقصد، باهي ها الفروخ، ماهم يصليُوا الجمعه وصلاة العيد الكبير من غير سلاح ومع الناس وفي نفس الوقت، علاش ما شديتوهم وقتها، ما تقوليش البوليسيه وقتها يصليُوا متاع الشعبه : لا ماقلتش هذا، البوليسيه متاعنا، يقوموا بدورهم بحَتْفيه [حِرَفيه]، مع الخدمه حتى ربّي ما يعرفوهش، لكن عيب، يشدّوا الناس وقت الصلاه   الزوّالي : لا عيب فعلا، خلّيني نرجع للشيعه، شي أهون من شي، رغم اللّي ولاّو راسين في قرطلّه فها البلاد    

 


 

مؤشرات على توجه بلدان المغرب العربي نحو نظام التأشيرة

 

يبدو أن نظام التاشيرة سيعود من جديد ليفرض نفسه على دول المغرب العربي. وفي الوقت الذي توحدت فيه الجماعات الإرهابية بالمنطقة وإتحدت شبكات الهجرة السرية والجريمة المنظمة، في هذا الوقت تدل المؤشرات على أن التوجه نحو الإنغلاق وتشديد الخناق على حركة الاشخاص بدول المغرب العربي سيكون سيد الموقف.

 

فقد قال وزير الخارجية الليبي، عبد الرحمان شلقم، أن بلاده تدرس فرض التأشيرة على مواطني دول المغرب العربي. وأكد الوزير الليبي أنه تتم حاليا دراسة وضع أسس جديدة بالنسبة لزيارة ليبيا تتمثل على الخصوص في منح شهر للزيارة، وثلاثة أشهر للباحثين عن عمل في إطار تنظيم العمالة الأجنبية ومحاربة المتسللين من دول المغرب العربي ومصر.

 

وأضاف شلقم أنه من الضروري فرض قيود على دخول الأراضي الليبية التي يوجد بها أزيد من مليون أجنبي معتبرا أن من شأن هذا التدفق « أن يهدد النسيج الاجتماعي ويعمل على انتشار الجريمة المنظمة »•

 

وحددت وزارة القوى العاملة والتدريب والتشغيل بليبيا يوم 28 فبراير المقبل كآخر أجل لليد العاملة الاجنبية المقيمة بصفة غير القانونية لمغادرة البلاد من دون الحاجة إلى تسديد الإلتزامات الضريبية المترتبة عليها طيلة فترة عملها داخل الجماهيرية.

 

من جهتها نفت سفارة تونس بالجزائر الأخبار التي تداولتها الصحافة الجزائرية مؤخرا حول إقدام السلطات التونسية على منع الشباب الجزائري الذي تقل أعمارهم عن 30 سنة من دخول أراضيها. وأفادت السفارة التونسية أن السلطات التونسية « لم تتخذ أي إجراء في هذا الشأن » مشيرة إلى « بقاء الحدود التونسية الجزائرية، في كافة نقاط العبور البرية والبحرية والجوية، مفتوحة في وجه المواطنين الجزائريين بمختلف أعمارهم وصفاتهم ومهنهم »•

 

و ذكرت السفارة بأن التعاون والتنسيق في المجال الأمني بين البلدين الجارين يتواصل « بطريقة دائمة ومنتظمة »، مضيفة أنه يمكن في بعض الحالات أن يكون هناك من الجانبين منع بعض الأشخاص المشبوهين من التنقل عبر الحدود « هي حالات قد تكون لأسباب أمنية محضة »•

 

وكانت أخبار قد نقلت عن جزائريين تفيد بأن السلطات التونسية منعت عشرات الجزائريين بدون مبررات من دخول أراضيها. في ذات الإطارأكد شكيب بنموسى وزير الداخلية أن المغرب تبنى مقاربة إيجابية وأكثر دينامية وذات بعد إنساني ترتكز على الجانب التنموي للدول المصدرة للهجرة.

 

وسجل بنموسى في كلمة له أمام الدورة الرابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي إنعقدت مؤخرافي تونس، أن إشكالية الهجرة السرية، تعد من بين المعضلات التي تستدعي إيلاءها المزيد من الاهتمام. واعتبر أنه إذاكانت المقاربة التنموية مهمة جدا، فإن البعد الأمني « يفرض هو الأخر نفسه بألحاح وينيغي أخذه بعين الاعتبار احتراما لسيادة الدول واستقرارها وحمايتها من المخاطر المحذقة بها من طرف شبكات الهجرة السرية »•

 

وقد اعتمد المجلس مشروع الخطة المرحلية الخامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، ومشروع الخطة المرحلية الأولى لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية.وتمحورت القضايا التي بحثها وزراء الداخلية العرب خلال هذه الدورة حول التضامن والتعاون العربي المشترك في مجالات الأمن العربي، خاصة المواضيع المتعلقة بالإرهاب والمخدرات والهجرة السرية، والجريمة المنظمة والوقاية المدنية والسلامة الطرقية.

 

كما تضمن جدول أعمال هذه الدورة، التي حضرتها وفود أمنية رفيعة المستوى، فضلا عن ممثلي بعض الهيئات والمنظمات العربية والدولية، دراسة نتائج متابعة تنفيذ القرارات المتخذة من قبل المجلس، ومجموعة من التقارير السنوية تخص تنفيذ العديد من الإستراتيجيات والاتفاقيات والخطط التي أقرها المجلس، ومنها الإستراتيجية الأمنية العربية، والاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، والاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، والإستراتيجية العربية للسلامة المرورية والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.

 

ع.د

 

(المصدر: صحيفة « بيان اليوم » (يومية – المغرب) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)

الرابط: http://www.bayanealyaoume.ma/Detail.asp?article_id=67509


 

 

مصر وتونس تدعوان القطاع الخاص إلى الاستثمار في النقل

القاهرة – الحياة    

 

دعت مصر وتونس شركات النقل البحري العاملة في القطاعين العام والخاص في البلدين، للاجتماع خلال الربع الأول من العام الحالي، للبحث في التعاون الذي من شأنه توفير خدمات نقل بحري تربط بين موانئ الدول العربية كافة، في إطار التكامل بين الخطوط القائمة وتسيير خطوط بحرية جديدة.

 

وأكد وزير النقل المصري محمد لطفي منصور، بعد لقائه أمس في تونس رئيس الوزراء محمد الغنوشي، إن الطرفين اتفقا على تطوير موقع إلكتروني يزود شركات الشحن والنقل البحري بالبيانات والمعلومات حول جداول إبحار السفن وطلبات الشحن المتوافرة والمساحات الفارغة المتاحة على سفن الشركات في البلدين.

 

وأضاف الوزير أن خبراء البلدين أكدوا أهمية الإسراع في عقد الدورة السابعة للجنة الملاحية المشتركة خلال النصف الأول من العام الحالي، بهدف إعـــداد برنامج تـــعاون بين الإدارات البحريــة في مجال إدارة الأسطول، وسلامة الملاحة البحرية بين الموانئ التجارية، خصوصاً في ما يتعلق بالتنظيم والتصرف في محطات الحاويات والمسافرين والسياح وضرورة تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة، بهدف توأمة مينائي الإسكندرية وصفاقص.

 

أما في مجال الطرق والجادات والنقل البري، قال منصور إن خبراء من البلدين أبدوا رغـــبة فـــي إعادة تشغيل الخط المنتظم لنقل المسافرين بين القاهرة وتونس، والتنسيق مع الجانب الليبي.

 

وفي مجال السكك الحديد، أبدى الجانب التونسي رغبة في التعاون في مجال البنية التحتية مع هيئة سكك الحديد المصرية، لا سيما إبرام اتفاقات للتعاون الفني في ميادين السلامة والهيكلة التنظيمية وصيانة السكك الحديد. ولهذا الغرض التقى وزير النقل المصري وزيرة التجهيز والإسكان والتهيئة التونسية، سميرة بلحاج خياش، حيث تبادلا وجهات النظر حول تنمية العلاقات الثنائية في قطاع البنية التحتية.

 

وأعرب منصور عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن هناك خبرات ثرية لدى الطرفين وإمكانات هائلة يمكن تبادلها والاستفادة منها. ووجه وزير النقل الدعوة إلى المستثمرين التونسيين لاستطلاع فرص الاستثمار الواعدة في قطاعات النقل في مصر. وأكد أن الحكومة تقدم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لأي مستثمر جدّي، خصوصاً من تونس.

 

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)

 


«آخر فيلم» للنوري بوزيد في عرض خاص:

تقنيــــات حديثــــة.. نعـــم، ولكن ماذا عن الوصايـــة علــى الجمهـــور؟

 
العرض الخاص لـ «آخر فيلم» الذي تم صباح الجمعة الماضي بقاعة اميلكار (المنار II) بالعاصمة ودعي له عدد من الاعلاميين هو بالطبع ليس العرض الاول لهذا الفيلم فشريط النوري بوزيد المتوج بالتانيت الذهبي للدورة الاخيرة لايام قرطاج السينمائية عرض خلال المسابقة الرسمية وكذلك اثر التتويج، مع ذلك فان الحدث احتفظ باهميته.. فرغم الاقبال الذي شهدته العروض الخاصة بالافلام التونسية المعروضة خلال ايام قرطاج السينمائية، فان قلة قليلة اتيحت لها مشاهدة الفيلم. من بين الاعلاميين الذين حضروا العرض الخاص هناك بالطبع من شاهد الفيلم من قبل ولكن هناك ايضا من لم يشاهده قبل عرض الجمعة. النوري بوزيد كان في استقبال الحضور كما ان العرض تم بحضور عدد من الممثلين خاصة من بينهم ابطال العمل وهم على التوالي لطفي العبدلي ولطفي الدزيدي وعفاف بن محمود وغيرهم الى جانب عدد من الفريق التقني للفيلم.   من شاهد فيلم «آخر فيلم» لاول مرة للنوري بوزيد لا بد انه لاحظ ان النوري بوزيد قد استبق الاحداث.. فقد لعب دور الناقد بامتياز.. ولا نتصور اننا اقدر من صاحب الفيلم على تقديم العمل للجمهور فالفيلم يقطع اكثر من مرة ليفسر لنا المخرج الاحداث وهدفه منها وخاصة طبعا من انتاج فيلم حول الموضوع المطروح كل ذلك على خلفية الصراع الذي خاضه مع بطل الفيلم «بهتة» او «شكري» اي لطفي العبدلي.. هذا الممثل الشاب الذي اكتفى النوري بوزيد باعطائه فكرة عن السيناريو دون ان يمنحه صورة عن دوره بالكامل مرّ كما فهمنا بعدة لحظات شك وتردد وهدد بعدم مواصلة التصوير كل ذلك تابعناه خلال مشاهدة الفيلم، فتداخلت احداث الشريط باحداث الواقع.. في كل مرة ينجح النوري بوزيد في اقناع البطل بمواصلة المشوار معه النتيجة معروفة والدليل ان الفيلم اكتمل ولم يلتجئ النوري بوزيد الى تغيير الممثل الرئيسي.   سوء الفهم   لكن لماذا اصر النوري بوزيد على تضمين فيلمه بتلك الصور التي تكشف ذلك الصراع الذي خاضه من اجل اقناع الممثل بمواصلة التصوير.   من الناحية التقنية انها صارت طريقة معتمدة خاصة في الخارج حيث يحاول المخرج وضع المشاهد المتلقي مباشرة في ظروف الانتاح لتسهيل عملية التلقي والتواصل بصفة افضل.   لكن يبدو لنا بخصوص «اخر فيلم» ان للموضوع صلة اساسية بهذا التمشي.. الاحداث تدور حول شاب تونسي من «الطبقة» الاجتماعية الضعيفة يعيش في صراع مع وسطه البيئي مع المجتمع ككل الذي لم يفهم طموحاته ولا توجهه نحو الرقص، مما يجعله لا يحلم الا بالهروب الى أوروبا عن طريق البحر اي عن طريق الهجرة السرية.. في الاثناء ترصده جماعة من المتطرفين وتنقض عليه لتحوّله باللين تارة وبالعنف تارة اخرى الى «فدائي» او الى شخص «انتحاري»  او بالاحرى كما ذكر في الفيلم، على اكثر من لسان الى «ارهابي» والى «قاتل».. وقد تولى هذه المهمة باقناع كبير في الفيلم الممثل لطفي الدزيري.   النوري بوزيد اضطر للتدخل في اكثر من مناسبة ليؤكد على موضوع الفيلم، انه وحسب قوله لا يهاجم الاسلام وهو ليس ضد الاسلام ولكنه يحاول فضح  تلك العملية التي تقوم بها بعض الاطراف لتجنيد الشباب التائهين في البلدان العربية.. بطل الفيلم كان خائفا من ردود افعال الجمهور وكذلك من الاطراف التي يدينها الفيلم وقال بالحرف الواحد انه لا يريد اداء دور «الخوانجي».   ربما يكون لتدخلات النوري بوزيد في الفيلم  اهداف مشروعة وقد تكون عدة اطراف قد استحسنت العملية لكن من منظورنا الخاص، فان النوري بوزيد قد يكون وجه اهتمام المشاهد قسرا وحرمه بالتالي من متعة اكتشاف الاحداث وتأويلها بطريقته الخاصة كما اننا لم نفهم بصراحة التحية الموجهة من المخرج الى لطفي الدزيري لقيامه بدور مختلف عن قناعاته..    تبدو خشية النوري بوزيد واضحة وكذلك بطلا الفيلم من ان يفهم الفيلم خطأ، ولكننا نخشى ان يكونوا قد بالغوا في ذلك.   فلا نخال الجمهور التونسي غير قادر على فهم مقاصد الفيلم خاصة وان وراءه رجلا يحذق صنعته جيدا. ولا نخال هذا الجمهور غير قادر على التمييز بين شخصيات في الفيلم وبين شخصيات حقيقية وهل مطلوب من الممثل ان يؤدي فقط شخصيات تحمل نفس القناعات تماما مثله حتى لا نقول اشياء اخرى؟!   الفيلم علِى كل وكما هو معروف حاز على ثلاث جوائز (التانيت الذهبي وجائزة افضل ممثل للطفي العبدلي وجائزة افضل دور نسائي ثانوي لفاطمة  سعيدان ولا نخال ان ذلك قد تم اعتباطيا ولا نظرا لتأثر لجنة تحكيم ايام قرطاج السينمائية بما اوحى به اصحاب العمل من مواجهتهم لمعاناته، وخوضهم لمغامرة قاسية كما فهمنا من تدخلات المخرج وانما لتوفر عدة عناصر من بينها جودة الاداء.   انتصار وخوف   ونعتقد من جهتنا ان نقطة  قوة هذا العمل السينمائي تكمن في جودة الاداء خاصة لدى كل من لطفي العبدلي ولطفي الدزيري اما فاطمة بن سعيدان فهي طبعا لم تعد تحتاج الى تنويه فهي ممثلة محترفة كأفضل ما يكون.. لكنه في مقابل ذلك، هو فيلم مشحون بالافكار وكأن صاحبه يريد ان يجعله فيلما ملحميا، حتى انك احيانا تشعر ازاءه انك في دوامة.   لا نشك طبعا في قدرة النوري بوزيد على اختيار المشاهد ولكن البعض منها خاصة تلك التي تطول كثيرا قد تشكل عبئا على المشاهد وعلى طاقته على الصبر.   وهذا طبعا يدفعنا الى التساؤل عن دور السينما وحول اسبقية الكلمة على الصورة والعكس صحيح. ان كان النوري بوزيد يسعى الى حث المشاهد على طرح الاسئلة والى النظر الى الواقع بطريقة اخرى فانه  نجح قي ذلك لامحالة حتى لو لم يتدخل في الفيلم أكثر من مرة لتوضيح وجهة نظره،، لا يمكن ان تخرج من قاعة العرض خاص الوفاض من كل شيء لا يمكن الا وان تقر بينك وبين نفسك بان «بهتة» هو ضحية مجتمع يعيش تناقضات صارخة بين معاصرة (هي فقط على المستوى الخارجي) وبين ماض يأبى تحرير الناس من ربقه، ضحية عنف الاب وضعف الام، ضحية واقع عربي مريض، ضحية الفضائيات العربية الخ..   الفيلم هو انذار وتحذير وهو انتصار للشباب وخوف عليهم، شباب قد ينقلبون بين لحظة واخرى..   المشهد الاخير من الفيلم حزين جدا.   الانفجار الذي ذهب ضحيته بهتة هو انفجار مادي ولكنه معنوي ايضا.. ثم ان «بهتة» لما احترق فقد ترك شقيقه الصغير وكأنه يمشي على خطاه.لكن حذار، ان كان المتفرج باحثا عن شيء من التسلية، فانه قد لا يجد الجواب في هذا الفيلم.   حياة السايب   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


وزيــر العـــدل وحقـــوق الانســان:

مكاسـب تشريعيــة كبيــرة لتمييــز المـرأة إيجابيـــا

 
سوسة ـ الصباح   اختتم السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان مساء الجمعة الندوة الوطنية للمرأة التجمعية الحقوقية التي نظمها التجمع الدستوري الديموقراطي حيث القى كلمة بالمناسبة اوضح فيها ان منظومة حقوق المرأة في تونس تعززت منذ التحول باصلاحات تشريعية كبيرة اذ اصبحت ترتكز على ثلاثة عناصر اساسية وهي اقرار التمييز الايجابي لصالح المرأة وتدعيم مكانتها داخل الوسط الاسري وتعزيز حضورها في الساحة الحقوقية.   واشار الى ان القانون المتعلق بالعمل نصف الوقت لفائدة المرأة يندرج في اطار التمييز الايجابي لصالح المرأة وليست له اي علاقة بقضية البطالة باعتبار مساهمته في تدعيم حقوقها داخل العائلة وتقوية الرباط الاسري وتثبيت اركان العائلة المتوازنة. كما وفر المشرّع عديد القوانين الاخرى التي وفرت الحماية الجسدية للمرأة وتأمينها من كل اشكال المساس بكرامتها على غرار ما جاء في القانون المتعلق بتجريم التحرّش الجنسي ضد المرأة مؤكدا ان تونس تطرح المشاكل وتجد لها الحلول وتتصدى لها قانونيا قبل استفحالها انطلاقا من ان حقوق المرأة هي جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان وان تعزيز مكاسبها يمثل احدى المقومات الاساسية لبناء المشروع الحضاري لتونس التحول.   واضاف انه حرصا على حماية حقوق المرأة ومكاسبها وتأمينها من كل اشكال الانتكاس، ارتقى الرئيس زين العابدين بن علي بمبادئ الاحوال الشخصية الى مرتبة دستورية.   وفي ما يخص القانون المتعلق باعفاء الهبات بين الاسلاف والاعقاب وبين الازواج من معلوم التسجيل النسبي، بيّن وزير العدل وحقوق الانسان ان ذلك يهدف الى مراعاة اهمية الروابط الاسرية في مجتمعنا وتيسير انتقال الاملاك بين هؤالاء الى جانب تيسير هذا النوع من العمليات.   واشار من جهة اخرى الى ما كرّسته القوانين الصادرة من ارضية بهدف ايجاد محيط عائلي سليم لتنشئة الطفل على غرار ما جاء به القانون المتعلق باسناد لقب عائلي للأطفال المهملين او مجهولي النسب حيث تم خلال السنة القضائية 2005 ـ 2006 تمكين 218 طفلا من هوية مكتملة فضلا عن اقرار بالابوّة لـ414 عن طريق التحليل الجيني.   واختتم الوزير مداخلته بالتطرق لتنامي حضور المرأة في الساحة الحقوقية فبين ان نسبة النساء القاضيات بلغت 29 بالمائة من مجموع القضاة، وتعتبر المرأة التونسية من اولى النساء العربيات اللاتي انخرطن في سلك القضاء التونسي، وتشغل النساء القاضيات اليوم مراتب قضائية سامية حيث توجد رئيسة اولى لمحكمة استئناف ووكيلة جمهورية، وهن يقمن بدورهن في جميع الخطط والوظائف القضائية على افضل الوجوه وبكل حياد ودون انحياز ولم ترد على وزارة العدل وحقوق الانسان اي شكوى في هذا الشأن.   كما تطور حضور المرأة المحامية ليبلغ نسبة 5،36% من مجموع المحامين بعد ان كان لا يتعدى نسبة 12% فقط كما يبلغ حضورهن في سلك عدول الاشهاد نسبة 26% من مجموع عدول الاشهاد فضلا عن وجود نسبة كبيرة منهن استاذات قانون في المجالين القانوني والحقوقي.   وقال الوزير في الختام ان رصيد المكاسب النوعية التي تحققت للمرأة التونسية في عهد التغيير جعلها في مقدمة فئات وشرائح المجتمع التونسي.    وتوجت هذه الندوة بتلاوة التقرير العام وارسال برقية لرئيس الدولة تتضمن عبارات الامتنان والاشادة لما تحقق لفائدة المرأة الحقوقية من مكاسب مع مناشدة سيادته مواصلة الاشراف على قيادة تونس وقبول الترشح لانتخابات 2009.   بشير الحداد   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


تصفية ملك الدولة والأراضي الاشتراكية:

مدارس… وحدات صحية… مساكن إدارية… أودية… سباخ ومساحات شاسعة من الأراضي تحت المجهر

 
تونس – الصباح   سعيا للرفع من نسق التصفية العقارية ستنكب لجان التحديد والاستقصاء خلال السنة الجارية على تصفية ملك الدولة الخاص ومن المنتظر أن تضع مدارس ومؤسسات عمومية ووحدات صحية ومساكن إدارية وأراضي اشتراكية تحت المجهر..   ونظرا لأن المسائل العقارية تحتل أهمية كبيرة في تنشيط الحركة التنموية باعتبارها قاعدة لتركيز المشاريع ودفع الاستثمار الخاص سيتواصل هذا العام بناء مقرات الإدارات الجهوية التابعة لوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية بالمهدية والقيروان ونابل وقابس وسليانة وبناء الإدارات الجهوية بباجة وسيدي بوزيد التابعة لإدارة الملكية العقارية..   وفي مجال تصفية ملك الدولة الخاص علمنا أنه تقرر تحديد 300 قطعة أرض و200 مسكن إداري ومؤسسات عمومية وتسجيل 120 مدرسة و200 مسكن إداري وتحديد وتسجيل 300 وحدة صحية.   أما بالنسبة لملك الدولة العام فينتظر خلال السنة الحالية تجزئة حوالي 80 رسما عقاريا تابعا للملك العمومي البحري وتحديد 744 كلم من مجاري الأودية ومحيط السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ومواصلة انجاز مشروع التطبيقات الإعلامية بربطها بالجهات ومشروع الخارطة الرقمية لأملاك الدولة.   الأراضي الدولية   وعملا على تصفية الوضعية العقارية للأراضي الدولية الفلاحية قصد إيجاد صيغ مثلى لاستغلالها وحسب ما ورد من معطيات  في الميزان الاقتصادي لسنة 2007 سيتم الانطلاق في مشروع الخارطة الرقمية لأملاك الدولة الفلاحية عن طريق إنجاز أرشيف رقمي بواسطة البرامج الإعلامية وذلك في إطار الجهود الرامية لإحكام التصرف في العقارات الدولية الفلاحية..   وستتواصل عمليات المراقبة والمتابعة لنحو ثلاثة آلاف هكتار وينتظر هيكلة 10 آلاف هكتار من الأراضي الدولية الفلاحية في إطار البرنامج الوطني لإعادة هيكلة الأراضي الدولية الفلاحية الرامي لتكثيف عمليات مراقبة هذه الأراضي والحد من التجاوزات..   كما سيتم القيام بالمعاينات الميدانية لنحو خمسة آلاف هكتار تهم بالخصوص التقاسيم الفلاحية القديمة في نطاق مشروع الأبحاث العقارية الشاملة بالنسبة للوضعيات العقارية القديمة وسيتم العمل على تصفية 12 ألف هكتار من الأراضي الاشتراكية وستة آلاف هكتار من أراضي الأوقاف الخاضعة لنظام الإنزال بدون إشهار.   بوهلال   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


تونس: الاعتماد على الغاز الطبيعي كبديل استراتيجي للنفط

 
تونس – صالح عطية   قررت الحكومة التونسية، الاعتماد على الغاز الطبيعي خلال المرحلة المقبلة، لتعويض الحاجة إلى البترول، بسبب الأسعار الملتهبة للنفط في السوق العالمية، وهو ما أثر على الموازنة التونسية على امتداد السنوات الثلاث الماضية. ووضعت الحكومة خطة في الآونة الأخيرة، تقضي بالترفيع من حصة الغاز الطبيعي، إلى مستوى 50 في المائة من مجمل الطلب الداخلي للطاقة في أفق العام 2012.   وانتهت وزارة الصناعة التونسية، من وضع خطة لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي في المدن، ترمي بالأساس إلى ربط ما يزيد على 10 محافظات جديدة ونحو 300 ألف تونسي، بشبكة الغاز الطبيعي قبل نهاية عام 2009، وستشمل عملية الربط، المراكز الصناعية والمواقع السياحية في محافظات عديدة سيما منها الموجودة في العاصمة والضواحي وفي مستوى المدن التي تعرف بـ « صناعية ».   وجاء قرار التعويل على الغاز الطبيعي كبديل عن النفط، بعد أن أدرك الخبراء والدوائر المعنية بهذا القطاع، أهمية الغاز الطبيعي في تطوير مشاريع مختلفة ربما كانت ندرة النفط أو قلته، معوقا أساسيا أمام تحقيقها..   وفي خطوة داعمة للتوجه الحكومي، قررت مجموعة « بريتش غاز » البريطانية العالمية، الترفيع مؤخرا في حجم استثماراتها في تونس إلى ما يزيد على مليار دولار، من أجل تلبية جزء من الحاجيات التونسية من الغاز الطبيعي الذي يعد مركز اهتمام هذه المجموعة منذ أكثر من عقدين من الزمن، خصوصا في ضوء الإقبال المتزايد على الغاز الطبيعي.   ومعلوم أن مجموعة  » بريتش غاز « ، تستثمر في أكبر حقل غازي في عرض سواحل صفاقس (جنوب العاصمة)، من خلال حقل « ميسكار » الذي يوفر نحو 50 في المائة من حاجيات البلاد من الغاز الطبيعي.   وشهد القطاع الصناعي في البلاد خلال الفترة الأخيرة، تزايد عدد الشركات المستثمرة في استكشاف الغاز والنفط وإنتاجه، حيث بلغت حوالي 50 شركة محلية وأجنبية، قدر حجم استثماراتها بـ 200 مليون دولار تقريباً.   وكانت مصادر حكومية أفادت في وقت سابق، تمكينها للعديد من الشركات العاملة في مجال استكشاف النفط والغاز، من نحو 40 رخصة للتنقيب، تغطي مساحة كبيرة في الشمال والجنوب، فيما سجل دخول نحو 10 استكشافات طور الإنتاج في الآونة الأخيرة، ينتظر أن تتمخض عنها حفريات لآبار جديدة وبالكثافة المطلوبة.   وأعربت مجموعة « روبرت ويلسن » الكندية المتخصصة في إنتاج الغاز مؤخرا، عن نيتها توسيع استثماراتها بهدف مساعدة تونس على الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتجنب مشكلات الارتفاع المتواتر في أسعار النفط في مستوى السوق العالمية..   الجدير بالذكر، أن تونس تستفيد بالتوازي مع ذلك من أنبوب الغاز الجزائري التونسي الليبي منذ عدة سنوات، فيما تشير بعض المعلومات إلى أن الاستثمارات في هذا القطاع ربما تشهد نسقا تصاعديا في الفترة القادمة، في ضوء توافر نوايا لمستثمرين أجانب، للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.   وتوجد شركات أجنبية عديدة تتولى التنقيب عن الغاز بموازاة تنقيبها عن النفط، على غرار شركات أمريكية ونمساوية وكندية، وذلك في أعقاب اتفاقيات وقعها وزير الصناعة التونسي مؤخرا مع مسؤولي هذه الشركات في تونس.   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


غذاؤك دواؤك … مستخلص من زيت الزيتون لعلاج سرطان الدم

 
  توصل فريق بحث تونسي بعد دراسة لتأثير مستخلصات لسبعة أصناف من زيت الزيتون التونسي إلى اثبات أن مستخلصات صنف محدد لم يكشف عن اسمه لها فاعلية كبيرة في منع تكاثر الخلايا المصابة والتي استرجعت خاصياتها لتصبح خلايا سليمة. ويقول الباحث المختار زروق رئيس الفريق: ان الفريق الذي تم تسجيل بحثه في الحادي عشر من شهر ابريل/نيسان الماضي براءة اختراع دولي يعمل حاليا على دراسة ميكانيكية عمل هذه المادة. واضاف ان فريق البحث أجرى بحوثه بمختبر خصائص وجودة زيت الزيتون بمركز البيوتكنولوجيا في القطب التكنولوجي في برج السدرية (ضاحية في جنوب تونس العاصمة) في اطار التعاون المشترك مع جامعة “سيكوتا” اليابانية.. وهو يسعى منذ اعوام عديدة ضمن هذا المختبر إلى اسكتشاف مواد بيوطبية مستخرجة من شجر الزيتون (أوراق وحبات وزيت) لاحتوائها على مكونات لها فوائد طبية واستشفائية خاصة منها عنصر “البوليفينولات” الذي يعتبر مادة مضادة للاكسدة وكابحة للجراثيم وقادرة على امتصاص الجذور الحرة او ما يعرف بانواع الاوكسجين الفعال بما يمكّن من التصدي لامراض السرطان وامراض تصلب الشرايين. كما اثبت فريق الباحثين في تجربة اخرى استخدم فيها مستخلصات الاصناف السبعة المذكورة من زيت الزيتون ان صنفين منها يحويان مواد فعالة ضد امراض الحساسية المختلفة.   (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الإمارات) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)

 
 

اهتمام الفضائيات العربية بالمغرب العربي.. ماذا وراءه؟

محمود معروف – الرباط

 

في الأعوام السابقة، كان سكان المنطقة المغاربية يشتكون من تجاهل الفضائيات المشرقية والخليجية لهم واستهانتها بما تعرفه بلدانهم من تطوّرات مهمة وانفتاح سياسي وثقافي واقتصادي. أما اليوم، تشتد حمى التنافس بين عدد من الفضائيات العربية لتغطية الأحداث المغاربية المهمة سعيا منها لإقناع ملايين المشاهدين بأسباب اهتمامها « المفاجئ » بالمنطقة.

 

تبحث الفضائيات العربية عن حدث مغاربي تسلط عليه الأضواء أو تجتهد في تغطيته لتُـقنع مشاهديها باهتمامها المفاجئ بالمنطقة، التي كانت تشكو دائما من تجاهل أشقائها لها وعدم إيلاء ما تعرفه بلدان المنطقة من تطوّرات كانت متميزة أحيانا خلال السنوات الماضية.

 

واهتمام الفضائيات العربية يحمل في طياته مفاجأة، نظرا لأن اهتمام المستثمرين العرب وأموالهم التي تدفّـقت على دول المنطقة كانت مفهومة الأسباب والدوافع. كما أن الظروف التي حفزت رأس المال العربي والخليجي، (تحديدا الخاص) للقدوم إلى هذه المنطقة التي كانت في العقود الماضية قِـبلة للمصالحات السياسية ومؤتمرات القمة العربية أو للترفيه والاستجمام.

 

فالأموال العربية بدأت تتدفّـق على دول المغرب العربي لِـما عرفته أسعار النفط العالمية من ارتفاع صاروخي بعد الحرب الأمريكية على العراق، والتي جاءت بعد هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وما حمَـلته تداعيات تلك الهجمات من تضييق على المواطنين العرب وحجز أموال مستثمرين كِـبار في الدول الغربية، وتحديدا في الولايات المتحدة.

 

وكانت مشاركة 15 شابا سعوديا من أصل 19 نفّـذوا هجمات 11 سبتمبر، طابع اتهام ضد العرب الخليجيين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فقد تبددت الامتيازات التي كانوا يتمتّـعون بها والإغراءات التي كانت تُـقدّم لهم، وحل محلها شك وتوقيف في المطارات وتمييز عنصري، وهي ممارسات لم تقتصر على السلطات، بل صدرت عن عدد من مواطني تلك الدول.

 

تدفق الاستثمارات والقنوات الفضائية

 

وفي ظل هذه الأجواء، جاء الإحتلال العسكري للعراق وكان من تداعياته ارتفاع لأسعار النفط ووفرة مالية أكبر حجما من الوفرة المالية التي عرفتها دول الخليج في أعقاب حرب أكتوبر 1973.

 

لقد كان طبيعيا ألاّ تتوجّـه هذه الوفرة المالية الطارئة إلى حيث توجهت في العقود السابقة، حين وجدت في السبعينات والثمانينات في دول المشرق العربي، الأردن وسوريا ولبنان (في ظل ما شهدته تلك البلدان من انفتاح وتسهيلات قانونية أمام الاستثمارات) وِجهة مناسبة.

 

لكن اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عام 2005 وما تلاه من توتر داخل لبنان وبين لبنان وسوريا، والتفجيرات التي عرفها الأردن كذلك، أشعر المستثمر العربي بعدم استقرار الأوضاع في دول المشرق، في وقت تعرف فيه دول المغرب العربي انفتاحا واستقرارا، وتحرص على تقديم تسهيلات مغرية.

 

مع تدفق أموال الاستثمارات، سارعت القنوات الفضائية العربية إلى تونس والمغرب والجزائر، تطلب فتح مكاتب أو تُـعلن عن توجيه برامجها لدول المنطقة. فقد أعلنت قناة ام بي سي، التي تملكها المملكة العربية السعودية، عن تخصيص موجة لبثها لمنطقة المغرب العربي، أطلقت عليها ام بي سي المغاربية. كما يتوقع، حسب ما أبلغت به مصادر دبلوماسية عربية سويس انفو، أن تفتح قناة العربية التابعة لنفس المؤسسة مكتبا إقليميا في المنطقة لإعداد برامج خاصة عنها، وكذلك الأمر بالنسبة لقناة دبي الفضائية وقناة ال بي سي اللبنانية.

 

كان يمكن ربط اهتمام الفضائيات العربية بالمُـتلقي في دول المغرب العربي بتدفق الاستثمارات الخليجية، لكن يتضح الآن أن هذه العلاقة غير متوفِّـر بعد تقييم ما تقدِّمه هذه الفضائيات، باستثناء قناة الجزيرة القطرية، من برامج إخبارية أو ثقافية أو ترفيهية.

 

وإذا كانت قناة الجزيرة قد أبدت اهتمامها بالمغرب العربي، قبل تدفّـق الاستثمارات ونجحت في استقطاب كفاءات إعلامية مغاربية وأولت لقضايا المنطقة حدا أدنى من الإهتمام وأمنت للشخصيات المغاربية حُـضورا على شاشتها، وبالتالي، كان إعداد نشرة مغاربية تُـبث من الرباط تطورا طبيعيا لهذا الاهتمام، فإن كل البرامج التي تقدِّمها القنوات الفضائية الأخرى بما فيها النشرات الإخبارية، لا زالت تتعامل مع المنطقة وقضاياها وهمومها بقدر ملفت من التجاهل.

 

غُـبن المشاهد المغاربي

 

في هذا السياق، يتوقّـف المراقبون في الشمال الإفريقي أمام أحداث مغاربية لم تُـولِـها القنوات الفضائية العربية، التي فتحت أو تنوي فتح مكاتب لها أو أعلنت عن تخصيص موجات للبث للمنطقة أي اهتمام، مثل إعلان المجلس الدستوري المغربي عن عدم دستورية القانون الانتخابي أو وفاة عشرات المواطنين المغاربة في منطقة خنيفرة بسبب البرد أو اجتماع الاتحاد الإفريقي في طرابلس أو عودة العُـنف المسلح إلى الجزائر، وحتى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الموريتانية. أما في مجال الترفيه، فإن « الإضافة » الوحيدة التي طرأت على برامج القنوات الفضائية الموجّـهة إلى المغرب العربي، تمثلت في بث المسلسلات المكسيكية المطولة…

 

ويشعر المشاهد المغاربي بغُـبن من القائمين على الإعلام العربي، خاصة العابر للحدود، وكيفية تهميشهم للمنطقة وقضاياها وإصرارهم على تجاهل ما تعرفه المنطقة من تطورات وأن الفضاء أصبح مفتوحا للجميع، وليس حِـكرا على جهة مُـعينة خصوصا وأن لديه القدرة على إجراء المقارنات بين الفضائيات العربية والقنوات الفرنسية.

 

فدول المغرب العربي، وإن كانت لم تصل بعدُ إلى الانفتاح الإعلامي الأوروبي، إلا أنها حقّـقت الكثير من التقدّم في هذا المجال، وخاصة في دولة مثل المغرب، بعد أن أعلنت عن منح القِـطاع الخاص حقّـه في البث التلفزيوني والإذاعي، ومُـنح الترخيص القانوني لعدد من الإذاعات الخاصة ومحطة ميدي 1 الفضائية، التي تبث منذ موفى العام الماضي باللغتين، العربية والفرنسية.

 

وحسب أوساط الميدان الفضائي بالمغرب، فإن اهتمام الفضائيات العربية ليس نابعا من اهتمامها بالمُشاهد المغاربي أو مرتبط بتدفُّـق الاستثمارات العربية، بقدر ما هو مرتبط بما يُـدركه القائمون على هذه الفضائيات من وجود سوق إعلاني واعد، وخاصة في السوق الجزائرية، بما تحمله من إمكانيات بعد أن أمنت إيرادات النفط والغاز بالأسعار المرتفعة للخزينة الجزائرية وفرة مالية، وقُـدرة الرئيس بوتفليقة على استثمار علاقات بلاده السياسية ساعدتها على التخلص من مديونيتها وفتح البلاد أمام استثمارات عربية وأوروبية وآسيوية.

 

لذلك، لم يتولّـد لدى المتلقي المغاربي أي حافز لاتخاذ فضائية من الفضائيات العربية الموجهة إليه، قناته المفضلة أو الأولى، لأنه لم يجد من إشارات توجّـهها إليه، إلا كلمة المغاربي أو المغرب العربي، التي أضافتها لإسمها وشارتها، وهو ما قد يعتبره نِـفاقا له، هو ليس بحاجة إليه بقدر ما هو بحاجة، إن كان داخل بلاده أو في المهجر، إلى جرأة ومعرفة في تناول قضاياه وعُـمق وجدِّية في معالجتها، وهو ما لم تصله الفضائيات العربية حتى الآن.

 

(المصدر: موقع « سويس إنفو » (سويسرا) بتاريخ 2 فيفري 2007)

الرابط: http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7483231&cKey=1170421936000

 

 


 

من نتائج الانغلاق الإعلامي الداخلي

فضائيات تغزو المغرب العربي

بقلم عبد الحق عباس

 

فضائيات جديدة ومكاتب إقليمية بإمكانات مادية ضخة ونشرات إخبارية خاصة هي صورة المشهد الذي بدأ يسود منطقة المغرب العربي، تسعى عبره كل جهة لكسب سوق المشاهدين المغاربة المقدر بأكثر من 90 مليون مشاهد تجر خلفها رهانات سياسية ومصالح اقتصادية وحسابات دولية متشابكة. لكن أيضا مالية في سوق إشهارية واعدة أصبحت تشكل أكثر من 50 % من سوق الإشهار الإعلامي في المنطقة التي لا تزال مجالا بكرا إلى أبعد الحدود، لم تطله الذراع العملاقة للمارد الإعلامي المعاصر، رغم تنوع الباقات العالمية المبثوثة شذر مذر. كما أن القنوات الفضائية العاملة في المغرب العربي قليلة العدد، تكاد تنحصر في قناة رسمية واحدة لكل قطر، إضافة إلى النزر القليل من القنوات الخاصة المستحدثة منذ بضع سنوات خلت.

 

المغرب العربي ساحة خصبة للتنافس الإعلامي، ذلك ما تبشر به مشاريع الفضائيات العربية، في وقت يُحتدم فيه التنافس خاصة بعد تخصيص قنوات تلفزيون خليجية وشرق أوسطية برامج خاصة لمشاهدي المغرب العربي، مثل « mbc » و« LBC » و »الجزيرة« …

 

السؤال الكبير المطروح الآن، ما هي ارتدادات هذا المشهد الجديد على المنطقة أين لا تزال أغلب دولها تغلق المجال السمعي البصري أمام الإعلاميين الخواص ؟

 

إن موجة القنوات الجديدة المخصصة لمنطقة المغرب العربي التي أطلقتها مؤخرا بعض الفضائية العربية – المشرقية تحديدا – هي بمثابة باب « النجدة » المشرقية للمغرب المتعطش إلى المعلومة وإلى الخبر.. زياد على أن الأمر يعتبر توسيعا للخدمة الإعلامية الإشهارية لها. في وقت يحتاج فيه المغرب العربي اليوم إلى « أطباق إعلامية » أخرى وإلى مزيد من الإفادة والفرجة والاستهلاك، ولعل الانتظار الطويل الذي عاشه ويعيشه أبناء المغرب للمادة الإعلامية المصورة، سيجعل برامج البث التجريبي مستساغة ومرحبا بها، فهي على الأقل تخفف آنيا، الإحساس بوطأة التجاهل والفراغ، حتى وإن كانت البرمجة مستنسخة من الفضائيات اللبنانية والخليجية عموما، أو مكررة على علاتها.

 

لقد تغيرت عدة معطيات في المشهد الإعلامي بالمغرب العربي منذ أن خصصت بعض القنوات الغربية مساحات كبرى ضمن شبكتها حول المنطقة مثل قناة فرنسا 2 (France 2) وقناة فرنسا 5 (France 5).. ونظرا لنجاح تجربة المحطة الإذاعية « ميدى 1 » لتغطية منطقة البحر الأبيض المتوسط فإنه تقرر بعث قناة تلفزية باسم « ميدى 1 سات » باللغتين العربية والفرنسية تبث برامجها من مدينة طنجة المغربية. وحسب رئيس القناة الفرنسي ببار كاسالتا فإن الهدف من إطلاق القناة  »نحن نريد أن نكون أول قناة إخبارية في المغرب العربي وبين الجالية المغاربية في أوروبا »، وذهبت الصحفية الجزائرية ليلى بوزيدي التي أسندت إليها مهمة تقديم النشرة الإخبارية العربية، إلى القول إنها انضمت إلى هذه القناة  »بسبب سمعة إذاعة  »ميدي 1 » التي يستمع إليها 40 % من سكان بلدي ». من جهة ثانية تتأهب مؤسسة تونسية لإطلاق قناة فضائية تحمل اسم « نسمة تي في » الكائن مقرها الإداري بامستردام (هولندا) ويتم بثها من باريس (فرنسا) كرد فعل على إغراق الفضائيات العربية في تيار الفن الشرقي وطمسها للهجات المغرب العربي. وكشفت مديرة الاتصال بالمؤسسة التونسية التي أشرفت على إعداد المكتبة الموسيقية للقناة قائلة : « اكتشفنا أن المغرب العربي يضم 2000 نوع موسيقي، وهذه ثروة لا تقدر بثمن« .

 

يبقى أن نؤكد أن التواجد الإعلامي المغاربي ضعيف – وهنا لا مجال للحديث على الإعلامي الموجه -، وأن جل ما يبث برامج ترفهية كأن بالمتلقي في حاجة إلى المنوعات والموسيقى فحسب، تركا المجال الخصب للقنوات الفضائية العربية لتستثمر مكانتها الريادية وتنهض بمهمة إصلاح حقل الإعلام المرئي والمسموع المترامي الأطراف، مثرية إياه بالبرامج الإخبارية والتحليلية الجادة دون الاكتفاء بالنغم والطرب وإثارة الغرائز.

 

فقد أحدثت « mbc » قناة خاصة بالمغرب العربي، صارت هي القناة الأجنبية الأولى من حيث نسب المشاهدة كما تقدرها بعض المصادر، وبعد نجاحها أعلنت مؤسسة الإرسال اللبنانية « LBC » استحداث قناة خاصة موجهة إلى شعوب المغرب العربي  »المغرب، تونس والجزائر »، كما هو الشأن بالنسبة لقنوات « LBC » أمريكا وأستراليا وأوربا، أما قناة المركز العربي للأخبار « anb »، فأضافت إلى نشراتها نشرة حول المغرب العربي، وذلك من أجل تسليط الضوء على الحدث السياسي والاقتصادي لكل منطقة عربية. وجاءت قناة الجزيرة، لتوسع مكتبها بالمغرب ليصبح مكتبا إقليميا شرع في بث خمسة وخمسين دقيقة من المغرب يوميا. المكتب يضم  »ستوديوه » مجهزاً بكل التجهيزات الحديثة، وهو عبارة عن نموذج مصغر لمحطة تلفزيونية، قد تكون مبرمجة في المستقبل.

 

ثم أتى الدور على مؤسسة دبي للإعلام لتقول أنها ستطلق قريبا قناة تلفزيونية جديدة موجهة لبلدان المغرب العربي تحمل اسم  »دبي المغاربية »، وقالت المؤسسة إنها أنهت كافة التجهيزات الفنية والإدارية لإطلاق القناة الجديدة، حيث باشرت قبل بداية السنة في إطلاق حملة ترويجية وتسويقية في بلدان المغرب العربي، من أجل التعريف بشبكة البرامج اليومية الحصرية والخاصة للقناة الجديدة في انتظار المرحلة التالية لانطلاق القناة التي ستشمل مجموعة منتقاة من البرامج ذات الخصوصية وستوجه لمختلف المشاهدين وفقا لتطلعاتهم، ويقدر مسؤولو المشروع أنه يهدف للوصول إلى أكثر من 60 مليون مشاهد سيتابعون القناة.

 

وما هذا إلا البداية والبقية تأتي، في ظل سيادة الصورة الوافدة التي لا يمكن أن لا تلبي حاجة المتلقي في المغرب العربي، والرؤية الخارجية لا تشبع نهم المشاهد، والنظرة المتعالية لن نجني منها إلا الحلول الانتهازية، الآنيّة، وشتان بين الذي يقوم بإطلالة عابرة على المنطقة مع مطلع كل يوم جديد وبين الذي يقضى أيامه ولياليه داخل معترك الحياة، ويلامس جسده وروحه أديم الأرض رغم التفتح الذي تشهده دولة أو دولتين فيما تظل البقية أسيرة قناة واحدة لا سبيل لمقارنتها بالقنوات الوافدة كونها غير موجودة في خريطة المنافسة التي اقتحامها الغير.

 

ويبقى المشاهد المغاربي تتجاذبه عديد القنوات التلفزيونية، خليجية كانت أو شرق أوسطية ومغاربية أيضا بل حتى الغربية، وهذا أمام العزلة المميتة والانغلاق والصمت المطبق للسياسة الإعلامية المحلية التي لا تريد غير « البوق المحلي » (القناة الواحدة) محطة له رغم أن التحدي المفروض على كل دولة مغاربية يحتم على كل واحد على حدى فتح هذا الملف بجد وجدية.

 

(المصدر: موقع « الشهاب » بتاريخ 29 جانفي 2007)

الرابط: http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1688

 

 


 

تقرير دولي ينتقد تأخر الحكم الراشد بالشرق الأوسط وأفريقيا

 
أحمد روابة-الجزائر   خلص تقرير دولي يعرض لأول مرة إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من تأخر كبير في « الحكم الراشد » والشفافية ومحاربة الفساد، مقارنة بمناطق أخرى من العالم. ونبه خبير البنك الدولي دانيال كوفمان في تقرير عرضه يوم السبت بملتقى نظمه البنك والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الجزائري، إلى أن الهوة تزداد اتساعا بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة، ودول شرق آسيا من جهة أخرى، التي تقترب شيئا فشيئا من دول الاتحاد الأوروبي في مجال الحكم الراشد. وأوضح كوفمان أن البنك الدولي اعتمد لتحديد الحكم الراشد مقاييس الحريات السياسية والمحاسبة والاستقرار وفعالية الحكومة ونوعية التشريع وسيادة القانون ومراقبة الفساد. وشملت الدراسة دول المنطقة خلال الفترة بين 1995 و2005، وخلصت إلى نتائج تضعها في ذيل الترتيب خلف دول أميركا الجنوبية، وبعيدا عن دول أوروبا الشرقية وشرق آسيا.   تأخر في الحقوق والحريات   كما بين التقرير تقدما في الشق الاقتصادي من الحكم الراشد، لكن التأخر لا يزال كبيرا في الشقين السياسي والمؤسساتي.   وأشار إلى ما حققته دول الخليج من كفاءة اقتصادية وتطور في المراقبة ومحاربة الفساد والرشوة، بفضل فعالية الحكومات. إلا أن الوضع في شمال أفريقيا ومصر لا يزال مقلقا.   ومن جهة أخرى، حققت دول أفريقيا تحولا إيجابيا في الحريات السياسية وبناء المؤسسات، على غرار الجزائر أو المغرب، إلا أن مستويات الرشوة والفساد والمحاسبة مازالت عالية، مما جعل الدول المعنية تعاني في الاستثمار والرخاء الاجتماعي.   وأكد كوفمان أن دراسات البنك الدولي تشير بوضوح إلى ارتباط التطور الاقتصادي وانتعاش الاستثمار بالحكم الراشد. فمراقبة الفساد ومحاربة الرشوة تزيد من إيرادات الحكومات، وتساعد على مكافحة الفقر، بينما يدفع ذوو الدخل الضعيف ثمن الرشوة والممارسات غير القانونية في الاقتصاد.   دور الصحافة العربية ويشير التقرير إلى أن تراجع حرية الصحافة في دول المنطقة لا يساعد على مكافحة الرشوة والفساد، ويجعل الممارسات غير القانونية والمشبوهة تفلت من أجهزة الرقابة. ولاحظ أن الصحافة في بلد مثل الهند وجنوب أفريقيا، والبرازيل لا تختلف كثيرا عن وضعها في أوروبا، بينما لا تزال في المنطقة العربية متأخرة. وألح على أن الحكم الراشد لا يمكن تحقيقه إلا إذا كان نابعا من الدولة نفسها ومن الشعب، وأنه ليس مادة تستورد. التقرير، الذي اعتبره رئيس المجلس الاقتصادي محمد الصغير بابس حلقة ضمن برنامج التعاون مع البنك الدولي، اعتمد على معطيات قدمتها 25 منظمة وهيئة دولية تعمل بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويغطي 213 دولة في العالم. وتعليقا على مضمون التقرير، قال ممثل منظمة ترانسبارنسي الدولية بالجزائر الجيلالي حجاج للجزيرة نت إن تنظيم الملتقى مبادرة جيدة تسمح بكشف الحقائق ومواجهتها أمام الرأي العام.   انتقادات للتقرير أما نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجزائر مصطفى مقيدش، فقد عاب على التقرير طول الفترة الزمنية التي تناولها، وقال إن بعض الدول مرت بفترات دقيقة ثم حققت تحولا سريعا، ولا يمكن تقييم وضعها بنفس الطريقة. وأوضح مقيدش أن الجزائر عانت من تراجع اقتصادي خلال التسعينيات بسبب العنف المسلح، إلا أنها عرفت تحولا سريعا منذ سنة 2000 بعد استرجاع الاستقرار السياسي، وشرعت في بناء المؤسسات الدستورية وتطوير الاقتصاد. وأشار مشاركون في الملتقى إلى أن التقرير لم يتناول تأثير الرشوة والفساد بالدول الغربية والمتقدمة على مبادرات الإصلاح التي تشرع فيها الدول النامية، ومنها دول المنطقة العربية. وأكدوا أن الشركات متعددة الجنسيات اكتشف تورطها في ممارسات غير قانونية ومشبوهة، مما يزيد من صعوبة تدعيم مؤسسات وهيئات المراقبة.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (قطر) بتاريخ 4 فيفري 2007)


 

من البنك التجاري إلى البنك الانتحاري

 
بقلم: برهــــان بسيّــــس بعد مقال نشرته حول التشغيل ورهاناته خاصة في القطاع العمومي والدعوة لاعطاء البعد الاجتماعي لخيارات الدولة في هذا المجال الاولوية الاساسية في آلية الانتداب والادماج اتصل بي شاب من اصحاب الشهائد العليا مفصحا عن اقتناعه صحبة فريق واسع من زملائه بكل ما يقدم في هذا الظرف من تحليل وتبرير وتفسير وتنظير لتغيّر البنية التقليدية لسوق الشغل وتحول الدور التشغيلي للدولة من مساهم أول ووحيد الى شريك محكوم بخصوصية الظرف ومحدودية آلية التدخل. قال لي الرجل: «لقد اقتنعنا بالطرح الجديد وسكنتنا القناعة ان الدولة التي وفرت لنا فرص التعليم منحتنا قدرة خوض مغامرة الشغل بعقلية البحث والابتكار وخلق المشاريع خارج الدائرة الاتكالية علِى التفاتة القطاع العام وآمنّا ان هناك فرصا حقيقية لاقتحام عالم بعث المشاريع وتجسيد الكلام الجميل عن التشجيع الكامل والمغري على خوض هذه التجربة التي تعتبر في ظل واقع الهيكلة الجديدة لاقتصاديات البلدان الشبيهة ببلدنا الافق الوحيد لتطوير التشغيلية واستيعاب طلابها، اقتنعنا بكل الاجراءات التي وضعتها الدولة من اجل التشجيع على بعث المؤسسات من بنوك  للتمويل وقوانين للدعم وهياكل للتوجيه وخطاب دعائي للاغراء والتفسير. بعد كل هذه الجاهزية النفسية بدأت المغامرة بانجاز دراسة الجدوى لمشروع في مجال الخدمات المعلوماتية ضمن قطاع من اكثر القطاعات التي تراهن عليها الدولة.   لقيت الدراسة استحسان وموافقة بنوك الضمان والتمويل التي بعثتها الدولة لتشجيع مشاريع بعث المؤسسات بالنظر لاستيفاء المشروع لكل مقدمات النجاح من وجود سوق جاهزة وشراكة اجنبية متحمسة وطاقة تشغيلية تفوق نسبة خمسين موطن شغل معظمها لاستيعاب اصحاب الشهائد وخبرة علمية ومهنية لصاحب المشروع (اي صديقنا المتحدّث).    تمكن المشروع من الحصول على موافقة بنك تمويل المؤسسات الذي اعطى موافقته على ملف كامل متكامل تقدم به صاحبه مجهزا بالحماس والثقة في خطاب ما فتئ يقنع الشباب بالاندفاع في اتجاه عالم الابتكار وبعث المؤسسات الخاصة.    انتهى الملف امام لجان بنوك تجارية تملك الدولة النسبة الأكبر من اسهمها، انتظر منها صاحبنا اقتراضا معقولا لتوفير التمويل اللازم للمشروع بعد ان تقدم باسهامه الخاص وبموافقة بنك تمويل المؤسسات، الاجابة كانت صارمة وحازمة، لا يمكن لنا اقراضك ايها الواهم الشاب عفوا ايها الباعث الشاب لانك لا تملك ضمانا عينيا: منزلا او قطعة ارض ولسنا مستعدين لمعرفة مشروعك او أصل مشروعك او فصله ونسله ونوعه مادام شرطنا الاول والاخير لا يتوفر في ملفك!!   ردد الشاب امامي بنبرة احباط عميق: « بأي منطق يطلب مني ان اكون صاحب املاك بهوية باعث شاب في بداية الطريق، ما الحل يا صديقي اذا اغلق امامي وامام غيري طريق القطاع العام وطريق بعث المشاريع الخاصة بمثل هذه التبريرات، خوفي ان يكون الخيار الاخير طريقا ثالثا عنوانه اليأس والمجهول بنوكه سخية وانتداباته مفتوحة بدون تعقيد. لا يشترط كغيره ألا يقرض الا الاغنياء بل يهوى الفقراء والمستضعفين والضائعين!!»   الطريق المذكور خطير ومرعب، رجاء لا تدفعوا شبابنا نحو اليأس والاحباط، هناك حيث ينتظرهم مقاولون مختصون في الاستثمار فقط وحصريّا في سوق اليأس وانهيار الطموحات حيث الطريق المعبّد من البنك التجاري الى البنك الانتحاري لا قدر الله!!!   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 4 فيفري 2007)


تغييب السياسة عن المجتمع العربي

 
توفيق المديني لم يشهد العالم العربي هذه السيرورة الطويلة من تحديث السياسة ، لأن الدولة العربية المعصرنة التي قامت في مرحلة ما بعد الكولونيالية كانت تجهل وتتجاهل الديمقراطية السياسية، باعتبارها سيرورة نمو المجتمع المدني، مع فكرة الإنسان ومفهوم التاريخ والتقدم. وفضلاً عن ذلك حظرت هذه الدولة العربية ممارسة السياسة على الصعيد الداخلي، وألغت حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن، علماً أن هذه الأخيرة هي التي تنتج حرية الفئات والطبقات الاجتماعية والأحزاب والحركات السياسية المعبرة عنها وليس العكس، وهي التي تنتج مفهوم الشعب، الذي ينتج السياسة، والذي تقوم وحدته الحقيقية الواقعية بوحدة الكثرة والاختلاف والتعارض. فالسياسة العقلانية هي الكل التي تقوم على الاختلاف والتعارض الأساسي المنطقي والتاريخي للديمقرطية والتقدم، وإلا فلا منطق ولا معقولية ولا سياسة. ولما كانت هذه الدولة العربية قد قلصت المجال السياسي للمجتمع وجعلته حكراً على النخبة الحاكمة والمسيطرة على السلطة ليطابق حدود الهوية الحصرية للحزب الحاكم، أو العائلة أو الطائفة الحاكمتين، أي الاستبدادية بطبيعتها، والمصادرة لحق المعارضة في العمل السياسي، فإنها بالمقابل صاغت المجتمع المدني على صورة الحزب المهيمن بمفرده الضيقة والحصرية. وبدل أن تتموقع هذه الدولة العربية في مصاف الكليات كتعبير عن الشأن العام وعن الكل الاجتماعي، أو بوصفها السياسي والحقوقي عن المجتمع المدني وعنوان وحدته، نجدها تعيد إنتاج الأنماط التقليدية في السلطة، العشائرية، والجهوية، والطائفية والنخبوية الأوليغارشية، وتحول الصراع السياسي في المجتمع إلى اقتتال اجتماعي، أو حرب أهلية تمزق النسيج الاجتماعي وتودي بالمجتمع والدولة، على حد سواء. علماً أن ممارسة الصراع السياسي في ظل سيادة العقلانية على نطاق العلاقة الجدلية بين السلطة والمعارضة، يعني في أحد معانيه الانشقاق الذي يولد الوحدة، والشر الذي ينتج الخير، والصراع الذي ينتج التقدم، وليس ذلك النوع من الصراع على البقاء كصراع الحيوانات في الغابة. وأكدت التجربة العربية خلال العقود ما بعد الكولونيالية أنه عندما تخفض السياسة من مستوى العام إلى مستوى الخاص المكتفي بذاته الطبقي، والجهوي، والحزبي الضيق، والطائفي، وتلك هي الحال في ظل الدولة التسلطية العربية، يكون المجتمع قد كف عن إنتاج السياسة، وتكون عملية تهميشه قد بلغت مداها من خلال تذرر المجتمع. ولما كانت الدولة التسلطية قد ألغت المجتمع العربي من إنتاج السياسة، وأطّرت الانتخابات العامة التي تجري في هذا البلد أو ذاك لخدمة أهداف ومصلحة هيمنة الحزب الواحد، وعدم السماح حتى بهامش من المنافسة والترضيات المحدودة للمعارضات الرسمية، وألغت أيضاً أنشطة مختلف تكوينات المجتمع المدني، والتيارات الفكرية والحريات السياسية المتنامية في صلبه التي تعمل في المجال الفكري السياسي، بما فيها التيار الإسلامي المستنير الذي يشكل بعداً فكرياً وثقافياً وإيديولوجياً وسياسياً في الواقع العربي، وينتمي إلى المجتمع المدني، فإن هذه الدولة قد ألغت نفسها كدولة، وتحولت إلى سلطة غاشمة، تعتبر أن الحزب المهيمن، أو العائلة، أو الطائفة الحاكمة فيها، يمثل الحلقة المركزية في جميع أشكال التمثيل السياسي، وهذا ما أظهرته تجارب عدة بلدان عربية بوجه خاص. علينا أن نعي أن نزع السياسة من المجتمع العربي ينبع من سيادة الرؤية الحصرية والاستبدادية والواحدية في إيديولوجية الدولة التسلطية العربية التي تنصب نفسها كلاً أو نفسها محل الكل، وتطرد الآخرين من عالمها، ولا تنظر إلى الاختلاف إلا على أنه مروق وكفر وإضعاف لوحدة الجماعة السياسية في أحسن الظروف، وتعطي نفسها من الحقوق والامتيازات ولا سيما امتياز تمثيل الطبقة أو الشعب أو الأمة، ماتنكره على غيرها. هذه الدولة التسلطية العربية تقلص المصلحة العامة والشأن العام حتى ينطبق على مصالحها الخاصة النخبوية، وشأنها الخاص، وتقلص الوطن إلى حدود سلطتها، فلا يبقى من مكان للآخر المختلف عنها أو المعارض السياسي سوى القبر، أو النفي داخل الوطن أو خارجه. ويصبح كل معارض لها معارضاً للوطن والشعب والأمة، للإسلام أو القومية أو الاشتراكية، فيصبح نفي التعدد نفياً للوحدة، ونفي الاختلاف نفياً للتشابه والتماثل، ونفي الكل ضياعاً للكل والجزء معاً. وترفض إيديولوجية الدولة التسلطية العربية تصور المجتمع أو الشعب العربي أنه مؤلف من فئات وطبقات اجتماعية تختلف مصالحها، وتتعارض، ومن تيارات فكرية وثقافية وإيديولوجية متباينة ومتعارضة أيضاً، ولا تعترف بحقوق المعارضات السياسية، وبذلك تتم إعادة إنتاج الاستبداد، وإخراج الشعب من عالم السياسة، ولا سيما من عالم الدولة التي يعبر مفهومها وواقعها عن الشأن العام المشترك بين جميع المواطنين. كما أسهمت أيضاً ضآلة الطبقة السياسية العربية الحاكمة، وهشاشتها واختراقها من قبل الدوائر الامبريالية، وطابعها النخبوي، فضلاً عن تأخر وعيها الايديولوجي السلفي والاغترابي الغربي بوجه عام، في نزع السياسة من المجتمع العربي. إن مفهوم السياسة، باعتباره الحقل العام الذي تتخذ فيه التعارضات الاجتماعية، طابعاً عاماً، وتحل فيه بالطرق السلمية التوافقية – والمجتمع المدني، والدولة الديمقراطية، وصراع الطبقات، محصلة ضرورية أي منطقية من أجل تحقيق حرية الفرد، وحقوق الإنسان والمواطن، والمساواة الحقوقية لا الأخلاقية بين المواطنين بصرف النظر عن الواجبات، حيث إن مساواة المواطنين أمام القانون تشكل أساس الموقف العقلاني من الآخر، لاسيما في مجال الأحزاب، والانتماءات السياسية إلى المعارضة، وأسس السياسة كفاعلية اجتماعية، التي يتخذ فيها التنافس بين الأفراد والتعارض بين الفئات والطبقات، والصراع بين الاتجاهات الايديولوجية والأحزاب السياسية طابعاً مدنياً وحضارياً سلمياً. ولا يمكن استئصال شأفة العنف من الحياة العربية، ومن العلاقات الاجتماعية إلا بتحقيق مساواة المواطنين أمام القانون، ورؤية حق السلطة أنه نابع من حق المعارضة السياسية في الوجود والنشاط، واعتبار الحياة الاجتماعية قوامها الصراع السياسي، بوصفه صراع الأضداد الذي ينتج حالة نوعية جديدة أرقى وأفضل، يجب أن يتم في حقل الثقافة، وفي مؤسسات المجتمع المدني، وأجهزته الايديولوجية، كالأحزاب، والصحافة، والجمعيات، والنقابات، باعتبارها ميدان الضرورات التي لا بد منها من أجل عودة إنتاج السياسة في المجتمع، واستنهاض الحركة الشعبية، القادرة هي وحدها على صنع السياسة.
صحيفة الخليج :رأي ودراسات آخــر تحديــــث 2007-02-04

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  » ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي « 

رحيل الأب الروحي للجالية المسلمة في الدانمارك

 

 
ودعت الجالية المسلمة في الدانمرك, إمامها الأول , وقائدها الروحي إلى مثواه الأخير , فضيلة الشيخ الداعية الكبير أحمد أبو اللبن رحمه الله , عن عمر ناهز الستين سنة قضاها داعيا إلى الله سبحانه وتعالى مدافعا عن دينه ووطنه السليب فلسطين, ومنافحا عن حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام , وقد ظهر ذلك جليا في أزمة الرسومات المسيئة , وشهد العالم بأجمع , كيف تعامل شيخنا مع الحادثة, فتصرف بشجاعة فائقة, لم يهادن ويجامل على حساب عرض رسول الله صلى عليه وآله وصحبه وسلم, فكان يجوب الدانمرك طولا وعرضا يصدع بالحق لايخشى في الله لومة لائم . عرفه كل من التقاه بدثامة خلقه ومرحه ومداعباته التي تدخل السرور إلى القلوب وبلباقته  وابتسامته في لقائه لمحبيه ومخالفيه كان صاحب مثل وفضائل, كلها تنبع من شعب الإيمان التي تربى عليها, إذا حدث صدق, وإذا وعد أنجز, وإذا اؤتمن أدى, وإذا عاهد وفى, وإذا خاصم أنصف, وإذا أوذي صبر, وإذا أسيء إليه غفر . لقد مات أبو عبدالله ولم يمت, ورحل عن دنيانا ولم يرحل , فهو حي باق بآثاره ومآثره التي , فأبو لبن لم يفتقده إخوانه واصدقاؤه وتلامذته فحسب, بل المرأة المطلقة والأرملة والمسكينة , والشاب المنحرف الضائع الفاقد للموجه, كل هؤلاء بكوه لأنه  كان ملاذهم بعدالله , يشكون همومهم إليه فيجدون منه الحنان والشفقة والتوجيه السليم, وبالباقيات الصالحات تخلد في الناس ذكره , ويطول عمره بعد وفاته عند الخلق ,قال شوقي رحمه الله : دقات قلب المرء قائلة له ـــــ إن الحياة دقائق وثوان      فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ـــ فالذكر للإنسان عمر ثان كان أبو عبد الله من الرجال الأفذاذ الذين يجود بهم القدر ما بين الحين والحين, ليسدوا الثغرات, ويؤدوا الأمانات , وينصروا رسالات الله . ولهذا لانعجب إذا ذرفت عليه الدموع عبرات , وذهبت النفوس حسرات, وتوقدت القلوب جمرات, ما إن علم المسلمون من كل أنحاء الدانمرك وشمال أوروبا, نبأ وفاته حتى تقاطروا شيبا وشبانا نساءا ورجالا كبارا وصغارا إلى المستشفى الذي توفي فيه يودعونه بنظراتهم وبعبراتهم, وفي اليوم التالي أغلقت الشوارع والأزقة المحيطة بمسجده حيث صلي عليه, وفي المقبرة لاتسمع الا النحيب والبكاء, مرددين لمن تركتنا يا أبو عبد الله, لقد بقينا أيتاما بعد فراقك أيها الحبيب الراحل لعمرك ماالرزية فقد مال ـــ ولا فرس يموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر ــــ يموت بموته خلق كثير وحسبك أيها القارئ الكريم دلالة على حسن خاتمة هذا الرجل الذي لانزكيه على الله, أن يبقى طيلة يومه يعيد الشهادتين, وقبيل وفاته بثوان ينهي قراءة سورة يسن رفقة زوجته, وكان يصحح لها خطأها إذا حرفت, وبعد الإنتهاء من التلاوة أغمض عينيه فظنت نومه, وإذا بها تفاجأ بأنها النفس الأخير . رحمك الله أباعبد الله , لا تجد رجلا أوإمرأة إلا أثنى عليك خيرا,والسنة الخلق أقلام الحق , والناس شهداء الله في أرضه  , روى الشيخان عن انس رضي الله عنه  » مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال صلى الله عليه وسلم وجبت  » ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا, فقال وجبت  » فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال :  » هذا أثنيتم عليه خيرا , فوجبت له الجنة , وهذا أثنيتم عليه شرا, فوجبت له النار,أنتم شهداء الله في الأرض . رحمك الله أبا عبد الله , توقفت عند هذا المصاب الجلل على مسلمي الدانمرك وقلت في نفسي : ما أكثر مصائب المسلمين في هذه الأيام وما أعظمها ! ولكن المصائب تتفاوت وتختلف … ألا وإن من أكبر ماتصاب به الأمة موت علمائها ودعاتها العاملين الذين هم قدوتها ومصابيحها في وقت نحن في أمس الحاجة للإستنارة والإستضاءة من هذه المصابيح في زمن العتمة . إن رحيل داعية بحجم شيخنا الحبيب , وخصوصا في ديار الغربة لأمر مؤثر ومحزن, إذ بذهابه يلثم جدار العلم ولا يلتئم نقصه إلا بعالم آخر يحمل الراية من بعده … وهيهات ذلك في الدانمرك إلا أن يتغمدنا الله برحمته , وفي الخبر الصحيح : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال » إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا  » متفق عليه. لا ريب ولا شك بأن وفاة شيخنا أبي عبد الله هي مصيبة عظمى ورزية كبرى لمسلمي الدانمرك … وليس من عادتي في مثل هذه المناسبات أن أزيد الجراح نزيفا والأ لم عمقا, لكني لست مبالغا إن قلت إن هذا الحدث ملأ كيان كل أبناء الجالية المسلمة في أوروبا وخاصة في الدول الإسكندافية كلها, فامتزجت أحزان الفراق الأبدي مع أحزان الغربة لفراقه . كان الراحل الكبير عاشقا للدعوة , وخطيبا مفوها, سيظل منبره في مسجد التوبة يبكيه , ويئن لفراقه , لأن أماكن العبادة تحن لعبادة الصالحين , فما بالكم برجل أفنى عمره, يدافع عن حقوق الجالية المسلمة ويدعوهم إلى الإندماج الإجابي الذي يحفظ العهود والهوية الإسلامية . أسأل الله أن تكون دروسه ومواعظه ودعوته وخدماته للجالية ذخرا له عند ربه, وأن يتقبله قبولا حسنا , ويلهمنا وذويه الصبر الجميل , قال تعالى  » وماكان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا  » اللهم ألحقنا به مؤمنين موحدين لا فاتنين ولا مفتونين .
 
عبد الحميد الحمدي ـ رئيس مجلس الشورى ـ المجلس الإسلامي الدنماركي

 


السـور المفتراة في قرآن الرافضة المزعوم

بسم الله الرحمان الرحيم

 
{وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَ كُفْراً وَ أَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَ اللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} إن أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي – الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320هـ أن دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله، و هو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف الأشرف بأقدس بقعة عندهم – هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ و هو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي -رضي الله عنه و أرضاه و لعنة الله على من عاداه- كتاباً سماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة و مجتهد يهم في مختلف العصور، بأن القرآن قد زيد فيه و نقص منه (( طبعاً المصحف الذي بين يدينا الآن )) و قد طبع كتاب الطبرسي  في إيران و عند طبعه قامت حوله ضجة، لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً بين خاصتهم، و متفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم، و أن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد تطبع منه ألوف النسخ و يطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، و لما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات، خالفهم فيها مؤلفه و ألف كتاباً أخر سماه ( رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) و قد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، و قد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن الكريم محرف بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف. و مما استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص بالقرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها الشيعة ( سورة الولاية ) مذكور فيا ولاية علي (رضي الله عنه و أرضاه و لعنة الله على من عاداه) وهو ما يثبت تحريفهم للقرآن … : النص  ((( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ا بالنبي و الولي اللذيّن بعثنا هما يهديانكم إلى الصراط المستقيم @ نبي و ولي بعضهما من بعض و أنا العليم الخبير @إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم @ و الذين إذا تليت عليهم آياتنا كانو بآياتنا مكذبون @ إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين@ ما خلفتهم المرسلين إلا عني و ما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب و سبح بحمد ربك و عليّ من الشاهدين))). تعالى الله عم يقولون و يفترون. هذا ما يثبت أن عندهم مصحف غير الذي لدينا فيه سور كاملة و ليس آيات .    و هذه أيضاً سورة النورين المزعومة في قرآن الرافضة. و من الملاحظ كثرة الأخطاء القواعدية بها و بعد اسلوبها عن اسلوب كتاب الله: يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم . إن الذي يوفون ورسوله في آيات لهم جنات نعيم . والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم و ما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم . ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم. إن الله الذي نور السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه. يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم. إن الله قد أهلك عادا وثمودا بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون. وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين . ليكون لكم آيته وإن أكثركم فاسقون . إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم . يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون . قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون . مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم . إن الله لذو مغفرة وأجرعظيم وإن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين. وكرمناه على أهلك أجمعين . فإنه وذريته لصابرون وإن عدوهم إمام المجرمين . قل للذين كفروا بعدما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله رسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون . يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتولاه من بعدك يظهرون . فأعرض عنهم إنهم معرضون . إنا لهم محضرون . في يوم لا يغني عنهم شيئا ولا هم يرحمون . إن لهم في جهنم مقاما عنه لا يعدلون . فسبح باسم ربك وكن من الساجدين . ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل . فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون . فاصبر فسوف يبصرون .ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين . وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون . ومن يتولى عن أمري فإني مرجعة فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسأل عن الناكثين. يا أيها الرسول قد جعلنا لكم في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذ وكن من الشاكرين . إن عليا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه . قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سيجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون . إنا بشرناك بذريته الصالحين . وإنهم لأمرنا لا يخلفون فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتا ويوم يبعثون . وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين . وعلي الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الفرقان آمنون والحمد لله رب العالمين. فما قول الشيعة الروافض في هذا ؟؟ أبو الوليد التونسي (منقول بتصرف)  

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.